Abstract image of a woman sitting on books and studying on a laptop

40

K
kotob arabia

يتناول الكتاب 'تلبيس إبليس' للعلامة ابن الجوزي كيفية مواجهة الإنسان لتحديات الشيطان ووساوسه التي قد تؤدي إلى المعاصي والابتعاد عن الطريق المستقيم. يُبرز المؤلف أهمية التقرب إلى الله والتمسك بالإخلاص، حيث يُبين مداخل الشيطان ووسائل خداعه للمسلمين. يعتبر الكتاب مرجعًا هامًا للدعاة والطلاب للوعي بمكائد الشيطان وتجنب البدع.

Education
1 of 523
Download to read offline
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
206
207
208
209
210
211
212
213
214
215
216
217
218
219
220
221
222
223
224
225
226
227
228
229
230
231
232
233
234
235
236
237
238
239
240
241
242
243
244
245
246
247
248
249
250
251
252
253
254
255
256
257
258
259
260
261
262
263
264
265
266
267
268
269
270
271
272
273
274
275
276
277
278
279
280
281
282
283
284
285
286
287
288
289
290
291
292
293
294
295
296
297
298
299
300
301
302
303
304
305
306
307
308
309
310
311
312
313
314
315
316
317
318
319
320
321
322
323
324
325
326
327
328
329
330
331
332
333
334
335
336
337
338
339
340
341
342
343
344
345
346
347
348
349
350
351
352
353
354
355
356
357
358
359
360
361
362
363
364
365
366
367
368
369
370
371
372
373
374
375
376
377
378
379
380
381
382
383
384
385
386
387
388
389
390
391
392
393
394
395
396
397
398
399
400
401
402
403
404
405
406
407
408
409
410
411
412
413
414
415
416
417
418
419
420
421
422
423
424
425
426
427
428
429
430
431
432
433
434
435
436
437
438
439
440
441
442
443
444
445
446
447
448
449
450
451
452
453
454
455
456
457
458
459
460
461
462
463
464
465
466
467
468
469
470
471
472
473
474
475
476
477
478
479
480
481
482
483
484
485
486
487
488
489
490
491
492
493
494
495
496
497
498
499
500
501
502
503
504
505
506
507
508
509
510
511
512
513
514
515
516
517
518
519
520
521
522
523
40
‫‪ ‬‬ ‫ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻱ‬ ‫ﺗﺤﻘﻴﻖ‬ ‫د. ﻳﺤﻴﻰ ﻣﺮاد‬
‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
‫-٨-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ، ﳓﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ﻭﻧﺴﺘﻬﺪﻳﻪ، ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ‬ ‫ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ، ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻓﻀﻞ ﻟﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻯ ﻟﻪ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﺭﲪﺔ ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ، ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﲨﻌﲔ..‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﰱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﺻﺮﺍﻉ ﻭﻋﺪﺍﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻠﻌﲔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﻋﺪﻭ ﻓﺎﲣﺬﻭﻩ ﻋﺪﻭ‪‬ﺍ ﺇﳕﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺣﺰﺑﻪ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺴﻌﲑ﴾ ]ﻓﺎﻃﺮ: ٦[.‬ ‫ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﺪﻭﺍ ﻟﻪ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻮﻗﻌﻪ ﰱ ﺍﳌﻌﺎﺻﻰ،‬ ‫ﻭﳛﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﰱ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ.‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺴﺘﻌﺮﺓ، ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ‬ ‫ﲨﻴﻊ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺳﻬﺎﻡ ﻭﺧﻴﻞ ﻭﺃﺳﺮ ﻭﺭﻓﻊ ﺭﺍﻳﺎﺕ)١(... ﺍﱁ.‬ ‫ﻭﻻ ﳒﺎﺓ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ﻭﻣﻜﺎﺋﺪﻩ ﺇﻻ ﺑﺪﻭﺍﻡ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻷﺳﺒﺎﺏ‬ ‫ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ، ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻗﺒﺎﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﰱ ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﻭﺳﻜﻨﺎﺗﻪ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﺑﺬﻝ‬ ‫)١( ﰱ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ: ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ‪ ‬ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻬﺎﻡ ﺇﺑﻠﻴﺲ«.‬ ‫ﻭﰱ ﺍﳋﻴﻞ: ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﴿ﻭﺍﺳﺘﻔﺰﺯ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺼﻮﺗﻚ ﻭﺃﺟﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲞﻴﻠﻚ‬ ‫ﻭﺭﺟﻠﻚ ﻭﺷﺎﺭﻛﻬﻢ ﰱ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﻋﺪﻫﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺪﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻻ ﻏﺮﻭﺭﺍ﴾ ]ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ:‬ ‫٤٦[. ﻭﰱ ﺍﻷﺳﺮ: ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ‪ e‬ﻷﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﳛﺮﺱ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﺎﻝ: »ﻣﺎﺫﺍ‬ ‫ﻓﻌﻞ ﺃﺳﲑﻙ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ«.‬ ‫ﻭﰱ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺮﺍﻳﺎﺕ: ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ‪» :e‬ﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﳜﺮﺝ ﺇﻻ ﺑﻴﺪﻩ ﺭﺍﻳﺘﺎﻥ ﺭﺍﻳﺔ ﺑﻴﺪ ﻣﻠﻚ ﻭﺭﺍﻳﺔ ﺑﻴﺪ‬ ‫ﺷﻴﻄﺎﻥ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺧﺮﺝ ﳌﺎ ﳛﺐ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﺮﺍﻳﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﲢﺖ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﳌﻠﻚ ﺣﱴ ﻳﺮﺟﻊ‬ ‫ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﺇﻥ ﺧﺮﺝ ﳌﺎ ﻳﺴﺨﻂ ﺍﷲ، ﺍﺗﺒﻌﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﺮﺍﻳﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﲢﺖ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﱴ ﻳﺮﺟﻊ‬ ‫ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ«.‬
‫-٩-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﺳﻠﻄﺎﻥ﴾‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ؛ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰱ ﺿﻤﺎﻥ ﴿ﺇﻥ ﻋﺒﺎﺩﻯ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫]ﺍﳊﺠﺮ: ٢٤[.‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﺧﻼﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﻴﻘﲔ، ﻓﺈﺫﺍ ﹸﺷﺮﺏ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﺻﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺮﺑﲔ ﻭﴰﻠﻪ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﴿ﺇﻻ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳌﺨﻠﺼﲔ﴾‬ ‫]ﺹ: ٣٨[.‬ ‫ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﻛﺜﲑﺓ ﳛﺬﺏ ‪‬ﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ، ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﺃﺩﺧﻞ ﰱ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﳛﺒﻄﻬﺎ ﺃﻭﻻ ﺑﺄﻭﻝ. ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ، ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻠﺖ ﺃﺩﺧﻞ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺠﺐ، ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻓﺸﻞ‬‫ﻌ‬ ‫ﺣﺎﻭﻝ... ﻭﻫﻜﺬﺍ. ﻭﻫﻮ ﰱ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻴﺄﺱ ﻭﻻ ﳝﻞ !! ﺣﱴ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺘﻪ‬ ‫ﺑﻼ ﺷﻰﺀ، ﺇﻥ ﱂ ﳜﺮﺝ ﺑﺴﻴﺌﺎﺕ ﳛﺎﺳﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﷲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.‬ ‫ﻭﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ - ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ - ﳛﺬﺭ ﻓﻴﻪ ﻣﺆﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺧﻄﻄﻪ ﰱ ﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ، ﻭﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ، ﻓﺄﺿﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻭﺣ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﱴ ﲣﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﳊﻜﻴﻢ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻓﻬﺬﺍ ﻛﺘﺎﺏ ﳛﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﳌﺮﺑﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ، ﺣﱴ ﳛﺬﺭﻭﺍ ﻣﺪﺍﺧﻞ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻠﻌﲔ، ﻭﻳﺴﲑﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻯ ﺍﻟﻨﱮ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻭﻳﺒﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ،‬ ‫ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻨﺎ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ، ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺼﺮﻧﺎ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﳊﻨﻴﻒ ﴿ﺭﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺰﻍ‬ ‫ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﻫﺪﻳﺘﻨﺎ ﻭﻫﺐ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ﺭﲪﺔ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ﴾]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٨[.‬ ‫ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ‬
‫-٠١-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﻤﺼﻨﻒ‬ ‫ﺍﲰﻪ ﻭﻧﺴﺒﻪ:‬ ‫ﻫﻮ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺷﻰ،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻰ، ﺍﻟﺒﻜﺮﻯ، ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﺃﰉ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ، ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻯ، ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﺍﳊﻨﺒﻠﻰ، ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫ﺍﳌﻔﺴﺮ، ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﺍﳌﺆﺭﺥ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑـ »ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ«.‬ ‫ﻭﻟﻘﺒﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ: ﻧﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﻣﺸﺮﻋﺔ ﺍﳉﻮﺯ، ﻭﻫﻰ ﻣﺮﻓﺄ ‪‬ﺮ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ، ﻭﻗﻴﻞ: ﺑﻞ‬ ‫ﻧﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺟﻮﺯﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﰱ ﺩﺍﺭ ﺃﺣﺪ ﺃﺟﺪﺍﺩﻩ )ﺟﻌﻔﺮ( ﺑﻮﺍﺳﻂ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﻮﺍﺳﻂ ﺟﻮﺯﺓ‬ ‫ﻏﲑﻫﺎ، ﻭﺗﻮﺍﺭﺙ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺐ.‬ ‫ﻣﻮﻟﺪﻩ:‬ ‫ﻭﻛﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﰱ ﻧﺴﺒﺘﻪ، ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻛﺬﻟﻚ ﰱ ﻣﻮﻟﺪﻩ، ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﲞﻄﻪ: ﻻ ﺃﺣﻘﻖ‬ ‫ﻣﻮﻟﺪﻯ، ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻯ ﰱ ﺳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻋﺸﺮﺓ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ: ﻛﺎﻥ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ‬ ‫ﳓﻮ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﲔ، ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﺳﻨﺔ ١١٥ ﻫـ ﺃﻭ ٢١٥ ﻫـ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﺑﺪﺭﺏ ﺣﺒﻴﺐ.‬ ‫ﻧﺸﺄﺗﻪ:‬ ‫ﻭﻟﺌﻦ ﺣﺮﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﻧﻌﻤﺔ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﺑﻮﺓ، ﻟﻜﻨﻪ ﻧﻌﻢ ﰱ ﺣﻨﺎﻥ ﺃﻣﻪ ﻭﻋﻤﻪ، ﻭﺭﻓﻞ‬ ‫ﰱ ﺭﻏﺪﺍ ﻟﻌﻴﺶ، ﻷﻥ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﰱ ﻧﻔﺴﻪ: )ﺇﱏ ﺭﺑﻴﺖ ﰱ ﺗﺮﻑ(، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻄﻴﺐ، ﻭﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﳊﺴﻦ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻋﻰ ﺻﺤﺘﻪ ﻭﺗﻠﻄﻴﻒ ﻣﺰﺍﺟﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﻋﻘﻠﻪ ﻗﻮﺓ، ﻭﺫﻫﻨﻪ ﺣﺪﺓ.‬ ‫ﻃﻠﺒﻪ ﻟﻠﻌﻠﻢ:‬ ‫ﻭﳌﺎ ﺗﺮﻋﺮﻉ ﲪﻠﺘﻪ ﻋﻤﺘﻪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎﳊﺔ، ﺇﱃ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺃﰉ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ‬
‫-١١-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﺍﻟﺴﻼﻣﻰ، ﻭﻫﻮ ﺧﺎﻟﻪ، ﻓﺎﻋﺘﲎ ﺑﻪ ﻭﺃﲰﻌﻪ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ، ﻭﲰﻊ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻭﻋﲎ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﺔ، ﻭﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻦ، ﻭﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ، ﻣﻊ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﳊﻔﻆ‬ ‫ﻭﺳﻌﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﻳﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺪﺭ ﺃﺟﻮﺑﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪﻩ ﰱ ﺍﳌﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﲔ ﺃﰉ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ، ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ، ﻭﺭﺿﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﳑﺎ ﳚﻴﺐ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ،‬ ‫ﻓﺄﻗﺎﻣﻮﺍ ﻟﻪ ﺭﺟﻼ ﻭﺳﻂ ﺍ‪‬ﻠﺲ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ: ﺃﻓﻀﻠﻬﻤﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻧﺒﺘﻪ ﲢﺘﻪ، ﻭﻧﺰﻝ ﰱ ﺍﳊﺎﻝ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺮﺍﺟﻊ ﰱ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ: ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ؛ ﻷﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﲢﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪.e‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ: ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺭﺿﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ؛ ﻷﻥ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪ e‬ﲢﺘﻪ.‬ ‫ّ‬ ‫ﺷﻴﻮﺧﻪ:‬ ‫ﺗﺮﺟﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﻟﺸﻴﻮﺧﻪ ﰱ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ )ﻣﺸﻴﺨﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ(، ﻭﻋﺪﺩﻫﻢ‬ ‫ﺳﺖ ﻭﲦﺎﻧﻮﻥ ﺷﻴﺨﺎ ﻭﺛﻼﺙ ﻧﺴﻮﺓ، ﻭﱂ ﻳﺄﺧﺬﺍ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﺻﺮﻩ،‬ ‫ﺑﻞ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻷﻣﺎﺛﻞ ﰱ ﻧﻈﺮﻩ.‬ ‫ﲰﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻛﺎﳌﺴﻨﺪ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ، ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ، ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺩ‬ ‫ﻟﻠﺨﻄﻴﺐ، ﻭﲰﻊ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﰉ ﺍﻟﻮﻗﺖ.‬ ‫ﻭﻗﺮﺃ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﳋﻼﻑ ﻭﺍﳉﺪﻝ ﻭﺍﻷﺻﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﰉ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﺭﻯ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻰ ﺃﰉ‬ ‫ﻳﻌﻠﻰ، ﻭﺗﺘﺒﻊ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻰ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻯ، ﻭﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳊﺮﻳﺮ، ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﳌﺘﻮﻛﻠﻰ، ﻭﺃﺑﻮ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻯ، ﻭﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺰﻭﺯﻯ،‬ ‫ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﺮﻭﻯ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ ﻭﻋﻴﺰﻫﻢ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ.‬ ‫ﻭﻗﺮﺃ ﺍﻷﺩﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﰉ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳉﻮﺍﻟﻴﻘﻰ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺪﺭﺱ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻭﺇﻣﺎﻡ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ‬ ‫ﺍﳌﺘﻘﻰ، ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺘﺎﺏ )ﺍﳌﻌﺮﺏ(.‬ ‫ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ:‬
‫-٢١-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﺣﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﲨﺎﻋﺔ، ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ.‬ ‫ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻪ:‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﻠﻜﺎﻥ: ﻭﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﻓﻜﺘﺒﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﺪ، ﻭﻛﺘﺐ ﲞﻄﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻛﺜﲑًﺍ..‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﲨﻌﺖ ﺑﺮﺍﻳﺔ ﺃﻗﻼﻣﻪ ﺍﻟﱴ ﻛﺘﺐ ‪‬ﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪ e‬ﻓﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻰﺀ‬ ‫ﻛﺜﲑ، ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺨﻦ ‪‬ﺎ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻐﺴﻞ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ، ﻓﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﻔﺖ ﻭﻓﻀﻞ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻪ ﰱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ:‬ ‫١ - ﺍﳌﻐﲎ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ.‬ ‫٢ - ﺯﺍﺩ ﺍﳌﺴﲑ ﰱ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ.‬ ‫٣ - ﺗﻴﺴﲑ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﰱ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.‬ ‫٤ - ﺗﺬﻛﺮﺓ ﺍﻷﺭﻳﺐ ﰱ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ.‬ ‫٥ - ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭﺓ.‬ ‫٦ - ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻷﻓﻨﺎﻥ ﰱ ﻋﻴﻮﻥ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.‬ ‫٧ - ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﰱ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﻨﺴﻮﺥ ﻭﺍﻟﻨﺎﺳﺦ... ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﲑ.‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻪ ﰱ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ:‬ ‫١ - ﺟﺎﻣﻊ ﺍﳌﺴﺎﻧﻴﺪ ﺑﺄﻟﺾ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ.‬ ‫٢ - ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﰱ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ.‬ ‫٣ - ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﰱ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ.‬ ‫٤ - ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﳌﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﰱ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻮﺍﻫﻴﺔ.‬ ‫٥ - ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭﺍﳌﺘﺮﻭﻛﻴﺔ.‬ ‫٦ - ﺍﻟﻜﺸﻒ ﳌﺸﻜﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ... ﻭﲤﻴﺰﻫﺎ ﻛﺜﲑ.‬
‫-٣١-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﻫﺬﺍ.. ﻭﻟﻪ ﰱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻮﻋﻆ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ،‬ ‫ﻭﺍﳌﺨﺘﺼﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﺜﲑ. ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ »ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ« ﺍﻟﺬﻯ ﻧﻘﺪﻡ ﻟﻪ.‬ ‫ﻭﻓﺎﺗﻪ:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺳﺒﻄﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻈﻔﺮ: ﺟﻠﺲ ﺟﺪﻯ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺳﺎﺑﻊ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ - ﻳﻌﲎ ﺳﻨﺔ‬ ‫ﺳﺒﻊ ﻭﺗﺴﻌﲔ ﻭﲬﺴﻤﺎﺋﺔ - ﲢﺖ ﺗﺮﺑﺔ ﺃﻡ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍ‪‬ﺎﻭﺭﺓ ﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻜﺮﺧﻰ، ﻭﻛﻨﺖ‬ ‫ﺣﺎﺿﺮًﺍ، ﻓﺄﻧﺸﺪ ﺃﺑﻴﺎﺗﺎ ﻗﻄﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍ‪‬ﻠﺲ، ﰒ ﻧﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﱪ ﻓﻤﺮﺽ ﲬﺴﺔ ﺃﻳﺎﻡ، ﻭﺗﻮﰱ‬ ‫ﻟﻴﻠﺔ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀﻳﻦ ﰱ ﺩﺍﺭﻩ ﻭﻋﻤﺮﻩ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ.. ﻭﻛﺎﻥ ﰱ ﺷﻬﺮ ﲤﻮﺯ...،‬ ‫ﻭﺩﻓﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ، ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺪﻓﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ.‬ ‫ﻭﺗﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺛﻼﺛﺔ ﺫﻛﻮﺭ، ﻭﺛﻼﺙ ﺇﻧﺎﺙ. ﺗﻐﻤﺪﻩ ﺍﷲ ﺑﺮﲪﺘﻪ، ﻭﻧﻔﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ‬ ‫ﺑﻌﻠﻮﻣﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﺃﺟﺮ ﺫﻟﻚ ﰱ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ)١(.‬ ‫)١( ﺍﻧﻈﺮ ﰱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ: ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺛﲑ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٢١/١٧٢، ﻭﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﰱ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ٣١/٨٢،‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﺧﻠﻜﺎﻥ ﰱ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ٣/٠٤١، ﻭﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﰱ ﺍﻟﺬﻳﻞ ١/٩٩٢، ﻭﺍﻟﺬﻫﱮ ﰱ ﺳﲑ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ‬ ‫١/٥٦٣ ﻭﻏﲑﻫﻢ.‬
‫-٤١-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﻋﻤﻠﻰ ﻓﻰ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب‬ ‫ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺟﻬﺪﻯ ﰱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﱃ:‬ ‫١ - ﻋﺰﻭ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﺇﱃ ﺳﻮﺭﻫﺎ، ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺭﻗﺎﻣﻬﺎ.‬ ‫٢ - ﲣﺮﻳﺞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ، ﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﻣﻌﺘﻤﺪﺍ ﰱ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ.‬ ‫٣ - ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ، ﺍﻛﺘﻔﻴﺖ ﺑﺎﻟﻌﺰﻭ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﰱ‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻋﺰﻭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺫﻛﺮﺕ ﻣﻌﻪ ﻣﺼﺪﺭًﺍ ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﺍﺛﻨﲔ ﺣﱴ ﻻ ﺃﻃﻴﻞ.‬ ‫٤ - ﲣﺮﻳﺞ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.‬ ‫٥ - ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ، ﻭﺷﺮﺡ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﻌﺎﺟﻢ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻐﺔ‬ ‫ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ.‬ ‫٦ - ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﲟﻘﺪﻣﺔ، ﻭﻋﻤﻞ ﺗﺮﲨﺔ ﳌﺆﻟﻔﻪ - ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫ﻭﺃﺧﲑًﺍ:‬ ‫ﻓﺈﱏ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻫﻢ ﰱ ﻧﺸﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﺭﺍﺟﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﺇﱃ ﻣﺎ ﳛﺒﻪ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ، ﻭﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻟﻮﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﰱ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺣﺴﻨﺎﺗﻰ ﻳﻮﻡ ﲣﻒ ﺍﳌﻮﺍﺯﻳﻦ، ﻭﺃﻥ ﻳﻨﻔﻊ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﺃﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ، ﺇﻧﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻗﺪﻳﺮ، ﻭﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﺟﺪﻳﺮ، ﻭﻫﻮ ﻧﻌﻢ ﺍﳌﻮﱃ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻨﺼﲑ،‬ ‫ﻭﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ.‬
‫-٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﺴﻢ ﺍﻟ ﱠﻪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬ ‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﱠﻢ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺇﱃ ﺃﻛ ‪ ‬ﺫﻭﻱ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ، ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ‬ ‫ﹸﻒ‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ ﺑﺎﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ. ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ‪‬ﺒ‪‬ﻴ‪‬ﻨﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ‬ ‫ﻣ ﹰ‬ ‫ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﻧﻘﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻋﺎﺏ)١(.‬ ‫ﺃﲪﺪﻩ ﲪﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺴ‪‬ﺐ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺑﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﳐﻠﺺ ﰲ ﻧﻴﺘﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬ﺒ ‪‬‬ ‫ﻏﲑ ﻣﺮﺗﺎﺏ.‬ ‫ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﺭﺳﻠﻪ، ﻭﻗﺪ ﺳﺪﻝ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﳝﺎﻥ‬ ‫ﺍﳊﺠﺎﺏ، ﻓﻨﺴﺦ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﳍﺪﻯ ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ، ﻭ‪‬ﺑ‪‬ﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﹸﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﺃﻭﺿﺢ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﺗﺮﻛﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﶈ ‪‬ﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻻ ﺳﺮ‪‬ﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺳﺮﺍﺏ)٢(. ﻓﺼﻠﻰ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻵﻝ ﻭﻛﻞ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﳍﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﳊﺸﺮ‬ ‫ﻭﺍﳊﺴﺎﺏ. ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ؛ ﻷﻧﻪ ﺍﻵﻟﺔ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺮﺳﻞ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ ﱂ ﻳﻨﻬﺾ ﺑﻜﻞ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ‪‬ﻌﺜﺖ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺍﻟﺮ ‪‬ﻞ ﻭﹸﻧﺰﻟﺖ ﺍﻟﻜ‪‬ﺐ، ﻓﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﺸﻤ ‪ ،‬ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌ ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺘﺤﺖ ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﹸ ِ ﲔ‬ ‫ِ ﺲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺳ ﺃ‬ ‫ﺳﻠﻴﻤﺔ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﺸﻤﺲ. ﻭﳌﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﺑﺪﻻﺋﻞ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ، ﺳﱠﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺍﻋﺘﻤﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﻔﻰ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﳌﺎ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﻧﺴﻲ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﺍﻓﺘﺘﺤﻪ ﺍﷲ ﺑﻨﺒﻮﺓ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ،‬ ‫)١( ﻋﺎﺏ: ﻋﺎﺏ ﺍﻟﺸﻰﺀ، ﻋﻴﺒﺎ، ﻭﻋﺎﺑﺎ: ﺟﻌﻠﻪ ﺫﺍ ﻋﻴﺐ. ﻓﻬﻮ ﻋﺎﺋﺐ.‬ ‫)٢( ﺍﻟ ‪‬ﺮﺏ: ﺻﻐﲑ ﲢﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﻣﻨﻔﺬ ﻟﻪ.‬ ‫ﺴ‪ ‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺮﺍﺏ: ﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﰱ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﺷﺘﺪﺍﺩ ﺍﳊﺮ ﻛﺎﳌﺎﺀ ﰱ ﺍﳌﻔﺎﻭﺯ، ﻳﻠﺼﻖ ﺑﺎﻷﺭﺽ.‬ ‫ﺴ ‪‬‬
‫-٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ﻋﻦ ﻭﺣﻲ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟ ﱠ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻬﺑﻮﺍﻩ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻓﻘﺘﻞ ﺃﺧﺎﻩ، ﰒ ﺗﺸ ‪‬ﺒﺖ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺸ ‪‬ﺩ‪‬ﻢ ﰲ ﺑﻴﺪﺍﺀ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺣﱴ ﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ‬ ‫ﺮ‬ ‫ُ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﺧﺘﻼﻓﹰﺎ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺳﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍ‪‬ﺒﺎﻋ‪‬ﺎ ﻷﻫﻮﺍﺋﻬﻢ، ﻭﻣﻴﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺇﱃ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ، ﻭﺗﻘﻠﻴﺪ‪‬ﺍ ﻟﻜﱪﺍﺋﻬﻢ، ﻓﺼﺪﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻇ‪‬ﻪ ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﻩ ﺇﻻ ﻓﺮﻳﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ.‬ ‫‪ ‬ﻨ‪‬‬ ‫ﺣﻜﻤﺔ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻟﺮﺳﻞ‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﰲ، ﻭﻗﺎﺑﻠﻮﺍ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺎﰲ، ﻭﺗﻮﺍﻓﻘﻮﺍ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﱂ ﳜﺘﻠﻒ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳜﻠﻂ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻥ ‪‬ﺒﻬ‪‬ﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺪﻭﺍﺀ ﲰ‪‬ﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺴﺒﻴﻞ‬ ‫ﺷ‬ ‫ﹸ ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺟﺮﺩ‪‬ﺍ)١( ﻣﻀﻼﹰ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﻝ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻓﺮﻕ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺳﺨﻴﻔﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫)٢(‬ ‫ﻭﺑﺪﻉ ﻗﺒﻴﺤﺔ، ﻓﺄﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﳊﺮﺍﻡ، ﻭ‪‬ﺤ ‪‬ﻣﻮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﺒﺔ‬ ‫ﻳ ﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺤﲑﺓ)٣( ﻭﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ)٤( ﻭﺍﳊﺎﻡ)٥( ﻭﻳﺮﻭﻥ ﻭﺃﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻭﳝﻨﻌﻮ‪‬ﻦ ﺍﳌﲑﺍﺙ، ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺳ ‪‬ﻟﻪ ﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ.‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﻓﺎﺑﺘﻌﺚ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﻓﺮﻓﻊ ﺍﳌﻘﺎﺑﺢ، ﻭﺷ ‪‬ﻉ ﺍﳌﺼﺎﱀ. ﻓﺴﺎﺭ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻌﻪ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﰲ ﺿﻮﺀ ﻧﻮﺭﻩ، ﺳﺎﳌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻏﺮﻭﺭﻩ. ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺴﻠﺦ ‪‬ﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ، ﺃﻗﺒﻠﺖ ﺃﻏﺒﺎﺵ‬ ‫)١( ﺟﺮﺩ‪‬ﺍ: ﺟﺮﺩ، ﺟﺮﺩ‪‬ﺍ: ﺧﻼ ﺟﺴﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻓﻬﻮ ﺃﺟﺮﺩ، ﻭﰱ ﺍﳌﻜﺎﻥ: ﺧﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ، ﻓﻬﻮ ﺃﺟﺮﺩ،‬ ‫ﻭﺟﺮﺩ. ﻭﺃﺭﺽ ﺟﺮﺩﺓ، ﻭﺟﺮﺩﺍﺀ.‬ ‫)٢( ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺍﳌﻬﻤﻠﺔ، ﺍﻟﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴ‪‬ﺐ ﰱ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻟﻨﺬﺭ ﻭﳓﻮﻩ.‬ ‫ﻴ‬ ‫)٣( ﺍﻟﺒﺤﲑﺓ: ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﰱ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ، ﺇﺫﺍ ﻭﻟﺪﺕ ﲬﺴﺔ ﺃﺑﻄﻦ ﺷﻘﻮﺍ ﺃﺫ‪‬ﺎ ﻭﺃﻋﻔﻮﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻬﺑﺎ، ﻭﱂ‬ ‫ﳝﻨﻌﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﻋﻰ ﻭﻻ ﻣﺎﺀ.‬ ‫)٤( ﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ: ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺗﺘﺮﻙ ﻟﻶﳍﺔ ﺇﺫﺍ ﻭﻟﺪﺕ ﺃﻧﺜﻰ ﻓﺄﻧﺜﻰ. ﻭﻗﻴﻞ: ﻫﻰ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺗﻠﺪ ﺳﺘﺔ ﺃﺑﻄﻦ ﻋﻨﺎﻗﲔ ﻋﻨﺎﻗﲔ‬ ‫ــ ﺃﻯ ﺍﻧﺜﻴﲔ ــ ﻓﺈﻥ ﻭﻟﺪﺕ ﰱ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺟﺪﻳﺎ ــ ﺫﻛﺮﺍ ــ ﺫﲝﻮﻩ ﻵﳍﺘﻬﻢ، ﻭﺇﻥ ﻭﻟﺪﺕ‬ ‫ﺟﺪﻳﺎ ﻭﻋﻨﺎﻗﺎ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﺻﻠﺖ ﺃﺧﺎﻫﺎ، ﻓﻼ ﻳﺬﲝﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ، ﻭﺃﺣﻠﻮﺍ ﻟﺒﻨﻬﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ، ﻭﺣﺮﻣﻮﻩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.‬ ‫)٥( ﺍﳊﺎﻡ: ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ: ﺍﻟﺬﻯ ﻃﺎﻝ ﻣﻜﺜﻪ ﻋﻨﺪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﻟﻪ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺑﻄﻦ ﻓﺤﻤﻮﺍ ﻇﻬﺮﻩ ﺗﺮﻛﻮﻩ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﱪﺃ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻣﻦ ﲝﲑﺓ ﻭﻻ ﺳﺎﺋﺒﺔ ﻭﻻ ﻭﺻﻴﻠﺔ ﻭﻻ ﺣﺎﻡ، ﻭﻟﻜﻦ‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻳﻔﺘﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ﴾ ]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٣٠١[.‬
‫-٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ، ﻓﻌﺎﺩﺕ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺗﻨﺸﻰﺀ ﺑﺪﻋ‪‬ﺎ، ﻭ‪‬ﻀﻴﻖ ﺳﺒﻴﻼ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺘﺴﻌ‪‬ﺎ، ﻓﻔﺮﻕ ﺍﻷﻛﺜﺮﻭﻥ‬ ‫ﺗ ‪ ‬ﹰ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺷﻴﻌ‪‬ﺎ، ﻭ‪‬ﺾ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﻠﺒﺲ ﻭﻳﺰﺧﺮﻑ ﻭﻳﻔﺮﻕ ﻭﻳﺆﻟﻒ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺼﺢ ﻟﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻠﺼﺺ ﰲ ﻟﻴﻞ ﺍﳉﻬﻞ، ﻓﻠﻮ ﻗﺪ ﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻓﺘﻀﺢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﹸﺣ ﱢﺭ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻳﺪﻩ، ﻭﺃﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻳﺪﻩ، ﻓﺈﻥ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺮ ﲢﺬﻳﺮ‪‬ﺍ ﻋﻦ‬ ‫ﺃ ﺬ‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ‪‬ﺬﻳﻔﺔ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺍﳋﲑ،‬ ‫ﺣ‬ ‫ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﳐﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﲏ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺰﺍﺯ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟ ﱡﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ،‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻳﻌﻴﺶ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ‪‬ﻜﲑ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﻭ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: »ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﻇﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﺃﺣﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻫﻼﻛﹰﺎ ﻣ‪‬ﻲ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻭﻛﻴﻒ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﷲ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻧﻪ ﻟ‪‬ﺤﺪﺙ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﰲ ﻣﺸﺮﻕ ﺃﻭ ﻣﻐﺮﺏ ﻓﻴﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱄ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺇﱄ ﻗﻤﻌﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻨﺔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻴ ﹸ‬ ‫ﻓﺘﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ‪‬ﺤﺬﺭ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ، ﻭﳐﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﳏﻨﺔ، ﻭﻛﺎﺷﻔﹰﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮﺭﻩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻓﺎﺿﺤ‪‬ﺎ ﻟﻪ ﰲ ﺧﻔﻲ ﻏﺮﻭﺭﻩ، ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻌﲔ ﲜﻮﺩﻩ ﻛﻞ ﺻﺎﺩﻕ ﰲ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ.‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺴﻤﺘﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﺑﺎﺑ‪‬ﺎ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﲟﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﺗﻠﺒﻴﺴ ‪ ،‬ﻭﻳﺘﺒﲔ ﻟﻠﻔﻄِﻦ ﺑﻔﻬﻤﻬﺎ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﺗﺪﻟﻴﺴ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺍﻧﺘﻬﺾ ﻋﺰﻣﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻬﺑﺎ ﺿﺞ ﻣﻨﻪ ﺇﺑﻠﻴﺴ ‪ ،‬ﻭﺍﷲ ﻣﻮﻓﻘﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺼﺪ ‪،‬‬ ‫ﺕ‬ ‫ﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٤٨٠٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٧٤٨١/١٥(.‬ ‫)٢( ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺿﻌﻴﻒ: ﻓﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻭﻫﻮ ﻣﺪﻟﺲ ﻭﻗﺪ ﻋﻨﻌﻨﻪ، ﻭﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺿﻌﻴﻒ.‬
‫-١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭ ‪‬ﻠﻬﻤﻲ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺭﺩﺕ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ( ﰲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻠﺰﻭﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ( ﰲ ﺫﻡ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﻋﲔ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ( ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻓﱳ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻣﻜﺎﻳﺪﻩ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ( ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﰲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺪﻳﻨﲔ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻞ ﺑﺘﻄﻮﻳﻞ ﺍﻷﻣﻞ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻠﺰﻭﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ‪‬ﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ،‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ‪‬ﻮﻗﺔ،‬ ‫ﺳ‬ ‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺧﻄﺐ‬ ‫ﺑﺎﳉﹶﺎﺑﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺎﻡ ﻓﻴﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﻜﻢ ﲝﺒﻮﺣﺔ ﺍﳉﻨﺔ)١( ﻓﻠﻴﻠﺰﻡ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﲝﺒﻮﺣﺔ ﺍﳉﻨﺔ: ﺃﻭﺳﻄﻬﺎ ﻭﺃﻭﺳﻌﻬﺎ ﻭﺃﺭﺟﺤﻬﺎ، ﻭﲝﺒﻮﺣﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭ: ﻭﺳﻄﻬﺎ.‬
‫-٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﺃﺑﻌﺪ«)١(.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﲪﺪ، ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﺮﻳﺮ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳ ‪ ‬ﺓ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬ﻤﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﻄﺐ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﳉﺎﺑﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻡ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻣﻘﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺣﺐ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﲝﺒﻮﺣﺔ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﻓﻠﻴﻠﺰﻡ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻻﺛﻨﲔ ﺃﺑﻌﺪ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺪﻳﲏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺮﻳﻔﻴﲏ،، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻋﺪ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﳛﲕ ﺍﻷﻣﻮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ، ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻨﺠﻮﺩ، ﻋﻦ ﺯﺭ‪ ،‬ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺑ‪‬ﺤﺒﻮﺣﺔ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﻓﻠﻴﻠﺰﻡ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻊ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﺃﺑﻌﺪ«)٣(.‬ ‫ﺣﺪﹶﺛﻨ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ، ﻧﺎ ﺍﻟ‪‬ﻀﺮ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻮﻗﺔ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺳﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﺑ‪‬ﺤﺒﻮﺣﺔ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﻓﻠﻴﻠﺰﻡ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٨، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٥٦١٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ‬ ‫ﻏﺮﻳﺐ«، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٥٢٢٩(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ‬ ‫١/٤١١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٧/١٩. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٠٤٣(:‬ ‫»ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٦٢، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٩١٢٩ ــ‬ ‫١٢٢٩(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ )٣٦٣٢(، ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺭﺟﺎﻝ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺛﻘﺎﺕ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ، ﻭﻫﻮ ﻣﺪﻟﺲ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺑﺎﻟﻌﻨﻔﺔ«.‬ ‫)٣( ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٧٨ ــ ٨٩٨(، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﲢﻘﻴﻘﻪ: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﺣﺴﻦ، ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ، ﻭﰱ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺿﻌﻒ ﻳﺴﲑ، ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺠﱪ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﺍﻵﺗﻴﺔ، ﻭﺫﻛﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﳊﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ«.‬
‫-٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﺃﺑﻌﺪ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ ‪‬ﺮﻳﺢ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﺎﻋﺪ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ‬‫ﺷ‬ ‫ﻣﺮﺩﺍ‪‬ﺒﻪ ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺑﻦ ﻋﻼﻗﺔ، ﻋﻦ ﻋﺮﻓﺠﺔ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻳﺪ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻊ ﻣﻦ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ«)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻷﺭ‪‬ﻣﻮﻱ، ﻭﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﻗﻄﲏ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺍﻟ‪‬ﻬﻠﻮﻝ، ﺣﺪﺛﲏ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻠﻰ، ﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ، ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺒﺎﱐ، ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺑﻦ ﻋﻼﻗﺔ، ﻋﻦ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﻚ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻳﺪ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺷﺬ ﺍﻟﺸﺎﺫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺧﺘﻄﻔﺘﻪ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻛﻤﺎ ﳜﺘﻄﻒ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ«)٣(.‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ،‬ ‫ﳌﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺳﻮﺩ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻭﺍﺋﻞ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: »ﺧ ﱠ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺧﻄﹰﺎ ﺑﻴﺪﻩ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻂ‬ ‫ﻣﺴﺘﻘﻴﻤ‪‬ﺎ«، ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺧﻂ ﻋﻦ ﳝﻴﻨﻪ ﻭﴰﺎﻟﻪ ﰒ ﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﻩ ﺍﻟ ‪‬ﺒﻞ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻻ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺴ ﹸ‬ ‫ﱠ‬ ‫)٤(‬ ‫ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ، ﰒ ﻗﺮﺃ: ﴿ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺻﺮﺍﻃﻰ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﻩ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﺴﺒﻞ﴾‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٤٢٢٩(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ‬ ‫١/٤١١، ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ ١/١٤٣، ﻭﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ )٣٧٦٥(،‬ ‫ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﻃﺮﻕ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻭﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﲢﺮﱘ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ )٢٣٠٤(، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٧١/٤٤١،‬ ‫٥٤١، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/١٢٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ )٩٨٤(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/٨١٢ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﳌﺴﺎﻭﺭ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ« ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻛﺜﲑﺓ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٥١١، ٦١١ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﻃﺮﻕ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٧٦١٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ«، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﲨﻊ ﺍﳉﻮﺍﻣﻊ ١/٨٩٩.‬ ‫)٤( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٥٣٤، ٥٦٤، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )٤٧١١١(،‬ ‫=‬
‫-٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٣٥١[.‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻭﺛﻨﺎ ﺭﻭ‪‬ﺡ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻗﺎﻝ ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺫﺋﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺬﺋﺐ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﻢ، ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﻘﺎﺻﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ، ﻓﺈ‪‬ﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺏ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎ ‪‬ﺔ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺠﺪ«)١(.‬ ‫ﺣﺪﹶﺛﻨ‪‬ﺎ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ، ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺨﺘﺮﻱ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺫﺭ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺧﲑ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﲔ، ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ‬ ‫ﺧﲑ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ، ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﱂ ﳚﻤﻊ ﺃ ‪‬ﱵ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﺪﻯ«)٢(.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻜﺮﻭﺧ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻷﺯﺩﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﺟﻲ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳉ ‪‬ﺍﺣﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﶈﺒﻮﰊ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﻮﺩ ﺑﻦ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﻏﻴﻼﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﳊﻔﺮﻱ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻟﻴﺄﺗﲔ ﻋﻠﻰ ﹸﺃ ‪‬ﱵ ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﲏ‬ ‫ﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﺣﺬﻭ ﺍﻟ‪‬ﻌﻞ ﺑﺎﻟ‪‬ﻌﻞ ﺣﱴ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﹸﺃ ‪‬ﻪ ﻋﻼﻧﻴﺔﹰ، ﻟﻜﺎﻥ ﰲ ﹸﺃ ‪‬ﱵ ﻣﻦ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻨ ِ ﻨ‬ ‫ﻳﺼﻨﻊ ﺫﻟﻚ، ﻭﺇﻥ ﺑﲏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺗﻔ ‪‬ﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺛﻨﺘﲔ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻣﱠﺔ ﻭﺗﻔﺮﻗﺖ ﺃ ‪‬ﱵ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻠﹰ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻣﻠﺔﹰ، ﻛﱡﻬﻢ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﺎﺭ ﺇﻻ ﻣﱠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓﹰ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻦ ﻫﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻧﺎ‬ ‫ﻠﹰ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﹼ ﹸﻠ‬ ‫=‬ ‫ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٨١٣، ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )١٤٧١‬ ‫ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٧٩٣، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ )١١(،‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ١/٣١.‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٣٣٢، ٣٤٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٢/٣٢ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺫ«، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻰ ﰱ ﲣﺮﻳﺞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ٢/٤٢٢:‬ ‫»ﻓﻴﻪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ«.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٥٤١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/٨١٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺘﺮﻯ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«.‬
‫-٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﰊ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﻏﺮﻳﺐ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻻ ﺇﻥ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻡ ﻓﻴﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻻ ﺇﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ‪ ،‬ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻓﺘﺮﻗﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺛﻨﺘﲔ ﻭﺳﺒﻌﲔ‬ ‫ﱠ‪ ‬ﹸ‬ ‫ﻣﻠﺔﹰ، ﻭﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﱠﺔ ﺳﺘﻔﺘﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻭﺳﺒﻌﲔ، ﺛﻨﺘﺎﻥ ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﺎﺭ، ﻭﻭﺍﺣﺪﺓ ﰲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ِﻠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﳉﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻭﺇﻧﻪ ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻣﱵ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﲡﺎﺭﻯ ﻬﺑﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎﺭﻯ‬ ‫ُ‬ ‫ﺍﻟﻜﹶﻠﺐ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ﱡﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﺛﻨﺎ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻋﻦ ‪‬ﻤﺎﺭﺓ، ﻋﻦ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: »ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ«)٣(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻴﻊ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻋﻦ ﹸﺃ ‪ ‬ﺑﻦ ﻛﻌﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟ ‪‬ﺒﻴﻞ ﻭﺍﻟﺴ‪‬ﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣِﻦ ﻋﺒﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﰊ‬ ‫ﺳﺒﻴﻞ ﻭ ‪‬ﻨﺔ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻓﻔﺎﺿﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﷲ ﻓﺘﻤ ‪‬ﻪ ﺍﻟﻨﺎ ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ‪‬ﺍ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ‬ ‫ﺴ‪ ‬ﺭ ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ ﺳٍ‬ ‫ﻭﺳﻨﺔ، ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﰲ ﺧﻼﻑ ﺳﺒﻴﻞ ﻭﺳﻨﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )١٤٦٢(، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻰ ﻭﻫﻮ‬ ‫ﺿﻌﻴﻒ ﰱ ﺣﻔﻈﻪ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻛﺜﲑﺓ ﺍﻧﻈﺮﻫﺎ ﰱ: ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ‬ ‫٧/١٦٢.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٧٩٥٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٢٠١، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٨٢ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ١/٧. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٤٠٢(.‬ ‫)٣( ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻮﻗﻮﻑ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٧١٢(، ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٣٠١،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ: »ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺸﻴﺨﲔ«.‬
‫-٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺍﻟ ﱡﺮﻳ‪‬ﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻄ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻧﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻷﻗﺮﻉ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺟﻌﻔﺮ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺍﻟﺼﻬﺒﺎﺀ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻋﺒﺎﺩﺓ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺛﻨﺎ ﺍ ﹸﻤﻴﺪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﳊ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻋﺎﺻﻤ‪‬ﺎ ﺍﻷﺣﻮﻝ، ﳛﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺮﻗﻮﺍ، ﻗﺎﻝ ﻋﺎﺻﻢ: ﻓﺤﺪﹾﺛﺖ ﺑﻪ ﺍﳊﺴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﻧﺼﺤﻚ ﻭﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺻﺪﻗﻚ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻧﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ‬ ‫ﺍﻟﻔﺰﺍﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ: ﺍﺻﱪ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ؛ ﻭﻗﻒ ﺣﻴﺚ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻘﻮ ‪ ،‬ﻭﻗﻞ‬ ‫ﻡ ﹸﹾ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﲟﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ، ﻭﻛ ‪ ‬ﻋﻤﺎ ﻛﻔﻮﺍ ﻋﻨﻪ، ﻭﺍﺳﻠﻚ ﺳﺒﻴﻞ ﺳﻠﻔﻚ ﺍﻟ ‪‬ﺎﱀ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴ ‪‬ﻚ ﻣﺎ ﻭﺳﻌﻬﻢ.‬ ‫ﻌ‬ ‫ﹶِ ‪ ‬ﺼ‬ ‫ﹸﻒ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳍﺮ‪‬ﻭﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ‪‬ﺮﻭﺓ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻋ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻘ ﱠﺎﻥ، ﳛﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ،‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﺗﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺑﻔﻀﻠﻚ ﻳﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺏ. ﻭﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﻣﺘﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﱠﺎﻡ ﺍﻟﺴ ﹸﻮﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ،‬ ‫ﻜ‬ ‫ﳘ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/٨١٢.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٧٥٢.‬
‫-٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ‪‬ﻘﺒﻞ ﻗﻮﻝ ﺇﻻ ﺑﻌﻤﻞ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﺇﻻ ﺑﻨﻴﺔ، ﻭﻻ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻭﻧﻴﺔ ﺇﻻ ﲟﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ.‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪﻭﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋ ﹼﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ،‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ‪‬ﻔﻴﺎﻥ: ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﻚ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﺑﺎﳌﺸﺮﻕ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ‪‬ﻨﺔ ﻓﺎﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫‪‬ﺳٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪  ‬ﹶ‪ ‬‬ ‫ﺳ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﻚ ﻋﻦ ﺁﺧﺮ ﺑﺎﳌﻐﺮﺏ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺳ‪‬ﺔ ﻓﺎﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻼﻡ، ﻓﻘﺪ ﻗﻞ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﱠ ﹸ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ.‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ﱡﺮ‪‬ﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟ ﱠﱪﻱ،‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻧﺎ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺃﺳﺎﻣﺔ، ﻋﻦ ﲪﺎﺩ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻗﺎﻝ ﺃﻳﻮﺏ: ﺇﱐ ُﺧ‪‬ﺒ ‪ ‬ﲟﻮﺕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻜﺄﱐ ﺃﻓﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺋﻲ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷ ﺮ ِ‬ ‫ﻭﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﱪﻱ.‬ ‫ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻟ‪‬ﺒ ‪‬ﻭﺟﺮﺩﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺧﺎﻟﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻮﻳﺪ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺷﻮﺫﺏ، ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﳊﺪﺙ ﻭﺍﻷﻋﺠﻤﻲ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻬﻤﺎ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﹾ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ﱠﱪﻱ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻔﺺ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ‪‬ﺼﲑ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﺮﻭﻕ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻧﺸِﻴﻂ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻤﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺿﻤﺮﺓ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺷﻮﺫﺏ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺇﺫﺍ ﻧﺴﻚ، ﺃﻥ ﻳﺆﺍﺧﻲ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺳ‪‬ﺔ ﳛﻤﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ.‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺷﺒﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﰊ ﻗﺪﺭ‪‬ﺎ ﻭﺃﺧﻮﺍﱄ ﺭﻭﺍﻓﺾ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻓﺄﻧﻘﺬﱐ ﺍﷲ ﺑﺴﻔﻴﺎﻥ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ﹼﱪﻱ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻔﺺ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺪﻱ‪ ،‬ﺛﲏ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺱ ﺍﳍﺎﴰﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ‪‬ﻌﺘﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻠﺖ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺒ‬
‫-٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﻜﺴ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻣﺎﻟﻚ؟ ﻗﻠﺖ: ﻣﺎﺕ ﺻﺪﻳﻖ ﱄ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ؟‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ: ﲢﺰﻥ ﻋﻠﻴﻪ؟.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺯﻫﲑ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪﺓ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﱠﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﻮﺻﻮﺍ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ ﺧﲑ‪‬ﺍ، ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻏﺮﺑﺎﺀ.‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻹﲰﺎﻋﻴﻠﻲ، ﻧﺎ ﲪﺰﺓ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟ ‪‬ﻬﻤﻲ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻮﺍﻧﺔ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ: ﺍﻟ ‪‬ﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺃﻋﺰ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴﻨ ﹸ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﺍﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻷﺯﺩﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ ﱠﱪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍ ﹸﻐﲑﺓ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟ ‪‬ﺎﻓﻌﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻓﻜﺄﱐ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ.‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺃﺧﱪﱐ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳋﻠﺪِﻱ،‬ ‫ﹸﹾ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟ ﱡﺮﻕ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺴﺪﻭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻖ، ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﻔﻰ ﺃﺛﺮ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻄ‪ ‬‬ ‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﺗﺒﻊ ‪‬ﻨﺘﻪ ﻭﻟﺰﻡ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ، ﻓﺈﻥ ﹸﺮﻕ ﺍﳋﲑﺍﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻴﻪ)١(.‬ ‫ﻃ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﺎﺑﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ: ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﺴﺪﻭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺘﻔﲔ ﺁﺛﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ِﻟ ‪‬ﻨ‪‬ﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﰱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺳﻮﺓ‬ ‫ﺴﺘ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٧٥٢.‬
‫-٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺣﺴﻨﺔ﴾ ]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: ١٢[.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﺫﻡ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﻋﲔ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍ ﹸﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺃﺧﱪﱐ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﺃﺧﱪﱐ ﺃﰊ ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻏﺎﻟﺐ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺍﳌﻄﻬﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺮﺯﺑﺎﻥ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊﹶﺰﻭﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﹸﻮﻳﻦ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ،‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺣﺪﺙ ﰲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﺭ ﱞ«)١(.‬ ‫‪‬ﺩ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻣﻮﻫﻮﺏ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺒﺴﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﺨﻠﺺ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﻗﺎﻻ: ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ،‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﰲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺭ ﱞ«)٢(.‬ ‫‪‬ﺩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﲪﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﻋﻮﻥ، ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ‬ ‫ﻓﻌﻞ ﺃﻣﺮ‪‬ﺍ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ«)٣(. ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻠﺢ )٧٩٦٢(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٦٠٦٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٦/٠٧٢.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ )٨١٧١/٧١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٤١(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ‬ ‫٤/٥٢٢.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ ﻣﻌﻠﻘﺎ، ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺶ ٤/٤٣٤ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻯ، ﻭﻣﺴﻠﻢ‬ ‫)٨١٧١/٨١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٦٤١.‬
‫-٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻫﺸﻴﻢ، ﻋﻦ ﺣﺼﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﻣﻐﲑﺓ ﺍﻟﻀﱯ ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺭﻏِﺐ ﻋﻦ ﺳﻨﱵ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﲏ«)١(، ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﺈﺧﺮﺍﺟﻪ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺣﺪﺛﲏ‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﺛﻨﺎ ﺛﻮﺭ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﺛﻨﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺪﺍﻥ، ﺣﺪﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﺴﹼﻤﻲ، ﻭﺣﺠﺮ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌِﺮﺑﺎﺽ ﺑﻦ ﺳ‪‬ﺎﺭ‪‬ﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﳑﻦ ﻧﺰﻝ ﻓﻴﻪ ﴿ﻭﻻ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺗﻮﻙ ﻟﺘﺤﻤﻠﻬﻢ ، ﻗﻠﺖ ﻻ ﺃﺟﺪ ﻣﺎ ﺃﲪﻠﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ﴾ ]ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ: ٢٩[‬ ‫ﻓﺴﻠﻤﻨﺎ ﻭﻗﻠﻨﺎ: ﺃﺗﻴﻨﺎﻙ ﺯﺍﺋﺮﻳﻦ، ﻭﻋﺎﺋﺪﻳﻦ ﻭﻣﻘﺘﺒﺴﲔ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺮ‪‬ﺑﺎﺽ: »ﺻﻠﻰ ﺑﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ِ‬ ‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟ ‪‬ﺒﺢ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡٍ، ﰒ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻓﻮﻋﻈﻨﺎ ﻣﻮﻋﻈﺔ ﺑﻠﻴﻐﺔ ﺫﺭﻓﺖ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﻮ ﹸ، ﻭﻭﺟﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﻣﻮﻋﻈﺔ ‪‬ﻮ ‪‬ﻉ‬ ‫ﹸﻣﺩ‬ ‫ﻥ‬ ‫ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﻌﻬﺪ ﺇﻟﻴﻨﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﷲ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺇﻥ ﻋﺒﺪ‪‬ﺍ ﺣﺒﺸﻴ‪‬ﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻌﺶ ﺑﻌﺪﻱ ﻓﺴﲑﻯ ﺍﺧﺘﻼﻓﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ، ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺑﺴ‪‬ﱵ ﻭﺳ‪‬ﺔ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺷﺪﻳﻦ ﺍﳌﻬﺪ‪‬ﲔ ﻣﻦ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬ﻨ ‪‬ﻨ‬ ‫ﺑﻌﺪﻱ ﲤﺴﻜﻮﺍ ﻬﺑﺎ ﻭﻋ ‪‬ﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟ‪‬ﻮﺍﺟﺬ ﻭﺇ‪‬ﺎﻛﻢ ﻭ ‪‬ﺤﺪﺛﺎﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ‪‬ﺤﺪﺛﺔ‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺑﺪﻋ ﹲ، ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ«)٢(.‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ‪‬ﺮﻣﺬﻱ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ.‬ ‫ﺘ ‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫ﳌﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻭﺍﺋﻞ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺃﻧﺎ ﻓﺮ ﹸﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻮﺽ، ﻭﻟ‪‬ﺨﺘﻠﺠ ‪ ‬ﺭﺟﺎﻝ ﺩﻭﱐ، ﻓﺄﻗﻮﻝ: ﻳﺎ ﺭﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻴ ‪‬ﻦ‬ ‫ﻃ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٦٠٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺴﻰ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٨٥١، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٢٦( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٧٠٦٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٦٧٦٢( ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ‬ ‫)٣٤(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٥٩(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٦٢١، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ‬ ‫١/٥٩، ٦٩ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬
‫-١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﰊ، ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺃﺣﺪﺛﻮﺍ ﺑﻌﺪﻙ«)١(. ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ، ﻋﻦ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ، ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ‬ ‫ﺃﰊ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱐ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﲑﻳﺰ ﻗﺎﻝ: ﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ ﺳ‪‬ﺔ ﺳ‪‬ﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻫﺐ ﺍﳊﺒﻞ‬ ‫ﺪ ﻨ ﻨ‬ ‫ﻗ ‪‬ﺓ ﻗ ‪‬ﺓ.‬ ‫ﻮ ﻮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻘﺎﻝ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻗﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺣﻨﺒﻞ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻳﻌﲏ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻭﺱ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺍﺑﻨﻪ، ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ‬ ‫ﻓﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻓﺄﺩﺧﻞ ﻃﺎﻭﺱ ﺃﺻﺒﻌﻴﻪ ﰲ ﺃﺫﻧﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ‪‬ﺑ ‪ ‬ﺃﺩﺧﻞ ﺃﺻﺒﻌﻚ ﰲ ﺃﺫﻧﻴﻚ‬ ‫ﲏ‬ ‫ﺣﱴ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺿﻌﻴﻒ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺃﻱ ﺑﲏ ﹸﺳﺪﺩ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻝ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺳﺪﺩ ﺣﱴ ﻗﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺣﻨﺒﻞ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ، ﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻀﱯ، ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻣﻌﻨﺎ‬ ‫ﳜﺘﻠﻒ ﺇﱃ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻓﺒﻠﻎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﰲ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ﺇﺫﺍ ﻗﻤﺖ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻼ ‪‬ﺗﻌﺪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺣﻨﺒﻞ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﳊﺪﺍﺋﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟﺴﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ: ﺇﻥ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﺪ‪‬ﺭ ﻳﻌﲏ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﰊ ﳛﲕ، ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ: ﻋﺮﹸﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺮ ‪ ‬ﻭﺳﻠﻮﺍ ﺍﷲ ﱄ‬ ‫‪ ‬ﻩ‬ ‫‪‬ﻓ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺣﻨﺒﻞ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻌﺪﻭﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺻﺎﱀ ﺍﳌ ‪‬ﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﺷﺎﻫﺪ، ﻓﻔﺘﺢ ﺑﺎﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻓﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ: ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﻘﻮﻡ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ: ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٩٤٠٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٧٩٢٢/٢٣(.‬
‫-٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺭﺍﺷﺪ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﺎﻣﺮ، ﻋﻦ ﺳﻼﻡ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻄﻴﻊ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻷﻳﻮﺏ: ﺃﻛﻠﻤﻚ ﺑﻜﻠﻤﺔ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻭﻻ ﻧﺼﻒ ﻛﻠﻤﺔ)١(. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺍﺷﺪ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻷﺷﺞ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ‬ ‫ﳝﺎﻥ، ﻋﻦ ﳐﻠﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﲔ، ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨ‪‬ﺘﻴﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ‪‬ﺍ ﺇﻻ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ‪‬ﺑﻌﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻷﺷﺞ، ﻧﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﻟﻴﻤﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺃﺣﺐ ﺇﱃ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ. ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻳﺘﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻻ ﻳﺘﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ)٢(.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﻏﻴﻼﻥ، ﺛﻨﺎ ﻣﺆﻣﻞ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺎﺕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ‬ ‫ﺑﻦ ﺃﰊ ﺭ ‪‬ﺍﺩ ﻭﻛﻨﺖ ﰲ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﺣﱴ ﻭﺿﻊ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﻓﺼ ‪ ‬ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ.‬ ‫‪‬ﻒ ‪‬‬ ‫‪‬ﻭ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ: ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻓﺠﺎﺀ ﺣﱴ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺠﺎﻭﺯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉﻨﺎﺯﺓ ﻭﱂ ‪‬ﻳﺼ ﱢ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ‪‬ﻳﺮ‪‬ﻣﻰ ﺑﺎﻹﺭﺟﺎﺀ)٣(.‬ ‫‪‬ﻞ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤ‪‬ﺮﻗﻨ‪‬ﺪﻱ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺭﻭ‪‬ﺡ ﺍﻟﻨﻬﺮﻭﺍﱐ، ﺛﻨﺎ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻬﺰﻭﻝ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺷﻌﻴﺐ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ‪‬ﻔﻴﺎﻥ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﺍﻟﱠﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﲰﻊ ﻣﻦ ‪‬ﺒﺘﺪﻉ ﱂ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺍﷲ ﲟﺎ ﲰﻊ ﻭﻣﻦ ﺻﺎﻓﺤﻪ ﻓﻘﺪ ﻧﻘﺾ ﺍﻹﺳﻼﻡ‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ﺜ‬ ‫‪‬ﺮﻭﺓ ﻋﺮﻭﺓ.‬‫ﻋ ﹰ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ، ﺛﻨﺎ‬‫‪‬‬ ‫ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟ ﹸﺮﻳﺰﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ،‬ ‫ﻜ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٣/٩.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٧/٦٢.‬ ‫)٣( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٧/٩٢، ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٣/٦.‬
‫-٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻣﺮﺽ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ‪‬ﺘﻴ‪‬ﻤﻲ، ﻓﺒﻜﻰ ﰲ ﻣﺮﺿﻪ ﺑﻜﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻣﺎ ‪‬ﺒﻜﻴﻚ؟ ﺃﲡﺰﻉ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻭﻟﻜﲏ ﻣﺮﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﻱ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﳛﺎﺳﺒﲏ ﺭﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺼﺮﻳﻔﻴﲏ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻥ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﻓﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺟﻠﺲ ﺇﱃ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﻩ)٢(.‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻀﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻓﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺃﺣﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﺃﺣﺒﻂ ﺍﷲ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻧﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ. ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺒﺘﺪﻋ‪‬ﺎ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﺨﺬ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ، ﻭﻻ ﻳﺮﻓﻊ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻤ ﹲ،‬ ‫ﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ)٣(. ﻭﲰﻌﺖ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠ ﹸﻀﻴﻞ:‬ ‫ﻔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻦ ﺯﻭﺝ ﻛﺮﳝﺘﻪ ﻣﻦ ﻓﺎﺳﻖ ﻓﻘﺪ ﻗﻄﻊ ﺭﺣﻤ‪‬ﻬﺎ... ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ: ﻣﻦ ﺯﻭﺝ ﻛﺮﳝﺘﻪ ﻣﻦ‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻓﻘﺪ ﻗﻄﻊ ﺭﲪﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺟﻠﺲ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﱂ ‪‬ﻌﻂ ﺍﳊﻜﻤﺔﹶ، ﻭﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﻳ‪ ‬ﹶ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺃﻧﻪ ‪‬ﺒﻐﺾ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﺭﺟﻮﺕ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ)٤(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺮﻓﻮﻋ‪‬ﺎ، ﻭﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﻭﱠﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ«)٥(.‬ ‫ﻗ‪‬‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٣/٢٣.‬ ‫)٢( ﺍﻧﻈﺮ: ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٣٠١، ٤٠١.‬ ‫)٣( ﺍﻧﻈﺮ: ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٣٠١، ٤٠١.‬ ‫)٤( ﺍﻧﻈﺮ: ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٣٠١، ٤٠١.‬ ‫)٥( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٤٦٤٩( ﻣﺮﺳﻼ، ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٥/٨١٢،‬ ‫=‬
‫-٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻀﺮ ﺍﳊﺎﺭﺛﻲ: ﻣﻦ ﺃﺻﻐﻰ ﺑﺴﻤﻌﻪ ﺇﱃ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ‪‬ﺰﻋﺖ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻧ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻭ ‪‬ﻛﻞ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻪ)١(.‬ ‫ﹸ ﻭِﹶ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺎﻳﲏ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻴﺴﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ـ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻟﻮ ﺭﺃﻳﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﳝﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺎﻓﻌﻲ: ﺇﻧﻪ ﻣﺎ ﻗﺼﺮ ﻟﻮ ﺭﺃﻳ‪‬ﻪ ﳝﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﺘﻪ)٢(.‬ ‫ﺘ‬ ‫ﹶ ‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﻣﻮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳌﺮﻳﺴﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻓﻠﻮﻻ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﻮﺩ ﻟﺴﺠﺪﺕ ﺷﻜﺮ‪‬ﺍ. ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺎﺗﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ ﻗﻮﻟﻮﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺣﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻼﻝ، ﻋﻦ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﺎﰊ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺬ ﹸﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺟﻞ: ﻟﻮ ﺣﺪﺛﹾﺘﻨﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛ‬ ‫ﺃﻋﺠﺐ ﺇﻟﻴﻨﺎ، ﻓﻐﻀﺐ ﻭﻗﺎﻝ: ﻛﻼﻣﻲ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺃﺣﺐ ﺇﱄ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺳﺘﲔ ﺳﻨﺔ.‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺫﻡ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﻋﲔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﻗﺪ ﻣﺪﺣﺖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺫﳑﺖ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ؟ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﰲ ﺯﻋﻤﻨﺎ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ.‬ ‫)ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ(: ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﰲ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻷﺛﺮ ﺍﳌﺘﺒﻌﲔ‬ ‫ﺁﺛﺎﺭ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺁﺛﺎﺭ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻷ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﱵ ﱂ ﳛﺪﺙ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫=‬ ‫ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ١/١٧٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻣﻮﺿﻮﻉ«. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻶﻟﺊ ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺔ‬ ‫١/٠٣١، ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ١١٢، ﻭﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٢٦٨١(.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٧/٦٢، ٤٣.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٩/٦١١.‬
‫-٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺣﺎﺩﺙ. ﻭﺇﳕﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺔ: ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻓﺎﺑ‪‬ﺪﻉ، ﻭﺍﻷﻏﻠﺐ ﰲ ﺍ ﹸﺒﺘﺪﻋﺎﺕ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﺼﺎﺩﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺘ‬ ‫ِ‪ٍ ‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺎﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻭﺗﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﻧﻘﺼﺎﻥ. ﻓﺈﻥ ﺍ‪‬ﺑ‪‬ﺪﻉ ﺷﻲﺀ ﻻ ﳜﺎﻟﻒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻻ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻪ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺋﺰ‪‬ﺍ ﺣﻔﻈﹰﺎ ﻟﻸﺻﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻷﰊ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﺣﲔ ﻗﺎﻻ ﻟﻪ: ﺍﲨﻊ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ﻛﻴﻒ ﺗﻔﻌﻼﻥ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﱂ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ، ﻧﺎ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺳﻬﻞ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﻟِﺒﺮ‪‬ﰐ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺬﻳﻔﺔ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺠﻼﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺳﻠﻤﺔ، ﺃﻥ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﲰﻊ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟ‪‬ﺒﻴ‪‬ﻚ ﺫﺍ ﺍﳌﻌﺎﺭﺝ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﻟ‪‬ﺒﺨ‪‬ﺘﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪ ﺭﺟﻞ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﳚﻠﺴﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻓﻴﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛ‪‬ﺒ ‪‬ﻭﺍ ﺍﷲ ﻛﺬﺍ‬ ‫ﹶﺮ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﻛﺬﺍ. ﻭﺳ‪‬ﺒ ‪‬ﻮﺍ ﺍﷲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ. ﻭﺍﲪﺪﻭﺍ ﺍﷲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ. ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻓﻌﻠﻮﺍ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻓﺄﺗﲏ ﻓﺄﺧﱪﱐ ﲟﺠﻠﺴﻬﻢ. ﻓﺄﺗﺎﻫﻢ ﻓﺠﻠﺲ ﻓﻠﻤﺎ ﲰﻊ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻗﺎﻡ ﻓﺄﺗﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ‬ ‫ﻓﺠﺄﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺟﺪﻻ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻭﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻏﲑﻩ ﻟﻘﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺟﺌﺘﻢ ﺑﺒﺪﻋﺔ ﻇﻠﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻟﻘﺪ ﻓﻀﻠﺘﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻤ‪‬ﺎ. ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ: ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﷲ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺎﻟﺰﻣﻮﻩ ﻭﻟﺌﻦ ﺃﺧﺬﰎ ﳝﻴﻨ‪‬ﺎ ﻭﴰﺎﻻ ﻟﺘ‪‬ﻀﱡﻦ ﺿﻼﻻ ﺑﻌﻴﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ ﻠ‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻓﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻮﻑ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﺍﻥ‬ ‫ﺍﺩﻉ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻴﲏ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﺮﻫﻪ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺣﱴ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻨﺔ ﻓﺮ ﱠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺫﻛﺮ ﻣﺎ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻜﺮﻫﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ: ﺃﺧﱪﻧﺎ‬ ‫‪ ‬ﺴﹶ ﻏ‬
‫-٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ: ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ، ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺭﻳﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺫﺍ ﺍﻟ‪‬ﻮﻥ ﻭﺟﺎﺀﻩ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ ﺍﳋﻄﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺤ‪‬ﺪ ﹲ،‬ ‫‪ ‬ﺙ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﻠﻮﱐ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫ﻭﺭﺃﻯ ﺫﻭ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺧﻔﹰﺎ ﺃﲪﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻧﺰﻉ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺑﲏ ﻓﺈﻧﻪ ﺷﻬﺮﺓ، ﻣﺎ ﻟﺒﺴﻪ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﷲ ﺇﳕﺎ ﻟﺒﺲ ﺃﺳﻮﺩﻳﻦ ﺳﺎﺫﺟ‪‬ﻴﻦ)١(.‬ ‫ﹶ‪ِ ‬‬ ‫ﻟﺰﻭﻡ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﺑ‪‬ﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺤﺬﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﱂ ﻳﻜﻦ ﻬﺑﺎ ﺑﺄﺱ ﻟﺌﻼ ‪‬ﺤﺪﹸﻮﺍ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ.‬ ‫‪ ‬ﻳ ِﺛ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺕ ‪‬ﺤﺪﺛﺎﺕ ﻻ ﺗﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻻ ‪‬ﺘﻌﺎﻃﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻭﺍ ﺑﻔﻌﻠﻬﺎ ﺑﺄﺳ‪‬ﺎ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺣ‪‬ﺪﺍﻧ‪‬ﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻴﺼﻠﻲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺼﻼﺗﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻓﺠﻤﻌﻬﻢ ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺧﺮﺝ ﻓﺮﺁﻫﻢ ﻗﺎﻝ: ِﻧﻌ‪‬ﻤﺖ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻫﺬﻩ. ﻷﻥ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ. ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ ﰲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﻘﺼﺺ: ﻧﻌﻤﺖ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ، ﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﺥ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ، ﻭﺩﻋﻮﺓ ﻣﺴﺘﺠﺎﺑﺔ. ﻷﻥ ﺍﻟﻮﻋﻆ ﻣﺸﺮﻭﻉ‬ ‫ﻭﻣﱴ ﹸﺳﻨﺪ ﺍﳌﺤ‪‬ﺪﺙ ﺇﱃ ﺃﺻﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﱂ ‪‬ﺬﻡ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃ ﹸ ﹸ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻛﺎﳌﺘﻤﻢ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻓﻬﻲ‬ ‫ﺃﻋﻈﻢ.‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺑﺎﻥ ﲟﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻫﻢ ﺍﳌﺘﺒﻌﻮﻥ ﻭﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻫﻢ ﺍﳌﻈﻬﺮﻭﻥ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﱂ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٥٥١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٠٢٨٢(، ﻭﰱ ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ‬ ‫ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ )١٧(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٩٤٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢٥٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺮﻳﺪﺓ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ: »ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ«.‬
‫-٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻜﻦ ﻗ‪‬ﺒ ﹸ ﻭﻻ ‪‬ﺴﺘﻨﺪ ﻟﻪ ﻭﳍﺬﺍ ﺍﺳﺘﺘﺮﻭﺍ ﺑﺒﺪﻋﺘﻬﻢ، ﻭﱂ ﻳﻜﺘﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻓﻜﻠﻤﺘﻬﻢ‬ ‫ﹶﻞ ﻣ‬ ‫ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﳍﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ‪‬ﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻳﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﻋﻦ ﻗﻴﺲ، ﻋﻦ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺍﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻣﱵ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﺣﱴ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻫﻢ ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ«)١( ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ‪‬ﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ ﺛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ، ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻗﻼﺑﺔ، ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺃﲰﺎﺀ، ﻋﻦ ﺛﻮﺑﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﱵ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻻ‬ ‫ﻳﻀﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺬﳍﻢ ﺣﱴ ﻳﺄﰐ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﻭﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ«)٢(. ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻣﺴﻠﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫)٤(‬ ‫)٣(‬ ‫ﻭﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ‬ ‫ﻭﻗﺮﺓ)٥(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﻟﻜ ‪‬ﻭﺧﻲ، ﻧﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭ‪‬ﺟﻲ ﻭﺍﻷﺯﺩﻱ ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺍﳉ ‪‬ﺍﺣ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﺍﶈﺒﻮﰊ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺮ ﻲ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﺮﻣﺬ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺪﻳﲏ: ﻫﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ)٦(.‬ ‫ﺘ ﻱ‬ ‫)ﻓﺼﻞ( ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﻟﻜ ‪‬ﻭﺧ ‪ ،‬ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻷﺯﺩﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﺟ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ‬ ‫ﻐ ﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ ﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉ ‪‬ﺍﺣ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﺍﶈﺒﻮ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ‪‬ﺮﻳ‪‬ﺚ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻋﻦ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﰊ‬ ‫ﺮ ﻲ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٩٥٤٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )١٢٩١/١٧١(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٠٢٩١/٠٧١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٨٧٢، ٩٧٢.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٠٦٤٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٧٣٠١/٤٧١(.‬ ‫)٤( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٣٢٩١/٣٧١(.‬ ‫)٥( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٢٩١٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٦( ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ )٢٩١٢(، )٩٢٢٢(.‬
‫-٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫»ﺗﻔ ‪‬ﻗﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ ﺃﻭ ﺛﻨﺘﲔ ﻭﺳﺒﻌﲔ، ﻭﺍﻟ‪‬ﺼﺎﺭﻯ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ،‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺗﻔﺘﺮﻕ ﺃ ‪‬ﱵ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ«)١(، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻣ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻓﻴﻪ: ﻛﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ‬ ‫ﻣﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻦ ﻫﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﰊ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﳌﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﲏ ﺃﰊ ﺛﻨﺎ ﺣﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ، ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻫﻼﻝ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺗﻔﺮﻗﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﻬﻠﻜﺖ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﻓﺮﻗﺔ ﻭﺧﻠﺼﺖ ﻓﺮﻗﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﺇﻥ ﹸﺃ ‪‬ﱵ ﺳﺘﻔﺘﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﺛﻨﲔ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔﹰ،‬ ‫ﻣ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻳﻬﻠ ‪ ،‬ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ ﻭﲣﻠﺺ ﻓﺮﻗﺔ«، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ِﻚ‬ ‫»ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻭﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ؟ ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺇﻧﺎ‬ ‫ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﻕ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﺇﻥ ﻛﻞ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺇﱃ ﻓﺮﻕ ﻭﺇﻥ ﱂ‬ ‫ﹾ‬ ‫‪‬ﻧﺤﻂ ﺑﺄﲰﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﻣﺬﺍﻫﺒﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﻕ: ﺍﳊﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ،‬ ‫ِﹾ‬ ‫ﻭﺍﳉﻬﻤﻴﺔ، ﻭﺍﳌﺮﺟﺌﺔ، ﻭﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ، ﻭﺍﳉﱪﻳﺔ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ: ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺴﺘﺔ، ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﻛﻞ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍﺛﻨﺘﲔ‬ ‫ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ.‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺍﳊﺮﻭﺭﻳﺔ، ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ، ﻓﺄﻭﳍﻢ ﺍﻷﺯﺭﻗﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﺆﻣﻨ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٦٩٥٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٠٤٦٢(، ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )١٩٩٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٢٣٣.‬ ‫)٢( ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٥٤١، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ، ﻟﻜﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﺮﺗﻘﻰ‬ ‫ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﺸﻮﺍﻫﺪﻩ، ﺍﻧﻈﺮ: ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ١/٩٥٣، ٠٦٣.‬
‫-٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻛ ﱠﺮﻭﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺩﺍﻥ ﺑﻘﻮﳍﻢ، ﻭﺍﻹﺑﺎﺿﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺑﻘﻮﻟﻨﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﺆﻣﻦ، ﻭﻣﻦ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﺎﻓﻖ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻌﻠﺒﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻘﺾ ﻭﱂ ﻳﻘﺪﺭ، ﻭﺍﳊﺎﺯﻣﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻹﳝﺎﻥ،‬ ‫ﻭﺍﳋﻠﻖ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻌﺬﻭﺭﻭﻥ، ﻭﺍﳋﻠﻔ‪‬ﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻭﺃﻧﺜﻰ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺍﳌﻜﺮﻣﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﳝﺲ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺲ، ﻭﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺆﺍﻛﻠﻪ ﺣﱴ ﻳﺘﻮﺏ ﻭﻳﻐﺘﺴﻞ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻜﱰﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﺎﻟﻪ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻷﻧﻪ ﺭﲟﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺘﺤﻘﹰﺎ ﺑﻞ‬ ‫ﻳﻜﱰﻩ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﱴ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻖ، ﻭﺍﻟﺸﻤﺮﺍﺧﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﺑﺄﺱ ﲟﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷ‪‬ﻦ ﺭﻳﺎﺣﲔ، ﻭﺍﻷﺧﻨﺴﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﻠﺤﻖ ﺍﳌﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺧﲑ ﻭﻻ ﺷﺮ، ﻭﺍﶈﻜﻤﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﻛﻢ ﺇﱃ ﳐﻠﻮﻕ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ، ﻭﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻭﺭﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﺷﺘﺒﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻣﺮ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺘﱪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ، ﻭﺍﳌﻴﻤﻮﻧﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﺇﻣﺎﻡ ﺇﻻ ﺑﺮﺿﺎ ﺃﻫﻞ ﳏﺒﺘﻨﺎ.‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ: ﺍﻷﲪﺮﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﷲ ﺃﻥ ﳝﻠﻚ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ ﻭﳛﻮﻝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﻣﻌﺎﺻﻴﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﳋﲑ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻣﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻭﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﲞﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺟﺤﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻜﻴﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺃﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺃ‪‬ﺜﺎﺏ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ ﺃﻭ ﻳﻌﺎﻗﺒﻮﻥ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﱂ ﳜﻠﻖ ﺷﻴﻄﺎ‪‬ﻧﺎ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﺮﻳﻜﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ‪‬ﻘﺪﺭﺓ ﺇﻻ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻭﺍﻟﻮﳘﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﻛﻼﻣﻬﻢ ﺫﺍﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﹾ ِ‬ ‫ﻣ ﹲ‬ ‫ﻖ‬ ‫ﻭﻻ ﻟﻠﺤﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺫﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺮﺍﻭﻧﺪﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻛ ﱡ ﻛﺘﺎﺏ ﹸﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﺣ ﱞ‬ ‫ٍﺃ‬ ‫ﹸﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻧﺎﺳﺨ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﻨﺴﻮﺧ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻟﺒﺘﺮ‪‬ﻳﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﺼﻰ ﰒ ﺗﺎﺏ ﱂ ﺗﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺘﻪ، ﻭﺍﻟﻨﺎﻛﺜ‪‬ﻴﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻧﻜﺚ ﺑﻴﻌﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻼ ﺇﰒ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻄﻴﺔ ﻓﻀﹸﻮﺍ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻣ‪‬ﺔ ‪‬ﺗﺒِﻌﻮﺍ ﺇﺑﺮﺍﻫﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺷﻲﺀ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ.‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴﹸ‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ: ﺍ ﹸﻌ ﱢﻠﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌﻄﹸ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻬﻮ ﳐﻠﻮﻕ، ﻭﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﺮﻯ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ، ﻭﺍﳌ ‪‬ﻳﺴﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬
‫-٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳐﻠﻮﻗﺔ، ﻭﺍﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﺍﻟﻮﺍﺭﺩ‪‬ﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﺪﺧﻞ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺭﺑﻪ ﻭﻣﻦ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﱂ ﳜﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﺍﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ‪‬ﻳﺜﹾﺒﺖ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺭﺑ‪‬ﺎ ﻷﻥ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﳊﻮﺍﺱ ﻭﻣﺎ ‪‬ﺪﺭ ‪ ‬ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺈﻟﻪ، ﻭﻣﺎ ﻻ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻙ‬ ‫ﻳﺪﺭﻙ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ. ﻭﺍﳊﺮﻗﻴﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﲢﺮﻗﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰒ ﻳﺒﻘﻰ ﳏﺘﺮﻗﹰﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ ﻻ‬ ‫ﳚﺪ ﺣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺍﳌﺨﻠﻮﻗﻴﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ، ﻭﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﻔﻨﻴﺎﻥ،‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇ‪‬ﻤﺎ ﱂ ﲣﻠﻘﺎ، ﻭﺍﳌﻐﲑﻳﺔ ﺟﺤﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﳕﺎ ﻫﻢ ﺣﻜﺎﻡ، ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻔﻴﺔ‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﻻ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ، ﻭﺍﻟﻘﱪﻳﺔ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﱪ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻔﻈﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ.‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ: ﺍﻟﺘﺎﺭﻛﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ‬ ‫‪‬ﹾ ِ ِ‬ ‫ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺳﻮﻯ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻪ ﻓﻤﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ ﻭﻋﺮﻓﻪ ﻓﻠﻴﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﺒﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬‫ﹲ‬ ‫ﺳ‪‬ﺐ ﺧﻠﻘﻪ ﻟﻴﻌﻤﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﺷﺎﺀﻭﺍ، ﻭﺍﻟﺮﺍﺟﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﺴﻤﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻊ ﻃﺎﺋﻌ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﻋﺎﺻﻴ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻷﻧﺎ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ، ﻭﺍﻟﺸﺎﻛﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﺴﻴﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻋﻠﻢ ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺍﳊﻼﻝ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ، ﻭﺍﳌﻨﻘﻮﺻﻴﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ِﹾ ‪  ‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ، ﻭﺍﳌﺴﺘﺜﻨﻴﺔ ﻧﻔﻮﺍ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ، ﻭﺍ ﹸﺸ‪‬ﻬﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ:‬ ‫ﳌ ﺒ ‪‬ﹸ‬ ‫ﷲ ﺑﺼﺮ ﻛﺒﺼﺮﻱ ﻭﻳﺪ ﻛﻴﺪﻱ، ﻭﺍﳊﺸﻮﻳﺔ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻓﻌﻨﺪﻫﻢ ﺇﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﻨﻔﻞ ﻛﺘﺎﺭﻙ ﺍﻟﻔﺮﺽ، ﻭﺍﻟ ﱠﺎﻫﺮﻳﺔ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻔﻮﺍ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﻴﺔ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﺑﺘﺪﻉ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ.‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ: ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﱃ ﻋﻠﻲ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﺟﱪﻳﻞ ﺃﺧﻄﺄ، ﻭﺍﻷﻣﺮﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺷﺮﻳﻚ ﳏﻤﺪ ﰲ ﺃﻣﺮﻩ.‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ‪‬ﺻﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻭﻟ‪‬ﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺇﻥ ﺍﻷﻣﺔ‬ ‫ﻴ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﻔﺮﺕ ﲟﺒﺎﻳﻌﺔ ﻏﲑﻩ.‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﺤﺎﻗﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻛ ﱡ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻓﻬﻮ ﻧﱯ.‬
‫-١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺎﻭﻭﺳﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷ ‪‬ﺔ ﻓﻤﻦ ﻓﻀﻞ ﻏﲑﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ.‬ ‫ُﻣ ﹶ ‪   ‬ﹶ‬ ‫ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻐﲑ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺍﳊﺴﲔ ﻭﺇﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ‪‬ﻌﱢﻤﻪ‬ ‫ﻳ ﻠ ‪‬‬ ‫ﺟﱪﺍﺋﻴﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺑﺪﻝ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﺜﻠﻪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻭﻟﺪ ﺍﳊﺴﲔ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﺋﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻓﻤﱴ ‪‬ﺟﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﱂ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭ ِ‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﲡﺰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻒ ﻏﲑﻩ ﺑﺮﻫﻢ ﻭﻓﺎﺟﺮﻫﻢ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ: ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﱃ ﺑﺎﳋﻼﻓﺔ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ.‬ ‫ﻭﺍﳌﺘﻨﺎﺳﺨﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺗﺘﻨﺎﺳﺦ ﻓﻤﱴ ﻛﺎﻥ ﳏﺴﻨ‪‬ﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﻠﹾﻖ ﺗﺴﻌ ‪ ‬ﺑﻌﻴﺸﻪ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻴﺌﹰﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺗﺸﻘﻰ ﺑﻌﻴﺸﻪ.‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ: ﺃﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﻨﺘﻘﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻼﻋﻨﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻌﻨﻮﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻃﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺰﺑﲑ ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﻏﲑﻫﻢ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﺍ ﹸﺘﺮ‪‬ﺼﺔ ﺗﺸﺒﻬﻮﺍ ﺑﺰﻱ ﺍﻟ‪‬ﻨ ‪‬ﺎﻙ ﻭﻧﺼﺒﻮﺍ ﰲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ ﺭﺟﻼ ﻳﻨﺴﺒﻮﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﳌ ﺑ ﹸ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﺪﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ ‪‬ﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻧﺼﺒﻮﺍ ﺭﺟﻼ ﺁﺧﺮ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ُﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺍﳉﱪﻳﺔ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ ﻓﻤﻨﻬﻢ: ﺍﳌﻀﻄﺮﺑﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻓِﻌﻞ ﻟﻶﺩﻣﻲ ﺑﻞ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻜﻞ، ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻨﺎ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﳕﺎ ﳓﻦ‬ ‫ﻛﺎﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ‪‬ﻘﺎﺩ ﺑﺎﳊﺒﻞ، ﻭﺍﳌﻔﺮﻭﻏﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻗﺪ ﺧﻠﻘﺖ ﻭﺍﻵﻥ ﻻ ‪‬ﻳﺨ‪‬ﻠﻖ ﺷﻲ ٌ،‬ ‫‪ ‬ﺀ‬ ‫ﻧ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺭﻳﺔ ﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﻌﺬﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻬﻢ، ﻭﺍﳌﺘﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻋﻠﻴﻚ ﲟﺎ‬ ‫ﺧﻄﺮ ﺑﻘﻠﺒﻚ ﻓﺎﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﻮ ‪‬ﻤﺖ ﺑﻪ ﺍﳋﲑ، ﻭﺍﻟﻜﺴﺒﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﻜﺴﺐ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺛﻮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻭﻻ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﹾ‬ ‫‪ ‬ﹶ‪‬‬ ‫ﻋﻘﺎﺑ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻓﻠﻴﻌﻤﻞ ﻭﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻻﺗﻀﺮﻩ ﺫﻧﻮﺑﻪ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻘﻲ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺑﺮﻩ، ﻭﺍﳊﺒﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﻛﺄﺱ ﳏ‪‬ﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻬﺑﺎ، ﻭﺍﳋﻮﻓﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﱂ ﻳﺴﻌﻪ ﺃﻥ ﳜﺎﻓﻪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻷﻥ ﺍﳊﺒﻴﺐ ﻻ ﳜﺎﻑ ﺣﺒﻴﺒﻪ، ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻋﻠﻤ‪‬ﺎ ﺳﻘﻂ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺍﳋﺴﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺳﻮﺍﺀ ﻻ ﺗﻔﺎﺿﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭﹼﻬﻢ ﺃﺑﻮﻫﻢ ﺁﺩﻡ،‬ ‫ﺛ‬ ‫ﻭﺍﳌﻌﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻟﻨﺎ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ.‬
‫-٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻓﱳ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻣﻜﺎﻳﺪﻩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﳌﺎ ‪‬ﻠﻖ ﺭ ﱢﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﳍﻮﻯ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﻴﺠﺘﻠﺐ‬ ‫ﺧِ ‪ ‬ﻛ‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻪ. ﻭﻭﺿﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻟﻴﺪﻓﻊ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺆﺫﻳﻪ. ﻭﹸﻋﻄﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻛﺎﳌﺆﺩﺏ ﻳﺄﻣﺮﻩ‬ ‫ِ‬ ‫ﺃ‪  ِ‬ﹶ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﳚﺘﻠﺐ ﻭﳚﺘﻨﺐ، ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳏﺮﺿ‪‬ﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﰲ ﺍﺟﺘﻼﺑﻪ‬ ‫ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺑﻪ، ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺣﺬﺭﻩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺃﺑﺎﻥ ﻋﺪﺍﻭﺗﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺯﻣﻦ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﺪ ﺑﺬﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻓﺴﺎﺩ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﳊﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ‬ ‫ﺇﻧﻪ ﻟﻜﻢ ﻋﺪﻭ ﻣﺒﲔ * ﺇﳕﺎ ﻳﺄﻣﺮﻛﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﻭﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻣﺎﻻ‬ ‫ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٨٦١-٩٦١[، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻌﺪﻛﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻳﺄﻣﺮﻛﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﻔﺤﺸﺎﺀ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٨٦٢[.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻀﻠﻜﻢ ﺿﻼﻻ ﺑﻌﻴﺪ‪‬ﺍ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٠٦[، ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫﴿ﺇﳕﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻊ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﰱ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﺍﳌﻴﺴﺮ ﻭﻳﺼﺪﻛﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻬﻞ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻨﺘﻬﻮﻥ﴾ ]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ١٩[.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺇﻧﻪ ﻋﺪﻭ ﻣﻀﻞ ﻣﺒﲔ﴾ ]ﺍﻟﻘﺼﺺ: ٥١[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻜﻢ‬ ‫ﻋﺪﻭ ﻓﺎﲣﺬﻭﻩ ﻋﺪﻭ‪‬ﺍ ﺇﳕﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺣﺰﺑﻪ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻌﲑ﴾]ﻓﺎﻃﺮ: ٦[، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻻ ﻳﻐﺮﻧﻜﻢ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ﴾ ]ﻟﻘﻤﺎﻥ: ٣٣[، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺃﱂ ﺃﻋﻬﺪ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﺑﲎ‬ ‫ﺁﺩﻡ ﺃﻻ ﺗﻌﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻧﻪ ﻟﻜﻢ ﻋﺪﻭ ﻣﺒﲔ ﴾ ]ﻳﺲ: ٠٦[، ﻭﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﺜﲑ.‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻓﱳ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻣﻜﺎﻳﺪﻩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺷﻐﻠﻪ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘﺒﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻔﺎﺿﻞ ﺑﲔ ﺍﻷﺻﻮﻝ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﺧﻠﻘﺘﲎ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﻭﺧﻠﻘﺘﻪ ﻣﻦ ﻃﲔ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٢١[، ﰒ ﺃﺭﺩﻑ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮﺍﺽ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﳊﻜﻴﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﺃﺭﺃﻳﺘﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺮﻣﺖ ﻋﻠﻰ﴾ ]ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ: ٢٦[، ﻭﺍﳌﻌﲎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﱪﱐ ِﻟﻢ ﻛ ‪‬ﻣ‪‬ﺘﻪ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻏﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﲝﻜﻤﺔ ﰒ ﺃﺗﺒﻊ ﺫﻟﻚ‬ ‫‪ ‬ﺮ‪  ‬ﻲ‬
‫-٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﱪ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﺃﻧﺎ ﺧﲑ ﻣﻨﻪ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٢١[.‬ ‫ﰒ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺠﻮﺩ ﻓﺄﻫﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﱵ ﺃﺭﺍﺩ ﺗﻌﻈﻴﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻌﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ. ﻓﻤﱴ ﺳ ‪‬ﻝ‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻣﺮ‪‬ﺍ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳛﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﺃﺷﺪ ﺍﳊﺬﺭ ﻭﻟﻴﻘﻞ ﻟﻪ ﺣﲔ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﺇﳕﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﲟﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﹾ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻧﺼﺤﻲ ﺑﺒﻠﻮﻏﻲ ﺷﻬﻮﰐ. ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺘﻀﺢ ﺻﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻠﻐﲑ ﳌﻦ ﻻ ﻳﻨﺼﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﰒ‬ ‫ﻛﻴﻒ ﺃﺛﻖ ﺑﻨﺼﻴﺤﺔ ﻋﺪﻭ ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﻓﻤﺎ ﰲ ﻟﻘﻮﻟﻚ ﻣﻨﻔﺬ. ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻌﲔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷﻧﻪ ﳛﺚ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﺍﻫﺎ ﻓﻠﻴﺴﺘﺤﻀﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﰲ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻟﻌﻞ ﻣﺪﺩ ﺗﻮﻓﻴﻖ‬ ‫ﱠ ‪ٍ  ‬‬ ‫ﻳﺒﻌﺚ ‪‬ﻨﺪ ﻋﺰﳝﺘﻪ ﻓﻴﻬﺰﻡ ﻋﺴﻜﺮ ﺍﳍﻮﻯ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ.‬ ‫ﹸﺟ ‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻧﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ، ﺛﻨﺎ‬‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ ﺷﺒ‪‬ﺎ‪‬ﺑ ﹸ ﺑﻦ ﺳ ‪‬ﺍﺭ، ﺛﲏ ﺍﳌﻐﲑﺓ، ﻋﻦ ‪‬ﻄ ‪‬ﻑ ﺑﻦ‬ ‫ﻣ ﺮ‬ ‫ﻮ‬ ‫‪ ‬ﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸ ‪‬ﲑ، ﻋﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﺑﻦ ﲪﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻣﺮﱐ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺨ‬ ‫ﹸﻋﻠﻤﻜﻢ ﻣﺎ ﺟﻬﻠ‪‬ﺘﻢ ﳑﺎ ﻋﻠﻤﲏ ﰲ ﻳﻮﻣﻲ ﻫﺬﺍ: ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﺎﻝ ﳓﻠ‪‬ﺘﻪ ﻋﺒﺪﻱ ﻓﻬﻮ ﻟﻪ ﺣﻼﻝ، ﻭﺇﱐ‬ ‫ﹸﱠ ٍ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ ﹸ‪‬‬ ‫ﺧﻠﻘﺖ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺣﻨﻔﺎﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﻓﺄﺗﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻓﺎﺟﺘﺎﻟﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﻭﺃﻣﺮ‪‬ﻢ ﺃﻥ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺸﺮﻛﻮﺍ ﰊ ﻣﺎ ﻟـﻢ ﹸﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﺳﻠﻄﺎﻧ‪‬ﺎ، ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻤﻘﺘﻬﻢ ﻋﺮﻬﺑﻢ‬ ‫ﺃ‪‬ﹾ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻋﺠﻤﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﳌﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﻫﺸﺎﻡ، ﺛﻨﺎ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻋﻦ ‪‬ﻄﺮﻑ، ﻋﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﺑﻦ ﲪﺎﺭ،‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺧﻄﺐ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﺧﻄﺒﺘﻪ: »ﺇﻥ ﺭﰊ« ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳌﺘﻘﺪﻡ)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫ﳌﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﺛﻨﺎ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﻀﻊ ﻋﺮﺷﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﰒ ﻳﺒﻌﺚ ﺳﺮﺍﻳﺎﻩ ﻓﺄﺩﻧﺎﻫﻢ ﻣﻨﻪ ﻣﱰﻟﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﻋﻈﻤﻬﻢ ﻓﺘﻨﺔﹰ، ﳚﻲﺀ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ُ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻨﺔ )٥٦٨٢/٣٦، ٤٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٦٦٢.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻨﺔ )٥٦٨٢/٣٦، ٤٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٦٦٢.‬
‫-٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺛـﻢ ﳚﻲﺀ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺗﺮﻛ‪‬ﺘﻪ ﺣﱴ ﻓ ‪‬ﻗﺖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓ‪‬ﺪﻧﻴﻪ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺮﹾ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﻠﺘﺰﻣﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ِﻧﻌﻢ ﺃﻧﺖ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺰﺑﲑ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﻳﺮﻓﻌﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻗﺪ ﻳﺌﺲ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﻩ ﺍﳌﺼﻠﻮﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺶ ﺑﻴﻨﻬﻢ«)٢(. ﻗﺎﻝ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﰲ ﻟﻔﻆ ﺣﺪﻳﺜﻪ: ﻗﺪ ﺃﻳﺲ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﻩ‬ ‫ﺍﳌﺼﻠﻮﻥ ﰲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺸ‪‬ﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﻧﺎ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﲏ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻜﻦ، ﺛﻨﺎ ﺍ ﹸﻌﱠﻰ ﺑﻦ ﺃﺳﺪ، ﺛﲏ ﻋﺪﻱ ﺑﻦ ﺃﰊ ‪‬ﻤﺎﺭﺓ،‬ ‫ﻋ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌﻠ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺯﻳﺎﺩ ﺍﻟ‪‬ﻤﲑﻱ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﺮﻓﻌﻪ، ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﺿﻊ‬ ‫‪ ‬ﻨ‬ ‫ﺧﻄﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺧﻨﺲ، ﻭﺇﻥ ﻧﺴﻲ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﻘﻢ ﻗﻠﺒﻪ«)٣(.‬ ‫ﹾ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻋﻦ ‪‬ﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ‬ ‫ﲪ‬ ‫ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻃﺎﻑ ﺑﺄﻫﻞ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﻴﻔﺘﻨﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ‪‬ﻔ ‪‬ﻕ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻓﺄﺗﻰ ﺣﻠﻘﺔ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﺮ‬ ‫ﻓﺄﻏﺮﻯ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣﱴ ﺍﻗﺘﺘﻠﻮﺍ ﻓﻘﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﺤﺠﺰﻭﺍ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﺘﻔﺮﻗﻮﺍ)٤(. ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ:‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﻴﻪ )٣١٨٢/٧٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٤١٣.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ )٢١٨٢/٥٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٤٥٣، ٤٨٣،‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ )٧٣٩١(.‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﱂ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪﻩ )١٠٣٤(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٧/٩٤١ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺪﻯ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٠٤٥(، ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٦/٨٦٢، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٧٦٣١(.‬ ‫)٤( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺹ ٦٩١، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﺻﺪﻭﻕ ﺍﺧﺘﻠﻂ، ﻭﻻ‬ ‫ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺣﺪﻳﺚ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﻋﻨﻪ، ﻷﻧﻪ ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﻭﺑﻌﺪﻩ.‬
‫-٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺣﺪﺛﲏ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﺛﻨﺎ ﺳ‪‬ﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺣﺒﺎﻥ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ ﺛﻨﺎ ‪‬ﻮ‪‬ﻳﺪ ﺍﻟﻘﻨﺎﻭﻱ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺭﺿﻲ‬ ‫ﺳ ‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻹﺑﻠﻴﺲ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻗﺒﻘﺐ ‪‬ﺠ ‪‬ﻪ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻳ ﻤ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺩﻭﻧﻚ ﺇﳕﺎ ﻛﻨﺖ ﺃ ‪‬ﻚ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﺟﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻓﺘﻨﻪ)١(.‬ ‫ﲨ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺎﺭ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﺛﺎﺑﺖ ﺍﻟ‪‬ﺒﻨ‪‬ﺎ ﱡ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻇﻬﺮ‬ ‫‪ ‬ﱐ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻟﻴﺤﲕ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺮﺃﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺎﻟﻴﻖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻓﻘﺎﻝ ﳛﲕ: ﻳﺎ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﺎ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﻟﻴﻖ ﺍﻟﱵ ﺃﺭﻯ ﻋﻠﻴﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﻴﺪ ﻬﺑﻦ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻬﻞ ﱄ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ؟ ﻗﺎﻝ: ﺭﲟﺎ ﺷﺒﻌﺖ ﻓﺜﻘﻠﻨﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺛﻘﻠﻨﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻬﻞ ﻏﲑ‬ ‫ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻭﺍﷲ. ﻗﺎﻝ: ﷲ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻣﻸ ﺑﻄﲏ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﻗﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﻭﷲ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﹾ‬ ‫ﺃﻥ ﻻ ﺃﻧﺼﺢ ﻣﺴﻠﻤ‪‬ﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ: ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ، ﺛﻨﺎ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺧﻴﺜﻤﺔ، ﻋﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ‬ ‫ﻗﻴﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﻙ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺼﻠﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻚ ‪‬ﺗﺮﺍﺋﻲ ﻓﺰﺩﻫﺎ ﻃﻮﻻ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻧﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ‪‬ﻴﻴﻨﺔ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻊ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺍﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ‪‬ﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮٍ، ﲰﻊ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺍﻫﺐ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺑﲏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﺨﻨﻘﻬﺎ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺩﻭﺍﺀﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﹸﰐ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻓﺄﰉ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﺑﻪ ﺣﱴ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺴ ‪‬ﻝ‬ ‫ﹸ ﻮ‬ ‫ﺄﹶ‬ ‫ﻟﻪ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻬﺑﺎ ﻓﺄﺣﺒﻠﻬﺎ - ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﻵﻥ ‪‬ﻔﺘﻀﺢ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﺃﻫﹸﻬﺎ ﻓﺎﻗ‪‬ﻠﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﺗﻮﻙ‬ ‫ﻠ ﺘ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻓﻘﻞ ﻣﺎﺗﺖ، ﻓﻘﺘﻠﻬﺎ ﻭﺩﻓﻨﻬﺎ، ﻓﺄﺗﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻮﺳﻮﺱ ﳍﻢ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﰲ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺒﻠﻬﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﰒ ﻗﺘﻠﻬﺎ ﻭﺩﻓﻨﻬﺎ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎﺗﺖ. ﻓﺄﺧﺬﻭﻩ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺑﺘﻬﺎ ﻭﺧﻨﻘﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻘﻴﺖ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﺘﻚ ﰲ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺄﻃﻌﲏ ﺗﻨ ‪ ،‬ﺍﺳﺠﺪ ﱄ ﺳﺠﺪﺗﲔ، ﻓﺴﺠﺪ ﻟﻪ ﺳﺠﺪﺗﲔ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻛﻤﺜﻞ‬ ‫ﺞ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻛﻔﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﻔﺮ ﻗﺎﻝ ﺇﱏ ﺑﺮﺉ ﻣﻨﻚ ﺇﱏ ﺃﺧﺎﻑ ﺍﷲ ﺭﺏ‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺹ ٦٩.‬
‫-٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ﴾ ]ﺍﳊﺸﺮ: ٦١[.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺃﻥ‬ ‫ﻋﺎﺑﺪ‪‬ﺍ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺑﲏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﺒﺪ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺇﺧﻮﺓ ﳍﻢ‬ ‫ﹸ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ﺃﺧﺖ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﻜﺮ‪‬ﺍ ﻟﻴﺲ ﳍﻢ ﺃﺧﺖ ﻏﲑﻫﺎ، ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺘﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺪﺭﻭﺍ ﻋﻨﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ‪‬ﺨﻠﻔﻮﻥ ﺃﺧﺘﻬﻢ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻳﺄﻣﻨﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻳﻀﻌﻮ‪‬ﺎ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﲨﻊ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺃﻥ ﳜﻠﻔﻮﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﻋﺎﺑﺪ ﺑﲏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﺛﻘﺔ ﰲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻓﺄﺗﻮﻩ ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﺃﻥ ﳜﻠﻔﻮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻩ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﺘﻜﻮﻥ ﰲ ﻛﻨﻔﻪ ﻭﺟﻮﺍﺭﻩ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻘﻔﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻏﺰﺍ‪‬ﻢ، ﻓﺄﰉ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺃﺧﺘﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻢ ﻳﺰﺍﻟﻮﺍ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺃﻃﺎﻋﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺰﻟﻮﻫﺎ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺣﺬﺍﺀ‬ ‫ٍ َ‬ ‫ﺻﻮﻣﻌﱵ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﻧﺰﻟﻮﻫﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﰒ ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻭﺗﺮﻛﻮﻫﺎ، ﻓﻤﻜﺜﺖ ﰲ ﺟﻮﺍﺭ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﱰﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﻓﻴﻀﻌﻪ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺼﻮﻣﻌﺔ ﰒ ﻳﻐﻠﻖ ﺑﺎﺑﻪ‬ ‫ﻭﻳﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﰒ ﻳﺄﻣﺮﻫﺎ ﻓﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺘﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻓﺘﻠ ﱠﻒ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ‪‬ﺮﻏ‪‬ﺒﻪ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻭﻳﻌﻈﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ‪‬ﺎﺭ‪‬ﺍ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻭ‪‬ﺨ ‪‬ﻓﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺃﺣﺪ ﻓﻴﻌﻠﻘﻬﺎ، ﻓﻠﻮ ﻣﺸﻴﺖ ﺑﻄﻌﺎﻣﻬﺎ ﺣﱴ ﺗﻀﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﻮ‪‬‬ ‫ﺃﻋﻈﻢ ﻷﺟﺮﻙ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺣﱴ ﻣﺸﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻄﻌﺎﻣﻬﺎ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﱂ‬ ‫ﻳﻜﻠﻤﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﺒﺚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺮ ﱠﺒﻪ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻷﺟﺮ ﻭﺣ ‪‬ﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﲤﺸﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻏ‬ ‫ﺑﻄﻌﺎﻣﻬﺎ ﺣﱴ ﺗﻀﻌﻪ ﰲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﻷﺟﺮﻙ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺣﱴ ﻣﺸﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﰒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺿﻌﻪ ﰲ ﺑﻴﺘﻬﺎ، ﻓﻠﺒﺚ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺮﻏﺒﻪ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻭﺣﻀﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻜﻠﻤﻬﺎ ﻭﲢﺪﺛﻬﺎ ﻓﺘﺄﻧﺲ‬ ‫ﲝﺪﻳﺜﻚ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﺣﺸﺖ ﻭﺣﺸﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺣﺪﺛﻬﺎ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﻄﻠﻊ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ، ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﱰﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺘﻘﻌﺪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺻﻮﻣﻌﺘﻚ ﻭﲢﺪﺛﻬﺎ ﻭﺗﻘﻌﺪ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺘﺤﺪﺛﻚ ﻛﺎﻥ ﺁﻧﺲ ﳍﺎ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ‬ ‫ﺑﻪ ﺣﱴ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﻭﺃﺟﻠﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﳛﺪﺛﻬﺎ ﻭﲢﺪﺛﻪ ﻭﲣﺮﺝ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺣﱴ‬
‫-٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺗﻘﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﺒﺜﺎ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎﻥ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺮﻏﺒﻪ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﻬﺑﺎ ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ‬ ‫ﺻﻮﻣﻌﺘﻚ ﰒ ﺟﻠﺴﺖ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺤﺪﺛﺘﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺁﻧﺲ ﳍﺎ، ﱂ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺣﱴ ﻓﻌﻞ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﺒﺜﺎ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺮﻏﺒﻪ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﻬﺑﺎ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻟﻮ ﺩﻧﻮﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺤﺪﺛﺘﻬﺎ ﻭﱂ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﻔﻌﻞ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﱰﻝ ﻣﻦ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﻓﻴﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﻴﺤﺪﺛﻬﺎ، ﻓﻠﺒﺜﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﻨ‪‬ﺎ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﺤﺪﺛﹾﺘﻬﺎ ﻭﱂ ﺗﺘﺮﻛﻬﺎ ‪‬ﺗﺒ‪‬ﺮﺯ ﻭﺟﻬﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﺑﻚ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺠﻌﻞ ﳛﺪﺛﻬﺎ ‪‬ﺎﺭﻫﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻀﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺻﻌﺪ ﺇﱃ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ، ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ‪‬ﺰ‪‬ﻳ‪‬ﻬﺎ ﻟﻪ ﺣﱴ‬ ‫ﻳ ﻨ‬ ‫ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻫﺎ ﻭﻗ‪‬ﻠﻬﺎ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ‪‬ﺤﺴ‪‬ﻬﺎ ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻳﺴ ‪‬ﻝ ﻟﻪ ﺣﱴ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻳ ‪‬ﻨ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺄﺣﺒﻠﻬﺎ، ﻓﻮﻟﺪﺕ ﻟﻪ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ، ﻓﺠﺎﺀ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﺟﺎﺀ ﺇﺧﻮﺓ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﻟﺪﺕ ﻣﻨﻚ ﻛﻴﻒ ﺗﺼﻨ ‪‬؟ ﻻ ﺁﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﻀﺢ ﺃﻭ ﻳﻔﻀﺤﻮﻙ ﻓﺎﻋﻤﺪ ﺇﱃ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻓﺎﺫﲝﻪ‬ ‫ﻊ‬ ‫ﻭﺍﺩﻓﻨﻪ، ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺳﺘﻜﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﳐﺎﻓﺔ ﺇﺧﻮ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﻳ ﱠﻠ ‪‬ﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻬﺑﺎ. ﻓﻔﻌﻞ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﻄﻌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻪ: ﺃﺗﺮﺍﻫﺎ ﺗﻜﺘﻢ ﺇﺧﻮ‪‬ﺎ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻬﺑﺎ ﻭﻗﺘﻠﺖ ﺍﺑﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺬﻫﺎ ﻭﺍﺫﲝﻬﺎ ﻭﺍﺩﻓﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻬﺎ،‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺫﲝﻬﺎ ﻭﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﰲ ﺍﳊﻔﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭﺃﻃﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺻﺨﺮﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺳ ‪‬ﻯ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﺻﻌﺪ ﺇﱃ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻤﻜﺚ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺃﻥ ﳝﻜﺚ، ﺣﱴ ﺃﻗﺒﻞ‬ ‫ﺇﺧﻮ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺰﻭ، ﻓﺠﺎﺀﻭﺍ ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻨﻌﺎﻫﺎ ﳍﻢ ﻭﺗﺮ ‪‬ﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺑﻜﺎﻫﺎ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺧﲑ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﱪﻫﺎ ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺄﺗﻰ ﺇﺧﻮ‪‬ﺎ ﺍﻟﻘﱪ ﻓﺒﻜﻮﺍ ﺃﺧﺘﻬﻢ ﻭﺗﺮ ‪‬ﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ،‬ ‫ﲪ‬ ‫ﻓﺄﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﱪﻫﺎ ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ ﰒ ﺍﻧﺼﺮﻓﻮﺍ ﺇﱃ ﺃﻫﺎﻟﻴﻬﻢ.‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﻀﺎﺟﻌﻬﻢ، ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺟﻞ ﻣﺴﺎﻓﺮ، ﻓﺒﺪﺃ ﺑﺄﻛﱪﻫﻢ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﺧﺘﻬﻢ، ﻓﺄﺧﱪﻩ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﻭﻣﻮ‪‬ﺎ ﻭﺗﺮﺣﻤﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫‪ِِ ‬‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﺃﺭﺍﻫﻢ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﱪﻫﺎ، ﻓﻜ ﱠﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎ ﹸ، ﻭﻗﺎﻝ: ﱂ ﻳﺼ ‪‬ﻗﻜﻢ ﺃﻣﺮ ﺃﺧﺘﻜﻢ، ﺇﻧﻪ ﻗﺪ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻥ‬ ‫ﺬ‪‬‬
‫-٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺣﺒﻞ ﺃﺧﺘﻜﻢ ﻭﻭﻟﺪﺕ ﻣﻨﻪ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﻓﺬﲝﻪ ﻭﺫﲝﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻓﺰﻋ‪‬ﺎ ﻣﻨﻜﻢ، ﻭﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﰲ ﺣﻔﲑﺓ‬ ‫ﺍﺣﺘﻔﺮﻫﺎ ﺧﻠﻒ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﳝﲔ ﻣﻦ ﺩﺧﻠﻪ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻓﺎﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﳝﲔ ﻣﻦ ﺩﺧﻠﻪ ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺳﺘﺠﺪﻭ‪‬ﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﱪﺗﻜﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﲨﻴﻌ‪‬ﺎ، ﻭﺃﺗﻰ‬ ‫ﺍﻷﻭﺳﻂ ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ، ﰒ ﺃﺗﻰ ﺃﺻﻐﺮﻫﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻣﺘﻌﺠﺒﲔ ﳑﺎ ﺭﺃﻯ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﻳﻘﻮﻝ ﻛ ﱡ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ: ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﺠ‪‬ﺒﺎ ﻓﺄﺧﱪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀ‪‬ﺎ ﲟﺎ ﺭﺃﻯ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﹸ ﹸﻞ‬ ‫ﻛﺒﲑﻫﻢ: ﻫﺬﺍ ﺣﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ ﻓﺎﻣﻀﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﻭﺩﻋﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﻜﻢ. ﻗﺎﻝ ﺃﺻﻐﺮﻫﻢ: ﻭﺍﷲ ﻻ‬ ‫ﺃﻣﻀﻲ ﺣﱴ ﺁﰐ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻓﺄﻧﻈﺮ ﻓﻴﻪ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﲨﻴﻌ‪‬ﺎ ﺣﱴ ﺃﺗﻮﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺃﺧﺘﻬﻢ ﻓﻔﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﲝﺜﻮﺍ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻒ ﳍﻢ ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻬﻢ، ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺃﺧﺘﻬﻢ‬ ‫ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻣﺬﺑﻮﺣﲔ ﰲ ﺍﳊﻔﲑﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﳍﻢ، ﻓﺴﺄﻟﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﻓﺼ ‪‬ﻕ ﻗﻮﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺻﻨﻊ ﻬﺑﻤﺎ، ﻓﺎﺳﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻓﺄ‪‬ﻧﺰِﻝ ﻣﻦ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﻭﻗ ‪‬ﻡ ﻟ‪‬ﺼﻠﺐ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻭﺛﻘﻮﻩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﹸﺪ ﻴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳋﺸﺒﺔ ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﱐ ﺃﻧﺎ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﻨﺘﻚ ﺑﺎﳌﺮﺃﺓ ﺣﱴ‬ ‫ﺃﺣﺒﻠﺘﻬﺎ ﻭﺫﲝﺘﻬﺎ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﻧﺖ ﺃﻃﻌﺘﲏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻛﻔﺮﺕ ﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻚ ﻭﺻﻮﺭﻙ‬ ‫ﺧﹼﺼ‪‬ﻚ ﳑﺎ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﻔﺮ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﻔﺮ ﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺧﱠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻠ ﺘ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﺼﻠﺒﻮﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻔﻴﻪ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﴿ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻛﻔﺮ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻛﻔﺮ ﻗﺎﻝ ﺇﱏ ﺑﺮﻯﺀ﴾ ﺇﱃ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻣﻨﻚ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ﴾ ]ﺍﳊﺸﺮ: ٦١-٧١[‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻫﺎ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻵﺟﺮﻱ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﻄﺸِﻲ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳉﻨﻴﺪ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬ﹶ‬ ‫ﺑﻦ ﺃﺑﺎﻥ، ﺛﲏ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﻋﻦ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ،‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﻣﺮﻓﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٤٨٤، ٥٨٤ ﻋﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﱮ. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٩٤٤٥( ﻣﺮﺳﻼ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ‬ ‫ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )١٦(، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ٤/١٤٣.‬
‫-٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺍﻫﺐ ﰲ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﺄﺭﺍﺩﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺑﻜﻞ‬ ‫ﺭﺍﺋﺪﺓ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﺄﺗﺎﻩ ‪‬ﺘﺸ‪‬ﺒﻬ‪‬ﺎ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺃﺷ‪‬ﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﹸﻛﻠﻤﻚ، ﻗﺎﻝ: ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻟﺸﺄﻧﻚ ﻓﻠﺴﺖ ﺃﺭﺩ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ‬ ‫‪ ‬ﺃ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﻤﺎ ﱄ ﺇﻟﻴﻚ ﺣﺎﺟﺔ،‬ ‫ﺃﻟﺴﺖ ﻗﺪ ﺃﻣﺮﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻭﻋﺪﺗﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻟﺸﺄﻧﻚ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﱄ ﻓﻴﻚ. ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﻠﻌﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻭﺗﺮﻛﻪ)١(.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﱪ‪‬ﺫﻋﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﳊﺮﺷﻲ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺳﺎﱂ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ‬ ‫ﺭﻛﺐ ﻧﻮﺡ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﱂ ﻳﻌﺮﻓﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻧﻮﺡ: ﻣﺎ ﺃﺩﺧﻠﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ُﺻﻴﺐ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﻣﻌﻲ ﻭﺃﺑﺪﺍ‪‬ﻢ ﻣﻌﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻧﻮﺡ: ﺍﺧﺮﺝ ﻳﺎ‬ ‫ﻷ‬ ‫ﻋﺪﻭ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﺧﻤﺲ ﹸﻫﻠﻚ ﻬﺑﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺳﺄﺣﺪﺛﻚ ﻣﻨﻬﻦ ﺑﺜﻼﺙ ﻭﻻ ﺃﺣﺪﺛﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬ﺃ‬ ‫ﺑﺎﺛﻨﺘﲔ، ﻓﺄﻭﺣﻰ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺇﱃ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺜﻼﺙ، ﻣﺮﻩ ﳛﺪﺛﻚ ﺑﺎﻻﺛﻨﺘﲔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻬﺑﻤﺎ ﹸﻫﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﳘﺎ ﻻ ﻳﻜﺬﺑﺎﻥ: ﺍﳊﺴﺪ ﻭﺍﳊﺮﺹ،‬ ‫ﺃ ‪  ِ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻓﺒﺎﳊﺴﺪ ﹸﻟﻌِﻨﺖ ﻭﺟﻌِﻠﺖ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ ﺭﺟﻴﻤ‪‬ﺎ، ﻭﺑﺎﳊﺮﺹ ﺃﺑﻴﺢ ﻵﺩﻡ ﺍﳉﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﺄﺻﺒﺖ ﺣﺎﺟﱵ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻨﻪ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺔ.‬ ‫‪ ِ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻘﻲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﻄﻔﺎﻙ ﺍﷲ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﻠﻤﻚ ﺗﻜﻠﻴﻤ‪‬ﺎ، ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺫﻧﺒﺖ ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻮﺏ ﻓﺎﺷﻔﻊ ﱄ ﺇﱃ ﺭﰊ ﻋﺰ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﻋﻠﻲ، ﻓﺪﻋﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺭﺑﻪ ﻓﻘﻴﻞ: ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺪ ﻗﻀﻴﺖ ﺣﺎﺟﺘﻚ، ﻓﻠﻘﻲ‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﺪ ﹸﺃﻣِﺮﺕ ﺃﻥ ﺗﺴﺠﺪ ﻟﻘﱪ ﺁﺩﻡ ﻭﻳﺘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﺎﺳﺘﻜﱪ ﻭﻏﻀﺐ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﱂ ﺃﺳﺠﺪ ﻟﻪ ﺣﻴ‪‬ﺎ ﺃﺃﺳﺠﺪ ﻟﻪ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﻥ ﻟﻚ ﺣﻘﹰﺎ ﲟﺎ ﺷﻔﻌﺖ‬ ‫ﺇﱃ ﺭﺑﻚ ﻓﺎﺫﻛﺮﱐ ﻋﻨﺪ ﺛﻼﺙ ﻻ ﺃﻫﻠﻚ ﻓﻴﻬﻦ: ﺍﺫﻛﺮﱐ ﺣﲔ ﺗﻐﻀﺐ ﻓﺄﻧﺎ ﻭﺣﻲ ﰲ ﻗﻠﺒﻚ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٤/٤٤.‬
‫-٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﻴﲏ ﰲ ﻋﻴﻨﻚ ﻭﺃﺟﺮﻱ ﻣﻨﻚ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺪﻡ، ﻭﺍﺫﻛﺮﱐ ﺣﲔ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﻓﺈﱐ ﺁﰐ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ‬ ‫ﺣﲔ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﻓﺄﺫ ﹼﺮﻩ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﺣﱴ ﻳﻮﱄ. ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﲡﺎﻟﺲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻴﺴﺖ‬ ‫ﻛ‪ ‬‬ ‫ﺑﺬﺍﺕ ﳏﺮﻡ ﻓﺈﱐ ﺭﺳﻮﹸﻬﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺭﺳﻮﻟﻚ ﺇﻟﻴﻬﺎ.‬ ‫ﻟ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺍﻟﺼ ﱠﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﻧﺒﻴ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﱂ ﻳﺄﻣﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ‬ ‫‪‬ﻬﻠِﻜﻪ ﺑﺎﻟ‪‬ﺴﺎﺀ.‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻨ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺛﲏ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ، ﻋﻦ ﹸﻀﻴﻞ ﺑﻦ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﻋﻴﺎﺽ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺑﻌﺾ ﺃﺷﻴﺎﺧﻨﺎ، ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﷲ ﺟﺎﺀ ﺇﱃ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺎﺟﻲ ﺭﺑﻪ ﺗﻌﺎﱃ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳌﻠﻚ: ﻭﻳﻠﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﺟﻮ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻨﺎﺟﻲ ﺭﺑﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺟﻮ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺭﺟﻮﺕ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺁﺩﻡ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﻓﺮﺝ ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻟﺔ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺟﺎﻟﺲ ﰲ ﺑﻌﺾ ﳎﺎﻟﺴﻪ ﺇﺫ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺑﺮﻧﺲ ﻟﻪ ﻳﺘﻠﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻮﺍﻧ‪‬ﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺩﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﱪﻧﺲ ﻓﻮﺿﻌﻪ ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﻮﺳﻰ: ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻼ ﺣ‪‬ﺎﻙ ﺍﷲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺟﺌﺖ ﻷﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﳌﱰﻟﺘﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻣﻜﺎﻧﻚ ﻣﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻋﻠﻴﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻪ ﺃﺧﺘﻄﻒ ﻗﻠﻮﺏ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺻﻨﻌﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺳﺘﺤﻮﺫﺕ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺃﻋﺠﺒﺘﻪ ﻧﻔﺴ ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﻜﺜﺮ ﻋﻤﻠﹶﻪ، ﻭﻧﺴﻲ ﺫﻧﻮﺑ‪‬ﻪ، ﻭﹸﺣﺬ ‪‬ﻙ ﺛﻼﺛﹰﺎ:‬ ‫ﺃ ﱢﺭ ‪‬‬ ‫‪‬ﻪ‬ ‫* ﻻ ﲣﻠﻮﻥ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﻻ ﲢ ﱡ ﻟﻚ ﻗﻂ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺎ ﺧﻼ ﺭﺟﻞ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﻻ ﲢﻞ ﻟﻪ ﺇﻻ ﻛﻨﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﱠ ٍ ﻞ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﺻﺤﺎﰊ ﺣﱴ ﺃﻓﺘﻨﻪ ﻬﺑﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫* ﻭﻻ ﺗﻌﺎﻫﺪ ﺍﷲ ﻋﻬﺪ‪‬ﺍ ﺇﻻ ﻭﻓﻴﺖ ﺑﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺎ ﻋﺎﻫﺪ ﺍﷲ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺩﻭﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﰊ ﺣﱴ ﺃﺣﻮﻝ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻪ.‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٨٤(.‬
‫-١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫* ﻭﻻ ‪‬ﺨﺮﺟﻦ ﺻﺪﻗﺔ ﺇﻻ ﺃﻣﻀﻴﺘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺝ ﺭﺟﻞ ﺻﺪﻗﺔ ﻓﻠﻢ ‪‬ﻤﻀﻬﺎ ﺇﻻ ﻛﻨﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ ﹰ ﻳ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﺻﺤﺎﰊ ﺣﱴ ﺃﺣﻮﻝ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ. ﰒ ﻭﱃ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻭﻳﻠﻪ، ﺛﻼﺛﹰﺎ،‬ ‫ﻋﱠﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺎ ﳛﺬﺭ ﺑﻪ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ)١(.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺛﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ: ﺃﻧﺖ ﻧﺼﻒ ﺟﻨﺪﻱ، ﻭﺃﻧﺖ ﺳﻬﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﻣﻲ ﺑﻪ ﻓﻼ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ﺃﺧﻄﻰﺀ، ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺮﻱ، ﻭﺃﻧﺖ ﺭﺳﻮﱄ ﰲ ﺣﺎﺟﱵ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺛﲏ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﻌﻘﻞ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻭﻫﺒ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺍﻫﺐ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻟﻪ: ﺃﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﻼﻕ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ ﺃﻋﻮﻥ ﻟﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﺍﳊﺪ ﹸ، ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺣﺪﻳﺪ‪‬ﺍ ﻗﻠﺒﻨﺎﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻠﺐ‬ ‫ِ ‪‬ﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮ‪‬ﺓ)٢(.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ‪‬ﺑﻌِﺚ ﺍﻟﻨﱯ ﺟﻌﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﷲ ﻳﺮﺳﻞ ﺷﻴﺎﻃﻴﻨﻪ ﺇﱃ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻴﺠﻴﺌﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺼﺤﻔﻬﻢ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﳍﻢ: ﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﺼﻴﺒﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﺻﺤﺒﻨﺎ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﻭﻳﺪ‪‬ﺍ ﻬﺑﻢ ﻓﻌﺴﻰ ﺃﻥ ‪‬ﻔﺘﺢ ﳍﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻫﻨﺎﻟﻚ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺗﺼﻴﺒﻮﻥ ﺣﺎﺟﺘﻜﻢ ﻣﻨﻬﻢ)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﲨﻴﻞ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻧﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ‬ ‫ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺚ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺟﻨﻮﺩﻩ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺃﺿﻞ ﻣﺴﻠﻤ‪‬ﺎ ﺃﻟﺒﺴ‪‬ﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﺝ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﱂ ﺃﺯﻝ ﺑﻔﻼﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺣﱴ ﻃﻠﻖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺁﺧﺮ: ﱂ ﺃﺯﻝ ﺑﻔﻼﻥ ﺣﱴ ﻋ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻖ‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٧٤(، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻟﺔ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ‬ ‫ﺯﻳﺎﺩ ﺑﻦ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻰ، ﻭﳘﺎ ﺿﻌﻴﻔﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬ ‫)٢( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٧٣، ٨٣(، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ.‬ ‫)٣( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٩٣(.‬
‫-٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﱪ. ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺁﺧﺮ: ﱂ ﺃﺯﻝ ﺑﻔﻼﻥ ﺣﱴ ﺯﱏ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺖ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺁﺧﺮ: ﱂ ﺃﺯﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻔﻼﻥ ﺣﱴ ﺷﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺖ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺁﺧﺮ: ﱂ ﺃﺯﻝ ﺑﻔﻼﻥ ﺣ‪‬ﻰ ﻗﺘﻞ، ﻓﻴﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺃﻧﺖ ﺃﻧﺖ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﲰﻌﺖ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﳛﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻟﺔ، ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺠﺮﺓ ‪‬ﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﻓﺠﺎﺀ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻷﻗﻄﻌﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ، ﻓﺠﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲﺗ ‪‬‬ ‫ﻟﻴﻘﻄﻌﻬﺎ ﻏﻀﺒ‪‬ﺎ ﷲ ﻓﻠﻘﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻧﺴﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺗﺮﻳ ‪‬؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﻄﻊ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﱵ ‪‬ﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﱂ ﺗﻌﺒﺪﻫﺎ ﻓﻤﺎ ﻳﻀ ‪‬ﻙ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻫﺎ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬ﺮ ‪‬‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻷﻗﻄﻌﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ: ﻫﻞ ﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﲑ ﻟﻚ. ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ ﻭﻟﻚ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻋﻨﺪ ﻭﺳﺎﺩﺗﻚ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﱄ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﺮﺟﻊ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻓﻮﺟﺪ ﺩﻳﻨﺎﺭﻳﻦ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﻭﺳﺎﺩﺗﻪ، ﰒ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻢ ﳚﺪ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﻘﺎﻡ ﻏﻀﺒ‪‬ﺎ ﻟﻴﻘﻄﻌﻬﺎ ﻓﺘﻤﺜﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﰲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺻﻮﺭﺗﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﻗﻄﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺬﺑﺖ ﻣﺎ ﻟﻚ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ: ﻓﺬﻫﺐ ﻟﻴﻘﻄﻌﻬﺎ ﻓﻀﺮﺏ ﺑﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺧﻨﻘﻪ ﺣﱴ ﻛﺎﺩ‬ ‫ﻳﻘﺘﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻧﺎ؟ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﺟﺌﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻏﻀﺒ‪‬ﺎ ﷲ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﱄ ﻋﻠﻴﻚ‬ ‫ﺳﺒﻴﻞ، ﻓﺨﺪﻋﺘﻚ ﺑﺎﻟﺪﻳﻨﺎﺭﻳﻦ ﻓﺘﺮﻛﺘﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﻏﻀﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺪﻳﻨﺎﺭﻳﻦ ﺳﱢﻄﺖ ﻋﻠﻴﻚ)٢(.‬ ‫‪‬ﻠ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ‬ ‫ﳎﺎﻫﺪ ﻗﺎﻝ: ﻹﺑﻠﻴﺲ ﲬﺴﺔ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻩ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ، ﰒ‬ ‫ﹸﱠ ٍ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﲰﺎﻫﻢ ﻓﺬﻛﺮ: ﺛﱪ، ﻭﺍﻷﻋﻮﺭ، ﻭﻣﺴﻮﻁ، ﻭﺩﺍﺳﻢ، ﻭﺯﻛﻨﺒﻮﺭ، ﻓﺄﻣﺎ ﺛﱪ، ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ‬ ‫ﺍﳌﺼﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﱡ‪‬ﻮﺭ ﻭﺷﻖ ﺍﳉﻴﻮﺏ ﻭﻟﻄﻢ ﺍﳋﺪﻭﺩ ﻭﺩﻋﻮﻯ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﻋﻮﺭ،‬ ‫ﺜﺒ ِ ‪‬‬ ‫ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻭ‪‬ﺰﻳﻨﻪ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺴﻮﻁ، ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻊ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻓﻴﻠﻘﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻴﺨﱪﻩ ﺑﺎﳋﱪ، ﻓﻴﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﳍﻢ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﺃﻋﺮﻑ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﲰﻪ ﺣﺪﺛﲏ ﺑﻜﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﺩﺍﺳﻢ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٦٣(.‬ ‫)٢( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٠٦(.‬
‫-٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻫﻠﻪ ‪‬ﺮﻳﻪ ﺍﻟﻌﻴﺐ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﻳﻐﻀﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﺯﻛﻨﺒﻮﺭ، ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻛﺰ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺭﺍﻳﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﻕ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﳐﻠﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻣﺎ ﻧ‪‬ﺪﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﺍﻋﺘﺮﺽ ﻓﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ ﻣﺎ ﻳﺒﺎﱄ ﺑﺄﻳﻬﻤﺎ ﻇﻔﺮ: ﺇﻣﺎ ﹸﻠﻮ‬ ‫ﻏ‪‬‬ ‫ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﻣﺎ ﺗﻘﺼﲑ ﻋﻨﻪ)٢(.‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻭﺛﻨﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻗﺒﻴﻞ،‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺣﻴﻮﺓ ﺑﻦ ﺷﺮﺍﺣﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻮﺛﻖ ﰲ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﲢﺮﻙ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﺮ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﲔ ﺍﺛﻨﲔ ﻓﺼﺎﻋﺪ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﲢ ‪‬ﻛﻪ.‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ، ﻗﻠﺖ: ﻭﻓﱳ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻳﺪﻩ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﻏﻀﻮﻥ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻜﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻨﻪ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻟﻜﺜﺮﺓ ﻓﱳ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ‬ ‫ﻭﺗﺸﺒﺜﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﻮﺏ ﻋ ‪‬ﺕ ﺍﻟﺴﻼﻣ ﹸ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻳﺪﻉ ﺇﱃ ﻣﺎ ﳛﺚ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻛﻤﺪﺍﺩ ﺳﻔﻴﻨﺔ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻣﻨﺤﺪﺭﺓ ﻓﻴﺎ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﳓﺪﺍﺭﻫﺎ؛ ﻭﳌﺎ ﺭ ﱢﺐ ﺍﳍﻮﻯ ﰲ ﻫﺎﺭﻭﺕ ﻭﻣﺎﺭﻭﺕ ﱂ ﻳﺴﺘﻤﺴﻜﺎ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫‪‬ﻛ‬ ‫ﺭﺃﺕ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻣﺆﻣﻨ‪‬ﺎ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺗﻌﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺳﻼﻣﺘﻪ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺍﺑﻦ ﺳﺮﻳﺞ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ‪‬ﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ،‬ ‫ﻋ ﹸ‬ ‫ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻣﻐﻮﻝ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ‪‬ﻓﻴﻊ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﻋﺮِﺝ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﱠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻳﺎ ﻭﳛﻪ ﻛﻴﻒ ﳒﺎ؟!.‬ ‫‪‬‬ ‫ﳒ‬ ‫ﹸ‬ ‫ِ‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺄﻥ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ(‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٥٣(.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٦٦٢، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺳﻨﻴﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬
‫-٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺼﲔ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍ ﹸﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﳌﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ، ﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﺻﺨﺮٍ، ﻋﻦ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻗﺴﻴﻂ، ﺃﻧﻪ ﺣ ‪‬ﺛﻪ، ﺃﻥ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺣﺪﺛﻪ، ﺃﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺯﻭﺝ ﺍﻟﻨﱯ ﺣﺪﺛﺘﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻟﻴﻼ ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻐِﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺠﺎﺀ ﻓﺮﺃﻯ ﻣﺎ ﺃﺻﻨﻊ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻟﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﻏﺮﺕِ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻣﺎ ﱄ ﻻ ﻳﻐﺎﺭ ﻣﺜﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ: »ﹶﺃﻭﻗﹶﺪ ﺟﺎﺀﻙ ﺷﻴﻄﺎ‪‬ﻧﻚِ؟«‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻭ ﻣﻌﻲ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻗﺎﻝ: »ﻧﻌﻢ«. ﻗﻠﺖ: ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ؟ ﻗﺎﻝ: »ﻧﻌﻢ«،‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻣﻌﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ: »ﻧﻌﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﺭﰊ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻋﺎﻧﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﱴ‬ ‫ﺃﺳﻠﻢ«)١(. ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﳚﻲﺀ ﺑﻠﻔﻆ ﺁﺧﺮ: »ﺃﻋﺎﻧﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﺳﻠﻢ«.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻄﺎﰊ: ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: »ﻓﺄﺳﻠﻢ« ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺇﻻ ﺳﻔﻴﺎﻥ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺷ ‪‬ﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﻠﻢ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻭﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﺣﺴﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﺛﺮ ﺍ‪‬ﺎﻫﺪﺓ ﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﺩ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺍﳌﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ،‬ ‫ﻫ‬ ‫ﺛﲏ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻋﻦ ﺳﺎﱂ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳉﻌﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻳﺮﻓﻌﻪ: »ﻣﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻭﻛﻞ ﺑﻪ ﻗﺮﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ ﻭﻗﺮﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﻳﺎﻱ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻋﺎﻧﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻼ ﻳﺄﹾﻣ ‪‬ﱐ ﺇﻻ ﲝﻖ«)٢(. ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ: »ﻓﻼ ﻳﺄﻣﺮﱐ‬ ‫ﺮ ﹼ ‪‬‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺇﻻ ﲞﲑ«. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺍﺳﻢ ﺃﰊ ﺍﳉﻌﺪ ﺭﺍﻓﻊ، ﻭﻇﺎﻫﺮﻩ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ،‬ ‫ﻭﳛﺘﻤﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ.‬ ‫)ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳚﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺪﻡ(‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ )٥١٨٢/٠٧(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٥١١.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ )٤١٨٢/٩٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٥٨٣، ٧٩٣،‬ ‫١٠٤.‬
‫-٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﻤﺮ، ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫ‪‬ﺮﻱ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻋﻦ ﺻﻔﻴﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻨﺖ ‪‬ﻴﻲ ﺯﻭﺝ ﺍﻟﻨﱯ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻌﺘﻜﻔﹰﺎ ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﺃﺯﻭﺭﻩ ﻟﻴﻼﹰ، ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ ﰒ ﻗﻤﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣ ‪‬‬ ‫ﻷﻧﻘﻠﺐ، ﻓﻘﺎﻡ ﻣﻌﻲ ﻟﻴﻘﻠﺒﲏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺴﻜﻨﻬﺎ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻓﻤﺮ ﺭﺟﻼﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺳﺮﻋﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻠ ﹸﻤﺎ ﺇ‪‬ﺎ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺣ‪‬ﻴ ‪،«‬‬ ‫ﹸ ‪ ‬ﻲ‬ ‫ِ ‪ِ‬ﻜ‬ ‫ﻓﻘﺎﻻ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳚﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻣﺠﺮ‪‬ﻯ ﺍﻟﺪﻡ، ﻭﺇﱐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻘﺬﻑ ﰲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻤﺎ ﺷﺮ‪‬ﺍ« ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: »ﺷﻴﺌﹰﺎ«)١( ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻄﺎﰊ: ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺃﻥ ﳛﺬﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺮﻭﻩ ﳑﺎ ﲡﺮﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ، ﻭﳜﻄﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺐ.‬ ‫ﻭﳛﻜﻰ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺧﺎﻑ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﰲ ﻗﻠﻮﻬﺑﻤﺎ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﻴﻜﻔﺮﺍ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻝ ﺷﻔﻘﺔ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ.‬ ‫ﹰ‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺎﺳﺘﻌﺬ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺤﻞ:‬ ‫٨٩[، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟ ‪‬ﺤﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻗﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺏ ﺍﻟﻔﻠﻖ﴾ ]ﺍﻟﻔﻠﻖ: ١[، ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﺯ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ﰲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻓﻜﻴﻒ ﰲ ﻏﲑﳘﺎ.‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺳ‪‬ﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺘ‪‬ﺎﺡ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﺶ:‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﻠﺖ: ﻛﻴﻒ ﺻﻨﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﻠﺔ ﻛﺎﺩﺗﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺎﻃ ‪‬؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﻃﲔ ﲢﺪﺭﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﲔ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻻﻋﺘﻜﺎﻑ )٥٣٠٢، ٨٣٠٢، ٩٣٠٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬ ‫)٥٧١٢/٤٢(.‬
‫-٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺏ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺑﻴﺪﻩ ‪‬ﻌﻠﺔ ﻧﺎﺭ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﳛﺮﻕ ﻬﺑﺎ ﻭﺟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﺷ ﹸ ٍ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻬﺒﻂ ﺇﻟﻴﻪ ﺟﱪﻳ ﹸ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﻗﻞﹾ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﺃﻗﻮ ﹸ؟« ﻗﺎﻝ: »ﻗﻞ‬ ‫ﻝ‬ ‫‪‬ﹸ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺃﻋﻮﺫ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﺎ ‪‬ﺎﺕ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﻭﺫﺭﺃ ﻭﺑﺮﺃ، ﻭﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻳﱰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ،‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﺝ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺷﺮ ﻓﱳ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﺷﺮ ﻛﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﺇﻻ ﻃﺎﺭﻗﹰﺎ ﻳﻄﺮﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﲞﲑ ﻳﺎ ﺭﲪﻦ« ﻗﺎﻝ: ﻓﻄﻔﺌﺖ ﻧﺎﺭﻫﻢ، ﻭﻫﺰﻣﻬﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ،‬ ‫ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ ﺍﳌﺨﺰﻭﻣﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﹸﺪﻳﻚ، ﻋﻦ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﺍﻟﻀ ‪‬ﺎﻙ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺮﻭﺓ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺄﰐ ﺃﺣﺪ ﹸﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ«؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﻓﻴﻘﻮﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻛ‬ ‫»ﻓﻤﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ؟ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﺃﺣ ‪‬ﻛﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﻘﻞ: ﺁﻣﻨﺖ ﺏ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻳﺬﻫﺐ ﻋﻨﻪ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﺛﻨﺎ ﻫ‪‬ﺎﺩ ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺮ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻷﺣﻮﺹ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﻣ ‪‬ﺓ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻨ‪ ‬ﺴﻱ‬ ‫ﺍﳍﻤﺪﺍﱐ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﺮﻓﻌﻪ، ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﹶﻟﻤﺔ ﺑﺎ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ،‬ ‫ِ ‪‬ﹰ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻟﻠﻤﻠﻚ ﱠﺔ، ﻓﺄﻣﺎ ﳌﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺈﻳﻌﺎﺩ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﻭﺗﻜﺬﻳﺐ ﺑﺎﳊﻖ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﳌﺔ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﺈﻳﻌﺎﺩ ﺑﺎﳋﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﱠﹸ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﺗﺼﺪﻳﻖ ﺑﺎﳊﻖ؛ ﻓﻤﻦ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﷲ، ﻭﻟﻴﺤﻤﺪ ﺍﷲ، ﻭﻣﻦ ﻭﺟﺪ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻠﻴﺘﻌﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﰒ ﻗﺮﺃ: ﴿ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻌﺪﻛﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻳﺄﻣﺮﻛﻢ ﺑﺎﻟﻔﺤﺸﺎﺀ﴾‬ ‫]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٨٦٢[.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻓﻮﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٩١٤، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪﻩ )٤٤٨٦( ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﻨﺬﺭﻯ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ٢/٧٥٤: »ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺟﻴﺪ ﳏﺘﺞ ﺑﻪ«.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٧٥٢، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٨٣٦(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ‬ ‫ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٣٣ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«، ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﲎ ﰱ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ )١٠٢(.‬
‫-٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﻧﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻬﺎﻝ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺟﺒﲑ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻌ ‪‬ﺫ ﺍﳊﺴﻦ ﻭﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﻮﹸ‬ ‫ﻓﻴﻘﻮﻝ: »ﹸﻋﻴﺬﻛﻤﺎ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ، ﻣِﻦ ﻛﻞ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻭﻫﺎﻣﺔ، ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﲔ ﻻ ‪‬ﺔ، ﰒ‬ ‫ٍ ﻣ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﰊ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﱠﻢ ‪‬ﻌ ‪‬ﺫ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ«)١(.‬ ‫ﻠ ﻳ ﻮﹸ‬ ‫ﺃﺧﺮﺟﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ: ﺍﳍﺎﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﳍﻮﺍﻡ، ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﻫﻲ ﻛ ﱡ ﻧﺴﻤﺔ ‪‬ﻢ ﺑﺴﻮﺀ،‬ ‫ﻞ ٍ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟ ﹼﻣﺔ: ﺍ ﹸﻠ ‪‬ﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻝ ﻻ ‪‬ﺔ ﻟﻴﻮﺍﻓﻖ ﻟﻔﻆ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﺧﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻼ ﳌﻤ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻨﱯ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﺛﻨﺎ ﻓﻀﻴﻞ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ‪‬ﻄﺮﻑ:‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻧﻈــــــــﺮﺕ ﻓــــــــــﺈﺫﺍ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ‪‬ﻠﻘﻰ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺟﻞ ﻭﺑﲔ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻓﻤﻦ ﺷﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻌﺼﻤﻪ ﻋﺼﻤ ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﺗﺮﻛﻪ ﺫﻫﺐ ﺑﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ)٢(.‬ ‫ﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﺘﻠﻤﻴﺬﻩ: ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﺎﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﺫ ﺳ ‪‬ﻝ ﻟﻚ‬ ‫ﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﻳﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺟﺎﻫﺪﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﻥ ﻋﺎﺩ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺟﺎﻫﺪﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﻥ ﻋﺎﺩ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺟﺎﻫﺪﻩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻳﻄﻮﻝ، ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻐﻨﻢ ﻓﻨﺒﺤﻚ ﻛﻠ‪‬ﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻨﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺒﻮﺭ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ؟‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺒ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﻛﺎﺑﺪﻩ ﻭﺃﺭ ‪‬ﻩ ﺟﻬﺪِﻱ. ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻳﻄﻮﻝ ﻋﻠﻴﻚ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻌﻦ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻳﻜﻔﻪ‬ ‫ﹸ ﱠ‪‬‬ ‫‪ ‬ﺩ‪  ‬‬ ‫ﻋﻨﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻊ ﺍﳌﺘﻘﻲ ﻭﺍﳌﺨﹼﻂ ﻛﺮﺟﻞ ﺟﺎﻟﺲ ﺑﲔ‬ ‫ﻠ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ )١٧٣٣(، ﻭﱂ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﳌﺆﻟﻒ، ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٧٣٧٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٠٦٠٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﻄﺐ )٥٢٥٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٦٤٢، ٠٧٢.‬ ‫)٢( ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺹ ٦٩٢، ﻭﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٨٩٢(، ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/١٠٢، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٥٢(.‬
‫-٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﺪﻳﻪ ﻃﻌﺎﻡ، ﻓﻤﺮ ﺑﻪ ﻛﻠﺐ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﺧﺴﺄ ﻓﺬﻫﺐ ﻓﻤﺮ ﺑﺂﺧﺮ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﳊﻢ، ﻓﻜﻠﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﺴﺄﻩ ﱂ ﻳﱪﺡ، ﻓﺎﻷﻭﻝ: ﻣﺜﻞ ﺍﳌﺘﻘﻲ ﳝﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻴﻜﻔﻴﻪ ﰲ ﻃﺮﺩﻩ ﺍﻟﺬﻛ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻣﺜﻞ‬ ‫ﹾﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﺨﹼﻂ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳌﻜﺎﻥ ﲣﻠﻴﻄﻪ، ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳊﻖ، ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﻧﻮﻉ ﺟﻬﻞ ‪‬ﻮﺟﺐ‬ ‫‪ٍ ‬ﻳ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ ﻭﺍﻟﺮﺩﻱﺀ ﺟﻴﺪ‪‬ﺍ، ﻭﺳﺒﺒﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺒﻬﺔ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺪﺧﻞ‬ ‫ِ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﳝﻜﻨﻪ، ﻭﻳﺰﻳﺪ ﲤ ﱡ‪‬ﻨﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻳﻘ ﱡ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻳﻘﻈﺘﻬﻢ ﻭﻏﻔﻠﺘﻬﻢ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻜ‪‬‬ ‫ﻭﺟﻬﻠﻬﻢ ﻭﻋﻠﻤﻬﻢ.‬ ‫)١(‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻛﺎﳊﺼﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺼﻦ ﺳﻮ ‪ ،‬ﻭﻟﻠﺴﻮﺭ ﺃﺑﻮﺍ ‪ ،‬ﻭﻓﻴﻪ ﺛﻠﻢ‬ ‫ﺏ‬ ‫ﺭ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻭﺳﺎﻛﻨﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺼﻦ، ﻭﺇﱃ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺭ‪‬ﺑﺾ)٢( ﻓﻴﻪ ﺍﳍﻮﻯ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﲣﺘﻠﻒ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟ ‪‬ﺑﺾ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﺎﻧﻊ، ﻭﺍﳊﺮﺏ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺼ‪‬ﻦ ﻭﺃﻫﻞ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺮﺑ‪‬ﺾ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﳊﺼ‪‬ﻦ ﺗﻄﻠﺐ ﻏﻔﻠﺔ ﺍﳊﺎﺭﺱ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺭ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﱡﻠﻢ.‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺤﺎﺭﺱ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﲨﻴﻊ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﳊﺼﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻭ ﱢﻞ ﲝﻔﻈﻪ ﻭﲨﻴﻊ ﺍﻟﺜﻠﻢ،‬ ‫‪‬ﻛ‬ ‫ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻔ‪‬ﺮ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﺍﺳﺔ ﳊﻈﺔ. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻣﺎ ﻳﻔ‪‬ﺘﺮ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﺘ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﻠﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ: ﺃﻳﻨﺎﻡ ﺇﺑﻠﻴﺲ؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ﻧﺎﻡ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺭﺍﺣﺔ.‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳊﺼﻦ ﻣﺴﺘﻨﲑ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ‪‬ﺸﺮﻕ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ، ﻭﻓﻴﻪ ﻣﺮﺁﺓ ﺻﻘﻴﻠﺔ ﻳﺘﺮﺍﺀﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮﺭ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﳝﺮ ﺑﻪ، ﻓﺄﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﺾ ﺇﻛﺜﺎﺭ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻓﺘﺴﻮﺩ ﺣﻴﻄﺎﻥ ﺍﳊﺼﻦ،‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﺼﺪﺃ ﺍﳌﺮﺁﺓ، ﻭﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ، ﻭﺻﻘﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﳚﻠﻮ ﺍﳌﺮﺁﺓ. ﻭﻟﻠﻌﺪﻭ ﲪﻼﺕ،‬ ‫)١( ﺛﻠﻢ: ﺛﻠﻢ ﺍﳉﺪﺍﺭ ﻭﻏﲑﻩ ﺛﻠﻤﺎ: ﺃﺣﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﺷﻘﺎ، ﻭﺛﻠﻢ ﺍﻹﻧﺎﺀ: ﻛﺴﺮ ﺣﺮﻓﻪ، ﻭﺛﻠﻢ ﺍﻟﺸﻰﺀ: ﺻﺎﺭﺕ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺛﻠﻤﺔ.‬ ‫)٢( ﺭﺑﺾ: ﺍﻟﺮﺑﺾ: ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺄﻭﻯ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺗﺴﺘﺮﻳﺢ ﻟﺪﻳﻪ.‬
‫-٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺘﺎﺭﺓ ﳛﻤﻞ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﺍﳊﺼﻦ‪ ،‬ﻓﻴﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺎﺭﺱ ﻓﻴﺨﺮﺝ، ﻭﺭﲟﺎ ﺩﺧﻞ ﻓﻌﺎﺙ ﻭﺭﲟﺎ ﺃﻗﺎﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ِ ‪‬‬ ‫ﻟﻐﻔﻠﺔ ﺍﳊﺎﺭﺱ، ﻭﺭﲟﺎ ﺭﻛﺪﺕ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﻄﺎﺭﺩﺓ ﻟﻠﺪﺧﺎﻥ ﻓﺘﺴﻮﺩ ﺣﻴﻄﺎﻥ ﺍﳊﺼﻦ ﻭﺗﺼﺪﺃ ﺍﳌﺮﺁﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻴﻤﺮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﺑﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﺟﺮﺡ ﺍﳊﺎﺭﺱ ﻟﻐﻔﻠﺘﻪ ﻭﺃﺳﺮ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻭﺃﻗﻴﻢ ﻳﺴﺘﻨﺒﻂ‬ ‫ﺍﳊﻴﻞ ﰲ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﳍﻮﻯ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﺻﺎﺭ ﻛﺎﻟﻔﻘﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺸﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ: ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺄﻋﹼﻤﻬﻢ،‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺼﺮﺕ ﺃﻟﻘﺎﻫﻢ ﻓﺄﺗﻌﱠﻢ ﻣﻨﻬﻢ.‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻫﺠﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻛﻲ ﺍﻟﻔﻄِﻦ ﻭﻣﻌﻪ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﳍﻮﻯ ﻗﺪ ﺟﻼﻫﺎ ﻓﻴﺘﺸﺎﻏﻞ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﺍﻟﻔﻄﻦ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻴﺴﺘﺄﺳﺮﻩ، ﻭﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﻮﺛﻖ ﺑﻪ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﺍﳉﻬ ﹸ، ﻭﺃﻭﺳﻄﻪ ﰲ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺍﻟ ﹸﻮﻯ ﺍﳍﻮﻯ، ﻭﺃﺿﻌﻔﻪ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ، ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺩﺭﻉ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﻣﻦ، ﻓﺈﻥ ‪‬ﻧ‪‬ﺒﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻻ ﻳﻘﻊ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻣﻘﺘﻞ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻏ ‪‬ﺎﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﺪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﻔﺘﺢ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺗﺴﻌﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﺴﻌﲔ ﺑﺎﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﲑ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻪ ﺑﺎﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﺪﱘ، ﻧﺎ ﻋﻤﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫ﺃﰊ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻌﺪﻝ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ، ﺛﻨﺎ ‪‬ﺎﺭ ﹸ ﺑﻦ ﺍ ﹸﻐﱢﺲ ﺍﳊ ‪‬ﺎﱐ،‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺟﺒ ﺓ ﳌ ﻠ‬ ‫ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺷﻌﻴﺐ، ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻗﺎﻝ: ﺣ ‪‬ﺛﻨﺎ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ‪‬ﻜﱢﻢ ﺍﳉ ‪ ،‬ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻨﺎ‬ ‫ﻳ ﻠ‪ ‬ﻦ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃﺷﺪ ﳑﻦ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻨﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ، ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻠﻌﺐ ﻬﺑﻢ ﻟﻌﺒ‪‬ﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ‬ ‫)٢(‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﺔ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٧/١٣٣.‬ ‫)٢( ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺬﺍﻫﺐ: ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻨﻜﺮ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﻭﻫﻢ‬ ‫=‬
‫-٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻡ ‪‬ﻨﺴﺒﻮﻥ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﻮﻓﺴﻄﺎ: ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻻ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ﳍﺎ ﻭﺃﻥ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﺒﻌﺪﻩ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ، ﻭﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻣﺎ‬ ‫ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ. ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﳌﻘﺎﻟﺘﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺘﻢ: ﻻ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ﳍﺎ ﻭﺟ ‪‬ﺯﰎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟ‪‬ﻄﻼﻥ، ﻓﻜﻴﻒ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻻﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻪ؟ ﻓﻜﺄﻧﻜﻢ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺗﻘ ‪‬ﻭﻥ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳛﻞ ﻗﺒﻮﻝ ﻗﻮﻟﻜﻢ؛ ﻭﺇﻥ ﻗﻠﺘﻢ ﳍﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻓﻘﺪ ﺗﺮﻛﺘﻢ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ.‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻣﺬﻫﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻵﺭﺍﺀ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ«، ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻗﺪ ﻏﻠﻄﻮﺍ ﰲ ﺃﻣﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﻏﻠﻄﹰﺎ ﺑﻴﻨ‪‬ﺎ. ﻷ‪‬ﻢ‬ ‫ﻧﺎﻇﺮﻭﻫﻢ ﻭﺟﺎﺩﻟﻮﻫﻢ ﻭﺭﺍﻣﻮﺍ ﺑﺎﳊﺠﺎﺝ ﻭﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻫﻢ ﱂ ﻳﺜﺒﺘﻮﺍ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻗﺮﻭﺍ ﲟﺸﺎﻫﺪﺓ، ﻓﻜﻴﻒ ‪‬ﻜﱢﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻳﻜﻠ ‪‬ﲏ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻭﻛﻴﻒ ‪‬ﻨﺎﻇﺮ ﻣﻦ ﻳﺰﻋﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﹼﻤ‬ ‫ﺗ ﻠ‪‬‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻣﻮﺟﻮﺩ ﻫﻮ ﺃﻡ ﻣﻌﺪﻭﻡ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﲣﺎﻃﺐ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻥ ﺍﳌﺨﺎﻃﺒﺔ ﲟﱰﻟﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﰲ ﺍﻹﺑﺎﻧﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﲟﱰﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺇﻧﻪ ﺇﳕﺎ ‪‬ﻨﺎﻇﺮ ﻣﻦ ‪‬ﻘﺮ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﺄﻣﺮٍ، ﻓﻴﺠﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺮ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﺇﱃ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻳ‪‬‬ ‫ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻣﺎ ﳚﺤﺪﻩ. ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻤﺠﺎﺩﻟﺘﻪ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻭﻗﺪ ﺭﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻛﻴﻒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻜﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺍ‪‬ﺎﺩﻝ ﺃﻥ ‪‬ﻘ ‪‬ﺏ ﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﶈﺴﻮﺱ ﻭﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﺎﻟﺸﺎﻫﺪ‬ ‫ﻳﺮ‬ ‫ﻓﻴﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺎﶈﺴﻮﺳﺎﺕ ﻓﺒﻢ ‪‬ﻜﻠ ‪‬ﻮﻥ؟ ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ‬ ‫ﻳ ﱠﻤ‬ ‫ﺿﻴﻖ ﺍﻟﻌﻄﻦ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ‪‬ﻳﺆ‪‬ﻳﺲ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺮﺍﻫﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ، ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻖ ﻋﻄ‪‬ﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﳉﺘﻬﻢ، ﻓﺈ‪‬ﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﺃﺧﺮﺟﺘﻬﻢ ﻋﻮﺍﺭﺽ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﳓﺮﺍﻑ ﻣﺰﺍﺝ، ﻭﻣﺎ ﻣﺜﹸﻨﺎ ﻭﻣﺜﻠ ‪‬ﻢ ﺇﻻ ﻛﺮﺟﻞ ﺭﺯﻕ ﻭﻟﺪ‪‬ﺍ ﺃﺣﻮﻝ ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻠ ﹸﻬ‬ ‫ﻗﻤﺮﻳﻦ، ﺣﱴ ﺇﻧﻪ ﱂ ﻳﺸ ‪ ‬ﺃﻥ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﺀ ﻗﻤﺮﻳﻦ: ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ: ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﺣ ‪ ،‬ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺀ‬ ‫ﺴ ُ‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬ﻚ‬ ‫=‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﺎﺩﻳﺔ؛ ﻭﺍﻟﺜﺎﱏ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺜﺒﻮﺕ ﺍﻟﺸﻰﺀ ﻭﻻ ﺑﻌﺪﻡ ﺛﺒﻮﺗﻪ، ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﻧﻔﺲ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﻻ ﻳﺜﺒﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺷﺎﻙ ﻭﺷﺎﻙ ﰱ ﺃﻧﻪ ﺷﺎﻙ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻼ ﺃﺩﺭﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ‬ ‫ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﻨﻜﺮ ﺛﺒﻮ‪‬ﺎ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻌﻨﺪﻳﺔ ﻭﻫﻰ، ﻣﺬﻛﻮﺭﺓ ﰱ ﻛﻼﻡ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ.‬
‫-١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻚ، ﻏ ‪ ‬ﻋﻴﻨﻚ ﺍﳊﻮﻻﺀ ﻭﺍﻧﻈﺮ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻯ ﻗﻤﺮ‪‬ﺍ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻷﱐ ﻋﺼﺒﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺾ‬ ‫ﺇﺣﺪﻯ ﻋﻴﲏ ﻓﻐﺎﺏ ﺃﺣﺪﳘﺎ، ﻓﺠﺎﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺷﺒﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻐ ‪ ‬ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻔﻌﻞ ﻓﺮﺃﻯ ﻗﻤﺮﻳﻦ، ﻓﻌﻠﻢ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﻩ.‬ ‫‪‬ﺾ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺒ‪‬ﺎﺀ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺩﻭﺩﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﳌﺮﺯﺑﺎﱐ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﻜﻴﻤﻲ، ﺛﲏ ﳝﻮﺕ ﺑﻦ ﺍﳌﺰ ‪‬ﻉ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟ‪‬ﻨ ﱠﺎﻡ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻣﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﻟﺼﺎﱀ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﻓﻤﻀﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﺍ ﹸﺬﻳ‪‬ﻞ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﻨ ﹼﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻏﻼﻡ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﳍ‬ ‫ﺣﺪﺙ ﻛﺎﳌﺘﻮﺟﻊ ﻟﻪ ﻓﺮﺁﻩ ﻣﻨﺤﺮﻓﹰﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳍﺬﻳﻞ: ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﳉﺰﻋﻚ ﻭﺟﻬ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﺎﻟ ‪‬ﺭﻉ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺻﺎﱀ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳍﺬﻳﻞ، ﺇﳕﺎ ﺃﺟﺰﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﺮﺃ ﻛﺘﺎﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻜﻮﻙ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳍﺬﻳﻞ: ﻭﻣﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ، ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﺃﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻳﺸ ‪ ‬ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﱴ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ‪ ،‬ﻭﻓﻴﻤﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺣﱴ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻚ‬ ‫ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ: ﻓﺸﻚ ﺃﻧﺖ ﰲ ﻣﻮﺕ ﺍﺑﻨﻚ ﻭﺍﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﱂ ﳝﺖ؛ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻓﺸﻚ‬ ‫ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﰲ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﱂ ﻳﻘﺮﺃﻩ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟ‪‬ﺒﻠﹾﺨﻲ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﳜﺘﻠﻒ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻣﺮﺓ ﻓﻨﺎﻇﺮﻩ، ﻓﺄﻣﺮ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ ﺑﺄﺧﺬ ﺩﺍﺑﺘﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﱂ ﻳﺮﻫﺎ ﻓﺮﺟﻊ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺳﺮﻗﺖ ﺩﺍﺑﱵ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﻟﻌﱠﻚ ﱂ ﺗﺄﺕ ﺭﺍﻛﺒ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺮ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱢ‬ ‫ِ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺃﺗﻴﻘﻨﻪ، ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺗﺬﻛﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﻭﳛﻚ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﺬﻛﺮ، ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺷﻚ ﺃﻧﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﺌﺖ ﺭﺍﻛﺒ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﺸﻲﺀ، ﻭﺃﻥ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻴﻘﻈﺎﻥ ﻛﺤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ؟‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻮﺟﻢ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻲ ﻭﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﻣﺬﻫﺒﻪ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ: ﻗﺪ ﺯﻋﻤﺖ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺠﺎﻫﻠﲔ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻸﺷﻴﺎﺀ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﺑﻞ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻗﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﳚﺪﻩ ﺻﺎﺣﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌ ‪‬ﺓ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﻣ ‪‬ﺍ، ﻭﳚﺪﻩ ﻏﲑﻩ ﺣﻠﻮ‪‬ﺍ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻫﻮ ﻗﺪﱘ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻗﺪﻣﻪ،‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﺮ‬
‫-٢٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫‪‬ﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺣﺪﻭﺛﻪ، ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ ﺟﺴﻢ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﺟﺴﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ﹲ‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﻋﺮﺿ‪‬ﺎ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻓﻠﻮ ﺗﻮﻫﻤ‪‬ﻨﺎ ﻋﺪﻡ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﻭﻗﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﺔ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﺃﻗﻮﻟﻜﻢ ﺻﺤﻴﺢ؟ ﻓﺴﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻫﻮ ﺻﺤﻴﺢ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﺑﺎﻃﻞ ﻋﻨﺪ ﺧﺼﻤﻨﺎ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻗﻠﻨﺎ: ﺩﻋﻮﺍﻛﻢ ﺻﺤﺔ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻣﺮﺩﻭﺩﺓ ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻛﻢ ﺑﺄﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺧﺼﻤﻜﻢ ﺑﺎﻃﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻭﻣﻦ ﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﳍﻢ ﺑﺎﻟ‪‬ﻄﻼﻥ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﻰ ﺧﺼﻤﻪ ﺑﺘﺒﻴﲔ ﻓﺴﺎﺩ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣﺬﻫﺒﻪ. ﻭﳑﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﺃﺗﺜﺒﺘﻮﻥ ﻟﻠﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﺣﻘﻴﻘﺔ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ، ﳊﻘﻮﺍ ﺑﺎﻷﻭﻟﲔ، ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻘﺪ ﻧﻔﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻌﻬﻢ‬ ‫ﻛﺎﻟﻜﻼﻡ ﻣﻊ ﺍﻷﻭﻟﲔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ: ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺫﻭﺏ ﻭﺳﻴﻼﻥ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻻ ﳝﻜﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺮﺗﲔ ﻟﺘﻐﲑ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺩﺍﺋﻤ‪‬ﺎ، ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﻛﻴﻒ ﻋﻠﻢ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮﰎ ﺛﺒﻮﺕ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻴﺒﻪ ﺍﻵﻥ ﻏﲑ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻛﻠﻤﻪ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﺃﻭﻫﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻭﻻ ﺻﺎﻧﻊ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻼ ‪‬ﻜﻮﻥٍ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﳌﺎ ﱂ ﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺑﺎﳊﺲ ﻭﱂ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﺟﺤﺪﻭﻩ.‬ ‫ﻭﻫﻞ ﻳﺸ ‪ ‬ﺫﻭ ﻋﻘﻞ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﺎﻧﻊ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻮ ﻣﺮ ﺑﻘﺎﻉ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﰒ ﻋﺎﺩ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫‪‬ﻚ‬ ‫ﻓﺮﺃﻯ ﺣﺎﺋﻄﹰﺎ ﻣﺒﻨﻴ‪‬ﺎ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﻥ ﺑﻨﺎﻩ. ﻓﻬﺬﺍ ﺍﳌﻬﺎﺩ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻘﻒ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ﺍﳌﺮﻓﻮﻉ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳊﻜﻤﺔ، ﺃﻣﺎ ﺗﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﻧﻊ‬ ‫ﻝ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺮﺏ: ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻌﺮﺓ ﺗﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﲑ، ﻓﻬﻴﻜﻞ ‪‬ﻠﻮﻱ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻠﻄﺎﻓﺔ،‬ ‫ﹲﻋ ‪‬‬ ‫‪‬ﻝ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻣﺮﻛﺰ ﺳﻔﻠﻲ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺃﻣﺎ ﻳﺪ ﹼﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﳋﺒﲑ ﰒ ﻟﻮ ﺗﺄﻣﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫‪‬ﻻ‬
‫-٣٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻜﻔﺖ ﺩﻟﻴﻼﹰ، ﻭﻟﺸﻔﺖ ﻏﻠﻴﻼ ﻓﺈﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﺴﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﻊ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ﻟﺘﻘﻄﻊ، ﻭﺗﻘﺮﻳﺾ ﺍﻷﺿﺮﺍﺱ ﻟﺘﻄﺤﻦ، ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻳﻘﻠﺐ‬ ‫ﺍﳌﻤﻀﻮﻍ، ﻭﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻳﻨﻀﺠﻪ، ﰒ ‪‬ﻨﻔ ﹸ ﺇﱃ ﻛﻞ ﺟﺎﺭﺣﺔ ﻗﺪ‪‬ﺭ ﻣﺎ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ِﺬ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﱵ ‪‬ﻴﺌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻟﺘﻄﻮﻯ ﻭﺗﻨﻔﺘﺢ، ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻬﺑﺎ، ﻭﱂ‬ ‫ﻫ ‪‬‬ ‫‪‬ﺠﻮﻑ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺇﺫ ﻟﻮ ﺟﻮﻓﺖ ﻟﺼﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻓﻜﺴﺮﻫﺎ، ﻭﺟﻌﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ‬ ‫ُ‬ ‫ﺗ ‪ ‬‬ ‫ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻟﺘﺴﺘﻮﻱ ﺇﺫﺍ ﺿﻤﺖ‪ ،‬ﻭﺃﺧﻔﻲ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﺍﻣﻪ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﺇﺫﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻫﺒﺖ ﻓﺴﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﺮﺷﺪ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﺎﱀ، ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻳﻨﺎﺩﻱ: ﺃﰲ ﺍﷲ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺷ ﱞ؟. ﻭﺇﳕﺎ ﳜﺒﻂ ﺍﳉﺎﺣﺪ ﻷﻧﻪ ﻃﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳊﺲ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺟﺤﺪﻩ، ﻷﻧﻪ ﳌﺎ‬ ‫ﻚ‬ ‫ﺃﺛﺒﺖ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﱂ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﺠﺤﺪ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻟﻮ‬ ‫ﺃﻋﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻜﺮﻩ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﺇﻻ ﲨﻠﺔ ﻛﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﱂ ﳝﺘﻨﻊ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩﳘﺎ. ﻭﻫﻞ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺇﻻ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﳋﻠﻖ ﲨﻠﺔ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ: ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﻻ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻣﺎﻫﻴﺔ. ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻘﻄﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺣﺎﺩﺙ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻻ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﻭﻛ ﱡ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻋﻦ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﺣﺎﺩﺙ ﻭﻻ ﺑﺪ ﳊﺪﻭﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﺩﺙ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻣﻦ ‪‬ﺴ‪‬ﺒﺐ ﻭﻫﻮ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ.‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ﻭﻟﻠﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻳﺘﻄﺎﻭﻟﻮﻥ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻨﺎ: ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ ﻣﻦ ﺻﺎﻧﻊ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﳕﺎ‬ ‫ﺗﻌﻠﻘﺘﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺸﺎﻫﺪ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻧﻘﺎﺿﻴﻜﻢ ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ ﻣﻦ ﺻﺎﻧﻊ ﻓﻼ ﺑﺪ‬ ‫ﻟﻠﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﺩﺓ ﺗﻘﻊ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﳋﺸﺐ ﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﳊﺪﻳﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺄﺱ.‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻓﺪﻟﻴﻠﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺜﺒﺘﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻳﻮﺟﺐ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻨﺎ ﺇﱃ ﻣﺎﺩﺓ ﺑﻞ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺍﺧﺘﺮﻉ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﺧﺘﺮﺍﻋ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﳌﺘﺠﺪﺩﺓ ﰲ ﺍﳉﺴﻢ ﻛﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻻﺏ، ﻟﻴﺲ ﳍﺎ ﻣﺎﺩﺓ. ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺍﺧﺘﺮﻋﻬﺎ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﳍﺎ ﻣﻦ ‪‬ﺼﻮﺭٍ، ﻓﻘﺪ ﺃﺭﻳﻨﺎﻛﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺷﻲﺀ ﺟﺎﺀﺕ ﻻ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ،‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﳝﻜﻨﻜﻢ ﺃﻥ ‪‬ﺗ ‪‬ﻭﻧﺎ ﺻﻨﻌﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻻ ﻣﻦ ﺻﺎﻧﻊ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺮ‬
‫-٤٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻌﻴﲔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﳌﺎ ﺭﺃﻯ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻗﱠﺔ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺤﺪ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺷﺎﻫﺪﺓ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪ ‬ﻠ‬ ‫ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻤﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺻﺎﻧﻊ ﺣ ‪‬ﻦ ﻷﻗﻮﺍﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﳜﻠﻖ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻓﻴﻪ. ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ، ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ،‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻧﻘﻮﻝ: ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻬﺎ، ﰒ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﺇﻻ‬ ‫ﺑﺎﺟﺘﻤﺎﻋﻬﺎ ﻭﺍﻣﺘﺰﺍﺟﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﳜﺎﻟﻒ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﻣﻘﻬﻮﺭﺓ. ﻭﻗﺪ ﺳﻠﻤﻮﺍ ﺃ‪‬ﺎ‬ ‫ﻟﻴﺴﺖ ﲝﻴﺔ ﻭﻻ ﻋﺎﳌﺔ ﻭﻻ ﻗﺎﺩﺭﺓ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍ ﹸﻨ ‪‬ﻖ ﺍﳌﻨﺘﻈﻢ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﺎﱂ‬ ‫ﳌﺴ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺣﻜﻴﻢ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﺎﳌﹰﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻗﺎﺩﺭ‪‬ﺍ، ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺣﻜﻴﻤ‪‬ﺎ ﱂ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﻘﻊ ﰲ ﺑﻨﺎﺋﻪ ﺧﻠﻞ، ﻭﻻ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﳌﻀﺮﺓ، ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ.‬ ‫ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﲟﺎ ﺻﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳌﻨﺘﻈﻤﺔ ﺍ ﹸﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻳﺼﺪﺭ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺒﻊ. ﻓﺄﻣﺎ ﺍﳋﻠﻞ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻼﺑﺘﻼﺀ ﻭﺍﻟﺮﺩﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ،‬ ‫ﺃﻭ ﰲ ﻃ‪‬ﻴﻪ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻻ ﻧﻌﻠﻤﻬﺎ، ﰒ ﺃﻳﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﴰﺲ ﺗﻄﻠﻊ ﰲ ﻧﻴﺴﺎﻥ)١( ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ‬ ‫ﹸ‬ ‫ِ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳊﺒﻮﺏ ﻓﺘﺮﻃﺐ ﺍﳊﺼﺮﻡ)٢( ﻭﺍﳋﻼﻟﺔ)٣( ﻭﺗﻨﺸﻒ ﺍﻟ‪‬ﺒ ‪‬ﺓ)٤( ﻭﺗﻴ‪‬ﺴﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﻓﻌﻠﺖ ﻃﺒﻌ‪‬ﺎ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻷﻳﺒﺴﺖ ﺍﻟﻜﻞ ﺃﻭ ﺭﻃﺒﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ ﰲ ‪‬ﺒﺲ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﻳ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﱠ‬ ‫ﻟﻼﺩﺧﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻨﻀﺞ ﰲ ﻫﺬﻩ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟ‪‬ﺒﺲ ﰲ ﺃﻛ‪‬ﻨﺔ)٥( ﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫ﻳﻠﻘﻰ ﺟﺮﻣﻬﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺭﻃﺒﻬﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﺟﺮﻣﻬﺎ، ﰒ ﺇ‪‬ﺎ ‪‬ﺒ‪‬ﺾ ﻭﺭﺩ ﺍﳋﺸﺨﺎﺵ)٦( ﻭ‪‬ﺤ ‪‬ﺮ‬ ‫ﺗ ﻤ‪‬‬ ‫ﺗﻴ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﻘﺎﺋﻖ)٧( ﻭ‪‬ﺤ ‪‬ﺾ ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻥ ﻭ‪‬ﺤﻠﻲ ﺍﻟﻌﻨﺐ، ﻭﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﳌﻮﱃ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺑﻘﻮﻟﻪ:‬ ‫ﺗ ﻤ ‪ ‬ﺮ ﺗ‬ ‫)١( ﻧﻴﺴﺎﻥ: ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺷﻬﺮ ﺃﺑﺮﻳﻞ.‬ ‫)٢( ﺍﳊﺼﺮﻡ: ﺍﻟﺜﻤﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻀﺞ.‬ ‫)٣( ﺍﳋﻼﻟﺔ: ﺍﳋﻠﺔ: ﻛﻞ ﻧﺒﺖ ﺣﻠﻮٍ، ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺍﳊﻤ‪‬ﺾ.‬ ‫ﹶ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫)٤( ﺍﻟﱪﺓ: ﺣﺒﺔ ﺍﻟﻘﻤﺢ.‬ ‫)٥( ﺍﻷﻛﻨﺔ: ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ.‬ ‫)٦( ﺍﳋﺸﺨﺎﺵ: ﻧﺒﺎﺕ ﺣﻮﱃ، ﻳﺴﺘﺨﺮﺝ ﺍﻷﻓﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﲦﺎﺭﻩ.‬ ‫)٧( ﺍﻟﺸﻘﺎﺋﻖ: ﻋﺸﺐ ﺣﻮﱃ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﻴﺔ، ﺃﲪﺮ ﺍﻟﺰﻫﺮ، ﻣﺒﻘﻊ ﺑﻨﻘﻂ ﺳﻮﺩ، ﻭﻟﻪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻭﺿﺮﻭﺏ،‬ ‫=‬
‫-٥٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫﴿ﺗﺴﻘﻰ ﲟﺎﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻧﻔﻀﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﰱ ﺍﻷﻛﻞ﴾ ]ﺍﻟﺮﻋﺪ: ٤[.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ‬ ‫ﻭﻫﻢ ﻗﻮﻡ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﺛﻨﺎﻥ: ﻓﻔﺎﻋﻞ ﺍﳋﲑ ﻧﻮﺭ، ﻭﻓﺎﻋﻞ ﺍﻟﺸﺮ ﻇﻠﻤﺔ، ﻭﳘﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺪﳝﺎﻥ ﱂ ﻳﺰﺍﻻ ﻭﻟﻦ ﻳﺰﺍﻻ ﻗﻮﻳﲔ ﺣﺴﺎﺳﲔ، ﲰﻴﻌﲔ ﺑﺼﲑﻳﻦ، ﻭﳘﺎ ﳐﺘﻠﻔﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ، ﻣﺘﻀﺎﺩﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﲑ.‬ ‫ﻓﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﺎﺿﻞ ﺣﺴﻦ ﻧ‪‬ﻴﺮ ﺻﺎﻑ ﻧﻘﻲ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺣﺴﻦ ﺍﳌﻨﻈﺮ، ﻭﻧﻔﺴﻪ ﻧﻔﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧ‪‬ﺮﺓ ﻛﺮﳝﺔ ﺣﻜﻴﻤﺔ ﻧﻔﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ‬ ‫ﻴﹲ‬ ‫ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ.‬ ‫ﻭﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺪﺭ ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ ﻭﻧﱳ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻭﹸ‪‬ﺒﺢ ﺍﳌﻨﻈﺮ ﻭﻧﻔﺴﻪ‬ ‫ﻗ ِ‬ ‫ﻧﻔﺲ ﺷ ‪‬ﻳﺮﺓ ﲞﻴﻠﺔ ﺳﻔﻴﻬﺔ ﻣﻨﺘﻨﺔ ﺿ ‪‬ﺍﺭﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ. ﻛﺬﺍ ﺣﻜﺎﻩ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ ﻋﻨﻬﻢ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ ﹲ‬ ‫‪ ‬ﺮ ﹲ ﹲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺯﻋﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﱂ ﻳﺰﻝ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺑﻞ ﻛ ﱡ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ: ﺍﻟﻨﻮﺭ ﱂ ﻳﺰﻝ ﻣﺮﺗﻔﻌ‪‬ﺎ‬ ‫ﹸﻞ‬ ‫ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻣﻨﺤﻄﺔ ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ، ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺒﺎﻳﻨ‪‬ﺎ‬ ‫ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ: ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻪ ﺃﺟﻨﺎﺱ ﲬﺴﺔ، ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍﻥ‬ ‫ٍ‬ ‫ﱠ ﹸﱠ‬ ‫ﻭﺧﺎﻣﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻭﺡ.‬ ‫ﻭﺃﺑﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ: ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻳﺢ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺏ، ﻭﺍﳌﺎﺀ، ﻭﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﺸﺒﺢ. ﻭﱂ ﺗﺰﻝ ﺗﺘﺤﺮﻙ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ.‬ ‫ﻭﺃﺑﺪﺍﻥ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔ: ﺍﳊﺮﻳﻖ، ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺴﻤﻮﻡ، ﻭﺍﻟﻀﺒﺎﺏ، ﻭﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ.‬ ‫ﻭﲰﻮﺍ ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻣﻼﺋﻜﺔ، ﻭﲰﻮﺍ ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺷﻴﺎﻃﲔ ﻭﻋﻔﺎﺭﻳﺖ.‬ ‫=‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺰﺭﻉ، ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﰱ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﰱ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ.‬
‫-٦٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺗﺘﻮﺍﻟﺪ ﺷﻴﺎﻃﲔ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻳﺘﻮﺍﻟﺪ ﻣﻼﺋﻜﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﻣﻨﻪ، ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﲑ ﻭﻻ ﲡﻮﺯ ﻣﻨﻪ، ﻭﺫﻛﺮ ﳍﻢ ﻣﺬﺍﻫﺐ‬ ‫ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﻣﺬﺍﻫﺐ ﺳﺨﻴﻔﺔ، ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻻ ﻳ ‪‬ﺧﺮﻭﻥ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺇﻻ ﻗﻮﺕ ﻳﻮﻡ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺻﻮﻡ ﺳﺒﻊ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺒﺨﻞ ﻭﺍﻟﺴﺤﺮ،‬ ‫ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺰﱏ ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺆﺫﻱ ﺫﺍ ﺭﻭﺡ، ﰲ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﺍﺧﺘﺮﻋﻮﻫﺎ‬ ‫ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ: ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ )ﺍﻟﺪﻳﺼﺎﻧﻴﺔ( ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻃﻴﻨﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻴﻨﺔ ﺧﺸﻨﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﲢﺎﻛﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ، ﻓﺘﺄﺫﻯ‬ ‫ﻬﺑﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﻗﺼﺪ ﺗﻨﺤﻴﺘﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﻓﺘﻮ ‪‬ﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﺧﺘﻠﻂ ﻬﺑﺎ ﻓﺘﺮﻛﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﻲ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻳﻐﺘﺎﻟﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﳜﻨﻘﻮ‪‬ﻢ ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃ‪‬ﻢ ﳜﻠﺼﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺳﺨﻴﻔﺔ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﲪﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺃ‪‬ﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺷﺮ‪‬ﺍ ﻭﺍﺧﺘﻼﻓﹰﺎ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ ﺷﻴﺌﺎﻥ ﳐﺘﻠﻔﺎﻥ: ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﱪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﺴﺨﲔ، ﻭﻗﺪ ﺭﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﻗﻮﳍﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺍﺛﻨﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﺛﻨﲔ ﱂ ﳜﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ، ﺃﻭ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ، ﺃﻭ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻗﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺎﺟﺰ.‬ ‫ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﳝﻨﻊ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ، ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻋﺎﺟﺰ‪‬ﺍ، ﻓﺒﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﳘﺎ ﻗﺎﺩﺭﺍﻥ، ﻓﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﲢﺮﻳﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺴﻜﻴﻨﻪ، ﻭﻣﻦ ﺍﶈﺎﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﺍﻧﻪ، ﻓﺈﻥ ﰎ ﻣﺮ‪‬ﺍﺩ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺛﺒﺖ‬ ‫ﱠ‪ ‬‬ ‫ﻋﺠﺰ ﺍﻵﺧﺮ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺭﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻗﻮﳍﻢ: ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﳋﲑ، ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺗﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﺮ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ ﻫﺮﺏ‬ ‫ﻣﻈﻠﻮﻡ ﻓﺎﺳﺘﺘﺮ ﺑﺎﻟﻈﻠﻤﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﺧﲑ ﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﻣﻦ ﺷﺮ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﺪ ﺍﻟﻨﻔﺲِ، ﰲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻊ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫-٧٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﻓﺈﻥ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺇﳕﺎ ﲤ ﱠﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃ‪‬ﻢ ﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ ﻭﻋﻘﻮﳍﻢ، ﻭﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻇﻨﻮ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﻻ ﺻﺎﻧﻊ ﻟﻠﻌﺎﱂ، ﺣﻜﺎﻩ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ ﻭﻏﲑﻩ ﻋﻨﻬﻢ. ﻭﺣﻜﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺭﺳﻄﺎﻃﺎﻟﻴﺲ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻮﻛﺐ ﰲ ﺟﻮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻭﺃﻥ ﰲ ﻛﻞ‬ ‫ﻛﻮﻛﺐ ﻋﻮﺍﱂ ﻛﻤﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃ‪‬ﺎﺭ‪‬ﺍ ﻭﺃﺷﺠﺎﺭ‪‬ﺍ ﻭﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺃﺛﺒﺖ ﻋﱠﺔ‬ ‫ﻠﹰ‬ ‫ﻗﺪﳝﺔ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﰒ ﻗﺎﻝ ﺑﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻭﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺰﻝ ﻣﻮﺟﻮﺩ‪‬ﺍ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻣﻌﻠﻮﻻ ﻟﻪ ﻭﻣﺴﺎﻭﻳ‪‬ﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻏﲑ ‪‬ﺘﺄﺧﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻝ ﻟﻠﻌﻠﺔ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺮﺗﺒﺔ ﻻ ﺑﺎﻟﺰﻣﺎﻥ،‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ِﻟﻢ ﺃﻧﻜﺮﰎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺣﺎﺩﺛﹰﺎ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻗﺪﳝﺔ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻪ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﲔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺯﻣﺎﻥ،‬ ‫ﻗﻠﻨﺎ: ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﻟﻴﺲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺯﻣﺎﻥ. ﰒ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﻛﺎﻥ ﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﲰﻚ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻫﻮ ﺑﺬﺭﺍﻉ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﳑﺎ ﻫﻮ ﺑﺬﺭﺍﻉ. ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﳝﻜﻦ ﻓﻬﻮ ﺗﻌﺠﻴﺰ، ﻭﻷﻥ ﻣﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﱪ ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﺃﺻﻐﺮ ﻓﻮﺟﻮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺟﺐ ﻻ ﳑﻜﻦ، ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻳﺴﺘﻐﲏ ﻋﻦ ﻋﱠﺔ، ﻭﻗﺪ ﺳﺘﺮﻭﺍ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺟﻞ ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻭﻫﺬﺍ ﲡﻮﺯ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻣﺮﻳﺪ ﳌﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻭﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻇﻬﺮ ﺿﺮﻭﺭﻳ‪‬ﺎ ﻻ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻓﻌﻠﻪ. ﻭﻣﻦ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺎﻕ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ ﻛﻤﺎ ﻻ ﺑﺪﺍﻳﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻟﻮﺟﻮﺩﻩ ﻓﻼ ‪‬ﺎﻳﺔ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻷﻧﻪ ﻣﻌﻠﻮﻝ ﻋﻠﺔ ﻗﺪﳝﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳌﻌﻠﻮﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﺔ.‬ ‫ﻭﻣﱴ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ‪‬ﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺪﳝ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻠﻮﻻﹰ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ: ﻟﻮ‬ ‫ﹸﻣ ِ‪‬‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﺜﻼ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻻﻧﻌﺪﺍﻡ ﻟﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﺑﻮﻝ)١( ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ. ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﻔﺴﺪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﻐﺘﺔ ﻻ ﺑﺎﻟﺬﺑﻮﻝ، ﰒ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ ﺃ‪‬ﺎ ﻻ ﺗﺬﺑﻞ؟ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﲟﻘﺪﺍﺭ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ، ﻓﻠﻮ ﻧﻘﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺟﺒﻞ ﱂ ﻱ ﺑﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫)١( ﺫﺑﻮﻝ: ﻳﻘﺎﻝ ﺫﺑﻞ ﺍﻟﺸﻰﺀ: ﺿﻌﻒ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻧﻀﺎﺭﺗﻪ.‬
‫-٨٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻠﺤﺲ. ﰒ ﳓﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﻳﻘﺒﻼﻥ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﻗﺪ ﻳﺒﻘﻴﺎﻥ ﺳﻨﲔ ﻭﻻ ﳛﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ ‪‬‬ ‫ﻧﻘﺼﺎ‪‬ﻤﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻹﳚﺎﺩ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻻ ﻳﺘﻐﲑ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻻ ﲢﺪﺙ ﻟﻪ‬ ‫ﺻﻔﺔ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺘﻐﲑ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻗﺪﳝﺔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ«: ﺃﻥ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺃﺻﻮﻝ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺛﻼﺛﺔ: ﻋﻠﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮ، ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻫﻮ‬ ‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺟﻮﻫﺮ ﻟﻠﺠﺴﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻣﻨﻬﻢ: ﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﳌﻨﻔﻌﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻣﻨﻬﻢ: ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺭ‪‬ﺐ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ: ﺑﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﻌﻠﺘﻪ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ: ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﳌﺎ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﳎﺘﻤﻌ‪‬ﺎ ﻭﻣﺘﻔﺮﻗﹰﺎ ﻭﻣﺘﺤﺮﻛﹰﺎ ﻭﺳﺎﻛﻨ‪‬ﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤﺪﺙ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ‪‬ﺤﺪﺙٍ، ﰒ ﺭﺃﻳﻨﺎ‬ ‫ﻣ ِ‬ ‫ﻣ ﹲ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﻻ ‪‬ﺤﺴ ‪ ‬ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻓﻴﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺍﳌﺪﺑﺮ ﻓﻼ ﻳﻐﻴﺜﻪ، ﺃﻭ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ ‪ِ ‬ﻦ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻣﻌﺪﻭﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﺧﺘﻠﻒ ﻫﺆﻻﺀ ﰲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺍﳌﺪﺑﺮ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻓﺮﻕ: ﻓﺮﻗﺔ ﺯﻋﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ‬ ‫ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻪ ﻓﺨﺸﻲ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ‪‬ﻨﻘﺺ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻔﺴﺪ، ﻓﺄﻫﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺧﻼ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﲡﺮﻱ ﺑﲔ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺗﻪ ﻭﻣﺼﻨﻮﻋﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﺗﻔﻖ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺑﻞ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻮﻟﻮﻝ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺗﻨﺠﺬﺏ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﻧﻮﺭﻩ‬ ‫ﺣﱴ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟ‪‬ﻮﺭ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﻟﻮﻝ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻭﺳﺎﺀ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻧﻮﺭ.‬ ‫ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺠﺬﺏ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﱴ ﻳﻌﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ، ﻭﻟﻀﻌﻔﻪ ﻋﻦ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﳐﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﺃﳘﻞ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻓﺸﺎﻉ ﺍﳉﻮ‪‬ﺭ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺑﻞ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﳌﺎ ﺍﺗﻘﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺗﻔﺮﻗﺖ ﺃﺟﺰﺍﺅﻩ ﻓﻴﻪ ﻓﻜﻞ ﻗﻮﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬
‫-٩٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟ‪‬ﻬﺎﻭﻧﺪﻱ ﻧﻘﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻧﺴﺨﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻗﺪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻛﺘﺒﺖ ﻣﻨﺬ ﻣﺎﺋﺘﲔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ؛ ﻭﻟﻮﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻭﻧﻘﻞ ﰲ ﺫﻛﺮﻩ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ، ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻩ ﺗﻌﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ‪‬ﺬﻛﺮ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ،‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺑ‪‬ﻨﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﰲ ﺫﻛﺮﻩ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻧﻔﺴ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻳﻌﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺧﺎﻟﻘﻪ، ﻓﻘﺪ ﺯﺍﺩﺕ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﳋﺎﻟﻖ.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻇﻬﺮ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ‪‬ﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺯ‪‬ﻨﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳ‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﳍﺆﻻﺀ ﺍﳊﻤﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﺩﻋﺎﺋﻬﻢ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﻗﺪ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎﺀ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫‪‬ﺑﻞ ﻳﻌﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﳉﺰﺋﻴﺎﺕ، ﻭﺗﻠﻘﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﹾ ‪‬‬ ‫ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ، ﻭﻛﺄ‪‬ﻢ ﺍﺳﺘﻜﺜﺮﻭﺍ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ، ﻓﺎﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﳑﻦ ﻳﻨﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﷲ ﺍﳉﻬﻞ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ، ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﴿ﺃﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ﴾ ]ﺍﳌﻠﻚ: ٤١[، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﰱ ﺍﻟﱪ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻣﺎ ﺗﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﻭﺭﻗﺔ ﺇﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ﴾ ]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٩٥[، ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻫﻮ ﺫﺍﺗﻪ، ﻓﺮﺍﺭ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺘﻮﺍ ﻗﺪﳝﲔ، ﻭﺟﻮﺍﻬﺑﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻗﺪﱘ ﻣﻮﺟﻮﺩ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻮﺻﻮﻑ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮﺕ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺑﻌﺚ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ، ﻭﺭﺩ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺟﻨﺔ ﻭﻧﺎﺭ ﺟﺴﻤﺎﻧﻴﲔ، ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺃﻣﺜﻠﺔ ‪‬ﺮﺑﺖ ﻟﻌﻮﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﻔﻬﻤﻮﺍ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ‬ ‫ﹲﺿ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﲔ، ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺒﻘﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﻘﺎﺀ ﺳﺮﻣﺪﻳ‪‬ﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﺇﻣﺎ ﰲ ﻟﺬﺓ ﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻮﺻﻒ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ، ﺃﻭ ﺃﱂ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﳌﺘﻠﻮﺛﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻷﱂ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺩﻳﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻤﺤﻲ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻷﱂ ﻭﻳﺰﻭﻝ.‬ ‫ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﳓﻦ ﻻ ﻧﻨﻜﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﲰﻲ ﻋﻮﺩﻫﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ، ﻭﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﳍﺎ ﻧﻌﻴﻤ‪‬ﺎ ﻭﺷﻘﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺍﳌﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺣﺸﺮ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ؟ ﻭﱂ ﻧﻨﻜﺮ ﺍﻟﻠ ﱠﺍﺕ ﻭﺍﻵﻻﻡ‬ ‫ﺬ ِ‬ ‫ِﹶ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﳉﺴﻤﺎﻧ‪‬ﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﳉﻤﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺗﲔ،‬ ‫ﻴ‬
‫-٠٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺗﲔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﳉﺴﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻗﺎﻣﺘﻜﻢ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﰲ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻓﺘﺤﻜﻢ ﺑﻼ‬ ‫ﺩﻟﻴﻞ، ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﺗﻨﺤﻞ ﻭﺗﺆﻛﻞ ﻭﺗﺴﺘﺤﻴﻞ، ﻗﻠﻨﺎ: ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻻ ﻳﻘﻒ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺷﻲﺀ،‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﻨﻔﺴﻪ.‬ ‫ﻓﻠﻮ ‪‬ﻨﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﻏﲑ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠِﻖ ﻣﻨﻪ ﱂ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻫﻮ ﻫﻮ،‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺻ‪‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺗﺘﺒﺪﻝ ﺃﺟﺰﺍﺅﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻐﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺑﺎﳍﺰﺍﻝ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻤﻦ، ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺒﺪﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺑﺪﻧ‪‬ﺎ ﺣﱴ ﻳﺮﻗﻰ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺻﺎﺭ ﳊﻤ‪‬ﺎ ﻭﻋﺮﻭﻗﹰﺎ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻗﺪﺭﺓ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪ، ﰒ ﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺗﻨﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺚ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ، ﺛﻨﺎ ﻗﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﳌﻄﺮ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﹸﺮ‪‬ﻳﺐٍ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻋﻦ‬ ‫ﻛ‬ ‫‪‬ﺯ‬ ‫ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻔﺨﺘﲔ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ،‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺑﻴﺖ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺑﻴﺖ، ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺑﻴﺖ؛ ﻗﺎﻝ: ﰒ ‪‬ﻳﻨ‪‬ﺰﻝ ﺍﷲ ﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻴﻨﺒﺘﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﻟﺒﻘ ﹸ،‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ً‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻳﺒﻠﻰ ﺇﻻ ﻋﻈﻤ‪‬ﺎ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻭﻫﻮ ﻋﺠﺐ ﺍﻟﺬﻧﺐ)١(، ﻣﻨﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬ﻠﻖ، ﻭﻣﻨﻪ ‪‬ﺮﻛﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«)٢(. ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﻳ ﱠ ‪ ‬‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﱠﺘﻨﺎ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻗﻮﺓ ﺫﻛﺎﺋﻬﻢ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻓﻄﻨﺘﻬﻢ ﻓﺄﺭﺍﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ، ﻟﻜﻮ‪‬ﻢ ﺣﻜﻤﺎﺀ ﻗﺪ ﺻﺪﺭﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻓﻌﺎﻝ‬ ‫ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﺩﱠﻟﺖ ﻋﻠﻰ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻭﺃﺑﻘﺮﺍﻁ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻋﺠﺐ ﺍﻟﺬﻧﺐ: ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻈﻢ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺬﻯ ﰱ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺼﻠﺐ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﳜﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻵﺩﻣﻰ، ﻭﻫﻮ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻨﻪ ﻟﻴﻌﺎﺩ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )٥٣٩٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٥٥٩٢/١٤١(.‬
‫-١٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﻭﺃﺭﺳﻄﺎﻃﺎﻟﻴﺲ ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﳍﻢ ﻋﻠﻮﻡ ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﻭﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻭﻃﺒﻴﻌﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺟﻮﺍ ﺑﻔﻄﻨﻬﻢ ﺃﻣﻮﺭ‪‬ﺍ ﺧﻔﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﳌﺎ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﰲ ﺍﻹﳍﻴﺎﺕ ﺧﻠﻄﻮﺍ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﱂ ﳜﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﺍﳊ ‪‬ﻴﺎﺕ ﻭﺍﳍﻨﺪﺳﻴﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺟﻨﺲ ﲣﻠﻴﻄﻬﻢ ﰲ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ‪‬ﻢ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺳﺒﺐ ﲣﻠﻴﻄﻬﻢ ﺃﻥ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺇﻻ ﲨﻠﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ. ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻲ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﳊﻜﻤﺎﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ‬ ‫ﻭﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪﻭ‪‬ﺎ ﻧﻮﺍﻣﻴﺲ ﻭﺣﻴﻼﹰ، ﻓﺼﺪﻗﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻜﻲ ﳍﻢ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺭﻓﻀﻮﺍ‬ ‫ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﳘﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﻻﺑﺴﻮﺍ ﺍﶈﺬﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﺳﺘﻬﺎﻧﻮﺍ ﲝﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺧﻠﻌﻮﺍ ﺭﺑﻘﺔ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻋﺬﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻜﻮ‪‬ﻢ ﻣﺘﻤﺴﻜﲔ ﺑﺸﺮﺍﺋﻊ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ،‬ ‫ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻋﺬﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﻷ‪‬ﻢ ﻳﺪ ‪‬ﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻷﺩﻟﺔ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﻟﻜﻔﺮﻫﻢ‬ ‫‪‬ﻋ‬ ‫ﺇﻻ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺣﻜﻤﺎﺀ، ﺃﺗﺮﺍﻫﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺣﻜﻤﺎﺀ‬ ‫ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ.‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻗﺪ ﺣﻜﻲ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻣﻦ ﺟﺤﺪ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﳏﺎﻝ: ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﻭﺇﳕﺎ ﺃﳘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺷﺬ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻠﻴﻞ ﻓﺘﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﺴﺪﺕ ﺃﻓﻬﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﳌﺮﺓ، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﲨﺎﻋﺔ ﱂ ﻳﻜﺴﺒﻬﻢ ﺍﻟﺘﻔﻠﺴﻒ ﺇﻻ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺤ‪‬ﺮ ﻓﻼ ﻫﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﲟﻘﺘﻀﺎﻩ ﻭﻻ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺼﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻳﺼﻠﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﰒ ﻳﺄﺧﺬ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺑﻌﺚ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ، ﻭﻻ‬ ‫ﻳﻜﺎﺩ ‪‬ﺮﻯ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺿﺮﺑﻪ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﺄﺿﺮ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻋﺎﻣﺔ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﰲ ﺗﺴﺨﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ‬ ‫‪ٍ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺪﺭ ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺧﺎﺻﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻔﻠﻚ، ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺷﻌﺎﺭ‪‬ﺍ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ، ﻓﻤﻨﻬﺎ: ﻗﻮﻟﻪ ﰲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺃﻡ ‪‬ﺮﺍﻫﺎ ﺭﻣﻴـﺔ ﻣـﻦ ﻏـﲑ ﺭﺍﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺃ‪‬ﺮﺍﻫﺎ ﺻﻨﻌﺔ ﻣـﻦ ﻏـﲑ ﺻـﺎﻧﻊ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ:‬ ‫ﻣﻨﺎ ﺍﺧﺘﻴـﺎ ‪ ‬ﻭﻻ ﻋﻠـﻢ ﻓﻴﻘﺘـﺒ‪‬ﺲ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﺍﺣﲑﺗﺎ ﻣﻦ ﻭﺟـﻮﺩٍ ﻣـﺎ ﺗﻘـ ‪‬ﻡ‬ ‫ﺪ‬
‫-٢٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)١(‬ ‫ﻣﻨﻪ ﺫﻛﺎﺀ ﻭﻻ ﻋﻘﻞ ﻭﻻ ﺷـﺮﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺄﻧ ـﻪ ﰲ ﻋﻤ ـﺎﺀٍ ﻣ ـﺎ ﳜﻠﺼ ـﻨﺎ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ‪‬ﻀﻲﺀ ﻭﻻ ﴰ ‪ ‬ﻭﻻ ﻗـﺒﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺲ‬ ‫ﻳ ُ‬ ‫ﻭﳓﻦ ﰲ ﻇﻠﻤـﺔٍ ﻣـﺎ ﳍـﺎ ﻗﻤـﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻬ ﹲ ‪‬ﺠﻬ ‪‬ﻨﺎ)٢( ﰲ ﻭﺟﻬﻪ ﻋ‪‬ـﺒ ‪‬‬ ‫ِ ‪‬ﺲ‬ ‫ﻞ ﻳ ‪‬ﻤ‬ ‫‪‬ﺪﱠﻬﲔ ﺣﻴـﺎﺭﻯ ﻗـﺪ ﺗﻜ‪‬ﻔﻨـﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻣ ﻟ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﻛﻼ ‪ ‬ﻛ ﱡـﻪ ﻫـﻮﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻡ ﹸﻠ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﻼ ﺭﻳـﺐٍ ﻭﻻ ﻋﻤـﻞٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﻥ ﺷﺮﻳﻌﺘﻨﺎ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ ﻛﺬﻟﻚ، ﻣﺪ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﻣﻠﺘﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺪﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﻬﺑﺬﻩ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﻬﺑﺬﻩ، ﻓﺘﺮﻯ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﻘﻰ ﺇﺫﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻈﺮﻭﺍ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺗﻔﻠﺴﻔﻮﺍ ﻭﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﺰﻫﺪ ﺗﺮﻫﺒﻨﻮﺍ، ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺛﺒﺎﺗ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻠﺘﻨﺎ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﻧﺎ ﺇﻧﻪ ﻭ ﱡ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ.‬ ‫ﱄ‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳍﻴﺎﻛﻞ(‬ ‫ﻭﻫﻢ ﻗﻮﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﻟﻜﻞ ﺭﻭﺣﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻫﻴﻜﻼﹰ، ﺃﻋﲏ ﺟﺮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻷﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ، ﻫﻮ ﻫﻴﻜﻠﻪ ﻭﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﺑﻪ ﻧﺴﺒﺔ ﺃﺑﺪﺍﻧﻨﺎ ﺇﱃ ﺃﺭﻭﺍﺣﻨﺎ،‬ ‫ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻣﺪﺑﺮﻩ ﻭﺍﳌﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ، ﻓﻤﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﳍﻴﺎﻛﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ، ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﳍﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﺑﻌﻴﻨﻪ. ﻓﻴﺘﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﻫﻴﻜﻠﻪ ﺑﻜﻞ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﻗﺮﺑﺎﻥ. ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ: ﻟﻜﻞ ﻫﻴﻜﻞ ﲰﺎﻭﻱ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺴﻔﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭﺟﻮﻫﺮﻩ، ﻓﻌﻤﻞ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﳓﺘﻮﺍ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺑﻨﻮﺍ ﳍﺎ ﺑﻴﻮﺗ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﺯﺣ ﹸ،‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ﻭﺍ ﹸﺸﺘﺮﻱ، ﻭﺍﳌ ‪‬ﻳ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺸﻤ ‪ ،‬ﻭﺍﻟ ‪‬ﻫﺮ ﹸ، ﻭ ‪‬ﻄﺎﺭ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ. ﻫﻲ ﺍﳌﺪ‪‬ﺮﺍﺕ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻫﻲ‬ ‫ﺑ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺲ ﺰ ﺓ ﻋ ﺩ‬ ‫ﺮﺦ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﳌﻸ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻭﻧﺼﺒﻮﺍ ﳍﺎ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭ‪‬ﺎ، ﻭﻗ ‪‬ﺑﻮﺍ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻳﺸﺒﻬﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ. ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﻟ ‪‬ﺣﻞ ﺟﺴﻤ‪‬ﺎ ﻋﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻵ‪‬ﻚ)٣( ﺃﻋﻤﻰ ‪‬ﻘ ‪‬ﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺜﻮﺭ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳﺮ ‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺰ‪‬ﹶ‬ ‫ﺣﺴﻦ ‪‬ﺆﺗﻰ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﲢﺘﻪ ﳏﻔﻮﺭ ﻭﻓﻮﻗﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺑﺰﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻔﺮﺓ ﻓﻴﻀﺮﺏ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ‬ ‫)١( ﺷﺮﺱ: ﺳﻮﺀ ﺧﻠﻖ.‬ ‫)٢( ﳚﻬﻤﻨﺎ: ﺟﻬﻢ، ﺟﻬﺎﻣﺔ، ﻭﺟﻬﻮﻣﺔ: ﺻﺎﺭ ﻋﺎﺑﺲ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻛﺮﻳﻬﻪ.‬ ‫)٣( ﺍﻵﻧﻚ: ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﳋﺎﻟﺺ.‬
‫-٣٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺣﱴ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﳝﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺭﺍﺑﺰﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺪ ﻓﺘﻐﻮﺹ ﺭﺟﻼﻩ ﻭﻳﺪﺍﻩ‬ ‫ﻫﻨﺎﻟﻚ ﰒ ﺗﻮﻗﺪ ﲢﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﱴ ﳛﺘﺮﻕ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍ ﹸﻘﺮ‪‬ﻮﻥ: ‪‬ﻘﺪﺱ ﺃﻧﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻷﻋﻤﻰ‬ ‫ﳌ ﺑ ﻣ ‪ ‬‬ ‫ﺍﳌﻄﺒﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺧﲑ‪‬ﺍ، ﻗ ‪‬ﺑﻨﺎ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻬﻚ ﻓﺘﻘ‪‬ﻞ ﻣﻨﺎ ﻭﺍﻛﻔﻨﺎ ﺷﺮﻙ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺷﺮ ﺃﺭﻭﺍﺣﻚ ﺍﳋﺒﻴﺜﺔ.‬ ‫ﻭﻳﻘ ‪‬ﺑﻮﻥ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮﻱ ﺻﺒﻴ‪‬ﺎ ﻃﻔﻼ ﻭﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺸﺘﺮﻭﻥ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻟﻴﻄﺄﻫﺎ ﺍﻟﺴﺪﻧﺔ)١( ﻟﻸﺻﻨﺎﻡ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ، ﻓﺘﺤﻤﻞ ﻭ‪‬ﺘﺮﻙ ﺣﱴ ﺗﻀﻊ، ﻭﻳﺄﺗﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﻭﺍﻟﺼﱯ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻴﻨﺨﺴﻮﻧﻪ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺑﺎﳌِﺴﻞ ﻭﺍﻹﺑﺮ، ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺃﻣﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﳋ‪‬ﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ‬ ‫‪ ‬ﻴ‪‬‬ ‫ﱢ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮ، ﻗﺪ ﻗ ‪‬ﺑﻨﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺸﺮ ﳚﺎﻧﺴﻚ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﺘﻘﺒﻞ ﻗﺮﺑﺎﻧﻨﺎ ﻭﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺧﲑﻙ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺧﲑ ﺃﺭﻭﺍﺣﻚ ﺍﳋ‪‬ﺮﺓ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﻳﻘ ‪‬ﺑﻮﻥ ﻟﻠﻤ ‪‬ﻳﺦ ﺭﺟﻼ ﺃﺷﻘﺮ ﺃﳕﺶ)٢( ﺃﺑﻴﺾ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻘﺮﺓ، ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﻪ ﻓﻴﺪﺧﻠﻮﻧﻪ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﰲ ﺣﻮﺽ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻳﺸﺪﻭﻥ ﻗﻴﻮﺩﻩ ﺇﱃ ﺃﻭﺗﺎﺩ ﰲ ﻗﻌﺮ ﺍﳊﻮﺽ ﻭﳝﻸﻭﻥ ﺍﳊﻮﺽ ﺯﻳﺘ‪‬ﺎ ﺣﱴ‬ ‫ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﺋﻤ‪‬ﺎ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺣﻠﻘﻪ ﻭﳜﻠﻄﻮﻥ ﺑﺎﻟﺰﻳﺖ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍ ﹸﻘ ‪‬ﻳﺔ ﻟﻠﻌﺼﺐ ﻭﺍﳌﻌﻔﻨﺔ ﻟﻠﺤﻢ،‬ ‫ﳌﻮ‬ ‫ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺩﺍﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ‪‬ﻐ ﱠﻯ ﺑﺎﻷﻏﺬﻳﺔ ﺍ ﹸﻌ ﱢﻨﺔ ﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﳉﻠﺪ ﻗﺒﻀﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ‬ ‫ﳌﻔ‬ ‫ﻳﺬ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻤﻠﺨﻮﺍ ﻋﺼﺒﻪ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﻩ ﻭﻟﻔﻮﻩ ﲢﺖ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺃﺗﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺻﻨﻤﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ‬ ‫ﺍﳌﺮﻳﺦ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ ﺫﻭ ﺍﻟﻔﱳ ﻭﺍﳉﻮﺍﺋﺢ ﻗ ‪‬ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﺎ ‪‬ﺸﺒ ‪‬ﻚ ﻓﺘﻘﺒﻞ ﻗﺮﺑﺎﻧﻨﺎ‬ ‫ﻳ ﻬ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻛﻔﻨﺎ ﺷ ‪‬ﻙ ﻭﺷﺮ ﺃﺭﻭﺍﺣﻚ ﺍﳋﺒﻴﺜﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺗﻜﻠﻤ ‪‬ﻢ ﺑﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﺔ‬ ‫‪‬ﻬ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﲑ ﻭﺷﺮ. ﻭﻳﻘ ‪‬ﺑﻮﻥ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﱵ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮﻱ ﻭﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﺑﺼﻮﺭﺓ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ‪‬ﺴﺒﺤﺔ ‪‬ﻬﻠﻠﺔ ﺃﻧﺖ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻵﳍﺔ ﺍﻟﻨﻮﺭﺍﻧﻴﺔ ﻗ ‪‬ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻬﻚ، ﻓﺘﻘﺒﻠﻲ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻣ ﹲﻣ‬ ‫ﻗﺮﺑﺎﻧﻨﺎ ﻭﺍﺭﺯﻗﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﲑﻙ، ﻭﺃﻋﻴﺬﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺷ ‪‬ﻙ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻳﻘ ‪‬ﺑﻮﻥ ﻟﻠ ‪‬ﻫﺮﺓ ﻋﺠﻮﺯ‪‬ﺍ ﴰﻄﺎﺀ ﻣﺎﺟﻨﺔ ‪‬ﻘﺪﻣﻮ‪‬ﺎ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﻳﻨﺎﺩﻭﻥ ﺣﻮﳍﺎ: ﺃﻳﺘﻬﺎ‬ ‫ﹰﻳ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺮ‬ ‫)١( ﺍﻟﺴﺪﻧﺔ: ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻳﻚ، ﲨﻊ ﺳﺎﺩﻥ، ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺑﻴﺖ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ.‬ ‫)٢( ﺍﻟﻨﻤﺶ: ﺑﻔﺘﺤﺘﲔ، ﻧﻘﻂ ﺑﻴﺾ ﻭﺳﻮﺩ.‬
‫-٤٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻵﳍﺔ ﺍﳌﺎﺟﻨﺔ ﺃﺗﻴﻨﺎﻙ ﺑﻘﺮﺑﺎﻥ ﺑﻴﺎﺿﻪ ﻛﺒﻴﺎﺿﻚ ﻭﳎﺎﻧ‪‬ﺘﻪ ﻛﻤﺠﺎﻧﺘﻚ ﻭﻇﺮﻓﻪ ﻛﻈﺮﻓﻚ ﻓﺘﻘﺒﻠﻴﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻨﺎ، ﰒ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﺎﳊﻄﺐ ﻓﻴﺠﻌﻠﻮﻧﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭ‪‬ﻀﺮﻣﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻥ ﲢﺘﺮﻕ ﻓﻴﺤﺜﻮﻥ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺭﻣﺎﺩﻫﺎ ﰲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺼﻨﻢ.‬ ‫ﻭﻳﻘ ‪‬ﺑﻮﻥ ﻟ ‪‬ﻄﺎﺭﺩ ﺷﺎﺑ‪‬ﺎ ﺃﲰﺮ ﺣﺎﺳﺒ‪‬ﺎ ﻛﺎﺗﺒ‪‬ﺎ ﻣﺘﺄﺩﺑ‪‬ﺎ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﻪ ﲝﻴﻠﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ ﻌ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﻞ ﳜﺪﻋﻮ‪‬ﻢ ﻭ‪‬ﺒﻨﺠﻮ‪‬ﻬﻢ ﻭﻳﺴ ﹸﻮ ﹸﻢ ﺃﺩﻭﻳﺔ ‪‬ﺰﻳﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﲣﺮﺱ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﻘﺪﻣﻮﻥ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹰﺗ ﹸ‬ ‫ﻘ‪‬‬ ‫ﻳ ﻧ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺇﱃ ﺻﻨﻢ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﻈﺮﻳﻒ ﺃﺗﻴﻨﺎﻙ ﺑﺸﺨﺺ ﻇﺮﻳﻒ ﻭﺑﻄﺒﻌﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻫﺘﺪﻳﻨﺎ، ﻓﺘﻘ‪‬ﻞ ﻣﻨﺎ، ﰒ ‪‬ﻨﺸﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻧﺼﻔﲔ ﻭﻳﺮ‪‬ﻊ ﻭﳚﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﺧﺸﺒﺎﺕ ﺣﻮﻟﻪ‬ ‫ﺑ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻳﻀﺮﻡ ﰲ ﻛﻞ ﺧﺸﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﱴ ﲢﺘﺮﻕ ﻭﳛﺘﺮﻕ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻊ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﳛﺜﻮﻥ ﺭﻣﺎﺩﻩ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‪‬‬ ‫ﻭﻳﻘ ‪‬ﺑﻮﻥ ﻟﻠﻘﻤﺮ ﺭﺟﻼ ﺁﺩﻡ ﻛﺒﲑ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺑﺮﻳﺪ ﺍﻵﳍﺔ ﻭﺧﻔﻴﻒ ﺍﻷﺟﺮﺍﻡ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ.‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ(‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻛ ﱡ ﳏﻨﺔ ﻟ‪‬ﺲ ﻬﺑﺎ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﺲ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻞ ٍ ﺒ‬ ‫ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺲ ﻳﺄﻧﺲ ﺑﺎﳌﺜﻞ ﺩﻋﺎ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﷲ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺃﺑﻄﻞ ﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺎﳌﺮﺓ. ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣ ‪‬ﻦ ﻟﻪ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﻵﳍﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﻓﻄﻨﺔ ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺍﻓﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺰ‪‬ﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻫﺬﻩ ‪‬ﻘ ‪‬ﺏ‬ ‫ﺗﺮ ‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﴿ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺇﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺯﻟﻔﻰ﴾ ]ﺍﻟﺰﻣﺮ: ٣[.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻠﻢ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﳌﺮﺯﺑﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻴ‪‬ﻞ ﺍﻟﻌﱰﻱ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬ﹶ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺑﻦ ﺍﻟ ﹸﺮﺍﺕ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ ﺍﻟﻜﻠﱯ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﺃﰊ،‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻋﺒﺪﺕ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺁﺩﻡ ﳌﺎ ﻣﺎﺕ ﺟﻌﻠﻪ ﺑﻨﻮ ﺷﻴﺚ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﰲ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﳉﺒﻞ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﺒﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺩﻡ ﺑﺄﺭﺽ ﺍﳍﻨﺪ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﺠﺒﻞ »ﺑﻮﺫ« ﻭﻫﻮ ﺃﺧﺼﺐ ﺟﺒﻞ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ.‬
‫-٥٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻓﺄﺧﱪﱐ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﺑﻨﻮ ﺷﻴﺚ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺟﺴﺪ ﺁﺩﻡ ﰲ ﺍﳌﻐﺎﺭﺓ ﻓ‪‬ﻌ ﱢﻤﻮﻧﻪ‬ ‫ﻴﻈ‬ ‫ﻭﻳﺘﺮﲪﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﲏ ﻗﺎﺑﻴﻞ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﺇﻥ ﻟﺒﲏ ﺷﻴﺚ ﺩ ‪‬ﺍﺭ‪‬ﺍ ﻳﺪﻭﺭﻭﻥ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻳﻌﻈﻤﻮﻧﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻜﻢ ﺷﻲﺀ ﻓﻨﺤﺖ ﳍﻢ ﺻﻨﻤ‪‬ﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ‬ ‫ﺃﰊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻭ ﱞ، ﻭ ‪‬ﻮﺍ ‪ ،‬ﻭﻳﻐﻮ ﹸ، ﻭﻳﻌﻮ ‪ ،‬ﻭﻧﺴ ‪ ،‬ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﺻﺎﳊﲔ ﻓﻤﺎﺗﻮﺍ ﰲ ﺷﻬﺮ ﻓﺠﺰﻉ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻕ‬ ‫ﺙ‬ ‫ﺩ ﺳ ﻉ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻗﺎﺭﻬﺑﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﲏ ﻗﺎﺑﻴﻞ: ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﻫﻞ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺃﻋﻤﻞ ﻟﻜﻢ ﲬﺴﺔ ﺃﺻﻨﺎﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﻫﻢ ﻏﲑ ﺃﻧﲏ ﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﺃﻥ ﺃﺟﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﻭﺍﺣ‪‬ﺎ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ. ﻓﻨﺤﺖ ﳍﻢ ﲬﺴﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺻﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﻫﻢ ﻭﻧﺼﺒﻬﺎ ﳍﻢ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺄﰐ ﺃﺧﺎﻩ ﻭﻋﻤﻪ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﻓﻴﻌﻈﻤﻪ‬ ‫ﻭﻳﺴﻌﻰ ﺣﻮﻟﻪ ﺣﱴ ﺫﻫﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭ ‪‬ﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﻳﺰﺩ ﺑﻦ ﻣﻬﻼﺋﻴﻞ ﺑﻦ‬ ‫ﻋ ‪‬‬ ‫ﻗﻴﻨﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﻧﻮﺵ ﺑﻦ ﺷﻴﺚ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ، ﰒ ﺟﺎﺀ ﻗﺮﻥ ﺁﺧﺮ ﻓﻌ ﱠﻤﻮﻫﻢ ﺃﺷﺪ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻋ ﱠﻢ ﺍﻷﻭﻟﻮﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﻻ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﺟﻮﻥ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺷﻔﺎﻋﺘ ‪‬ﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟ ﱠ، ﻓﻌﺒﺪﻭﻫﻢ ﻭﻋﻈ ‪‬ﻮﺍ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻭﺍﺷﺘﺪ ﻛﻔﺮ ‪‬ﻢ، ﻓﺒﻌﺚ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫‪ ‬ﻫ‬ ‫ﱠﻤ‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ﻬ‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺪﻋﺎﻫﻢ ﻓﻜﺬﺑﻮﻩ ﻓﺮﻓﻌﻪ ﺍﷲ ﻣﻜﺎﻧ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ، ﻭﱂ‬ ‫ﻳﺰﻝ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻳﺸﺘﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠ ‪ ،‬ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺣﱴ ﺃﺩﺭﻙ ﻧﻮﺡ ﻓﺒﻌﺜﻪ‬ ‫ﱯ‬ ‫ﺍﷲ ﻧﺒﻴ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺍﺑﻦ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻭﲦﺎﻧﲔ ﺳﻨﺔ، ﻓﺪﻋﺎﻫﻢ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﺎﺋﺔ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﻌﺼﻮﻩ ﻭﻛ ﱠﺑﻮﻩ ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﻔﻠﻚ‪ ،‬ﻓﻌﻤﻠﻬﺎ ﻭﻓﺮﻍ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﹸﹾ‬ ‫‪ ‬ﺬ‬ ‫ﻭﺭﻛﺒﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ، ﻭﻏﺮﻕ ﻣﻦ ﻏﺮﻕ، ﻭﻣﻜﺚ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﲬﺴﲔ‬ ‫ﺳﻨﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﺑﲔ ﺁﺩﻡ ﻭﻧﻮﺡ ﺃﻟﻔﺎ ﺳﻨﺔ ﻭﻣﺎﺋﺘﺎ ﺳﻨﺔ، ﻓﺄﻫﺒﻂ ﺍﳌﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺇﱃ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﺭﺽ، ﺣﱴ ﻗﺬﻓﻬﺎ ﺇﱃ ﺃﺭﺽ ﺟ ‪‬ﺓ، ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻀﺒﺖ ﺍﳌﺎﺀ ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻂ ﻓﺴﻔﺖ ﺍﻟﺮﻳﺢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱢ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﱴ ﻭﺍﺭ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠﱯ: ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﹸﺤﻲ ﻛﺎﻫﻨ‪‬ﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻜﲎ ﺃﺑﺎ ﲦﺎﻣﺔ ﻟﻪ ﺭِﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟ ‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻋ ‪‬ﻞ ﺍﳌﺴﲑ ﻭﺍﻟﻈﻌﻦ ﻣﻦ ‪‬ﺎﻣﺔ، ﺑﺎﻟﺴﻌﺪ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ، ﺍﺋﺖ ﺻﻔﺎ ﺟﺪﺓ، ﲡﺪ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺃﺻﻨﺎﻣ‪‬ﺎ ‪‬ﻌ ‪‬ﺓ، ﻓﺄﻭﺭﺩﻫﺎ ‪‬ﺎﻣﺔ ﻭﻻ ‪‬ﺐ، ﰒ ﺍﺩﻉ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺩ‪‬ﺎ ‪‬ﺠﺐ، ﻓﺄﺗﻰ ‪‬ﺮ ﺟ ‪‬ﺓ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺪ‬
‫-٦٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺜﺎﺭﻫﺎ ﰒ ﲪﻠﻬﺎ ﺣﱴ ﻭﺭﺩ ﻬﺑﺎ ‪‬ﺎﻣﺔ ﻭﺣﻀﺮ ﺍﳊﺞ ﻓﺪﻋﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺩ‪‬ﺎ ﻗﺎﻃﺒﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﻋﻮﻑ ﺑﻦ ﻋﺬﺭﺓ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺍﻟ ﹼﺕ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺩ‪‬ﺍ ﻓﺤﻤﻠﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﺑﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺑﺪﻭﻣﺔ‬ ‫ﻼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉﻨﺪﻝ ﻭﲰﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﻭﺩ ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﲰﻲ ﺑﻪ. ﻭﺟﻌﻞ ﻋﻮﻑ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺎﻣﺮ‪‬ﺍ ﺳﺎﺩﻧ‪‬ﺎ ﻟﻪ، ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻳﺰﻝ ﺑﻨﻮﻩ ﻳﺪﻳﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺟﺎﺀ ﺍﷲ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠﱯ: ﺣﺪﺛﲏ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﻭ ‪‬ﺍ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻥ ﺃﰊ ﻳﺒﻌﺜﲏ ﺑﺎﻟﻞ ﺑﻦ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺍﺳﻖ ﺇﳍﻚ ﻓﺄﺷﺮ‪‬ﺑ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺭﺃﻳﺖ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻌﺪ ﻛﺴﺮﻩ ﻓﺠﻌﻠﻪ ﺟﺬﺍﺫﹰﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻪ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﻌﺜﻪ ﻣﻦ ﻏﺰﻭﺓ ﺗﺒﻮﻙ ﳍﺪﻣﻪ ﻓﺤﺎﻟﺖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﻫﺪﻣﻪ ﺑﻨﻮ ﻋﺒﺪ ﻭﺩ ﻭﺑﻨﻮ‬ ‫ﻋﺎﻣﺮ ﻓﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﻓﻘﺘﻠﻬﻢ ﻭﻫﺪﻣﻪ ﻭﻛﺴﺮﻩ ﻭﻗﺘﻞ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺑﲏ ﻋﺒﺪ ﻭﺩ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻗﻄﻦ ﺑﻦ‬ ‫ٍ ﹰ‬ ‫ﺷﺮﻳﺢ ﻓﺄﻗﻠﺒﺖ ﺃﻣﻪ )ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺘﻮﻝ( ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻭﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺪﻫﺮ ﺍﻟﻨﻌـﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻻ ـﻚ ـﻮﺩﺓ ﻻ ـﺪﻭﻡ‬ ‫ﺗﻠـ ﺍﳌـ ﹸ ﺗـ ‪‬‬ ‫ﻟـــﻪ ﺃﻡ ﺑﺸـــﺎﻫﻘﺔٍ ﺭﺅﻭﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋ ﺮ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﳊـﺪﺛﺎﻥ ‪‬ﻔـ ‪‬‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻟﺖ: )ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫ﻳﺎ ﺟﺎﻣﻌ‪‬ﺎ ﺟﻤﻊ ﺍﻷﺣﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺒﺪ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﹸﺃ ‪‬ﻚ ﻟـﻢ ‪‬ﻮﻟﺪ ﻭﱂ ‪‬ﺗﻠﺪ‬ ‫ِِ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﰒ ﺃﻛ‪‬ﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺸﻬﻘﺖ ﻭﻣﺎﺗﺖ.‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠﱯ: ﻓﻘﻠﺖ ﳌﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ: ﺻِﻒ ﱄ ﻭ ‪‬ﺍ ﺣﱴ ﻛﺄﱐ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲤﺜﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻗﺪ ﺩﻳﺮ، ﺃﻱ ﻧﻘﺶ، ﻋﻠﻴﻪ ﺣﱠﺘﺎﻥ ﻣ‪‬ﺰﺭ ﲝﻠﺔ ﻣﺮﺗﺪ‬ ‫‪‬ﻠ ﺘ‬ ‫ﺑﺄﺧﺮﻯ، ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﻒ ﻗﺪ ﺗﻘﹼﺪﻩ ﻭﺗﻨ ﱠﺐ ﻗﻮﺳ‪‬ﺎ ﻭﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺣﺮﺑﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻮﺍﺀ ﻭﻭﻓﻀﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺒﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻳﻌﲏ ﺟﻌﺒﺘﻬﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺟﺎﺑﺖ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﹸﺤﻲ ‪‬ﻀﺮ ﺑﻦ ﻧﺰﺍﺭ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ‪‬ﺬﻳﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﻫ ٍ‬ ‫ﻟ ‪‬ﻣ ‪‬‬ ‫ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﲤﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ‪‬ﺬﻳﻞ ﺑﻦ ‪‬ﺪﺭﻛﺔ ﺑﻦ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺑﻦ ‪‬ﻀﺮ ‪‬ﻮﺍﻋ‪‬ﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺄﺭﺽ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣ ﺳ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ‪‬ﻫﺎﻁ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ ﳔﻠﺔ ﻳﻌﺒﺪﻩ ﻣﻦ ﻳﻠﻴﻪ ﻣﻦ ‪‬ﻀﺮ.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺭ‬
‫-٧٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ:‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻋﻜﻔﺖ ‪‬ﺬﻳﻞ ﻋﻠﻰ ‪‬ـﻮﺍﻉ‬ ‫ِ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﻫ ﹸ‬ ‫ﺗﺮﺍ ‪‬ﻢ ﺣـﻮﻝ ﻗﺒﻠﺘـﻬﻢ ﻋ ﹸﻮﻓﹰـﺎ‬ ‫‪‬ﻜ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﻏﻨﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺫﺧـﺎﺋﺮ ﻛـﻞ ﺭﺍﻋـﻲ‬ ‫ﱢ‬ ‫‪‬‬ ‫ـ ﱡ ـﻪ ـﺮﻋﻰ ـﻪ‬ ‫ﻟﺪﻳـ‬ ‫ﻳﻈـ ﻞ ﺣﻴﺎﺗـ ‪ ‬ﺻـ‬ ‫ﻭﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﻣﺬﺣﺞ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﺃﻧﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﳌﺮﺍﺩﻱ ﻳ ‪‬ﻮﺙ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺄﻛﻤﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﺗﻌﺒﺪﻩ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﻣﺬﺣﺞ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻻﻫﺎ.‬ ‫ﻭﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﳘﺪﺍﻥ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﺛﺪ ﺑﻦ ﺟﺸﻢ ﻳ ‪‬ﻮﻕ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺟﻮﺍﻥ ﺗﻌﺒﺪﻩ ﳘﺪﺍﻥ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻻﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ.‬ ‫ﻭﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﺣﻤﻴ‪‬ﺮ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺭﻋﻴ‪‬ﻦ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﻌﺪﻱ ﻛﺮﺏ ﻧﺴﺮ‪‬ﺍ، ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﲟﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺳﺒﺄ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻠﺨﻊ ﺗﻌﺒﺪﻩ ﺣﻤﻴ‪‬ﺮ ﻣﻦ ﻭﺍﻻﻫﺎ. ﻓﻠﻢ ﻳﺰﺍﻟﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻪ ﺣﱴ‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﻫ ‪‬ﺩ ‪‬ﻢ ﺫﻭ ﻧﻮﺍﺱ ﻭﱂ ﺗﺰﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ‪‬ﻌﺒﺪ ﺣﱴ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﻓﺄﻣﺮ ﻬﺑﺪﻣﻬﺎ)١(.‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻮﻫ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﻟﻜﻠ ‪ ،‬ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﱯ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ » ‪‬ﻓﻌﺖ ﱄ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﹸﺤﻲ ﻗﺼﲑ‪‬ﺍ ﺃﲪﺮ ﺃﺯﺭﻕ ﳚ ‪ ‬ﹸﺼ‪‬ﺒ ‪ ‬ﰲ‬ ‫‪‬ﺮ ﻗ ‪ ‬ﻪ‬ ‫ﻟ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﻴﻞ: ﻫﺬﺍ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﳊﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﲝﺮ ﺍﻟﺒﺤﲑﺓ ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺳ‪‬ﺐ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺋﺒﺔ ﻭﲪﻰ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻭﻏ‪‬ﺮ ﺩﻳﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ«)٢(.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ ﻭﻏﲑﻩ ﺃﻥ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﳌﺎ ﺳﻜﻦ ﻣﻜﺔ‬ ‫ﻭﻭﻟﺪ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭﻻﺩ‪‬ﺍ ﻓﻜﺜﺮﻭﺍ ﺣﱴ ﻣﻸﻭﺍ ﻣﻜﺔ ﻭﻧﻔﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﻖ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﻣﻜﺔ ﻭﻭﻗﻌﺖ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺍﺕ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀ‪‬ﺎ ﻓﺘﻔ ‪‬ﺤﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻮﺍ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﲪﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻈﻌﻦ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﻜﺔ ﻇﺎﻋﻦ ﺇﻻ ﺍﺣﺘﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺣﺠﺮ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﺍﳊﺮﻡ ﺗﻌﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﻟﻠﺤﺮﻡ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﳌﻜﺔ ﻓﺤﻴﺚ‬ ‫)١( ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﱴ ﺗﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ، ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )٠٢٩٤(.‬ ‫)٢( ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻠﱮ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﻛﻤﺎ ﰱ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ٣/٧٥٥، ﻭﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ‬ ‫٦/٤١١.‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )٣٢٦٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻨﺔ )٦٥٨٢/٠٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
‫-٨٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎ ﺣﱡﻮﺍ ﻭﺿﻌﻮﻩ ﻭﻃﺎﻓﻮﺍ ﺑﻪ ﻛﻄﻮﺍﻓﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ﺗﻴﻤﻨ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻬﺑﺎ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﻟﻠﺤﺮﻡ ﻭﺣ‪‬ﺎ ﻟﻪ ﻭﻫﻢ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺑﻌﺪ ‪‬ﻌ ﱢﻤﻮﻥ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﻣﻜﺔ ﻭﳛﺠﻮﻥ ﻭﻳﻌﺘﻤﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﰒ ﻋﺒﺪﻭﺍ ﻣﺎ‬ ‫‪‬ﻳﻈ‬ ‫ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻮﺍ ﻭﻧﺴﻮﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻮﺍ ﺑﺪﻳﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻏﲑ ‪،‬‬ ‫ﻩ‬ ‫ﻓﻌﺒﺪﻭﺍ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻣﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ، ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ‬ ‫ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﻬﺑﺎ، ﻣﻦ ﺗﻌﻈﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺑﻪ ﻭﺍﳊﺞ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺓ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﳌﺰﺩﻟﻔﺔ ﻭﺇﻫﺪﺍﺀ ﺍﻟ‪‬ﺪﻥ ﻭﺍﻹﻫﻼﻝ‬ ‫ﺒ ِ‬ ‫ﺑﺎﳊﺞ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺓ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﺰﺍﺭ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻫﻠﺖ: )ﻟﺒﻴﻚ ﺍﷲ ﻡ ﻟﺒﻴﻚ، ﻟﺒﻴﻚ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻚ‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﺇﻻ ﺷﺮﻳﻜﹰﺎ ﻫﻮ ﻟﻚ ﲤﻠﻜﻪ ﻭﻣﺎ ﻣﻠﻚ(.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻏ‪‬ﺮ ﺩﻳﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻭﻧﺼﺐ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺳ‪‬ﺐ ﺍﻟﺴﺎﺋﺒﺔ ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻭﻫﻮ ﳊﻲ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺧﺰﺍﻋﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﳊﻲ ﻓﻬﲑﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻨﺖ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﳊﻲ‬ ‫ﻧﺎﺯﻋﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﻗﺎﺗﻞ ﺟﺮﻫﻢ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻓﻈﻔﺮ ﻬﺑﻢ ﻭﺃﺟﻼﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﻧﻔﺎﻫﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻼﺩ ﻣﻜﺔ ﻭﺗﻮﱃ ﺣﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ، ﰒ ﺇﻧﻪ ﻣﺮﺽ ﻣﺮﺿ‪‬ﺎ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺑﺎﻟﺒﻠﻘﺎﺀ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﲪﺔ ﺇﻥ ﺃﺗﻴﺘﻬﺎ ﺑﺮﺋﺖ ﻓﺄﺗﺎﻫﺎ ﻓﺎﺳﺘﺤﻢ ﻬﺑﺎ ﻓﱪﺃ، ﻭﻭﺟﺪ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﹰ‬ ‫ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻫﺬﻩ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻧﺴﺘﺴﻘﻲ ﻬﺑﺎ ﺍﳌﻄﺮ ﻭﻧﺴﺘﻨﺼﺮ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪ ‪ ،‬ﻓﺴﺄﳍﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻳﻌﻄﻮﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ ﻓﻘﺪِﻡ ﻬﺑﺎ ﻣ ﱠﺔ ﻭﻧﺼﺒﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺍﲣﺬﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻗﺪﻣﻬﺎ ﻣﻨﺎﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻨﺼﻮﺑ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﳌﺴﻠﻚ ﺑ ﹸﺪﻳﺪ ﺑﲔ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻜﺔ ﻭﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﲨﻴﻌ‪‬ﺎ ‪‬ﻌ ﱢﻤﻪ ﻭﺍﻷﻭﺱ ﻭﺍﳋﺰﺭﺝ ﻭﻣﻦ ﻧﺰﻝ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﻜﺔ ﻭﻣﺎ‬ ‫ﺗﻈ‬ ‫ﻭﺍﻻﻫﺎ ﻭﻳﺬﲝﻮﻥ ﻟﻪ ﻭ‪‬ﻬ ‪‬ﻭﻥ ﻟﻪ.‬ ‫ﻳﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺑﻦ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻭﺱ ﻭﺍﳋﺰﺭﺝ ﻭﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﺄﺧﺬﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﻳﺜﺮﺏ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﳛ ‪‬ﻮﻥ ﻓﻴﻘﻔﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻻ ﳛﻠﻘﻮﻥ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫‪‬ﺠ‬ ‫ﻧﻔﺮﻭﺍ ﺃﺗﻮﻩ ﻓﺤﻠﻘﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﳊ ‪‬ﻬﻢ ﲤﺎﻣ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﺠ‬
‫-٩٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻨﺎﺓ ﹸﺬﻳﻞ ﻭ ‪‬ﺰﺍﻋﺔ، ﻓﺒﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻬﺪﻣﻬﺎ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻔﺘﺢ.‬ ‫ﺧ‬ ‫ﹸﳍ‬ ‫ﰒ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﺍﻟ ﱠﺕ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﻫﻲ ﺃﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺓ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺻﺨﺮﺓ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺳﺪﻧ‪‬ﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻘﻴﻒٍ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺑﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻨﺎﺀ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﻭﲨﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﻌﻈﻤﻬﺎ،‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﺴﻤﻲ ﺯﻳﺪ ﺍﻟ ﱠﺕ ﻭﺗﻴﻢ ﺍﻟﻼﺕ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﺍﻟﻮﺍ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﱴ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺛﻘﻴﻒ، ﻓﺒﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ‬ ‫ﻓﻬﺪﻣﻬﺎ ﻭﺣﺮﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫ﰒ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﺍﻟﻌ ‪‬ﻯ ﻭﻫﻲ ﺃﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﻟ ﱠﺕ ﺍﲣﺬﻩ ﻇﺎﱂ ﺑﻦ ﺃﺳﻌﺪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﻮﺍﺩﻱ ﳔﻠﺔ‬ ‫ﻼ‬ ‫‪‬ﺰ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﺫﺍﺕ ﻋِﺮﻕ ﻭﺑﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺼﻮﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌ ‪‬ﻯ ﺷﻴﻄﺎﻧﺔ ﺗﺄﰐ ﺛﻼﺙ ‪‬ﺮﺍﺕ ﺑﺒﻄﻦ ﳔﻠﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻓﺘﺘﺢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻜﺔ ﺑﻌﺚ‬ ‫ﲰ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬ﺰ‬ ‫ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺋﺖ ﺑﻄﻦ ﳔﻠﺔ ﻓﺈﻧﻚ ﲡﺪ ﺛﻼﺙ ‪‬ﺮﺍﺕ ﻓﺎﻋﺘﻀﺪ ﺍﻷﻭﱃ، ﻓﺄﺗﺎﻫﺎ‬ ‫ﲰ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﻌﻀﺪﻫﺎ. ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﻝ: ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻋﻀﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺄﺗﺎﻫﺎ‬ ‫ﻓﻌﻀﺪﻫﺎ، ﰒ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻋﻀﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻓﺄﺗﺎﻫﺎ ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﻫﻮ ﲜﻨﻴﺔ ﻧﺎﻓﺸﺔ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻭﺍﺿﻌﺔ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﺗﺼ ‪ ‬ﺑﺄﻧﻴﺎﻬﺑﺎ ﻭﺧﻠﻔﻬﺎ ‪‬ﺑ‪‬ﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﺩ ﻴﹸ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺳﺎﺩ‪‬ﺎ. ﻗﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ:‬ ‫ﻳﺎ ﻋﺰ ﹸﻔﺮﺍﻧﻚ ﻻ ‪‬ﺒﺤﺎﻧﻚ‬ ‫ﺳ‬ ‫‪ ‬ﻛ‬ ‫ﺇﱐ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﱠـﻪ ﻗﺪ ﺃﻫﺎﻧﻚ‬ ‫‪ ‬ﻠ‬ ‫ﰒ ﺿﺮﻬﺑﺎ ﻓﻔﻠﻖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ‪‬ﻤﻤ ﹲ، ﰒ ﻋﻀ‪‬ﺪ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﻗﺘﻞ ‪‬ﺑ‪‬ﺔ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺩﻥ، ﰒ ﺃﺗﻰ‬ ‫ﺩﻴ ﺴ‬ ‫ﺣ ﺔ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﻓﺄﺧﱪﻩ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌ ‪‬ﻯ ﻭﻻ ﻋ ‪‬ﻯ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻠﻌﺮﺏ«)١(.‬ ‫‪‬ﺰ‬ ‫‪‬ﺰ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﰱ ‪‬ﺬﻳﺐ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ ٥/١٠١، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻫﺸﺎﻡ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ ﺍﻟﻜﻠﱮ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﻫﻮ ﻭﺃﺑﻮﻩ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﻋﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﻄﻔﻴﻞ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٦/٦٧١ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ: »ﻭﻓﻴﻪ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫=‬
‫-٠٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻘﺮﻳﺶ ﺃﺻﻨﺎﻡ ﰲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺣﻮﳍﺎ ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ‪‬ﺒ ﹸ،‬ ‫ﻫﻞ‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻠﻐﲏ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﻖ ﺃﲪﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻜﺴﻮﺭ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻴﻤﲎ ﺃﺩﺭﻛﺘﻪ ﻗﺮﻳﺶ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﻟﻪ ﻳﺪ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻧﺼﺒﻪ ‪‬ﺰﳝﺔ ﺑﻦ ﻣﺪﺭﻛﺔ ﺑﻦ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺑﻦ‬ ‫ﺧ ﹸ‬ ‫‪‬ﻀﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻗ ‪‬ﺍﻣﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻗﺪﺡ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﰲ ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺻﺮﻳﺢ،‬ ‫ﺪ ‪ ‬ﹸ ٍ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻠﺼﻖ، ﻓﺈﺫﺍ ﺷ ﱡﻮﺍ ﰲ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺃﻫﺪﻭﺍ ﻟﻪ ﻫﺪﻳﺔ ﰒ ﺿﺮﺑﻮﺍ ﺑﺎﻟﻘﺪﺡ ﻓﺈﻥ ﺧﺮﺝ:‬ ‫ٍ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺻﺮﻳﺢ ﺃﳊﻘﻮﻩ، ﻭﺇﻥ ﺧﺮﺝ ﻣﻠﺼﻘﹰﺎ ﺩﻓﻌﻮﻩ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﺼﻤﻮﺍ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺳﻔﺮ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﻋﻤﻼ ﺃﺗﻮﻩ ﻓﺎﺳﺘﻘﺴﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻘﺪﺍﺡ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ: ﹸﺍﻋﻞ ‪‬ﺒﻞ ﺃﻱ ﻋﻼ ﺩﻳ‪‬ﻚ. ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬ﹸﻫ ﹸ‬ ‫ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: »ﺃﻻ ﲡﻴﺒﻮﻧﻪ؟« ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ؟ ﻗﺎﻝ: »ﻗﻮﻟﻮﺍ: ﺍﷲ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﺟﻞ«)١(.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﺇﺳﺎﻑ ﻭﻧﺎﺋﻠﺔ، ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻓﺤﺪﺙ ﺍﻟﻜﻠﱯ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻋﺒﺎﺱ، ﺃﻥ ﺇﺳﺎﻑ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ‪‬ﺮﻫﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﺳﺎﻑ ﺑﻦ ﻳﻌﻠﻰ، ﻭﻧﺎﺋﻠﺔ ﺑﻨﺖ ﺯﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﹲ ﺟ‬ ‫‪‬ﺮ ‪‬ﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌ ‪‬ﻘﻬﺎ ﰲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﺄﻗﺒﻼ ﺣ ‪‬ﺎﺟ‪‬ﺎ ﻓﺪﺧﻼ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻮﺟﺪﺍ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻦ‬ ‫‪‬ﺠ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺟﻫ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﻠﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻔﺠﺮ ﻬﺑﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓ ‪‬ﺴﺨﺎ ﻓﺄﺻﺒﺤﻮﺍ ﻓﻮﺟﺪﻭﳘﺎ ﳑﺴﻮﺧﲔ،‬ ‫ﻤ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺄﺧﺮﺟﻮﳘﺎ ﻓﻮﺿﻌﻮﳘﺎ ﻣﻮﺿﻌﻬﻤﺎ ﻓﻌﺒﺪﺗﻪ ﺧﺰﺍﻋﺔ ﻭﻗﺮﻳﺶ ﻭﻣﻦ ﺣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﳌﺎ ﻣﺴﺨ‪‬ﺎ ﺣﺠﺮﻳﻦ ﻭﺿِﻌﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻴ‪‬ﻌﻆ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻬﺑﻤﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺎﻝ ‪‬ﻜﹸﺜ ‪‬ﻤﺎ‬ ‫ﻣ ﻬ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﻭ ‪‬ﺒﺪﺕ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ‪‬ﺒﺪﺍ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺣ ‪‬ﳘﺎ ‪‬ﻠﺼﻘﹰﺎ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﺯﻣﺰﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ ﻣ‬ ‫‪‬ﻋ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻓﻨﻘﻠﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﺼﻘﹰﺎ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺤﺮﻭﻥ ﻭﻳﺬﲝﻮﻥ ﻋﻨﺪﳘﺎ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﹸﻭ ﺍﳋﻠﺼﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﻭﺓ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻣﻨﻘﻮﺷﺔ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺎﺝ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺫ‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﺒﺎﻟﺔ ﺑﲔ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﲑﺓ ﺳﺒﻊ ﻟﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻈﻤﻬﺎ ﻭ‪‬ﺪﻱ ﳍﺎ‬ ‫ﺧﺜﻌﻢ ﻭﲜﻴﻠﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﳉﺮﻳﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: »ﺃﻻ ﺗﻜﻔﲏ ﺫﺍ ﺍﳋﻠﺼﺔ؟« ﻓﻮﺟﻬﻪ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫=‬ ‫ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﻨﺜﻮﺭ ٦/٦٢، ﻭﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٨٥٠٣(.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﲑ )٩٣٠٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٣٩٢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﱪﺍﺀ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ.‬
‫-١٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺴﺎﺭ ﺑﺄﲪﺲ ﻓﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﺧﺜﻌﻢ ﻭﲜﻴﻠﺔ ﻓﻈﻔﺮ ﻬﺑﻢ ﻭﻫﺪﻡ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﺫﻱ ﺍﳋﻠﺼﺔ ﻭﺃﺿﺮﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ)١(.‬ ‫ﻭﺫﻭ ﺍﳋﻠﺼﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﺎﺏ ﻣﺴﺠﺪ ﺗﺒﺎﻟﺔ.‬ ‫ﹸ‬ ‫* ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺪﻭﺱ ﺻﻨﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﲔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺳﻠﻤﻮﺍ ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﻔﻴﻞ ﺑﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﻓﺤﺮﻗﻪ.‬ ‫* ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺒﲏ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻳﺸﻜﺮ ﺻﻨﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﺜﺮﻯ.‬ ‫* ﻭﻛﺎﻥ ﻟ ﹸﻀﺎﻋﺔ ﻭﳋﻢ ﻭ ‪‬ﺬﺍﻡ ﻭﻋﺎﻣﻠﺔ ﻭﻏﻄﻔﺎﻥ ﺻﻨﻢ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ ﺟ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻷﻗﻴﺼﺮ.‬ ‫* ﻭﻛﺎﻥ ﳌﺰﻳﻨﺔ ﺻﻨﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻓﻬﻢ، ﻭﺑﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻲ ﻋﺒﺪ ﻓﻬﻢ.‬ ‫* ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻌﱰﺓ ﺻﻨﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ‪‬ﻌ‪‬ﻴﺮ.‬ ‫ﺳ ‪‬‬ ‫* ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻄ‪‬ﻰﺀ ﺻﻨﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻠ ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﻷﻫﻞ ﻛﻞ ﻭﺍﺩ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺻﻨﻢ ﰲ ﺩﺍﺭﻫﻢ‬ ‫ﹸﹸﺲ‬ ‫ﻴ ٍ ‪‬‬ ‫ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﰲ ﻣﱰﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺴﺢ ﺑﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺪﻡ‬ ‫ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﻣﱰﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺴﺢ ﺑﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﲣﺬ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ، ﻭﻣﻦ ﱂ‬ ‫ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺻﻨﻢ ﻭﻻ ﺑﻴﺖ ﻧﺼﺐ ﺣﺠﺮ‪‬ﺍ ﳑﺎ ﺍﺳﺘﺤﺴﻦ ﺑﻪ ﰒ ﻃﺎﻑ ﺑﻪ ﻭﲰﻮﻫﺎ ﺍﻷﻧﺼﺎﺏ.‬ ‫‪‬‬ ‫* ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﻓﺮ ﻓﱰﻝ ﻣﱰﻻ ﺃﺧﺬ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﺣﺴﻨﻬﺎ ﻓﺎﲣﺬﻩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭ‪‬ﺑًﺎ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺍﻷﺛﺎﰲ)٢( ﻟﻘﺪﺭﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺭﲢﻞ ﺗﺮﻛﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻧﺰﻝ ﻣﱰﻻ ﺁﺧﺮ ﻓﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﹰ‬ ‫* ﻭﳌﺎ ﻇﻬﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺔ ﺩﺧﻞ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻣﻨﺼﻮﺑﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻄﻌﻦ ﺑﺴﻴﺔ)٣( ﻗﻮﺳﻪ ﰲ ﻋﻴﻮ‪‬ﺎ ﻭﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ: »ﺟﺎﺀ ﺍﳊﻖ ﻭﺯﻫﻖ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺇﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻛﺎﻥ ﺯ ‪‬ﻮﻗﹰﺎ«، ﰒ ﺃﻣﺮ ﻬﺑﺎ ﻓ ﹸﻔﺌﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﰒ ﹸﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺠﺪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻫ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﲑ )٠٢٠٣، ٦٣٠٢، ٦٧٠٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٦٧٤٢/٦٣١، ٧٣١(.‬ ‫)٢( ﺍﻷﺛﺎﰱ: ﻣﺎ ﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﻳﻮﻗﺪ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫)٣( ﺳﻴﺔ: ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟﺴﲔ، ﻣﺎ ﻋﻄﻒ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﻮﺱ.‬
‫-٢٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺤﺮﻗﺖ)١(.‬ ‫* ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﻳﺰﺩﺟﺮﺩ ‪‬ﺒﺪﺕ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻭﺭﺟﻊ ﻣﻦ ﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﲨﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﺛﻨﺎ ﻣﻬﺪﻱ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭﺩﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﳌﺎ ‪‬ﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﺑﻪ ﳊﻘﻨﺎ ‪‬ﺴﻴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ، ﻭﳊﻘﻨﺎ‬ ‫ﲟ‬ ‫ﺑ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻛﻨﺎ ﻧﻌ‪‬ﺒﺪ ﺍﳊﺠﺮ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺣﺠﺮ‪‬ﺍ ﻫﻮ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ ‪‬ﻠﻘﻲ ﺫﺍﻙ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻧﺄﺧﺬﻩ، ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﳒﺪ ﺣﺠﺮ‪‬ﺍ ﲨﻌﻨﺎ ﺣﺜﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﰒ ﺟﺌﻨﺎ ﺑﻐﻨﻢ ﻓﺤﻠﺒﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﹸﻔﻨﺎ ﺑﻪ.‬ ‫ﻃ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻠﺔ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺧﺮﺍﺵ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ‪‬ﻤﺎﺭﺓ ﺍﳌﻌﻮﱄ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭﺩﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻋ ﹸ‬ ‫ﻧﻌﻤﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻓﻨﺠﻤﻌﻪ ﻓﻨﺤﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻨﻌﺒﺪﻩ، ﻭﻛﻨﺎ ﻧﻌﻤﺪ ﺇﱃ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﻨﻌﺒﺪﻩ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ‬ ‫ﰒ ﻧﻠﻘﻴﻪ)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺍﻕ، ﻧﺎ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺷﻴﺒﺔ، ﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﻧﺎ ﺍﳊﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺯﻳﻨﺐ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟ‪‬ﻬﺪﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﰲ‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻧﻌﺒﺪ ﺣﺠﺮ‪‬ﺍ ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﻣﻨﺎﺩﻳ‪‬ﺎ ﻳﻨﺎﺩﻱ: ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟ ‪‬ﺣﺎﻝ ﺇﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻗﺪ ﻫﻠﻚ ﻓﺎﻟﺘﻤﺴﻮﺍ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻜﻢ ﺭﺑ‪‬ﺎ ﻏﲑﻩ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺨﺮﺟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺻﻌﺐ ﻭﺫﻟﻮﻝ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﳓﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻄﻠﺐ، ﺇﺫﺍ ﳓﻦ‬ ‫ﲟﻨﺎﺩ ﻳﻨﺎﺩﻱ: ﺇﻧﺎ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺭﺑﻜﻢ ﺃﻭ ﺷﺒﻬﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺠﺌﻨﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺣﺠﺮ ﻓﻨﺤﺮﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳉ ‪‬ﺭ.‬ ‫ﹸﺰ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣﻴﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )٧٨٢٤(، ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )١٨٧١/٧٨( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/٦٠٣.‬
‫-٣٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺛﲏ ﺍﳊ ‪‬ﺎﺝ ﺑﻦ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺣﺴﲔ، ﻋﻦ ﺷﻬﺮ ﺑﻦ ﺣﻮﺷﺐٍ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﻨﺒﺴﺔ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ‬ ‫ﺍﻣﺮﺀًﺍ ﳑﻦ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﳊﺠﺎﺭﺓ، ﻓﻴﱰﻝ ﺍﳊﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻬﻢ ﺁﳍﺔ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺍﳊﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻴﺄﰐ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫ﺃﺣﺠﺎﺭ، ﻓﻴﻨﺼﺐ ﺛﻼﺛﺔ ﻟﻘﺪﺭﻩ ﻭﳚﻌﻞ ﺃﺣﺴﻨﻬﺎ ﺇﳍﹰﺎ ‪‬ﻌﺒ ‪ ،‬ﰒ ﻟﻌﻠﻪ ﳚﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﻳ ﺪ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺮﲢﻞ ﻓﻴﺘﺮﻛﻪ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻏﲑﻩ)١(.‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﻲ،‬ ‫ﻧﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍ ﹸﻨﺘﺎﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﻣﻲ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺍﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﳉﺮﻭﻱ، ﻋﻦ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺳﺎﻛﲏ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻣﻜﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺌﻞ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﺑﻦ ‪‬ﻴﻴﻨﺔ: ﻛﻴﻒ ﻋﺒﺪﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺻﻞ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻋﺒﺎﺩ‪‬ﻢ ﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺣﺠﺮ ﻓﺤﻴﺚ ﻣﺎ ﻧﺼﺒﻨﺎ ﺣﺠﺮ‪‬ﺍ ﻓﻬﻮ ﲟﱰﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺸﺮ: ﻛﺎﻥ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳍﻨﺪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺮ‪‬ﻮﺑﻴﺔ ﻭ‪‬ﻘ ‪‬ﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬ ‫ﻳﺮ‬ ‫‪‬ﺑ‬ ‫ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻧﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻛﺄﺣﺴﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺃﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺃﺟﺴﺎﻡ ﺣﺴﺎﻥ ﻭﺃﻧﻪ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﳏﺘﺠﺒﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﺎﲣﺬﻭﺍ ﺃﺻﻨﺎﻣ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻓﻌﺒﺪﻭﻫﺎ ﻭﻗﺮ‪‬ﻮﺍ ﳍﺎ ﳌﻮﺿﻊ ﺍﳌﺸﺎﻬﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻬﻢ.‬ ‫‪‬ﺑ‬ ‫ﻭﻗﻴﻞ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ: ﺇﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻭﺍﻷﻓﻼﻙ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﳋﺎﻟﻖ‬ ‫ﻓﻌ ﱠﻤﻮﻫﺎ ﻭﻗﺮ‪‬ﻮﺍ ﳍﺎ ﰒ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ.‬ ‫‪‬ﺑ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻭﺑﲎ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﺑﻴﻮﺗ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻸﺻﻨﺎﻡ ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺑﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺟﺒﻞ ﺑﺄﺻﺒﻬﺎﻥ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﺻﻨﺎﻡ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻛﻮﺷﺘﺎﺳﺐ ﳌﺎ ﲤ ‪‬ﺲ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺑﻴﺖ ﻧﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﰲ ﺃﺭﺽ ﺍﳍﻨﺪ، ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺑﻠﺦ ﺑﻨﺎﻩ ﻣﻨﻮﺷﻬﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺧ ‪‬ﺑﻪ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺦ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺍﳋﺎﻣﺲ ﺑﻴﺖ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ ﺑﻨﺎﻩ ﺍﻟ ‪‬ﺤﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﻓﺨﺮﺑﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻀ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻨﻪ، ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺑﻨﺎﻩ ﻗﺎﺑﻮﺱ ﺍﳌﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﻓﺮﻏﺎﻧﺔ ﻓﺨ ‪‬ﺑﻪ ﺍﳌﻌﺘﺼﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‪‬‬ ‫)١( ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺿﻌﻴﻒ: ﻓﻴﻪ ﺷﻬﺮ ﺑﻦ ﺣﻮﺷﺐ ﻛﺜﲑ ﺍﻹﺭﺳﺎﻝ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ، ﻭﱂ ﻳﻠﻖ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺒﺴﺔ ﻛﻤﺎ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ.‬
‫-٤٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ ﺍﻟ‪‬ﻬﺎﻭﻧﺪﻱ: ﺃﻥ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﳍﻨﺪ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﳍﻢ ﺭﺟﻞ ﺑﺮﳘﻲ،‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﻭﺿﻊ ﳍﻢ ﺃﺻﻨﺎﻣ‪‬ﺎ ﻭﺟﻌﻞ ﳍﻢ ﺃﻋﻈﻢ ﺑﻴﻮ‪‬ﻢ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﺑﺎﳌﻴﻠﺘﺎﻥ )ﻭﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺋﻦ ﺍﻟﺴﻨﺪ(،‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺻﻨﻤﻬﻢ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻛﺼﻮﺭﺓ ﺍﳍ‪‬ﻮﱃ ﺍﻷﻛﱪ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﺘﺤﺖ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﳊ ‪‬ﺎﺝ ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻗﻠﻊ ﺍﻟﺼﻨﻢ ﻓﻘﻴﻞ ﳍﻢ: ﺇﻥ ﺗﺮﻛﺘﻤﻮﻩ ﻭﱂ ﺗﻘﻠﻌﻮﻩ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﹸﺛﹸﺚ ﻣﺎ ﳚﺘﻤﻊ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ. ﻓﺄﻣﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﺘﺮﻛﻪ، ﻓﺎﳍﻨﺪ ﲢﺞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻟﻔﻲ ﻓﺮﺳﺦ، ﻭﻻ ﺑﺪ‬ ‫ﻟﻠﺤﺎﺝ ﺃﻥ ﳛﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﳝﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺇﱃ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻗﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺃﻛﺜﺮ، ﻭﻣﻦ ﱂ ﳛﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﺘﻢ ﺣﺠ ‪ ،‬ﻓﻴﻠﻘﻴﻪ ﰲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻋﻈﻴﻢ ﻫﻨﺎﻙ‬ ‫‪ ‬ﻪ‬ ‫ﻭﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﺼﻨﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﹸﺴﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺎﻝ ﻓﹸﻠﹸﺜﻪ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻭﹸﻠﹸﺜﻪ ﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ‬ ‫ﺛ ‪‬‬ ‫ﹸ ﺜ ‪‬‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻭﺣﺼﻮ‪‬ﺎ ﻭﹸﻠﹸﺜﻪ ﻟﺴﺪﻧﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻨﻢ ﻭﻣﺼﺎﳊﻪ.‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺛ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﺗﻼﻋﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻬﺑﺆﻻﺀ ﻭﺫﻫﺐ‬ ‫ﺑﻌﻘﻮﳍﻢ ﻓﻨﺤﺘﻮﺍ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﺎ ﻋﺒﺪﻭﻩ، ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻋﺎﺏ ﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺃﺻﻨﺎﻣﻬﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﺃﳍﻢ ﺃﺭﺟﻞ ﳝﺸﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﺃﻡ ﳍﻢ ﺃﻳﺪ ﻳﺒﻄﺸﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﺃﻡ ﳍﻢ ﺃﻋﲔ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﺃﻡ ﳍﻢ‬ ‫ﺁﺫﺍﻥ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻬﺑﺎ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٥٩١[.‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ، ﺃﻱ ﺃﻧﺘﻢ ﲤﺸﻮﻥ ﻭﺗﺒﻄﺸﻮﻥ ﻭﺗﺒﺼﺮﻭﻥ ﻭﺗﺴﻤﻌﻮﻥ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻲ ﲨﺎﺩ ﻭﻫﻢ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻓﻜﻴﻒ ‪ِ‬ﺒﺪ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗﺺ؟ ﻭﻟﻮ ﺗﻔ ﱠﺮﻭﺍ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻋ‪ ‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻻ ‪‬ﻳﺼ‪‬ﻨ ‪ ،‬ﻭﳚﻤﻊ ﻭﻟﻴﺲ ﲟﺠﻤﻮﻉ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﻪ ﻭﻻ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻡ ﻬﺑﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﻪ ﻻ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻪ، ﻭﻣﺎ ‪‬ﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ‬ ‫ﺧ ﹶ‬ ‫ﺗﺸﻔﻊ ﻓﺨﻴﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺷﺒﻬﺔ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻬﺑﺎ.‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺑﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻓﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﻲ ﺍﳉﻮﻫﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﲏ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﻦ ﻫﻬﻨﺎ ﺯ‪‬ﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﺃﻧﻪ ﳌﺎ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﻭﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺁﺩﻡ ﺇﱃ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺃﺗﺎﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﺇﳕﺎ ﹸﺒﻞ ﹸﺮﺑﺎ‪‬ﻧﻪ ﻭﺃﻛﻠﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳜﺪﻡ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬ ‫ﻗ ﻗ ‪‬‬
‫-٥٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻳﻌﺒﺪﻫﺎ ﻓﺎﻧﺼﺐ ﺃﻧﺖ ﻧﺎﺭ‪‬ﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﻭﻟﻌﻘﺒﻚ، ﻓﺒﲎ ﺑﻴﺖ ﻧﺎﺭٍ، ﻓﻬﻮ ﺃ ‪‬ﻝ ﻣﻦ ﻧﺼﺐ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬ ‫ﻭﹸ‬ ‫ﻭﻋﺒﺪﻫﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳉﺎﺣﻆ: ﻭﺟﺎﺀ ‪‬ﺭﺍﺩﺷﺖ ﻣﻦ ﺑﻠﺦ ﻭﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍ‪‬ﻮﺱ، ﻓﺎ ‪‬ﻋﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﻲ‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻳﱰﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﺳﻴﻼﻥ، ﻓﺪﻋﺎ ﺃﻫﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﱪﺩ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺑﺘﻀﺎﻋﻒ ﺍﻟﱪﺩ، ﻭﺃﻗﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﱂ ﻳﺒﻌﺚ ﺇﻻ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻓﻘﻂ؛ ﻭﺷﺮﻉ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺿﺆ ﺑﺎﻷﺑﻮﺍﻝ ﻭﻏﺸﻴﺎﻥ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ، ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨﲑﺍﻥ، ﻣﻊ ﺃﻣﻮﺭ ﲰﺠﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺯﺭﺍﺩﺷﺖ: ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ، ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺎﻟﺖ ﻭﺣﺪﺗﻪ ﻓ ﱠﺮ ﻓﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻓﻜﺮﺗﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﻗﺘﻠﻪ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻭﺩﻋﻪ ﺇﱃ ﻣ ‪‬ﺓ.‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺑﲎ ﻋﺎﺑﺪﻭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﳍﺎ ﺑﻴﻮﺗ‪‬ﺎ ﻛﺜﲑﺓ. ﻓﺄﻭﻝ ﻣﻦ ﺭﺳﻢ‬ ‫ﳍﺎ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﺃﻓﺮﻳﺪﻭﻥ ﻓﺎ‪‬ﺨﺬ ﳍﺎ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﺑ ﹸﻮﺱ ﻭﺁﺧﺮ ﺑﺒﺨﺎﺭﻯ، ﻭﺍﲣﺬ ﳍﺎ ﻬﺑﻤﻦ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﺑﺴﺠﺴﺘﺎﻥ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﺍﲣﺬ ﳍﺎ ﺃﺑﻮ ﹸﺒﺎﺫ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﺑﻨﺎﺣﻴﺔ ﲞﺎﺭﻯ، ﻭﺑﻨﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻴﻮﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﳍﺎ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻗ‬ ‫‪‬ﺭﺩﺍﺷﺖ ﻭﺿﻊ ﻧﺎﺭ‪‬ﺍ ﺯﻋﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﺄﻛﻠﺖ ﹸﺮﺑﺎ ﹸﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺑﲎ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ‬ ‫ﻗ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﰲ ﻭﺳﻄﻪ ﻣﺮﺁﺓ ﻭﻟﻒ ﺍﻟ ﹸﺮﺑﺎﻥ ﰲ ﺣﻄﺐ ﻭﻃﺮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﱪﻳﺖ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻮﺕ‬ ‫ِ‬ ‫ﹰ ‪ ‬ﻘ‬ ‫ﺍﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﻛﺒﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﹸﻮﺓ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺪﺧﻞ ﺷﻌﺎﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ‬ ‫ﻛ ‪‬ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺁﺓ ﻓﺎﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻄﺐ ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ‪‬ﻄﻔﺌﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫ﺗ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺣ ‪‬ﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﷲ ﻷﻗﻮﺍﻡ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ.‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ: ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻮﻡ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﺸﻌﺮﻯ ﺍﻟﻌ‪‬ﻮﺭ ﻭﹸﺘﻨﻮﺍ ﻬﺑﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺒ ﻓ‬ ‫ﻛﺒﺸﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ﻳﻨﺴ‪‬ﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃ ‪‬ﻝ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻫﺎ.‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﻗﻄﻌﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﺮﺿﺎ ﻭﱂ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﺀ ﻋﺮﺿ‪‬ﺎ ﻏﲑﻫﺎ ﻭﻋﺒﺪﻫﺎ ﻭﺧﺎﻟﻒ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺮﻳﺸ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺩﻋﺎ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻛﺒﺸﺔ‬ ‫ﺃﻱ ﺷﺒﻬﻪ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﰲ ﺍﳋﻼﻑ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﳌﺮﱘ: ﻳﺎ ﺃﺧﺖ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺃﻱ ﺷﺒﻴﻬﺔ‬ ‫‪‬‬
‫-٦٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻫﺎﺭﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺡ، ﻭﳘﺎ ﺷﻌﺮﻳﺎﻥ ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﻫﺬﻩ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﻯ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﺍﻟ ‪‬ﻤﻴﺼﺎﺀ، ﻭﻫﻲ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍ‪ ‬ﺓ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﻤﻴﺼﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟ ﱢﺭﺍﻉ ﺍﳌﺒﺴﻮﻁ ﰲ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺗﻠﻚ ﻫﻲ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻐ ُ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ.‬ ‫ﻭﺯ‪‬ﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﷲ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻲ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻋﻦ ﺫﻟﻚ. ﻭﺯ‪‬ﻦ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﳋﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻓﻠﻬﺬﺍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺻﺎﻍ ﻋﺠﻼﹰ، ﻭﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺃﻥ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﺗﻴﺴ‪‬ﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﻞ‬ ‫ﻓﻜﺮﻩ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻘﻠﻪ ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺍﻟ ‪‬ﻼﻣﺔ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ.‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻛﻴﻒ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ، ﻭﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﰲ ﺫﻟﻚ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻧﻈﺮ ﰲ ﺩﻟﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﳍﻢ ﺍﺗﺒﻌﻮﺍ‬ ‫ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻞ ﻧﺘﺒﻊ ﻣﺎ ﺃﻟﻔﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺑﺎﺀﻧﺎ ﺃﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﻬﺘﺪﻭﻥ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:٠٧١[، ﺍﳌﻌﲎ: ﺃﺗﺘﺒﻌﻮ‪‬ﻢ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ؟!.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﲟﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺮﻳﺔ ﻭﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻭﺟﺤﺪﻭﺍ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺚ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻴﻬﻢ: ﴿ﻭﻣﺎ ﻫﻰ ﺇﻻ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﳕﻮﺕ ﻭﳓﲕ ﻭﻣﺎ ﻳﻬﻠﻜﻨﺎ‬ ‫ﺇﻻ ﺍﻟﺪﻫﺮ﴾ ]ﺍﳉﺎﺛﻴﺔ: ٤٢[. ﻭﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ: ﻓﺄﻗ ‪‬ﻭﺍ ﺑﺎﳋﺎﻟﻖ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺟﺤﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮ ‪‬ﻞ‬ ‫‪‬ﺳ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻌﺚ. ﻭﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ: ﻓﺰﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﷲ. ﻭﺃﻣﺎﻝ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﺇﱃ ﻣﺬﻫﺐ ﺍ‪‬ﻮﺱ، ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺑﲏ ﲤﻴﻢ ﻣﻨﻬﻢ ‪‬ﺭﺍﺭﺓ ﺑﻦ ‪‬ﺪﻳﺲ‬ ‫ﺯ ﹸ ﺟ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺣﺎﺟﺐ.‬ ‫ﻭﳑﻦ ﻛﺎﻥ ‪‬ﻘﺮ ﺑﺎﳋﺎﻟﻖ ﻭﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ ﻭﺍﻹﻋﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﱠﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ،‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻳ‪‬‬ ‫ﻭﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ، ﻭﻗﺲ ﺑﻦ ﺳﺎﻋﺪﺓ، ﻭﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻈﺮﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺇﺫﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺃﻯ ﻇﺎﳌﹰﺎ ﱂ ‪‬ﺼﺒﻪ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻗﺎﻝ: ﺕ ﺍﷲ ﺇﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻟﺪﺍﺭ‪‬ﺍ ﳚﺰﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﶈﺴﻦ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﻲﺀ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺯﻫﲑ ﺑﻦ ﺃﰊ ‪‬ﻠﻤﻰ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: )ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬ ‫ﺳ‬
‫-٧٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻴﻮﻡ ﺣﺴﺎﺏٍ ﺃﻭ ‪‬ﻌﺠﻞ ﻓﻴـﻨﻘﻢ‬ ‫ِ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬ﺆﺧﺮ ﻓ‪‬ﻮﺿﻊ ﰲ ﻛﺘﺎﺏٍ ﻓﻴ ‪‬ﺧﺮ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﰒ ﺃﺳﻠﻢ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﺱ ﺑﻦ ﺣﺼﻦ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﻠ ‪‬ﺲ ﺑﻦ ﹸﻣ‪‬ﺔ ﺍﻟﻜﻨﺎ ﱡ ﻛﺎﻥ ﳜﻄﺐ ﺑﻔﻨﺎﺀ‬ ‫ﱐ‬ ‫ﻤ ‪ ‬ﺃﻴ‬ ‫ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻻ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﲰﻬﺎ ﺣﱴ ﻳﻌﻈﻬﺎ ﻭﻳﻮﺻﻴﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ: ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻃﻴﻌﻮﱐ ﺗﺮﺷ ‪‬ﻭﺍ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ. ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻜﻢ ﺗﻔﺮﺩﰎ ﺑﺂﳍﺔ ﺷ‪‬ﻰ، ﺇﱐ ﻷﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﺑﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺭﺍﺽٍ، ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﺭﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﳍﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻴﺤﺐ ﺃﻥ ‪‬ﻌﺒﺪ ﻭﺣﺪ ‪ ،‬ﻓﺘﻔ ‪‬ﻗﺖ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪ ‬ﻩ ﺮ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﱂ ﻳﺴﻤﻌﻮﺍ ﻣﻮﺍﻋﻈﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻓ ‪‬ﺑﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﱪﻩ ﺩﺍﺑﺘﻪ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺣﱴ ﲤﻮﺕ ‪‬ﺸﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ‪‬ﺸﺮ ﻣﺎﺷﻴ‪‬ﺎ. ﻭﳑﻦ ﻗﺎﻟﻪ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺣ ِ‪‬‬ ‫ﺣ ِ‪‬‬ ‫ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻜﻠﱯ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﱂ ﻳ ‪‬ﻝ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻙ، ﻭﺇﳕﺎ ﲤ ‪‬ﻚ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺭﻓﺾ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻛﻘﺲ ﺑﻦ ﺳﺎﻋﺪﺓ ﻭﺯﻳﺪ.‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺗﺒﺘﺪﻉ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ، ﻓﻤﻨﻬﺎ: ﺍﻟﻨﺴﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﲢﺮﱘ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﳊﺮﺍﻡ‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﲢﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﳊﺮﺍﻡ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﲤﺴﻜﺖ ﻣﻦ ﻣﱠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺘﺤﺮﱘ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺣﺘﺎﺟﻮﺍ ﺇﱃ ﲢﻠﻴﻞ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﻡ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺃ ‪‬ﺮﻭﺍ ﲢﺮﳝﻪ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﳌ ﺮ‬ ‫ﺇﱃ ﺻﻔﺮ، ﰒ ﳛﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﱃ ﺻﻔﺮ ﰒ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﱴ ﺗﺘﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻨﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﺣ ‪‬ﻮﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﺒﻴﻚ ﻻ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺴﹸ‬ ‫ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻚ، ﺇﻻ ﺷﺮﻳﻜﹰﺎ ﻫﻮ ﻟﻚ، ﲤﻠ ﹸﻪ ﻭﻣﺎ ﻣﻠﻚ.‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺗﻮﺭﻳﺚ ﺍﻟ ﱠﻛﺮ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﻧﺜﻰ.‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻭ ‪‬ﺙ ﻧﻜﺎﺡ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺍﻟﺒﺤﲑﺓ: ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺗﻠﺪ ﲬﺴﺔ ﺃﺑﻄﻦ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺃﻧﺜﻰ ﺷ ﱡﻮﺍ ﹸﺃ ﹸ‪‬ﺎ‬ ‫ﻘ ﺫ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺣ ‪‬ﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟ ‪‬ﺎﺋﺒﺔ: ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ‪‬ﺴﻴ‪‬ﻮ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻳﺮﻛﺒﻮﻥ ﳍﺎ ﻇﻬﺮ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﳛﻠﺒﻮﻥ ﳍﺎ ﻟﺒﻨ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻳ ﺒ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ: ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺗﻠﺪ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺑﻄﻦ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺫﻛﺮ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭﺻﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫ﹸ‬
‫-٨٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺧﺎﻫﺎ، ﻓﻼ ﺗﺬﺑﺢ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎﺗﺖ ﺍﺷﺘﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.‬ ‫ﻭﺍﳊﺎﻡ: ﺍﻟﻔﺤﻞ ﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﻩ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺑﻄﻦ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻗﺪ ﲪﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻓﻴﺴﻴﺒﻮﻧﻪ‬ ‫ﻷﺻﻨﺎﻣﻬﻢ ﻭﻻ ﳛﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﰒ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻬﺑﺬﺍ ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻌﲎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ:‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫﴿ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻣﻦ ﲝﲑﺓ ﻭﻻ ﺳﺎﺋﺒﺔ ﻭﻻ ﻭﺻﻴﻠﺔ ﻭﻻ ﺣﺎﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻳﻔﺘﺮﻭﻥ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﺬﺏ﴾ ]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ:٣٠١[ ﰒ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺮﻣﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﲑﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ ﻭﺍﳊﺎﻡ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺃﺣﱡﻮﻩ ﺑﻘﻮﳍﻢ: ﴿ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﺬﻛﻮﺭﻧﺎ ﻭﳏﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻭﺍﺟﻨﺎ﴾‬ ‫ﻠ‬ ‫]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٩٣١[، ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻗﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﻦ ﺣﺮﻡ ﺃﻡ ﺍﻻﻧﺜﻴﲔ﴾ ]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٣٤١[.‬ ‫ﺍﳌﻌﲎ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺣ ‪‬ﻡ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﻦ ﻓﻜ ﱡ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣ ‪‬ﻡ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﻜﻞ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣ ‪‬ﻡ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺭﺣﺎﻡ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺟﻨﲔ ﺣﺮﺍﻣ‪‬ﺎ. ﻭﺯ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻗﺘﻞ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻳﻘﺘﻞ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭﻳﻐﺬﻭ ﻛﻠﺒﻪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﻣﺎ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻮ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﻛﻨﺎ. ﺃﻱ: ﻟﻮ ﱂ ﻳﺮﺽ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺷﺮﻛﻨﺎ ﳊﺎﻝ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻓﺘﻌﻠﻘﻮﺍ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﷲ ﺗﻌ ‪ ‬ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﻻ‬ ‫ﹸ ‪‬ﻢ‬ ‫ﻳﻌﻢ ﻣﺮﺍﺩﺍﺗﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﻫﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﻭﻻ ﻫﻲ ﳑﺎ ‪‬ﺤﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﻜﱡﻒ ﺭ ‪‬ﻫﺎ.‬ ‫ﻠ ِ ﺩ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺣﺪﻱ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﻭﺍﳍﻨﺪﻭﺱ ﻭﻏﲑﻫﻢ، ﻓﺰ‪‬ﻳﻦ ﳍﻢ ﺟﺤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﻟﻴﺴﺪ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺎ ﻳﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻟﻪ. ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﳍﻨﺪ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺩﻫﺮﻳﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺛﻨﻮﻳﺔ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻧﺒﻮﺓ ﺁﺩﻡ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻘﻂ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ«: ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳍﻨﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﳉﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﳍﻢ ﻣﻠﹶﻚ ﺃﺗﺎﻫﻢ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻛﺘﺎﺏ، ﻟﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺪ ﻭﺍﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮ ﺭﺃﺳ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺭﺃﺱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺭﺃﺱ ﺃﺳﺪ‬ ‫ﹸ ٍ‬
‫-٩٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺭﺃﺱ ﻓﺮﺱ ﻭﺭﺃﺱ ﻓﻴﻞ ﻭﺭﺃﺱ ﺧﱰﻳﺮ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ، ﻭﺃﻧﻪ ﺃﻣﺮﻫﻢ‬ ‫ﺑﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ‪‬ﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻨﺎﺭ، ﻭ‪‬ﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺷﺮﺏ‬ ‫ﺍﳋﻤﺮ ﻭﺃﺑﺎﺡ ﳍﻢ ﺍﻟﺰﻧﺎ، ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﺒﻘﺮ، ﻭﻣﻦ ﺍﺭﺗﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﰒ ﺭﺟﻊ ﺣﻠﻘﻮﺍ ﺭﺃﺳﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﳊﻴﺘﻪ ﻭﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻭﺃﺷﻔﺎﺭ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﰒ ﻳﺬﻫﺐ ﻓﻴﺴﺠﺪ ﻟﻠﺒﻘﺮ ﰲ ﻫﺬﻳﺎﻧﺎﺕ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺃﻟﻘﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﱃ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﺳﺖ ﺷﺒﻬﺎﺕ:‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻷﻭﱃ: ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﴿ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺸﺮ ﻣﺜﻠﻜﻢ﴾ ]ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ: ٣٣[، ﻭﺍﳌﻌﲎ: ﻭﻛﻴﻒ ﺍ ﹼﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻨﻜﻢ. ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﻃ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺃ‪‬ﻢ ﻟﻮ ﻧﺎﻃﻘﻮﺍ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻷﺟﺎﺯﺕ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺷﺨﺺ ﺑﺸﺨﺺ ﳋﺼﺎﺋﺺ ﻳﻌﻠﻮ ﻬﺑﺎ ﺟﻨﺴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﻴﺼﻠﺢ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﻟﺘﻠ ﱡﻒ ﺍﻟﻮﺣﻲ، ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻛ ﱡ ﺃﺣﺪ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜ ﱡ‬ ‫‪  ِ‬ﹸﻞ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺭ ﹼﺐ ﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﺽ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺒﺪﱐ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻣﺪ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﲞﻮﺍﺹ ﻹﺻﻼﺡ ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺧﻠﻘﺖ ﻟﻠﻔﻨﺎﺀ ﻫﻬﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﱂ ﻳﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﳜﺺ ﺷﺨﺼ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫ِِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺻﻼﺣ‪‬ﺎ ﳌﻦ ﻳﻔﺴﺪ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺴﻮﺀ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﲔ ﻻ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮﻭﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻥ ‪‬ﺨﺘ ‪ ‬ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔ ﻟ‪‬ﺴﻜ‪‬ﻮﺍ ﻓﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺸ ‪‬ﻳﺮﺓ ﺑﺎﳌﻮﻋﻈﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺇﻣﺪﺍﺩ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻴ ﱢﻨ‬ ‫ﻳ ﺺ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﻣﺼﺎﱀ ﻭﻭﺻﺎﻳﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻳﻄﻴﺐ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ‬ ‫ﻭﻳﻘﻴﻢ ﻬﺑﺎ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺃﻛﺎﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﺠﺒﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺃﻧﺬﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ﴾ ]ﻳﻮﻧﺲ: ٢[.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻼ ﺃﺭﺳﻞ ﻣﻠﻜﹰﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻚ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﺑﻌﺪ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻭﺍﻵﺩﻣﻴﻮﻥ ﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺴﻬﻢ ﻓﻴﻮﻗﻊ ﻫﺬﺍ ﺷﻜﹰﺎ.‬ ‫ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻥ ﰲ ﻗﻮﻯ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻗﻠﺐ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺗﺪﻝ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻬﻢ ﻷﻥ ﺍﳌﻌﺠﺰﺓ ﻣﺎ ﺧﺮﻗﺖ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ‬ ‫ﱠ‬
‫-٠٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺑﺸﺮ ﺿﻌﻴﻒ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﺍﳉﻨﺲ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﺲ ﺃﻣﻴﻞ ﻓﺼﺢ ﺃﻥ ‪‬ﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻬﻢ ﻟﺌﻼ ﻳﻨﻔﺮﻭﺍ‬ ‫ﹸ ‪ ‬ﻳ‬ ‫ﻭﻟﻴﻌﻘﻠﻮﺍ ﻋﻨﻪ، ﰒ ﲣﺼﻴﺺ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻨﺲ ﲟﺎ ﻋﺠﺰ ﻋﻨﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ.‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳌﻠﻚ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻘ ‪‬ﻱ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﲟﺎ ﻳﺮﺯﻗﻬﻢ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻣﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﳍﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻟﻮ ﺟﻌﻠﻨﺎﻩ ﻣﻠﻜﺎ ﳉﻌﻠﻨﺎﻩ ﺭﺟﻼ﴾ ]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٩[،‬ ‫ﺃﻱ: ﻟﻴﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺄﻧ ‪‬ﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﻳﻔﻬﻤﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﰒ ﻗﺎﻝ: ﴿ﻭﻟﻠﺒﺴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ﴾‬ ‫ﺴ‬ ‫]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٩[، ﺃﻱ: ﳋﻠﻄﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﳜﻠﻄﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﱴ ﻳﺸﻜﻮﺍ ﻓﻼ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﺃﻣﻠﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﻮ ﺃﻡ ﺁﺩﻣﻲ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﺮﻯ ﻣﺎ ﺗ ‪‬ﻋﻴﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻭﻣﺎ ‪‬ﻠﻘﻰ‬ ‫ﻳ‬ ‫ُ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﺟﻨﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻨﺎ ﺩﻟﻴﻞ ‪‬ﻔ ‪‬ﻕ ﺑﻪ ﺑﲔ‬ ‫ﹲ ﻧﺮ‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﻔﺎﺳﺪ.‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺑ‪‬ﻦ ﺍﳊﺠﺞ ﰒ ﺑﺚ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻭﻛﱠﻒ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻓﻼ ﻳﻘﺪﺭ ﺳﺎﺣﺮ ﺃﻥ ﳛﻴﻲ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﺼﺎ ﺣﻴﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻓﻘﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺼﻴﺐ ﻭﳜﻄﻰﺀ ﲞﻼﻑ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺧﻄﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻮﺟﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ: ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﳜﻠﻮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﲡﻲﺀ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﲟﺎ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻭ ﺭﲟﺎ ﳜﺎﻟﻔﻪ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺟﺎﺀﻭﺍ ﲟﺎ ﳜﺎﻟﻔﻪ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ، ﻭﺇﻥ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﲟﺎ ﻳﻮﺍﻓﻘﻪ ﻓﺎﻟﻌﻘﻞ ﻳﻐﲏ ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﺠﺰﻭﻥ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﱴ‬ ‫ﳛﺘﺎﺟﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﺘﻤﻢ ﻛﺎﳊﻜﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻭﻳﺔ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ: ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﻳﻨﻔﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻜﻴﻒ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺤﻴﺤﺔ. ﻣﻦ ﺫﻟﻚ: ﺇﻳﻼﻡ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﻨﻜﺮ ﺇﻳﻼﻡ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺑﻌﻀﻪ ﻟﺒﻌﺾ، ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺑﺎﻹﻳﻼﻡ‬ ‫ﱂ ﻳﺒﻖ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻭﺃﻧﻪ‬
‫-١٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻻ ﺧﻠﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻧﻘﺺ ﻓﺄﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﳌﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﱴ ﺍﺷﺘﺒﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﻣﺮ ﰲ ﻓﺮﻉ ﱂ ﳚﺰ ﺃﻥ ﳓﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﻞ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼﻥ، ﰒ ﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﺣﻜﻤﺔ ﺫﻟﻚ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻧﻌﻠﻢ‬ ‫ﻧ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ‪‬ﻔ ‪‬ﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﺎﺩ، ﰒ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺃﻓﻀﻞ ﳑﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻨﺎﻃﻖ ﲟﺎ ﹸﻭﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﻔﻄﻨﺔ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻳﻀﹸ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻭﺣﺎﺟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺇﱃ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﰲ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﻯ‬ ‫ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺷﻲ ٌ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﺮﻑ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﳌﺎ ﻗﻠﺖ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ. ﻭﺇﳕﺎ ﺧﻠِﻖ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﻬﻴﻢ ﻟﻠﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻓﻠﻮ ﱂ ﻳﺬﺑﺢ ﻟﻜﹸﺮ ﻭﺿﺎﻕ ﺑﻪ ﺍﳌﺮﻋﻰ‬ ‫ﺜ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎﺕ ﻓﻴﺘﺄﺫﻯ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﲜﻴﻔﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻹﳚﺎﺩﻩ ﻓﺎﺋﺪﺓ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺃﱂ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﲑ، ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺻﻼ ﻷﻥ ﺍﳊ ‪‬ﺎﺱ ﻟﻸﱂ ﺃﻏﺸﻴﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ ﱠ ﺴ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻍ، ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺴﺎﺳﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺎﻬﺑﺎ ﺁﻓﺔ ﻣﻦ ﺻﺮﻉ ﺃﻭ ﺳﻜﺘﺔ ﱂ ‪‬ﺤﺲ‬ ‫ٍ ﻳ ‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺄﱂٍ، ﻓﺈﺫﺍ ﹸﻄﻌﺖ ﺍﻷﻭﺩﺍﺝ ﺳﺮﻳﻌ‪‬ﺎ ﱂ ﻳﺼﻞ ﺃﱂ ﺍﳉﺴﻢ ﺇﱃ ﳏﻞ ﺍﳊ ‪ ،‬ﻭﳍﺬﺍ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﺇﺫﺍ ﺫﺑﺢ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﻴﺤﺪ ﺷﻔﺮﺗﻪ ﻭﻟ‪‬ﺮﺡ ﺫﺑﻴﺤﺘﻪ«)١(.‬ ‫‪ ‬ﻴ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ: ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺭﲟﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻗﺪ ﻇﻔﺮﻭﺍ ﲞﻮﺍﺹ ﻣﻦ ﺣﺠﺎﺭﺓ‬ ‫ﻭﺧﺸﺐ.‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ‪‬ﺴﺘﺤﻴﺎ ﻣﻦ ﺇﻳﺮﺍﺩﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﱂ ﻳﺒﻖ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﻗﲑ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻭﺿﺤﺖ ﺧﻮﺍﺻﻬﺎ ﻭﺑﺎﻥ ﺳﺘﺮﻫﺎ ﻓﻠﻮ ﻇﻔﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﻭﺃﻇﻬﺮ‬ ‫ﺧﺎﺻﻴﺘﻪ ﻟﻮﻗﻊ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻚ ﺇﳕﺎ ﻫﺬﻩ ﺧﺎﺻﻴﺔ‬ ‫ﰲ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﰒ ﺇﻥ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﻮﻋ‪‬ﺎ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺑﲔ ﺻﺨﺮﺓ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺎﻗﺔ، ﻭﻋﺼﺎ‬ ‫ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﺣﻴﺔ، ﻭﺣﺠﺮ ﺗﻔ ‪‬ﺮ ﻋﻴﻮﻧ‪‬ﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﻣﻨﺬ ﻧﺰﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻓﺎﻷﲰﺎﻉ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺗﺘﺪﺑﺮﻩ ﻭﺍﻟﺘﺤ ‪‬ﻱ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻭﱂ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﻧﺎﺓ ﻣﻨﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ )٥٥٩١/٥٧(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ )٥١٨٢(،‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺪﻳﺎﺕ )٩٠٤١(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ )٧١٤٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٣٢١،‬ ‫٥٢١ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺷﺪﺍﺩ ﺑﻦ ﺃﻭﺱ.‬
‫-٢٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺄﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﳋﺎ ‪‬ﺔ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺤﺮ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻌﺒﺬﺓ؟.‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺻ ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺻﺒﺌﺖ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﳊﺎﺩ ﻻﻧﺘﺸﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﻠﻤﺔ ﺍﳊﻖ ﻭﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺑﲔ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﻻﻣﺘﺜﺎﻝ ﻷﻭﺍﻣﺮﻫﺎ ﻛﺎ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺍﻭﻧﺪﻱ ﻭﻣﻦ ﺷﺎﻛﻠﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺄﰊ ﺍﻟﻌﻼﺀ، ﰒ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﳌﻘﺎﻟﺘﻬﻢ ﻧﺒﺎﻫﺔ ﻭﻻ ﺃﺛﺮ‪‬ﺍ، ﺑﻞ ﺍﳉﻮﺍﻣﻊ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﺯﺣﺎﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﺍﻷﺫﺍﻧﺎﺕ ﲤﻸ ﺃﲰﺎﻋﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﲟﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ، ﻭﺇﻧﻔﺎﻕ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ‬ ‫ﻭﺍﻷﻧﻔﺲ ﰲ ﺍﳊﺞ ﻣﻊ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻭﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ، ﻓﺠﻌﻞ‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻨﺪﺱ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻓﻴﻀﻊ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﻭﻳﻀﻊ ﺍﻟ ‪‬ﲑ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ،‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺮﻭﻱ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺧﻮﺍﺹ ﰲ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﻭﺧﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﰲ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ ﻋﻦ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺍﳌﻨﺠﻤﲔ ﻭﻳﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺫﻟﻚ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺣﱴ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﺳﻄﻴﺤ‪‬ﺎ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﳋﱯﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﱮﺀ ﻟﻪ: ﺣﺒﺔ ‪‬ﺮ، ﰲ ﺇﺣﻠﻴﻞ ﻣﻬﺮ.‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻭﺍﻷﺳﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻆ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻗﺒﻞ ﻛﻮﻧﻪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻫﻬﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ‪‬ﻌﺰ ‪‬ﻮﻥ ﻳﻜﻠﻤﻮﻥ ﺍﳉﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺑﺎﻃﻦ ﺍ‪‬ﻨﻮﻥ ﻓﻴﻜﻠﻤﻬﻢ ﲟﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ‪‬ﻣ‬ ‫ﻭﻳﻜﻮﻥ، ﻭﻣﺎ ﺷﺎﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ ﻓﻤﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﻘﻠﺔ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻗﻠﺔ ﺗﻠﻤﺤﻪ‬ ‫ﻟﻘﺼﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﻼﺣﺪﺓ ﻭﻫﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﺇﻻ ﻣﻘﺎﺭﺏ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻴﺲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ:‬ ‫ﺣﺒﺔ ﺑﺮ ﰲ ﺇﺣﻠﻴﻞ ﻣﻬﺮ، ﻭﻗﺪ ﺃﺧﻔﻴﺖ ﻛﻞ ﺍﻹﺧﻔﺎﺀ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﲟﺎ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺗﺪﺧﺮﻭﻥ ﰱ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٩٤[، ﻭﻫﻞ ﺑﻘﻲ ﳍﺬﺍ ﻭﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺎﳌﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻛﻮﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻫﻞ ﺗﺮﻙ ﺗﻠﻤﺢ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﱯ، ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻗﺼﺪﻭﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﻗﺼﺪ‪‬ﺍ ﻇﺎﻫﺮ‪‬ﺍ ﻭﶈﻮﺍ ﺇﻻ ﶈﹰﺎ ﺟﻠﻴ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ‪‬ﻜﺜِﺮ ﺍﳉﻮﻻﻥ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟ‪‬ﻨﺠﻮﻡ ﻭﺍﳋﻮﺍﺹ ﻓﻼ ﳜﻠﻮ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﻫﺬﻩ، ﻓﻴﺼﺪﻕ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﻜ ﱡ ﻭﻳﺒﻄﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺧﺮﻗﹰﺎ ﻟﻠﻌﺎﺩﺍﺕ.‬ ‫ﻞ‬ ‫ﰒ ﺩﺱ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﺃﻥ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﺃﻫﻮﻯ ﺑﺈﻧﺎﺋﻪ ﺇﱃ ﺩﺟﻠﺔ ﻓﺎﻣﺘﻸ ﺫﻫﺒ‪‬ﺎ ﻓﺼﺎﺭ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺼ ‪‬ﻓﲔ، ﻭﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﰲ ﺣﻖ ﺍ ﹸﻨ ‪‬ﻤﲔ. ﻭﺑﻄﺮﻳﻖ‬ ‫ﳌﺠ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﳋﻮﺍﺹ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟ ﱠﺒﺎﺋﻌﻴﲔ، ﻭﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻬﺎﻧﺔ ﰲ ﺣﻖ ﺍﳌﻌ ‪‬ﻣﲔ ﻭﺍﻟﻌ ‪‬ﺍﻓﲔ، ﻓﺄﻱ ﺣﻜﻢ ﺑﻘﻲ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻄ‬
‫-٣٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻘﻮﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: ﴿ﻭﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﲟﺎ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ ﻭﻣﺎ ﺗﺪﺧﺮﻭﻥ ﰱ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ:‬ ‫٩٤[، ﻭﺃﻱ ﺧﺮﻕ ﺑﻘﻲ ﻟﻠﻌﺎﺩﺍﺕ، ﻭﻫﻞ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺇﻻ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﳊﺼﻮﻝ؟‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻧﺒﻬﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﳌﺘﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﻮﰲ: ﺃﺗﻨﻜﺮ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ؟‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﻮﺍﺹ: ﺃﺗﻨﻜﺮ ﺍﳌﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺬﺏ ﺍﳊﺪﻳﺪ؟‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻌﺎﻣﺔ ﺗﺒﻠﻊ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﺘﺴﻜﺖ ﻋﻦ ﺟﺤﺪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻷﺟﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻮﻳﻞ ﻟﻠ ‪‬ﺤﻖ‬ ‫ﹲ ﻤ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ. ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻨ‪‬ﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﳌﻨ ‪‬ﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﻻ ﳛﻠﻮﻥ ﻭﻻ‬ ‫ﹸﺠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﻌﻘﺪﻭﻥ ﺇﻻ ﺑﻘﻮﳍﻢ؛ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﳛﻔﻆ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻠﺔ ﻭ‪‬ﻌﻠﻲ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ ﺣﱴ ﺇﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﲢﺖ ﻗﻬﺮﻫﺎ ﺇﻗﺒﺎﻻ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﻭﻗﻤﻌ‪‬ﺎ ﻷﻫﻞ ﺍﶈﺎﻝ.‬ ‫‪ ‬ﱢ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺣﺪﻱ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﳍﻨﺪ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﻗﻮﻡ ﺣ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺮ‪‬ﻮﺍ ﺑﺈﺣﺮﺍﻕ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻓ‪‬ﺤﻔﺮ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫‪‬ﺑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ‪ ‬ﺴ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﹸﺧﺪﻭ ‪ ،‬ﻭﲡﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﺠﻲﺀ ‪‬ﻀﻤﺨ‪‬ﺎ ﺑﺎﳋﻠﻮﻕ ﻭﺍﻟ ﱢﻴﺐ ﻭ‪‬ﻀﺮﺏ ﺍﳌﻌﺎﺯﻑ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ُ ﻣ‬ ‫ﺃ ﺩ‬ ‫ﻭﺍﻟ ﱡﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻨﻮﺝ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻃﻮﰉ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻠﻖ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﺔ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻫﻮ: ﻟﻴﻜﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ﹸﺮﺑﺎﻥ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺛﻮﺍ‪‬ﻪ ﺍﳉ‪‬ﻨﺔ. ﰒ ‪‬ﻠﻘﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍ ُﺧﺪﻭﺩ ﻓﻴﺤﺘﺮ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺮﺏ‬ ‫ﻕ‬ ‫ﻷ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻘ ﹸ‬ ‫ﻧﺎﺑ ﹸﻭﻩ ﻭﻧﻔﻮﻩ ﻭﺗ ‪‬ﺃﻭﺍ ﻣﻨﻪ ﺣﱴ ﻳﻌﻮﺩ.‬ ‫‪ ‬ﱪ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﺤﻤﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻠﺰﻡ ﺻﺨﺮﺓ ﺻﺨﺮﺓ ﺣﱴ ﻳﺜﻘﺐ ﺟﻮﻓﻪ ﻭﳜﺮﺝ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻣﻌﺎﻩ ﻓﻴﻤﻮﺕ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻒ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟ‪‬ﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺴﻴﻞ ﻭﺩﻛﻪ ﻓﻴﺴﻘﻂ.‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺳﺎﻗﻪ ﻭﻓﺨﺬﻩ ﻗﻄﻌ‪‬ﺎ ﻭ‪‬ﻠﻘﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺰﻛﻮﻧﻪ ﻭﳝﺪﺣﻮﻧﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻣﺮﺗﺒﺘﻪ ﺣﱴ ﳝﻮﺕ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻒ ﰲ ﺃﺧﺜﺎﺀ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﺇﱃ ﺳﺎﻗﻪ ﻭ‪‬ﺸﻌﻞ ﺍﻟ‪‬ﺎﺭ ﻓﻴﺤﺘﺮﻕ.‬ ‫ﻳ ﹸ ﻨ‬
‫-٤٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻮ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﺴﺠﺪ ﻟﻪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﺠ ‪‬ﺰ ﻟﻪ ﺃﺧﺪﻭﺩ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﻴﻘﻊ ﰲ ﺍﻷﺧﺪﻭﺩ ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻬﺐ ﻗﺎﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﻬ‪‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻐﻤﺲ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﰒ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻷﺧﺪﻭﺩ ﺣﱴ ﳝﻮﺕ ﻓﺈﻥ ﻣﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﺰﻥ ﺃﻫﹸﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬ﺮﻡ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺇﻥ ﻣﺎﺕ ﰲ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﻟﻪ ﺑﺎﳉﻨﺔ.‬ ‫ﺣ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﺰﻫﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﳉﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ ﻓﻴﺴﻘﻂ ﺃﻭﻻ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﻲ ﰒ ﻋﻦ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﰒ‬ ‫ﹸ ﹰ‬ ‫ﻳ ‪ ‬‬ ‫ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻛﻼ ‪‬ﻪ ﰒ ﺗﺒﻄﻞ ﺣﻮﺍ ‪‬ﻪ ﰒ ﺗﺒﻄﻞ ﺣﺮﻛ‪‬ﻪ ﰒ ﳜﻤ ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻬﻴﻢ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﱴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺳ‬ ‫‪ ‬ﻣ‬ ‫ﳝﻮﺕ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﻐﺮﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺮ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺄﰐ ﺍﻟ‪‬ﺴﺎﺀ ﻭﻻ ‪‬ﻮﺍﺭﻱ ﺍﻟﻌﻮﺭﺓ، ﻭﳍﻢ ﺟﺒﻞ ﺷﺎﻫﻖ ﲢﺘﻪ ﺷﺠﺮﺓ ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺭﺟﻞ ﺑﻴﺪﻩ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻴﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻃﻮﰉ ﳌﻦ ﺍﺭﺗﻘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺒﻞ ﻭﺑﻌﺞ ﺑﻄﻨﻪ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺃﻣﻌﺎﺀﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺑﻴﺪﻩ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟ ‪‬ﺨﻮﺭ ﻓﲑ ‪ ‬ﻬﺑﺎ ﺟﺴﺪﻩ ﺣﱴ ﳝﻮﺕ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻃﻮﰉ‬ ‫‪‬ﺽ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻋﻨﺪﻫﻢ ‪‬ﺮﺍﻥ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﻋ‪‬ﺎﺩﻫﻢ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪﻫﻢ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﺎﻝ ﻓﻴﺄﺧﺬﻭﻥ ﻣﺎ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻳﺒﻄﺤﻮ‪‬ﻢ ﻓﻴﻘﻄﻌﻮ‪‬ﻢ ﻧﺼﻔﲔ ﰒ ‪‬ﻠﻘﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟ‪‬ﺼﻔﲔ ﰲ ‪‬ﺮ،‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻵﺧﺮ ﰲ ‪‬ﺮ ﻭﻳﺰ ‪‬ﻤﻮﻥ ﺃ‪‬ﻤﺎ ﳚﺮﻳﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﺔ.‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺑﺮﺍﺡ ﻭﻣﻌﻪ ﲨﺎﻋﺔ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻟﻪ ﻭ‪‬ﻬ‪‬ﺌﻮﻧﻪ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺿﺠﺮ ﺟﻠﺲ‬ ‫ﻳﻨ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭ ‪‬ﻤﻊ ﻟﻪ ﺳﺒﺎﻉ ﺍﻟﻄﲑ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ، ﻓﻴﺘﺠ ‪‬ﺩ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﰒ ﳝﺘﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺘﺒﺘﺪﺭﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟ‬ ‫ﺍﻟﻄﲑ ﻓﺘﺄﻛﹸﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻔ ‪‬ﻗﺖ ﺍﻟﻄﲑ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﻭﺃﺣﺮﻗﻮﻫﺎ ﻭﺗﱪﻛﻮﺍ ﻬﺑﺎ ﰲ‬ ‫ﱠ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﱠ‪ ‬ﻠ‬ ‫ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ. ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﺍﳍﻨﺪ ﻗﻮﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﺆﺧﺬ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻳﺆﺧﺬ ﻋﻨﻬﻢ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭ‪‬ﺴﺘﻠﻬﻢ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ؛ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗ ﹸ‬ ‫ﺃﻋﻤﻰ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﺣﱴ ﻗﺎﺩﻫﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﺩ.‬ ‫‪‬‬
‫-٥٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﺛﻨﺘﺎﻥ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﻣﺮﺗﺒﺔﹰ، ﻭﺃﻥ ‪‬ﻜﺚ ﺃﻫﻞ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﰲ ﺃﺩﱏ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﱠﻣ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻭﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺳﻨﺔ ﻭﻛﻞ‬ ‫ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﺩﻭ‪‬ﺎ. ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﺛﻨﺘﺎﻥ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺖ ﻋﺸﺮ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻣﻬﺮﻳﺮ ﻭﺻﻨﻮﻑ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻭﺳﺖ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳊﺮﻳﻖ ﻭﺻﻨﻮﻑ ﻋﺬﺍﺑﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺰ‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﲑﺓ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺒﺬﺓ ﻟﻴﺴﺘﺪﻝ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ.‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ: ﺗﺸﺒﻴﻬﻬﻢ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺑﺎﳋﻠﻖ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺗﺸﺒﻴﻬﻬﻢ ﺣﻘﹰﺎ ﳉﺎﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﳚﻮﺯ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﺎﻣﺪ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ ﺭﺟﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺗﺎﺝ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻭﻟﻪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻟﻶﺩﻣﻴﲔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﳍﻢ: ﻋﺰﻳﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﻭﻟﻮ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺒ‪‬ﻨ ‪‬ﺓ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺾ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﺍﳋﺎﻟﻖ ﻟﻴﺲ ﺑﺬﻱ ﺃﺑﻌﺎﺽ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ‪‬ﺆﱠﻒ ﱂ ﻳﺜﺒﺘﻮﺍ ‪‬ﻨﻮﺓ. ﰒ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺑ ‪‬ﹰ‬ ‫ﲟﻟ ٍ‬ ‫ﻛﺎﻥ ‪‬ﺰﻳﺮ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻭﺍﻹﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﻬﺑﺎ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎﻫﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺑﺎﳊﻘﺎﺋﻖ ﺃ‪‬ﻢ ﺭﺃﻭﻩ ﻗﺪ ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﻗﺮﺃ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻣﻦ ﺣﻔﻈﻪ ﻓﺘﻜﻠﻤﻮﺍ‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻇﻨﻮ‪‬ﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ.‬ ‫ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ‪‬ﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺃ‪‬ﻢ ﳌﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﰲ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﺒﺤﺮ‬ ‫ﺑ‪ٍ ‬‬ ‫ﳍﻢ ﰒ ﻣﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻨﺎﻡ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﴿ﺃﺟﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﺁﳍﺔ ﻛﻤﺎ ﳍﻢ ﺁﳍﺔ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ:‬ ‫٨٣١[، ﻓﻠﻤﺎ ﺯﺟﺮﻫﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻲ ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻓﻈﻬﺮ ﺍﳌﺴﺘﻮﺭ ﺑﻌﺒﺎﺩ‪‬ﻢ ﺍﻟﻌﺠﻞ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﲪﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺷﻴﺌﺎﻥ، ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺑﺎﳋﺎﻟﻖ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃ‪‬ﻢ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﻜﻦ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳊﺲ ﻟﻐﻠﺒﺔ ﺍﳊﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ‪‬ﺑﻌ‪‬ﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻟﻮﻻ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺑﺎﳌﻌﺒﻮﺩ ﻣﺎ ﺍﺟﺘﺮﺃﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﻛﻘﻮﳍﻢ: ﴿ﺃﻥ ﺍﷲ ﻓﻘﲑ ﻭﳓﻦ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ١٨١[، ﻭﻗﻮﳍﻢ:‬ ‫﴿‪‬ﻳ ‪ ‬ﺍﷲ ﻣﻐ ﹸﻮﹶﻟ ﹲ﴾ ]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٤٦[، ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮ‪‬ﺍ ﻛﺒﲑ‪‬ﺍ.‬ ‫ﺪ ‪ ‬ﻠ ﺔ‬
‫-٦٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﳚﻮﺯ ﻧﺴﺦ ﺍﻟ ‪‬ﺮﺍﺋﻊ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺁﺩﻡ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺟﻮﺍﺯ ﻧﻜﺎﺡ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ، ﻭﺫﻭﺍﺕ ﺍﶈﺎﺭﻡ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ، ﰒ ‪‬ﺴﺦ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﺮﻳﻌﺔ‬ ‫ﻧ ‪‬‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﺫﺍ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺸﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﺣﻜﻤﻪ ﻓﻼ ﳚﻮﺯ ﺗﻐﻴﲑﻩ. ﻗﻠﺖ: ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺣﻜﻤﺔﹰ، ﻓﺈﻥ ﺗﻘﻠﺐ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﺇﱃ ﻣﺮﺽ ﻭﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺇﱃ‬ ‫ﻣﻮﺕ ﻛﻠﻪ ﺣﻜﻤﺔ، ﻭﻗﺪ ﺣ ﱠﺮ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻣﺎ ﺃﻧﻜﺮﰎ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺬﺑﺢ ﺍﺑﻨﻪ ﰒ ‪‬ﺎﻩ‬ ‫ﻋﻦ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﴿ﻟﻦ ﲤﺴﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٠٨[:‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﻋﺒﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﻞ، ﻭﻓﻀﺎﺋﺤﻬﻢ ﻛﺜﲑﺓ. ﰒ ﲪﻠﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﺍﶈﺾ‬ ‫ﻓﺠﺤﺪﻭﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻛﺘﺎﻬﺑﻢ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ ﻧﺒ‪‬ﻨﺎ ﻭﻏ‪‬ﻴ ‪‬ﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﹸﻣ ‪‬ﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﺭﺿﻮﺍ‬ ‫ﺃﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﻌﻠﻤﺎﺅﻫﻢ ﻋﺎﻧﺪﻭﺍ ﻭﺟ ‪‬ﺎﹸﻬﻢ ﻗﱠﺪﻭﺍ، ﰒ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃ‪‬ﻢ ﻏﲑﻭﺍ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺑﻪ‬ ‫‪‬ﻬ ﻟ ﻠ‬ ‫ﻭﺣ ‪‬ﻓﻮﺍ ﻭﺩﺍﻧﻮﺍ ﲟﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ؛ ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩ‪‬ﺔ ﳑﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﳍﻮﻯ، ﰒ ﺇ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﹸ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﳜﺎﻟﻔﻮﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻳﻌﻴﺒﻮﻧﻪ ﺣﱴ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻧﻪ ﺁﺩ ‪ (١)‬ﻭﺍ‪‬ﻤﻮﻩ ﺑﻘﺘﻞ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﻭﺍ‪‬ﻤﻮﺍ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﺰﻭﺟﺔ‬ ‫‪‬ﺭ‬ ‫ﺃﻭﺭﻳﺎ)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺭ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻧﺎ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺳﺎﻣﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﺳﺎﱂ ﻣﻮﱃ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﻄﻴﻊ، ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﺪﺭﺍﺱ)٣( ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫»ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺇﱄ ‪‬ﻠﻤﺎﺀﻛﻢ«. ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺻﻮﺭﻳﺎ، ﻓﺨﻼ ﺑﻪ ﻓﻨﺎﺷﺪﻩ ﺍﷲ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻭﲟﺎ‬ ‫ﱠﻋ‬ ‫ﺃﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺃﻃﻌﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻦ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻯ ﻭﻇﻠﻠ ‪‬ﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ: »ﺃﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﱐ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﻬ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺍﻷﻭﺭ: ﻣﻨﺘﻔﺦ ﺍﳋﺼﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻋﻴﺐ ﰱ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ.‬ ‫)٢( ﻗﺼﺔ ﺑﺎﻃﻠﺔ، ﻻ ﻳﺼﺢ ﳍﺎ ﺇﺳﻨﺎﺩ، ﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ٤/٢٣، ﻭﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ‬ ‫)٣١٣، ٤١٣، ٦٧٥(.‬ ‫)٣( ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ: ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻭﲨﻌﻪ ﻣﺪﺍﺭﻳﺲ.‬
‫-٧٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﷲ؟«. ﻗﺎﻝ: ﺍﷲ ﻡ ﻧﻌﻢ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻟﻴﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻭﺇﻥ ﺻﻔﺘﻚ ﻭﻧﻌﺘﻚ ﹸﺒ‪‬ﻴﻦ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺣﺴﺪﻭﻙ. ﻗﺎﻝ: »ﻓﻤﺎ ﳝﻨ ‪‬ﻚ ﺃﻧﺖ؟« ﻗﺎﻝ: ﺃﻛﺮﻩ ﺧﻼﻑ ﻗﻮﻣﻲ، ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻳﺘﺒ ‪‬ﻮﻙ ﻭ‪‬ﺴﻠﻤﻮﺍ ﻓﹸﺳﻠﻢ)١(.‬ ‫ﺄ‬ ‫ﻌ ﻳ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ، ﻋﻦ‬ ‫ﳏﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﻟﺒﻴﺪ، ﻋﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺳﻼﻣﺔ ﺑﻦ ﻭﻗﺶ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺟﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﺑﲏ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺷﻬﻞ ﻓﺨﺮﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌﺚ ﺍﻟﻨﱯ ﺣﱴ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﳎﻠﺲ ﺑﲏ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻷﺷﻬﻞ، ﻗﺎﻝ ﺳﻠﻤﺔ: ﻭﺃﻧﺎ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺃﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺳ‪‬ﻨًﺎ ﻋﻠﻲ ‪‬ﺮﺩﺓ ﻣﻀﻄﺠﻌ‪‬ﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻔﻨﺎﺀ‬ ‫‪‬ﺑ ﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﻫﻠﻲ، ﻓﺬﻛﺮ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺍﳊﺴﺎﺏ ﻭﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﻭﺍﳉﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻘﺎﻝ: ﺫﻟﻚ ﻟﻘﻮﻡ ﺃﻫﻞ ﺷﺮﻙ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺃﻭﺛﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺑﻌﺜﹰﺎ ﻛﺎﺋﻨ‪‬ﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻭﳛﻚ ﻳﺎ ﻓﻼﻥ. ﺃﺗﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﺋﻨ‪‬ﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ‪‬ﺒﻌﺜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﻣﻮ‪‬ﻢ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺟ‪‬ﻨﺔ ﻭﻧﺎﺭ ﳚﺰﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻋﻤﺎﳍﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻨ ﻳ‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳛﻠﻒ ﺑﻪ ﻳﻮﺩ ﺃﺣﺪ ‪‬ﻢ ﺃﻥ ﻟﻪ ﳊﻈﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺄﻋﻈﻢ ﺗ‪‬ﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ‪‬ﺤﻤﻮﻧﻪ ﰒ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻨ ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪ ‬ﻫ‬ ‫ﻳﺪﺧﻠﻮﻧﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﻓﻴﻄﺒﻘﻮﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻏﺪ‪‬ﺍ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻭﳛﻚ ﻭﻣﺎ ﺁﻳﺔ ﺫﻟﻚ؟‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻧ ﱞ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﻣﻦ ﳓﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺑﻴﺪﻩ ﳓﻮ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻣﱴ ﻧﺮﺍﻩ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﹲ‬ ‫ﱯ‬ ‫ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱄ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺛﻬﻢ ﺳﻨ‪‬ﺎ ﺇﻥ ﻳﺴﺘﻨﻔﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ ‪‬ﻤﺮﻩ ‪‬ﺪﺭﻛ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ ﺳﻠﻤﺔ: ﻓﻮ ﺍﷲ ﻣﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋ ‪‬ﻳ ﻪ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺣﱴ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﺣ ﱞ ﺑﲔ ﺃﻇﻬﺮﻧﺎ ﻓﺂﻣﻨﺎ ﺑﻪ ﻭﻛﹶﻔﺮ ﺑﻪ ﺑﻐﻴ‪‬ﺎ‬ ‫ﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺣﺴﺪ‪‬ﺍ ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﻭﻳﻠﻚ ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ﺃﻟﺴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﺖ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﹸﻠﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻰ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺑﻪ)٢(.‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﰱ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ١/٨٠١، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﰱ ‪‬ﺬﻳﺐ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ‬ ‫١/٢٥٣، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ، ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ، ﻭﻋﻨﻌﻨﺔ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ.‬ ‫‪‬‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٧٦٤، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٨/٠٣٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﻭﺍﻩ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ.. ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻏﲑ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﻗﺪ ﺻﺮﺡ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﻉ«.‬
‫-٨٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺜﲑ؛ ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻭﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫ﺟﻮﻫﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻴﻌﻘﻮﺑ‪‬ﻴﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻭﺍﳌﻠﻜ‪‬ﺔ ﺃﻫﻞ ﺩﻳﻦ ﺍﳌﻠﻚ، ﻭﺍﻟﻨﺴﻄﻮﺭ‪‬ﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻧﺴﻄﻮﺭﺱ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﺟﻮﻫﺮ ﻭﺍﺣﺪ )ﰲ( ﺃﻗﺎﻧﻴﻢ ﺛﻼﺛﺔ، ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﳉﻮﻫﺮ‪‬ﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﰲ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻷﻗﻨﻮﻣﻴﺔ؛ ﻓﺄﺣﺪ ﺍﻷﻗﺎﻧﻴﻢ ﻋﻨﺪﻫﻢ: ﺍﻷﺏ، ﻭﺍﻵﺧﺮ: ﺍﻻﺑﻦ، ﻭﺍﻵﺧﺮ: ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ، ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻷﻗﺎﻧﻴﻢ ﺧﻮﺍ ‪ ،‬ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺻﻔﺎﺕ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺷﺨﺎﺹ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ‬ ‫ﺹ‬ ‫ﻧ ‪‬ﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺟﻮﻫﺮ‪‬ﺍ ﳉﺎﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﳚﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤ‪‬ﺰ ﲟﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺤ ‪‬ﻙ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺍﻟ ‪‬ﻜﻮﻥ ﻭﺍﻷﻭﺍﻥ، ﰒ ﺳ ‪‬ﻝ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﷲ.‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ: ﺯﻋﻤﺖ ﺍﳌﻠﻜ‪‬ﺔ ﻭﺍﻟﻴﻌﻘﻮﺑ‪‬ﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪﺗﻪ ﻣﺮﱘ ﻫﻮ ﺍﻹﻟﻪ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺳ ‪‬ﻝ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺟﻮﻫﺮﺍﻥ ﺃﺣ ‪‬ﳘﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻗﺪ ‪ ،‬ﻭﺍﻵﺧﺮ ‪‬ﺤﺪ ﹲ، ﻭﻣﻊ ﻗﻮﳍﻢ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ‪‬ﻘ ‪‬ﻭﻥ ﲝﺎﺟﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻻ ﳜﺘﻠﻔﻮﻥ‬ ‫ﻳﺮ‬ ‫ﻣ ﺙ‬ ‫ﱘ‬ ‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﻭﰲ ﺃﻧﻪ ‪‬ﻠﺐ ﻭﱂ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﳕﺎ ﹸﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟ‪‬ﺎﺳﻮﺕ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﻓﻬﻼ ﺩﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺕ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﰒ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺣﱴ ﺟﺤﺪﻭﻩ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﺍﻹﳒﻴﻞ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﲔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺇ‪‬ﻪ ﻧﱯ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺧﺎﺻﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﻣﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺍﺳﺘﻐﻔﻠﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﱴ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻧﱯ ﻓﺎﻟﻨﱯ ﻻ ﻳﻜﺬﺏ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ: »‪‬ﻌﺜﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﺑ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻛﺎﻓﺔ«)١(، ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺇﱃ ﻗﻴﺼﺮ ﻭﻛﺴﺮﻯ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻷﻋﺎﺟﻢ.‬ ‫)ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﻌﺬﺑﻨﺎ ﺍﷲ ﻷﺟﻞ ﺃﺳﻼﻓﻨﺎ‬ ‫ﻓﻤﻨﺎ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ: ﴿ﻧﺤ ‪ ‬ﺃﺑ‪‬ﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺃﺣ‪‬ﺎﺅﻩ﴾‬ ‫‪‬ﹶ ِﺒ ‪ ‬‬ ‫‪ ‬ﻦ ﹶ‪‬ﻨ‬ ‫ُ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٨٣٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ )١٢٥/٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻯ.‬
‫-٩٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٨١[. ﺃﻱ ﻣ‪‬ﺎ ﺍﺑﻨﻪ ‪‬ﺰﻳﺮ ﻭﻋﻴﺴﻰ. ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﺨﺺ ﻣﻄﺎﻟﺐ‬ ‫ِﻨ ‪ ‬ﻋ ‪‬‬ ‫ﲝﻖ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻼ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻋﻨﻪ ﺫﻭ ﻗﺮﺍﺑﺘﻪ ﻭﻟﻮ ﺗﻌ ‪‬ﺕ ﺍﶈﺒﺔ ﺷﺨﺼ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﻏﲑﻩ ﳌﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻟﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻻﺑﻨﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ: »ﻻ ﺃﻏﲏ ﻋﻨﻚ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ«)١(، ﻭﺇﳕﺎ ﻓﻀﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﶈﺒﻮﺏ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﻓﻤﻦ ﻋﺪﻣﻬﺎ ﻋﺪﻡ ﺍﶈ‪‬ﺔ، ﰒ ﺇﻥ ﳏ‪‬ﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺸﻐﻒ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻛﻤﺤ‪‬ﺔ ﺍﻵﺩﻣ‪‬ﻴﲔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀ‪‬ﺎ ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﳛﺘﻤﻞ.‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺒ‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﲔ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺃﺻﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﻋﲏ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﲔ ﻣﻦ ﻗﻮﳍﻢ: ﺻﺒﺄﺕ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ، ﻭﺻﺒﺄﺕ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ: ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮﺕ، ﻭﺻﺒﺄ ﺑﻪ: ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﺎﺑﺌﻮﻥ:‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺇﱃ ﺩﻳﻦ، ﻭﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻗﻮﺍﻝ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﻮﻡ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍ‪‬ﻮﺱ، ﺭﻭﺍﻩ ﺳﺎﱂ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ، ﻭﻟﻴﺚ،‬ ‫ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃ‪‬ﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍ‪‬ﻮﺱ، ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﳒﻴﺢ ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃ‪‬ﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ. ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑ ‪‬ﺓ، ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ.‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃ‪‬ﻢ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻟﲔ ﻗﻮﻻ ﻣﻨﻬﻢ، ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﱀ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﻭﺍﳋﺎﻣﺲ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻻ ﻛﺘﺎﺏ ﳍﻢ، ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎ‪‬ﻮﺱ، ﻗﺎﻟﻪ ﺍﳊﺴﻦ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﺃ‪‬ﻢ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟﺰﺑﻮﺭ، ﻗﺎﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻣﻦ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﻮﻡ ‪‬ﺼﱡﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻮﺭ، ﻗﺎﻟﻪ ﻗﺘﺎﺩﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻳ ﻠ‬ ‫ﻭ ‪‬ﻘﺎﺗﻞ.‬ ‫ﻣ ﹲ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )١٧٧٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٦٠٢/١٥٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
‫-٠٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺎﺳﻊ: ﺃ‪‬ﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺪﻱ.‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺎﺷﺮ: ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﻟﻴﺲ ﳍﻢ ﻋﻤﻞ ﻭﻻ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﻻ ﻧﱯ ﺇﻻ‬ ‫ﻗﻮﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ، ﻗﺎﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻫﺬﻩ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻭﺍﳊﺴﻦ ﻭﻏﲑﻫﻢ. ﻓﺄﻣﺎ‬ ‫ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺑﺌﲔ ‪‬ﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻫﻴﻮﱃ ﻛﺎﻥ ﻭﱂ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺼ ﻣ ‪‬‬ ‫ﻳﺰﻝ، ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳍﻴﻮﱃ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ: ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﻴﺲ ﲟﺤﺪﺙ ﻭ ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻭﲰﺎﻫﺎ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺁﳍﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﲰ‬ ‫ﻭﻋﺒﺪﻭﻫﺎ ﻭﺑﻨﻮﺍ ﳍﺎ ﺑﻴﻮﺕ ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﻫﻢ ﻳ ‪‬ﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﺑﻴﺖ ﺍﷲ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺑﻴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺯﺣ‪‬ﻞ، ﻭﺯﻋﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ، ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﻟﻴﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲟﺤﺪﺙ ﻭﻻ ﻣﻮﺍﺕ ﻭﻻ ﺟﺎﻫﻞ ﻭﻻ ﻋﺎﺟﺰٍ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﺌﻼ ﻳﻘﻊ ﺗﺸﺒﻴﻪ. ﻭﳍﻢ ﺗﻌ‪‬ﺪﺍﺕ ﰲ ﺷﺮﺍﺋﻊ‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﺃ‪‬ﻢ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺛﻼﺙ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﰲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ، ﺃﻭﹸﻬﺎ: ﲦﺎﻥ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﻭﺛﻼﺙ‬ ‫‪‬ﻟ‬ ‫ٍ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺳﺠﺪﺍﺕ ﰲ ﻛﻞ ﺭﻛﻌﺔ، ﻭﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﲬﺲ ﺭﻛﻌﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ:‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﻴﺎﻡ ﺷﻬﺮ ﺃﻭﻟﻪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻥ ﻟﻴﺎﻝ ﳝﻀﲔ ﻣﻦ ﺁﺫﺍﺭ ﻭﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻭﳍﺎ ﺍﻟﺘﺴﻊ‬ ‫ﻳﺒﻘﲔ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻭﳍﺎ ﺍﻟﺜﻤﺎﻥ ﻟﻴﺎﻝ ﳝﻀﲔ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﻁ ﻭﳜﺘﻤﻮﻥ ﺻﻴﺎﻣﻬﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ، ﻭﺣﺮﻣﻮﺍ ﳊﻢ ﺍﳉﺰﻭﺭ ﰲ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ. ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﳋ‪‬ﺮﺓ ﺗﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻭﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﺗﱰﻝ ﺇﱃ ﺃﺳﻔﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻷﺭﺿﲔ ﻭﺇﱃ ﺍﻟ ﱡﻠﻤﺔ.‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻻ ﻳﻔﲎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ. ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﻜﱡﻒ ﰲ ﺭ ‪‬ﻫﺎ ﺇﺫ ﻫﻲ ﺩﻋﺎﻭ ﺑﻼ ﺩﻟﻴﻞ. ﻭﻗﺪ ﺣ ‪‬ﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻷﻗﻮﺍﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻠ ٍ ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺑﺌﲔ ﺃ‪‬ﻢ ﺭﺃ ‪‬ﺍ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﰲ ﲢﺼﻴﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻗﻮﺍﻧﲔ ﻭﺩﻋﻮﺍﺕ، ﻭﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺴﺨﲑ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺑﲔ ﺍﷲ ﻭﺑﲔ ﺧﻠﻘﻪ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻟﻠﻤﺼﺎﱀ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴ‪‬ﺎ ﻻ ﺟﺴﻤﺎﻧﻴ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻓﻨﺤﻦ ﳓﺼﻞ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻗ ‪‬ﺳﻴﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ‬ ‫ﹸﺪ‬
‫-١٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻻ ‪‬ﻨﻜﺮﻭﻥ ﺑﻌﺚ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﻮﺱ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ: ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻠﻮﻙ ﺍ‪‬ﻮﺱ ﻛﻮﻣﺮﺙ ﻓﺠﺎﺀﻫﻢ‬ ‫ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ﰒ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻣﺪ ‪‬ﻮ ﺍﻟ‪‬ﺒ ‪‬ﺓ ﻓﻴﻬﻢ ﺣﱴ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﻬﺑﺎ ﺯﺭ‪‬ﺍﺩﺷﺖ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﷲ -‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻋ ﻨ ﻮ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ - ﺷﺨﺺ ﺭﻭﺣﺎﱐ ﻇﻬﺮ ﻓﻈﻬﺮﺕ ﻣﻌﻪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ‬ ‫ﹰ ﹰ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻐﲑﻱ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﺪﻉ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﺍﺑﺘﺪﻋ‪‬ﻬﺎ ﻓﺘﻮﱠﺪ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﹸﻠﻤﺔ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻇ ﹲ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺟﺤﻮﺩ ﻟﻘﺪﺭﺓ ﻏﲑﻩ ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺗﻐﺎﻟ‪‬ﺒﻪ.‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﳑﺎ ﺳ‪‬ﻪ ‪‬ﺭﺍﺩﺷﺖ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﺘﺄ ‪‬ﻟﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃ‪‬ﻬﺎ ﻣﻠﻜﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻨ‪ ‬ﺯ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﰐ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭ‪‬ﺤﻴﻲ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺗﺮ ‪ ‬ﺍﳊﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﱃ‬ ‫‪‬ﺩ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﺎ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺪﻓﻨﻮﻥ ﻣﻮﺗﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﻌﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﳍﺎ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇ‪‬ﺎ ﻧﺸﻮﺀ‬ ‫ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻓﻼ ﻧﻘﺬﺭﻫﺎ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﻐﺘﺴﻠﻮﻥ ﺑﺎﳌﺎﺀ ﺗﻌﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﻟﻪ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻷﻥ ﺑﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﻞ‬ ‫ﺷﻲﺀٍ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﻗﺒﻠﻪ ﺑﻮﻝ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭﳓﻮ ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﺒﺰﹸﻮﻥ ﻓﻴﻪ. ﻭﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﻗﺘﻞ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﺫﲝﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻐﺴﻠﻮﻥ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺑﺒﻮﻝ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﺗﱪﻛﹰﺎ ﺑﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﺘﻴﻘﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺮﻛﺔﹰ، ﻭﻳﺴﺘﺤﱡﻮﻥ ﻓﺮﻭﺝ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻻ ﺑﻦ ﺃﺣﺮﻯ ﺑﺘﺴﻜﲔ ﺷﻬﻮﺓ ﺃﻣﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻓﺎﺑ‪‬ﻨﻪ ﺃﻭﱃ ﺑﺎﳌﺮﺃﺓ؛ ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻛ‪‬ﺮﻱ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﺍﳌﻴﺖ، ﻭﳚﻴﺰﻭﻥ ﻟﻠﺮﺟﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﲟﺎﺋﺔ ﻭﺃﻟﻒ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﳊﺎﺋﺾ ﺃﻥ ﺗﻐﺘﺴﻞ ﺩﻓﻌﺖ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ ﺇﱃ ﺍ ﹸﻮﺑﺬ ﻭﳛﻤﹸﻬﺎ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻳﻘﻴ ‪‬ﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﻭ‪‬ﻨ ﱢﻔﻬﺎ ﺑﺴﺒﺎﺑﺘﻪ.‬ ‫ﻳﻈ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﺃﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺰﺩﻙ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﹸﺒﺎﺫ ﻭﺃﺑﺎﺡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ، ﻭﻧﻜﺢ ﻧﺴﺎﺀ ﻗﺒﺎﺫ‬ ‫ﻗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﺘﻘﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻴﻔﻌﻠﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﺜﻠﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺇﱃ ﺃﻡ ﺃﻧﻮﺷﺮﻭﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﺒﺎﺫ: ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ‬ ‫ﺇﱄ ﻓﺈﻧﻚ ﺇﻥ ﻣﻨﻌﺘﲏ ﺷﻬﻮﰐ ﱂ ﻳﺘﻢ ﺇﳝﺎ‪‬ﻚ. ﻓﻬﻢ ﺑﺈﺧﺮﺍﺟﻬﺎ ﻓﺠﻌﻞ ﺃﻧﻮﺷﺮﻭﺍﻥ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳﺪﻱ ﻣﺰﺩﻙ ﻭ‪‬ﻘ‪‬ﻞ ﺭﺟﻠﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺒﺎﺫ ﻭﻳﺴﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺐ ﻟﻪ ﺃﻣﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺒﺎﺫ ﳌﺰﺩﻙ:‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﺒﹸ ‪‬‬ ‫ﺃﻟﺴﺖ ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ‪‬ﺮﺩ ﻋﻦ ﺷﻬﻮﺗﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻰ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻢ ﺗﺮﺩ ﺃﻧﻮﺷﺮﻭﺍﻥ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻦ ﺷﻬﻮﺗﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﻭﻫﺒﺘﻬﺎ ﻟﻪ، ﰒ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺃﻛﻞ ﺍﳌﻴﺘﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﱢﻲ ﺃﻧﻮﺷﺮﻭﺍﻥ ﺃﻓﲎ‬ ‫‪‬ﻟ‬
‫-٢٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﺰﺩﻛ‪‬ﺔ ﻫﻮ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍ‪‬ﻮﺱ: ﺇﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ‪‬ﺎﻳﺔ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻠﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺟﻠﺪ ﻣﻦ ﺟﻠﻮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، ﻭﺍﻟﺮﻋﺪ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺣﺮﻛﺔ ﺧﺮﺧﺮﺓ ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻳﺖ ﺍﶈﺒﻮﺳﺔ ﰲ ﺍﻷﻓﻼﻙ ﺍﳌﺄﺳﻮﺭﺓ ﰲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺣﺮﺏ، ﻭﺍﳉﺒﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﻈﺎﻣﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﳍﻢ ﻭﺩﻣﺎﺋﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻧﺒﻎ ﻟﻠﻤﺠﻮﺱ ﺭﺟﻞ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺩﻭﻟﺔ ﺑﲏ ﺃﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺑﲏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﺍﺳﺘﻐﻮﻯ ﺧﻠﻘﹰﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﺟﺮﺕ ﻟﻪ ﻗﺼﺺ ﻳﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﻓﻬﻮ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻇﻬﺮ ﻟﻠﻤﺠﻮﺱ، ﻭﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻤﺠﻮﺱ ﻛﺘﺐ ﻳﺪﺭﺳﻮ‪‬ﺎ ﻭﺃ‪‬ﻢ ﺃﺣﺪﺛﻮﺍ ﺩﻳﻨ‪‬ﺎ ﻓ ‪‬ﻓﻌﺖ ﻛﺘ‪‬ﻬﻢ.‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﻇﺮﻑ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﰲ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻭﺷﺮ‪‬ﺍ ﻓﺴ ‪‬ﻝ ﳍﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻓﺎﻋﻞ ﺍﳋﲑ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸ ‪‬؛ ﻓﺄﺛﺒﺘﻮﺍ ﺇﳍﲔ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻧﻮﺭ ﺣﻜﻴﻢ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﻻ ﺍﳋﲑ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻫﻮ ﻇﻠﻤﺔ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﻻ ﺍﻟﺸ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﱠﻨﻮﻳﺔ.‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮ ‪‬ﺒﻬﻬﻢ ﻭﺟﻮﺍﻬﺑﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻗﺪﱘ، ﻻ‬ ‫‪‬ﺷ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﳋﲑ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ‪‬ﺤﺪﺙ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺸ ‪ ،‬ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺮﺭﰎ ﺃﻥ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻣ ﹲ‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﻮﺭ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻖ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺸﺮ، ﻭﺯﻋﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻫﻮ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭ، ﻓﻔﻜﺮ ﻓﻜﺮﺓ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺭﺩﻳﺌﺔﹰ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﳛﺪﺙ ﰲ ﻣﻠﻜﻲ ﻣﻦ ﻳﻀﺎ ‪‬ﱐ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮ‪‬ﺗﻪ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﻓﺤﺪﺙ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺮﺿﻲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ‪‬ﻨﺴﺐ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﺩﺍﺀﺓ ﺑﻌﺪ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﻳﻚ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫‪ ‬ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺷﻚ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺸﻚ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺯﻋﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺟﺴﻤﺎﻥ ﻗﺪﳝﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻀﺎﺀ ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺁﻓﺔ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﲟﻌﺰﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺎﺣﺘﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺣﱴ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﲜﻨﻮﺩﻩ، ﻓﻬﺮﺏ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﺘﻬﻢ ﻭﺗﻘﺪﺱ ﻋﻦ ﻗﻮﳍﻢ ﻓﺎﺗﺒﻌﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺣﱴ ﺣﺎﺻﺮﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺣﺎﺭﺑﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺳﻨﺔ ﻻ ﻫﻮ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺪﻓﻌ ‪ ،‬ﰒ ﻳﺼﺎﳊﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ‬ ‫‪‬ﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﺟﻨﻮ ‪‬ﻩ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺳﻨﺔ، ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﺮﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﰲ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻜﺮﻭﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺑﻼﻳﺎ ﺍﻧﻘﻀﺎﺋﻪ ﰒ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ،‬
‫-٣٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺷﺮﻁ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﳝﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺭﺩﻳﺌﺔٍ، ﻓﻮﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻭﺃ‪‬ﻤﺎ ﳌﺎ ﻓﺮﻏﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺷﺮﻃﻬﻤﺎ ﺃﺷﻬﺪﺍ ﻋﺪﻟﲔ ﻭﺩﻓﻌﺎ ﺳﻴﻔﻴﻬﻤﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺪﻟﲔ ﻭﻗﺎﻻ: ﻣﻦ ﻧﻜﺚ ﻓﺎﻗﺘﻼﻩ، ﰲ ﻫﺬﻳﺎﻧﺎﺕ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻛﺜﲑﺓ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﺬﻛﺮﻫﺎ ﻓﺘﻨﻜﺒﻨﺎﻫﺎ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﻧﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻣﺎ ﺁﺛﺮﻧﺎ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃ‪‬ﻢ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﰒ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﻜﺮﺓ ﺭﺩﻳﺌ ﹲ، ﻓﻌﻠﻰ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﻗﻮﳍﻢ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﲢﺪﺙ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ، ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻠﻚ، ﰒ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ ﺃﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻔﻲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﲟﺎ‬ ‫ﺿﻤﻦ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﻴﻞ ﳍﻢ: ﻓﻼ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔ ﺍﺳﺘﺒﻘﺎﺅﻩ. ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ، ﻓﻘﺪ ﺃﻗ ‪‬ﻭﺍ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻳﺮ. ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺪﻟﲔ ﻭﻗﺪ ﻋﺼﻰ ﺭ‪‬ﻪ؟ ﻭﻛﻴﻒ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﺍﻻﻓﺘﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻟﻪ؟ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺘﻔ ‪‬ﺝ ﻓﻴﻤﺎ ﺻﻨﻌﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﺬﻛﺮﻫﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻭﻻ ﻣﻌﲎ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺠﻤﲔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻠﻚ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ: ﺫﻫﺐ ﻗﻮﻡ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻗﺪﱘ ﻻ ﺻﺎﻧﻊ ﻟﻪ. ﻭﺣﻜﻰ ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ‪‬ﺣﻞ ﻭﺣﺪﻩ ﻗﺪ ‪ ،‬ﻭﺯﻋﻢ ﻗﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪ ‬ﱘ‬ ‫ﺯ ﹸ‬ ‫ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻭﻻ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﻭﻻ ﺭﻃﻮﺑﺔ ﻭﻻ ﻳﺒﻮﺳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﲞﻔﻴﻒ ﻭﻻ ﺛﻘﻴﻞ. ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌ ‪‬ﻬﻢ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺟﻮﻫﺮ ﻧﺎﺭﻱ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﺧ‪‬ﻄﻒ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻘﻮﺓ ﺩﻭﺭﺍﻧﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺟﺴﻢ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺍﳊﺠﺎﺭﺓ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻫﻲ ﻣﻦ ﻏﻴﻢ ‪‬ﻄﻔﺄ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺗﺴﺘﻨﲑ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻣﺜﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻔﺤﻢ ﻳﺸﺘﻌﻞ ﻭﻳﻨﻄﻔﻰﺀ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺟﺴﻢ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﻭﻫﻮﺍﺀ.‬ ‫‪‬‬ ‫ُ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ: ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻳﺢ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﻧﻪ ﲟﱰﻟﺔ ﺍﻟ ﹸﺮﺓ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺘﺤ ‪‬ﻙ ﲝﺮﻛﺘﲔ‬ ‫ﺮ‪‬‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﺇﱃ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﳌﺸﺮﻕ.‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﺯﺣﻞ ﻳﺪ ‪‬ﺭ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﰲ ﳓﻮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﲔ ﺳﻨﺔ، ﻭﺍﳌﺸﺘﺮﻱ ﰲ ﳓﻮ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ‬ ‫ﹸ ﻭ‪‬‬ ‫ﺳﻨﺔ، ﻭﺍﳌﺮﻳﺦ ﰲ ﳓﻮ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﲔ، ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﻭﻋﻄﺎﺭﺩ ﰲ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﺛﻼﺛﲔ‬ ‫ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺃﻓﻼﻙ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺳﺒﻌﺔ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻨﺎ ﻓﻠﻚ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﰒ ﻓﻠﻚ ‪‬ﻄﺎﺭﺩ ﰒ‬ ‫ﻋ‬
‫-٤٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻠﻚ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺮﺓ ﰒ ﻓﻠﻚ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﰒ ﻓﻠﻚ ﺍﳌﺮﻳﺦ ﰒ ﻓﻠﻚ ﺍﳌﺸﺘﺮﻱ ﰒ ﻓﻠﻚ ﺯﺣﻞ ﰒ ﻓﻠﻚ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ. ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﻣﻘﺎﺩﻳﺮ ﺃﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ: ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ‬ ‫ﺟﺮﻣ‪‬ﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻫﻮ ﳓﻮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺳﺖ ﻭﺳﺘﲔ ﻣﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ‬ ‫ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﳓﻮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﲔ ﻣﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺭﺽ. ﻭﺍﳌﺸﺘﺮﻱ ﳓﻮ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﺘﲔ‬ ‫ﻭﲦﺎﻧﲔ ﻣﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺍﳌ ‪‬ﻳﺦ ﳓﻮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺭﺽ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻓﺮﺳﺦ ﻭﺃﻟﻒ‬ ‫ﻓﺮﺳﺦ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﺳﺘﻮﻥ ﻓﺮﺳﺨ‪‬ﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺣ ﱞ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻭﰲ ﻛﻞ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻛﻮﻛﺐ ﻧﻔﺲ. ﻗﺎﻝ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ: ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺗﻔﻌﻞ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻭ‪‬ﻌﻄﻲ ﻭﲤﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃﺒﺎﺋﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟ‪‬ﺤﻮﺱ ﻭﺗﺆﱢﺛﺮ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﻔﻮﺱ ﻭﺃ‪‬ﺎ ﺣ‪‬ﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ.‬ ‫ﹲ ‪‬ﹲ‬ ‫‪ ‬ﻨ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺣﺪﻱ ﺍﻟﺒﻌﺚ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻓﺠﺤﺪﻭﺍ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﺳﺘﻬﻮﻟﻮﺍ ﺍﻹﻋﺎﺩﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻼﺀ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺃﻗﺎﻡ ﳍﻢ ﺷﺒﻬﺘﲔ: ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﻫﻢ ﺿﻌﻒ ﺍﳌﺎ ‪‬ﺓ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﳌﺘﻔﺮﻗﺔ ﰲ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻷﺭﺽ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻗﺪ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﺇﻋﺎﺩﺗﻪ، ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺷﺒﻬﺘﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﻷﻭﱃ: ﴿ﺃﻳﻌﺪﻛﻢ ﺃﻧﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﻣﺘﻢ ﻭﻛﻨﺘﻢ ﺗﺮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻭﻋﻈﺎﻣ‪‬ﺎ ﺇﻧﻜﻢ‬ ‫ﳐﺮﺟﻮﻥ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﳌﺎ ﺗﻮﻋﺪﻭﻥ﴾ ]ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ: ٥٣-٦٣[.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﴿ﺃﺋﺬﺍ ﺿﻠﻠﻨﺎ ﰱ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺛﻨﺎ ﻟﻔﻰ ﺧﻠﻖ ﺟﺪﻳﺪ﴾ ]ﺍﻟﺴﺠﺪﺓ: ٠١[.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻠﻬﻢ: )ﺍﻟﻮﺍﻓﺮ(‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺻﺪﺍﺀ ﻭﻫـﺎﻡ‬ ‫ﳜﱪﻧﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺳـﻨﺤﻴﺎ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ: )ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﳌﻌﺮﻱ(: )ﺍﻟﻮﺍﻓﺮ(‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ‪‬ﺮﺍﻓﺔٍ ﻳﺎ ﹸﺃﻡ ﻋﻤﺮﻭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺧ‬ ‫ﺚ‬ ‫ﺣﻴﺎ ﹲ ﰒ ﻣـﻮ ‪ ‬ﰒ ﺑﻌـ ﹲ‬ ‫ﺕ‬ ‫ﺓ‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺷﺒﻬﺘﻬﻢ ﺍﻷﻭﱃ: ﺃﻥ ﺿﻌﻒ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﻫﻮ ﺍﻟ‪‬ﺮﺍﺏ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻛﻮﻥ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﻧﻄﻔﺔ ﻭﻣﻀﻐﺔ ﻭﻋﻠﻘﺔ. ﰒ ﺃﺻﻞ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﻭﻫﻮ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﷲ‬
‫-٥٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﱂ ﳜﻠﻖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﺴﺘﺤﺴﻨ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻣﺎﺩﺓ ﺳﺨﻴﻔﺔ. ﻓﺈﻧﻪ ﺃﺧﺮﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﻄﻔﺔ، ﻭﺍﻟﻄﺎﻭﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﺍﳌﺪِﺭﺓ ﻭﺍﻟﻄﺮﻓﺔ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﳊﺒﺔ ﺍﻟﻌﻔﻨﺔ. ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﺇﱃ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻻ ﺇﱃ ﺿﻌﻒ ﺍﳌﻮﺍﺩ، ﻭﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﳛﺼﻞ ﺟﻮﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺒﻬﺔ ﺍﻟﹼﺎﻧﻴﺔ ﰒ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﻧﺎ ﻛﺎﻷﳕﻮﺫﺝ ﰲ ﲨﻊ ﺍﻟﺘﻤﺰﻕ ﻓﺈﻥ ‪‬ﺤﺎﻟﺔ)١( ﺍﻟ ﹼﻫﺐ ﺍﳌﺘﻔ ‪‬ﻗﺔ ﰲ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﱠﺳ‬ ‫ﺸ ﺜ‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﺮﺍﺏ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﺇﺫﺍ ﹸﻟﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺯﺋﺒﻖ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﺗﺒ ‪‬ﺩﻩ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﺧﻠﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻻ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ. ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﻟﻮ ﻗﺪﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﳓﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ‪‬ﺮﺍﺏ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﱂ ﻳﺼﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻷﻥ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻻ ﺑﺒﺪﻧﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺤ ﱡ ﻭﻳﺴﻤﻦ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻭﻳﻬﺰﻝ ﻭﻳﺘﻐﲑ ﻣﻦ ﺻﻐﺮ ﺇﱃ ﻛﱪ ﻭﻫﻮ ﻫﻮ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻷﺩﱠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺚ، ﻭﻫﻮ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﺣ‪‬ﻴﺔ ﺣﻴﻮﺍﻧ‪‬ﺎ، ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻧﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺻﺨﺮﺓ، ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﻋﻴﺴﻰ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺯﺩﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺷﺮﺣ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ.‬ ‫ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﰒ ﺍﻋﺘﺮﺿﺖ ﳍﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺫﻛﺮﻧﺎﳘﺎ ﻓﺘﺮﺩﺩﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﺒﻌﺚ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺎﺋﻠﻬﻢ: ﴿ﻭﻟﺌﻦ ﺭﺩﺩﺕ ﺇﱃ ﺃﰉ ﻷﺟﺪﻥ‬ ‫ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﻘﻠﺒ‪‬ﺎ﴾ ]ﺍﻟﻜﻬﻒ: ٦٣[، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﻭﺍﺋﻞ: ﴿ﻷﻭﺗﲔ ﻣﺎﻻ ﻭﻭﻟﺪ‪‬ﺍ﴾ ]ﻣﺮﱘ:‬ ‫ﹰ‬ ‫٧٧[، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﳌﻮﺿﻊ ﺷﻜﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺑﻌﺚ ﻓﻨﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﲑ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﳌﺎﻝ ﻻ ﳝﻨﻌﻨﺎﻩ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﻣﻨﻬﻢ، ﻷﻧﻪ ِﻟﻢ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻋﻄﺎﺀ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺟ‪‬ﺎ ﺃﻭ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻘﻮﺑﺔ، ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﳛﻤﻲ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﻳﻄﻠﻖ ﰲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻋﺒﺪﻩ.‬ ‫)١( ﺍﻟﺴﺤﺎﻟﺔ: ﺑﺎﻟﻀﻢ ﻛﺎﻟﱪﺍﺩﺓ، ﻣﺎ ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ.‬
‫-٦٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺦ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻡ؛ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺑﺎﻟ‪‬ﻨﺎﺳﺦ، ﻭﺃﻥ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﲑ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ ﺩﺧﻠﺖ ﰲ ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺧ‪‬ﺮﺓ ﻓﺎﺳﺘﺮﺍﺣﺖ، ﻭﺃﺭﻭﺍﺡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ ﺗﺪﺧﻞ ﰲ‬ ‫ﻴٍ‬ ‫ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺷﺮﻳﺮﺓ ﻓﻴﺘﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﺸﺎﻕ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻣﻮﺳﻰ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ: ﺃﻥ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﳌﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﱂ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺒﺎﻉ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﳌﻬﺎ ﳝﺘﺤﻦ ﺑﻪ ﻏﲑﻫﺎ ﺃﻭ ﻟﻴﺘﻌﻮﺽ ﺃﻭﻻ ﳌﻌﲎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃ‪‬ﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﳑﻠﻮﻛﺔ. ﻓﺼﺢ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﺬﻧﻮﺏ ﺳﻠﻔﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻝ.‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ ﺃﻥ ﺍﳍﻨﺪ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺃﺭﺑﻊ: ﻫ‪‬ﻮﱃ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬ﺮ ﱠﺒﺔ ﻭﻧﻔﺲ ﻭﻋﻘﻞ ﻭﻫﻴﻮﱃ ﻣﺮﺳﻠﺔ.‬ ‫ﻣﻛ‬ ‫ﻓﺎﳌﺮ ﹼﺒﺔ ﻫﻲ ﺍﻟ ‪‬ﺏ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﺍﻟ‪‬ﻔﺲ ﻫﻲ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻷﻛﱪ ﻭﺍﳍﻴﻮﱃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻫﻮ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺃﻛﱪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺇﺫﺍ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﳍﻴﻮﱃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﺮ ﱠﺒﺔ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﳏﺴﻨﺔ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﰲ ﻃﺒﻌﻪ، ﻓﺼ ﹼﺎﻫﺎ ﺣﱴ ﳜﺮﺟﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﻷﺻﻐﺮ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﹰ ﹰ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺣﱴ ﺗﺼﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻷﻛﱪ ﻓﻴﺘﺨﻠﺼﻪ ﺇﱃ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﳌﺮﻛﺐ ﺍﻷﻛﱪ. ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﺴﻨ‪‬ﺎ ﺗﺎﻡ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺃﻗﺎﻡ ﻋﻨﺪﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﳏﺴﻨ‪‬ﺎ ﻏﲑ ﺗﺎﻡ ﺃﻋﺎﺩﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﻛﱪ ﰒ ﻳﻌﻴﺪﻩ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻷﻛﱪ ﺇﱃ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﰒ ﻳﻌﻴﺪﻩ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﺏ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻓﻴﺨﺮﺟﻪ ﻣﺎﺯﺟ‪‬ﺎ ﻟﺸﻌﺎﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﱴ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﱃ ﺑﻘﻠﺔ ﺧﺴﻴﺴﺔ ﻳﺄﻛﻠﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻓﻴﺘﺤﻮﻝ ﺇﻧﺴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻭﻳﻮﻟﺪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﺗﺔ ﳝﻮ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳌﺴﻴﺌﻮﻥ؛ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﻓﺼﺎﺭﺕ‬ ‫ﺣﺸﺎﺋﺶ ﺗﺄﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻓﺘﺼﲑ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﰲ ﻬﺑﻴﻤﺔ ﰒ ﺗﻨﺴﺦ ﻣﻦ ﺑﻴﻬﻤﺔ ﰲ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺕ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻬﻴﻤﺔ ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻨﺴﻮﺧ‪‬ﺎ ﻣﺘﺮﺩﺩ‪‬ﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻞ: ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻛﻞ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺇﱃ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺲ،‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺲ ﳊﻖ ﺑﺎﶈﺴﻨﲔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺭﺗﺒﻬﺎ ﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﻦ ﻟﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻻ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ.‬
‫-٧٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈ ‪‬ﻦ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﻧﻈﻴﻒ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﳛﻀﺮ ﻣﻌﻨﺎ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻳﻌﺮﻑ‬ ‫ﺑﺄﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻔﻼﺱ ﻓﺤﺪﺛﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﺎﻟﺘﺸﻴﻊ، ﰒ ﺻﺎﺭ ﻳﻘﻮﻝ‬ ‫ﲟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻮﺟﺪ‪‬ﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺳﻨﻮﺭ)١( ﺃﺳﻮﺩ ﻭﻫﻮ ﳝﺴ ‪‬ﻬﺎ ﻭﳛﻚ ﺑﲔ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺤ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻭﻋﻴﻨﻬﺎ ﺗﺪﻣﻊ ﻛﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻨﺎﻧﲑ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﻜﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ:‬ ‫ً‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱂ ‪‬ﺗ‪‬ﺒﻚِ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴ‪‬ﻮﺭ ﺗﺒﻜﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺴﺤﺘﻬﺎ، ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻲ ﻻ ﺷ ‪،‬‬ ‫ﻚ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺗﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﺇﱄ ﺣﺴﺮﺓﹰ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺧﺬ ‪‬ﺨﺎﻃ‪‬ﻬﺎ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻳ ﺒ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺴ‪‬ﻮﺭ ﺗﺼﻴﺢ ﻗﻠﻴﻼ ﻗﻠﻴﻼﹰ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻓﻬﻲ ﺗﻔﻬﻢ ﻋﻨﻚ ﻣﺎ ‪‬ﺨﺎﻃ‪‬ﻬﺎ ﺑﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺗ ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫ﻧﻌﻢ. ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﺗﻔﻬﻢ ﺃﻧﺖ ﺻﻴﺎﺣﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﻠﺖ: ﻓﺄﻧﺖ ﺍﳌﻨﺴﻮﺥ ﻭﻫﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﺩﺧﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ ‪‬ﺔ ﰲ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﲔ:‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻟﻶﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﺳﻼﻑ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺍﳋﻮﺽ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ‪‬ﺪﺭ ‪ ‬ﻏﹶﻮﺭﻩ ﻭ‪‬ﻌﺠﺰ ﺍﳋﺎﺋﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ‪‬ﻤﻘﻪ ﻓﺄﻭﻗﻊ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻳ ‪‬ﻙ ‪  ‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﰲ ﻓﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻷﻭﻝ: ﻓﺈﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺯ‪‬ﻦ ﻟﻠ ‪‬ﻘﻠﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﺩﱠﺔ ﻗﺪ ﺗﺸﺘﺒ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻗﺪ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻳ ﻤ‬ ‫ﳜﻔﻰ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺳﻠﻴﻢ، ﻭﻗﺪ ﺿﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻭﺑﻪ ﻫﻼﻙ ﻋﺎ ‪‬ﺔ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ، ﻓﺈﻥ‬ ‫‪ ‬ﻣ ﻨ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻗﻠﺪﻭﺍ ﺁﺑﺎﺀﻫﻢ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀﻫﻢ ﻓﻀﱡﻮﺍ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ، ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﻬﺑﺎ ﻣﺪﺣﻮﺍ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻬﺑﺎ ﻳﺬﻡ، ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺗﺸﺘﺒﻪ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﳜﻔﻰ ﻭﺟﺐ ﻫﺠﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻟﺌﻼ ﻳﻮﻗﻊ ﰲ ﺿﻼﻝ. ﻭﻗﺪ ﺫﻡ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﲔ ﻣﻊ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ‬ ‫ﻭﺃﺳﻼﻓﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺑﻞ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺁﺑﺎﺀﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺔ ﻭﺇﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻣﻘﺘﺪﻭﻥ . ﻗﻞ ﺃﻭ ﻟﻮ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺑﺄﻫﺪﻯ ﳑﺎ ﻭﺟﺪﰎ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺑﺎﺀﻛﻢ﴾ ]ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ: ٣٢-٤٢[،‬ ‫)١( ﺍﻟﺴﻨﻮﺭ: ﺣﻴﻮﺍﻥ ﺃﻟﻴﻒ، ﻭﻣﻨﻪ ﺃﻫﻠﻰ ﻭﺑﺮﻯ، ﻭﻫﻮ ﺍﳍﺮ ﻭﺍﻟﻘﻂ، ﻭﺍﳉﻤﻊ ﺳﻨﺎﻧﲑ.‬
‫-٨٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﻌﲎ: ﺃﺗﺘﺒﻌﻮ‪‬ﻢ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺃ‪‬ﻢ ﺃﻟﻔﻮﺍ ﺁﺑﺎﺀﻫﻢ ﺿﺎﻟﲔ * ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ‬ ‫ﻳﻬﺮﻋﻮﻥ﴾ ]ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ: ٩٦-٠٧[.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﱢﺪ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺛﻘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﱠﺪ ﻓﻴﻪ، ﻭﰲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﻣﻨﻔﻌﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻠ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻷﻧﻪ ﺇﳕﺎ ‪‬ﻠﻖ ﻟﻠ‪‬ﺄ ‪‬ﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪ‪‬ﺮ، ﻭﻗﺒﻴﺢ ﲟﻦ ﹸﻋﻄﻲ ﴰﻌﺔ ﻳﺴﺘﻀﻲﺀ ﻬﺑﺎ ﺃﻥ ﻳﻄﻔﺌﻬﺎ ﻭﳝﺸﻲ‬ ‫ُ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪ ‬ﺃ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺧ ﺘﻣ‬ ‫ﰲ ﺍﻟ ﱡﻠﻤﺔ.‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻤﻮﻡ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﻳﻌﻈﻢ ﰲ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﺍﻟ ‪‬ﺨﺺ ﻓﻴﺘﺒﻌﻮﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ‬ ‫ﺸ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺗﺪﺑﺮ ﲟﺎ ﻗﺎﻝ، ﻭﻫﺬﺍ ﻋﲔ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻷﻥ ﺍﻟ‪‬ﻈﺮ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻻ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻛﻤﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﻠ ﱞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻠﺤﺎﺭﺙ ﺍﺑﻦ ﺣﻮﻁ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺗﻈﻦ ﺃ‪‬ﺎ ﻧﻈﻦ ﺃﻥ ﻃﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺰﺑﲑ‬ ‫ﻧ ‪‬‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻛﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺣﺎﺭﺙ ﺇﻧﻪ ﻣﻠﺒﻮﺱ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻥ ﺍﳊﻖ ﻻ ‪‬ﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟ ‪‬ﺟﺎﻝ.‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪ ‬ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺇﻋﺮﻑ ﺍﳊﻖ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺿﻴﻖ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ‪‬ﻘﱢﺪ ﰲ‬ ‫ﻳﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺭﺟﻼﹰ، ﻭﳍﺬﺍ ﺃﺧﺬ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺑﻘﻮﻝ ﺯﻳﺪ ﰲ ﺍﳉﺪ ﻭﺗﺮﻙ ﻗﻮﻝ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻓﺎﻟﻌﻮﺍﻡ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻟﻴﻞ ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﻳﻘﻠﺪﻭﻥ؟ ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺇﻥ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻇﺎﻫﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻞ،‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﳌﺎ ﻛﺜﺮﺕ ﺣﻮﺍﺩﺛﻬﺎ ﻭﺍﻋﺘﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﻋﺮﻓﺎ‪‬ﺎ ﻭﻗﺮﺏ ﳍﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﳋﻄﺄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻠﺢ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﳌﻦ ﻗﺪ ﺳﱪ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﰲ‬ ‫ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﻳﻘﻠﺪﻩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻓﺈﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳌﺎ ﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﻓﻮﺭﻃﻬﻢ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻭﺳﺎﻗﻬﻢ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ، ﰒ ﺭﺃﻯ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻧﻮﻉ ﺫﻛﺎﺀ ﻭﻓﻄﻨﺔ ﻓﺎﺳﺘﻐﻮﺍﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ‬ ‫ﲤ ﱡﻨﻪ ﻣﻨﻬﻢ. ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗ‪‬ﺢ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﳉﻤﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰒ ﺍﺳﺘﻐﻮﻯ ﻛﻼ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﺑﻔﻦ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻣﻊ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻋﺠﺰ، ﻓﺴﺎﻗﻬﻢ ﺇﱃ ﻣﺬﻫﺐ‬‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻬﺑﺆﻻﺀ ﺣﱴ ﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ. ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺣ ‪‬ﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻛﺘﻪ ﺣﻮﺍﺳﻪ؛ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﺆﻻﺀ:‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺑﺎﳊﻮﺍﺱ ﻋﻠﻤﺘﻢ ﺻﺤﺔ ﻗﻮﻟﻜﻢ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ. ﻛﺎﺑ ‪‬ﻭﺍ ﻷﻥ ﺣﻮﺍﺳﻨﺎ ﱂ ﺗﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ. ﺇﺫ‬ ‫ﺮ‬
‫-٩٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﺎﳊﻮﺍﺱ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺧﻼﻑ، ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻐﲑ ﺍﳊﻮﺍﺱ ﻧﺎﻗﻀﻮﺍ ﻗﻮﳍﻢ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﻧ ﱠﺮﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻭﺣ ‪‬ﻦ ﻟﻪ ﺍﳋﻮﺽ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻔ‪‬‬ ‫ﻟﻴﺨﺮﺝ ﺑﺰﻋﻤﻪ ﻋﻦ ﻏﻤﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ. ﻭﻗﺪ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻭﺃﻓﻀﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﺄﻛﺜﺮﻫﻢ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻜﻮﻙ ﻭﺑﺒﻌﻀﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻹﳊﺎﺩ. ﻭﱂ ﺗﺴﻜﺖ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ‬ ‫ُ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻋﺠﺰ‪‬ﺍ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﻔﻲ ﻏﻠﻴﻼ ﰒ ﻳﺮ ‪ ‬ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻠﻴﻼ ﻓﺄﻣﺴﻜﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻭ‪‬ﻮﺍ ﻋﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ ‪‬ﺩ‬ ‫ﺍﳋﻮﺽ ﻓﻴﻪ، ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻷﻥ ﻳﺒﺘﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ‪‬ﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺧﲑ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﻜﻼﻡ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺇﺫﺍ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻻﺳﻢ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﻤﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﻭ ﻏﲑ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﻓﺎﺷﻬﺪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻻ ﺩﻳﻦ ﻟﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺣﻜﻤﻲ ﰲ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻥ ‪‬ﻀﺮ‪‬ﻮﺍ ﺑﺎﳉﺮﻳﺪ ﻭﻳﻄﺎﻑ ﻬﺑﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ‬ ‫ﻳ ﺑ‬ ‫ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺃﺧﺬ ﰲ ﺍﻟﻜﻼﻡ.‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﻻ ﻳﻔﻠﺢ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﻼﻡ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ. ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺯﻧﺎﺩﻗﺔ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ‪‬ﺬﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻗﺪ ﺃﻓﻀﻰ ﺑﺎﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﺇﱃ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻌﻠﻢ ‪‬ﻤﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻬﻢ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ: ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ‬ ‫‪‬ﺟ‬ ‫ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ ﳏﺪﺛﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ ﻋﻦ ﺟﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﻋﻠﻲ ﺍﳉ‪‬ﺎﺋﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﻣﻦ ﺗﺎﺑﻌﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﲔ: ﺍﳌﻌﺪﻭﻡ ﺷﻲﺀ ﻭﺫﺍﺕ‬ ‫ﹸﺒ‬ ‫ﻭﻧﻔﺲ ﻭﺟﻮﻫﺮ ﻭﺑﻴﺎﺽ ﻭﺻﻔﺮﺓ ﻭﲪﺮﺓ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ‬ ‫ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺫﺍﺗ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻋﺮﺿ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﺟﻮﻫﺮ‪‬ﺍ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﳌﻘﺘﺒﺲ« ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﻌﻼﻑ ﺍﳌﻌﺘﺰﱄ: ﻟﻨﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﻋﺬﺍﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟ‪‬ﺎﺭ ﺃﻣﺮ ﻻ ‪‬ﻮﺻﻒ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻌﻪ ﻭﻻ ﺗﺼﺢ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺧﲑ ﻭﻻ ﺷﺮ ﻭﻻ ﻧﻔﻊ ﻭﻻ ﺿﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﲨﻮﺩ‪‬ﺍ ﺳﻜﻮﺗ‪‬ﺎ ﻻ ‪‬ﻔ ‪‬ﻮﻥ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﻻ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ‬ ‫ﻳﻀ‬ ‫ﻫﻢ ﻭﻻ ﺭﻬﺑﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﻷﻥ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﻛﻠﻬﺎ ﻻ ﺑﺪ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻪ‬
‫-٠٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪﻩ ﺷﻲﺀ، ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮﺍ ﻛﺒﲑ‪‬ﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﰲ‬ ‫»ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ«: ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺍﳍﺬﻳﻞ ﺍﲰﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳍﺬﻳﻞ ﺍﻟﻌ ﱠﻑ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﻣﻮﱃ ﳍﻢ ﻭﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﺣﺮﻛﺎ‪‬ﻢ ﻓﻴﺼﲑﻭﻥ ﺇﱃ ﺳﻜﻮﻥ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺩﺍﺋﻢ ﻭﺃﻥ ﳌﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ‪‬ﺎﻳﺔ ﻟﻮ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻟﻦ ﳜﺮﺝ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﷲ، ﻭﺇﻥ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﷲ ﻫﻲ ﺍﷲ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺎﺷﻢ: ﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﺏ ﺟﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﲬﺮ ﻓﺈﻧﻪ ‪‬ﻌﺬﺏ‬ ‫ﻳ ﱠ ‪‬‬ ‫ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨ ﱠﺎﻡ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﺸﺮ. ﻭﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻟ ﹸﻮﻃﻲ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺎﱂ ﱂ ﻳﺰﻝ.‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ: ﳚﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍ‪‬ﱪﺓ: ﻻ ﻗﺪﺭ ﻟﻶﺩﻣﻲ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻛﺎﳉﻤﺎﺩ ﻣﺴﻠﻮﺏ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﺮ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ ﻭﺃﺗﻰ ﺑﻜﻞ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﱂ ﻳﺪﺧـﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﺻﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﺿﻊ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ ﺯﻧﺪﻳﻘﹰﺎ ﻓﺈﻥ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﳉﺰﺍﺀ، ﻓﺎﳌﺮﺟﺌﺔ ﳌﺎ ﱂ ﳝﻜﻨﻬﻢ ﺟﺤﺪ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﳌﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﳐﺎﻟﻔﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﺳﻘﻄﻮﺍ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻭﻫﻲ ﺍﳋﺸﻴﺔ ﻭﺍﳌﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﻫﺪﻣﻮﺍ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻓﻬﻢ ﺷﺮ‬ ‫ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﺗﺒﻊ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻛ ‪‬ﺍﻡ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺃﺭﺩﺃﻫﺎ ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﺿﻌﻔﻬﺎ ﻭﻣﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﻭﺃﺟﺎﺯ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻭﺍﳉﻮﺍﻫﺮ ﺇﳕﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻬﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟ ‪‬ﺎﳌ‪‬ﺔ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺘﺠﱠﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﰲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻓﲑﺍﻩ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﺁﺩﻣ‪‬ﺎ‬ ‫‪ ‬ﻴ‬ ‫ﹼ‬ ‫‪ ‬ﱠ ﻠ‬ ‫ﺴ ﻴ‬ ‫ﻭﺍﳉﲏ ﺟﻨ‪‬ﺎ. ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﷲ ﺳ ﱞ ﻟﻮ ﺃﻇﻬﺮﻩ ﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ.‬ ‫ﺮ‬ ‫‪ ‬ﻴ‬
‫-١٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﺃﻋﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ،‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺯﻋﻢ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺇﻻ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺭ‪‬ﺒﻮﻩ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ ﻷﻥ‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﻭﱂ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺒﺤﺚ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻬﺪ ﳍﻢ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ‬ ‫ﺑﺄ‪‬ﻢ ﺧﲑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺫﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺇﻗﻼﻉ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ‬ ‫ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﳌﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﺢ ﻏﻮﺍﺋﻠﻪ.‬ ‫ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺭ ﺛﻨﺎ ﺻﺎﱀ ﺍﻟﺮﹼﺎﻩ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺍﺑﻴﺴﻲ ﺧﺎﱄ، ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻗﺎﻝ ﻟﺒﻨﻴﻪ: ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﺃﻋﻠﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻣﲏ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺘﺘﻬﻤﻮﻧﲏ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﱐ ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺃﺗﻘﺒﻠﻮﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﲟﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﺈﱐ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﳊﻖ ﻣﻌﻬﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻌﺎﱄ ﺍ ﹸﻮﻳﲏ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻘﺪ ﺟﻠﺖ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺟﻮﻟﺔ ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﻢ ﻭﺭﻛﺒﺖ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻭﻏﺼﺖ ﰲ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﻧ ‪‬ﻮﺍ ﻋﻨﻪ؛ ﻛ ﱡ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﳊﻖ ﻭﻫﺮﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻬ‬ ‫ﻭﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﺭﺟﻌﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻞ ﺇﱃ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﳊﻖ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ. ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﺪﺭﻛﲏ ﺍﳊﻖ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﺑﻠﻄﻴﻒ ِﺑ ‪‬ﻩ ﻓﺄﻣﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﻭﳜﺘﻢ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻣﺮﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻹﺧﻼﺹ:‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﺎﻟﻮﻳﻞ ﻻ ﺑﻦ ﺍﳉﻮﻳﲏ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻳﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺸﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻓﻠﻮ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﺒﻠﻎ ﰊ‬ ‫ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﻏﻠﺖ ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺃﻧﺎ ﺃﻗﻄﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻭﻣﺎ ﻋﺮﻓﻮﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉﻮﻫﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ، ﻓﺈﻥ ﺭﺿﻴﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻓﻜﻦ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﺃﻭﱃ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻓﺒﺌﺲ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺪ ﺃﻓﻀﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻹﳊﺎﺩ، ﺗﺸﻢ ﺭﻭﺍﺋﺢ‬
‫-٢٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻹﳊﺎﺩ ﻣﻦ ﻓﻠﺘﺎﺕ ﻛﻼﻡ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ، ﻭﺃﺻﻞ ﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﻣﺎ ﻗﻨﻌﻮﺍ ﲟﺎ ﻗﻨﻌﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ‬ ‫ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﻬﺑﺎ، ﻭﻻ ﺃﺧﺮﺝ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﳋﻠﻘﻪ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻷﻣﻮﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺪ ﺑﺎﻟﻐﺖ ﰲ ﺍﻷﻭﻝ ﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮﻱ، ﰒ ﻋﺪﺕ ﺍﻟﻘﻬﻘﺮﻯ ﺇﱃ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻜﺘﺐ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﺃﺳﻠﻢ ﻷ‪‬ﻢ ﳌﺎ ﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﱂ ﻳﺸﻬﺪﻭﺍ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻼﺕ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﻓﻮﻗﻔﻮﺍ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺟﻨﺤﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻭﺃﺫﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺄﻥ ﻓﻮﻗﻪ ﺣﻜﻤﺔ ﺇﳍﻴﺔ ﻓﺴﻠﻢ.‬ ‫ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ: ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ‪‬ﻌﺮﻑ، ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ‪‬ﺬﻛﺮ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻫﻞ ﺷﻐﻒ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪ ‬ﻳ‬ ‫ﺑﺎﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻨﻔﻊ؟ ﻫﻞ ﺩﻋﺎﻩ ﺩﺍﻉ ﺇﱃ ﺇﻓﺎﺿﺔ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ؟ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻟﻠ ‪‬ﺍﻋﻲ ﻋﻮﺍﺭﺽ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟ ﱠﺍﺕ ﻭﺗﻄﻠﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻣﺎ ﺗﻌﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺍﻟ ﹼﺍﺕ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻦ ﺷﻮﻕ ﺇﱃ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﲢﺼﻴﻞ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﳍﺎ ﻭﻫﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﳏﺘﺎﺟﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺳﻜﻦ ﺍﻟﺸﻐﻒ ﻭﻓﺘﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺍﻋﻲ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﳊﺎﺻﻞ ﻳﺴﻤﻰ ﻏﲎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﺪﱘ ﱂ ﻳﺰﻝ ﻣﻮﺻﻮﻓﹰﺎ ﺑﺎﻟﻐﲎ ﻣﻨﻌﻮﺗ‪‬ﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼﻝ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺍﻟﻐﻨ‪‬ﺔ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺰﺍﺩﺓ ﺃﻭ ﻋﺎﺭﺽ، ﰒ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﰲ ﺇﻧﻌﺎﻣﻪ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻣﺸﺤﻮﻧ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ ﻭﺍﻵﻻﻡ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺃﺫﻯ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻞ ﺑﺎﻹﻧﻌﺎﻡ ﺟﺎﺀ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﺮﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻗﺎﺩﺭ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻔﺎﺀ ﻭﻻ ﺻﻔﺎﺀ، ﻭﺭﺁﻩ ﻣﱰﻫ‪‬ﺎ ﺑﺄﺩﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟ‪‬ﺨﻞ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﳌﻨﻊ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬ﱠ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﲢﺼﻴﻠﻪ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺩﻓﻊ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺃﻭﱃ. ﻭﺇﳕﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﳋﻠﻖ ﺍﻗﺘﻀﺎﺅﻩ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﳌﻀﺎﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻗﺪﺭﺗﻪ، ﻭﻟﻮ ﻣﺰﺟﻮﺍ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻻﻗﺘﻀﺖ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ‬ ‫ﲝﺴﺐ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻓﻌﺎﺷﻮﺍ ﰲ ﲝﺒﻮﺣﺔ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﺑﻼ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻒ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻓﺤﻤﻠﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﳊﺲ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺇﻥ ﺍﷲ‬ ‫ﺟﺴ ‪ ،‬ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﺍﳊﻜﻢ، ﻭﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻭﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻢ‬ ‫ﺍﳋﻠﻴﻞ، ﻭﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ.‬
‫-٣٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰒ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺟﺴﻢ ﻛﺎﻷﺟﺴﺎﻡ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻛﺎﻷﺟﺴﺎﻡ، ﰒ‬ ‫ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻧﻮﺭ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟ ‪‬ﺒﻴﻜﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﺍﳊﻜﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﺒﺎﺭ ﺑﺸﱪ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫)ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮ‪‬ﺍ ﻛﺒﲑﺍ(، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﲢﺖ ﺍﻟﺜﺮﻯ ﺑﺸﻌﺎﻉ ﻣﺘﺼﻞ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﳌﺮﺋﻲ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﺃﻋﺠﺐ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺣﺪﻩ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﺒﺎﺭ، ﺣﱴ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﺟﻌﻠﻪ ﻛﺎﻵﺩﻣﻴﲔ،‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﻭﺍﻵﺩﻣﻲ ﻃﻮﻟﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﺒﺎﺭ ﺑﺸﱪ ﻧﻔﺴﻪ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ، ﻋﻦ ﺍﳉﺎﺣﻆ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﺃﻥ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻜﻢ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﰲ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﲬﺴﺔ ﺃﻗﺎﻭﻳﻞ، ﻗﻄﻊ ﰲ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﻣﻌﺒﻮﺩﻩ ﺃﺷﱪ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺒﻌﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﺷﺒﺎﺭ؛ ﻓﺈﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟ ‪‬ﺒﻴﻜﺔ، ﻭﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﹼﻮﺭﺓ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺔ ﺍﻻﺳﺘﺪﺍﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﺗﻴﺘﻬﺎ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻫﻮ‬ ‫ﻣﺘﻨﺎﻫﻲ ﺍﻟ ﱠﺍﺕ ﺣﱴ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﳉﺒﻞ ﺃﻛﱪ ﻣﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻪ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﻫﻮ.‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻨﻘﺾ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟ‪‬ﻮﺣﻴﺪ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﻫﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﳌﻦ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﺟﻨﺲ ﻭﻟﻪ ﻧﻈﺎﺋﺮ ﻓﻴﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺩ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻳﺒﺎﻥ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺬﻱ ﺟﻨﺲ ﻭﻻ ﻣﺜﻞ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻥ ﺫﺍﺗﻪ‬ ‫ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ، ﻭﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﲎ ﺃﻧﻪ ﺫﺍﻫﺐ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺑﻼ ‪‬ﺎﻳﺔ. ﺇﳕﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﲜﺴﻢ‬ ‫ﻭﻻ ﺟﻮﻫﺮ ﻓﺘﻠﺰﻣﻪ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ: ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﺃﻥ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭ‪‬ﻌﻴﻢ ﺑﻦ ‪‬ﺎﺩ‬ ‫ﲪ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻭﺩﺍﻭﺩ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﷲ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺃﺗﺮﻯ ﻫﺆﻻﺀ ﻛﻴﻒ ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﻭﱂ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﺎ ﳚﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺩﻣ‪‬ﲔ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺃﻭ ﺗﻠﻒ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﰒ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﺑﺄﻱ ﺩﻟﻴﻞ ﺃﺛﺒﺖ ﺣﺪﺙ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻓﻴﺪﻟﻚ ﺑﺬﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻘﺪﺗﻪ ﺟﺴﻤ‪‬ﺎ ﳏﺪﺛﹰﺎ ﻏﲑ ﻗﺪﱘ.‬
‫-٤٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍ‪‬ﺴﻤﺔ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ‪‬ﻤﺲ ﻭ‪‬ﻠﻤﺲ، ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻓﻴﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻳ‬ ‫ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﳝﺲ ﻭﻳﻠﻤﺲ ﻭﻳﻌﺎﻧﻖ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺇﻧﻪ ﺟﺴﻢ ﻫﻮ ﻓﻀﺎﺀ، ﻭﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻴﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﲰﻌﺎﻥ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻣﻌﺒﻮﺩﻩ ﻧﻮﺭ ﻛﱡﻪ، ﻭﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺭﺟﻞ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻬﻠﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﹸﻠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﲨﻴﻊ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﺇﻻ ﻭﺟﻬ ‪ ،‬ﻓﻘﺘﻠﻪ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ.‬ ‫‪‬ﻪ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺒﺠﻠﻲ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻣﻌﺒﻮﺩﻩ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺗﺎﺝ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﻮﺭ، ﻭﻟﻪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻭﻗﻠﺐ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺃﻋﻀﺎﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﳍﺠﺎﺀ، ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺈﻣﺎﻣﺔ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ‪‬ﺭﺍﺭﺓ ﺑﻦ ﺃﻋﲔ ﻳﻘﻮﻝ: ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻗﺎﺩﺭ‪‬ﺍ ﺣﻴ‪‬ﺎ ﻋﺎﳌﹰﺎ ﰲ ﺍﻷﺯﻝ ﺣﱴ ﺧﻠﻖ‬ ‫ﺯ ﹸ‬ ‫ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ، ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ: ﻫﻮ ﺟﺴﻢ ﳊﻢ ﻭﺩﻡ ﻭﻟﻪ ﺟﻮﺍﺭﺡ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﺃﺟﻮﻑ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﻣﺼﻤﺖ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﲔ ﻣﻊ ﺍﳊﺲ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍ ﹸﻤﺎﺳﺔِ،، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺰﻝ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻭﲢ ‪‬ﻙ، ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻟﺬﺍﺗﻪ ‪‬ﺎﻳﺔﹰ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﺃﻭﺟﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﻭﺍﳌﻘﺪﺍﺭ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﺪﱡﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﻳﱰﻝ ﺍﷲ ﺇﱃ ﲰﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ...«)١(، ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﱰﻝ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﻮﻕ.‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﲪﻠﻮﺍ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﳊﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻪ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸ‪‬ﻬﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲪﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﳊﺲ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﲨﻬﻮﺭ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﺍﳌﺴﻤﻰ‬ ‫»ﲟﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺻﻮﻝ« ﻭﺭﲟﺎ ﲣ‪‬ﻞ ﺑﻌﺾ ﺍ ﹸﺸ‪‬ﻬﺔ ﰲ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳊﻖ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﳌﺎ‬ ‫‪‬ﳌ ﺒ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻳﺮﺍﻩ ﰲ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻓﻴﻤﱢﻠﻪ ﺷﺨﺼ‪‬ﺎ ﻳﺰﻳﺪ ‪‬ﺴ‪‬ﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ‪‬ﺴﻦ ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻘﻮﻕ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺣ ٍ‬ ‫‪‬ﺣ ‪‬‬ ‫ﺜﹸ ‪‬‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﳝﺜﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺎﺩﺓ ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﺗﻮﻗﻪ ﻭﻳﺘﺼﻮﺭ ﺭﻓﻊ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻓﻴﻘﻠﻖ ﻭﻳﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺅﻳﺔ ﻓﻴﻐﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺰ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٤٩٤٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٨٥٧/٨٦١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
‫-٥٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻳﺴﻤﻊ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻧﻪ ‪‬ﺪﱐ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺇﻟﻴﻪ)١( ﻓﻴﺨﺎﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻛﻤﺎ ﳚﺎﻟﺲ ﺍﳉﻨﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺟﻬﻞ ﺑﺎﳌﻮﺻﻮﻑ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﷲ ﻭﺟﻪ ﻫﻮ ﺻﻔﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺫﺍﺗﻪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:‬ ‫﴿ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻭﺟﻪ ﺭﺑﻚ﴾ ]ﺍﻟﺮﲪﻦ: ٧٢[ ﻭﻟﻪ ‪‬ﻳﺪ ﻭﻟﻪ ﺃﺻﺒﻊ ﻟﻘﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺇﺻﺒﻊ«)٢( ﻭﻟﻪ ﻗﺪﻡ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺇﳕﺎ ﺍﺳﺘﺨﺮﺟﻮﻩ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳊﺲ.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﻔﺴﲑ ﻭﻻ ﻛﻼﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﺆﻣﻦ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻻ ﺃﻧﻪ ﺻﻔﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺴﺮ ﺍﻵﻳﺔ ﺍ ﹸﺤﻘﻘﻮﻥ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺭﺑﻚ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻭﺟﻬﻪ﴾ ]ﺍﻟﻜﻬﻒ: ٨٢[ ﻳﺮﻳﺪﻭﻧﻪ، ﻭﻣﺎ‬ ‫ﻳﺆﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ: »ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﲔ ﺇﺻﺒﻌﲔ«، ﺃﻥ ﺍﻹﺻﺒﻊ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ‬ ‫ﺍﳌﻘﱢﺒﺔ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﻭﺃﻥ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻹﺻﺒﻌﲔ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﺻﺎﺣ‪‬ﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﺷﺎﺀ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻠﹸ‬ ‫ﺻﻔﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﻩ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﻣﺮﺍﺩ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﰒ ﺫﺍﺕ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺠﺰﻯﺀ ﻭﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺴﺎﳌﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﻴﺖ ﻳﺄﻛﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﱪ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻭﻳﻨﻜﺢ‬ ‫ﻷ‪‬ﻢ ﲰﻌﻮﺍ ﺑﻨﻌﻴﻢ ﻭﱂ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺇﻻ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻮ ﻗﻨﻌﻮﺍ ﲟﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻣﻦ »ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﲡﻌﻞ ﰲ ﺣﻮﺍﺻﻞ ﻃﲑ ﺗﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ ﺍﳉﻨﺔ«)٣(، ﻟﺴﻠﻤﻮﺍ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺃﺿﺎﻓﻮﺍ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٤١٥٧(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٥٠١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٣١٥٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ )٦٨٧٢/٩١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﰱ ﺍﳌﻮﻃﺄ ١/٠٤٢، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٢٧٠٢(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﻓﻀﻞ‬ ‫ﺍﳉﻬﺎﺩ )١٤٦١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٩٤٤١(، ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )١٧٢٤(،‬ ‫ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٥٥٤ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٥٩٩(.‬
‫-٦٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﳉﺴﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﳍﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻣﺮﺽ ﻳﻀﺎﻫﻲ ﺍﻻﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﻠﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻪ ﰲ ﺍﳍﺎﻡ ﻭﺍﻟﺼﺪﻯ، ﻭﺍﳌﻜﺎﳌﺔ ﳍﺆﻻﺀ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍ ﹸﺪﺍﺭﺍﺓ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻻﺳﺘﺸﻌﺎﺭﻫﻢ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ‪‬ﻔﺴﺪﻫﻢ، ﻭﺇﳕﺎ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻟﺘﺮﻛﻬﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﳌﻄﺎﺑﻖ ﻷﺩﱠﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻓﺈﻧﻪ ﳌﺎ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻟﻠﻤﻴﺖ ‪‬ﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﺇﱃ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋِ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻘﱪ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺴﺪ ‪‬ﻨ ‪‬ﻤﺔ ﺑﻨﻌﻴﻢ ﺍﳉﻨﺔ ‪‬ﻌ ﱠﺑﺔ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫ﻣﺬﹲ‬ ‫ﻣﻌ ﹲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻗﺪ ﻋِﺒﺖ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻘﻠﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ؟‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺗﺎﺑﻌﻮﻫﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﺑﻪ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﻔﺴﲑ ﻭﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲝﺚ ﻋﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﻛ ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ: ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﺣﻜﻤﺖ ﳐﻠﻮﻗﹰﺎ ﺇﳕﺎ ﺣﻜﻤﺖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﻧﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‪ ‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﳌﺴﻤﻮﻉ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺣﱴ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ﴾ ]ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ: ٦[، ﻭﺃﻧﻪ ﰲ ﺍﳌﺼﺎﺣﻒ ﻟﻘﻮﻟﻪ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﰱ ﺭﻕ ﻣﻨﺸﻮﺭ﴾ ]ﺍﻟﻄﻮﺭ: ٣[، ﻭﻻ ﻧﺘﻌﺪﻯ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﻻ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺑﺮﺃﻳﻨﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻨﻬﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﺃﻭ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻟﺌﻼ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻻ‪‬ﺒﺎﻉ ﻟﻠﺴﻠﻒ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ.‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﳑﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﰒ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍ ﹸﺤﺪﺛﺔ.‬ ‫ﳌ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟ ﱡﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻄﱪﻱ،‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ‬ ‫ﺍﳊﻀﺮﻣﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺒﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺸ‬
‫-٧٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺗﺴﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ: ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻓ‪‬ﺴﺘﺘﺎﺏ، ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺏ ﻭﺇﻻ ‪‬ﺮﺑﺖ‬ ‫ﺿ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬ﻨﻘﻪ.‬ ‫ﻋ ﹸ‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺭ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ﱡﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﱪﻱ،‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﻫﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﻬﺪﻱ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺑﺮﻗﺎﻥ، ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻗﺎﻝ ﻟﺮﺟﻞ: ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻓﻘﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟ ‪‬ﱯ ﰲ ﺍﻟﻜ‪‬ﺎﺏ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﰊ ﻭﺍﹾﻟﻪ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﺍﳘﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺘ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ: ﻭﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻋﻦ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻳﺘﻨﺎﺟﻮﻥ ﰲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎ ‪‬ﺔ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃ‪‬ﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ‬ ‫‪ ‬ﻧ‬ ‫ﻣ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺿﻼﻟﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺛﻨﺎ ﺧ ﱠﺩ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ: ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﺃﻧﻪ ﻛﺘﺐ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﻋﻤﺎﻟﻪ: ﺃﻭﺻﻴﻚ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﶈﺪﺛﻮﻥ ﺑﻌﺪﻩ ﲟﺎ ﻛ ﹸﻮﺍ ﻣﺆﻧﺘﻪ؛ ﻭﺍﻋﻠﻢ‬ ‫ﹸﻔ‬ ‫ﺃﻥ ﻣﻦ ﺳﻦ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﰲ ﺧﻼﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺍﻟﺰﻟﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌ ‪‬ﻖ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﺍﳌﺎﺿﲔ‬ ‫ﻤ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﺗﻮﻗﻔﻮﺍ ﻭﺗﺒﺼﺮ ﻧﺎﻗﺪ ﻗﺪ ﻛﻔﻮﺍ.‬ ‫‪ٍ‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ: ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺸﻒ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﻗﻮﻯ، ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺇﻻ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﻏﲑ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ﻭﺭﻏﺐ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻟﻘﺪ ﻗﺼﺮ ﺩﻭ‪‬ﻢ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻓﺨﻔﻮﻩ ﻭﻃﻤﺢ ﻋﻨﻬﻢ‬ ‫ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﻌﻠﻮﻩ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻔﻴﺎﻥ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٥/٨٨٣.‬
‫-٨٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﲟﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊ ‪‬ﺎﻟﻮﻥ، ﻭﺍﻟ‪‬ﺴﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ، ﻭﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻣﻦ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻫﺬﺍ ﻣﻘﺎﻡ ﻋﺠﺰ ﻻ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻓﻘﺪ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ﺟﻮﺍﺏ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫ﻫﺬﺍ، ﻭﻗﻠﻨﺎ: ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺿﺮﻭﺭﹲ، ﻷﻥ ﺑﻠﻮﻍ ﻣﺎ ﻳﺸﻔﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﱂ‬ ‫ﺓ‬ ‫‪‬ﺪﺭﻛﻪ ﻣﻦ ﻏﺎﺹ ﻣﻦ ﺍ ﹸﺘﻜﻠﻤﲔ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻛﻤﺎ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻨﻬﻢ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﺃﻭﻝ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭﺃﻗﺒﺤﻬﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﺫﻭ ﺍﳋﻮﻳﺼﺮﺓ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻓﻀﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ‪‬ﻤﺎﺭﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﻌﻘﺎﻉ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻳﻌﻤﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺍﳋﺪ‪‬ﺭﻱ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺚ ﻋﻠ ﱞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﺬﻫﺒﺔ ﰲ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﺩﱘ ﻣﻘﺮﻭﻅ)٢(، ﱂ ﲣﻠﺺ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﻬﺑﺎ، ﻓﻘﺴﻤﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﲔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺑﲔ: ﺯﻳ‪‬ﺪ ﺍﳋﻴﻞ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺍﻷﻗﺮﻉ ﺑﻦ ﺣﺎﺑﺲ، ﻭ ‪‬ﻴﻴﻨﺔ ﺑﻦ ﺣﺼﻦ، ﻭﻋﻠﻘﻤﺔ ﺑﻦ ‪‬ﻼﺛﺔ، ﺃﻭ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻄﻔﻴﻞ، ﺷﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻋ‬ ‫‪‬ﻤﺎﺭﺓ، ﻓﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﻏﲑﻫﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺃﻻ ﺗﺄﻣﻨﻮﱐ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻣﲔ ﻣﻦ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻳﺄﺗﻴﲏ ﺧﱪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺻﺒﺎﺣ‪‬ﺎ ﻭﻣﺴﺎﺀ«. ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﺭﺟﻞ ﻏﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ً‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺸﺮﻑ ﺍﻟﻮﺟﻨﺘﲔ ﻧﺎﺗﻰﺀ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻛ ﱡ ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ‪‬ﺸ ‪‬ﺮ ﺍﻹﺯﺍﺭ ﳏﻠﻮﻕ ﺍﻟﺮﺃﺱ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍ‪‬ﻖ ﺍﷲ ﻳﺎ‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ﻤ‪‬‬ ‫ﺚ‬ ‫ُ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ. ﻓﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻭﳛﻚ ﺃﻟﻴﺲ ﺃﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻲ ﺍﷲ ﺃﻧﺎ«، ﰒ ﺃﺩﺑﺮ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻻ ﺃﺿﺮﺏ ‪‬ﻨﻘ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻓﻠﻌﻠﻪ ﻳﺼﻠﻲ«. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻪ‬ ‫‪ ‬ﻋ ﹶﻪ‬ ‫ﺭ ‪ ‬ﺼﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﱐ ﱂ ﺃﺅﻣﺮ ﺃﻥ ﹸﻧ ﱢﺐ ﻋﻦ‬ ‫ﺃﻘ‬ ‫‪‬ﺏ ﻣ ٍ ﹸ‬ ‫ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﺃﺷﻖ ﺑﻄﻮ‪‬ﻢ«. ﰒ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻫﻮ ‪‬ﻘﻒ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ: »ﺇﻧﻪ ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٧/٠٣.‬ ‫)٢( ﰱ ﺃﺩﱘ ﻣﻘﺮﻭﻅ: ﺃﻯ ﰱ ﺟﻠﺪ ﻣﺪﺑﻮﻍ ﺑﺎﻟﻘﺮﻅ. ﻭﺍﻟﻘﺮﻅ: ﺣﺐ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﻏﻠﻒ ﻛﺎﻟﻌﺪﺱ،‬ ‫ﻣﻦ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﻌﻀﺎﻩ.‬
‫-٩٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺿﺌﻀﻲﺀ)١( ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻡ ﻳﻘﺮﺀﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﳚﺎﻭﺯ ﺣﻨﺎﺟﺮﻫﻢ، ﳝﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﳝﺮﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣ‪‬ﺔ«)٢(.‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ‪‬ﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺫﻭ ﺍ ﹸﻮﻳﺼﺮﺓ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻭﰲ ﻟﻔﻆ: ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫ﳋ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻋﺪﻝﹾ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻭﻳﻠﻚ ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺪﻝ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺃﻋﺪﻝ«)٣(. ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻭﻝ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﺧﺮﺝ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺁﻓﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﺭﺿﻲ ﺑﺮﺃﻱ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻟﻮ ﻭﻗﻒ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺭﺃﻱ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ.‬ ‫ﻭﺃﺗﺒﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛ ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃﺎﻟﺖ ﺍﳊﺮﺏ ﺑﲔ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﺭﻓﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﳌﺼﺎﺣﻒ ﻭﺩﻋﻮﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻋﻠﻲ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ: ﺗﺒﻌﺜﻮﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﺭﺟﻼ ﻭﻧﺒﻌﺚ ﻣﻨﺎ ﺭﺟﻼﹰ، ﰒ ﻧﺄﺧﺬ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻼ ﲟﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟ ﱠ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ: ﻗﺪ ﺭﺿﻴﻨﺎ، ﻓﺒﻌﺜﻮﺍ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ،‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻋﻠﻲ: ﺍﺑﻌﺚ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠ ﱞ: ﻻ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﹸﻭﱢﻟﻲ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ، ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫ﻲ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺭﺟﻼ ﻣﻨﻚ، ﻓﺒﻌﺚ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺃﺧﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺇﱃ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺮﻭﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﺑﻦ ﹸﺫﻳﻨﺔ: ‪‬ﺤ ﱢﻤﻮﻥ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻻ ‪‬ﻜﻢ ﺇﻻ ﷲ. ﻭﺭﺟﻊ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺻﻔﲔ، ﻓﺪﺧﻞ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺃ ﺗ ﻜ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭﱂ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻌﻪ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻓﺄﺗﻮﺍ ﺣ ‪‬ﻭﺭﺍﺀ)٤( ﻓﱰﻝ ﻬﺑﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻔﹰﺎ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬ﻜﻢ ﺇﻻ ﷲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻭﻧﺎﺩﻯ ﻣﻨﺎﺩﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﺃﻣﲑ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺷﺒﺚ ﺑﻦ ﺭﺑﻌﻲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﻭﺃﻣﲑ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﻜ ‪‬ﺍﺀ ﺍﻟﻴﺸ ﹸﺮﻱ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺗﺘﻌ‪‬ﺪ ﺇﻻ ﺃﻥ‬ ‫‪ ‬ﺒ‪‬‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺮﺽ ﺻﻌﺐ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﻞ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺩ ‪‬ﺳ‪‬ﻮﻳﻪِ، ﻧﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺛﲏ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ،‬ ‫‪‬ﺭ ﺘ‬ ‫)١( ﺿﺌﻀﺊ: ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺸﻰﺀ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٢٣٤٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٦٠١/٤٤١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻯ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٣٦١٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٣٦٠١/٢٤١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ.‬ ‫)٤( ﺣﺮﻭﺭﺍﺀ: ﻗﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ.‬
‫-٠١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﻋ ‪‬ﺎﺭ، ﻋﻦ ﲰﺎﻙ ﺃﰊ ‪‬ﻣﻴﻞ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﺇﻧﻪ ﳌﺎ ﺍﻋﺘﺰﻟﺖ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺩﺍﺭ‪‬ﺍ ﻭﻫﻢ ﺳﺘﺔ ﺁﻻﻑ ﻭﺃﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳜﺮﺟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ،‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﳚﻲﺀ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺧﺎﺭﺟﻮﻥ ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﻴﻘﻮﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺩﻋﻮﻫﻢ ﻓﺈﱐ ﻻ ﺃﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﺣﱴ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﱐ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ.‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺃﺑﺮﺩ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﻟﻌﱢﻲ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﹸﻛﱢﻤﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻛﻼ ﻭﻛﻨﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺄ ﻠ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺭﺟﻼ ﺣﺴﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﻻ ﺃﺅﺫﻱ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ، ﻓﺄﺫﻥ ﱄ ﻓﻠﺒﺴﺖ ‪‬ﱠﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ،‬ ‫‪ ‬ﺣﻠ ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺗﺮ ‪‬ﻠﺖ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﱂ ﺃﺭ ﻗ ﱡ ﺃﺷﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ‪‬ﺍ،‬ ‫ﻂ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟ ‪‬‬ ‫ﺟﺒﺎﻫﻬﻢ ﻗﺮﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺠﻮﺩ ﻭﺃﻳﺎﺩﻳﻬﻢ ﻛﺄ‪‬ﺎ ﺛﻔﻦ)١( ﺍﻹﺑﻞ، ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻤﺺ ﻣﺮ ‪‬ﻀﺔ‬ ‫ﹸ‪  ‬ﺣ ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫‪  ‬ﹲ‬ ‫‪‬ﺸ ‪‬ﺮﻳﻦ. ﻣﺴﻬﻤﺔ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﺮ، ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺮﺣﺒ‪‬ﺎ ﺑﺎ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ﻤ‬ ‫ﺟﺎﺀ ﺑﻚ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﺗﻴﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺻﻬﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ِ‬ ‫ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻫﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺘﺄﻭﻳﻠﻪ ﻣﻨﻜﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ: ﻻ ﲣﺎﺻﻤﻮﺍ ﻗﺮﻳﺸ‪‬ﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﴿ﺑﻞ ﻫﻢ ﻗﻮﻡ‬ ‫ﺧﺼﻤﻮﻥ﴾ ]ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ: ٨٥[، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﻟ‪‬ﻜﻠﻤ‪‬ﻨ ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ: ﻫﺎﺗﻮﺍ ﻣﺎ ﻧﻘﻤﺘﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻨ ﻪ‬ ‫ﺻﻬﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣ ‪ ،‬ﻭﻫﻢ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺘﺄﻭﻳﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺛﻼﺛﹰﺎ، ﻗﻠﺖ: ﻫﺎﺗﻮﺍ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻣﺎ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﺣ ﱠﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺇﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺇﻻ ﷲ﴾ ]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٧٥[، ﻓﻤﺎ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﳊﻜﻢ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻫﺬﻩ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻣﺎﺫﺍ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎﺗﻞ ﻭﻗﺘﻞ ﻭﱂ‬ ‫‪‬ﻳﺴﺐ ﻭﱂ ﻳﻐﻨﻢ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺆﻣﻨﲔ ﻓﻠﻢ ﺣﻞ ﻟﻨﺎ ﻗﺘﺎﳍﻢ ﻭﻗﺘﻠﻬﻢ ﻭﱂ ﳛﻞ ﻟﻨﺎ ﺳﺒﻴﻬﻢ؟ ﻗﻠﺖ:‬ ‫ﱠ‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻓﺈﻧﻪ ﳏﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﺈﻧﻪ ﻷﻣﲑ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ. ﻗﻠﺖ: ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻛﻔﺎﻧﺎ ﻫﺬﺍ.‬ ‫)١( ﺍﻟﺜﻔﻦ: ﲨﻊ ﺛﻔﻨﺔ ﺭﻛﺒﺔ ﺍﻟﺒﻌﲑ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﺎ ﳛﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﻏﻠﻆ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﱪﻭﻙ.‬
‫-١١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﻠﺖ ﳍﻢ: ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻜﻢ: ﺣ ﱠﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻣﺎ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻳﻨﻘﺾ ﻫﺬﺍ، ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻘﺾ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺃﺗﺮﺟﻌﻮﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ. ﻗﻠﺖ: ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺻ‪‬ﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﻪ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﰲ ﺭﺑﻊ ﺩﺭﻫﻢ ﲦﻦ ﺃﺭﻧﺐ ﻭﺗﻼ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ: ﴿ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺣﺮﻡ﴾‬ ‫]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٥٩[، ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻵﻳﺔ، ﻭﰲ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ: ﴿ﻭﺇﻥ ﺧﻔﺘﻢ ﺷﻘﺎﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺎﺑﻌﺜﻮﺍ ﺣﻜﻤﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺣﻜﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٥٣[، ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻵﻳﺔ، ﻓﻨﺸﺪﺗﻜﻢ ﺏ ﺍﷲ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ‬ ‫ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﰲ ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﰲ ﺣﻘﻦ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻡ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﰲ ﺃﺭﻧﺐ‬ ‫ﻭ‪‬ﻀﻊ ﺍﻣﺮﺃﺓ، ﻓﺄﻳﻬﻤﺎ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻓﻀﻞ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺑﻞ ﻫﺬﻩ. ﻗﻠﺖ: ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻜﻢ: ﻗﺎﺗﻞ ﻭﱂ ﻳﺴﺐ ﻭﱂ ﻳﻐﻨﻢ ﻓﺘﺴ‪‬ﻮﻥ ﹸﺃﻣ ﹸﻢ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬ ‫ﺒ ‪‬ﻜ‬ ‫ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻮ ﺍﷲ ﻟﺌﻦ ﻗﻠﺘﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺄ ‪‬ﻨﺎ ﻟﻘﺪ ﺧﺮﺟﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻭ ﺍﷲ ﻟﺌﻦ ﻗﻠﺘﻢ ﻟﻨﺴﺒﻴ‪‬ﻬﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﹸﻣ‬ ‫ﻭﻧﺴﺘﺤﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﺤﻞ ﻣﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﻟﻘﺪ ﺧﺮﺟﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺑﲔ ﺿﻼﻟﺘﲔ ﻷﻥ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺎﻝ: ﴿ﺍﻟﻨﱮ ﺃﻭﱃ ﺑﺎﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﺯﻭﺍﺟﻪ ﺃﻣﻬﺎ‪‬ﻢ﴾ ]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: ٦[،‬ ‫ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻜﻢ: ﳏﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﺄﻧﺎ ﺁﺗﻴﻜﻢ ﲟﻦ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﺍ ﹸﺪﻳﺒﻴﺔ ﺻﺎﱀ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺃﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﻭﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭٍ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻌﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﳊ‬ ‫ﻋﻨﻪ: ﺍﻛﺘﺐ ﳍﻢ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﻓﻜﺘﺐ ﳍﻢ ﻋﻠ ﱞ: ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻲ‬ ‫ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ: ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻟﻮ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻗﺎﺗﻠﻨﺎﻙ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ: » ﺍﷲ ﻡ ﺇﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﱐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻣﺢ ﻳﺎ ﻋﻠﻲ، ﺍﻛﺘﺐ: ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ«)١(، ﻓﻮ ﺍﷲ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺧﲑ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﻗﺪ ﳏﺎ ﻧﻔﺴﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺮﺟﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻟﻔﺎﻥ ﻭﺧﺮﺝ ﺳﺎﺋﺮﻫﻢ ﻓ ﹸﺘﻠﻮﺍ.‬ ‫ﻘ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﻭﻻﺩ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﰲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺩﺣﻴﻢ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺯﻡ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ )١٣٧٢، ٢٣٧٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ‬ ‫)٣٨٧١/٠٩٠٢٩( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﱪﺍﺀ ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ.‬
‫-٢١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻳﻌﲏ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﻰ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ‪‬ﺜﻴﻢ، ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻌﻘﺎﻉ ﺑﻦ ‪‬ﻤﺎﺭﺓ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﳋﻠﻴﻞ،‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻐﺔ، ﻋﻦ ﺟﻨﺪﺏ ﺍﻷﺯﺩﻱ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﻋﺪﻟﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﳋﻮﺭﺍﺝ ﻭﳓﻦ ﻣﻊ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﺇﱃ ﻣﻌﺴﻜﺮﻫﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﳍﻢ ﺩﻭ ﱞ ﻛﺪﻭﻱ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻱ‬ ‫ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳌﺎ ﺣ ﱠﻢ ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ‬ ‫ﻜ‬ ‫‪‬ﺭﻋﺔ ﺑﻦ ﺍﻟ‪‬ﺒﺮﺝ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﻭ ‪‬ﺮﹸﻮﺹ ﺑﻦ ‪‬ﻫﲑ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ ﻓﺪﺧﻼ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻻ ﻟﻪ: ﻻ ﺣﻜﻢ ﺇﻻ‬ ‫ﺯ ٍ‬ ‫ﺣﻗ‬ ‫ﺯ ﹸ‬ ‫ﷲ. ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲ: ﻻ ﺣﻜﻢ ﺇﻻ ﷲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﺮﻗﻮﺹ: ‪‬ﺐ ﻣﻦ ﺧﻄﻴﺌﺘﻚ ﻭﺍﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﺍﺧﺮﺝ ﺑﻨﺎ ﺇﱃ ﻋﺪﻭﻧﺎ ﻧﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﺣﱴ ﻧﻠﻘﻰ ﺭ‪‬ﻨﺎ ﻭﻟﺌﻦ ﱂ ﺗﺪﻉ ﲢﻜﻴﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ُﻗﺎﺗﻠ‪‬ﻚ ﺃﻃﻠﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺟﻪ ﺍﷲ. ﻭﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﰲ ﻣﱰﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷ ﻨ‬ ‫ﻭﻫﺐ ﺍﻟﺮﺍﺳﱯ ﻓﺤﻤﺪ ﺍﷲ ﻭﺃﺛﲎ ﻋﻠﻴﻪ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟ ‪‬ﲪﻦ ﻭﻳﻨﺴ‪‬ﻮﻥ ﺇﱃ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺍﻟﱵ ﺇﻳﺜﺎ ‪‬ﻫﺎ ﻋﻨﺎﺀ ﺁﺛﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﳊﻖ ﻓﺎﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﻨﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻜﺘﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ: ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺮﺟﻠﲔ‬ ‫ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺭ‪‬ﻀﻴﺎ ﺣﻜﻤﲔ، ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻔﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺍﺗﺒﻌﺎ ﺃﻫﻮﺍﺀﳘﺎ، ﻭﳓﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ.‬‫ﺗ‬ ‫ﻓﻜﺘﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻧﻚ ﱂ ﺗﻐﻀﺐ ﻟﺮﺑﻚ ﻭﺇﳕﺎ ﻏﻀﺒﺖ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻓﺈﻥ ﺷﻬﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻚ، ﻭﺇﻻ ﻓﻘﺪ ﻧﺎﺑﺬﻧﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ.‬ ‫ﻭﻟﻘﻲ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧ‪‬ﺎﺏ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻞ ﲰﻌﺖ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻚ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ‬ ‫ﺒ ٍ‬ ‫ﲢﺪﺛﻪ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﲢﺪﺛﻨﺎﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﲰﻌﺖ ﺃﰊ ﳛﺪﺙ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺃﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﻓﺘﻨﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻋﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺷﻲ، ﻭﺍﳌﺎﺷﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﻲ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺫﻟﻚ ﻓ ﹸﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺘﻮﻝ«)٢(. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻧﺖ ﲰﻌﺖ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻚ ﲢﺪﺛﻪ ﻋﻦ‬ ‫ﻜ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻯ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٧/٩٤٢.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ ﺑﺸﻮﺍﻫﺪﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٠١١ ﳐﺘﺼﺮ‪‬ﺍ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ )٥١٢٧(،‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٤/٠٦.‬
‫-٣١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻓﻘﺪﻣﻮﻩ ﺇﱃ ﺷﻔﲑ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻓﻀﺮﺑﻮﺍ ﻋ‪‬ﻘﻪ ﻓﺴﺎﻝ ﺩﻣﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﺷﺮﺍﻙ ﻧﻌﻞٍ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻨ ‪‬‬ ‫ﻭﺑﻘﺮﻭﺍ ﺑﻄﻦ ﺃﻡ ﻭﻟﺪﻩ ﻋﻤﺎ ﰲ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ‪‬ﺒﻠﻰ، ﻭﻧﺰﻟﻮﺍ ﲢﺖ ﳔﻞ ﻣﻮﺍﻗﲑ ﺑﻨﻬﺮﻭﺍﻥ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﻓﺴﻘﻄﺖ ‪‬ﻃﺒﺔ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺃﺣ ‪‬ﻫﻢ ﻓﻘﺬﻑ ﻬﺑﺎ ﰲ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﺃﺧﺬ‪‬ﺎ ﺑﻐﲑ ﺣﺪﻫﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺭ ﹲ‬ ‫ﻭﺑﻐﲑ ﲦﻨﻬﺎ ﻓﻠﻔﻈﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻴﻪ. ﻭﺍﺧﺘﺮﻁ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺳﻴﻔﻪ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻬﺰﻩ ﻓﻤﺮ ﺑﻪ ﺧﱰﻳﺮ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺬ ‪‬ﺔ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻓﻀﺮﺑﻪ ﺑﻪ ‪‬ﺠ ‪‬ﺑﻪ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﻓﺴﺎﺩ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻠﻘﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳋﱰﻳﺮ ﻓﺄﺭﺿﺎﻩ ﰲ ﲦﻨﻪ.‬ ‫ﻳ ﺮ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻗﺎﺗﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧ‪‬ﺎﺏ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻛﱡﻨ‪‬ﺎ ﻗﺘﻠ ‪ ،‬ﻓﻨﺎﺩﺍﻫﻢ ﺛﻼﺛﹰﺎ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﹸﻠ ﻪ‬ ‫ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺩﻭﻧﻜﻢ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﻤﺎ ﻟﺒﺜﻮﺍ ﺃﻥ ﻗﺘﻠﻮﻫﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ:‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﺄ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺍﺡ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺍﺡ ﺇﱃ ﺍﳉ‪‬ﺔ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺧﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﰒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ‪‬ﻠﺠﻢ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺫﻛﺮﻭﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﻬﺮﻭﺍﻥ ﻓﺘﺮﺣ ‪‬ﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻗﻨﻌﻨﺎ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻲﺀ ﺑﻌﺪ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﳜﺎﻓﻮﻥ ﰲ ﺍﷲ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ‬ ‫ﻓﻠﻮ ﺃ‪‬ﺎ ﺷﺮﻳﻨﺎ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﷲ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻨﺎ ﻏﲑ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻀ ﱠﻝ ﻓﺜﺄﺭﻧﺎ ﻬﺑﻢ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﻭﺃﺭﺣﻨﺎ‬ ‫‪‬ﻼ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎﺥ ﻟﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻧ‪‬ﺪﺏ ﺛﻼﺛﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ: ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ‪‬ﻠﺠﻢ ﻭﺍﻟ‪‬ﺮﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﲟﻜﺔ ﻭﺗﻌﺎﻫﺪﻭﺍ ﻭﺗﻌﺎﻗﺪﻭﺍ ﻟﻨﻘﺘﻠﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ: ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ، ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺹ، ﻭﻧﺮﻳﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻠﺠﻢ: ﺃﻧﺎ ﻟﻜﻢ ﺑﻌﻠ ‪ ،‬ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﱪﻙ: ﺃﻧﺎ ﻟﻜﻢ ﲟﻌﺎﻭﻳﺔ،‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮﻭ: ﺃﻧﺎ ﻟﻜﻢ ﺑﻌﻤﺮﻭ. ﻓﺘﻮﺍﺛﻘﻮﺍ ﺃﻻ ﻳﻨﻘﺾ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺟﻼ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ، ﻓﻘﺪﻡ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻲ‬ ‫‪‬ﻠﺠﻢ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﺧﺮﺝ ﻋﻠ ﱞ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻓﻀﺮﺑﻪ ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﺇﱃ ﻗﺮِﻧﻪ ﻭﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺩﻣﺎﻏﻪ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻻ ﻳﻔﻮﺗ‪‬ﻜﻢ ﺍﻟ ‪‬ﺟﻞ. ﻓﹸﺧﺬ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﹸﻠﺜﻮﻡ: ﻳﺎ ﻋﺪ ‪ ‬ﺍﷲ، ﻗﺘﻠﺖ ﺃﻣﲑ‬ ‫‪‬ﻭ‬ ‫‪‬ﻛ ٍ‬ ‫ﺄ‬ ‫ﻨ ﹸ‪ ‬ﺮ‬
‫-٤١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻗﺘﻠﺖ ﺇﻻ ﺃﺑﺎﻙِ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻭﺍﷲ ﺇﱐ ﻷﺭﺟﻮ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺄ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻢ ﺗﺒﻜﲔ ﺇﺫﻥ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﻟﻘﺪ ﲰﻤ‪‬ﺘﻪ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ ﻳﻌﲏ ﺳﻴﻔﻪ، ﻓﺈﻥ ﺃﺧﻠﻔﲏ ﻓﺄﺑﻌﺪﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺱ‬ ‫ﺍﷲ ﻭﺃﺳﺤﻘﻪ.‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﻋﻠ ﱞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﹸﺧﺮﺝ ﺍﺑﻦ ﻣﻠﺠﻢ ﻟﻴﻘﺘﻞ، ﻓﻘﻄﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﻳﺪﻳﻪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻭﺭﺟﻠﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﳚﺰﻉ ﻭﱂ ﻳﺘﻜﻠﻢ. ﻓﻜﺤﻞ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﲟﺴﻤﺎﺭ ﳏﻤﻲ ﻓﻠﻢ ﳚﺰﻉ، ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻘﺮﺃ ﴿ﺍﻗﺮﺃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﺳﻢ ﺭﺑﻚ ﺍﻟﺬﻯ ﺧﻠﻖ * ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻖ﴾ ]ﺍﻟﻌﻠﻖ: ١-٢[، ﺣﱴ ﺧﺘﻤﻬﺎ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻟﺘﺴﻴﻼﻥ، ﻓﻌﻮﰿ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻓﺠﺰﻉ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﱂ ﲡﺰ ‪‬؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ‬ ‫ﻉ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻮﺍﺗ‪‬ﺎ ﻻ ﺃﺫ ﹸﺮ ﺍﷲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺃﲰﺮ ﰲ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﺃﺛﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺠﻮﺩ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﳌﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﳊﺴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ‪‬ﺼﺎﱀ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺍﳉ ‪‬ﺍﺡ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﺷﺮﻛﺖ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﻙ ﺃﺑﻮﻙ ﰒ ﻃﻌﻨﻪ ﰲ ﺃﺻﻞ ﻓﺨﺬﻩ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ ‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﲣﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﳍﻢ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﳐﺘﻠﻔ ﹲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﻦ‬ ‫‪ ‬ﺔ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﳓﻦ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﻣﺎ ﺩﻣﻨﺎ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻓﻨﺤﻦ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ. ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻭﳐﺎﻟﻔﻮﻧﺎ ﰲ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ، ﻭﻣﺮﺗﻜﺒﻮ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻨﺎ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻛﻔﺮﺓ. ﻭﺃﺑﺎﺡ ﻫﺆﻻﺀ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺒﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺣﻜﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮ‪‬ﻙ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﳒﺪﺓ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﳊﻨﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﺨﺎﻟﻒ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﻦ ﺍﻷﺯﺭﻕ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺘﺤﺮﱘ ﺩﻣﺎﺀ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺃﻣﻮﺍﳍﻢ، ﻭﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘﻴﻪ ﻳﻌﺬﺑﻮﻥ ﰲ ﻏﲑ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ،‬ ‫ﻭﺃﻥ ﺟﻬﻨﻢ ﻻ ‪‬ﻌﺬﺏ ﻬﺑﺎ ﺇﻻ ﳐﺎﻟﻔﻮﻩ ﰲ ﻣﺬﻫﺒﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻗﻮﻡ ﻛﻔﺎﺭ ﻭﲢﻞ‬ ‫ﻳ ﱠ ‪‬‬ ‫ﻟﻨﺎ ﻣﻨﺎﻛﺤﺘﻬﻢ ﻭﻣﻮﺍﺭﺛﺘﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺑﺪﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﺃﻥ‬ ‫ﺭﺟﻼ ﺃﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻳﺘﻴﻢ ﻓﻠﺴﲔ ﻭﺟﺒﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻭﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﳍﻢ ﻗﺼﺺ ﺗﻄﻮﻝ ﻭﻣﺬﺍﻫﺐ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﳍﻢ ﱂ ﺃﺭ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻞ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﻭﺇﳕﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺣﻴﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳊﻤﻘﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ‬ ‫ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﺍﺳﺘﺤﱡﻮﺍ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﱂ ﻳﺴﺘﺤﹼﻮﺍ ﺃﻛﻞ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻠ‬
‫-٥١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲦﺮﺓ ﺑﻐﲑ ﲦﻨﻬﺎ ﻭﺗﻌﺒﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺳﻬﺮﻭﺍ ﻭﺟﺰﻉ ﺍﺑﻦ ‪‬ﻠﺠﻢ ﻋﻨﺪ ﻗﻄﻊ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺕ‬ ‫ﻣﹾ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﺬﻛﺮ. ﻭﺍﺳﺘﺤﻞ ﻗﺘﻞ ﻋﻠﻲ ﻛ ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ.‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﰒ ﺷﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻴﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ، ﻭﻻ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﻌﻠﻤﻬﻢ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺃ‪‬ﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﳋﻮﻳﺼﺮﺓ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻋﺪﻝ ﻓﻤﺎ ﻋﺪﻟﺖ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻴﻬﺘﺪﻱ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺨﺎﺯﻱ، ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳋﺬﻻﻥ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺮﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺍ ﹸﺪﺭﻱ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﳋ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﳜﺮﺝ ﻗﻮﻡ ﻓﻴﻜﻢ ﲢﻘﺮﻭﻥ ﺻﻼﺗﻜﻢ ﻣﻊ ﺻﻼ‪‬ﻢ ﻭﺻﻴﺎﻣ ﹸﻢ ﻣﻊ‬ ‫ﻜ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺻﻴﺎﻣﻬﻢ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻣﻊ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﳚﺎﻭﺯ ﺣﻨﺎﺟﺮﻫﻢ ﳝﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺮﻭﻕ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻣ‪‬ﺔ«)١(. ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﺮﻴ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟ ﱡﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﺛﻨﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻧﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺒﺸﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ‬ ‫ﺍﻷﺯﺭﻕ، ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﻭﰱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫»ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻛﻼﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻱ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺃﻧﻪ ﻻ ﲣﺘﺺ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺑﺸﺨﺺ ﺇﻻ ﺃﻥ ﳚﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﺳﺘﺘﺎﺑﺔ ﺍﳌﺮﺗﺪﻳﻦ )١٣٩٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٦٠١/٧٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻯ.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٥٥٣، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٣٧١( ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻮﺻﲑﻯ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺛﻘﺎﺕ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻋﺎ«، ﻟﻜﻦ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺁﺧﺮ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٢٨٣، ﻭﺍﳊﻜﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٣/١٧٥، ﻭﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻦ ﺃﰉ ﺃﻣﺎﻣﺔ، ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻻﺑﻦ ﺃﰉ‬ ‫ﻋﺎﺻﻢ )٤٠٩، ٥٠٩(.‬
‫-٦١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﻣﺎﻣ‪‬ﺎ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻄﻴ‪‬ﺎ)١( ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻱ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺴﲔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺒﻴﺢ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ. ﰒ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻘﺪﺭ‪‬ﺔ ﰲ ﺯﻣﻦ‬ ‫ﻳﹸ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺤﺎﺑﺔ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻌﺒﺪ ﺍ ﹸﻬﲏ ﻭﻏﻴﻼﻥ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻭﺍﳉﻌﺪ ﺑﻦ ﺩﺭﻫﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬ﳉ ‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻭﻧﺴﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻮﺍﻝ ﻣﻌﺒﺪ ﺍ ﹸﻬﲏ ﻭﺍﺻﻞ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻭﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ، ﻭﰲ ﺫﻟﻚ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ ﳉ‬ ‫ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺣﺪﺛﺖ ﺳﻨﺔ ﺍ ﹸﺮﺟﺌﺔ ﺣﲔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﻀﺮ ﻣﻊ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻔﺮ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻃﺎﻋﺔ.‬ ‫ﰒ ﻃﺎﻟﻌﺖ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﰊ ﺍ ﹸﺬﻳﻞ ﺍﻟﻌ ﱠﻑ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﻣﻌﻤﺮ ﻭﺍﳉﺎﺣﻆ ﻛ‪‬ﺐ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ‬ ‫ﹸﺘ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﹸ ﹸ ﳍ‬ ‫ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ، ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺧﻠﻄﻮﻩ ﺑﺄﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﺜﻞ ﻟﻔﻆ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ‬ ‫ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺃﻇﻬﺮﻭﻫﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﲞﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﲰﻲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻓﺼﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﺗﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺍﻟ ‪‬ﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻮﻡ: ﻫﻲ ﻣﻌﺎﻥ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﱠﺍﺕ ﻭﻧﻔﺘﻬﺎ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻋﺎﱂ ﻟﺬﺍﺗﻪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺬ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﺩﺭ ﻟﺬﺍﺗﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﳉ‪‬ﺎﺋ ‪ ‬ﰒ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﻋﻨﻪ ﺇﱃ ﻣﺜﺒﱵ‬ ‫ﹸﺒ ﻲ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻔﺎﺕ، ﰒ ﺃﺧﺬ ﺑﻌﺾ ﻣﺜﺒﱵ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﰲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﻭﺍﷲ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﳍﺎﺩﻱ ﳌﺎ ﻳﺸﺎﺀ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻛﻤﺎ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺣﱴ ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ، ﲪﻞ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻠﻮ ﰲ ﺣ‪‬ﻪ ﻓﺰﺍﺩﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻮ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺍﻹﻟﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻮ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﲪﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺐ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﱴ ﺇﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻛ ﱠﺮ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ، ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﺍﻟﱵ ‪‬ﻳﺮ‪‬ﻏﺐ ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺸﲑ ﺇﱃ ﺑﻌﻀﻬﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺙ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺍﻷﻧﺒﺎﻁ: ﺷﻌﺐ ﺳﺎﻣﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺩﻭﻟﺔ ﰱ ﴰﺎﻝ ﺷﺒﻪ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻋﺎﺻﻤﺘﻬﻢ »ﺳﻠﻊ«. ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻞ‬ ‫ﺃﺧﲑ‪‬ﺍ ﰱ ﺃﺧﻼﻁ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻭﺑﺎﺷﻬﻢ.‬
‫-٧١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻭﺃﰊ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﳌﺎﺯﱐ‬ ‫ﻭﻏﲑﳘﺎ، ﻭﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻷﺳﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ﺍﻷﲪﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﻫﻮ ﺍﷲ، ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮ‪‬ﺍ ﻛﺒﲑ‪‬ﺍ. ﻭﺑﺎﳌﺪﺍﺋﻦ‬ ‫ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻹﺳﺤﺎﻗﻴﺔ ﻳﻨﺴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻄﻴﺐ: ﻭﻭﻗﻊ ﺇﱄ ﻛﺘﺎﺏ ﻷﰊ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ ﻣﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﰲ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻼﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﺘﻜﻠﻤﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ، ﻓﺬﻛﺮ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻼﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﳑﻦ ﺟﺮﻩ ﺍﳉﻨﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻐﻠ ‪ ‬ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﹸﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻐ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻷﲪﺮ، ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﻫﻮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻈﻬﺮ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻓﻬﻮ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﳊﺴﲔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺚ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻛﺎﻧﺎ ﻛﺎﻓﺮﻳﻦ،‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺍﺭﺗﺪﺍ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺘ ‪‬ﻱ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻋﻠﻲ.‬ ‫ﱪ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟ‪‬ﺘ ‪‬ﺅ ﳑﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﰲ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ، ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ‬ ‫ﱪ‬ ‫ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﻓﻀﻮﻩ ﻓﺴﻤﻮﺍ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻓﻀﺔ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﰱ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﰒ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﻠﻲ ﰒ ﺇﱃ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﰒ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻯ ﰒ ﺇﱃ ﺍﺑﻨﻪ ﳏﻤﺪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺜﺎﱏ ﻋﺸﺮ، ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺬﻯ‬ ‫ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﱂ ﳝﺖ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮﺟﻊ ﰱ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻴﻤﻸ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺪﻻﹰ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺠﻠﻰ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ﻭﻳﺪﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻴﻔﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﻋﺮﺝ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ‬ ‫ﻓﻤﺴﺢ ﺍﻟﺮﺏ ﺑﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ، ﻭﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻜﺴﻒ ﺍﻟﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ: ﺍﳉﻨﺎﺣﻴﺔ، ﻭﻫﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ ﺫﻱ ﺍﳉﻨﺎﺣﲔ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﻟﻪ ﺩﺍﺭﺕ ﰲ ﺃﺻﻼﺏ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺇﱃ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﱃ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻭﺃﻧﻪ ﱂ ﳝﺖ، ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻨﺘﻈﺮ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ: ﺍﻟ ‪‬ﺮﺍﺑﻴﺔ ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﺷﺮﻛﺔ ﻋﻠﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻐ‬
‫-٨١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﺍ ﹸﻔ ‪‬ﺿﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺧﻠﻖ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﰒ ﻓ ‪‬ﺽ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﳌﻮ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﺍﻟ ﱠﻣﺎﻣ‪‬ﺔ: ﻳﺬ ‪‬ﻮﻥ ﺟﱪﻳﻞ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻛﺎﻥ ﻣﺄﻣﻮﺭ‪‬ﺍ ﺑﺎﻟ‪‬ﺰﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺬ ﻴ ﹸﻣ‬ ‫ﻓﱰﻝ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻇﻠﻢ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻣﲑﺍﺛﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴ ﱠﺎﺡ ﺃﻧﻪ ﺧﻄﺐ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻡ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ،‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺃﹶﻋ‪‬ﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﲏ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﻇﻠﻤﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻇﻠﻤﲏ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺣﲔ ﺃﺧﺬ ﻓﺪﻙ ﻣﻦ ﻓﺎﻃﻤﺔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻭﺩﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻤﻜﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺪﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺩﺍﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻤﻜﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺪﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺩﺍﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻇﻠﻤﻜﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺪﻩ؟ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻜﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﻬﺮﺏ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﰲ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫‪ ‬ﱠ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻣﺮ ﻏﺎﺋﺐ ﻋ‪‬ﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺜﻖ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﻘﻞ ﺍﻟﺴﻠﻒ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺟﻮﺩﺓ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻜﺄﻧﻨﺎ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﺜﻖ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﺃ‪‬ﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺑﺪﺃﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﻈﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﰲ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﻭﺍﺑﻨﺘﻪ ﰲ ﺇﺭﺛﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺇﻻ ﻟﺴﻮﺀ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﰲ ﺍﳌﺘﻮﰱ، ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺣﻔﻆ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻭﺫﺭﻳﺘﻬﻢ.‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ: ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﺳﺘﺤﱡﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺪﻩ ﺧﺎﺑﺖ ﺁﻣﺎﻟﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﻬﺑﻢ.‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﳏﺼﻮﻝ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﳍﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺧ‪‬ﺒﻨ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ، ﻭﺯﺍﻟﺖ ﺛﻘﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋ ‪‬ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﱂ ﻧﺄﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﱂ ﻳﺮﻭﺍ ﻣﺎ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺍ‪‬ﺒﺎﻋﻪ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﺗ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻓﺮﺍﻋﻮﻩ ﻣ ‪‬ﺓ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻧﻘﻠﺒﻮﺍ ﻋﻦ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ، ﻭﱂ ﻳﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ،‬ ‫‪‬ﺪ‬
‫-٩١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻄﺎﺣﺖ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ‪ ،‬ﻭﺿﻌﻔﺖ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ، ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ،‬ ‫ﺕ‬ ‫ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﶈﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻏﻠﻮ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﰲ ﺣ ‪ ‬ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﲪﻠ ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻭﺿﻌﻮﺍ‬ ‫ﻬ‬ ‫‪‬ﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﺸﻴ‪‬ﻨﻪ ﻭﺗﺆﺫﻳﻪ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﲨﻠﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ.‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻏﺎﺑﺖ ﻓﻔﺎﺗﺖ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﺮﺩﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻤ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﺲ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻣﻮﺿﻮ ‪ ،‬ﱂ ﻳﺮﻭﻩ ﺛﻘﺔ، ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻌﲎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﻓﺎﺕ ﻭﻋﻮ ‪‬ﻫﺎ ﻃﻠﻮﻉ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺩ‬ ‫ﻉ‬ ‫ﻣﺘﺠﺪﺩ ﻓﻼ ‪‬ﺮﺍﺩ ﺍﻟﻮﻗﺖ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺃﻥ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻏﺘﺴﻠﺖ ﰒ ﻣﺎﺗﺖ ﻭﺃﻭﺻﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟ ‪‬ﺴﻞ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻛﺬ ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻌﲎ ﻗﻠﺔ ﻓﻬﻢٍ، ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺴﻞ ﻋﻦ ﺣﺪﺙ‬ ‫ﱠﹸ‬ ‫ﺏ‬ ‫ﺍﳌﻮﺕ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺼﺢ ﻗﺒﻠﻪ. ﰒ ﳍﻢ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﻻ ﻳﺴﻨﺪﻭ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻨﺪ، ﻭﳍﻢ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﻫﺎ ﻭﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﲣﺎﻟﻒ ﺍﻹﲨﺎﻉ.‬ ‫ﻓﻨﻘﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺧﻂ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳌﺮﺗﻀﻰ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ﺍﻧﻔﺮﺩﺕ ﺑﻪ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ. ﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﺭﺽ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻧﺒﺎﺕ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﻭﺍﳉﻠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻮﺑﺮ ﻓﻼ. ﻭﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﺠﻤﺎﺭ ﻻ ‪‬ﺠﺰﺉ ﰲ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﺑﻞ ﰲ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﻟﻐﺎﺋﻂ ﺧﺎﺻﺔ. ﻭﻻ ‪‬ﺠﺰﺉ ﻣﺴﺢ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺇﻻ ﺑﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒﻠﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺍﻟﻴﺪ ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﺄﻧﻒ ﻟﻠﺮﺃﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺑﻠﻼ ﻣﺴﺘﺄﻧﻔﹰﺎ ﱂ ﳚﺰﻩ ﺣﱴ ﻟﻮ ﻧﺸﻔﺖ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﻞ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ. ﻭﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﺘﺤﺮﱘ ﻣﻦ ‪‬ﱐ ﻬﺑﺎ ﻭﻫﻲ ﲢﺖ ﺯﻭﺝ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻠﻮ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﱂ ﲢﻞ ﻟﻠﺰﺍﱐ ﻬﺑﺎ ﺑﻨﻜﺎﺡ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻭﺣﺮ ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺎﺕ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﳌﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻭﺇﻥ ‪‬ﺟﺪ ﺷﺮﻃ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ‬ ‫ﹸﻪ‬ ‫ﻭ‬ ‫‪‬ﻣ‬ ‫ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻻ ﻳﻘﻊ ﺇﻻ ﲝﻀﻮﺭ ﺷﺎﻫﺪﻳﻦ ﻋﺪﻟﲔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻧﺎﻡ ﻋﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﻀﻰ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺻﺎﺋﻤ‪‬ﺎ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ، ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﺟ ‪‬ﺕ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻓﻌﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ﺰ‬
‫-٠٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻣﺜﻞ ﻗﺘﻞ ﺍﳋﻄﺄ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺷﻖ ﺛﻮﺑﻪ ﰲ ﻣﻮﺕ ﺍﺑﻦ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺯﻭﺟﺔ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﳝﲔ،‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﺰ ‪‬ﺝ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﳍﺎ ﺯﻭﺝ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﺰﻣﻪ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﲞﻤﺴﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ. ﻭﺃﻥ ﺷﺎﺭﺏ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺍﳋﻤﺮ ﺇﺫﺍ ﺣ ‪ ‬ﺛﺎﻧﻴﺔ ﹸِﺘﻞ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻭ‪‬ﺤﺪ ﺷﺎﺭﺏ ﺍﻟﻔ ﱠﺎﻉ)١( ﻛﺸﺎﺭﺏ ﺍﳋﻤﺮ، ﻭﺃﻥ ﻗﻄﻊ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪ ‬ﹸﻘ‬ ‫‪‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﻗ ﹶ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻷﺻﺎﺑﻊ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﻒ ﻓﺈﻥ ﺳﺮﻕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﻄﻌﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ. ﻓﺈﻥ ﺳﺮﻕ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺧﱢﺪ ﰲ ﺍﳊﺒﺲ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳝﻮﺕ.‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫ﻭﺣ ‪‬ﻣﻮﺍ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺍﳉﺮﻱ ﻭﺫﺑﺎﺋﺢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﺍﺷﺘﺮﻃﻮﺍ ﰲ ﺍﻟ ﱠﺑﺢ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﰲ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻛﺜﲑﺓ ﻳﻄﻮﻝ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺧﺮﻗﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﻭﺳ ‪‬ﻝ ﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻳﺴﺘﻨﺪﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺃﺛﺮ ﻭﻻ ﻗﻴﺎﺱ، ﺑﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺎﺕ. ﻭﻣﻘﺎﺑﺢ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻓﻀﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﲢﺼﻰ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﺮﻣﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﻜﻮ‪‬ﻢ ﻻ ﻳﻐﺴﻠﻮﻥ ﺃﺭﺟﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ، ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻟﻄﻠﺒﻬﻢ ﺇﻣﺎﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻣﻌﺼﻮﻣ‪‬ﺎ، ﻭﺍﺑ‪‬ﺘﹸﻮﺍ ﺑﺴﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻻ ‪‬ﺗﺴ‪‬ﻮﺍ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﰊ ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪ ﹸﻢ ﻟﻮ ﺃﻧﻔﻖ ﻣﺜﻞ ﹸ ‪‬ﺪ ﺫﻫﺒ‪‬ﺎ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻙ ﻣ ‪ ‬ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﻻ ﻧﺼﻴﻔﻪ«)٢(.‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﺃﺣ ٍ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﳌﺨﻠﺺ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺍﳌﻜﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﳌﺪﻳﲏ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻮﱘ ﺑﻦ ﺳﺎﻋﺪﺓ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺟﺪﻩ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺇﻥ ﺍﷲ ﺍﺧﺘﺎﺭﱐ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﱄ ﺃﺻﺤﺎﺑ‪‬ﺎ‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﱄ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﻭﺃﻧﺼﺎﺭ‪‬ﺍ ﻭﺃﺻﻬﺎﺭ‪‬ﺍ ﻓﻤﻦ ﺳ‪‬ﻬﻢ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻭﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺃﲨﻌﲔ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﷲ ﻣﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺻﺮﻓﹰﺎ ﻭﻻ ﻋﺪﻻ«)٣(.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹸ‬ ‫)١( ﺍﻟﻔﻘﺎﻉ: ﺷﺮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻌﲑ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٣٧٦٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬ ‫)١٤٥٢/٢٢٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻯ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٧١/٠٤١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٠١/٧١ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﱂ ﺃﻋﺮﻓﻪ«، ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٣/٢٣٦ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﱂ ﳜﺮﺟﺎﻩ«‬ ‫=‬
‫-١٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ: ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ، ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ: ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺎﺣﻲ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ، ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻬﺎﻝ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻋﻦ ﺳﻮﻳﺪ ﺑﻦ ﻏﻔﻠﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻨﻔﺮ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﻳﻨﺘﻘﺼﻮ‪‬ﻤﺎ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻨﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭ ‪‬ﻤﺮ‬ ‫ٍ ﻋ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﳘﺎ ﻟﻪ ﺃﻫ ﹲ، ﻭﻟﻮﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﺃ‪‬ﻚ ‪‬ﻀﻤ ‪ ‬ﳍﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﻧ ﺗ ِﺮ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺃﻋﻠﻨﻮﺍ ﻣﺎ ﺍﺟﺘﺮﺃﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ: ﺃﻋﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ، ﺃﻋﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﺃﻥ ﹸﺿﻤﺮ ﳍﻤﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺋﺘﻤﻨﲏ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ ‪ِ ‬‬ ‫ﻟﻌﻦ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﺿﻤﺮ ﳍﻤﺎ ﺇﻻ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳉﻤﻴﻞ، ﺃﺧﻮﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺻﺎﺣﺒﺎﻩ ﻭﻭﺯﻳﺮﺍﻩ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ. ﰒ ‪‬ﺾ ﺩﺍﻣﻊ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ ﻳﺒﻜﻲ ﻗﺎﺑﻀ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺣﱴ ﺩﺧﻞ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﺼﻌﺪ ﺍﳌﻨﱪ‬ ‫ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ‪‬ﺘﻤﻜﻨ‪‬ﺎ ﻗﺎﺑﻀ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﳊﻴﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﻴﻀﺎﺀ، ﺣﱴ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ،‬ ‫ﻣ ﱢ‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻡ ﻓﺘﺸﻬﺪ ﲞﻄﺒﺔ ﻣﻮﺟﺰﺓ ﺑﻠﻴﻐﺔ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺑﺎﻝ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺳ‪‬ﺪﻱ ﻗﺮﻳﺶ ﻭﺃﺑﻮﻱ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﲟﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﻨﻪ ‪‬ﺘﱰ‪ ،‬ﻭﳑﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ ﺑﺮﻱ ٌ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ‪‬ﻌﺎﻗﺐ. ﺃﻣﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻓﻠﻖ ﺍﳊ‪‬ﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻣ ﱢﻩ‬ ‫ﻭﺑﺮﺃ ﺍﻟﻨﺴﻤﺔ ﻻ ‪‬ﺤ‪‬ﺒ ‪‬ﻤﺎ ﺇﻻ ﻣﺆﻣﻦ ﺗﻘﻲ ﻭﻻ ﻳﺒﻐﻀﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﻓﺎﺟﺮ ﺷﻘﻲ، ﺻﺤﺒﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﻬ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ، ﻳﺄﻣﺮﺍﻥ ﻭﻳﻨﻬﻴﺎﻥ، ﻭﻳﻐﻀﺒﺎﻥ ﻭﻳﻌﺎﻗﺒﺎﻥ، ﻓﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﺍﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺼﻨﻌﺎﻥ‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺮﻯ ﻏﲑ ﺭﺃﻳﻬﻤﺎ، ﻭﻻ ﳛﺐ ﻛﺤ‪‬ﻬﻤﺎ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ. ﻣﻀﻰ‬ ‫‪ ‬ﺒ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﺽ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻣﻀﻴﺎ ﻭﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺭﺍﺿﻮﻥ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃ ‪‬ﺮﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﺼﻠﻰ ﻬﺑﻢ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﻣ‪‬‬ ‫ﻗﺒﺾ ﺍﷲ ﻧﺒﻴﻪ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﻻﻩ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﺫﻟﻚ، ﻭﻓﻮ ‪‬ﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰒ ﺃﻋﻄﻮﻩ‬ ‫‪‬ﺿ‬ ‫ﱠ‪‬‬ ‫=‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻗﻠﺖ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﻭﻫﻮ ﳎﻬﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ‬ ‫)٨٦٨٣(.‬
‫-٢٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻃﺎﺋﻌﲔ ﻏﲑ ﻣﻜﺮﻫﲔ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻦ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺑﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﻭﻫﻮ ﻟﺬﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻛﺎﺭﻩ ﻳﻮﺩ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻣﻨﺎ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻛﻔﺎﻩ ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﷲ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺃﺑﻘﻰ ﺃﺭﲪﻪ ﺭﲪﺔ ﻭﺃﺭﺃﻓﻪ ﺭﺃﻓﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﺳﻨﻪ ﻭﺭﻋ‪‬ﺎ ﻭﺃﻗﺪﻣﻪ ﺳ‪‬ﺎ ﻭﺇﺳﻼﻣ‪‬ﺎ، ﺷ‪‬ﻬﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﲟﻴﻜﺎﺋﻴﻞ ﺭﺃﻓﺔ ﻭﺭﲪﺔ ﻭﺑﺈﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻔﻮ‪‬ﺍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫ِﻨ‬ ‫ﻭﻭﻗﺎﺭ‪‬ﺍ ﻓﺴﺎﺭ ﺑﺴﲑﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺣﱴ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﰒ ﻭﱄ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﺪﻩ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻛﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﺭﺿﻲ، ﻓﺄﻗﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎﺝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ، ﻳﺘﺒﻊ ﺃﺛﺮﳘﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺃﺛﺮ ﺃﻣﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﷲ ﺭﻓﻴﻘﹰﺎ ﺭﺣﻴﻤ‪‬ﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻧﺎﺻﺮ‪‬ﺍ ﻟﻠﻤﻈﻠﻮﻣﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ، ﻻ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﰲ ﺍﷲ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﷲ ﺍﳊﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ٍ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺣﱴ ﺇﻥ ﻛ‪‬ﺎ ﻟﻨﻈﻦ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﹰﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ، ﺃﻋﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻨ ‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﺑﺈﺳﻼﻣﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺟﻌﻞ ﻫﺠﺮﺗﻪ ﻟﻠ ‪‬ﻳﻦ ﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ، ﻭﺃﻟﻘﻰ ﻟﻪ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ،‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﻭﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﶈﺒﺔ، ﺷ‪‬ﻬﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﲜﱪﻳﻞ ﻓﻈﹰﺎ ﻏﻠﻴﻈﹰﺎ‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ.‬ ‫ﻓﻤﻦ ﻟﻜﻢ ﲟﺜﻠﻬﻤﺎ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻭﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍ ﹸﻀﻲ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻬﻤﺎ ﻓﻤﻦ ﺃﺣ‪‬ﲏ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻠﻴﺤﺒﻬﻤﺎ، ﻭﻣﻦ ﱂ ‪‬ﺤﺒ ‪‬ﻤﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﻐﻀﲏ، ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺮﻱﺀ، ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﰲ‬ ‫ﻳ ﻬ‬ ‫ﺃﻣﺮﳘﺎ ﻟﻌﺎﻗﺒﺖ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ، ﺃﻻ ﻓﻤﻦ ﹸﺗﻴﺖ ﺑﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ. ﺃﻻ ﻭﺧﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﺒﻴﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﰒ ﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﳋﲑ ﺃﻳﻦ ﻫﻮ؟ ﺃﻗﻮﻝ ﻗﻮﱄ ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﷲ ﱄ ﻭﻟﻜﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺳﻮﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﺎﺯﻡ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺟﻨﺎﺏ ﺍﻟﻜﻠﱯ ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﳍﻤﺪﺍﱐ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ﻗﺎﻝ: ﳜﺮﺝ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻗﻮﻡ ﳍﻢ ﻧﺒﺰ ﻳﻘﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﳍﻢ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻳﻨﺘﺤﻠﻮﻥ ﺷﻴﻌﺘﻨﺎ ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺷﻴﻌﺘﻨﺎ ﻭﺁﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺸﺘﻤﻮﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺃﺩﺭﻛﺘﻤﻮﻫﻢ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻫﻢ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ: ﻗﻮﻡ ﺗﺴ‪‬ﺮﻭﺍ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﺎﻟﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻓﺾ، ﻭﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ‬ ‫ﺘ‬
‫-٣٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ‪‬ﺒﺎﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﳌ ‪‬ﺓ، ﻓﻤﺤﺼﻮﻝ ﻗﻮﳍﻢ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻭﺇﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﺚ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ‪‬ﻈﻬ ‪‬ﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺮﻫﻢ، ﺑﻞ ﻳﺰﻋ ‪‬ﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺣﻖ ﻭﺃﻥ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻳ ﺮ‬ ‫ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺻﺤﻴﺢ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺮ ﻏﲑ ﻇﺎﻫﺮ، ﻭﻗﺪ ﺗﻼﻋﺐ ﻬﺑﻢ‬ ‫ِ‪ ‬‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺒﺎﻟﻎ ﻭﺣ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭﳍﻢ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﺃﲰﺎﺀ:‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ: ﺳ ‪‬ﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻷ‪‬ﻢ ﻳﺪ ‪‬ﻮﻥ ﺃﻥ ﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ‬ ‫ﻋ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﺑﻮﺍﻃﻦ ﲡﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﱡﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺸﺮ، ﻭﺃ‪‬ﺎ ﺑﺼﻮﺭ‪‬ﺎ ﺗﻮﻫﻢ ﺍﳉ ‪‬ﺎﻝ ﺻﻮﺭ‪‬ﺍ‬ ‫ﹸﻬ‬ ‫ﻠ ‪‬‬ ‫ﺟﻠ‪‬ﺔ، ﻭﻫﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺭﻣﻮﺯ ﻭﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺇﱃ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺧﻔﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻋﺪ ﻋﻘﻠﻪ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻔﺎﻳﺎ ﻭﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺒﻮﺍﻃﻦ ﻭﺍﻷﻏﻮﺍﺭ ﻭﻗﻨﻊ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺖ ﺍﻷﻏﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺗﻜﻠﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻣﻦ ﺍﺭﺗﻘﻰ ﺇﱃ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺍﳓﻂ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺡ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻋﺒﺎﺋﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻫﻢ ﺍﳌﺮﺍﺩﻭﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻳﻀﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﺻﺮﻫﻢ ﻭﺍﻻﻏﻼﻝ ﺍﻟﱴ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٧٥١[، ﻭ ‪‬ﺮﺍ ‪‬ﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﱰﻋﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻣﻮﺟﺐ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻟﻴﻘﺪ ‪‬ﻭﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻣ ﺩ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺤ ﱡﻢ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ.‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺍﻹﲰﺎﻋﻴﻠﻴﺔ: ‪‬ﺴ‪‬ﻮﺍ ﺇﱃ ﺯﻋﻴﻢ ﳍﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﻧ ِﺒ‬ ‫ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ، ﻷﻧﻪ ﺳﺎﺑﻊ، ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺳﺒﻊ ﻭﺍﻷﺭﺿﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺳﺒﻊ ﻭﺃﻳﺎﻡ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺳﺒﻌ ﹲ، ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻳﺘﻢ ﺑﺴﺒﻌﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺔ ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﳌﻨﺼﻮﺭ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﰒ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﰒ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﻠﻲ ﰒ ﺍﺑﻨﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﰒ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﰒ‬ ‫ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ ﰒ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﰲ »ﺗﺎﺭﳜﻪ« ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﺇﻥ ﺭﺟﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻭﻧﺪﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻷﺑﻠﻖ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﺮﺹ. ﻓﺒﻜﻰ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮ ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻭﻧﺪﻳﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺯﻋﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻭﺡ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺻﺎﺭﺕ ﺇﱃ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛ ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ، ﰒ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﰲ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺻﺎﺭﺕ ﺇﱃ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻭﺍﺳﺘﺤﱡﻮﺍ ﺍﳊ ‪‬ﻣﺎﺕ‬ ‫ﻠ ﹸﺮ‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ، ﻓﻴﻄﻌﻤﻬﻢ ﻭﻳﺴﻘﻴﻬﻢ ﻭﳛﻤﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ،‬ ‫ﺮ‪‬ﹸ‬
‫-٤٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺃﺳﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻓﻘﺘﻠﻬﻢ ﻭﺻﻠﺒﻬﻢ. ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﻋﺒﺪﻭﺍ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ ﻭﺻﻌﺪﻭﺍ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﻭﺃﻟﻘﻮﺍ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻛﺄ‪‬ﻢ ﻳﻄﲑﻭﻥ ﻓﻼ ﻳﺒﻠﻐﻮﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻫﻠ ﹸﻮﺍ، ﻭﺧﺮﺝ ﲨﺎﻋﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻼﺡ ﻭﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﻧﺖ ﺃﻧﺖ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻟﺴﺒﻌ‪‬ﺔ: ﹸﻟ ﱢ‪‬ﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻣﺮﻳﻦ، ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ‬ ‫ﻴ ﹸ ﻘﺒ‬ ‫ﺳﺒﻌﺔ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑ‪‬ﻴ‪‬ﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ، ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻣﺔ،‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﺃﻥ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻻ ﺁﺧﺮ ﻟﻪ. ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻟﻘﻮﳍﻢ ﺇﻥ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ﻣ‪‬ﻮﻁ‬ ‫ﻨ ﹲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ: ‪‬ﺣﻞ ﰒ ﺍ ﹸﺸﺘﺮﻯ ﰒ ﺍﳌ ‪‬ﻳﺦ، ﰒ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺮﺓ، ﰒ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﰒ ‪‬ﻄﺎﺭﺩ، ﰒ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﺍﻟﻘﻤﺮ.‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺍﻟﺒﺎﺑﻜ‪‬ﺔ: ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺒﻌﻮﺍ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ِﻴ‬ ‫ﺑﺎﺑﻚ ﺍﳋ ‪‬ﻣ ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ، ﻭﺃﺻﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻭﻟﺪ ﺯﱏ، ﻓﻈﻬﺮ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﺑﻨﺎﺣﻴﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﹸﺮ ﻲ‬ ‫ﺃﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ ﺳﻨﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﻣﺎﺋﺘﲔ ﻭﺗﺒﻌﻪ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ، ﻭﺍﺳﺘﻔﺤﻞ ﺃﻣﺮﻫﻢ، ﻭﺍﺳﺘﺒﺎﺡ ﺍﶈﻈﻮﺭﺍﺕ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺑﻨﺘ‪‬ﺎ ﲨﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﺃﺧﺘ‪‬ﺎ ﲨﻴﻠﺔ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺑﻌﺜﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻻ ﻗﺘﻠﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺃﺧﺬﻫﺎ، ﻭﻣﻜﺚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﻘﺘﻞ ﲦﺎﻧﲔ ﺃﻟﻔﹰﺎ ﻭﻗﻴﻞ ﲬﺴﺔ ﻭﲬﺴﲔ ﺃﻟﻔﹰﺎ‬ ‫ﻭﲬﺴﻤﺎﺋﺔ ﺇﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺣﺎﺭﺑﻪ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻭﻫﺰﻡ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﻴﻮﺵ ﺣﱴ ﺑﻌﺚ ﺍﳌﻌﺘﺼﻢ ﺍﻷﻓﺸﲔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻓﺤﺎﺭﺑﻪ، ﻓﺠﺎﺀ ﺑﺒﺎﺑﻚ ﻭﺃﺧﻴﻪ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺙ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎﺋﺘﲔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻼ، ﻗﺎﻝ ﻟﺒﺎﺑﻚ‬ ‫ﺃﺧﻮﻩ: ﻳﺎ ﺑﺎﺑﻚ ﻗﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻌﻤﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﻓﺎﺻﱪ ﺍﻵﻥ ﺻﱪ‪‬ﺍ ﱂ ﻳﺼﱪﻩ ﺃﺣﺪ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﺘﺮﻯ ﺻﱪﻱ، ﻓﺄﻣﺮ ﺍﳌﻌﺘﺼﻢ ﺑﻘﻄﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺭﺟﻠﻴﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻄﻌﻮﺍ ﻣﺴﺢ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﺟﻬﻪ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻌﺘﺼﻢ: ﺃﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﻗﺪ ﻣﺴﺤﺖ ﻭﺟﻬﻚ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻡ ﺃﺟﺰﻋ‪‬ﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻮﺕ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ، ﻭﻟﻜ‪‬ﻲ ﳌﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﺃﻃﺮﺍﰲ ﻧﺰﻑ ﺍﻟﺪ ‪ ،‬ﻓﺨﻔﺖ ﺃﻥ ‪‬ﻘﺎﻝ ﻋﲏ ﺇﻧﻪ ﺍﺻﻔﺮ‬ ‫‪‬ﹶ‪‬‬ ‫‪ ‬ﻳ‬ ‫‪‬ﻡ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺟﻬﻪ ﺟﺰﻋ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﻈﻦ ﺫﻟﻚ ﰊ ﻓﺴﺘﺮﺕ ﻭﺟﻬﻲ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻛﻴﻼ ‪‬ﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﻣﲏ،‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﰒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺿﺮﺑﺖ ﻋﻨﻘﻪ ﻭﹸﺿﺮﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎ ‪ ،‬ﻭﻓﻌِﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﺧﻴﻪ، ﻓﻤﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣ‪‬ﻦ‬ ‫ﺭ ﹸ‬ ‫ﹸ‪ ‬ﺃ‬ ‫ﺻﺎﺡ ﻭﻻ ﺗﺄ ‪‬ﻩ ﻭﻻ ﺃﻇﻬﺮ ﺟﺰﻋﺎ، ﻟﻌﻨﻬﻤﺎ ﺍﷲ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺑﻜ‪‬ﺔ ﲨﺎﻋﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﳍﻢ ﻟﻴﻠﺔ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻨﺔ ﲡﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺟﺎﹸﻟﻬﻢ ﻭﻧﺴﺎﺅ ‪‬ﻢ‬ ‫ﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ ﺴ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻴ‬
‫-٥٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭ‪‬ﻄﻔﺌﻮﻥ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺝ ﰒ ﻳﺘﻨﺎﻫﻀﻮﻥ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻓﻴﺜﺐ ﻛ ﱡ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻣﺮﺃﺓ، ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﹸﻞ ٍ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﺣﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻳﺴﺘﺤﱡﻬﺎ ﺑﺎﻻﺻﻄﻴﺎﺩ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻴﺪ ‪‬ﺒﺎﺡ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﳋﺎﻣﺲ: ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﺮﺓ: ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺳ ‪‬ﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻷ‪‬ﻢ ﺻﺒﻐﻮﺍ ﺛﻴﺎﻬﺑﻢ ﺑﺎﳊﻤﺮﺓ ﰲ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﳌ ﻤﹸ‬ ‫ﺃﻳﺎﻡ ﺑﺎﺑﻚ ﻭﻟﺒﺴﻮﻫﺎ.‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ: ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻟﻠﻤﺆﺭﺧﲔ ﰲ ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ ﻬﺑﺬﺍ‬ ‫ﻗﻮﻻﻥ:‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺧﻮﺯﺳﺘﺎﻥ ﻗﺪﻡ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﺄﻇﻬﺮ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺩﻋﺎ ﺇﱃ‬ ‫ﹶ ِ‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﺮﻣﻴﺘﺔ ﹸﻟ ﱢﺐ ﻬﺑﺬﺍ ﳊﻤﺮﺓ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻫﻮ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺑﺎﻟ‪‬ﺒﻄﻴﺔ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﻌﲔ، ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺃﻣﲑ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻓﺤﺒﺴﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﲢﺖ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻧﺎﻡ،‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻓﺮﱠﺖ ﻟﻪ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺍﳌﻔﺘﺎﺡ ﻓﻔﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﺧﺮﺟﺘﻪ ﻭﺭ ‪‬ﺕ ﺍﳌﻔﺘﺎﺡ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻃﻠِﺐ ﻓﻠﻢ ‪‬ﻮﺟﺪ ﺯﺍﺩ ﺍﻓﺘﺘﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﻓﺨﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﺴﻤﻲ: ﻛﺮﻣﻴﺘﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻧﺎﺯﻻ ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﺧﻔﻒ ﻓﻘﻴﻞ ﻗﺮ‪‬ﻣﻂ ﰒ ﺗﻮﺍﺭﺙ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﹸﻟ ﱢ‪‬ﻮﺍ ﻬﺑﺬﻩ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﲪﺪﺍﻥ ﻗﺮﻣﻂ، ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺩﻋﺎ‪‬ﻢ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻘﺒ‬ ‫ﰲ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ، ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻪ ﲨﺎﻋﺔ ﻓﺴ ‪‬ﻮﺍ ﻗﺮﺍﻣﻄﺔ ﻭﻗﺮﻣﻄﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﻓﺼﺎﺩﻓﻪ ﺃﺣﺪ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﻓﺮﻳﻖ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻭﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﻘﺮ ﻳﺴﻮﻗﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﲪﺪﺍﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻋﻲ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ: ﺃﻳﻦ ﻣﻘﺼ ‪‬ﻙ؟ ﻓﺬﻛﺮ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺮﻳﺔ ﲪﺪﺍﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﺭﻛﺐ ﺑﻘﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﻟﺌﻼ ﺗﺘﻌﺐ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﱂ ﺃﺅﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻛﺄ‪‬ﻚ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺇﻻ ﺑﺄﻣﺮٍ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺗﻌﻤ ﹸ؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺎﻟﻜﻲ ﻭﻣﺎﻟﻜﻚ‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻭﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺫﻟﻚ ﺇﺫﻥ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺻﺪﻗﺖ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻏﺮ ‪‬ﻚ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺼ ‪‬ﻫﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﹸﻣﺮ ‪ ‬ﺃﻥ ﺃﺩﻋﻮ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻞ ﺇﱃ‬ ‫ﺃ ِ ‪‬ﺕ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺿ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﺇﱃ ﺍﳍﺪﻯ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻘﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺃﻥ ﺍﺳﺘﻨﻘﺬﻫﻢ ﻣﻦ ﻭﺭﻃﺎﺕ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺍﻟ ﱡﻝ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻭﺃﻣﹼﻜﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻐﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺪ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﲪﺪﺍﻥ: ﺃﻧﻘﺬﱐ ﺃﻧﻘﺬﻙ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺬﱢ‬ ‫ﻭﺃﻓﺾ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺎ ‪‬ﺤﻴﻴﲏ ﺑﻪ ﻓﻤﺎ ﺃﺷﺪ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﻲ ﺇﱃ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﹸﻣﺮﺕ ﺃﻥ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫‪ ‬‬
‫-٦٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹸﺧﺮﺝ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﳌﺨﺰﻭﻥ ﺇﱃ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﻌﻬﺪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺫﻛﺮ ﻋﻬﺪﻙ ﻓﺈﱐ‬ ‫ﱢ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻣﻠﺘﺰﻡ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻥ ﲡﻌﻞ ﱄ ﻭﻟﻺﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻬﺪ ﺍﷲ ﻭﻣﻴﺜﺎﻗﻪ ﺃﻻ ‪‬ﺨﺮﺝ ﺳﺮ‬ ‫ِ‪‬‬ ‫‪ ‬ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﹸﺃﹾﻟﻘِﻴﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻻ ‪‬ﻔﺶ ﺳ ‪‬ﻱ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ، ﻓﺎﻟﺘﺰﻡ ﲪﺪﺍﻥ ﻋﻬﺪﻩ، ﰒ ﺍﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻋﻲ ﰲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺗ ﹾ ِ ِﺮ‬ ‫ِ‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻓﻨﻮﻥ ﺟﻬﻠﻪ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﻐﻮﺍﻩ ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻪ ﰒ ﺍﻧﺘﺪﺏ ﻟﻠ ‪‬ﻋﺎﺀ، ﻭﺻﺎﺭ ﺃﺻﻼ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻓﺴ ‪‬ﻲ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﻣﻄ‪‬ﺔ.‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﰒ ﱂ ﻳﺰﻝ ﺑﻨﻮﻩ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻳﺘﻮﺍﺭﺛﻮﻥ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺷ ‪‬ﻫﻢ ﺑﺄﺳ‪‬ﺎ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ،‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻇﻬﺮ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻭﲦﺎﻧﲔ ﻭﻣﺎﺋﺘﲔ، ﻭﻗﻮﻱ ﺃﻣﺮﻩ، ﻭﻗﺘﻞ ﻣﺎ ﻻ ﳛﺼﻰ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ، ﻭﺧ ‪‬ﺏ‬ ‫ﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ، ﻭﺃﺣﺮﻕ ﺍﳌﺼﺎﺣﻒ، ﻭﻓﺘﻚ ﺑﺎﳊﺎ ‪ ،‬ﻭﺳﻦ ﻷﻫﻠﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺳﻨﻨ‪‬ﺎ، ﻭﺃﺧﱪﻫﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺝ‬ ‫ﲟﺤﺎﻻﺕ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺗﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ‪‬ﻋﺪ ‪ ‬ﺍﻟﻨﺼﺮ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺑﻨﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﱪﻩ‬ ‫ﻭ ِ ‪‬ﺕ‬ ‫ﹸ‪‬ﺒﺔ ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻃﺎﺋﺮ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺟﺺ.‬ ‫ﻗﹰ‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﺫﺍ ﻃﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﺧﺮﺝ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻗﱪﻩ، ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﱪ ﻓﺮﺳ‪‬ﺎ ﻭﺧﻠﻌﺔ‬ ‫ﺛﻴﺎﺏ ﻭﺳﻼﺣ‪‬ﺎ. ﻭﻗﺪ ﺳ ‪‬ﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳍﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﻗﱪﻩ ﻓﺮﺱ ‪‬ﺸﺮ ﺭﺍﻛﺒ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬ﺣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻓﺮﺱ ‪‬ﺸﺮ ﻣﺎﺷﻴ‪‬ﺎ.‬ ‫‪ ‬ﺣ ِ‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﺼﹼﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﻭﻩ ﻭﻻ ﻳﺼﹼﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﺗﺄﻛﻞ ﺭﺯﻕ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﺗﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ.‬ ‫ﻭﺧﱠﻒ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﺑﻨﻪ ﺃﺑﺎ ﻃﺎﻫﺮ ﻓﻔﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﻫﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟ ﱠﺧﺎﺋﺮ ﻭﻗﻠﻊ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ، ﻓﺤﻤﻠﻪ ﺇﱃ ﺑﻠﺪﻩ، ﻭﺃﻭﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﺍﳋ ‪‬ﻣ‪‬ﺔ: ﻭﺧ ‪‬ﻡ ﻟﻔﻆ ﺃﻋﺠﻤﻲ ﻳﻨﱯ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍ ﹸﺴﺘﻠﺬ ﺍﳌﺴﺘﻄﺎﺏ‬ ‫ﳌ ﱢ ﹸ‬ ‫ﹸﺮ ﻴ ﹸ ‪‬ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻪ. ﻭﻣﻘﺼﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﺒﺎﻉ ﺍﻟﻠ ﱠﺍﺕ ﻭﻃﻠﺐ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ، ﻭﻃﻲ ﺑﺴﺎﻁ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﺣ ﱡ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻂ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻟﻘﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﻤﺰﺩﻛﻴﺔ، ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﻮﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻨﻌﻮﺍ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﺒ‪‬ﺎﺫ ﻭﺃﺑﺎﺣﻮﺍ‬ ‫ﹸ ﹶ‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﻨﺴﺎﺀ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﻣﺎﺕ، ﻭﺃﺣﱡﻮﺍ ﻛﻞ ﳏﻈﻮﺭ، ﻓﺴﻤﻮﺍ ﻫﺆﻻﺀ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﳌﺸﺎﻬﺑﺘﻬﻢ ﺇﻳﺎﻫﻢ ﰲ ‪‬ﺎﻳﺔ‬ ‫ﻠ ﱠ‬ ‫ﳌ ﺮ‬
‫-٧٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻭﺇﻥ ﺧﺎﻟﻔﻮﻫﻢ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺎﺗﻪ.‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ: ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ: ﹸﻟ ﱢ‪‬ﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺇﻓﺴﺎﺩ ﺗﺼ ‪‬ﻑ‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻘﺒ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺍﳋﻠﻖ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﻌﺼﻮﻡ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻻﻧﺴﻼﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺸﺎﻭﺭﻭﺍ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﻮﺱ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺍﳌﺰﺩﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ ﻭﻣﻠﺤﺪﺓ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﰲ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺗﺪﺑﲑ ‪‬ﺨ ﱢﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻧﺎﻬﺑﻢ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻴﻼﺀ‬ ‫ٍﻳ ﻔ ‪‬‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﱴ ﺃﺧﺮﺳﻮﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟ‪‬ﻄﻖ ﲟﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻭﺗﻜﺬﻳﺐ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺮ ‪‬ﻞ ﻭﺟﺤﺪ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺯﻋﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ‪‬ﻤﺨﺮﹸﻮﻥ ﻭ ‪‬ﻨﻤ ‪‬ﻮﻥ)١(.‬ ‫ﻣ ﻗ ﻣ ‪‬ﺴ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬ﺳ‬ ‫ﻭﺭﺃﻭﺍ ﺃﻣﺮ ﳏﻤﺪ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﺭ ﰲ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻗﺪ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺳﺒﻴﻠﻨﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﻧﻨﺘﺤﻞ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﻗﻬﻢ ﺃﺭ ﱢﻬﻢ ﻋﻘﻼ ﻭﺃﲪﻘﻬﻢ ﺭﺃﻳ‪‬ﺎ ﻭﺃﻗﺒﻠﻬﻢ ﻟﻠ ‪‬ﺤﺎﻻﺕ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻛ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﺎﻷﻛﺎﺫﻳﺐ: ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺮﻭﺍﻓ ‪ ،‬ﻓﻨﺘﺤ ‪‬ﻦ ﺑﺎﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻧﺘﻮﺩﺩ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﺎﳊﺰﻥ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺾ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﳏﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﺬﻝ، ﻟ‪‬ﻤﻜﻨﻨﺎ ﺷﺘﻢ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﺎﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﱂ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻮﺍ، ﻓﺄﻣﻜﻦ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺟﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻻﳔﺪﺍﻉ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﺈﻥ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﺘﺼﻢ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺃﻭﳘﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﳍﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻭﺑﻮﺍﻃﻦ ﻭﺃﻥ ﺍ ﹸﻨﺨﺪﻉ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮﻫﺎ ﺃﲪ ‪ ،‬ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ﰲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﻮﺍﻃﻨﻬﺎ، ﰒ ‪‬ﻧ‪‬ﺒ ﱡ‬ ‫ﺚ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻖ‬ ‫‪ ‬ﱠ ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻋﻘﺎﺋﺪﻧﺎ، ﻭﻧﺰﻋﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻛﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻜﺜﺮﻧﺎ ﻬﺑﺆﻻﺀ ﺳ ‪‬ﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ‬ ‫‪‬ﻬ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺝ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻔﺮﻕ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ﺃﻥ ﳔﺘﺎﺭ ﺭﺟﻼ ﳑﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺃﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﳋﻠﻖ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌ‪‬ﺘ ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻃﺎﻋ‪‬ﺘﻪ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻪ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﺍﷲ ﻭﺍﳌﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺍﻟﺰﻟﻞ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﰒ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺏ‬ ‫ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﲰﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﻌﺼﻤﺔ، ﻓﺈﻥ ﻗﺮ‪‬ﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻳﻬﺘﻚ ﺍﻷﺳﺘﺎﺭ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹼﹸ‬ ‫)١( ﳑﺨﺮﻗﻮﻥ: ﺃﻯ ﻣﻜﺬﺑﻮﻥ ﳑﻮﻫﻮﻥ. ﻭﻣﻨﻤﺴﻮﻥ: ﺃﻯ ﻣﻠﺒﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳊﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ.‬
‫-٨٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻌﺪﺕ ﺍﻟ ‪‬ﻘﺔ ﻭﻃﺎﻟﺖ ﺍﳌﺴﺎﻓ ﹸ، ﻓﻤﱴ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﳌﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺃﻥ ‪‬ﻔ‪‬ﺶ ﻋﻦ‬ ‫ﻳﺘ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﺸﱠﹸ‬ ‫ﺣﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻭ ﻳ ﱠﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻣﺮﻩ، ﻭﻗﺼﺪﻫﻢ ﻬﺑﺬﺍ ﻛﱢﻪ ﺍ ﹸﻠﻚ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺍﻝ‬ ‫ُ‬ ‫ﻠ ﳌ ‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﳌﺎ ﻋﺎﻣﻠﻮﻫﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﻔﻚ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﻭ‪‬ﺐ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﻗﺪﳝ‪‬ﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﻏﺎﻳﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﻭﻣﺒﺪﹸﺃ ﺃﻣﺮﻫﻢ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻟﻠﻘﻮﻡ ﺣ‪‬ﻴﻞ ﰲ ﺍﺳﺘﺬﻻﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻬﻢ ﳝﻴﺰﻭﻥ ﻣﻦ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ‪‬ﻄﻤﻊ ﰲ‬ ‫ﻳ‬ ‫ِﹲ‬ ‫ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺟﻪ ﳑﻦ ﻻ ﻳﻄﻤﻊ ﻓﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻃﻤﻌﻮﺍ ﰲ ﺷﺨﺺ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﰲ ﻃﺒﻌﻪِ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺋﻼ ﺇﱃ‬ ‫ﹰ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺩﻋﻮﻩ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺋﻼ ﺇﱃ ﺍﳋﻼﻋﺔ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﰲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ‪‬ﺓ ﺑﻠ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﲪﺎﻗ ﹲ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻔِﻄ‪‬ﻨ ﹸ ﰲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻠ ﱠﺍﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ‬ ‫ﱠﺬ ِ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺫﻱ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﲟﺬﻫﺒﻪ ﰒ ‪‬ﺸﻜ ﹸﻮﻧﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ‪ ،‬ﻓﻴﺴﺘﺠﻴﺐ‬ ‫‪‬ﻩ‬ ‫ﻳ ﱢﻜ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﳍﻢ: ﺇﻣﺎ ﺭﺟﻞ ﺃﺑﻠﻪ ﺃﻭ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﻛﺎﺳﺮﺓ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺍ‪‬ﻮﺱ ﳑﻦ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺩﻭﻟﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬ﹲ ‪‬‬ ‫ﺃﺳﻼﻓﻪ ﺑﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺭﺟﻞ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻭﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻴﻌ ‪‬ﻭﻧﻪ ﺑﻨﻴﻞ ﺁﻣﺎﻟﻪ،‬ ‫ﺪ ‪ِ ‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃﻭ ﺷﺨﺺ ﳛﺐ ﺍﻟ‪‬ﺮﱡﻊ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻭﻳ ‪‬ﻭﻡ ﺑﺰﻋﻤﻪ ﺍﻻ ﱢﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ، ﺃﻭ‬ ‫ﻃ‬ ‫‪ ‬ﺮ ‪‬‬ ‫ﺘﻓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺍﻓﻀﻲ ﻳﺘﺪ‪‬ﻦ ﺑﺴﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ، ﺃﻭ ﻣﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺘﺤﲑﻳﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻳ‬ ‫ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺣ ‪ ‬ﺍﻟﻠ ﱠﺍﺕ، ﻭﺛ ﹸﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻘﹶ‬ ‫‪‬ﺐ ﱠﺬ‬ ‫ﺪ‬ ‫)ﻓﺼﻞ( ﺫﻛﺮ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟ ﱡﻮﺳﻲ: ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻗﻮﻡ ﻳﺪ ‪‬ﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﳝﻴﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻓﺾ،‬ ‫ﹸ ‪ ‬ﻋ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻭﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﻭﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ‪‬ﺒﺎﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻓﻤﻦ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ: ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺈﳍﲔ ﻗﺪﳝﲔ ﻻ ﺃ ‪‬ﻝ ﻟﻮﺟﻮﺩﳘﺎ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻋﻠﺔ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺜﺎﱐ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻻ ‪‬ﻮﺻ ‪ ‬ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻭﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪‬ﻒ‬ ‫ﱠﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﺪﻡ ﻭﻻ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﻻ ﻫﻮ ﻣﻌﺪﻭﻡ ﻭﻻ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻭﻻ ﻫﻮ ﳎﻬﻮﻝ، ﻭﻻ ﻫﻮ ﻣﻮﺻﻮﻑ‬ ‫ﻭﻻ ﻏﲑ ﻣﻮﺻﻮﻑ ﻭﺣﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺜﺎﱐ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﺒﺪﻉ. ﰒ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻓﺎﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻗﻮﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ﱠ ‪ ‬ﹲ‬
‫-٩٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗ ‪‬ﺳ‪‬ﺔ ﺻﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺟﱪﻳﻞ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻔﺎﺋﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﺃﻧﻪ ﺷﺨﺺ.‬ ‫ﹸﺪ ﻴ‬ ‫ﻭﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻜﻞ ﻋﺼﺮ ﻣﻦ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺎﳊﻖ، ‪‬ﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﺗﺄﻭﻳﻞ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻣﺴﺎﻭ ﻟﻠﻨﱯ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ، ﻭﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﺍﳌﻌﺎﺩ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻌﲎ ﺍﳌﻌﺎﺩ ﻋﻮﺩ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﱃ ﺃﺻﻠﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﱃ ﺃﺻﻠﻬﺎ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ؛ ﻓﺎﳌﻨﻘﻮﻝ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﻭﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﶈﻈﻮﺭﺍﺕ ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺣﻜﻲ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﳌﺎ ﻋﺠ ‪‬ﻭﺍ ﻋﻦ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺻﺮﻓﻮﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻬﺑﻤﺎ ﺇﱃ ﳐﺎﺭﻳﻖ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺯﺧﺮﻓﻮﻫﺎ ﺇﺫ ﻟﻮ ﺻﺮ ‪‬ﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ ﺍﶈﺾ ﹶﻟﻘﺘِﻠﻮﺍ. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻌﲎ ﺍﳉﻨﺎﺑﺔ: ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﳌﺴﺘﺠﻴﺐ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﺣ‬ ‫ﹾ‬ ‫ﺑﺈﻓﺸﺎﺀ ﺍﻟﺴﺮ. ﻭﻣﻌﲎ ﺍﻟﻐﺴ‪‬ﻞ: ﲡﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﻣﻌﲎ ﺍﻟﺰﻧﺎ: ﺇﻟﻘﺎﺀ ﻧﻄﻔﺔ‬ ‫ُ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﰲ ﻧﻔﺲ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﻣﻌﻪ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻌﻬﺪ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﻡ: ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺴﺮ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹾ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻜﻌﺒﺔ: ﻫﻲ ﺍﻟﻨﱯ، ﻭﺍﻟﺒﺎﺏ: ﻋﻠﻲ، ﻭﺍﻟ ﱡﻮﻓﺎﻥ: ﹸﻮﻓﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﹸﻏﺮﻕ ﺑﻪ ﺍﳌﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟ ‪‬ﺒﻬﺔ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻃ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ، ﻭﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ: ﺍﳊﺮ ‪ ‬ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﺪﻋﻮﺗﻪ. ﻭﻧﺎﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ﻋﺒﺎﺭﺓ‬ ‫ﻳ ﺼ‪‬‬ ‫ِ ‪‬ﺯ‬ ‫ﻋﻦ ﻏﻀﺐ ﳕﺮﻭﺫ ﻻ ﻋﻦ ﻧﺎﺭ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ. ﻭﺫﹶﺑﺢ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻋﺼﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ: ﺣ ‪‬ﺘﻪ ﻭﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ: ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ.‬ ‫‪‬ﺠ‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﻏﲑﻩ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳌﺎ ﺃﻭﺟﺪ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻇﻬﺮ ﳍﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ‬ ‫ﻛ ‪‬ﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺸ ﱡﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻌﺮﻓﻮﻩ، ﻓﺄﻭﻝ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻪ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳ ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻘﺪﺍ ‪ ،‬ﻭﺃﺑﻮ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻜ‬ ‫ﻬ‬ ‫ﺫﺭ، ﻭﺃﻭﻝ ﺍﳌﻨﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ، ﰲ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ‪‬ﺼﺎﻥ‬ ‫ﻳ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻊ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﱂ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮﺍ ﺑﺸﺒﻬﺔ ﻓﺘ ﹸﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻨﺎﻇﺮﺓ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﺧﺘﺮﻋﻮﺍ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ ﻣﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ، ﻓﺈﻥ ﺍﺗﻔﻘﺖ ﻣﻨﺎﻇﺮﺓ ﻷﺣﺪﻫﻢ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﻟﻪ: ﺃﻋﺮﻓ‪‬ﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﺬﻛﺮﻭ‪‬ﺎ ﻋﻦ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﺃﻭ ﻋﻦ ﻧﻈﺮ، ﺃﻭ ﻋﻦ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﻌﺼﻮﻡ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺘﻢ: ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻓﻜﻴﻒ‬ ‫ﺧﺎﻟﻔ ﹸﻢ ﺫﻭﻭ ﺍﻟ ‪‬ﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ، ﻭﻟﻮ ﺳﺎﻍ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻬﺬﻱ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻀ ‪‬ﻭﺭﺓ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻳﻬﻮﺍﻩ ﺟﺎﺯ ﳋﺼﻤﻪ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﰲ ﻧﻘﺾ ﻣﺎ ﺍﺩﻋ‪‬ﺎ ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻗﻠﺘﻢ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﻋﻨﺪﻛﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻩ‬
‫-٠٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻧﻪ ﺗﺼﺮﻑ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻻ ‪‬ﻮﺛﻖ ﻬﺑﺎ، ﻭﺇﻥ ﻗﻠﺘﻢ: ﻋﻦ ﺇﻣﺎﻡ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻣﻌﺼﻮﻡ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎﻛﻢ ﺇﱃ ﻗﺒﻮﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﻼ ﻣﻌﺠﺰﺓ، ﻭﺗﺮﻙ ﻗﻮﻝ ﳏﻤﺪ ﻣﻊ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ. ﰒ ﻣﺎ ﻳﺆﻣﻨﻜﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﲰﻊ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﻌﺼﻮﻡ ﻟﻪ ﺑﺎﻃﻦ ﻏﲑ ﻇﺎﻫﺮ.‬ ‫ﰒ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻮﺍﻃﻦ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﳚﺐ ﺇﺧﻔﺎﺅﻫﺎ ﺃﻡ ﺇﻇﻬﺎﺭﻫﺎ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﳚﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻇﻬﺎﺭﻫﺎ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻓﻠﻢ ﻛﺘﻤﻬﺎ ﳏﻤﺪ ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﳚﺐ ﺇﺧﻔﺎ ‪‬ﻫﺎ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻣﺎ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ‬ ‫ﺅ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶِ ‪‬‬ ‫ﺇﺧﻔﺎﺅﻩ ﻛﻴﻒ ﺣﻞ ﻟﻜﻢ ﺇﻓﺸﺎﺅﻩ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻫﻠﻚ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﲔ ﻃﺎﺋﻔﺘﲔ: ﺑﲔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻮﺍﻃﻦ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻋ ﱠﻠﻮﺍ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﲟﺎ ﺍﺩﻋﻮﻩ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺳﲑﻫﻢ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺑﺮﻫﺎﻥ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﳍﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﱴ ﱂ ﻳﺒﻖ ﰲ ﺍﻟﺸﺮ‪‬ﻉ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻣﻌﲎ ﺣﱴ ﺃﺳﻘﻄﻮﺍ ﺇﳚﺎﺏ‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ، ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻬﻲ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﳑﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ، ﻓﺤﻤﻠﻮﺍ ﺍﻷﲰﺎﺀ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻘﻠﻮﻩ، ﻭﺍﳊﻖ ﺑﲔ ﺍﳌﱰﻟﺘﲔ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻧﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺼﺮﻓﻨﺎ ﻋﻨﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩﻟﻴ ﹲ، ﻭﻧﺮﻓﺾ ﻛﻞ ﺑﺎﻃﻦ ﻻ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﺩﱠﺔ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻉ.‬ ‫ﻟ ﺸ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻟﻮ ﻟﻘﻴﺖ ‪‬ﻘ ‪‬ﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﱂ ﺃﻛﻦ ﺳﺎﻟﻜﹰﺎ ﻣﻌﻪ‬ ‫‪‬ﻣﺪ‬ ‫ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﺑﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻭﺍﻻﺯﺩﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻋﻘﻮﻝ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ، ﺑﺄﻥ ﺃﻗﻮﻝ: ﺇﻥ ﻟﻶﻣﺎﻝ ﻃﺮﻗﹰﺎ‬ ‫‪‬ﺴﻠﻚ ﻭﻭﺟﻮﻫ‪‬ﺎ ‪‬ﻮﺻ ﹸ، ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻷﻣﻞ ﰲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﺣﻤﻖ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ﻞ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻠﻞ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﻃﺒﻘﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻗﺮ‪‬ﻬﺎ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻈﺎﻫﺮﻭﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻬﺑﺎ، ﻭﺗﻄﻤﻌﻮﻥ ﰲ ﺇﻓﺴﺎﺩﻫﺎ ﻗﺪ ﲤ ﱠﻨﺖ ﲤﻜﻨ‪‬ﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻄﻤﻊ ﰲ ﲤﺤﻴﻘﻬﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺇﺯﺍﻟﺘﻬﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺣﻤﻘﹰﺎ، ﻓﻠﻬﺎ ﳎﻤﻊ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﺑﻌﺮﻓﺔ، ﻭﳎﻤﻊ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﰲ ﺍﳉﻮﺍﻣﻊ، ﻭﳎﻤﻊ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﱠ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ. ﻓﻤﱴ ﲢﺪﺛﻜﻢ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ ﺑﺘﻜﺪﻳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮ ﻭﲤﺤﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ: ﰲ‬ ‫ﺍﻵﻓﺎﻕ ‪‬ﺆﺫﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺃﻟﻮﻑ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﺑﺄﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ﱠﹸ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻭﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﰲ ﺧﻠﻮﺓ، ﺃﻭ ﻣﺘﻘﺪﻡ ﰲ ﻗﻠﻌﺔ: ﺇﻥ ﻧﺒﺲ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺭﻣِﻲ‬ ‫ٍ‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺭﺃﺳﻪ ﻭﹸﺘﻞ ﻗ‪‬ﺘﻞ ﺍﻟﻜﻼﺏ.‬ ‫ﻗ ﹶ ﹶ‬
‫-١٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻤﱴ ‪‬ﺤ ‪‬ﺙ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻳ ﺪ ﹸ‬ ‫ﻃ‪‬ﻖ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻓﻤﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﲪﻖ ﻣﻨﻜﻢ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳚﻲﺀ ﺇﱃ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺑﺎﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺍﻟﺘﻬﺒﺖ ﲨﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻭﺗﺴﻌﲔ ﻭﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻓﻘﺘﻞ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪‬ﺑﺮﻗﹾﻴﺎ ‪  ‬ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﳌﺎ ﲢ ﱠﻖ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻓﺒﻠﻐﺖ ﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ‬ ‫ﻘ‬ ‫‪ ‬ﺭﻕ‬ ‫ﻭﻧﻴﻔﹰﺎ ﻭ‪‬ﺗ‪‬ﺘ‪‬ﻌﺖ ﺃﻣﻮﺍﹸﻟ ‪‬ﻢ ﻓ ‪‬ﺟﺪ ﻷﺣﺪﻫﻢ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻶﻟﺊ ﺍﶈﻔﻮﺭ ﻭﻛﺘﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﺘﺎﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻬ ﻮ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ: ﻓﺘﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻳﻈﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻭﱂ ﻳﺘﺠﺎﺳﺮ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻞ‬ ‫ﰲ ﺃﺣﺪ ﻟﺌﻼ ‪‬ﻈﻦ ﻣﻴﻠﻪ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻭﺯﺍﺩ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ، ﻭﺻﺎﺭ ﻛ ﱡ‬ ‫‪  ‬ﱢ‬ ‫ٍ ﻳ ‪ ‬ﹸ‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺮﻣﻴﻪ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻓ‪‬ﻘﺼِﻴﻪ ﻭﻳﻨﻬﺐ ﻣﺎﻟﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻋﺮِﻑ ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨ‪‬ﺔ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳌﻠﻚ ﺷﺎﻩ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺃ‪‬ﻢ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺼﻠﻮﺍ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﰲ ﺳﺎﻭﺓ، ﻓﻔﻄﻦ ﻬﺑﻢ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ، ﻓﺄﺧﺬﻫﻢ ﻭﺣﺒﺴﻬﻢ ﰒ ﺃﻃﻠﻘﻬﻢ، ﰒ ﺍﻏﺘﺎﻟﻮﺍ‬ ‫ﻣﺆﺫﻧ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺳﺎﻭﺓ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﺨﺎﻓﻮﻩ ﺃﻥ ﻳﻨﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﺎﻏﺘﺎﻟﻮﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺘﻠﻮﻩ، ﻓﺒﻠﻎ ﺍﳋﱪ ﺇﱃ ﻧﻈﺎﻡ ﺍ ﹸﻠﻚ ﻓﺘﻘ ‪‬ﻡ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ‪‬ﺘﻬﻢ ﻓﻴﻘﺘﻠﻪ، ﻓﻘﺘﻞ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﳒﺎﺭ‪‬ﺍ،‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻓﺘﻜﺔ ﳍﻢ ﻓﺘﻜﻬﻢ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﻠﻚ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻗﺘﻠﺘﻢ ﻣﻨﺎ ﳒﺎﺭ‪‬ﺍ ﻓﻘﺘﻠﻨﺎ ﺑﻪ ﻧﻈﺎﻡ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﳌﻠﻚ.‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻔﺤﻞ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺄﺻﺒﻬﺎﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﳌﻠﻚ ﺷﺎﻩ، ﻭﺁﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺮﻗﻮﻥ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻪ ﻭﻳﻠﻘﻮﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﺌﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺩﻧﺎ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﱂ ﻳﻌﺪ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻳ ‪‬ﻮﺍ ﻣﻨﻪ، ﻭﻓﺘﺶ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﰲ ﺩﺍﺭ ﻻ ﺗﱪﺡ ﻓﻮﻕ ﺣﺼﲑ، ﻓﺄﺯﺍﻟﻮﻫﺎ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﲢﺖ ﺍﳊﺼﲑ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻗﺘﻴﻼﹰ، ﻓﻘﺘﻠﻮﺍ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺃﺣﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺍﶈﻠﺔ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﳚﻠﺲ ﺭﺟﻞ ﺿﺮﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻗﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺮ ﺇﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺧ ﹸﻮﺍﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻗﺎﻕ ﻓﺈﺫﺍ ﺣﺼﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﺬﺑﻪ ﻣﻦ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻄ‬ ‫ﻓﺠﺪ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﰲ ﻃﻠﺒﻬﻢ ﺑﺄﺻﺒﻬﺎﻥ ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻭﻝ ﻗﻠﻌﺔ ﲤﱠﻜﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻗﻠﻌﺔ ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻭ ﹶﺑﺎ ‪ ‬ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺪ‪‬ﻳﻠﹶﻢ ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮﺫﺭ‬ ‫ﹸ ٍ ﻠ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻟﻘﻤﺎﺡ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻠﻜﺸﺎﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺤﻔﻈﻬﺎ ﻣﺘﻬﻤ‪‬ﺎ ﲟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﺄﺧﺬ ﺃﻟﻔﹰﺎ‬
‫-٢٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﺎﺋﱵ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺙ ﻭﲦﺎﻧﲔ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻠﻜﺸﺎﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﻣﻬﺎ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺃﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺮﻭ، ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺎﺗﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺑﻦ ‪‬ﻬﺮﺍﻡ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺻﺒﻴ‪‬ﺎ ﰒ ﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﻣﺼﺮ، ﻭﺗﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺩﻋﺎ‪‬ﻢ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ، ﻭﻋﺎﺩ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺭﺃﺳ‪‬ﺎ ﻓﻴﻬﻢ،‬ ‫ﻭﺣﺼﻠﺖ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﲑﺗﻪ ﰲ ﺩﻋﺎﺗﻪ ﺃﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻻ ﻏﺒﻴ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﳝﻴﻨﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﴰﺎﻟﻪ ﻣﺜﻼ ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻳﻄﻌﻤﻪ ﺍﳉﻮﺯ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻮﻧﻴﺰ)١( ﺣﱴ ﻳﻨﺒﺴﻂ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺩﻣﺎﻏﻪ ﰒ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﺎ ﰎ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ٍ ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺪﻭﺍﻥ ﺣﱴ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ، ﰒ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺯﺍﺭﻗﺔ ﻭﺍﳋﻮﺍﺭﺝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻌ‬ ‫ﲰﺤﻮﺍ ﺑﻨﻔﻮﺳﻬﻢ ﰲ ﻗﺘﺎﻝ ﺑﲏ ﺃﻣ‪‬ﺔ ﻓﻤﺎ ﺳﺒﺐ ‪‬ﺨﻠﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﰲ ‪‬ﺼﺮﺓ ﺇﻣﺎﻣﻚ ﻓﻴﺘﺮ ﹸﻪ ﻬﺑﺬﻩ‬ ‫‪‬ﻛ‬ ‫ﻧ ‪ِ ‬‬ ‫ﺑ ِ ‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﹸﻌﻤﺔ ﻟﻠﺴﻴﻒ.‬ ‫ﻃ ﹰ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﹾﺸﺎﻩ ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﱃ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻳﺘﻬﺪﺩﻩ ﺇﻥ ﺧﺎﻟﻔﻪ‬ ‫ﻭﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺑﺚ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺀ، ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﱢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺎﺿﺮ: ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩ. ﰒ ﻗﺎﻝ ﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﻗﻮﻑ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﹸﻧﻔﺬﻛﻢ ﺇﱃ ﻣﻮﻻﻛﻢ‬ ‫ﺃ ﹸ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻤﻦ ﻳﻨﻬﺾ ﳍﺎ؟ ﻓﺎﺷﺮﺃﺏ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﻈﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃ‪‬ﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺤﻤﹸﻬﺎ ﺇﻳﺎﻫﻢ، ﻓﺄﻭﻣﺄ ﺇﱃ ﺷﺎﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻚ، ﻓﺠﺬﺏ ﺳ ﱢﻴﻨﻪ ﻭﺿﺮﺏ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻜ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬ﻠ‬ ‫ﻏﻠﺼﻤﺘﻪ)٢( ﻓﺨﺮ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺎﻝ ﻵﺧﺮ: ﺍﺭﻡ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ، ﻓﺄﻟﻘﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺘﻤ ‪‬ﻕ، ﰒ ﺍﻟﺘﻔﺖ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻩ ﺃﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻔﹰﺎ ﻫﺬﺍ ﺣﺪ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﱄ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳉﻮﺍﺏ، ﻓﻌﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻣﻠﻜﺸﺎﻩ ﻓﺄﺧﱪﻩ ﲟﺎ ﺭﺃﻯ ﻓﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺗﺮﻙ ﻛﻼﻣﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻗﻼﻉ ﻛﺜﲑﺓ، ﰒ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﺣﻮﺍﻻ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻓﻠﻢ ﻧﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻞ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻬﺑﺎ ﻫﻨﺎ.‬ ‫)١( ﺍﻟﺸﻮﻧﻴﺰ: ﺍﳊﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ، ﻭﻫﻰ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﲝﺒﺔ ﺍﻟﱪﻛﺔ.‬ ‫)٢( ﺍﻟﻐﻠﺼﻤﺔ: ﺻﻔﻴﺤﺔ ﻏﻀﺮﻭﻓﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ، ﺳﺮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ، ﻣﻐﻄﺎﺓ ﺑﻐﺸﺎﺀ ﳐﺎﻃﻰ، ﻭﺗﻨﺤﺪﺭ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳋﻠﻒ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻓﺘﺤﺔ ﺍﳊﻨﺠﺮﺓ ﻹﻗﻔﺎﳍﺎ ﰱ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﻊ. ﻭﺍﳉﻤﻊ: ﻏﻼﺻﻢ.‬
‫-٣٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺯﻧﺪﻳﻖ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺧﺮﺝ ﻓﺒﺎﻟﻎ ﻭﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﺰﺧﺮﻑ ﺩﻋﺎﻭﻯ‬ ‫ِﹾ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳﻠﻘﻰ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﻳﺼﺤ‪‬ﺒ ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﻏﻮﺭ ﻣﻘﺼﺪﻩ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻻﻧﺴﻼﻝ ﻣﻦ ﺭﺑﻘﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ، ﻭﰲ‬ ‫ِ ﺪ‬ ‫ِِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻪ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻧﻴﻞ ﺍﳌﻠ ﱠﺍﺕ ﻭﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﺍﶈﻈﻮﺭﺍﺕ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺑﺎﺑﻚ ﺍﳋ ‪‬ﻣﻲ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﹸﺮ ‪‬‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺍﻟﻠ ﱠﺍﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺘﻞ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ﻭﺑﺎﻟﻎ ﰲ ﺍﻷﺫﻯ، ﰒ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺞ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺧﺮﺝ ﻓﺎﺳﺘﻐﻮﻯ ﺍﳌﻤﺎﻟﻴﻚ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻭﻋﺪﻫﻢ ﺍﳌﻠﻚ، ﻓﻨﻬﺐ ﻭﻓﺘﻚ ﻭﻗﺘﻞ ﻭﺑﺎﻟﻎ، ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻋﻮﺍﻗﺒﻬﻢ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ، ﻓﻤﺎ ﻭﰱ ﻣﺎ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﲟﺎ ﻧﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﱂ ﻳﱪﺡ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﺗﻌﺜﲑﻩ ﻓﻔﺎﺗﺘﻪ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻭﻧﺪﻱ ﻭﺍﳌﻌ ‪‬ﻱ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﻦ ﺍﻟ‪‬ﺘ‪‬ﻮﺧﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﳌ ﺴ ﻨ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻭﻧﺪﻱ ‪‬ﻼﺯﻡ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻹﳊﺎﺩ، ﻓﺈﺫﺍ ‪‬ﻮﺗِﺐ ﻗﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﹸﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﰒ ﻛﺎﺷﻒ ﻭﻧﺎﻇﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻣﻦ ﺗﺄ ‪‬ﻞ ﺣﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺮﺍﻭﻧﺪﻱ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍ ﹸﻠﺤﺪﺓ ﻭﺻ‪‬ﻒ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﲰﺎﻩ »ﺍﻟ ‪‬ﺍﻣﻎ«، ﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﻣﻎ ﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻳﻌﺔ. ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﻣﻐﻪ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺷﺮﺥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻳﺪﻋﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﻓﺼﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﲢ‪‬ﻴﺮﺕ ﻋﻨﺪ ﲰﺎﻋﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻷﻟﻜﻦ؟!، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﳌﻌ ‪‬ﻱ ﻓﺄﺷﻌﺎﺭﻩ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﳊﺎﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻣﺘﺨﺒﻄﹰﺎ ﰲ ﺗﻌﺜﲑﻩ ﺧﺎﺋﻔﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ ﲞﺴﺮﺍﻧﻪ.‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺧﻼ ﺯﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻟﻠﻔﺮﻳﻘﲔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﲨﺮﺓ ﺍﳌﻨﺒﺴﻄﲔ ﻗﺪ ﺧﺒﺖ ﲝﻤﺪ ﺍﷲ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻓﻠﻴﺲ ﺇﻻ ﺑﺎﻃﲏ ﻣﺴﺘﺘﺮ ﻭﻣﺘﻔﻠﺴﻒ ﻣﺘﻜﺎﰎ ﻫﻮ ﺃﻋﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﺧﺴﺄﻫﻢ ﻗﺪﺭ‪‬ﺍ، ﻭﺃﺭﺩﹸﺃﻫﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻴﺸ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺪ ﺷﺮﺣﻨﺎ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﻠﻢ ﻧﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺍﷲ‬ ‫ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﻣﻨﻬﺎ: ﻇﺎﻫﺮ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻐﻠﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺇﻳﺜﺎﺭ ﻫﻮﺍﻩ ﻓﻴﻐﻤﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻳﺬﷲ. ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﻏﺎﻣﺾ ﻭﻫﻮ‬
‫-٤٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ.‬ ‫ﻭﳓﻦ ﻧﺸﲑ ﺇﱃ ﻓﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﲟﺬﻛﻮﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ‪‬ﻐﻔﻠﻬﺎ ﺇﺫ ﺣﺼﺮ ﺍﻟﻄﺮﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻳﻄﻮﻝ ﻭﺍﷲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻢ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺫﺓ ﻭﲢﺼﻴﻠﻬﺎ، ﻓﻴﻔﲏ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻤﺮﻩ، ﰲ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﲨﻌﻬﺎ، ﻭﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﻭﺍﻹﻗﺮﺍﺀ ﻬﺑﺎ ﻭﻳﺸﻐﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ، ﻓﺮﲟﺎ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫ﺇﻣﺎﻡ ﻣﺴﺠﺪ ﻳﺘﺼ ‪‬ﻯ ﻟﻺﻗﺮﺍﺀ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ‪‬ﻔﺴ ‪ ‬ﺍﻟ ‪‬ﻼﺓ، ﻭﺭﲟﺎ ﲪﻠﻪ ﺣ ‪ ‬ﺍﻟﺘﺼﺪﺭ ﺣﱴ‬ ‫‪‬ﺐ‬ ‫ﻳ ﹾ ِﺪ ﺼ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻻ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﲔ ﺍﳉﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳚﻠﺲ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻟﻮ ﺗﻔﻜﺮﻭﺍ‬ ‫ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺃﻟﻔﺎﻇﻪ ﰒ ﻓﻬﻤﻪ ﰒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﰒ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻳﻄﻬﺮ ﺃﺧﻼﻗﻬﺎ ﰒ ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﳌﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻎ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ ﺗﻀﻴﻴﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻏﲑﻩ ﺍﻷﻫﻢ.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ: ﹸﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻓﺎﲣﺬ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻼﻭﺗﻪ ﻋﻤﻼﹰ، ﻳﻌﲏ ﺃ‪‬ﻢ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺍﻗﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻘﺮﺃ ﰲ ﳏﺮﺍﺑﻪ ﺑﺎﻟﺸﺎﺫ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ، ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻻ ﺗﺼﺢ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺫ ﻭﺇﳕﺎ‬ ‫ﻣﻘﺼﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻻﺳﺘﺠﻼﺏ ﻣﺪﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﻗﺒﺎﳍﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﺸﺎﻏﻞ‬ ‫ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳚﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻠﻚِ، ﻣﺎِﻟﻚِ، ﻣﻼﻙ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻷﻧﻪ‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﻧﻈﻤﻪ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳚﻤﻊ ﺍﻟ ‪‬ﺠﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟ‪‬ﻬﻠﻴﻼﺕ ﻭﺍﻟ‪‬ﻜﺒﲑﺍﺕ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻜﺮﻭﻩ.‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﻮﻗﺪﻭﻥ ﺍﻟﻨﲑﺍﻥ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻟﻠﺨﺘﻤﺔ ﻓﻴﺠﻤﻌﻮﻥ ﺑﲔ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺸﺒﻪ‬ ‫ﺑﺎ‪‬ﻮﺱ ﻭﺍﻟﺘﺴﺒﺐ ﺇﱃ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻟﻠﻔﺴﺎﺩ. ﻭ‪‬ﺮﻳﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺇﻋﺰﺍﺯ‪‬ﺍ ﻟﻺﺳﻼﻡ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﻋﻈﻴﻢ ﻷﻥ ﺇﻋﺰﺍﺯ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺴﺎﻣﺢ ﺑﺎ ‪‬ﻋﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ‬ ‫‪ ‬ﺩ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪ ‬ﱠ‬
‫-٥٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺗﺪﻟﻴﺴ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻳﺮﻭﻱ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ‬ ‫ﻭﻳﺮﺍﻫﺎ ﻓِﻌﻞ ﺧﲑ، ﻭﻳﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﺬﺏ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺇﰒ ﺍﻟﻜ ﱠﺍﺑﲔ.‬ ‫ﹸ ﺬ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺮﺉ ﺍ ﹸﺠﻴﺪ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﺛﻨﲔ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﳌ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻻ ‪‬ﻄﻴﻖ ﲨﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﰒ ﻳﻜﺘﺐ ﺧﻄﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻓﻼﻥ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻼﻥ.‬ ‫‪ ‬ﱠ‪‬‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﶈﻘﻘﲔ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳚﺘﻤﻊ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺣﺪ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺀ ﻳﺘﺒﺎﺭﻭﻥ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ.‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﳜﻬﻢ ﻣﻦ ﳚﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻘﻴﻢ ﺷﺨﺼ‪‬ﺎ ﻭﻳﻘﺮﺃ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ‬ ‫ﺛﻼﺙ ﺧﺘﻤﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﻗ ‪‬ﺮ ﻋﻴﺐ ﻭﺇﻥ ﺃﰎ ‪‬ﺪﺡ، ﻭﲡﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﳛﺴﻨﻮﻧﻪ ﻛﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠﻣ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟ ‪‬ﻌﺎﺓ ﻭﻳﺮﻳﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﰲ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﺛﻮﺍﺑ‪‬ﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻷﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻟﻠﺘﺤﺴﲔ ﻬﺑﺎ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﲤﻬﻞٍ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺟﻞ: ﴿ﻟﺘﻘﺮﺃﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺚ﴾ ]ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ: ٦٠١[، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺭﺗﻞ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﺮﺗﻴﻼ﴾ ]ﺍﳌﺰﻣﻞ: ٤[، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺃﺣﺪﺛﻮﺍ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﳊﺎﻥ ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻗﺮﻳﺐ. ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻛﺮﻫﻬﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻏﲑﻩ ﻭﱂ ﻳﻜﺮﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻻﻝ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺟﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: ﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﳊﺪ‪‬ﺍﺀ ﻭﻧﺸﻴﺪ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ، ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﳊﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﻭﲢﺴﲔ ﺍﻟﺼﻮﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﻠﺖ: ﺇﳕﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻠﺤﻨﻮﻥ‬ ‫ﻳﺴﲑ‪‬ﺍ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻘﺪ ﺻ‪‬ﺮﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻏﺎﱐ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻗ ‪‬ﺏ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻬﺑﺔ‬ ‫ِ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺯﺍﺩﺕ ﻛﺮﺍﻫﺘﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﹸﺧﺮﺝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﺣﺪ ﻭﺿﻌﻪ ﺣ ‪‬ﻡ ﺫﻟﻚ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ‬ ‫‪‬ﺮ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃ ِ‪‬‬ ‫ﻳﺘﺴﺎﳏﻮﻥ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺎﻳﺎ ﻛﺎﻟﻐﻴﺒﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮﺍﺀ، ﻭﺭﲟﺎ ﺃﺗﻮﺍ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ‬
‫-٦٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻥ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﻟﻮ ‪‬ﻌﻞ‬ ‫ﺟِ ﹶ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺇﻫﺎﺏ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﺮﻕ«)١(. ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻷﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﻠﻢ، ﺇﺫ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌِﻠﻢ ‪‬ﻘ ‪‬ﻱ ﺍﳊ ‪‬ﺔ، ﻭﻛﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﱂ ﳛﺘﺮﻡ ﻣﺎ‬ ‫ﺗ ﻮ ﹸﺠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﳛﻔﻆ ﺫﻧﺐ ﺁﺧﺮ. ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺃﻓﻤﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﺍﳊﻖ ﻛﻤﻦ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﻮ ﺃﻋﻤﻰ﴾ ]ﺍﻟﺮﻋﺪ: ٩١[. ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﴿ﻣﻦ ﻳﺄﺕ ﻣﻨﻜﻦ ﺑﻔﺎﺣﺸﺔ ﻣﺒﻴﻨﺔ‬ ‫ﻳﻀﺎﻋﻒ ﳍﺎ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺿﻌﻔﲔ﴾ ]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: ٠٣[.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﺘﻮﻛﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺭﺯﻗﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻔﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻜﺮﺧﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺼﱠ‬ ‫‪‬ﻨﻴﺲ: ﺇﻥ ﰲ ﺟﻬﻨﻢ ﻟﻮﺍﺩﻳ‪‬ﺎ ﺗﺘﻌ ‪‬ﺫ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺳﺒﻊ ﻣ ‪‬ﺍﺕٍ، ﻭﺇﻥ ﰲ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸﱠ ٍ‬ ‫ﻮﹸ ‪‬‬ ‫ﺧ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﹶﻟﺠ‪‬ﺎ ﻳﺘﻌﻮﺫ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﺟﻬﻨﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳉ ‪ ‬ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺳﺒﻊ ﻣ ‪‬ﺍﺕٍ، ﻭﺇﻥ ﰲ ﺍﳉ ‪‬‬ ‫ﹸﺐ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸﺐ ﱠ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﳊ‪‬ﻴﺔ ﻳﺘﻌﻮﺫ ﺍﳉ ‪ ‬ﻭﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﺟﻬﻨﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳊ‪‬ﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺳﺒﻊ ﻣ ‪‬ﺍﺕٍ، ‪‬ﺒﺪﹸﺃ ﺑﻔﺴﻘﺔ ﲪﻠﺔ‬ ‫ﺮ ﻳ‬ ‫ﻴ ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ ﹸ ﹸﺐ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﻱ ﺭﺏ ‪‬ﺒﺪﹸﺃ ﺑﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﺒﺪﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ، ﻓﻘﻴﻞ ﳍﻢ: ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻤﻦ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻳ‬ ‫ﻳﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﻠﻨﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﳕﻮﺫﺝ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﻮﺍ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﰲ ﲰﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻓﻴﻪ ﻭﲨﻊ ﺍﻟﻄﺮﻕ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﳌﺘﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ.‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﲔ: ﻗﺴﻢ ﻗﺼﺪﻭﺍ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺳﻘﻴﻤﻪ‬ ‫ﻭﻫﻢ ﻣﺸﻜﻮﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﺸﻐﻠﻬﻢ ﻬﺑﺬﺍ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/١٥١، ٥٥١، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ ٣/٤٨٢، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻘﺒﺔ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٧/٨٥١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ ﻭﻓﻴﻪ ﺧﻼﻑ«.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٧١/٦٨١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺼﻤﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٧/٨٥١:‬ ‫»ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«.‬
‫-٧٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺮﺽ ﻋﲔ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﰲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻭﺍﻟﺘﻔﻘﻪ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻟﻘﺪ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻛﻴﺤﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭﺍ ﺑﻦ ﺍﳌﺪﻳﲏ‬ ‫‪‬ﹾ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﲨﻌﻮﺍ ﺑﲔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻴﻪ ﻭﺑﲔ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻮﺍ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﺃﻋﺎ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺼﺮ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﺎﺗﺴﻊ ﺯﻣﺎ‪‬ﻢ ﻟﻸﻣﺮﻳﻦ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻃﺮﻕ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻃﺎﻟﺖ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﻧﻴﻒ ﻓﻴﻪ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻭﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﲣﺘﻠﻒ ﻓﻘﻞ ﺃﻥ ‪‬ﻤ ﱠﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﳚﻤﻊ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ،‬ ‫ﹼ ﻳﻜ ‪‬‬ ‫ﻓﺘﺮﻯ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﺙ ﻳﻜﺘﺐ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﲬﺴﲔ ﺳﻨﺔ ﻭﳚﻤﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻭﻗﻌﺖ‬ ‫ﳌ ﺪ‬ ‫ﻟﻪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﰲ ﺻﻼﺗﻪ ﻻﻓﺘﻘﺮ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍ ﹸﺘﻔ ﱢﻬﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﳌ ﻘ‬ ‫ﻣﻨﻪ، ﻭﻬﺑﺆﻻﺀ ﲤ ﱠﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻨﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﺛﲔ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺯﻭﺍﻣﻞ)١( ﺃﺳﻔﺎﺭ ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﻣﻌﻬﻢ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﳌ ﺪ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻠﺢ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﻧﻈﺮ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻓﺮﲟﺎ ﻋﻤﻞ ﲝﺪﻳﺚ ﻣﻨﺴﻮﺥ، ﻭﺭﲟﺎ ﻓﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺃﻥ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ‪‬ﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﺀﻩ ﺯﺭﻉ ﻏﲑﻩ)٢( ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ: ﻗﺪ ﻛﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﻀﻞ ﻋﻨﺎ ﻣﺎﺀ ﰲ ﺑﺴﺎﺗﻴﻨﻨﺎ ﺳﺮﺣﻨﺎﻩ ﺇﱃ ﺟﲑﺍﻧﻨﺎ ﻭﳓﻦ ﻧﺴﺘﻐﻔﺮ‬ ‫ﺍﷲ، ﻓﻤﺎ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻭﻻ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ ﻭﻻ ﺷﻌﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻭﻁﺀ ﺍﳊﺒﺎﱃ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺎﻳﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋ ﱠﺎﰊ: ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﳜﻨﺎ ﻳﺮﻭﻱ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ »‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺍﳊﻠﹾﻖ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ« ﺑﺈﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻼﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ: ﺃﻧﻪ ﺑﻘﻲ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ ﻻ ﳛﻠﻖ ﺭﺃﺳﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺍﳊﻠ ‪ ‬ﲨﻊ ﺣﻠﻘﺔٍ، ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺮﻩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ِﹶﻖ‬ ‫ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﺍﳌﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﻨﺼﺖ ﻟﻠﺨﻄﺒﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻓ ‪‬ﺟﺖ ﻋﻠﻲ. ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫)١( ﺍﻟﺰﺍﻣﻠﺔ: ﻣﺎ ﳛﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﻏﲑﻫﺎ. ﻭﺍﳉﻤﻊ: ﺯﻭﺍﻣﻞ.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٨٥١٢(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )١٣١١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺣﺴﻦ«، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٧٧٤٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٨٠١، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻪ ﺍﻟﻜﱪﻯ‬ ‫٧/٩٤٤ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻭﻳﻔﻊ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻯ.‬
‫-٨٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺻﺎﻋﺪ ﻛﺒﲑ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﰲ ﺍﶈ ‪‬ﺛﲔ ﻟﻜﻨﻪ ﳌﺎ ﻗﱠﺖ ﳐﺎﻟﻄﺘﻪ ﻟﻠﻔﻘﻬﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳﻔﻬﻢ ﺟﻮﺍﺏ ﻓﺘﻮﻯ، ﺣﱴ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺛﺎﺑﺖ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﱪﻗﺎﱐ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻷﻬﺑﺮﻱ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ ﳛﲕ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻋﺪ ﻓﺠﺎﺀﺗﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﰲ ﺑﺌﺮ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻴﻪ ﺩﺟﺎﺟﺔ‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻤﺎﺗﺖ ﻓﻬﻞ ﺍﳌﺎﺀ ﻃﺎﻫﺮ ﺃﻭ ﳒﺲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﳛﲕ: ﻭﳛﻚ، ﻛﻴﻒ ﺳﻘﻄﺖ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺌﺮ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻣﻐﻄﺎﺓ، ﻗﺎﻝ ﳛﲕ: ﺃﻻ ﻏﻄﻴﺘﻬﺎ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ. ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻬﺑﺮﻱ:‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﻫﺬﻩ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﺗﻐ‪‬ﺮ ﻓﻬﻮ ﳒﺲ ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻮ ﻃﺎﻫﺮ.‬ ‫ُ ﻴ‬ ‫ﹾ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ ﻗﺪ ﺻ‪‬ﻒ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﺼ‪‬ﻔﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﺃﻗﱡﻬﺎ ﺟﺰﺀ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭﻫﻮ ﺃﻟﻒ ﺟﺰﺀ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺑﺎﳋﻄﺄ ﻟﺌﻼ ‪‬ﺮﻯ ﺑﻌﲔ ﺍﳉﻬﻞ ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺼﲑ ﲟﺎ ﻳﻔﱵ ﺑﻪ ‪‬ﺤﻜﺔﹰ، ﻓﺴﺌﻞ‬ ‫ﺿ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻓﻜﺘﺐ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ: ‪‬ﺗﻘﹾﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﳉ ﹼﺏ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊﺮﰊ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﱃ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﻫﻮ ‪‬ﺤ ‪‬ﺙ ﻭﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺃﻟﻒ ﻧﻔﺲ، ﻓﻘﺎﻟﺖ‬ ‫ﻳ ﺪ ﹸ‬ ‫ﱠ ﹰ‬ ‫ﻟﻪ: ﺣﻠﻔﺖ ﺑﺼﺪﻗﺔ ﺇﺯﺍﺭﻱ، ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ: ﺑﻜﻢ ﺍﺷﺘﺮﻳﺘﻴﻪ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﺑﺎﺛﻨﲔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﺭﳘﹰﺎ. ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺍﺫﻫﱯ ﻓﺼﻮﻣﻲ ﺍﺛﻨﲔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮﺕ ﺟﻌﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺁﻩِ، ﺁﻩِ، ﻏﻠﻄﻨﺎ ﻭﺍﷲ ﺃﻣﺮﻧﺎﻫﺎ‬ ‫ﺑﻜﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟ ﱢﻬﺎﺭ.‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺘﲔ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﻓﻀﻴﺤﺔ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﲪﻠﻮﺍ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﺎ ﺗﻌﱠﻖ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﳊﺲ ﻓﺸ‪‬ﺒ ‪‬ﻮﺍ ﻷ‪‬ﻢ ﱂ ﳜﺎﻟﻄﻮﺍ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻴﻌﺮﻓﻮﺍ ﲪﻞ ﺍﳌﺘﺸﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﳊﻜﻢ،‬ ‫ﻬ‬
‫-٩٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﳚﻤﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻳﻜﺜﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﺣ ‪‬ﻞ.‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻓﺘﺸﺎﻏﻞ ﻫﺆﻻﺀ - ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺯﻋﻤﻬﻢ - ﺑﻔﺮﻭﺽ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺜﺎﺭ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﲟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻗﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮﻭﺍ ﲰﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ ﲜﻤﻊ ﺍﻟﻄﺮﻕ، ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩﻫﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﱄ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺐ ﻓﻄﺎﻓﻮﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ‬ ‫ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ‪‬ﻢ: ﻟﻘﻴﺖ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﻭﱄ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻐﲑﻱ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻨﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻫ‬ ‫ﻏﲑﻱ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺇﱃ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺑﻌﺾ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓ‪‬ﻘﻌﺪﻩ ﰲ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺮﱠﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺩﺟﻠﺔ ﻓﻴﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﳎﻤﻮﻋﺎﺗﻪ ﺣﺪﺛﲏ ﻓﻼﻥ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻭﻓﻼﻥ ﺑﺎﻟﺮﱠﺔ، ﻭﻳﻮﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺑﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻟﻴﻈﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻌﺐ ﰲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ‬ ‫‪‬ﻗ‬ ‫ﻟﻄﻠﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻌﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﲔ ‪‬ﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﻓﻼﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻬﺮ،‬ ‫ﻳﻮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻋﱪ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﻓﻼﻥ ﰲ ﺭﺣﻠﱵ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪﺭ ﺗﻌﺒﻪ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻓﻤﺎ ﺑﻮﺭﻙ ﻟﻪ ﻭﻣﺎﺕ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻄﻠﺐ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﲟﻌﺰﻝ، ﻭﺇﳕﺎ ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻭﺍﳌﺒﺎﻫﺎﺓ،‬ ‫ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳ‪‬ﺒﻌﻮﻥ ﺷﺎﺫ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻏﺮﻳﺒﻪ ﻭﺭﲟﺎ ﻇﻔﺮ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﲜﺰﺀ ﻓﻴﻪ ﲰﺎﻉ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﳌﺴﻠﻢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻓﺄﺧﻔﺎﻩ ﻟﻴﻨﻔﺮﺩ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﻗﺪ ﳝﻮﺕ ﻫﻮ ﻭﻻ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﻓﻴﻔﻮﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﲔ. ﻭﺭﲟﺎ ﺭﺣﻞ‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﱃ ﺷﻴﺦ ﺃﻭﻝ ﺍﲰﻪ ﻗﺎﻑ ﺃﻭ ﻛﺎﻑ ﻟﻴﻜﺘﺐ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻣﺸﻴﺨﺘﻪ ﻓﺤﺴﺐ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ: ﻗﺪﺡ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻃﻠﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺘﺸﻔﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭ‪‬ﺨﺮ ‪‬ﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﳐﺮﺝ ﺍﳉﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻠﺬ ‪ ‬ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻉ‬ ‫ﱠﺏ‬ ‫ﻳ ﺟ‬ ‫ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻﺪ. ﻭﺩﻟﻴﻞ ﻣﻘﺼﺪ ﺧﺒ‪‬ﺚ ﻫﺆﻻﺀ ﺳﻜﻮ‪‬ﺗﻬﻢ ﻋﻤﻦ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺪﻳﲏ ﳛﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺿﻌﻴﻔﹰﺎ ﰒ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﰲ‬
‫-٠٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳉﻴﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺄﻟﺖ‬ ‫ﺣﺎﺭﺛﹰﺎ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺣﺬﺭﻫﺎ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺷﺮ ﻣﻜﺘﺴﺐ ﻭﻣﺎ ﻇ‪‬ﻚ ﺑﺸﻲﺀ ﻳﺴﻠﺒﻚ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺴﻨﺎﺗﻚ ﻓ‪‬ﺮﺿﻲ ﺑﻪ ﺧﺼﻤﺎﺀﻙ، ﻭﻣﻦ ‪‬ﺒﻐﻀﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﺿﻰ ﺑﻪ ﺧﺼﻤﻚ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻚ ﺃﻭ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺎﺣﺬﺭﻫﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﻌ ‪‬ﻑ ﻣﻨﺒﻌﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﻣﻨﺒﻊ ﻏﻴﺒﺔ ﺍﳍﻤﺞ ﻭﺍﳉﻬﺎﻝ ﻣﻦ ﺇﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻭﺍﳊﻤﻴﺔ ﻭﺍﳊﺴﺪ ﻭﺳﻮﺀ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﻈﻦ ﻭﺗﻠﻚ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻏﲑ ﺧﻔﻴﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﻏﻴﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻤﻨﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ‪‬ﺪﻋﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺪﺍﺀ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻭﺗﺄﻭﻳﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻣﻦ ﺍﳋﱪ ﻭﻟﻮ ﺻﺢ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ:‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫»ﺃﺗﺮﻏﺒﻮﻥ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻩ؟! ﺍﺫﻛ ‪‬ﻭﻩ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﺤﺬﺭﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺮ ‪‬‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﳋﱪ ﻓﻴﻪ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺷﻨﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻚ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺟﺎﺀﻙ ﻣﺴﺘﺮﺷﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺯﻭﺝ ﻛﺮﳝﱴ ﻣﻦ ﻓﻼﻥ ﻓﻌﺮﻓﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﺪﻋﺔ ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻏﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺄﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻡ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺻﺮﻓﺘﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺻﺮﻑ، ﺃﻭ ﳚﻴﺌﻚ ﺭﺟﻞ ﻣﻮﺿﻌ‪‬ﺎ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ،‬ ‫ﻓﺘﺼﺮﻓﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ. ﺃﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ: ﻳﺎ ﺭﺟﻞ، ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﻠﻲ ﺧﻠﻒ ﻓﻼﻥ ﺃﻭ‬ ‫ﺃﺟﻌﻠﻪ ﺇﻣﺎﻣﻲ ﰱ ﻋﻠﻢ، ﻓﺘﺼﺮﻓﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ، ﻭﻻ ﺗﺸﻒ ﻏﻴﻈﻚ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﺘﻪ. ﻭﺃﻣﺎ‬ ‫ﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﻙ ﻓﻤﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻌﺠﺐ ﻳﺒﺪﻱ ﻋﻮﺍﺭ ﺍﻷﺥ، ﰒ ﻳﺘﺼﻨﻊ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﰲ‬ ‫ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻐﻴﺐ، ﻓﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﳊﻢ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﰒ ﻳﺘﺰﻳﻦ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﻭﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻓﻤﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﺣﱴ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺴﻜﲔ ﻓﻼﻥ ﺍﺑﺘﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻜﺬﺍ ﻭﺍﻣﺘﺤﻦ ﺑﻜﺬﺍ ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳋﺬﻻﻥ ﻓﻴﺘﺼﻨﻊ ﺑﺈﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ،‬ ‫ﰒ ﻳﺘﺼﻨﻊ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺇﳕﺎ ﺃﺑﺪﻳﺖ ﻟﻜﻢ ﺫﺍﻙ ﻟﺘﻜﺜﺮﻭﺍ ﺩﻋﺎﺀﻛﻢ ﻟﻪ ﻭﻧﻌﻮﺫ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻪ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٠١/٥١٢، ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ )٨٤٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ‬ ‫ﰱ ﺍ‪‬ﺮﻭﺣﲔ ١/٠٢٢، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٢/٤٧١ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٣٨٥(:‬ ‫»ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬
‫-١٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﺗﻌﺮﻳﻀ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﺗﺼﺮﳛ‪‬ﺎ، ﻓﺎ‪‬ﻖ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻓﻘﺪ ﻧﻄﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻜﺮﺍﻫﺘﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺰ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﺟﻞ: ﴿ﺃﳛﺐ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﳊﻢ ﺃﺧﻴﻪ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ ﻓﻜﺮﻫﺘﻤﻮﻩ﴾ ]ﺍﳊﺠﺮﺍﺕ: ٢١[، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻛﺜﲑﺓ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﶈﺪﺛﲔ: ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ‪‬ﺒ‪‬ﻴ‪‬ﻮﺍ‬ ‫ﻳﻨ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻭﻫﺬﻩ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﺗﺮﻭﻳﺞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻬﻢ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺭﻭﺍﻳﺎ‪‬ﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻣﻦ ﺭﻭﻯ ﻋﲏ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ‪‬ﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻛﺬﺏ ﻓﻬﻮ ﺃﺣﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ«)١(. ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﺗﺪﻟﻴﺴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﻓﻼﻥ ﻋﻦ ﻓﻼﻥ، ﺃﻭ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻓﻼﻥ ﻋﻦ ﻓﻼﻥ ﻳﻮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﳌﻨﻘﻄﻊ ﻭﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﻷﻧﻪ ﳚﻌﻞ ﺍﳌﻨﻘﻄﻊ ﰲ‬ ‫ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﳌﺘﺼﻞ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﺍﻟﻜ ﱠﺍﺏ ﻓﻴﻨﻔﻲ ﺍﲰﻪ ﻓﺮﲟﺎ ‪‬ﺎﻩ ﺑﻐﲑ ﺍﲰﻪ،‬ ‫ﲰ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻛﻨﺎﻩ، ﻭﺭﲟﺎ ﻧﺴﺒﻪ ﺇﱃ ﺟ ‪‬ﻩ ﻟﺌﻼ ‪‬ﻌﺮﻑ، ﻭﻫﺬﻩ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻷﻧﻪ ﻳﺜﺒﺖ ﺣﻜﻤ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲟﺎ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﻪ، ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺮﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺛﻘﺔ ﻓﻨﺴﺒﻪ ﺇﱃ ﺟﺪﻩ ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﹸﻨﻴﺘﻪ ﻟﺌﻼ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺭﺩﺩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺮﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻓﻴﺴﺘﺤﻲ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻣﻦ‬ ‫ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻬﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻗﺮﻳﺐ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺮﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺛﻘﺔ ﻭﺍﷲ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﻗﺪﱘ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻷﻣﺮ‬ ‫ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻭﻥ: ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﻥ ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺴﻨﻦ ﺃﰊ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﳓﻮﻫﺎ، ﰒ ﺍﺳﺘﻬﺎﻧﻮﺍ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻭﺻﺎﺭ‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﻢ ﳛﺘﺞ ﺑﺂﻳﺔ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻭﲝﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﺻﺤﻴﺢ ﻫﻮ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻭﺭﲟﺎ ﺍﻋﺘﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺱ ﻳﻌﺎﺭﺿﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﺗﻪ ﺇﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻔﻘﻪ‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ، ﺑﺎﺏ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻜﺬﺍﺑﲔ ١/٩،‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٢٦٦٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٠٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٠٥٢، ٢٥٢، ٥٥٢ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬
‫-٢٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺴﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺗﻌﻠﻴﻖ‬ ‫ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﻻ ‪‬ﺪﺭﻯ ﺃﺻﺤﻴﺢ ﻫﻮ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﺍ ﺗﺼﻌﺐ ﻭﳛﺘﺎﺝ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﺣﱴ ﻳﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ، ﻓﺼ‪‬ﻔﺖ ﺍﻟﻜ‪‬ﺘﺐ ﻭﺗﻘﺮﺭﺕ‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻨﻦ ﻭﻋﺮِﻑ ﺍﻟ ‪‬ﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻘﻴﻢ.‬ ‫ﺼ ‪ ‬ﺴ‬ ‫ﺴ ‪ ‬‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺄ ‪‬ﺮﻳﻦ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﺑﺎﳌﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﻌﻮﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣﱴ ﺇﱐ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﻋﻦ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ: ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ، ﻭﺭﺃﻳﺘﻪ ﳛﺘﺞ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺩﻟﻴﻠﻨﺎ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﻛﺬﺍ ﻭﳚﻌﻞ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻗﺪ ﺍﺣﺘﺞ ﺑﻪ ﺧﺼﻤﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻻ ‪‬ﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ: ﺃﻥ ﺟﻞ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﲢﺼﻴﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﳉﺪﻝ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ‬ ‫‪‬ﱠ‬ ‫ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻋﻠﻞ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ، ﻭﻟﻮ‬ ‫ﺻﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟ ‪‬ﻋﻮﻯ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﺘﺸﺎﻏﻠﻮﺍ ﲜﻤﻴﻊ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺘﺸﺎﻏﻠﻮﻥ ﺑﺎﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻟﻴ‪‬ﺴﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﺘﻘﺪﻡ ﺍ ﹸﻨﺎﻇﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ﰲ ﺧﺼﺎﻡ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻓﻬﻢ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺍ‪‬ﺎﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻃﻠﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﻤﻔﺎﺧﺮﺍﺕ ﻭﺍﳌﺒﺎﻫﺎﺓ ﻭﺭﲟﺎ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ‬ ‫ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﺗﻌ ‪ ‬ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺒﻠﻮﻯ.‬ ‫‪‬ﻢ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺈﺩﺧﺎﳍﻢ‬ ‫ﰲ ﺍﳉﺪﻝ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺇﻳﺜﺎﺭﻫﻢ ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍ ﹸﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﰲ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺘﺴﻊ ﳍﻢ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﰲ‬ ‫ﳌ ﱢ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻫ ‪‬ﻦ، ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ،‬ ‫‪‬ﺠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺟﻞ ﺍﺷﺘﻐﺎﳍﻢ ﻭﱂ ﳝﺰﺟﻮﻩ ﲟﺎ ‪‬ﻳﺮﱢﻖ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫‪‬ﻗ ‪‬‬ ‫‪‬ﱠ‬ ‫ﻭﲰﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺳﲑﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ.‬ ‫ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻻ ﲣﺸﻊ ﺑﺘﻜﺮﺍﺭ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﺍﳌﺘﻐﲑ، ﻭﻫﻲ ﳏﺘﺎﺟﺔ ﺇﱃ‬
‫-٣٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﺬﻛﺎﺭ ﻭﺍﳌﻮﺍﻋﻆ ﻟﺘﻨﻬﺾ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﳋﻼﻑ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺇﻻ ﺃ‪‬ﺎ ﻻ ﺗﻨﻬﺾ ﺑﻜﻞ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺳِﲑ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﻭﺣﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﲤﺬﻫﺐ ﻟﻪ ﱂ ﳝﻜﻨﻬﻢ ﺳﻠﻮﻙ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ. ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻟ ﱞ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﺮﻕ ﻣﻦ ﻃﺒﺎﺋﻌﻬﻢ‬ ‫ﺺ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﺼﺎﺭ ﻣﺜﻠﻬﻢ.‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﰲ ﺳﲑ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﺯﺍﲪﻬﻢ ﻭﺗﺄ ‪‬ﺏ ﺑﺄﺧﻼﻗﻬﻢ.‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﻳﺚ ﻳﺮﻕ ﻟﻪ ﻗﻠﱯ ﺃﺣﺐ ﺇﱄ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﻀﺎﻳﺎ ‪‬ﺮﻳﺢ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺭﻗﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ ﻭﳍﺎ ﺃﺳﺒﺎﺏ.‬ ‫ﺷ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﺍﻗﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻭﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﺣﻔﻆ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﻋﻠﻮﻡ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍ ﹸﻔﱵ ‪‬ﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺁﻳﺔ ﺃﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻼ ﻳﺪﺭﻱ. ﻭﻫﺬﺍ ﻍ ﺑﻦ ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻷﻧﻔﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﳌ ﻳ ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃﻥ ﺍ‪‬ﺎﺩﻟﺔ ﺇﳕﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﻟﻴﺴﺘﺒﲔ ﺍﻟﺼﻮﺍ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﺴﻠﻒ‬ ‫ﺏ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪ ‬ﹼ‬ ‫ﺍﳌﻨﺎﺻﺤﺔ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭ ﺍﳊﻖ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻟﻴﻞ ﺇﱃ ﺩﻟﻴﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻧ‪‬ﺒ ‪‬ﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻷﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﳊﻖ ﻓﺼﺎﺭ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺱ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻬ‬ ‫ﺑﻌﱠﺔ ﻳﻈﻨﻬﺎ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﻌﻠﻞ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻠٍ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﱄ ﻓﺈﻥ ﻇﻬﺮ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻭﱃ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﺫﻛﺮﻭﻩ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻌﺘﺮﺽ ﻻ ﻳﻠﺰﻣﲏ ﺫﻛﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺻﺪﻕ ﰲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﻣﻦ ﺍﳉﺪﻝ، ﺑﻞ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺼﺢ‬ ‫ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﳊﻖ ﻳﻠﺰﻣﻪ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺘﺒﲔ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻣﻊ ﺧﺼﻤﻪ ﻭﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﻭﻳﻀﻴﻖ ﺻﺪﺭﻩ ﻛﻴﻒ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻇﻬﺮ ﺍﳊﻖ ﻣﻊ ﺧﺼﻤﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﰲ ﺭﺩﻩ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﳊﻖ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻷﻥ‬ ‫ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺇﳕﺎ ‪‬ﺿﻌﺖ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﳊﻖ.‬ ‫ﻭ‬
‫-٤٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻣﺎ ﻧﺎﻇﺮﺕ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻓﺄﻧﻜﺮ ﺍﳊ ‪‬ﺔ ﺇﻻ ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﲏ، ﻭﻻ‬ ‫ﹸﺠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﻫ‪‬ﺒ‪‬ﺘ ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻧﺎﻇﺮﺕ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻓﺒﺎﻟﻴﺖ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊ ‪‬ﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻪ ﺻﺮ ‪ ‬ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ِ ‪‬ﺕ‬ ‫ﹸﺠ ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ِﻪ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃﻥ ﻃﻠﺒﻬﻢ ﻟﻠﺮﻳﺎﺳﺔ ﺑﺎﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺗﺜﲑ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺭﺃﻯ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﰲ ﻛﻼﻣﻪ ﺿﻌﻔﹰﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﻗﻬﺮ ﺧﺼﻤﻪ ﻟﻪ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺎﺑﺮﺓ ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻯ ﺧﺼﻤﻪ‬ ‫ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻠﻔﻆ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﲪ‪‬ﺔ ﺍﻟﻜ‪‬ﺒﺮ ﻓﻘﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺴﺐ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍ‪‬ﺎﺩﻟﺔ ‪‬ﺨﺎﺫﻟﺔ.‬ ‫ﹸﻣ ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴﹸ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺗﺮ ‪‬ﺼﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ‪‬ﺠﺔ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﺗﻜﻠﻤﺖ‬ ‫ﲝ ‪ِ‬‬ ‫ِ ‪ ‬ﹶ ‪ ‬ﺧ ‪ ‬‬ ‫ﻣﻊ ﻓﻼﻥ ﻓﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﲟﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﺸ ﱢﻲ ﻣﻦ ﻏﺮﺽ ﺧﺼﻤﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﳊ ‪‬ﺔ.‬ ‫ﹸﺠ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻟﻴﺲ ﰒ ﻏﲑﻩ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﹸﻛﺮ ﳍﻢ ‪‬ﺤﺪﺙ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺫﺍﻙ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﻳﻨﺴﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻫﻮ ﺍﻷﺻﻞ، ﻓﺈﻥ ﺫﻛﺮ ﳍﻢ‬ ‫ﻣ ‪ ‬ﹲ‬ ‫ﺫ‬ ‫ﻛﻼﻡ ﻳﻠﲔ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺎﻅ.‬ ‫‪ ‬ﻋ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺇﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻭﻣﺎ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻣﺮﺗﺒﺘﻬﺎ ﻭﺭﲟﺎ ﺃﻓﺘﻮﺍ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻟﻠﻨﺼﻮﺹ ﻭﻟﻮ ﺗﻮﻗﻔﻮﺍ ﰲ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﱃ.‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ‪‬ﺭﺳ‪‬ﻮﻳ‪‬ﻪ، ﺛﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺩ ‪‬ﺘ‬ ‫ﺍ ﹸﻤﻴ‪‬ﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ‪‬ﻔﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺩﺭﻛﺖ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﳊ‬ ‫ﻣﺎﺋﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺴﺄﻝ ﺃﺣ ‪‬ﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻓﲑ ‪‬ﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ،‬ ‫ﺩ‬ ‫ﹸ ﺪ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺣﱴ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻷﻭﻝ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻳﻌﻘﻮﺏ: ﻭﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﻰ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺩﺭﻛﺖ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﺤ ‪‬ﺙ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﺇﻻ ﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻛﻔﺎﻩ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻻ ﻳﺴﺄﻝ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻳ ﺪ ﹸ‬ ‫ﻋﻦ ﻓﺘﻴﺎ ﺇﻻ ﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻛﻔﺎﻩ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺍﻧﻈﺮ: ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٤/١٥٣.‬
‫-٥٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟ‪‬ﺨﻌﻲ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻦ ﺗﺴﺄﹸﻟﻪ ﻏﲑﻱ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻓﺘﻴﺖ ﺣﱴ ﺳﺄﻟﺖ ﺳﺒﻌﲔ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻫﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺮﻭﻥ ﱄ ﺃﻥ ﺃﻓﱵ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻓﻠﻮ ﻧ‪‬ﻬﻮ‪‬ﻙ؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ‪‬ﻮﱐ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻷﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﺇﱐ ﺣﻠﻔﺖ ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﺣﻠﻔ ‪‬؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺘﻚ ﺇﺫ‬ ‫ﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩﺭﻳﺖ ﻛﻴﻒ ﺣﻠﻔﺖ ﺩﺭﻳﺖ ﺃﻧﺎ ﻛﻴﻒ ﹸﻓﺘﻴﻚ.‬ ‫ﺃ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺳﺠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﳋﺸﻴﺘﻬﻢ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻨﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﰲ ﺳﲑ‪‬ﻢ ﺗﺄﺩﺏ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ: ﳐﺎﻟﻄﺘﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻭﻣﺪﺍﻫﻨﺘﻬﻢ ﻭﺗﺮﻙ‬ ‫ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﺭﲟﺎ ﺭﺧ ‪‬ﻮﺍ ﳍﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﺭﺧﺼﺔ ﳍﻢ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﻨﺎﻟﻮﺍ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﺼ‬ ‫ﺩﻧﻴﺎﻫﻢ ﻋﺮﺿ‪‬ﺎ ﻓﻴﻘﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻷﻣﲑ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮﻻ ﺃﱐ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺍﺏ ﻷﻧﻜﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴ ‪ ،‬ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬ﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫‪‬ﺼﻴﺒ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﱄ.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻻ ﺑﺄﺱ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻷﻣﲑ ﻭﻻ ﲟﺎﻟﻪ ﻭﻻ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ ﻓﺈﻥ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﱪﺡ ﻋﻨﺪﻩ.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ‪‬ﻔﺴﺪ ﺩﻳﻨﻪ ﺑﺬﻟﻚ.‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪ ‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﺧﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺇﳕﺎ ﻧﺪﺧﻞ ﻟﻨﺸﻔﻊ ﰲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻳﻨﻜﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﺩﺧﻞ ﻏﲑﻩ ﻳﺸﻔﻊ ﳌﺎ ﺃﻋﺠﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﻭﺭﲟﺎ ﻗﺪﺡ ﰲ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻟﺘﻔﺮﺩﻩ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ.‬ ‫‪ ِِ ‬ﺴ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺃﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺣ ﱞ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃ‪‬ﺎ ﺇﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻖ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﻡ ﱂ ﳛﻞ ﻟﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ‪‬ﺒﻬﺔ ﻓﺘﺮ ﹸﻬﺎ ﺃﻭﱃ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ‬ ‫ﺷ ٍ ﻛ‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬ﺒﺎﺡ ﺟﺎﺯ ﻟﻪ ﺍﻷﺧﺬ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺇﻧﻔﺎﻗﻪ ﰲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻋﻮﻧﺔ، ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣ ٍ‬
‫-٦٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻗﺘﺪﻯ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺑﻈﺎﻫﺮ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﺒﺎﺣﻮﺍ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﺎﺡ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ: ﻳﻨﻘﻄﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﺇﻗﺒﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ‪‬ﻌ‪‬ﺪ‬ ‫ﺘﺒ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺴ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ، ﻓﻴﺰﻳﻦ ﳍﻢ ﻏﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻴﺠﻤﻊ ﳍﻢ ﺁﻓﺘﲔ: ﻏﻴﺒﺔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﺪﺡ ﺍﻟ‪‬ﻔﺲ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﻓﺎﻟ ‪‬ﺧﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﺧﻄﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻗﺪ ﲢﺴﻦ ﰲ ﺃﻭﻝ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰒ ﺗﺘﻐﲑ ﺑﺈﻛﺮﺍﻣﻬﻢ ﻭﺇﻧﻌﺎﻣﻬﻢ ﺃﻭ ﺑﺎﻟ ﱠﻤﻊ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﻻ ﻳﺘﻤﺎﺳﻚ ﻋﻦ ﻣﺪﺍﻫﻨﺘﻬﻢ ﻭﺗﺮﻙ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﺧﺎﻑ ﻣﻦ ﺇﻫﺎﻧﺘﻬﻢ ﱄ ﺇﳕﺎ ﺃﺧﺎﻑ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﺇﻛﺮﺍﻣﻬﻢ ﻓﻴﻤﻴﻞ ﻗﻠﱯ ﺇﻟﻴﻬﻢ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺒﻌﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﳌﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺟﻮﺭﻫﻢ ﻓﺘﻄﻠﺒﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ‬ ‫ﳊﺎﺟﺘﻬﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ، ﻓﻨﺸﺄ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻗﻮﻳﺖ ﺭﻏﺒﺘﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺘﻌﻠ ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬ ‫ﱠﻤ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻸﻣﺮﺍﺀ ﻭﲪﻠﻮﻫﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻟﻴﻨﺎﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺩﻧﻴﺎﻫﻢ.‬ ‫ﻭﻳﺪﱡﻚ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺼﺪﻭﺍ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪﳝ‪‬ﺎ ﳝﻴﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﲰﺎﻉ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺍ ﹸﺠﺞ ﰲ ﺍﻷﺻﻮﻝ، ﻓﺄﻇﻬﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﰒ ﻣﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ‬ ‫ﳊ‬ ‫ﻓﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﳉﺪﻝ، ﰒ )ﻣﺎﻝ( ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﺍﻋﻆ ﻓﻤﺎﻝ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﳝﻴﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻛﹸﺮ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ ﻭﻗﻞ ﺍﻟ ﹸﻘﻬﺎﺀ.‬ ‫ﺜ ﹸﺼ ‪ ‬ﱠ ﻔ ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ: ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻭﻗﻒ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﺸﺘﻐﻠﲔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻤﻜﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻨﲔ ﻭﻻ ﻳﺘﺸﺎﻏﻞ ﻭﻳﻘﻨﻊ ﲟﺎ ﻋﺮﻑ، ﺃﻭ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻼ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﺣﻆ ﻷﻧﻪ ﺇﳕﺎ ‪‬ﻌﻞ ﳌﻦ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻌﻴﺪ‪‬ﺍ ﺃﻭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟِ ﹶ‬ ‫ﱞ‬ ‫ﻣﺪﺭﺳ‪‬ﺎ ﻓﺈﻥ ﺷﻐﻠﻪ ﺩﺍﺋﻢ.‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﻣﺎ ﳛﻜﻰ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﳌﺘﻔﻘﻬﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺒﺴﺎﻁ ﰲ ﺍﳌﻨﻬﻴﺎﺕ ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻳﻠﺒﺲ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﻭﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﺎﻟ ﱠﻫﺐ، ﻭ‪‬ﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﺲ ﻓﻴﺄﺧﺬﻩ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ،‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺬ‬ ‫‪‬‬
‫-٧٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺳﺒﺐ ﺍﻧﺒﺴﺎﻁ ﻫﺆﻻﺀ ﳐﺘﻠﻒ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﺎﺳﺪ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﰲ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻔﻘﻪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻟﻴﺴﺘﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﺃﻭ ﻟﲑﺃﺱ ﺃﻭ ﻟﻴﻨﺎﻇﺮ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻟﻜﻦ ﻳﻐﻠ‪‬ﺒﻪ ﺍﳍﻮﻯ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ، ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺻﺎﺭﻑ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﳉﺪﻝ ﻭﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ‪‬ﺤ ‪‬ﻙ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺠﺐ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺘﻘ ‪‬ﻡ‬ ‫ﻮ‪‬‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺗ ﺮ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺳﲑ ﺍﻟﺴﻠﻒ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ‪‬ﻌﺪ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺇﻻ‬ ‫ﺑ ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻌﲔ ﺍﻟ ﱠﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﺷ ‪‬ﻮﺧﻪ ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﺴﺮﺡ ﺍﳍﻮﻯ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ.‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺎﱂ ﻭﻓﻘﻴﻪ ﻭ ‪‬ﻔﺖ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﺃﺭﺑﺎﺑﻪ ﻭﻫﻴﻬﺎﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ ‪ ‬ﻣ ٍ‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭﱃ ﺃﻥ ‪‬ﺤﺎ ‪‬ﻪ ﻭ‪‬ﻀﺎﻋﻒ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺀ.‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﺟ‪ ‬ﻳ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ: ﺇﳕﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﳜﺸﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻘﻴﻬ‪‬ﺎ ‪‬ﺮﺍﺳﺎﻧﻴ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺮﻳﺮ ﻭﺧﻮﺍﰎ ﺫﻫﺐ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟‬ ‫ﹸ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺧﻠﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻭﻛﻤﺪ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺑﻞ ﻫﻮ ﴰﺎﺗﺔ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺑﻚ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫ﻣﺴﻠﻤ‪‬ﺎ ﻷﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﺪ ‪‬ﻙ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻚ ﻣﺒﻠﻐﻚ ﺃﻟﺒﺴﻚ ﻣﺎ ‪‬ﺴﺨﻂ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻘﺪ ﺃﴰ‪‬ﻪ‬ ‫ﺘ‪‬‬ ‫ﻳ ﹸ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺑﻨﻔﺴﻚ، ﻭﻫﻞ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﺎﺋﻐﺔ ﻟﻨﻬﻲ ﺍﻟﺮﲪﻦ. ﻳﺎ ﻣﺴﻜﲔ ﺧﻠﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ‬ ‫ﺴ ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺎﳔﻠﻌﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳜﻠﻊ ﺑﻚ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻔِﺴﻖ ﻭ‪‬ﻠﺒﺴﻚ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ. ﺭﻣﺎﻛﻢ ﺍﷲ ﲞﺰﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﻫﻮﻧﺘﻢ ﺃﻣﺮﻩ ﻫﻜﺬﺍ، ﻟﻴﺘﻚ ﹸﻠﺖ: ﻫﺬﻩ ‪‬ﻋﻮﻧﺎﺕ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻗ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻊ. ﺍﻵﻥ ﲤﺖ ﳏﻨ‪‬ﻚ ﻷﻥ ‪‬ﺪﻭﺍﻧﻚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﺑﺎﻃﻨﻚ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ: ﺃﻥ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﺯﺩﺭﺍﺀ ﺍﻟﻮﻋﺎﻅ ﻭﳝﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻫﻢ‬ ‫ﻳ ﺴ‬ ‫ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ؟ ﻫﺆﻻﺀ ﻗ ‪‬ﺎﺹ، ﻭﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﻻ ﳛﻀﺮﻭﺍ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻳﻠﲔ ﻓﻴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﳜﺸﻊ. ﻭﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ ﻻ ‪‬ﺬ ‪‬ﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺎﻝ: ﴿ﳓﻦ‬ ‫ﺼ ‪ ‬ﻳﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻘﺺ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﺼﺺ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٣[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻓﺎﻗﺼﺺ ﺍﻟﻘﺼﺺ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ:‬ ‫٦٧١[.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺫ ‪ ‬ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻻﺗﺴﺎﻉ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺩﻭﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﳌﻔﻴﺪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻡ‬ ‫ﰒ ﻏﺎﻟﺒﻬﻢ ﳜﻠﻂ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻮﺭﺩﻩ، ﻭﺭﲟﺎ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮﻩ ‪‬ﺤﺎ ﹲ، ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺼﺺ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻣ ﻝ‬ ‫ﹸ‬
‫-٨٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺻﺪﻗﹰﺎ ﻭﻳﻮﺟﺐ ﻭﻋﻈﹰﺎ ﻓﻬﻮ ﳑﺪﻭ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﺣﻮﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ‬ ‫ﺡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﺹ ﺻﺪﻭﻕ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺎﻅ ﻭﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫‪‬ﻋ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺎﻅ ﰲ ﻗﺪﱘ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻓﻘﻬﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﳎﻠﺲ ‪‬ﺒﻴﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻋ‬ ‫‪‬ﻋ ﹸ‬ ‫‪‬ﻤﲑ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﳛﻀﺮ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻘﺎﺹ. ﰒ‬ ‫ﻋ ٍ‬ ‫ﺧ ‪‬ﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﺘﻌﺮﺽ ﳍﺎ ﺍﳉ ‪‬ﺎﻝ ﻓﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﳌﻤﻴﺰﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﹸﻬ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺗﻌﻠﻖ ﻬﺑﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺸﺎﻏﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺠﺐ ﺍﳉﻬﻠﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﻨ ‪‬ﻋﺖ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺁﻓﺎ‪‬ﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ ﻭﺍ ﹸﺬ ﱢﺮﻳﻦ، ﺇﻻ ﺃ‪‬ﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﲨﻠﺔ ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﳌﻛ‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﻭﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﺑﺄﻧﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻧﻘﺼﺪ ﺣﺚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﲑ ﻭﻛﻔ ‪‬ﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻓﺘﻴﺎﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻷ‪‬ﺎ‬ ‫ﱠﻬ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﺘﻤﺔ ﰒ ﻧﺴﻮﺍ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻣﻦ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﺘﻌﻤﺪ‪‬ﺍ ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(. ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﺗﻠﻤﺤﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﺰﻋﺞ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻳﻄﺮﺏ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻓﻨﻮﻋﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻳﻨﺸﺪﻭﻥ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺮﺍﺋﻘﺔ ﺍﻟﻐﺰﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺸﻖ.‬ ‫ﻭﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﻘﺼﺪ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﳏ‪‬ﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﳛﻀﺮﻫﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻮﺍﻃ‪‬ﻬﻢ ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ ﲝﺐ ﺍﳍﻮﻯ ﻓ‪‬ﻀ ﱡ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﻭﻳﻀ ﱡ. ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ﻴ ﻞ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬ﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﻭﺍﻟﺘﺨﺎﺷﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﳉﻤﻊ ﺗﻮﺟﺐ ﺯﻳﺎﺩﺓ ‪‬ﻌﻤﻞ‬ ‫ﺗ ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻓﺘﺴﻤﺢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻔﻀﻞ ﺑﻜﺎﺀ ﻭ ‪‬ﺸﻮﻉ ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﺫﺑ‪‬ﺎ ﻓﻘﺪ ﺧﺴﺮ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﱂ ﻳﺴﻠﻢ ﺻﺪﹸﻪ ﻣﻦ ﺭﻳﺎﺀ ﳜﺎﻟﻄﻪ.‬ ‫ٍ ﹸ‪‬‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﻗﻊ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﳊﺎﻥ، ﻭﺍﻷﳊﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٠١١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٣/٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٨٠١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٢/٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ. ﻭﻗﺪ ﲨﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﻨﲔ ﻃﺮﻳﻖ.‬
‫-٩٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺧﺮﺟﻮﻫﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺸﺎﻬﺑﺔ ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﻓﻬﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻳﻄﺮﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﺎﺹ ‪‬ﻨﺸﺪ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻣﻊ ﺗﺼﻔﻴﻖ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻭﺇﻳﻘﺎﻉ ﺑﺮﺟﻠﻴﻪ، ﻓﺘﺸﺒﻪ ﺍﻟﺴﻜﺮ، ﻭﻳﻮﺟﺐ ﺫﻟﻚ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟ ﱢﺒﺎﻉ ﻭ‪‬ﻴﻴﺞ ﺍﻟ‪‬ﻔﻮﺱ ﻭﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟ ‪‬ﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﲤﺰﻳﻖ ﺍﻟﱢﻴﺎﺏ ﳌﺎ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﻔﻮﺱ ﻣﻦ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺩﻓﺎﺋﻦ ﺍﳍﻮﻯ، ﰒ ﳜﺮﺟﻮﻥ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻛﺎﻥ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﻃﻴﺒ‪‬ﺎ ﻭﻳﺸﲑﻭﻥ ﺑﺎﻟ ﹼﻴﺒﺔ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻻ ﳚﻮﺯ.‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳚﺮﻱ ﰲ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺷﺮﺣﻨﺎﻫﺎ ﻟﻜﻨﻪ ‪‬ﻨﺸﺪ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟ‪‬ﻮﺡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺍﳌﻮﺗﻰ، ﻭﻳﺼﻒ ﻣﺎ ﳚﺮﻱ ﳍﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺮﺑﺔ، ﻭﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻏﺮﻳﺒ‪‬ﺎ، ﻓ‪‬ﺒﻜﻲ ﻬﺑﺎ ﺍﻟ‪‬ﺴﺎﺀ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﻭﻳﺼﲑ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻛﺎﳌﺄﰎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟ ‪‬ﱪ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪ ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﻻ ﻣﺎ ‪‬ﻮﺟﺐ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳉﺰﻉ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﻭﳏﺒﺔ ﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻓﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﺇﻧﻚ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﳌﻮﺻﻮﻓﲔ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻧﻚ ﱂ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺣﱴ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺎ ﺗﺼﻒ ﻭﺳﻠﻜﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻋﻠﻢ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻠﻮﻙ ﻏﲑ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟ ﱠﺎﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻄﺢ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻉ ﻭﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﺄﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺸﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻭﻏﺮﺿﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﹸﺮ ﰲ ﳎﻠﺴﻪ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﺡ ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻡ ﻓﺎﺳﺪ.‬ ‫ﺼ ‪‬‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﺰ ‪‬ﻕ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻻ ﻣﻌﲎ ﲢﺘﻬﺎ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺍﳉﺒﻞ‬ ‫ﻳﻭ‪ ‬ﹰ‬ ‫ﻭﺯﻟﻴﺨﺎ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭﻻ ﻳﻨﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺫﻧﺐ، ﻓﻤﱴ ﻳﺮﺟﻊ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺎ ﻭﻣﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟ ‪‬ﺑﺎ، ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺣﻖ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻭﲢﻔﻆ ﺻﻼ‪‬ﺎ، ﻫﻴﻬﺎﺕ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻭﳍﺬﺍ ﻧﻔﻘﺖ ﺳﻠﻌﻬﻢ ﻷﻥ ﺍﳊﻖ ﺛﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺧﻔﻴﻒ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳛ ﱡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﹼﻴﻞ ﻭﻻ ‪‬ﺒ‪‬ﻴﻦ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻓﺮﲟﺎ ﺗﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬ﺚ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﺇﱃ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺃﻭ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺟﺒﻞ ﻓﺒﻘﻴﺖ ﻋﺎﺋﻠ‪‬ﺘﻪ ﻻ ﺷﻲﺀ ﳍﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﺟﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﻤﻊ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﳝﺰﺝ ﺫﻟﻚ ﲟﺎ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺍﳋﻮﻑ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﳊﺬﺭ، ﻓﻴﺰﻳﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﰒ ﻳﻘﻮﻱ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﲟﻴﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺍﻛﺐ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺭﻫﺔ ﻭﺍﳌﻼﺑﺲ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ ﻓﻴﻔﺴﺪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻭﻓﻌﻠﻪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬
‫-٠٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻗﺎﺻﺪ‪‬ﺍ ﻟﻠﻨﺼﻴﺤﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﻟ ‪‬ﺋﺎﺳﺔ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻥ ﻓ‪‬ﺤﺐ ﺃﻥ ‪‬ﻌ ﱠﻢ، ﻭﻋﻼﻣ‪‬ﻪ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮ ﻭﺍﻋﻆ ﻳﻨﻮﺏ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻖ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺰ ﻴ ‪ ‬ﻳﻈ‬ ‫ﻛﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻮ ﺻﺢ ﻗﺼﺪﻩ ﱂ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﺋﻖ ﺍﳋﻠﻖ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻣﻦ ﳜﻠﻂ ﰲ ﳎﻠﺴﻪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪‬ﻜﺜﺮ‪‬ﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﺡ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺟﺪ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻬﻦ ﻓﻼ ‪‬ﻨﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﲨﻌ‪‬ﺎ ﻟﻠﻘﻠﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﻠﺒﻴﺲ ﻷﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﺻﺮﻳﺢ ﻣﻦ ﻛﻮ‪‬ﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻣﻌﺎﺷ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫ﻳﺴﺘﻤﻨﺤﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﻜﻮﺱ ﻭﺍﻟﺘﻜ ‪‬ﺐ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﳛﻀﺮ ﺍﳌﻘﺎﺑﺮ ﻓﻴﺬﻛﺮ ﺍﻟﺒِﻠﻰ ﻭﻓﺮﺍﻕ ﺍﻷﺣﺒﺔ ﻓﻴﺒﻜﻲ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻭﻻ ﳛﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﱪ.‬ ‫ﹼ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ ﺍﶈﻘﻖ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﻣِﺜﹸﻚ ﻻ ﻳﻌﻆ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻌﻆ ‪‬ﺘﻴﻘﻆ‬ ‫ﹸﻣ ﱢﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﻓﻴﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻜﻮﺕ ﻭﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﺳﺎﺋﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻷﻧﻪ ﳝﻨﻊ ﻓﻌﻞ ﺍﳋﲑ ﻭﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻧﻚ ﺗﻠﺘ ﱡ ﲟﺎ ‪‬ﻮﺭﺩﻩ ﻭﲡﺪ ﺭﺍﺣﺔﹰ، ﻓﺮﲟﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﰲ ﻗﻮﻟﻚ، ﻭﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺃﺳﻠ ‪،‬‬ ‫ﻢ‬ ‫ﺬ ﺗ ‪ ‬‬ ‫ﻭﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﳋﲑ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺴﻦ ﰲ ﳎﻠﺲ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻠﻌﻼﺀ: ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻧﺎ، ﰒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻣﺆﻭﻧﺘﻪ ﻭﺗﺒﻌﺘﻪ. ﻗﺎﻝ ﺛﺎﺑﺖ: ﻓﺄﻋﺠﺒﲏ. ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺗﻜﻠﻢ ﺍﳊﺴﻦ: ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﻮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﺃﺧﺬﲤﻮﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺃﺣﺪﺍ ﲞﲑ ﻭﱂ ‪‬ﻳ‪‬ﻨﻬ ‪ ‬ﻋﻦ ﺷﺮ.‬ ‫‪‬ﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﻬﻮﺭﻫﻢ ﻓﺸﻐﻠﻬﻢ ﺑﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟ‪‬ﺤﻮ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﻤﺎﺕ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻓﺮﺽ ﻋﲔ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﺰﻣﻬﻢ ﻋﺮﻓﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻭﱃ ﻬﺑﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﲟﺎ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ،‬ ‫ﻓﺄﺫﻫﺒﻮﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻛﻠﻪ ﰲ ﻋﻠﻮﻡ ﻻ ‪‬ﺮﺍﺩ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﻞ ﻟﻐﲑﻫﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ٍ ﺗ ‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻗﻰ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻬﺑﺎ ﺇﺫ ﻫﻲ ﻣﺮﺍﺩﺓ ﻟﻐﲑﻫﺎ، ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺗﺰﻛﻴﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺻﻼﺡ ﻗﻠﺒﻪ.‬ ‫‪‬‬
‫-١٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﻔﻴﻬﻢ ﻛﱪ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻗﺪ ﺧ‪‬ﻞ ﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻧﻜﻢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻷﻥ ﺍﻟ‪‬ﺤﻮ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ِ‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﻟﹼﻐﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻬﺑﺎ ‪‬ﻌﺮﻑ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻭﻟﻌﻤﺮﻱ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ، ﻭﻟﻜﻦ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﹼﻐﺔ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻣﺮ ﻗﺮﻳﺐ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻻﺯﻡ ﻭﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﻓﻀﻞ ﻻ ‪‬ﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻥ ﰲ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﲢﺼﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ، ﻭﻟﻴﺲ ‪‬ﻬﻢ ﻣﻊ ﺗﺮﻙ ﺍ ﹸﻬﻢ ﻏﻠﻂ ﻭﺇﻳﺜﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻧﻔﻊ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﺭﺗﺒﺔ‬ ‫ﳌ ‪ ‬ﹲ‬ ‫ﲟ‬ ‫ﻛﺎﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻏ‪‬ﺒ ‪ ،‬ﻭﻟﻮ ﺍﺗﺴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻜﻞ ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻨ‪‬ﺎ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻗﺼﲑ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻦ‬ ‫ﺇﻳﺜﺎﺭ ﺍﻷﻫﻢ ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﳑﺎ ﻇ‪‬ﻮﻩ ﺻﻮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﺧﻄﺄ، ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻓﺎﺭﺱ ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻟﻔﻘﻴﻪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺏ: ﻫﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ - ﺇﺫﺍ ﺃﺷﻬﺪ - ﺍﻟﻮﺿﻮ ُ؟، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻹﺷﻬﺎﺩ ﺃﻥ‬ ‫ﺀ‬ ‫‪‬ﻤﺬِﻱ ﺍﻟﺮﺟﻞ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻨﺲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻏﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﳋﻄﺄ، ﻷﻧﻪ ﻣﱴ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﺸﺘﺮﻛﹰﺎ ﺑﲔ ‪‬ﺴ ‪‬ﻴﲔ ﻛﺎﻥ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﺧﻄﺄ،‬ ‫ﻣ ﻤ‬ ‫ﻣﺜﺎﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﳌﺴﺘﻔﱵ: ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﰲ ﻭﻁﺀ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﰲ ﹸﺮﺋِﻬﺎ؟ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮ‪‬ﺀ ﻳﻘﻊ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬ﻗ‬ ‫ِ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻬﺎﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﳊﻴﺾ. ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ: ﳚﻮﺯ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟ ﱡﻬﺮ، ﺃﻭ ﻻ ﳚﻮﺯ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺾ ﺧﻄﺄ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ: ﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺑﻌﺪ ﻃﻠﻮﻉ‬ ‫ﺍﻟﻔﺠﺮ؟ ﱂ ﳚﺰ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﳉﻮﺍﺏ. ﻓﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻘﻴﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻫﻮ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ، ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ‬ ‫ﱂ ﻳﺴﺘﻔﺼﻞ ﰲ ﺍﶈﺘﻤﻼﺕ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺇﱃ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﶈﺘﻤﻼﺕ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻷﻇﻬﺮ،‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻮﺍ ﻫﺬﺍ، ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻟﻞ.‬ ‫ﺰ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﺷﺘﻐﺎﳍﻢ ﺑﺄﺷﻌﺎﺭ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﱂ ﳚﺪ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺻﺎ ‪‬ﺍ ﻋﻤﺎ ﻭﺿﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﲑ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺳﺎﻟﺖ ﻬﺑﻢ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺇﱃ ﻫ ‪‬ﺓ ﺍﳍﻮﻯ ﻓﺎﻧﺒﺚ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺷﺮﻉ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻳﻌﺒﺚ ﻓﻘﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺘﺸﺎﻏﻼ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﺃﻭ ﻧﺎﻇﺮ‪‬ﺍ ﰲ ﻣﻄﻌﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺤﻮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬
‫-٢٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻐﻠﺐ ﻃﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﻃﲔ، ﻓﻴﺄﻛﻞ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ‬ ‫ﰲ ﻇﻞ ﻋﻀﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻏﲑﻩ. ﻭﻗﺪ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ ﻟﻘﻠﺔ ﻓﻘﻬﻬﻢ، ﻛﻤﺎ‬ ‫ﺟﺮﻯ ﻟﻠﺰﺟﺎﺝ ﺃﰊ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺅﺩﺏ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺑﻠﻐﺖ ﺇﱃ ﻣﺒﻠﻎ ﺃﺑﻴﻚ ﻭﻭﻟﻴﺖ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺼﻨﻊ ﰊ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﺣﺒﺒﺖ.‬ ‫ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻟﻪ: ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻴﲏ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻳﺔ ﹸﻣﻨ‪‬ﱵ ﻓﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﺇﻻ ﺳﻨﻮﻥ ﺣﱴ‬ ‫ﺃ ﻴ‬ ‫ﻭﱢﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺯﻣﱵ ﻟﻪ، ﻭﻗﺪ ﺻﺮﺕ ﻧﺪﳝﻪ ﻓﺪﻋﺘﲏ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﱃ ﺇﺫﻛﺎﺭﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻟ‬ ‫ﺑﺎﻟﻮﻋﺪ ﰒ ﻫﺒﺘﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺗﻪ ﻗﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﱂ ﺃﺭﻙ‬ ‫ﺃﺫﻛﺮﺗﲏ ﺑﺎﻟﻨﺬﺭ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻋ ‪‬ﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺃ‪‬ﺪﻩ ﺍﷲ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺇﺫﻛﺎﺭ ﻟﻨﺬﺭ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻮ ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺧﺎﺩﻡ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﳊﻖ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺇﻧﻪ ﺍﳌﻌﺘﻀﺪ. ﻭﻟﻮﻻﻩ ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻇﻤﲏ ﺩﻓﻊ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺇﻟﻴﻚ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺼﲑ ﱄ ﻣﻌﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﺎﲰﺢ ﺑﺄﺧﺬﻩ ﻣﺘﻔﺮﻗﹰﺎ.‬ ‫)١(‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻓﻌﻞ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺟﻠﺲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺧﺬ ﺭﻗﺎﻋﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﻮﺍﺋﺞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭﺍﺳﺘﺠﻌﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﲤﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺀﻟﱵ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﲣﺎﻃﺐ ﻓﻴﻪ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ‪‬ﺤﺎﻻ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳛﺼﻞ ﻟﻚ‬ ‫ﻣ ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎﻝ ﺍﻟ‪‬ﻨﺬﹾﺭ، ﻓﻔﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺭﻗﺎﻋ‪‬ﺎ ﻓﻴﻮﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺭﲟﺎ ﻗﺎﻝ ﱄ: ﻛﻢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻤﻦ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﺄﻗﻮﻝ: ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﹸِﺒ‪‬ﻨﺖ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﺎﺳﺘﺰﺩ،‬ ‫ﻏ ‪‬‬ ‫ﺿِ‪‬‬ ‫ﻓﹸﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﻻ ﺃﺯﺍﻝ ﹸﻣﺎﻛﺴ ‪‬ﻢ ﻭﻳﺰﻳﺪﻭﻧﲏ ﺣﱴ ﺃﺑﻠﻎ ﺍﳊﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﲰﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻌﺮﺿﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ ‪‬ﻬ‬ ‫ﺄ ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻋﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﻓﺤﺼﻞ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﺓ ﻣﺪﻳﺪﺓ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻌﺪ ‪‬ﻬﻮﺭ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﺳﺤﺎﻕ ﺣﺼﻞ ﻣﺎﻝ ﺍﻟ‪‬ﻨﺬﹾﺭ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻻ. ﻓﺴﻜﺖ. ﻭﻛﻨﺖ ﹸﻋﺮ ‪ ‬ﰒ‬ ‫ﺃ ِﺽ‬ ‫ﺷ‬ ‫ﻳﺴﺄﻟﲏ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺃﻭ ﳓﻮﻩ ﻫﻞ ﺣﺼﻞ ﺍﳌﺎﻝ؟ ﻓﺄﻗﻮﻝ: ﻻ، ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺇﱃ‬ ‫ﺃﻥ ﺣﺼﻞ ﻋﻨﺪﻱ ﺿﻌﻒ ﺍﳌﺎﻝ، ﻭﺳﺄﻟﲏ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﺎﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﳌﺘﺼﻞ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻗﺪ‬ ‫ﺣﺼﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻓﺮﺟﺖ ﻭﺍﷲ ﻋﲏ ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﱃ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳛﺼﻞ ﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺃﺧﺬ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺍﺓ ﻭﻭﱠﻊ ﱄ ﺇﱃ ﺧﺎﺯﻧﻪ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺻﻠﺔ ﻓﺄﺧﺬ‪‬ﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺍﻣﺘﻨﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻭﱂ ﺃﺩﺭ ﻛﻴﻒ ﺃﻗﻊ ﻣﻨﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﺟﺌ‪‬ﺘﻪ ﻭﺟﻠﺴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺃﻯ ﺃﻃﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻌﻼ، ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺟﺮ.‬
‫-٣٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﲰﻲ، ﻓﺄﻭﻣﺄ ﺇﱄ ﻫﺎﺕ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ ﻟﻴﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﲏ ﺍﻟ ‪‬ﻗﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻢ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺭﻗﻌﺔ ﻷﻥ ﺍﻟ‪‬ﻨﺬﹾﺭ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻪ ﻭﱂ ﺃﺩﺭ ﻛﻴﻒ ﺃﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺃﺗﺮﺍﱐ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻄﻊ ﻋﻨﻚ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻟﻚ ﻋﺎﺩﺓ ﻭﻋﻠﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ ‪ ِ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺑﻪ ﻣﱰﻟﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭﺟﺎﻩ ﻭ ﹸﺪ ﱞ ﻭﺭﻭﺍﺡ ﺇﱃ ﺑﺎﺑﻚ، ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺳﺒﺐ ﺍﻧﻘﻄﺎﻋﻪ ﻓ‪‬ﻈﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻏﻭ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻟﻀﻌﻒ ﺟﺎﻫﻚ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻭ ﺗﻐ‪‬ﺮ ‪‬ﺗﺒﺘﻚ، ﺍﻋﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﺭﲰﻚ ﻭ ‪‬ﺬ ﺑﻼ ﺣﺴﺎﺏ، ﻓﻘﺒﻠﺖ ﻳﺪﻩ‬ ‫ﺧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ ﺭ‬ ‫)١(‬ ‫ﻭﺑﺎﻛﺮ‪‬ﺗﻪ ﻣﻦ ﻏﺪ ﺑﺎﻟﺮﻗﺎﻉ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ ﻭﻗﺪ ﺗﺄﺛﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎﱄ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻯ ﻟﻪ ﱂ ‪‬ﻳﺠﺰ ﺷﺮﻋ‪‬ﺎ ﻣﺎ ﺣﻜﺎﻩ ﻭﺗﺒﺠﺢ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﻈﻼﻣﺎﺕ ﻭﺍﺟ ‪ ،‬ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﱪﻃﻴﻞ)٢( ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﳑﺎ ﻧﺼﺐ‬ ‫ﺐ‬ ‫ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻬﺑﺬﺍ ﺗﺒﲔ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺄﺭﺍﻫﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻗﺪ ﺧ ‪‬ﻮﺍ ﺑﻔﻄﻨﺔ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﲤﻴﺰﻭﺍ ﻬﺑﺎ ﻋﻦ ﻏﲑﻫﻢ، ﻭﻣﻦ ﺧ ‪‬ﻜﻢ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ﺭﲟﺎ ﻋﻔﺎ ﻋﻦ ﺯﻟﻠﻜﻢ، ﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻳﻬﻴﻤﻮﻥ ﰲ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻛﻞ ﻭﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﻘﺬﻑ ﻭﺍﳍﺠﺎﺀ ﻭﻫﺘﻚ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻭﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻭﺃﻗ ﱡ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﳝﺪﺡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﺨﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻬ ‪‬ﻮﻩ ﻓﻴﻌﻄﻴﻪ ﺍﺗﻘﺎﺀ ﺷ ‪‬ﻩ ﺃﻭ ﳝﺪﺣﻪ ﺑﲔ ﲨﺎﻋﺔ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺠ‪‬‬ ‫ﻓﻴﻌﻄﻴﻪ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ. ﻭﲨﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭﺓ.‬ ‫ً‬ ‫ﻭﺗﺮﻯ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻷﺩﺏ ﻻ ﻳﺘﺤﺎﺷﻮﻥ ﻣﻦ ﹸﺒﺲ ﺍﳊﺮﻳﺮ، ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﰲ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺍﳌﺪﺡ ﺧﺎﺭﺟ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺍﳊ ‪ ،‬ﻭﳛﻜﻮﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﻭﺷﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ،‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻓﻔﻌﻠﻨﺎ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻫﻴﻬﺎﺕ، ﻟﻴﺲ‬ ‫ﺍﻷﺩﺏ ﺇﻻ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﻗﺪﺭ ﻟﻠﻔﻄﻦ ﰲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ‬ ‫)١( ﺗﺄﺛﻠﺖ ﻣﺎﱃ: ﺃﻯ ﺍﺩﺧﺮﺗﻪ.‬ ‫)٢( ﺍﻟﱪﺍﻃﻴﻞ: ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ.‬
‫-٤٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲢﺴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺘﻘﻪ. ﻭﲨﻬﻮﺭ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺇﺫﺍ ﺿﺎﻕ ﻬﺑﻢ ﺭﺯﻕ ﺗﺴﺨ ﹸﻮﺍ‬ ‫‪‬ﻄ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﻜﻔﺮﻭﺍ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﰲ ﻟﻮﻡ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﻛﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: )ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺣ ﱢﻲ ﺑﺒﻄﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻠﺘﺼـﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺇﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﳘﱵ ﰲ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻋﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻛﻢ ‪‬ﺴﻲﺀ ﺯﻣﺎ ﹲ ﺟـﺎﺋ ‪ ‬ﺣﻨِـﻖ‬ ‫ﺮ ‪ ‬‬ ‫ﻳ ُ ﻥ‬ ‫ﻛﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﰊ ﻣﺎ ﻻ ﹸﺳﺮ ﺑـﻪ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻧﺴﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﺻﻴﻬﻢ ﺗﻀﻴﻖ ﺃﺭﺯﺍﻗﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺴﺘﺤﻘﲔ ﻟﻠﻨﻌﻢ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺴﺘﻮﺟﺒﲔ ﻟﻠﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﱂ ﻳﺘﻠﻤ ‪‬ﻮﺍ ﻣﺎ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻘﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺤ‬ ‫ﺿﻠﺖ ﻓﻄﻨﺘﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺇﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻋﻠﺖ ﳘﻤﻬﻢ ﻓﺤﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ، ﻓﺄﺗﺎﻫﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﲞﻔﻲ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻓﺄﺭﺍﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻌﲔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﳌﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎﻟﻮﺍ ﻭﺃﻓﺎﺩﻭﺍ ﻏﲑﻫﻢ.‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻔﺰﻩ ﻟﻄﻮﻝ ﻋﻨﺎﺋِﻪ ﰲ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻓﺤﺴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻠ ﱠﺍﺕ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﱃ ﻣﱴ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﱠﺬ ِ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻓﺄﺭِﺡ ﺟﻮﺍﺭﺣﻚ ﻣﻦ ﹸﻠﻒ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻭﺍﻓﺴﺢ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﰲ ﻣﺸﺘﻬﺎﻫﺎ. ﻓﺈﻥ ﻭﻗﻌﺖ ﰲ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﺯﻟﺔ ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ، ﻭﺃﻭﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ. ﻓﺈﻥ ﺧﺬﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻳﻬﻠﻚ ﻭﺇﻥ ﻭﻓﻖ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺟﻮﺍﺑﻚ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺇﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﹸﻀﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﻟﻮﻻ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﻌﲎ. ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﺃﻋﻤﻞ‬ ‫ُ‬ ‫ﻓ ‪‬ﹶ‬ ‫ﺑﻪ ﻛﻨﺖ ﻛﻤﻦ ﱂ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﻪ ﻭﻳﺼﲑ ﻣﺜﻠﻲ ﻛﻤﺜﻞ ﺭﺟﻞ ﲨﻊ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺃﻃﻌﻢ ﺍﳉﻴﺎﻉ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﱂ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻮﻋﻪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺭﺿﻪ ﲟﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺫﻡ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:‬ ‫‪‬‬ ‫»ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺬﺍﺑ‪‬ﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﺎﱂ ﱂ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺍﷲ ﺑﻌﻠﻤﻪ«)١(.‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﻐﲑ ١/٣٨١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٥٨١‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﱪﻯ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻼﺱ: ﺻﺪﻭﻕ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺜﲑ ﺍﻟﻐﻠﻂ، ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻌﻔﻪ ﺃﲪﺪ‬ ‫=‬
‫-٥٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ‪‬ﻠﻘﻰ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺘﻨﺪﻟﻖ ﺃﻗﺘﺎﺑﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺁﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﻻ ﺁﺗﻴﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺃ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻭﺁﺗﻴﻪ)١(. ﻭﻗﻮﻝ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻭﻳﻞ ﳌﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺮﺓ، ﻭﻭﻳﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﳌﻦ ﻋﻠﻢ ﻭﱂ ﻳﻌﻤﻞ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ)٢(.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﻋﻘﺎﺏ ﻣﻦ ﻫﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﺭﻛﲔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻛﺈﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﻠﻌﺎﻡ. ﻭﻳﻜﻔﻲ ﰲ ﺫﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﺫ ﱂ ﻳﻌﻤﻞ ﻗﻮﹸﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻛﻤﺜﻞ ﺍﳊﻤﺎﺭ ﳛﻤﻞ ﺃﺳﻔﺎ ‪‬ﺍ﴾‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻟ‬ ‫]ﺍﳉﻤﻌﺔ: ٥[.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺍ ﹸﺤﻜﻤﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﺤ ‪‬ﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﳍﻢ ﺍﻟﻜِﱪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﳊﺴﺪ ﻟﻠﻨﻈﲑ، ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ، ﻓﺘﺎﺭﺓ ‪‬ﺮﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﳊﻖ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﳍﻢ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ‪‬ﻘ ‪‬ﻱ ﺣﺐ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻓﻼ ﻳﺘﺮﻛﻮﻧﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺧﻄﺄ، ﻭﻋﻼﺝ‬ ‫ﻳﻮ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﳌﻦ ﻭﱢﻖ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺇﰒ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺍﳊﺴﺪ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﺪﻓﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻓ‬ ‫ﺷﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻜﺘﺴﺒﺎﺕ ﺑﻞ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻋﺬﺍﻬﺑﺎ ﻟﺘﻀﺎ ‪‬ﻒ ﺍﳊ ‪‬ﺔ ﻬﺑﺎ، ﻭﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﰲ ﺳﲑ ﺍﻟﺴﻠﻒ‬ ‫ﻋ ﹸﺠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺍﺳﺘﺤﻘﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻜﱪ، ﻭﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺍﷲ ﱂ ‪‬ﺮﺍﺀِ، ﻭﻣﻦ ﻻﺣﻆ ﺟﺮﻳﺎﻥ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺃﻗﺪﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﱂ ﳛﺴﺪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﺪﺧﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺸﺒﻬﺔ ﻇﺮﻳﻔﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻃﻠ‪‬ﺒ ﹸﻢ ﻟﻠ ‪‬ﻓﻌﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺘﻜﱪ‬ ‫ﻜ ﺮ‬ ‫ﻷﻧﻜﻢ ﻧﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺗﻄﻠﺒﻮﻥ ﺇﻋﺰﺍﺯ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺩﺣﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻭﺇﻃﻼﻗﻜﻢ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺍﳊﺴﺎﺩ ﻏﻀﺐ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﺇﺫ ﺍﳊﺴﺎﺩ ﻗﺪ ﺫﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﻈﻨﻮﻧﻪ ﺭﻳﺎﺀ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺮﻳﺎﺀ ﻷﻥ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻦ ﲣﺎﺷﻊ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﺗﺒﺎﻛﻰ ﺍﻗﺘﺪﻯ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺘﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﺐ ﺇﺫﺍ ﺍﺣﺘﻤﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫=‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ«، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺸﻌﺐ )٨٧٧١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٥/٨٥١ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٣٤٦١(.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺑﺪﺀ ﺍﳋﻠﻖ )٧٦٢٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٩٨٩٢/١٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ. ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺃﻗﺘﺎﺑﻪ: ﺃﻯ ﺃﻣﻌﺎﺋﻪ.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ١/١١٢.‬
‫-٦٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻗﺘﺪﺍﺋﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﻭﺻﻒ.‬ ‫ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﻜﱪ ﻣﺘﻜﱪ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻬﻢ ﻭﺻﻌﺪ ﰲ ﺍ‪‬ﻠﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻮﻗﻪ ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺣﺎﺳﺪ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﱂ ﻳﻐﻀﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻐﻀﺒﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﱂ ﻳﻐﻀﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻓﻼ ﻋﺬﺭ ﻓﻴﻪ ﻷﺣﺪ ﻭﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﻃﺮﻳﻘﹰﺎ ﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎ ﱡ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﲝﺪﻳﺚ ﻓﺮﻕ ﻭﻣﺴﺢ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﺷﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻛﺎﻡ، ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ،‬ ‫‪ ‬ﺰ‬ ‫ﱐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟ‪‬ﺎﻗﺪ ﺑﺼﲑ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺳﺎﻛﺖ ﻋﻦ ﻏﻴﺒﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺇﺫﺍ ﺍﻏﺘﻴ‪‬ﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺮﺡ‬ ‫ﺒ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻨ ‪ ‬‬ ‫ﻗﻠ‪‬ﻪ، ﻭﻫﻮ ﺁﰒ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ: ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺼﻞ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﳌﻐﺘﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻟﺴﺮﻭﺭﻩ ﺑﺜﻠﺐ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﻻ ‪‬ﻨﻜﺮ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻴﺴﻬﺮﻭﻥ ﻟﻴﻠﻬﻢ ﻭﻳﺪﺃﺑﻮﻥ ‪‬ﺎﺭﻫﻢ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺼﺎﻧﻴﻒ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭ‪‬ﺮﻳﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭ ‪‬ﻠﻮ ﺍﻟﺼﻴﺖ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻳﺎﺳﺔ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﻨﻒ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻭﻳﻨﻜﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﻧﺘﻔﻊ ﲟﺼﻨﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﺮﺩﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﻗﺮﺃﺕ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﻈﲑﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺮﺡ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ: ﻣﺎ ﻣِﻦ ﻋﻠﻢ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻋﻠﻤﺘﻪ ﺇﻻ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ‪‬ﻨﺴﺐ ﺇ ﹼ، ﻭﻣﻨﻬﻢ: ﻣﻦ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﻜﺜﺮﺓ‬ ‫ﱄ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ ﻭ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺇﳕﺎ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻛﺜﺮﺓ‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﺭﺓ ﺍﻟ ﱢﻛﺮ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺑﻜﻠﻤﺎ‪‬ﻢ ﻭﻋﻠﻤﻬﻢ، ﻭﻳﻨﻜﺸﻒ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﱃ ﻏﲑﻩ ﳑﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺛﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺻﻔﺔ‬ ‫ﺍﳌﺨﻠﺺ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻷﻥ ﻣﺜﻞ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﺍﻭﻭﻥ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻓﺈﺫﺍ ﺷﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺮﺡ ﺍﻵﺧﺮ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺁﻧﻔﹰﺎ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ِِ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻧﻌﻴﺪﻩ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺁﺧﺮ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﻰ ﻗﺎﻝ: ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻣﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻛﻔﺎﻩ ﻭﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ ﹸ‬ ‫ﳛﺪﺙ ﲝﺪﻳﺚ ﺇﻻ ﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻛﻔﺎﻩ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬
‫-٧٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﺎﺕ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻴﺄﺗﻴﻬﻢ‬ ‫ﲞﻔﻲ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﺜﻠﻚ، ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻓﻚ ﲟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﳐﺎﺭﺟﻲ ﻓﺈﻥ ﺳﻜﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻫﻠﻚ ﺑﺎﻟ ‪‬ﺠﺐ، ﻭﺇﻥ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﳌﺔ ﻟﻪ ﺳﻠﻢ.‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻱ ﺍﻟﺴﻘﻄﻲ: ﻟﻮ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺩﺧﻞ ﺑﺴﺘﺎﻧ‪‬ﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻴﺎﺭ ﻓﺨﺎﻃﺒﻪ ﻛ ﱡ ﻃﺎﺋﺮ ﺑﻠﻐﺘﻪ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻭﱄ ﺍﷲ ﻓﺴﻜﻨﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺃﻳﺪﻳﻬﺎ ﺃﺳﲑ‪‬ﺍ. ﻭﺍﷲ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳍﺎﺩﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﰲ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﻛﺜﲑﺓ ﻧﺬﻛﺮ ﹸﺃ ‪‬ﻬﺎ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻣ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻓﺎﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳛﺒﻬﻢ ﻭﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻭ ﱠﻫﻢ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﻭﻻ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻧﻮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﻩ، ﻭﻳﻨﻜﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺑﺄ‪‬ﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻧﻮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ‬ ‫ﻓﻠﻴﺤﻜﻤﻮﺍ ﺑﺸﺮﻋﻪ ﻭﻟﻴﺘﺒﻌﻮﺍ ﻣﺮﺍﺿﻴ ‪ ،‬ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ‪‬ﺤ‪‬ﻬﻢ ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ.‬ ‫ٍﻳ ﺒ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺍ ﹸﻠﻚ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﳑﻦ ﻳﺒﻐﻀﻪ، ﻭﻗﺪ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻜﺜﲑ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﳑﻦ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺳﱠﻂ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻓﻘﺘﻠﻮﻫﻢ ﻭﻗﻬﺮﻭﻫﻢ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻻ ﳍﻢ، ﻭﺩﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺇﳕﺎ ﳕﻠﻰ ﳍﻢ ﻟﻴﺰﺩﺍﺩﻭﺍ ﺇ ﹰﺎ﴾‬ ‫ﲦ‬ ‫]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٨٧١[.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﳍﻢ: ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﱃ ﻫﻴﺒﺔ، ﻓﻴﺘﻜﱪﻭﻥ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﳎﺎﻟﺴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ ﻓﻴﺘﻠﻔﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻳﺴﺮﻕ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﻝ ﺍﳌﺨﺎﻟﻄﲔ ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﺧﺎﻟﻄﻮﺍ ﻣﺆﺛﺮﻱ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﳉ ‪‬ﺎﻝ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ، ﺳﺮﻕ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﳍﻢ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻ‬ ‫ﻬ‬ ‫ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻭﻣﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﺎ ﻳﺰﺟﺮﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺳﺒﺐ ﺍﳍﻼﻙ.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺨ ‪‬ﻓﻬﻢ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻭﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺘﺸﺪﻳﺪ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻓﻼ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ ﻮ‬ ‫ﺍﳌﻈﺎﱂ، ﻭﻳﺘﻮﺍﱏ ﻣﻦ ﺟﻌِﻞ ﺑﺼﺪﺩ ﺭﻓﻊ ﺍﳌﻈﺎﱂ. ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﱘ ﺍﻷﺳﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬
‫-٨٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫»ﻣﻦ ﻭﻻﻩ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﺎﺣﺘﺠﺐ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺘﻬﻢ ﻭﺧﱠﺘﻬﻢ ﻭﻓﻘﺮﻫﻢ ﺍﺣﺘﺠﺐ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﺧﱠﺘﻪ ﻭﻓﻘﺮﻩ«)١(.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﳑﻦ ﻻ ﻋِﻠﻢ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻯ، ﻓﻴﺠﺘﻠﺐ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻈﻠﻤﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻳﻄﻌﻤﻬﻢ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺑﺎﻟﺒﻴﻮﻉ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻭﳛﺪ ﻣﻦ ﻻ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊ ‪،‬‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺘﺨﻠﺼﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳑﺎ ﺟﻌﻠﻮﻩ ﰲ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﻮﺍﱄ، ﻫﻴﻬﺎﺕ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺇﺫﺍ ﻭ ﱠﻞ ﺍﻟﻔ ‪‬ﺎﻕ ﺑﺘﻔﺮﻗﺘﻬﺎ ﻓﺨﺎﻧﻮﺍ ﺿﻤﻦ.‬ ‫ﻛ ﹸﺴ‬ ‫ﻭﺍﳋﺎﻣﺲ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺮﺃﻳﻬﻢ ﻓﻴﻘﻄﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻗﻄﻌﻪ ﻭﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬ ‫ﳛ ﱡ ﻗﺘﻠﻪ، ﻭﻳﻮﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺳﻴﺎﺳﺔ، ﻭﲢﺖ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﲎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺇﲤﺎﻡ ﻭﳓﻦ ﻧﺘﻤﻬﺎ ﺑﺂﺭﺍﺋﻨﺎ.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟ‪‬ﻠﺒﻴﺲ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺇﳍﻴ ﹲ، ﻭ ‪‬ﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹﻟﻪ‬ ‫ﹲ ﺔ ﻣ ﹲ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺧﻠﻞ ﳛﺘﺎﺝ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﳋﻠﻖ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻣﺎ ﻓﺮﻃﻨﺎ ﰱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺷﻰﺀ﴾‬ ‫ﹲ‬ ‫]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٨٣[. ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻻ ﻣﻌﻘﺐ ﳊﻜﻤﻪ﴾ ]ﺍﻟﺮﻋﺪ: ١٤[. ﻓﻤﺪﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﺪﻋﻲ‬ ‫ﺍﳋﻠﻞ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺰﺍﺣﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﻀﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺸﻐﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﺄﻣﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺑﺘﻐﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﺌﻼ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻦ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﳌﻠﻚ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳉﻨﻮﻥ ﺍ ﹸﻄﺒﻖ ﻷﻥ ﻗﺘﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻼ‬ ‫ٍ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺮﻡ ﻻ ﳛﻞ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ ﹸﻔﺮ ﻭﺇﻥ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ ﻟﻜﻨﻪ ﺭﺁﻩ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻛ‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺟٍ‬ ‫ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﻻﻧﺒﺴﺎﻁ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻇﺎﻧﲔ ﺃ‪‬ﺎ ﲝﻜﻤﻬﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻠﺒﻴﺲ‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬ ‫ﻳﻜﺸﻔﻪ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﳊﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﻔ ‪‬ﻁ ﰲ ﻣﺎﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎ ﹸﺴﺘﺄﺟﺮ ﰲ ﺣﻔﻆ ﻣﺎﻝ ﻏﲑﻩ،‬ ‫ﳌ‬ ‫ﳌﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﺑﻘﺪﺭ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﻼﻧﺒﺴﺎﻁ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳋﺮﺍﺝ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٨٤٩٢(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ )٣٣٣١( ﺑﻨﺤﻮﻩ،‬ ‫ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٣٩، ٤٩، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٠١/٠١، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٩٢٦(.‬
‫-٩٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﲪﺎﺩ ﺍﻟﺮﺍﻭﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﻧﺸﺪ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺃﺑﻴﺎﺗ‪‬ﺎ ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ‬ ‫ﲬﺴﲔ ﺃﻟﻔﹰﺎ ﻭﺟﺎﺭﻳﺘﲔ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﻳﺮﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳌﺪﺡ ﳍﻢ، ﻭﻫﻮ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﺡ ﻓﻴﻬﻢ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻷﻧﻪ ﺗﺒﺬﻳﺮ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻣﺎﻝ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ، ﻭﻗﺪ ‪‬ﻳﺰ‪‬ﻦ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻣﻨﻊ ﺍﳌﺴﺘﺤﻘﲔ ﻭﻫﻮ ﻧﻈﲑ ﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ.‬ ‫‪‬ﻳ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﻻﻧﺒﺴﺎﻁ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻭ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﺣﻔﻈﻜﻢ ﻟﻠﺴﺒﻴﻞ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬ ‫ﻭﺃﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻜﻢ ﳝﻨﻊ ﻋﻨﻜﻢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻭﱢﻴﺘﻢ ﻟﺘﺤﻔﻈﻮﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ‬ ‫‪‬ﻟ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﺆﻣﻨﻮﺍ ﺍﻟﺴ‪‬ﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻣﺎ ﺍﻧﺒﺴﻄﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻣﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻼ ﻳﺮﻓﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻣﻦ: ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﲟﺎ ﳚﺐ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﻥ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺴﺘﻘﻴﻤ ﹲ، ﻭﻟﻮ ﺣﻘﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﺮﺃﻯ ﺍﺧﺘﻼﻻ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ‬ ‫ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭﻗﺪ ﻭ ﱠﻞ ﺑ ‪‬ﻭﺭ ﺍﻟﺒﻄﻴﺦ ﺭﺟﻼ ﺑﺮﺯﻕ ﻳﻄﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻨﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺃﺣﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ ٍ‬ ‫ﻛ ﺪ‬ ‫ﺳﱠﺔ ﻋﻨﺐ ﲬﺮﻱ ﱂ ﻳﻌﺮﺽ ﻟﻪ، ﻭﺇﻥ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺳﱠﺘﲔ ﻓﺼﺎﻋﺪ‪‬ﺍ ﻃﺮﺡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﻠﺢ ﻟﺌﻼ ﻳﺘﻤﻜﻦ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﲬﺮ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺩﺭﻛﺖ ﺍﻟ ‪‬ﻼﻃﲔ ﳝﻨﻌﻮﻥ ﺍﳌﻨ ‪‬ﻤﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻌﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻔﺸﻮ‬ ‫ﺠ‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ. ﻭﺃﺩﺭﻛﻨﺎ ﺍ ﹸﻨﺪ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻣﻌﻪ ﻏﻼﻡ ﺃﻣﺮﺩ ﻟﻪ ﻃ ‪‬ﺓ ﻭﻻ ﺷﻌﺮ ﺇﱃ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬ﹸﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳉ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﺪﺉ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﻌﺠﻢ.‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺎﺳﻊ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﺳﺘﺠﻼﺏ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻭﺃﺧﺬ‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﳝﻠﻜﻪ ﺍﳋﺎﺋﻦ ﻭﺍﺳﺘﺤﻼﻓﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺒ‪‬ﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺎﺋﻦ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺃﻥ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﻛﺘﺐ ﻟﻪ: ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﺧﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﻣﺎﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﻣﺎ ﰲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻧﺎﳍﻢ ﺑﻌﺬﺍﺏٍ، ﻓﻜﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ: ﻷﻥ ﻳﻠ ﹸﻮﺍ ﺍﷲ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﲞﻴﺎﻧﺘﻬﻢ ﺃﺣﺐ ﺇﱄ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﺑﺪﻣﺎﺋﻬﻢ.‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺎﺷﺮ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﻟﺘﺼﺪﻕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺼﺐ ‪‬ﻳﺮﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﳝﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻭﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬
‫-٠٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﻥ ﺩﺭﳘﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﳝﺤﻮ ﺇﰒ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺼﺐ، ﻭﻫﺬﺍ ﳏﺎ ﹲ، ﻷﻥ ﺇﰒ ﺍﻟﻐﺼﺐ ﺑﺎﻕٍ،‬ ‫ﻝ ﱠ‬ ‫ﻭﺩﺭﻫﻢ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺼﺐ ﱂ ‪‬ﻘﺒﻞ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻼﻝ ﱂ ﻳﺪﻓﻊ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺇﰒ ﺍﻟﻐﺼﺐ ﻷﻥ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﻻ ﳝﻨﻊ ﺗﻌﱡﻖ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﲝﻖ ﺁﺧﺮ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﻣﻊ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭﺳﺆﺍﳍﻢ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻋﺎﺀ ﻭﻳﺮﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﳜ ﱢﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﰒ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳋﲑ ﻻ ﻳﺪﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻔ ‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﻨﻴﻌ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺮ ﺗﺎﺟﺮ ﺑﻌ ‪‬ﺎﺭ ﻓﺤﺒﺴﻮﺍ‬ ‫‪  ‬ﺸ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻔﻴﻨﺘﻪ ﻓﺠﺎﺀ ﺇﱃ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻤﺸﻰ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺸﺎﺭ،‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻭﻩ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﳛﲕ ﺃﻻ ﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﰲ ﺣﺎﺟﺘﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺣﺎﺟﱵ ﺃﻥ ﲣﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﻨﺔ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻗﺪ ﻓﻌﻠﻨﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﹸﻮﺯ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ‬ ‫ﻛ ‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺭﺍﻫﻢ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺍﺩﻉ ﻟﻨﺎ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﳛﲕ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻟﻠﻜﻮﺯ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻜﻢ، ﻛﻴﻒ ﺍﺩﻋﻮ ﻟﻜﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺃﻟﻒ ﻳﺪ ‪‬ﻮﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ؟! ﺃ‪‬ﺮﻯ ‪‬ﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻻ ‪‬ﺴﺘﺠﺎﺏ ﻷﻟﻒٍ؟!‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ﻳ‬ ‫‪ ‬ﻋ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ: ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻻﺓ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﳌﻦ ﻓﻮﻗﻪ ﻓﻴﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﻓﻴﻈﻠﻢ ﻭ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫‪ ‬ﻳﺒ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﰒ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﲑ ﻻ ﻋﻠﻴﻚ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻃﻞ ﻷﻧﻪ ‪‬ﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﻛ ﱡ ﻣﻌﲔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻞ ٍ‬ ‫ﹲ ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻋﺎﺹ ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻟﻌﻦ ﰲ ﺍﳋﻤﺮ ﻋﺸﺮﺓ«)١(. »ﻭﻟﻌﻦ ﺁﻛﻞ ﺍﻟ ‪‬ﺑﺎ ﻭ ‪‬ﻮﻛﻠﻪ‬ ‫ﺮ ﻣ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻛﺎﺗﺒﻪ ﻭﺷﺎﻫﺪﻳﻪ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﺃﻥ ﳚﱯ ﺍﳌﺎﻝ ﳌﻦ ﻫﻮ ﻓﻮﻗﻪ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﺬﺭ ﻓﻴﻪ ﻭﳜﻮﻥ، ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻌﲔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ: ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﺇﱃ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٤٧٦٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٠٨٣٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٥٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٢٣ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )٥٩٢١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )١٨٣٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﻗﺎﺓ )٧٩٥١/٥٠١(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )٣٣٣٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )٦٠٢١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﺍﺕ )٧٧٢٢(.‬
‫-١٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: »ﻛﻔﻰ ﺑﺎﳌﺮﺀ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﻴﻨ‪‬ﺎ ﻟﻠﺨﻮﻧﺔ« ﻭﺍﷲ ﺍﳍﺎﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻮ ﺍﳉﻬﻞ،‬ ‫ﻓﻬﻮ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉ ‪‬ﺎﻝ ﺑﺄﻣﺎﻥٍ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ‪‬ﺴﺎﺭﻗﺔ ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣ ﹰ‬ ‫ﹸﻬ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﺑﻘﻠﺔ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻷﻥ ﲨﻬﻮﺭﻫﻢ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﺪ ﻭﱂ ‪‬ﺤﻜﻢ‬ ‫ﻳ ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺧﺜﻴﻢ: ﺗﻔﻘﻪ ﰒ ﺍﻋﺘﺰﻝ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﺄ ‪‬ﻝ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ: ﺇﻳﺜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟ‪‬ﻌ‪‬ﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﻓﺄﺭﺍﻫﻢ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺘ ﺒ‬ ‫ﻭﹸ‬ ‫ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻣﺎ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺇﻻ ﻋﻤﻞ ﺍﳉﻮﺍﺭﺡ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﳉﻮﺍﺭﺡ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻣﻄﺮﻑ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺧﲑ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ: ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺗﺘﻌﻠﻤﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﲔ ﻏﺰﺍﺓ.‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍ ﹸﻌﺎﰱ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﺣﺐ ﺇﱄ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﻟﻴﻠﺔ.‬ ‫ٍ ٍ ‪ ‬ﱠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻭﺁﺛﺮﻭﺍ ﺍﻟﺘﻌ‪‬ﺪ ﺑﺎﳉﻮﺍﺭﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﲤ ﱠﻦ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﺑﺔ ﻭﺍﳊﺪﺙ‬ ‫ﻣﻦ ﺫﻟﻚ: ﺃﻧﻪ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﻄﻮﻝ ﺍ ﹸﻜﺚ ﰲ ﺍﳋﻼﺀ ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﻜﺒﺪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﳌ ِ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﲟﻘﺪﺍﺭ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻴﻤﺸﻲ ﻭﻳﺘﻨﺤﻨﺢ ﻭﻳﺮﻓﻊ ﻗﺪﻣ‪‬ﺎ ﻭﳛﻂ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻳﺴﺘﻨﻘﻲ ﻬﺑﺬﺍ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺒﻮﻝ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﻳﺮﺷﺢ ﺇﱃ ﺍﳌﺜﺎﻧﺔ ﻭﳚﻤﻊ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ‪‬ﺄ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺒﻮﻝ ﺧﺮﺝ ﻣﺎ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺸﻰ ﻭﺗﻨﺤﻨﺢ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﺭﺷﺢ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﺎﻟ ‪‬ﺷﺢ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﺃﻥ ﳛﺘﻠﺐ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟ ﱠﻛﺮ ﺑﲔ ﺃﺻﺒﻌﻴﻪ ﰒ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺍﳌﺎﺀ.‬ ‫ﺬ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﻟﻪ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻭﺇﳕﺎ ﳚﺰﻳﻪ ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻌﲔ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺪ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ، ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﱂ ﻳﺘﻌﺪ ﺍﳌﺨﺮﺝ ﺃﺟﺰﺃﻩ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬
‫-٢٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻧﻘﻰ ﻬﺑﻦ، ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﻘﻨﻊ ﲟﺎ ﻗﻨﻊ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ‪‬ﺒﺘﺪﻉ ﺷﺮﻋ‪‬ﺎ ﻻ ﻣﺘﺒﻊ ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﻨ‪‬ﺔ ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺭﻓﻊ ﺍﳊﺪﺙ، ﰒ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺳﺘﺒﻴﺢ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﰒ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻌﻴﺪ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﺭﻓﻊ ﺍﳊﺪﺙ. ﻭﺳﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺍﳉﻬﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨ‪‬ﺔ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻻ‬ ‫ﱠ ﻴ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ، ﻓﺘﻜﱡﻒ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺃﻣﺮ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﰒ ﻻ ﻣﻌﲎ ﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﻠﻔﻆ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﳌﺘﻮﺿﺄ ﺑﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻃﺎﻫﺮ‬ ‫ﻭ‪‬ﻘﺪﺭ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺑﻌﻴﺪ، ﻭﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺗﻜﻔﻴﻪ ﺑﺄﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻓﻼ ﻳﺘﺮﻙ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺍﻷﺻﻞ ﺑﺎﻻﺣﺘﻤﺎﻝ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺫﻟﻚ ﳚﻤﻊ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻜﺮﻭﻫﺔ:‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ، ﻭﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﻭﻻ ﻣﻨﺪﻭﺏ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺇﺫ ﱂ ﻳﻘﻨﻊ ﲟﺎ ﻗﻨﻌﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻴﻤﺎ ‪‬ﺖ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻼﺙ، ﻭﺭﲟﺎ ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻓﻔﺎﺕ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﺃﻭ ﻓﺎﺕ ﺃﻭﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻭ ﻓﺎﺗﺘﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ.‬ ‫ﻭﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺑﺄ‪‬ﻚ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﱂ ﺗﺼﺢ ﻻ ﺗﺼﺢ ﺍﻟﺼﻼ ﹸ، ﻭﻟﻮ ﺗﺪ‪‬ﺮ ﺃﻣﺮﻩ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﰲ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻭﺗﻔﺮﻳﻂ، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﲟﻄﻌﻤﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻣﺸﺮﺑﻪ ﻭﻻ ﳛﻔﻆ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﺔ ﻓﻠﻴﺘﻪ ﻗﻠﺐ ﺍﻷﻣﺮ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ: ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺴﻌﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻮﺿﺄ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮﻑ ﻳﺎ ﺳﻌ ‪‬؟« ﻗﺎﻝ: ﺃﰲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﺳﺮ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻑ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫»ﻧﻌﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ‪‬ﺮ ﺟﺎﺭ«.‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﻟﻠﻮﺿﻮﺀ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﳍﺎﻥ ﻓﺎﺗﻘﻮﻩ«، ﺃﻭ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬
‫-٣٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: »ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﻩ«)١(.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﻟﻮﳍﺎﻥ ﻳﻀﺤﻚ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﺇﱃ ﺃﰊ ﻧﻌﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ‪‬ﻐﻔﻞ ﲰﻊ ﺍﺑﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﷲ ﻡ ﺇﱐ ﺃﺳﺄﻟﻚ‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻭﺃﺳﺄﹸﻚ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻋﻦ ﳝﲔ ﺍﳉﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺘﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﺳﻞ ﺍﷲ ﺍﳉﻨﺔ‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻭﺗﻌﻮﺫ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﺈﱐ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻘﻮﻝ: »ﺳﻴﻜﻮﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻗﻮﻡ ﻳﻌﺘﺪﻭﻥ ﰲ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﻬﻮﺭ«)٢(.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺷﻮﺫﺏ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺴﻦ ‪‬ﻌ ‪‬ﺽ ﺑﺎ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺘﻮﺿﺄ ﺃﺣﺪﻫﻢ‬ ‫ﻳﺮ ‪‬‬ ‫ﺑﻘﺮﺑﺔ ﻭﻳﻐﺘﺴﻞ ﲟﺰﺍﺩﺓ ﺻ‪‬ﺎ ﺻ‪‬ﺎ، ﻭﺩﻟﻜﹰﺎ ﺩﻟﻜﹰﺎ، ﺗﻌﺬﻳﺒ‪‬ﺎ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﺧﻼﻓﹰﺎ ﻟﺴﻨﺔ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﺻﻠﻰ‬ ‫ٍ ﺒ ﺒ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺟ ﱡ ﳏﺼﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻭﺃﻗﻞ ‪‬ﺘﻌ‪‬ﺒﺪ ﺑﻪ‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺍﳌﺎﺀ.‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ: »ﺻﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﰊ ﺫﻧﻮﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ«)٣(. ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﲏ: »ﺃﻣِﻄﻪ ﻋﻨﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺈﺫﺧﺮﺓ«)٤(، ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﳊﺬﺍﺀ: »ﻃﻬﻮﺭﻩ ﺑﺄﻥ ‪‬ﺪﻟﻚ ﺑﺎﻷﺭﺽ«)١(، ﻭﰲ ﺫﻳﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ: »‪‬ﻄﻬﺮﻩ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ٍ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٧٥( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ، ﻭﻟﻴﺲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻗﻮﻯ« ﰒ ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﺧﺎﺭﺟﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻯ ﻋﻨﺪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ، ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ« ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )١٢٤(،‬ ‫ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٦٣١، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪﻩ )٧٤٥(، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ‬ ‫١/١٠١.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٦٩(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ )٤٦٨٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٤/٦٨، ٧٨، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )١٧١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ١/٧٩١،‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ ١/٤٤١.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٩١٢، ١٢٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٤٨٢/٨٩، ٩٩(‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٠٢٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٤( ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ ﰱ ﺳﻨﺘﻪ ١/٤٢١ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ ﻭﻗﺎﻝ: »ﱂ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﻏﲑ ﺇﺳﺤﺎﻕ‬ ‫=‬
‫-٤٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ«)٢(.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »‪‬ﻐﺴﻞ ﺑﻮﻝ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﻭ‪‬ﻨﻀﺢ ﺑﻮﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ«)٣(. »ﻭﻛﺎﻥ ﳛﻤﻞ ﺍﺑﻨﺔ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺎﺹ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﹸ‬ ‫ﻳ ‪‬ﹸ ﹸ‬ ‫ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ«)٤(. ﻭ‪‬ﻰ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻋﻦ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺋﻞ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻳﺮﺩ ‪ ،‬ﻭﻗﺎﻝ: »ﻳﺎ‬ ‫‪‬ﻩ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﺎﺀ ﻻ ‪‬ﺨﱪﻩ«)٥(. ﻭﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﺃﺑﻘﻴﺖ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻃﻬﻮﺭ؟«، »ﻭﻗﺪ ﺻﺎﻓﺢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ، ﻭﺭﻛﺐ ﺍﳊﻤﺎﺭ ‪‬ﻌﺮﻭﺭﻳ‪‬ﺎ«)٦(، ﻭﻣﺎ ‪‬ﺮﻑ ﻣﻦ ‪‬ﹸﻘﻪ ﺍﻟﺘﻌ‪‬ﺪ‬ ‫ﺧﻠ ِ ِ ﺒ ‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﳌﺎﺀ، ﻭﺗﻮﺿﺄ ﻣﻦ ﺳﻘﺎﻳﺔ ﺍﳌﺴﺠﺪ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺣﺎﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﰐ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻛﺄﻧﻪ ﻬﺑﻴﻤﺔ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﲰﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ‬ ‫=‬ ‫ﺍﻷﺯﺭﻕ«، ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٢/٨١٤ ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻮﻗﻮﻑ«.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٥٨٣، ٦٨٣(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٦٦١‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٢٩٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )١٠٤١(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻪ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٢/٠٣٤ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٣٨٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٣٤١(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٢٤٧(، ﻭﻣﺎﻟﻚ ﰱ ﺍﳌﻮﻃﺄ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٦١(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻪ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٢/٦٠٤ ﻛﻠﻬﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٢٢٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٦٨٢/٢٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٣٢٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٧٨٢/٣٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﻗﻴﺲ ﺑﻨﺖ‬ ‫ﳏﺼﻦ.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٦١٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ )٣٤٥/١٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ‬ ‫ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻯ.‬ ‫)٥( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٩١٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻮﺻﲑﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ:‬ ‫»ﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺿﻌﻴﻒ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ: ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ: ﺃﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻪ«. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﰱ ﺍﳌﻮﻃﺄ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ١/٣٢، ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ )٥١(.‬ ‫)٦( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٦٦٨٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٧٠٣٢/٨٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬
‫-٥٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ﻭﺇﻋﻼﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ، ﻭﺗﻮﺿﺄ ﻣﻦ ﻏﺪﻳﺮ ﻛﺄﻥ ﻣﺎﺀﻩ ‪‬ﻘﺎﻋﺔ ﺍﳊ‪‬ﺎﺀ)١(.‬ ‫‪ ‬ﻧ ﹸ ِﻨ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: »ﺍﺳﺘﱰﻫﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﻝ«)٢( ﻓﺈﻥ ﻟﻠﺘﱰﻩ ﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻌﻠﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﳏﻞ‬ ‫ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺣﱴ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺍﳌﺎﺀ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﻨﺜﺎﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻖ ﳕﺎ ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﲟﺎ ﻻ ﻳﻘﻀﻲ ﲟﺜﻠﻪ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺳﻮﺩ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﺎﺀ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﰲ‬ ‫ً‬ ‫ﻭﺿﻮﺋﻪ ﰒ ﺗﺮﻙ ﺫﻟﻚ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺭﺟﻞ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺗﺮﻛﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﳕﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻬﺑﺎﺗﻒ ﻳﻬﺘﻒ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰊ: ﻳﺎ ﺃﺳﻮﺩ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﺣﺪﺛﲏ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍ ﹸﺴ‪‬ﺐ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ‬ ‫ﳌ ﻴ‬ ‫ﺟﺎﻭﺯ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﺛﻼﺛﹰﺎ ﱂ ﻳﺮﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ. ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻻ ﺃﻋﻮﺩ ﻻ ﺃﻋﻮ ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻜﻔﻴﲏ‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ُ‬ ‫ﻛ ﱞ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ.‬ ‫ﻒ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻷﺫﺍﻥ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺍﻟﺘﻠﺤﲔ ﰲ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻭﻗﺪ ﻛﺮﻫﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﻭﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﺎﺀ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻌ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺷﺪﻳﺪﺓ، ﻷﻧﻪ ‪‬ﺨﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺇﱃ ﻣﺸﺎﻬﺑﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻭﻣﻨﻪ ﺃ‪‬ﻢ ﳜﻠ ﹸﻮﻥ ﺃﺫﺍﻥ ﺍﻟﻔﺠﺮ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺬﻛﲑ ﻭﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻭﺍﳌﻮﺍﻋﻆ ﻭﳚﻌﻠﻮﻥ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻭﺳﻄﹰﺎ ﻓﻴﺨﺘﻠﻂ. ﻭﻗﺪ ﻛﺮﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻛﻞ ﻣﺎ‬ ‫ُ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻀﺎﻑ ﺇﱃ ﺍﻷﺫﺍﻥ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﺭﺓ ﻓﻴﻌﻆ ﻭﻳﺬﻛﺮ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﺳﻮﺭ‪‬ﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻬﻢ ﻭﳜﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻬﺠﺪﻳﻦ ﻗﺮﺍﺀ‪‬ﻢ ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮﺍﺕ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﺘﺮ ﻬﺑﺎ ﻓﺘﺮﻯ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻐﺴﻞ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ ١/٣١، ٤١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﱂ ﺃﺟﺪ ﻟﻪ ﺃﺻﻼ..«.‬ ‫)٢( ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٨١٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٢٩٢/١١١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.‬ ‫ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ١/٩٣١، ﻭﻧﺼﺐ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ١/٨٢١.‬
‫-٦٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺮﺍﺭ‪‬ﺍ ﻭﺭﲟﺎ ﳌﺴﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻴﻐﺴﻠﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻐﺴﻞ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻏﺴﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﳚﺰﺉ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺪﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻛﻔﻌﻞ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻫﺬﺍ؛ ﺑﻞ ﻗﺪ‬ ‫ﹸ ﹸ‬ ‫ﺻﻠﻮﺍ ﰲ ﺛﻴﺎﺏ ﻓﺎﺭﺱ ﳌﺎ ﻓﺘﺤﻮﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﺃﻭﻃﺌﺘﻬﻢ ﻭﺃﻛﺴﻴﺘﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻮﺳﻮﺳﲔ ﻣﻦ ﻳﻘﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﺎﺀ ﻓﻴﻐﺴﻞ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻛﻠﻪ ﻭﺭﲟﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻦ‬ ‫ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﲨﺎﻋﺔ ﻷﺟﻞ ﻣﻄﺮ ﻳﺴﲑ ﳜﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻀﺢ ﻋﻠﻴﻪ،‬ ‫ٍ ٍ ‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻈﻦ ﻇﺎﻥ ﺃﻧﲏ ﺃﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻮﺭﻉ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺣﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱞ‬ ‫ﺍﳌﻀﻴﻌﺔ ﻟﻠﺰﻣﺎﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻧﻨﻬﻰ ﻋﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺻﻠﻲ ﺻﻼﺓ ﻛﺬﺍ ﰒ ﻳﻌﻴﺪ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻇﻨ‪‬ﺎ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﻘﺾ ﺍﻟﻨﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻨﻴﺔ ﻻ ‪‬ﻨﻘﺾ ﻭﺇﻥ ﱂ ‪‬ﺮﺽ ﺍﻟﻠﻔ ﹸ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﱪ ﰒ‬ ‫ﻆ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻳﻨﻘﺾ ﰒ ﻳﻜﱪ ﰒ ﻳﻨﻘﺾ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻛﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻛ‪‬ﺮ ﺍ ﹸﻮﺳﻮﺱ ﻭﺭﻛﻊ ﻣﻌﻪ، ﻓﻠﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ ﳌ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻀﺮ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﺇﻻ ﻷﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻔﻮﺗﻪ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳌﻮﺳﻮﺳﲔ ﻣﻦ ﳛﻠﻒ ﺏ ﺍﷲ ﻻ ﻛﱪﺕ ﻏﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ. ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﳛﻠﻒ ﺏ ﺍﷲ‬ ‫ﺑﺎﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻄﻼﻕ، ﻭﻫﺬﻩ ﻛﱡﻬﺎ ﺗﻠﺒﻴﺴﺎﺕ ﺇﺑﻠﻴﺲ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﲰﺤﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺎﺕ، ﻭﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﹲ ﹲ ﹲ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ، ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﺯﻡ ﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﻮﺳﻮﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻧﻚ ﺗﺼﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫ﺑﻐﲑ ﻭﺿﻮﺀ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻧﺼﺤﻚ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠ ‪‬ﻮﺳﻮﺱ: ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﺎﻟﻨﻴﺔ ﺣﺎﺿﺮﺓ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻷﻧﻚ ﹸﻤﺖ ﻟﺘﺆﺩﻱ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﳏﱡﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻻ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ﻠ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻠﻔﻆ، ﻓﺎﻟﻠﻔﻆ ﻻ ﳚ ‪ ،‬ﰒ ﻗﺪ ﻗﻠﺘﻪ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ، ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻋﺎﺩﺓ، ﺃﻓﺘﺮﺍﻙ ﺗﻈﻦ ﻭﻗﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺐ‬ ‫ﻗﻠﺖ ﺇﻧﻚ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ. ﻫﺬﺍ ﻣﺮﺽ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﱄ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﻴﺎﺥ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻟﻘﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﺃﻏﺴﻞ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎ ﻏﺴﻠﺘﻪ، ﻭﹸﻛ‪‬ﺮ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎ ﻛ‪‬ﺮﺕ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫ﺃ ﺒ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻘﻴﻞ: ﺩﻉ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻣﺎ ﲡﺐ ﻋﻠﻴﻚ. ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻮﻡ ﻻ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫‪‬‬
‫-٧٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳍﻢ: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: » ‪‬ﻓﻊ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻋﻦ ﺍ‪‬ﻨﻮﻥ ﺣﱴ ‪‬ﻔﻴﻖ«)١(، ﻭﻣﻦ ‪‬ﻜ‪‬ﺮ‬ ‫ﻳ ﺒ‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻛﱪﺕ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻌﺎﻗﻞٍ، ﻭﺍ‪‬ﻨﻮﻥ ﻻ ﲡﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﰲ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﺧﺒﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺟﻬﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ. ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﱂ ﻓﻘﺎﻡ ﻟﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻧﻮﻳﺖ ﺃﻥ ﺃﻧﺘﺼﺐ ﻗﺎﺋﻤ‪‬ﺎ ﻟﺪﺧﻮﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻷﺟﻞ ﻋﻠﻤﻪ ﻣﻘﺒﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻮﺟﻬﻲ، ‪‬ﻔﻪ ﰲ ﻋﻘﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ‪‬ﺗﺼ ‪‬ﺭ ﰲ ﺫﻫﻨﻪ‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﺳﱢ‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻨﺬ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻌﺎﱂ.‬ ‫ﻓﻘﻴﺎﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﻴﺆﺩﻱ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﺃﻣﺮ ‪‬ﺘﺼ ‪‬ﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻻ‬ ‫ﻳ ﻮ‪‬‬ ‫ﻳﻄﻮﻝ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻄﻮﻝ ﺯﻣﺎﻥ ﻧﻈﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻻ ﺗﻠﺰﻡ ﻭﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ ﺟﻬﻞ‬ ‫ﹸ ﹸ‬ ‫ﳏﺾ.‬ ‫ﻭﺇﻥ ﺍﳌﻮﺳﻮﺱ ‪‬ﻜﱢﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ‪‬ﺤﻀﺮ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﻈﻬﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺩﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻳ ﻠ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﺑﺄﻟﻔﺎﻇﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻄﺎﻟﻌﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﳏﺎﻝ. ﻭﻟﻮ ﻛﻠﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻟﻠﻌﺎﱂ‬ ‫ﻟﺘﻌﺬﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻤﻦ ﻋﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﻴﺔ، ﰒ ﺇﻧﻪ ﳚﻮﺯ ﺗﻘﺪﳝﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﺒﲑ ﺑﺰﻣﺎﻥ ﻳﺴﲑ ﻣﺎ‬ ‫ﱂ ﻳﻔﺴﺨﻬﺎ. ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﰲ ﺇﻟﺼﺎﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻜﺒﲑ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺣﺼﻠﻬﺎ ﻭﱂ ﻳﻔﺴﺨﻬﺎ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺘﺼﻘﺖ ﺑﺎﻟﺘﻜﺒﲑ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﻣﺴﻌﺮ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺮﺝ ﺇﱄ ﻣﻌﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﻭﺣﻠﻒ ﺏ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﺧﻂ ﺃﺑﻴﻪ‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻓﻴﻪ: ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻏﲑﻩ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﺘﻨ ﱢﻌﲔ ﻣﻦ‬ ‫ﳌﻄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻻ ﺭﺃﻳﺖ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺷﺪ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ، ﻭﺇﱐ ﻷﻇﻦ ﻋﻤﺮ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳊﺪﻭﺩ )٩٩٣٤ ــ ١٠٤٤(، ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٣٠٠١(،‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٣٤١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٩٥ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ،‬ ‫ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻃﺎﻟﺐ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳊﺪﻭﺩ )٨٩٣٤(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻄﻼﻕ )٢٣٤٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﻼﻕ‬ ‫)١٤٠٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٠٠١، ١٠١ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
‫-٨٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻮﺳﻮﺳﲔ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺻ ‪‬ﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﻛ‪‬ﺮ ﺫﻫﻞ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺻﻼﺗﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ‬ ‫ﹸ ﺒ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺘﻜﺒﲑ ﻓﻘﻂ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﻳﻜﺸﻔﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻜﺒﲑ ‪‬ﺮﺍﺩ ﻟﻠ ‪‬ﺧﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻓﻜﻴﻒ‬ ‫ﻳ ﺪ‬ ‫‪‬ﻬﻤ ﹸ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻟ ‪‬ﺍﺭ ﻭﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ‪‬ﺸﺎﻏﻞ ﲝﻔﻆ ﺍﻟﺒﺎﺏ.‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗ ‪ ‬ﻞ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍ ﹸﻮﺳﻮﺳﲔ ﻣﻦ ﺗﺼﺢ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻜﺒﲑﺓ ﺧﻠﻒ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻛﻌﺔ ﻳﺴﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻓﻴﺴﺘﻔﺘﺢ ﻭﻳﺴﺘﻌﻴﺬ ﻓﲑﻛﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﻉ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﺫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺡ ﻣﺴ‪‬ﻮﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻭﻫﻮ ﻻﺯﻡ ﻟﻠﻤﺄﻣﻮﻡ ﻋﻨﺪ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﻨ ﹲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘ ‪‬ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺳ‪‬ﺔ.‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻠﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺼﺒﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺮﺁﱐ ﻣﺮﺓ ﺃﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﻭﺟﻮﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﺧﻠﻒ‬ ‫ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﱂ ﳜﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺡ ﺳ‪‬ﻨﺔ ﻓﺎﺷﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺩﻉ ﺍﻟ ‪‬ﻨﻦ.‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬ﹲ‬ ‫ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻨﻦ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻓﺘﺮﻛﻮﺍ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻨﻦ ﻟﻮﺍﻗﻌﺎﺕ ﻭﻗﻌﺖ ﳍﻢ. ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺇﳕﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﹸﺮﺏ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﱂ ﻳﱰﻝ ﻳﺪ‪‬ﺍ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﹸﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﳋﺸﻮﻉ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﻠﱯ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻫﺬﻳﻦ‬ ‫‪ ‬ﺃ‬ ‫ﺍﻟﻔﻌﻠﲔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ. ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺃﻭﺟﺒﻪ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﻦ‬ ‫ﱠﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻟﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﳍﻢ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﺪﺍﺀ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﰒ ﱂ ﳚﺪﻭﺍ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻬ ‪‬ﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻻﺳﺘﻬ ‪‬ﻮﺍ«)١(.‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻤ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺫﺍﻥ )٣٥٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٧٣٤/٩٢١(.‬
‫-٩٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﰲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺧﲑ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟ ‪‬ﺟﺎﻝ ﺃﻭﹸﻬﺎ ﻭﺷ ‪‬ﻫﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬ﻟ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺁﺧ ‪‬ﻫﺎ«)١(. ﻭﺃﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺪ ﻓﺴﻨﺔ، ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩﻭﺍﺩ ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ)٢(، ﻭﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﱢﻲ ﻓﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﻴﻤﲎ ﻓﺮﺁﻩ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﻤﲎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻻ ﻳﻜ‪‬ﺮﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻧﻜﺎﺭﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺍﺩ ﹸﺮﺏ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻻ ﺃﺿﻊ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺒ ﱠ‬ ‫ﻳﺪ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻫﻮ ﺍ ﹸﻨﻜﺮ ﻻ ﳓﻦ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻷﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ: ﺇﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﱂ ﻳﱰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.‬ ‫ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺟﺌﺘﻤﻮﱐ ﺑ‪‬ﻨ‪‬ﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻷﺻﻞ. ﻓﻼ‬ ‫ﺒﻴ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻟﻘﻮﻝ ‪‬ﻌ ﱠﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﻋﻈﻢ، ﻭﺍﳋﻄﺄ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻈ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳚﺮﻱ، ﻭﻣﻦ ﺍﳉﺎﺋﺰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﱂ ﺗﺒﻠﻐﻪ.‬ ‫ﹸ ﹸ ‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺼﻠﲔ ﰲ ﳐﺎﺭﺝ ﺍﳊﺮﻭﻑ ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﳊﻤﺪ ﺍﳊﻤﺪ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ،‬ ‫ﻭﺗﺎﺭﺓ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺿﺎﺩ ﺍﳌﻐﻀﻮﺏ، ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﳌﻐﻀﻮﺏ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺑﺼﺎﻗﻪ ﻣﻊ‬ ‫ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻀﺎﺩ ﻟﻘﻮﺓ ﺗﺸﺪﻳﺪﻩ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳊﺮﻑ ﻓﺤﺴﺐ، ﻭﺇﺑﻠﻴﺲ ‪‬ﺨﺮﺝ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫‪‬ﻳ ‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٠٤٤/٢٣١(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٨٧٦(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ )٤٢٢(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ )٩١٨(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ )٠٠٠١( ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٢( ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٤٥٧(، ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﺑﻦ ﺻﺎﻉ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻛﻤﺎ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ، ﻭﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺯﺭﻋﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٥٥٧(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﺡ )٧٨٨(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺇﻗﺎﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ )١١٨(، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺍﻟﻔﺘﺢ ٢/٢٦٢.‬
‫-٠٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﺎﻟ ‪‬ﻳﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺣﺪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﻳﺸﻐﻠﻬﻢ ﺑﺎﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟ‪‬ﻼﻭﺓ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻣﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ، ﺃﻥ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺃﰊ ﹸﻣﺎﻣﺔ ﺣ ‪‬ﺛﻪ: ﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻫﻮ ﻭﺃﺑﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﺻﻼﺓ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻛﺄ‪‬ﺎ ﺻﻼﺓ‬ ‫ﻣﺴﺎﻓﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺮﲪﻚ ﺍﷲ ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﻛﺼﻼﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻡ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﺗﻨ ﱠﻠﺘﻪ. ﻗﺎﻝ: ﺇ‪‬ﺎ ﻟﺼﻼﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﺇﻻ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺳﻬﻮﺕ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻻ ‪‬ﺸﺪ ‪‬ﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻓ‪‬ﺸ ‪‬ﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻓﺈﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﺷ ‪‬ﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻴ ﺪ‬ ‫ﺗ ‪‬ﺩ‬ ‫ﻓﺸ ‪‬ﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﺘﻠﻚ ﺑﻘﺎﻳﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺍﻣﻊ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻳﺎﺭﺍﺕ)١( ﴿ﻭﺭﻫﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﻫﺎ ﻣﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻛﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ﴾« ]ﺍﳊﺪﻳﺪ: ٧٢[.‬ ‫ﻭﰲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﺎﻝ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﲔ ﺻﻼﰐ ﻭﻗﺮﺍﺀﰐ ‪‬ﻠ‪‬ﺒ ‪‬ﻬﺎ ﻋﻠﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﻳﺴ‬ ‫ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ‪‬ﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺧﱰﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺣﺴﺴﺘﻪ ﻓﺘﻌ ‪‬ﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻨﻪ‬ ‫‪ ‬ﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻳ‬ ‫ﺛﻼﺛﹰﺎ ﻭﺍﺗﻔﻞ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻙ« ﻓﻔﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ، ﻓﺄﺫﻫﺒﻪ ﺍﷲ ﻋﲏ)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﺔ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ، ﻓﺮﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻌﻮﺩ ﻓﺤﺴﺐ، ﻭﻫﻢ ﻳﺪﺃﺑﻮﻥ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭ‪‬ﺨﱡﻮﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻭﺍﺟﺒﺎ‪‬ﻢ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻳ ﻠ‬ ‫ﺗﺄﻣﻠﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺳﻠﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺷﻲﺀ ﻭﺫﻟﻚ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻻ ﳛﻤﻠﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻨﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﻳﻄﻴﻠﻮﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﻜﺜﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺍﳌﺴﻨﻮﻥ ﰲ‬ ‫ﺒ‬ ‫)١( ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٤٠٩٤(، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻛﻤﺎ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٦/٦٥٢،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ: »ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻏﲑ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﺛﻘﺔ«، ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ: »ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻘﺒﻮﻝ«، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺿﻌﻔﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺿﻌﻴﻒ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٣٠٢٢/٨٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٦١٣.‬
‫-١٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﺮﺗﻜﺒﻮﻥ ﺍﳌﻜﺮﻭﻩ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﻗﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻨﻔﻞ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ‬ ‫ﻭﳚﻬﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺍﳉﻬﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺃﻧﺎ ﺃﻃﺮﺩ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻋﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﳉﻬﺮ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﻷﺟﻞ ﺳﻬﺮﻙ ﻭﻣﱴ ﻏﻠﺒﻚ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻨﻢ ﻓﺈﻥ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻋﻠﻴﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ًّﺎ.‬ ‫ﺣﻘ‬ ‫ﻭﻋﻦ ‪‬ﺮﻳﺪﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻣﻦ ﺟﻬﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻓﺎﺭﲨﻮﻩ ﺑﺎﻟﺒﻌﺮ«)١(.‬ ‫ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﻬﺮﻩ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻛﻠﻪ ﻭﻳﻔﺮﺡ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ، ﰒ ﻳﻘﻊ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻔﺠﺮ‬ ‫ﻓﺘﻔﻮﺗﻪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ. ﺃﻭ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻴﺘﻬﻴﺄ ﳍﺎ ﻓﺘﻔﻮﺗﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻳﺼﺒﺢ ﻛﺴﻼﻥ ﻓﻼ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ، ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﻘﺰﻭﻳﲏ ﳝﺸﻲ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﻓﺴﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻣﺸﻴﻪ ﻓﻘﻴﻞ ﱄ ﻟﺌﻼ ﻳﻨﺎﻡ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺟﻬﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻋﻠﻴﻚ ًّﺎ ﻓ ﹸﻢ ﻭﱎ«)٢(.‬ ‫ﺣﻘ ﻘ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻫﺪﻳ‪‬ﺎ ﻗﺎﺻﺪ‪‬ﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ‪‬ﺸﺎ ‪ ‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﻐﻠﺒﻪ«)٣(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﺩ‬ ‫)١( ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٤١/٤٣٣، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٧/٨٦٢،‬ ‫ﻭﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻟﻠﺬﻫﱮ ٤/٢٤٤.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪ )٣٥١١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٩٥١١/١٨١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٠٥٣، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٢١٣ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ،‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﺔ )٩٧١١( ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻪ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٣/٨١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺮﻳﺪﺓ، ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ٤/٦٨٢، ٥٥٣. ﻭﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻣﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﻃﻌﻨﺎﻩ ﰱ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٩٣( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
‫-٢٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﺣﺒﻞ ﳑﺪﻭﺩ ﺑﲔ ﺳﺎﺭﻳﺘﲔ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﺰﻳﻨﺐ ﺗﺼﻠﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺴﻠﺖ ﺃﻭ ﻓﺘﺮﺕ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﺣﱡﻮﻩ«. ﰒ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫»ِﻟ‪‬ﺼﻞ ﺃﺣ ‪‬ﻛﻢ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺴﻞ ﺃﻭ ﻓﺘﺮ ﻓﻠﻴﻘﻌﺪ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ ﱢ ﺪ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﺫﺍ ﻧﻌﺲ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﲑﻗﺪ ﺣﱴ ﻳﺬﻫﺐ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﻮﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻌﺲ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻴﺴﺘﻐﻔﺮ ﻓﻴﺬﻫﺐ ﻓﻴﺴﺐ ﻧﻔﺴﻪ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﳚﺪﺩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﻛﱠﺖ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ ﻓﻤﱴ ﺩﻓﻌﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﻗﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﱠﺮ ﰲ ﺑﺪﻧﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻞ، ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻳﺖ‬ ‫ﺛ‬ ‫ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳛﻴﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ. ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺗﺪﺭﺟﻮﺍ ﺣﱴ ﻗﺪﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﻣﻊ‬ ‫ﻗﱠﺔ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻭﺻﺢ ﳍﻢ ﺫﻟﻚ، ﰒ ﱂ ﻳﺒﻠﻐﻨﺎ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺳﻬﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﱂ ﻳﻨﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺴﻨﺘﻪ ﻫﻲ‬‫ِﻠ ِ‬ ‫ﺍﳌﺘﺒﻮﻋﺔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﺘﺤﺪﺛﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻓﺮﲟﺎ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﻓﻼﻥ ﺍﳌﺆﺫﻥ ﺃﺫﻥ ﺑﻮﻗﺖ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺘﺒﻬ‪‬ﺎ، ﻓﺄﻗﻞ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ‬ ‫‪ ِ‬‬ ‫ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺴﺮ ﺇﱃ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻼﻧﻴﺔ ﻓﻴﻘﻞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ.‬ ‫ﹼ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻓﻌﺮﻓﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻧﺎﺱ ﻓﺼﻠﻮﺍ ﺑﺼﻼ‪‬ﻢ ﻭﺷﺎﻉ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﳍﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﺳﺎﺋﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﺑﻪ ﺗﻘﻮﻯ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻟﻌﻠﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻴﻊ ﻭﻳﻮﺟﺐ ﺍﳌﺪﺡ، ﻭﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪ )٠٥١١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٤٨٧/٩١٢(.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٢١٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٦٨٧/٢٢٢(.‬
‫-٣٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺮﺀ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﳌﻜﺘﻮﺑﺔ«)١(. ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻗﻴﺲ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﻩ ﻳﺼﻠﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﻨ ﹼﻞ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ، ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻳﺼﻠﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺃﻟﻒ ﺭﻛﻌﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﻰ ﺇﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﻭﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺿﻄﺠﻊ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﳍﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺩﻓﻌﻪ، ﻓﻤﻦ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺮﻩ ﻓﺄﻇﻬﺮﻩ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﺮﻳﺎﺀ. ﻭﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻭﺍﺋﻞ ﺇﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ﻧﺸﺞ ﻧﺸﻴﺠ‪‬ﺎ)٢( ﻭﻟﻮ ﺟﻌِﻠﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻭﺃﺣﺪ ﻳﺮﺍﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎ ﱡ ﺇﺫﺍ ﻏﻠﺒﻪ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻗﺎﻡ.‬ ‫ﱐ‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌ‪‬ﺪﻳﻦ ﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ‪‬ﺼﱡﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﻻ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﰲ‬ ‫ﻳ ﻠ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺇﺻﻼﺡ ﻋﻴﺐ ﺑﺎﻃﻦ ﻭﻻ ﰲ ﻣﻄﻌﻢ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﻭﱃ ﻬﺑﻢ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟ‪‬ﻨﻔﻞ.‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﻓﻬﻢ ﻳﻬ ‪‬ﻭﻥ ﻫ ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﺮﺗﻴﻞ ﻭﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﻭﻫﺬﻩ‬ ‫ﺰ ﺰ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﲟﺤﻤﻮﺩﺓ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ‬ ‫ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺃﻭ ﰲ ﻛﻞ ﺭﻛﻌﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﺩﺭ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺩﺍﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺋﺰ‪‬ﺍ ﺇﻻ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺜﺒﺖ ﺃﺣﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﻳﻔﻘﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺃﻗﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﺛﻼﺙ«)٣(.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺫﺍﻥ )١٣٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )١٨٧/٣١٢(.‬ ‫)٢( ﻧﺸﺞ ﻧﺸﻴﺠﺎ: ﺗﺮﺩﺩ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﰱ ﺻﺪﺭﻩ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻧﺘﺤﺎﺏ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٠٩٣١، ٤٩٣١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ )٩٤٩٢( ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٧٤٣١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٤٦١، ٣٩١ ﻛﻠﻬﻢ‬ ‫=‬
‫-٤٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﻓﻬﻢ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﻣﻨﺎﺭﺓ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺑﺎﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺔ ﺍﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﺍﳉﺰﺀ ﻭﺍﳉﺰﺃﻳﻦ ﻓﻴﺠﻤﻌﻮﻥ ﺑﲔ ﺃﺫﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ‬ ‫ﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺘﻌ ‪‬ﺽ ﻟﻠ ‪‬ﻳﺎﺀ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﰲ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻭﻗﺖ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻷﻧﻪ ﺣﲔ‬ ‫ﺮ ﺮ‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺻﻼﺓ‬ ‫ﱠ ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﰒ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻓﻴﻘﺮﺃ ﺍﳌﻌﻮﺫﺗﲔ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﳋﺘﻤﺔ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺧﺘﻢ‬ ‫ﺍﳋﺘﻤﺔ. ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﺮﻭﻥ ﻋﺒﺎﺩ‪‬ﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ‬ ‫ﺑﻦ ﺧﺜﻴﻢ ﻛﻠﻪ ﺳﺮ‪‬ﺍ ﻓﺮﲟﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﻓﻴﻐﻄﻴﻪ ﺑﺜﻮﺑﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻭﻻ ‪‬ﻳﺪﺭ‪‬ﻯ ﻣﱴ ﳜﺘﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺏ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻡ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻓﹶﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﺟﺎﺋﺰ ﺇﺫﺍ ﺃﻓﻄﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﶈﺮﻡ ﺻﻮﻣﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻵﻓﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ: ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﺭﲟﺎ ﻋﺎﺩ ﺑﻀﻌﻒ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟ ﹸﻮﻯ ﻓﺄﻋﺠﺰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺇﻋﻔﺎﻑ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﻟﺰﻭﺟﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ«)١(، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻓﺮﺽ ﻳﻀﻴﻊ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻨﻔﻞ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻳﻔﻮﺕ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ‬ ‫ﺻﻴﺎﻡ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﻳﻔﻄﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫=‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻮﻡ )٥٧٩١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٩٥١١/٢٨١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻮﻡ )٦٧٩١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٩٥١١/٢٩١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫=‬
‫-٥٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﻝ: ﻟﻘﻴﲏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﱂ ﺃﺣﺪﺙ ﻋﻨﻚ‬ ‫ﺃﻧﻚ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ؟ ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻝ: ﻷﹸﻮﻣ ‪ ‬ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻷ ‪‬ﻮﻣ ‪ ‬ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ؟«، ﻗﺎﻝ: ﺃﺣﺴﺒﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺻ ﻦ‬ ‫ﻗ ﻦ‬ ‫ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻓﻘﻢ ﻭﱎ ﻭﺻﻢ ﻭﺃﻓﻄﺮ، ﻭﺻﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ‬ ‫ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ، ﻭﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﺻﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻫﺮ«، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﱐ ﺃﻃﻴﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: »ﻓﺼﻢ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﺃﻓﻄﺮ ﻳﻮﻣﲔ«، ﻗﻠﺖ: ﺇﱐ ﺃﻃﻴﻖ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: »ﻓﺼﻢ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﺃﻓﻄﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﻋﺪﻝ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﻫﻮ ﺻﻴﺎﻡ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ«، ﻗﻠﺖ: ﺇﱐ ﹸﻃﻴﻖ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ«)١(، ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺮﺩﻭﻥ ﺍﻟﺼﻮﻡ،‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﻊ ﺑﲔ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﲝﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﻟﻌﻞ‬ ‫ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺴﺐ، ﰒ ﺇﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ،‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ« ﻗﻄﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺩﺍﻭﻡ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻣﻊ ﺧﺸﻮﻧﺔ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻭﻗﻠﺘﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺫﻫﺒﺖ ﻋﻴﻨﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺸﻒ ﺩﻣﺎﻏﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻔﺮﻳﻂ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﲪﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻣﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﻓﻼ ﳚﻮﺯ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﺸﻴﻊ ﻋﻦ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﻮﻡ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻓﻴﻌﻠﻢ ﺑﺸﻴﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﻔﻄﺮ ﺃﺻﻼﹰ، ﻭﺇﻥ ﺃﻓﻄﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﻔﻰ ﺇﻓﻄﺎﺭﻩ ﻟﺌﻼ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﺟﺎﻫﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺧﻔﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ، ﻭﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺳﺘﺮ ﺍﳊﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷﻓﻄﺮ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﻮ ‪ ،‬ﰒ ﻋﺎﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﱂ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳜﱪ ﲟﺎ‬ ‫ﻡ‬ ‫ﻗﺪ ﺻﺎﻡ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﺎ ﺃﻓﻄﺮ ‪ ،‬ﻭ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻧﻚ ﺇﳕﺎ ﲣﱪ ﻟﻴﻘﺘﺪﻯ‬ ‫ﺕ ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﺑﻚ، ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻﺪ.‬ ‫=‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻮﻡ )٦٧٩١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٩٥١١/١٨١(.‬
‫-٦٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﻪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﱴ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻪ ﻓﻴﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺴﺮ ﺇﱃ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻼﻧﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺻﻮﻡ ﺍﻹﺛﻨﲔ ﻭﺍﳋﻤﻴﺲ ﻓﺈﺫﺍ ﺩﻋﻲ ﺇﱃ ﻃﻌﺎﻡ، ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﳋﻤﻴﺲ،‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺻﺎﺋﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﳏﻨﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﳋﻤﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﱐ ﺃﺻﻮﻡ ﻛﻞ ﲬﻴﺲ،‬ ‫ﻭﰲ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺻﺎﺋﻤ‪‬ﺎ ﻭﻫﻢ ﻣﻔﻄﺮﻭﻥ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻼﺯﻡ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻄﺮ، ﻭﻻ ﻳﺘﺤﺎﺷﻰ ﰲ ﺻﻮﻣﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺒﺔ ﻭﻻ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﻭﻻ ﻋﻦ‬ ‫ﻓﻀﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ، ﻭﻗﺪ ﺧ‪‬ﻞ ﻟﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﺻﻮﻣﻚ ﻳﺪﻓﻊ ﺇﲦﻚ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﺲ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﺞ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﺑﺎﳊﺞ ﻣﺮﺓ، ﰒ ﻳﻌﻮﺩ ﻻ ﻋﻦ ﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ، ﻭﺭﲟﺎ ﺧﺮﺝ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺩﻳﻮﻥ ﺃﻭ ﻣﻈﺎﱂ، ﻭﺭﲟﺎ ﺧﺮﺝ ﻟﻠﱰﻫﺔ ﻭﺭﲟﺎ ﺣﺞ ﲟﺎﻝ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺷﺒﻬﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳛﺐ ﺃﻥ ‪‬ﺘﻠ ﱠﻰ، ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﺍﳊﺎ ‪ ،‬ﻭﲨﻬﻮﺭﻫﻢ ﻳﻀﻴﻊ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺮﺍﺋﺾ‬ ‫ﺝ‬ ‫ﻳﻘ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﳚﺘﻤﻌﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﻘﻠﻮﺏ ﺩﻧﺴﺔ ﻭﺑﻮﺍﻃﻦ ﻏﲑ ﻧﻘﻴﺔٍ، ﻭﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﺮﻳﻬﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳊﺞ ﻓﻴﻐ ‪‬ﻫﻢ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﳊﺞ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﺑﺎﻟﻘﻠﻮﺏ ﻻ ﺑﺎﻷﺑﺪﺍﻥ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ.‬ ‫ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﺻﺪ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﳘﺘﻪ ﻋﺪﺩ ﺣﺠﺎﺗﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﱄ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻭﻗﻔﺔ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﳎﺎﻭﺭ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺪ ﻃﺎﻝ ‪‬ﻜﹸﺜﻪ ﻭﱂ ﻳﺸﺮﻉ ﰲ ﺗﻨﻘﻴﺔ ﺑﺎﻃﻨﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﳘﺘﻪ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻔﺘﻮﺡ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﳑﻦ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻛﺎﻥ، ﻭﺭﲟﺎ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﱄ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﳎﺎﻭﺭ‪‬ﺍ، ﻭﻛﻢ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻗﺎﺻﺪ ﺇﱃ ﺍﳊﺞ ﻳﻀﺮﺏ ﺭﻓﻘﺎﺀﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﻳﻀﺎﻳﻘﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺻﺪﻳﻦ ﺇﱃ ﻣ ﱠﺔ ﻓﻬﻢ ﻳﻀﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ،‬ ‫ﻜ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭ‪‬ﻄﻔ ﹸﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻋﻮﺍ، ﻭﻳﻈ‪‬ﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﳊﺞ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﹸﻨ‬ ‫ﻳ ﻔ‬ ‫ﻓﺎﺑﺘﺪﻋﻮﺍ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺳﻚ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﻳﺘﺼﻨﻌﻮﻥ ﰲ ﺇﺣﺮﺍﻣﻬﻢ ﻓﻴﻜﺸﻔﻮﻥ ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺘﻒ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻳﺒﻘﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ ﻓ‪‬ﻜﺸﻂ ﺟﻠﻮﺩ ‪‬ﻢ ﻭﺗﻨﺘﻔﺦ ﺭﺅﻭﺳ ‪‬ﻢ ﻭﻳﺘﺰﻳﻨﻮﻥ ﺑﲔ‬ ‫‪‬ﻬ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫ‬ ‫ﺘ ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ﺑﺬﻟﻚ.‬ ‫ﻨ‬
‫-٧٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﰲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ: ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺭﺃﻯ ﺭﺟﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﻄﻮﻑ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﺰﻣﺎﻡ ﻓﻘﻄﻌﻪ، ﻭﰲ ﻟﻔﻆ ﺁﺧﺮ: ﺭﺃﻯ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻧﺴﺎﻧ‪‬ﺎ ﲞﺰﺍﻣﺔ ﰲ ﺃﻧﻔﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻘﻄﻌﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﰒ ﺃﻣﺮﻩ ﰲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺑﻴﺪﻩ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺇﻥ ﹸﺼﺪﺕ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ ﻭﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ،‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ. ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ‪‬ﻮ ﱡﻞ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺯﺍﺩ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﲪﺪ: ﻓﺎﺧﺮﺝ ﰲ ﻏﲑ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ. ﻗﺎﻝ: ﻻ،‬ ‫ﺘﻛ‬ ‫ﺇﻻ ﻣﻌﻬﻢ: ﻗﺎﻝ: ﻓﻌﻠﻰ ﺟﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻮﻛﻠﺖ؟ ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﻧﻴﺘﻬﻢ ﺍﳌﺒﺎﻫﺎﺓ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻟﻴﻘﺎﻝ: ﻓﻼﻥ ﻏﺎﺯٍ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﺷﺠﺎﻉ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ،‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﺎﺗﻞ‬ ‫ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﻳﻘﺎﺗﻞ ﲪ‪‬ﻴﺔ ﻭﻳﻘﺎﺗﻞ ﺭﻳﺎﺀ ﻓﺄﻱ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻞ‬ ‫ً‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻟﺘ ﹸﻮﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﷲ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻬﻮ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ«)٢(. ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻳﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﻣﺎﺕ ﻓﻼﻥ ﺷﻬﻴﺪ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﹸِﺘﻞ‬ ‫ﻗ ﹶ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳊﺞ )١٢٦١(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺬﻭﺭ )٢٠٣٣(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ‬ ‫ﰱ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﳊﺞ )٠٢٩٢(، ﻭﻏﲑﻫﻢ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٠١٨٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٤٠٩١/٩٤١(.‬
‫-٨٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻼﻥ ﺷﻬﻴﺪ‪‬ﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻘﺎﺗﻞ ﻟﻴﻐﻨﻢ ﻭ‪‬ﻘﺎﺗﻞ ﻟ‪‬ﺬﻛﺮ ﻭﻳﻘﺎﺗﻞ ﻟ‪‬ﺮﻯ ﻣﻜﺎﻧﻪ«.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻳ ﹸﻴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪‬ﻘﻀﻰ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺛﻼﺛﺔ، ﺭﺟﻞ ﺍﺳ‪‬ﺸﻬﺪ ﻓﹸﰐ ﺑﻪ ﻓﻌ ‪‬ﻓﻪ ﻧﻌﻤﻪ ﻓﻌﺮﻓﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺮ‪ ‬‬ ‫ﺄ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻗﺎﺗﻠﺖ ﻓﻴﻚ ﺣﱴ ﻗﺘﻠ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﻛﺬﺑﺖ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻗﺎﺗﻠﺖ ﻟﻴﻘﺎﻝ ﻫﻮ ﺟﺮﻱﺀ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ، ﰒ ﹸﻣﺮ‬ ‫ﺃ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓ ‪‬ﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺣﱴ ﹸﻟﻘﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺭﺟﻞ ﺗﻌﱠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻋﱠﻤ ‪ ‬ﻭﻗﺮﹶﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺄﹸِﺗﻲ ِﺑﻪ‬ ‫ﹶﹶ ‪ِ ‬‬ ‫ﹼ ‪‬ﻠ ‪  ‬ﻠ ‪‬ﻪ ﹶ ‪‬‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻓﻌﺮﻓﻪ‪ِ ‬ﻧﻌﻤﻪ‪ ‬ﻓﻌﺮﻓﻬ‪‬ﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻋﱠﻤ‪  ‬ﻭﻗﺮﺃﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻠ ‪‬ﺘﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶ ‪ ‬ﹶ ‪  ‬ﹶ ‪ ‬ﹶ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺬﺑﺖ ﻭﻟﻜ‪‬ﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻟﻴﻘﺎﻝ: ﻫﻮ ﻋﺎﱂ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞﹶ، ﻭﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻴﻘﺎﻝ ﻫﻮ‬ ‫ﹶ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫‪ ‬ﻨ‬ ‫ﹶ ﹶ‬ ‫ﻗﺎﺭﻯﺀ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞﹶ، ﰒ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻓ ‪‬ﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺣﱴ ﹸﹾﻟﻘﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺭﺟﻞ ﻭﺳﻊ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺃِ‪‬‬ ‫ﺴِ ‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﻣﻦ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﳌﺎﻝ ﻛﻠﻪ ﻓﹸﰐ ﺑﻪ ﻓﻌ ‪‬ﻓﻪ ﻧﻌﻤﻪ ﻓﻌﺮﻓﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺮ‪ ‬‬ ‫ﺄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺃﻧﺖ ‪‬ﺤ‪‬ﻪ ﺃﻥ ‪‬ﻨﻔﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻔﻘﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺬﺑﺖ ﻭﻟﻜﻨﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ﺒ‪ ‬ﻳ‬ ‫ﻓﻌﻠﺖ ﻟﻴﻘﺎﻝ: ﻫﻮ ﺟﻮﺍﺩ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ، ﹸﺛ ‪ ‬ﹸﻣﺮ ﺑﻪ ﻓ ‪‬ﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺣﱴ ﹸﻟﻘﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(.‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻢﺃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﺈﺧﺮﺍﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﰎ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪﺓ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺎ ﰲ‬ ‫ﺳﺮ‪‬ﻳﺔ ﻣﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﻭﻡ، ﻓﺼﺎﺩﻓﻨﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺍﻟﺼﻔﺎﻥ ﺧﺮﺝ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﺪﻋﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﱪﺍﺯ، ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﻄﺎﺭﺩﻩ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻄﻌﻨﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﰒ ﺁﺧﺮ‬ ‫ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﰒ ﺁﺧﺮ ﻓﻄﻌﻨﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﰒ ﺁﺧﺮ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﰒ ﺩﻋﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﱪﺍﺯ ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﻄﺎﺭﺩﻩ‬ ‫ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻄﻌﻨﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﻓﺎﺯﺩﺣﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻜﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﺍﺯﺩﺣﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ‪‬ﻠﱢﺜﻢ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻭﺟﻬﻪ ﺑ ﹸﻤﻪ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺑﻄﺮﻑ ﻛﻤﻪ ﻓﻤﺪﺩﺗﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪ ‬ﻜ ‪ِ‬‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﳑﻦ ‪‬ﺸ‪‬ﻊ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺭﲪﻜﻢ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴ‪‬ﺪ ﺍﳌﺨﻠﺺ، ﻛﻴﻒ ﺧﺎﻑ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻳ ﻨ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻼﺻﻪ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ﻟﻪ ﻭﻣﺪﺣﻬﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﻓﺴﺘﺮ ﻧﻔﺴﻪ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﻏﻨﻤﻮﺍ ﱂ ﻳﺄﺧﺬ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻟﻴﻮﻓﺮ ﻟﻪ‬ ‫ﺍﻷﺟﺮ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٥٠٩١/٢٥١(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٧٣١٣(.‬
‫-٩٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﺎﻫﺪ ﺇﺫﺍ ﻏﻨﻢ، ﻓﺮﲟﺎ ﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﺧﺬﻩ ﻓﺈﻣﺎ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﲑﻯ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﺒﺎﺣﺔ ﳌﻦ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻠﻮﻝ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻣﻌﺼﻴﺔ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ:ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺧﻴﱪ ﻓﻔﺘﺢ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻓﻠﻢ ﻧﻐﻨﻢ ﺫﻫﺒ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻭﺭﻗﹰﺎ، ﻏﻨﻤﻨﺎ ﺍﳌﺘﺎﻉ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺜﻴﺎﺏ، ﰒ ﺍﻧﻄﻠﻘﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ‬ ‫ﻭﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﺒﺪ ﻟﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﻗﺎﻡ ﻋﺒﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪‬ﻳﺤ ﱡ ﺭﺣﻠﻪ ﻓ ‪‬ﻣﻲ ﺑﺴﻬﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻞ ‪ ‬ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺘﻔﻪ. ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﻫﻨﻴﺌﹰﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻛﻼ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺲ ﳏﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻤﻠﺔ ﻟﺘﻠﺘﻬﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺎﺭ‪‬ﺍ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻳﻮﻡ ﺧﻴﱪ ﱂ ‪‬ﺼﺒﻬﺎ ﺍﳌﻘﺎﺳﻢ«، ﻗﺎﻝ: ﻓﻔﺰﻉ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺑﺸﺮﺍﻙ ﺃﻭ ﺷﺮﺍﻛﲔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺻﺒﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﺧﻴﱪ. ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: »ﺷﺮﺍﻙ‬ ‫ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺃﻭ ﺷِﺮﺍﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ«)١(.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ ﻋﺎﳌﹰﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﱘ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻓﻼ ﻳﺼﱪ ﻋﻨﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﻇﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﺟﻬﺎﺩﻩ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ، ﻭﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﺒﲔ ﺃﺛﺮ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻫﺒﲑﺓ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﻨﱪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﻫﺒﻂ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ‬ ‫ﺍﳌﺪﺍﺋﻦ ﻭﲨﻌﻮﺍ ﺍﻷﻗﺒﺎﺽ، ﺃﻗﺒﻞ ﺭﺟﻞ ِﺑﺤ ‪ ‬ﻣﻌﻪ ﻓﺪﻓﻌﻪ ﺇﱃ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻷﻗﺒﺎﺽ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬ ‫‪‬ﻖ‬ ‫ﻣﻌﻪ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻗﻂ. ﻣﺎ ﻳﻌﺪﻟﻪ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭﻻ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻫﻞ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﻭﺍﷲ ﻟﻮﻻ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﺗﻴﺘﻜﻢ ﺑﻪ، ﻓﻌﺮﻓﻮﺍ ﺃﻥ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺷﺄﻧ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﻻ ﺃﺧﱪﻛﻢ ﻟﺘﺤﻤﺪﻭﱐ ﻭﻻ ﺃﻏﺮﻳﻜﻢ ﻟﺘﻘﺮﻇﻮﱐ، ﻭﻟﻜﲏ ﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﻭﺃﺭﺿﻰ‬ ‫ﺑﺜﻮﺍﺑﻪ، ﻓﺄﺗﺒﻌﻮﻩ ﺭﺟﻼ ﺣﱴ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﱃ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻗﻴﺲ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻣﺮﻳﻦ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﺎﻫﲔ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺬﻭﺭ )٧٠٧٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٥١١/٣٨١(.‬
‫-٠٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻫﻢ ﻗﺴﻤﺎﻥ: ﻋﺎﱂ ﻭﺟﺎﻫﻞ، ﻓﺪﺧﻮﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﲔ:‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻟﺘﺰﻳﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﻌﻞ.‬ ‫ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﻳﺒﻜﻲ ﰲ ﺧﻄﺒﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﲏ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺣﻀﺮﺗﲏ ﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻡ‬ ‫ﻓﺄﻋﻈﻪ ﲟﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻝ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺮﻫﺖ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻡ ﺇﱃ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻓﺄﻋﻈﻪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ِِ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻠﻮﺱ ﻳﺮﻣﻘﻮﻧﲏ ﺑﺄﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻓﻴﻌﺮﺽ ﱄ ﺗﺰﻳﻦ ﻓﻴﺄﻣﺮ ﰊ ﻓﺄﻗﺘﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﺠﻠﺴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺳﻜﺖ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻟﻠﻨﻔﺲ: ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ، ﻭﺭﲟﺎ ﻋﺮﺽ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻵﻣﺮ‬ ‫ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻷﺟﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﺑﻪ ﺍ ﹸﻨﻜ ‪ ‬ﻣﻦ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻓﺘﺼﲑ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﳌ ِﺮ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﺮﺟﻞ: ﻟﻮﻻ ﺃﱐ ﻏﻀﺒﺎﻥ ﻟﻌﺎﻗﺒﺘﻚ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻧﻚ ﺃﻏﻀﺒﺘﲏ ﻓﺨﻔﺖ ﺃﻥ ﲤﺘﺰﺝ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻏﻀﺐ ﷲ ﻭﱄ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻵﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﺟﺎﻫﻼ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺑﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﻓﺴﺎﺩﻩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﰲ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺇﺻﻼﺣﻪ، ﻷﻧﻪ ﺭﲟﺎ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﺎﻹﲨﺎﻉ، ﻭﺭﲟﺎ ﺃﻧﻜﺮ ﻣﺎ ﺗﺄﻭﻝ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﺗﺒﻊ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺗﺴ ‪‬ﺭ ﺍﳊﻴﻄﺎﻥ ﻭﺿﺮﺏ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻭﻗﺬﻓﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺃﺟﺎﺑﻮﻩ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺗﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺎﺭ ﻏﻀﺒﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺸﻒ ﻣﺎ ﻗﺪ‬ ‫ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺴﺘﺮﻩ، ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻣﻐﻄﻰ ﻣﺜﻞ‬ ‫ﹸﻨﺒﻮﺭ)١( ﻭﻣﺴﻜﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻐﻄﻰ ﻓﻼ ﺗﻜﺴﺮﻩ.‬ ‫ﻃ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ: ﺍﻛﺴﺮﻩ. ﻭﻫﺬ ﳏﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻐ ﱠﻰ ﺑﺸﻲﺀ ﺧﻔﻴﻒ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ ﻄ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺼ ﹸﻪ ﻓﻴﺘﺒﲔ ﻭﺍﻷﻭﱃ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺒ ‪ ،‬ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻄﺒﻞ ﻭﺍﳌﺰﻣﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲔ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻻ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻚ ﻓﻼ ‪‬ﻔ‪‬ﺘﺶ. ﻭﺭﲟﺎ ﺭﻓﻊ ﻫﺬﺍ ﺍ ﹸﻨﻜﺮ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫)١( ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ: ﺁﻟﺔ ﻣﻦ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﻟﻄﺮﺏ، ﺫﺍﺕ ﻋﻨﻖ ﻭﺃﻭﺗﺎﺭ.‬
‫-١٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﻨﻜﺮ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﻈﻠﻤﻬﻢ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﺇﻥ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﳊﺪﻭﺩ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺎﺭﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﻨﻜﺮ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻜﺮ ﺟﻠﺲ ﰲ ﳎﻤﻊ ﻳﺼﻒ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻭﻳﺘﺒﺎﻫﻰ ﺑﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﻳﺴﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﺳﺐ ﺍﳊﻨﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﻠﻌﻨﻬﻢ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻗﺪ ﺗﺎﺑﻮﺍ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻣﻨﻪ ﻟﻨﺪﻣﻬﻢ ﻭﻛﱪﻩ، ﻭﻳﻨﺪﺭﺝ ﰲ ﺿﻤﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻛﺸﻒ ﻋﻮﺭﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻷﻧﻪ ‪‬ﻌﻠ ‪‬‬ ‫ﻳ ِﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻭﺍﺟﺐ ﻣﻬﻤﺎ ﺃﻣﻜﻦ. ﻭﲰﻌﺖ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﺑﺎﻹﻧﻜﺎﺭ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻳﻬﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﺎ ﻳﺘﻴﻘﻦ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭﻳﻀﺮﻬﺑﻢ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﳌﱪﺡ ﻭﻳﻜﺴﺮ ﺍﻷﻭﺍﱐ ﻭﻛﻞ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻳﻮﺟﺒﻪ ﺍﳉﻬﻞ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻜﺮ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺎﻥ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺘﻠ ﱠﻔﻮﻥ ﰲ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ، ﻭﺭﺃﻯ ﺻﻠﺔ ﺑﻦ ﺃﺷﻴﻢ ﺭﺟﻼ ﻳﻜﻠﻢ ﺍﻣﺮﺃﺓﹰ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬ﻄ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﺮﺍﻛﻤﺎ، ﺳﺘﺮﻧﺎ ﺍﷲ ﻭﺇ‪‬ﺎﻛﻤﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﳝﺮ ﺑﻘﻮﻡ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻣﺎ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﻴﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺳﻔﺮ‪‬ﺍ ﻓﻨﺎﻡ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻟﻌﺐ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﱴ ﻳﻘﻄﻊ ﺳﻔﺮﻩ. ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ ﺭﺟﻞ‬ ‫ِ ‪‬‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺇﳕﺎ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﻫﺬﺍ. ﻓﺘﺎﺏ ﻭﺻﺤﺒﻪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﺃﻭﱃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺘﻠ ﱡﻒ ﰲ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻫﻢ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻓﻴﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺭﻓﻌﻜﻢ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻓﺎﻋﺮﻓﻮﺍ ﻗﺪﺭ ﻧﻌﻤﺘﻪ.‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺗﺪﻭﻡ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻓﻼ ﳛﺴﻦ ﺃﻥ ‪‬ﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﳌﻌﺎﺻﻲ.‬ ‫‪ ‬ﺗ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺘﻌ‪‬ﺪﻳﻦ ﻓﲑﻯ ﻣﻨﻜﺮ‪‬ﺍ ﻓﻼ ‪‬ﻨﻜﺮﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺇﳕﺎ ﻳﺄﻣﺮ ﻭﻳﻨﻬﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺪ ﺻﻠﺢ ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺼﺎﱀ ﻓﻜﻴﻒ ﺁﻣﺮ ﻏﲑﻱ؟! ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﻷﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ‬ ‫ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻓﻴﻪ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﱴ ﺃﻧﻜﺮ ﻣﺘﱰﻫ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﺃﱠﺮ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﻭﺇﺫﺍ ﱂ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛ‬ ‫ﻳﻜﻦ ﻣﺘﱰﻫ‪‬ﺎ ﱂ ﻳﻜﺪ ﻳﻌﻤﻞ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﱰﻩ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﺆﺛﺮ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ.‬
‫-٢٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺭﺃﻳﻨﺎ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻷﻗﻔﺎﱄ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺇﺫﺍ ‪‬ﺾ ﻹﻧﻜﺎﺭ ﻣﻨﻜﺮ‬ ‫ﺍﺳﺘﺘﺒﻊ ﻣﻌﻪ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺔ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻛﺄﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﳋ‪‬ﺎﺯ ﺷﻴﺦ ﺻﺎﱀ ﹸﺿﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻃﻼﻋﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ﻭﺗﺒﻌﻪ، ﻭﲨﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﻻ ﻳﺪﻧﺲ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﻋﻄﺎﺀ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﺻ ‪‬ﺍﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻗ ‪‬ﺍﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺑﻜﺎﺀٍ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺒﻌﻪ ﳐﻠﻂ ﺭ ‪‬ﻩ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﱴ ﻟﻘﻴﻨﺎ ﺍﳉﻴﺶ ﲟﺨﻠﻂ؛‬ ‫ﺩ‪‬‬ ‫ﹸﻮ‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﺍ‪‬ﺰﻡ ﺍﳉﻴﺶ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﺫﻡ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍ‪‬ﻴﺪ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﲑﻯ ﺃﻥ‬ ‫‪  ‬ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺗﺮ ﹸﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺍﳌﺬﻣﻮﻣﺔ ﻓ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﺑﺄﻧﻚ ﻻ ﺗﻨﺠﻮ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴﺒ ‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﺇﹼﺎ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻓﻴﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﺼﲑ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻛﺎﻟﻮﺣﺶ، ﻭﳜﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ.‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻗﺪ ﲰﻊ ﻋﻦ ﻓﻼﻥ ﺃﻧﻪ ﻫﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻋﻦ ﻓﻼﻥ ﺃﻧﻪ ﺗﻌ‪‬ﺪ ﰲ ﺟﺒﻞ ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻀﺎﻋﺖ ﺃﻭ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﻓﺒﻜﺖ ﻟﻔﺮﺍﻗﻪ ﻭﺭﲟﺎ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻈﺎﱂ ﱂ ﳜﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻟﻘﻠﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻣﻦ ﺟﻬﻠﻪ ﺭﺿﺎﻩ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﲟﺎ‬ ‫ﱠ‪ ‬‬ ‫ﻳﻌﻠﻢ، ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻭﱢﻖ ﻟﺼﺤﺒﺔ ﻓﻘﻴﻪ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻟﻌﺮﻓﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ‪‬ﺬﻡ ﻟﺬﺍ‪‬ﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺬﻡ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻓ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻪ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﰲ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻭﺳﺒﺐ ﰲ ﺇﻋﺎﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﲢﺼﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻣﻄﻌﻢ ﻭﻣﺸﺮﺏ ﻭﻣﻠﺒﺲ ﻭﻣﺴﺠﺪ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺬﻣﻮﻡ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻏﲑ ﺣﱢﻪ ﺃﻭ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻑ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﳊﺎﺟﺔ، ﻭﻳﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻴﻪ ﲟﻘﺘﻀﻰ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺭﻋﻮﻧﺎ‪‬ﺎ ﻻ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻭﺇﻥ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﺍﳌﻨﻔﺮﺩﺓ ﻓﻤﻨﻬ ﱞ ﻋﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﱯ »‪‬ﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﺖ ﺍﻟ ‪‬ﺟﻞ‬ ‫ﺮ ﹸ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻭﺣﺪﻩ«)١(، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌ ‪‬ﺽ ﻟﺘﺮﻙ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﳉﻤﻌﺔ ﺧﺴﺮﺍﻥ ﻻ ﺭﺑﺢ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺮ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٢٩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ‬ ‫=‬
‫-٣٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﻘﻮﻱ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﳉﻬﻞ، ﻭﻓﺮﺍﻕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻕ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﲰﻊ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺟﺒﻞ ﻓﺄﺣﻮﺍﳍﻢ ﲢﺘﻤﻞ ﺃ‪‬ﻢ ﱂ ﻳﻜﻦ ﳍﻢ ﻋﻴﺎﻝ ﻭﻻ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪ ﻭﻻ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﺘﻌﺒﺪﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﳎﺘﻤﻌﲔ، ﻭﻣﻦ ﱂ ﳛﺘﻤﻞ ﺣﺎﳍﻢ ﻭﺟﻬ‪‬ﺎ‬ ‫ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺄ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﺇﱃ ﺟﺒﻞ ﻧﺘﻌﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺠﺎﺀﻧﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻓﺮ ‪‬ﻧﺎ.‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ: ﺇﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺷﻐﻼ ﺑﺎﻟﺰﻫﺪ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻮﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺩﱏ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺧﲑ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ: ﺃﻥ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻧﻔﻌﻪ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﻌﺎﱂ ﻧﻔﻌﻪ ‪‬ﺘﻌﺪ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﻢ ﻗﺪ ﺭﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﻣﺘﻌﺒﺪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ: ﺃﻧﻪ ﻳﻮﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺗﺮﻙ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺧﺒﺰ ﺍﻟﺸﻌﲑ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺬﻭﻕ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻠﻞ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﺣﱴ ﻳﻴﺒﺲ ﺑﺪﻧﻪ،‬ ‫ﻭﻳﻌﺬﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻠﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ، ﻭﳝﻨﻌﻬﺎ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻻ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳚﻮﻋﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﱂ ﳚﺪﻭﺍ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻛﻠﻮﺍ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺄﻛﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭ‪‬ﺤ‪‬ﻪ)١( ﻭﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ)٢( ﻭﳛﺐ ﺍﳊﻠﻮﻯ)١( ﻭﻳﺴﺘﻌﺬﺏ ﻟﻪ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ)٢( ﻭﳜﺘﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ ﺒ‪‬‬ ‫=‬ ‫٨/٤٠١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٠٦(.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )٢١٧٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٤٩١/٧٢٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: »ﺃﺗﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪ e‬ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻠﺤﻢ. ﻓﺮﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺠﺒﻪ، ﻓﻨﻬﺶ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻬﺸﺔ....«.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪ )٧١٥٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﳝﺎﻥ )٩٤٦١/٩( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﱮ ‪ e‬ﻳﺎﻛﻞ ﺩﺟﺎﺟﺎ.‬
‫-٤٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺋﺖ)٣( ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﳉﺎﺭﻱ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﺮﻭﻱ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻻ‬ ‫ﺁﻛﻞ ﺍﳋﺒﻴﺺ)٤( ﻷﱐ ﻻ ﺃﻗﻮﻡ ﺑ ‪‬ﻜﺮﻩ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ: ﻫﺬﺍ ﺭﺟﻞ ﺃﲪﻖ، ﻭﻫﻞ ﻳﻘﻮﻡ‬ ‫‪ ‬ﺸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺸﻜﺮ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ؟.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﻓﺮ ﲪﻞ ﰲ ﺳﻔﺮﺗﻪ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺍﳌﺸﻮﻱ ﻭﺍﻟﻔﺎﻟﻮﺫﺝ. ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻄ‪‬ﺘﻪ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻓﻖ ﻬﺑﺎ ﻟﻴﺼﻞ ﻬﺑﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻓﻠﻴﺄﺧﺬ ﻣﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳﺼﻠﺤﻬﺎ ﻭﻟﻴﺘﺮﻙ ﻣﺎ ﻳﺆﺫﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻊ ﻭﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﰲ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﺒﺪﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ.‬ ‫ﰒ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳜﺘﻠﻔﻮﻥ ﰲ ﻃﺒﺎﻋﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﺍﻗﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺷﺮﺏ ﺍﻟﻞ ﺑﻦ ﱂ ﻧﻠﻤﻬﻢ ﻷﻥ ﻣﻄﺎﻳﺎ ﺃﺑﺪﺍ‪‬ﻢ ﲢﻤﻞ ﺫﻟﻚ. ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺇﺫ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻭﺃﻛﻠﻮﺍ ﺍﻟﻜﻮﺍﻣﺦ ﱂ ﻧﻠﻤﻬﻢ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ، ﻭﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﰲ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻗﺪ ﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﻡ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻣﺘﺮﻓﹰﺎ ﻗﺪ ﻧﺸﺄ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻌﻢ ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻨﻬﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﻥ ﳛﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺆﺫﻳﻪ، ﻓﺈﻥ ﺗﺰﻫﺪ ﻭﺁﺛﺮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺇﻣﺎ ﻷﻥ ﺍﳊﻼﻝ ﻻ ﳛﺘﻤﻞ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻑ، ﺃﻭ ﻷﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﻠﺬﻳﺬ ‪‬ﻮﺟﺐ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎ ‪‬ﻝ ﻓﻴﻜﺜﺮ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺍﻟﻜﺴﻞ، ﻓﻬﺬﺍ ﳛﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻀﺮ ﺗﺮﻛﻪ ﻭﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻻ ﻳﻀﺮ ﻓﻴﺄﺧﺬ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﻨﻔﺲ.‬ ‫‪‬‬ ‫=‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ )١٣٤٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻜﻼﻡ )٤٧٤١/١٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪ e‬ﳛﺐ ﺍﳊﻠﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٥٣٧٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٠٠١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﱮ ‪ e‬ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﺬﺏ ﻟﻪ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﺴﻘﻴﺎ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٣١٦٥، ١٢٦٥(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٤٢٧٣(، ﻭﺃﲪﺪ‬ ‫٣/٨٢٣، ٣٤٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱮ ‪ e‬ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ...‬ ‫ﻭﻓﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱮ ‪» :e‬ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﺎﺀ ﺑﺎﺕ ﰱ ﺷﻨﺔ ﻭﺇﻻ ﻛﺮ ﻋﻨﺎ«.‬ ‫)٤( ﺍﳋﺒﻴﺺ: ﺍﳊﻠﻮﺍﺀ ﺍﳌﺨﻠﻮﻃﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻭﺍﻟﺴﻤﻦ.‬
‫-٥٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻇﻦ ﻗﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﳋﺒﺰ ﺍﻟﻘﻔﺎﺯ ﻳﻜﻔﻲ ﰲ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﻟﻮ ﻛﻔﻰ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻳﺆﺫﻱ‬ ‫ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﻥ ﺃﺧﻼﻁ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﱃ ﺍﳊﺎﻣﺾ ﻭﺍﳊﻠﻮ ﻭﺍﳊﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﺍﳌﻤﺴﻚ ﻭﺍﳌﺴﻬﻞ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻣﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳌﻼﺋﻢ، ﻓﺘﺎﺭﺓ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﺎﻣﺾ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﻠﻮ، ﻭﻟﺬﻟﻚ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃﺳﺒﺎﺏ: ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻞ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺑﺪ ﰲ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﺘﺸﺘﺎﻕ ﺇﱃ ﺍﻟﱠﱭ، ﻭﻳﻜﺜﺮ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﻓﺘﻤﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﻤﻮﺿﺔ، ﻓﻤﻦ ﻛ ﱠﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻭﺿﻊ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﰲ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﳑﺎ ‪‬ﺼﻠ ‪‬ﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺁﺫﺍﻫﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺒﻊ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺮﻩ ﻭﻣﺎ ﳜﺎﻑ ﻋﺎﻗﺒ‪‬ﺘﻪ ﻓﺈﻥ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ِ ﺸ‬ ‫ﻳ ﺤ‬ ‫ﺫﻟﻚ ‪‬ﻔﺴ ‪‬ﻫﺎ.‬ ‫ﻳ ﺪ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻜﻒ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﻓﺨﻄﺄ، ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻗﻮﻝ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﻭﺃﰊ‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮﺍ ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻭﳎﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺘﺮﻙ ﻣﺒﺎﺣﺎ‪‬ﺎ ﻓﺈﻥ ﺍ‪‬ﺒﺎﻉ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺃﻭﱃ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﻋﺠﺐ ﹸﻣﻮﺭﻛﻢ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﺪ‪‬ﻦ ﺇﻣﺎ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﻣﺘﺒﻌﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺘﻳ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺭﻫﺒﺎﻧﻴﺔ ﻣﺒﺘﺪﻋﺔ، ﺑﲔ ﲡﺮﻳﺮ ﺃﺫﻳﺎﻝ ﺍﳌﺮﺡ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﺒﺎ ﻭﺍﻟﱠﻌﺐ، ﻭﺑﲔ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻃﺮﺍﺡ‬ ‫ﺼ ﻠ‬ ‫ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ ﻭﺍﻟﱡﺤﻮﻕ ﺑﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ، ﻓﻬﻼ ﻋﺒ ‪‬ﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻞ ﻭﺷﺮﻉ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻠ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻭﺍﳌﻠﺒﺲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻓﺤﺴﺐ، ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻨﻌﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﺭﺍﻏﺒﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﳉﺎﻩ ﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻳﺘﺮﺻﺪﻭﻥ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺇﻳﺎﻫﻢ، ﻭﻳﻜﺮﻣﻮﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻳﺘﺨﺎﺷﻌﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺄ‪‬ﻢ‬ ‫ﻗﺪ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ، ﻭﺭﲟﺎ ﺭﺩ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﳌﺎﻝ ﻟﺌﻼ ﻳﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﻫﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺗﺮﺩﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺗﻘﺒﻴﻞ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﰲ ﺃﻭﺳﻊ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻷﻥ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﺑﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ ﻭﺍﻟﺰ ‪‬ﺎﺩ ﺧﻔﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺒ ‪‬ﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻣﺜﻞ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻨﺤﻮﻝ ﻭﺻﻔﺎﺭ ﺍﻟﻮﺟﻪ‬ ‫ﹸ‬
‫-٦٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺷﻌﺚ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻟﻴﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺧﻔﺾ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﺍﳋﺸﻮﻉ،‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻻ ﲣﻔﻰ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺸﲑ ﺇﱃ ﺧﻔﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ،‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﺇﳕﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨ‪‬ﺎﺕ«)١(. ﻭﻣﱴ ﱂ ﻳﺮﺩ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ.‬ ‫ﹸ ﻴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ: ﻗﻮﻟﻮﺍ ﳌﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ: ﻻ ﺗﺘﻌﺐ.‬ ‫ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻔﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﺍﻷﻣﺮ، ﻓﻨﺠﺎ‪‬ﺗﻪ ﻣﻨﻪ ﺻﻌﺒﺔ.‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴﺒ ‪‬‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﺮﻓﻮﻋ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ: ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺳﻘﻤﻪ ﻓﺈﱐ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﰲ ﺍﺛﻨﺘﲔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ)٢(.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﺮﻓﻮﻋ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊﻨﻈﻠﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﻘ‪‬ﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺭﺍﻫﺐ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﲰﻌﺎﻥ، ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ‬ ‫ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻳﺎ ﲰﻌﺎﻥ: ﻣﻨﺬ ﻛﻢ ﺃﻧﺖ ﰲ ﺻﻮﻣﻌﺘﻚ ﻫﺬﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌﲔ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﻃﻌﺎ ‪‬ﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺣﻨﻴﻔﻲ ﻭﻣﺎ ﺩﻋﺎﻙ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﻠﺖ: ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻢ. ﻗﺎﻝ: ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ‪‬ﺼﺔ. ﻗﻠﺖ: ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻴﺞ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ ﺣﱴ ﺗﻜﻔﻴﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﳊ ‪‬ﺼ ﹸ؟ ﻗﺎﻝ: ﺗﺮﻯ‬ ‫ﻤ ﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲪ ﹲ‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲝﺬﺍِﺋﻚ‪‬؟ ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺇ‪‬ﻢ ﻳﺄﺗﻮﻧﲏ ﰲ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻓﻴﺰﻳﻨﻮﻥ ﺻﻮﻣﻌﱵ‬ ‫ﻭﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﺣﻮﳍﺎ ﻳﻌﻈﻤﻮﻧﲏ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺗﺜﺎﻗﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺫﻛﺮ‪‬ﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ.‬ ‫ﻓﺄﻧﺎ ﺍﺣﺘﻤﻞ ﺟﻬﺪ ﺳﻨﺔ ﻟﻌﺰ ﺳﺎﻋﺔ، ﻓﺎﺣﺘﻤﻞ ﻳﺎ ﺣﻨﻴﻔﻲ ﺟﻬﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻌﺰ ﺍﻷﺑﺪ. ﻓﻮﻗﺮ ﰲ ﻗﻠﱯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺯﻳﺪﻙ. ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﺍﻧﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﻣﻌﺔ ﻓﱰﻟﺖ ﻓﺄﺩﱃ ﺇﱄ ﺭﻛﻮﺓ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﱠ ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺸﺮﻭﻥ ‪‬ﺼﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺍﺩﺧﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺮ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻭﺍ ﻣﺎ ﺃﺩﻟﻴﺖ ﺇﻟﻴﻚ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺮ‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﲪ ﹰ‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺣﻨﻴﻔﻲ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﱃ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ؟ ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ، ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﻪ؟ ﳓﻦ ﺃﺣﻖ، ﺳﺎﻭﻡ، ﻗﻠﺖ: ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ، ﻓﺄﻋﻄﻮﱐ ﻋﺸﺮﻳﲏ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ، ﻓﺮﺟﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﻮﺣﻰ )١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٧٠٩١/٥٥١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٤٤٢.‬
‫-٧٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻟﻮ ﺳﺎﻭﻣﺘﻬﻢ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻔﹰﺎ ﻷﻋﻄﻮﻙ، ﻭﻫﺬﺍ ﻋﺰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺒﺪﻩ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺰ ﻣﻦ ﺗﻌﺒﺪﻩ ﻳﺎ ﺣﻨﻴﻔﻲ، ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻚ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﳋﻮﻑ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺎﺀ ﺳﺘﺮ ﺍﻟﺼﺎﳊﻮﻥ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﺣﺬﺭ‪‬ﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻬﺑﺮ ‪‬ﻮﻫﺎ ﺑﻀ ‪‬ﻫﺎ، ﻓﻜﺎﻥ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻳﻀﺤﻚ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﺒﻜﻲ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺫﻳﻞ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎﱐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﻮﻝ،‬ ‫ﱢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﻣﺮﺽ ﻳﺮﻯ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺍﻷﺻﺤﺎﺀ.‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻋﻦ ﺑ ﱠﺎﺭ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ‪‬ﻨ‪‬ﺒﻪ‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺰﺍﺭ ﻓﻴﻌﻈﻬﻢ ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﺎ ﻗﺪ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻓﺎﺭﻗﻨﺎ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ، ﻭﻗﺪ ﺧﻔﺖ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﰲ‬ ‫ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ، ﺃﺭﺍﻧﺎ ‪‬ﺤﺐ ﺃﺣ ‪‬ﻧﺎ ﺃﻥ ‪‬ﻘﻀﻰ ﻟﻪ ﺣﺎﺟﺘﻪ، ﻭﺇﻥ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺑﻴﻌ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﳌﻜﺎﻥ ﺩﻳﻨﻪ،‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﺪ ﺗ‬ ‫ﻭﺇﻥ ﹸﻘﻲ ﺣ‪‬ﻲ ﻭﻭﱢﺮ ﳌﻜﺎﻥ ﺩﻳﻨﻪ، ﻓﺸﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺣﱴ ﺑﻠﻎ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﻌﺠﺐ ﺑﻪ ﻓﺮﻛﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟ ‪‬ﻴ ‪‬ﻗ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻠﻚ ﻗﺪ ﺃﺗﺎﻙ ﻟﻴﺴﱢﻢ ﻋﻠﻴﻚ،‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﻳﺼﻨ ‪‬؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻠﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻋﻈﺖ ﺑﻪ، ﻓﺴﺄﻝ ﻏﻼﻣﻪ: ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﻃﻌﺎ ‪‬؟ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻊ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﲦﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺠﺮ ﳑﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻄﺮ ﺑﻪ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﺄﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺢ ﻓﻮﺿﻊ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ، ﻓﺄﺧﺬ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻻ ﻳﻔﻄﺮ، ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﺈﺟﺎﺑﺔ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺧﻔﻴﺔ ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻳﺄﻛﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳌﻠﻚ: ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ؟ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻫﻮ ﻫﺬﺍ. ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻛﻞ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺧﲑ ﻓﺄﺩﺑﺮ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺻﺮﻓﻚ ﻋﲏ ﲟﺎ ﺻﺮﻓﻚ ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﻭﻫﺐ، ﺃﻧﻪ ﳌﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﳌﻠﻚ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻓﺠﻌﻞ ﳚﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﺒﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻠﻘﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻭﻳﻐﻤﺴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻓﻴﺄﻛﻞ ﺃﻛﻼ ﻋﻨﻴﻔﹰﺎ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳌﻠﻚ: ﻛﻴﻒ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﻓﻼﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻟﻨﺎﺱ. ﻓﺮﺩ ﺍﳌﻠﻚ ﻋﻨﺎﻥ ﺩﺍﺑﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺧﲑ. ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺫﻫﺒﻪ ﻋﲏ ﻭﻫﻮ ﻻﺋﻢ ﱄ.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٩٢.‬
‫-٨٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﻮﱄ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﺛﺪ ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻠﺒﺲ ﻓﺮﻭﺓ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﳉﻠﺪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺍﻟﺼﻮﻑ ﺧﺎﺭﺟ‪‬ﺎ ﻭﺃﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﺭﻏﻴﻔﹰﺎ ﻭﻋﺮﻗﹰﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺧﺮﺝ ﺑﻼ ﺭﺩﺍﺀ ﻭﻻ ﻗﻠﻨﺴﻮﺓ ﻭﻻ ﻧﻌﻞ ﻭﻻ ﺧﻒ ﻓﺠﻌﻞ ﳝﺸﻲ ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﻳﺄﻛﻞ. ﻓﻘﻴﻞ‬ ‫ﻟﻠﻮﻟﻴﺪ: ﺇﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﻭﺃﺧﱪ ﲟﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﺘﺮﻛﻪ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﺜﲑ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻇﺎﻫﺮ‪‬ﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨ‪‬ﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺑﺘﺮﻛﻪ ﻟﻠ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻭ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻓﻴﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﱪ ﻛﻤﺎ ﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻧﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﺼﺘﻪ ﻣﻊ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ، ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﰲ ﺯﻫﺪﻩ ﻷﻛﻞ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻨﻤﺤﻲ ﺑﻪ ﺟﺎﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻳﻘﻄﻊ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻫﻨﺪ، ﺻﺎﻡ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﱂ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺃﻫﻠﻪ، ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻏﺬﺍﺀﻩ ﻭﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻴﺘﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﺄﻫﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻛﻞ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻛﻞ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻫﻜﺬﺍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ: ﻣﻦ ﹸﻮ‪‬ﺗﻪ ﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﰲ ﻣﺴﺠﺪ ﺃﻭ ﺭﺑﺎﻁ ﺃﻭ ﺟﺒﻞ ﻓﻠﺬ‪‬ﺗﻪ ﻋﻠ ‪ ‬ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﱠ ‪ِ ‬ﹾﻢ‬ ‫ﻗ ‪‬‬ ‫ﺑﺎﻧﻔﺮﺍﺩﻩ ﻭﺭﲟﺎ ﺍﺣﺘﺞ ﻻﻧﻘﻄﺎﻋﻪ ﺑﺄﱐ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﰲ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﺍﳌﻨﻜﺮﺍﺕ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺎﺻﺪ: ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻧﻪ ﳜﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻘﺼﺮﻭﺍ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﺪﻣﺘﻪ، ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺣﻔﻆ ﻧﺎﻣﻮﺳﻪ ﻭﺭﻳﺎﺳﺘﻪ، ﻓﺈﻥ ﳐﺎﻟﻄﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪‬ﺬﻫﺐ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻳﺒﻘﻰ ﺇﻃﺮﺍﺅﻩ ﻭﺫﻛﺮﻩ.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﺳﺘﺮ ﻋﻴﻮﺑﻪ ﻭﻣﻘﺎﲝﻪ ﻭﺟﻬﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻓﲑﻯ ﻫﺬﺍ، ﻭﳛﺐ ﺃﻥ ‪‬ﺰﺍﺭ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﺰﻭﺭ، ﻭﻳﻔﺮﺡ ﲟﺠﻲﺀ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﻭﺗﻘﺒﻴﻠﻬﻢ ﻳﺪﻩ، ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺮﻙ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﻭﺷﻬﻮﺩ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺍﻋﺬﺭﻭﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻬﺬﻩ ﻋﺎﺩﺗﻪ - ﻻ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫-٩٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﺎﺩﺓ ﲣﺎﻟﻒ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻳﻌﺔ-.‬ ‫‪ ‬ﺸ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﻟﻮ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻳﻪ ﻟﻪ ﺻﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻮﻉ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﺌﻼ ﳜﺮﺝ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻴﻀﻴﻊ ﺟﺎﻫﻪ ﳌﺸﻴﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻮﺍ ‪ ،‬ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ‬ ‫ﻡ‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻻﻧﻘﻄﻌﺖ ﻋﻨﻪ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﳜﺮﺝ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻕ ﻭﻳﺸﺘﺮﻱ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﳛﻤﻠﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ)١(.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳛﻤﻞ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻓﻴﺒﻴﻊ ﻭﻳﺸﺘﺮﻱ.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻗﺎﻝ: ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﻗﺎﻝ: ﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺣﺰﻣﺔ ﺣﻄﺐٍ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻧﺎﺱ: ﻣﺎ ﳛﻤﹸﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﻏﻨﺎﻙ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺩﻓﻊ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﱐ ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻻ ﻳﺪﺧﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉ‪‬ﺔ ﻋﺒﺪ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒ‪‬ﺮ«)٢(.‬ ‫ِ‬ ‫ﹸ ‪ٍ‬‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻭﳓﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺬﻝ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﺗﻐﲑﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﺗﻐﲑﺕ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﺍﳌﻼﺑﺲ، ﻓﻼ ﺃﺭﻯ‬ ‫ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺣﺎﺟﺘﻪ؛ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﺸﻒ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻪ‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﺸﺮﻭﻉ، ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﳍﻴﺒﺔ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ )٤٩٥٦(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/٢٢١ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﻓﻴﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺍﻟﺒﺼﺮﻯ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻰ ﰱ ﲣﺮﻳﺞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ٢/١٤٢: »ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺑﺴﻨﺪ‬ ‫ﺿﻌﻴﻒ ﰱ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﺴﺮﺍﻭﻳﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺷﺘﺮﺍﻩ«، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﻛﺸﻒ ﺍﳋﻔﺎﺀ ٢/٥٢، ﻭﺇﲢﺎﻑ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺘﻘﲔ‬ ‫٦/١٧٣.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻛﻤﺎ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٩٩ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ: »ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ«‬ ‫ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٣/٦١٣ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﱂ ﳜﺮﺟﺎﻩ« ﻭﺗﻌﻘﺒﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﺑﻘﻮﻟﻪ: »ﺳﺎﱂ‬ ‫ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺍﻩ«. ﻟﻜﻦ ﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ‬ ‫)١٩/٧٤١ ــ ٩٤١(.‬
‫-٠٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻻ ﳝﻨﻊ ﻣﻨﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛ ﱡ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﳑﺎ ﻻ ﻳﺘﻐﲑ ﺑﻪ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻣﺌﺬ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻞ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ‪‬ﻔﻌﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ: ﻛﻨﺎ ﻧﻀﺤﻚ ﻭﳕﺰﺡ ﻓﺈﺫﺍ ﺻﺮﻧﺎ ‪‬ﻘﺘﺪﻯ ﺑﻨﺎ ﻓﻼ ﺃﺭﻯ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﻌﻨﺎ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻳﺘﻤﺎﺯﺣﻮﻥ ﻓﺪﻕ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ‬ ‫‪ ‬ﹲ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﺕ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ: ‪‬ﻌﻠ ‪‬ﻨﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﺃﻛﺮﻩ ﺃﻥ ‪‬ﻌﺼﻰ ﺍﷲ ﻓﻴﻜﻢ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺗ ﱢﻤ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺇﳕﺎ ﺧﺎﻑ ﻗﻮﻝ ﺍﳉﻬﻠﺔ، ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ،‬ ‫ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻻ ﳛﺘﻤﻠﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻠ ‪‬ﺘﻌ‪‬ﺪﻳﻦ.‬ ‫ﻤ ﺒ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫)١(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻡ ﻟﻮ ﺳﺌﻞ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﻠﲔ ﻣﻦ ﺛﻮﺑﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻟﺌﻼ ﻳﺘﻮﻛﺲ‬ ‫ﺟﺎﻫﻪ ﰲ ﺍﻟﺰﻫﺪ، ﻭﻟﻮ ﺧﺮﺝ ﺭﻭﺣﻪ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺮﻭﻧﻪ، ﻭﳛﻔﻆ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﺒﺴﻢ ﻓﻀﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﻚ، ﻭﻳﻮﳘﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﳋﻠﻖ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺭﻳﺎﺀ ﳛﻔﻆ ﺑﻪ ﻗﺎﻧﻮﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻣﻄﺄﻃﻰﺀ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﳊﺰﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﺧﻼ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻟﻴﺚ ﺷﺮﻯ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﻋﻨﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺎﻥ‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ‪‬ﺒﻴﻖ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺃﺳﺒﺎﻁ: ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻣﻨﺒﺞ ﺭﺍﺟﻼ ﺣﱴ ﺃﺗﻴﺖ ﺍﳌﺼﻴﺼﺔ ﻭﺟﺮﺍﰊ ﻋﻠﻰ ﻋ‪‬ﻘﻲ. ﻓﻘﺎﻡ ﺫﺍ ﻣﻦ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺣﺎﻧﻮﺗﻪ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﻭﺫﺍ ﻳﺴﻠﻢ، ﻓﻄﺮﺣﺖ ﺟﺮﺍﰊ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺃﺻﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﻓﺄﺣﺪﻗﻮﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﰊ ﻓﻄﻠﻊ ﺭﺟﻞ ﰲ ﻭﺟﻬﻲ، ﻓﻘﻠﺖ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ: ﻛﻤﻞ ﺑﻘﺎﺀ ﻗﻠﱯ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺟﺮﺍﰊ‬ ‫ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺑﻌﺮﻗﻲ ﻭﻋﻨﺎﺋﻲ ﺇﱃ ﻣﻨﺒﺞ ﻓﻤﺎ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﱃ ﻗﻠﱯ ﺳﻨﲔ)٢(.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫)١( ﻳﺘﻮﻛﺲ: ﻭﻛﺲ ﺍﻟﺸﻰﺀ ﺃﻯ: ﻧﻘﺺ.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٤٤٢.‬
‫-١٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫ‪‬ﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍ ﹸﺨ ‪‬ﻕ ﻭﻻ ﳜﻴﻄﻪ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺇﺻﻼﺡ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻭﺗﺴﺮﻳﺢ‬ ‫ﳌ ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﳊﻴﺘﻪ ﻟ‪‬ﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺧﲑ. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﰲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺇﻋﺮﺍﺿﻪ ﻋﻦ ﺃﻏﺮﺍﺿﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﺪﺍﻭﺩ ﺍﻟ ﱠﺎﺋﻲ: ﺃﻻ ‪‬ﺴ ‪‬ﺡ ﳊﻴﺘﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﻋﻨﻬﺎ ﳌﺸﻐﻮﻝ،‬ ‫ﺗ ﺮ‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﻠﻚ ﻏﲑ ﺍﳉﺎ ‪‬ﺓ، ﺇﺫ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺮ ‪‬ﻮﻝ ﻭﻻ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ‪‬ﺴ ‪‬ﺡ‬ ‫ﻳ ﺮ‪‬‬ ‫‪‬ﺳ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺷﻌﺮﻩ)١( ﻭﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﺮﺁﺓ ﻭﻳ ‪‬ﻫﻦ)٢( ﻭﻳﺘﻄﻴﺐ)٣( ﻭﻫﻮ ﺃﺷﻐﻞ ﺍﳋﻠﻖ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺪ ‪‬‬ ‫ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﳜﻀﺒﺎﻥ ﺑﺎﳊﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺘﻢ ﻭﳘﺎ ﺃﺧﻮﻑ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺃﺯﻫﺪﻫﻢ. ﻓﻤﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍ ‪‬ﻋﻰ ‪‬ﺗﺒﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﱂ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﺩ ﺭ ﹰ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ، ﻭﻳﻨﻔﺮﺩ ﻋﻦ ﳐﺎﻟﻄﺔ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻴﺆﺫﻳﻬﻢ ﺑ ﹸﺒﺢ ﺃﺧﻼﻗﻪ‬ ‫ﻘ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻧﻘﺒﺎﺿﻪ ﻭﻳﻨﺴﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﺇﻥ ﻷﻫﻠﻚ ﻋﻠﻴﻚ ًّﺎ«)٤(. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﺣﻘ‬ ‫ﳝﺰﺡ)٥( ﻓﻴﻼﻋﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ)٦( ﻭﳛﺪﺙ ﺃﺯﻭﺍﺟﻪ، ﻭﺳﺎﺑﻖ ﻋﺎﺋﺸﺔ)٧( ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ‬ ‫ﹶ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٥٢٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳊﻴﺾ )٧٩٢/٦ ــ ٩( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺟﻞ ﺭﺃﺱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪ e‬ﻭﺃﻧﺎ ﺣﺎﺋﺾ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٤٤٣٢/٨٠١(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ )٩٢١٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﲰﺮﺓ، ﻭﻓﻴﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺷﻴﺐ ﺍﻟﻨﱮ ‪e‬؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺩﻫﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﱂ ﻳﺮ ﻣﻨﻪ ﺷﻰﺀ، ﻭﺇﺫﺍ ﱂ‬ ‫ﻳﺪﻫﻦ ﺭﺋﻰ ﻣﻨﻪ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٨٢٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳊﺞ )٩٨١١/٧٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﻨﺖ ﺃﻃﻴﺐ ﺍﻟﻨﱮ ‪ e‬ﻋﻨﺪ ﺇﺣﺮﺍﻣﻪ ﺑﺄﻃﻴﺐ ﻣﺎ ﺃﺟﺪ.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻮﻡ )٥٧٩١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٩٥١١/٢٨١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ.‬ ‫)٥( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ )٠٩٩١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٢/٠٤٣، ٠٦٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٦( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٩٢١٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻵﺩﺍﺏ )٠٥١٢/٠٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫)٧( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٨٧٥٢(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٣٤٩٨،‬ ‫٥٤٩٨(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٩٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ. ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ، ﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ‬ ‫=‬
‫-٢٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ.‬ ‫ﻓﻬﺬﺍ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪ ﺍﳉﺎﻋﻞ ﺯﻭﺟﺘ‪‬ﻪ ﻛﺎﻷ‪‬ﻢ ﻭﻭﻟﺪ‪‬ﻩ ﻛﺎﻟﻴﺘﻴﻢ ﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻩ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻗﺒﺢ ﺃﺧﻼﻗﻪ ﻷﻧﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ - ﻟﻘﱠﺔ ﻋﻠﻤﻪ - ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺒﺴﺎﻁ ﺇﱃ ﺍﻷﻫﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﺓ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ ﳉﺎﺑﺮ: »ﻫﻼ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺑﻜﺮ‪‬ﺍ ﺗﻼﻋ‪‬ﻬﺎ ﻭﺗﻼﻋ‪‬ﻚ«)١(.‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪ ﺍﻟﺘﺠﻔﻒ ﻓﺘﺮﻙ ﻣﺒﺎﺿﻌﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻓ‪‬ﻀ‪‬ﻊ ﻓﺮﺿ‪‬ﺎ ﺑﻨﺎﻓﻠﺔ ﻏﲑ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻴ ﻴ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﳑﺪﻭﺣﺔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻴﻌﺠﺒﻪ، ﻓﻠﻮ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻭﺗﺎﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺣﻘﹰﺎ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺮ ‪‬ﺪ ﻟﻈﻬﻮﺭ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﳜﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻗﺪﺭ ﺃﻥ ﳝﺸﻲ‬ ‫ﺻ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﺽ ﻟﻪ ﺃﻣﺮ ﻓﺪﻋﺎ ﻓﻠﻢ ‪‬ﺠﺐ ﺗﺬ ‪‬ﺮ ﰲ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺃﺟﲑ ﻳﻄﻠﺐ ﺃﺟﺮ ﻋﻤﻠﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻮ ﺭﺯِﻕ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﳑﻠﻮﻙ ﻭﺍﳌﻤﻠﻮﻙ ﻻ ﳝ ‪ ‬ﺑﻌﻤﻠﻪ، ﻭﻟﻮ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ‬ ‫‪‬ﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﺮﺃﻯ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻜﺮ ﻓﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﺧﻮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ‬ ‫‪ ‬ﹸ‪‬‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺗﻘﻮﻝ: ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻗﱠﺔ ﺻﺪﻗﻲ ﰲ ﻗﻮﱄ. ﻭﻗﻴﻞ ﳍﺎ: ﻫﻞ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻤﻼ ﺗﺮﻳﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺃﻧﻪ ‪‬ﻘﺒﻞ ﻣﻨﻚ. ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻤﺨﺎﻓﱵ ﺃﻥ ‪‬ﺮﺩ ﻋﻠﻲ.‬ ‫ﻳ ‪ ‬‬ ‫ﻳ ﹸ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃ‪‬ﻢ‬ ‫ﺰ‬ ‫=‬ ‫)٣٨٤٢(، ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )١٣١(.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٩٧٠٥، ٠٨٠٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺮﺿﺎﻉ )٥١٧/٥٤ ــ‬ ‫٧٥(.‬
‫-٣٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ ﻭﻻ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮﻥ ﺇﱃ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﳋﺮﺍﺯ‬ ‫ﺻﺎﳊﹰﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻟﻘﻨﲏ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺷﻬﺮ‬ ‫ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻓﻜﺎﻥ ﳜﺎﻃﺐ ﺑﺂﻱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻮﺍﺋﺞ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﰲ ﺇﺫﻧﻪ: ﴿ﺃﺩﺧﻠﻮﺍ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﺏ﴾ ]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٣٢[، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻻﺑﻨﻪ ﰲ ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﴿ﻣﻦ ﺑﻘﻠﻬﺎ ﻭﻗﺜﺎﺋﻬﺎ﴾‬ ‫]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ١٦[، ﺁﻣﺮ‪‬ﺍ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺍﻟﺒﻘﻞ.‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﻘﺪﻩ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻫﻮ ﻣﻌﺼﻴ ﹲ، ﻓﺼ ‪‬ﺐ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﺔ ﻌ‬ ‫ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﹸ‪‬ﻧﺰﻝ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ، ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﲟﺜﺎﺑﺔ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃِﹶ‬ ‫ﺻ ‪‬ﻙ ﺍﻟﺴﺪ‪‬ﺭ ﻭﺍ ُﺷﻨﺎﻥ ﰲ ﻭﺭﻕ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﺃﻭ ﺗﻮﺳﺪﻙ ﻟﻪ. ﻓﻬﺠﺮﱐ ﻭﱂ ‪‬ﺼﻎ ﺇﱃ ﺍﳊﺠﺔ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺮ ‪ ‬ﻷ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻓﻴﻔﱵ ﺑﻪ ﺣﺪﺛﲏ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺣﻜﻴﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻃﻠﻘﺖ ﺛﻼﺛﹰﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻮﻟﺪﺕ ﺫﻛﺮ‪‬ﺍ ﻫﻞ ﲢﻞ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻻ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺪﺣﺎﱄ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺸﻬﻮﺭ‪‬ﺍ ﺑﺎﻟﺰﻫﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ. ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱄ: ﺑﻞ ﲢﻞ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻬﺑﺬﺍ ﺃﺣﺪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﻟﻘﺪ ﺃﻓﺘﻴﺖ ﻬﺑﺬﺍ ﻣﻦ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﳉﻬﻞ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﻭﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﺣِﻔﻆ ﺍﳉﺎﻩ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﺃﻥ ‪‬ﺮﻯ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺑﻌﲔ ﺍﳉﻬﻞ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﻣﻊ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ‪‬ﻔﱵ ﻷﻧﻪ ﱂ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳚﻤﻊ ‪‬ﺮﻭﻁ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ، ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻮ ﺭﺃﻭﺍ ﲣﺒﻴﻂ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻌﺎﺕ.‬ ‫ﺷ‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺷﺒﺔ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺣﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺮﺍﺳﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻗﺪﻡ؟ ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ‬ ‫ﺯﻫﺪﻩ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻭﻣﻦ ﻭﺭﻋﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﳌﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎ.‬ ‫ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺫ ‪‬ﻬﻢ‬ ‫ﻣ‬
‫-٤٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ: ﺍﺣﺘﻘﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺫﻣ ‪‬ﻢ ﺇ‪‬ﺎﻫﻢ، ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻬ ﻳ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﻟﻮ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺃ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻌ ‪‬ﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻛﺎﻟ‪‬ﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺼﺤﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟ‪‬ﺼﺮﺍﺀ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﺩﱠﻟﺔ‬ ‫ُ ﹸ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺍﳋﻠﻖ ﻭﺭﺍﺀﻫﻢ، ﻭﺳﻠﻴﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﳝﺸﻲ ﻭﺣﺪﻩ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ ﻟﻌﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: »ﻭﺍﷲ ﻷﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﺍﷲ ﺑﻚ ﺭﺟﻼ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﺧﲑ ﻟﻚ ﻣﻦ ‪‬ﻤﺮ ﺍﻟﻨﻌﻢ«)١(.‬ ‫ﺣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗﻔ ‪‬ﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ‬ ‫ﺴ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﳑﺎ ﻳﻌﻴﺒﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ: ﺗﻔﺴﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻘﻮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﻴﺒﻮﻥ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ، ﻭﻟﻮ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﻣﻌﲎ ﺍﳌﺒﺎﺡ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ‪‬ﺬﻡ ﻓﺎﻋﻠ ‪،‬‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﹸﻪ‬ ‫ﻭﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻏﲑﻩ ﺃﻭﱃ ﻣﻨﻪ، ﺃﻓﻴﺤﺴﻦ ﳌﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﻔﺮﺽ‬ ‫ﻭﻧﺎﻡ؟!‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳋﻮﻻﱐ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳋ ‪‬ﺍﺹ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﺎﰎ ﺍﻷﺻ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﻨﺎ ﻣﻊ ﺣﺎﰎ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻱ ﻭﻣﻌﻪ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ﻢ‬ ‫ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﳊﺞ، ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﺍﻟﺰﺭﻣﺎﻧﻘﺎﺕ)٢( ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻌﻪ ﺟﺮﺍﺏ ﻭﻻ ﻃﻌﺎﻡ، ﻓﱰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻣﺘﻨﺴﻚ ﻓﻀﺎﻓﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ، ﻗﺎﻝ ﳊﺎﰎ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻟﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﺈﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻮﺩ ﻓﻘﻴﻬ‪‬ﺎ ﻟﻨﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻞ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﻓﻘﻴﻪ ﻋﻠﻴﻞ ﻓﻌﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﳍﺎ ﻓﻀﻞ ﻛﺒﲑ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٢٤٩٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٦٠٤٢/٤٣( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ.‬ ‫)٢( ﺍﻟﺰﺭﻣﺎﻧﻘﺔ: ﺟﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻑ.‬
‫-٥٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺟﻲﺀ ﻣﻌﻚ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻴﻞ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺮ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﺮ ﺑﻨﺎ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﻱ‬ ‫ُ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻓﺠﺎﺀﻭﺍ ﺇﱃ ﺑﺎﺏ ﺩﺍﺭﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺒﻮﺍﺏ، ﻓﺒﻘﻲ ﺣﺎﰎ ﻣﺘﻔﻜﺮ‪‬ﺍ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﺩﺍﺭ ﻋﺎﱂ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻝ، ﰒ ﺃﺫﻥ ﳍﻢ ﻓﺪﺧﻠﻮﺍ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺪﺍﺭ ﻗﻮﺭﺍﺀ ﻭﺁﻟﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﺑﺰﺓ ﻭﻓﺮﺵ ﻭﺳﺘﻮﺭ،‬ ‫ﻓﺒﻘﻲ ﺣﺎﰎ ﻣﺘﻔﻜﺮ‪‬ﺍ ﻳﻨﻈﺮ ﺣﱴ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻔﺮﺍﺵ‬ ‫ﺣﺴﻦ ﻭﻃﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺍﻗﺪ، ﻭﻋﻨﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﺬ‪‬ﺑﺔ ﻭﻧﺎﺱ ﻭﻗﻮﻑ؛ ﻓﻘﻌﺪ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻭﺑﻘﻲ ﺣﺎﰎ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻤ‪‬ﺎ ﻓﺄﻭﻣﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺑﻴﺪﻩ ﺃﻥ ﺍﺟﻠﺲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻻ ﺃﺟﻠ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻣﻘﺎﺗﻞ: ﻓﻠﻚ ﺣﺎﺟ ﹲ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﻫﻲ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻋﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﺳﺄﻟﲏ،‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻗﻢ ﻓﺎﺳﺘﻮ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﺣﱴ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﺄﻣﺮ ﻏﻠﻤﺎﻧﻪ ﻓﺄﺳﻨﺪﻭﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻋﻠﻤﻚ‬ ‫ﹸ‪ِ ‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺌﺖ ﺑﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺣ ‪‬ﺛﲏ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻋ ‪‬ﻦ ﺃﺧﺬﻭﻩ؟‬ ‫ﻤ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻋ ‪‬ﻦ ﺃﺧﺬﻭﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻤﻦ ﺃﺧﺬﻭﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀ‬ ‫ﺑﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻦ ﺟﱪﻳﻞ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻓﻔﻴﻢ ﺃ ‪‬ﺍﻩ ﺟﱪﻳﻞ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺩ‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺃﺩﺍﻩ ﺍﻟﻨﱯ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﺃﺩﺍﻩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺇﱃ ﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ، ﻭﺃﺩﺍﻩ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻷﺋﻤﺔ،‬ ‫ﻭﺃﺩﺍﻩ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ، ﻭﺃﺩﺍﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﺇﻟﻴﻜﻢ، ﻫﻞ ﲰﻌﺖ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﺭﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﻓﺮﺍﺷﻪ ﺃﻟﲔ ﻭﺯﻳﻨ‪‬ﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ، ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﳌﱰﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻛﱪ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﻴﻒ ﲰﻌﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﻦ ﺯﻫﺪ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻭﺭﻏﺐ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﺃﺣﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﻗ ‪‬ﻡ ﻵﺧﺮﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻪ ﻣﱰﻟﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺃﻗﺮﺏ؛ ﻗﺎﻝ ﺣﺎﰎ:‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺃﻧﺖ ﲟﻦ ﺍﻗﺘﺪﻳﺖ ﺃﺑﺎﻟﻨﱯ ﻭﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮﻫﻢ ﺃﻭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﳕﺮﻭﺫ؟ ﻓﺈ‪‬ﻤﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺑﲎ ﺑﺎﳉﺺ ﻭﺍﻵﺟ ‪.‬‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﻳﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺀ ﺇﻥ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﳌﺘﻜﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺍﻟﺮﺍﻏﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺃﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻧﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻣﺮﺿ‪‬ﺎ ﻭﺑﻠﻎ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺍﻟﺮﻱ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﺑﲔ ﺣﺎﰎ ﻭﺑﲔ ﺍﺑﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﳊﺎﰎ: ﺇﻥ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ‪‬ﺒﻴﺪ ﺍﻟﻄﻨﺎﻓﺴﻲ‬ ‫ﻋ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻘﺰﻭﻳﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ، ﻓﺼﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺍﳋﻠﻖ ﳛﺪﺛﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺭﲪﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﺠﻤﻲ ﺟﺌﺘﻚ ﻟﺘﻌﻠﻤﲏ ﻣﺒﺪﺃ ﺩﻳﲏ ﻭﻣﻔﺘﺎﺡ ﺻﻼﰐ ﻛﻴﻒ ﺃﺗﻮﺿﺄ ﻟﻠﺼﻼﺓ،‬
‫-٦٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻳﺎ ﻏﻼﻡ، ﺇﻧﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ٌ، ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺑﺈﻧﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﺀ ﻓﻘﻌﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ‪‬ﺒﻴﺪ ﻓﺘﻮ ‪‬ﺄ‬ ‫ﺿ‬ ‫ﻋ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺀ‬ ‫ً‬ ‫ﺛﻼﺛﹰﺎ ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻫﻜﺬﺍ ﻓﺘﻮﺿﺄ، ﻗﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻣﻜﺎﻧﻚ ﺭﲪﻚ ﺍﷲ ﺣﱴ ﺃﺗﻮﺿﺄ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻚ‬ ‫ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﻭﻛﺪ ﳌﺎ ﺃﺭﻳﺪ، ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﻄﻨﺎﻓﺴﻲ ﻭﻗﻌﺪ ﺣﺎﰎ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻭﻏﺴﻞ ﻭﺟﻬﻪ ﺛﻼﺛﹰﺎ ﺣﱴ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ ﻏﺴﻞ ﺃﺭﺑﻌ‪‬ﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻄﻨﺎﻓﺴﻲ: ﺃﺳﺮﻓﺖ، ﻗﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ ﺃﺳﺮﻓ ‪‬؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺖ‬ ‫ﻏﺴﻠﺖ ﺫﺭﺍﻋﻚ ﺃﺭﺑﻌ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺃﻧﺎ ﰲ ﻛﻒ ﻣﺎﺀ ﺃﺳﺮﻓ ‪ ،‬ﻭﺃﻧﺖ ﰲ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪ ٍ ‬ﺖ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﻩ ﻛﻠﻪ ﱂ ‪‬ﺴﺮﻑ! ﻓﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﻨﺎﻓﺴﻲ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﱂ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﺧﺮﺝ ﺣﺎﰎ ﺇﱃ ﺍﳊﺠﺎﺯ ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﳜﺼﻢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﺩﺧﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺃﻱ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﺬﻩ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﻳﻦ ﻗﺼﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺣﱴ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺄﺻﻠﻲ ﻓﻴﻪ ﺭﻛﻌﺘﲔ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺼﺮ، ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﻴﺖ‬ ‫ﻻﻃِــﺊ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﻳﻦ ﻗﺼﻮﺭ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺃﺯﻭﺍﺟﻪ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﻗﺼﻮﺭ ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳍﻢ ﺑﻴﻮﺕ ﻻﻃﺌﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻓﻬﺬﻩ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﺒﻮﻩ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺍﱄ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﻤﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﻩ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﱄ: ﱂ ﻗﻠﺖ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻻ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗﻌﺠﻞ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻣﲑ ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ ﺩﺧﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺃﻱ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﺬﻩ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﻗﺼﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻗﺼﻮﺭ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﳍﻢ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺑﻴﻮﺕ ﻻﻃﺌﺔ، ﻭﲰﻌﺖ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﴿ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﰱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺳﻮﺓ ﺣﺴﻨﺔ﴾‬ ‫]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: ١٢[، ﻓﺄﻧﺘﻢ ﲟﻦ ﺗﺄ ‪‬ﻴ‪‬ﻢ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻭ ﺑﻔﺮﻋﻮﻥ)١(.‬ ‫ﺳﺘ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻗﻠﺖ: ﺍﻟﻮﻳﻞ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﻌﻠﻤﻪ ﻓﲑﻯ ﺍﻟﻔﻀﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻓﺮﺿ‪‬ﺎ. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻜﺮﻩ ﻣﺒﺎﺡ، ﻭﺍﳌﺒﺎﺡ ﻣﺄﺫﻭﻥ ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﻳﺄﺫﻥ ﰲ ﺷﻲﺀ ﰒ ﻳﻌﺎﺗﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻤﺎ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﳉﻬﻞ.‬ ‫ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ: ﻟﻮ ﻗﺼﺮ‪‬ﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﻟﺘﻘﺘﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﺣﺎﻟﺔ، ﻭﻟﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫ﲰﻊ ﻫﺬﺍ ﺑﺄﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﺑﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ‬ ‫ﺰ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٠٨٠٣٨.‬
‫-٧٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﻭﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺧﻠ ﹸﻮﺍ ﻣﺎﻻ ﻋﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﺃ‪‬ﺮﺍﻩ ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﻯ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﱠﻔ ﹰ‬ ‫ﲤﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺭﻱ ‪‬ﱠﺔ ﺑﺄﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻓﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺍﻟﺘﻌﱡﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺣﻠ ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﺈﺫﺍ ﱂ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻓﻠﻴﺴ ﹸﺖ، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺑﺎﳉﻮﺯ)١(.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﺍﷲ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻌﺐ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺑﺎﳉﻮﺯ)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺳﻢ ﻗﺪﱘ ﳍﻢ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ‬ ‫ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﻭﺍﳌﺂﺏ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﻟﺰ ‪‬ﺎﺩ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓ‪‬ﺔ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ، ﺇﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺼ ﻴﹸ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﻭﺗﻮﺳ ‪‬ﻮﺍ ﺑﺴﻤﺎﺕ ﻓﺎﺣﺘﺠﻨﺎ ﺇﱃ ﺇﻓﺮﺍﺩﻫﻢ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ، ﻭﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﺘﺪﺍﺅﻫﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﺍﻟﻜﻠﻲ، ﰒ ﺗﺮ ‪‬ﺺ ﺍﳌﻨﺘﺴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻗﺺ ﻓﻤﺎﻝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻃﻼﺏ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﳌﺎ ‪‬ﻈﻬﺮﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟ‪‬ﺰ ‪‬ﺪ، ﻭﻣﺎﻝ‬ ‫ﺘﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻃ ﱠﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﳌﺎ ﻳﺮﻭﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﱠﻌﺐ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻛﺸﻒ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻼ ﺪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﻜﺸﻒ ﺃﺻﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﻓﺮﻭﻋﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺷﺮﺡ ﺃﻣﻮﺭﻫﺎ، ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺆﻣﻦ. ﰒ ﺣﺪﺙ ﺍﺳﻢ ﺯﺍﻫﺪ ﻭﻋﺎﺑﺪ، ﰒ ﻧﺸﺄ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺗﻌﱠﻘﻮﺍ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻫﺪ ﻭﺍﻟﺘﻌ‪‬ﺪ ﻓﺘﺨﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﻄﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﲣﺬﻭﺍ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﺮ ‪‬ﻭﺍ ﻬﺑﺎ، ﻭﺃﺧﻼﻗﹰﺎ ﲣﻠ ﹸﻮﺍ ﻬﺑﺎ، ﻭﺭﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ‬ ‫ﱠﻘ‬ ‫‪‬ﺩ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/٦٧٣.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٦/٢٥١، ٣٥١.‬
‫-٨٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﲞﺪﻣﺔ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﺪ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺻﻮﻓﺔ، ﻭﺍﲰﻪ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﺑﻦ ‪‬ﺮ ﻓﺎﻧﺘﺴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﳌﺸﺎﻬﺑﺘﻬﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﰲ ﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻓﺴ ‪‬ﻮﺍ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻣ‪‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳊ‪‬ﺎﻝ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﻭﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ: ﺇﱃ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ‪‬ﻨﺴﺐ ﺍﻟﺼﻮ ﱡ؟‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﰲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻗﻮﻡ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠ‪‬ﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﺻﻮﻓﺔ، ﺍﻧﻘﻄﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻗﻄﻨﻮﺍ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺗﺸ‪‬ﻪ ﻬﺑﻢ ﻓﻬﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓ‪‬ﺔ، ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ: ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﻮﻥ ﺑﺼﻮﻓﺔ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺑﻦ ﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ ﻴ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﲤﻴﻢ ﺍﺑﻦ ‪‬ﺮ.‬ ‫ﻣ‪‬‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺑﻦ ﺑﻜﺎﺭ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﺑﺎﳊﺞ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﻮﺙ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﺮ ﺍﺑﻦ ﺃﺩ ﺑﻦ ﻃﺎﲞﺔ ﰒ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ ‪‬ﻮﻓﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺣﺎﻧﺖ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ: ﺃﺟﺰ ﺻﻮﻓﺔ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺑﲑ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ: ﻭﺻﻮﻓﺔ ﻭﺻﻮﻓﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻭﱄ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﻭ ﻗﺎﻡ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﳌﻨﺎﺳﻚ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ ﺻﻮﻓﺔ‬ ‫ﻭﺻﻮﻓﺎﻥ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺑﲑ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻷﺛﺮﻡ، ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ ﺍﻟﻜﻠﱯ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﺳ ‪‬ﻲ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺑﻦ ﻣﺮ: ﺻﻮﻓﺔ ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻷﻣﻪ ﻭﻟﺪ. ﻓﻨﺬﺭﺕ ﻟﺌﻦ ﻋﺎﺵ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻟﺘﻌﱢﻘﻦ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﺻﻮﻓﺔ ﻭﻟﺘﺠﻌﻠﻨﻪ ﺭﺑﻴﻂ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ. ﻓﻔﻌﻠﺖ. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺻﻮﻓﺔ، ﻭﻟﻮﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ.‬ ‫ﻠ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺑﲑ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ‬ ‫ﻋﻘﺎﻝ ﺑﻦ ﺷ‪‬ﺔ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﲤﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺮ ﻭﻗﺪ ﻭﻟﺪﺕ ﻧﺴﻮﺓ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﷲ ﻋﻠﻲ ﺇﻥ ﻭﻟﺪﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ُﻋ‪‬ﺪ‪‬ﻪ ﻟﻠﺒﻴﺖ، ﻓﻮﻟﺪﺕ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺑﻦ ‪‬ﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺑﻄﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺍﳊﺮ ﻓﻤ ‪‬ﺕ ﺑﻪ‬ ‫‪  ‬ﺮ‬ ‫ﻣ‪‬‬ ‫ﻷ ﺒ ﻧ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﻭﺍﺳﺘﺮﺧﻰ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﺻﺎﺭ ﺍﺑﲏ ﺇﻻ ﺻﻮﻓﺔ، ﻓﺴﻤﻲ ﺻﻮﻓﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳊﺞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﺔ ﺇﱃ ﻣﲎ ﻭﻣﻦ ﻣﲎ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻟ ‪‬ﻮﻓﺔ.‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻠﻢ ﺗﺰﻝ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﰲ ﻋﻘﺐ ﺻﻮﻓﺔ ﺣﱴ ﺃﺧﺬ‪‬ﺎ ﻋﺪﻭﺍ ﹸ، ﻓﻠﻢ ﺗﺰﻝ ﰲ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺣﱴ‬ ‫ﻥ‬ ‫ﺃﺧﺬ‪‬ﺎ ﹸﺮﻳﺶ.‬ ‫ﻗ ‪‬‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬
‫-٩٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﻗﻮﻡ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻷ‪‬ﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ ﺻﻮﻓﺔ ﰲ ﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻣﺎ ﳍﻢ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﻻ ﻣﺎﻝ ﻓﺒﻨﻴﺖ ﳍﻢ ﺻﻔﺔ ﰲ ﻣﺴﺠﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻗﻴﻞ: ﺃﻫﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻔﺔ.‬ ‫ﺼﱠ‬ ‫‪ ‬ﱠﹲ‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻨﻴﺖ ﺻﻔﺔ ﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ‬ ‫‪ ‬ﱠﹲ‬ ‫‪‬ﻮﺻﹸﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﻣﻦ ﺧﲑ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ‬ ‫ﻳ ﻠ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻛﻴﻒ ﺃﺻﺒﺤﺘﻢ؟ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ:‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﲞﲑ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ)١(.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳌﺠ ‪‬ﺮ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺫﺭ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ ﻭﻛﻨﺎ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ‪‬ﻤ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺃﻣﺴﻴﻨﺎ ﺣﻀﺮﻧﺎ ﺑﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻴﺄﻣﺮ ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻓﻴﻨﺼﺮﻑ ﺑﺮﺟﻞ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﻓﻴﺆﺛﺮﻧﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﻌﺸﺎﺋﻪ ﻓﻨﺘﻌﺸﻰ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺮﻏﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻧﺎﻣﻮﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺇﳕﺎ ﻗﻌﺪﻭﺍ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺿ ‪‬ﻭﺭﺓﹰ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻛﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﺳﺘﻐﻨﻮﺍ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻝ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ.‬ ‫ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ ﻏﻠﻂ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻘﻴﻞ: ﺻﻔ ﱞ، ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ‬ ‫‪ ‬ﱢﻲ‬ ‫‪‬ﻔ ﹲ‬ ‫ﻗﻮﻡ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﺎﻧﺔ ﻭﻫﻲ ﺑﻘﻠﺔ ﺭﻋﻨﺎﺀ ﻗﺼﲑﺓ. ﻓﻨﺴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻻﺟﺘﺰﺍﺋﻬﻢ ﺑﻨﺒﺎﺕ‬ ‫ﹲ‬ ‫ُ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻏﻠﻂ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ‪‬ﺴ‪‬ﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻘﻴﻞ: ‪‬ﻮﻓﺎﱐ. ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ: ﻫﻮ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﻧ ِﺒ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﱃ ‪‬ﻮﻓﺔ ﺍﻟﻘﻔﺎ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺑﺘﺔ ﰲ ‪‬ﺆ ‪‬ﺮﻩ، ﻛﺄﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻮﰲ ﻋﻄﻒ ﺑﻪ ﺇﱃ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻣﺧ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﺍﳊﻖ ﻭﺻﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺍﳋﻠﻖ. ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ: ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ، ﻭﻫﺬﺍ ﳛﺘﻤﻞ،‬ ‫ﺼ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ١/٠٤٣ ﻣﺮﺳﻼ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ١/٢٥٣، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﺪﻯ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ.‬
‫-٠٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻷﻭﻝ.‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻇﻬﺮ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﺎﺋﺘﲔ ﻭﳌﺎ ﺃﻇﻬﺮﻩ ﺃﻭﺍﺋﻠﻬﻢ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻭﻋ‪‬ﺮﻭﺍ ﻋﻦ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺻﻔﺘﻪ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﺣﺎﺻﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺭﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﳎﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺑﺮ ‪‬ﻩ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ، ﻭﲪﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺍﳊﻠﻢ ﻭﺍﻟﺼﱪ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳋﺼﺎﻝ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﺴﺐ ﺍﳌﺪﺍﺋﺢ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﰲ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟ ﱡﻮﺳﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﳌﺜﺎﻗﻒ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺄﻟﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﳉﻨﻴﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﻛﻞ ‪‬ﹸﻖ ﺭﺩﻱﺀ، ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﻛﻞ‬ ‫ﺧﻠ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﻠﻖ ﺳﲏ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ‪‬ﻭﱘ:‬ ‫ﺭ ‪‬‬ ‫ﻛ ﱡ ﺍﳋﻠﻖ ﻗﻌﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﻭﻗﻌﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ، ﻭﻃﺎﻟﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﻛﻠﻬﻢ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻫﻢ ﻃﺎﻟﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﲝﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﻭﻣﺪﺍﻭﻣﺔ ﺍﻟﺼﺪﻕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻠﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﰒ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻗﺮﻥ ﺯﺍﺩ ﻃﻤﻌﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﺰﺍﺩ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﱃ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃﻥ ﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﻞ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺻﺪ ‪‬ﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﺭﺍﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﺃﻃﻔﺄ ﻣﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﲣ‪‬ﺒ ﹸﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ. ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﻩ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﻙ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﻓﺮﻓﻀﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﺑﺪﺍ‪‬ﻢ، ﻭﺷﺒﻬﻮﺍ ﺍﳌﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺭﺏ، ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻖ‬ ‫ﻟﻠﻤﺼﺎﱀ ﻭﺑﺎﻟﻐﻮﺍ ﰲ ﺍﳊﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺣﱴ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻀﻄﺠﻊ، ﻭﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﻢ ﺣﺴﻨﺔ ﻏﲑ ﺃ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺍﳉﺎﺩﺓ، ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻘﻠﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﲟﺎ‬ ‫ﻳﻘﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻓﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﳍﻢ ﰲ ﺍﳉﻮﻉ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﳋﻄﺮﺍﺕ ﻭﺻﻨﻔﻮﺍ ﰲ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ. ﻭﺟﺎﺀ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﻬﺬ‪‬ﻮﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺃﻓﺮﺩﻭﻩ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﻣ‪‬ﻴ ‪‬ﻭﻩ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﱠﺑ‬
‫-١٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺑﺎﳌﺮﻗﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﻭﲤﻴﺰﻭﺍ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ. ﰒ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻨﻤﻲ ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺥ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﳍﻢ ﺃﻭﺿﺎﻋ‪‬ﺎ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ.‬ ‫ﻭﻳﺘﻔﻖ ‪‬ﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻻ ﺑﻞ ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﺃﻭﰱ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺣﱴ ﲰﻮﻩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑ ‪ ‬‬ ‫ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﺮﺝ ﺑﻪ ﺍ ﹸﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳋﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻓﺎﺩﻋﻰ ﻋِﺸﻖ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﳍﻴﻤﺎﻥ ﻓﻴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳉ ‪‬‬ ‫ﻓﻜﺄ‪‬ﻢ ﲣﺎﻳﻠﻮﺍ ﺷﺨﺼ‪‬ﺎ ‪‬ﺴﺘﺤﺴﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﺓ ﻓﻬﺎﻣﻮﺍ ﺑﻪ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺑﲔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺔ.‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﰒ ﺗﺸ ‪‬ﺒﺖ ﺑﺄﻗﻮﺍﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻄﺮﻕ، ﻓﻔﺴﺪﺕ ﻋﻘﺎﺋ ‪‬ﻫﻢ.‬ ‫ﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺎ ﹸﻠﻮﻝ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺎﻻﲢﺎﺩ.‬ ‫ﳊ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳜ‪‬ﻄﻬﻢ ﺑﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺣﱴ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺳﻨﻨ‪‬ﺎ، ﻭﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪ ‬ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﻓﺼﻨﻒ ﳍﻢ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻨﻦ« ﻭﲨﻊ ﳍﻢ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻓﺬﻛﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﻌﺠﺐ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻫﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﲟﺎ ﻳﻘﻊ ﳍﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺃﺻﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ،‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﲪﻠﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻭﺭﻋﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻧﺒﺴﺎﻃﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺰﺯ‬ ‫ﱄ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻘﻄﺎﻥ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﻏﲑ ﺛﻘﺔ ﻭﱂ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻳﻜﻦ ﲰﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻢ ﺇﻻ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻳﺴﲑ‪‬ﺍ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺣ ‪‬ﺙ ﻋﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺻﻢ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﲑﺓ ﺳﻮﺍﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻀﻊ ﻟﻠ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ.‬ ‫‪ ‬ﺼ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺻﻨﻒ ﳍﻢ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺍﺝ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﲰﺎﻩ: »ﳌﻊ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ« ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﳌﺮﺫﻭﻝ ﻣﺎ ﺳﻨﺬﻛﺮ ﻣﻨﻪ ﲨﻠﺔ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ. ﻭﺻﻨﻒ ﳍﻢ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌ ﱢﻲ: »ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ« ﻓﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺃﺻﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻣﻦ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﺎﱄ، ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ.‬ ‫ﻭﺭﺩﺩ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﻝ - ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍ ﹸﻜﺎﺷﻔﲔ - ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻓﺎﺭ ﹲ، ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﻍ‬ ‫‪ ‬ﳌ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻪ.‬
‫-٢٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌ ﱠﻑ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﻓﺎﻧﺘﻤﻰ ﺇﱃ‬ ‫ﱢ‪‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﻭﻗﺪﻡ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﻋﻆ، ﻓﺨﻠﻂ ﰲ ﻛﻼﻣﻪ ﻓ ‪‬ﻔﻆ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﺤ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﺃﺿﺮ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﻟﻖ. ﻓﺒ ‪‬ﻋﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﺠﺮﻭﻩ، ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺪ ‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻄﻴﺐ: ﻭﺻﻨﻒ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﲰﺎﻩ »ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ«‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻨﻜﺮﺓ ﻣﺴﺘﺒﺸﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﱐ ﻓﺼﻨﻒ ﳍﻢ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﳊﻠﻴﺔ«، ﻭﺫﻛﺮ ﰲ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﺃﺷﻴﺎﺀ ‪‬ﻨﻜﺮﺓ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻭﱂ ﻳﺴﺘﺢ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻣ ﹰ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠ‪‬ﺎ ﻭﺳﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﺬﻛﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻭﺫﻛﺮ ﻣﻨﻬﻢ‬‫ﻴ‬ ‫‪‬ﺮﳛ‪‬ﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺫﻛﺮ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺷ‬ ‫ﰲ »ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ« ﺍﻟ ﹸﻀﻴﻞ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﻭﻣﻌﺮﻭﻓﹰﺎ ﺍﻟﻜﺮﺧﻲ ﻭﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺑﺄﻥ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺃ‪‬ﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ.‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ، ﻭﻳ ‪‬ﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﱂ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ ‪‬‬ ‫ﻳﺬﻣﻪ ﺃﺣ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺫ ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻴﺄﰐ ﺫﻛ ‪‬ﻩ، ﻭﺻﻨﻒ ﳍﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﻫﻮﺍﺯﻥ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟ ﹸﺸﲑﻱ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ« ﻓﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺒﺾ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺴﻂ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﳊﺎﻝ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﳉﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻮ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻜﺮ ﻭﺍﻟﺬﻭﻕ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﶈﻮ ﻭﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﻭﺍﶈﺎﺿﺮﺓ ﻭﺍﳌﻜﺎﺷﻔﺔ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻟﻊ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﻣﻊ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ‬ ‫ﻭﺗﻔﺴ ‪‬ﻩ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻨﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﲑ‬ ‫ﻭﺟﺎﺀ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ﻓﺼﻨﻒ ﳍﻢ »ﺻﻔﻮﺓ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ« ﻓﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﺷﻴﺎﺀ‬ ‫ﻳﺴﺘﺤﻴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ، ﺳﻨﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻌﻪ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﺬﻫﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ: ﻗﺎﻝ: ﻭﺻﻨﻒ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﰲ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍ ﹸﺮﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﲔ‬ ‫ﳌ‬
‫-٣٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﲟﺼﺮ ﻣﻠﻴﺤﺔ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺗﺼﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟! ﻓﻘﺎﻝ: ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻠﻴﺢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ: ﻭﻟﻴﺲ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﳑﻦ ‪‬ﺤﺘ ‪ ‬ﺑﻪ.‬ ‫‪ ‬ﻳ ﺞ‬ ‫ﻭﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﻓﺼﻨﻒ ﳍﻢ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ« ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻣﻸﻩ‬ ‫ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻄﻼ‪‬ﺎ ﻭﺗﻜﱠﻢ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﺔ ﻭﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ،‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻜﻮﻛﺐ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ ﺭﺁﻫﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻮﺍﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﻲ ﺣ ‪‬ﺐ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﱂ ‪‬ﻳﺮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺎﺕ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ. ﻭﻗﺎﻝ‬‫‪‬ﺠ‬ ‫ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﺍﳌﻔﺼﺢ ﺑﺎﻷﺣﻮﺍﻝ«: ﺇﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻳﻘﻈﺘﻬﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻭﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺻﻮﺍﺗ‪‬ﺎ ﻭﻳﻘﺘﺒﺴﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻮﺍﺋﺪ، ﰒ ﻳﺘﺮﱠﻰ ﺍﳊﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﺓ ﺇﱃ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻳﻀﻴﻖ ﻋﻨﻬﺎ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟ‪‬ﻄﻖ!!‬ ‫‪ ‬ﻨ‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻗﻠﺔ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻨﻦ‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺇﻗﺒﺎﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻮﻩ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻮﻫﺎ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ‬ ‫ﺛﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻣﺪﺡ ﺍﻟﺰﻫﺪ، ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﻻ‬ ‫ﻛﻼﻣ‪‬ﺎ ﺃﺭﻕ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ.‬ ‫ﻭﰲ ﺳﲑ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻧﻮﻉ ﺧﺸﻮﻧﺔ ﰒ ﺇﻥ ﻣﻴﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺷﺪﻳﺪ ﳌﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺃ‪‬ﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻭﰲ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﲤﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻨﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﲨﻬﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺎﻧﻴﻒ ﺍﻟﱵ ﺻﻨﻔﺖ ﳍﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﺃﺻﻞ ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻭﺍﻗﻌﺎﺕ ﺗﻠﻘﻔﻬﺎ‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻭﺩ ‪‬ﻧﻮﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﲰﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﺃﰊ ﻳﻌﻘﻮﺏ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺣﻴﺔ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﳋﻄﺮﺍﺕ. ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﻣﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ.‬
‫-٤٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﳓﻮ ﻫﺬﺍ، ﻭﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﻛﻼﻡ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻟﻪ: ﻻ ﺃﺭﻯ ﻟﻚ ﺃﻥ‬ ‫ﲡﺎﻟﺴﻬﻢ. ﻭﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﱪﺩﻋﻲ ﻗﺎﻝ: ﺷﻬﺪﺕ ﺃﺑﺎ ﺯﺭﻋﺔ ﻭﺳﺌِﻞ ﻋﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﶈﺎﺳﱯ ﻭﻛﺘﺒﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺴﺎﺋﻞ: ﺇﻳﺎﻙ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻛﺘﺐ ﺑﺪﻉ ﻭﺿﻼﻻﺕ،‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻷﺛﺮ ﻓﺈﻧﻚ ﲡﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻐﻨﻴﻚ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻋﱪﺓ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﱪﺓ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻋﱪﺓ. ﺑﻠﻐﻜﻢ‬ ‫ﺃﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ، ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻭﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ، ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ، ﺻﻨﻔﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ‬ ‫ﰲ ﺍﳋﻄﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻡ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺄﺗﻮﻧﻨﺎ ﻣﺮﺓ ﺑﺎﳊﺎﺭﺙ‬ ‫ﺍﶈﺎﺳﱯ ﻭﻣﺮﺓ ﺑﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻳ‪‬ﻠﻲ ﻭﻣﺮﺓ ﲝﺎﰎ ﺍﻷﺻﻢ ﻭﻣﺮﺓ ﺑﺸﻘﻴﻖ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﺳﺮﻉ‬ ‫ﺪﺒ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺪﻉ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻢ ﰲ ﺑﻠﺪﺗﻪ ﰲ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺫﻭ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﺍﳌﺼﺮﻱ، ﻓﺄﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻜﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺼﺮ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﻫﺠﺮﻩ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻣﺼﺮ ﳌﺎ ﺷﺎﻉ ﺧﱪﻩ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺪﺙ ﻋﻠﻤ‪‬ﺎ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱂ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺣﱴ ﺭﻣﻮﻩ ﺑﺎﻟﺰﻧﺪﻗﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ: ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﺭﺍﱐ ﻣﻦ ﺩﻣﺸﻖ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻧﻪ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ‬ ‫ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻳﻜﻠﻤﻮﻧﻪ، ﻭﺷﻬﺪ ﻗﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ: ﺃﻧﻪ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺩﻣﺸﻖ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ، ﻭﺃﻧﻜﺮ ﺃﻫﻞ ﺑﺴﻄﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ، ﺣﱴ ﺇﻧﻪ ﹸﻛﺮ ﻟﻠﺤﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﱄ ﻣﻌﺮﺍﺝ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻨﱯ ﻣﻌﺮﺍﺝ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫ‬ ‫ﻓﺄﺧﺮﺟﻮﻩ ﻣﻦ ﺑﺴﻄﺎﻡ، ﻭﺃﻗﺎﻡ ﲟﻜﺔ ﺳﻨﺘﲔ ﰒ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺟﺮﺟﺎﻥ ﻓﺄﻗﺎﻡ ﻬﺑﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﰒ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺑﺴﻄﺎﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ: ﻭﺣﻜﻰ ﺭﺟﻞ، ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟ‪‬ﺴﺘﺮﻱ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻭﺍﳉﻦ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﳛﻀﺮﻭﻧﻪ ﻭﺇﻧﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺄﻧﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺣﱴ ﻧﺴﺒﻮﻩ ﺇﱃ‬ ‫‪‬‬
‫-٥٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺢ، ﻓﺨﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻓﻤﺎﺕ ﻬﺑﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ: ﻭﺗﻜﱠﻢ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍ ﹸﺤﺎﺳﱯ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻓﻬﺠﺮﻩ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﹸﳌ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻓﺎﺧﺘﻔﻰ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋ ﱠﻝ ﰲ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ« ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺣ ﱢﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ. ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺒﻠ‪‬ﺔ، ﻳﻌﲏ ﰲ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﻛﻼﻡ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺟﻬﻢ، ﺫﺍﻙ ﺟﺎﻟﺴﻪ ﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻥ ﻭﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﺇﱃ ﺭﺃﻱ ﺟﻬﻢ، ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺄﻭﻯ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻡ. ﺣﺎﺭﺙ ﲟﱰﻟﺔ ﺍﻷﺳﺪ ﺍﳌﺮﺍﺑﻂ ﺍﻧﻈﺮ ﺃﻱ ﻳﻮﻡ ﻳﺜﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻘ ‪‬ﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴ‪‬ﺔ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺮ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻨﺔ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻘﻠﺔ ﻋﻠﻤﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳋﻠﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﺍﱐ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺭﲟﺎ ﺗﻘﻊ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟ‪‬ﻜﺘﺔ ﻣﻦ ﻧﻜﺖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ ﻓﻼ ﺃﻗﺒﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺑﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﻋﺪﻟﲔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻃﻴﻔﻮﺭ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺃﰊ:‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻟﻮ ﻧﻈﺮﰎ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﹸﻋﻄﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺣﱴ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻓﻼ ﺗﻐﺘﺮﻭﺍ ﺑﻪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺣﱴ ﺗﻨﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﲡﺪﻭﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﳊﺪﻭﺩ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻘ ‪‬ﻒ ﻭﻟﺰﻭﻡ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺣﻀﻮﺭ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ ﻭﻋﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﻭﺍﺩﻋﻰ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻓﻬﻮ ﻣﺒﺘﺪﻉ.‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﳊﻠﱯ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﺮ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺑﺎﻃﻦ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻳﻨﻘﺾ ﻇﺎﻫﺮ ‪‬ﻜﻢ ﻓﻬﻮ ﻏﺎﻟﻂ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺣ ٍ‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺬﻫﺒﻨﺎ ﻫﺬﺍ ‪‬ﻘ‪‬ﻴﺪ ﺑﺎﻷﺻﻮﻝ: ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﳉ‬
‫-٦٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ: ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﻨﻮﻁ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ. ﻣﻦ ﱂ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﱂ ﻳﺘﻔﻘﻪ ﻻ ‪‬ﻘﺘﺪﻯ ﺑﻪ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ: ﻣﺎ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﻘِﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺎﻝ، ﻟﻜﻦ ﻋﻦ ﺍﳉﻮﻉ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﻗﻄﻊ ﺍﳌﺄﻟﻮﻓﺎﺕ ﻭﺍ ﹸﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ،‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﺃﺻﻠﻪ ﺍﻟﺘﻔﺮﻕ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺣﺎﺭﺛﺔ: ﻋﺮﻓﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺄﺳﻬﺮﺕ ﻟﻴﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺃﻇﻤﺄﺕ ‪‬ﺎﺭﻱ)١(.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸ ﱠﺎﻑ: ﻣﻦ ﺿ‪‬ﻊ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ‪‬ﺮﻡ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﺍﻟﻘﻠﺐ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻣﻦ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳ ‪‬ﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫‪‬ﺨﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﺣﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻼ ﺗﻘﺮﺑ‪‬ﻨ ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺪﻋﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻟﻴﻞ ﻭﻻ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬ﻝ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻳﺸﻬﺪ ﳍﺎ ﺣﻔﻆ ﻇﺎﻫﺮ ﻓﺎ‪‬ﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ.‬ ‫ﹲ ‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﳉﺮﻳﺮﻱ ﻗﺎﻝ: ﺃﻣ ‪‬ﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﳎﻤﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ ﺃﻥ ‪‬ﻠﺰﻡ ﻗﻠﺒﻚ‬ ‫ﺗ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﳌﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻙ ﻗﺎﺋﻤ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺟﻌﻔﺮ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﱂ ﻳﺰﻥ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻨﺔ ﻭﱂ ﻳﺘﻬﻢ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺧﺎﻃﺮﻩ ﻓﻼ ﺗﻌ ‪‬ﻩ ﰲ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ)٢(.‬ ‫‪‬ﺪ ‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٣/٢٠٣، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٧٥ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ، ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﳛﺘﺎﺝ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ«. ﻋﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻯ ﺃﻧﻪ ﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﱮ ‪ e‬ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﻟﻪ: »ﻛﻴﻒ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻳﺎ ﺣﺎﺭﺛﺔ؟« ﻗﺎﻝ: ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺣﻘﺎ. ﻗﺎﻝ: »ﺍﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﺈﻥ ﻟﻜﻞ ﻗﻮﻝ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻓﻤﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺇﳝﺎﻧﻚ؟« ﻗﺎﻝ: ﻋﺰﻓﺖ ﻧﻔﺴﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺄﺳﻬﺮﺕ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﺃﻇﻤﺄﺕ ‪‬ﺎﺭﻯ،‬ ‫ﻭﻛﺄﱏ ﺃﻧﻈﺮ ﻋﺮﺵ ﺭﰉ ﺑﺎﺭﺯﺍ، ﻭﻛﺄﱏ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻳﺘﺰﺍﻭﺭﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻛﺄﱏ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬ ‫ﻳﺘﻀﺎﻏﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ. ﻗﺎﻝ: »ﻳﺎ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﺎﻟﺰﻡ«.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٠٣٢.‬
‫-٧٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺇﺫ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺷﻴﻮﺧﻬﻢ ﻭﻗﻌﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﺷﻴﺎﺧﻬﻢ‬ ‫ﻏﻠﻄﺎﺕ ﻟﺒﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ ﻋﻨﻬﻢ ﺗﻮ ‪‬ﻪ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺫ ﻻ ﳏﺎﺑﺎﺓ ﰲ‬ ‫ﺟ‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﻖ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﺼﺢ ﻋﻨﻬﻢ ﺣﺬﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺻﺪﺭ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﳌﺸ‪‬ﻬﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻮﻡ ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺄﻏﻼﻃﻬﻢ ﻛﺜﲑﺓ، ﻭﳓﻦ ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺃﻏﻼﻁ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﺍﷲ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻨﺎ ﱂ ﻧﻘﺼﺪ ﺑﺒﻴﺎﻥ ﻏﻠﻂ ﺍﻟﻐﺎﻟﻂ ﺇﻻ ﺗﱰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻐﲑﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺆﺩﻱ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺒ‪‬ﻴﻦ‬ ‫ُ ‪‬‬ ‫ﻛ ﱡ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻏﻠﻂ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻗﺼﺪ‪‬ﺍ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﳊﻖ ﻻ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﻋﻴﺐ ﺍﻟﻐﺎﻟﻂ ﻭﻻ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺑﻘﻮﻝ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺟﺎﻫﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻴﻒ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺍﳌﺘ ‪‬ﻙ ﺑﻪ، ﻷﻥ ﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﺇﳕﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﱃ ﻣﺎ‬ ‫ﱪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻻ ﺇﱃ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮ ‪‬ﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﻟﻪ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﻏﻠﻄﺎﺕ ﻓﻼ ﲤﻨﻊ ﻣﱰﻟﺘﻪ ﺑﻴﺎﻥ ﺯﷲ.‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺷﺨﺺ ﻭﱂ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺻﺪﺭ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﻤﻦ‬ ‫‪‬ﹶ ‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ ﻭﱂ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫ﻓﺎ ‪‬ﻋﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ. ﻭﻟﻮ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﱂ ‪‬ﻌﻄﻪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ.‬ ‫ﻳ ِِ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ‬ ‫ﺷﻌﺒﺔ ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ‪‬ﻴﻴﻨﺔ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﳛﻔﻆ ﺃﻭ ‪‬ﺘﻬﻢ‬ ‫ﹸ ﻳ ‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ٍ‬ ‫ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﲨﻴﻌ‪‬ﺎ: ‪‬ﺒﲔ ﺃﻣﺮﻩ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﳝﺪﺡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻳﺒﺎﻟﻎ ﰒ ﻳﺬﻛﺮ ﻏﻠﻄﻪ ﰲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺑﻌﺪ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻗﺎﻝ: ِﻧﻌﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻼﻥ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺧﻠﺔ ﻓﻴﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺳﺮﻱ ﺍﻟﺴﻘﻄﻲ: ﺍﻟﺸﻴﺦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﻄﻴﺐ ﺍﳌﻄﻌﻢ؛ ﰒ ‪‬ﻜﻲ ﻟﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳌﺎ ﺧﻠﻖ ﺍﳊﺮﻭﻑ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺳﺠﺪﺕ ﺍﻟﺒﺎ ُ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻔ ‪‬ﻭﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﱢﺮ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻭﺳﻴﺄﰐ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ.‬
‫-٨٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﻏﲑﻩ‬ ‫ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﻣﻠﻲ ﻗﺎﻝ: ﺗﻜﻠﻢ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ ﻃﺮ ‪‬ﻮﺱ ﻓﻘﺒﻠﻮﻩ، ﻓﺒﻴﻨﺎ ﻫﻮ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺇﺫ ﺻﺎﺡ ﻏﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﳉﺎﻣﻊ، ﻓﺰﻋﻖ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﺒﻴﻚ ﻟﺒﻴﻚ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻨﺴﺒﻮﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺣﻠﻮﱄ ﺯﻧﺪﻳﻖ. ﻭﺑﻴﻊ ﻓﺮﺳﻪ ﺑﺎﳌﻨﺎﺩﺍﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﺮﺱ‬ ‫ﺍﻟﺰﻧﺪﻳﻖ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺇﺫﺍ ﲰﻊ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﺒﻴﻚ‬ ‫ﻟﺒﻴﻚ، ﻓﺄﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺣﻠﻮﱄ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ: ﻭﺇﳕﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﺩﺍﻋﻴ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﻖ ﺃﻳﻘﻈﻪ ﻟﻠﺬﻛﺮ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﲪﺰﺓ ﺃﻧﻪ ‪‬ﻠﻮﱄ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﲰﻊ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺻﻮﺗ‪‬ﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺒﻮﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﺧﺮﻳﺮ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻴﺢ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻟﺒﻴﻚ ﻟﺒﻴﻚ،‬ ‫ﻓﺮﻣﻮﻩ ﺑﺎﳊﻠﻮﻝ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺮﺍﺝ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﺃﰊ ﲪﺰﺓ ﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﺩﺍﺭ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍ ﹸﺤﺎﺳﱯ ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺍﻟﺸﺎﺓ:‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻣﺎﺀ، ﺷﻬﻖ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺷﻬﻘﺔ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ، ﻓﻐﻀﺐ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﻭﻋﻤﺪ ﺇﱃ‬ ‫ﺳﻜﲔ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﱂ ﺗ‪‬ﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﺫﲝﻚ. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ: ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﱂ‬ ‫ﺘ ِ‪‬‬ ‫ﲢﺴﻦ ﺗﺴﻤﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻟﻨﺨﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎﺩ.‬ ‫ﹶِ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺮﺍﺝ: ﻭﺃﻧﻜﺮ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﳋ ‪‬ﺍﻁ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻧﺴﺒﻮﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﻭﺟﺪﻭﻫﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺻ‪‬ﻔﻪ ﻭﻫﻮ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﺮ« ﻭﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ: ﻋﺒﺪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻃﺎﺋﻊ ﻣﺎ ﺃﺫﻥ ﻟﻪ ﻓﻠﺰﻡ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﷲ ﻓﻘﺪﺱ ﺍﷲ ﻧﻔﺴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ‪‬ﺴﺐ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻗﺪ ﹸﺧﺬ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﺷﻬِﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮﺓ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺍﻓﺘﺮﻯ ﻭﻣﻦ ﺻﱪ ﺍﺟﺘﺮﻯ. ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﻼﺣﻆ ﺣﺒﻴﺒ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻛﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﺧﻠﻴﻼ ﻭﺃﻧﺖ ﲡﺪ ﺇﱃ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﳊﻖ ﺳﺒﻴﻼ. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﹶﺃﻭ ﻻ ﺃﺻﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﺻﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻼ ﻭﻗﺎﺭ ﻭﻻ ﲡﻌﻞ‬ ‫ﱢ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﳍﺎ ﰲ ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻘﺪﺍﺭ.‬
‫-٩٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻠﻮﻟﻴﲔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳊﻖ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﺻﻄﻔﻰ‬ ‫ﺃﺟﺴﺎﻣ‪‬ﺎ ﺣﻞ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﲟﻌﺎﱐ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ، ﻭﺃﺯﺍﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺣﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﱞ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﻠﻮﺏ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻴﺎﻥ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻼﻡ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﲰﻌﻪ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺸﻖ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺸﻘﲏ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ: ﲰﻌﺖ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: ﴿ﳛﺒﻬﻢ ﻭﳛﺒﻮﻧﻪ﴾‬ ‫]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٤٥[، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﶈﺒﺔ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ: ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﳊﻠﻮﻟﻴﺔ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ‪‬ﻌﺸﻖ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﺟﻬﻞ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ: ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﺳﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺸﻖ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﳌﺎ ﻳﻨﻜﺢ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻨﻘﻮﻟﺔ ﻓﻬﻮ ‪‬ﺤﺐ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻳﻌﺸﻖ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻳﻌﺮﻑ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳛﺒﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻬﺬﻩ ﺩﻋﻮﻯ ﺑﻼ ﺩﻟﻴﻞ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﱐ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻓﻬﻮ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﳌ ﱢﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﹸﻣﺎﺷﻲ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍ ﹸﺴﲔ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺃﺯﻗﺔ ﻣﻜﺔ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺴﻤﻊ ﻗﺮﺍﺀﰐ ﻓﻘﺎﻝ: ﳝﻜﻨﲏ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳊ‬ ‫ﺃﻗﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ. ﻓﻔﺎﺭﻗﺘﻪ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻳﻠﻌﻦ ﺍﳊﻼﺝ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ‬ ‫ﻗﺪﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻘﺘﻠﺘﻪ ﺑﻴﺪﻱ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻭﺟﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴ ‪‬؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺮﺃﺕ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺦ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﳝﻜﻨﲏ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻭ ﺃﺅﻟﻒ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﺃﺗﻜﻠﻢ ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﳑﺸﺎﺫ: ﻗﺎﻝ: ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻧﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟ ‪‬ﻳﻨﻮﺭ ﺭﺟﻞ ﻭﻣﻌﻪ ﳐﻼﺓ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺎﺭﹸﻬﺎ ﻻ ﺑﺎﻟﹼﻴﻞ ﻭﻻ ﺑﺎﻟ‪‬ﻬﺎﺭ ﻓﻔ‪‬ﺸﻮﺍ ﺍﳌﺨﻼﺓ ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺪ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﻐﲑ ١/٥٦ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٦٨١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭ ﺍﻟﺜﻘﻔﻰ، ﺿﻌﻔﻪ ﺃﲪﺪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻣﻨﻜﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ،‬ ‫ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﳛﲕ ﻣﻮﻗﻮﻓﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ«.‬
‫-٠١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﻟﻠﺤ ﱠﺝ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ: )ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺇﱃ ﻓﻼﻥ ﺑﻦ ﻓﻼﻥ(، ﻓﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺑﻐﺪﺍﺩ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻓﹸﺣﻀﺮ ﻭ ‪‬ﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺧ ﹼﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻛﻨﺖ ﺗ ‪‬ﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﺼﺮﺕ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺄ‬ ‫ﺗﺪﻋﻲ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻮﺑﻴﺔ؟! ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﺩﻋﻲ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻋﲔ ﺍﳉﻤﻊ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﻫﻞ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺇﻻ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺍﻟﻴﺪ ﻓﻴﻪ ﺁﻟﺔ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻫﻞ ﻣﻌﻚ ﺃﺣﺪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ، ﻭﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﳉﺮﻳﺮﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﺮﻳﺮﻱ ﻳﺘﺴﺘﺮ ﻭﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﺘﺴﺘﺮ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ: ﻓﺎ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻄﺎﺀ، ﻓﺄﺣﻀﺮ ﺍﳉﺮﻳﺮﻱ ﻭﺳﺌﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺎﺋﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻓﺮ، ‪‬ﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ. ﻭ ‪‬ﺌﻞ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳ‬ ‫ﻳ ﹸ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﳝﻨﻊ، ﻭﺳﺌﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺍﳊ ﱠﺝ ﻓﻘﺎﻝ ﲟﻘﺎﻟﺘﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺘﻠﻪ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﲰﻌﺖ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺑﺮﺩﻝ ﺍﻟﻘﺰﻭﻳﲏ ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﻋﻦ ﻣﻌﲎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ: )ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ(‬ ‫ﺳﺮ ﺳﻨﺎ ﻻﻫﻮﺗِـﻪ ﺍﻟﺜﺎﻗـﺐ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻇﻬﺮ ﻧﺎ ‪‬ـﻮﺗﻪ‬ ‫ﺳ ‪‬‬ ‫ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻵﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸـﺎﺭﺏ‬ ‫ِ‬ ‫ﹸﻢ ﺑﺪﺍ ﰲ ﺧﻠﻘﻪ ﻇـﺎﻫﺮﺍ ًﰲ‬ ‫ِ‬ ‫ﺛ‬ ‫ﻛﻠﺤﻈﺔ ﺍﳊﺎﺟﺐ ﺑﺎﳊﺎﺟﺐ‬ ‫ِ‬ ‫ﺣﱴ ﻟﻘـﺪ ﻋﺎﻳﻨـﻪ ﺧﻠ ﹸـﻪ‬ ‫‪ ‬ﻘ ‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻓﻮﺭﻙ: ﻫﺬﺍ ﺷﻌﺮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﻨﺼﻮﺭ. ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺭﲟﺎ ﻳﻜﻮﻥ ‪‬ﺘﻘﻮﻻ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻣ ‪‬ﹰ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈﺴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﳒﻲ،‬ ‫ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﺃﻥ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺴﻤﺮﻱ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ، ﻓﺴﺄﳍﺎ ﻋﻦ ﺍﳊ ﹼﺝ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﲪﻠﲏ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺃﰊ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻣﻦ ﺍﺑﲏ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﻴﻢ ﺑﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭ ﻓﻤﱴ ﺟﺮﻯ ﺷﻲﺀ ‪‬ﻨﻜﺮﻳﻨﻪ‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻓﺼﻮﻣﻲ ﻳﻮﻣﻚ ﻭﺍﺻﻌﺪﻱ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻄﺢ، ﻭﻗﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ‬ ‫ﻭﺍﺟﻌﻠﻲ ﻓﻄﺮﻙ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻠﺢ ﺟﺮﻳﺶ، ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻴﲏ ﺑﻮﺟﻬﻚ ﻭﺍﺫﻛﺮﻱ ﱄ ﻣﺎ ﺃﻧﻜﺮﺗﻴﻪ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻓﺈﱐ ﺃﲰﻊ ﻭﺃﺭﻯ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻭﻛﻨﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻓﺄﺣﺴﺴﺖ ﺑﻪ ﻗﺪ ﻏﺸﻴﲏ ﻓﺎﻧﺘﺒﻬﺖ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﻣﺬﻋﻮﺭﺓ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﺟﺌﺘﻚ ﻷﻭﻗﻈﻚ ﻟﻠﺼﻼﺓ، ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﺑﻨﺘﻪ: ﺍﺳﺠﺪﻱ‬ ‫ﻟﻪ. ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻭ ﻳﺴﺠﺪ ﺃﺣﺪ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ، ﻓﺴﻤﻊ ﻛﻼﻣﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﺇﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺇﻟﻪ ﰲ‬
‫-١١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﺩﻡ ﺍﳊ ﱠﺝ. ﻓﺄﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﺣﻼﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻡ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ. ﻭﺇﳕﺎ ﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺳﺮﻳﺞ ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ. ﻭﺍﻹﲨﺎﻉ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﻥ ﺍﷲ ﺃﺟﺎﺭﻛﻢ ﺃﻥ ﲡﺘﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺿﻼﻟﺔ ﻛﱡﻜﻢ«)١(.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺒﻴﻪ ﺣﻘﹰﺎ ﻓﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﳊ ﱠﺝ ﺑﺎﻃ ﹲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻞ‬ ‫ﹸ ﻼ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺗﻌ ‪‬ﺐ ﻟﻠﺤ ﱠﺝ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓ‪‬ﺔ ﺟﻬﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻗﱠﺔ ﻣﺒﺎﻻﺓ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺼ ﻴ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺑﺈﲨﺎﻉ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ. ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﺑﺎﺫﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ‪‬ﻮﺣﺪ ﻓﻬﻮ ﺍﳊﻼﺝ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻗ ‪‬ﺎﺹ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻭﺻﻮﻓﻴﺔ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺟﻬﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻭ‪‬ﻌﺪ‪‬ﺍ ﻋﻦ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪ ‬ﹸﺼ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ، ﻭﻗﺪ ﲨﻌﺖ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﳊ ﱠﺝ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﺑ‪‬ﻨﺖ ﻓﻴﻪ ﺣِﻴﻠﻪ ﻭﳐﺎﺭﻳﻘﻪ ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫ﻼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻊ ﺍ ﹸﻬﺎﻝ.‬ ‫ﳉ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒ‪‬ﺎ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﲟﻜﺔ ﳛﻜﻲ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﳏﻨﺔ ﻏﻼﻡ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ﺃﻣﺮ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺑﺎﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺄﺧﺬ‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﻨﻮﺭﻱ ﰲ ﲨﺎﻋﺔ ﻓﺄﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻀﺮﺏ ﺃﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ﻓﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ ﻣﺒﺘﺪﺭ‪‬ﺍ ﺇﱃ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺴ‪‬ﺎﻑ ﻟﻴﻀﺮﺏ ﻋﻨﻘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴ‪‬ﺎﻑ: ﻣﺎ ﺩﻋﺎﻙ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺪﺍﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺁﺛﺮﺕ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺻﺤﺎﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ ﻭﺍﳌﻼﺣﻢ )٣٥٢٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻷﺷﻌﺮﻯ، ﻭﺍﺑﻦ‬ ‫ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٢٨، ٣٨( ﻭﻻ ﲣﻠﻮ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ، ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺑﲔ ﺷﺮﻉ ﻭﺃﰉ ﻣﺎﻟﻚ. ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )١٣٣١(: »ﺍﳊﺪﻳﺚ ﲟﺠﻤﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺣﺴﻦ«. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﻃﺮﻕ ﻋﺪﺓ.‬
‫-٢١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﰐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﻑ ﻓﺮﻓﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻓﺮﺩ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺇﱃ ﻗﺎﺿﻲ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺘﺨﻠﻴﺘﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻌﻰ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻏﻼﻡ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﳋﻠﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻬﻨﺎ ﻗﻮﻡ ﺯﻧﺎﺩﻗﺔ، ﻓﹸﺧﺬ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺼﻮﰲ،‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺄ‬ ‫ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﱠﺎﻕ، ﻭﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺍﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺍﺳﺘﺘﺮ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﰊ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺛﻮﺭ، ﻓﺄﺩﺧﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻀﺮﺏ ﺃﻋﻨﺎﻗﻬﻢ، ﻓﺄﻭﻝ ﻣﻦ ﺑﺪﺭ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻟﻪ ﺍﻟﺴ‪‬ﺎﻑ: ﱂ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﻭﱂ ‪‬ﺮﻉ‪‬؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﺅﺛﺮ ﺃﺻﺤﺎﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﺮﺩ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﹸﻃﻠﻘﻮﺍ.‬ ‫ﺄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺔ ﻗﻮﻝ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ: ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺸﻖ ﺍﷲ ﻭﺍﷲ ﻳﻌﺸﻘﲏ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻓﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻬﺑﺬﺍ، ﰒ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺴ‪‬ﺎﻑ ﻟ‪‬ﻘﺘﻞ ﺇﻋﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻬﻮ ﺧﻄﺄ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻴ ﻴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﺮﱢﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺮﱢﻲ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺑﻴﺖ ﺿﻴﺎﻓﺔ، ﻓﺠﺎﺀﻧﺎ ﻓﻘ ‪ ،‬ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺮﻗﺘﺎﻥ ﻳﻜﲎ ﺑﺄﰊ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﻓﺔ.‬ ‫ﻀ‬ ‫ﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻻﺑﲏ: ﺍﻣﺾ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺄﻗﺎﻡ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺄﻛﻞ ﰲ ﻛﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻛﻠﺔ،‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺍ ﹸﻘﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﻓﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻻ ﺗﻘﻄﻊ ﻋﻨﺎ ﺃﺧﺒﺎﺭﻙ ﻓﻐﺎﺏ ﻋﻨﺎ ﺍﺛﻨﱵ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ، ﰒ ﻗﺪﻡ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺷﻌﻴﺐ ﺍ ﹸﻘ ﱠﻊ‬ ‫ﳌﻔ‬ ‫‪‬ﺒﺘﻠﻰ‪ ،‬ﻓﺄﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﺧﺪﻣﻪ ﺳﻨﺔ ﻓﻮﻗﻊ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻪ: ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻞ ﺑﻼﺋﻪ؟‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺩﻧﻮﺕ ﻣﻨﻪ ﺍﺑﺘﺪﺃﱐ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﺳﺆﺍﹸﻚ ﻋ ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ، ﻓﺼﱪﺕ ﺣﱴ ﰎ‬ ‫ﻟ ﻤ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﱄ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﲔ، ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻻ ﺑﺪ ﻟﻚ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺭﺃﻳﺖ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺻﻠﻲ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺇﺫ ﻻﺡ ﱄ ﻣﻦ ﺍﶈﺮﺍﺏ ﻧﻮﺭ ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﺧﺴﺄ ﻳﺎ ﻣﻠﻌﻮﻥ ﻓﺈﻥ ﺭﰊ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻏﲏ ﻋﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹾ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹾ‬ ‫ﻳﱪﺯ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ، ﻗﺎﻝ: ﰒ ﲰﻌﺖ ﻧﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﶈﺮﺍﺏ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺷﻌﻴﺐ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻟﺒﻴﻚ،‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﲢﺐ ﺃﻥ ﺃﻗﺒﻀﻚ ﰲ ﻭﻗﺘﻚ ﺃﻭ ﳒﺎﺯﻳﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻟﻚ، ﺃﻭ ﻧﺒﺘﻠﻴﻚ ﺑﺒﻼﺀ ﻧﺮﻓ ‪‬ﻚ‬ ‫ٍ ﻌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻪ ﰲ ﻋﻠﻴﲔ؟ ﻓﺎﺧﺘﺮﺕ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻭﻳﺪﺍﻱ ﻭﺭﺟﻼﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﻜﺜﺖ ﺃﺧﺪﻣﻪ ﲤﺎﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ: ﻓﻘﺎﻝ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ: ﺍﺩ‪‬ﻥ ﻣﲏ، ﻓﺪﻧﻮﺕ ﻣﻨﻪ، ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺃﻋﻀﺎﺀﻩ ﳜﺎﻃﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫-٣١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻌ ‪‬ﻬﺎ ﺑﻌﻀ‪‬ﺎ ﺍﺑﺮﺯ ﺣﱴ ﺑﺮﺯﺕ ﺃﻋﻀﺎ ‪‬ﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺴ‪‬ﺢ ﻭﻳﻘﺪ ‪ ،‬ﰒ ﻣﺎﺕ.‬ ‫ﺒ ‪ ‬ﺱ‬ ‫ﺅ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺗﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭﺃﻯ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟ ﱠ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻮﻗﺐ،‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ‪‬ﺮﻯ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ.‬ ‫ﺪ‬ ‫‪ ‬ﱠﻳ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ« ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ‬ ‫ﺣﻜﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍ ﹸﺸ‪‬ﻬﺔ ﺃ‪‬ﻢ ‪‬ﺠﻴﺰﻭﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﻷﺑﺼﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻻ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﳌ ﺒ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻜﻚ، ﻭﺇﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ‪‬ﺠﻴﺰﻭﻥ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ‪‬ﺼﺎﻓﺤﺘﻪ ﻭ ‪‬ﻼﺯﻣﺘﻪ‬ ‫‪ ‬ﻣ ‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻣﻼﻣﺴﺘﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺰﻭﺭﻭﻧﻪ ﻭﻳﺰﻭﺭﻭﻫﻢ، ﻭﻫﻢ ‪‬ﺴ ‪‬ﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ: ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ‬ ‫ﻳ ﻤ‬ ‫ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳋﻄﺮﺍﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳋﺬﻻﻥ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺯﺍﺩ ﰲ ﺣﻖ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪ ﻓﻘ ‪‬ﻯ ﻭﺳﺎﻭﺳﻬﻢ ﰲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﺣﱴ ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺩﺧﻞ ﺭﺑﺎﻃﹰﺎ ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻓﻀﺤﻜﻮﺍ ﻟﻘﻠﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺍﳌﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺒﻊ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﺑﺮﻃﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻛﻔﺎﻩ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻔﻘﲑ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺗﺘﻮﺿﺄ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ، ﰊ‬ ‫ﻭﺳﻮﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ. ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻬﺪﻱ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻳﺴﺨﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﺍﻵﻥ ﻳﺴﺨﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻬﺑﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳝﺸﻲ ﺑﺎﳌﺪﺍﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺍﺭﻱ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺭﲟﺎ ﻧﻈﺮ‬ ‫ﺍﳌﺒﺘﺪﻯﺀ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﻓﻴﻈﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳑﻦ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪ ‪‬ﺘﺼﻔﹰﺎ ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﺑﺎﻃ‪‬ﻨﻪ ﳏﺸﻮ ﺑﺎﻟﻮﺳﺦ ﻭﺍﻟﻜﺪﺭ،‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬ﻣ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬ﺒ‬
‫-٤١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻳﺰﻳﺪ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﻔﺮﺩﻭﻥ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻭﻳﻨﺘﺴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺻﻼﺓ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﺑﻌﺪ ﻟﺒﺲ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﻋﻠﻴﻪ ﲝﺪﻳﺚ ﹸﻤﺎﻣﺔ ﺑﻦ‬ ‫ﺛ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺛﺎﻝ:ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻣﺮﻩ ﺣﲔ ﺃﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻐﺘﺴﻞ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻣﺎ ﺃﻗﺒﺢ ﺑﺎﳉﺎﻫﻞ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺎﻃﻰ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﻐﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﹸﻤﺎﻣﺔ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻓﺮ‪‬ﺍ‬ ‫ﺛ‬ ‫ﻓﺄﺳﻠﻢ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺴﻞ ﰲ ﻣﺬﻫﺐ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﻐ ﹸ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻭﺃﻣﺎ ﺻﻼﺓ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﻓﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﻬﺑﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﳌﻦ ﺃﺳﻠﻢ، ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﲦﺎﻣﺔ ﺫﻛﺮ ﺻﻼﺓ ﻓ‪‬ﻘﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺍﺑﺘﺪﺍﻉ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﲰﻮﻩ ﺳﻨﺔ.‬ ‫‪ ٍ ‬ﻴ‬ ‫ﰒ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻳﻨﻔﺮﺩﻭﻥ ﺑﺴﻨﻦ، ﻷ‪‬ﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﱃ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﺎﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ، ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﻋﺮﻑ ﻬﺑﺎ، ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻬﺑﺎ،‬ ‫ﺼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ ﻓﺈﳕﺎ ﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ ﻬﺑﺎ ﻷ‪‬ﻢ ﺍﺧﺘﺮﻋﻮﻫﺎ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﻛﻦ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺃﻣﺎ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺭﺑﻄﺔ ﻓﺈﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﺍﳌﺎﺿﲔ ﺍﲣﺬﻭﻫﺎ ﻟﻼﻧﻔﺮﺍﺩ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﺪ. ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺇﺫﺍ ﺻﺢ ﻗﺼﺪﻫﻢ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺄ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃ‪‬ﻢ ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻭﺇﳕﺎ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃ‪‬ﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻟﻠﻤﺴﺎﺟﺪ ﻧﻈﲑ‪‬ﺍ ‪‬ﻘﱢﻞ ﲨﻌﻬﺎ.‬ ‫ﻳﻠﹸ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃ‪‬ﻢ ﺃﻓﺎﺗﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻧﻘﻞ ﺍ ﹸﻄﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ.‬ ‫ﳋ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃ‪‬ﻢ ﺗﺸ‪‬ﻬﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﺎﻧﻔﺮﺍﺩﻫﻢ ﰲ ﺍﻷﺩﻳﺮﺓ.‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺍﳋﺎﻣﺲ: ﺃ‪‬ﻢ ﺗﻌ ﱠﺑﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﺷﺒﺎﺏ ﻭﺃﻛﺜ ‪‬ﻫﻢ ﳏﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﻟ‪‬ﻜﺎﺡ.‬ ‫‪ ‬ﻨ‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﺬ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ )٤٣٨٩(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ١/١٧١، ﻭﺍﺑﻦ‬ ‫ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﺔ )٣٥٢(، ﻭﺍﻟﺒﻐﻮﻯ ﰱ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٢١٧٢( ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٢٦٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٤٦٧١/٩٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﻓﻴﻪ ﻗﺼﺔ.‬
‫-٥١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺃ‪‬ﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻤ‪‬ﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺄ‪‬ﻢ ﺯ ‪‬ﺎﺩ ﻓﻴﻮﺟﺐ ﺫﻟﻚ ﺯﻳﺎﺭ ﹸﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻫ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺘ ‪‬ﻙ ﻬﺑﻢ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺼ ‪‬ﻫﻢ ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺢٍ، ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻗﺪ ﺑﻨﻮﺍ ﺩﻛﺎﻛﲔ ﻟﻠﻜﻮﺑﺔ)١( ﻭ ‪‬ﻨﺎﺧ‪‬ﺎ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﱪ‬ ‫ﻟﻠﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺃﻋﻼﻣ‪‬ﺎ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ.‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﳌﺘﺄ ‪‬ﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺴﺘﺮﳛﲔ ﰲ ﺍﻷﺭﺑﻄﺔ ﻣﻦ ﻛﺪ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻣﺘﺸﺎﻏﻠﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧ‬ ‫ﺑﺎﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻇﺎﱂ ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺭﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻄﺎﺀ‬ ‫ﻣﺎﻛﺲٍ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺃﺭﺑﻄﺘﻬﻢ ﻗﺪ ﺑﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﻭﻗﻔﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﳋﺒﻴﺜﺔ، ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺭﺯﻗ ﹸﻢ، ﻓﺄﺳﻘﻄﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﹸﻠﻔﺔ ﺍﻟﻮﺭﻉ.‬ ‫ﻛ‬ ‫ﹸﻜ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻤﻬﻤﺘﻬﻢ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﳌﻄﺒﺦ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﺍﳌﱪﺩ، ﻓﺄﻳﻦ ﺟﻮﻉ ﺑﺸﺮٍ، ﻭﺃﻳﻦ ﻭﺭﻉ ﺳﺮﻱ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻳﻦ ﺟﺪ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ؟ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺃﻛﺜﺮ ﺯﻣﺎ‪‬ﻢ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﻔ ﱡﻪ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﺃﻭ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ،‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻓﻠﺢ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﺩﺧﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﰲ ﺯﺭﻣﺎﻧﻘﺘﻪ ﻓﻐﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﻗﻠﱯ ﻋﻦ‬ ‫ُ‬ ‫ﺭﰊ، ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺭﺑﺎﻁ ﻓﻤﻨﻌﻮﻩ، ﻭﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻗﺮﺃﻭﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺭﺑﺎﻁ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﳍﻢ: ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻌ ‪ ،‬ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫ﻪ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻋﻨﻬﺎ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻟﺼﺪﻗﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﲑﻳﻬﻢ ﻋﻴﺐ ﺍﳌﺎﻝ‬ ‫ﻭ‪‬ﺨ ‪‬ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ﻓﻴﺘﺠﺮﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﳚﻠﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻁ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻳ ﻮ‬ ‫ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﻢ ﺻﺎﳊﺔ، ﻭﺃﻓﻌﺎﳍﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺧﻄﺄ ﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﹸﻔﻲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻫﺬﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛ‬ ‫ﺍﳌﺆﻧﺔ ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺎﻝ ﺃﻧﻔﻘﻪ ﺗﺒﺬﻳﺮ‪‬ﺍ ﻭﺿﻴﺎﻋ‪‬ﺎ، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ﺍﻟ ﱡﻮﺳﻲ: ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺮﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻭﺭﺙ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﲬﺴﲔ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻀِﻴﺎﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻭﺃﻧﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻛﺜﲑﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﺃﻟﻮﻡ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫)١( ﺍﻟﻜﻮﺑﺔ: ﺁﻟﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻌﻮﺩ، ﻭﺍﻟﻨﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻄﺮﻧﺞ.‬
‫-٦١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﱃ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻗﺪ ﺍﺩﺧﺮﻫﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﺃﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻳﺴﺘﻐﲏ ﻬﺑﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺎﻝ‬ ‫ﻋﻦ ‪‬ﺒﻬﺔ ﻓﺘﺼ ‪‬ﻕ ﺑﻪ. ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳊﻼﻝ ﻛﻠﻪ ﰒ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻣﺎ ﰲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﺷ ٍ ﺪ‬ ‫ﻭﺃﻓﻘﺮ ﻋﻴﺎﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﳌﻨﻦ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﺃﻭ ﻟﺼﺪﻗﺎ‪‬ﻢ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻈﻠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﺬﻣﻮﻡ ﺍﳌﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﻗﻠﺔ ﻋﻠﻤﻬﻢ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻗﻮﺍﻡ ﳍﻢ ﻋﻘﻞ ﻭﻋﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺣﱡﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻣﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﺩﻣﺘﻪ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻣ‪‬ﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻭﺷﻴﺪﻩ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﻭﻧﺼﺮﻩ، ﻭﺍﳊﺎﺭﺙ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻋﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ، ﻷﻥ ﺃﺑﺎ ﺣﺎﻣﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻘﻪ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺃﻭﺟﺐ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪‬ﺼﺮﺓ ﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﻔﺘﻮﻥ ﻣﱴ ﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ‬ ‫ﺍﳊﻼﻝ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ، ﻓﻘﺪ ﺃﺯﺭﻳﺖ ﲟﺤﻤﺪ ﻭﺍﳌﺮﺳﻠﲔ، ﻭﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﱂ‬ ‫ﻳﻨﺼﺢ ﺍﻷﻣﺔ ﺇﺫ ‪‬ﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﲨﻌﻪ ﺧﲑ ﳍﻢ، ﻭﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻨﻈﺮ‬ ‫ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺣﲔ ‪‬ﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﲨﻌﻪ ﺧﲑ ﳍﻢ، ﻭﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻚ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﲟﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ. ﻭﺩ ﺍﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﻟﻮ ﱂ ﻳﺆﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻗﻮﺗ‪‬ﺎ.‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﲏ ﺃ‪‬ﻪ ﳌﺎ ﺗﻮﰲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ، ﻓﻘﺎﻝ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺍﷲ ﺇ‪‬ﺎ ﳔﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮﻙ، ﻗﺎﻝ ﻛﻌﺐ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻭﻣﺎ ﲣﺎﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻛﺴﺐ ﻃ‪‬ﻴﺒ‪‬ﺎ ﻭﺃﻧﻔﻖ ﻃ‪‬ﻴﺒ‪‬ﺎ، ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﻓﺨﺮﺝ ‪‬ﻐﻀﺒ‪‬ﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻛﻌﺒ‪‬ﺎ، ﻓﻤﺮ ﺑﻠﺤﻲ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺑﻌﲑ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺑﻴﺪﻩ ﰒ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻳﻄﻠﺐ ﻛﻌﺒ‪‬ﺎ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻜﻌﺐ: ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﻃﻠﺒﻚ ﻓﺨﺮﺝ ﻫﺎﺭﺑ‪‬ﺎ ﺣﱴ‬ ‫ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﻪ ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺍﳋﱪ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻳﻘﺘﺺ ﺍﻷﺛﺮ ﰲ ﻃﻠﺐ ﻛﻌﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺣﱴ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻗﺎﻡ ﻛﻌﺐ ﻓﺠﻠﺲ ﺧﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻫﺎﺭﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺫﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ: ﻫﻴﻪ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺄﺱ ﲟﺎ ﺗﺮﻙ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ، ﻟﻘﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﺮﺝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺍﻷﻛﺜﺮﻭﻥ ﻫﻢ ﺍﻷﻗﱡﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﺇﻻ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﻜﺬﺍ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﻫﻜﺬﺍ« ﰒ ﻗﺎﻝ: »ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻷﻗﻞ«، ﻓﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺮﻳﺪ ﻫﺬﺍ‬
‫-٧١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ‪‬ﺔ: ﻻ ﺑﺄﺱ ﲟﺎ ﺗﺮﻙ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻛﺬﺑﺖ ﻭﻛﺬﺏ ﻣﻦ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺑﻘﻮﻟﻚ. ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺮﻓﹰﺎ ﺣﱴ ﺧﺮﺝ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﺭﺙ: ﻓﻬﺬﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻣﻊ ﻓﻀﻠﻪ ‪‬ﻮﻗﻒ ﰲ ﻋﺮﺻﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎﻝ ﻛﺴﺒﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻣﻦ ﺣﻼﻝ ﻟﻠﺘﻌﻔﻒ ﻭﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﻓ‪‬ﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﱃ ﺍﳉ‪‬ﻨﺔ ﻣﻊ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫ﻭﺻﺎﺭ ﳛﺒﻮ ﰲ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﺣﺒﻮ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺷﻲﺀ ﻓﺮﺣﻮﺍ ﻭﺃﻧﺖ ﺗ ‪‬ﺧﺮ‬ ‫ﺪ ‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﺎﻝ ﻭﲡﻤﻌﻪ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﺏ ﺍﷲ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺑﻀﻤﺎﻧﻪ، ﻭﻛﻔﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻪ ﺩﺍﺋﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻋﺴﺎﻙ ﲡﻤﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻭﺯﻫﺮ‪‬ﺎ ﻭﻟﺬﺍ‪‬ﺎ؟ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺪ‬ ‫»ﻣﻦ ﺃﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺩﻧﻴﺎ ﻓﺎﺗﺘﻪ ﻗ ‪‬ﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﺴﲑﺓ ﺳﻨﺔ«)٢(.‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ِ ‪‬‬ ‫ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻚ ﻏﲑ ﻣﻜﺘﺮﺙ ﺑﻘﺮﺑﻚ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ. ﻭﳛﻚ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻫﻞ ﲡﺪ ﰲ ﺩﻫﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﳊﻼﻝ ﻛﻤﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺃﻳﻦ ﺍﳊﻼﻝ ﻓﺘﺠﻤﻌﻪ. ﻭﳛﻚ ﺇﱐ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻚ ﻧﺎﺻﺢ ﺃﺭﻯ ﻟﻚ ﺃﻧﻚ ﺗﻘﻨﻊ ﺑﺎﻟ‪‬ﺒﻠﻐﺔ ﻭﻻ ﲡﻤﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱪ، ﻓﻘﺪ ﺳﺌﻞ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﳚﻤﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺗﺮﻛﻪ ﺃﺑﺮ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﹸ‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺭﺟﻠﲔ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻼﻻ ﻓﺄﺻﺎﻬﺑﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻮﺻﻞ ﻬﺑﺎ ﺭﲪﻪ ﻭﻗ ‪‬ﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻭﱂ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﻭﱂ ﻳﺒﺬﳍﺎ، ﻓﺄﻳﻬﻤﺎ ﺃﻓﻀﻞ؟‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻌﻴﺪ ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻛﻤﺎ ﺑﲔ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﻬﺑﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻛﻼﻡ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﻭﺷﻴﺪﻩ ﻭﻗﻮﺍﻩ‬ ‫ﲝﺪﻳﺚ ﺛﻌﻠﺒﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻋﻄﻲ ﺍﳌﺎﻝ ﻓﻤﻨﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ)٣(، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ: ﻓﻤﻦ ﺭﺍﻗﺐ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ‬ ‫)١( ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻻ ﺃﺻﻞ ﳍﺎ: ﻭﺳﻴﺘﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﳌﺮﻓﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻻﺳﺘﺌﺬﺍﻥ )٨٦٢٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢٥١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﺫﺭ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﻧﻈﺮ: ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٠٧٧١(.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ )٣٧٨٧(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٧/١٣، ٢٣‬ ‫=‬
‫-٨١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺃﻗﻮﺍﳍﻢ ﱂ ﻳﺸﻚ ﰲ ﺃﻥ ﻓﻘﺪ ﺍﳌﺎﻝ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺇﻥ ﺻﺮِﻑ ﺇﱃ ﺍﳋﲑﺍﺕ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺫ ﺃﻗﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﺷﺘﻐﺎﳍﻢ ﺑﺈﺻﻼﺣﻪ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ‬ ‫ﺣﱴ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﺇﻻ ﻗﺪﺭ ﺿﺮﻭﺭﺗﻪ ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻟﻪ ﺩﺭﻫﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻬﻮ ﳏﺠﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﲞﻼﻑ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺳﻮﺀ ﻓﻬﻢ ﻟﻠﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﳌﺎﻝ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﲡ ‪‬ﺩﻫﻢ‬ ‫ﺮ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﰱ ﺭﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ: ﺃﻣﺎ ﺷﺮﻑ ﺍﳌﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋ ﱠﻢ ﻗﺪﺭﻩ ﻭﺃﻣﺮ ﲝﻔﻈﻪ ﺇﺫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺟﻌﻠﻪ ﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻟﻶﺩﻣﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻬﻮ ﺷﺮﻳﻒ. ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻻ ﺗﺆﺗﻮﺍ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ‬ ‫ﺍﻟﱴ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻟﻜﻢ ﻗﻴﺎﻣ‪‬ﺎ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٥[، ﻭ‪‬ﻰ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ‪‬ﺴﻠﻢ ﺍﳌﺎﻝ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺭﺷﻴﺪ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻓﺈﻥ ﺁﻧﺴﺘﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺷﺪ‪‬ﺍ ﻓﺄﺩﻓﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٦[، ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ)١( ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺴﻌﺪ: »ﻷﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﻭﺭﺛﺘﻚ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺧﲑ ﻟﻚ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻛﻬﻢ ﻋﺎﻟﺔ ﻳﺘﻜﻔ ﹸﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ«)٢(.‬ ‫ﹰ ﻔ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﻧﻔﻌﲏ ﻣﺎﻝ ﻛﻤ‪‬ﺎﻝ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ«)٣(.‬ ‫ﹲ ﹶ ِ‬ ‫=‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻷﳍﺎﱏ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ«، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ٥/٠٩٢، ﻭﻗﺼﺔ ﺛﻌﻠﺒﺔ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺿﻌﻔﻬﺎ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻰ ﰱ ﲣﺮﻳﺞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ٣/٦٦٢، ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺪﻯ ﰱ ﺍﲢﺎﻑ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺘﻘﲔ‬ ‫٨/٥٢٢.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٥٧٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﻗﻀﻴﺔ )٣٩٥/٢١٠٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﻗﻀﻴﺔ )٥١٧١/٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ )٣٧٣٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ )٨٢٦١/٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺳﻌﺪ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ )١٦٦٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٤٩(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫=‬
‫-٩١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺚ ﺇﱄ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹼ‬ ‫»ﺧﺬ ﻋﻠﻴﻚ ﺛﻴﺎﺑﻚ ﻭﺳﻼﺣﻚ ﰒ ﺍﺋﺘﲏ«، ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺇﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺑﻌﺜﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ‬ ‫ﻓﻴﺴﻠﻤﻚ ﺍﷲ ﻭﻳﻐﻨﻤﻚ، ﻭﺃﺭﻏﺐ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﺭﻏﺒﺔ ﺻﺎﳊﺔ«. ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﻣﺎ‬ ‫ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﻟﻜﲏ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺭﻏﺒﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻓﻘﺎﻝ: »ﻳﺎ ﻋﻤﺮﻭ ِﻧﻌﻢ ﺍﳌﺎﻝ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ«)١(.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺩﻋﺎ ﻟﻪ ﺑﻜﻞ ﺧﲑ. ﻭﻛﺎﻥ ﰲ‬ ‫ﺁﺧﺮ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ: » ﺍﷲ ﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﻭﻟﺪﻩ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻟﻪ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻛﻌﺐ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﳛﺪﺙ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﻮﺑﺘﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﱵ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﳔﻠﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﱄ ﺻﺪﻗﺔ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺇﱃ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻣﺴِﻚ ﺑﻌﺾ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﺧﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻟﻚ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﳐﺮﺟﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪﻩ‬ ‫ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺇﻛﺜﺎﺭ ﺍﳌﺎﻝ ﺣﺠﺎﺏ ﻭﻋﻘﻮﺑﺔ ﻭﺃﻥ ﺣﺒﺴﻪ ﻳﻨﺎﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ. ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻧﻪ ﳜﺎﻑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺘﻪ ﻭﺃﻥ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﻩ ﳋﻮﻑ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻥ ﲨﻌﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﻳﻌﺰ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻻﻓﺘﻨﺎﻥ ﺑﻪ ﻳﺒﻌﺪ، ﻭﺍﺷﺘﻐﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻳﻨﺪﺭ ﻭﳍﺬﺍ ﺧﻴﻒ ﻓﺘﻨﺘﻪ.‬ ‫=‬ ‫٢/٣٥٢، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ )٧٧(.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٧٩١، ٢٠٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٢ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٩/٣٥٣ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﻭﺃﰉ ﻳﻌﻠﻰ ﺭﺟﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ )٤٣٣٦، ٤٤٣٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬ ‫)٠٨٤٢/١٤١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻴﻢ. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ )٨٧٣٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )١٨٤٢/٢٤١، ٣٤١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )٨١٤٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ )٩٦٧٢/٣٥(.‬
‫-٠٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻛﺴﺐ ﺍﳌﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﺒﻠﻐﺔ ﻣﻦ ﺣﻠﻬ‪‬ﺎ ﻓﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ِﱢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺪ ﲨﻌﻪ ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺜﺎﺭ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻼﻝ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﰲ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ، ﻓﺈﻥ ﻗﺼﺪ ﻧﻔﺲ‬ ‫ﺍﳌﻔﺎﺧﺮﺓ ﻭﺍﳌﺒﺎﻫﺎﺓ ﻓﺒﺌﺲ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ، ﻭﺇﻥ ﻗﺼﺪ ﺇﻋﻔﺎﻑ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭﺍ ‪‬ﺧﺮ ﳊﻮﺍﺩﺙ ﺯﻣﺎﻧﻪ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻭﺯﻣﺎ‪‬ﻢ ﻭﻗﺼﺪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﺇﻏﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻓﻌﻞ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺃﺛﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺪﻩ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﲨﻌﻪ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻧ‪‬ﺎﺕ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﲨﻌﲔ ﰲ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺔ‬ ‫ﻴ ‪ٍ ‬‬ ‫ﳊﺴﻦ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﻢ ﳉﻤﻌﻪ ﻓﺤﺮﺻﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﺄﻟﻮﺍ ﺯﻳﺎﺩﺗﻪ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻗﻄﻊ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺣﻔﺮ)١( ﻓﺮﺳﻪ ﺑﺄﺭﺽ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ:‬ ‫ٍ‬ ‫ﺛﺮﺛﺮ، ﻓﺄﺟﺮﻯ ﻓﺮﺳﻪ ﺣﱴ ﻗﺎﻡ، ﰒ ﺭﻣﻰ ﺳﻮﻃﻪ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻋﻄﻮﻩ ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻎ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻁ«)٢( ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﺴ ﹸ‬ ‫ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻳﺪﻋﻮ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﷲ ﻡ ﻭ ‪‬ﻊ ﻋﻠﻲ.‬ ‫ﺳ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﳌﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻨﻮﻩ:‬ ‫ﹸ‬ ‫﴿ﻭﻧﺰﺩﺍﺩ ﻛﻴﻞ ﺑﻌﲑ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٥٦[ ﻣﺎﻝ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺍﺑﻨﻪ ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﺷﻌﻴﺒ‪‬ﺎ‬ ‫ﻃﻤﻊ ﰲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻓﺈﻥ ﺃﲤﻤﺖ ﻋﺸﺮ‪‬ﺍ ﻓﻤﻦ ﻋﻨﺪﻙ﴾ ]ﺍﻟﻘﺼﺺ: ٧٢[، »ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﳌﺎ ‪‬ﻮﰲ، ‪‬ﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺟﻞ)٣( ﺟﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻓﺄﺧﺬ ﳛﺜﻮ ﰲ ﺛﻮﺑﻪ ﻳﺴﺘﻜﺜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋ ﻧ‬ ‫ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺃﻣﺎ ﺷﺒﻌﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﻣﻦ ﻳﺸﺒﻊ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ«)٤(. ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﺮﻛﻮﺯ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻓﺈﺫﺍ ﹸﺼﺪ ﺑﻪ ﺍﳋﲑ ﻛﺎﻥ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﳏﻀ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻗ ‪‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻼﻡ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﻓﺨﻄﺄ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ‪‬ﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ‬ ‫)١( ﺣﻀﺮ: ﻋﺪﻭ ﻓﺮﺳﻪ، ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ: ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﳚﺮﻯ ﻓﺮﺳﻪ ﺣﱴ ﻳﻘﻒ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳋﺮﺍﺝ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٢٧٠٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٦٥١، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٦/٤٤١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺿﻌﻴﻒ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ )٣٧٦(، ﰱ‬ ‫ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ. ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ: ﺿﻌﻴﻒ.‬ ‫)٣( ﺭﺟﻞ ﺟﺮﺍﺩ: ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺩ، ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻋﺪﺩ ﻛﺜﲑ ﻣﻨﻪ.‬ ‫)٤( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ )١٩٣٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
‫-١٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻦ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ، ﻭﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪‬ﻰ ﺃﻣﺘﻪ ﻋﻦ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ، ﻓﻬﺬﺍ ﳏﺎﻝ، ﺇﳕﺎ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺳﻮﺀ‬ ‫ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺑﺎﳉﻤﻊ ﺃﻭ ﻋﻦ ﲨﻌﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺣﻠﻪ.‬ ‫ِﱢ ِ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻛﻌﺐ ﻭﺃﰊ ﺫﺭ ﻓﻤﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﳉ ‪‬ﺎﻝ ﻭﺧﻔﺎﺀ ﺻﺤﺘﻪ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﹸﻬ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﳊﻘﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﻡ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﺍ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﻱ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺫﺭ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﻳﺴﺘﺄﺫﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﻋﺼﺎﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ: ﻳﺎ ﻛﻌﺐ ﺇﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ‪‬ﻮﱢﻲ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎﻻ ﻓﻤﺎ ﺗﺮﻯ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗﻓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻴﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﺣﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ، ﻓﺮﻓﻊ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻋﺼﺎﻩ ﻓﻀﺮﺏ ﻛﻌﺒ‪‬ﺎ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻣﺎ ﹸﺣﺐ ﻟﻮ ﺃﻥ ﱄ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺒﻞ ﺫﻫﺒ‪‬ﺎ ﹸﻧﻔﻘﻪ ﻭ‪‬ﺘﻘ‪‬ﻞ ﻣ‪‬ﻲ.‬ ‫ﺃ ﹸ‪ ‬ﻳ ﺒ ﹸ ﻨ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺫﺭ ﺧﻠﻔﻲ ﺳﺖ ﺃﻭﺍﻕ«، ﺃﻧﺸﺪﻙ ﺏ ﺍﷲ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺃﲰﻌﺖ ﻫﺬﺍ؟ ـ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ـ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻌﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍ ﹸﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺜ‪‬ﺒ ‪ ،‬ﻭﺍ ﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ: ﻣﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ. ﻗﺎﻝ ﳛﲕ: ﻻ ‪‬ﺤﺘ ‪‬‬ ‫ﻳ ﺞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸ ﺖ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫ﲝﺪﻳﺜﻪ. ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ﲬﺲ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺛﻨﺘﲔ ﻭﺛﻼﺛﲔ، ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺵ ﺑﻌﺪ ﺃﰊ ﺫﺭ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﲔ. ﰒ ﻟﻔﻆ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻭﻩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ﻳﺪﻝ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ﻣﻮﺿﻮﻉ.‬ ‫ﰒ ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ: ﺇ‪‬ﺎ ﳔﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﺃﻭ ﻟﻴﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻹﲨﺎﻉ ﻣﻨﻌﻘﺪ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﱢﻪ، ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻊ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ، ﺃﻭ ﻳﺄﺫﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ِﻠ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﰲ ﺷﻲﺀ ﰒ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻪ، ﻫﺬﺍ ﻗﻠﺔ ﻓﻬﻢ ﻭﻓﻘﻪ، ﰒ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻟﻴﻞ‬ ‫ﱠﹸ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺴِﺮ ﺳﲑ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺧﱠﻒ ﻃﻠﺤﺔ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﻬﺑﺎﺭ، ﰲ ﻛﻞ ﻬﺑﺎﺭ ﺛﻼﺛﺔ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﻨﺎﻃﲑ، ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺭ: ﺍﳊِﻤ ﹸ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﲬﺴﲔ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺎﺋﱵ ﺃﻟﻒ، ﻭﺧﻠﻒ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺗﺴﻌﲔ ﺃﻟﻔﹰﺎ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺤﺎﺑﺔ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺧﱠﻔﻮﻫﺎ ﻭﱂ ‪‬ﻨﻜﺮ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪ ‬ﺼ‬ ‫ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﺇﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﳛﺒﻮ ﺣﺒﻮ‪‬ﺍ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻓﻬﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺎﻣ‪‬ﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ. ﺃﻋﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳛﺒﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬
‫-٢٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﺃﻓﺘﺮﻯ ﻣﻦ ﻳﺴﺒﻖ ﺇﺫﺍ ﺣﺒﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﳌﺸﻬﻮﺩ ﳍﻢ‬ ‫ﺑﺎﳉ‪‬ﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﺪﺭ ﺍﳌﻐﻔﻮﺭ ﳍﻢ، ﻭﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﻯ.‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﰒ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﺮﻭﻳﻪ ‪‬ﻤﺎﺭﺓ ﺑﻦ ﺯﺍﺫﺍﻥ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ: ﺭﲟﺎ ﺍﺿﻄﺮﺏ ﺣﺪﻳﺜﻪ.‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻨﺎﻛﲑ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ: ﻻ ﳛﺘﺞ ﺑﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ: ﺿﻌﻴﻒ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺼﲔ ﻣﺮﻓﻮﻋ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻴﻨﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﲰﻌﺖ ﺻﻮﺗ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻋﲑ ﻟﻌﺒﺪ‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻗﺪِﻣﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﲢﻤﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀٍ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﺑﻌﲑٍ،‬ ‫ﱢ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﺎﺭﲡﺖ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫»ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﺣﺒﻮ‪‬ﺍ«)١(، ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﹸ ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻮﻑ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻷﺩ ‪‬ﻠ‪‬ﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤ‪‬ﺎ، ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﺑﺄﻗﺘﺎﻬﺑﺎ ﻭﺃﲪﺎﳍﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫‪ ‬ﺧﻨ‬ ‫ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺗﺮﻙ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳊﻼﻝ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﲨﻌﻪ، ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؛ ﺑﻞ ﻣﱴ ﺻﺢ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻓﺠﻤﻌﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻓﻀﻞ ﺑﻼ ﺧﻼﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺃﺳﻒ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺩﻧﻴﺎ ﻓﺎﺗﺘﻪ...« ﺍﱁ ‪‬ﺤﺎ ﹲ، ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﻂ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ﻝ‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻫﻞ ﲡﺪ ﰲ ﺩﻫﺮﻙ ﺣﻼﻻﹰ، ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﳊﻼﻝ ﻭﺍﻟﻨﱯ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫»ﺍﳊﻼﻝ ﺑ‪‬ﻦ ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ﺑ‪‬ﻦ«)٢( ﺃ‪‬ﺮﻯ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺎﳊﻼﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺒﺔ )ﻣﺬ( ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺪﻥ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫‪ ‬ﻴ‬ ‫ﹸ ﻴ‪‬‬ ‫ﺗﻘﱠﺒﺖ ﰲ ‪‬ﺒﻬﺔ، ﻫﺬﺍ ﻳﺒﻌ ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﹸﻮﻟﺒﻨﺎ ﺑﻪ.ﺑﻞ ﻟﻮ ﺑﺎﻉ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻳﻬﻮﺩﻳ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺣﻼﻻ ﺑﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﺷ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺷﻚ.ﻫﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ. ﻭﺃﻋﺠﺐ ﻟﺴﻜﻮﺕ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻞ ﻟﻨﺼﺮﺗﻪ ﻣﺎ ﺣ‪‬ﻜﻰ، ﻭﻛﻴﻒ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٣٦، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٠١/٩٣٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ، ﻭﻗﺪ ﺿﻌﻔﻪ ﻏﲑ ﻭﺍﺣﺪ«.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )١٥٠٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﻗﺎﺓ )٩٩٥١/٧٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﲑ.‬
‫-٣٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻓﻘﺪ ﺍﳌﺎﻝ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺇﻥ ‪‬ﺮﻑ ﺇﱃ ﺍﳋﲑﺍﺕ. ﻭﻟﻮ ﺍ ‪‬ﻋﻲ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺻِ ‪‬‬ ‫ﺧﻼﻑ ﻫﺬﺍ ﻟﺼ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺼﻮﻓﻪ ﻏﲑ ﻓﺘﻮﺍﻩ.‬ ‫ﺢ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﺇﱐ ﰲ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺰﻡ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺗﺼﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺍﳌﺮﺿﻰ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ، ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﺍﻣ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻓﻴﻪ ﺷﺒﻬﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺇﻥ ﻳﻘﻨﻊ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻴﺴﲑ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ ﺟﺎﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻣﻨﻪ. ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﺃﻣﺎ ﺛﻌﻠﺒﺔ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﺿ ‪‬ﻩ ﺍﳌﺎﻝ ﺇﳕﺎ ﺿ ‪‬ﻩ ﺍﻟ‪‬ﺨﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ.‬ ‫ﺮ‪ ‬ﺒ ﹸ‬ ‫ﺮ‪ ‬ﹸ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ: ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺯﺭﻉ ﻭﻣﺎ ﹲ، ﻭﻟﺸﻌﻴﺐ‬ ‫‪ ‬ﻝ‬ ‫ﻭﻟﻐﲑﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴ‪‬ﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺧﲑ ﻓﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﳌﺎﻝ ﻳﻘﻀﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺑﻪ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻳﺼﻮﻥ ﺑﻪ ﻋﺮﺿﻪ ﻭﻳﺼﻞ ﺑﻪ ﺭﲪﻪ ﻓﺈﻥ ﻣﺎﺕ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﲑﺍﺛﹰﺎ ﳌﻦ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﺧﱠﻒ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍ ﹸﺴ‪‬ﺐ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﺎ ﺧﻠﻔﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ. ﻭﻗﺪ ﺧﱠﻒ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺭﺿﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﳌ ﻴ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﺎﺋﺘﲔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﳌﺎﻝ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻼ ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﳝﺪﺣﻮﻥ ﺍﳌﺎﻝ‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﺡ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﳚﻤﻌﻮﻧﻪ ﻟﻠﻨﻮﺍﺋﺐ ﻭﺇﻋﺎﻧﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ. ﻭﺇﳕﺎ ﲡﺎﻓﺎﻩ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻳﺜﺎﺭ‪‬ﺍ ﻟﻠﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﲨﻊ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﳍﻤﻢ ﻓﻘﻨﻌﻮﺍ ﺑﺎﻟﻴﺴﲑ، ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﱡﻞ ﻣﻨﻪ ﺃﻭﱃ، ﻗﺮﺏ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺯﺍﺣﻢ ﺑﻪ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻹﰒ.‬ ‫ﺍﻟﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﳌﺮﺽ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻣﺮﺽ ﻓﻤﻦ ﺍﺑ‪‬ﻠﻲ ﺑﻪ ﻓﺼﱪ ﹸﺛﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﱪﻩ، ﻭﳍﺬﺍ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺍﳉﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﲞﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﳌﻜﺎﻥ ﺻﱪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﻭﺍﳌﺎﻝ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ‬ ‫ﺷﻜﺮ، ﻭﺍﻟﻐﲏ ﻭﺇﻥ ﺗﻌﺐ ﻭﺧﺎﻃﺮ ﻛﺎﳌﻔﱵ ﻭﺍ‪‬ﺎﻫﺪ، ﻭﺍﻟﻔﻘﲑ ﻛﺎﳌﻌﺘﺰﻝ ﰲ ﺯﺍﻭﻳﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﺎﺏ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺃﻥ ﳜﻠﻒ‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﲑ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﺬﻛﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻭﺧﱠﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭﻳﻦ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ:‬ ‫ﻠ‬
‫-٤٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫»ﻛ‪‬ﺘﺎﻥ«)١(.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺣﺘﺠﺎﺝ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﳊﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﺍﺣﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺣﺒﺲ ﻣﺎ ﻣﻌﻪ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﻛ‪‬ﺘﺎﻥ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻜﺮﻭﻩ ﻧﻔﺲ ﺗﺮﻙ ﺍﳌﺎﻝ ﳌﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﺴﻌﺪ: »ﺇﻧﻚ ﺇﻥ ﺗﺬﺭ ﻭﺭﺛﺘﻚ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺬﺭ ‪‬ﻢ ﻋﺎﻟﺔ ﻳﺘﻜﻔ ﹸﻮﻥ‬ ‫ﻫ ﹰ ﱠﻔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ«)٢( ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﳜﻠﻒ ﺷﻴﺌﹰﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺣﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﺠﺌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺑﻨﺼﻒ ﻣﺎﱄ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻭﻣﺎ ﺃﺑﻘﻴﺖ ﻷﻫﻠﻚ؟«. ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﺜﻠﻪ)٣( ﻓﻠﻢ ‪‬ﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﹸﻪ ﺟﻬﻠﺔ ﺍﳌﺘﺼ ‪‬ﻓﺔ‬ ‫ﹸ ﻮ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﺩﺧﺎﺭ ﺷﻲﺀ ﰲ ﻳﻮﻣﻪ ﻟﻐﺪﻩ، ﻭﺃﻥ ﻓﺎﻋﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺃﺳﺎﺀ ﺍﻟﻈ ‪ ‬ﺑﺮﺑﻪ ﻭﱂ‬ ‫ﱠﻦ‬ ‫ﹼ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻳﺘﻮ ﱠﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻖ ﺗﻮ ﱡﻠﻪ. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ: ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﺍﲣ ﹸﻭﺍ‬ ‫ﺬ‬ ‫‪ ‬ﻛ‬ ‫ﻛ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٢١٤، ٥١٤، ١٢٤، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﺍﻟﺒﺰﺍﺭ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٠١/٠٤٢ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻬﺑﺪﻟﺔ ﻭﻗﺪ ﺛﻘﺔ ﻏﲑ ﻭﺍﺣﺪ،‬ ‫ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢٥٢، ٨٥٢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺃﻣﺎﻣﺔ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ‬ ‫٠١/٠٤٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﻭﺍﻩ ﻛﻠﻪ ﺃﲪﺪ ﺑﺄﺳﺎﻧﻴﺪ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻏﲑ ﺷﻬﺮ ﺑﻦ ﺣﻮﺷﺐ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﺛﻖ«.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﺔ )٣٦٢٣(، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ )٧٩٩٤ ــ ٧٣٠٥(، ﻭﺍﻟﺒﺰﺍﺭ )٢٥٦٣(‬ ‫ﺑﺄﺳﺎﻧﻴﺪ ﳐﺘﻠﻔﺔ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ )٢٤٧٢( ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ )٨٢٦١/٥(. ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻭﻗﺎﺹ.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٨٧٦١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ )٥٧٦٣(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ‬ ‫)٠٦٦١(، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٠٤٢١(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/٠٨١، ١٨١،‬ ‫ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٤١٤ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ‬ ‫)٢٧٤١(: »ﺣﺴﻦ«.‬
‫-٥٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺑﺮﻛﺔ«)١(، ﻓﻴﻪ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻟﻌﺒﺪ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻪ ﺇﻻ ﺑﺄﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﻋﲔ ﻭﻻ ﻋﺮﺽ ﻭﳝﺴﻲ ﻛﺬﻟﻚ. ﺃﻻ‬ ‫ﺗﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﺍ ‪‬ﺧﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻷﺯﻭﺍﺟﻪ ﹸﻮﺕ ﺳﻨﺔ)٢(.‬ ‫ﻗ ‪ٍ ‬‬ ‫ﺩ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﰒ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻸﻭﺳﺎﺥ ﻭﻳﻄﻠﺒﻮﻥ، ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ‪‬ﻌﺪ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻣﺜﻠ ‪‬ﻢ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﳌﺎﻝ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﹸﻬ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﺰﻫﺪﻫﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺭﻭﻯ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﻓﺒﺪﺩ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻌﻪ.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪﻡ ﺃﺑﻮ ‪‬ﺼﲔ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﺑﺬﻫﺐ ﻣﻦ‬ ‫ﺣ ٍ ﺴ ‪‬‬ ‫ﻣﻌﺪ‪‬ﻢ ﻓﻘﻀﻰ ﺩﻳﻨ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻀﻞ ﻣﻌﻪ ﻣﺜﻞ ﺑﻴﻀﺔ ﺍﳊﻤﺎﻣﺔ، ﻓﺄﺗﻰ ﻬﺑﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺿﻊ ﻫﺬﻩ ﺣﻴﺚ ﺃﺭﺍﻙ ﺍﷲ ﺃﻭ ﺣﻴﺚ ﺭﺃﻳﺖ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺠﺎﺀﻩ ﻋﻦ ﳝﻴﻨﻪ ﻓﺄﻋﺮﺽ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻨﻪ، ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ، ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻨﻜﺲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺭﺃﺳﻪ،‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﺤﺬﻓﻪ ﻬﺑﺎ ﻟﻮ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﻟﻌﻘﺮﺗ ‪ ،‬ﰒ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: »ﻳﻌﻤﺪ ﺃﺣ ‪‬ﻛﻢ ﺇﱃ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻴﺘﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﰒ ﻳﻘﻌﺪ ﻓﻴﺘﻜﻔﻒ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻦ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﱠ ‪ ‬ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻇﻬﺮ ﻏﲎ ﻭﺍﺑﺪﺃ ﲟﻦ ﺗﻌﻮﻝ«)٣(.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﳏﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﻟﺒﻴﺪ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﺫ ﺟﺎﺀﻩ ﺭﺟﻞ ﲟﺜﻞ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺻﺒﺖ ﻫﺬﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻥ ﻓ ‪‬ﺬﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﺻﺪﻗﺔ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﻏﲑﻫﺎ، ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ ﺨ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ:ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺍﺕ )٤٠٣٢(، ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ، ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«،‬ ‫ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٤٢٤، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٤٢/٧٢٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﻫﺎﻧﺊ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٣٧٧(: »ﺻﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )٣٣٠٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﲑ )٧٥٧١/٨٤، ٩٤(‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﰱ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/٢/٩١، ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﺑﻦ ﺛﻮﺑﺎﻥ،‬ ‫ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰉ ﳛﲕ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ٢/٥٢٥: »ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ: ﻣﻨﻜﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ«.‬
‫-٦٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫‪‬ﻛﻨﻪ ﺍﻷﳝﻦ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ، ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ‪‬ﻛﻨﻪ ﺍﻷﻳﺴﺮ، ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺤﺬﻓﻪ ﻬﺑﺎ ﻓﻠﻮ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﻷﻗﺼﻌﺘﻪ ﺃﻭ ﻟﻌﻘﺮﺗ ‪،‬‬ ‫ﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻳﺄﰐ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﲟﺎ ﳝﻠﻚ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻫﺬﻩ ﺻﺪﻗﺔ ﰒ ﻳﻘﻌﺪ ﻳﺘﻜﻔﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﺧﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻏﲎ«)١(، ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ: »ﺧﺬ ﻋﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻪ«)٢(.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ ﺭﺟﻞ‬ ‫ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﺄﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺣﻮﺍ ﺛﻴﺎﺑ‪‬ﺎ ﻓﻄﺮﺣﻮﺍ. ﻓﺄﻣﺮ ﻟﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺜﻮﺑﲔ، ﰒ ﺣﺚ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻓﺠﺎﺀ ﻓﻄﺮﺡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺜﻮﺑﲔ ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻪ: » ‪‬ﺬ ﺛﻮﺑﻚ«)٣(.‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻧﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﺧﻂ ﺃﰊ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ: ﺩﺧﻞ‬ ‫ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﺒﻠﻲ، ﻓﺄﻧﻔﺬ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻴﺎﺳﲑ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻣﺎﻻ ﻳﻨﻔﻘﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﺮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺳﻮﻝ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ، ﺃﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﳊﻖ ﻓﻬﻼ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ: ﺍﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻗﻞ ﻟﻪ: ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺳﻔﻠﺔ ﺃﻃﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻔﻠﺔ ﻣﺜﻠﻚ ﻭﺃﻃﻠﺐ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﺍﳊ ‪ ،‬ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ ﲟﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ.‬ ‫ﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻧﻔﺬ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻟﻼﻓﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻓﻘﺪ‬ ‫ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺍﳋﺒﻴﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭﺃﻃﻌﻢ ﺃﺿﻴﺎﻓﻪ ﻣﻨﻪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻓﺄﻧﻔﻘﻬﺎ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺛﻘﱵ ﺇﻻ ﺏ ﺍﷲ، ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﻗﻠﺔ ﻓﻬﻢ ﻷ‪‬ﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮ ﱡﻞ ﻗﻄﻊ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ.‬ ‫ﻛ‬ ‫ﹸ ٍ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٣٧٦١(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ )٩٥٦١(، ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ‬ ‫ﺻﺤﻴﺤﺔ )١٤٤٢(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٣١٤ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻻ،‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻣﺪﻟﺲ ﻭﻗﺪ؟؟؟ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/٤٥١، ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ‬ ‫ﺿﻌﻴﻒ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ )٩٦٣(.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٧٦١(، ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻫﻮ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٥٧٦١(.‬
‫-٧٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺰﺯ‬ ‫ﺍﳋﻠﺪﻱ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﻗﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﺰ‪‬ﺎﺕ ﺑﺎﺑﻪ ﰲ ﲨﺎﻋﺔ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬ﳉ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﺷﻐﻞ ﰲ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺸﻐﻠ ﹸﻢ ﻋﻦ ﺍ‪‬ﻲﺀ ﺇ ﱠ، ﻓﻘﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱄ‬ ‫ﹸﻜ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻟﻪ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﳎﻴﺌﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺷﻐﻠﻨﺎ ﺑﻪ ﻓﻠﻢ ﻧﻨﻘﻄﻊ ﻋﻨﻪ. ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ‬ ‫ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺩﺭﳘﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﰒ ﺃﺟﺎﺑﲏ، ﻓﺄﻋﻄﻰ ﺍﻟﺘﻮ ﱡﻞ ﺣﻘ ‪ ،‬ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛ ﱠﻪ‬ ‫ﹸﺟﻴﺒﻚ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻟﻮ ﻓﻬﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮ ﱡﻞ ﻭﺃﻧﻪ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻻ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺇﺧﺮﺍﺝ ‪‬ﻮﺭ ﺍﳌﺎﻝ، ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ. ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻞ ﻓﻬﻤﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺩﺍﺕ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻳﺘﺠ ‪‬ﻭﻥ ﻭﳚﻤﻌﻮﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻣِﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺣﲔ ﹸﻣﺮ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻷﺟﻞ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺷﻐﻠﻪ ﺑﺎﳋﻼﻓﺔ: ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﻃﻌﻢ ﻋﻴﺎﱄ؟‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻨﻜﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ‪‬ﺨﺮ ‪‬ﻮﻥ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﺟ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻳﻀﺮﱐ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻭﺍ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺣﻀﺮﺕ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻓﻘﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﻞ ﺑﻦ ﻭﻗﺎﻝ ﱄ: ﻛﻞﹾ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻻ ﺁﻛﹸﻪ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﹸﻠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﻀ ‪‬ﱐ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ ﺻﱠﻴﺖ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺧﻠﻒ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﻭﺩﻋﻮﺕ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻗﻠﺖ: ﺍﷲ ﻡ ﺇﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﱐ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﻛﺖ ﺑﻚ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﲔ. ﻓﺴﻤﻌﺖ ﻫﺎﺗﻔﹰﺎ ﻳﻬﺘﻒ ﰊ ﻭﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﱠﱭ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺼﺤﺘﻬﺎ ـ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﻳﻀ ‪‬ﱐ،‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻧﻪ ﺳﺒﺐ ﺍﻟ ‪‬ﺮﺭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﺻﻠﻮﺍﺕ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺍﷲ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ: ﴿ﺭﺏ ﺇ‪‬ﻦ ﺃﺿﻠﻠﻦ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ﴾ ]ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ٦٣[ ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﻧﻔﻌﲏ ﻣﺎﻝ ﻛﻤﺎﻝ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ«)١( ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻣﺎ ﻧﻔﻌﲏ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻟﻘﻮﻝ‬ ‫ﹲ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ )١٦٦٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٤٩(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٢/٣٥٢، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ )٧٧(: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ«.‬
‫-٨٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻣﺎ ﺿﺮﱐ. ﻭﻳﺼﺢ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺃﻛﻠﺔ ﺧﻴﱪ ‪‬ﻌﺎﻭ ‪‬ﱐ ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻭﺍﻥ ﻗﻄﻌﺖ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗ ﺩ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﻬﺑﺮﻱ«)١(.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺭﺗﺒﺔ ﺃﻭﱃ ﻣﻦ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻭﻗﺪ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺇﱃ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﻀﺮﺭ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻓﺎﻟﺘﺤﺎﺷﻲ ﻋﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺗﻌﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻼ ‪‬ﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻫﺬﻳﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻯ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﺯﻫﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺎﻝ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺑ‪‬ﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﳜﺮﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺯﻫﺪ‪‬ﺍ ﻓﻴﻬﺎ،‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺼﺪﻭﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﳋﲑ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﻏﻠﻄﻮﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ. ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﳐﺎﻟﻔﺘﻬﻢ‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ؛ ﻓﺄﻣﺎ ﻣﺘﺄﺧﺮﻭﻫﻢ ﻓﻘﺪ ﻣﺎﻟﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻭﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﺟﻪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺇﻳﺜﺎﺭ‪‬ﺍ ﻟﻠﺮﺍﺣﺔ ﻭﺣ‪‬ﺎ ﻟﻠﺸﻬﻮﺍﺕ. ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻭﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﻭﳚﻠﺲ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﺑﺎﻁ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﻠﺒﻪ ‪‬ﻌﻠﻖ ﺑﻄﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ. ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ﱠ‪‬‬ ‫ﲢ ﱡ ﻟﻐﲏ ﻭﻻ ﻟﺬﻱ ﻣﺮﺓ)٢( ﺳﻮﻱ)٣(، ﻭﻻ ﻳﺒﺎﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻓﺮﲟﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻈﺎﱂ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ٍ‬‬ ‫ﻞ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﳌﺎﻛﺲ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺩﻭﻩ. ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻔﺘﻮﺡ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺇﻥ ﺭﺯﻗﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ. ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﻧﺸﻜﺮ ﺳﻮﺍﻩ.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺟﻬﻞ ﻬﺑﺎ ﻭﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﺈﻥ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺍﳊﻼﻝ ﺑ‪‬ﻴﻦ ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ﺑ‪‬ﻦ ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﺸﺘﺒﻬﺎﺕ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﻦ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻴ‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )٨٢٤٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ. ﻭﺍﻷﻬﺑﺮ: ﻫﻮ ﺷﺮﻳﺎﻥ ﺍﻷﻭﺭﻃﻰ،‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﳛﻤﻞ ﺍﻟﺪﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻠﺐ.‬ ‫)٢( ﻣﺮﺓ: ﺑﻜﺴﺮ ﺍﳌﻴﻢ، ﺍﻟﻘﻮﺓ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٣٦١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٢٥٦(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ‬ ‫)٩٣٦١(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ ٢/٩١١، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻹﺭﻭﺍﺀ )٧٧٨(.‬
‫-٩٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺍ‪‬ﻘﻰ ﺍﻟﺸ‪‬ﻬﺎﺕ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﱪﺃ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﻭﻋﺮﺿﻪ«)١(، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﺀ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﳊﻮﻥ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﻋﻄﺎﺀ ﻇﺎﱂ ﻭﻻ ﳑﻦ ﰲ ﻣﺎﻟﻪ ‪‬ﺒﻬ ﹲ، ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﱂ‬ ‫ﺷ ﺔ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ﻳﻘﺒﻞ ﺻﻠﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻋﻔﺎﻓﹰﺎ ﻭﺗﱰﻫ‪‬ﺎ. ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﹶﻛﺮ ‪ ‬ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺭﺟﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺫ ﺕ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺃﻱ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﻮﻻ ﺧﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﰒ ﺳﻜﺖ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺲ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻛﻞ ﺍﳋﻼﻝ ﻳﻜﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻨﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻌﻤﺮﻱ ﻟﻘﺪ‬ ‫ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺧﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﳑﻦ ﺃﺧﺬ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻓﻮﻋﻈﻪ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﻘﺒﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﻣﲑ: ﻛﻠﻨﺎ ﺻ‪‬ﺎﺩﻭﻥ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺒﺎﻙ ﲣﺘﻠﻒ، ﰒ ﺃﻳﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ‬ ‫ﺸ ‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻷﻧﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻞ ﻟﻠ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ«)٢( ﻭﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻫﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﳌﻌﻄﻴﺔ، ﻫﻜﺬﺍ ﻓﺴﺮﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﺄ ‪‬ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻫﻲ‬ ‫ﻭ‪‬‬ ‫ﺍﻵﺧﺬﺓ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ: ﻭﻻ ﺃﺭﻯ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻗﻮﻡ ﺍﺳﺘﻄﺎﺑﻮﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ.‬ ‫ٍ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﰲ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﺟﻪ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻭﻳﻔﺘﺸﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﻄﺎﻋﻤﻬﻢ، ﻭﺳﺌﻞ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻱ ﺍﻟﺴﻘﻄﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺸﻴﺦ‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﻄﻴﺐ ﺍﳌﻄﻌﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻱ: ﺻﺤﺒﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻓﺎﻛﺘﺮﻳﻨﺎ ﺩﺍﺭﺍ ﻓﻨﺼﺒﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺗ‪‬ﻮﺭ‪‬ﺍ ﻓﺘﻮﺭﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺧﺒﺰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘ‪‬ﻮﺭ. ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﻗﺪ ﲡ ‪‬ﺩ ﻣﻦ ﺻﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻮ‪‬ﻢ ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺠﺐ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺭﺑﻄﺔ ﻓﺴﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﻓﻘﻴﻞ ﱄ: ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﲑ ﻓﻼﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )١٥٠٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﻗﺎﺓ )٩٩٥١/٧٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﲑ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٩٢٤١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٣٣٠١/٤٩( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ.‬
‫-٠٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻬﻨﺌﻪ ‪‬ﻠﻌﺔ ﻗﺪ ‪‬ﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﲑ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﳛﻜﻢ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﲞ ٍ ﺧ‬ ‫ﻛﻔﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﻓﺘﺤﺘﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻛﺎﻥ ﺣﱴ ﺗﻄﻮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺳﻜﻢ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻠﻊ. ﻳﻘﻌﺪ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪‬ﻌﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻼﺕ ﰒ ﻻ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﺣﱴ ﻳﺄﺧﺬ ﳑﻦ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻣ ‪‬ﹰ‬ ‫ﻛﺎﻥ، ﰒ ﻻ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﺣﱴ ﻳﺪﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻓﻴﺴﺘﻌﻄﻲ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻳﻬﻨﺌﻬﻢ ﲟﻠﺒﻮﺱ ﻻ ﳛ ﱡ،‬ ‫ﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻭﻻﻳﺔ ﻻ ﻋﺪﻝ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﷲ ﺇﻧﻜﻢ ﺃﺿﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ‪‬ﻀﺮ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺷﻴﺎﺧﻬﻢ ﳚﻤﻌﻮﻥ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺸ‪‬ﻬﺎﺕ ﰒ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻳﻨﻘﺴﻤﻮﻥ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳ ‪‬ﻋﻲ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﻣﻊ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﻊ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ‬ ‫ﺪ ﺰ‬ ‫ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻟﻠﺤﺎﻝ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﻈﻬﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻣﻊ ﲨﻌﻪ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻫﺆﻻﺀ ‪‬ﻀﻴﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺑﺄﺧﺬﻫﻢ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﳍﻢ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ ﺷﻴﺦ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍ‪‬ﻴﺎﻥ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﺻﻴﻔﹰﺎ ﻭﺷﺘﺎﺀ ﻭﺗﻘﺼﺪﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﱪﻛﻮﻥ ﺑﻪ ﻓﻤﺎﺕ ﻓﺨﻠﻒ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ‬ ‫‪ ‬ﺼ‬ ‫ﺩﻳﻨﺎﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ ﻣﺎﺕ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺨﻠﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ »ﻛﻴﺘﺎﻥ«)١(.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﺎﺳﻬﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﳌﺎ ﲰﻊ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻗﻊ ﺛﻮﺑﻪ)٢( ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: »ﻻ ﲣﻠﻌﻲ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﺣﱴ ﺗﺮﻗﻌﻴﻪ«)٣( ﻭﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﰲ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٥١٤، ١٢٤، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٠١/٠٤٢ ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ‬ ‫ﲣﺮﳚﻪ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٦٠١، ١٢١، ٧٦١، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٣١١٢(، ﻭﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﰱ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻨﱮ )٢١، ٣١(، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٧٣٩٤(: »ﺻﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٠٨٧١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻭﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﻳﻘﻮﻝ: ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ ﻣﻨﻜﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ«، ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫=‬
‫-١٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺛﻮﺑﻪ ﺭﻗﺎ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﹸﻭﻳﺴ‪‬ﺎ ﺍﻟﻘﺮﱐ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺍﻟ ‪‬ﻗﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﺰﺍﺑﻞ ﻓﻴﻐﺴﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﰒ‬ ‫ﹸ ﺮ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻉ‬ ‫‪‬ﺨﻴ ﹸﻬﺎ ﻓﻴﻠﺒ ‪‬ﻬﺎ، ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺍ ﹸﺮﱠﻌﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﺃﺑﻌﺪﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﳌﻗ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻳ ﻄ‬ ‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﺍﻟﺒﺬﺍﺫﺓ ﻭﻳﻌﺮ ‪‬ﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺯﻫﺪ‪‬ﺍ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜ ‪‬ﻫﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺿ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻗﻤﻴﺺ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺳﺦ ﻓﻘﺎﻝ ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ: ﺍﻏﺴﻠﻲ ﻗﻤﻴﺺ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻗﻤﻴﺺ ﻏﲑﻩ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﻔﻘﺮ، ﻭﻗﺼﺪ ﺍﻟﺒﺬﺍﺫﺓ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﲎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺰﻫﺪ ﰲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻓﺄﻣﺎ ﺻﻮﻓ‪‬ﺔ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻳﻌﻤﺪﻭﻥ ﺇﱃ ﺛﻮﺑﲔ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ، ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﻴﹸ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻟﻮﻥ، ﻓﻴﺠﻌﻠﻮﻫﺎ ﺧﺮﻗﹰﺎ ﻭﻳﻠ ﱢﻘﻮ‪‬ﺎ ﻓﻴﺠﻤﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻭﺻﻔﲔ: ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻬﻮﺓ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻟﺒﺲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﺃﺷﻬﻰ ﻋﻨﺪ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺒﺎﺝ، ﻭﻬﺑﺎ ﻳﺸﺘﻬﺮ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ، ﺃﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻳﺼﲑﻭﻥ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﺎﻉ ﻛﺎﻟﺴﻠﻒ؟ ﻛﺬﺍ ﻗﺪ ﻇﻨﻮﺍ ﻭﺇﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺘﻢ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻛﺬﻟﻚ، ﺃﺗﺮﺍﻫﻢ ﻣﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﻌﲎ ﻻ ﺻﻮﺭﺓ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﻓﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﳌﻌﲎ، ﺃﻣﺎ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻗﻌﻮﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﻻ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺤ ‪‬ﻦ ﺑﺎﳌﺮﻗﻊ ﻭﻻ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺃﺛﻮﺍﺑ‪‬ﺎ ﺟﺪﺩ‪‬ﺍ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻓﻴﻘﻄﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺛﻮﺏ ﻗﻄﻌﺔ ﻭﻳﻠﻔﻘﻮ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﻊ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﳜﻴﻄﻮ‪‬ﺎ ﻭ‪‬ﺴ ‪‬ﻮ‪‬ﺎ ﻣﺮﻗﻌﺔ.‬ ‫ﻳ ﻤ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳌﺎ ﻗﺪﻡ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺣﲔ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻘ ‪‬ﻴ ‪‬ﻮﻥ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻋﻦ‬ ‫ﺴﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﻌﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻣﺜﻞ: ﺃﰊ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻭﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻭﻏﲑﳘﺎ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍ ﹸﺼ ‪‬ﺭ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﺃﻟﻜﻢ ﺃﻣﲑ ﺃﻭ ﻻ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻨﺎ ﺃﻣﲑ ﻏﲑ ﻫﺆﻻﺀ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ ﻮ‬ ‫ﺃﻣﲑ ﻫﺆﻻﺀ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ، ﻫﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻨ ﹸﺮﻩ‬ ‫ﻈ‪‬‬ ‫=‬ ‫ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٤٩٢١(.‬
‫-٢٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺳﱠﻤﻨﺎ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻗﺘﺎﻝ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻮ ﻓﻼ، ﻓﻠﻮ ﺣﺎﺻﺮﲤﻮﻧﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﺭﻭﻥ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﱃ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﻋﻠﻤﻮﻩ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺛﻮﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺮﻗﻊ ﺳﺒﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻗﻌﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺭﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﺩﱘ)١(، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻭﻩ - ﺍﻟ ‪‬ﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺱ - ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ ﹸ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺳﱠﻤﻮﺍ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻗﺘﺎﻝ، ﻓﺄﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺟ ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﰲ‬ ‫‪‬ﻬ ﹸ ﺼ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ، ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳌﻌﲎ ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﻳﺎﺿﺔ ﻭﺯﻫﺪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺬﻣﻮﻣﲔ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﲢﺖ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻳﻠﻮﺡ ﺑﻜ ‪‬ﻪ‬ ‫ﹸﻤ‬ ‫‪ ‬ﺼ‬ ‫ﺣﱴ ﻳﺮﻯ ﻟﺒﺎﺳﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻟ ﱞ ﻟﻴﻠﻲ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻠﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﰒ ﻳﻠﺒﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺺ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﺺ ‪‬ﺎﺭﻱ ﻣﻜﺸﻮﻑ، ﻭﺟﺎﺀ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﺄﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﺘﺸ‪‬ﻪ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﺒ ﺼ‬ ‫ﻭﺻﻌﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺒﺬﺍﺫﺓ ﻭﺃﺣﺒﻮﺍ ﺍﻟﺘﻨ ‪‬ﻢ ﻭﱂ ﻳﺮﻭﺍ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟ‪‬ﺼ ‪‬ﻑ ﻟﺌﻼ ﻳﺘﻌﻄﻞ‬ ‫ﺘ ﻮ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻓﻠﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟ ﹸﻮﻁ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻭﺍﻋﺘ ‪‬ﻮﺍ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻭﻣﻲ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﻐﲑ ﻃﺮﺍﺯ، ﻓﺎﻟﻘﻤﻴﺺ‬ ‫ﻤ ﺮ‬ ‫ﻔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺜﻤﻦ ﲬﺴﺔ ﺃﺛﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺮ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻜﻢ ﺻﻮﻓ‪‬ﺔ ﺑﻨﻔﻴﺲ ﺍﻟ‪‬ﻔﺲ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﳚﻤﻌﻮﺍ ﺑﲔ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺭﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺗﻨ ‪‬ﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ، ﻭﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎ‪‬ﻢ ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻛﱪ‪‬ﺍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﺗﻌﻈﻴﻤ‪‬ﺎ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻳﺎ ﺑﲏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ: ﻣﺎ‬ ‫ﻟﻜﻢ ﺗﺄﺗﻮﻧﲏ ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ، ﻭﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟ ﱢﺋﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺍﺭﻱ، ﺍﻟﺒﺴﻮﺍ ﻟﺒﺎﺱ‬ ‫ﻀ‬ ‫‪ ‬ﺬ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻠﻮﻙ ﻭﺃﻟِﻴ‪‬ﻮﺍ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺑﺎﳋﺸﻴﺔ«.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻣﻌﺒﺪ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ‪‬ﻄ ‪‬ﻑ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻇﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫ﻣ ﺮ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﺎﺳ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻘﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺿﺮﺑﻮﺍ ﻣﻌﻬﻢ‬ ‫ﺑﺴﻬﻢ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻘﻮﺍ ﺍﳉﺒﺎﺑﺮﺓ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺴﻬﻢ، ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﻗ ‪‬ﺍﺀ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﺎﺭﻙ‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﺪ‬ ‫)١( ﺍﻷﺩﱘ: ﺍﳉﻠﺪ.‬
‫-٣٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﷲ ﻓﻴﻜﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﻧﺎ ﲪﺪ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺪ ﱠﻝ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ، ﺛﻨﺎ ‪‬ﺪﺑﺔ، ﺛﻨﺎ ﺣﺰﻡ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻜﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺃﺷﻬﺐ ﻻ ‪‬ﺒﺼﺮ ﺯﻣﺎﻧ ﹸﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﺒﺼ ‪ ،‬ﺇﻧﻜﻢ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﻛﺜﲑ ﺗﻔﺎ ‪‬ﺸ ‪‬ﻢ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻔﺨﺖ‬ ‫ﺣ ﻬ‬ ‫ﲑ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻜ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﰲ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﻓﻄﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻻ ‪‬ﻮﻗ ‪‬ﻮﻛﻢ‬ ‫ﻳ ﻌ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﰲ ﺷﺒﺎﻛﻬﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﻣﻬﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺿﻤﺮﺓ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺷﺒﻞ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻈﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺇﱃ ﺷﺎﺏ ﻣﻼﺯﻡ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ‬ ‫ﻓﺠﻠﺲ ﺇﻟﻴﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻫﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﻛﻠﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌ ‪‬ﺎﺭﻳﻦ ‪‬ﺠ ‪‬ﻭﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﺗﻜﻮﻥ‬ ‫ﺸ ﻳ ﺮ‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﳛﲕ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺧﺬ ﻛﻔﹰﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﻓﺠﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﻧﺎ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺒﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﰊ، ﺛﻨﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ‪‬ﲑﺍﰲ، ﺛﻨﺎ ﻗﻄﺮ ﺑﻦ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﻭﺍﻗﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻓﱴ ﻳﺘﻔﺮﻯ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺄﺗﻴﲏ. ﻓﺎﺑﺘﻠﻲ: ﻓﻮﱄ ﺍﳉﺴﺮ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﺇﺫ ﻣﺮﺕ‬ ‫ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑ ﱞ، ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻮﺍﻧﻪ: ﻗ ‪‬ﺏ ﻟﻨﺄ ‪‬ﺬ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﺑﻄﺔ. ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺑﻴﺪﻩ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ،‬ ‫ﺮ ﺧ‬ ‫ﻂ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃﻱ ﺑﻄﺘﲔ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺎﻥ ﺃﰊ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﻜﻰ ﻭﺃﺿﺤﻚ ﺍﳉﻠﺴﺎﺀ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟ ‪‬ﻭﱘ: ﺃﻭﺻﲏ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻮ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ﺗﺸﺘﻐﻞ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺑ‪‬ﺘ ‪‬ﻫﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍ ﹸﻤﻴﺪﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﺭﺩﺳﺘﺎﱐ،‬ ‫ﳊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺃﰊ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺸﺒﻠﻲ: ﻗﺪ ﻭﺭﺩ‬ ‫ﹰ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/٢٨٣، ٣٨٣.‬
‫-٤٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﻭﻫﻢ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻊ، ﻓﻤﻀﻰ ﻓﺮﺃﻯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻮﻁ، ﻓﺄﻧﺸﺄ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ(‬ ‫ﻭﺃﺭﻯ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﳊﻲ ﻏﲑ ﻧﺴـﺎﺋﻬﺎ‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﳋﻴﺎﻡ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻛﺨﻴـﺎﻣﻬﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﺮﺟﺔ ﰲ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺄﻭﻟﺌﻚ ﻻ‬ ‫ﲣﻔﻰ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻏﱯ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ. ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ﻓﻴﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺗﻨﻤﻴﺲ ﺑﺎﺭﺩ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﰲ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ: )ﺍﻟﺮﺟﺰ(‬ ‫ﺇﻥ ﺳﻜﻨﺖ ﻓﻴﻚ ﻭﻻ ﻣﺜﻞ ﺳﻜﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗﺸﺒﻬﺖ ﺣـﻮﺭ ﺍﻟﻈﺒـﺎﺀ ﻬﺑـﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺂﻧﺲٍ ﻭﺫﻭ ﺧﻼ ﺑﺬﻱ ﺷـﺠﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ـﺎﻣ ‪ ‬ـﺎﻃﻖٍ ـﺎﻓ ‪‬‬ ‫ﻭﻧـ ﺮ‬ ‫ﺃﺻـ ﺖ ﺑﻨـ‬ ‫ﻣﻐﺎﻟﻄﹰﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﺼﺤﱯ ﺩﺍﺭ ﻣ‪‬ـﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺸــﺘﺒ ‪ ‬ﺃﻋﺮ ﹸــﻪ ﻭﺇﳕــﺎ‬ ‫ﻪ ﻓ ‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻔﻮﻁ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻛﺮﻩ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻔﻮﻁ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﻷﺭﺑﻌﺔ ﺃﻭﺟﻪ: ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ‬ ‫ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺮﻗﻌﻮﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻟﻠﺰﻫﺪ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﺴﺘﺮﻩ. ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃﻧﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺸﺒﻪ ﻬﺑﺆﻻﺀ ﺍ ﹸﺘﺰﺣﺰﺣﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻣﻦ ﺗﺸ‪‬ﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﻢ)١(.‬ ‫ﺒ ٍ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ،‬ ‫ﳊ‬ ‫ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟ‪‬ﻨﻀ‪‬ﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺛﻮﺑﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺣ ‪‬ﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻄ‪‬ﺔ، ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻣﻨﻴﺐ ﺍ ﹸﺮﺷﻲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺗﺸ‪‬ﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﻢ«.‬ ‫ﺒ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﺩﺧﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻐﺪﺍﺩ ﰲ ﺭﺣﻠﱵ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺼﺪﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻜﺮﻱ ﻷﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ - ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍ ﹸﻨﻜﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ - ﻓﺄﺧﺬﺕ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻳﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )١٣٠٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٠٥ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳎﺮ ﰱ ﺍﻟﻔﺘﺢ ٦/٦١١: »ﺳﻨﺪﻩ ﺣﺴﻦ«.‬
‫-٥٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻧﻚ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻟﻌﺬﺭ‪‬ﻚ، ﺃﻧﺖ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺗﺸﺘﻐﻞ ﲝﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺗﺴﻌﻰ ﰲ ﻃﻠﺒﻪ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺃﻧﻜﺮﺕ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺣﱴ ﺃﻧﻈﺮ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻟﺰﻣﺘﻪ، ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺗﺮﻛﺘﻪ،‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻮﺍﺯﻙ)١( ﺍﻟﱵ ﰲ ﻣﺮﻗﻌﺘﻚ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻫﺬﻩ ﺃﲰﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ‬ ‫ُ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ‪‬ﺨﱪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺟ‪‬ﺒﺔ ﻣﻜﻔﻮﻓﺔ ﺍﳉﻴﺐ ﻭﺍﻟﻜ ‪‬ﲔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺟﲔ‬ ‫ﹸﻤ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﹲ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺑﺎﻟ ‪‬ﻳﺒﺎﺝ)٢(، ﻭﺇﳕﺎ ﻭﻗﻊ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻮﺍﺯﻙ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻳﺒﺎﺝ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﻓﺎﺳﺘﺪﻟﻠﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳍﺬﺍ ﺃﺻﻼ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﳚﻮﺯ ﻣﺜﻠﻪ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹸﺒ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻜﺮﻱ ﰲ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﻭﻗﻞ ﻓﻘﻪ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﺍﳌﻜﻔﻮﻓﺔ ﺍﳉﻴﺐ ﻭﺍﻟﻜﻤﲔ ﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﻠﺒﺴﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﺷﻬﺮﺓ ﰲ‬ ‫ﹸﺒ‬ ‫ﻟﺒﺴﻬﺎ. ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺸﻮﺍﺯﻙ ﻓﺘﺠﻤﻊ ‪‬ﻬﺮﺓ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ، ﻭﺷﻬﺮﺓ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﺰﻫﺪ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﺗﻚ ﺃ‪‬ﻢ‬ ‫ﺷ‬ ‫ﻳﻘﻄﻌﻮﻥ ﺍﻟﱢﻴﺎﺏ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﻟﻴﺠﻌﻠﻮﻫﺎ ﺷﻮﺍﺯﻙ ﻻ ﻋﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﳊﺴﻦ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﺑﺎﻟﺰﻫﺪ، ﻭﳍﺬﺍ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴ ﹸ، ﻭﻗﺪ ﻛﺮﻫﻬﺎ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﳜﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﺎ.‬ ‫ﺔ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻫﻨﺪ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺟﻌﻔﺮ‪‬ﺍ ﺍﳊ ﱠﺍﺀ، ﻳﻘﻮﻝ: ﳌﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﺗﺰﻳﻴﻨﻬﺎ،‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻳﻌﲏ ﺑﺬﻟﻚ: ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺼﺒﻐﺎﺕ ﻭﺍﻟ ﹸﻮﻁ.‬ ‫ﻔ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﺎﺩﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﳋ ‪‬ﺍﻁ، ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﻏﻄﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﺭ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺟﻴﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺰﺍﺑﻞ.‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳊﻨﻈﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻈﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻜ‪‬ﺎﱐ ﺇﱃ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﺧﻮﺍﱐ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﺒﺎﺳﻜﻢ ﻣﻮﺍﻓﻘﹰﺎ ﻟﺴﺮﺍﺋﺮﻛﻢ ﻟﻘﺪ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺃﺣﺒﺒﺘﻢ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﺴﺮﺍﺋﺮﻛﻢ ﻓﻘﺪ ﻫﻠﻜﺘﻢ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺍﻟﺸﻮﺍﺯﻙ: ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﻣﻌﻤﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﺒﻎ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٩٦٠٢/٠١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٤٥٣.‬
‫-٦٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻨﻮﺭﻱ ﻟﺒﻌﺾ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻻ ‪‬ﻌﺠﺒ‪‬ﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱡﺒﺴﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻤﺎ ﺯ‪‬ﻳ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻳ ﻨ‬ ‫ﺃﻥ ﺧﺮ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﺒﻮﺍﻃﻦ.‬ ‫‪‬ﺑ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺩﺧﻠﺖ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺃﻭﺗﺎﺩ ﺍﻟﺴﻠﺦ ﺟﺒﺔ ﻣﺸﻮﺯﻛﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺮﻗﻌﺔ ﺑﻔﻮﻁ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻠﺤﻤﺎﻣﻲ: ﺃﺭﻯ ﺳﻠﺦ ﺍﳊﻴﺔ ﻓﻤﻦ ﺩﺍﺧﻞ؟ ﻓﺬﻛﺮ ﱄ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻳﺘﺼﻮﻑ‬ ‫ﻟﻠﺒﻼﺀ ﺣﻮﺷ‪‬ﺎ ﻟﻸﻣﻮﺍﻝ.‬ ‫ﻛﺜﺮﺓ ﺗﺮﻗﻴﻊ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺮﻗﻊ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ ﺣﱴ ﺗﺼﲑ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﳊﺪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺭﺍﻣﲔ ﺍﻷﺳﺪﺍﺑﺎﺫﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫ﺍﳋﻠﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺧﺒﺎﺏ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻜﺮﻳﲏ ﻗﺎﻝ: ﺃﻭﺻﻰ ﱄ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻜﺮﻳﲏ‬ ‫ﲟﺮﻗﻌﺘﻪ، ﻓﻮﺯﻧﺖ ﻓﺮﺩﺓ ﹸﻢ ﻣﻦ ﺃﻛﻤﺎﻣﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﺭﻃﻼﹰ، ﻗﺎﻝ ﺟﻌﻔﺮ: ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﺗﺴﻤﻰ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻜﻴﻞ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ ﻻ ﺗﻠﺒﺲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺷﻴﺦ. ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﳍﺎ ﺇﺳﻨﺎﺩ‪‬ﺍ ﻣﺘﺼﻼ ﻛﱡﻪ‬ ‫ﹰ ﻠ‬ ‫ﻛﺬﺏ ﻭﳏﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ ﰲ ﻟﺒﺲ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻳﺪ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻓﺠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ ﻭﺍﺣﺘﺞ ﲝﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺧﺎﻟﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﹸﰐ ﺑﺜﻴﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﲬﻴﺼﺔ‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻘﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻛﺴﻮ ﻫﺬﻩ«؟ ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﺳﻠﻢ: »ﺍﺋﺘﻮﱐ ﺑﺄ ‪ ‬ﺧﺎﻟﺪ«، ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﹸﰐ ﰊ ﻓﺄﻟﺒﺴﻨﻴﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ. ﻭﻗﺎﻝ: »ﺃﺑﻠﻲ ﻭﺃﺧﻠﻘﻲ«)١(.‬ ‫ﺄ‬ ‫ﹸﻡ ٍ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٣٢٨٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٤٦٣، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ‬ ‫)٤٢٠٤(.‬
‫-٧٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻟﺒﺴﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﻜﻮ‪‬ﺎ ﺻﺒ‪‬ﻴﺔﹰ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺹ، ﻭﺃﻣﻬﺎ ﳘﻴﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻠﻒ، ﻗﺪ ﻫﺎﺟﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺃﺭﺽ ﺍﳊﺒﺸﺔ ﻓﻮﻟﺪﺕ ﳍﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻡ ﺧﺎﻟﺪ‬ ‫ﻭﺍﲰﻬﺎ ﺃﻣﺔ، ﰒ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻓﺄﻛﺮﻣﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﺼﻐﺮ ﺳﻨﻬﺎ، ﻭﻛﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻓﻼ ﻳﺼﲑ ﻫﺬﺍ ﺳﻨﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻻ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻻ ﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﰒ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓ‪‬ﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳋﺮﻗﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺑﻞ ﻣﺮﻗﻌﺔ ﺃﻭ ﻓﻮﻃﺔ، ﻓﻬﻼ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﺒﺲ ﺍﳋﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺧﺎﻟﺪ، ﻭﺫﻛﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﰲ‬ ‫ﻟﺒﺲ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﲝﺪﻳﺚ ﻋﺒﺎﺩﺓ: ﺑﺎﻳﻌﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺴﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ، ﻭﺃﻳﻦ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻟﺒﺴﻬﻢ ﺍﳌﺼﺒﻐﺎﺕ، ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺯﺭﻗﺎﺀ ﻓﻘﺪ ﻓﺎ‪‬ﻢ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻮﻃﹰﺎ ﻓﻬﻮ ﺛﻮﺏ ﺷﻬﺮﺓ ﻭﺷﻬﺮﺗﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﺓ ﺍﻷﺯﺭﻕ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﻗﻌﺔ ﻓﻬﻲ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺷﻬﺮﺓ. ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺎﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ‪‬ﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ‪‬ﺜﻴﻢ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺍﻟﺒﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻜﻢ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺧﲑ ﺛﻴﺎﺑﻜﻢ ﻭﻛﻔ‪‬ﻮﺍ‬ ‫ﱢﻨ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ«)٢(.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٦٥٠٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳊﺪﻭﺩ )٩٠٧١/٤٤ــ١٤(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٨٧٨٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٤٩٩( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ‬ ‫=‬
‫-٨٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺛﲏ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺛﺎﺑﺖ،‬ ‫ﻋﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺷﺒﻴﺐ، ﻋﻦ ‪‬ﺮﺓ ﺑﻦ ‪‬ﻨ ‪‬ﺏ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺍﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺾ‬ ‫ﺟﺪ‬ ‫ﲰ‬ ‫ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺃﻃﻬﺮ ﻭﺃﻃﻴﺐ، ﻭﻛﻔﻨﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻫﺬﺍﻥ ﺣﺪﻳﺜﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎﻥ. ﻭﰲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻳﺴﺘﺤﺒﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ: ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻔﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﻟﺒﺴﻬﻢ ﺍﳌﺼﺒﻐﺎﺕ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ، ﻟﺒﺲ ﺣﻠﺔ ﲪﺮﺍﺀ)٢(، ﻭﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﺎﻣﺔ‬ ‫ﺳﻮﺩﺍﺀ)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﺒﺲ ﻫﺬﺍ، ﻭﻻ ﺃﻥ ﻟﺒﺴﻪ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﺭﻭﻱ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺍﳊﱪﺓ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺴ‪‬ﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﻳﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ‬ ‫ﻨ ﹸ‬ ‫ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺍﻷﲪﺮ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟ ﹸﻮﻁ ﻭﺍ ﹸﺮﻗﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﺒﺲ ﺷﻬﺮﺓ.‬ ‫ﻔ ﹸ ﳌ ﱠ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﻛﺮﺍﻫﺘﻪ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫=‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٢٧٤١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٧٤٢، ٤٧٢، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ‬ ‫ﺻﺤﻴﺤﻪ )٣٢٤٥(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٤٥٣ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٠١٨٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ« ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ‬ ‫)٥٩٨١( ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٧٦٥٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٣١، ٧١، ٨١، ٩١، ﻭﺻﺤﺤﻪ‬ ‫ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٤٥٣، ٥٥٣ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ )١٥٥٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٧٣٣٢/١٩( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﻟﱪﺍﺀ ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ ﻭﻓﻴﻪ: »ﻭﺭﺃﻳﺘﻪ ﰱ ﺣﻠﺔ ﲪﺮﺍﺀ، ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻗﻂ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ«.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳊﺞ )٨٥٣١/١٥٤(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٦٧٠٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٣/٣٦٣.‬
‫-٩٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﻭﻛﺮﺍﻫﺘﻪ. ﻓﺄﺧﱪ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺭﺯﻗﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻠﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫ﺍﳊﻀﺮﻣﻲ، ﺛﻨﺎ ﺭﻭﺡ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﺆﻣﻦ، ﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ ﺑﻦ ‪‬ﺤﺮﺯ ﺍﻟ‪‬ﺎﺟﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺟﻬﻢ،‬ ‫ﻣ ٍ ﻨ‬ ‫ﻋﻦ ﺯﺭ ﺑﻦ ‪‬ﺒﻴﺶ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺫﺭ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺏ ‪‬ﻬﺮﺓ ﺃﻋﺮﺽ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺷ‬ ‫‪ ‬ﺣ‬ ‫ﺣﱴ ﻳﻀﻌﻪ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ﱠﻨﺎﺟﲑﻱ )ﺡ( ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ،‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﺛﻨﺎ ﺧﻴﺜﻤﺔ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻴﺪﺭﺓ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳍﻴﺜﻢ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺷﻌﻴﺐ ﺍﳊ ‪‬ﺍﱐ، ﺛﻨﺎ ﳐﻠﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻧﻌﻴﻢ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺣﺮﻣﻠﺔ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴ‪‬ﺐ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫ﻴ‬ ‫»ﺃﻧﻪ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺗﲔ ﻓﻘﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﻭﻣﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺗﺎﻥ؟ ﻗﺎﻝ: ﺭﻗﺔ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻏﻠ ﹸﻬﺎ،‬ ‫ﻈ‬ ‫ﱠﹸ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻭﻟﻴ‪‬ﻬﺎ ﻭﺧﺸﻮﻧ‪‬ﻬﺎ، ﻭﻃﻮﹸﻬﺎ ﻭﻗﺼ ‪‬ﻫﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺳﺪﺍﺩ ﺑﲔ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻨﺪﺟﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ،‬ ‫ﻐ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻦ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﻟﻴﺚ، ﻋﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ‬ ‫ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻣﺸﻬﻮﺭ‪‬ﺍ ﺃﺫﱠﻟﻪ ﺍﷲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«)٣(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﻣﺮﻓﻮﻋ‪‬ﺎ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬﻫﺐ، ﻧﺎ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺣ ‪‬ﺎﺝ، ﺛﻨﺎ ﺷﺮﻳﻚ، ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺠ‬ ‫‪‬ﺭﻋﺔ، ﻋﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ؛ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:‬ ‫ﺯ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٨٠٦٣(، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻮﺻﲑﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﺣﺴﻦ، ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﳐﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ«.‬ ‫)٢( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )١٣٢٦( ﻭﺃﻋﻠﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ‬ ‫)٤٤٠٦(: »ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ ﻣﻮﻗﻮﻑ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٧٢٢٦( ﻭﺃﻋﻠﻪ.‬
‫-٠٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫»ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺏ ﺷﻬﺮﺓ ﺃﻟﺒﺴﻪ ﺍﷲ ﺛﻮﺏ ﺍﳌﺬﱠﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«)١(.‬ ‫ﻟ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ‪‬ﺨﻴﺖ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺫﺭﻳﺢ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻫ‪‬ﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻋﻦ ﻟﻴﺚ، ﻋﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ:‬‫ﻨ‬ ‫»ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺷﻬﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺃﻟﺒﺴﻪ ﺍﷲ ﺛﻮﺏ ﺫﱠﺔ«.‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﻟﻴﺚ ﻋﻦ ﺷﻬﺮ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺭﻛﺐ ﻣﺸﻬﻮﺭ‪‬ﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﺃﻋﺮﺽ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﺮﳝ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ: ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻩ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻗﺒﻴﺤ‪‬ﺎ‬ ‫ﺩﻭﻧ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺗﻠﺒﺲ ﻫﺬﺍ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺛﻮﺏ ﺷﻬﺮﺓ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﺪﺓ، ﻧﺎ ﲪﺰﺓ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺃﲪﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳍﻴﺜﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺷﻘﻴﻖ،‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺰﺍﺣﻢ، ﺛﻨﺎ ﺑﻜﲑ ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ‪‬ﺮﻳﺪﺓ،‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ‪‬ﺮﻳﺪﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺷﻬﺪﺕ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺘﺢ ﺧﻴﱪ ﻭﻛﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﺻﻌﺪ ﺍﻟﱠﻠﻤﺔ ﻓﻘﺎﺗﻠﺖ‬ ‫ﺜ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺣﱴ ﺭﺅﻱ ﻣﻜﺎﱐ ﻭﺃﺑﻠﻴﺖ ﻭﻋﻠﻲ ﺛﻮﺏ ﺃﲪﺮ، ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﱐ ﺭﻛﺒﺖ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺫﻧﺒ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﺸﻬﺮﺓ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ: ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺗﲔ: ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﳉﻴﺎﺩ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﺘﻬﺮ ﻬﺑﺎ ﻭﻳﺮﻓﻊ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ، ﻭﺍﻟﱢﻴﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﺩﻳﺌﺔ ﺍﻟﱵ ﳛﺘﻘﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﺒﺬﻝ. ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻌﻤﺮ: ﻋﺎﺗﺒﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﻗﻤﻴﺼﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻃﻮﻟﻪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ‬ ‫ﺗﺸﻤﲑﻩ.‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٩٢٠٤(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٧٠٦٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٢/٢٩، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﺎﻛﺮ ﰱ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺴﻨﺪ )٤٦٦٥(: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ )٩٩٣٣(.‬
‫-١٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﳛﺘﺞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ. ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﻭﻯ ﰲ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻟﺒﺲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺒﺴﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ)١( ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﺒﺴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻬﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ.‬ ‫ﺷ ﹰ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻯ ﰲ ﻓﻀﻞ ﻟﺒﺴﻪ ﻓﻤﻦ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ، ﻭﻻ ﳜﻠﻮ‬ ‫ﻻﺑﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﻣﺮﻳﻦ: ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﻌﻮﺩ‪‬ﺍ ﹸﻟﺒ‪‬ﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﻣﺎ ﳚﺎﻧﺴﻪ ﻣﻦ ﻏﻠﻴﻆ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻓﻼ ﻳﻜﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﺘﻬﺮ ﺑﻪ. ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺮﻓﹰﺎ ﱂ ﻳﺘﻌﻮﺩﻩ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ‬ ‫ﻟﺒﺴﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ: ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﳛﻤﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﳚﻤﻊ ﺑﻠﺒﺴﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺰﻫﺪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺠﻠﻲ،‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﻫﺠﲑ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﺟﺎﺯﺓ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﻬﺑﺮﻱ ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺭﻭﺯﺑﺔ ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ، ﺛﻨﺎ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻣﻴﺎﻃﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺩﺍﻭﺩ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﺍﻟﻌ ‪‬ﺍﻡ، ﻋﻦ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻟﻴﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻥ ًّﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﺴﻮﻩ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺟﺮﺏ ﺣﱴ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ‬ ‫ٍ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺣﻘ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻋﺮﻭﻗﻪ«)٢(.‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﱐ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٩٩٧٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٤٧٢/٩٧( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ، ﻭﻓﻴﻪ: »ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺟﺒﺔ ﻣﻦ ﺻﻮﻑ«.‬ ‫)٢( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﻛﻤﺎ ﰱ ﻛﺸﻒ ﺍﳋﻔﺎ ٢/٦٧٢، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‬ ‫٢/٧٧٢، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ، ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ: ﺭﻭﻯ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺬﺏ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ‬ ‫٢/١٧٣.‬
‫-٢٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻛﻢ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﺛﻨﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﻧﻮﺡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺼﲑﰲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬ﺒﻴﺪ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﺛﲏ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺇﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺘﻌﺞ ﺇﱃ ﺭﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺒ ‪‬ﻮﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﺭﻳﺎﺀ«)١(.‬ ‫ً‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ، ﺛﻨﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺷﻮﺫﺏ ﻗﺎﻝ: ﺷﻬﺪﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﻭﺃﺗﺎﻩ ﻓﺮﻗﺪ ﻓﺄﺧﺬ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻜﺴﺎﺋﻪ ﻓﻤﺪﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﹸﺮﻳﻘﺪ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﻡ ﻓﺮﻳﻘﺪ. ﺇﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﱪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺴﺎﺀ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﱪ ﻣﺎ ﻭﻗﺮ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻭﺻﺪﻗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ.‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻮﺍﻧﺔ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺷ ‪‬ﺍﺩ ﺍ ﹸﺠﺎﺷﻌﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ - ﻭ ﹸﻛﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ‬ ‫ﺫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ ﳌ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻑ - ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﳍﻢ ﺗﻌﺎﻗﺪﻭﺍ ﺛﻼﹰﺛﺎ ﺃﻛ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﻜﺒ‪‬ﺮ ﰲ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ، ﻭﺃﻇﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟ‪‬ﻮﺍﺿﻊ ﰲ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻨ ِ‬ ‫ﻟﺒﺎﺳﻬﻢ، ﻭﺍﷲ ﻷﺣﺪ ‪‬ﻢ ﺃﺷﺪ ﻋﺠﺒ‪‬ﺎ ﺑﻜﺴﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﻄﺮﻑ ﲟﻄﺮﻓﻪ.‬ ‫‪‬ﻫ ‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺍﻟﺒﺰﻭﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺍ ﹸﺨ ‪‬ﻣﻲ، ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍ‪‬ﻴﺪ ﻳﻌﲏ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﳌ ﺮ‬ ‫ﺃﰊ ﺭ ‪‬ﺍﺩ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻃﻬﻤﺎﻥ ﻳﻌﲏ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﻮﰲ، ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀﻩ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺭﺟﻞ ﳑﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺟﺒﺔ ﺻﻮﻑ ﻭﻋﻤﺎﻣﺔ ﺻﻮﻑ ﻭﺭﺩﺍﺀ ﺻﻮﻑ، ﻓﺠﻠﺲ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻓﻮﺿﻊ ﺑﺼﺮﻩ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺠﻌﻞ ﻻ ﻳﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﳊﺴﻦ ﺧﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺠ‪‬ﺐ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺸﺠﺮﻯ ﰱ ﺃﻣﺎﻟﻴﻪ ٢/٣٢٢، ﻭﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑ‬ ‫)٩٤٩١( ﻭﺭﻣﺰ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻰ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ: »ﻣﻮﺿﻮﻉ«. ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ: »ﻣﺘﻬﻢ، ﻛﺬﺑﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ«، ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ: ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻰﺀ، ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻟﺲ، ﺭﻭﻯ ﻣﻨﺎﻛﲑ، ﺍﻧﻈﺮ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ‬ ‫٢/٠٤٢، ٢/٦٧٣.‬
‫-٣٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ: ﺇﻥ ﻗﻮﻣﺎ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻛﱪ ‪‬ﻢ ﰲ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﺷ‪‬ﻨ ‪‬ﻮﺍ ﻭﺍﷲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﻑ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﻮﺫ ﻣﻦ ﺯﻱ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻣﺎ ﺯﻱ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺧﺸﻮﻉ ﺍﻟﹼﺒﺎﺱ ﺑﻐﲑ ﺧﺸﻮﻉ ﺍﻟﻘﻠﺐ.‬ ‫‪ ‬ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﺭﺟﻞ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ﻭﱂ ﻳﻐ ‪‬ﻩ ﺍﻟﱢﺒﺎﺱ. ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺮ ﻠ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻓﻼﻥ، ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻣﻦ‬ ‫ﹸﺒ ﺼ‬ ‫ﺃﻭﺑﺎﺷﻪ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺝ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻭﺑﺎﺵ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻠﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﺛﻨﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻋﻦ ﺿﻤﺮﺓ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺪﻡ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻓﺠﺎﺀﻩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺮﻗﺪ ﺍﻟﺴﺒﺨﻲ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺛﻮﺏ ﺻﻮﻑ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﲪﺎﺩ: ﺿﻊ ﻋﻨﻚ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺘﻚ ﻫﺬﻩ، ﻓﻠﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ - ﻳﻌﲏ ﺍﻟ‪‬ﺨﻌﻲ - ﻓﻴﺨﺮﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻴﻪ ‪‬ﻌﺼﻔﺮﺓ)١(.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ،‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﻚ ﺍﻷﺳﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺷﻬﺎﺏ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ، ﻋﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﳊ ﱠﺍﺀ، ﺃﻥ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻗﻼﺑﺔ ﻗﺎﻝ: ﺇ‪‬ﺎﻛﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻛﺴﻴﺔ)٢(.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﱐ، ﻧﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﻴﺎﺯﻛﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ، ﺛﻨﺎ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ،‬ ‫ﻋﻦ ﺃﰊ ﺧﺎﻟﺪ ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺃﺑﻮ ﺃﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎﺏ ﺻﻮﻑ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ: ﺇﳕﺎ ﻫﺬﻩ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺑﲔ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺗﺰﺍﻭﺭﻭﺍ ﲡﻤﹸﻮﺍ)٣(.‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٤/١٢٢.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/٦٨٢، ٧٨٢.‬ ‫)٣( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/٧١٢.‬
‫-٤٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﳊﺬﺍﺀ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﺭﻗﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﻴﺾ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺗﺰ‪‬ﻨﺖ ﳍﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮﻑ ﻓﻠﻢ ﺗﺮﻫﻢ ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺑﻚ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺃﺳ‪‬ﺎ، ﺗﺰ‪‬ﻨﺖ ﳍﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻠﻢ ﺗﺮﻫﻢ ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺑﻚ ﺭﺃﺳ‪‬ﺎ، ﺗﺰﻳﻨﺖ ﳍﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﺑﻌﺪ ﺷﻲﺀ، ﻛﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﳊﺐ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ)١(.‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺷﺒﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ: ﻳﻠﺒﺲ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻭﻧﺼﻒ، ﻭﺷﻬﻮﺗﻪ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻠﺒﻪ ﲞﻤﺴﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ. ﺃﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻴﻲ ﺃﻥ ﳚﺎﻭﺯ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻟﺒﺎﺳﻪ، ﻭﻟﻮ ﺳﺘﺮ ﺯﻫﺪﻩ ﺑﺜﻮﺑﲔ ﺃﺑﻴﻀﲔ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺑﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻠﻢ ﻟﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ - ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺪﻝ ﺑﺄﺑﻴﻪ -:‬ ‫ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺑﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺼﻮﻑ؟ ﻗﻠﺖ: ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ. ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻳﺘﻜﱪ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻑ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻌﺎﱄ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺭﻣﻴﺢ، ﺛﻨﺎ ﺭﻭﺡ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍ‪‬ﻴﺐ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺑﺼﺮ ﺍﻟﱠﻮﺭ ‪ ‬ﺭﺟﻼ ﺻﻮﻓﻴ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺜ ﻱ‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ: ﻫﺬﺍ ﺑﺪﻋﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻤﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺩﺍﻭﺩ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﻑ: ﻟﺒﺎ ‪‬ﻚ ﻫﺬﺍ ﺑﺪﻋﺔ.‬ ‫ﺳ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻛﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٨٩.‬
‫-٥٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻦ ﺷ ‪‬ﺍﺩ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﻓﹰﺎ ﻣﺸﻬﻮﺭ‪‬ﺍ: ﺃﻛﺮﻩ ﻫﺬﺍ، ﺃﻛﺮﻩ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﱐ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺯﻫﲑ، ﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﻋﻠ ﱞ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﰱ - ﻭﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﺟ‪‬ﺔ ﺻﻮﻑ - ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺃﺧﺮﺝ ﺃﻧﺎ‬ ‫‪‬ﺒ ﹸ‬ ‫ﻭﺃﻧﺖ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺃﻳﻨﺎ ﺃﺷﻬﺮ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳌﻌﺎﰱ: ﻟﻴﺲ ﺷﻬﺮﺓ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻛﺸﻬﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﻘﺮﺉ، ﻧﺎ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺪﱠﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺩﺧﻞ ‪‬ﺪﻳ‪‬ﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎﱐ ﻭﻗﺪ ﻣﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺳﺒﻨﻴﺔ)١( ﲪﺮﺍﺀ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟ‪‬ﺘﺮﺍﺏ ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺑﺪﻳﻞ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻳﻮﺏ: ﻫﺬﺍ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻚ.‬ ‫‪ ‬ﺼ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﻋﻼﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻳﺴﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ـ ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ـ، ﻓﺸﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﺒ‪‬ﻦ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻟﺒﺲ ﺍﳋﺰ ﻭﺍﳌﻌﺼﻔﺮ ﺃﺣﺐ ﺇﱄ ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﰲ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ.‬ ‫ﺼ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ‪‬ﻨﺪﺍﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﰊ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ﱠﻨﺎﺟﲑﻱ، ﻧﺎ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟ‪‬ﻮﺷﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳐﻠﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﺛﲏ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻘﺎ ﺭﻓﻴﻖ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻓﱴ ﻋﻠﻴﻪ ﻣ ‪‬ﻮﺡ ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬ﺴ ‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ؟ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺭﺁﱐ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻲ. ﻗﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ: ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺑﺸﺮ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺒﺔ ﻣﺴﻮﺡ ﻓﺄﻧﻜﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺍﻟﺴﺒﻨﻴﺔ: ﺃﺯﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.‬
‫-٦٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺭﺁﱐ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻲ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺑﺸﺮ: ﱂ ﺗﺴﺘﺸﺮﱐ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺧﺎﻟﺪ، ﻟﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ﻟﻪ، ﻟﻘﺎﻝ ﱄ: ﻟﺒﺲ ﻓﻼﻥ، ﻭﻟﺒﺲ ﻓﻼﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺠﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﺎﺑﺖ ﻫﺠﲑ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﰲ ﺇﺟﺎﺯﺓ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺭﻭﺯﺑﻪ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻘﻨﻄﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﺛﻨﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﺍﱐ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺮﺟﻞ ﻟﺒﺲ‬ ‫ﹸ ٍ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻑ: ﺇﻧﻚ ﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪﻳﻦ، ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺃﻭﺭﺛﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﻑ؟ ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﻜﻮﻥ ﻇﺎﻫﺮﻙ ﻗﻄﻨﻴ‪‬ﺎ ﻭﺑﺎﻃﻨﻚ ﺻﻮﻓﻴ‪‬ﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺪﺑﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﻴﺎﻁ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﲪﻜﺎﻥ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﻭﻳﻪ ﺍﻟﺒﺰﺍﺯ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺍﻟﺰ‪‬ﺎﺕ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﺑﻦ ﺳﲑﻭﻳﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﻣﻌﺮﻭﻑ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﺧﻲ ﻋﻠﻲ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺑﺸﺎﺭ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺟﺒﺔ ﺻﻮﻑ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺻ ‪‬ﻓﺖ ﻗﻠﺒﻚ ﺃﻭ ﺟﺴﻤﻚ، ﺻ ‪‬ﻑ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﺍﻟﺒﺲ ﺍﻟﻘﻮﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻫﻲ)١(.‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺍﺝ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺏ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻨﻀﺮ ﺑﻦ ‪‬ﻤﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ: ﺗﺒﻴﻊ ﺟ‪‬ﺘﻚ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺷ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻉ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺷﺒﻜﺘﻪ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﺼﻄﺎﺩ.‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺁﺛﺮ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻘﻄﻦ ﻭﺍﻟﻜ‪‬ﺎﻥ، ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﱢﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺒﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﺪﺱ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ‪‬ﺒﺰ ﺍﻟ‪‬ﺮ، ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺭﺽ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟ‪‬ﺴﺎﺀ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺧ ﺒ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫)١( ﺍﻟﻘﻮﻫﻰ: ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺾ.‬
‫-٧٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﻟﹼﻴﺎﺏ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻻ ﺍﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﻭﻻ ﺍﻟ ‪‬ﻭﻥ،‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﻳﺘﺨ‪‬ﺮﻭﻥ ﺃﺟﻮﺩﻫﺎ ﻟﻠ ‪‬ﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ ﻭﻟﻘﺎﺀ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻏﲑ ﺍﻷﺟﻮﺩ ﻋﻨﺪﻫﻢ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻗﺒﻴﺤ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ‬ ‫‪‬ﱠﺔ ﺳﲑﺍﺀ ﺗﺒﺎﻉ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﺴﺠﺪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﻮ ﺍﺷﺘﺮﻳﺘﻬﺎ ﻟﻴﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﻟﻠﻮﻓﻮﺩ ﺇﺫﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻠ ﹰ‬ ‫ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺇﳕﺎ ﻳﻠﺒﺲ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻻ ﺧﻼﻕ ﻟﻪ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻵﺧﺮﺓ«)١( ﻓﻤﺎ ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺫِﻛﺮ ﺍﻟﺘﺠ ‪‬ﻞ ﻬﺑﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﻮ‪‬ﺎ ﺣﺮﻳﺮ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺗﺰﺍﻭ ‪‬ﻭﺍ ﲡﻤﹸﻮﺍ.‬ ‫ﺭ ‪‬ﻠ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮ‪‬ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻴﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻷﺳﺪﻱ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻮﻥ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻭﻥ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﻟﺒﺎﺳ‪‬ﺎ‬ ‫ﻣﺮﺗﻔﻌ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﲤﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺭﻱ ‪‬ﱠﺔ ﺑﺄﻟﻒ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻬﺑﺎ.‬ ‫‪ ‬ﺣﻠ ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻔﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﻳﻮﺏ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ، ﺃﻥ‬ ‫ﲤﻴﻤ‪‬ﺎ ﺍﻟﺪﺍﺭﻱ ﺍﺷﺘﺮﻯ ‪‬ﻠﺔ ﺑﺄﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﹼﻴﻞ ﺇﱃ ﺻﻼﺗﻪ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺣﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻔﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﺃﻥ ﲤﻴﻤ‪‬ﺎ ﺍﻟﺪﺍﺭﻱ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻪ ‪‬ﻠﺔ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﺎﻋﻬﺎ ﺑﺄﻟﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺒ ‪‬ﻬﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ‪‬ﺮﺟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺣﹲ‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺩﻛﲔ، ﺛﻨﺎ ﱠﺎﻡ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ، ﺃﺧﱪﻩ ﺃﻥ ﲤﻴﻤ‪‬ﺎ ﺍﻟﺪﺍﺭﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳘ‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺭﺩﺍﺀ ﺑﺄﻟﻒ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻭﺃﻃﻴﺒﻬﻢ‬ ‫ﺭﳛ‪‬ﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﳉﻴﺎﺩ. ﻗﺎﻝ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺑﻦ ﺟﻮﺷﻦ: ﺧﺮﺝ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )١٤٨٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٨٦٠٢/٦(.‬
‫-٨٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺟ‪‬ﺒﺔ ﳝﻨﻴﺔ ﻭﺭﺩﺍﺀ ﳝ ‪ ،‬ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺮﻗ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﳌﺜﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﲏ‬ ‫‪‬ﹲ‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ: ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﹸﺃ ‪ ‬ﻓﺮﻗﺪ ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻡ‬ ‫ﺍﻷﻛﺴﻴﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﻧ‪‬ﺔ ﺍﳉﻴﺎﺩ.‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺛﻮﺏ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ‪‬ﺸﺘﺮﻯ ﺑﻨﺤﻮ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﺍﻟﺒﺬﺍﺫﺓ ﺇﱃ ﺣﺪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﺧﻠﻘﺎﻥ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﰲ ﺑﻴﻮ‪‬ﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﲡﻤﹸﻮﺍ ﻭﻟﺒﺴﻮﺍ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺸﺘﻬﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻭﻥ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ.‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺠﻠﻲ ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﺎﺑﺖ ﻫﺠﲑ ﺍﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﺟﺎﺯﺓ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺭﻭﺯﺑﺔ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊ ‪‬ﺍﱐ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺣﺎﺯﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻟﺒﺎﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﻛﺘﺎﻧ‪‬ﺎ ﻗﻄﻨ‪‬ﺎ ﻓﺮﻭﺓ ﱂ ﺃﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎﺏ ﺻﻮﻑ ﻭﻻ ﺛﻴﺎﺏ ﺷﻬﺮﺓ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺭﻳﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻲ ﺫﻭ ﺍﻟ‪‬ﻮﻥ ﺧﻔﹰﺎ‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺮ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻧﺰﻉ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ‪‬ﺑ ‪ ‬ﻓﺈﻧﻪ ﺷﻬﺮﺓ ﻣﺎ ﻟﺒﺴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﳕﺎ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻨﱯ ﺧ ﱠﲔ ﺃﺳﻮﺩﻳﻦ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﲏ‬ ‫ﺳﺎﺫﺟﲔ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﶈﺎﻣﻠﻲ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺷﺒﻴﺐ ﺍﳌﺪﱐ، ﺛﲏ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻏﺰ‪‬ﺔ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻋﻦ ﻓﻠﻴﺢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻦ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ: ﺍﻟ ‪‬ﺮﻱ ﺍﻟﻔﺎﺩﺡ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻱ ﺍﻟﻔﺎﺿﺢ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻌ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﻈﻬﺮ ﺍﻟﺰﻫﺪ‬ ‫ﻳ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٥٥١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٠٢٨٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ«،‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٩٤٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢٥٣ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺮﻳﺪﺓ.‬
‫-٩٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﺰﺭﻱ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ، ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻟﺴﺎﻥ ﺷﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭ‪‬ﻮﺟﺐ ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻼﺑﺲ ﻭﻛ ﱡ ﺫﻟﻚ ﻣﻜﺮﻭﻩ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟ‪‬ﺠﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﺍﺭﻳﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ، ﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻷﺣﻮﺹ، ﻋﻦ‬ ‫ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﻴﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺸ ‪ ‬ﺍﳍﻴﺌﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻫﻞ ﻟﻚ‬ ‫ﹶ ِﻒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎ ﹲ؟« ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺃﻱ ﺍﳌﺎﻝ؟« ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﳌﺎﻝ ﻗﺪ ﺁﺗﺎﱐ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﱢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻝ‬ ‫ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﳋﻴﻞ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻗﻴﻖ ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ، ﻗﺎﻝ: »ﻓﺈﺫﺍ ﺁﺗﺎﻙ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﺎﻻ ﻓﻠ‪‬ﺮ ﻋﻠﻴﻚ«)١(.‬ ‫ﹰ ﻴ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻣﺴﻜﲔ ﺍﺑﻦ ‪‬ﻜﲑ، ﺛﲏ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ، ﻋﻦ ﺣ ‪‬ﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﻜﺪﺭ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﺎﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺯﺍﺋﺮ‪‬ﺍ ﰲ ﻣﱰﱄ ﻓﺮﺃﻯ ﺭﺟﻼ ﺷﻌﺜﹰﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳚﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ ِ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ‪‬ﺴ ﱢﻦ ﺑﻪ ﺭﺃﺳ ‪‬؟«، ﻭﺭﺃﻯ ﺭﺟﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎﺏ ﻭﺳﺨ ﹲ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳚﺪ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﻳ ﻜ‪‬‬ ‫ﻳﻐﺴﻞ ﺑﻪ ﺛﻴﺎﺑﻪ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻭﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈ ‪‬ﻦ ﺍﻟ‪‬ﻨﻮﺧﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺴ ﺘ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٣٦٠٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ )٦٠٠٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ )٩٣٢٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٣٧٤، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٥٢‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٤٣٤١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٢٦٠٤(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ )١٥٢٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٣/٧٥٣، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٦٨١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ‬ ‫)٨٣٤١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(.‬
‫-٠٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻜﺮﻣﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻀ‪‬ﺒ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻣﻌﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺜﲎ، ﻗﺎﻝ: ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻳﻌﻮﺩﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺃﺷﻜﻮ ﺇﻟﻴﻚ ﻋﺎﺻﻤ‪‬ﺎ ﺃﺧﻲ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﺗﺮﻙ ﺍﳌﻼﺫ ﻭﻟﺒﺲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺀﺓ ﻓﻐﻢ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﺃﺣﺰﻥ ﻭﻟﺪﻩ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻋﺎﺻﻤ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﺑﺶ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﺗﺮﻯ ﺍﷲ ﺃﺣﻞ ﻟﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﺧﺬﻙ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ، ﺃﻧﺖ ﻭﺍﷲ ﺃﻫﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﻓﻮ ﺍﷲ ﻻﺑﺘﺬﺍﹸﻚ ِﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻔﻌﺎﻝ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻟ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﺑﺘﺬﺍﻟﻚ ﺑﺎﳌﻘﺎﻝ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺇﱐ ﺃﺭﺍﻙ ‪‬ﺆﺛﺮ ﻟﺒﺲ ﺍﳋﺸﻦ ﻭﺃﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﲑ ﻓﺘﻨﻔﺲ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻌﺪﺍﺀ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ، ﺇﻥ ﺍﷲ ﺍﻓﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﺭﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ‬ ‫ِ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻡ ﻟﺌﻼ ﻳﺘﺒ‪‬ﻎ ﺑﺎﻟﻔﻘﲑ ﻓﻘﺮﻩ. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ: ﺍﳌﻌﲎ ﻟﺌﻼ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻳﻐﻠﻮ، ﻳﻘﺎﻝ: ﺗﺒ‪‬ﻎ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻡ، ﺇﺫﺍ ﺯﺍﺩ ﻭﺟﺎﻭﺯ ﺍﳊﺪ.‬ ‫ﲡﻮﻳﺪ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﲡﻮﻳﺪ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻫﻮﻯ ﻟﻠﻨﻔﺲ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﲟﺠﺎﻫﺪ‪‬ﺎ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﺰ‪‬ﻳﻦ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﷲ ﻻ ﻟﻠﺨﻠﻖ.‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ ‪‬ﻮﺍﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ‪‬ﺬﻡ ﻭﻻ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺰﻳﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻳﻜﺮﻩ. ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﻬﻰ‬ ‫‪‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻗﺪ ‪‬ﻰ ﻋﻨﻪ، ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺎﺀ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ‪‬ﺤﺐ ﺃﻥ ‪‬ﺮﻯ ﲨﻴﻼ ﻭﺫﻟﻚ ﺣ ﱡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻻ ‪‬ﻼﻡ ﻓﻴﻪ، ﻭﳍﺬﺍ ﻳﺴﺮﺡ ﺷﻌﺮﻩ،‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻆ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻳ‬ ‫ﻭﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﺮﺁﺓ، ﻭ‪‬ﻳﺴ ‪‬ﻱ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ، ﻭﻳﻠﺒﺲ ﺑﻄﺎﻧﺔ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﳋﺸﻦ ﺇﱃ ﺩﺍﺧﻞ، ﻭﻇﻬﺎﺭﺗﻪ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ، ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ‪‬ﻜﺮﻩ ﻭﻻ ‪‬ﺬﻡ.‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﲑﰲ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌ ﹼﻑ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ‬ ‫ﻼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳋﺮﺍﺋﻄﻲ، ﺛﻨﺎ ‪‬ﻨﺎﻥ ﺑﻦ‬ ‫ﺑ‬ ‫‪‬ﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻫﺎﻧﺊ، ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ، ﻋﻦ ﻣﻜﺤﻮﻝ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ:‬ ‫ﺳ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺨﺮﺝ ﻳﺮﻳﺪﻫﻢ، ﻭﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺭﻛﻮﺓ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬
‫-١٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﺀ، ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻭ‪‬ﺴ ‪‬ﻱ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﳊﻴﺘﻪ، ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻔﻌﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ ﻮ‬ ‫ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ: »ﻧﻌﻢ، ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻓﻠﻴﻬﻴﺊ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﲨﻴﻞ ﳛﺐ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻝ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﶈﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ ﺯﻳﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻧﺎ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺮﺯﻣﻲ؛ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺃﻡ‬ ‫ﻛﻠﺜﻮﻡ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﺧﺮﺝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻤﺮ ﺑﺮﻛﻮﺓ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﺀ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻇﱢﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﰒ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺳ ‪‬ﻯ ﳊﻴﺘﻪ ﻭﺭﺃﺳﻪ ﰒ ﻣﻀﻰ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ: »ﻭﺃﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻓﻌﻠ ‪‬؟ ﻧﻈﺮﺕ ﰲ ﻇﻞ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﻬ‪‬ﺄﺕ ﻣﻦ ﳊﻴﱵ ﻭﺭﺃﺳﻲ، ﺇﻧﻪ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺖ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺃﻥ ‪‬ﻬ‪‬ﻰﺀ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ«)٢(.‬ ‫ﻳﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﻣﺎ ﺭﻭﻳﺘﻢ ﻋﻦ ﺳﺮﻱ ﺍﻟﺴﻘﻄﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮ‬ ‫ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺈﻧﺴﺎﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﻓﻘﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﺑﻠﺤﻴﱵ ـ ﻭﺃﻣﺮ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﳊﻴﺘﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺴﻮﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ـ ﳋﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻌﺬﺑﲏ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﳏﻤﻮﻝ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨ ‪‬ﻊ ﻭﻏﲑﻩ، ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﺼﺪ ﲢﺴﲔ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻟﺌﻼ ‪‬ﺮﻯ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻻ ‪‬ﺴﺘﺤﺴﻦ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻏﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻣﺬﻣﻮﻡ، ﻓﻤﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﻣﺬﻣﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﻻ ﻓﻬﻢ ﺍﳌﺬﻣﻮﻡ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﳋﲑ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ‪‬ﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻧﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﺎﻓﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺠﺎﺝ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺜﲎ، ﺛﲏ ﳛﲕ ﺑﻦ ﲪﺎﺩ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻰ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﲎ‬ ‫ﰱ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ )٣٧١( ﺑﺴﻨﺪ ﺿﻌﻴﻒ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻭﻓﻴﻪ ﻣﺘﺮﻭﻙ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﰱ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ )٢٥٨٥(، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺰﺭﻣﻰ‬ ‫ﻣﺘﺮﻭﻙ، ﻭﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻯ، ﻛﻤﺎ ﰱ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ )٩٣٣، ٢٥٤(.‬
‫-٢٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ ﺃﺑﺎﻥ ﺑﻦ ﺗﻐﻠﺐ، ﻋﻦ ﻓﻀﻴﻞ ﺍﻟ ﹸﻘﻴﻤﻲ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ، ﻋﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ،‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﻛﱪ«،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ: ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﳛﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺛﻮ‪‬ﺑﻪ ﺣﺴﻨ‪‬ﺎ ﻭﻧﻌﻠﻪ ﺣﺴﻨﺔﹰ، ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﷲ ﲨﻴﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺤﺐ ﺍﳉﻤﺎﻝ، ﺍﻟﻜﱪ ﺑﻄﺮ ﺍﳊﻖ ﻭﻏﻤﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ«)١(. ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ: ﺍﻟﻜ‪‬ﺒ ‪ ‬ﻛ‪‬ﺒ ‪ ‬ﻣﻦ‬ ‫ِﺮ ِﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺑﻄﺮ ﺍﳊﻖ. ﻭﻏﻤﻂ: ﲟﻌﲎ ﺍﺯﺩﺭﻯ ﻭﺍﺣﺘﻘﺮ.‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﳌﺮﺗﻔﻌﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺼﻘﺮ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺟﺤﺎﻑ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﳌﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺒﺰ ﻛﺎﻟ ‪‬ﺑﻴﻘﻲ، ﻭ‪‬ﺴ‪‬ﺢ ﺑ ‪‬ﺢ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭ‪‬ﺆﺛﺮ ﻣﺎ ﻃﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻳ ﺒ ‪ ‬ﺴﺒ ِ‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﻛﺎ ﹸﺮﱠﻌﺎﺕ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ‬ ‫ﳌﻗ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺛﻴﺎﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﲑ ﻭﺳﻄﹰﺎ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻴﻄﺎﻥ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﻬﺑﺆﻻﺀ ﺑﲔ ﻃﺮﰲ ﻧﻘﻴﺾ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﺧﺮﻕ ﺑﻌﻀﻪ، ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﺃﻓﺴﺪ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻋﻨﺪ ﺃﰊ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺍﻟﺸﺒ‪‬ﻠ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺪﺧﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ: ﺳﹸﺳﻜ‪‬ﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﲔ‬ ‫ﺄ ‪‬‬ ‫‪‬ﻲ‬ ‫ﻳﺪﻳﻚ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺲ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺧﺮﻕ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺿﻌ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺲ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﳎﺎﻫﺪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺴﺎﺩ ﻣﺎ ‪‬ﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ: ﺃﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ: ﴿ﻓﻄﻔﻖ‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )١٩/٧٤١(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )١٩٠٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﱪ‬ ‫)٨٩٩١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٩٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/١٥٤.‬
‫-٣٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺴﺤ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﻷﻋﻨﺎﻕ﴾ ]ﺹ: ٣٣[، ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﻜﺖ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﰊ: ﺃﺭﺩﺕ‬ ‫ﺃﻥ ‪‬ﺴﻜﺘﻪ ﻓﺄﺳﻜﺘﻚ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﺪ ﺃﲨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻚ ﻣﻘﺮﺉ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻓﺄﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ﺇﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﺍﳊﺒﻴﺐ ﻻ ‪‬ﻌ ﱢﺏ ﺣﺒﻴﺒﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﻜﺖ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﰊ: ﻗﻞ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ، ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻮﻟﻪ‬ ‫ﻳﺬ ‪‬‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﳓﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺃﺣﺒﺎﺅﻩ ، ﻗﻞ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺬﺑﻜﻢ ﺑﺬﻧﻮﺑﻜﻢ﴾‬ ‫]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٨١[، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ: ﻛﺄﻧﲏ ﻣﺎ ﲰﻌﺘﻬﺎ ﻗ ﱡ.‬ ‫ﻂ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺃﻧﺎ ﻣﺮﺗﺎﺏ ﺑﺼﺤﺘﻬﺎ ﻷﻥ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻏﺎﻟﺐ ﻛﺎﻥ ﻻ ‪‬ﻮﺛﻖ ﺑﻪ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﺒ‪‬ﻦ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺬﺑﻪ ﻭﺍﺧﺘﻼﻗﻪ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﺎﻧﺖ ﻋﻦ ﻗﱠﺔ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺣﲔ ﺍﺣﺘﺞ ﻬﺑﺬﻩ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻵﻳﺔ، ﻭﻗﻠﺔ ﻓﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ ﺣﲔ ﺳﻜﺖ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﺑﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻓﻄﻔﻖ ﻣﺴﺤ‪‬ﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﻷﻋﻨﺎﻕ﴾ ﻷﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﱃ ﻧﱯ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ.‬ ‫ﻭﺍﳌﻔﺴﺮﻭﻥ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻵﻳﺔ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻨﺎﻗﻬﺎ ﻭﺳﻮﻗﻬﺎ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺖ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ، ﻓﻬﺬﺍ ﺇﺻﻼ ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻋﻘﺮﻫﺎ، ﻭﺫﺑﺢ ﺍﳋﻴﻞ ﻭﺃﻛﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺡ‬ ‫ِ‬ ‫ﳊﻤﻬﺎ ﺟﺎﺋ ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﻴﻪ ‪‬ﻨﺎﺡ، ﻓﺄﻣﺎ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﺛﻮﺏ ﺻﺤﻴﺢ ﻻ ﻟﻐﺮﺽ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﺟ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﳚﻮﺯ، ﻭﻣﻦ ﺍﳉﺎﺋﺰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺟﻮﺍﺯ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺷﺮﻋﻨﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺼﻘﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﺤﺎﻑ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ: ﻛﺎﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺫﺑﺎﺭﻱ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﲣﺮﻳﻖ ﺃﻛﻤﺎﻣﻪ ﻭﺗﻔﺘﻴﻖ ﻗﻤﻴﺼﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺎﻥ ﳜﺮﻕ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍ ﹸﺜ ‪‬ﻦ ﻓﲑﺗﺪﻱ ﺑﻨﺼﻔﻪ ﻭﻳﺄﺗﺰﺭ‬ ‫ﳌﻤ‬ ‫ﺑﻨﺼﻔﻪ، ﺣﱴ ﺇﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺛﻮﺏ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﺰﺭﻭﻥ ﺑﻪ‬ ‫ﻓﻘﻄﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻓﺎﺗﺰ ‪‬ﻭﺍ ﺑﻪ، ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻮﺍ ﺍﳋِﺮﻕ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻟﻠﺤﻤﺎﻣﻲ.‬ ‫ﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻜﺎﺯ ‪‬ﻭﱐ: ﻛﻨﺖ ﻣﻌﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺩﺍﺀ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻄﻌﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻨﺤﻮ ﺛﻼﺛﲔ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻧﻈﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻣﺎ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺑﻪ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬
‫-٤٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻛﻢ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﻮﺷﻨﺠﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﱄ ﹸﺒﺠﺔ)١( ﻃﻠﺒﺖ ﲟﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ، ﻓﺤﻀﺮﱐ ﻟﻴﻠﺔ ﻏﺮﻳﺒﺎﻥ،‬ ‫ﻗ ﹲ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪﺓ: ﻋﻨﺪﻙ ﺷﻲﺀ ﻟﻀﻴﻔ ‪‬؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻻ، ﺇﻻ ﺍﳋﺒﺰ، ﻓﺬﲝﺖ ﺍﻟ ﹸﺒﺠﺔ ﻭﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ.‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﳝﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﺮﺽ ﰒ ﻳﺒﻴﻌﻬﺎ ﻭﻳﻌﻄﻲ، ﻓﻠﻘﺪ ﻓ ‪‬ﻁ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟ ‪‬ﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺪ ‪‬ﺍﺝ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮ ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻟﻔﺎﻑ ﻟﺮﺟﻠﻪ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﺪﻳﻼ ﺩﺑﻴﻘ‪‬ﺎ ﻓﺸﻘﻪ ﻧﺼﻔﲔ‬ ‫ﹰ ﻴ‬ ‫ﻱ‬ ‫ﻭﺗﻠ ﱠﻒ ﺑﻪ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻟﻮ ﺑﻌﺘﻪ ﻭﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﻣﻨﻪ ﻟﻔﺎﻓﹰﺎ ﻭﺃﻧﻔﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺃﻧﺎ ﻻ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺃﺧﻮﻥ ﺍﳌﺬﻫﺐ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ، ﻓﺨﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﶈﻮﻝ ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻋﻮﺭﺓ‬ ‫ﺗﺌﻦ ﻓﺮﻣﻰ ﻃﻴﻠﺴﺎﻧﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺪﺍﺭﺕ ﻓﺘﻘ ﱠﻊ ﺍﻟ ﱠﻴﻠﺴﺎﻥ.‬ ‫ﻄ ﻄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺃﻧﻪ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ«)٢( ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﻄﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺃﻧﻔﻘﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﻔﺮﻃﹰﺎ، ﻓﻜﻴﻒ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﻡ. ﻭﻧﻈﲑ ﻫﺬﺍ ﲤﺰﻳﻘﻬﻢ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ‬ ‫ﳌ ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻴﺄﰐ ﺫﻛﺮﻩ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﰒ ﻳ ‪‬ﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ، ﻭﻻ ﺧﲑ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻨﺎﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ. ﺃﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻋﺒﻴﺪ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺃﻡ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃ‪‬ﻢ ﳜﺎﻟﻔﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﻔﻌﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﰒ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﺇﻧﻪ ﻟﻌﻨﺎ ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻓﻠﻌﻤﺮﻱ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺇﻧﻪ ﳉﻬﻞ ﺷﺪﻳﺪ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻧﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﳌﺎ ﺗﻐ‪‬ﺮ ﺍﳊﺎﻝ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻴ‬ ‫)١( ﺍﻟﻘﺒﺠﺔ: ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﺒﺞ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ، ﻭﻫﻮ ﺍﳊﺠﻞ، ﻃﺎﺋﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٥٧٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﻓﻘﻴﺔ )٣٩٥/٢١ ــ ٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬
‫-٥٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﰊ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﻭﻓﺎﺗﻪ، ﻣ ‪‬ﻕ ﺍﺑﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻗﻤﻴﺼ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻔﺘﺢ ﺃﺑﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﻴﻨﻪ،‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ، ﻭﺭﻳﺎﺀ ﺑﺎﻃﻦ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ.‬ ‫ﺍﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﺗﻘﺼﲑ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﺗﻘﺼﲑ ﺛﻮﺑﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺷﻬﺮﺓ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬﻫﺐ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﺪﻱ‪ ،‬ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ: ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻹﺯﺍﺭ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﺇﺯﺍﺭ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺇﱃ ﺃﻧﺼﺎﻑ ﺍﻟ ‪‬ﺎﻗﲔ، ﻻ ‪‬ﻨﺎﺡ ﺃﻭ ﻻ ﺣﺮﺝ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻜﻌﺒﲔ، ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻠﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺘﺐ ﺇﱄ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻋﻦ ﻣﻌﻤﺮ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﰲ ﻗﻤﻴﺺ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺘﺬﻳﻴﻞ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﻤﲑ.‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻫﺎﻧﺊ، ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻋﻠﻲ ﻗﻤﻴﺺ ﺃﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻛﺒﺔ ﻭﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﺎﻕ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻫﺬﺍ، ﻭﺃﻧﻜﺮﻩ،‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺑﺎﳌﺮﺓ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ.‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﳚﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺧﺮﻗﺔ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﳚﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺧﺮﻗﺔ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ، ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﹸ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٣٩٠٤(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٣٧٥٣(، ﻭﻣﺎﻟﻚ ﰱ ﺍﳌﻮﻃﺄ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٢١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٥، ٦ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ.‬
‫-٦٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺷﻬﺮﺓ، ﻷﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻟﺒﺎﺱ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺷﻬﺮﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﻜﺮﻭﻩ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ‪‬ﻨﺪﺍﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ‬ ‫ﺑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﻮﺷﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳐﻠﺪ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﱪﻱ: ﻗﺎﻝ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ: ﺇﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺩﺧﻞ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻳﻮﻡ ﲨﻌﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻗﻠﻨ ‪‬ﻮﹲ،‬ ‫ﺴﺓ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻼﻧﺲ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﻓﻮﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﻛ ‪‬ﻪ.‬ ‫ﹸﻤ‬ ‫ﲣﺼﻴﺺ ﺛﻴﺎﺏ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﺛﻴﺎﺏ ﻟﻠﺨﻼﺀ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺳﻮﺳﺔ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﻟﻠﺨﻼﺀ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻭﻟﻠﺼﻼﺓ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ. ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺎﻣﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ، ﺛﻨﺎ ﺣﺎﰎ، ﻳﻌﲏ ﺍﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﺛﲏ ﺟﻌﻔﺮ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﺃﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ‬ ‫ﺑﲏ ﻟﻮ ﺍﲣﺬﺕ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻟﻠﻐﺎﺋﻂ، ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺬﺑﺎﺏ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﰒ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺏ، ﰒ ﺃﺗﻴﺘﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﺇﻻ ﺛﻮﺏ ﻓﺮﻓﻀﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺳﻮﻯ ﺛﻮﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﺯﻫﺪ‪‬ﺍ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ،‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻣﻜﻦ ﺍﲣﺎﺫ ﺛﻮﺏ ﻟﻠﺠﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻠﺢ ﻭﺃﺣﺴﻦ.‬ ‫ﹸ ٍ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻈﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ‪‬ﺰﱘ ﺑﻦ ﲪﻴﺪ، ﺛﲏ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺷﻴﺒﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﺎﻥ، ﻋﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ،‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺧﻄﺒﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰲ ﻳﻮﻡ ﲨﻌﺔ ﻓﻘﺎﻝ: »ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻟﻮ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺛﻮﺑﲔ‬ ‫ٍ‬
‫-٧٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻴﻮﻡ ﲨﻌﺔ ﺳﻮﻯ ﺛﻮﺏ ﻣﻬﻨﺘﻪ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺍﳋ ‪‬ﺎﺏ، ﻧﺎ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺳﺎﻣﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ،‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺎﺩ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍ‪‬ﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ،‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﻏﲑ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺫﻟﻚ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪‬ﺮﺩ ﳝ ﱞ ﻭﺇﺯﺍﺭ ﻣﻦ ﻧﺴﺞ ‪‬ﻤﺎﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻠﺒﺴ ‪‬ﻤﺎ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﰒ‬ ‫‪‬ﻬ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺑ‪ ‬ﲏ‬ ‫‪‬ﻳﻄﻮﻳﺎﻥ)٢(.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻣﻄﺎﻋﻤﻬﻢ ﻭﻣﺸﺎﺭﻬﺑﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﺑﺎﻟﻎ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺘﻘﻠﻴﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻭﺧﺸﻮﻧﺘﻪ ﻭﻣﻨﻌﻬﻢ ﺷﺮﺏ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺇﱃ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺍﺳﺘﺮﺍﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺐ‬ ‫ﻭﺍﺷﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟ‪‬ﻌ ‪‬ﺐ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺃﻛﻠﻬﻢ ﻭﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﻋﻴﺸﻬﻢ.‬ ‫ﺘﺠ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﹸﺮﻑ ﳑﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻗﺪﻣﺎﺅﻫﻢ‬ ‫ﻃ ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻀﻌﻒ ﻗﻮﺗﻪ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻴﺴﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ‪‬ﻘﻴﻢ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻓﺮﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﺪﺭﻫﻢ ﺩﺑﺴ‪‬ﺎ ﻭﺑﺪﺭﳘﲔ ﲰﻨ‪‬ﺎ ﻭﺑﺪﺭﻫﻢ ﺩﻗﻴﻖ ﺍﻷﺭ ‪،‬‬ ‫‪‬ﺯ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﻴﺨﻠﻄﻪ ﻭﳚﻌﻠﻪ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﻭﺳﺘﲔ ﹸﺮﺓ ﻓﻴﻔﻄﺮ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺣﺪﺓ.‬ ‫ﻛﹰ ‪ ‬ﱠ ٍ‬ ‫ﹸ‪ ‬ﹸ‪‬‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺳﻬﻞ ﻳﻘﺘﺎﺕ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﻨﺒﻖ ﻣﺪﺓ، ﻭﺃﻛﻞ‬ ‫ﺩﻗﺎﻕ ﺍﻟﺖ ﺑﻦ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﲔ، ﻭﺍﻗﺘﺎﺕ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﰲ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﲔ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٨٧٠١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٥٩٠١(، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺒﻮﺻﲑﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٨٦٥( ﻣﻮﺍﺭﺩ‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٥٦٧١(.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺍﻧﻈﺮ: ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٠٨٤٤، ٠٢٦٤(.‬
‫-٨٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﺛﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﺑﻦ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﱵ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍ ﹸﺼﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳊ ‪‬ﺍﺩ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﳊ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﺃﺑﻮ ﺗﺮﺍﺏ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻜﺮﺓ ﻣﺎﺀ ﻭﱄ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﱂ ﺁﻛﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﱂ ﺃﺷﺮﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﺀ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺟﻠﻮ ‪‬ﻚ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻧﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳ‬ ‫ﻣﻦ ﻳﻐﻠﺐ ﻓﺄﻛﻮﻥ ﻣﻌﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺷﺄﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﻞ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺢ، ﺛﲏ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺻﺤﺒﺖ ﺫﺍ ﺍﻟ‪‬ﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﲬﻴﻢ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺇﻓﻄﺎﺭﻩ ﺃﺧﺮﺟﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻗﺮﺻ‪‬ﺎ ﻭﻣﻠﺤ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﻭﻗﻠﺖ: ﻫﻠ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻣﻠ ‪‬ﻚ ﻣﺪﻗﻮﻕ. ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻟﺴﺖ‬ ‫ﺤ‬ ‫‪ ‬ﹸﻢ‬ ‫‪‬ﻔﻠ ‪ ،‬ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﱃ ﻣﺰﻭﺩﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﺳﻮﻳﻖ ﺷﻌﲑ ﻳﺴﺘﻒ ﻣﻨﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ِِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ﺢ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺍﺝ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻗﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟ ‪‬ﺑﺪ ﺑﺎﻟﻌﺴﻞ ﺇﺳﺮﺍﻑ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺰ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺻﺎﺣﺐ‬ ‫ﺳﻬﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺑﻠﻎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﺑﲑﻱ ﻭﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺟﻲ ﻭﺍ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﻭﰱ ﺃﻥ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﺣ ‪‬ﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻖ، ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺑﲑﻱ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺑﻠﻐﻨﺎ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬ﺠ ﹸ‬ ‫ﺃ‪‬ﻚ ﻗﻠﺖ: ﺃﻧﺎ ﺣ ‪‬ﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻖ، ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ؟ ﺃﻧ ﱞ ﺃﻧﺖ؟ ﺃﺻ ‪‬ﻳﻖ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ: ﱂ‬ ‫ﺪ‪‬‬ ‫ﱯ‬ ‫‪‬ﺠ ﹸ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺃﺫﻫﺐ ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﳕﺎ ﻗﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﻷﺧﺬﻱ ﺍﳊﻼﻝ، ﻓﺘﻌﺎﻟﻮﺍ ﻛﱡ ﹸﻢ ﺣﱴ ﻧﺼﺤﺢ‬ ‫ﹸﻠﻜ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﻼﻝ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻓﺄﻧﺖ ﻗﺪ ﺻﺤﺤﺘﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﻴﻒ؟ ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ: ﻗﺴﻤﺖ ﻋﻘﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻌﺮﻓﱵ ﻭﻗﻮﰐ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺟﺰﺍﺀ. ﻓﺄﺗﺮﻛﻪ ﺣﱴ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺘﺔ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺟﺰﺀ ﻭﺍﺣﺪ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺧﻔﺖ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﺰﺀ ﻭ‪‬ﺘﻠﻒ ﻣﻌﻪ ﻧﻔﺴﻲ ﺧﻔﺖ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﻋﻨﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺘﻠ‪‬ﻬﺎ، ﺩﻓﻌﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟ‪‬ﻠﻐﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬
‫-٩٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫‪‬ﻔﻠﺢ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﺃﰊ، ﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻗﺎﻝ ﱄ: ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ ﻣﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺃﻃﻌﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻃﻌﺎﻣ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻣﺎ ﺃﺣﻞ ﺍﷲ ﳍﺎ ﺍﳌﻴﺘﺔ.‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﻮﻫﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺃﰊ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﻠﺲ ﰲ ﻣﺴﺠﺪﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻻ ‪‬ﻄﻴﻖ ﺫﻟﻚ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺗﻮﺳﻊ ﱄ ﰲ ﺫﻟﻚ، ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﻓﺠﻠﺲ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﻄﻌﻢ ﻓﺼﱪ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﱐ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ: ﻻ ‪‬ﺑ ‪ ‬ﳑﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬ﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﻮﺕ. ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺇﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺃﺭﻳﺪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ‪‬ﻘﻴﻢ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺟﺴﺪﻱ ﰲ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﺇﻥ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻷﺩﻣﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋ ‪‬ﺍﺹ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺥ ﱄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺤﺐ ﺃﺑﺎ ﺗﺮﺍﺏ، ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺻﻮﰲ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﱃ ﻗﺸﺮ ﺍﻟﺒﻄﻴﺦ، ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻃﻮﻯ ﺛﻼﺛﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻳﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﲤ ‪ ‬ﻳﺪﻙ ﺇﱃ ﻗﺸﺮ ﺍﻟﺒﻄﻴﺦ؟ ﺃﻧﺖ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ، ﺍﻟﺰﻡ ﺍﻟﺴﻮﻕ)١(.‬ ‫ﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺪ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺎﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬ ‫ﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻘﲑﻭﺍﱐ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻗﺎﻡ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﱯ ﺑﺎﳊﺮﻡ ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﳍﻢ ﺳﺒﻌﺔ ﱂ ﻳﺄﻛﻠﻮﺍ ﻓﺨﺮﺝ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﻟﻴﺘﻄﻬﺮ ﻓﺮﺃﻯ ﻗﺸﺮ ﺑﻄﻴﺦ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻓﺄﻛﻠﻪ، ﻓﺮﺁﻩ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﺎﺗﺒﻌﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻭﺟﺎﺀ ﺑﺮﻓﻖ ﻓﻮﺿﻌﻪ ﺑﲔ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺦ: ﻣﻦ ﺟﲎ ﻣﻨﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻨﺎﻳﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺃﻧﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻗﺸﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺑﻄﻴﺦ ﻓﺄﻛﻠﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻦ ﻣﻊ ﺟﻨﺎﻳﺘﻚ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻓﻖ، ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻡ ﻭﻣﻌﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﻭﺗﺒﻌﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﱂ ﺃﻗﻞ ﻟﻚ ﻛﻦ ﻣﻊ ﺟﻨﺎﻳﺘﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺟﻞ: ﺃﻧﺎ ﺗﺎﺋﺐ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﳑﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﲏ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻻ ﻛﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٩٤.‬
‫-٠٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﻨﻮﺯﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﻨﺎﻥ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﲟﻜﺔ‬ ‫ﳎﺎﻭﺭ‪‬ﺍ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻬﺑﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋ ‪‬ﺍﺹ ﻭﺃﺗﻰ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﱂ ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻠﻲ ﺑﺸﻲﺀٍ، ﻭﻛﺎﻥ ﲟﻜﺔ ‪‬ﺰ‪‬ﻳﻦ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻮ‬ ‫ﳛﺐ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻗﻪ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻩ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﳛﺘﺠﻢ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﻟﻪ ﳊﻤ‪‬ﺎ ﻓﻄﺒﺨﻪ ﻓﺄﻃﻌﻤﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺼﺪﺗﻪ ﻭﻗﻠﺖ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺘﺠﻢ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﳊﻤ‪‬ﺎ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺈﺻﻼﺣﻪ، ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺑﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺪﻳﻪ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻘﻮﻝ: ﺗﺮﻯ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﺮﺍﻍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻊ ﻓﺮﺍﻍ ﺍﳊﺠﺎﻣﺔ، ﰒ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ‬ ‫ﻭﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﻧﻔﺲ ﺇﳕﺎ ﺟﺌﺖ ﲢﺘﺠﻤﲔ ﻻ ﻟﺘﻄﻌﻤﻲ، ﻋﺎﻫﺪﺕ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻻ ﹸﻗﺖ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻣﻪ‬ ‫ﱠﺫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﺍﻧﺼﺮﻓ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺃﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻁ. ﻓﻘﻠﺖ: ﰒ ﻋﻘﺪ،‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺖ‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ. ﻭﺟﺌﺖ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻭﱂ ‪‬ﻘﺪﺭ ﱄ ﺷﻲﺀ ﺁﻛﻠﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﺑﻘﻴﺖ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﱂ ﻳﺘﻔﻖ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻤﺖ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺳﻘﻄﺖ ﻭﻏﺸﻲ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻮﱄ ﻧﺎﺱ ﻭﺣﺴﺒﻮﺍ ﺃﱐ ﳎﻨﻮﻥ ﻓﻘﺎﻡ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻓ ‪‬ﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﺣﺪﺛﲏ، ﰒ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺄﻛﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ؟ ﻗﻠﺖ: ﻗ ‪‬ﺏ ﺍﻟﻠﻴ ﹸ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺴﻨﺘﻢ ﻳﺎ ﻣﺒﺘﺪﺋﻮﻥ ﺍﺛﺒﺘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ‪‬ﻔﻠ ‪‬ﻮﺍ، ﰒ ﻗﺎﻡ،‬ ‫ﺗ ِﺤ‬ ‫ﻞ‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺻﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﻫﻮ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﱐ ﻭﻣﻌﻪ ﻗﺼﻌﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺱ ﻭﺭﻏﻴﻔﺎﻥ ﻭﺩﻭﺭﻕ ﻣﺎﺀ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻓﻮﺿﻌﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﻭﻗﺎﻝ: ﹸﻞ ﺫﻟﻚ، ﻓﺄﻛﻠﺖ ﺍﻟﺮﻏﻴﻔﲔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺱ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻓﻴﻚ ﻓﻀﻞ ﺗﺄﻛﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺁﺧﺮ؟ ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻓﻤﻀﻰ ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻘﺼﻌﺔ ﻋﺪﺱ ﻭﺭﻏﻴﻔﲔ ﻓﺄﻛﻠﺘﻬﻤﺎ ﻭﻗﻠﺖ: ﻗﺪ‬ ‫ﺍﻛﺘﻔﻴ ‪ ،‬ﻓﺎﺿﻄﺠﻌﺖ ﻓﻤﺎ ﻗﻤﺖ ﻟﻴﻠﱵ، ﻭﳕﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻣﺎ ﺻﻠﻴﺖ ﻭﻻ ﻃﻔﺖ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺖ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻮﰲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻮﰲ ﺑﻌﺪ ﲬﺴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻧﺎ ﺟﺎﺋﻊ، ﻓﺄﻟﺰ ‪‬ﻮﻩ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻕ ﻭﺃ ‪‬ﺮﻭﻩ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻣ‪ ‬ﺴ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻈﻔﺮﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻣﺮﱐ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﺃﻥ ﺃﻗﺪﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺸﺮ ﺣﺒﺎﺕ ﺯﺑﻴﺐ‬ ‫ﻹﻓﻄﺎﺭﻩ ﻓﺄﺷﻔﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺤﻤﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﲬﺲ ﻋﺸﺮﺓ ﺣﺒﺔ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱄ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻙ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻬﺑﺬﺍ؟ ﻭﺃﻛﻞ ﻋﺸﺮ ﺣﺒﺎﺕ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ.‬
‫-١٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﰲ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ ﺃﻓﻄﺮ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻜﻒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻗ ﹼﺀ ﻓﻤﻀﻴﺖ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﺎﻓﺘﺼﺪﺕ ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﺮﻗﻲ ﺷﺒﻪ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﻏﺸﻲ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻓﺘﺤ‪‬ﺮ‬ ‫ﻲ ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺍﻟﻔ ‪‬ﺎﺩ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺟﺴﺪ‪‬ﺍ ﻻ ﺩﻡ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﺼ‪‬‬ ‫ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺃﻛﻞ ﺩﺭﻫﻢ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ ‪‬ﻘ ‪‬ﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺻﺒﺎﺣ‪‬ﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﳝﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﺒﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﳛﺘﺞ ﲟﺎ‬ ‫ﻳﺴ‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻨﻮﺭﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻘﺰﻭﻳﲏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺰ‪‬ﺎﺕ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺯﻫﺮ ﺑﻦ ﲨﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﺑﺰﻳﻊ، ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺍﺣﺮﻣﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺈﳕﺎ ﻗﻮﻱ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﳚﺮﻱ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﻬﺑﺎ«)١(.‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﳝﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﰲ، ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﳝﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ‬ ‫ﻓﻴﺸﺮﺏ ﺍﳊﺎ ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﳚﻌﻞ ﻣﺎﺀﻩ ﰲ ﺩﻥ ﻣﺪﻓﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻴﺼﲑ ﺣﺎﺭ‪‬ﺍ، ﻭﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻣﻦ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﺪﺓ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺮﻭﻳﺎﱐ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪﺍﻥ، ﺛﲏ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﰊ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻤﻲ ﺧﺎﺩﻡ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﳑﺎ ﻳﺄﻛﻠﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻨﻮ ﺁﺩﻡ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺳﻬﻞ ﻣﺎ ﻻﻗﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﲏ ﺃﱐ ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﺃﻣﺮ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﺄﺑﺖ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻌﺰﻣﺖ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺷﺮﺏ ﺍﳌﺎﺀ ﺳﻨﺔ، ﻓﻤﺎ ﺷﺮﺑﺖ ﺍﳌﺎﺀ ﺳﻨﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ )١٢٣(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ٣/٠٣‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﺑﺰﻳﻎ ﺃﺑﻮ ﺍﳋﻠﻴﻞ«، ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻰ ﰱ ﺍﻟﻶﱃﺀ ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ٢/٣٣١، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ‬ ‫ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ٢/٠٤٢، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٩٧٨١(: »ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬
‫-٢٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺩﻋﻮﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺠﻤﺤﺖ ﻓﻌﺰﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺷﺮﺏ ﺍﳌﺎﺀ ﺳﻨﺔ ﻭﻻ ﺃﺫﻭﻕ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺳﻨﺔ ﻓﻮﻓﺖ ﱄ ﺑﺬﻟﻚ.‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﺗﺐ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﻄﺎﻋﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺳﺘﺤﺐ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻟﻠﻤﺮﻳﺪ ﺃﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﻏﻴﻔﲔ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻷﻗﻮﺍﺕ‬ ‫ﻓﻴﻘﻠﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺰﻥ ﻗﻮﺗﻪ ﺑﻜﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻛﺮﺏ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﻭﻫﻲ ﲡﻒ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻴﻨﻘﺺ‬ ‫ﹰ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﺫﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻓﻴﺄﻛﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﰒ ﻳﺘﺪ ‪‬ﺝ‬ ‫ﺭ‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﻳﻮﻣﲔ ﻭﺛﻼﺛﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﳉﻮﻉ ‪‬ﻨﻘﺺ ﺩﻡ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻓﻴﺒﻴﻀﻪ ﻭﰲ ﺑﻴﺎﺿﻪ ﻧﻮﺭﻩ، ﻭ‪‬ﺬﻳﺐ ﺷﺤﻢ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫‪‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻭﰲ ﺫﻭﺑﺎﻧﻪ ﺭﻗﺘﻪ، ﻭﰲ ﺭﻗﺘﻪ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﻭﻗﺪ ﺻﻨﻒ ﳍﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ‪‬ﺮﻣﺬﻱ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﲰﺎﻩ »ﺭﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ« ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ: ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺒﺘﺪﺉ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﺷﻬﺮﻳﻦ‬ ‫ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﲔ ﺗﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﰒ ﻳﻔﻄﺮ ﻓﻴﻄﻌﻢ ﺍﻟﻴﺴﲑ ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻛﺴﺮﺓ ﻛﺴﺮﺓﹰ، ﻭﻳﻘﻄﻊ ﺍﻹﺩﺍﻡ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﻠ ﱠﺓ، ﻭﳎﺎﻟﺴﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻓﺮﺍﺡ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻓﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻟ ﱠ‪‬ﺎ ﺣﱴ ﲤﺘﻠﺊ ﻏﻤ‪‬ﺎ.‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﳍﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺔ، ﻳﺒﻘﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﳋﺒﺰ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﺰﻳﻮﺗﺎﺕ ﻭﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬﺓ، ﻓﻬﺬﻩ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ ﰲ ﻣﻄﺎﻋﻤﻬﻢ ﻳﺪ ﱡ ﻣﺬﻛﻮﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ‪‬ﻐﻔﻠﻬﺎ.‬ ‫ﻣ‬ ‫‪‬ﻝ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺍﳋﻄﺄ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﻓﻔﻌﻞ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻷﻧﻪ ﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻻ ﺗﻄﻴﻖ، ﰒ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﺑﺎﳊﻨﻄﺔ ﻭﺟﻌﻞ ﻗﺸﻮﺭﻫﺎ ﻟﺒﻬﺎﺋﻤﻬﻢ ﻓﻼ ﺗﺼﻠﺢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺰﺍﲪﺔ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﰲ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺘﱭ، ﻭﺃﻱ ﻏﺬﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﺘﱭ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﲢﺘﺎﺝ‬ ‫ﺇﱃ ﺭﺩ.‬
‫-٣٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﺎﺋﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺃﺿﻌﻔﻪ‬ ‫ﺍﳉﻮﻉ ﻗﺎﻋﺪ‪‬ﺍ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﻗﺎﺋﻤ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﻗ ‪‬ﺍﻩ ﺍﻷﻛﻞ.‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ ﺑﻞ ﺇﺫﺍ ﺗﻘ ‪‬ﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻷﻧﻪ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻳﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﲡ ‪‬ﻉ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻗﺎﻋﺪ‪‬ﺍ ﻓﻘﺪ ﺗﺴﺒﺐ ﺇﱃ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻓﻠﻢ ﳚﺰ‬ ‫ﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻪ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻴﺘﺔ ﻣﺎ ﺟﺎﺯ ﻫﺬﺍ، ﻓﻜﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﺣﻼﻝ، ﰒ ﺃﻱ ﹸﺮﺑﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻮﻉ‬ ‫ﻗ ٍ‬ ‫ﺍ ﹸﻌ ﱢﻞ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ.‬ ‫ﳌﻄ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﳊﺪﺍﺩ: ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﻳﻐﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻡ ﺍﻟﻴﻘﲔ؟ ﻓﺈﻧﻪ ﺟﻬﻞ ﳏﺾ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ ﺗﻀﺎ ‪ ،‬ﺇﳕﺎ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺃﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩ‬ ‫ﲢﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻭﺍﳌﺸﺮﺏ، ﻭﺇﳕﺎ ﺇﺷﺎﺭ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﺃﺷﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ ﺇﱃ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺼﱪ ﻭﻫﺬﺍ ﲣﻠﻴﻂ ﻗﺒﻴ ‪ ،‬ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻡ ﺷﺪ ‪‬ﻭﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﺍ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫‪‬ﺩ‬ ‫ﹲ ﺢ‬ ‫ﻛﻘﺮﻳﺶ ﰲ ﺗﺸ ‪‬ﺩﻫﻢ ﺣﱴ ﺳ ‪‬ﻮﺍ ﺑﺎ ﹸﻤﺲ، ﻓﺠﺤﺪﻭﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﺷﺪﺩﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﻉ.‬ ‫‪‬ﻤ ﳊ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ: ﻣﻠ ‪‬ﻚ ﻣﺪﻗﻮﻕ ﻟﺴﺖ ﺗﻔﻠ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻤﻦ‬ ‫ﺢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﺃﺑﻴﺢ ﻟﻪ ﻟﺴﺖ ﺗﻔﻠ ‪ ،‬ﻭﺃﻣﺎ ﺳﻮﻳﻖ ﺍﻟﺸﻌﲑ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻟﻘﻮﻟﻨﺞ)١(.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺢ‬ ‫ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ: ﺍﻟ ‪‬ﺑﺪ ﺑﺎﻟﻌﺴﻞ ﺇﺳﺮﺍﻑ ﻗﻮﻝ ﻣﺮﺫﻭﻝ ﻷﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﳑﻨﻮﻉ ﻣﻨﻪ ﺷﺮﻋ‪‬ﺎ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪ ‬ﹲ‬ ‫ﺰ‪‬‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺄﺫﻭﻥ ﻓﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻘﱠﺎﺀ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻃﺐ)٢(، ﻭﻛﺎﻥ ﳛﺐ‬ ‫ﺜ ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺍﳊﻠﻮﻯ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ)٣(.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺴﻤﺖ ﻗﻮﰐ ﻭﻋﻘﻠﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻓﻔﻌﻞ ‪‬ﺬﻡ ﺑﻪ ﻭﻻ‬ ‫ﹲﻳ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻤﺪﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫ ﱂ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﲟﺜﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﺃﻗﺮﺏ ﻷﻧﻪ ﻇﻠﻢ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﺗﺮﻙ ﳊﻘﻬﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﺃﻥ ‪‬ﺒﺎﺡ ﱄ ﺃﻛﻞ ﺍﳌﻴﺘﺔ: ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺑﺮﺃﻳﻪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫)١( ﺍﻟﻘﻮﻟﻨﺞ: ﻣﺮﺽ ﻣﻌﻮﻯ ﻣﺆﱂ، ﻳﺼﻌﺐ ﻣﻌﻪ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﱪﺍﺯ ﻭﺍﻟﺮﻳﺢ، ﻭﺳﺒﺒﻪ ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﻟﻮﻥ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ )٥٣٨٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٣٤٠٢/٧٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ.‬ ‫)٣( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ )١٣٤٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻜﻼﻡ )٤٧٤١/١٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
‫-٤٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﺮﺫﻭﻝ. ﻭﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳊﻼﻝ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻝ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ: ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﷲ، ﻛﻼﻡ ﺭﻛﻴﻚ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻗﺪ ﺑﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺣﱴ ﺇﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﳛﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﺒﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﻗﺸﺮ ﺍﻟﺒﻄﻴﺦ ﺑﻌﺪ ﺍﳉﻮﻉ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﻪ، ﻭﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻃﻮﻯ ﺛﻼﺛﹰﺎ ﱂ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻟﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﻫﺪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺣﲔ ﺍﺣﺘﺠﻢ ﺣﱴ‬ ‫ﻭﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻻ ﳛ ﱡ ﻟﻪ، ﻭﻗﻮﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻟﻪ: ﺃﺣﺴﻨﺘﻢ ﻳﺎ ﻣﺒﺘﺪﺋﻮﻥ ﺧﻄﺄ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﺇﺫ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﱂ ﻳﺄﻛﻞ ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻏﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﺛﲏ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﳊﻀﺮﻣﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺍﺝ، ﺛﻨﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻣﻦ‬ ‫ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺟﻬﺪ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻠﻢ ‪‬ﻔﻄﺮ ﻓﻤﺎﺕ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(.‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻛﻞ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﺎﻟﻴ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﺳﺪﻱ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﻓﺬﻛﺮﻩ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺟﻬﺪ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻄﺮ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﻓﻔﻌﻞ ﻗﺒﻴﺢ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﻭﻣﺎ ﻳﻮﺭﺩ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﻳﺮﺍﺩ‪‬ﺍ ‪‬ﺴﺘﺤﺴﻨ‪‬ﺎ ﳍﺎ ﺇﻻ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﺄﺻﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳌﺘﻤﻜﻦ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻣ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٠١/٠٧٢، ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﻷﺯﺩﻯ: ﱂ ﻳﺼﺢ ﺣﺪﻳﺜﻪ، ﻭﻓﻴﻪ: ﺑﻘﻴﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ: ﻛﺜﲑ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﻋﻨﻌﻦ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻣﺴﻬﺮ: ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﻘﻴﺔ ﻛﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻴﺔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻏﲑ ﻧﻘﻴﺔ« ﺍﻧﻈﺮ: ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ٢/١٠٦،‬ ‫ﻭ‪‬ﺬﻳﺐ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ١/٤٧٤ ــ ٨٧٤.‬ ‫)٢( ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.‬
‫-٥٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻻ ﻳﻬﻮﻟﻪ ﻗﻮﻝ ﻣﻌﻈﻢ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻔﻌﻞ ﺟﺎﻫﻞ ‪‬ﱪﺳﻢ)١(.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻮ‪‬ﻢ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺫﺑﺢ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻋﻠﻢ ﲟﺼﺎﱀ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻓﺄﺑﺎﺡ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻟﺘﻘﻮﻳﺘﻬﺎ، ﻓﺄﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻳﻘﻮﻱ ﺍﻟﻘﻮﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﺮﻛﻪ ﻳﻀﻌﻔﻬﺎ ﻭﻳﺴﻲﺀ ﺍﳋﹸﻖ، ﻭﻗﺪ »ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺄﻛﻞ‬ ‫ﹸﻠ‬ ‫ﺍﻟﻠﺤﻢ)٢( ﻭﳛﺐ ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺓ«)٣(، ﻭﺩﺧﻞ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﻘ ‪‬ﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻃﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺪ‬ ‫»ﱂ ﺃﺭ ﻟﻜﻢ ‪‬ﺮﻣﺔ ﺗﻔﻮﺭ«)٤(.‬ ‫ﺑ ﹰ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﳊﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻓﻴﻬﻢ ﻓﻘﲑ ﻓﻴﺒﻌﺪ ﻋﻬﺪﻩ ﺑﺎﻟﻠﺤﻢ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪   ‬‬ ‫ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳌﺎ ﺧﻠﻖ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ﻭﺍﻟ‪‬ﺒﻮﺳﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟ ‪‬ﻃﻮﺑﺔ ﻭﺟﻌﻞ ﺻﺤﺘﻪ ﻣﻮﻗﻮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﺍﻷﺧﻼﻁ: ﺍﻟ ‪‬ﻡ ﻭﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﻭﺍﳌ ‪‬ﺓ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺮﺓ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ، ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺧﻼﻁ ﻓﺘﻤﻴﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺼﻪ ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ‬ ‫ﻓﻴﻤﻴﻞ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻤﻮﺿﺔ، ﺃﻭ ﻳﻨﻘﺺ ﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﻓﺘﻤﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﻃﺒﺎﺕ، ﻓﻘﺪ ﺭ ﱢﺐ ﰲ‬ ‫‪‬ﻛ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﻣﺎ ﲤﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺗﻮﺍﻓﻘﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎﻟﺖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺤﻬﺎ ﻓﻤﻨﻌﺖ ﻓﻘﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻮﺑﻠﺖ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺑﺮﺩﻫﺎ، ﰒ ﻳﺆﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ‬ ‫ﳐﺎﻟﻔﹰﺎ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ.‬ ‫ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻣﻄ‪‬ﺔ ﺍﻵﺩﻣ ‪ ،‬ﻭﻣﱴ ﱂ ﻳﺮﻓﻖ ﺑﺎﳌﻄ‪‬ﺔ ﱂ ﺗﺒﻠﻎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﱠﺖ ﻋﻠﻮﻡ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴﹸ ﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ، ﻓﺈﻥ ﺃﺳﻨﺪﻭﺍ ﻓﺈﱃ ﺣﺪﻳﺚ ﺿﻌﻴﻒ ﺃﻭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻬﻤ ‪‬ﻢ‬ ‫ﻬ‬ ‫ٍ‬ ‫)١( ﻣﱪﺳﻢ: ﺍﻟﱪﺳﺎﻡ ﺑﺎﻟﻜﺴﺮ: ﻋﻠﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ، ﻭﻗﺪ ﺑﺮﺳﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻬﻮ ﻣﱪﺳﻢ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )٢١٧٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٤٩١/٧٢٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ )٠٤٣٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٤٩١/٨٢٣( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ )٠٣٤٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻌﺘﻖ )٤٠٥١/٤١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
‫-٦٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻨﻪ ﺭﺩﻳﺌﹰﺎ، ﻭﻟﻘﺪ ﻋﺠﺒﺖ ﻷﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﻧﺰﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺇﱃ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﺣﱴ ﺇﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺮﻳﺪ ﺇﺫﺍ ﺗﺎﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻭ‪‬ﺠﺎﻣﻊ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻓﻴﻌﻄﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﻬﻮﺗﲔ ﻓﺘﻘﻮﻯ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺩﺍﻡ ﺷﻬﻮﺓ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺇﺩﺍﻣ‪‬ﺎ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﺷﻬﻮﺓ ﺃﺧﺮﻯ.‬ ‫ﺃﻭ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻃﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﺑ ‪‬ﺴﻞ ﻭﺍﺣﺪ«)١( ﻓﻬﻼ ﺍﻗﺘﺼﺮ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻐ ٍ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺷﻬﻮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ. ﺃﻭ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻘﺜﺎﺀ‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﻃﺐ«)٢(. ﻭﻫﺎﺗﺎﻥ ﺷﻬﻮﺗﺎﻥ، ﺃﻭﻣ‪‬ﺎ ﺃﻛﻞ ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﺍﳍﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺘﻴﻬﺎﻥ ﺧﺒﺰ‪‬ﺍ ﻭﺷﻮﺍﺀ ﻭ‪‬ﺴﺮ‪‬ﺍ‬ ‫ﺑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺷﺮﺏ ﻣﺎﺀ ﺑﺎﺭﺩﺍ؟)٣( ﺃﻭﻣ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﻌﻨﺐ ﻭﺍﻟﻔﺎﻟﻮﺫﺝ)٤( ﰒ ﻳﻘﻮﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ً ‪‬‬ ‫ﻓﻴﺼﻠﻲ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻒ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺍﻟﺸﻌﲑ ﻭﺍﻟﺖ ﺑﻦ ﻭﺍﻟﻘ ‪ ،‬ﻭﺗﻄﻌﻢ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺍﳋﺒﻂ ﻭﺍﳊﻤﺾ،‬ ‫ﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺇﻻ ﻧﺎﻗﺔ. ﻭﺇﳕﺎ ‪‬ﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﻊ ﺑﲔ ﺇﺩﺍﻣﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻟﺌﻼ ‪‬ﺘﺨﺬ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸ ﹼ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻴﺤﻮﺝ ﺇﱃ ﻛﻠﻔﺔ ﻭﺇﳕﺎ ﲡﺘﻨﺐ ﻓﻀﻮﻝ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻟﺌﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻷﻛﻞ‬ ‫ﻭﺟﻠﺐ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻭﻟﺌﻼ ﺗﺘﻌﻮﺩ ﻓﻴﻘﻞ ﺍﻟﺼﱪ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﰲ ﻛﺴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﺗﻨﺎﻭﳍﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻭﺟﻬﻬﺎ. ﻭﻫﺬﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﰲ ﺗﺮﻙ ﻓﻀﻮﻝ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﺑﻪ »ﺍﺣﺮﻣﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ«)٥(، ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻉ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻳﺪ ﺑﺰﻳﻊ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ. ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺰ ﺍﻟﺸﻌﲑ ﻭﺍﳌﻠﺢ ﺍﳉﺮﻳﺶ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٨٦٠٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳊﻴﺾ )٩٠٣/٨٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﻧﺲ، ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﳌﺴﻠﻢ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ )٥٣٨٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٣٤٠٢/٧٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٩٦٣٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ: »ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ«.‬ ‫)٤( ﺍﻟﻔﺎﻟﻮﺫﺝ: ﺣﻠﻮﺍﺀ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ، ﺃﻭ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ.‬ ‫)٥( ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬
‫-٧٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻨﺤﺮﻑ ﻣﺰﺍﺟﻪ ﻷﻥ ﺧﺒﺰ ﺍﻟﺸﻌﲑ ﻳﺎﺑﺲ ﳎﻔﻒ ﻭﺍﳌﻠﺢ ﻳﺎﺑﺲ ﻗﺎﺑﺾ ﻳﻀﺮ ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻍ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ،‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﳌﻄﻌﻢ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺗﻨﺸﻴﻒ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻭﺿﻴﻘﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳍﻤﺪﺍﱐ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﻮﰲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺧﺒﺰ ﺍﻟﺒﱡﻮﻁ ﺑﻐﲑ ﺇﺩﺍﻡ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﻦ ﻭﺍﻟﺪﺳﻮﻣﺎﺕ ﻓﻼ ﻳﻔﻌﻞ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻟﻘﻮﻟﻨﺞ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺬﻣﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﻞ‬ ‫ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻓﺮﻁ ﺍﻟﺸﺒﻊ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﰲ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻐﲑﺓ، ﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ‪‬ﻠﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺳ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺍﳌﻘﺪﺍﻡ ﺑﻦ ﻣﻌﺪﻱ ﻛﺮﺏ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻣﺎ ﻣﻸ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻭﻋﺎﺀ‬ ‫ً‬ ‫ﺷﺮ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺑﻄﻨﻪ، ﺣﺴﺐ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺃﻛﻼﺕ ‪‬ﻘﻤﻦ ‪‬ﻠﺒ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ‪‬ﺪ ﻓﹸﺜﻠﺚ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﹸﺛﻠﺚ‬ ‫ﹸ ﹲ‬ ‫ﺑ ﹸ ﹲ‬ ‫ﻳ ﺻﻪ‬ ‫ﺷﺮﺍﺏ ﻭﹸﺛﻠﺚ ﻟﻨﻔﺴﻪ«)١(.‬ ‫‪ ‬ﹸ ﹲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﲟﺎ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺣﻔﻈﹰﺎ ﳍﺎ ﻭﺳﻌﻴ‪‬ﺎ ﰲ‬ ‫ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﲰﻊ ﺃﺑﻘﺮﺍﻁ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺴﻤﺔ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﺛﻠﺚ ﻭﺛﻠﺚ ﻭﺛﻠﺚ، ﻟﺪﻫﺶ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳊﻜﻤﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻳﺮﺑﻮﺍﻥ ﰲ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻓﻴﺘﻘﺎﺭﺏ ﻣﻠ ‪‬ﻫﺎ، ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﱡﹸﺚ‬ ‫ﺜﻠ‬ ‫ﺆ‬ ‫ﻗﺮﻳﺐ، ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻋﺪﻝ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﺈﻥ ﻧﻘﺺ ﻣﻨﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﱂ ﻳﻀ ‪ ‬ﻭﺇﻥ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﺃﺿﻌﻒ ﺍﻟﻘﻮﺓ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺿ‪‬ﻖ ﺍ‪‬ﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ.‬ ‫ﻴ‬ ‫)ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﳉﻮﻉ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﳕﺎ ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺘﻘﱡﻞ ‪‬ﺒﺎ ﹸﻢ ﻭﻣﺒﺘﺪﺋﻴﻬﻢ،‬ ‫ﻠ ﺷ‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﺿﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﳉﻮﻉ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻳﺼﱪﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﻜﻬﻮﻝ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻓﺄﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺒﺎﻥ ﻓﻼ ﺻﱪ ﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻮﻉ، ﻭﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟ ‪‬ﺒﺎﺏ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﳚﻮﺩ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺸ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٠٨٣٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ« ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ‬ ‫)٩٤٣٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٢٣١، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٩٤٣١(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/١٢١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬
‫-٨٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻫﻀﻤﻪ ﻭﻳﻜﺜﺮ ﲢﻠﻞ ﺑﺪﻧﻪ ﻓﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﳛﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺇﱃ ﻛﺜﺮﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺰﻳﺖ، ﻓﺈﺫﺍ ﺻﺎﺑﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﳉﻮﻉ ﻭﺗﺄ‪‬ﺘﻪ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﺸﻮﺀ ﻗﻤﻊ ﻧﺸﻮﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻛﻤﻦ‬ ‫ﺑ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻌﺮﻗﺐ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﳊﻴﻄﺎﻥ، ﰒ ﲤﺘﺪ ﻳﺪ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺇﱃ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﻥ‬ ‫ﻓﺘﻐﺬﻳﻪ ﺑﺎﻷﺧﻼﻁ ﻓﻴﻔﺴﺪ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻭﺍﳉﺴﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺻﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﺄﻣﻞ.‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﻠﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﺒﺪﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺟﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﳋﻼ ﹸ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﳉﻴﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﱠﻝ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ‪‬ﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻣﻜﺮﻡ: ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻳﻘﻠﻠﻮﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋ ﹸ‬ ‫ﻣﻄﻌﻤﻬﻢ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﲏ، ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﻌﻞ ﻗﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﻄﻌﻬﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺽ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺻﺪﻗﺔ، ﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺩﺍﻭﺩ ﺍﺑﻦ ‪‬ﺒﻴﺢ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﻥ ﺑﺒﻠﺪﻧﺎ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺗﻘﺮﺏ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﺈﻧﺎ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﻮﻥ،‬ ‫ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﰲ ﺳﻔﺮ ﻓﺸﻴﻌ‪‬ﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻔﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﻟﻮﺫﺝ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﲪﻞ.‬ ‫ﺳ ﹲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺭﺟﻞ: ﺇﱐ ﻣﻨﺬ ﲬﺲ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﻗﺪ ﻭﻟﻊ ﰊ ﺇﺑﻠﻴ ‪ ،‬ﻭﺭﲟﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻭﺳﻮﺳﺔ ﺃﺗﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﷲ‬ ‫ﹰ ﱠ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻌﻠﻚ ﻛﻨﺖ ﺗﺪﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻡ. ﺃﻓﻄﺮ ﻭ ﹸﻞ ﺩﲰ‪‬ﺎ ﻭﺟﺎﻟﺲ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ.‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﰲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﳌﻄﺎﻋﻢ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﻭﻳﻬﺠﺮ ﺍﻟﺪﺳﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻴﺠﺘﻤﻊ ﰲ ﻣﻌﺪﺗﻪ ﺃﺧﻼﻁ ﻓﺠﺔ ﻓﺘﻐﺘﺬﻱ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺪﺓ، ﻷﻥ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻻ ﺑﺪ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹲ ‪‬ﹲ‬ ‫‪‬ﻀﻤ ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻀﻤﺖ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﱂ ﲡﺪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺍﻷﺧﻼﻁ ﻓﻬﻀﻤﺘﻬﺎ‬ ‫‪‬ﻪ‬
‫-٩٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻏﺬﺍﺀً، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﺮﺩﻱﺀ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﳉﻨﻮﻥ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻷﺧﻼﻕ.‬ ‫ُ ‪‬‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍ ﹸﺘﻘﱢﹸﻮﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻘﱡﻞ ﺃﺭﺩﺃ ﺍﳌﺄﻛﻮﻻﺕ ﻓﺘﻜﺜﺮ ﺃﺧﻼﻃﻬﻢ ﻓﺘﺸﺘﻐﻞ ﺍﳌﻌﺪﺓ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﳌ ﻠﻠ‬ ‫ﻬﺑﻀﻢ ﺍﻷﺧﻼﻁ، ﻭﻳﺘﻔﻖ ﳍﻢ ﺗﻌ ‪‬ﺩ ﺍﻟﺘﻘﹼﻞ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﻓﺘﻀﻴﻖ ﺍﳌﺪﺓ ﻓﻴﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻟ ‪‬ﱪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻮ‪ ‬ﻠ‬ ‫ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ، ﻭﻳﻌﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻴﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻟﺼﱪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ‬ ‫ﻋ ‪‬ﻓﺘﻚ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻗﺪ ﻃﻌﻨﺖ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺴﻦ ﻓﺴﺌﻠﺖ ﻋﻦ ﺣﺎﳍﺎ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻛﻨﺖ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺒﺎﺏ ﺃﺟﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﺣﻮﺍﻻ ﺃﻇﻨﻬﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻮﺓ ﺍﳊﺎﻝ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﱪﺕ ﺯﺍﻟﺖ ﻋﲏ، ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﺘﻮﳘﺘﻬﺎ ﺃﺣﻮﺍﻻ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﱠﺎﻕ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﲰﻊ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺇﻻ ﺭﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗ‬ ‫ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺼﻔﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻛﻴﻒ ﲤﻨﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﱡﻞ ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﺘﻢ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﻟﻘﻤﺔﹰ، ﻭﺇﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﺳﺒﻮﻋ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ﺑﻘﻲ ﺷﻬﺮﻳﻦ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻗﺪ ﳚﺮﻱ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻏﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟ‪‬ﺮﻗﻲ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﻣﻦ ﳚﻮﻉ ﻋﻮﺯ‪‬ﺍ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﱪ ﻟﻪ ﻋﺎﺩﺓ ﻻ ﺗﻀ ‪ ‬ﺑﺪﻧﻪ. ﻭﰲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﻠﱭ،‬ ‫‪‬ﺮ ‪‬‬ ‫ﺼ‪‬‬ ‫ﻭﳓﻦ ﻻ ﻧﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺸﺒﻊ ﺇﳕﺎ ﻧﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺟﻮﻉ ‪‬ﻀﻌﻒ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺓ ﻭﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﺇﺫﺍ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺒﺪﻥ‬ ‫ٍﻳ ‪ ‬ﻮ‬ ‫ﻗﱠﺖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ. ﻓﺈﻥ ﲪﻠﺖ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺟﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺐ ﻓﺄﻗﺬﻉ ﺑﺎﻟﺮﺍﻛﺐ..‬ ‫ﺸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ِ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ‬ ‫ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﺛﻨﺎ ﺟﺪﻱ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺣﺮﻣﻠﺔ ﺑﻦ‬ ‫ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﺎﻥ ‪‬ﻄﺮﺡ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻓﻴﺄﻛﻠﻪ ﺣﱴ ﺣﺸﻔﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﹸ ‪‬‬ ‫ﺼ ‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ: ﺃﻧﻪ ﺍﺷﺘﺮﻯ ‪‬ﺑﺪ‪‬ﺍ ﻭﻋﺴﻼ ﻭﺧﺒﺰ‪‬ﺍ ﺣ ‪‬ﺍﺭﻯ. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ:‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺗﺄﻛﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺃﻛﻠﻨﺎ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺪﻣﻨﺎ ﺻﱪﻧﺎ ﺻﱪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ.‬
‫-٠٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﰲ: ﻓﻘﺪ ﲣ‪‬ﺮﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻴ‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻭﻏﲑﻩ، ﺛﻨﺎ ﻓﻠﻴﺢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺃﺗﻰ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﺮﻳﻀ‪‬ﺎ‬ ‫)١(‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺴﻘﻰ ﻭﺟﺪﻭﻝ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣﺎﺀ ﺑﺎﺕ ﰲ ﺷﻦ ﻭﺇﻻ ﻛﺮﻋﻨﺎ«‬ ‫ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﶈﺎﻣﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﺬﻋﻮﺭ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ‬ ‫ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺮﻭﺓ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ‪‬ﺴﺘﻘﻰ ﻟﻪ ﺍﳌﺎﺀ‬ ‫ُ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻌﺬﺏ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ﺍﻟ ‪‬ﻘﻴﺎ)٢(.‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻜﺪﺭ ‪‬ﻮﱢﺪ ﺍﳊﺼﻰ ﰲ ﺍﻟ ﹸﻠﻰ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺪﺩ ﰲ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻳ ﻟ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻜﺒﺪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮﻭﺩﺗﻪ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﺪ ﺍﳌﻌﺪﺓ، ﻭﻳﻘﻮﻱ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ،‬ ‫ﻭﳛﺴﻦ ﺍﻟﻠﻮﻥ، ﻭﳝﻨﻊ ﻋﻔﻦ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺻﻌﻮﺩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﺍﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻭﳛﻔﻆ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺍﳌﺎﺀ ﺣﺎﺭ‪‬ﺍ ﺃﻓﺴﺪ ﺍﳍﻀﻢ ﻭﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﺘﺮﻫﻞ ﻭﺃﺫﺑﻞ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻕ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺳ ‪‬ﻦ ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ ﺧﻴﻒ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﱪﺹ.‬ ‫‪‬ﺨ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﺃﻛﻠﺖ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺷﺮﺑﺖ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻣﱴ ﲢﺐ‬ ‫ﺍﳌﻮﺕ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ: ﺇﺫﺍ ﺃﻛﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻠﺬﻩ ﻗﺴﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻛﺮﻩ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﻮﺕ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﻬﻮﺍ‪‬ﺎ ﻭﺣﺮﻣﻬﺎ ﻟﺬﺍ‪‬ﺎ ﺍﺷﺘﻬﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﳌﻮﺕ.‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )١٢٦٥(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٤٢٧٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٣/٨٢٣، ٣٤٣.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٥٣٧٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٠٠١، ٨٠١، ﻭﺻﺤﺤﻪ‬ ‫ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٨٣١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬
‫-١٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻋﺠﺒ‪‬ﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﻓﻘﻴﻪ، ﺃﺗﺮﻯ ﻟﻮ ﺗﻘﻠﺒﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺃﻱ ﻓﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻣﺎ ﺃﺣﺒﺖ ﺍﳌﻮﺕ، ﰒ ﻛﻴﻒ ﳚﻮﺯ ﻟﻨﺎ ﺗﻌﺬﻳﺒﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٩٢[، ﻭﺭﺿﻲ ﻣﻨﺎ ﺑﺎﻹﻓﻄﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺭﻓﻘﹰﺎ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻜﻢ ﺍﻟﻴﺴﺮ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﺮ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٥٨١[، ﺃﻭ‪‬ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻄﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺻﻮﻟﻨﺎ: )ﺍﻟﺮﺟﺰ(‬ ‫ﻬﺑﺎ ﻗﻄﻌﻨﺎ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻭﺍﳊﺰﻧـﺎ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻧﺄﻭﻱ ﳍﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟـﱵ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﳌﺎﺀ ﺳﻨﺔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺬﻣﻮﻣﺔ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ ‪‬ﺴﺘﺤﺴﻨﺔ ﺇﻻ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳉ ‪‬ﺎ ﹸ، ﻭﻭﺟﻪ ﺫ ‪‬ﻬﺎ ﺃﻥ ﻟﻠﻨﻔﺲ ًّﺎ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﳊﻖ ‪‬ﺴﺘﺤﻘﻪ ﻇﻠ ‪ ،‬ﻭﻻ ﳛﻞ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ‬ ‫‪  ‬ﻣ ﱠ‪ ‬ﻢ‬ ‫ﺣﻘ‬ ‫‪ ‬ﻣ‬ ‫ﹸﻬ ﻝ‬ ‫ﻳﺆﺫﻱ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳﻘﻌﺪ ﰲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺘﺄ ﹼﻯ، ﻭﻻ ﰲ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﰲ‬ ‫ﺫ‬ ‫ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ، ﻭﺍﳌﺎﺀ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺎﺕ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﻳﻨﻔﺬ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ، ﻭﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻷﻏﺬﻳﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﺃﻏﺬﻳﺔ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﻭﻣﻨﻌﻬﺎ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻓﺤﺶ ﺍﳋﻄﺄ، ﻭﻛﺬﻟﻚ‬ ‫ﻣﻨﻌﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﻨﻮﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻴﻔﺎ ‪‬ﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻝ‬ ‫ﺅ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﻥ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳊﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ‪‬ﺠﺰﺉ ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﺃﻋﺎﺩﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺩﺍﺋﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﱴ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﱂ ﻳﻄﻠﻖ ﻷﺭﺑﺎﻬﺑﺎ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﳐﺼﻮﺻﺔ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺗﺰ ‪‬ﺩ ﻃﻌﺎﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻭﺷﺮﺍﺑ‪‬ﺎ)١(، ﻭﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﺮﺵ ﻟﻪ ﰲ ﻇﻞ ﺻﺨﺮﺓ ﻭﺣﻠﺐ ﻟﻪ ﻟﺒﻨ‪‬ﺎ ﰲ ﻗﺪﺡ ﰒ ﺻﺐ ﻣﺎﺀ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘﺪﺡ ﺣﱴ ﺑﺮﺩ ﺃﺳﻔﻠﻪ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺭ‪‬ﺒﻪ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﻓﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﲟﺎ ‪‬ﻀﻌ ﹸﻬﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ‪‬ﻤﺪﺡ ﺍﳉﻮﻉ ﺇﺫﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻳ ﻔ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﲟﻘﺪﺍﺭ، ﻭﺫِﻛﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺻﻨﻔﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺷﺮﻉ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ، ﻭﻣﺎ ﻭﺟﻪ ﺻﻴﺎﻡ ﺷﻬﺮﻳﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫)١( ﺍﻧﻈﺮ: ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻣﻨﺎﻗﺐ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ )٥٠٩٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
‫-٢٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﲔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﻣﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﳌﺒﺎﺣﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﺒﺄﻱ ﺳﲑﺓ‬ ‫ﻳﻘﺘﺪﻱ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺔ ﻓﺤﺪﻳﺚ ﻓﺎﺭﻍ ﺭ‪‬ﺒﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ: »ﻣﻦ ﺃﺧﻠﺺ ﷲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺻﺒﺎﺣ‪‬ﺎ ﱂ ﳚ ‪ ‬ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ«)١(.‬ ‫‪‬ﺐ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﺑﺄﺭﺑﻌﲔ ﺻﺒﺎﺣ‪‬ﺎ، ﰒ ﻟﻮ ﻗﺪﺭﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻹﺧﻼﺹ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﻄﻌﻢ، ﰒ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣ ‪‬ﻦ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﳋﺒﺰ، ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﱡﻪ ﺇﻻ ﺟﻬﻞ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸﻠ ‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﺍﻟ ﹸﺸﲑ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺠﺞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻇﻬﺮ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻘ ﻱ‬ ‫ﺣﺠﺞ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻛﻞ ﻣﺬﻫﺐ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻣﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﻧﻘﻞ ﻭﺃﺛﺮ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﻋﻘﻞ ﻭﻓﻜﺮ، ﻭﺷﻴﻮﺥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﺭﺗﻘﻮﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﻠﺔ، ﻭﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻏﻴﺐ ﻓﻠﻬﻢ ﻇﻬﻮ ‪ ،‬ﻓﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﳌﺮﻳﺪﻫﻢ ﺃﻥ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﻌﻼﺋﻖ ﻭﺃﻭﳍﺎ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﰒ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻩ ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﺇﻻ ﻏﻠﺒﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻘﹼﻞ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻏﺬﺍﺀﻩ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﻟﻪ ﺃﺩﱏ ﻓﻬﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﲣﻠﻴﻂ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻠﻴﺲ ﲟﻌﺪﻭﺩ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺘﺪﻝ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﺎﺭﻍ. ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻣﻦ ﲣﻠﻴﻂ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺥ‬ ‫ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﺫﻛﺮ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺒﲔ ﺧﻄﺄﻫﻢ ﰲ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍ ﹸﺪﺑﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﻴﺎﻁ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﲪﻜﺎﻥ ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪﺍﻥ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭ ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟ‪‬ﺒ ‪‬ﻭﺟﺮﺩﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﻤﲑ‬ ‫ﺮ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٥/٩٨١، ﻭﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ٣/٥٤ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻻ ﻳﺼﺢ«.‬
‫-٣٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻦ ﻣﺮﺩﺍﺱ، ﻗﺎﻻ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﲑ ﺍﳊﻀﺮﻣﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺮﻱ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺍﺑﻦ ‪‬ﺪﻋﺎﻥ، ﻋﻦ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍ ﹸﺴ‪‬ﺐ ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ‬ ‫ﳌ ﻴ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻏﻠﺒﲏ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻠﻢ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﹸﺣ ‪‬ﺙ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺣﱴ ﺃﺫﻛﺮ ﻟﻚ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫‪ ‬ﺃ ﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻭﻣﺎ ‪‬ﺤﺪﹸﻚ ﻧﻔ ‪‬ﻚ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ«؟ ﻗﺎﻝ: ﲢﺪﺛﲏ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﺧﺘﺼﻲ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗ ‪‬ﺛ ﺴ‬ ‫»ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﺧﺼﺎﺀ ﺃﻣﱵ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ«، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻲ ‪‬ﺤ ‪‬ﺛﲏ ﺃﻥ‬ ‫ﺗ ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺗﺮ ‪‬ﺐ ﰲ ﺍﳉﺒﺎﻝ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﺗﺮ ‪‬ﺐ ﺃﻣﱵ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ، ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ« ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﲢﺪﺛﲏ ﺑﺄﻥ ﺃﺳﻴﺢ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﺳﻴﺎﺣﺔ ﺃﻣﱵ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻭﺍﳊﺞ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻤﺮﺓ«، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫‪ ‬ﻌ ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﲢﺪﺛﲏ ﺑﺄﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺎﱄ ﻛﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎ ﹸ، ﻓﺈﻥ ﺻﺪﻗﺘﻚ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻥ ﱠ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﻴﻮﻡ ﻭﺗﻜﻒ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻋﻴﺎﻟﻚ ﻭﺗﺮﺣﻢ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻭﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻭﺗﻄﻌﻤﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ«، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻲ ‪‬ﺤ ‪‬ﺛﲏ ﺑﺄﻥ ﺃﻃﻠﻖ ﺧﻮﻟﺔ ﺍﻣﺮﺃﰐ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﻫﺠﺮﺓ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗ ﺪ‬ ‫ﺃ ‪‬ﱵ ﻣﻦ ﻫﺠﺮ ﻣﺎ ﺣ ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﻭ ﻫﺎﺟﺮ ﺇﱄ ﰲ ﺣﻴﺎﰐ، ﺃﻭ ﺯﺍﺭ ﻗﱪﻱ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﰐ، ﺃﻭ ﻣﺎﺕ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﻟﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﺍﻣﺮﺃﺗﺎﻥ ﺃﻭ ﺛﻼﺙ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻊ«، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﲢﺪﺛﲏ ﺃﻥ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃﻏﺸﺎﻫﺎ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻏﺸﻲ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻭﻗﻌﺘﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﻭﻟﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺻﻴﻒ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻭﻗﻌﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﻭﻟﺪ ﻓﺈﻥ ﻣﺎﺕ ﻗﺒﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺮﻃﹰﺎ ﻭﺷﻔﻴﻌ‪‬ﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻧﻮﺭ‪‬ﺍ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﲢﺪﺛﲏ ﺃﻥ ﻻ ﺁﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﺈﱐ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺁﻛﻠﻪ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺟﺪ‪‬ﺗﻪ ﻭﻟﻮ ﺳﺄﻟﺖ ﺭﰊ ﺃﻥ ‪‬ﻄﻌﻤﲏ ﺇﻳﺎﻩ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻷﻃﻌﻤﲏ«، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻔﺴﻲ ‪‬ﺤﺪﹸﲏ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻣﺲ ﻃﻴﺒ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎ ﹸ، ﻓﺈﻥ ﺟﱪﻳﻞ ﺃﻣﺮﱐ ﺑﺎﻟﻄﻴﺐ ﻏ‪‬ﺎ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ‪‬ﺛ‬ ‫ﻭﻳﻮﻡ ﺍﳉ ‪‬ﻌﺔ ﻻ ﻣﺘﺮﻙ ﻟﻪ، ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﻋﻦ ﺳ‪‬ﱵ ﻓﻤﻦ ﺭﻏﺐ ﻋﻦ ‪‬ﻨﱵ ﰒ ﻣﺎﺕ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺳ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸﻤ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﺻﺮﻓﺖ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻦ ﺣﻮﺿﻲ«)١(.‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﻧﻮﺍﺩﺭ ﺍﻷﺻﻮﻝ )ﺍﻷﺻﻞ ٢٥٢(، ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫=‬
‫-٤٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﲑ ﺑﻦ ﻣﺮﺩﺍﺱ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺩﻛﲔ، ﺛﻨﺎ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﺮﺩﺓ، ﻗﺎﻝ: »ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﻈﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﺮﺃﻳﻨﻬﺎ ﺳ‪‬ﺌﺔ ﺍﳍﻴﺌﺔ، ﻓﻘﻠﻦ ﳍﺎ: ﻣﺎ ﻟﻚِ؟ ﻓﻤﺎ ﰲ ﻗﺮﻳﺶ ﺭﺟﻞ ﺃﻏﲎ‬ ‫ٍ ﹲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻦ ﺑﻌﻠﻚِ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺷﻲ ٌ، ﺃﻣﺎ ﻟﻴﻠﻪ ﻓﻘﺎﺋﻢ، ﻭﺃﻣﺎ ‪‬ﺎﺭﻩ ﻓﺼﺎﺋﻢ. ﻓﺪﺧﻠﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺀ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﺬﻛﺮﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ، ﻓﻠﻘﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: »ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎ ﹸ، ﺃﻣﺎ ﻟﻚ ﰊ ﺃﺳﻮﺓ«؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﺄﰊ ﻭﺃﻣﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﻣﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻥ‬ ‫ﺫﺍﻙ؟ ﻗﺎﻝ: »ﺗﺼﻮﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ«، ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ ﻷﻓﻌ ﹸ، ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﻟﻌﻴﻨﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ،‬ ‫ﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﻥ ﳉﺴﺪﻙ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ، ﻭﺇﻥ ﻷﻫﻠﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ، ﻓﺼﻞ ﻭﱎ ﻭﺻﻢ ﻭﺃﻓﻄﺮ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﱢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﺎﺭﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ، ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ‬ ‫ﺍﳉﺮﻣﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻗﻼﺑﺔ، ﺃﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮﻥ ﺍ‪‬ﺨﺬ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﻓﻘﻌﺪ ﻳﺘﻌ‪‬ﺪ ﻓﻴﻪ، ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻌﻀﺎﺩﰐ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﱂ ﻳﺒﻌﺜﲏ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺑﺎﻟ ‪‬ﻫﺒﺎﻧﻴﺔ - ﻣﺮﺗﲔ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﹰﺎ - ﻭﺇﻥ ﺧﲑ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﻨﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺤﺔ«)٢(.‬ ‫ﹸ ﺴ ﹸ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻐﻨ‪‬ﺪﺟﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻥ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ: ﻧﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻗﺮﺓ، ﻋﻦ ﻛﻬﻤﺲ ﺍﻟﺒﺎﻫﻠﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻭﺃﺗﻴﺖ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺄﺧﱪﺗﻪ ﺑﺈﺳﻼﻣﻲ، ﻓﻤﻜﺜﺖ ﺣﻮﻻ ﰒ ﺃﺗﻴﺘﻪ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫=‬ ‫ﺟﺪﻋﺎﻥ، ﻻ ﳛﺘﺞ ﺑﻪ، ﺍﻧﻈﺮ: ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ٣/٧٢١، ﻭﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ٧/٢٢٣.‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﺔ )٧٨٢١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪﻩ ٣١/٦١٢ ﻋﻦ ﺃﰉ‬ ‫ﺑﺮﺩﺓ ﻋﻦ ﺃﰉ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻯ ﻣﻮﺻﻮﻻ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﰱ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ١/٧٨٢ ﻣﺮﺳﻼﹰ، ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺃﺻﻔﻬﺎﻥ ٢/٥٤٢‬ ‫ﻣﺮﺳﻼ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ٤/٦٨٣، ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻣﺮﺳﻞ، ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﰱ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ، ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ، ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺨﲔ ﻏﲑ ﺍﳉﺮﻣﻰ ﻫﺬﺍ، ﻓﻘﺪ ﺗﺮﲨﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺣﺎﰎ ﻭﱂ ﻳﺬﻛﺮ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺟﺮﺣﺎ ﻭﻻ ﺗﻌﺪﻳﻼ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ«.‬
‫-٥٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺿﻤﺮﺕ ﻭﳓﻞ ﺟﺴﻤﻲ ﻓﺨﻔﺾ ﰲ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﰒ ﺻ ‪‬ﺪ ‪ ،‬ﻗﻠﺖ: ﺃﻣﺎ ﺗﻌﺮﻓﲏ، ﻗﺎﻝ: »ﻭﻣﻦ‬ ‫ﻌﻩ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺖ«، ﻗﻠﺖ: ﺃﻧﺎ ﻛﻬﻤﺲ ﺍﻟﺒﺎﻫﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: »ﻓﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺑﻚ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ؟« ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﺃﻓﻄﺮﺕ ﺑﻌﺪﻙ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺎﺭ‪‬ﺍ، ﻭﻻ ﳕﺖ ﻟﻴﻼﹰ، ﻗﺎﻝ: »ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺮﻙ ﺃﻥ ‪‬ﻌ ﱢﺏ ﻧﻔﺴﻚ؟ » ‪‬ﻢ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺼﱪ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ‬ ‫ﹸﱢ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﺗﺬ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ«، ﻗﻠﺖ: ﺯﺩﱐ، ﻗﺎﻝ: » ‪‬ﻢ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺼﱪ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻣﲔ«، ﻗﻠﺖ: ﺯﺩﱐ.‬ ‫ﺻ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ: »ﺻﻢ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺼﱪ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ«)١(.‬ ‫ﱢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺛﺎﺑﺖ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺯﻡ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪﻭﺭﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺃﲪﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻐﻄﺮﻳﻒ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺬﻫﱯ ﺛﻨﺎ ﲪﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺑﻦ ﲪﻴﺪ، ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﺣﺎﺯﻡ،‬ ‫ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻗﻼﺑﺔ، ﺑﻠﻎ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻥ ﻧﺎﺳ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﺣﺘﻤﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﺤﻢ،‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻓﺬﻛﺮﻧﺎ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﺤﻢ ﻓﺄﻭﻋﺪ ﻓﻴﻪ ﻭﻋﻴﺪ‪‬ﺍ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ، ﻭﻗﺎﻝ: »ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﺪﻣﺖ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻟﻔﻌﻠﺖ«، ﰒ ﻗﺎﻝ: »ﺇﱐ ﱂ ﺃﺭﺳﻞ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻫﺒﺎﻧﻴﺔ، ﺇﻥ ﺧﲑ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ ﺍﳊﻨﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ«)٢(.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﳛﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺁﺛﺎﺭ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﰲ ﻣﺄﻛﻠﻪ ﻭﻣﺸﺮﺑﻪ«)٣(.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻣﻦ ﹸﻋﻄﻲ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻓ ‪‬ﺅﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺳ ‪‬ﻲ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﷲ ‪‬ﺤﺪﺛﹰﺎ ﺑﻨﻌﻤﺔ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻄﻲ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﱂ ‪‬ﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺳ ‪‬ﻲ ﺑﻐﻴﺾ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻌﺎﺩﻳ‪‬ﺎ ﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺟﻞ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺼﻮﻡ )٨٢٤٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )١٤٧١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٥/٨٢ ﺑﻨﺤﻮﻩ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/١٩٢، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﳎﺎﻫﻴﻞ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺃﺻﺒﻬﺎﻥ ٢/٥٤٢ ﺑﻨﺤﻮﻩ ﻋﻦ ﺃﰉ ﻗﻼﺑﺔ ﻣﺮﺳﻼ. ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﳌﺼﻨﻒ ﲪﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ: »ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻰﺀ« ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ: ﻳﺴﺮﻕ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻳﺮﻓﻊ‬ ‫ﺍﳌﻮﻗﻮﻑ، ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ١/١١٦.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑ )٨٩٨١( ﻣﺮﺳﻼ ﻋﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ. ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳌﺮﺍﻡ )٥٧(، ﻭﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٥١٧١(.‬
‫-٦٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﻬﻴﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﱡﻞ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﰲ ﺍﳊﺪ، ﻗﺪ ﺍﻧﻌﻜﺲ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﰲ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﳘﺘﻬﻢ ﰲ ﺍﳌﺄﻛﻞ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﳘﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﳉﻮﻉ، ﳍﻢ‬ ‫ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭﺍﳊﻠﻮﻯ، ﻭﻛ ﱡ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮﻩ ﺣﺎﺻﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻭﺳﺨﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﺮﻛﻮﺍ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻛﺴﺐ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ، ﻭﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌ‪‬ﺪ ﻭﺍﻓﺘﺮﺷﻮﺍ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻼ ﱠﺔ ﻷﻛﺜﺮﻫﻢ ﺇﻻ ﺍﻷﻛﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﳘ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺍﻟﱠﻌ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺴﻦ ‪‬ﺤﺴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻃﺮﺡ ﺷﻜﺮ‪‬ﺍ. ﻭﺇﻥ ﺃﺳﺎﺀ ﻣﺴﲕﺀ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ،‬ ‫ٌ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻠﺐ‬ ‫ﻭ‪‬ﺴ ‪‬ﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻠﺰ ‪‬ﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﻭﺍﺟﺒ‪‬ﺎ. ﻭﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﱂ ‪‬ﺴﻤﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﺟﺒ‪‬ﺎ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪ِ‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻳ ﻤ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺍﻟ‪‬ﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﻨﱪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﻭﺱ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻡ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻣﺮﺣﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ ﻳﻘ ‪ ‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺄﺑﻜﻰ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﻗﺼﺼﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ‪‬ﻄﻌﻤﻨﺎ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸﺺ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃ ‪‬ﺯﺓ ﰲ ﺍﷲ؟ ﻓﻘﺎﻡ ﺷﺎﺏ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺟﻠﺲ ﻳﺮ ‪‬ﻚ ﺍﷲ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﻨﺎ‬ ‫ﲪ‬ ‫ﺭ ‪‬ﹰ‬ ‫ﻣﻮﺿﻌﻚ، ﰒ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺟﻠﺲ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﻮﺿﻌﻚ، ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ:‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﺣﻮﻡ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻗﻮﻣﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ. ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﻣﻌﻪ، ﻓﺄﺗﻮﺍ ﻣﱰﻟﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺗﻴﻨﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﺎﻗﻼﺀ ﻓﺄﻛﻠﻨﺎ ﺑﻼ ﻣﻠﺢ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﺣﻮﻡ: ﻋﻠﻲ ﲞﻮﺍﻥ ‪‬ﻤﺎﺳﻲ ﻭﲬﺴﺔ ﻣﻜﺎﻛﻴﻚ ﺃﺭﺯ،‬ ‫ﺧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﲬﺴﺔ ﺃﻣﻨﺎﻥ ﲰﻦ، ﻭﻋﺸﺮﺓ ﺃﻣﻨﺎﻥ ﺳﻜﺮ، ﻭﲬﺴﺔ ﺃﻣﻨﺎﻥ ﺻﻨﻮﺑﺮ، ﻭﲬﺴﺔ ﺃﻣﻨﺎﻥ ﻓﺴﺘﻖ،‬ ‫ﻓﺠﻲﺀ ﻬﺑﺎ ﻛﻠﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﺣﻮﻡ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻛﻴﻒ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬ﺸﺮﻕ ﻟﻮ‪‬ﻬﺎ، ‪‬ﺒﻴﻀﺔ ﴰ ‪‬ﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ، ﺃﺟ ‪‬ﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺃ‪‬ﺎﺭﻫﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﰐ ﺑﺬﻟﻚ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻣ ‪ ‬ﻧ ﻣ ‪‬ﹲ ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﻦ ﻓﺄﺟﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ، ﰒ ﺃﻗﺒﻞ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﺣﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ، ﺍﻏﺮﺳﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺃﺷﺠﺎﺭﻫﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﰐ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﺴﺘﻖ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻨﻮﺑﺮ، ﻓﺄﻟﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ، ﰒ ﺃﻗﺒﻞ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﺣﻮﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ، ﻛﻴﻒ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺸﺮﻕ ﻟﻮ‪‬ﺎ، ﻣﺒﻴﻀﺔ ﴰﺴﻬﺎ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﳎﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺃ‪‬ﺎﺭﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﻏﺮﺳﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺷﺠﺎ ‪‬ﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﺗﺪﻟﺖ ﻟﻨﺎ ﲦﺎﺭﻫﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ‬ ‫ﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺭﻣﻮﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﲝﺠﺎﺭ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﰐ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟ ‪‬ﻜﺮ ﻓﹸﻟﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ، ﰒ ﺃﻗﺒﻞ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﺣﻮﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺴ ﺄ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ، ﻛﻴﻒ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺸﺮﻕ ﻟﻮ‪‬ﻬﺎ ﻣﺒﻴﻀﺔ ﴰ ‪‬ﻬﺎ ﻭﻗﺪ‬ ‫ﹲ ﺴ‬ ‫‪ ‬ﻧ‬ ‫ﹸﺟﺮﻳﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃ‪‬ﺎ ‪‬ﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﹸﺮﺳﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺷﺠﺎ ‪‬ﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﺗﺪﱠﺖ ﻟﻨﺎ ﲦﺎ ‪‬ﻫﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻏ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺃ‬
‫-٧٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻠﺪﻧﻴﺎ، ﺍﺿﺮﺑﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﺍﺣﺘﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻀﺮﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﺍﺣﺘﻪ ﻭﻳﺪﻓﻌﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﹸ‬ ‫ﺑﺎﳋﻤﺲ)١(. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ: ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻷﰊ ﺣﺎﰎ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺯﻱ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻣﻠﻪ ﻋﻠﻲ‬ ‫ِِ ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﺄﻣﻠﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺷﺄﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﹸ ﺼ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺣﻀﺮ ﺩﻋﻮﺓ ﺑﺎﻟﻎ ﰲ ﺍﻷﻛﻞ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﰒ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻓﺮﲟﺎ ﻣﻸ ﻛ ‪‬ﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺇﺫﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺮﺍﻡ ﺑﺎﻹﲨﺎﻉ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻤ ِ‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻴﺤﻤﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﻓﻮﺛﺐ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻓﺄﺧﺬﻩ‬ ‫ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﳚﻤﻊ ﺷﻴﺌﲔ، ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﻠﻬﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﰲ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﲞﺪﻣﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ‪ِ ‬ﻴﻠ ‪ ‬ﺇﱃ ﺍﻟﱠﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪ ‬ﻳﻤ ﻪ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﻴﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻬﻮﺍﺕ ﺍﳊﺴ‪‬ﺔ ﻭﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺍﻟ‪‬ﻜﺎﺡ، ﻭﻟﻴﺲ ﲤﺎﻡ ﻟ ﹼﺗﻪ ﺇﻻ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﰲ ﺍ ﹸﺘﺠ ‪‬ﺩﺍﺕ، ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﱃ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﳌﺘﺠ ‪‬ﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﳊ ﱢ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﳛ ﱡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺎ، ﻓﺒﲔ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬ﺚ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﳌ ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻧﺎ ﺗﻨﺎﺳ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻟﺬﺓ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺡ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﻧﺎ ﺃﻛﱪ ﻟ ﱠﺍﺕ ﺍﻟ‪‬ﻔﺲ، ﻭﳍﺬﺍ ﺟﺎﺀ‬ ‫ﺰ ‪‬ﺬ ﻨ‬ ‫ﱠﹸ ﺮ‬ ‫ﺰ ‪‬ﺐ‬ ‫ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ: »ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ‪‬ﻗﻴﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺎ«)٢(.‬ ‫ﺭ ﹸ ﺰ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﲣﺬ ﺍﳌﻼﻫﻲ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺛﻮﺑﺎﻝ. ﺍﲣﺬ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﻣﻬﻼﺋﻴﻞ ﺑﻦ ﻗﻴﻨﺎﻥ ﺁﻻﺕ ﺍﷲ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺰﺍﻣﲑ ﻭﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻴﺪﺍﻥ، ﻓﺎ‪‬ﻤﻚ‬ ‫ﻭﻟﺪ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺗﻨﺎﻫﻰ ﺧﱪﻫﻢ ﺇﱃ ﻣﻦ ﺑﺎﳉﺒﻞ ﻣﻦ ﻧﺴﻞ ﺷﻴﺚ ﻓﱰﻝ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﻭﻓﺸﺖ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻭ ‪‬ﺮﺏ ﺍﳋﻤﻮﺭ.‬ ‫ﹸ ﺷ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﻻﻟﺘﺬﺍﺫ ﺑﺸﻲﺀ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺬﺍﺫﻩ ﺑﻐﲑﻩ ﺧﺼﻮﺻ‪‬ﺎ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ، ﻭﳌﺎ ﻳﺌﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌ‪‬ﺪﻳﻦ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﶈ ‪‬ﻣﺔ ﻛﺎﻟﻌﻮﺩ ﻧﻈﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٢/٠٨٣.‬ ‫)٢( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺫﻛﺮ ﺍﳌﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﰱ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ١/٤٦١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻯ ﰱ ﺷﺮﺡ‬ ‫ﻣﺴﻠﻢ: ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﳍﻢ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ«.‬
‫-٨٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﳌﻐﲎ ﺍﳊﺎﺻﻞ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻮﺩ ﻓﺪﺭﺟﻪ ﰲ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺣ ‪‬ﻨﻪ ﳍﻢ ﻭﺇﳕﺎ ﻣﺮﺍﺩﻩ‬ ‫ﺴ‪‬‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﰲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺗﺄ ‪‬ﻞ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺮﺩ ﻣﺒﺎﺡ ﺇﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻣﻦ ﺛﻮﺭﺍﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻓﺈﻥ ﱂ ‪‬ﺆﻣﻦ ﱂ ‪‬ﻳﺠﺰ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺒﻴﻞ ﺍﻟﺼﺒ‪‬ﺔ ﺍﻟﱵ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﲔ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺟﺎﺋﺰ ﺇﺫ ﻻ ﺷﻬﻮﺓ ﺗﻘﻊ ﻫﻨﺎﻙ ﰲ ﺍﻷﻏﻠﺐ، ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺪ ﺷﻬﻮﺓ ﺣﺮﻡ ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﳋﻠﻮﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﶈﺎﺭﻡ ﻓﺈﻥ ﺧﻴﻒ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺣﺮﻡ، ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ.‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﺄﻃﺎﻟﻮﺍ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺮﻣﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺑﺎﺣﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻛﺮﺍﻫﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺮﻫﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ.‬ ‫ﻭﻓﺼﻞ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺎﻫ‪‬ﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﰒ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﺃﻭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﺃﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﺳﻢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ: ﻏﻨﺎﺀ ﺍﳊﺠﻴﺞ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ، ﻓﺈﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻷﻋﺎﺟﻢ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻟﻠﺤﺞ ﻓﻴﻨﺸﺪﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺃﺷﻌﺎﺭ‪‬ﺍ ﻳﺼﻔﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺯﻣﺰﻡ ﻭﺍﳌﻘﺎﻡ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﺿﺮﺑﻮﺍ ﻣﻊ ﺇﻧﺸﺎﺩﻫﻢ ﺑﻄﺒﻞٍ، ﻓﺴﻤﺎﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﻣﺒﺎﺡ ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻧﺸﺎﺩﻫﻢ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﳑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻄﺮﺏ ﻭﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ، ﻭﰲ ﻣﻌﲎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ: ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻳﻨﺸﺪﻭﻥ ﺃﺷﻌﺎﺭ‪‬ﺍ ‪‬ﺤﺮ ‪‬ﻮﻥ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻳ ‪‬ﺿ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺰﻭ. ﻭﰲ ﻣﻌﲎ ﻫﺬﺍ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﺍﳌﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﻟﻸﺷﻌﺎﺭ ﺗﻔﺎﺧﺮ‪‬ﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟ‪‬ﺰﺍﻝ، ﻭﰲ ﻣﻌﲎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﺍ ﹸﺪﺍﺓ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﻛﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻠﻬﻢ: )ﺍﻟﺮﺟﺰ(‬ ‫ﳊ‬ ‫ﻏﺪ‪‬ﺍ ﺗﺮﻳﻦ ﺍﻟﻄﻠﹾﺢ ﻭﺍﳉﺒـﺎﻻ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺑﺸ ـﺮﻫﺎ ﺩﻟﻴﻠ ـﺎ ـﺎﻻ‬ ‫ﹸﻬـ ﻭﻗـ‬ ‫‪‬ـ‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ ﻭﻫﺬﺍ ‪‬ﺤ ‪‬ﻙ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﻵﺩﻣ ‪‬؟ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻚ ﻻ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺍﻟﻄﺮﺏ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻳ ﺮ‪‬‬ ‫ﺍ ﹸﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺣﺪ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﺃﺻﻞ ﺍﳊﺪﺍﺀ ﻣﺎ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺑﻪ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ، ﻧﺎ‬ ‫ﺍﳌﺨﻠﺺ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ ﱡﻮﺳﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺑﻦ ﺑﻜﺎﺭ، ﺛﲏ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻄ‬
‫-٩٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺘﺮﻱ ﻭﻫﺐ، ﻋﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﺍﳌﻜﻲ، ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ: »ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﺎﻝ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﻄﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﺇﱃ ﺣﺎﺩ ﻣﻊ ﻗﻮﻡ ﻓﺴﱠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺣﺎﺩﻳﻨﺎ ﻧﺎﻡ ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﺣﺎﺩﻳ ﹸﻢ ﻓﻤِﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻜ‬ ‫ﱠ‬ ‫ٍ ﻠ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺇﻟﻴﻜﻢ، ﻓﻬﻞ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﺃ‪‬ﻰ ﻛﺎﻥ ﺍﳊِﺪﺍﺀ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻭﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺃﺑﺎﻫﻢ ‪‬ﻀﺮ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬ﻋﺎِﺗﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﺇﺑﻠﻪ ﻗﺪ ﺗﻔﺮﻗﺖ ﻓﺄﺧﺬ ﻋﺼ‪‬ﺎ ﻓﻀﺮﺏ ﻬﺑﺎ ﻛﻒ ﹸﻼﻣﻪ ﻓﻌﺪﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭ ِ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻴﺢ: ﻳﺎ ﻳﺪﺍﻩ ﻳﺎ ﻳﺪﺍﻩ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺍﻹﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻌﻄﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻀﺮ: ﻟﻮ ﺍﺷﺘﻖ ﻣﺜﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ِ ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻻﻧﺘﻔﻌﺖ ﺑﻪ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﺟﺘﻤﻌﺖ، ﻓﺎﺷﺘﻖ ﺍ ﹸﺪﺍﺀ«)١(.‬ ‫ﳊ‬ ‫)٢(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺣﺎﺩ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﳒﺸﺔ ﳛﺪﻭ ﻓ‪‬ﻌﻨﻖ‬ ‫ﺘ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻹﺑﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻳﺎ ﺃﳒﺸﺔ ‪‬ﻭﻳﺪﻙ ﺳﻮﻗﹰﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﺭﻳﺮ«)٣(.‬ ‫ﹸﺭ‬ ‫ﻭﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺍﻷﻛﻮﻉ ﻗﺎﻝ: »ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺧﻴﱪ ﻓﺴِﺮﻧﺎ ﻟﻴﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﻷﻛﻮﻉ: ﺃﻻ ‪‬ﺴﻤ ‪‬ﻨﺎ ﻣﻦ ‪‬ﻨ‪‬ﺎﺗِﻚ؟ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﺮ ﺭﺟﻼ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﻫﻴ‬ ‫ﺗ ﻌ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺷﺎﻋﺮ‪‬ﺍ ﻓﱰﻝ ﳛﺪﻭ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﻟﺮﺟﺰ(‬ ‫ﻭﻻ ـ ‪‬ﻗﻨﺎ ﻭﻻ ـﻠﻴﻨ‪‬ﺎ‬ ‫ﺻـ ﱠ ‪‬‬ ‫ﺗﺼـ ﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﻡ ﻟﻮﻻ ﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﺍﻫﺘـﺪﻳﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺛﺒﺖ ﺍﻷﻗـﺪﺍﻡ ﺇﻥ ﻻﻗﻴﻨـﺎ‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ـﺄﻟﻘﲔ ـﻜﻴﻨﺔ ـﺎ‬ ‫ﺳـ ﹰ ﻋﻠﻴﻨـ‬ ‫ﻓـ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ؟« ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﻷﻛﻮﻉ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: »ﻳﺮﲪﻪ ﺍﷲ«)٤(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٤٥٥( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺇﺭﺳﺎﻟﻪ ﻣﻮﺿﻮﻉ، ﻭﺍﳌﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺘﺮﻯ...«. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﻓﻴﻪ: ﻣﺘﻬﻢ ﰱ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻗﺎﻝ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﲔ: ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺬﺏ ﻋﺪﻭ ﺍﷲ، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺃﲪﺪ: ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫)٢( ﺗﻌﻨﻖ: ﺍﻟﻌﻨﻖ ﺑﻔﺘﺤﺘﲔ: ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﲑ، ﺳﺮﻳﻊ ﻓﺴﻴﺢ ﻟﻺﺑﻞ ﻭﺍﳋﻴﻞ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٩٤١٦، ١٦١٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٣٢٣٢/٠٧،‬ ‫١٧( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٨٤١٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٢٠٨١/٣٢١، ٤٢١(.‬
‫-٠٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳊﺪﺍﺀ ﻭﻧﺸﻴﺪ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻣﻦ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻗﻮﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻭﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ: )ﳎﺰﻭﺀ ﺍﻟﺮﻣﻞ(‬ ‫ـﻦ ﺛﻨﻴ ـﺎﺕ ـﻮﺩﺍﻉ‬ ‫ﻣـ ‪‬ـ ﺍﻟـ‬ ‫ـﺎ‬‫ـﻊ ـﺪﺭ ﻋﻠﻴﻨـ‬ ‫ﻃﻠـ ﺍﻟﺒـ ‪‬‬ ‫ﻣـــﺎ ﺩﻋـــﺎ ﷲ ﺩﺍﻉ‬ ‫ـﺐ ـﻜﺮ ـﺎ‬ ‫ﻭﺟـ ﺍﻟﺸـ ‪ ‬ﻋﻠﻴﻨـ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻨﺲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ‪‬ﻨﺸ ‪‬ﻭﻥ ﺃﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﺿﺮﺑﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺪﻑ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﻳ ﺪ‬ ‫ﺇﻧﺸﺎﺩﻩ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻐﲑﺓ، ﺛﻨﺎ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ، ﺛﲏ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: »ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺟﺎﺭﻳﺘﺎﻥ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﻣِﲎ ﺗﻀﺮﺑﺎﻥ ﺑﺪﱠﲔ‬ ‫‪‬ﻓ‬ ‫ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‪‬ﺴﺠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺜﻮﺑﻪ - ﻓﺎﻧﺘﻬﺮﳘﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ - ﻓﻜﺸﻒ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺩﻋﻬﻦ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﻴﺪ«)١(.‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﳉﺎﺭﻳﺘﲔ ﺻﻐ ‪ ‬ﺍﻟﺴ ‪ ،‬ﻷﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ِ ‪‬ﺮ ﻦ‬ ‫ﺻﻐﲑﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪‬ﺴ ‪‬ﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﳉﻮﺍﺭﻱ ﻓﻴﻠﻊ ﺑﻦ ﻣﻌﻬﺎ)٢(.‬ ‫ﻳ ﺮ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ،‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻼﻝ، ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﳏﻤﺪ، ﺣﺪﺛﻬﻢ: ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ، ﻋﻦ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﺭ ﻳﻐﻨﲔ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ؟ - ﻗﺎﻝ: ﻏﻨﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﻛﺐ: ﺃﺗﻴﻨﺎﻛﻢ ﺃﺗﻴﻨﺎﻛﻢ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ )٢٥٩، ٧٨٩(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ )٢٩٨/٦١،‬ ‫٧١(.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٠٣١٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٠٤٤٢/١٨( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
‫-١٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋ ﹼﻝ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻓﺮﺝ ﺍﳊﻤﺼﻲ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻘﻴﻞ، ﻋﻦ‬ ‫ﻼ‬ ‫‪‬ﻬ‪‬ﺔ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻳﺘﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﺰ ‪‬ﺟﻨﺎﻫﺎ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺑﻴ‬ ‫ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﻜﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﺃﻫﺪﺍﻫﺎ ﺇﱃ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺳﻠﻢ: »ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺇﻥ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺃﻧﺎﺱ ﻓﻴﻬﻢ ﻏﺰ ﹲ، ﻓﻤﺎ ﻗﻠﺖِ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﺩﻋﻮﻧﺎ ﺑﺎﻟﱪﻛﺔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻓﻼ ﻗﻠﺘﻢ: )ﺍﳍﺰﺝ(‬ ‫ـﺎ ‪‬ﺤﻴ ـﻴ ﹸﻢ‬ ‫ﻓﺤ‪‬ﻮﻧــ ﻧ ‪‬ــ ﻜ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﺗﻴﻨـــﺎ ﹸﻢ ﺃﺗﻴﻨـــﺎ ﹸﻢ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻛ‬ ‫ـﺎ ﺣﻠ ـﺖ ـﻮﺍﺩﻳﻜﻢ‬ ‫ﻣـ ﱠـ ‪ ‬ﺑـ‬ ‫ﻭﻟ ـﻮﻻ ﺍﻟ ـﺬﻫﺐ ﺍﻷﲪ ـﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)١(‬ ‫ﱂ ـﻤﻦ ـﺬﺍﺭﻳﻜﻢ‬ ‫ﺗﺴـ ‪ ‬ﻋـ‬ ‫ﻭﻟ ـﻮﻻ ﺍﳊﺒ ـﺔ ﺍﻟﺴ ـﻤﺮﺍﺀ‬ ‫‪ ‬ﹸ ـ ُ‬ ‫ـ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺳﻮﺩ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﻋﻦ ﺃﺟﻠﺢ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺰﺑﲑ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: »ﺃﻫﺪﻳﺘﻢ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻬﺎ؟«‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻬﻼ ﺑﻌﺜﺘﻢ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻐﻨﻴﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﱠ‬ ‫ـﺎ ‪‬ﺤﻴ ـﻴﻜﻢ‬ ‫ﻓﺤ‪‬ﻮﻧــ ﻧ ‪‬ــ ﹸ ‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﺗﻴﻨـــﺎﻛﻢ ﺃﺗﻴﻨـــﺎﻛﻢ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻗﻮﻡ ﻓﻴﻬﻢ ﻏﺰﻝ)٢(.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﻘﺪ ﺑﺎﻥ ﲟﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻐﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﳑﺎ ‪‬ﻄﺮﺏ ﻭﻻ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ )٥٦٢٣(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٤/٩٨٢‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﺭﻭﺍﺩ ﺑﻦ ﺍﳉﺮﺍﺡ ﻭﺛﻘﺔ ﺃﲪﺪ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭﻓﻴﻪ ﺿﻌﻒ«.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٢٦١٥(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٤٨١،‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٧/٨٨٢.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٦٦٥٥( ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/١٩٣، ﻭﺍﻟﺒﺰﺍﺭ‬ ‫٢/٤٦١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٤/٩٨٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻷﺟﻠﺢ ﺍﻟﻜﻨﺪﻯ ﻭﺛﻘﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ‬ ‫ﻭﻏﲑﻩ، ﻭﻓﻴﻪ ﺿﻌﻒ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٧/٩٨٢. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٠٠٩١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﳐﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬ ‫ﺍﻷﺟﻠﺢ ﻭﺃﰉ ﺍﻟﺰﺑﲑ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺃﺛﺒﺖ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ«.‬
‫-٢٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ‪‬ﻓﻮﻓﻬ ‪ ‬ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ‪‬ﻌﺮ ‪ ‬ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﺷﻌﺎﺭ ‪‬ﻨﺸ ‪‬ﻫﺎ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻭﻥ ﺑﺘﻄﺮﻳﺐ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻳ ﺪ‬ ‫ﻳ ‪‬ﻑ‬ ‫ﺩ ﹸ ‪‬ﻦ‬ ‫ﻭﺗﻠﺤﲔ ﺗﺰﻋﺞ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﱃ ﺫﻛﺮ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭ‪‬ﺴﻤﻮ‪‬ﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪﻳﺎﺕ ﻛﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: )ﺍﻟﺮﺟﺰ(‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻳ‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ـﺎ‬ ‫ـﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺤـ‬ ‫ﺇﱃ ـﱴ ﺗﺴﺘﺤﺴـ‬ ‫ﻣـ‬ ‫ﻳ ـﺎ ﻏﺎﺩ‪‬ﻳ ـﺎ ﰲ ﻏﻔﻠ ـﺔٍ ﻭﺭﺍﺋﺤ ـﺎ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـﺎ‬ ‫ـﺘﻨﻄﻖ ﺍﷲ ـﻪ ﺍﳉﻮﺍﺭﺣـ‬ ‫ﻳﺴـ ‪ ‬ﺑـ‬ ‫ﻭﻛﻢ ﺇﱃ ﻛﻢ ﻻ ﲣـﺎﻑ ﻣﻮﻗﻔـﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﻴﻒ ﲡﻨﺒﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳـﻖ ﺍﻟﻮﺍﺿـﺤﺎ‬ ‫ﻳﺎ ﻋﺠﺒ‪‬ﺎ ﻣﻨـﻚ ﻭﺃﻧـﺖ ﻣﺒﺼـ ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺒﺎﺡ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ، ﻭﺇﱃ ﻣﺜﻠﻪ ﺃﺷﺎﺭ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﰲ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻛﺎﻭﺱ، ﻧﺎ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻻﻝ ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ، ﻗﺎﻝ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪﻭﺱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺣﺎﻣﺪ ﺍ ﹸﻠﻘﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﳋ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻗﺎﻕ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ؟‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺜﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ؟ ﻗﻠﺖ: ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: )ﺍﳍﺰﺝ(‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﺳـﺘﺤﻴﻴﺖ ﺗﻌﺼـﻴﲏ‬ ‫ﺇﺫﺍ ـﺎ ـﺎﻝ ﱄ ﺭﰊ‬ ‫ﻣــ ﻗــ‬ ‫ـﻴﺎﻥ ـﺄﺗﻴﲏ‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﻌﺼــ ﺗــ‬ ‫ﻭ‪‬ﺨﻔﻲ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻣﻦ ﺧﻠﻘـﻲ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻋِﺪ ﻋﻠﻲ. ﻓﺄﻋﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻡ ﻭﺩﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﺴﻤﻌﺖ ﳓﻴﺒﻪ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﺳـﺘﺤﻴﻴﺖ ﺗﻌﺼـﻴﲏ‬ ‫ﺇﺫﺍ ـﺎ ـﺎﻝ ﱄ ﺭﰊ‬ ‫ﻣــ ﻗــ‬ ‫ـﻴﺎﻥ ـﺄﺗﻴﲏ‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﻌﺼــ ﺗــ‬ ‫ﻭ‪‬ﺨﻔﻲ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻣﻦ ﺧﻠﻘـﻲ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﺃﺷﻌﺎﺭ ‪‬ﻨﺸﺪﻫﺎ ﺍﻟﻨﻮﺍﺡ، ﻳﺜﲑﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ، ﻓﻴﻨﻬﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﳌﺎ ﰲ‬ ‫‪‬ﺗ‬ ‫ﺿﻤﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺸﺪﻫﺎ ﺍﳌﻐﻨﻮﻥ ﺍ ﹸﺘﻬ‪‬ﺌﻮﻥ ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﻭﻳﺼﻔﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍ ﹸﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﳌ ﻴ‬ ‫ﻭﺍﳋﻤﺮ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ‪‬ﺤ ‪‬ﻙ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻭﳜﺮ ‪‬ﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﻳﺜﲑ ﻛﺎﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺣ ‪ ‬ﺍﻟﻠﻬﻮ،‬ ‫‪‬ﺐ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﻳ ﺮ‪‬‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ: )ﺍﳌﺪﻳﺪ(‬ ‫ﺰ‬ ‫ـﻪ ـﺎﺭ ﺗ ـﺪﺡ‬ ‫ﻭﺟﻨﻴﺘـ ﺍﻟﻨـ ‪‬ﻘﺘـ‬ ‫ﺫﻫﱯ ﺍﻟﻠﻮﻥ ‪‬ﺤﺴﺐ ﻣـﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬
‫-٣٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻴﺘـ ـﻪ ﻭﺍﰱ ﻭﹸﻓﺘﻀـ ـﺢ‬ ‫ـ‬ ‫ﺃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧ ‪‬ﻓـﻮﱐ ﻣـﻦ ﻓﻀـﻴﺤﺘﻪ‬ ‫ـ‬ ‫ﻮـ ـ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﻏﺎﱐ ﺃﳊﺎﻧ‪‬ﺎ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻛﻠﻬﺎ ‪‬ﺨﺮﺝ ﺳﺎﻣﻌﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﻴﺰ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ،‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻭ‪‬ﺜﲑ ﺣ ‪ ‬ﺍﳍﻮﻯ، ﻭﳍﻢ ﺷﻲﺀ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ‪‬ﺰﻋﺞ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻋﻦ ﻣﻬﻞ، ﰒ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺸﻴﺪ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫ﺗ ‪ ‬ﺐ‬ ‫ﺑﻌﺪﻩ ﻓﻴﻌﺠﻌﺞ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻗﺪ ﺃﺿﺎﻓﻮﺍ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻭﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﻖ‬ ‫ﺍﻹﻧﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻑ ﺑﺎﳉﻼﺟﻞ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﺒﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻣ‪‬ﺮ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻴﻮﻡ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺪ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺇﺑﺎﺣﺘﻪ، ﺃﻭ ﲢﺮﳝﻪ، ﺃﻭ ﻛﺮﺍﻫﺘﻪ، ﻧﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺇﺧﻮﺍﻧﻪ، ﻭﳛﺬﺭ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﳎﺮﻯ‬ ‫ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ. ﻓﻼ ﳛﻤﻞ ﺍﻟﻜﻞ ﳏﻤﻼ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻗﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﺎﺣﻪ ﻓﻼﻥ ﻭﻛﺮﻫﻪ ﻓﻼﻥ.‬ ‫ﻓﻨﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻓﻨﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻃﺒﺎﻉ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﺗﺘﻘﺎﺭﺏ ﻭﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺘﻔﺎﻭ ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻴﻢ‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﺩ ﺸ‬ ‫ﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺃﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ ﻻ ﺗﺰﻋﺠﻪ ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻻ ﺗﻀﺮﻩ ﰲ ﺩﻳﻨﻪ‬ ‫ﻛ ﱠﺑﻨﺎﻩ ﳌﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ، ﻓﺈﻥ ﺛﺒﺖ ﺻﺪﻗﻪ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﺑﻪ ﻣﺮﺿ‪‬ﺎ ﺧﺮﺝ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺣﻴﺰ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ، ﻓﺈﻥ ﺗﻌﱠﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ ﻣﻌﺘﱪ‪‬ﺍ ﻓﺄﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ‪‬ﺴﻦ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ ﰲ ﺩﻋﺞ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ، ﻭﺭﱠﺔ ﺍﻷﻧﻒ ﻭﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ، ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﰲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﱪﺓ، ﻭﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﻴﻞ ﻃﺒﻌﻚ ﻳﺸﻐﻠﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﺪﻉ ﻟﺒﻠﻮﻍ ﺷﻬﻮﺗﻚ ﻭﺟﻮﺩ‬ ‫ﻓﻜﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﻣﻴﻞ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺷﺎﻏﻞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﳌﻄﺮﺏ ﺍﳌﺰﻋﺞ ﻟﻠ ﱢﺒﺎﻉ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﻙ ﳍﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﻭﺣ ‪‬‬ ‫‪‬ﺐ‬ ‫ﻄ ﳌ ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ‪‬ﺆﺛﺮ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﻻ ﻳﻠﻔﺖ ﻗﻠﱯ ﺇﱃ ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﳌﻮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻴﻪ، ﻓﺈﻧﺎ ‪‬ﻜ ﱢ‪‬ﺑﻪ ﳌﻮﺿﻊ‬ ‫ﻧ ﺬ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺍﺷﺘﺮﺍﻙ ﺍﻟ ﱢﺒﺎﻉ، ﰒ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻏﺎﺋﺒ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺍﳍﻮﻯ ﻷﺣﻀﺮ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﳌﺴﻤﻮﻉ ﺍﻟﻄﺒﻊ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻃﺎﻟﺖ ﻏﻴﺒﺘﻪ ﰲ ﺳﻔﺮ ﺍﳋﻮﻑ، ﻭﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺍﻟﺒﻬﺮﺟﺔ، ﰒ‬ ‫ﻛﻴﻒ ﲤﺮ ﺍﻟﺒﻬﺮﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﺃﺧﻔﻰ.‬
‫-٤٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰒ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺘﺼﻮﻑ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺒﻴﺤﻪ ﺇﻻ ﳌﻦ ﻫﺬﻩ ﺻﻔﺘﻪ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﻗﺪ ﺃﺑﺎﺣﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﺍﳌﺒﺘﺪﺉ، ﻭﺍﻟﺼﱯ ﺍﳉﺎﻫﻞ، ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ: ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﺐ ﺑﻮﺻﻒ ﺍﳋﺪﻭﺩ، ﻭﺍﻷﺻﺪﺍﻍ، ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﺎﻣﺔ، ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺃﻭﺻﺎﻑ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ. ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ: ﺃﻧﻪ ﻻ ﳛﺮﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ ﻻ ﺃﲰﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﺁﺧﺬ ﻣﻨﻪ‬ ‫‪‬ﹸ‬ ‫ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ، ﻓﻬﻮ ‪‬ﺨﻄﺊ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ:‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻳﺴﺒﻖ ﺇﱃ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﺧﺬ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻛﻤﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍ ﹸﺴﺘﺤﺴﻨﺔ ﻷﺗﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ.‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻞ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻲﺀ ‪‬ﺸﺎﺭ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻭﻗﺪ ﺟﻞ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﰲ ﺣ ﱢﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺸﻖ، ﻭﻳﻘﻊ ﺍﳍﻴﻤﺎﻥ ﺑﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺼﻴﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺍﳍﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻓﻘﻂ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻭﺇﺫ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻓﻨﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﲪﺪ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺰﻫﺪ، ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﳌﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻠﺤﻨﻮ‪‬ﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻨﻪ. ﻓﺮﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ‪‬ﻨِﺒﺖ ﺍﻟ‪‬ﻔﺎﻕ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻨ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻻ ﻳﻌﺠﺒﲏ. ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ: ﺃﻧﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻛﺮﻫ ‪ ،‬ﻫﻮ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﻻ ﳚﺎﻟﺴﻮﻥ. ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫‪‬ﻪ‬ ‫ﺑﺪﻋﺔ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻧﻪ ﻳﺮﻗﻖ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻮ ﺑﺪﻋﺔ. ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﳍﺎﴰﻲ: ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﺑﺪﻋﺔ ﳏﺪﺙ. ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﻏﻴﺎﺙ: ﺃﻛﺮﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺃﻧﻪ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻤﺎﻋﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻛﹼﻬﺎ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋ ﱠﻝ: ﻛﺮﻩ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﱠﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇ‪‬ﻢ ﻳﺘﻤﺎﺟﻨﻮﻥ، ﰒ ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻﺑﺄﺱ ﻬﺑﺎ.‬ ‫‪‬ﻝ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﺪﻋﺔ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇ‪‬ﻢ‬
‫-٥٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻬﺠﺮﻭﻥ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﻬﺑﻢ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﲪﺪ ﲰﻊ ﻗ ‪‬ﺍﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻨﻪ ﺻﺎﱀ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﻮﹰ‬ ‫ﺻﺎﱀ: ﻳﺎ ﺃﺑﺖ ﺃﻟﻴﺲ ﻛﻨ‪‬ﺖ ‪‬ﻨﻜﺮ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻗﻴﻞ ﱄ ﺇ‪‬ﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻓﻜﺮﻫﺘﻪ،‬ ‫ﹸ ﺗ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﱐ ﻻ ﺃﻛﺮﻫﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﳋ ﹼﻝ ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺯﻣﺎ‪‬ﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺰﻫﺪﻳﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﳛﻤﻞ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﺮﻫﻪ ﺃﲪﺪ، ﻭﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﺃﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺳﺌﻞ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻝ‬ ‫ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻣﺎﺕ ﻭﺗﺮﻙ ﻭﻟﺪ‪‬ﺍ ﻭﺟﺎﺭﻳﺔ ﻣﻐﻨﻴﺔ، ﻓﺎﺣﺘﺎﺝ ﺍﻟﺼﱯ ﺇﱃ ﺑﻴﻌﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺗﺒﺎﻉ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ‪‬ﺎ ﻣﻐﻨﻴﺔ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇ‪‬ﺎ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺛﻼﺛﲔ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﻟﻌﱠﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺑﻴﻌﺖ ﺳﺎﺫﺟﺔ ﺗﺴﺎﻭﻱ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺗﺒﺎﻉ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﺳﺎﺫﺟﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﺍﳌﻐﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﻐﲏ ﺑﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺰﻫﺪﻳﺎﺕ ﺑﻞ‬ ‫ﺑﺎﻷﺷﻌﺎﺭ ﺍﳌﻄﺮﺑﺔ ﺍﳌﺜﲑﺓ ﻟﻠﻄﺒﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺸﻖ، ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﳏﻈﻮﺭ ﺇﺫ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ‬ ‫ﳏﻈﻮﺭ‪‬ﺍ ﻣﺎ ﺃﺟﺎﺯ ﺗﻔﻮﻳﺖ ﺍﳌﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ، ﻭﺻﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﻛﻘﻮﻝ ﺃﰊ ﻃﻠﺤﺔ ﻟﻠﻨﱯ »ﻋﻨﺪﻱ ﲬﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷﻳﺘﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺭﻗﻬ‪‬ﺎ«)١(. ﻓﻠﻮ ﺟﺎﺯ ﺍﺳﺘﺼﻼﺣﻬﺎ ﳌﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺘﻀﻴﻴﻊ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ.‬ ‫ِﹾ‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺴﺐ ﺍ ﹸﺨ‪‬ﺚ ﺧﺒﻴﺚ ﻳﻜﺴﺒﻪ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ،‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬ﳌ ﻨ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﳌﺨﻨﺚ ﻻ ﻳﻐﲏ ﺑﺎﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺰﻫﺪﻳﺔ ﺇﳕﺎ ﻳﻐﲏ ﺑﺎﻟﻐﺰﻝ ﻭﺍﻟﻨﻮﺡ، ﻓﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺘﲔ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﰲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﻭﻋﺪﻣﻬﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺰﻫﺪﻳﺎﺕ ﺍﳌﻠﺤﻨﺔ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻤﺤﻈﻮﺭ ﻋﻨﺪﻩ، ﻛﻴﻒ ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٥٧٦٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )٣٩٢١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٣/٩١١.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٣٨٩١/١١( ﳐﺘﺼﺮﺍ.‬
‫-٦٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﺍﳋ ﹼﻝ، ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﺎﻟﻴ‪‬ﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻨ‪‬ﱯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺍﻕ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻱ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘ ‪‬ﺎﺭ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫‪‬ﺭ‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﻄ‪‬ﺎﻉ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﻋﻦ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻳﺘﺮﺧﺺ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻔ ‪‬ﺎﻕ.‬ ‫ﹸﺴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺲ ﻓﺈﻧﻪ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻋﻦ ﺍﺳﺘﻤﺎﻋﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﻣﻐﻨﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭ ‪‬ﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻴﺐ، ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺇﻻ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺣﻜﻰ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺟﻲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺑﻪ ﺑﺄﺳ‪‬ﺎ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺃﰊ ﺣﻨﻴﻔﺔ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﰊ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ، ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻊ ﺇﺑﺎﺣﺘﻪ ‪‬ﺮﺏ ﺍﻟﻨﺒﻴﺬ ﻭﳚﻌﻞ ﲰﺎﻉ‬ ‫ﺷ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺬﻫﺐ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ: ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻭﺍﻟﺸﻌﱯ، ﻭﲪﺎﺩ،‬ ‫ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻭﻏﲑﻫﻢ: ﻻ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺧﻼﻑ ﰲ ﻛﺮﺍﻫﺔ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻌﻨﱪﻱ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺑﻪ ﺑﺄﺳ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ. ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻧﻌﻴ‪‬ﻢ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺟﻨﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﳉﺮﻭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺧﻠﻔﺖ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺃﺣﺪﺛﺘﻪ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺸﻐﻠﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.‬
‫-٧٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ: ﺍ ﹸﻐ‪‬ﺮﺓ ﻗﻮﻡ ﻳﻐ‪‬ﺮﻭﻥ ﺑﺬﻛﺮ‬ ‫ﳌﻴ ‪ ‬ﻴ‬ ‫ﺍﷲ ﺑﺪﻋﺎﺀ ﻭﺗﻀﺮﻉ ﻭﻗﺪ ﲰﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺑﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺗﻐﻴﲑ‪‬ﺍ ﻛﺄ‪‬ﻢ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺷﺎﻫﺪﻭﻫﺎ ﺑﺎﻷﳊﺎﻥ ﻃﺮﺑﻮﺍ ﻭﺭﻗﺼﻮﺍ ﻓ ‪‬ﻤﻮﺍ ‪‬ﻐ‪‬ﺮﺓ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ.‬ ‫ﺴ ﻣﻴ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ: ﲰﻮﺍ ﻣﻐ‪‬ﺮﻳﻦ ﻟﺘﺰﻫﻴﺪﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻟﻔﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺗﺮﻏﻴﺒﻬﻢ ﰲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻵﺧﺮﺓ.‬ ‫ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﳍﻮ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻣﻦ ﺍﺳﺘﻜﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺳﻔﻴﻪ ‪‬ﺮﺩ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ.‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﻓﻘﺪ ﺃﲨﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻓﺎﺭﻕ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻨﱪﻱ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:‬ ‫»ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻓﺈ‪‬ﻪ ﻣﻦ ﺷﺬ ﺷﺬ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(، ﻭﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻣﺎﺕ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻣﻴﺘﺔ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ«)٢(.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ‪‬ﻨﻜﺮﻭﻥ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ، ﻭﺃﻣﺎ ﻗﺪﻣﺎﺅﻫﻢ ﻓﻼ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺧﻼﻑ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ،‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ: ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻭﻟﻪ ﰲ ﺫﻡ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺼﻨﻒ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ، ﻭﻣﻨﻬﻢ: ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻈﻔﺮ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﻷﳕﺎﻃﻲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻻ ﲰﺎﻋﻪ ﻭﻻ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٥١١، ٦١١، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٠٨( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺿﻌﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻴﻪ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ‬ ‫ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻛﻢ: »ﻟﻮ ﺣﻔﻆ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﳊﻜﻤﻨﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺘﻤﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻗﻮﺍﻝ« ﻓﺬﻛﺮﻫﺎ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٨٤٨١/٣٥، ٤٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٦٠٣، ٨٨٤ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٩٤٨١/٥٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.‬
‫-٨٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺿﺎﻑ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻗﺪ ﻧﺺ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ«‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﺩﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺭ ‪‬ﺕ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ ﻭﺑﻄﻠﺖ ﻋﺪﺍﻟﺘﻪ.‬ ‫‪‬ﺩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﻬﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺪ‪‬ﻦ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺇﳕﺎ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺭﺧﺺ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺘﺄﺧﺮﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻞ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻏﻠﺒﻪ ﻫﻮﺍﻩ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ: ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﻐﲏ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺹ، ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻮﺡ ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻬﻤﺎ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳌﻌﲎ:‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺜﻼﺙ ﺁﻳﺎﺕ:‬ ‫ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ: ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ﴾ ]ﻟﻘﻤﺎﻥ: ٦[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻳﻔﻴﲏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﻨﻴﻊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺛﻨﺎ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﲪﻴﺪ ﺍﳋ ‪‬ﺍﻁ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﺎﺭ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺼﻬﺒﺎﺀ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ﴾،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻭﺍﷲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ.‬ ‫ُ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻭﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﻃِﺮﺍﺩ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﻨﺎ ﺯﻫﲑ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ، ﺛﻨﺎ ﺟﺮﻳﺮ، ﻋﻦ‬ ‫ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ﴾. ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﻛﻢ. ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺪﺑﺮ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ‬‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﻮﺭ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﺛﻨﺎ ﻫﺪﺑﺔ، ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﲪﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻣﺴﻠﻢ، ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ﴾ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬
‫-٩٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﹾﻢ ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪﺓ، ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻜﹾﺮﻣﺔ ﻋﻦ ﳍﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ ﻭﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ.‬ ‫ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺳﺎﻣﺪﻭﻥ﴾ ]ﺍﻟﻨﺠﻢ: ١٦[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﻃِﺮﺍﺩ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ‬ ‫ﻋﻜﺮﻣﺔ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﴿ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺳﺎﻣﺪﻭﻥ﴾ ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﺑﺎﳊﻤﲑﻳﺔ، ﲰﺪ ﻟﻨﺎ: ﻏﲎ ﻟﻨﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﳎﺎﻫﺪ: ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ: ﺳﻤﺪ ﻓﻼﻥ: ﺇﺫﺍ ﻏﲎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺍﺳﺘﻔﺰﺯ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺼﻮﺗﻚ ﻭﺃﺟﻠﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲞﻴﻠﻚ﴾ ]ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ: ٤٦[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻣﻮﻫﻮﺏ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ‪‬ﺑﻨ‪‬ﺪﺍﺭ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺎﺳﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻜﻤﻴﺖ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳉﺮﻣﻲ،‬ ‫ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻋﻦ ﻟﻴﺚ، ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ: ﴿ﻭﺍﺳﺘﻔﺰﺯ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺼﻮﺗﻚ﴾.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﳌﺰﺍﻣﲑ.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻋﻦ‬ ‫ﻧﺎﻓﻊ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﺻﻮﺕ ﺯ ‪‬ﺎﺭﺓ ﺭﺍﻉ ﻓﻮﺿﻊ ﺃﺻﺒﻌﻴﻪ ﰲ ﺃﺫﻧﻴﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﻋﺪﻝ ﺭﺍﺣﻠﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻧﺎﻓﻊ ﺃﺗﺴﻤﻊ؟ ﻓﺄﻗﻮﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻓﻴﻤﻀﻲ، ﺣﱴ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻻ، ﻓﻮﺿﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺭﺍﺣﻠﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﲰﻊ ﺯﻣﺎﺭﺓ ﺭﺍﻉ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﺼﻨﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ«)١(.‬ ‫)١( ﻓﻴﻪ ﺧﻼﻑ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٤٢٩٤( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻨﻜﺮ«، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٢/٨، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٠١/٢٢٢، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﺎﻛﺮ ﰱ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺴﻨﺪ )٥٣٥٤(:‬ ‫=‬
‫-٠٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻓِﻌﹸﻬﻢ ﰲ ﺣﻖ ﺻﻮﺕ ﻻ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻐﻨﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺯﻣﻮﺭﻫﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ‪‬ﺼﻴﱯ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻮﻳﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺷﺮﻳﻚ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﺮﱘ ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺯﺣ‪‬ﺮ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺃﻣﺎﻣﺔ، ﻗﺎﻝ: ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﳌﻐﻨﻴﺎﺕ ﻭﺑﻴﻌﻬﻦ‬ ‫ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻦ، ﻭﻗﺎﻝ: »ﲦﻨﻬﻦ ﺣﺮﺍﻡ«، ﻭﻗﺮﺃ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻴﻀﻞ‬ ‫ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﺑﻐﲑ ﻋﻠﻢ ﻭﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﻫﺰﻭ‪‬ﺍ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﳍﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻬﲔ﴾)١( ]ﻟﻘﻤﺎﻥ: ٦[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍ ﹸﻤﺤﻲ، ﺛﻨﺎ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﺃﰊ ﺍﻷﺳﻮﺩ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﳌﻬﱠﺐ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺯﺣ‪‬ﺮ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺃﰊ ﹸﻣﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ: ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﺍﳌﻐﻨﻴﺎﺕ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﻴﻬﻦ ﻭﻋﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ،‬‫ﺃ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﲦﻨﻬﻦ ﺣﺮﺍﻡ«، ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻫﺬﺍ، ﺃﻭ ﳓﻮﻩ، ﺃﻭ: ﻭﻗﺎﻝ ﺷﺒﻬﻪ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻲ ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻴﻀﻞ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ﴾. ﻭﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻘﲑﺓ ﺻﻮﺗﻪ‬ ‫ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﺇﻻ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺷﻴﻄﺎﻧﲔ ﻳﺮﺗﺪﻓﺎﻧﻪ ﺃﻋﲏ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺫﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﺰﺍﻻﻥ ﻳﻀﺮﺑﺎﻥ ﺑﺄﺭﺟﻠﻬﻤﺎ ﰲ ﺻﺪﺭﻩ ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻜﺖ«)٢(.‬ ‫=‬ ‫»ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ. ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰱ ﻋﻮﻥ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ ٤/٤٣٤: »ﻻ‬ ‫ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﻜﺎﺭﺓ، ﺑﻞ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻗﻮﻯ، ﻭﻟﻴﺲ ﲟﺨﺎﻟﻒ ﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ«.‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )٢٨٢١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺍﺕ )٨٦١٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢٥٢، ٤٦٢، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻀﻌﻒ ﰱ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺣﺴﻦ، ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺿﻌﻴﻒ، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٨/٢١٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٨/٩١١ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﺑﺄﺳﺎﻧﻴﺪ، ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻭﺛﻘﻮﺍ ﻭﺿﻌﻔﻮﺍ«، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )١٣٩(:‬ ‫»ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ«.‬
‫-١٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺭﻭﺕ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﺮﻡ ﺍﳌﻐﻨﻴﺔ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻭﺑﻴﻌﻬﺎ ﻭﲦﻨﻬﺎ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰒ ﻗﺮﺃ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ﴾«)١(.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺇﳕﺎ ‪‬ﻴﺖ ﻋﻦ ﺻﻮﺗﲔ ﺃﲪﻘﲔ‬ ‫ﻓﺎﺟﺮﻳﻦ ﺻﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﻧﻐﻤﺔ ﻭﺻﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﻣﺼﻴﺒﺔ«)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻇﻔﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻘﺘﺪﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺒﻴﺐ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻛﻠﻴﺐ، ﺛﻨﺎ ﺧﻠﹶﻒ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﻠﻴﻔﺔ، ﻋﻦ ﺃﺑ‪‬ﺎﻥ ﺍﳌﻜﺘﺐ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺭﺑﺎﺡ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺑﻨﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﳚﻮﺩ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻮﺿﻌﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺣِﺠﺮﻩ ﻓﻔﺎﺿﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺗﺒﻜﻲ ﻭﺗﻨﻬﺎﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ؟ ﻓﻘﺎﻝ: »ﻟﺴﺖ‬ ‫ﺃ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺇﳕﺎ ‪‬ﻴﺖ ﻋﻦ ﺻﻮﺗﲔ ﺃﲪﻘﲔ ﻓﺎﺟﺮﻳﻦ ﺻﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﻧﻐﻤﺔ ﻟﻌﺐ ﻭﳍﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺰﺍﻣﲑ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﺻﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﺿﺮﺏ ﻭﺟﻪ ﻭﺷﻖ ﺟﻴﻮﺏ ﻭﺭﻧﺔ ﺷﻴﻄﺎﻥ«)٣(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﺟﺪﻱ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳋﻴﺎﻁ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻠﻚ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻮﻳﺪ‬ ‫ﺍﻟﻄﺤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﻣﻜﺤﻮﻝ ﻋﻦ ‪‬ﺒﲑ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﺑﻦ ‪‬ﻔﲑ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﳜﺎﻣﺮ ﺍﻟﺜﻘﺔ، ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ‬‫ﻧ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ )٣١٥٤(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٤/١٩ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﻓﻴﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﱂ ﺃﺟﺪ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﳘﺎ، ﻭﻟﻴﺚ ﺑﻦ ﺃﰉ ﺳﻠﻴﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﺪﻟﺲ«، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻰ ﰱ ﲣﺮﻳﺞ‬ ‫ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ٢/٢٨٢: »ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٥٠٠١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ«، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/٩٦، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٣/٧١.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻰ )٣٨٦١(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/٩٦، ﻭﺃﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺞ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.‬
‫-٢٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: »‪‬ﻌﺜﺖ ﻬﺑﺪﻡ ﺍﳌﺰﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﻄﺒﻞ«)١(.‬ ‫ﺑ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﻏﻴﻼﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺟﻴﺔ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﺛﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ، ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ،‬ ‫ﻋﻦ ﺟﺪﻩ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »‪‬ﻌﺜﺖ ﺑﻜﺴﺮ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺍﳌﺰﺍﻣﲑ«)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻜﹶﺮﻭﺧﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻷﺯﺩﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﺟﻲ ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ‬ ‫ﻐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉﺮﺍﺣﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﶈﺒﻮﰊ ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﺛﻨﺎ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻟﺔ، ﻋﻦ ﳛﲕ‬ ‫ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﺃﻣﱵ ﲬﺲ ﻋﺸﺮﺓ ﺧﺼﻠﺔ ﺣﻞ‬ ‫ﹰ ﱠ‬ ‫ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺒﻼﺀ« ﻓﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ: »ﺇﺫﺍ ﺍﲣﺬﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻥ ﻭﺍﳌﻌﺎﺯﻑ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺘﻠﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻣﻴﺢ ﺍﳉﺬﺍﻣﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺇﺫﺍ ﺍ‪‬ﺨﺬ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺍﻟﻔﻲﺀ ﺩﻭﻻﹰ، ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﻐﻨﻤ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻐﺮﻣ‪‬ﺎ، ﻭ‪‬ﻌﱢﻢ ﻟﻐﲑ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﻋﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﻠ‬ ‫ُ‬ ‫ﺃﻣﻪ، ﻭﺃﺩﱏ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻭﺃﻗﺼﻰ ﺃﺑﺎﻩ، ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ، ﻭﺳﺎﺩ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻓﺎﺳﻘﻬﻢ،‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ١/٣٨٤، ﻭﰱ ﺳﻨﺪﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ: »ﺻﺪﻭﻕ ﳜﻄﻰﺀ، ﻭﺭﻣﻰ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ«. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ:‬ ‫»ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ: »ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ:‬ ‫ﺫﺍﻫﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺬﺍﺏ«. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٦/٩٣١ ﺑﻠﻔﻆ: »ﺑﻌﺜﲎ ﺭﰉ ﲟﺤﻖ‬ ‫ﺍﳌﺰﺍﻣﲑ..« ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﻮﱏ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ: »ﻣﺘﺮﻭﻙ ﺍﳊﺪﻳﺚ« ﻭﻗﺎﻝ ﳛﲕ:‬ ‫»ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻰﺀ«.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٠١٢٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻻ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻭﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﺭﻭﺍﻩ ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻯ ﻏﲑ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻟﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﺮﺝ ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻟﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺿﻌﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻔﻈﻪ..«، ﻭﺍﳋﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻯ‬ ‫ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٣/٨٥١، ٢١/٦٩٣. ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ )٦٨٣(.‬
‫-٣٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺭﺫﳍﻢ، ﻭﹸﻛﺮﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﳐﺎﻓﺔ ﺷ ‪‬ﻩ، ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﺯﻑ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﺷﺮﺑﺖ ﺍﳋﻤﻮﺭ، ﻭﻟﻌﻦ ﺁﺧﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻣﺔ ﺃﻭﳍﺎ، ﻓﻠﲑﺗﻘﺒﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺭﳛ‪‬ﺎ ﲪﺮﺍﺀ ﻭﺯﻟﺰﻟﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺧﺴﻔﹰﺎ ﻭﻣﺴﺨ‪‬ﺎ ﻭﻗﺬﻓﹰﺎ ﻭﺁﻳﺎﺕ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻛﻨﻈﺎﻡ ﺑﺎﻝ ﻗﻄﻊ ﺳﻠﻜﻪ ﻓﺘﺘﺎﺑﻊ«)١(.‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺃﻣﱵ ﺧﺴﻒ ﻭﻗﺬﻑ‬ ‫ﻭﻣﺴﺦ«، ﻗﻴﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻣﱴ؟ ﻗﺎﻝ: »ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﳌﻌﺎﺯﻑ ﻭﺍﻟﻘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﺤﻠﺖ‬ ‫ﺍﳋﻤﺮ«)٢(.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﳋﲑ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﰲ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﻦ« ﻻ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﺳﺪﺍﺑﺎﺫﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳌﻘﻮﻣﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﺃﺧﱪﱐ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ، ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﺑﺸﺮ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﳕﲑ، ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﻣﻜﺤﻮﻻ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻪ ﲰﻊ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻪ ﲰﻊ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﹸﻣ‪‬ﺔ‬ ‫ﺃﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺠﺎﺀ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﺑﻦ ﻗﺮﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺪ‬ ‫ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻘﻮﺓ ﻓﻤﺎ ﺃﺭﺍﱐ ﺃﺭﺯﻕ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺩﱢﻲ ﺑﻜﻔﻲ ﻓﺄﹾﺫﻥ ﱄ ﰲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﰲ ﻏﲑ ﻓﺎﺣﺸﺔ،‬ ‫ﹶ‬ ‫‪‬ﻓ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻻ ﺁﺫﻥ ﻟﻚ ﻭﻻ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻭﻻ ﻧﻌﻤﺔ ﻋﲔ، ﻛﺬﺑﺖ‬ ‫ﻳﺎ ﻋﺪﻭ ﺍﷲ ﻟﻘﺪ ﺭﺯﻗﻚ ﺍﷲ ﺣﻼﻻ ﻃﻴﺒ‪‬ﺎ ﻓﺎﺧﺘﺮﺕ ﻣﺎ ﺣ ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﺯﻗﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺣﻞ ﺍﷲ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻼﻟﻪ، ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻟﻔﻌﻠﺖ ﺑﻚ ﻭﻓﻌﻠﺖ. ﻗﻢ ﻋﲏ ﻭﺗﺐ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻚ ﻟﻮ ﻗﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﺔ ﺇﻟﻴﻚ ﺿﺮﺑﺘﻚ ﺿﺮﺑ‪‬ﺎ ﻭﺟﻴﻌ‪‬ﺎ، ﻭﺣﻠﻘﺖ ﺭﺃﺳﻚ‬ ‫‪‬ﺜﻠﺔ ﻭﻧﻔﻴﺘﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻚ، ﻭﺃﺣﻠﻠﺖ ﺳﻠﺒﻚ ‪‬ﻬﺒﺔ ﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ«، ﻓﻘﺎﻡ ﻋﻤﺮﻭ ﻭﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ‬ ‫ﻧ ﹰ‬ ‫ﻣ ﹰ‬ ‫ﻭﺍﳋﺰﻱ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ. ﻓﻠﻤﺎ ﻭﱠﻰ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:‬ ‫ﻟ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )١١٢٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻮﺟﻪ«، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺭﻣﻴﺢ ﺍﳉﺬﺍﻣﻰ، ﻭﻫﻮ ﳎﻬﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﳌﺸﻜﺎﺓ‬ ‫)٠٥٤٥(: »ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﻛﻤﺎ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٨/٠١ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ،‬ ‫ﻭﻓﻴﻪ ﺿﻌﻒ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﲔ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«.‬
‫-٤٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫»ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻐﲑ ﺗﻮﺑﺔ ﺣﺸﺮﻩ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﺮﻳﺎﻧ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺘﺮ ﻬﺑﺪﺑﺔ ﻛﻠﻤﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻡ ‪‬ﺮﻉ«)١(.‬ ‫ﺻ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻵﺛﺎﺭ: ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ: ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ‪‬ﻨﺒﺖ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﻘﻞ)٢(.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺪﺍﺑﺔ ﻭﱂ ‪‬ﺴﻢ ﺭﺩﻓﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ. ﻭﻗﺎﻝ: ‪‬ﺗﻐ‪‬ﻨﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﱂ ‪‬ﺤﺴﻦ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻟﻪ: ﲤ‪‬ﻪ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﻣﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﳏﺮﻣﲔ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﻳﺘﻐﲎ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻻ ﻻ ﲰﻊ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻜﻢ. ﻭﻣﺮ ﲜﺎﺭﻳﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﺗﻐﲏ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻟﺘﺮﻙ ﻫﺬﻩ.‬ ‫ﻭﺳﺄﻝ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃ‪‬ﺎﻙ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﻛﺮﻫﻪ ﻟﻚ. ﻗﺎﻝ: ﺃﺣﺮﺍﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﻮ؟ ﻗﺎﻝ: ﺍﻧ ﹸﺮ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﺇﺫﺍ ﻣ‪‬ﺰ ﺍﷲ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻓﻔﻲ ﺃﻳﻬﻤﺎ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ؟.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻗﺎﻝ: ﻟﻌﻦ ﺍﳌﻐﲏ ﻭﺍﳌﻐﲎ ﻟﻪ.‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ ﻭﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﻃِﺮﺍﺩ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﲏ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺍﻷﺭﻣﻮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺘﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺇﱃ ‪‬ﺆ ‪‬ﺏ ﻟﻮﻟﺪﻩ: ﻟﻴﻜﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺩ‬ ‫ﺃﺩﺑﻚ ‪‬ﻐﺾ ﺍﳌﻼﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺅﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ﺳﺨﻂ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺟﻞ ﻭﻋﺰ، ﻓﺈ‪‬ﻪ ﺑﻠﻐﲏ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳌﻌﺎﺯﻑ ﻭﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻷﻏﺎﱐ ﻭﺍﷲ ﺝ ﻬﺑﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﺐ. ﻭﻟﻌﻤﺮﻱ ﹶﻟ‪‬ﺘﻮﱢﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﺮﻙ ﺣﻀﻮﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﺃﻳﺴﺮ‬ ‫‪‬ﻗ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳊﺪﻭﺩ )٣١٣٢(، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻮﺻﲑﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺑﺸﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﳕﲑ ﺍﻟﺒﺼﺮﻯ، ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﳛﲕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻥ: ﻛﺎﻥ ﺭﻛﻨ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﺣﺪﻳﺜﻪ، ﻭﻛﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﳕﲑ ﻏﲑﻩ. ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻳﻀﻊ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻏﲑﻩ«.‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٨/٠٦، ١٦.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻮﻗﻮﻑ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﺫﻡ ﺍﳌﻼﻫﻰ )٢١(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٨٩٠٥،‬ ‫٩٩٠٥(.‬
‫-٥٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺫﻱ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺒﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ: ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺭﻗ‪‬ﻴ ﹸ ﺍﻟﺰﻧﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ: ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻟﻠﻘﻠﺐ‬ ‫ﹾﺔ‬ ‫ﻣﺴﺨﻄﺔ ﻟﻠﺮﺏ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺃﻣﻴﺔ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﻳﻬﺪﻡ ﺍﳌﺮﻭﺀﺓ ﻭﺇﻧﻪ‬ ‫ﻟﻴﻨﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻜﺮ، ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻻ ‪‬ﺑ ‪ ‬ﻓﺎﻋﻠﲔ ﻓﺠﻨﺒﻮﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺰﻧﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻛﻢ ﻗﺪ ﻓ‪‬ﺘ‪‬ﻨﺖ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺎﺑﺪ ﻭﺯﺍﻫﺪ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﹶ ِ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﺑـ »ﺫﻡ ﺍﳍﻮﻯ«.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺑﻨﺪﺍﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺯﻣﺔ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟ ‪‬ﲑﺍﰲ ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ ﻋﻦ ﻣﻌﻦ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﰲ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻟﻪ، ﻓﺴﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺳﻄﺢ ﰒ ﺗﻔﺮﻕ ﻋﻨﻪ ﺟﻠﺴﺎﺅﻩ: ﻓﺪﻋﺎ ﺑﻀﻮﺀ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻟﻪ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺗﺼ ‪ ‬ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫ ﺍﺳﺘﻤﺪﻫﺎ ﺑﻴﺪﻩ، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺳﺎﻫﻴﺔ ﻣﺼﻐﻴﺔ ﺑﺴﻤﻌﻬﺎ ﻣﺎﺋﻠﺔ ﲜﺴﺪﻫﺎ‬ ‫‪‬ﺐ‬ ‫ﻛﻠﻪ ﺇﱃ ﺻﻮﺕ ﻏﻨﺎﺀ ﺗﺴﻤﻌﻪ ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ، ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﻓﺘﻨﺤﺖ ﻭﺍﺳﺘﻤﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﻮﺕ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﺻﻮﺕ ﺭﺟﻞ ﻳﻐﲏ، ﻓﺄﻧﺼﺖ ﻟﻪ ﺣﱴ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻐﲏ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ.‬ ‫ﰒ ﺩﻋﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺭﻳﻪ ﻏﲑﻫﺎ ﻓﺘﻮﺿﺄ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﺫﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺇﺫﻧ‪‬ﺎ ﻋﺎﻣ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﺃﺧﺬﻭﺍ ﳎﺎﻟﺴﻬﻢ ﺃﺟﺮﻯ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻭﻟ‪‬ﻦ ﻓﻴﻪ ﺣﱴ ﻇﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺘﻬﻴﻪ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﺄﻓﺎﺿﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﻠﻴﲔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻞ ﺑﻘﻲ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻪ؟ ﻓﻘﺎﻡ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﻨﺪﻱ ﺭﺟﻼﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺃ‪‬ﻳﻠﹶﺔ ﺣﺎﺫﻗﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻳﻦ ﻣﱰﻟﻚ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ؟ ﻓﺄﻭﻣﺄ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ: ﻳﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ. ﻓﻮﺟﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺃﺩﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﺍﲰﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﲰﲑ، ﻓﺴﺄﻟﻪ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺣﺎﺫﻕ ﳏﻜﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﱴ ﻋﻬﺪﻙ ﺑﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﰲ ﻟﻴﻠﱵ ﻫﺬﻩ‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ. ﻗﺎﻝ: ﻭﰲ ﺃﻱ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻛﻨﺖ؟ ﻓﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲰﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﺕ.‬
‫-٦٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻏﻨﻴﺖ؟ ﻓﺬﻛﺮ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﲰﻌﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺪﺭ ﺍﳉﻤﻞ‬ ‫ﻓﻀﺒﻌﺖ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ، ﻭﻧﺐ ﺍﻟﺘﻴﺲ ﻓﺸﻜﺮﺕ ﺍﻟﺸﺎﺓ، ﻭﻫﺪﻝ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻓﺰﺍﻓﺖ ﺍﳊﻤﺎﻣﺔ، ﻭﻏﲎ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻄﺮﺑﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ. ﰒ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﺨﺼﻲ. ﻭﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺃﻳﻦ ﺃﺻﻠﻪ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﳌﺨﻨﺜﲔ ﻭﻫﻢ ﺍﳊﺬﺍﻕ ﺑﻪ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﺑﻪ، ﻓﻜﺘﺐ ﺇﱃ ﻋﺎﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﻫﻮ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ: ﺃﻥ ﺍﺧﺺ ﻣﻦ ﻗﺒ‪‬ﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﻨﺜﲔ ﺍﳌﻐﻨﲔ.‬ ‫ِ ِ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳌﻌﲎ ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ‪‬ﺨﺮﺝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻳﻐﲑ ﺍﻟﻌﻘﻞ. ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻫﺬﺍ: ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻃﺮﺏ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻘﺒﺤﻪ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺻﻤﺘﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻏﲑﻩ، ﻣﻦ ﲢﺮﻳﻚ ﺭﺃﺳﻪ، ﻭﺗﺼﻔﻴﻖ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭﺩﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺮﺟﻠﻴﻪ. ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ، ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻳﻮﺟﺐ ﺫﻟﻚ، ﺑﻞ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﳋﻤﺮ ﰲ ﺗﻐﻄﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻞ. ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﳌﺆﻣﻞ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺮﺍﺯ، ﻗﺎﻝ: ﺫﻛﺮ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔ ‪‬ﺍﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻟﻮ ﻧﺎﺻﺤﻮﺍ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺻﺪﻗﻮﻩ ﻷﻓﺎﺩﻫﻢ ﰲ ﺳﺮﺍﺋﺮﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﻐﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻼﻗﻲ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺸﺎﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ‪‬ﺑ ﱠﺔ ﺍﻟﻌﻜ‪‬ﺒﺮِﻱ: ﺳﺄﻟﲏ ﺳﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﻨﻬﻴﺘﻪ‬ ‫ﻄ ‪‬ﹾ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻋﻠﻤﺘﻪ ﺃ‪‬ﻪ ﳑﺎ ﺃﻧﻜﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻪ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ، ﻭﺇﳕﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺳ ‪‬ﻮﺍ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﲰﺎﻫﻢ ﺍﶈﻘﻘﻮﻥ ﺍﳉﱪﻳﺔ ﺃﻫﻞ ﳘﻢ ﺩﻧﻴﺌﺔ ﻭﺷﺮﺍﺋﻊ ﺑﺪﻋﻴﺔ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﻛﻞ‬ ‫ﺃﺳﺒﺎﻬﺑﻢ ﻇﻠﻤﺔ. ﻳ ‪‬ﻋﻮﻥ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﶈﺒﺔ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻳﻄﺮﺑﻮﻥ ﻭﻳﺼﻌﻘﻮﻥ ﻭﻳﺘﻐﺎﺷﻮﻥ ﻭﻳﺘﻤﺎﻭﺗﻮﻥ ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺣﺒﻬﻢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻟﺮﻬﺑﻢ ﻭﺷﻮﻗﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ. ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﳉﺎﻫﻠﻮﻥ ﻋﻠﻮ‪‬ﺍ ﻛﺒﲑ‪‬ﺍ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﺒ‪‬ﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﱠﻖ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﺯ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﺎ: ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﳉﺎﺭﻳﺘﲔ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﻀﺮﺑﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﺪﻓﲔ، ﻭﰲ‬
‫-٧٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺃﻟﻔﺎﻇﻪ: »ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺟﺎﺭﻳﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺭﻱ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺗﻐﻨﻴﺎﻥ ﲟﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﻘﺎﻭﻟﺖ ﺑﻪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻮﻡ ‪‬ﺑﻌ‪‬ﺎﺙ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: ﺃﻣﺰﻣﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﺩﻋﻬﻤﺎ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺇﻥ ﻟﻜﻞ ﻗﻮﻡ ﻋﻴﺪ‪‬ﺍ ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻴﺪﻧﺎ«)١(.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ. ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺃ‪‬ﺎ ﺯﹼﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬ﻓ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻬﻮ؟ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻌﺠﺒﻬﻢ‬ ‫ﺍﻟﻠﻬﻮ«)٢(. ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ. ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻀ‪‬ﺎﻟﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﷲ ﺃﺷﺪ ﺃﺫﻧ‪‬ﺎ ﺇﱃ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﻴﻨﺔ ﺇﱃ ﻗﻴﻨﺘﻪ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ: ﻭﺟﻪ ﺍﳊﺠﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﺛﺒﺖ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﺇﺫ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ‪‬ﻘﺎﺱ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﳏﺮﻡ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﺃﺫﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ‬ ‫ِﹶ‬ ‫ﻟﺸﻲﺀ ﻣﺎ ﺃﺫﻥ ﻟﻨﱯ ﻳﺘﻐﲎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ«)٤(.‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺎﻃﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻓﺼ ﹸ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﳊﻼﻝ ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ﺍﻟﻀﺮﺏ‬ ‫ﹶ ‪‬ﻞ‬ ‫ﺑﺎﻟﺪﻑ«)٥(.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﺑ‪‬ﻨﺎ ﺃ‪‬ﻢ‬ ‫ﻴ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٢٦١٥( ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٠٤٣١(، ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ«، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٩١، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٩٥٦ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/١٧٥،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ: »ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻨﻘﻄﻊ«. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٠٣٦٤(.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ )٣٢٠٥، ٤٢٠٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ‬ ‫)٢٩٧/٢٣٢ ــ ٤٣٢(.‬ ‫)٥( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٨٨٠١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ«، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ‬ ‫)٩٦٣٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٦٩٨١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٨١٤، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٤٨١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٧/٩٨٢.‬
‫-٨٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺸﺪﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭ ‪‬ﻤﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻏﻨﺎﺀ ﻟﻨﻮﻉ ﻳﺜﺒﺖ ﰲ ﺍﻹﻧﺸﺎﺩ ﻭﺗﺮﺟﻴﻊ، ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﳜﺮﺝ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ.‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﳛﺘﺞ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻋﻨﺪ ﻗﻠﻮﺏ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ‬ ‫ﺍﳌﻄﺮﺑﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﻛﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﻧﻔﻮﺱ ﻗﺪ ﲤﻠﻜﻬﺎ ﺍﳍﻮﻯ؟ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ ﻟﻠﻔﻬﻢ.‬ ‫ﺃﻭﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﺻﺢ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺃ‪‬ﺎ ﻗﺎﻟﺖ: ﻟﻮ ﺭﺃﻯ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﳌﻨﻌﻬﻦ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ)١(.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﻔﱵ ﺃﻥ ﻳﺰﻥ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ ﺃﻥ ﻳﺰﻥ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪ‬ ‫ﰒ ﻳﺼﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﲟﺎ ﺗﻘﺎﻭﻟﺖ ﺑﻪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻮﻡ ‪‬ﻌﺎﺙ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺀ ﺃﻣﺮﺩ ﻣﺴﺘﺤﺴﻦ ﺑﺂﻻﺕ‬ ‫ﺑ ٍ‬ ‫ﻣﺴﺘﻄﺎﺑﺔ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﲡﺬﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻏﺰﻟﻴﺎﺕ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ﻭﺍﻟﻐﺰﺍﻟﺔ ﻭﺍﳋﺎﻝ ﻭﺍﳋﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﺪ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻓﻬﻞ ﻳﺜﺒﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺒﻊ ﻫﻴﻬﺎﺕ، ﺑﻞ ﻳﱰﻋﺞ ﺷﻮﻗﹰﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﻠﺬ، ﻭﻻ ﻳﺪﻋﻲ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻻ ﳚﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻛﺎﺫﺏ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺣﺪ ﺍﻵﺩﻣﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺃﺧﺬ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﰲ ﺣﻘﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻳﺴﺒﻘﻪ ﺇﱃ ﻣﺎ ﳚﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳍﻮﻯ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺏ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﲜﻮﺍﺏ ﺁﺧﺮ، ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ‬ ‫ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣﺠﺘﻨﺎ ﻷﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﲰﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺰﻣﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﱂ‬ ‫ﻳﻨﻜﺮ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﻗﻮﻟﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻠﻴﻆ ﰲ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﳊﺴﻦ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﻐﲑﺓ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﱂ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺑﻠﻮﻏﻬﺎ ﻭﲢﺼﻴﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺫﻡ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻳﺬﻡ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﳝﻨﻊ ﻣﻦ‬ ‫ﲰﺎﻋﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺼﺮﻳﺢ ﰲ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺫﺍﻥ )٩٦٨(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٥٤٤/٤٤١(.‬
‫-٩٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﻴﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻭ ﻏﲑﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻴﻨﺔ ﻓﻼ ﳝﺘﻨﻊ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺸﺒﻪ ﺣﺮﺍﻣ‪‬ﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ: ﻭﺟﺪﺕ ﻟﻠﻌﺴﻞ ﻟﺬﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﺬﺓ ﺍﳋﻤﺮ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻣ‪‬ﺎ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺑﺎﻹﺻﻐﺎﺀ ﰲ ﺍﳊﺎﻟﺘﲔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺣﻼﻻ ﺃﻭ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺣﺮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻻ ﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﺇﻧﻜﻢ ﻟﺘﺮﻭﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ«)١( ﻓﺸﺒﻪ‬ ‫ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑﺈﻳﻀﺎﺡ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﺟﻬﺔ ﳛﻴﻂ ﺑﻪ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ‬ ‫ﻭﺍﳊﻖ ﻣﱰﻩ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﰲ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ: ﻻ ﻧﻨﺸﻒ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﺃﺛﺮ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻓﻼ ﻳﺴﻦ‬ ‫ﻣﺴﺤﻪ ﻛﺪﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ، ﻓﻘﺪ ﲨﻌﻮﺍ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﺗﻔﺎﻗﻬﻤﺎ ﰲ ﻛﻮ‪‬ﻤﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺇﻥ ﺍﻓﺘﺮﻗﺎ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ. ﻭﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺡ ﻓﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻻ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﻳﺘﻐﲎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻘﺪ ﻓﺴﺮﻩ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻌﻨﺎﻩ: ﻳﺴﺘﻐﲏ ﺑﻪ،‬ ‫ﻭﻓﺴﺮﻩ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻳﺘﺤﺰﻥ ﺑﻪ ﻭﻳﺘﺮﱎ. ﻭﻗﺎﻝ ﻏﲑﳘﺎ: ﳚﻌﻠﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻏﻨﺎﺀ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺳﺎﺭﻭﺍ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺑﺎﻟﺪﻑ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻳﻜﺴﺮﻭﻥ ﺍﻟﺪﻓﻮﻑ - ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻮ ﺭﺃﻭﺍ ﻫﺬﻩ - ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺪﻑ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ‬ ‫ﰲ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺳ ﱠﻡ: ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺇﳕﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻟﻮ ﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٤٥٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ )٣٣٦/١١٢،‬ ‫٢١٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ.‬
‫-٠٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺣﻨﺒﻞ: ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﻑ ﺑﺄﺱ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺱ ﻭﳓﻮﻩ ﻭﺃﻛﺮﻩ ﺍﻟﻄﺒﻞ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺒ‪‬ﻄﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﺆﺩﺏ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﶈﺎﻣﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﺟﺒﻠﺔ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ، ﺛﻨﺎ ﺯﻫﲑ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺒ‪‬ﺠﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻃﻠﺒﺖ‬ ‫ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺪﺭﻳ‪‬ﺎ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﰲ ﻋﺮﺱ ﻟﻪ ﻗﺎﻝ: ﻭﺇﺫﺍ ﺟﻮﺍﺭ ﻳﻐﻨﲔ ﻭﻳﻀﺮ ﺑﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﺎﻟ ‪‬ﻓﻮﻑ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻻ ﺗﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺭﺧﺺ ﻟﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ)١(.‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺟﺪﻱ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳋﻴﺎﻁ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺳﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻋﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺇﻟﻴﺎﺱ، ﻋﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺃﻇﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻭﺃﺿﺮﺑﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺎﻝ)٢(،‬ ‫ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺪﻑ«.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻛ ﱡ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﺑﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹸﻞ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﳌﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺞ ﳍﻢ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻔﺘﻮﻧﻮﻥ ﲝﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﲟﺎ ﻻ ﺣﺠﺔ‬ ‫ﻓﻴﻪ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﻟﱪﺍﺀ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﻳﺴﺘﻠﺬ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺮﱎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﱪﺍﺀ ﻷﻧﻪ ﺭﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻠﻘﻰ‬ ‫ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﺘﺮﱎ؛ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﱎ، ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﱎ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٨٣٣(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٤٨١ ﺑﻨﺤﻮﻩ،‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٧١/٧٤٢، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ )٨٦١٣(:‬ ‫»ﺣﺴﻦ«.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٥٩٨١( ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺃﺑﻮ ﺍﳍﻴﺜﻢ‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ. ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻪ. ﺑﻞ ﻧﺴﺒﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺿﻊ«،‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٧/٠٩٢، ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ )٥٣٦(.‬
‫-١٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﺍ ﹸﻄﺮﺏ.‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﳍﻢ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﻳﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺟﺎﻫﻞ ﻓﻴﻐﺘﺮ ﱂ‬ ‫ﻳﺼﻠﺢ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻷ‪‬ﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺸﻲﺀ، ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﻝ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﻪ، ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻝ ﺳﻨﺔ، ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﲟﺎ ﺭﻭﻯ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﺪ ﻋﻦ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﻨﺸﺪﱐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺃﻣﻴﺔ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻲ ﻫﻲ ﺣﱴ ﺃﻧﺸﺪﺗﻪ ﻣﺎﺋﺔ‬ ‫ﻗﺎﻓﻴﺔ)١(، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﺰﻝ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺠﺎﺝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: »ﻃﺎﻑ ﺍﳋﻴﺎﻻﺕ ﻓﻬﺎﺟﺎ ﺳﻘﻤ‪‬ﺎ«. ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻳﻨﺸﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻣﺎ ﺃﻋﺠﺒﻪ ﻛﻴﻒ ﳛﺘﺞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺑﺈﻧﺸﺎﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻣﺎ ﻣﺜﻠﻪ ﺇﻻ ﻛﻤﺜﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ‪‬ﻀﺮﺏ ﺑﺎﻟﻜﻒ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻓﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﺄﻭﺗﺎﺭﻩ، ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ‪‬ﻌﺼﺮ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﰲ ﻳﻮﻣﻪ‬ ‫ﻳ‪ ‬‬ ‫ﻓﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ، ﻭﻗﺪ ﻧﺴﻲ ﺃﻥ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻻ ﻳﻄﺮﺏ ﻛﻤﺎ ﻳﻄﺮﺏ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ.‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﳍﺎﴰﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻏﲑ ﺃﱐ ﺣﻀﺮﺕ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﻟ‪‬ﻤﻴﻤﻲ، ﺳﻨﺔ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺳﺒﻌﲔ ﻭﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﰲ ﺩﻋﻮﺓ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﻀﺮﻫﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻷﻬﺑﺮﻱ ﺷﻴﺦ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﲔ، ﻭﺃﺑﻮ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﻛﻲ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﲔ، ﻭﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺷﻴﺦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ،‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﲰﻌﻮﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻮﻋﺎﻅ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ، ﻭﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ ﺷﻴﺦ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﱐ، ﰲ ﺩﺍﺭ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﻨﺎﺑﻠﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻋﻠﻲ: ﻟﻮ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﱂ ﻳﺒﻖ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻦ ﻳﻔﱵ ﰲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺑﺴﻨﺔ. ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﻏﻼﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺮﹸﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺼﻮﺕ ﺣﺴﻦ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻗﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻫﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ:‬ ‫ﹸﹾ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫)ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺸﻌﺮ )٥٥٢٢/١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٨٥٧٣(.‬
‫-٢٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺭﺳــﺎﻟﺔ ﺑﻌــﺒﲑٍ ﻻ ﺑﺄﻧﻔــﺎﺱ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺧﻄﺖ ﺃﻧﺎﻣﻠﻬﺎ ﰲ ﺑﻄﻦ ﻗﺮﻃـﺎﺱ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬ﱠ ‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ‪‬ﺒﻚ ﱄ ﻗﺪ ﺷﺎﻉ ﰲ ﺍﻟﻨـﺎﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ ﺣ‪ ‬‬ ‫ﺃﻥ ﺯﺭ ﻓﺪ‪‬ﻳﺘ‪‬ﻚ ﻗﻒ ﱄ ﻏﲑ ﳏﺘﺸِﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹾ ‪ ‬ﹶ‪ ِ  ‬‬ ‫ﻗﻒ ﱄ ﻷﻣﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ ﻭﺍﻟﺮﺃﺱ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ‪‬‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﻗﻮﱄ ﳌـﻦ ﺃ ‪‬ﻯ ﺭﺳـﺎﻟﺘﻬﺎ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ: ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﺍ ﻻ ﳝﻜﻨﲏ ﺃﻥ ﺃﻓﱵ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ِﺑﺤﻈﺮ ﻭﻻ ﺇﺑﺎﺣﺔ.‬ ‫‪ ‬ﹾٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺇﻥ ﺻﺪﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻓﺈﻥ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﹸ ﹾ‬ ‫ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻴﺲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﺜﻘﺔ، ﲪﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﻧﺸﺪﻫﺎ‬ ‫ﻻ ﺃﻧﻪ ﻏﲎ ﻬﺑﺎ ﺑﻘﻀﻴﺐ ﻭﳐﺪﺓ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺬﻛﺮﻩ، ﰒ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻼﻡ ﻣﺠﻤﻞ.‬ ‫‪ ‬ﹲ‬ ‫ﻗﻮﻟﻪ: ﻻ ﳝﻜﻨﲏ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﲝﻈﺮ ﻭﻻ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﻷﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﻠﺪ‪‬ﺍ ﳍﻢ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﱵ‬ ‫ﺑﺎﻹﺑﺎﺣﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻓﻴﻠﺰﻣﻪ ﻣﻊ ﺣﻀﻮﺭﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﱵ ﺑﺎﳊﻈﺮ، ﰒ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ‬ ‫ﹾ‬ ‫ﺻﺤﺘﻬﺎ ﺃﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺃﻭﱃ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ.‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺃﲪﺪ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﲨﻌﲔ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻜﻔﻲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻭﺷﻴﺪﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ: ﺑﺎﺏ ﺇﻛﺮﺍﻣﻬﻢ ﻟﻠﻘ ‪‬ﺍﻝ ﻭﺇﻓﺮﺍﺩﻫﻢ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻟﻪ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺑﺄﻥ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﺭﻣﻰ ﺑﺮﺩﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﱃ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺯﻫﲑ ﳌﺎ ﺃﻧﺸﺪﻩ:‬ ‫ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﺎﻧـــﺖ ﺳـــﻌﺎﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﻌﺮﻑ ﻗﺪ‪‬ﺭ ﻓﻘﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻪ، ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﺷﺮﻑ ﻣﻦ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ.‬ ‫ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺠﺎﺟﻲ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ‬ ‫ﺑﻼﻝ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ؛ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﻳﺘﱪﻛﻮﻥ ﺑﻪ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍ ﹸﺰِﻧﻲ ﻗﺎﻝ: ﻣﺮﺭﻧﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺭ ﻗﻮﻡ‬ ‫ٍ‬ ‫ﳌ‪ ‬‬ ‫ﻭﺟﺎﺭﻳﺔ ﺗﻐﻨﻴﻬﻢ: )ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬
‫-٣٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻧ‪‬ﺮ‪‬ﺍﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻘﺎﺏ ﺑﺎﻟﻘﻮﻡ ‪‬ﺗﻨﻜ ‪‬‬ ‫ِ ‪ِ ‬ﺺ‬ ‫ِ‬ ‫ﺧﻠﻴﻠﻲ ﻣﺎ ﺑـﺎﻝ ﺍﳌﹶﻄﺎﻳـﺎ ﻛﺄﻧﻨـﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: ﻣِﻴﹸﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻏﺖ‪ ،‬ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺃ‪‬ﻄﺮﺑﻚ ﻫﺬﺍ؟‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹶ‪ ‬ﹶ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻟﻚ ﺣ ﱞ.‬ ‫ِﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ‪‬ﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﰲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ‬ ‫ﻣ ﹲ‬ ‫ﳎﻬﻮﻟﻮﻥ، ﻭﺍ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻻ ‪‬ﻮﹶﺛ ‪ ‬ﺑﻪ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﺟ ﱠ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ.‬ ‫‪‬ﻞ‬ ‫ﻳ ﻖ‬ ‫ﻭﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻄﻴﺐ‬ ‫ﻝ‬ ‫ﺍﻟﻄﱪﻱ ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﱵ ﻟﻴﺴﺖ ﲟﺤﺮﻡ ﻓﺈﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫ﳚﻮﺯ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﺓ ﺃﻭ ﳑﻠﻮﻛﺔ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﲨﻊ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺴﻤﺎﻋﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﺳﻔﻴﻪ ﺗﺮﺩ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ، ﰒ ﻏﹼﻆ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻫﻮ ﺩﻳﺎﺛﺔ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﳕﺎ ﺟﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺳﻔﻴﻬ‪‬ﺎ ﻓﺎﺳﻘﹰﺎ، ﻷﻧﻪ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻛﺎﻥ ﺳﻔﻴﻬ‪‬ﺎ ﻓﺎﺳﻘﹰﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟ ‪‬ﻣﺸﻘﻲ ﺟﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗ ‪‬ﺍﻟﺔ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﳍﻢ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ.‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ‬ ‫ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻟﻪ ﺟﻮﺍﺭ ﻳﺴﻤﻌﻦ ﺍﻟﺘﻠﺤﲔ ﻗﺪ ﺃﻋﺪﻫﻦ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻌﻄﺎﺀ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺟﺎﺭﻳﺘﺎﻥ ﺗﻠﺤﻨﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﻠﺤﲔ ﻣﻨﻬﻤﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻗﻠﺖ: ﺃﻣﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻓﺮﺟﻞ ﺟﺎﻫﻞ، ﻭﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﺎﻝ ﻭﻛﺬﺏ، ﻭﺇﻥ ﺻ ‪‬ﺖ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻓﻬﻮ ﻓﺎﺳﻖ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺟﻬﻠﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻤﺎﻟﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳍﻮﻯ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﱐ، ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﻗﺎﻻ:‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﻓﺎﺭﺱ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺼﻮﰲ‬
‫-٤٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﺩﺍﺭ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻹﺑﺮﻳﺴﻤﻲ ﻟﻠﺴﻤﺎﻉ ﻣﻦ ﻫﺰﺍﺭﺓ ﺭﲪﻬﺎ ﺍﷲ، ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﻻﺕ.‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻗﺒﺢ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﳊﺎﻛﻢ، ﻛﻴﻒ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳛ ﱡ‬ ‫ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﲟﺤﺮﻡ، ﰒ ﻳﺬﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﻴﺴﺎﺑﻮﺭ« ﻭﻫﻮ‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻠﻢ، ﻣﻦ ﻏﲑ ﲢﺎﺵ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﻣﺜﻠﻪ، ﻟﻘﺪ ﻛﻔﺎﻩ ﻫﺬﺍ، ﻗﺪ ﺟﺎﰱ ﻋﺪﺍﻟﺘﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﱪﻛﻢ ﺑﻪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﻧﺎ ﺣﻨﺒﻞ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﺛﻨﺎ ﺟﺮﻳﺮ، ﻋﻦ ﻣﻐﲑﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻮﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﻳﻘﺺ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺮﻍ ﺃﻣﺮ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻟﻪ ﺗﻘﺺ ﻭﺗﻄﺮﺏ، ﻗﺎﻝ ﺍﳌﻐﲑﺓ، ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻧﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺻﺪﻕ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﱂ ﻳﺒﻌﺚ ﻧﺒﻴﻪ ﺑﺎﳊﻤﻖ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﺻﻨﻴﻌﻚ ﻫﺬﺍ ﺻﻨﻴﻊ ﺃﲪﻖ.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻈﻦ ﺑﻌﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﻞ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﻣﻨﻔﺮﺩ‪‬ﺍ ﻭﻫﻲ ﻣﻠﻜﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﻐﲑﺓ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻭﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﺗﻄﺮﺏ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﻟﻪ،‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻇﻨﻚ ﲟﻦ ﻳﺴﻤﻌﻬﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻳﺮﻗﺼﻬﻦ ﻭﻳﻄﺮﻬﺑﻦ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﺟﻮﺍﺭﻳﻪ، ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺩﻑ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ‬ ‫ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﺁﻧﻔﹰﺎ ﲝﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﺭﻭﺍﻫﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﻳﻜﺮﻩ ﺫﻟﻚ، ﻓﻮﻋﺪﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﺒﺎﺯﺓ، ﻓﻤﻜﺚ ﻋﻨﺪﻱ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﰊ ﻗﺪ ﻧﺎﻡ‬ ‫ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻐﲏ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺣﺲ ﺃﰊ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﻄﺢ، ﻓﺼﻌﺪﺕ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﰊ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻳﺴﻤﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺫﻳﻠﻪ ﲢﺖ ﺇﺑﻄﻪ ﻳﺘﺒﺨﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻗﺺ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ، ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻋﻦ‬
‫-٥٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺻﺎﱀ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺩﻋﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﺒﺎﺯﺓ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪﻱ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻳﻠﺤﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﰊ ﰲ ﺍﻟﺰﻗﺎﻕ‬ ‫ﻳﺬﻫﺐ ﻭﳚﻲﺀ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺑﺎﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻳﺴﺘﻤﻊ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻬﺑﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺘﻮﺯﻱ، ﺛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﺱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﻲ، ﳛﻜﻲ ﺃﻇﻨﻪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺩﻋﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﺒﺎﺯﺓ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪﻱ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻳﻠﺤﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﰊ ﻳﻨﻬﺎﱐ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻐﲏ ﻓﻜﻨﺖ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﺒﺎﺯﺓ ﻋﻨﺪﻱ‬ ‫ﺃﻛﺘﻤﻪ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻟﺌﻼ ﻳﺴﻤﻊ، ﻓﻜﺎﻥ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻐﲏ ﻓﻌﺮﺿﺖ ﻷﰊ ﻋﻨﺪﻧﺎ‬ ‫ﺣﺎﺟﺔ، ﻭﻛﻨﺎ ﰲ ﺯﻗﺎﻕ ﻓﺠﺎﺀ ﻓﺴﻤﻌﻪ ﻳﻐﲏ، ﻓﺘﺴﻤﻊ ﻓﻮﻗﻊ ﰲ ﲰﻌﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ،‬ ‫ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻷﻧﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺄﰊ ﺫﺍﻫﺒ‪‬ﺎ ﻭﺟﺎﺋﻴ‪‬ﺎ، ﻓﺮﺩﺩﺕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺪﺧﻠﺖ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﱄ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ: ﻧﻌﻢ... ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﻣﻌﻨﺎﻩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﺒﺎﺯﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺸﺪ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺰﻫﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺍﻵﺧﺮﺓ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﲪﺪ، ﻭﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻳﱰﻋﺞ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﺰﻋﺠﻪ‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﺏ ﻓﻴﻤﻴﻞ ﳝﻴﻨ‪‬ﺎ ﻭﴰﺎﻻ.‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ: ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻭﺫﻳﻠﻪ ﲢﺖ ﺇﺑﻄﻪ ﻳﺘﺒﺨﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻛﺄﻧﻪ‬ ‫ﻳﺮﻗﺺ، ﻓﺈﳕﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ، ﻭﺗﻐﻴﲑﻫﻢ ﻳﻈﻨﻮﻧﻪ ﺍﳌﻌﲏ ﺗﺼﺤﻴﺤ‪‬ﺎ ﳌﺬﻫﺒﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺮﻗﺺ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺍﻟﻘﺪﺡ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﻭﰲ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﺍﻭﻳﲔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﻈﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺞ ﳍﻢ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﲟﻨﺎﻣﺎﺕ ﻭﻗﺴﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﺇﱃ ﺃﻧﻮﺍﻉ، ﻭﻫﻮ ﺗﻘﺴﻴﻢ‬ ‫ﺻﻮﰲ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﱃ ﺍﳍﻮﻯ‬ ‫ﻓﻬﻮ ﻛﺎﺫﺏ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺇﻧﺎ ﻻ‬ ‫ﻧﺴﻤﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﳋﺎﺹ ﻭﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﺬﺍ ﲡﺎﻫﻞ ﻣﻨﻪ ﻋﻈﻴﻢ ﻷﻣﺮﻳﻦ:‬
‫-٦٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺒﻴﺢ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﳌﻼﻫﻲ ﻷﻧﻪ ﻳﺴﻤﻌﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﺴﺘﺒﺢ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻧﻘﺾ ﻗﻮﻟﻪ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﺍﺳﺘﺒﺎﺡ ﻓﻘﺪ ﻓﺴﻖ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺪﻋﻲ ﻻ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻓﺎﺭﻕ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺻﺎﺭ ﲟﱰﻟﺔ‬ ‫ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ، ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﲣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻌﻪ ﻭﻋﻠﻢ ﻛﻞ ﻋﺎﻗﻞ ﻛﺬﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫ﻭﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﳎﺎﻫﺪ‪‬ﺍ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﻻ ﳐﺎﻟﻔﹰﺎ ﳍﻮﺍﻩ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺛﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻋﺎﻗﻞ، ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍ‪‬ﺒﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﻮﻯ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﳌﻄﺮﺏ ﺑﻐﲑ ﻃﺒﻌﻚ، ﺃﻭ ﺗﻄﺮﺏ ﻟﺴﻤﺎﻋﻪ ﻟﻐﲑ ﻣﺎ‬ ‫ﻏﺮﺱ ﰲ ﻧﻔﺴﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺌﻞ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ ﻋﻤﻦ ﲰﻊ ﺍﳌﻼﻫﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻫﻲ ﱄ ﺣﻼﻝ ﻷﱐ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺪ‬ ‫ﻭﺻﻞ ﻟﻌﻤﺮﻱ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﱃ ﺳﻘﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﺃ‪‬ﻢ ﲰﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺸﺪ ﺷﻴﺌﹰﺎ‬ ‫ﻓﺄﺧﺬﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﻓﺎﻧﺘﻔﻌﻮﺍ ﺑﻪ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻭ‬ ‫ﺣﻜﻤﺔ ﻓﻴﺄﺧﺬﻫﺎ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻓﺘﺰﻋﺠﻪ ﲟﻌﻨﺎﻫﺎ ﻻ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﻄﺮﺏ ﻛﻤﺎ ﲰﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ‬ ‫ﺻﻮﺕ ﻣﻐﻨﻴﺔ ﺗﻘﻮﻝ: )ﳎﺰﻭﺀ ﺍﻟﺮﻣﻞ(‬ ‫ﻏﻴ ‪ ‬ﻫـﺬﺍ ﺑِـﻚ ﺃﺟﻤ‪‬ـﻞ‬ ‫‪  ‬ﹾ‬ ‫ﹶ ‪‬ﺮ‬ ‫ﹸــﻞ ﻳ‪‬ــﻮﻡٍ ‪‬ﺗﺘﻠﹶــﻮﻥ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻛ ﱠ‬ ‫ﻓﺼﺎﺡ ﻭﻣﺎﺕ، ﻓﻬﺬﺍ ﱂ ﻳﻘﺼﺪ ﲰﺎﻉ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﱂ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻠﺤﲔ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺘﻠﻪ ﺍﳌﻌﲎ،‬ ‫ﰒ ﻟﻴﺲ ﲰﺎﻉ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺑﻴﺖ ﱂ ﻳﻘﺼﺪ ﲰﺎﻋﻪ ﻛﺎﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺍﳌﻄﺮﺑﺔ ﻣﻊ ﺍﻧﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ ﱂ‬ ‫ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ، ﻭﻟﻮ ﺳﺄﻟﻨﺎ: ﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﱄ ﺃﻥ ﺃﻗﺼﺪ ﲰﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻌﻨﺎﻩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺞ ﳍﻢ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﻧﺰﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺭﺗﺒﺘﻪ‬
‫-٧٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﳎﻤﻮﻋﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﱘ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻧ ﱞ ﻭﻻ ﻗﻴﺎﺱ، ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ‬ ‫ﺺ‬ ‫ﻝ‬ ‫ﻗﺪ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎﻩ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﺘﺤﺮﱘ ﲰﺎﻉ ﺻﻮﺕ ﻃﻴﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺯﻭﻧ‪‬ﺎ ﻓﻼ ﳛﺮﻡ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﳛﺮﻡ ﺍﻵﺣﺎﺩ ﻓﻼ ﳛﺮﻡ ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ، ﻓﺈﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻛﺎﻥ ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬ ‫ﻣﺒﺎﺣ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﳏﻈﻮﺭ ﺣﺮﻡ ﻧﺜﺮﻩ‬ ‫ﻭﻧﻈﻤﻪ، ﻭﺣﺮﻡ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻟﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﺇﱐ ﻷﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﲟﻔﺮﺩﻩ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻭﺗﺮ ﻟﻮ ﺿﺮﺏ ﱂ ﳛﺮﻡ ﻭﱂ ﻳﻄﺮﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﻭﺿﺮﺏ ﻬﺑﻤﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺟﻪ ﳐﺼﻮﺹ ﺣﺮﻡ ﻭﺃﺯﻋﺞ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﺟﺎﺋﺰ ﺷﺮﺑﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻴﻪ ﺷﺪﺓ ﻣﻄﺮﺑﺔ‬ ‫ﺣﺮﻡ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ ﻳﻮﺟﺐ ﻃﺮﺑ‪‬ﺎ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻓﻴﻤﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺿﺮﺏ: ‪‬ﺤﺮﻡ ﻭﻣﻜﺮﻭﻩ ﻭﻣﺒﺎﺡ.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻓﺎﶈﺮﻡ: ﺍﻟﺰﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﺍﻟﺴﺮﻧﺎ ﻭﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ ﻭﺍﳌﻌﺰﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﺑﺎﺏ ﻭﻣﺎ ﻣﺎﺛﻠﻬﺎ، ﻧﺺ ﺍﻹﻣﺎﻡ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﱘ ﺫﻟﻚ. ﻭﻳﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﺍﳉﺮﺍﻓﺔ ﻭﺍﳉﻨ‪‬ﻚ، ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺗﻄﺮﺏ ﻓﺘﺨﺮﺝ ﻋﻦ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﺣﺪ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺗﻔﻌﻞ ﰲ ﻃﺒﺎﻉ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﳌﺴﻜﺮ، ﻭﺳﻮﺍﺀ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺣﺰﻥ ﻳﻬﻴﺠﻪ ﺃﻭ ﺳﺮﻭﺭ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﱯ »‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺻﻮﺗﲔ ﺃﲪﻘﲔ: ﺻﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﻧﻐﻤﺔ ﻭﺻﻮﺕ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﻣﺼﻴﺒﺔ«)١(.‬ ‫ﻭﺍﳌﻜﺮﻭﻩ: ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﲟﻄﺮﺏ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻄﺮﺏ ﲟﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻭﻫﻮ ﺗﺎﺑﻊ‬ ‫ﻟﻠﻘﻮﻝ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻜﺮﻭﻩ، ﻭﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﳛﺮﻡ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻛﻤﺎ ﳛﺮﻡ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻓﻴﻜﻮﻥ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻬﺎﻥ ﻛﺎﻟﻘﻮﻝ ﻧﻔﺴﻪ.‬ ‫ﻭﺍﳌﺒﺎﺡ: ﺍﻟ ‪‬ﻑ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻑ ﺑﺄﺱ ﰲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺱ ﻭﳓﻮﻩ ﻭﺃﻛﺮﻩ ﺍﻟﻄﺒﻞ.‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٥٠٠١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ«. ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ.‬
‫-٨٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ: ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺍﷲ ﻭﻋﺸﻘﻪ ﻭﺍﺷﺘﺎﻕ ﺇﱃ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﻓﺎﻟﺴﻤﺎﻉ ﰲ ﺣﻘﻪ‬ ‫ﻣﺆﻛﺪ ﻟﻌﺸﻘﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻌﺸﻖ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺧﻄﺄ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﰒ ﺃﻱ ﺗﻮﻛﻴﺪ ﻟﻌﺸﻘﻪ ﰲ ﻗﻮﻝ ﺍﳌﻐﲏ: )ﺍﳌﺪﻳﺪ(‬ ‫ـﻪ ﺍﻟﻨ ـﺎﺭ ﺗ ـﺪﺡ‬ ‫ﻭﺟﻨﺘﻴـ ِ ‪‬ـ ‪‬ﻘﺘـ ‪‬‬ ‫ﺫﻫﱯ ﺍﻟﻠـﻮﻥ ﲢﺴـﺐ ﻣـﻦ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﲰﻊ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﻭﻗﻔﺖ ﻃﺒﺎﻋﻬﻢ ﺣﺪ‪‬ﺍﻫﺎ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺑﺎﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻻ ﻛﺮﺍﻣﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺇﳕﺎ ﲢﺪﻯ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻮﻋﺪ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻭﻋﻴﺪﻩ ﻭﺳﻨﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﻝ: ﴿ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻠﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺯﺍﺩ‪‬ﻢ ﺇﳝﺎﻧ‪‬ﺎ﴾ ]ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ: ٢[، ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻝ: ﻭﺇﺫﺍ‬ ‫ﺃﻧﺸﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻃﺮﺑﺖ، ﻓﺄﻣﺎ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺑﺎﻷﳊﺎﻥ ﻓﻘﺎﻃﻊ ﻋﻦ ﺍﷲ، ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺻﻔﺔ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻭﺍﳌﻌﺸﻮﻕ ﳑﺎ ﻳﺘﻌﺪﺩ ﻋﻨﻪ ﻓﺘﻨﻪ، ﻭﻣﻦ ﺳﻮﻟﺖ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁ ﺍﻟﻌﱪ‬ ‫ﻣﻦ ﳏﺎﺳﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻤﻔﺘﻮﻥ.‬ ‫ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﶈﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺃﺣﺎﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﳋﻴﻞ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﳓﻮ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈ‪‬ﺎ‬ ‫ﻣﻨﻈﻮﺭﺍﺕ ﻻ ‪‬ﻴﺞ ﻃﺒﻌ‪‬ﺎ ﺑﻞ ﺗﻮﺭﺙ ﺍﺳﺘﻌﻈﺎﻣ‪‬ﺎ ﻟﻠﻔﺎﻋﻞ، ﻭﺇﳕﺎ ﺧﺪﻋﻜﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺼﺮﰎ ﻋﺒﻴﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺷﻬﻮﺍﺗﻜﻢ، ﻭﱂ ﺗﻘﻔﻮﺍ ﺣﱴ ﻗﻠﺘﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ، ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺯﻧﺎﺩﻗﺔ ﰲ ﺯﻱ ﻋ‪‬ﺎﺩ، ﺷﺮﻫﲔ ﰲ ﺯﻱ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺯﻫﺎﺩ، ﻣﺸﺒﻬﺔ ﺗﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻌﺸﻖ ﻭﻳﻬﺎﻡ ﻓﻴﻪ. ﻭﻳﺆﻟﻒ ﻭﻳﺆﻧﺲ ﺑﻪ، ﻭﺑﺌﺲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻫﻢ ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺬﻭﺍﺕ ﻣﺸﺎﻛﻠﺔ ﻷﻥ ﺃﺻﻮﳍﺎ ﻣﺸﺎﻛﻠﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺂﻧﺲ ﻭﺗﺘﺄﱂ‬ ‫ﺑﺄﺻﻮﳍﺎ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﺗﺮﺍﻛﻴﺒﻬﺎ ﺍﳌﺜﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ. ﻓﻤﻦ ﻫﻬﻨﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟ‪‬ﻼﻭﻡ ﻭﺍﳌﻴﻞ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻭﻋﺸﻖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀ‪‬ﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺍﻷﻧﺲ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻳﺄﻧﺲ ﺑﺎﳌﺎﺀ ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﺀً، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﻨﺒﺎﺕ ﺁﻧﺲ ﻟﻘﺮﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﺎﺋﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﳊﻴﻮﺍﻥ ﺁﻧﺲ ﳌﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﰲ ﺃﺧﺺ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺃﻗﺮﺑﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺄﻳﻦ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ‬ ‫ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ ﻭﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﺣﱴ ﳛﺼﻞ ﺍﳌﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﻌﺸﻖ ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ؟ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﲔ ﻭﺍﳌﺎﺀ‬ ‫ﻭﺑﲔ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ؟‬
‫-٩٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺼﻮﺭﻭﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﺜﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺫﺍﻙ ﺻﻨﻢ ﺷﻜﻠﻪ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﻟﻴﺲ ﷲ ﻭﺻﻒ ﲤﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻭﻻ‬ ‫ﺗﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻧﻔﺲ، ﻭﺇﳕﺎ ﻣﺒﺎﻳﻨﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺪﺙ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﰲ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﻫﻴﺒﺔ ﻭﺣﺸﻤﺔﹰ، ﻓﻤﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﺪﻋﻴﻪ ﻋﺸﺎﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﷲ ﰲ ﳏﺒﺔ ﺍﷲ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻭﻫﻢ ﺍﻋﺘﺮﺽ، ﻭﺻﻮﺭﺓ ﺷﻜﻠﺖ ﰲ ﻧﻔﻮﺱ‬ ‫ﻓﺤﺠﺒﺖ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻓﺘﺠﺪﺩ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﹸﻧﺲ، ﻓﺈﺫﺍ ﻏﺎﺑﺖ ﲝﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃﻗﻠﻘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻨﺎﳍﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﲢﺮﻙ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻭﺍﳍﻴﻤﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﳍﺎﺋﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﺸﻖ،‬ ‫ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳍﻮﺍﺟﺲ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﺭﺽ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﳏﻮﻫﺎ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻛﻤﺎ ﳚﺐ ﻛﺴﺮ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺒﺘﺪﻯﺀ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻟﻌﻠﻤﻬﻢ ﲟﺎ ﻳﺜﲑ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺟ‪‬ﻨ‪‬ﻴﺪ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﳌﺮﻳﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﻉ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﺐ.‬ ‫‪  ‬ﺴ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ‪‬ﺒﺮ‪‬ﺩﻋﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺒﻌﺾ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﳌﺮِﻳﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻭﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻓﻼ ﺗﺮﺝ ﺧﲑﻩ.‬ ‫‪ ‬ﹸ ‪ ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺇﳕﺎ ﺗﺮﺧﺺ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻭﻥ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻬﻮ‬ ‫ﻓﺘﻌﺪﻯ ﺷﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ:‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺳﻮﺀ ﻇﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺑﻘﺪﻣﺎﺋﻬﻢ ﻷ‪‬ﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻫﻜﺬﺍ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃ‪‬ﻢ ﺟ ‪‬ﺃﻭﺍ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻲ ﺣﺠﺔ ﰲ ﻟﻌﺒﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺮ‬
‫-٠١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻼﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ ﻭﻳﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﺑﻘﻠﻮﺏ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺂﺛﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺭﻗﺖ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﻋﻨﺪﻩ ﲟﺎ ﻻ ﺗﺮﻕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﺇﻻ ﻟﺘﻤﻜﻦ ﻫﻮﻯ ﺑﺎﻃﻦ ﲤﻜﻦ‬ ‫ﻣﻨﻪ ﻭﻏﻠﺒﺔ ﻃﺒﻊ ﻭﻫﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﻫﻮﺍﺯﻥ )ﺡ( ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ ﻭﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺣﺎﰎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺠﺴﺘﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺍﺝ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﻜﻰ ﱄ ﺑﻌﺾ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺪ ‪‬ﺍﺝ ﻗﺎﻝ: ﻗﺼﺪﺕ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺯﻱ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺮﻱ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺭ‬ ‫ﻣﱰﻟﻪ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻳﺶ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺪﻳﻖ؟ ﻓﻀ‪‬ﻘﻮﺍ ﺻﺪﺭﻱ ﺣﱴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ، ﻓﺒﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﰲ ﻣﺴﺠﺪ، ﰒ ﻗﻠﺖ: ﺟﺌﺖ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻓﻼ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻗ ﱠ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﻓﻠﻢ ﺃﺯﻝ ﺃﺳﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﺣﱴ ﻭﻗﻌﺖ ﺇﱃ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﻋﺪ ﰲ ﺍﶈﺮﺍﺏ ﺑﲔ‬ ‫ﹶﻞ‬ ‫ﻳﺪﻳﻪ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺼﺤﻒ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﺪﻧﻮﺕ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ؟‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻗﺼﺪﺕ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻓﻘﺎﻝ: ‪‬ﺤﺴ ‪ ‬ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﹰﺎ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻧﻌﻢ،‬ ‫ﺗ ‪ِ ‬ﻦ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﻭﻗﻠﺖ: )ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺫﺍ ﺣﺰﻡٍ ﹶﻟﻬﺪﻣﺖ ﻣﺎ ‪‬ﺗﺒ‪‬ﲏ‬ ‫‪     ‬‬ ‫ﺭﺃﻳ‪‬ﻚ ‪‬ﺗﺒﻨِﻲ ﺩ‪‬ﺍِﺋﻤ‪‬ـﺎ ﰲ ﻗﻄِـﻴﻌ‪‬ﱵ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﺘ ‪‬‬ ‫ﻓﺄﻃﺒﻖ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻳﺒﻜﻲ ﺣﱴ ﺍﺑﺘﱠﺖ ﳊﻴﺘﻪ ﻭﺛﻮﺑﻪ ﺣﱴ ﺭﲪﺘﻪ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺑﻜﺎﺋﻪ،‬ ‫ﻠ‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺗﻠﻮﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﳍﻢ: ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺯﻧﺪﻳﻖ، ﻭﻣﻦ ﻭﻗﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﻮﺫﺍ ﺃﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﱂ ﺗﻘﻄﺮ ﻣﻦ ﻋﻴﲏ ﻗﻄﺮﺓ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﻫﻮﺍﺯﻥ، ﻧﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﺇﱃ ﻣﺮﻭ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﰊ ﺳﻬﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻌﻠﻮﻛﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺧﺮﻭﺟﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳉﻤﻊ ﺑﺎﻟﻐﺪﻭﺍﺕ ﳎﻠﺲ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳋﺘﻤﺎﺕ، ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻗﺪ‬ ‫ﺭﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺍ‪‬ﻠﺲ، ﻭﻋﻘﺪ ﻻ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﻝ ـ ﻳﻌﲏ ﺍﳌﻐﲏ ـ‬ ‫ﻮ‬
‫-١١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺘﺪﺍﺧﻠﲏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻲﺀ، ﻓﻜﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ: ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺒﺪﻝ ﳎﻠﺲ ﺍﳋﺘﻤﺎﺕ ﲟﺠﻠﺲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻝ. ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﱄ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ: ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺭﻓﻊ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻭﺿﻊ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﻝ.‬ ‫ﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻷﺳﺘﺎﺫﻩ ِﻟﻢ ﱂ ‪‬ﻔﻠﺢ.‬ ‫‪ ‬ﹾﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﻩ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺴﻠﻢ ﻟﻪ ﺣﺎﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﻟﻨﺎ‬ ‫ﺃﺣﺪ ﻳﺴﻠﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺎﻟﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻳﺮﺩ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﺩﺍﺗﻪ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮﻁ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﲢﺮﳝﻪ، ﻭﻋﻦ ﺁﺧﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻛﺮﺍﻫﺘﻪ، ‪‬ﺴﺘﺤﺐ ﰲ ﺣﻖ ﻗﻮﻡ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﻫﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟ ﹸﺸﲑﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﱠﺎﻕ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﻉ ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻟﺒﻘﺎﺀ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ، ﻣﺒ‪‬ﺎﺡ ﻟﻠﺰ ‪‬ﺎﺩ ﳊﺼﻮﻝ‬ ‫‪  ‬ﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫‪‬ﻗ‬ ‫ﳎﺎﻫﺪﺍ‪‬ﻢ، ﻣﺴﺘﺤﺐ ﻷﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﳊﻴﺎﺓ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﻣﻦ ﲬﺴﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃ‪‬ﺎ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺃﻧﻪ ‪‬ﺒﺎﺡ ﲰﺎﻋﻪ ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪٍ، ﻭﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﻃﺒﺎﻉ ﺍﻟ‪‬ﻔﻮﺱ ﻻ ﺗﺘﻐﲑ ﻭﺇﳕﺎ ﺍ‪‬ﺎﻫﺪﺓ ﺗﻜﻒ ﻋﻤﻠﻬﺎ. ﻓﻤﻦ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺗﻐﲑ‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟ ﹼﺒﺎﻉ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﳌﺤ‪‬ﺎﻝﹶ، ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻣﺎ ﳛﺮﻙ ﺍﻟ ﱢﺒﺎﻉ، ﻭﺍﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻔﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﻋﺎﺩﺕ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﲢﺮﳝﻪ ﻭﺇﺑﺎﺣﺘﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ‬ ‫ﻟﻌﻠﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ، ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﻃﺒﻌﻪ ﻋﻦ ﻃﺒﺎﻉ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺍﶈﺎﻝ.‬ ‫ﺩ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃﻥ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﺍﻧﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﲟﺴﺘﺤﺐ، ﻭﺇﳕﺎ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ، ﻓﺎﺩﻋﺎﺀ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺧﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻹﲨﺎﻉ.‬
‫-٢١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﳋﺎﻣﺲ: ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻣﺒﺎﺣ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺤﺒ‪‬ﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻐﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃﺒﻌﻪ، ﻷﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﺣﺮﻡ ﻷﻧﻪ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻭﻳﺪﻋﻮﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﳍﻮﻯ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺒﺎﺡ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺍﺩﻋﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﻉ ﻗﺮﺑﺔ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ: ﺣﺪﺛﲏ ﺑﻌﺾ ﺃﺷﻴﺎﺧﻨﺎ ﻋﻦ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺗﱰﻝ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﰲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻮﺍﻃﻦ: ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻛﻞ ﻷ‪‬ﻢ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻓﺎﻗﺔ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﳌﺬﺍﻛﺮﺓ‬ ‫ﻷ‪‬ﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻭﻥ ﰲ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﻉ ﻷ‪‬ﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺑﻮﺟﺪ ﻭﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﺣﻘﹰﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻭﺃﺣﺴﻨﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﻈﻦ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﳏﻤﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺰﻫﺪﻳﺔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ، ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﱰﻝ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻒ ﺳﻌﺪﻯ ﻭﻟﻴﻠﻰ ﻭﳛﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻓﻼ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻮ ﺻﺢ ﺃﺧﺬ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻣﺴﺘﻐﺮﻗﺔ ﰲ ﺟﻨﺐ‬ ‫ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ. ﻭﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﲪﻠﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ‪‬ﻨﺸﺪ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻝ‬ ‫ﻳﻨﺸﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻗﺪ ﲪﻞ ﻛﻼﻡ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ.‬ ‫ﻓﺤﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﺯﻫﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﺎﻙ، ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻓﺎ ﺍﻟﻔﲑﻭﺯﺃﺑﺎﺫﻱ ﺷﻴﺦ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻟﺰﻭﺯ‪‬ﱐ ﺻﺪﻳﻘﹰﺎ ﱄ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﱄ: ﻭﺍﷲ ﺇﱐ ﻷﺩﻋﻮ ﻟﻚ ﻭﺃﺫﻛﺮﻙ ﻭﻗﺖ ﻭﺿﻊ ﺍﳌﺨﺪﺓ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻳﺘﻌﺠﺐ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺗﺮﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺖ ﺇﺟﺎﺑﺔ، ﺇﻥ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻟﻌﻈﻴﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﲰﻌﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺣ‪‬ﺪﻭ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳌﺨﺪﺓ‬ ‫‪‬ﺠﺎﺏ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺮﺑﺔ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﻬﺑﺎ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻔﺮ، ﻷﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺃﻭ ﺍﳌﻜﺮﻭﻩ ﻗﺮﺑﺔ ﻛﺎﻥ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﺎﻓﺮ‪‬ﺍ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﲔ ﲢﺮﳝﻪ ﻭﻛﺮﺍﻫﻴﺘﻪ.‬
‫-٣١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ،‬ ‫ﹶﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻓﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﳘﺎﻡ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﻋﻴ‪‬ﻦ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺻﺎﱀ ﺍﳌ ‪ : ‬ﺃﺑﻄﺄ ﺍﻟﺼﺮﻋﻰ ‪‬ﻀﺔ ﺻﺮﻳﻊ ﻫﻮﻯ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﺇﱃ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹸﺮﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺮﺑﺔﹰ، ﻭﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪﻣ‪‬ﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺁﺧﺬ ‪‬ﻢ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪ ‬ﹸﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﻘﺸﲑﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟ‪‬ﻨﻬ‪‬ﺎﻭﻧﺪﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﺢ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﻷﻭﻻﺳﻲ، ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺳﻄﻮﺡ ﺃﻭﻻﺱ، ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ، ﻭﻋﻠﻰ ﳝﻴﻨﻪ ﲨﺎﻋﺔ‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﲨﺎﻋﺔ، ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺛﻴﺎﺏ ﻟﻄﺎﻑ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ: ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻭﻏﻨﻮﺍ، ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﻗﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃﻴﺒﻪ ﺣﱴ ﳘﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﻃﺮﺡ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺢ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺍﺭﻗﺼﻮﺍ ﻓﺮﻗﺼﻮﺍ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ،‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻣﺎ ﺃﺻﺒﺖ ﻣﻨﻜﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺃﺩﺧﻞ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺇﻻ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺇﺫﺍ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺗﻮﺍﺟﺪﺕ، ﻭﺻﻔﻘﺖ ﻭﺻﺎﺣﺖ‬ ‫ﻭﻣﺰﻗﺖ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ، ﻭﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﺎﻟﻎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﲟﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺮ‪‬ﻣﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﹶ‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻧﻪ ﳌﺎ ﻧﺰﻟﺖ: ﴿ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺟﻬﻨﻢ ﳌﻮﻋﺪﻫﻢ ﺃﲨﻌﲔ﴾ ]ﺍﳊﺠﺮ: ٣٤[، ﺻﺎﺡ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺻﻴﺤﺔ ﻭﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﰒ ﺧﺮﺝ ﻫﺎﺭﺑ‪‬ﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ.‬ ‫ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﲟﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﻴﺎﻁ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻳﻮﺳﻒ ﺍﺑﻦ ﺩﻭﺳﺖ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬
‫-٤١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳉﻌﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ، ﻋﻦ ﻋﻴﺴﻰ‬ ‫ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻭﺍﺋﻞ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﻣﻌﻨﺎ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺧﻴﺜﻢ ﻓﻤﺮﺭﻧﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺣﺪﺍﺩ ﻓﻘﺎﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺣﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻤﺎﻝ ﻟﻴﺴﻘﻂ، ﰒ ﺇﻥ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﻣﻀﻰ ﺣﱴ ﺃﺗﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﻰﺀ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﻠﺘﻬﺐ ﰲ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺟﻮﻓﻪ، ﻗﺮﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ: ﴿ﺇﺫﺍ ﺭﺃ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ ﲰﻌﻮﺍ ﳍﺎ ﺗﻐﻴﻈﹰﺎ ﻭﺯﻓﲑ‪‬ﺍ﴾ ]ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ:‬ ‫٢١[، ﺇﱃ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﺛﺒﻮﺭ‪‬ﺍ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ﴾ ]ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ: ٤١[، ﻓﺼﻌﻖ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻭﺍﺣﺘﻤﻠﻨﺎﻩ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻪ،‬ ‫ﹶ ‪ ِ‬‬ ‫ﻭﺭﺍﺑﻄﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺣﱴ ﻳﺼﻠﻲ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻖ، ﰒ ﺭﺍﺑﻄﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻖ، ﰒ ﺭﺍﺑﻄﻪ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻓﺄﻓﺎﻕ ﻓﺮﺟﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﲰﻌﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﳝﻮﺕ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺼﻌﻖ ﻭﻳﻐﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺼﻴﺢ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺜﲑ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺰﻫﺪ.‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻋﻦ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻓﻤﺤﺎﻝ ﻭﻛﺬﺏ، ﰒ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺇﺳﻨﺎﺩ، ﻭﺍﻵﻳﺔ ﻧﺰﻟﺖ‬ ‫ﲟﻜﺔ ﻭﺳﻠﻤﺎﻥ ﺇﳕﺎ ﺃﺳﻠﻢ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻭﱂ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﺻﻼﹰ، ﻭﺃﻣﺎ‬ ‫ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﺑﻦ ﺧﻴﺜﻢ ﻓﺈﻥ ﺭﺍﻭﻳﻬﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻐﻤﺰ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﻟﺼﻴﺪﻻﱐ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺣﻨﺒﻞ: ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻭﺍﺋﻞ ﻻ ﺃﻋﺮﻓﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻲ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ ﻗﺎﻝ ﻟﺴﻔﻴﺎﻥ: ﺇ‪‬ﻢ ﻳﺮﻭﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺧﻴﺜﻢ ﺃﻧﻪ ﺻﻌﻖ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ‬ ‫‪ ِ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺮﻭﻱ ﻫﺬﺍ؟ ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻘﺎﺹ ـ ﻳﻌﲏ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ ـ ﻓﻠﻘﻴﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻋﻤﻦ‬ ‫ﺗﺮﻭﻱ ﺃﻧﺖ ﺫﺍ؟ ﻣﻨﻜﺮ‪‬ﺍ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﻬﺬﺍ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺧﻴﺜﻢ‬ ‫ﺟﺮﻯ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺖ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﳚﺮﻱ ﻟﻪ‬
‫-٥١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ، ﰒ ﻧﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ: ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﻐﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳋﻮﻑ ﻓﻴﺴﻜﻨﻪ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﻳﺴﻜﺘﻪ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻛﺎﳌﻴﺖ، ﻭﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺋﻂ‬ ‫ﻟﻮﻗﻊ ﻷﻧﻪ ﻏﺎﺋﺐ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﻳﺘﺤﻔﻆ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺰﻝ ﻗﺪﻣﻪ ﰒ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺇﱃ ﲣﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻓﻌﻞ‬ ‫ﺍﳌﻨﻜﺮﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻗﻄﻌ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻔﺘﺢ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﺒﻠﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻧﻈﺮﺓ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺻﻴﺤ ﹲ، ﻓﺼﺎﺡ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺻﻴﺤﺔ ﺗﺸﻮﺵ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻖ، ﻭﻛﺎﻥ ﲜﻨﺐ ﺣﻠﻘﺘﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﺣﻠﻘﺔ ﺃﰊ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﻷﺷﻴﺐ، ﻓﺠﺮﺩ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻭﺃﻫﻞ ﺣﻠﻘﺘﻪ)١(.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﻭﻓﻘﻚ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺻﻔﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ،‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺰﻳﺪﻭﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﳋﺸﻮﻉ، ﻓﺠﺮﻯ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻏﺮﺍﺋﺒﻬﻢ ﳓﻮ ﻣﺎ‬ ‫ﺃﻧﻜﺮﻧﺎﻩ ﻓﺒﺎﻟﻎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍ ﹸﻌﻔﻲ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﺘﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ، ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻗﺎﻝ: ﻭﻋﻆ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺟﻞ ﻗﺪ ﺻﻌﻖ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ »ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﳌﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺩﻳﻨﻨﺎ؟ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑ‪‬ﺎ ﻓﻤﺤﻘﻪ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﷲ «)٢(.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٤١/٣٩٣.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ٢/٣٤٣، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٥/٧٤٣، ﻭﰱ‬ ‫ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬
‫-٦١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳉﺒﲑﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺭﻭﺡ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﹸﻛﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻌﻘﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻧﺲ: »ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻨﺎ‬ ‫ﺫ‬ ‫ﻭﻭﻋﻈﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺣﱴ ﲰﻌﻨﺎ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﺣﻨﻴﻨ‪‬ﺎ ﺣﲔ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺍﳌﻮﻋﻈﺔ ﻭﻣﺎ ﺳﻘﻂ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﺃﺣﺪ«.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺽ ﺑﻦ ﺳﺎﺭﻳﺔ: ﻭﻋﻈﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻮﻋﻈﺔ‬ ‫ﺫﺭﻓﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ، ﻭﻭﺟﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻵﺟﺮﻱ: ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﺻﺮﺧﻨﺎ ﻭﻻ ﺿﺮﺑﻨﺎ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫ﺍﳉﻬﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﻬﺑﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﺎﺳﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ‪‬ﻨﺪﺍﺭ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ،‬ ‫ﺑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺼﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ‬ ‫ﻷﲰﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ: ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺍﷲ - ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﺗﺪﻣﻊ ﻋﻴﻮ‪‬ﻢ ﻭﺗﻘﺸﻌﺮ‬ ‫ﺟﻠﻮﺩﻫﻢ، ﻓﻘﻠﺖ ﳍﺎ: ﺇﻥ ﻫﻬﻨﺎ ﺭﺟﺎﻻ ﺇﺫﺍ ﹸﺮﻯﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﹸﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻟﺖ:‬ ‫ﻏ ‪‬‬ ‫ﹰ ﻗ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺃﻋﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺷﺠﺎﻉ، ﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ‬ ‫ﺍﳊﻠﱯ، ﺛﻨﺎ ﻓﺮﺍﺕ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻋﻦ ﻋِﻜﺮﻣﺔ ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﲰﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ: ﻫﻞ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻐﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﻑ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻻ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺒﻜﻮﻥ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٧٠٦٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٦٧٦٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ‬ ‫)٣٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٦٢١، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٥٩، ٦٩ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬
‫-٧١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺳﺮﻳ‪‬ﺞ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳉﻤﺤﻲ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﺯﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﺮﺟﻞ ﺳﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ.ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻪ؟‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﺫﺍ ﻗﺮﻯﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻫﺬﺍ. ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﺎ ﻟﻨﺨﺸﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﺎ ﻧﺴﻘﻂ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ‪‬ﺳﺘﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﺪﺍﻥ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ‪‬ﻴﻴﻨﺔ، ﻋﻦ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ‪‬ﺑﺮﺩ‪‬ﺓ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﺃﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭﻣﺎ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺇ‪‬ﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺄﺷﺪ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻭﻫﻢ ﻣﻀﹼﻮﻥ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻓﻬﺪ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺠﺎﺝ ﺍﻟﺴﺎﻣﻲ ﺛﻨﺎ ﺷﺒﻴﺐ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﻬﺮﺍﻥ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻷﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ: ﺇﻥ ﻧﺎﺳ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﹸﺮﻯﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺼﻌﻘﻮﻥ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺫﺍﻙ ﻓﻌﻞ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻔﺘﺢ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﻐﲑﺓ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺃﻥ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺎﻣﺮ‪‬ﺍ ﺻﺤﺐ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻳﺼﻌﻘﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﻋﺎﻣﺮ ﻷﻋﺮﻓﻦ ﻣﺎ ﺻﺤﺒﺖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺼﻌﻘﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ُﻭﺳِﻌ‪‬ﻚ‬ ‫ﻷ ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻠﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺑﲑ ﺑﻦ ﺑﻜﺎﺭ، ﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﻣﺼﻌﺐ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﻗﺎﻝ: ﺛﲏ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﻗﺎﻝ: ﺟﺌﺖ ﺇﱃ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ١/٢١٣.‬
‫-٨١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﰊ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺃﻳﻦ ﻛﻨﺖ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﻢ، ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﻓﲑﻋﺪ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺣﱴ ﻳﻐﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻘﻌﺪﺕ ﻣﻌﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻻ‬ ‫ﺗﻘﻌﺪ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﻓﺮﺁﱐ ﻛﺄﱐ ﱂ ﻳﺄﺧﺬ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺘﻠﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻳﺘﻠﻮﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﻫﺬﺍ، ﺃﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﺃﺧﺸﻊ ﷲ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻤﺮ؟ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﺘﺮﻛﺘﻬﻢ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﺛﻨﺎ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻨﻤﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﺑ‪‬ﻴﻨ‪‬ﺎ ﳓﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ ﳛﺪﺛﻨﺎ ﺇﺫ ﺧﺮ ﺭﺟﻞ ﻓﺎﺿﻄﺮﺏ، ﻓﻮﺛﺐ ﺃﺑﻮ ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺴﻌﻰ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ، ﺇﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﺑﻪ ﺍﳌﻮﺗﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻩ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﺍﻟﻘﻔﺎﺯﻳﻦ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻷﻣﺮﺕ ﺑﻪ ﻓﹸﺧﺮِﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺇﳕﺎ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺄ‬ ‫﴿ﺗﻔﻴﺾ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﻊ﴾ ]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٣٨[، ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: ﴿ﺗﻘﺸﻌﺮ ﻣﻨﻪ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳜﺸﻮﻥ‬ ‫ﺭﻬﺑﻢ﴾ ]ﺍﻟﺰﻣﺮ: ٣٢[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺑﻨﺪﺍﺭ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ‬ ‫ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ، ﻧﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﱐ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ﻗﺎﻝ: ﻗﺮﺃ ﻗﺎﺭﻯﺀ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ ﻗﺎﻝ: ﻓﺼﺎﺡ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ ﺇﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﺑﻪ ﺷﻲﺀ، ﻓﻘﺎﻝ ﻃﺒﻴﺐ، ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﻔﺎﺭﻳﻦ،‬ ‫ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻮﺿﻌﺖ ﺭﺟﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﺣﺎﺯﻡ، ﺃﻧﻪ ﺷﻬﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﻫﻬﻨﺎ‬ ‫ﺭﺟﺎﻻ ﺇﺫﺍ ﹸﺮﻯﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻏﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ: ﻳﻘﻌﺪ ﺃﺣﺪﻫﻢ‬ ‫ﹰ ﻗ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺍﺭ ﰒ ‪‬ﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ ﺇﱃ ﺁﺧﺮﻩ؛ ﻓﺈﻥ ﻭﻗﻊ ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺩﻕ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ:‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺗﺼ‪‬ﻊ، ﻭﻟﻴﺲ ﲝﻖ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ.‬ ‫ﻨ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٣/٧٦١.‬
‫-٩١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﺛﻨﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ، ﺛﻨﺎ ﺯﻳﺎﺩ، ﻋﻦ ﳛﲕ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻴﺼﻌﻖ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻴﻌﺎﺩ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﳚﻠﺴﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺋﻂ ﻓﻴﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ ﺇﱃ ﺁﺧﺮﻩ ﻓﺈﻥ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﻓﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺸﺎﺭﻱ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺼﺎﻡ ﺍﻟﺮﻣﻠﻲ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻋﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺃﻧﻪ ﻭﻋﻆ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﺘﻨﻔﺲ ﺭﺟﻞ ﰲ ﳎﻠﺴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺷﻬﺮﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹾ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻧﻔﺴﻚ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻓﻘﺪ ﻫﻠﻜﺖ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺭﻭﺡ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﺭﺷﻴﺪ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﻨﺖ ﰲ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﳊﺴﻦ ﻓﺠﻌﻞ ﺭﺟﻞ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﺻﻮﺗﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ‬ ‫ﻟﻴﺒﻜﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻵﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻷﺯﺩﻱ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺭﲪﻮﻥ، ﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﻖ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﻻﺑﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﺳﻘﻂ: ﻳﺎ ﺑﲏ‬ ‫ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻟﻘﺪ ﻓﻀﺤﺖ ﻧﻔﺴﻚ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻛﺎﺫﺑ‪‬ﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﻫﻠﻜﺖ ﻧﻔﺴﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺍﳌﺮﺗﻌﺶ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺍﺟﺪ‬ ‫ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻛﻞ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻛﺎﺫﺑ‪‬ﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺮﻛﺖ ﺏ ﺍﷲ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﺪ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬
‫-٠٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﺇﳕﺎ ﻳﻔﺮﺽ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ﻻ ﰲ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ.‬ ‫ﻓﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻤﻦ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﱂ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻌﻪ؟.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺇﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﺇﻧﺰﻋﺎﺝ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻓﺈﻥ ﻛﻒ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻴﻼ ﻳﻄﻠﻊ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻳﺌﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻨﻪ، ﻓﺒﻌﺪ ﻋﻨﻪ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎﱐ ﺇﺫﺍ ﲢﺪﺙ ﻓﺮﻕ ﻗﻠﺒﻪ‬ ‫ﻣﺴﺢ ﺃﻧﻔﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺰﻛﺎﻡ.‬ ‫ﻭﺇﻥ ﺃﳘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﱂ ﻳﺒﺎﻝ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﻭﺟﺪﻩ ﺃﻭ ﺃﺣﺐ ﺍﻃﻼﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﻔﺦ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺎﻧﺰﻋﺞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻧﻔﺨﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ،‬ ‫ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﺛﻨﺎ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ‪‬ﺮﺓ،‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﳉﺰﺍﺭ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﺯﻳﻨﺐ، ﻋﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻗﺎﻟﺖ: ﺟﺎﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﻭﻋﻨﺪﻱ ﻋﺠﻮﺯ ﺗﺮﻗﻴﲏ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﺮﺓ، ﻓﺄﺩﺧﻠﺘﻬﺎ ﲢﺖ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﺪﺧﻞ ﻓﺠﻠﺲ ﺇﱃ‬ ‫ﺟﻨﱯ، ﻓﺮﺃﻯ ﰲ ﻋﻨﻘﻲ ﺧﻴﻄﹰﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻴﻂ؟ ﻗﻠﺖ: ﺧﻴﻂ ‪‬ﻗﻲ ﱄ ﻓﻴﻪ ﺭﻗﻴﺔ، ﻓﺄﺧﺬﻩ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﻗﻄﻌﻪ ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺁﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ، ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﺇﻥ ﰲ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻗﻰ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟ‪‬ﺘﻮﻟﹶﺔ ﺷﺮﻛﹰﺎ«، ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﱂ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ؟ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﲏ ﺗﻘﺬﻑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺧﺘﻠﻒ ﺇﱃ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻳﺮﻗﻴﻬﺎ، ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺭﻗﺎﻫﺎ ﺳﻜﻨﺖ، ﻗﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﺫﺍﻙ ﻣﻦ‬ ‫ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺨﺴﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻗﻴﺘﻬﺎ ﻛﻒ ﻋﻨﻬﺎ، ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﱄ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: »ﺃﺫﻫﺐ ﺍﻟﺒﺄﺱ ﺭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺍﺷﻒ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺸﺎﰲ، ﻻ ﺷﻔﺎﺀ ﺇﻻ‬ ‫ﺷﻔﺎﺅﻙ، ﺷﻔﺎﺀ ﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺳﻘﻤ‪‬ﺎ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻟﺘﻮﻟﺔ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﳛﺒﺐ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺇﱃ ﺯﻭﺟﻬﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٣٨٨٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٠٣٥٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫١/١٨٣، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٢١٤١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٧١٢‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )١٣٣(.‬
‫-١٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻼﻝ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣﻴﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺩﺍﻭﺩ، ﺛﻨﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭ، ﻋﻦ ﺷﻌﻴﺐ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺴﲏ، ﻋﻦ‬ ‫ﺃﰊ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﻭ ﻋﻴﺴﻰ، ﻗﺎﻝ: ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺭ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺇﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﺮﻯﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺮﻛﺾ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﺬﺑﺖ. ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻰ ﻭﺭﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ. ﻗﺎﻝ: ﻭﳛﻚ، ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﺪﺧﻞ‬ ‫ﺟﻮﻑ ﺃﺣﺪﻫﻢ، ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﳏﻤﺪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻮﺟﺪ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻓﻨﻔﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻤﻦ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﰲ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻏﻠﺒﻪ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ؟.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻨﻜﺮ ﺿ‪‬ﻌﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺃﻧﻪ ﻻ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ، ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﳚﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻓﺨﺮ‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ ﺻﻌﻘﺎ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٣٤١[.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﻖ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ، ﺛﲏ ﺣﺎﰎ ﺑﻦ ﺍﻟﻠﻴﺚ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺧﺪﺍﺵ، ﻗﺎﻝ: ﹸﺮﻯﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﻛﺘﺎﺏ »ﺃﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«، ﻓﺨﺮ ﻣﻐﺸﻴ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺣﱴ ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻳﺎﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﲰﺎﻉ ﺍﳌﻮﻋﻈﺔ ﻭﻏﺸﻲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﳌﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦ ﻭﻗﻮﺓ ﺻﻴﺎﺣﻬﻢ ﻭﲣﺒﻄﻬﻢ‬ ‫ﻓﻈﺎﻫﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻌﲔ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻓﻬﻞ ﰲ ﺣﻖ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﻧﻘﺺ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻗﻴﻞ: ﻧﻌﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﲔ: ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﻮﻱ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻣﺴﻚ. ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺧﻮﻟﻒ‬
‫-٢٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﻧﻘﺼ‪‬ﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﲏ، ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺳﺘﻤﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ،‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﺪﺍﻥ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺧﻠﻒ ﺑﻦ ﺣﻮﺷﺐ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺧﻮﺍﺕ ﻳﺮﻋﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ﺇﻥ‬ ‫ﻛﻨﺖ ﲤﻠﻜﻪ ﻓﻤﺎ ﺃﺑﺎﱄ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻋﺘﺪ ﺑﻚ. ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻻ ﲤﻠﻜﻪ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻔﺖ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻚ.‬ ‫ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ: ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻔﺖ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺧﲑ ﻣﻨﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﻤﺴﻜﹰﺎ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ‬ ‫ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ ﻟﻸﺛﺮ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺧ ‪‬ﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﺒﻌﺪﺍﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﻨﻊ، ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺎﺏ‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻟﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﲟﻦ ﻻ ﳜﻔﻲ ﺣﺎﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﻨﻊ.‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻃﺮﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺻ ﹼﻘﻮﺍ‬ ‫ﻔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻃﺮﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺻﻔﻘﻮﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ،‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺑﻨﺎﻥ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺮﺍﺯ ﻳﺼﻔﻖ ﻟﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﻣﻨﻜﺮ ﻳﻄﺮﺏ ﻭﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺗﺘﱰﻩ‬ ‫ﻋﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ، ﻭﻳﺘﺸﺒﻪ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺑﺎﳌﺸﺮﻛﲔ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺔ.‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺫﻣﻬﻢ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻬﺑﺎ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻼ‪‬ﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﻻ ﻣﻜﺎﺀ‬ ‫ﻭﺗﺼﺪﻳﺔ﴾ ]ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ: ٥٣[، ﻓﺎﳌﻜﺎﺀ: ﺍﻟﺼﻔﲑ، ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺔ: ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻛﺎﻣﻞ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﲏ ﻋﻤﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺟﺪﻩ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ‬
‫-٣٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﺒﺎﺱ: ﴿ﺇﻻ ﻣﻜﺎﺀ﴾ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺘﺼﻔﲑ، ﴿ﻭﺗﺼﺪﻳﺔ﴾ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻳﺄﻧﻒ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﺴﻮﺓ.‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻗﻮﻱ ﻃﺮﻬﺑﻢ ﺭﻗﺼﻮﺍ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻮﻱ ﻃﺮﻬﺑﻢ ﺭﻗﺼﻮﺍ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻷﻳﻮﺏ: ﴿ﺃﺭﻛﺾ‬ ‫ﺑﺮﺟﻠﻚ﴾ ]ﺹ: ٢٤[.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺎﺭﺩ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﺑﻀﺮﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻓﺮﺣ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﻓﻴﻪ ﺷﺒﻬﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻀﺮﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻨﺒﻊ ﺍﳌﺎﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﰲ ﻣﺒﺘﻠﻰ ﹸﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺑﺄﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﺮﺟﻠﻪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﻨﺒﻊ ﺍﳌﺎﺀ ﺇﻋﺠﺎﺯ‪‬ﺍ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺮﻗﺺ؟ ﻭﻟﺌﻦ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﲢﺮﻳﻚ ﺭﺟﻞ ﻗﺪ ﺃﳓﻠﻬﺎ ﲢﻜﻢ‬ ‫ﺍﳍﻮﺍﻡ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﳌﻮﺳﻰ ﴿ﺃﺿﺮﺏ‬ ‫ﺑﻌﺼﺎﻙ ﺍﳊﺠﺮ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٠٦[، ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺏ ﺍﳉﻤﺎﺩ ﺑﺎﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺑﻌﺾ ﻧﺎﺻﺮﻳﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﻟﻌﻠﻲ: »ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﻚ«، ﻓﺤﺠﻞ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﳉﻌﻔﺮ: »ﺃﺷﺒﻬﺖ ﺧﻠﻘﻲ ﻭﺧﻠﻘﻲ«، ﻓﺤﺠﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺰﻳﺪ: ﺃﻧﺖ ﺃﺧﻮﻧﺎ ﻭﻣﻮﻻﻧﺎ«،‬ ‫ﻓﺤﺠﻞ)١(.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ ﺩﻭﻥ ﻗﻮﻟﻪ: ﻓﺤﺠﻞ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )١٥٢٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﱪﺍﺀ ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ،‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٣/٠٢١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﱂ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳜﺮﺟﺎﻩ« ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: »ﻓﺨﺠﻞ«: ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٠١/٦٢٢ ﻭﰱ ﺳﻨﺪﻩ ﻫﺎﱏﺀ ﺑﻦ ﻫﺎﱏﺀ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ: »ﻟﻴﺲ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﺟﺪ‪‬ﺍ«.‬
‫-٤٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﺞ ﺑﺄﻥ ﺍﳊﺒﺸﺔ ﺭﻗﺼﺖ ﻭﺍﻟﻨﱯ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ)١(.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺠﻞ ﻓﻬﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﻲ ‪‬ﻔﻌﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﺄﻳﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﺺ؟‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺭﻗﺺ ﺍﳊﺒﺸﺔ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﻲ ﺑﺘﺸﺒﻴﺐ ﻳﻔﻌﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﺎﳊﺮﺏ.‬ ‫ﻭﺍﺣﺘﺞ ﳍﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﲟﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﳌﺆﺫﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﱀ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻭﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳌﻌﺪﺍﱐ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺘﺮﻗﻔﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺘﺎﺏ ﺍﳌﺼﺮﻱ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ ﻣﺮ‬ ‫ﰲ ﺑﻌﺾ ﺃﺯﻗﺔ ﻣﻜﺔ ﻓﺴﻤﻊ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﳊﺪﺍﺀ ﻳﺘﻐﲎ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﻭﺍﺋﻞ ﻬﺑﺬﺍ: )ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬ ‫ﺑِﻪ ﺯﻳﻨـ ‪ ‬ﰲ ِﻧﺴ‪‬ـﻮﺓٍ ﻋﻄِـﺮﺍﺕ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺐ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬ﺗﻀﻮﻉ ﻣﺴﻜﹰﺎ ﺑﻄﻦ ‪‬ﻧﻌﻤ‪‬ﺎﻥ ﺃﻥ ﻣﺸﺖ‬ ‫‪  ‬ﹶ ﹾ ‪ ‬‬ ‫‪ ِ  ‬‬ ‫ﻭﻫﻦ ﻣِـﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻴﻨ‪‬ـﻪ ﺣ‪‬ـﺬﺭ‪‬ﺍﺕ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﻨﻤﻴﺮﻱ ﹶﺃﻋﺮﺿﺖ‬ ‫‪  ‬ﹾ ‪     ِ   ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﻀﺮﺏ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ‪‬ﻳﻠ ﱡ ﲰﺎﻋﻪ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ‬ ‫ﹶﺬ‬ ‫ﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻣﻘﻄﻮﻉ ‪‬ﻈﻠﻢ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ، ﻭﻻ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻣ‬ ‫ﺷﻌﺮﻩ، ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ ﺃﻭﻗﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﶈﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬ﻤﲑ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﳕﲑﻳ‪‬ﺎ ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺴﺐ ﺇﱃ ﺍﺳﻢ ﺟﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﺛﻘﻔﻲ، ﻭﺯﻳﻨﺐ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻳﺸﺒﺐ ﻬﺑﺎ ﻫﻲ ﺍﺑﻨﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﺧﺖ ﺍﳊﺠﺎﺝ، ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻛﺐ ﻣﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻛﺎﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺣﻤِﺮﺓ ﻋﺠﺎﻓﹰﺎ ﲪﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻄﺮﺍﻧ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ، ﻓﻀﺤﻚ ﻭﺃﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺠﺎﺝ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺆﺫﻳﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﰒ ﻟﻮ ﻗ ‪‬ﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ ﺿﺮﺏ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻠﻴﺲ ﰲ‬ ‫ﹶﺪ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ )٢٩٨/٠٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٦١١.‬
‫-٥٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺮﻗﺺ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﺃﻭ ﻳﺪﱡﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻟﺸﻲﺀ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺫﻟﻚ ﺭﻗﺼ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻓﻤﺎ ﺃﻗﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ، ﻭﺃﻳﻦ ﺿﺮﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﻘﺪﻡ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺮﺗﲔ ﻣﻦ ﺭﻗﺼﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﳜﺮﺟﻮﻥ ﺑﻪ ﻋﻦ ﲰﺖ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ؟ ﰒ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ، ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻧﺘﻘﺎﺿﻰ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ: ﺃﻱ‬ ‫ﻣﻌﲎ ﰲ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻵﺧﺮﺓ؟ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﷲ ﻣﻜﺎﺑﺮﺓ ﺑﺎﺭﺩﺓ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺣﺪﺛﲏ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺮﻗﺺ ﲪﺎﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻜﺘﻔﲔ ﻻ ﺗﺰﻭﻝ‬ ‫ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻗﺪ ﻧﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻗﺺ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ: ﴿ﻻ ﲤﺶ ﰱ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺮﺣ‪‬ﺎ﴾ ]ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ: ٧٣[. ﻭﺫﻡ ﺍﳌﺨﺘﺎﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺇﻧﻪ ﻻ‬ ‫ﳛﺐ ﻛﻞ ﳐﺘﺎﻝ ﻓﺨﻮﺭ﴾ ]ﻟﻘﻤﺎﻥ: ٨١[. ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﺃﺷﺪ ﺍﳌﺮﺡ ﻭﺍﻟﺒﻄﺮ، ﺃﻭﻟﺴﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺴﻨﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﺒﻴﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻤﺮ ﻻﺗﻔﺎﻗﻬﻤﺎ ﰲ ﺍﻹﻃﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻜﺮ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﻻ ﻧﻘﻴﺲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻭﺗﻠﺤﲔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ ﻭﺍﳌﺰﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﻄﺒﻞ ﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻢ ﰲ ﺍﻹﻃﺮﺍﺏ، ﻭﻫﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺰﺭﻱ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﻭﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﲰﺖ ﺍﳊﻠﻢ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺫﻱ ﳊﻴﺔ ﻳﺮﻗﺺ؟ ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻴﺒﺔ ﺗﺮﻗﺺ ﻭﺗﺼﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺎﻉ ﺍﻷﳊﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﺧﺼﻮﺻ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺻﻮﺍﺕ‬ ‫ﻧﺴﻮﺍﻥ ﻭ ‪‬ﺮﺩﺍﻥ؟ ﻭﻫﻞ ﳛﺴﻦ ﲟﻦ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﳊﺸﺮ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻁ، ﰒ ﻫﻮ ﺇﱃ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ ﺻﺎﺋﺮ، ﺃﻥ ﻳﺸﻤﺲ ﺑﺎﻟﺮﻗﺺ ﴰﺲ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻭﻳﺼﻔﻖ ﺗﺼﻔﻴﻖ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ، ﻭﺍﷲ ﻟﻘﺪ‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﰲ ﻋﺼﺮﻱ ﻣﺎ ﺑﺎﻥ ﳍﻢ ﺳﻦ ﰲ ﺗﺒﺴﻢ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺿﺤﻚ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻊ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﳐﺎﻟﻄﱵ ﳍﻢ ﻛﺎﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺯﻳﺪﺍﻥ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻭﺃﰊ‬ ‫ﻃﺎﻫﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﻑ، ﻭﺍﳉﻨﻴﺪ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ.‬ ‫ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﲤﻜﻦ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺭﻗﺼﻬﻢ ﺟﺬﺏ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﻟﻴﻘﻮﻡ‬ ‫ﻣﻌﻪ، ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻟﻠﻤﺠﺬﻭﺏ ﺃﻥ ﻳﻘﻌﺪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻗﻮﻥ ﺗﺒﻌ‪‬ﺎ ﻟﻪ، ﻓﺈﺫﺍ‬
‫-٦٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﺸﻒ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺭﺃﺳﻪ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻮﻥ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻞ ﺃﻥ‬ ‫ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻣﺴﺘﻘﺒﺢ ﻭﻓﻴﻪ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻣﺮﻭﺀﺓ ﻭﺗﺮﻙ ﺃﺩﺏ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺳﻚ ﺗﻌﺒﺪ‪‬ﺍ ﷲ‬ ‫ﻭﺫﻻ ﻟﻪ.‬ ‫ﹰ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺷﺘﺪ ﻃﺮﻬﺑﻢ ﺭﻣﻮﺍ ﺛﻴﺎﻬﺑﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻐﲏ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﻣﻲ ﻬﺑﺎ ﺻﺤﺎﺣ‪‬ﺎ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﳜﺮﻗﻬﺎ ﰒ ﻳﺮﻣﻲ ﻬﺑﺎ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺞ ﳍﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺆﻻﺀ ﰲ ﻏﻴﺒﺔ ﻓﻼ ﻳﻼﻣﻮﻥ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﳌﺎ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻐﻢ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﻌﺠﻞ ﺭﻣﻰ ﺍﻷﻟﻮﺍﺡ ﻓﻜﺴﺮﻫﺎ ﻭﱂ ﻳﺪﺭ‬ ‫ﻣﺎ ﺻﻨﻊ.‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻳﺼﺤﺢ ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﻣﺎﻫﺎ ﺭﻣﻲ ﻛﺎﺳﺮ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛِﺮ ﰲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻟﻘﺎﺅﻫﺎ ﻓﺤﺴﺐ، ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻨﺎ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻜﺴﺮﺕ؟ ﰒ ﻟﻮ ﻗﻴﻞ: ﺗﻜﺴﺮﺕ، ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻗﺼﺪ ﻛﺴﺮﻫﺎ؟ ﰒ ﻟﻮ ﺻﺤﺤﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻪ ﻗﻠﻨﺎ: ﻛﺎﻥ ﰲ ﻏﻴﺒﺔ ﺣﱴ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ‬ ‫ﲝﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﳋﺎﺿﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳﺼﺤﺢ ﳍﺆﻻﺀ ﻏﻴﺒﺘﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﳌﻐﲏ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ ﻭﳛﺬﺭﻭﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻫﻢ.‬ ‫ﰒ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﺱ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ؟‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﺎﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﳝﺸﻲ ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﻭﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ﳝﺸﻮﻥ ﺧﻠﻔﻪ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻳﱪﺑﺮ ﻭﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻓﻴﺼﻴﺢ ﺻﻴﺤﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﺍﳉﻤﻌﺔ، ﻓﺴﺌﻠﺖ ﻋﻦ ﺻﻼﺗﻪ،‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺻﻴﺎﺣﻪ ﻏﺎﺋﺒ‪‬ﺎ ﻓﻘﺪ ﺑﻄﻞ ﻭﺿﻮﺀﻩ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮ‪‬ﺍ ﻓﻬﻮ ﻣﺘﺼﻨﻊ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺟﻠﺪ‪‬ﺍ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﺑﻞ ﻳﺪﺍﺭ ﻟﻪ ﺑﺰﻧﺒﻴﻞ ﰲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻓﻴﺠﻤﻊ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺄﻛﻞ‬ ‫ﻫﻮ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﻬﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﺘﺄﻛﻠﲔ ﻻ ﺍﳌﺘﻮﻛﻠﲔ.‬ ‫ﰒ ﻟﻮ ﻗ ‪‬ﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ﻋﻦ ﻏﻴﺒﺔ، ﻓﺈﻥ ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﳌﺎ ﻳﻐﻄﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻣﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﲰﺎﻉ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺏ ﻣﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ، ﻛﺎﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻏﺎﻟﺒﻪ ﺍﻷﺫﻯ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻋﻦ ﺗﻮﺍﺟﺪﻫﻢ ﻭﲣﺮﻳﻖ ﺛﻴﺎﻬﺑﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺧﻄﺄ ﻭﺣﺮﺍﻡ، ﻭﻗﺪ »‪‬ﻰ‬
‫-٧٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ)١(، ﻭﻋﻦ ﺷﻖ ﺍﳉﻴﻮﺏ«)٢(، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﻗﺎﺋﻞ: ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺮﺏ‬ ‫ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﺰﻳﻞ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﺃﲦﻮﺍ ﲟﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﻖ ﻭﻏﲑﻩ، ﳑﺎ ﻳﻔﺴﺪ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻨﻬﻢ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻷ‪‬ﻢ ﳐﺎﻃﺒﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﺑﺘﺠﻨﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺗﻔﻀﻲ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ، ﻛﻤﺎ ﻫﻢ ﻣﻨﻬﻴﻮﻥ ﻋﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﳌﺴﻜﺮ، ﻓﺈﺫﺍ ﺳﻜﺮﻭﺍ ﻭﺟﺮﻯ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻓﺴﺎﺩ‬ ‫ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﱂ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻟﺴﻜﺮﻫﻢ، ﻛﺬﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ‬ ‫ﻭﺟﺪ‪‬ﺍ، ﺇﻥ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻓﺴﻜﺮ ﻃﺒﻊ، ﻭﺇﻥ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﻓﻔﺴﺎﺩ، ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺼﺤﻮ ﻓﻼ ﺳﻼﻣﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﳊﺎﻟﲔ، ﻭﲡﻨﺐ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺮﻳﺐ ﻭﺍﺟﺐ. ﻭﺍﺣﺘﺞ ﳍﻢ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﲣﺮﻳﻘﻬﻢ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﲝﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ: »ﻧﺼﺒﺖ ﺣﺠﻠﺔ ﱄ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻗﻢ ﻓﻤﺪﻫﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﺸﻘﻬﺎ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻓﻘﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻴﺲ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ‬ ‫ﳝﺰﻕ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻓﻴﻔﺴﺪﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ)٤( ﻋﻠﻰ ﻣﺪ ﺳﺘﺮ ﻟﻴﺤﻂ ﻓﺎﻧﺸﻖ‬ ‫ﻻ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ، ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﰲ ﺣﻖ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻬﻴﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺎﻥ ﰲ ﺍﳋﻤﻮﺭ، ﻓﺈﻥ ﺍﺩﻋﻰ ﳐﺮﻕ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺃﻧﻪ ﻏﺎﺋﺐ،‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﻠﻨﺎ: ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻏﻴﺒﻚ، ﻷﻧﻚ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﺍﳊﻖ ﳊﻔﻈﻚ، ﻓﺈﻥ ﺍﳊﻖ ﻻ ﻳﻔﺴﺪ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺶ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺼﻘﺮ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺼﻠﺖ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﺍﻥ‬ ‫ﺍﳉﻮﱐ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﻋﻆ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ، ﻓﺸﻖ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻤﻴﺼﻪ،‬ ‫ﻓﺄﻭﺣﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳌﻮﺳﻰ، ﻗﻞ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﻻ ﻳﺸﻖ ﻗﻤﻴﺼﻪ، ﺃﻳﺸﺮﺡ ﱄ ﻋﻦ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٥٧٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﻗﻀﻴﺔ )٣٩٥/٢١ ــ ٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٧٩٢١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٣٠١/٥٦١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٤٥٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٧٠١٢/١٩، ٢٩(.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬
‫-٨٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﻠﺒﻪ؟!.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﻘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺧﺮﻗﹰﺎ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻕ ﺍﳌﺮﻣﻴﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ: ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﳋﺮﻗﺔ ﺇﺫﺍ ﻃﺮﺣﺖ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﻠﻜﹰﺎ ﳌﻦ ﻃﺮﺣﺖ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺮﻳﺮ: ﺟﺎﺀ ﻗﻮﻡ ﳎﺘﺎﰊ ﺍﻟﻨﻤﺎﺭ‬ ‫ﻓﺤﺾ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺑﺼ ‪‬ﺓ ﻓﺘﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻛﻮﻣﲔ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺏ ﻭﻃﻌﺎﻡ)١(. ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺍﳋﺮﻗﺔ‬ ‫ﺃﺳﻬﻢ ﳍﻢ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ: ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﻐﻨﻴﻤﺔ ﻭﺳﻠﺐ ﻓﺄﺳﻬﻢ ﻟﻨﺎ)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻟﻘﺪ ﺗﻼﻋﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺝ ﺑﺴﻮﺀ ﻓﻬﻤﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻈﻨﻪ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻓﺈﻧﺎ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻠﻬﻢ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻓﺴﺎﺩ‬ ‫ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻭﺭﻣﻰ ﺑﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮ‪‬ﺍ ﻓﻤﺎ ﺟﺎﺯ ﻟﻪ ﲣﺮﻳﻘﻪ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻏﺎﺋﺒ‪‬ﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﺗﺼﺮﻑ ﺟﺎﺋﺰ ﺷﺮﻋ‪‬ﺎ ﻻ ﻫﺒﺔ ﻭﻻ ﲤﻠﻴﻜﹰﺎ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺛﻮﺑﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺑﻪ، ﻓﻼ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻠﻜﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﻣﺎﻩ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ، ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﺘﻤﻠﻜﻪ،‬ ‫ﻭﻟﻮ ﺭﻣﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻐﲏ ﱂ ﻳﺘﻤﻠﻜﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻤﻠﻚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻌﻘﺪ ﺷﺮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺮﻣﻲ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﺑﻌﻘﺪ.‬ ‫ﰒ ﻧﻘﺪﺭ ﺃﻧﻪ ﻣﻠﻚ ﻟﻠﻤﻐﲏ ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﺒﺎﻗﲔ ﻓﻴﻪ، ﰒ ﺇﺫﺍ ﺗﺼﺮﻓﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺧﺮﻗﻮﻩ‬ ‫ﺧﺮﻗﹰﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻮﺟﻬﲔ:‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﺗﺼﺮﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﳝﻠﻜﻮﻧﻪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﺎﻝ. ﰒ ﻣﺎ ﻭﺟﻪ ﺇﺳﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﱂ ﳛﻀﺮ؟‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٧١٠١/٩٦(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٣٥٥٢(.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )٣٣٢٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٢٠٥٢/٩٦١(.‬
‫-٩٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳋﻄﺎﰊ: ﳛﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﺃﺟﺎﺯﻩ ﻋﻦ ﺭﺿﻰ ﳑﻦ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﳋﻤﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺣﻘﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﺗﻌﻄﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﳌﻦ ﺟﺎﺀ.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺇﲨﺎﻉ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ‬ ‫ﺇﻻ ﲟﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺒﺤﲑﺓ ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ ﻭﺍﳊﺎﻡ. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ:‬ ‫ﺃﲨﻊ ﻣﺸﺎﳜﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﺍﳌﺨﺮﻗﺔ ﻭﻣﺎ ﺍﻧﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﻕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﺍﳌﻮﺍﻓﻘﺔ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻛﻠﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﲝﻜﻢ ﺍﳉﻤﻊ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ.‬ ‫ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﺑﻘﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: »ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﳌﻦ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ«)١(، ﻭﺧﺎﻟﻔﻬﻢ‬ ‫ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻓﺠﻌﻞ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﲔ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳎﺮﻭﺣ‪‬ﺎ ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﳉﻤﻴﻊ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﺩﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﻝ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﲝﺪﻳﺚ ﺳﻠﻤﺔ: ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺍﻷﻛﻮﻉ: ﻗﺎﻝ: »ﻟﻪ ﺳﻠ‪  ‬ﺃﲨﻊ«)٢(. ﻓﺎﻟﻘﺘﻞ ﺇﳕﺎ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻝ ﻓﺎﻟﺴﻠﺐ‬ ‫‪‬ﹶﺒﻪ‬ ‫ﻟﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻋﺼﻤﻨﺎ ﺍﷲ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﱃ‬ ‫ﺗﻼﻋﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺇﲨﺎﻉ ﻣﺸﺎﳜﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺇﲨﺎﻋﻬﻢ ﺑﻌﺮﺓ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﻫﻮﺏ ﳌﻦ ﻭﻫﺐ ﻟﻪ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﳐﺮﻗﺎ ﺃﻭ ﺳﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﻭﻻ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﻟﻐﲑﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﰒ ﺇﻥ ﺳﻠﺐ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﳍﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﺭﻣﻲ ﺑﻪ، ﰒ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﻷﻥ ﺍ‪‬ﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍ‪‬ﺮﻭﺡ ﻟﻠﻤﻐﲏ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻭﻛﻞ ﺃﻗﻮﺍﳍﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﳏﺎﻝ ﻭﻫﺬﻳﺎﻥ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﱄ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﱵ ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﺍﻹﺳﻔﺮﺍﻳﻴﲏ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٩/٠٥ ﻭﺻﺤﺤﻪ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٤٥٧١/٥٤(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٤٥٦٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٤/٩٤، ٠٥ ﻣﻄﻮﻻ.‬
‫-٠٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺻﻐﲑ ﺍﻟﺴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﰲ ﲨﻊ ﻛﺜﲑ ﰲ ﺭﺑﺎﻁ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﳌﺨﺎﺩ ﻭﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ‬ ‫ﻭﺩﻑ ﲜﻼﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻡ ﻳﺮﻗﺺ ﺣﱴ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻓﺒﻘﻲ ﻣﻜﺸﻮﻑ ﺍﻟﺮﺃﺱ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﱵ:‬ ‫ﺇﻧﻪ ﺭﻗﺺ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﰲ ﺧﻒ ﻟﻪ، ﰒ ﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﰲ ﺍﳋﻒ ﺧﻄﺄ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﺎﻧﻔﺮﺩ ﻭﺧﻠﻌﻪ،‬ ‫ﰒ ﻧﺰﻉ ﻣﻄﺮﻓﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻮﺿﻌﻪ ﺑﲔ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﳉﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﻗﺘﺴﻤﻮﻩ ﺧﺮﻗﹰﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ: ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﻊ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ: ﻻ ﺗﻌﻮﺩﻥ ﰲ ﺻﺪﻗﺘﻚ)١(.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻧﻈﺮ ﺇﱃ ‪‬ﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﺈﻥ ﺍﳋﺮﻗﺔ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻓﻼ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻳﻬﺎ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻘﻄﻴﻌﻬﻢ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﺧﺮﻗﹰﺎ ﻭﺗﻔﺮﻳﻘﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺜﻮﺏ‬ ‫ﺭﻣﺎﻩ ﺇﱃ ﺍﳌﻐﲏ ﱂ ﳝﻠﻜﻪ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺮﻣﻲ ﺣﱴ ﳝﻠﻜﻪ ﺇﻳﺎﻩ، ﻓﺈﺫﺍ ﻣﻠﻜﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺗﺼﺮﻑ‬ ‫ﺍﻟﻐﲑ ﻓﻴﻪ؟‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺑﻌﺾ ﻓﻘﻬﺎﺋﻬﻢ ﳜﺮﻕ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻳﻘﺴﻤﻬﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺮﻕ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﺘﻔﺮﻳﻂ ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺇﻻ ﻫﺬﺍ؟ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺧ ‪‬ﻗﺖ‬ ‫‪‬ﺮ ﹾ ‪‬‬ ‫ﺧﺮﻗﹰﺎ ﰲ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺮﻳﻘﺔ ﻓﻌﻤﻠﻬﺎ ﻛﻨﻔﹰﺎ ﻓﺒﺎﻋﻪ ﲞﺴﻤﺔ ﺩﻧﺎﻧﲑ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇﻥ‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﳚﻴﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻋﻮﻧﺎﺕ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﺭ.‬ ‫ﻭﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺮﺟﻠﲔ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻳﺒﺎﺡ ﳍﻢ ﲤﺰﻳﻖ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺧﺮﻗﺖ ﻗﻄﻌ‪‬ﺎ ﻣﺮﺑﻌﺔ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﺘﺮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﺠﺎﺩﺍﺕ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﳝﺰﻕ ﺣﱴ ﳜﺎﻁ ﻣﻨﻪ‬ ‫‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻗﻤﻴﺺ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﻀﻴﻴﻌ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﻋﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﻴﻒ ﺳﻠﺒﻪ ﺣﺐ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻋﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ‬ ‫ﻭﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻧﺘﻔﺎﻉ ﺧﺎﺹ، ﰒ ﻣﺎ ﻣﻌﲎ ﻗﻮﻝ: ﻣﺮﺑﻌﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻄﺎﻭﻟﺔ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻬﺑﺎ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳍﺒﺔ )٦٣٦٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳍﺒﺎﺕ )١٢٦١/٣، ٤(.‬
‫-١٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﰒ ﻟﻮ ﻣﺰﻕ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻗﺮﺍﻣﻞ)١( ﻻﻧﺘﻔﻊ ﻬﺑﺎ، ﻭﻟﻮ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻧﺼﻔﲔ ﻻﻧﺘﻔﻊ ﺑﺎﻟﻨﺼﻒ.‬ ‫ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻳﺘﻠﻤﺢ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻳﺴﻤﻲ ﻣﺎ ﻧﻘﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻼﻧﺘﻔﺎﻉ ﺇﺗﻼﻓﹰﺎ، ﻭﳍﺬﺍ‬ ‫ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻷﻧﻪ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻨﻪ ﻗﻴﻤﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺴﻮﺭ، ﻭﻟﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺑﺪﻉ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺃﰊ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻭﺃﲪﺪ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﲨﻌﲔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻏﺮﺑﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﺍ، ﻭﺃﻗﺎﻡ ﳍﻢ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ ﻣﻦ ﺇﱃ ﻫﻮﺍﻫﻢ ﻣﺎﻝ، ﻭﻟﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺃﺧﺬ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻐﻔﺮ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﲝﺪﻳﺚ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ ﰲ ﺗﻮﺑﺘﻪ: ﳚﺰﺋﻚ ﺍﻟﺜﻠﺚ)٢(، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﺮﺍﻣﺔ ﻓﻠﻢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳﺆﺩﻫﺎ ﺃﻟﺰﻣﻮﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﲝﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺟﻌﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ:‬ ‫»ﻣﻦ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﻓﺈﻧﺎ ﺁﺧﺬﻭﻫﺎ ﻭﺷﻄﺮ ﻣﺎﻟﻪ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺗﻼﻋﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺟﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﶈﺘﺞ ﳍﻢ،‬ ‫ﻭﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﲟﺎ ﻻ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﻏﺮﺍﻣﺔ، ﻭﺗﺴﻤﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺟﺒ‪‬ﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻏﺮﺍﻣﺔ، ﻭﻻ‬ ‫ﻭﺟﻮﺏ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻣﱴ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﺟ‪‬ﺒﺎ ﻛﻔﺮ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ، ﻭﻫﺬﻩ ﺑﺪﻋﺔ ﺗﺴﻘﻂ ﺍﳌﺮﻭﺀﺓ ﻭﺗﻨﺎﰲ‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ، ﻭﻟﻮﻻ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﻜﺸﻔﻪ ﰲ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺟﻪ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﱵ ﺃﻥ ﺃﳔﻠﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﱄ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫)١( ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻞ: ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺑﻪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺻﻮﻑ ﻭﳓﻮﻩ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺬﻭﺭ )٩١٣٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٣٥٤، ٢٠٥، ﻭﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ ٥/٦٠٤، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٩١/٩٥، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٠١/٨٦.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٥٧٥١(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٣٤٤٣( ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ‬ ‫)٧٧٦١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢، ٤، ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٦٦٢٢(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٧٩٣ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﻟﻠﺨﻼﻑ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﰱ ﻬﺑﺰ ﺑﻦ ﺣﻜﻴﻢ.‬
‫-٢٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﳚﺰﺋﻚ ﺍﻟﺜﻠﺚ«)١(، ﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ ﻟﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﺗﱪﻉ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺃﻳﻦ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﳑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺇﻟﺰﺍﻣﻬﻢ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﻏﺮﺍﻣﺔ ﻻ‬ ‫ﲡﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﺿﺎﻋﻔﻮﻫﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ ﺇﳕﺎ ﻳﻨﻔﺮﺩ ﺑﺎﻹﻟﺰﺍﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺣﺪﻩ. ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﻛﻠﻪ ﺟﻬﻞ ﻭﺗﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻘﹰﺎ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻗﺪ ﺳ ‪‬ﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ، ﻟﺒﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﺣﺒﺘﻬﻦ ﻭﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻬﻢ ﻋﻦ ﳐﺎﻟﻄﺘﻬﻦ، ﻭﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﺪ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ، ﻭﺍﺗﻔﻘﺖ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﻗﺼﺪ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩﺓ، ﻓﺄﻣﺎﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ:‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﺧﺒﺚ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﻫﻢ ﻧﺎﺱ ﺗﺸﺒﻬﻮﺍ ﺑﺎﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺎﳊﻠﻮﻝ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﻧﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻠﻮﻟﻴﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳊﻖ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﺻﻄﻔﻰ ﺃﺟﺴﺎﻣ‪‬ﺎ ﺣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﲟﻌﺎﱐ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ. ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﺎﻣﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﱞ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇ‪‬ﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺃﺟﺎﺯﻭﺍ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺻﻔﺔ ﺍﻵﺩﻣﻲ، ﻭﱂ ﻳﺄﺑﻮﺍ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﺎﻻ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪﻭﻩ ﰲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻷﺳﻮﺩ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻗﻮﻡ ﻳﺘﺸﺒﻬﻮﻥ ﺑﺎﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻣﻠﺒﺴﻬﻢ، ﻭﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺍﻟﻔﺴﻖ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻗﻮﻡ ﻳﺴﺘﺒﻴﺤﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻦ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺨﺮﺝ ﺍﻷﺳﺒﻖ.‬
‫-٣٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺻﻨﻒ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﲰﺎﻩ »ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ« ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ: ﺑﺎﺏ ﰲ ﺟﻮﺍﻣﻊ ﺭﺧﺼﻬﻢ ﻓﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﳊﺴﻦ،‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺍﻃﻠﺒﻮﺍ ﺍﳋﲑ ﻋﻨﺪ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ«)١( ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺛﻼﺛﺔ ﲡﻠﻮ ﺍﻟﺒﺼﺮ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳋﻀﺮﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﳊﺴﻦ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍﻥ ﺍﳊﺪﻳﺜﺎﻥ ﻻ ﺃﺻﻞ ﳍﻤﺎ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻈﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﲪﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺧﺮﻳ‪‬ﻢ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﲪﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺍ‪‬ﱪ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺍﻃﻠﺒﻮﺍ ﺍﳋﲑ ﻋﻨﺪ ﺣﺴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ«.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﲔ: ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻘﻴﻠﻲ: ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻦ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﺄﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﻀ‪‬ﺒ ‪ ،‬ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬ﻲ‬ ‫ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺮﳛﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺒﺨﺘﺮﻱ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ، ﻓﻜﻨﺖ ﹸﺩﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃﺭﺍﻙ ﺗﺪﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﲡﻌﻞ ﺍﻧﻘﻄﺎﻋﻪ ﺇﻟﻴﻚ، ﻗﻠﺖ: ﺃﻋﻴﺬﻙ ﺏ ﺍﷲ ﻳﺎ ﺃﻣﲑ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ٨/٩٩١، ﻭﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٣/٦٢٢، ٤/٥٨١، ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ٢/٩٣، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ٢/٣٣١، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: »ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ«،‬ ‫ﻭﺃﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٥٨٥١(.‬ ‫)٢( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٤/٦٨٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ١/٣٦١‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺎﻃﻞ«، ﻭﺍﻟﻸﱃﺀ ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ١/٠٦، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﻫﻨﺎ: »ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ« ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٤٣١(، ﻭﻛﺸﻒ ﺍﳋﻔﺎﺀ )٧٨٣(.‬
‫-٤٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺃﻥ ﺗﺮﻣﻴﲏ ﲟﺎ ﻟﻴﺲ ﱠ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺟﻌﻔﺮ‪‬ﺍ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ‬ ‫ﰲ‬ ‫ﺟﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺟﺪﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺛﻼﺙ ﻳﺰﺩﻥ ﰲ ﻗﻮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺮ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳋﻀﺮﺓ ﻭﺇﱃ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﳉﺎﺭﻱ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﳊﺴﻦ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻉ، ﻭﻻ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺃﰊ ﺍﻟﺒﺨﺘﺮﻱ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻛﺬﺍﺏ ﻭﺿﺎﻉ، ﻭﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺃﺣﺪ ﺍ‪‬ﻬﻮﻟﲔ.‬ ‫ﰒ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺇﺫ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﺪﻩ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻤﻠﻮﻛﺔ، ﻓﺄﻣﺎ ﺇﻃﻼﻗﻪ ﻓﻔﻴﻪ ﺳﻮﺀ ﻇﻦ. ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ: ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ﻗﺪ ﺻﻨﻒ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﰲ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﻦ ﺛﺎﺭﺕ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﺩ ﺣﺮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻣﱴ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﺜﻮﺭ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﺩ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻦ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﺫﺏ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﺑﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻟﺌﻼ ﻳﻘﻊ ﺍﳊﺮﺝ ﰲ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﳌﺨﺎﻟﻄﺔ‬ ‫ﺑﺎﳌﻨﻊ، ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻹﳊﺎﺡ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺛﻮﺭﺍﻥ ﺍﳍﻮﻯ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻠﺢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﺃﻣﺮﺩ ﻓﺎ‪‬ﻤﻮﻩ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﻗﻮﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﳓﻦ ﻻ ﻧﻨﻈﺮ ﻧﻈﺮ ﺷﻬﻮﺓ ﻭﺇﳕﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﻧﻈﺮ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ، ﻓﻼ‬ ‫ﻳﻀﺮﻧﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻭﻫﺬﺍ ﳏﺎﻝ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ، ﻓﻤﻦ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺗﱰﻩ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺟﻨﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﶈﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﻛﺸﻔﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﻊ.‬ ‫ﺃﺧﱪﺗﻨﺎ ﺷﻬ‪‬ﺪﺓ ﺑﻨﺖ ﺃﲪﺪ ﺍﻹﺑﺮﻱ، ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﺇﱃ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺼﻮﰲ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺼﻮﰲ: ﺣﺪﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺍﳊﻨﻔﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﻣﻊ ﺃﰊ‬ ‫ﺍﻟﻨﻀﺮ ﺍﻟﻐﻨﻮﻱ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﱪﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ،‬ ‫ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﲨﻴﻞ ﻓﻠﻢ ﺗﺰﻝ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻭﺍﻗﻌﺘﲔ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﱴ ﺩﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺏ ﺍﷲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﻭﻋﺰﻩ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﺍﳌﻨﻴﻊ ﺇﻻ ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻠﻲ ﺃﺭﻭﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻚ، ﻓﻮﻗﻒ ﻗﻠﻴﻼ ﰒ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.‬
‫-٥٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻫﺐ ﻟﻴﻤﻀﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺑﺎﳊﻜﻴﻢ ﺍ‪‬ﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﳌﺒﺪﻯﺀ ﺍﳌﻌﻴﺪ ﺇﻻ ﻭﻗﻔﺖ، ﻓﻮﻗﻒ‬ ‫ﺳﺎﻋﺔ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ‪‬ﻳﺼ ‪‬ﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺼﻮﺑﻪ، ﰒ ﺫﻫﺐ ﻟﻴﻤﻀﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺑﺎﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷﺣﺪ‬ ‫‪‬ﻌ ‪‬‬ ‫ﺍﳉﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻠﺪ ﻭﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﺇﻻ ﻭﻗﻔﺖ ﻓﻮﻗﻒ ﺳﺎﻋﺔ، ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻃﻮﻳﻼ ﰒ ﺫﻫﺐ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻟﻴﻤﻀﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺑﺎﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﳋﺒﲑ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺼﲑ ﻭﲟﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻧﻈﲑ ﺇﻻ ﻭﻗﻔﺖ‬ ‫ﻓﻮﻗﻒ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﰒ ﺃﻃﺮﻕ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻣﻀﻰ ﺍﻟﻐﻼﻡ، ﻓﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻳﻞ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺫﻛﺮﱐ ﻫﺬﺍ ﺑﻨﻈﺮﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺟﻬ‪‬ﺎ ﺟﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﻭﺗﻘﺪﺱ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ، ﻭﺗﻌﺎﻇﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ، ﻭﺍﷲ ﻷﺟﻬﺪﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﰲ ﺑﻠﻮﻍ ﺭﺿﺎﻩ ﲟﺠﺎﻫﺪﰐ ﲨﻴﻊ‬ ‫ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﻭﻣﻮﺍﻻﰐ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺣﱴ ﺃﺻﲑ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻱ ﺇﱃ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﻬﺑﺎﺋﻪ‬ ‫ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ. ﻭﻟﻮﺩﺩﺕ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﱐ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺣﺒﺴﲏ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ. ﰒ‬ ‫ﻏﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺯﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺝ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﻣﻊ‬ ‫ﳏﺎﺭﺏ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﰲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﳋﻴﻒ ﻭﳓﻦ ﳏﺮﻣﻮﻥ، ﻓﺠﻠﺲ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻏﻼﻡ ﲨﻴﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻐﺮﺏ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﳏﺎﺭﺑ‪‬ﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻈﺮ‪‬ﺍ ﺃﻧﻜﺮﺗﻪ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺎﻡ: ﺇﻧﻚ ﳏﺮﻡ ﰲ‬ ‫ﺷﻬﺮ ﺣﺮﺍﻡ ﰲ ﺑﻠﺪ ﺣﺮﺍﻡ ﰲ ﻣﺸﻌﺮ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻧﻈﺮ‪‬ﺍ ﻻ ﻳﻨﻈﺮﻩ‬ ‫ﺇﻻ ﺍﳌﻔﺘﻮﻧﻮﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺗﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺷﻬﻮﺍﱐ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻄﺮﻑ، ﺃﱂ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﻨﻌﲏ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﰲ ﺷﺮﻙ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺛﻼﺙ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻣﺎ ﻫﻲ؟ ﻗﺎﻝ: ﺳﺘﺮ ﺍﻹﳝﺎﻥ، ﻭﻋﻔﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ،‬ ‫ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﺍﳊﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺎﰒ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻜﺮ ‪‬ﺎﱐ ﻋﻨﻪ، ﰒ ﺻﻌﻖ ﺣﱴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻨﺎ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺟﻬﻞ ﺍﻷﲪﻖ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺭﻣﺰﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﺗﻠﻔﻆ ﺑﺎﻟﺘﱰﻳﻪ، ﻭﺇﱃ ﲪﺎﻗﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻘﻂ، ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻢ‬ ‫ﺃﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﳛﺮﻡ، ﻭﳏﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺑﺪﻋﻮﺍﻩ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﺬﻬﺑﺎ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺛﲏ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺻﺒﻴ‪‬ﺎ ﺃﻣﺮﺩ ﺣﻜﻰ ﻟﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻭﻫﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺍﻧﻈﺮ: ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٥٥١.‬
‫-٦٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳛﺒﲏ ﻳﺎ ﺑﲏ: ﷲ ﻓﻴﻚ ﺇﻗﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺕ، ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻞ ﺣﺎﺟﱵ ﺇﻟﻴﻚ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻲ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺃﻣﺮﺩ ﻭﻫﻮ ﺧﺎﻝ ﺑﻪ‬ ‫ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺗﺎﺭﺓ، ﻭﺇﱃ ﺍﻷﻣﺮﺩ ﺗﺎﺭﺓ، ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺴﻮﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻟﻌﻠﻨﺎ‬ ‫ﻛﺪﺭﻧﺎ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻱ ﻭﺍﷲ ﻓﺘﺼﺎﻳﺢ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻧﻪ ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﺭﻗﻌﺔ ﺇﻧﻚ ﲢﺐ ﻏﻼﻣﻚ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ،‬ ‫ﻓﻘﺮﺃ ﺍﻟﺮﻗﻌﺔ ﰒ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻓﺼﻌﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻘﺒﻠﻪ ﺑﲔ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﻗﻌﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺇﱐ ﻻ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺇﻟﻘﺎﺋﻪ ﺟﻠﺒﺎﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﻴﺎﺀ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﻛﻴﻒ ﺳﻜﺘﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ؟‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺮﺩﺕ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻀﻴﻒ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﻣﺮﺩ، ﻭﺭﲟﺎ ﺯﻳﻨﺘﻪ ﺑﺎﳊﻠﻲ ﻭﺍﳌﺼﺒﻐﺎﺕ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺍﳊﻮﺍﺷﻲ ﻭﺗﺰﻋﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺍﻻﺯﺩﻳﺎﺩ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‬ ‫ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺎﻟﺼﻨﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﰲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳍﻮﻯ ﻭﳐﺎﺩﻋﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﳐﺎﻟﻔﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﰱ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻓﻼ ﺗﺒﺼﺮﻭﻥ﴾ ]ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ: ١٢[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﺃﻓﻼ‬ ‫ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﻹﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﺧﻠﻘﺖ﴾ ]ﺍﻟﻐﺎﺷﻴﺔ: ٧١[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﺃﻭﱂ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﰱ ﻣﻠﻜﻮﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٥٨١[، ﻓﻌﺪﻟﻮﺍ ﻋﻤﺎ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﷲ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺇﱃ ﻣﺎ‬ ‫‪‬ﺎﻫﻢ ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺍﳌﺂﻛﻞ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﺍﺳﺘﻮﻓﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻃﺎﻟﺒﺘﻬﻢ ﲟﺎ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ‬ ‫ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳌﺮﺩِ، ﻭﻟﻮ ﺃ‪‬ﻢ ﺗﻘﻠﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﱂ ﳛﻨﻮﺍ ﺇﱃ ﲰﺎﻉ ﻭﻧﻈﺮ.‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ: ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﰲ ﺷﻌﺮﻩ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﳌﺴﺘﻤﻌﲔ ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﳚﺪﻭﻧﻪ‬ ‫ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻓﻘﺎﻝ: )ﺍﻟﻮﺍﻓﺮ(‬
‫-٧٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﺼـﺒﺎﺡ‬ ‫ِ‬ ‫ﺃﺗـﺬﻛﺮ ﻭﻗﺘﻨـﺎ ﻭﻗـﺪ ﺍﺟﺘﻤﻌﻨـﺎ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ‪ ‬ـ ـ‬ ‫ﻓﹸﺳﻜﺮﺕ ﺍﻟﻨﻔـﻮﺱ ﺑﻐـﲑ ﺭﺍﺡ‬ ‫ِ‬ ‫ﺄ‬ ‫ﻭﺩﺍﺭﺕ ـﺎ ـﺄﺱ ـﺎﱐ‬ ‫ﺑﻴﻨﻨـ ﻛـ ﺍﻷﻏـ‬ ‫ﺳﺮﻭﺭ‪‬ﺍ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻫﻨﺎﻙ ﺻـﺎﺣﻲ‬ ‫ﻓﻠ ـﻢ ـﺮ ـﻴﻬﻢ ﺇﻻ ـﺎﺩﻯ‬ ‫ﻧﺸـ‬ ‫ـ ﻧـ ﻓـ‬ ‫ﻣﻨﺎﺩﻱ ﺍﷲ ﻭﺣﻲ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻔـﻼﺡ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻟﺒ ـﻰ ﺃﺧ ـﻮ ﺍﻟﻠ ـﺬﺍﺕ ﻓﻴ ـﻪ‬ ‫ـ‬ ‫‪‬ـ ـ ـ‬ ‫ﺃﺭﻗﻨﺎﻫــﺎ ﻷﳊــﺎﻅ ﻣــﻼﺡ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﱂ ﳕﻠﻚ ﺳﻮﻯ ﺍﳌﻬﺠـﺎﺕ ﺷـﻴﺌﹰﺎ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﺗﺄﺛﲑﻩ ﰲ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻓﻜﻴﻒ ﳚﺪﻱ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ‬ ‫ﻧﻔﻌ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻳﻔﻴﺪ ﻓﺎﺋﺪﺓ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺃﺧﺎﻑ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ.‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻻ ﲤﻴﺰ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ. ﻭﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﻨﻜﺮ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ، ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻗﻞ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻳﻐﻀﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻭﳛﻔﻈﻮﺍ ﻓﺮﻭﺟﻬﻢ﴾‬ ‫]ﺍﻟﻨﻮﺭ: ٠٣[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﺃﻓﻼ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﻹﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﺧﻠﻘﺖ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻛﻴﻒ ﺭﻓﻌﺖ‬ ‫ﻭﺇﱃ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻛﻴﻒ ﻧﺼﺒﺖ﴾ ]ﺍﻟﻐﺎﺷﻴﺔ: ٧١-٩١[.‬ ‫ﻓﻠﻢ ﳛﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭ ﻻ ﻣﻴﻞ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺣﻆ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﺑﻞ ﻋﱪﺓ ﻻ ﳝﺎﺯﺟﻬﺎ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺷﻬﻮﺓ، ﻭﻻ ﺗﻌﺘﺮﻳﻬﺎ ﻟﺬﺓ، ﻓﺄﻣﺎ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﱪﺓ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻭﻛﻞ ﺻﻮﺭﺓ‬ ‫ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻌﱪﺓ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻷ‪‬ﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬ ‫ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﻻ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺿﻴ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺇﻣﺎﻣ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻣﺆﺫﻧ‪‬ﺎ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻷ‪‬ﺎ ﳏﻞ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﺷﻬﻮﺓ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﻋﻤﺎ ﻗﺼﺪﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺃﺟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺔ‬ ‫ﻋﱪ‪‬ﺍ ﻛﺬﺑﻨﺎﻩ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻴﺰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﲣﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﻃﺒﺎﻋﻨﺎ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﻯ ﻛﺬﺑﻨﺎﻩ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺧﺪﻉ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻠﻤﺪﻋﲔ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﳋﺎﻣﺲ: ﻗﻮﻡ ﺻﺤﺒﻮﺍ ﺍ ﹸﺮﺩﺍﻥ ﻭﻣﻨﻌﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ، ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳎﺎﻫﺪﺓﹰ، ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻧﻔﺲ ﺻﺤﺒﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﳌﺬﻣﻮﻣﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪﻣﺎﺅﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ، ﻭﻗﻴﻞ: ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺑﺪﻟﻴﻞ،‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ: )ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬
‫-٨٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺃﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴـﻲ ﺃﻥ ﺗﻨـﺎﻝ ﳏﺮﻣـﺎ‬ ‫ﺃﻧﺰﻩ ﰲ ﺭﻭﺽ ﺍﶈﺎﺳـﻦ ﻣﻘﻠـﱵ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺒﻞ ﺍﻟﺼﻠﺪ ﺍﻷﺻﻢ ‪‬ـﺪﻣﺎ‬ ‫ﻭﺃﲪﻞ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺍﳍﻮﻯ ﻣﺎ ﻟﻮ ﺃﻧـﻪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺳﻴﺄﰐ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻋﺎﻫﺪﺕ ﺭﰊ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻻ ﺃﺻﺤﺐ ﺣﺪﺛﹰﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ ﻓﻔﺴﺨﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺪﻭﺩ ﻭﺩﻋﺞ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﱪﺗﻨﺎ ‪‬ﻬﺪ ﹸ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻀﱯ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ‬ ‫ﺷ ‪ ‬ﺓ‬ ‫ﻷﰊ ﺍﻟﻜﻤﻴﺖ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻮﺍﻻ ﰲ ﺃﺭﺽ ﺍﷲ، ﺣﺪﺛﲏ ﺑﺄﻋﺠﺐ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺻﺤﺒﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﳎﻮﺳﻴ‪‬ﺎ ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻭﺗﺼﻮﻑ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻣﻌﻪ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﲨﻴﻼ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﺎﻡ ﻓﺼﻠﻰ ﰒ ﻳﻨﺎﻡ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﰒ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﻘﻮﻡ ﻓﺰﻋ‪‬ﺎ ﻓﻴﺼﻠﻲ ﻣﺎ ﻗ ‪‬ﺭ ﻟﻪ، ﰒ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻴﻨﺎﻡ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺣﱴ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺍﺭ‪‬ﺍ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺳﻔﺮ‬ ‫ﹸﺪ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺃﻭ ﻛﺎﺩ ﻳﺴﻔﺮ ﺃﻭﺗﺮ، ﰒ ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﷲ ﻡ ﺇﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺳﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﻓﻠﻢ ﺃﻗﺘﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺣﺸﺔ ﻭﻻ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﻔﻈﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﻤﺮﻩ ﺑﻘﻠﱯ‬ ‫ﻟﻮ ﲪﻠﺘﻪ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻟﺘﺼﺪﻋﺖ، ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﻟﺘﺪﻛﺪﻛﺖ، ﰒ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻟﻴﻞ ﺍﺷﻬﺪ ﲟﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻣﲏ ﻓﻴﻚ، ﻓﻘﺪ ﻣﻨﻌﲏ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻶﺛﺎﻡ، ﰒ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﻴﺪﻱ ﺃﻧﺖ‬ ‫ﲡﻤﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻰ ﻓﻼ ﺗﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻳﻮﻡ ﲡﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ، ﻓﺄﻗﻤﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺃﺭﺍﻩ‬ ‫ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ، ﻭﺃﲰﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻨﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﳘﻤﺖ ﺑﺎﻹﻧﺼﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﻠﺖ:‬ ‫ﲰﻌﺘﻚ ﺗﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻭﲰﻌﺘﲏ؟ ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻮ ﺍﷲ ﻳﺎ‬ ‫ﺃﺧﻲ ﺇﱐ ُﺩﺍﺭﻱ ﻣﻦ ﻗﻠﱯ ﻣﺎ ﻟﻮ ﺩﺍﺭﺍﻩ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﷲ ﺣﻘﻴﻘﹰﺎ ﺑﺎﳌﻐﻔﺮﺓ ﻟﻪ،‬ ‫ﻷ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮﻙ ﺇﱃ ﺻﺤﺒﺔ ﻣﻦ ﲣﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻟﻌﻨﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ؟.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻮﰲ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺼﻮﰲ: ﺭﺃﻳﺖ ﺑﺒﻴﺖ‬ ‫ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻓﱴ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﺼﺤﺐ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻓﻤﺎﺕ ﺍﻟﻔﱴ ﻭﻃﺎﻝ ﺣﺰﻥ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ،‬ ‫ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﺟﻠﺪ‪‬ﺍ ﻭﻋﻈﻤ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﲎ ﻭﺍﻟﻜﻤﺪ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ: ﻟﻘﺪ ﻃﺎﻝ ﺣﺰﻧﻚ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺻﺪﻳﻘﻚ ﺣﱴ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﺴﻠﻮ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻴﻒ ﺃﺳﻠﻮ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﺃﺟﻞ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ٍ ﹼ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻣﻌﻲ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﲔ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﻭﺻﺎﻧﲏ ﻋﻦ ﳒﺎﺳﺔ ﺍﻟﻔﺴﻮﻕ ﰲ ﺧﻼﻝ ﺻﺤﺒﱵ ﻟﻪ‬
‫-٩٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺧﻠﻮﺍﰐ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻡ ﺭﺁﻫﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻻ ﻳﻨﺠﺬﺑﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ‬ ‫ﻓﺤﺴﻦ ﳍﻢ ﺑﺪﺍﻳﺎ‪‬ﺎ ﻓﺘﻌﺠﻠﻮﺍ ﻟﺬﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﻭﺍﶈﺎﺩﺛﺔ ﻭﻋﺰﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ‬ ‫ﺻﺪﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﺈﻥ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﻭﰎ ﳍﻢ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺘﻐﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺷﻐﻠﻪ ﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﺑﻐﲑﻩ، ﻭﺻﺮﻑ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳜﻠﻮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﲟﺎ ﻳﻨﻔﻊ ﺑﻪ ﰲ‬ ‫ﺍﻵﺧﺮﺓ ﲟﺠﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﰲ ﻛﻔﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺟﻬﻞ ﻭﺧﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻣﺮ ِﺑﻐﺾ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻷﻧﻪ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻟﻴﺴﻠﻢ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﺷﺎﺋﺐ ﲣﺎﻑ ﻣﻨﻪ، ﻭﻣﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﻻ ﻛﻤﺜﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻗﺒﻞ ﺇﱃ ﺳﺒﺎﻉ ﰲ ﻏﻴﻀﺔ ﻣﺘﺸﺎﻏﻠﺔ ﻋﻨﻪ ﻻ ﺗﺮﺍﻩ ﻓﺄﺛﺎﺭﻫﺎ ﻭﺣﺎﺭﻬﺑﺎ ﻭﻗﺎﻭﻣﻬﺎ ﻓﻴﺎ ‪‬ﻌﺪ‬ ‫ﺑ‪ ‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺳﻼﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺣﺔ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻬﻠﻚ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﳎﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﰲ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻗﻮﻳﺖ ﳎﺎﻫﺪﺗﻪ ﻣﺪﺓ، ﰒ ﺿﻌﻔﺖ ﻓﺪﻋﺘﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ‬ ‫ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﻦ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﳌﺮﺩ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﺧﱪﺗﻨﺎ ‪‬ﻬﺪ ﹸ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﱐ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ: ﻗﻠﺖ‬ ‫ﺷ ‪ ‬ﺓ‬ ‫ﶈﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﳝﺎﺷﻲ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﻭﺿﻴﺌﹰﺎ ﻣﺪﺓ ﰒ‬ ‫ﻓﺎﺭﻗﻪ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ِﻟﻢ ﻫﺠﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﱴ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻩ ﻣﻌﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﻨﺖ ﻟﻪ ﻣﻮﺍﺻﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎﺋﻼﹰ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﻟﻘﺪ ﻓﺎﺭﻗﺘﻪ ﻋﻦ ﻏﲑ ﻗﻠﻰ ﻭﻻ ﻣﻠﻞ، ﻗﻠﺖ: ﻭِﻟﻢ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ِﹶ ‪‬‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﻗﻠﱯ ﻳﺪﻋﻮﱐ ﺇﱃ ﺃﻣﺮ ﺇﺫﺍ ﺧﻠﻮﺕ ﺑﻪ ﻭﻗﺮﺏ ﻣﲏ، ﻟﻮ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﻋﲔ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺟﻞ، ﻓﻬﺠﺮﺗﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﱰﻳﻬ‪‬ﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﻔﱳ.‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺇﻃﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬
‫-٠٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﻭﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻦ ﺇﻃﻼﻕ ﻧﻈﺮﻩ.‬ ‫ﹶ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ، ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺧﻲ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺝ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﻣﻊ‬ ‫ﺃﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﺫ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﻓﻘﺮﺃ: ﴿ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻜﻢ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻭﺍﷲ ﲟﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺼﲑ﴾ ]ﺍﳊﺪﻳﺪ: ٤[، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺍﷲ ﻭﻗﺪ ﺣﺼﻨﻪ ﲟﻼﺋﻜﺔ‬ ‫ﻏﻼﻅ ﺷﺪﺍﺩ؟ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﺍﷲ ﻓﻤﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺍﻣﺘﺤﻨﲏ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻱ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻣﺎ ﺷﺒﻬﺖ‬ ‫ﻧﻈﺮﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﺑﻨﺎﺭ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺐ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺭﻳﺢ ﻓﻤﺎ ﺃﺑﻘﺖ ﻭﻻ ﺗﺮﻛﺖ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﷲ ﻣﻦ ﺑﻼﺀ ﺟﻨﺘﻪ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻋﻠﻲ ﻗﻠﱯ، ﻟﻘﺪ ﺧﻔﺖ ﺃﻻ ﺃﳒﻮ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﺗﻪ ﻭﺃﹼﺎ ﺃﲣﻠﺺ ﻣﻦ ﺇﲦﻪ،‬ ‫ﻟ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻭﺍﻓﻴﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﻌﻤﻞ ﺳﺒﻌﲔ ﺻﺪﻳﻘﹰﺎ، ﰒ ﺑﻜﻰ ﺣﱴ ﻛﺎﺩ ﻳﻘﻀﻲ ﳓﺒﻪ، ﻓﺴﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ‬ ‫ﺑﻜﺎﺋﻪ: ﻳﺎ ﻃﺮﰲ ﻷﺷﻐﻠﻨﻚ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻼﺀ.‬ ‫ﺍﳌﺮﺽ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﶈﺒﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻼﻋﺐ ﺑﻪ ﺍﳌﺮﺽ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﶈﺒﺔ.‬ ‫ﺃﺧﱪﺗﻨﺎ ‪‬ﻬﺪ ﹸ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻦ‬ ‫ﺷ ‪ ‬ﺓ‬ ‫ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﻦ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻓﺒﻠﻲ ﺑﻪ ﻭﻛﺎﺩ ﻳﺬﻫﺐ‬ ‫ﻋﻘﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺒﺎﺑﺔ ﻭﺣﺒ‪‬ﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺣﱴ ﻳﺮﺍﻩ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻧﺼﺮﻑ،‬ ‫ﻓﻄﺎﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﺃﻗﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟ ‪‬ﲎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﳝﺸﻲ ﺧﻄﻮﺓ ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻷﻋﻮﺩﻩ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﻣﺎ ﻗﺼﺘﻚ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ ﺑﻚ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ؟ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻣﺘﺤﻨﲏ ﺍﷲ ﻬﺑﺎ ﻓﻠﻢ ﺃﺻﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﱄ ﻬﺑﺎ ﻃﺎﻗﺔ، ﻭﺭﺏ ﺫﻧﺐ‬ ‫ﻳﺴﺘﺼﻐﺮﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻛﺒﲑ، ﻭﺣﻘﻴﻖ ﲟﻦ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺃﻥ ﺗﻄﻮﻝ‬ ‫ﺑﻪ ﺍﻷﺳﻘﺎﻡ ﰒ ﺑﻜﻰ، ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻴﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻄﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺷﻘﺎﺋﻲ. ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺖ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺍﺣﻢ ﻟﻪ ﳌﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﳊﺎﻝ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ: ﻭﻧﻈﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ ﻋﺒﺎﺩ‬
‫-١٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﷲ، ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﲨﻴﻞ ﻓﻐﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺤﻤِﻞ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ ﻭﺍﻋﺘﺎﺩﻩ ﺍﻟﺴﻘﻢ ﺣﱴ ﹸﻗﻌﺪ ﻣﻦ ﺭﺟﻠﻴﻪ،‬ ‫ﺃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ ﻃﻮﻳﻼﹰ، ﻓﻜﻨﺎ ﻧﺄﺗﻴﻪ ﻧﻌﻮﺩﻩ ﻭﻧﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﻭﺃﻣﺮﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻻ‬ ‫ﳜﱪﻧﺎ ﺑﻘﺼﺘﻪ ﻭﻻ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮﺿﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﲝﺪﻳﺚ ﻧﻈﺮﻩ، ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻼﻡ‬ ‫ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻋﺎﺋﺪ‪‬ﺍ ﻓﻬﺶ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﲢﺮﻙ ﻭﺿﺤﻚ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺍﺳﺘﺒﺸﺮ ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ، ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻌﻮﺩﻩ ﺣﱴ ﻗﺎﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﱃ ﺣﺎﻟﺘﻪ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﲑ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ ﻓﺄﰉ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﻓﺴﺄﻟﲏ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻓﺄﰉ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻠﺸﻴﺦ: ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺗﻜﺮﻩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﺴﺖ ﲟﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﻻ ﺁﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ، ﻭﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳏﻨﺔ ﻓﺘﺠﺮﻱ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻓﺄﻛﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺳﺮﻳﻦ.‬ ‫ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﰲ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﹼﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ.‬ ‫ﳘ‬ ‫ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺑﺒﻼﺩ ﻓﺎﺭﺱ ﺻﻮﰲ ﻛﺒﲑ‬ ‫ﻓﺎﺑﺘﻠﻲ ﲝﺪﺙ ﻓﻠﻢ ﳝﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﺩﻋﺘﻪ ﺇﱃ ﻓﺎﺣﺸﺔ، ﻓﺮﺍﻗﺐ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﰒ ﻧﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﺍﳍﻤﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﱰﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺎﻝ ﻭﻭﺭﺍﺀ ﻣﱰﻟﻪ ﲝﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺍﻟﻨﺪﺍﻣﺔ ﺻﻌﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻭﺭﻣﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺗﻼ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻓﺘﻮﺑﻮﺍ ﺇﱃ ﺑﺎﺭﺋﻜﻢ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ﴾‬ ‫]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٤٥[، ﻓﻐﺮﻕ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻛﻴﻒ ﺩﺭﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﺩ ﻭﺇﱃ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣ ﹼﻦ ﺍﶈﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺣ ‪‬ﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﺳﺘﻌﺼﺎﻣﻪ ﺣﺴﻦ ﻟﻪ ﺑﺎﳉﻬﻞ ﻗ‪‬ﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻫﻢ ﺑﺎﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻭﱂ‬ ‫ﹶ‬ ‫‪‬‬ ‫)١(‬ ‫ﻳﻌﺰﻡ، ﻭﺍﳍﻤﺔ ﻣﻌﻔﻮ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻘﻮﻟﻪ: » ‪‬ﻔﻲ ﻷﻣﱵ ﻋﻤﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻪ ﻧﻔﻮﺳﻬﺎ« . ﰒ ﺇﻧﻪ ﻧﺪﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﻼﻕ )٩٦٢٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٧٢١/١٠٢، ٢٠٢( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
‫-٢٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳘﺘﻪ، ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ ﺗﻮﺑﺔ ﻓﺄﺭﺍﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻣﻦ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹸﻣﺮﻭﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ﴾، ﻭﳓﻦ ‪‬ﻬﻴﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٩٢[، ﻓﻠﻘﺪ ﺃﺗﻰ ﺑﻜﺒﲑﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺗﺮﺩﻯ ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﻓﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺮﺩﻯ ﰲ‬ ‫ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪ‪‬ﺍ ﳐﻠﺪ‪‬ﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ«)١(.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻓ ‪‬ﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺣﺒﻴﺒﻪ ﻓﻘﺘﻞ ﺣﺒﻴﺒﻪ.‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺭﺑﺎﻁ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ، ﻭﻣﻌﻪ ﺻﱯ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻫﻮ ﻓﻴﻪ، ﻓﺸ‪‬ﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﺮﻗﻮﺍ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﱯ ﻭﻣﻌﻪ ﺳﻜﲔ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﻭﺟﻠﺲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻋﻨﺪﻩ ﻳﺒﻜﻲ، ﻓﺠﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟ ‪‬ﺑﺎﻁ ﻓﺮﺃﻭﻩ ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ ﺍﳊﺎﻝ ﻓﺄﻗﺮ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺼﱯ، ﻓﺮﻓﻌﻮﻩ ﺇﱃ‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﺄﻗﺮ، ﻓﺠﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﺼﱯ ﻳﺒﻜﻲ، ﻓﺠﻠﺲ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﺏ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﻗﺪﺗﲏ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻵﻥ ﻗﺪ ﻋﻔﻮﺕ ﻋﻨﻚ، ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﱃ ﻗﱪ ﺍﻟﺼﱯ ﻓﺠﻌﻞ‬ ‫ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﰒ ﱂ ﻳﺰﻝ ﳛﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﱯ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻟﻪ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ.‬ ‫ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﱂ ﺗﻨﻔﻌﻪ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﺼﱪ ﻭﺍ‪‬ﺎﻫﺪﺓ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻗﺎﻝ: ﺣﻀﺮﺕ ﲟﺼﺮ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻭﳍﻢ ﻏﻼﻡ ﺃﻣﺮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻐﻨﻴﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﻗﻞ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ‬ ‫ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﹸﺃﻗ‪‬ﻞ ﺍﻟﻔﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ.‬ ‫ﹶﺒ ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﻗﻮﻡ ﱂ ﻳﻘﺼﺪﻭﺍ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺘﻮﺏ ﺍﻟﺼﱯ ﻭﻳﺘﺰﻫﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٨٧٧٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٩٠١/٥٧١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ‬ ‫ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
‫-٣٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻳﺼﺤﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ، ﻓﻴﻠ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﲤﻨﻌﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﳋﲑ، ﰒ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻳﺘﻜﺮﺭ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻻ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ، ﻓﻴﺜﲑ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ‬ ‫ﳝﻜﻨﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﻭﺛﻘﻮﺍ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ﻓﺎﺳﺘﻔﺰﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺮﻣﺎﻫﻢ ﺇﱃ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ‬ ‫ﺑﱪﺻﻴﺼﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻗﺼﺘﻪ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻏﻠﻄﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‬ ‫ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﱳ ﻭﺻﺤﺒﺔ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﰲ ﺻﺤﺒﺘﻪ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﻗﻮﻡ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻏﲑ ﺃ‪‬ﻢ ﱂ‬ ‫ﻳﺼﱪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ: ﻛ ﱡ ﻣﺎ‬ ‫ﹸﻞ‬ ‫ﺭﺃﻳﺘﻤﻮﱐ ﺃﻓﻌﻠﻪ ﻓﺎﻓﻌﻠﻮﻩ ﺇﻻ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺃﻓﱳ ﺍﻟﻔﱳ، ﻭﻟﻘﺪ ﻋﺎﻫﺪﺕ ﺭﰊ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺻﺤﺐ ﺣﺪﺛﹰﺎ ﻓﻔﺴﺨﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻦ ﺍﳋﺪﻭﺩ ﻭﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺪﻭﺩ ﻭﺩﻋﺞ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ،‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺳﺄﻟﲏ ﺍﷲ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﻌﺼﻴﺔ. ﻭﺃﻧﺸﺪ ﺻﺮﻳﻊ ﺍﻟﻐﻮﺍﱐ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺫﻟﻚ ﺷﻌﺮ‪‬ﺍ: )ﺍﳋﻔﻴﻒ(‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﱡﻐـﻮﺭ ﻣـﻦ ﹸﻗﺤـﻮﺍﻥ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺇﻥ ﻭﺭﺩ ﺍﳋﺪﻭﺩ ﻭﺍﳊﺪﻕ ﺍﻟﻨﺠ‪‬ـﻞ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻣـﺎ ﰲ ﺍﻟﺼـﺪﻭﺭ ﻣـﻦ ﺭﻣـﺎﻥ‬ ‫ـ ِ ِ ‪  ‬ـ ِ‬ ‫ـ‬ ‫ﻭﺍﻋﻮﺟﺎﺝ ﺍﻷﺻﺪﺍﻍ ﰲ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﳋﺪ‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﻠﻬﺬﺍ ﹸﺩﻋـﻰ ﺻـﺮﻳﻊ ﺍﻟﻐـﻮﺍﱐ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺗﺮﻛﺘﲏ ﺑـﲔ ﺍﻟﻐـﻮﺍﱐ ﺻـﺮﻳﻌ‪‬ﺎ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﻓﻀﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺷﻲﺀ ﺳﺘﺮﻩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﺧﱪ ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻓﺘﻨﺔ ﻧﻘﺾ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻓﺄﻳﻦ ﻋﺰﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﰲ ﲪﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺎﻕ؟‬ ‫ﰒ ﻇﻦ ﲜﻬﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻘﻂ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻢ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺻﺤﺒﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﻞ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﻨﻊ ﺑﺄﺭﺑﺎﺑﻪ؟ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺣﻜﻲ ﱄ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﳋﺸﻮﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﲨﻴﻞ ﻓﺄﻃﺎﻝ، ﰒ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﻏﺾ ﻃﺮﰲ ﻋﻦ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺃﺩﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺨﻂ ﺳﻴﺪﻩ، ﻭﺃﻏﺮﺍﻩ ﲟﺎ ﻗﺪ‬ ‫‪‬ﻬﻲ ﻋﻨﻪ، ﻭﺃﻬﺑﺠﻪ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ‪‬ﺬﺭ ﻋﻨﻪ. ﻟﻘﺪ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻧﻈﺮ‪‬ﺍ ﻻ ﺃﺣﺴﺐ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣ ﱢ‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺳﻴﻔﻀ ‪‬ﲏ ﻋﻨﺪ ﲨﻴﻊ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﲏ ﰲ ﻋﺮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﲏ ﻧﻈﺮﻱ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺃﺳﺘﺤﻴﻲ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺇﻥ ﻏﻔﺮ ﱄ، ﰒ ﺻﻌﻖ.‬
‫-٤٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﲨﻴﻼ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﰒ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﹸﺭﺩﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺗﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﻟﻨﻌﺎﻝ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺼ ‪‬ﺍﺭﺓ، ﻭﲤﺸﻮﻥ ﰲ ﺍﻟ ﱡﺮﻗﺎﺕ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺍﳊﺸﺮ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻄ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﲣﺒﻂ، ﻓﺈﻥ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ ﲣﺒﻴﻄﹰﺎ، ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻗﻞ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻳﻐﻀﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﻮﺭ:‬ ‫٠٣[، ﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﲟﺎ ﺻﻌﺐ ﺃﻣﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺎﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﳎﺎﻟﺴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺬﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﲡﺎﻟﺴﻮﺍ ﺃﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﺍﳌﻠﻮﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺗﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺸﺘﺎﻕ ﺇﱃ ﺍﳉﻮﺍﺭﻱ ﺍﻟﻌﻮﺍﺗﻖ«)١(. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: »ﻻ‬ ‫ﲤﻸﻭﺍ ﺃﻋ‪‬ﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﳌﻠﻮﻙ ﻓﺈﻥ ﳍﻢ ﻓﺘﻨﺔ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺭﻯ«)٢(.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪﻡ ﻭﻓﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻏﻼﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﺃﻣﺮﺩ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﻮﺿﺎﺀﺓ ﻓﺄﺟﻠﺴﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﻴﺌﺔ‬ ‫ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ«)٣(.‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٥/٨٩١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﳌﺘﻨﺎﻫﻴﺔ‬ ‫٢/٤٨٢، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ٢/٤١٢، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻭﻫﻮ ﻛﺬﺍﺏ ﻛﻤﺎ‬ ‫ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ٣/٦٤٢.‬ ‫)٢( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٥/١٢٧١، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ: »ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺮﻭﻳﻪ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﺒﻮﺍﻃﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ«، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﳌﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ٢/٤٨٢‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﻻ ﻳﺼﺢ«، ﻭﺍﻟﻌﺠﻠﻮﱏ ﰱ ﻛﺸﻒ ﺍﳋﻔﺎﺀ ٢/٣٠٥ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻗﺎﻝ ﰱ ﺍﻟﻶﱃﺀ«: ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬ ‫)٣( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٣١٣( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬
‫-٥٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ‪‬ﺤﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻷﻣﺮﺩ)١(.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ: ﻣﺎ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﱂ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﺿﺎﺭ ﺃﺧﻮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻼﻡ‬ ‫ﺃﻣﺮﺩ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺫﻛﻮﺍﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﲡﺎﻟﺴﻮﺍ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻓﺈﻥ ﳍﻢ ‪‬ﻮﺭ‪‬ﺍ‬ ‫ﱠ ﺻ‬ ‫ﻛﺼﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻫﻢ ﺃﺷﺪ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺭﻯ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﲪﲑ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺠﻴﺐ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﻻ ﻳﺒﻴﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﰲ ﺑﻴﺖ ﻣﻊ ﺍ ﹸﺮﺩ.‬ ‫ٍ ﳌ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ: ﻷﻧﺎ ﺃﺧﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺑﺪ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻏﻼﻡ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﲔ ﻋﺬﺭﺍﺀ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟﻨﻴﺪ‪‬ﺍ ﻳﻘﻮﻝ: ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ‬ ‫ﻭﻣﻌﻪ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ: ﺍﺑﲏ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻻ ﲡﻲﺀ ﺑﻪ ﻣﻌﻚ ﻣﺮﺓ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺃ‪‬ﻳﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﺴﺘﻮﺭ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺼﺪﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﳝﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺳﺘﺮﳘﺎ، ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﺷﻴﺎﺧﻨﺎ ﻭﺑﻪ ﺃﺧﱪﻭﻧﺎ ﻋﻦ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑ‪‬ﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﺰﺍﺯ ﺇﱃ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻣﻌﻪ ﻏﻼﻡ‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻓﺘﺤﺪﺙ ﻣﻌﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﻻ ﲤﺶ‬ ‫ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇ‪‬ﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﱵ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ، ﻻ ﻳﻬﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻚ.‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺷﺠﺎﻉ ﺑﻦ ﳐﻠﺪ ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﺣﺬﺭﻭﺍ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ.‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٧/٨٥٥٢، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻭﺍﺯﻉ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ:‬ ‫»ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﺍﻟﻮﺍﺯﻉ ﻏﲑ ﳏﻔﻮﻅ«، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ٤/٠٣٣، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ‬ ‫٤/٧٢٣: »ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ: ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﺯﻉ: ﻣﻨﻜﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ: ﻟﻴﺲ ﺑﺜﻘﺔ..«.‬
‫-٦٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺻﺤﺒﺖ ﺛﻼﺛﲔ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ‪‬ﻌﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﺪﺍﻝ،‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﻠﻬﻢ ﺃﻭﺻﻮﱐ ﻋﻨﺪ ﻓﺮﺍﻗﻲ ﳍﻢ: ﺍ‪‬ﺗﻖ ﻣﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ.‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﳊﻠﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻧﻈﺮ ﺳﻼﻡ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺣﺪﺙ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺃ‪‬ﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻫﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺫﺍ ﺟﺎﻩ ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﻟﻪ ﻣﻌﻈﻤ‪‬ﺎ.‬ ‫ﹼ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺻﺤﺐ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﻗﻊ ﰲ‬ ‫ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻣﻈﻔﺮ ﺍﻟﻘﺮ‪‬ﻣﻴﺴﻴﲏ: ﻣﻦ ﺻﺤِﺐ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟ‪‬ﺼﻴﺤﺔ ﺃ ‪‬ﺍﻩ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﻓﻜﻴﻒ ﲟﻦ ﻳﺼﺤﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻭﺟﻪ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ.‬ ‫ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺮﺩ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺒﺎﻟﻐﻮﻥ ﰲ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﺩ.ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﺃﺟﻠﺲ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﺮﻩ)١(، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻻ ﻳﺪﻉ ﺃﻣﺮﺩ‪‬ﺍ ﳚﺎﻟﺴﻪ. ﻭﺭﻭﻯ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻫﺎﱏﺀ ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ‬ ‫ﻃﻤﻊ ﺃﻣﺮ ‪ ‬ﺑﺼﺤﺒﱵ، ﻭﻷﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻗﺎﻝ: ﰲ ﻃﺮﻳﻖ. ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ‬ ‫ﹶ ِ ‪  ‬ﺩ‬ ‫ﻣﻊ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻓﻮﻗﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺎﺭﻳﺔ، ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ، ﺃﻳﻦ‬ ‫ﻣﻜﺎﻥ ﺑﺎﺏ ﺣﺮﺏ. ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﺎﺏ ﺣﺮﺏ، ﰒ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻏﻼﻡ‬ ‫ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ، ﺃﻳﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﺎﺏ ﺣﺮﺏ، ﻓﺄﻃﺮﻕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺃﺳﻪ،‬ ‫ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻠﻐﻼﻡ: ﺗﻌﺎﻝ ﺇﻳﺶ ﺗﺮﻳﺪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﺎﺏ ﺣﺮﺏ،‬ ‫ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﻫﺎ ﻫﻮ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻚ، ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺎﺏ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ﺟﺎﺀﺗﻚ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﺄﺟﺒﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﻛﻠﻤﺘﻬﺎ، ﻭﺟﺎﺀﻙ ﻏﻼﻡ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻠﻤﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻳﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻊ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬
‫-٧٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﺷﻴﻄﺎﻥ، ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎﻥ، ﻓﺨﺸﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﻪ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻏﻼﻡ ﺻﺒﻴﺢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﺮﺟﻮﻩ ﺃﺧﺮﺟﻮﻩ، ﻓﺈﱐ ﺃﺭﻯ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ، ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﻏﻼﻡ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ. ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺻﺎﺣﺐ ﳛﲕ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻣﺎ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻏﻼﻡ ﺣﺪﺙ ﰲ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﻢ ﻣﻦ ﺣﺬﺍﺋﻲ، ﻓﺄﺟﻠﺴﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ.‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺷﻴﺦ ﻳﻘﺮﻯﺀ ﻓﺒﻘﻲ ﻋﻨﺪﻩ ﻏﻼﻡ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺄﺭﺩﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﻓﺄﺧﺬ ﺑﺜﻮﰊ ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﺻﱪ ﺣﱴ ﻳﻔﺮﻍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ، ﻭﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﳜﻠﻮ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﺆﺩﺏ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻳﻦ ﺃﺧﺬ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍ ُﻧﺲ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﻧﺖ ﻬﺑﻢ ﺃﻋﺮﻑ،‬ ‫ﻷ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﺼﺤﺒﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺇﱃ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻴﻬﺎﺕ، ﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﻮﻯ ﺇﳝﺎﻧ‪‬ﺎ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﳊﺪﺙ ﻗﺪ ﺃﻗﺒﻞ ﻓﺮ ﻛﻔﺮﺍﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺣﻒ، ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﱵ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﻐﻠﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻓﺘﺄﺧﺬﻫﺎ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ. ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳋﻄﺮ ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻐﻠﻂ.‬ ‫ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭ ‪‬ﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻗﻮﻯ ﺣﺒﺎﺋﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺍﻟﱵ ﻳﺼﻴﺪ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﺻ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ: ﻧﻈﺮﺕ ﰲ ﺁﻓﺎﺕ ﺍﳋﻠﻖ ﻓﻌﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻮﺍ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺁﻓﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﻣﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻷﺿﺪﺍﺩ ﻭﺇﺭﻓﺎﻕ ﺍﻟﻨﺴﻮﺍﻥ)١(.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﻟ ‪‬ﺳﺘﻤﻲ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ:‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻛﻴﻒ ﺭﺃﻳﺘﻨﺎ ﺃﻋﺮﺿﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﺬﺍ‪‬ﺎ ﻭﺃﻣﻮﺍﳍﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻚ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻃﺮﻳﻖ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻴﻒ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٠٤٢.‬
‫-٨٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﺑﻪ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺑﺎﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻣﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺮﺍﺯ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﳝﺮﻋﲏ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻓﻘﻠﺖ:‬ ‫ﺗﻌﺎﻝ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻳﺶ ﺃﻋﻤﻞ ﺑﻜﻢ؟ ﺃﻧﺘﻢ ﻃﺮﺣﺘﻢ ﻋﻦ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ ﻣﺎ ﺃﺧﺎﺩﻉ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ‬ ‫ﻫﻮ؟ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﱃ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﱄ ﻓﻘﺎﻝ: ﻏﲑ ﺃﻥ ﻓﻴﻜﻢ ﻟﻄﻴﻔﺔ، ﻗﻠﺖ: ﻭﻣﺎ ﻫﻲ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ: ﻭﻗﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﰲ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ.‬ ‫ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳉﻼﺀ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﻧﺼﺮﺍﱐ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻓﻤﺮ ﰊ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻳﺶ ﻭﻗﻮﻓﻚ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﻋﻢ ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻛﻴﻒ‬ ‫ﺗﻌﺬﺏ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻀﺮﺏ ﺑﻴﺪﻩ ﺑﲔ ﻛﺘﻔﻲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﺘﺠﺪﻥ ﻏ‪‬ﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺣﲔ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻮﺟﺪﺕ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻏﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ ﺃﻥ ﺃﻧﺴﻴﺖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ ﻓﻤﺮ ﺣﺪﺙ‬ ‫ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺮﺁﱐ ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﻟﺘﺠﺪﻥ ﻏ‪‬ﻪ ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺣﲔ، ﻓﺒﻘﻴﺖ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﺍﻋﻲ ﻓﻤﺎ ﺃﺟﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐ ‪ ،‬ﻓﻨﻤﺖ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ‬ ‫ﺐ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﹸﻧﺴﻴﺖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻪ.‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﷲ ﺑﻚ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﺳﻴﺌﺎﰐ ﻭﻗﺎﻝ: ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻭﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﺎﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﺃﻥ ﹸﻗﺮﻩ ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﱐ ﺃﺳﺘﺤﻴﻲ ﺃﻥ ﹸﻗﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻚ ﲟﺎ ﺃﻗﺮﺭﺕ،‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ ﲟﺎ ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻧﺐ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺮ ﰊ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ‬ ‫ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﳓﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﺭﺋﻲ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻓﻌﻞ‬
‫-٩٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﷲ ﺑﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻏﻔﺮ ﱄ ﻛﻞ ﺫﻧﺐ ﺃﻗﺮﺭﺕ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ، ﻓﺎﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﺃﻥ ﹸﻗﺮ ﺑﻪ‬ ‫ﺃ‪‬‬ ‫ﻓﻮﻗﻔﲏ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺣﱴ ﺳﻘﻂ ﳊﻢ ﻭﺟﻬﻲ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻧﺐ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻈﺮﺕ ﺇﱃ ﺷﺨﺺ‬ ‫ﲨﻴﻞ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﺷﺎﺏ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﳜﺪﻣﲏ‬ ‫ﻓﺠﺎﺀﱐ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺻﻮﰲ، ﻓﻜﺎﻥ ﻛﺜﲑ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻜﻨﺖ ﺃﺟﺪ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﻨﻤﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺎﱄ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ: ِﻟﻢ ﹶﻟﻢ ﺗﻨﻬﻪ -‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ - ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﻓﻮﻋﺰﰐ ﺇﱐ ﻻ ﺃﺷﻐﻞ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﺇﻻ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻦ ﻗﺮﰊ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮﺏ: ﻓﺎﻧﺘﺒﻬﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺿﻄﺮﺏ ﻓﺤﻜﻴﺖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻟﻠﺒﻐﺪﺍﺩﻱ‬ ‫ﻓﺼﺎﺡ ﺻﻴﺤﺔ ﻭﻣﺎﺕ، ﻓﻐﺴﻠﻨﺎﻩ ﻭﺩﻓﻨﺎﻩ، ﻭﺍﺷﺘﻐﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻠﱯ ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻘﻠﺖ‬ ‫ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﷲ ﺑﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻭﲞﲏ ﺣﱴ ﺧﻔﺖ ﺃﻥ ﻻ ﺃﳒﻮ ﰒ ﻋﻔﺎ ﻋﲏ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺇﳕﺎ ﻣﺪﺩﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻳﺴﲑ‪‬ﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻷﻧﻪ ﳑﺎ ﺗﻌﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﻠﻮﻯ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻛﺜﺮﻳﻦ،‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﲨﻴﻊ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﳍﻮﻯ، ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ‬ ‫ﺍﳌﺴﻤﻰ ﺑﺬﻡ ﺍﳍﻮﻯ، ﻓﻔﻴﻪ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﰲ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺭﺍﻱ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﺍﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﺗﻮﻛﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﺎ ﺑﻨﻴﻨﺎ ﺍﳊﻴﻄﺎﻥ ﻭﻻ ﺟﻌﻠﻨﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻏﻠﻘﹰﺎ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺳﻨﲔ ﻭﻣﺎ ﺻﺢ ﱄ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺇﻻ‬ ‫ﻭﻗﺘ‪‬ﺎ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ، ﺭﻛﺒﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻜﺴﺮ ﺍﳌﺮﻛﺐ، ﻓﺘﻌﻠﻘﺖ ﲞﺸﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ ﺍﳌﺮﻛﺐ، ﻓﻘﺎﻟﺖ‬ ‫ﱄ ﻧﻔﺴﻲ: ﺇﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﻐﺮﻕ ﻓﻤﺎ ﺗﻨﻔﻌﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺸﺒﺔ؟ ﻓﺨﻠﻴﺖ ﺍﳋﺸﺒﺔ ﻓﻄﻔﺖ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ.‬
‫-٠٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺩﺭﳘﹰﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﰒ ﺃﺟﺎﺑﲏ، ﻓﺄﻋﻄﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺣﻘﻪ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﺃﻥ ﹸﺟﻴﺒﻚ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻟﻠﻤﻊ« ﻗﺎﻝ: »ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳉﻼﺀ‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﲨﺎﻋﺘﻪ،‬ ‫ﻓﻠﻢ ﳚﺒﻪ، ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺻﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﻭﺍﻧﻖ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺷﺘﺮﻭﺍ ﻬﺑﺬﻩ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﰒ ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺗﻜﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﻭﺍﻧﻖ)١(.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻣﻦ ﻃﻌﻦ ﰲ ﺍﻻﻛﺘﺴﺎﺏ ﻓﻘﺪ ﻃﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻣﻦ ﻃﻌﻦ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﻘﺪ ﻃﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﻗﻠﺖ: ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ، ﻭﻟﻮ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﻀﺎﺩ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﻭﺣﺪﻩ،‬ ‫ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﻻ ﺍﺩﺧﺎﺭ ﺍﳌﺎﻝ.‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻻ ﺗﺆﺗﻮﺍ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﱴ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻟﻜﻢ ﻗﻴﺎﻣ‪‬ﺎ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ:‬ ‫٥[، ﺃﻱ: ﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻷﺑﺪﺍﻧﻜﻢ. ﻭﻗﺎﻝ »ِﻧﻌﻢ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ »ﺇﻧﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﻉ ﻭﺭﺛﺘﻚ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻬﻢ ﻋﺎﻟﺔ ﻳﺘﻜﻔﻔﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ«)٣(.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻮﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﳊﺬﺭ، ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﺧﺬﻭﺍ ﺣﺬﺭﻛﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ:‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫١٧[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻭﺃﻋﺪﻭﺍ ﳍﻢ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ﴾ ]ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ: ٠٦[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﺃﻥ ﺃﺳﺮ‬ ‫)١( ﺍﻟﺪﻭﺍﻧﻖ: ﺳﺪﺳﻰ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٧٩١، ٢٠٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٩/٣٥٣ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺭﺟﺎﻝ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٢ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ )٢٤٧٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ )٨٢٦١/٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻭﻗﺎﺹ.‬
‫-١٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻌﺒﺎﺩﻯ ﻟﻴﻼ﴾ ]ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ: ٣٢[. ﻭﻗﺪ ﻇﺎﻫﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﲔ ﺩﺭﻋﲔ)١( ﻭﺷﺎﻭﺭ ﻃﺒﻴﺒﲔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﺭ)٢(. ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﳛﺮﺳﲏ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ)٣(، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﻐﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺃﻏﻠﻖ ﺑﺎﺑﻚ«)٤(، ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻻ ﻳﻨﺎﰲ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ، ﻭﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺣﻔﺺ ﺍﻟﺼﲑﰲ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺃﰊ ﹸﺮﺓ ﺍﻟ ‪‬ﺪﻭﺳﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﻧﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗ ﺴ‬ ‫ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺗﺮﻙ ﻧﺎﻗﺘﻪ ﺑﺒﺎﺏ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﺴﺄﻟﻪ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻃﻠﻘﺘﻬﺎ ﻭﺗﻮﻛﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: »ﺍﻋﻘﻠﻬﺎ ﻭﺗﻮﻛﻞ«)٥(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﱠﺎﻝ.‬ ‫ﹶﻠ‬ ‫ﺃﺧﱪﱐ ﺣﺮﺏ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻰ ﲟﺎ ﻳﻔﻌﻞ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٠٩٥٢( ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٦٠٨٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٣/٩٤٤، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ )٤٠١(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٩/٦٤.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻣﻨﺎﻗﺐ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ )٥٠٩٣(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ٢/٣٧٤ ــ‬ ‫٥٧٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )١٠٥٢(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٩/٩٤١، ﻭﺻﺤﺤﻪ‬ ‫ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٣٨ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺍﳊﻨﻈﻠﻴﺔ.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٣٢٦٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٢١٠٢/٧٩(.‬ ‫)٥( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )٧١٥٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﻧﺲ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﺍﻟﻀﻤﺮﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱮ ‪ e‬ﳓﻮ ﻫﺬﺍ«،‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ ٣/٥١٤. ﻭﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﻛﻤﺎ ﰱ‬ ‫ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٠١/٣٠٣ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻏﲑ‬ ‫ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺛﻘﺔ«، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٩٤٥٢( ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ.‬
‫-٢٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻳﻈﻦ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﻳﻨﺎﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻫﻮ‬ ‫ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﻭﺍﻃﺮﺍﺡ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﻀﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﲔ، ﻭﱂ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﺘﻮﻛﻞ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﻭﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﻮﺳﻊ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ، ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺷﺎﻭﺭﻫﻢ ﰱ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺰﻣﺖ ﻓﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ:‬ ‫٩٥١[ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﻗﺎﺩﺣ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﳌﺎ ﺧﺺ ﺍﷲ ﺑﻪ ﻧﺒﻴﻪ ﺣﲔ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫﴿ﻭﺷﺎﻭﺭﻫﻢ ﰱ ﺍﻷﻣﺮ﴾. ﻭﻫﻞ ﺍﳌﺸﺎﻭﺭﺓ ﺇﻻ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻪ ﻳﺆﺧﺬ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ، ﻭﱂ ﻳﻘﻨﻊ ﰲ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻠﻪ ﺇﱃ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻫﻢ ﺣﱴ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻋﻤﻼ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻫﻲ ﺃﺧﺺ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ. ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻓﻠﺘﻘﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻟﻴﺄﺧﺬﻭﺍ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٢٠١[.‬ ‫ﻭﺑ‪‬ﻴﻦ ﻋﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻮ ﺗﻐﻔﻠﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﺳﻠﺤﺘﻜﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺘﻌﺘﻜﻢ ﻓﻴﻤﻴﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٢٠١[. ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ، ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻋﻠﻢ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻭﺳﻊ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ‬ ‫ﻃﺎﻗﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﺍﻋﻘﻠﻬﺎ ﻭﺗﻮﻛﻞ«)١(.‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﳋﺺ ﺑﻪ ﺧﲑ ﺍﳋﻠﻖ ﰲ ﺧﲑ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻭﺟﻮﺏ ﲪﻞ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻟﻘﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﻟﻴﺄﺧﺬﻭﺍ‬ ‫ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٢٠١[، ﻓﺎﻟﺘﻮﻛﻞ ﻻ ﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﻓﺈﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﳌﺎ ﻗﻴﻞ‬ ‫ﻟﻪ: ﴿ﺇﻥ ﺍﳌﻼﺀ ﻳﺄﲤﺮﻭﻥ ﺑﻚ ﻟﻴﻘﺘﻠﻮﻙ﴾ ]ﺍﻟﻘﺼﺺ: ٠٢[ ﺧﺮﺝ.‬ ‫ﻭﻧﺒﻴﻨﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﳋﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺂﻣﺮﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻭﻗﺎﻩ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﺴﺪ‬ ‫)١( ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.‬
‫-٣٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺛﻘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺎﺭ)١(، ﻭﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﺣﻘﻪ ﰒ ﺗﻮﻛﻠﻮﺍ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ: ﴿ﻻ ﺗﻘﺼﺺ ﺭﺅﻳﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺗﻚ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ:‬ ‫٥[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻻ ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻭﺍﺣﺪ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٧٦[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻓﺎﻣﺸﻮﺍ ﰱ ﻣﻨﺎﻛﺒﻬﺎ﴾‬ ‫]ﺍﳌﻠﻚ: ٥١[، ﻭﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻠﺬﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻧﻌﻤﻪ ﺍﳌﺒﺪﺍﺓ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻭﺩﺍﺋﻌﻪ، ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺩﻉ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ‪‬ﺍ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺩ ﺑﻪ، ﻟﻜﻦ ﳚﺐ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﰒ ﺍﻃﻠﺐ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻠﻄﲑ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻋﺪﺓ ﻭﺃﺳﻠﺤﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻛﺎﳌﺨﻠﺐ‬ ‫ﻭﺍﻟﻈﻔﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﺏ، ﻭﺧﻠﻖ ﻟﻶﺩﻣﻲ ﻋﻘﻼ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺇﱃ ﲪﻞ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭﻳﻬﺪﻳﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺤﺼﲔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﺎﻷﺑﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺭﻭﻉ، ﻭﻣﻦ ﻋﻄﻞ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﻓﻘﺪ ﻋﻄﻞ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻛﻤﻦ ﻳﺘﺮﻙ‬ ‫ﹼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﰒ ﳝﻮﺕ ﺟﻮﻋ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻣﺮﺿ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻻ ﺃﺑﻠﻪ ﳑﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﺒﻼﺀ، ﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﻛﻞ ﰲ ﺍﻟﻜﺴﺐ، ﻭﻗﻠﺒﻪ ﺳﺎﻛﻦ ﻣﻔﻮﺽ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ، ﻣﻨﻊ ﺃﻭ ﺃﻋﻄﻰ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺇﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺇﻻ ﲝﻜﻤﺔ ﻭﻣﺼﻠﺤﺔ. ﻓﻤﻨﻌﻪ ﻋﻄﺎﺀ ﰲ ﺍﳌﻌﲎ. ﻭﻛﻢ ﺯ‪‬ﻦ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻟﻠﻌﺠﺰﺓ ﻋﺠﺰﻫﻢ ﻭﺳﻮﻟﺖ ﳍﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺗﻮﻛﻞ ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﰲ ﻏﺮﻭﺭﻫﻢ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﳋﻮﺭ ﺣﺰﻣ‪‬ﺎ. ﻭﻣﱴ ﻭﺿﻌﺖ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻓﺄﳘﻠﺖ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺟﻬﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﲝﻜﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺿﻊ، ﻣﺜﻞ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺸﺒﻊ، ﻭﺍﳌﺎﺀ ﻟﻠﺮﻱ، ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻟﻠﻤﺮﺽ. ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺮﻙ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺇﻫﻮﺍﻧ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﺴﺒﺐ ﰒ ﺩﻋﺎ ﻭﺳﺄﻝ ﻓﺮﲟﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻌﺎﻓﻴﺘﻚ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﱂ‬ ‫ﺗﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻛﺎﻥ ﺇﻫﻮﺍﻧ‪‬ﺎ ﻟﻌﻄﺎﺋﻨﺎ، ﻓﺮﲟﺎ ﱂ ﻧﻌﺎﻓﻚ ﺑﻐﲑ ﺳﺒﺐ ﻹﻫﻮﺍﻧﻚ ﻟﻠﺴﺒﺐ، ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ‬ ‫ﲟﺜﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻗﺮﺍﺣﻪ ﻭﻣﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﺭﻓﺸﺔ ﲟﺴﺤﺎﺓ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺼﻠﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﻃﻠﺒ‪‬ﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻟﻠﻤﻄﺮ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﺷﺮﻋ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻋﻘﻼ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻛﻴﻒ ﺍﺣﺘﺮﺯ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭ؟ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻭﻛﻴﻒ ﻻ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻣﻨﺎﻗﺐ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ )٥٠٩٣(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ٢/٣٧٤ ــ‬ ‫٥٧٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
‫-٤٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲢﺘﺮﺯ ﻣﻊ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺪﺭ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻗﺪﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺧﺬﻭﺍ‬ ‫ﺣﺬﺭﻛﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ١٧[.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﲏ ﺳﺮﻳﺞ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻋﻦ ﺧﻄﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺟﺒﻞ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺖ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﻭﻗﺪﺭ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﻟﻖ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺍﳉﺒﻞ ﻭﻗﻞ ﻗﺪﺭ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋﻠﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻟﻌﲔ ﺍﷲ ﳜﺘﱪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﺃﻥ ﳜﺘﱪﻭﺍ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﰲ ﻣﻌﲎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻳﻨﺎﰲ ﺍﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﻘﺴﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﺍﻟ‪‬ﺴﺘﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻃﻌﻦ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﻘﺪ ﻃﻌﻦ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ، ﻭﻣﻦ ﻃﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺴﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻃﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺄﻝ ﺭﺟﻞ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﲰﻊ: ﺃﳓﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺘﻌﺒﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ ﺃﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﻛﻞ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻜﺴﺐ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺳ ‪ ‬ﺍﻟﻜﺴﺐ ﳌﻦ ﺿﻌﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﺳﻘﻂ ﻋﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﻪ، ﻓﻤﻦ‬ ‫‪‬ﻦ‬ ‫ﺃﻃﺎﻕ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﺎﻟﻜﺴﺐ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺡ ﻟﻪ ﲝﺎﻝ ﺇﻻ ﻛﺴﺐ ﻣﻌﺎﻭﻧﺔ ﻻ ﻛﺴﺐ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺿﻌﻒ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺣﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﹸﺑﻴﺢ ﻟﻪ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﰲ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻟﺌﻼ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺳﻨﺘﻪ ﺣﲔ ﺳﻘﻂ ﻋﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺎﻟﻪ)١(.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٨٧٣، ٩٧٣.‬
‫-٥٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻧﺎ ﺃﰊ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍ ﹸﺮﻳﺪ ﻳﺸﺘﻐﻞ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﺧﺺ ﻭﺍﻟﻜﺴﺐ ﻓﻠﻴﺲ ﳚﻲﺀ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻗﻮﻡ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﻇﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺗﺮﻙ‬ ‫ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻭﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﳉﻮﺍﺭﺡ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻗﺪ ‪‬ﺑ‪‬ﻴﻨ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻓﻼ ﻳﻨﺎﰲ ﺣﺮﻛﺔ‬ ‫ﺍﳉﻮﺍﺭﺡ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻛﺎﺳﺐ ﻟﻴﺲ ﲟﺘﻮﻛﻞ، ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﻛﻠﲔ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺁﺩﻡ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣ ‪‬ﺍﺛﹰﺎ ﻭﻧﻮﺡ ﻭﺯﻛﺮﻳﺎ ﳒﺎﺭﻳﻦ، ﻭﺇﺩﺭﻳﺲ ﺧﻴﺎﻃﹰﺎ، ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻟﻮﻁ ﺯﺭﺍﻋﲔ،‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﻭﺻﺎﱀ ﺗﺎﺟﺮ‪‬ﺍ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﳋﻮﺹ، ﻭﺩﺍﻭﺩ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﺪﺭﻉ ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﲦﻨﻪ، ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺷﻌﻴﺐ ﻭﳏﻤﺪ ﺭﻋﺎﺓ، ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﲨﻌﲔ. ﻭﻗﺎﻝ ﻧﺒﻴﻨﺎ »ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻋﻰ ﻏﻨﻤ‪‬ﺎ‬ ‫ﻷﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭﻳﻂ«)١(، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻏﻨﺎﻩ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﲟﺎ ﻓﺮﺽ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻲﺀ ﱂ ﳛﺘﺞ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻭﻃﻠﺤﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫‪‬ﺑ ‪‬ﺍﺯﻳﻦ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻭﻣﻴﻤﻮﻥ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪‬ﺑ ‪‬ﺍﺯﻳﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻭﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻛﺮﻳﺰ ﺧﺰ‪‬ﺍﺯِﻳﻦ)٢(، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﺹ ﻳﱪﻱ ﺍﻟﻨﺒﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﺧﻴﺎﻃﹰﺎ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ‬ ‫ﻳﻜﺘﺴﺒﻮﻥ ﻭﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻧﺎ ﻫﺸﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺪﺳ‪‬ﻮﺍﺋﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﺍﺳﺘﺨﻠﻒ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫‪ ‬ﺘ‬ ‫ﺃﺻﺒﺢ ﻏﺎﺩﻳ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺃﺛﻮﺍﺏ ﻳﺘﺠﺮ ﻬﺑﺎ ﻓﻠﻘﻴﻪ ﻋﻤﺮ ﻭﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻓﻘﺎﻻ: ﺃﻳﻦ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻹﺟﺎﺭﺓ )٢٦٢٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺍﺕ )٩٤١٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٢( ﺃﻯ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﳋﺰ، ﻭﻫﻰ ﺛﻴﺎﺏ ﺗﻨﺴﺞ ﻣﻦ ﺻﻮﻑ ﻭﺍﺑﺮﻳﺴﻢ.‬
‫-٦٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺗﺮﻳﺪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺴﻮﻕ. ﻗﺎﻻ: ﺗﺼﻨﻊ ﻣﺎﺫﺍ، ﻭﻗﺪ ﻭﻟﻴﺖ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﻃﻌﻢ‬ ‫ﻋﻴﺎﱄ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋ‪‬ﺎﺵ، ﻋﻦ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﺍﺳﺘﺨﻠﻒ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻟﻪ ﺃﻟﻔﲔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺯﻳﺪﻭﱐ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﱄ ﻋﻴﺎﻻ ﻭﻗﺪ ﺷﻐﻠﺘﻤﻮﱐ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﺰﺍﺩﻭﻩ ﲬﺴﻤﺎﺋﺔ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﹸﻃﻌﻢ ﻋﻴﺎﱄ؟ ﻟﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻗﺪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃﺷﺮﻛﺖ ﻭﻟﻮ ﺳﺌﻠﻮﺍ ﻋﻤﻦ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﲟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻻ ﻣﻮﻗﻦ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﳉﻬﻠﻬﻢ ﲟﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻳﻐﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻳﺘﻮﻛﻞ ﻟﻘﺮﺏ ﺃﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩﻋﻮﺍﻫﻢ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﲔ ﺃﻣﺮﻳﻦ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺴﺘﺠﺪﻳ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺒﻌﺚ ﻏﻼﻣﻪ ﻓﻴﺪﻭﺭ ﺑﺎﻟﺰﻧﺒﻴﻞ ﻓﻴﺠﻤﻊ ﻟﻪ... ﻭﺇﻣﺎ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﰲ ﻫﻴﺌﺔ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻻ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﻓﺘﻮﺡ ﻛﻤﺎ ﻻ ﲣﻠﻮ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺼﺪ ﻟﻠﺒﻴﻊ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﺸﺎﺭﻱ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﺨﱢﺺ، ﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴ ﱠﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬ﻜ‬ ‫ﹸ ‪‬ﻠ‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣ ‪‬ﹾﺛﺖ ﻋﻦ ﺍﳍﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﺧﺎﺭﺟﺔ، ﺛﻨﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ،‬ ‫‪‬ﺪ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻟﺰﻡ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﳊﺮﻓﺔ ﻭﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﳊﻒ‬ ‫‪ِ  ‬‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟﺪﻱ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳒﻴﺪﻱ، ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺗﺮﺍﺏ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﺮﻗﻌﺔ ﻓﻘﺪ ﺳﺄﻝ، ﻭﻣﻦ ﻗﻌﺪ ﰲ ﺧﺎﻧﻘﺎﻩ ﺃﻭ‬ ‫ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻘﺪ ﺳﺄﻝ)١(.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٦٤.‬
‫-٧٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻨﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ‬ ‫ﻭﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﺢ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﺨﻠﺺ، ﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴ ﱠﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬ﻜ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ‪‬ﺒﻴﺪ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳉﻌﺪ، ﻧﺎ ﺍﳌﺴﻌﻮﺩﻱ، ﻋﻦ ﺧ ‪‬ﺍﺕ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﺭﻓﻌﻮﺍ ﺭﺅﻭﺳﻜﻢ ﻓﻘﺪ ﻭﺿﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺒﻘﻮﺍ ﺍﳋﲑﺍﺕ ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻴﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ)١(.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﳋﲑ ﺍﻟﻘﺰﻭﻳﲏ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳ‪‬ﻪ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻴﻤﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳌﺪﺍﺋﲏ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﻓﺄﻋﺠﺒﻪ ﺳﺄﻝ ﻋﻨﻪ: ﻫﻞ ﻟﻪ ﺣﺮ‪‬ﻓﺔ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻻ. ﻗﺎﻝ:‬ ‫ِ‬ ‫ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﲏ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻘﺎﻝ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺪﱠﺎﻕ، ﻧﺎ ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻧﺎ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ،‬ ‫‪‬ﻗ‬ ‫ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴ‪‬ﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺘﺠﺮﻭﻥ ﰲ ﲡﺮ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ِ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻀ ‪‬ﺍﺏ، ﻧﺎ ﺃﰊ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺍﳋ‪‬ﻠﻲ: ﺳﺄﻟﺖ‬ ‫ﹸﺘ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﰲ ﺭﺟﻞ ﺟﻠﺲ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﰲ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻭﻗﺎﻝ: ﻻ ﺃﻋﻤﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺣﱴ ﻳﺄﺗﻴﲏ ﺭﺯﻗﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻫﺬﺍ ﺭﺟﻞ ﺟﻬﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ‪ ،‬ﺃﻣ‪‬ﺎ ﲰﻌﺖ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ِ ‬ﹶ ِﹾ‬ ‫»ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺭﺯﻗﻲ ﲢﺖ ﻇﻞ ﺭﳏﻲ«)٢( ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻄﲑ: »ﺗﻐﺪﻭ ﲬﺎﺻ‪‬ﺎ«،‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٦١٢١، ٧١٢١(.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٠٥، ٢٩، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ‬ ‫=‬
‫-٨٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺬﻛﺮ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻐﺪﻭ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺮﺯﻕ)١(، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﰱ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﷲ﴾ ]ﺍﳌﺰﻣﻞ: ٠٢[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺟﻨﺎﺡ ﺃﻥ ﺗﺒﺘﻐﻮﺍ ﻓﻀﻼ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ﴾‬ ‫ﹰ‬ ‫]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٨٩١[.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳ‪‬ﺠﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﰲ ﳔﻴﻠﻬﻢ ﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻬﺑﻢ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺭﻳﺪ ﺍﳊﺞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺎﺧﺮﺝ ﰲ ﻏﲑ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻌﻠﻰ ﺟﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻮﻛﻠﺖ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯ‪‬ﺟﻲ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺟﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳋ ﱠﻝ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯِﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺘﻮﻛﻠﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ:‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫ﹶﻼ‬ ‫ﻧﻘﻌﺪ ﻭﺃﺭﺯﺍﻗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺭﺩﻱﺀ. ﺃﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺇﺫﺍ‬ ‫ﻧﻮﺩﻯ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻓﺎﺳﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻭﺫﺭﻭﺍ ﺍﻟﺒﻴﻊ﴾ ]ﺍﳉﻤﻌﺔ: ٩[، ﰒ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺃﻋﻤﻞ ﻭﺟﻲﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻭﺍﻛﺘﺴﺐ ﻷﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ؟.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﰊ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻧﺘﻮﻛﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻧﻜﺘﺴﺐ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺘﻮﻛﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ. ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ. ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﲪﻖ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺻﺎﱀ ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﺃﺑﺎﻩ ﻳﻌﲏ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺣﺴﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺣﱴ ﻳﻐﲏ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫=‬ ‫٦/٩٤ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﺛﻘﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺪﻳﲎ ﻭﻏﲑﻩ ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺃﲪﺪ ﻭﻏﲑﻩ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ‬ ‫ﺛﻘﺎﺕ«، ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ )٠٧٣٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺷﻴﺒﺔ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ ٥/٣١٣، ٢٢٣.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٠٣، ٢٥، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٤٤٣٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪﻩ ١/١١، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٨٤٥٢‬ ‫ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٨١٣، ﻭﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﺏ، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٠١٣(.‬
‫-٩٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﻴﺎﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺳﺌﻞ ﺃﰊ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﳓﻦ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﻛﻠﻮﻥ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺒﺘﺪﻋﻮﻥ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﺇﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻣﺒﺘﺪﻋﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻡ ﺳﻮﺀ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﺟﻠﺲ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﺟﻠﺲ ﻭﺃﺻﱪ ﻭﺃﻗﻌﺪ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻻ ﹸﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﺧﺮﺝ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻓﺎﺣﺘﺮﻑ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺐ ﺇ ﱠ، ﻓﺈﺫﺍ ﺟﻠﺲ ﺧﻔ ‪ ‬ﺃﻥ ﳜﺮﺟﻪ ﺟﻠﻮﺳﻪ ﺇﱃ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ، ﻗﻠﺖ: ﺇﱃ‬ ‫ِ ﹾﺖ‬ ‫ﱄ‬ ‫ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﳜﺮﺟﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﳜﺮﺟﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﺇﱐ ﰲ ﻛﻔﺎﻳﺔ: ﻗﺎﻝ: ﺇﻟﺰﻡ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺗﺼﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺎﻟﻚ. ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﻟﺮﺟﻞ ﺁﺧﺮ: ﺍﻋﻤﻞ ﻭﺗﺼﺪﻕ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺑﺘﻚ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﻗﺪ ﺃﻣﺮ‪‬ﻢ، ﻳﻌﲏ‬ ‫ﺃﻭﻻﺩﻩ، ﺃﻥ ﳜﺘﻠﻔﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﺣﺪﺛﻬﻢ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳌﻄ ‪‬ﻋﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﳉﻨﺎﺩ‬ ‫ﹸ ﱠﻮ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﳉ ‪‬ﺎﺻﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﺇﱄ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﲡﺎﺭﺓ،‬ ‫ﹶﺼ‬ ‫ﻭﺃﻛﺮﻫﻬﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺻﻠﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﳛﺼﺪ، ﻭﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﳋ ‪‬ﺍﺹ‬ ‫ﹶﻮ‬ ‫ﻳﻠﻘﻂ، ﻭﺣﺬﻳﻔﺔ ﺍﳌﺮ‪‬ﻋﺸﻲ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﱠﱭ.‬ ‫ﻠ‪‬‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺍﻟ‪‬ﺴ‪‬ﺐ ﻻ ﻳﻘﺪﺡ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻷﻥ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺭﺗﺒﺔ ﺗﺮﻗﻰ ﻋﻠﻰ ﺭﺗﺒﺔ‬ ‫ﺘ ﺒ‬ ‫ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻧﻘﺺ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻭﳌﺎ ﻗﻴﻞ ﳌﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: ﴿ﺃﻥ ﺍﳌﻸ ﻳﺄﲤﺮﻭﻥ ﺑﻚ ﻟﻴﻘﺘﻠﻮﻙ﴾‬ ‫]ﺍﻟﻘﺼﺺ: ٠٢[، ﺧﺮﺝ ﻭﳌﺎ ﺟﺎﻉ ﻭﺍﺣﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻋﻔﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﺃ ‪‬ﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﲦﺎﻥ ﺳﻨﲔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﺟ‬
‫-٠٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻓﺎﻣﺸﻮﺍ ﰱ ﻣﻨﺎﻛﻠﻬﺎ﴾ ]ﺍﳌﻠﻚ: ٥١[.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻓﺎﺳﺘﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﰒ ﺍﻃﻠﺐ ﻣﺎ‬ ‫ﻋﻨﺪﻩ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﻭﻳﻨﺴﻰ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺄﺧﺮ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ‬ ‫ﻳﺴﺨﻂ.‬ ‫ﻓﺘﺮﻯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﳝﻠﻚ ﻋﻘﺎﺭ‪‬ﺍ ﻭﺃﺛﺎﺛﹰﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺿﺎﻕ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻳﻦ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻟﻮ‬ ‫ﺑﻌﺖ ﻋﻘﺎﺭﻙ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻴﻒ ﺃﻓﺮﻁ ﰲ ﻋﻘﺎﺭﻱ ﻭﹸﺳﻘﻂ ﺟﺎﻫﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺍﳊﻤﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ. ﻭﺇﳕﺎ ﻗﻌﺪ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﺳﺘﺜﻘﺎﻻ ﻟﻪ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﺑﲔ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﻗﺒﻴﺤﲔ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺇﻣﺎ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ، ﻓﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺰﻳﻦ ﺑﺎﺳﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻮﻛﻞ، ﻓﻴﺤﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳌﻜﺘﺴﺒﻮﻥ،‬ ‫ﻓﻀﻴﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺎﳍﻢ ﻷﺟﻠﻬﻢ ﻭﺃﻋﻄﻮﻫﻢ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ ﱂ ﺗﺪﺧﻞ ﻗﻂ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺩﱐﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ، ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻀﻴﻊ ﺟﻮﻫﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺩﻋﻪ ﺍﷲ ﺇﻳﺜﺎﺭ‪‬ﺍ ﻟﻠﻜﺴﻞ ﺃﻭ‬ ‫ﻻﺳﻢ ﻳﺘﺰﻳﻦ ﺑﻪ ﺑﲔ ﺍﳉﻬﺎﻝ، ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﳛﺮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﻳﺮﺯﻗﻪ ﺟﻮﻫﺮ‪‬ﺍ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﺑﻪ‬ ‫ﺇﱃ ﲢﺼﻴﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﺸﺒﺚ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﺴﺐ ﺑﺘﻌﻠﻼﺕ ﻗﺒﻴﺤﺔ. ﻣﻨﻬﺎ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺭﺯﻗﻨﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺒﺢ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﺑﻄﺎﻋﱵ‬ ‫ﺃﻥ ﹸﻏﲑ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻲ، ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻓﺄﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺄﻧﺎ ﺇﱃ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﻫﺬﺍ ﻳﺮﺩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﺻﺢ ﻷﺣﺪ ﺫﻟﻚ ﱂ ﳜﺮﺝ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺔ،‬ ‫ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻲ)١(. ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻻ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﻳﻦ ﺍﳊﻼﻝ ﺣﱴ ﻧﻄﻠﺐ؟ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺟﺎﻫﻞ، ﻷﻥ ﺍﳊﻼﻝ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )١٥٠٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﻗﺎﺓ )٩٩٥١/٧٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﲑ.‬
‫-١٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ ﻟﻘﻮﻟﻪ »ﺍﳊﻼﻝ ‪‬ﺑ‪‬ﻴﻦ ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ‪‬ﺑ‪‬ﻦ«.‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﳊﻼﻝ ﻣﺎ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﰲ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﻮﳍﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﺣﺘﺠﺎﺝ ﻟﻠﻜﺴﻞ.‬ ‫ِﹶ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﺫﺍ ﻛﺴﺒﻨﺎ ﺃﻋ‪‬ﺎ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ ‪‬ﲑﻭﺍﱐ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋ ‪‬ﺍﺹ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻃﻠﺒﺖ ﺍﳊﻼﻝ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﱴ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﰲ ﺻﻴﺪ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﻚ، ﻓﺄﺧﺬﺕ ﻗﺼﺒﺔ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻌﺮ‪‬ﺍ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ، ﻓﺄﻟﻘﻴﺖ ﺍﻟﺸﺺ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻓﺨﺮﺟﺖ ﲰﻜﺔ ﻓﻄﺮﺣﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺃﻟﻘﻴﺖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﱄ ﲰﻜﺔ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻃﺮﺣﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻲ ﻟﻄﻤﺔ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﻦ ﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﻲ ﻭﻻ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ، ﻭﲰﻌﺖ ﻗﺎﺋﻼ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﻧﺖ ﱂ ﺗﺼﺐ ﺭﺯﻗﹰﺎ ﰲ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﺪ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﻓﺘﻘﺘﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻄﻌﺖ ﺍﻟﺸﻌﺮ‬ ‫ﻭﻛﺴﺮﺕ ﺍﻟﻘﺼﺒﺔ ﻭﺍﻧﺼﺮﻓﺖ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﻘﺸﲑﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻷﺩ‪‬ﻣﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋ ‪‬ﺍﺹ ﻳﻘﻮﻝ ﻃﻠﺒﺖ ﻓﻘﺼﺪﺕ... ﺇﱁ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ.‬ ‫ﹶﻮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺇﻥ ﺻﺤﺖ ﻓﺈﻥ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺘﲔ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ‬ ‫‪‬ﻳ‪‬ﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻼﻃﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺘﻒ ﺑﻪ، ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺑﺎﺡ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻓﻼ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻣﺎ ﺃﺑﺎﺣﻪ. ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺗﻌﻤﺪ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﻓﺘﻘﺘﻠﻪ؟ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺎﺡ ﻟﻪ ﻗﺘﻠﻪ، ﻭﻛﺴﺐ‬ ‫ﺍﳊﻼﻝ ﳑﺪﻭﺡ، ﻭﻟﻮ ﺗﺮﻛﻨﺎ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭﺫﺑﺢ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻷ‪‬ﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻴﻢ‬ ‫ﻗﻮﻯ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻴﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻓﺎﻟﺘﺤﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻭﺫﺑﺢ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻣﺬﻫﺐ‬ ‫ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ. ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﻭﺇﱃ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻌﻞ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍ ‪ ،‬ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﹶﺰ ﺯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺯﺟ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪ ‬ﻲ‬ ‫ﺍﳌﻠﻚ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻳﻜﲎ ﺃﺑﺎ ﺗﺮﺍﺏ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻴﻞ ﻟﻔﺘﺢ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ: ﺃﻧﺖ ﺻﻴﺎﺩ ﺑﺎﻟﺸﺒﻜﺔ‬ ‫ﻭﱂ ﺗﺼﺪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﻻ ﻭﺗﻄﻌﻤﻪ ﻟﻌﻴﺎﻟﻚ، ﻓﻠﻢ ﻻ ﺗﺼﻴﺪ ﻭﺗﺒﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ‬
‫-٢٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺻﻄﺎﺩ ﻣﻄﻴﻌ‪‬ﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺟﻮﻑ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﺄﻃﻌﻤﻪ ﻋﺎﺻﻴ‪‬ﺎ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻗﻠﺖ: ﺇﻥ ﺻﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻞ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﳌﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺑﺎﺡ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻭﻧﺪﺏ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻗﺎﺋﻞ: ﺭﲟﺎ ﺧﺒﺰﺕ ﺧﺒﺰ‪‬ﺍ ﻓﺄﻛﻠﻪ ﻋﺎﺹ ﻛﺎﻥ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﻓﺎﺭﻏﹰﺎ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻨﺎ ﺇﺫﹰﺍ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻊ ﺍﳋﺒﺰ‬ ‫ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻻ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﻣﺒﺎﺡ، ﻭﺇﳕﺎ ﺭﺃﻯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺰﳝﺔ ﺗﺮﻛﻪ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻭﺑ‪‬ﻨﺎ ﲟﺎ ﺍﺧﺘﺮﻧﺎﻩ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ »ﻟﻘﻂ ﺍﳌﻨﺎﻓﻊ ﰲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻄﺐ«.‬ ‫ﻭﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻫﻬﻨﺎ ﺃ‪‬ﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﻣﺒﺎﺡ ﺑﺎﻹﲨﺎﻉ ﻣﻨﺪﻭﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻼ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻗﻮﻝ ﻗﻮﻡ ﻗﺪ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻷﻥ‬ ‫ﺍﻹﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﺗﺪﺍﻭﻯ ﻭﺃﻣﺮ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺪﺍﻭﻱ)١( ﻭﱂ ﳜﺮﺝ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻻ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺍﻭﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺭﺧﺺ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺍﺷﺘﻜﻰ ﺍﶈﺮﻡ ﻋﻴﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﻤﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟ ‪‬ﱪ)٢(.‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺫﻭﻭ ﺍﻟﻐﺒﺎﻭﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ، ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻷﺣﺪ ﻋﺎﰿ ﻋﻠﺔ ﺑﻪ ﰲ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺪﻭﺍﺀ، ﺇﺫ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺫﺍﻙ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻀ ‪ ‬ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ. ﻭﰲ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﱯ ﻟﻠﻤﺤﺮﻡ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٨٧٦٥(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٩٣٤٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ‬ ‫ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٤٠٢٢/٩٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٥٣٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳊﺞ )٤٠٢١/٩٨، ٠٩(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﺳﻚ )٨٣٨١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ‬ ‫ﰱ ﺍﳊﺞ )٢٥٩(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﺳﻚ )٠١٧٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٨٦، ٩٦.‬
‫-٣٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻼﺝ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﺎﻟﺼﱪ ﻟﺪﻓﻊ ﺍﳌﻜﺮﻭﻩ ﺃﺩﻝ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻏﲑ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮﻧﺎ‬ ‫ﻗﻮﳍﻢ، ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻏﲑ ﳐﺮﺝ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﷲ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﺮﺽ ﻟﻪ ﻛﻠﺐ‬ ‫ﺍﳉﻮﻉ ﻻ ﳜﺮﺟﻪ ﻓﺰﻋﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﱂ ‪‬ﻳ‪‬ﻨﺰِﻝ ﺩﺍﺀ‬ ‫ً‬ ‫ﺇﻻ ﺃﻧﺰﻝ ﻟﻪ ﺩﻭﺍﺀ ﺇﻻ ﺍﳌﻮﺕ)١(.‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﺃﺳﺒﺎﺑ‪‬ﺎ ﻟﺪﻓﻊ ﺍﻷﺩﻭﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻷﻛﻞ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﺪﻓﻊ ﺍﳉﻮﻉ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭ‪‬ﺍ ﺃﻥ‬ ‫ﳛﲕ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﻐﲑ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺧﻠﻘﻬﻢ ﺫﻭﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻼ ﻳﻨﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺫﻯ ﺍﳉﻮﻉ ﺇﻻ ﲟﺎ ‪‬ﻌﻞ‬ ‫ﺟِ ﹶ‬ ‫ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﺪﻓﻌﻪ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﻜﺬﺍ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﺭﺽ، ﻭﺍﷲ ﺍﳍﺎﺩﻱ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺷﺘﻐﺎﻻ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﺰﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﱂ ﺗﻘﻄﻌﻬﻢ ﻋﻦ ﲨﻌﺔ ﻭﻻ ﲨﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﻋﻴﺎﺩﺓ ﻣﺮﻳﺾ ﻭﻻ ﺷﻬﻮﺩ‬ ‫ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻭﻻ ﻗﻴﺎﻡ ﲝﻖ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻋﺰﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻭﳐﺎﻟﻄﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﲔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺰﻝ ﰲ ﺟﺒﻞ ﻛﺎﻟﺮﻫﺒﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺒﻴﺖ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻔﺎﺗﺘﻪ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﳐﺎﻟﻄﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻋﻤﻮﻣﻬﻢ‬ ‫ﺍﻋﺘﺰﻝ ﰲ ﺍﻷﺭﺑﻄﺔ ﻓﻔﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﺗﻮﻃﻨﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ‬ ‫ﺍﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ: ﰲ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ«: ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﻘﻠﺐ‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﲞﻠﻮﺓ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻈﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ: ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻈﻠﻢ ﻓﻴﻠﻒ ﺭﺃﺳﻪ ﰲ‬ ‫‪‬ﺒِﺘﻪ ﺃﻭ ﻳﺘﺪﱠﺛﺮ ﺑﻜﺴﺎﺀ، ﺃﻭ ﺇﺯﺍﺭ. ﻓﻔﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻳﺴﻤﻊ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﳊﻖ ﻭﻳﺸﺎﻫﺪ ﺟﻼﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟ ِ‬ ‫ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﻛﻴﻒ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻦ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/١٠٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻯ ﻭﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٠٥٦١(: »ﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ ﰱ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ«.‬
‫-٤٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻘﻴﻪ ﻋﺎﱂ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﳊﻖ؟ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ؟ ﻭﻣﺎ‬ ‫ﻳﺆﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﳚﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﳋﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﳑﻦ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻠﻞ ﰲ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﻟﻴﺨﻮﻟﻴﺎ. ﻭﻗﺪ ‪‬ﻳﺴﻠ ‪ ‬ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﹶﻢ‬ ‫ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﻐﺸﻰ ﺑﺜﻮﺑﻪ ﻭﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﲣﺎﻳﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻷﻥ ﰲ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺛﻼﺙ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻗﻮﻯ: ﻗﻮﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺘﺨﻴﻞ، ﻭﻗﻮﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ، ﻭﻗﻮﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﻣﻮﺿﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﻴﻞ ﺍﻟﺒﻄﻨﺎﻥ ﺍﳌﻘﺪﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ، ﻭﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ، ﻭﻣﻮﺿﻊ ﺍﳊﻔﻆ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﺍﳌﺆﺧﺮ، ﻓﺈﻥ ﺃﻃﺮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺟﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺨﻴﻞ ﻓﲑﻯ ﺧﻴﺎﻻﺕ ﻓﻴﻈﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ، ﻧﻌﻮﺫ ﺏ‬ ‫ﺍﷲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﳋﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺒﺠﻠﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻵﺩﻣﻲ، ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺘﺴﺘﺮﻱ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ: ﻃﻴﲏ‬ ‫ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﻟﻖ ﺇﱄ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺓ ﺭﻏﻴﻔﹰﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻮﺟﺪﺕ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺛﻼﺛﲔ ﺭﻏﻴﻔﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ، ﻭﻻ ﺃﻛﻞ ﻭﻻ ﺷﺮﺏ ﻭﻻ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﹸﻬﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﱃ‬ ‫ﻃ‬ ‫ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺸﻬﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ:‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ ﻻ ‪‬ﻳﺤﺪِﺙ ﺑﻨﻮﻡ ﻭﻻ ﺑﻮﻝ ﻭﻻ ﻏﺎﺋﻂ ﻭﻻ ﺭﻳﺢ.‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺗﺮﻙ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﻫﻲ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻻ ﳛ ﱡ ﺗﺮﻛﻬﺎ.‬ ‫ﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺻﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻓﻤﺎ ﺃﺑﻘﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳍﺬﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺑﻘﻴﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻭﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟ‪‬ﻮﺷﻨ‪‬ﺠﻲ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻏﲑ ﻣﺮﺓ ﻳﻌﺎﺗﺐ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻤﻌﺔ‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﱪﻛﺔ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ.‬
‫-٥٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﻟﻠﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﻟﻠﻌﺪﻭ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮ‪‬ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻐﲑﺓ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌ‪‬ﺎﻥ ﺑﻦ ﺭﻓﺎﻋﺔ، ﺛﲏ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﹸﻣﺎﻣﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰲ ﺳﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﺮﺍﻳﺎﻩ ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺮ ﺭﺟﻞ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺑﻐﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﻗﺎﻝ: ﻓﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻓﻴﻘﻮﺗﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ،‬ ‫ﻭﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﻭﻳﺼﻴﺐ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻘﻞ ﻭﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ﺃﱐ ﺃﺗﻴﺖ ﻧﱯ‬ ‫ﺍﷲ ﻓﺬﻛﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ، ﻓﺈﻥ ﺃﺫﻥ ﱄ ﻓﻌﻠﺖ ﻭﺇﻻ ﱂ ﺃﻓﻌﻞ، ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻧﱯ ﺍﷲ ﺇﱐ ﻣﺮﺭﺕ‬ ‫ﺑﻐﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﺗﲏ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻘﻞ ﻓﺤﺪﺛﺘﲏ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻗﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﲣﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻧﱯ ﺍﷲ »ﺇﱐ ﱂ ﺃﺑﻌﺚ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﻟﻜﲏ ﺑﻌﺜﺖ ﺑﺎﳊﻨﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺲ ﳏﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ ﻟﻐﺪﻭﺓ ﺃﻭ ﺭﻭﺣﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﳌﻘﺎﻡ‬ ‫ﺃﺣﺪﻛﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻒ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﺳﺘﲔ ﺳﻨﺔ«)١(.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﺸﻊ ﻭﻣﻄﺄﻃﺄﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺇﺫﺍ ﺳﻜﻦ ﺍﳋﻮﻑ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻭﺟﺐ ﺧﺸﻮﻉ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﻻ ﳝﻠﻚ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺩﻓﻌﻪ ﻓﺘﺮﺍﻩ ‪‬ﻄﺮﻗﹰﺎ ﻣﺘﺄﺩﺑ‪‬ﺎ ﻣﺘﺬﻟﻼﹰ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳚﺘﻬﺪﻭﻥ ﰲ ﺳﺘﺮ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻳﻀﺤﻚ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﺒﻜﻲ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻧﺄﻣﺮ ﺍﻟﻌﺎِﻟﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻻﻧﺒﺴﺎﻁ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺆﺫﻳﻬﻢ.‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﰎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺎﻛﻈﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﲣﻠﻄﻮﻩ‬ ‫ِﹾ ‪‬‬ ‫ﺑﻀﺤﻚ ﻓﺘﻤ ‪‬ﻪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ. ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺭﻳﺎﺀ ﻷﻥ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺗﻀﻴﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ‬ ‫ﺠ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٦٦٢، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٨/٧٥٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/٩٧٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻷﳍﺎﱏ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫‪‬‬
‫-٦٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺇﺫﺍ ﺗﻔﺴﺢ ﰲ ﺍﳌﺒﺎﺡ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻠﻘﺎﻫﻢ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻷﺩﺏ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺬﻣﻮﻡ ﺗﻜﻠﻒ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﺸﻊ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻛﻲ ﻭﻃﺄﻃﺄﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻟﲑﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﲔ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺍﻟﺘﻬﻴﺆ ﻟﻠﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﻭﺗﻘﺒﻴﻞ‬ ‫ﺍﻟﻴﺪ، ﻭﺭﲟﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺍﺩﻉ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﱰﻝ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺍﺩﻉ ﻟﻨﺎ ﻓﻜﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺷﺘﺪ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﳋﺎﺋﻔﲔ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻪ‪ ‬ﺍﳋﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﳊﻴﺎﺀ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﱃ‬ ‫‪   ‬ﹶ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﻔﻀﻴﻠﺔ ﻷﻧﻪ ﻻ ﺧﺸﻮﻉ ﻓﻮﻕ ﺧﺸﻮﻉ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ.‬ ‫ﻭﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ)١(. ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻷﺟﻞ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‬ ‫ﺑﺂﻳﺎ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺃﻓﻠﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻮﻗﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﺑﻨﻴﻨﺎﻫﺎ﴾ ]ﻕ: ٦[،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻗﻞ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﺎﺫﺍ ﰱ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ﴾ ]ﻳﻮﻧﺲ: ١٠١[. ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﲔ، ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﺳﻨﲔ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﺿﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﱃ ﺍﺑﺘﺪﺍﻋﻬﻢ‬ ‫ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺇﻃﺮﺍﻗﻬﻢ ﻛﺮﻓﻌﻬﻢ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﳊﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﱂ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﻏﲑ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺷﻐﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﳉﻬﻠﺔ. ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻬﻮ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻬﻢ ﺷﺪﻳﺪ‬ ‫ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻨﻬﻢ ﻷ‪‬ﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﲨﻴﻊ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﳛﺘﺮﺯﻭﻥ ﻣﻦ ﻓﻨﻮﻥ ﻣﻜﺮﻩ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺎﻗ ﱠﱐ، ﻧﺎ‬ ‫ﻼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳋﲑ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﺒﺰﺍﺯ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟ ﹸﻀﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﲨﻴﻊ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻤﺔ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻗﺎﻝ: ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻨﺤﺮﻓﲔ ﻭﻻ ﻣﺘﻤﺎﻭﺗﲔ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ﻳﺘﻨﺎﺷﺪﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﰲ ﳎﺎﻟﺴﻬﻢ ﻭﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺃﻣﺮ ﺟﺎﻫﻠﻴﺘﻬﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﺩﺍﺭﺕ ﲪﺎﻟﻴﻖ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﳎﻨﻮﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )١٣٥٢/٧٠٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٩٩٣.‬
‫-٧٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻀ ‪‬ﺍﺏ، ﻧﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊﺮﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﺍﳌﺪﺍﺋﲏ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻈﺮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﺇﱃ ﺷﺎﺏ ﻗﺪ ﻧ ﱠﺲ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﳋﺸﻮﻉ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﻤﻦ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺧﺸﻮﻋ‪‬ﺎ ﻓﻮﻕ ﻣﺎ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﺈﳕﺎ ﺃﻇﻬﺮ ﻧﻔﺎﻗﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺎﻕ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻔﺎﱄ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﲏ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳌﻌﺘﻤﺮ، ﻋﻦ ﻛﻬﻤ‪‬ﺲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺗﻨﻔﺲ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﺤﺎﺯﻥ ﻓﻠﻜﺰﻩ‪ ‬ﻋﻤﺮ، ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: ﻟﻜﻤﻪ.‬ ‫ﹶﹶ ﹶ ‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺳﻮﺩ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ‬ ‫ﻛﻠﻴﺐ ﺍﳉﺮ‪‬ﻣﻲ ﻗﺎﻝ: ﻟﻘﻲ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﻫﻮ ﳝﺸﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﺸﻰ ﳝﺸﻲ‬‫ﹶ‬ ‫ﺟﻨﺐ ﺍﳊﺎﺋﻂ ﻣ‪‬ﺘﺨﺸﻌ‪‬ﺎ ﻫﻜﺬﺍ، ﻭﺃﻣﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪‬ﻘ ‪ ‬ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﰊ: ﻣﺎ ﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻣﺸﻴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻨ ﹶﻪ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻣﺸﻴﺖ ﺇﱃ ﺟﻨﺐ ﺍﳊﺎﺋﻂ؟ ﺃﻣﺎ ﻭﺍﷲ ﺇﻥ ﻋﻤﺮ ﺇﺫﺍ ﻣﺸﻰ ﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﻁﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺟﻬﻮﺭﻱ ﺍﻟﺼﻮﺕ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻳﺮﻓﻌﻪ ﺇﱃ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺧﻴﺜﻤﺔ، ﻋﻦ‬ ‫ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟ ‪‬ﻔﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻭﺭﺃﺕ ﻓﺘﻴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﻘﺼﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﳌﺸﻲ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺭﻭﻳﺪ‪‬ﺍ،‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ‪‬ﻧ ‪‬ﺎﻙ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ ﻭﺍﷲ ‪‬ﻤ ‪ ‬ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻢ ﺃﲰﻊ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺸﻰ ﺃﺳﺮﻉ،‬ ‫ﻋ ‪‬ﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﺿﺮﺏ ﺃﻭﺟﻊ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﺳﻚ ﺣﻘﹰﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺴﺘﺮﻭﻥ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ﻭﻳﺘﺼﻨﻌﻮﻥ ﺑﺘﺮﻙ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻨﻊ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨ‪‬ﺘﻴﺎﱐ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺛﻮﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﻟﻴﺴﺘﺮ ﺣﺎﻟﻪ. ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺃﻋ‪‬ﺘﺪ ﲟﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻲ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻟﻪ ﻭﺭﺁﻩ ﻳﺼﻠﻲ: ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬
‫-٨٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺟﺮﺃﻙ ﺗﺼﻠﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺮﻭﻧﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﻲ،‬ ‫ﹸ ﹶﻫ‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﺛﻨﺎ ﺑﻘﻴﺔ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻣﺮ ﺃﺑﻮ ﹸﻣﺎﻣﺔ ﺑﺮﺟﻞ ﺳﺎﺟﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺳﺠﺪﺓ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺑﻴﺘﻚ.‬ ‫‪ ‬ﺃ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ،‬ ‫ﹶﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﺛﻨﺎ ﺷﻌﻴﺐ ﺑﻦ‬ ‫ﺣﺮﺏ، ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ: ﺁﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺘﺒﺼﺮﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟‬ ‫ﺣﱴ ﻇﻨﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻋﺮﻓﻪ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊ ‪‬ﺍﺩ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ، ﺛﻨﺎ ﺣﺮﻣﻠﺔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ(‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﺧﻠﹶﻮﺍ ﻓﻬﻢ ﺫﺋـﺎﺏ ﺧﻔـﺎﻑ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺩﻉ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﺗ‪‬ـﻮﻙ ﺗﻨ ‪‬ـﻜﻮﺍ‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍ ‪ ،‬ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﹶﺰ ﺯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﺑﺰﺍﺭﻱ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﻭﺍﻗﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻗﻠﺖ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﺒﻴﻚ. ﻗﺎﻝ: ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱪ ﻻ ﺗﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﺍﷲ، ﻭﺍﷲ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ. ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ‬ ‫ﻫﻲ ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻜﺎﺀ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﱪ، ﻭﺧﺸﻮﻉ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ،‬ ‫ﻭﺗﻘﺸﻒ ﺍﺑﻦ ﲰﺎﻋﺔ، ﻭﺻﻼﺓ ﺧﻴﻌﻮﻳﻪ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻭﺻﻼﺓ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟ ‪‬ﺤﻰ، ﻭﺻﻴﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻨﺪﻱ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺍﻹﺛﻨﲔ ﻭﺍﳋﻤﻴﺲ، ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﺭﺟﺎﺀ، ﻭﻗﺼﺺ ﺍﳊﺎﺟﱯ، ﻭﺻﺪﻗﺔ ﺣﻔﺼﻮﻳﻪ، ﻭﻛﺘﺎﺏ‬ ‫»ﺍﻟ ‪‬ﺎﰲ« ﻟﻴﻌﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﻗﺮﻳﺶ.‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻣﻊ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻌﻨ‪‬ﺖ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﻣﻦ ﻏﲑ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻌﻨﺖ ﺳ‪‬ﺔ ﻣﺆﻛﺪﺓ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬
‫-٩٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ. ﻭﻣﺬﻫﺐ ﺃﰊ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ‬ ‫)١(‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﻷﻧﻪ ﺳﺒﺐ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻮﻟﺪ. ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﺗﻨﺎﻛﺤﻮﺍ ﺗﻨﺎﺳﻠﻮﺍ«‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻣﻦ ﺳﻨﱵ ﻓﻤﻦ ﺭﻏﺐ ﻋﻦ ﺳﻨﱵ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﲏ«)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻲ، ﻧﺎ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴ‪‬ﺐ، ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻭﻗﺎﺹ ﻗﺎﻝ: ﻟﻘﺪ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺭﺩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮﻥ ﺍﻟ‪‬ﺘ‪‬ﺒ‪‬ﻞ ﻭﻟﻮ ﺃﺫﻥ ﻟﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻻﺧ‪‬ﺘﺼ‪‬ﻴﻨ‪‬ﺎ)٣(.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻔﺎﻥ، ﻧﺎ ‪‬ﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﲪ‪‬‬ ‫ﻧﻔﺮ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﺮ، ﻓﺄﺧﱪﻭﻫﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻻ ﺁﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻻ‬ ‫ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻻ ﺃﻧﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺃﺻﻮﻡ ﻭﻻ ﺃﻓﻄﺮ،‬ ‫ﻓﺤﻤﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺛﲎ ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﺑﺎﻝ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ‬ ‫ﻟﻜﲏ ﺃﺻﻠﻲ ﻭﺃﻧﺎﻡ ﻭﺃﺻﻮﻡ ﻭﺃﻓﻄﺮ ﻭﺃﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻓﻤﻦ ﺭﻏﺐ ﻋﻦ ﺳﻨﱵ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﲏ«)٤(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻮ‪‬ﺍﻧﺔ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺋﺐ ﻋﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ‪‬ﺒﲑ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: »ﺇﻥ ﺧﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ‬ ‫ﺟ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ )٣٦٦٢( ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺴﻨﻦ‬ ‫ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ٥/٩١٢، ٠٢٢ ﺑﻼﻏﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻰ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺍﻟﺘﻠﺨﻴﺺ )٩٢٥١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺿﻌﻴﻔﺎﻥ«. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻰ ﰱ ﲣﺮﻳﺞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ٢/٢٢: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٦٤٨١( ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ ﻻﺗﻔﺎﻗﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺿﻌﻒ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺍﳌﺪﻳﲎ، ﻟﻜﻦ ﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ )٤٧١٧(،‬ ‫ﻭﺃﻧﻈﺮ: ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ )٠٣٥١(.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٧٠٥، ٤٧٠٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٢٠٤١/٦، ٧(.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٦٠٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )١٠٤١/٥(.‬
‫-٠٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻧﺴﺎﺀ«)١(.‬ ‫ً‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ، ﺛﻨﺎ ﻣ‪‬ﻨﺪ‪‬ﻝ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺭﺟﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉﺰﺭﻱ، ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﻣﺴﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺷ ‪‬ﺍﺩ ﺑﻦ ﺃﻭﺱ: ﺯ ‪‬ﺟﻮﱐ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬ﻭ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻭﺻﺎﱐ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﷲ ﻋﺰﺑ‪‬ﺎ)٢(.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫ﹸ ﹶﻫ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺭﺍﺷﺪ، ﻋﻦ ﻣﻜﺤﻮﻝ، ﻋﻦ ﺭﺟﻞ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺫﺭ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻜﺎﻑ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﺍﳍﻼﱄ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﱯ »ﻳﺎ ﻋﻜﺎﻑ‬ ‫ﻫﻞ ﻟﻚ ﺯﻭﺟﺔ؟« ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: »ﻭﻻ ﺟﺎﺭﻳﺔ؟« ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: »ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻮﺳﺮ ﲞﲑ؟«‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻮﺳﺮ، ﻗﺎﻝ: »ﺃﻧﺖ ﺇﺫﹰﺍ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻟﻜﻨﺖ ﻣﻦ‬ ‫ﺭﻫﺒﺎ‪‬ﻢ، ﺇﻥ ﺳﻨﺘﻨﺎ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ. ﺷﺮﺍﺭﻛﻢ ﻋﺰﺍﺑﻜﻢ ﻭﺃﺭﺍﺫﻝ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ ﻋﺰﺍﺑﻜﻢ، ﺃﺑﺎﻟﺸﻴﺎﻃﲔ‬ ‫ﲤ ‪‬ﺳﻮﻥ؟ ﻓﻤﺎ ﻟﻠﺸﻴﺎﻃﲔ ﻣﻦ ﺳﻼﺡ ﺃﺑﻠﻎ ﰲ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ«)٣(.‬ ‫ﹶﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬‫‪‬‬ ‫ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﲏ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ، ﻋﻦ ﻃﻴﺐ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺭﺑﺎﺡ، ﻋﻦ‬ ‫ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: »ﻟﻌﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﳐﻨﺜﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺸﺒﻬﻮﻥ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﺍﳌﺘﺮﺟﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳌﺘﺸﺒﻬﺎﺕ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﺍﳌﺘﺒﺘﻠﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ:‬ ‫ﻻ ﻧﺘﺰﻭﺝ، ﻭﺍﳌﺘﺒﺘﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻼﰐ ﻳﻘﻠﻦ ﺫﻟﻚ«)٤(.‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٩٦٠٥(.‬ ‫)٢( ﻣﻨﻜﺮ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ٣/٣٣ ﰱ ﺗﺮﲨﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ: »ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ‬ ‫ﻫﻮ، ﻭﺍﳋﱪ ﻣﻨﻜﺮ«.‬ ‫ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻣﻨﺪﻝ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨـﺰﻯ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٣٦١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٤/٠٥٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﺭﺍﻭ ﱂ ﻳﺴﻢ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«.‬ ‫)٤( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٩٨٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٤/١٥٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻭﺛﻘﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ‬ ‫=‬
‫-١٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﺱ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳋ‪‬ﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﹸﺘ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺰﻭﺑﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺷﻲﺀ، ﺍﻟﻨﱯ ﺗﺰﻭﺝ ﺃﺭﺑﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺗﺴﻊ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺸﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺗﺰﻭﺝ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﰎ ﺃﻣﺮﻩ ﻛﻠﻪ. ﻟﻮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﱂ ﻳﻐﺰﻭﺍ ﻭﱂ ﳛﺠﻮﺍ ﻭﱂ‬ ‫ﻳﻜﻦ ﻛﺬﺍ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﺍ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﺼﺒﺢ ﻭﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺷﻲﺀ، ﻭﻛﺎﻥ ﳜﺘﺎﺭ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ‬ ‫ﻭﳛﺚ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺒﺘﻞ، ﻓﻤﻦ ﺭﻏﺐ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺍﳊﻖ. ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺣﺰﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺝ ﻭﻭﻟﺪ ﻟﻪ. ﻭﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: » ‪‬ﺒﺐ ﺇﱄ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ«)١(. ﻗﻠﺖ: ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺣ ‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﳛﻜﻰ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﺮﻭﻋﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﻋﻴﺎﻝ، ﻓﻤﺎ ﻗﺪﺭﺕ ﺃﻥ ﺃﰎ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﺣﱴ ﺻﺎﺡ ﰊ ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﻗﻌﻨﺎ ﰲ ﺑﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ. ﺍﻧﻈﺮ ﻋﺎﻓﺎﻙ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻟﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﺼﱯ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺃﺑﻴﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺧﺒﺰ‪‬ﺍ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﺃ‪‬ﻰ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻳﻠﺤﻖ ﺍﳌﺘﻌ‪‬ﺪ ﺍﳌﺘﻌﺰﺏ ﺍﳌﺘﺰﻭﺝ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻓﻘﺪﻣﺎﺅﻫﻢ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺗﺸﺎﻏﻼ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﺪ ﻭﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺷﺎﻏﻼ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻬﺑﻢ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺃﻭ ﻬﺑﻢ ﻧﻮﻉ ﺗﺸﻮﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻃﺮﻭﺍ ﺑﺄﺑﺪﺍ‪‬ﻢ ﻭﺃﺩﻳﺎ‪‬ﻢ، ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻬﺑﻢ‬ ‫ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺎﺗﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ: ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﺫﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻭﰲ‬ ‫=‬ ‫)٤١١١(.‬ ‫)١( ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٩٤٩٣، ٠٥٩٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٨٢١،‬ ‫٩٩١، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٠٦١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺘﻠﺨﻴﺺ )٠٣٥١(: »ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ«، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﳌﺸﻜﺎﺓ )١٦٢٥(.‬
‫-٢٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻀﻊ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺻﺪﻗﺔ«، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺄﰐ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺟﺮ؟ ﻗﺎﻝ: »ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﻟﻮ‬ ‫ﻭﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﺣﺮﺍﻡ ﺃﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺯﺭ؟« ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: »ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﺍﳊﻼﻝ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺟﺮ«، ﰒ ﻗﺎﻝ: »ﺃﻓﺘﺤﺘﺴﺒﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻻ ﲢﺘﺴﺒﻮﻥ ﺍﳋﲑ«)١(.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭﺍﻟﻜﺴﺐ ﺻﻌﺐ، ﻭﻫﺬﻩ ﺣﺠﺔ ﻟﻠﺘﺮﻓﻪ ﻋﻦ‬ ‫ﺗﻌﺐ ﺍﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ: ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺩﻳﻨﺎﺭ‬ ‫ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ، ﻭﺩﻳﻨﺎﺭ ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ ﰲ ﺭﻗﺒﺔ، ﻭﺩﻳﻨﺎﺭ ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻭﺩﻳﻨﺎﺭ ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋﻴﺎﻟﻚ، ﺃﻓﻀﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺎﻟﻚ«)٢(.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺮﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﺍﱐ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻭ ﺳﺎﻓﺮ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﺃﻭ ﺗﺰﻭﺝ ﻓﻘﺪ ﺭﻛﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮﻉ، ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ،‬ ‫ﻭﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺗﻀﻊ ﺃﺟﻨﺤﺘﻬﺎ ﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻷﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﻣﻦ ﺳﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻲ ﺃﻃﻠﺐ ﻛﻔﺎﻑ ﻭﺟﻬﻲ ﺃﺣﺐ‬ ‫ﺇﱄ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﻏﺎﺯﻳ‪‬ﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻳﻘﻮﻝ: »ﺗﻨﺎﻛﺤﻮﺍ ﺗﻨﺎﺳﻠﻮﺍ«)٣(، ﻓﻤﺎ ﺃﺭﻯ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺘﺄﺧﺮﻱ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻟﻴﻘﺎﻝ: ﺯﺍﻫﺪ، ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺗﻌﻈﻢ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺔ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻗﻂ، ﻓﻬﺬﻩ ﺭﻫﺒﺎﻧﻴﺔ ﲣﺎﻟﻒ ﺷﺮﻋﻨﺎ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٦٠٠١/٣٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٧٦١، ٨٦١، ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ‬ ‫ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻷﲪﺪ، ﻭﱂ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﰱ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ. ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺫﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٥٩٩/٩٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٣٧٤، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﱪﻯ ٧/٧٦٤، ﻭﱂ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﰱ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ )٩٢٥١( ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ.‬
‫-٣٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺸﻐﻞ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺘﺰﻭﻳﺞ، ﻓﺈ‪‬ﻪ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻭﻳﺄﻧﺲ ﺑﺎﻟﺰﻭﺟﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻐﲑ ﺍﷲ ﺷﻐﻞ ﻋﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﱐ ﻷﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﺃﺗﺮﺍﻩ ﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻗﺼﺪ ﻋﻔﺎﻑ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﻭﻟﺪ ﺃﻭ ﻋﻔﺎﻑ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﱂ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺟﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ، ﺃﻭ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﻧﺲ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﺎﻟﺰﻭﺟﺔ ﻳﻨﺎﰲ ﺃﻧﺲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻖ ﺑﻘﻮﻟﻪ:‬ ‫‪‬‬ ‫﴿ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﺯﻭﺍﺟ‪‬ﺎ ﻟﺘﺴﻜﻨﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻣﻮﺩﺓ ﻭﺭﲪﺔ﴾ ]ﺍﻟﺮﻭﻡ:‬ ‫١٢[.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: »ﻫ ﱠ ﺗﺰﻭﺟﺖ‬ ‫‪‬ﻼ‬ ‫ﺑِﻜﺮ‪‬ﺍ ﺗﻼﻋﺒﻬﺎ ﻭﺗﻼﻋﺒﻚ«)١(.‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﻟﻴﺪﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻄﻊ ﺃﻧﺴﻪ ﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫ﺃﺗﺮﻯ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﺴﻂ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﻭﻳﺴﺎﺑﻖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ)٢(، ﺃﻛﺎﻥ‬ ‫ﺧﺎﺭﺟ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﺲ ﺏ ﺍﷲ، ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺟﻬﺎﻻﺕ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﳏﺎﺫﻳﺮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺩﺍﻡ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺷ‪‬ﺎﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﺇﱃ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ:‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﳌﺮﺽ ﲝﺒﺲ ﺍﳌﺎﺀ، ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺮﺀ ﺇﺫﺍ ﻃﺎﻝ ﺍﺣﺘﻘﺎﻧﻪ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣِﻨ‪‬ﻴ ‪.‬‬ ‫‪‬ﻪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ: ﺃﻋﺮﻑ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﺜﲑﻱ ﺍﳌﲏ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻨﻌﻮﺍ‬ ‫ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻀﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻠﺴﻒ ﺑﺮﺩﺕ ﺃﺑﺪﺍ‪‬ﻢ ﻭﻋﺴﺮﺕ ﺣﺮﻛﺎ‪‬ﻢ ﻭﻭﻗﻌﺖ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٩٧٠٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺮﺿﺎﻉ )٥١٧/٤٥(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٨٧٥٢(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٣٤٩٨‬ ‫ــ ٥٤٩٨(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٩٣، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )١٣١(: »ﺻﺤﻴﺢ«.‬
‫-٤٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﺑﻼ ﺳﺒﺐ، ﻭﻋﺮﺿﺖ ﳍﻢ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﳌﺎﻟﻴﺨﻮﻟﻴﺎ ﻭﻗﱠﺖ ﺷﻬﻮﺍ‪‬ﻢ ﻭﻫﻀﻤﻬﻢ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻓﻔﻘﺪ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻭﺻﺎﺭ ﺇﻥ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﱂ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﺴﺘﻤﺮﺋﻪ ﻭﺗﻘﺎﻳﺄﻩ، ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﺇﱃ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺳﻜﻨﺖ ﻋﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺳﺮﻳﻌ‪‬ﺎ.‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺇﱃ ﺍﳌﺘﺮﻭﻙ، ﻓﺈﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﺻﺎﺑﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻤﺎﻉ‬ ‫ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﺄﻗﻠﻘﻮﺍ، ﻭﺭﺟﻌﻮﺍ ﻓﻼﻣﺴﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﻻﺑﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﻓﺮﻭﺍ ﻣﻨﻪ،‬ ‫ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻛﻤﻦ ﺃﻃﺎﻝ ﺍﳉﻮﻉ ﰒ ﺃﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﱪ.‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ﺇﱃ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻳﺴﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻓﺄﻗﻠﻘﻬﻢ ﻣﺎ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﻳﺮﺗﺎﺣﻮﻥ ﺇﱃ ﺻﺤﺒﺔ ﺍ ﹸﺮﺩ.‬ ‫ﳌ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺰﻭﺟﻮﺍ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻨﻜﺢ ﺷﻬﻮﺓ، ﻓﺈﻥ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﻏﻠﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺟﺎﺯ، ﻭﺇﻥ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺷﻬﻮﺓ ﳍﻢ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻓﻤﺤﺎﻝ‬ ‫ﻇﺎﻫﺮ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﲪﻞ ﺍﳉﻬﻞ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻓﺠﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃ‪‬ﻢ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ،‬ ‫ً‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳊﻤﺎﻗﺔ، ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺷ ‪‬ﻑ ﺍﻟ ﱠﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﻭﺧﻠﻘﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮﻥ‬ ‫ﺮ ﺬ‬ ‫ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺘﻨﺎﺳﻞ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺍﳊﺎﻝ: ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ، ﰒ ﻗﻄﻌﻬﻢ ﺍﻵﻟﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻻ ﺗﺰﻳﻞ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻓﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﳍﻢ ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﻃﻠﺐ ﺍﻷﻭﻻﺩ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﺍﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﲪﻖ. ﻻ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻟﻶﺧﺮﺓ. ﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩ‬ ‫ﺪ‬
‫-٥٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺃﻭ ﻳﻨﺎﻡ ﺃﻭ ﳚﺎﻣﻊ ‪‬ﻧﻐﺺ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﻌ‪‬ﺪ ﺷﻐﻠﻪ)١(.‬ ‫ﺒ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﻋﻈﻴﻢ، ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬ ‫ﻣﻦ ﺇﳚﺎﺩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﺗﺼﺎﻝ ﺩﻭﺍﻣﻬﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﺃﺟﻠﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻏﲑ ﳑﺘﺪ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻣﺪ ﻳﺴﲑ ﺃﺧﻠﻒ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻨﻪ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺒﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ، ﺗﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻄﺒﻊ‬ ‫ﺑﺈﻳﻘﺎﺩ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺍﻧﻜﺤﻮﺍ ﺍﻷﻳﺎﻣﻰ ﻣﻨﻜﻢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻛﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﻮﺭ: ٢٣[، ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ »ﺗﻨﺎﻛﺤﻮﺍ ﺗﻨﺎﺳﻠﻮﺍ ﻓﺈﱐ ﹸﺑﺎﻫﻲ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺑﻜﻢ ﺍﻷﻣﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﻟﺴﻘﹾﻂ«)٢(.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻷﻭﻻﺩ، ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﴿ﺭﺏ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻫﺐ ﱃ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ﺫﺭﻳﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﺇﻧﻚ ﲰﻴﻊ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٨٣[، ﴿ﺭﺏ ﺍﺟﻌﻠﲎ‬ ‫ﻣﻘﻴﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻣﻦ ﺫﺭﻳﱴ﴾ ]ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ٠٤[، ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ.‬ ‫ﻭﺗﺴﺒﺐ ﺍﻟﺼﺎﳊﻮﻥ ﺇﱃ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ، ﻭﺭﺏ ﲨﺎﻉ ﺣﺪﺙ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﺪ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻓﻜﺎﻥ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ. ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺑﺈﺛﺎﺑﺔ ﺍﳌﺒﺎﺿﻌﺔ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﻝ ﻭﻣﻦ ﳝﻮﺕ ﻟﻪ ﻭﻟﺪ، ﻭﻣﻦ ﳜﻠﻒ ﻭﻟﺪ‪‬ﺍ ﺑﻌﺪﻩ، ﻓﻤﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ‬ ‫ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﺘﺰﻭﺝ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﳌﺴﻨﻮﻥ ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﻭ ‪‬ﺮﻡ ﺃﺟﺮ‪‬ﺍ ﺟﺴﻴﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﳕﺎ‬ ‫ﺣِ‪‬‬ ‫ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺍﺝ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻷﺯ‪‬ﺟﻲ، ﺛﻨﺎ ﺑﺎﻥ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺍﳋﻠﺪﻱ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳊﻼﻝ، ﻓﻤﺎ ﻇﻨﻜﻢ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳊﺮﺍﻡ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﻓﺈﻥ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﳌﺒﺎﺡ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻻ ‪‬ﻳﺤ ‪  ‬ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺒﺎﺡ‬ ‫‪‬ﺴﻦ‬ ‫ﺷﻲﺀ، ﰒ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﲡﺪﺩ ﻣﻨﻪ ﻋﻘﻮﺑﺔ، ﻭﻻ ﻳﻨﺪﺏ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ، ﺇﻻ ﻭﺣﺎﺻﻠﻪ ﻣﺜﻮﺑﺔ.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٩/٤٦٢.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ٥/٩١٢، ٠٢٢ ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ‬ ‫)٩٢٥١(، ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ.‬
‫-٦٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ‬ ‫ﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺄﺧﺮﺟﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻻ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻌﺮﻭﻑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﺇﱃ ﻃﻠﺐ ﻋﻠﻢ، ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺼﺤﺐ ﺯﺍﺩ‪‬ﺍ، ﻭﻳﺪﻋﻲ ﺑﺬﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻓﻜﻢ ﺗﻔﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻭﻓﺮﻳﻀﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﺃﻧﻪ‬ ‫ﻳﻘﺮﺏ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﲔ ﻟﺴﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ‬ ‫ﻭﺍﳋﺮﻭﺝ ﻻ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﻓﻘﺪ ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﰲ ﻏﲑ ﺃﺭ‪‬ﺏ‬ ‫ﺣﺎﺟﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻜﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺛﲏ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ، ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ، ﻋﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﻋﻦ ﻃﺎﻭﺱ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: »ﻻ ﺯﻣﺎﻡ ﻭﻻ ﺧﺰﺍﻡ ﻭﻻ ﺭﻫﺒﺎﻧﻴﺔ ﻭﻻ‬ ‫ﺗﺒﺘﻞ ﻭﻻ ﺳﻴﺎﺣﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ: ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻡ: ﰲ ﺍﻷﻧﻒ، ﻭﺍﳋِﺰﺍﻡ: ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﳚﻌﻞ ﰲ ﺃﺣﺪ ﺟﺎﻧﱯ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺍﳌﻨﺨﺮﻳﻦ. ﻭﺃﺭﺍﺩ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﺰﻡ ﺍﻟﺘﺮﺍﻗﻲ ﻭﺯﻡ ﺍﻷﻧﻮﻑ، ﻭﺍﻟﺘﺒﺘﻞ:‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ: ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﺋﺬﻥ ﱄ‬ ‫ﹰ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ ٨/٨٤٤ ﻋﻦ ﻃﺎﻭﺱ ﻣﺮﺳﻼ. ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ »ﻻ ﺯﻣﺎﻡ«:‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺛﲑ: ﺃﺭﺍﺩ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﲎ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺯﻡ ﺍﻷﻧﻮﻑ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﳜﺮﻕ ﺍﻷﻧﻒ‬ ‫ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺯﻣﺎﻡ ﻛﺰﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻟﻴﻘﺎﺩ ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ »ﺍﳋﺰﺍﻣﺔ«: ﺣﻠﻘﺔ ﲡﻌﻞ ﰱ ﺍﳊﺎﺟﺰ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﲔ ﻣﻨﺨﺮﻯ ﺍﻟﺒﻌﲑ ﻳﺸﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﺎﻡ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﺍﻧﻘﻴﺎﺩﻩ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺻﻌﺒﺎ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ »ﺗﺒﺘﻞ«: ﻫﻮ ﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ.‬
‫-٧٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﺇﻥ ﺳﻴﺎﺣﺔ ﺃﻣﱵ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ «)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﺇﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﲢﺪﺛﲏ ﺑﺄﻥ ﺃﺳﻴﺢ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﻟﻪ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺳﻴﺎﺣﺔ ﺃﻣﱵ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻭﺍﳊﺞ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺓ«)٢(. ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ‬ ‫ﻫﺎﱏﺀ، ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻴﺢ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﻭ ﺍﳌﻘﻴﻢ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭﻻ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻓﻘﺪ ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺣﺪﻩ)٣(.‬ ‫ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻄﻴﺐ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ﺣﺮﻣﻠﺔ، ﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺷﻌﻴﺐ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺟﺪﻩ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺍﻟﺮﺍﻛﺐ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻹﺛﻨﺎﻥ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎﻥ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺭﻛﺐ«)٤(. ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﺍﻟ‪‬ﺠﺎﺭ،‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻋﻦ ﻃﻴﺐ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺭﺑﺎﺡ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻟﻌﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٦٨٤٢(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٣٧ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٩/١٦١، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٨/٦١٢، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ ﺳﻨﻦ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ: »ﺣﺴﻦ«.‬ ‫)٢( ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٢٨٧١(، ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/١٩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ‬ ‫٨/٤٠١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٤( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٧٠٦٢(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٤٧٦١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٦٨١، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٥/٧٥٢، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ‬ ‫)٢٦(.‬
‫-٨٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺍﻛﺐ ﺍﻟﻔﹶﻼﺓ ﻭﺣﺪﻩ)١(.‬ ‫ﺍﳌﺸﻲ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﳝﺸﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ. ﻭﻗﺪ ‪‬ﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﻋﺎﺻﻢ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ »ﻟﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻣﺎ ﺳﺎﺭ ﺃﺣﺪ ﻭﺣﺪﻩ ﺑﻠﻴﻞ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﺍﷲ »ﺃﻗِﻠﻮﺍ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺇﺫﺍ ﻫﺪﺃﺕ ﺍﻟ ‪‬ﺟﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺒﺚ ﰲ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ«)٣(.‬ ‫ﺮ ‪‬ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺩﺃﺑﻪ ﺍﻟﺴﻔﺮ، ﻭﺍﻟﺴﻔﺮ ﻻ ﻳﺮﺍﺩ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ »ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻀﻰ ﺃﺣﺪﻛﻢ ‪‬ﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻩ ﻓﻠﻴﻌﺠﻞ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻪ«)٤(.‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺟﻌﻞ ﺩﺃﺑﻪ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻓﻘﺪ ﲨﻊ ﺑﲔ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺗﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻛﻼﳘﺎ ﻣﻘﺼﻮﺩ‬ ‫ﻓﺎﺳﺪ.‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٩٨٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٨/٣٠١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﻃﻴﺐ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻭﺛﻘﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ‬ ‫)٤١١١(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٨٩٩٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٦٨، ٢١١.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٤٠١٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٦٠٣، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ )٢٤٩(، ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﺔ )٩٥٥٢(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٥٤٤‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٦٩٩١( ﻣﻮﺍﺭﺩ.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )١٠٠٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٧٢٩١/٩٧١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
‫-٩٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻌﻜﻲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﲪﺰﺓ ﺍﳋﺮﺍﺳﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺑﻘﻴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺤﺮﻣ‪‬ﺎ ﰲ ﻋﺒﺎﺀ ﺃﺳﺎﻓﺮ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﺃﻟﻒ ﻓﺮﺳﺦ ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻲ ﻭﺗﻐﺮﺏ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺣﻠﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺃﺣﺮﻣﺖ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻔﻼﺓ ﺑﻐﲑ ﺯﺍﺩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺄﻭﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺗﺮﻙ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺰﺍﺩ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﻓﺴﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺷﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺟﻬﻠﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﺟﺎﺀ ﲪﻘﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ ﳛﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺪﺡ ﳍﻢ ﺑﻪ ﻓﻴﺘﻀﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﲢﺮﻳﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﺑﺄﻓﻌﺎﻝ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻭﻣﺪﺡ ﻫﺆﻻﺀ ﳍﺆﻻﺀ ﻓﺴﺪﺕ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﺧﻔﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ‬ ‫ﻃ ‪‬ﻕ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ. ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺫﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺒﺬﺓ.‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﻧﺎ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻨﻮﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﺍﳌﺼﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﺖ ﺣﺎ ‪‬ﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﺳﻄﺖ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﻐﻼﻡ ﺻﻐﲑ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﻋﺠﺒ‪‬ﺎ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﺑﻴﺪﺍﺀ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﻭﺃﺭﺽ ﻗﻔﺮﺍﺀ، ﻭﻏﻼﻡ ﺻﻐﲑ ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﻓﻠﺤﻘﺘﻪ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺇﻧﻚ ﻏﻼﻡ‬ ‫ﺻﻐﲑ ﱂ ﲡﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻋﻢ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻐﺮ ﺳﻨ‪‬ﺎ ﻣﲏ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﺳﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻄﺎﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻌﻴﺪ ﺣﱴ ﺗﻠﺤﻖ ﺍﳌﱰﻝ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻋﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺸﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻼﻍ، ﺃﻣﺎ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻗﺮﺃﺕ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﻫﺪﻭﺍ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻨﻬﺪﻳﻨﻬﻢ ﺳﺒﻠﻨﺎ﴾ ]ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ: ٩٦[.‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﱄ ﻻ ﺃﺭﻯ ﻣﻌﻚ ﻻ ﺯﺍﺩ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﺭﺍﺣﻠﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻋﻢ، ﺯﺍﺩﻱ ﻳﻘﻴﲏ‬ ‫ﻭﺭﺍﺣﻠﱵ ﺭﺟﺎﺋﻲ. ﻗﻠﺖ: ﺳﺄﻟﺘﻚ ﻋﻦ ﺍﳋﺒﺰ ﻭﺍﳌﺎﺀ، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻋﻢ، ﺃﺧﱪﱐ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﺧ‪‬ﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺇﺧﻮﺍﻧﻚ ﺃﻭ ﺻﺪﻳﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻚ ﺩﻋﺎﻙ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ ﺃﻛﻨﺖ ﺗﺴﺘﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﲢﻤﻞ ﻣﻌﻚ ﻃﻌﺎﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻓﺘﺄﻛﻠﻪ ﰲ ﻣﱰﻟﻪ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﹸﺯﻭ ‪‬ﻙ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻟﻴﻚ ﻋﲏ ﻳﺎ ﺑﻄﺎﻝ ﻫﻮ ﻳﻄﻌﻤﻨﺎ ﻭﻳﺴﻘﻴﻨﺎ، ﻗﺎﻝ ﻓﺘﺢ:‬ ‫ﺃ ‪ ‬ﺩ ‪‬‬ ‫ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺻﻐﲑ‪‬ﺍ ﺃﺷﺪ ﺗﻮﻛﻼ ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﺭﺃﻳﺖ ﻛﺒﲑ‪‬ﺍ ﺃﺷﺪ ﺯﻫﺪ‪‬ﺍ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﹰ‬
‫-٠٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺗﻔﺴﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ،‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺒﲑ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺣﻖ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﻣﻨﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺼﱯ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻘﻴﻪ، ﻛﻴﻒ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﻨﻜﺮ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﻙ‬ ‫ﺃﻣﺮﻙ ﺑﺎﻟﺘﺰﻭﺩ، ﻭﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻳﺘﺰﻭﺩ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ، ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻴﻘﻄﻴﲏ، ﻳﻘﻮﻝ ﺣﻀﺮﺕ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳉ ﹼﺀ، ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻋﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ ﻭﻻ ﻋﺪﺓ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃ‪‬ﻢ ﻣﺘﻮﻛﻠﻮﻥ ﻓﻴﻤﻮﺗﻮﻥ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﱪﺍﺭﻱ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﳊﻖ ﻓﺈﻥ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻓﺎﻟﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺑﻦ ﺍﳉﻼﺀ، ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ. ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻣﺎﺕ، ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﻩ ﻓﺘﻮﻯ ﺟﺎﻫﻞ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺇﺫ ﻻ ﺧﻼﻑ ﺑﲔ‬ ‫ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺑﻐﲑ ﺯﺍﺩ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﺎﺕ ﺑﺎﳉﻮﻉ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﻋﺎﺹ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺮﺽ ﲟﺎ ﻏﺎﻟﺒﻪ ﺍﻟﻌﻄﺐ، ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺟﻌﻞ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺩﻳﻌﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻭﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ﴾.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻠﻤﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﰲ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺫﻱ، ﻭﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮ ﺑﻐﲑ‬ ‫ﺯﺍﺩ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﻟﻒ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﺗﺰﻭﺩﻭﺍ﴾.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻜﺒﲑ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺷﲑﺍﺯ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻔﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺘﻬﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻭﺣﺪﻱ ﻭﺃﺻﺎﺑﲏ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ ﻣﺎ ﺃﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﺃﺳﻨﺎﱐ‬ ‫ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﺜﺮ ﺷﻌﺮﻱ ﻛﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﺪﺡ ﻋﻠﻰ‬
‫-١٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻻﺣﻖ ﺑﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﻫﻮﺯﺍﻥ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ‪‬ﺒﻠﹾﺨﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ‬ ‫ﻷﺳﺘﺤﻴﻲ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺒﻌﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻟﺌﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺒﻌﻲ‬ ‫ﺯﺍﺩ‪‬ﺍ ﺗﺰﻭﺩﺗﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ، ﻭﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ‬ ‫ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ.‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﻟﻜﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺣﲔ ﺗﺰﻭﺩ ﳌﺎ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻮﺳﻰ ﳌﺎ ﻃﻠﺐ ﺍﳋﻀﺮ ﺗﺰﻭﺩ ﺣﻮﺗ‪‬ﺎ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺣﲔ ﺧﺮﺟﻮﺍ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺼﺤﺒﻮﺍ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻭﺍﺳﺘﺨﻔﻮﺍ ﻣﺎ ﻣﻌﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﳉﻬﻠﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﳍﻢ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﻔﺎﺯﺓ ﺑﻐﲑ ﺯﺍﺩ ﺇﻻ ﺑﺸﺮﻃﲔ: ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﺭﺍﺽ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻴﺚ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﻟﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺃﺳﺒﻮﻋ‪‬ﺎ ﻭﳓﻮﻩ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﻟﺘﻘﻮﺕ ﺑﺎﳊﺸﻴﺶ ﻭﻻ‬ ‫ﲣﻠﻮ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﺎﻩ ﺁﺩﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺃﻭ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﱃ ﺣﻠﺔ ﺃﻭ ﺣﺸﻴﺶ ﻳﺮﺟﻰ ﺑﻪ ﻭﻗﺘﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺃﻗﺒﺢ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﺻﺪﺭ ﻣﻦ ﻓﻘﻴﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻻ‬ ‫ﻳﻠﻘﻰ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻭﻗﺪ ﻳﻀﻞ ﻭﻗﺪ ﳝﺮﺽ ﻓﻼ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ ﺍﳊﺸﻴﺶ، ﻭﻗﺪ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻄﻌﻤﻪ‬ ‫ﻭﻳﺘﻌﺮﺽ ﲟﻦ ﻻ ﻳﻀﻴﻔﻪ ﻭﺗﻔﻮﺗﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻗﻄﻌ‪‬ﺎ ﻭﻗﺪ ﳝﻮﺕ ﻭﻻ ﻳﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ.‬ ‫ﰒ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ، ﰒ ﻣﺎ ﺍﶈﻮﺝ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﻦ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﻟﻘﺎﺀ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﻻﺟﺘﺰﺍﺀ ﲝﺸﻴﺶ؟‬ ‫ﻭﺃﻱ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻝ ﺣﱴ ﳜﺎﻃﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻮﺕ‬
‫-٢٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲝﺸﻴﺶ ﻭﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ؟ ﻭﻛﺄﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﳚﺰﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺮﺯﻗﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ، ﻭﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﺎ ﱂ ﲡﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ.‬ ‫ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻗﻮﻡ ﻣﻮﺳﻰ ﳌﺎ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺑﻘﻠﻬﺎ ﻭﻗﺜﺎﺋﻬﺎ ﻭﻓﻮﻣﻬﺎ ﻭﻋﺪﺳﻬﺎ ﻭﺑﺼﻠﻬﺎ ﺃﻭﺣﻰ‬ ‫ﺍﷲ ﺇﱃ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻥ ﺍﻫﺒﻄﻮﺍ ﻣﺼﺮ‪‬ﺍ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺒﻮﻩ ﰲ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳋﻄﺄ ﰲ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺴﺎﺟﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻼﻝ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﺛﻨﺎ ﺷﺒﺎﺑﺔ، ﺛﻨﺎ ﻭﺭﻗﺎﺀ، ﻋﻦ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﳛﺠﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﺰﻭﺩﻭﻥ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﳓﻦ ﻣﺘﻮﻛﻠﻮﻥ ﻓﻴﺤﺠﻮﻥ ﻓﻴﺄﺗﻮﻥ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻓﻴﺴﺄﻟﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:‬ ‫﴿ﻭﺗﺰﻭﺩﻭﺍ ﻓﺈﻥ ﺧﲑ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ﴾)١( ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٧٩١[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻌﻤﺮ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻧﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﻣ‪‬ﻨﺪ‪‬ﻩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﱪﺩﳚﻲ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻷﺯﻫﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺳﺒﺎﻁ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ، ﻗﺎﻝ ﺳﺄﻟﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻛﺜﲑ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﱐ، ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﺰﻭﺩﻭﻥ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻌﻠﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﳋﻔﺎﻑ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺳﺄﻟﺘﲏ ﻋﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻭﱂ ﺗﺴﺄﻟﲏ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻓﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﺰﻫﺪ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﺄﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺟﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻼﻝ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﳌﻔﺎﺯﺓ ﺑﻐﲑ ﺯﺍﺩ ﻓﺄﻧﻜﺮﻩ ﺇﻧﻜﺎﺭ‪‬ﺍ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ ﻭﻗﺎﻝ: ﹸﻑ ﹸﻑ ﻻ ﻻ، ﻭﻣﺪ ﻬﺑﺎ ﺻﻮﺗﻪ،‬ ‫ﺃ ‪‬ﺃ ‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳊﺞ )٣٢٥١(.‬
‫-٣٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﻻ ﺑﺰﺍﺩ ﻭﺭﻓﻘﺎﺀ ﻗﺎﻓﻠﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻭﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺟﻞ ﻳﺮﻳﺪ‬ ‫ﺳﻔﺮ‪‬ﺍ ﺃﳝﺎ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻚ ﳛﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺯﺍﺩ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﻳﺘﻮﻛﻞ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﳛﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺯﺍﺩ‪‬ﺍ‬ ‫ﻭﻳﺘﻮﻛﻞ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺘﺸﺮﻑ ﻟﻠﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﺃﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﺣﺪﺛﻬﻢ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺳﺄﻝ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﳜﺮﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻣﺘﻮﻛﻼ ﻻ ﳛﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻳﻌﺠﺒﲏ، ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﺄﻛﻞ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﺘﻮﻛﻞ ﻓﻴﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﺫﺍ ﱂ ﻳﻌﻄﻮﻩ ﺃﻟﻴﺲ ﻳﺘﺸﺮﻑ ﳍﻢ ﺣﱴ ﻳﻌﻄﻮﻩ؟ ﻻ‬ ‫ﻳﻌﺠﺒﲏ ﻫﺬﺍ. ﱂ ﻳﺒﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻤﺴﺎﺭ، ﺃﻥ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻣﺸﻴﺶ‬ ‫ﺣﺪﺛﻬﻢ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺳﺄﻟﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺞ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ. ﺍﻋﻤﻞ ﻭﺍﺣﺘﺮﻑ.‬ ‫)ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻨﱯ ﺯﻭﺩ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ( ﻓﻘﺎﻝ: ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻭﳛﺠﻮﻥ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ ﻫﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﳋﻄﺄ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺄ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺷﻬﺪﺕ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﺟﺎﺀﻩ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻣﻌﻲ‬ ‫ﺩﺭﻫﻢ ﺃﺣﺞ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﲪﺪ: ﺍﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺥ ﻓﺎﺷﺘﺮ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ﺣﺒ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﺍﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻚ ﺣﱴ ﻳﺼﲑ ﻋﻨﺪﻙ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ ﻓﺤﺞ. ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻯ‬ ‫ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺭﻏﺐ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﺎﻳﺸﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﺎ ﻣﺘﻮﻛﻞ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻭﺣﺪﻙ ﺃﻭ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺬﺑﺖ ﺇﺫﻥ ﻟﺴﺖ ﲟﺘﻮﻛﻞ، ﻓﺎﺩﺧﻞ ﻭﺣﺪﻙ ﻭﺇﻻ ﻓﺄﻧﺖ‬ ‫ﻣﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﺳﻴﺎﻕ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺃﺳﻔﺎﺭﻫﻢ ﻭﺳﻴﺎﺣﺎ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺸﺮﻉ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬
‫-٤٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻘﺴﻢ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺑﺪﺭ ﺍﳋﻴﺎﻁ ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﲪﺰﺓ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺳﻔﺮﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺳﲑ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻨﻮﻡ ﰲ ﻋﻴﲏ ﺇﺫ ﻭﻗﻌﺖ ﰲ ﺑﺌﺮ، ﻓﺮﺃﻳﺘﲏ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻟﺒﻌﺪ ﻣﺮﺗﻘﺎﻫﺎ ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﺇﺫ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺭﺟﻼﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ: ﳒﻮﺯ ﻭﻧﺘﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺑﻠﺔ ﻭﺍﳌﺎﺭﺓ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ: ﻓﻤﺎ ﻧﺼﻨﻊ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﺪﺭﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺃﻧﺎﺩﻳﻬﻤﺎ، ﻓﻨﻮﺩﻳﺖ:‬ ‫ﺗﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﺗﺸﻜﻮ ﺑﻼﺀﻧﺎ ﺇﱃ ﺳﻮﺍﻧﺎ، ﻓﺴﻜﺖ ﻓﻤﻀﻴﺎ، ﰒ ﺭﺟﻌﺎ ﻭﻣﻌﻬﻤﺎ ﺷﻲﺀ ﻓﺠﻌﻼﻩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻏﻄﻮﻫﺎ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﱄ ﻧﻔﺴﻲ: ﺃﻣﻨﺖ ﻃ ‪‬ﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺠﻮﻧ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻓﻤﻜﺜﺖ ﻳﻮﻣﻲ ﻭﻟﻴﻠﱵ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺪ ﻧﺎﺩﺍﱐ ﺷﻲﺀ ﻳﻬﺘﻒ ﰊ ﻭﻻ ﺃﺭﺍﻩ، ﲤﺴﻚ ﰊ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ‬ ‫ﻓﻤﺪﺩﺕ ﻳﺪﻱ ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﺧﺸﻦ ﻓﺘﺴﻤﻜﺖ ﺑﻪ ﻓﻌﻼﻫﺎ ﻭﻃﺮﺣﲏ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﻫﻮ ﺳﺒﻊ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﳊﻖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ، ﻓﻬﺘﻒ ﰊ ﻫﺎﺗﻒ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﲪﺰﺓ ﺍﺳﺘﻨﻘﺬﻧﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺑﺎﻟﺒﻼﺀ ﻭﻛﻔﻴﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﲣﺎﻑ ﲟﺎ ﲣﺎﻑ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﺍﳊﻤﻴﺪﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺭﺩﺳﺘﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﳌﺨﺮﻣﻲ، ﲰﻌﺖ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﳋﺮﺍﺳﺎﱐ: ﺣﺠﺠﺖ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﻓﺒﻴﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﺸﻲ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻗﻌﺖ ﰲ ﺑﺌﺮ ﻓﻨﺎﺯﻋﺘﲏ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻐﻴﺚ ﻓﻘﻠﺖ: ﻻ ﻭﺍﷲ ﻻ ﺃﺳﺘﻐﻴﺚ ﻓﻤﺎ ﺃﲤﻤﺖ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺎﻃﺮ ﺣﱴ ﻣﺮ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺭﺟﻼﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻟﻶﺧﺮ: ﺗﻌﺎﻝ ﻧﺸﺪ ﺭﺃﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺌﺮ‬ ‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﺄﺗﻮﺍ ﺑﻘﺼﺐ ﻭﺑﺎﺭﻳﺔ ﻓﻬﻤﻬﻤﺖ ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﱃ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻨﻬﻤﺎ،‬ ‫ﻭﺳﻜﺖ ﺣﱴ ﻃﻤﻮﺍ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺸﻲﺀ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭﻭﱠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻪ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﳘﻬﻤﺔ ﻟﻪ: ﺗﻌﻠﻖ ﰊ. ﻓﺘﻌﻠﻘﺖ ﺑﻪ ﻓﺄﺧﺮﺟﲏ، ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺳﺒﻊ ﻓﻬﺘﻒ‬ ‫ﰊ ﻫﺎﺗﻒ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﲪﺰﺓ ﺃﻟﻴﺲ ﺫﺍ ﺣﺴﻦ ﳒﻴﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﻠﻒ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٠٢٣، ١٢٣.‬
‫-٥٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﳛﻜﻲ ﻋﻦ ﺃﰊ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺃﻧﺸﺪ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫)ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬ ‫ﻓﺄﻏﻨﻴﺘﲏ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺸﻒ‬ ‫ﻧ‪‬ﻬﺎﱐ ﺣﻴﺎﺋﻲ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺃﻛﺸﻒ ﺍﳍﻮﻯ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺒﺸﺮﱐ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ﺃﻧـﻚ ﰲ ﺍﻟﻜـﻒ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺗﺮﺍﺀﻳﺖ ﱄ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ﺣـﱴ ﻛـﺄﻧﲏ‬ ‫ﻭﺗﺆﻧﺴﲏ ﺑﺎﻟﻌﻄﻒ ﻣﻨﻚ ﻭﺑﺎﻟﻠﻄﻒ‬ ‫ﺃﺭﺍﻙ ﻭﰊ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﱵ ﻟﻚ ﻭﺣﺸـﺔ‬ ‫ﻭﺫﺍ ﻋﺠﺐ ﻛﻮﻥ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﻊ ﺍﳊﺘﻒ‬ ‫ﻭﲢﻴﻲ ﳏﺒ‪‬ﺎ ﺃﻧﺖ ﰲ ﺍﳊﺐ ﺣﺘﻔـﻪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﺃﰊ ﲪﺰﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﺒﺌﺮ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ: ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﳋﺮﺍﺳﺎﱐ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺍﻥ ﺍﳉﻨﻴﺪ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺩﻣﺸﻘﻲ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ: ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﻭﺍﲰﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻭﺫﻛﺮﻩ‬ ‫ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰲ »ﺗﺎﺭﳜﻪ« ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ)١(، ﻭﺃﻳﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻓﻬﻮ ﳐﻄﻰﺀ ﰲ ﻓﻌﻠﻪ، ﳐﺎﻟﻒ‬ ‫ﻟﻠﺸﺮﻉ ﺑﺴﻜﻮﺗﻪ، ﻣﻌﲔ ﺑﺼﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺢ ﻭﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﻃﻢ‬ ‫ﺍﻟﺒﺌﺮ، ﻛﻤﺎ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻳﻘﺼﺪ ﻗﺘﻠﻪ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻻ ﺃﺳﺘﻐﻴﺚ ﻛﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻻ ﺁﻛﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻻ ﺃﺷﺮﺏ ﺍﳌﺎﺀ، ﻭﻫﺬﺍ ﺟﻬﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻭﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﰲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﺔ ﻓﻮﺿﻊ‬ ‫ﻟﻶﺩﻣﻲ ﻳﺪ‪‬ﺍ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻬﺑﺎ ﻭﻟﺴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻪ ﻭﻋﻘﻼ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﺇﱃ ﺩﻓﻊ ﺍﳌﻀﺎﺭ ﻭﺍﺟﺘﻼﺏ ﺍﳌﺼﺎﱀ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ، ﻓﻤﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﺎ ‪‬ﻠﻖ ﻟﻪ ﻭﺃﺭﺷﺪ‬ ‫ﺧِ ‪‬‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺭﻓﺾ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻋﻄﻞ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ.‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﺟﺎﻫﻞ: ﻓﻜﻴﻒ ﺃﺣﺘﺮﺯ ﻣﻊ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘﺪﺭ؟ ﻗﻠﻨﺎ: ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﳛﺘﺮﺯ ﻣﻊ ﺃﻣﺮ ﺍﳌﻘﺪﺭ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ١٧[، ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺴﺮﺍﻗﺔ: »ﺍﺧﻒ‬ ‫)١( ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ١/١٩٣، ٢٩٣.‬
‫-٦٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻨﺎ«، ﻭﺍﺳﺘﺄﺟﺮ ﺩﻟﻴﻼ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﺃﺧﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﺑﺒﺪﻧﻪ ﻣﻊ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ، ﻭﺑﻘﻠﺒﻪ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﺒﺐ، ﻭﻗﺪ ﺃﺣﻜﻤﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻝ ﺃﰊ ﲪﺰﺓ: ﻓﻨﻮﺩﻳﺖ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﲏ، ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﳉﺎﻫﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮ‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﺎﳉﻬﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ‬ ‫‪‬ﺎﻩ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﻼ ﻧﺎﻓﺮﻩ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﰲ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻭﺗﻌﹼﻘﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﳌﺘﺪﱄ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﲤﺴﻜﻪ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻧﻘﺾ ﳌﺎ ﺍﺩﻋﺎﻩ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻷﻧﻪ ﺃﻱ ﻓﺮﻕ ﺑﲔ ﻗﻮﻟﻪ: ﺃﻧﺎ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭﺑﲔ ﲤﺴﻜﻪ ﲟﺎ ﺗﺪﹼﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﻻ ﺑﻞ ﻫﺬﺍ ﺁﻛﺪ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺁﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻓﻬﻼ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺳﻜﺖ ﺣﱴ ﳛﻤﻞ ﺑﻼ ﺳﺒﺐ. ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺜﻪ ﺍﷲ ﱄ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻌﺜﻪ؟ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﳌﺴﺘﻐﻴﺚ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ؟ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻐﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻌﻤﻼ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﺧﻠﻘﻬﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻴﻨﺘﻔﻊ ﻬﺑﺎ ﻟﻠﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻭﺇﳕﺎ ﺑﺴﻜﻮﺗﻪ ﻋﻄﻞ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﺍﷲ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻪ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻓﺼﺢ ﻟﻮﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﺒﺐ، ﻭﺃﻣﺎ ﲣﻠﻴﺼﻪ ﺑﺎﻷﺳﺪ ﻓﺈﻥ ﺻﺢ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﺜﻠﻪ ﰒ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻠﻄﻒ ﺑﻌﺒﺪﻩ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﻜﺮ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﳌﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮﻉ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ ﺍﳌﻜﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺛﻨﺎ ﺍﳋﻠﺪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻤﲔ: ﻛﻨﺖ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺑﻘﺮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﺑﱪﻳﻘﺎﻥ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻨﻘﻄﻊ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﲨﻼ ﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﻭﻣﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻭ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﺗﺘﻨﺎﻫﺶ ﳊﻤﻪ، ﳛﻤﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻛﺄﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﺿﻄﺮﺑﺖ‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﱄ ﻧﻔﺴﻲ: ﲤﻴﻞ ﳝﻴﻨ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﴰﺎﻻ ﻓﺄﺑﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺁﺧﺬ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﺤﻤﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺸﻴﺖ ﺣﱴ ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻛﺄﺣﺪﻫﻢ، ﰒ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻲ ﻷﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﻫﻲ؟ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺮﻭﻉ ﻣﻌﻲ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﺄﺑﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﺑﺮﺡ‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻔﱵ ﻓﻘﻌﺪﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﰒ ﻧﻈﺮﺕ ﺑﻌﺪ ﻗﻌﻮﺩﻱ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺮﻭﻉ ﻣﻌﻲ ﻓﺄﺑﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﺑﺮﺡ‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻔﱵ، ﻓﻮﺿﻌﺖ ﺟﻨﱯ ﻓﻨﻤﺖ ﻣﻀﻄﺠﻌ‪‬ﺎ ﻓﺘ‪‬ﻐ ‪‬ﺎﱐ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳍﻴﺌﺔ‬ ‫ﹶ ﺸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﰲ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻤﻀﻰ ﰊ ﻭﻗﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻧﺎﺋﻢ، ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ‬ ‫ﻗﺪ ﺗﻔﺮﻗﺖ ﻭﱂ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺟﺪﻩ ﻗﺪ ﺯﺍﻝ ﻓﻘﻤﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳍﻴﺌﺔ‬
‫-٧٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺖ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﰲ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﺴﺒﺎﻉ ﻭﻻ‬ ‫ﳛﻞ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﺴﺒﻊ ﺃﻭ ﳊﻴﺔ ﺑﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﺮ ﳑﺎ ﻳﺆﺫﻳﻪ ﺃﻭ ﻳﻬﻠﻜﻪ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ: ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺑﺄﺭﺽ ﻓﻼ ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ«)١(.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ »ﻓِﺮ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺬﻭﻡ ﻓﺮﺍﺭﻙ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺪ«)٢(.‬ ‫ﻭﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﲝﺎﺋﻂ ﻣﺎﺋﻞ ﻓﺄﺳﺮﻉ)٣(.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﻃﺒﻌﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﱰﻋﺞ، ﻭﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﺳﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﳌﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﳊﻴﺔ ﺧﺎﻑ ﻭﻭﱃ ﻣﺪﺑﺮ‪‬ﺍ، ﻓﺈﻥ ﺻﺢ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻷﻥ‬ ‫ﻃﺒﺎﻉ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ، ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺃﺧﺎﻑ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺑﻄﺒﻌﻲ، ﻛﺬﺑﻨﺎﻩ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻻ‬ ‫ﺃﺷﺘﻬﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻦ.‬ ‫ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻗﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﱴ ﻧﺎﻡ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﺳﺘﺴﻼﻣ‪‬ﺎ ﻟﻠﻬﻼﻙ ﻟﻈﻨﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﺧﻄﺄ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻣﺎ ‪‬ﻲ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻣﺎ ﳜﺎﻑ ﺷﺮﻩ. ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻭﺷﺒﻌﺖ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﻞ، ﻭﺍﻟﺴﺒﻊ ﺇﺫﺍ ﺷﺒﻊ ﻻ ﻳﻔﺘﺮﺱ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺨﺸﱯ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻠﻘﻴﺘﻪ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﻓﻨﻬﺸﺘﻪ ﻓﻤﺎﺕ.‬ ‫ﰒ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻄﻒ ﺑﻪ ﻭﳒﺎﻩ ﲝﺴﻦ ﻇﻨﻪ ﻓﻴﻪ. ﻏﲑ ﺃﻧﺎ ﻧﺒﲔ ﺧﻄﺄ ﻓﻌﻠﻪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٩٢٧٥، ٠٣٧٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٩١٢٢/٨٩،‬ ‫٠٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٧٠٧٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٣٤٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٦٥٣، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪﻩ ١١/١٩٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ،‬ ‫ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٢/٨١٣ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﻭﺍﻩ ﺃﲪﺪ ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ« ﻗﻠﺖ:‬ ‫ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ.‬
‫-٨٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻠﻌﺎﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﲰﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻇﻦ ﺃ‪‬ﺎ ﻋﺰﳝﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻳﻘﲔ ﻗﻮﻱ ﻭﺭﲟﺎ ﻓﻀﻞ ﺣﺎﻟﺘﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﺫ ﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺇﺫ ﻣﺮ ﲜﺪﺍﺭ ﻣﺎﺋﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻬﺮﻭﻝ، ﻭﻋﻠﻰ ﻟﺒﺴﻪ ﺍﻟﺪﺭﻉ ﰲ ﻏﺰﻭﺍﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻗﺖ ﺍﳊﺮﺏ، ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ‬ ‫ﰲ ﻏﺰﻭﺓ ﺍﳋﻨﺪﻕ: »ﻟﻴﺲ ﻟﻨﱯ ﺃﻥ ﻳﻠﺒﺲ ﻻﻣﺔ ﺣﺮﺑﻪ ﰒ ﻳﱰﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻗﺘﺎﻝ«)١(.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺇﺫ ﺳﺪ ﺧﺮﻭﻕ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﺍﺗﻘﺎﺀ ﺃﺫﻯ ﺍﳊﻴﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻫﻴﻬﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻮ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ﲟﺎ ﳜﺎﻳﻞ‬ ‫ﻟﻪ ﻇﻨﻪ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﳉﱪﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﺆﻣﻼ ﺍﳌﻐﺎﺭﰊ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺻﺤﺐ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻤﲔ ﻓﺴﺎﻓﺮﺕ ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺗﻜﺮﻳﺖ ﻭﺍﳌﻮﺻﻞ ﻓﺒ‪‬ﻴﻨ‪‬ﺎ ﳓﻦ ﰲ ﺑﺮﻳﺔ ﻧﺴﲑ ﺇﺫ ﺯﺃﺭ ﺍﻟﺴﺒﻊ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﺎ ﻓﺠﺰﻋﺖ ﻭﺗﻐﲑﺕ ﻭﻇﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ﻭﳘﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﺑﺎﺩﺭ ﻓﺄﻓﺮ ﻓﻀﺒﻄﲏ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﺆﻣﻞ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻫﻬﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﳉﺎﻣﻊ)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻻ ﺃﺷﻚ ﰲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﺛﺮﻩ ﰲ ﺍﳌﺘﻮﻛﻞ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻃﻪ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻠﺴﺒﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳋﻮﺍﺹ: ﺣﺪﺛﲏ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ، ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻗﻴﻞ ﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ: ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﺍﻙ ﻣﻊ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ؟ ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﰲ ﺳﻴﺎﺣﺔ، ﻓﻨﻤﻨﺎ‬ ‫ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻓﻴﻪ ﺳﺒﺎﻉ، ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﱄ ﺭﺁﱐ ﱂ ﺃﱎ ﻃﺮﺩﱐ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻻ ﺗﺼﺤﺒﲏ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ.‬ ‫ﹼ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﻣﻌﻠﻘﺎ ٣١/٥١٣، ﻭﻭﺻﻠﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/١٥٣،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ )٩٥١٢(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٦/٧٠١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٥/٨٤٣، ٩٤٣.‬
‫-٩٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺪﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﲑ ﻣﺎ ﻃﺒﻊ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭﻻ ﰲ ﻭﺳﻌﻪ، ﻭﻻ ﻳﻄﺎﻟﺒﻪ ﲟﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻣﺎ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﺣﲔ ﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺔ، ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻣﺒﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﻞ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳋﻠﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺣﺴﻨ‪‬ﺎ ﺃﺧﺎ ﺳﻨﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺳﻠﻚ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﻓﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ﰲ ﺭﺟﻠﻲ ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ ﻓﻴﻤﻨﻌﲏ ﻣﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﺟﻠﻲ ﻓﺄﺩﻟﻚ ﺭﺟﻠﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﻣﺸﻲ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﻧﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺟﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﺣﺠﺔ ﺣﺎﻓﻴ‪‬ﺎ ﻣﻜﺸﻮﻑ ﺍﻟﺮﺃﺱ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺩﺧﻞ ﰲ ﺭﺟﻠﻪ ﺷﻮﻙ ﳝﺴﺢ ﺭﺟﻠﻪ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﳝﺸﻲ ﻭﻻ ﻳﺘﻄﺎﻃﻰ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ‬ ‫ﺗﻮﻛﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﳉﻬﻞ ﺑﺄﻫﻠﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺣﺎﻓﻴ‪‬ﺎ ﻷﻧﻪ ﻳﺆﺫﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﺫﻯ، ﻭﻻ ﻣﻜﺸﻮﻑ ﺍﻟﺮﺃﺱ،‬ ‫ﻭﺃﻱ ﻗﺮﺑﺔ ﲢﺼﻞ ﻬﺑﺬﺍ، ﻭﻟﻮﻻ ﻭﺟﻮﺏ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻜﺸﻔﻪ‬ ‫ﻣﻌﲎ، ﻓﻤﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻻ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﺸﻮﻙ ﻣﻦ ﺭﺟﻠﻪ ﻭﺃﻱ ﻃﺎﻋﺔ ﺗﻘﻊ ﻬﺑﺬﺍ؟ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺭﺟﻠﻪ‬ ‫ﺍﻧﺘﻔﺨﺖ ﲟﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﻙ ﻭﻫﻠﻚ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻋﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻫﻞ ﺩﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﺑﺎﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﺩﻓﻊ ﺷﺮ ﺍﻟﺸﻮﻙ، ﻓﻬﻼ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﺎﻹﺧﺮﺍﺝ.‬ ‫ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﻷ‪‬ﻤﺎ ﻳﻘﻀﻴﺎﻥ ﲜﻠﺐ ﺍﳌﻨﺎﻓﻊ‬ ‫ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﳌﻀﺎﺭ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﺟﺎﺯ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﳌﻦ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﺿﺮﺭ ﰲ ﺇﺣﺮﺍﻣﻪ ﺃﻥ ﳜﺮﻕ‬ ‫ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ﻭﻳﻠﺒﺲ ﻭﻳﻐﻄﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻳﻔﺪﻱ، ﻭﻟﻘﺪ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﱐ ﻷﺗﺒﲔ ﻋﻘﻞ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺄﻥ ﻳﺪﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﳝﺸﻲ ﰲ ﺍﻟﻈﻞ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬
‫-٠٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﻣﻴﺴﻴﲏ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﺖ ﰲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﺴﻦ ﰲ‬ ‫ﻭﺳﻄﻲ ﻧﺼﻒ ﺟﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻲ ﻧﺼﻒ ﺟﻞ ﻓﺮﻣﺪﺕ ﻋﻴﲏ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻣﺴﺢ‬ ‫ﺩﻣﻮﻋﻲ ﺑﺎﳉﻞ ﻓﺄﻗﺮﺡ ﺍﳉﻞ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻓﻜﺎﻥ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻓﻤﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﻗﻮﺓ‬ ‫ﺳﺮﻭﺭﻱ ﲝﺎﱄ ﱂ ﺃﻓﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻋﻴﲏ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺠﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺃﺛﺮﺕ ﰲ ﺑﺪﱐ ﻗﺒﻠﺖ ﻳﺪﻱ ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﲏ ﺳﺮﻭﺭ‪‬ﺍ ﻣﲏ ﺑﺎﻟﺒﻼﺀ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﻤﺮﺍﻥ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﺮﻗﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺫﻫﺎﺏ ﺑﺼﺮﻱ ﺃﱐ ﺧﺮﺟﺖ ﰲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻜﺔ،‬ ‫ﻭﰲ ﻭﺳﻄﻲ ﻧﺼﻒ ﺟﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺳﻄﻲ ﻧﺼﻒ ﺟﻞ، ﻓﺮﻣﺪﺕ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﻴﲏ ﻓﻤﺴﺤﺖ‬ ‫ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺑﺎﳉﻞ ﻓﻘﺮﺡ ﺍﳌﻜﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﺗﺴﻴﻼﻥ ﻣﻦ ﻋﻴﲏ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻠﺖ ﻷﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻔﺮﺩ ﻋﲔ: ﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﺫﻫﺎﺏ‬ ‫ﻋﻴﻨﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺁﻛﻞ ﻷﻫﻞ‬ ‫ﺍﳌﻨﺎﺯﻝ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺗﻮﺭﻋ‪‬ﺎ، ﻓﺴﺎﻟﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﻴﲏ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﻉ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺇﺫﺍ ﲰﻊ ﻣﺒﺘﺪﻯﺀ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻇﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﳎﺎﻫﺪﺍﺕ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﲨﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻔﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﻓﺘﺨﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻨﻮﻧ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ:‬ ‫ﺧﺮﻭﺟﻪ ﰲ ﺗﻨﺼﻴﻒ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ، ﻭﻣﺸﻴﻪ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ ﻭﻻ ﺭﺍﺣﻠﺔ، ﻭﻟﺒﺎﺳﻪ ﺍﳉﻞ، ﻭﻣﺴﺢ‬ ‫ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﻪ، ﻭﻇﻨﻪ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﺮﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﲟﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﺷﺮﻋﻪ‬ ‫ﻻ ﲟﺎ ‪‬ﻰ ﻭﻛﻒ ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﻓﻠﻮ ﺃﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺿﺮﺏ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻌﺼﺎ ﻷ‪‬ﺎ ﻋﺼﺖ، ﺃﺗﻘﺮﺏ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﷲ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٤٤٣.‬
‫-١٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺻﻴ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﺳﺮﻭﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻬﺑﺬﺍ ﺧﻄﺄ ﻗﺒﻴﺢ، ﻷﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﺎﻟﺒﻼﺀ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻐﲑ ﺗﺴﺒﺐ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻠﻮ ﺃﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻛﺴﺮ ﺭﺟﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﰒ ﻓﺮﺡ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﳌﺼﻴﺒﺔ ﻛﺎﻥ ‪‬ﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﳊﻤﺎﻗﺔ، ﰒ ﺗﺮﻛﻪ‬ ‫ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻗﺖ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺭ ﻭﲪﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺷﺪﺓ ﺍ‪‬ﺎﻋﺔ ﺣﱴ ﺳﺎﻟﺖ ﻋﻨﻴﻪ، ﰒ ﻳﺴﻤﻲ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺗﻮﺭﻋ‪‬ﺎ، ﲪﺎﻗﺎﺕ ﺯﻫﺎﺩ، ﺃﻛﱪﻫﺎ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺮﻗﻲ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻣﻄﺮﻑ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺯﻥ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺟﺎﻉ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺄﻝ ﺣﱴ ﻣﺎﺕ ﺩﺧﻞ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺭ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻨﻪ. ﻭﻭﺟﻬﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ‬ ‫ﺟﻌﻞ ﻟﻠﺠﺎﺋﻊ ﻣﻜﻨﺔ ﺍﻟﺘﺴﺒﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻠﻪ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ‬ ‫ﻛﺴﺐ ﻣﺜﻠﻪ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻝ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺮﻛﻪ ﻓﻘﺪ ﻓﺮﻁ ﰲ ﺣﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻭﺩﻳﻌﺔ ﻋﻨﺪﻩ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﰲ ﺫﻫﺎﺏ ﻋﲔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻇﺮﻑ ﳑﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ، ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﻟﻘﻼﹶﻧﺴﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ ﳛﻜﻰ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﱠﺎﻕ ﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﻀﻔﺖ ﺣﻴ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬ﻗ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺣﺴﻨﺎﺀ. ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﻘﻠﻌﺖ ﻋﻴﲏ ﺍﻟﱵ ﻧﻈﺮﺕ ﻬﺑﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻗﻠﺖ: ﻣﺜﻠﻚ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﷲ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺟﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ‬ ‫ﻋﻨﻬﺎ، ﻷﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﻌ ‪‬ﺪ ﻓﻼ ﺇﰒ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﺗﻌﻤﺪ ﻓﻘﺪ ﺃﺗﻰ ﺻﻐﲑﺓ، ﻗﺪ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺪﻡ. ﻓﻀﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﻫﻲ ﻗﻠﻊ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻭﱂ ﻳﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻗﻠﻌﻬﺎ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٦/٦٦.‬
‫-٢٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺮﺑﺔ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﶈﻈﻮﺭ ﻗﺮﺑﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺧﻄﺆﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﲰﻊ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻘﻠﻊ ﻋﻴﻨﻪ، ﻭﺗﻠﻚ ﻣﻊ ﺑﻌﺪ ﺻﺤﺘﻬﺎ،‬ ‫ﺭﲟﺎ ﺟﺎﺯﺕ ﰲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻬﻢ ﻓﺄﻣﺎ ﺷﺮﻳﻌﺘﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺣﺮﻣﺖ ﻫﺬﺍ، ﻭﻛﺄﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﺑﺘﻜﺮﻭﺍ‬ ‫ﺷﺮﻳﻌﺔ ﲰﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﳏﻤﺪ ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ. ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻋﺎﺑﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ، ﻏﻼﻡ ﺷﻌﻮﺍﻧﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﺗﲏ ﺷﻌﻮﺍﻧﺔ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﰲ ﺟﲑﺍ‪‬ﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺻﺎﳊﺔ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﺮﺁﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺎﻓﺘﱳ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻭﺗﺒﻌﻬﺎ ﺇﱃ ﺑﺎﺏ ﺩﺍﺭﻫﺎ. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﳌﺮﺃﺓ: ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﲏ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﺘﻨﺖ ﺑﻚ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﺎ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﺖ ﻣﲏ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻴﻨﺎﻙ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﺇﱃ ﺩﺍﺭﻫﺎ ﻓﻘﻠﻌﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺇﱃ‬ ‫ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺭﻣﺖ ﻬﺑﻤﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺧﺬﳘﺎ ﻓﻼ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﷲ ﻓﻴﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺎﳉﻬﻠﺔ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﺗﻰ ﺻﻐﲑﺓ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ، ﻭﺃﺗﺖ ﻫﻲ ﺑﻜﺒﲑﺓ، ﰒ ﻇﻨﺖ ﺃ‪‬ﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻃﺎﻋﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃ‪‬ﺎ‬ ‫ﻻ ﺗﻜﻠﻢ ﺭﺟﻼ ﺃﺟﻨﺒﻴ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﺍﳌﺼﺮﻱ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻏﲑﻩ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻟﻘﻴﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﻓﻘﻠﺖ ﳍﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﱄ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﳛﻞ ﻟﻪ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮﺕ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺘﻴﻘﻈﺔ. ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﺮﻭﺣﻲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ،‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﺛﲏ ﺳﻜﺮ،‬ ‫ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺟﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺫﺍ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﻨﺤﻮ ﺃﺭﺽ‬ ‫ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻓﻨﺎﺩﻳﺘﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻭﻣﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻮﻻ ﻧﻘﺺ ﻋﻘﻠﻚ ﻟﺮﻣﻴﺘﻚ ﺑﺸﻲﺀ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳍﻤﺪﺍﱐ، ﺛﲏ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻄ ﱠﺀ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳍﻴﺜﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ‬ ‫ﱠﻼ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳊﺪﺍﺩ: ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﺒﻘﻴﺖ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻻ‬ ‫ﺁﻛﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻭﺿﻌﻔﺖ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﻲ ﻓﺒﻘﻴﺖ ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ ﺃﺧﺮ ﱂ ﺃﺫﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻋﻠﻰ‬
‫-٣٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺟﻬﻲ ﻭﻏﺸﻲ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻭﻏﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻻ ﲰﻌﺖ ﺑﻪ، ﻓﺒ‪‬ﻴﻨ‪‬ﺎ ﺃﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﻣﺮ ﰊ ﺭﻛﺐ ﻓﺮﺃﻭﱐ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻓﱰﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺭﺍﺣﻠﺘﻪ ﻓﺤﻠﻖ ﺭﺃﺳﻲ‬ ‫ﻭﳊﻴﱵ ﻭﺷﻖ ﺛﻮﰊ ﻭﺗﺮﻛﲏ ﰲ ﺍﻟﺮﻣﻀﺎﺀ، ﻭﺳﺎﺭ ﻓﻤﺮ ﰊ ﺭﻛﺐ ﺁﺧﺮ ﻓﺤﻤﻠﻮﱐ ﺇﱃ ﺣﻴﻬﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻐﻠﻮﺏ ﻓﻄﺮﺣﻮﱐ ﻧﺎﺣﻴﺔ، ﻓﺠﺎﺀﺗﲏ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ ﻭﺻﺒﺖ ﺍﻟﻞ ﺑﻦ ﰲ‬ ‫ﺣﻠﻘﻲ ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻋﻴﲏ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻗﻠﺖ ﳍﻢ: ﺃﻗﺮﺏ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻳﻦ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺓ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺤﻤﻠﻮﱐ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺮﺍﺓ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻟﻮ ﳛﻜﻰ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺎﻧﲔ ﺍﳓﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ ﺳﻜﻴﻨ‪‬ﺎ ﻭﺟﻌﻞ ﻳﺸﺮﺡ ﳊﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻨﻮﻥ، ﹶﻟ ‪ ‬ﻕ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺼﺪ‬ ‫ﻫﺬﺍ، ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺣﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻭﲟﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﰒ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻗﺮﺑﺔ، ﻧﺴﺄﻝ‬ ‫ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ،‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺮﳛﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺷﺨﺼ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻋﺮﺝ ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺐ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﱪﻳﺔ، ﻓﻨﻬﺎﻩ ﺷﻴﺦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ، ﻓﺄﰉ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ، ﻓﺴﻘﻂ ﻭﱂ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻋﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ. ﻗﻠﺖ:‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﱪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺼﱪ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪ ﻭﺇﻥ ﺃﻃﻴﻖ‬ ‫ﺑﻔﻀﻴﻠﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟﺪﻱ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳒﻴﺪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳍﺮﻭﻱ ﻣﻊ ﺷﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﱪﻳﺔ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺷﺒﺔ ﺍﻃﺮﺡ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﺋﻖ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻄﺮﺣﺘﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺃﺑﻘﻴﺖ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ،‬ ‫ﻓﺨﻄﺎ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺍﻃﺮﺡ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ، ﻻ ﺗﺸﻐﻞ ﺳﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ‬ ‫ﻭﺩﻓﻌﺘﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻄﺮﺣﻪ ﰒ ﺧﻄﺎ ﺧﻄﻮﺍﺕ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﻃﺮﺡ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ، ﻗﻠﺖ: ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻲ ﺷﻲﺀ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺪ ﺳﺮﻱ ﻣﺸﺘﻐﻞ، ﰒ ﺫﻛﺮﺕ ﺃﻥ ﻣﻌﻲ ﺩﺳﺘﺠﺔ ﺷﺴﻮﻉ)١( ﻓﻘﻠﺖ: ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻲ ﺇﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺩﺳﺘﺠﺔ: ﺣﺰﻣﺔ ﻭﳓﻮﻫﺎ، ﲡﻤﻊ ﺍﺛﲎ ﻋﺸﺮ ﻓﺮﺩﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﻮﻉ، ﻣﻌﺮﺏ: ﺩﺳﺘﺔ.‬ ‫=‬
‫-٤٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻫﺬﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﻓﻄﺮﺣﻬﺎ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺍﻣﺶ. ﻓﻤﺸﻴﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﺇﱃ ﺷﺴﻊ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺇﻻ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻣﻄﺮﻭﺣ‪‬ﺎ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ، ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺧﻄﺄ، ﻭﺭﻣﻲ ﺍﳌﺎﻝ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ‬ ‫ﳑﻦ ﻳﺮﻣﻲ ﻣﺎ ﳝﻠﻜﻪ، ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻫﻮ؟ ﻭﻫﻞ ﳛﻞ ﻟﻪ ﺃﺧﺬﻩ ﺃﻡ ﻻ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺼﺮﻱ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺮﺍﺯ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻣﺮﺓ ﺑﻐﲑ ﺯﺍﺩ ﻓﺄﺻﺎﺑﺘﲏ ﻓﺎﻗﺔ‬ ‫ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ‪‬ﻌﺪ ﻓﺴﺮﺭﺕ ﺑﻮﺻﻮﱄ، ﰒ ﻓﻜﺮﺕ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺷﻜﻴﺖ ﻭﺃﱐ ﺗﻮﻛﻠﺖ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ ﻓﺂﻟﻴﺖ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺇﻻ ﺇﻥ ﲪﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺤﻔﺮﺕ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﰲ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﺣﻔﺮﺓ‬ ‫ﻭﻭﺍﺭﻳﺖ ﺟﺴﺪﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺻﺪﺭﻱ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗ‪‬ﺎ ﰲ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﺎﻟﻴ‪‬ﺎ: ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ‬ ‫ﺇﻥ ﷲ ﻭﻟﻴ‪‬ﺎ ﺣﺒﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻓﺎﳊﻘﻮﻩ، ﻓﺠﺎﺀ ﲨﺎﻋﺔ ﻓﺄﺧﺮﺟﻮﱐ ﻭﲪﻠﻮﱐ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻟﻘﺪ ﺗﻨﻄﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻌﻪ، ﻓﺄﺭﺍﺩ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﱂ‬ ‫ﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻴﻪ، ﻷﻥ ﻃﺒﻊ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺃﻥ ﻳﻬﺶ ﺇﱃ ﻣﺎ ﳛﺐ، ﻭﻻ ﻟﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺸﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻫﺶ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳌﺎﺀ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﺋﻊ ﺇﺫﺍ ﻫﺶ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺶ ﺇﱃ ﳏﺒﻮﺏ ﻟﻪ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ ﻓﻼﺣﺖ ﻟﻪ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺃﺳﺮﻉ ﺍﻟﺴﲑ ﺣﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﻮﻃﻦ)١(، ﻭﳌﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ‬ ‫ﺗﻠﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺷﻮﻗﹰﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻼﻝ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻌﻦ ﺍﷲ ‪‬ﺘﺒﺔ ﻭﺷﻴ‪‬ﺒﺔ ﺇﺫ ﺃﺧﺮﺟﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ، ﻭﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻋ ‪‬‬ ‫)ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬ ‫=‬ ‫ﺷﺴﻮﻉ: ﺳﲑ ﳝﺴﻚ ﺍﻟﻨﻌﻞ ﺑﺄﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﻘﺪﻡ. ﻭﺷﺴﻊ ﺍﳌﺎﻝ: ﺑﻘﻴﺘﻪ، ﻳﻘﺎﻝ: ﺷﺴﻊ ﺍﳌﺎﻝ: ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﻪ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻤﺮﺓ )٢٠٨١( ﻭﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ )٦٨٨١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ.‬
‫-٥٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)١(‬ ‫ﺑﻮﺍﺩٍ ﻭﺣﻮﱄ ﺇﺫﺧ ‪ ‬ﻭﺟﻠﻴـﻞ‬ ‫ﹾ ِﺮ‬ ‫ﺃﻻ ﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﻫﻞ ﺃﺑﻴﱳ ﻟﻴﻠـﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻫﻞ ﺗﺒﺪﻭﻥ ﱄ ﺷﺎﻣﺔ ﻭﻃﻔﻴـﻞ‬ ‫ﻭﻫﻞ ﺃﺭﺩﺕ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻴـﺎﻩ ﳎﻨـﺔ‬ ‫ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻐﲑ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ. ﰒ ﺣ‪‬ﺒ ‪‬ﻪ ﻧﻔﺴ‪‬ﻪ ﻋﻦ‬ ‫‪‬ﺴ‬ ‫ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻗﺒﻴﺢ، ﻭﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ؟ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﳏﺾ ﺟﻬﻞ.‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﺍﳋﲑ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ‬ ‫ﻓﺒﺴﻄﲏ ﲟﺤﺎﺩﺛﺘﻪ ﱄ ﺑﺬﻛﺮ ﺑﺎﺩﻳﺘﻪ، ﺇﱃ ﺃﻥ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻗﻄﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺪ ﺟﻨﺖ‬ ‫ﻓﻘﻄﻌﺖ.‬ ‫ﰒ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺑﻪ ﻣﻊ ﲨﺎﻋﺔ ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺣﱴ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ‬ ‫ﻓﺄﻗﻤﺖ ﻬﺑﺎ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﻭﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺑﻨﻴﺖ ﻬﺑﺎ ﻛﻮﺧ‪‬ﺎ، ﻓﻜﻨﺖ ﺃﺟﻲﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻟﻴﻞ ﺇﱃ ﻟﻴﻞ‬ ‫ﻭﺃﻓﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻀﻪ ﺍﳌﺮﺍﺑﻄﻮﻥ ﻭﺃﺯﺍﺣﻢ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻔﺮ، ﻭﺁﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟ‪‬ﺒﺮﺩﻱ ﰲ‬ ‫‪ ِ‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ، ﻓﻨﻮﺩﻳﺖ ﰲ ﺳﺮﻱ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳋﲑ ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﺍﳋﻠﻖ ﰲ ﺃﻗﻮﺍ‪‬ﻢ ﻭﺗﺸﲑ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﺃﻧﺖ ﰲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺟﺎﻟﺲ. ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﳍﻲ ﻭﺳﻴﺪﻱ ﻭﻋﺰﺗﻚ ﻻ ﻣﺪﺩﺕ ﻳﺪﻱ ﺇﱃ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﳑﺎ ﺗﻨﺒﺘﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﱴ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﻮﺻﻞ ﺇﱄ ﺭﺯﻗﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﻓﻴﻪ، ﻓﺄﻗﻤﺖ ﺍﺛﲏ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﺻﻠﻲ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻭﺃﺗﻨﻔﻞ ﰒ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﻓﺄﻗﻤﺖ ﺍﺛﲏ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﺻﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﰒ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺄﻗﻤﺖ ﺍﺛﲏ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﺻﻠﻲ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻻ ﻏﲑ، ﰒ‬ ‫ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻓﺄﻗﻤﺖ ﺍﺛﲏ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﺻﻠﻲ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﻻ ﻏﲑ، ﰒ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺍﳉﻠﻮﺱ،‬ ‫ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﻃﺮﺣﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺫﻫﺐ ﻓﺮﺿﻲ ﻓﻠﺠﺄﺕ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺑﺴ ‪‬ﻱ. ﻭﻗﻠﺖ: ﺇﳍﻲ ﻭﺳﻴﺪﻱ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫ﺍﻓﺘﺮﺿﺖ ﻋﻠﻲ ﻓﺮﺿ‪‬ﺎ ﺗﺴﺄﻟﲏ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺴﻤﺖ ﱄ ﺭﺯﻗﹰﺎ ﻭﺿﻤﻨﺘﻪ ﱄ ﻓﺘﻔﻀﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﺮﺯﻗﻲ ﻭﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺆﺍﺧﺬﱐ ﲟﺎ ﻋﻘﺪﺗﻪ ﻣﻌﻚ، ﻓﻮﻋﺰﺗﻚ ﻷﺟﺘﻬﺪﻥ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺣﻠﻞ ﻋﻘﺪ‪‬ﺍ ﻋﻘﺪﺗﻪ ﻣﻌﻚ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﲔ‬ ‫ﻳﺪﻱ ﹸﺮﺻﺎﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺷﻲﺀ ﻓﻜﻨﺖ ﺃﺟﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﰒ ﻃﻮﻟﺒﺖ ﺑﺎﳌﺴﲑ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺜﻐﺮ ﻓﺴﺮﺕ ﺣﱴ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻔﺮ‪‬ﻣﺎ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻗﺎ ‪‬ﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻗﺼﺔ ﺯﻛﺮﻳﺎ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﹶ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ )٩٨٨١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
‫-٦٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﳌﻨﺸﺎﺭ ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻭﺣﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﲔ ﻧﺸﺮ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺻﻌﺪﺕ ﺇﱄ ﻣﻨﻚ ﺃ‪‬ﻧﺔ ﻷﳏﻮ‪‬ﻚ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻓﺼﱪ ﺣﱴ ﻗﻄﻊ ﺷﻄﺮﻳﻦ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺻ‪‬ﺎﺭ‪‬ﺍ. ﺇﳍﻲ ﻭﺳﻴﺪﻱ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻟﺌﻦ ﺍﺑﺘﻠﻴﺘﲏ ﻷﺻﱪﻥ.‬ ‫ﻭﺳﺮﺕ ﺣﱴ ﺩﺧﻠﺖ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻓﺮﺁﱐ ﺑﻌﺾ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺜﻐﺮ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﱄ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺳﻴﻔﹰﺎ ﻭﺗﺮﺳ‪‬ﺎ ﻭﺣﺮﺑﺔ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﺍﻟﺜﻐﺮ، ﻭﻛﻨﺖ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﺣﺘﺸﻢ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﺃﺗﻮﺍﺭﻯ ﻭﺭﺍﺀ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺧﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ، ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻣﻘﺎﻣﻲ ﰲ ﻏﺎﺑﺔ ﺃﻛﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺇﱃ‬ ‫ﺷﺎﻃﻰﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﺄﻏﺮﺯ ﺍﳊﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻭﺃﺳﻨﺪ ﺍﻟﺘﺮﺱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﳏﺮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻭﺃﺗﻘﻠﺪ ﺳﻴﻔﻲ ﻭﺃﺻﻠﻲ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺪﺍﺓ، ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻠﻴﺖ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻏﺪﻭﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ، ﻓﻜﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ‪‬ﺎﺭﻱ ﺃﲨﻊ.‬ ‫ﻓﺒﺪﻭﺕ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻌﺜﺮﺕ ﺑﺸﺠﺮﺓ ﻓﺎﺳﺘﺤﺴﻨﺖ ﲦﺮﻫﺎ ﻭﻧﺴﻴﺖ ﻋﻘﺪﻱ ﻣﻊ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﻗﺴﻤﻲ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻣﺪ ﻳﺪﻱ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ ﳑﺎ ﺗﻨﺒﺖ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻤﺪﺩﺕ ﻳﺪﻱ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﺍﻟﺜﻤﺮﺓ، ﻓﺒ‪‬ﻴﻨ‪‬ﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﻀﻐﻬﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻓﺮﻣﻴﺖ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﰲ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻭﻳﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﺪﺍﺭ ﰊ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﱄ: ﻗﻢ؛ ﻓﺄﺧﺮﺟﻮﱐ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻣﲑ ﻭﺣﻮﻟﻪ ﺧﻴﻞ ﻭﺭﺟﺎﻟﺔ‬ ‫ﻭﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﲨﺎﻋﺔ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻄﻌﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬﻫﻢ، ﻭﺍﻓﺘﺮﻗﺖ ﺍﳋﻴﻞ ﰲ ﻃﻠﺐ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻮﺟﺪﻭﱐ ﺃﺳﻮﺩ ﻣﻌﻲ ﺳﻴﻒ ﻭﺗﺮﺱ ﻭﺣﺮﺑﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﲑ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺇﻳﺶ ﺃﻧﺖ‪‬؟ ﻗﻠﺖ: ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ: ﺗﻌﺮﻓﻮﻧﻪ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻞ ﻫﻮ‬ ‫ﺭﺋﻴﺴﻜﻢ ﻭﺇﳕﺎ ﺗﻔﺪﻭﻧﻪ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ، ﻷﻗﻄﻌﻦ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ ﻭﺃﺭﺟﻠﻜﻢ، ﻓﻘﺪﻣﻮﻫﻢ ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻳﻘﺪﻡ‬ ‫ﺭﺟﻼ ﺭﺟﻼ ﻭﻳﻘﻄﻊ ﻳﺪﻩ ﻭﺭﺟﻠﻪ ﺣﱴ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇ ﱠ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺗﻘﺪﻡ ﻣ ‪ ‬ﻳﺪﻳﻚ ﻓﻤﺪﺩ‪‬ﺎ ﻓﻘﻄﻌﺖ،‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﱄ‬ ‫ﹰ ﹰ‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻣﺪ ﺭﺟﻠﻚ ﻓﻤﺪﺩ‪‬ﺎ ﻭﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻗﻠﺖ: ﺇﳍﻲ ﻭﺳﻴﺪﻱ ﻳﺪﻱ ﺟ‪‬ﻨﺖ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺭﺟﻠﻲ ﺇﻳﺶ ﻋﻤﻠﺖ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻔﺎﺭﺱ ﻗﺪ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻠﻘﺔ ﻭﺭﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺻﺎﺡ‬ ‫ﺇﻳﺶ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﱪﺍﺀ، ﻫﺬﺍ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﱀ ‪‬ﻳﻌﺮ‪‬ﻑ ﺑﺄﰊ ﺍﳋﲑ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺮﻣﻰ ﺍﻷﻣﲑ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺪﻱ ﺍﳌﻘﻄﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻗ‪‬ﻠﻬﺎ ﻭﺗﻌﱠﻖ ﰊ ﻳﻘﺒﻞ ﺻﺪﺭﻱ ﻭﻳﺒﻜﻲ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺏ ﺍﷲ ﺃﻥ ﲡﻌﻠﲏ ﰲ ﺣ ﱟ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻗﺪ ﺟﻌﻠﺘﻚ ﰲ ﺣﻞ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ‬ ‫ِﻞ‬ ‫ﻗﻄﻌﺘﻬﺎ، ﻫﺬﻩ ﻳﺪ ﻗﺪ ﺟﻨﺖ ﻓﻘﻄﻌﺖ.‬
‫-٧٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺭﲪﻜﻢ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺻﻨﻊ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﲑ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻠﻢ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻹﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻞ.‬ ‫‪‬ﺒ ﺰ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟ ‪‬ﻳ‪‬ﻨﻮ‪‬ﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺣﺪﻳﻖ ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻠﻨﺎ ﺍﳌ ‪‬ﻴﺼ‪‬ﺔ ﻣﻊ ﺣﺎﰎ ﺍﻷﺻﻢ ﻓﻌﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﻻ ﺣﱴ ﻳﻔﺘﺢ‬ ‫ِﺼ‬ ‫ﻓﻤﻪ ﻭﻳﻮﺿﻊ ﰲ ﻓﻴﻪ ﻭﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﺄﻛﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ.‬ ‫ﻭﺟﻠﺲ ﻓﺄﻗﺎﻡ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻮﺿﻊ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻳﺆﻛﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻞ ﻓﻠﻢ ﳚﺒﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺛﻼﺛﹰﺎ، ﻓﻠﻢ ﳚﺒﻪ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﹸﹾ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﳎﻨﻮﻥ، ﻓﺄﺻﻠﺢ ﻟﻘﻤﺔ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻬﺑﺎ ﺇﱃ ﻓﻤﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﻓﻤﻪ، ﻭﱂ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻣﻔﺘﺎﺣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻞ، ﻭﻓﺘﺢ ﻓﻤﻪ ﺑﺎﳌﻔﺘﺎﺡ ﻭﺩﺱ ﺍﻟﻠﻘﻤﺔ ﰲ ﻓﻤﻪ ﻓﺄﻛﻞ ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺃﺣﺒﺒﺖ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻌﻚ ﺍﷲ ﺑﻪ ﻓﺄﻃﻌﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈﺴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﻼﻝ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﲏ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻗﺎﻝ: ﺻﺤﺒﺖ‬ ‫ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻧﺎ ﻭﲨﺎﻋﺔ ﰲ ﺳﻔﺮ، ﻓﺠﺮﻯ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﺍﻷﺭﺯﺍﻕ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﻴﻘﲔ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻗﻮﺗﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻋﻠﻲ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻭﺣﻠﻒ ﻋﻠﻲ ﺃﳝﺎﻧ‪‬ﺎ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻻ ﺫﻗﺖ ﻣﺄﻛﻮﻻ ﺃﻭ ﻳﺒﻌﺚ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻲ‬ ‫ﱄ ﲜﺎﻡ)١( ﻓﺎﻟﻮﺫﺝ ﺣﺎﺭ ﻻ ﺁﻛﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﳛﻠﻒ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﻨﺎ ﳕﺸﻲ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ،‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻚ ﻏﲑ ﺟﺎﻫﺪ ﻭﻣﺸﻰ ﻭﻣﺸﻴﻨﺎ، ﻓﺎﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﻭﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﻭﻟﻴﻠﺘﺎﻥ ﱂ ﻳﻄﻌﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﻔﺎﺭﻗﺘﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻏﲑﻱ، ﻓﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ‬ ‫ﻣﺴﺘﺴﻠﻤ‪‬ﺎ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﺿﻌﻔﹰﺎ.ﻓﺄﻗﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬ ‫ﻭﻛﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺘﻠﻒ، ﺇﺫﺍ ﺑﺒﺎﺏ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻗﺪ ﻓﺘﺢ ﻭﺇﺫﺍ ﲜﺎﺭﻳﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻣﻌﻬﺎ ﻃﺒﻖ ﻣﻐ ﱠﻰ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺭﺃﺗﻨﺎ ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻧﺘﻢ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻏﺮﺑﺎﺀ، ﻓﻜﺸﻔﺖ ﺍﻟﻄﺒﻖ ﻭﺇﺫﺍ ﲜﺎﻡ‬ ‫)١( ﺍﳉﺎﻡ: ﺇﻧﺎﺀ ﻟﻠﺸﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ ﺃﻭ ﳓﻮﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﻏﻠﺐ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﰱ ﻗﺪﺡ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ.‬
‫-٨٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺎﻟﻮﺫﺝ ﻳﻔﻮﺭ ﳊﺮﺍﺭﺗﻪ، ﻓﻘﺪﻣﺖ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻄﺒﻖ ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﻛﻠﻮﺍ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻛﻞﹾ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺃﻓﻌﻞ،‬ ‫ﻓﺮﻓﻌﺖ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﻳﺪﻫﺎ ﻓﺼﻔﻌﺘﻪ ﺻﻔﻌﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﻭﺍﷲ ﻟﺌﻦ ﱂ ﺗﺄﻛﻞ ﻷﺻﻔﻌﻨﻚ ﻫﻜﺬﺍ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻞ ﻣﻌﻲ، ﻓﺄﻛﻠﻨﺎ ﺣﱴ ﻓﹶﺮﻍ ﺍﳉﺎﻡ، ﻭﳘﺖ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﺑﺎﻹﻧﺼﺮﺍﻑ،‬ ‫ﹾ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻠﺠﺎﺭﻳﺔ: ﻣﺎ ﺧﱪﻙ ﻭﺧﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻡ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺃﻧﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻭﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﺣﺎﺩ، ﻃﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﺎﻟﻮﺫﺝ‬ ‫ﻓﻘﻤﻨﺎ ﻧﺼﻠﺤﻪ ﻟﻪ، ﻓﻄﺎﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﺳﺘﻌﺠﻠﻨﺎ ﻓﻘﻠﻨﺎ: ﻧﻌﻢ ﻓﻌﺎﺩ ﻓﺎﺳﺘﻌﺠﻞ، ﻓﻘﻠﻨﺎ: ﻧﻌﻢ،‬ ‫ﻓﺤﻠﻒ ﺑﺎﻟﻄﻼﻕ ﻻ ﺃﻛﻠﻪ ﻫﻮ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﳑﻦ ﻫﻮ ﰲ ﺩﺍﺭﻩ، ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ، ﻓﺨﺮﺟﻨﺎ ﻧﻄﻠﺐ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﺭﺟﻼ ﻏﺮﻳﺒ‪‬ﺎ ﻓﻠﻢ ﳒﺪ، ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻴﻨﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺇﻟﻴﻜﻢ، ﻭﻟﻮ ﱂ ﻳﺄﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻘﺘﻠﺘﻪ ﺿﺮﺑ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻟﺌﻼ ‪‬ﺗﻄﱠﻖ ﺳﻴﺪﰐ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ،‬ ‫ﹶﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻛﻴﻒ ﺗﺮﺍﻩ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺭﲟﺎ ﲰﻊ ﻫﺬﺍ ﺟﺎﻫﻞ ﻓﺎﻋﺘﻘﺪﻩ ﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻓﺈﻧﻪ ﳚﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﻳﺘﺄﹼﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﳛﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﻉ ﻣﺎ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻪ،‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻄﻒ ﺑﻪ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺿﺪ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺇﻧﻔﺎﺫ ﺫﻟﻚ ﺭﺩﻳﺌﹰﺎ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻛﺮﻡ ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﱰﻟﺔ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺣﺎﰎ ﺍﻟﱵ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺇﻥ ﺻﺤﺖ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻓﻌﻞ ﳌﺎ‬ ‫ﻻ ﳚﻮﺯ ﻷﻧﻪ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺴﺒﺐ، ﻓﻠﻮ ﻋﻤﻞ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻭﺍﻗﻌﺘﻪ ﱂ ﳝﻀﻎ‬ ‫ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﱂ ﻳﺒﻠﻌﻪ ﻓﺈﻥ ﺗﺴﺒﺐ، ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺗﻼﻋﺐ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺎﳉﻬﺎﻝ ﻟﻘﻠﺔ ﻋﻠﻤﻬﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ، ﰒ ﺃﻱ ﻗﺮﺑﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ، ﻭﻣﺎ ﺃﻇﻦ ﻏﺎﻟﺒﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻟﻴﺨﻮﻟﻴﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈﺴﻦ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳋﻠﺪﻱ: ﻭﻗﻔﺖ‬ ‫ﺑﻌﺮﻓﺔ ﺳﺘ‪‬ﺎ ﻭﲬﺴﲔ ﻭﻗﻔﺔ، ﻣﻨﻬﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺬﻫﺐ. ﻓﻘﻠﺖ ﻷﰊ ﺇﺳﺤﻖ: ﻭﺃﻱ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﻗﻨﻄﺮﺓ ﺍﻟﻴﺎﺳﺮﻳﺔ ﻓﻴﻨﻔﺾ ﻛﻤﻴ‪‬ﻪ ﺣﱴ ‪‬ﻳﻌﻠﹶﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﺯﺍﺩ ﻭﻻ ﻣﺎﺀ ﻭﻳﻠﱯ ﻭﻳﺴﲑ.‬
‫-٩٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫﴿ﻭﺗﺰﻭﺩﻭﺍ﴾‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٧٩١[، ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺩ، ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﺈﻥ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﻭﱂ ﻳﺘﺰﻭﺩ ﻓﻌﻄﺐ ﺃﰒ، ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﺗﻌﺮﺽ ﳍﻢ ﱂ‬ ‫‪‬ﻳﻒ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﺇﻥ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﺮﻡ ﻭﻳﺮﺯﻕ ﺑﻼ ﺳﺒﺐ ﻓﻨﻈﺮﻩ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻖ‬ ‫ِ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ ﳏﻨﺔ، ﻭﻟﻮ ﺗﺒﻊ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﲪﻞ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻠﺢ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ.‬ ‫ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﻣﻦ ﺻﺤﺒﺘﻢ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺣﺎﺝ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺃﻭﻩ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﺎ ﺟﺌﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻑ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺟﺌﺘﻢ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺇﱃ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﳊﺮﻡ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻭﺣﻖ ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺎ‬ ‫ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻧﻔﺮ ﻣﺼﻄﺤﺒﲔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﳔﺮﺝ ﺇﱃ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻭﻧﺘﻌﺎﻫﺪ ﺑﻴﻨﻨﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﻻ ﻧﻠﺘﻔﺖ ﺍﱃ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻨﺪ ﺍﱃ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻓﺠﺌﻨﺎ ﺍﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻣﻜﺜﻨﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﱂ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ‬ ‫ﺑﺸﻲﺀ، ﻓﺨﺮﺟﻨﺎ ﺣﱴ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺍﳉﺤﻔﺔ ﻭﻧﺰﻟﻨﺎ ﻭﲝﺬﺍﺋﻨﺎ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ، ﻓﺒﻌﺜﻮﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺑﺴﻮﻳﻖ‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﱂ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺸﻲﺀ ﺣﱴ‬ ‫ﻧﺪﺧﻞ ﺍﳊﺮﻡ ﻓﺸﺮﺑﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻃﻌﺎﻣﻨﺎ ﺣﱴ ﺩﺧﻠﻨﺎ ﻣﻜﺔ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺍﲰﻌﻮﺍ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﺇﱃ ﺗﻮﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻛﻴﻒ ﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﻭﺩ ﺍﳌﺄﻣﻮﺭ ﺑﻪ ﻓﺄﺣﻮﺟﻬﻢ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﺧﺬ ﺻﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﰒ ﻇﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺟﻬﻞ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺮﺍﺗﺐ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻋﺠﺐ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻨﻬﻢ ﰲ ﺃﺳﻔﺎﺭﻫﻢ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ،‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺷﻌﻴﺐ ﺍﳌﻘﻔﻊ ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﻗﺪ ﺣﺞ ﺳﺒﻌﲔ ﺣﺠﺔ ﺭﺍﺟﻼ ﺃﺣﺮﻡ ﰲ ﻛﻞ ﺣﺠﺔ ﺑﻌﻤﺮﺓ ﻭﺣﺠﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺻﺨﺮﺓ ﺑﻴﺖ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﳌﻘﺪﺱ، ﻭﺩﺧﻞ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﺗﺒﻮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺣﺠﺘﻪ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺭﺃﻯ ﻛﻠﺒ‪‬ﺎ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻳﻠﻬﺚ ﻋﻄﺸ‪‬ﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺣﺠﺔ ﺑﺸﺮﺑﺔ ﻣﺎﺀ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺷﺮﺑﺔ‬ ‫ﻣﺎﺀ ﻓﺴﻘﻰ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺧﲑ ﱄ ﻣﻦ ﺣﺠﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﰲ ﻛﻞ ﺫﺍﺕ ﻛﺒﺪ‬ ‫ِ ٍ‬
‫-٠٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺣ ‪‬ﻯ ﺃﺟﺮ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬‫‪‬‬ ‫ﻗﻮﺭﻱ ﺍﳋ‪‬ﻮﺷﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﹸﺒ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻮﺟﻴﻬﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺫﺑﺎﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﲨﺎﻋﺔ ﻭﻣﻌﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻌﻄﻮﰲ ﻓﺮﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﺤﻘﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻭﻳﻈﻠﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﻳﺼﻌﺪ‬ ‫ﺗﻼ ﻓﻴﺼﻴﺢ ﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺣﱴ ﺗﺴﻤﻊ ﻛﻼﺏ ﺍﳊﻲ ﻓﻴﻨﺒﺤﻮﻥ ﻓﻴﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻮ‪‬ﻢ ﻭﳛﻤﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻌﻮﻧﺔ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻟﻴﺘﱰﻩ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﰲ ﻣﺒﻠﻎ ﻋﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻓﻬﻤﻬﻢ‬ ‫ﻟﻠﺘﻮﻛﻞ ﻭﻏﲑﻩ ﻳﺮﻯ ﳐﺎﻟﻔﺘﻬﻢ ﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﳜﺮﺝ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ؟ ﻭﺇﻥ ﲣﺮﻕ ﺛﻮﺑﻪ ﻭﻻ ﺇﺑﺮﺓ ﻣﻌﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻔﻌﻞ؟ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﳜﻬﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻔﺮ.‬ ‫ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﻫﻮﺍﺯﻥ‬ ‫ﺍﻟﻘﺸﲑﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﻨﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﳎﺮﺩ‪‬ﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻳﺪﻗﻖ ﻓﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻪ‬ ‫ﺇﺑﺮﺓ ﻭﺧﻴﻮﻁ ﻭﺭﻛﻮﺓ ﻭﻣﻘﺮﺍﺽ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ِﻟﻢ ﲡﻤﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻧﺖ ﲤﻨﻊ ﻣﻦ ﻛﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺷﻲﺀ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﻘﺾ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻷﻥ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﺮﺍﺋﺾ، ﻭﺍﻟﻔﻘﲑ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺛﻮﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﺮﲟﺎ ﻳﺘﺨﺮﻕ ﺛﻮﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﺇﺑﺮﺓ ﻭﺧﻴﻮﻁ ﺗﺒﺪﻭ ﻋﻮﺭﺗﻪ ﻓﺘﻔﺴﺪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻠﻮﺍﺗﻪ، ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﺭﻛﻮﺓ ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻬﺎﺭﺗﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﺑﻼ ﺭﻛﻮﺓ‬ ‫ﻭﻻ ﺇﺑﺮﺓ ﻭﻻ ﺧﻴﻮﻁ ﻓﺎ‪‬ﻤﻪ ﰲ ﺻﻼﺗﻪ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻈﺎﱂ )٦٦٤٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٤٤٢٢/٣٥١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
‫-١٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻡ ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﲨﺎﻋﺔ ﱂ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﱴ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﳌﻴﻀﺄﺓ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻮﺿﺄ ﺟﺎﺀ ﻭﺻﻠﻰ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﰒ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﰒ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﺑﺘﺪﻋﻪ ﻣﺘﺄﺧﺮﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻷﻥ‬ ‫ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﺳ ‪ ‬ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬ﻦ‬ ‫ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﱂ ﻳﻜﻦ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ: ﻟﻠﻄﻔﻞ‬ ‫ﱂ ﻻ ﺗﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻏﺴﻠﺖ ﻭﺟﻬﻲ ﺑﻌﺪ، ﺃﻭ ﻟﻌﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﱢﻤﻮﻩ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫ﺍﳌﺒﺘﺪﻋﲔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﻤﺮ، ﻋﻦ ﳘﺎﻡ ﺑﻦ ﻣ‪‬ﻨ‪‬ﺒﻪٍ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻟﻴﺴﻠﻢ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺒﲑ، ﻭﺍﳌﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪ ﻭﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﲑ«)١(، ﺃﺧﺮﺟﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ. ﻭﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺗﻐﻤﻴﺰ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﺴﺎﺀ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺗﻐﻤﻴﺰﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌﺒﻪ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﲝﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻏﻼﻡ ﻟﻪ‬ ‫ﺣﺒﺸﻲ ﻳﻐﻤﺰ ﻇﻬﺮﻩ ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺤﻤﺘﲏ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﺇﱃ ﻓﻘﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﶈﺘﺞ، ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺗﻐﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﺭﻣﺖ ﺑﻪ ﻧﺎﻗﺘﻪ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺗﻐﻤﻴﺰ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻻ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺳﻔﺮ ﻭﺃﻧﻪ ﻏﻤﺰ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﰒ ﳚﻌﻞ ﺗﻐﻤﻴﺰ ﺍﻟﻨﱯ ﻛﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻷﺟﻞ ﺃﱂ ﻇﻬﺮﻩ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﺮﻙ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ. ﻭﻣﻦ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻋﻤﻞ ﺩﻋﻮﺓ‬ ‫ﻟﻠﻘﺎﺩﻡ. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ: ﺑﺎﺏ ﺍﲣﺎﺫﻫﻢ ﺍﻟﻌﺘﲑﺓ ﻟﻠﻘﺎﺩﻡ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﲝﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻻﺳﺘﺌﺬﺍﻥ )١٣٢٦، ٤٣٢٦( ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٠٦١٢/١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﻐﲑ ١/٣٨، ﻭﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ )٧٧٠٨(، ﻭﺍﻟﺒﺰﺍﺭ )٣٣٠٣(، ﻭﺫﻛﺮﻩ‬ ‫ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/٦٩ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺧﻼ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ،‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﺛﻘﻪ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ ﻭﻏﲑﻩ، ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭﻏﲑﻩ«.‬
‫-٢٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺳﺎﻓﺮ ﺳﻔﺮ‪‬ﺍ، ﻓﻨﺬﺭﺕ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺭ ‪‬ﻩ ﺃﻥ ﺗﻀﺮﺏ ﰲ ﺑﻴﺖ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺪﻑ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻧﺬﺭﺕ ﻓﺎﺿﺮﰊ«)١(.‬ ‫ِ‬ ‫ﹾ ِ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﺑ‪‬ﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻑ ﻣﺒﺎﺡ، ﻭﳌﺎ ﻧﺬﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﺒﺎﺣ‪‬ﺎ، ﺃﻣﺮﻫﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﻔﻲ، ﻓﻜﻴﻒ ﳛﺘﺞ ﻬﺑﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﳍﻢ ﻣﻴﺖ‬ ‫ﻟﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺗﻠﺒﻴﺴﺎﻥ:‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ: ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻻ ‪‬ﺒﻜﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻟﻚ، ﻭﻣﻦ ﺑﻜﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻟﻚ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﻫﺬﻩ ﺩﻋﻮﻯ ‪‬ﺗﺰ‪‬ﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻓﻬﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺧﺮﺍﻓﺔ ﻭﲣﺮﺝ ﻋﻦ‬ ‫‪‬ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﻉ، ﻓﻬﻲ ﺍﳓﺮﺍﻑ ﻋﻦ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﳌﻌﺘﺪﻝ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﳍﺎ ﺑﺎﻟﻌﻼﺝ ﺑﺎﻷﺩﻭﻳﺔ‬ ‫ﺍﳌﻌﺪﻟﺔ ﻟﻠﻤﺰﺍﺝ، ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺧﱪ ﻋﻦ ﻧﱯ ﻛﺮﱘ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻭﺍﺑﻴﻀﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﳊﺰﻥ ﻓﻬﻮ‬ ‫ﻛﻈﻴﻢ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٤٨[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻳﺎ ﺃﺳﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٤٨[ ﻭﺑﻜﻰ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺕ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﻟﻌﲔ ﻟﺘﺪﻣﻊ«)٢(، ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﺍﻛﺮﺑﺎﻩ«)٣(، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: »ﻭﺍﻛﺮﺏ ﺃﺑﺘﺎﻩ« ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ)٤(، ﻭﲰﻊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﻰ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﺴﻨﺪ ﺣﺴﻦ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ )٦٥٦٢(. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ )٠٩٦٣( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ« ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٣٥٣، ٦٥٣،‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٥١٠٢ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺮﻳﺪﺓ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺬﻭﺭ )٢١٣٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺷﻌﻴﺐ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﺟﺪﻩ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٣٠٣١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٥١٣٢/٢٦( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫)٣( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﻛﻤﺎ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٩/٠٣، ١٣ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ‬ ‫ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻭﻫﻮ ﻛﺬﺍﺏ ﻭﺿﺎﻉ«، ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٤/٣٧، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ١/٥٩٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬ ‫)٤( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )٢٦٤٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/١٤١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ‬ ‫=‬
‫-٣٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺘﻤﻤ‪‬ﺎ ﻳﻨﺪﺏ ﺃﺧﺎﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺣﱴ ﻗﻴﻞ ﻟﻦ ﻳﺘﺼـﺪﻋﺎ‬ ‫ﻭﻛﻨﺎ ﻛﻨـﺪﻣﺎﱐ ﺟﺬﳝـﺔ ﺣﻘﺒـﺔ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻟﻴﱵ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﺄﻧﺪﺏ ﺃﺧﻲ ﺯﻳﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺘﻤﻢ: ﻟﻮ‬ ‫ﻣﺎﺕ ﺃﺧﻲ ﻛﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺃﺧﻮﻙ ﻣﺎ ﺭﺛﻴﺘﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺯﻳﺪ ﻗﺘﻞ ﺷﻬﻴﺪ‪‬ﺍ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﻣﺎ ﻋﺰﺍﱐ ﺃﺣﺪ ﰲ ﺃﺧﻲ ﻛﻤﺜﻞ ﺗﻌﺰﻳﺘﻚ. ﰒ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻹﺑﻞ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ ﺍﻷﻛﺒﺎﺩ ﲢﻦ‬ ‫ﺇﱃ ﻣﺂﻟﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻄﺎﻥ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ، ﻭﺗﺮﻏﻮ ﻟﻠﻔﺼﻼﻥ، ﻭﲪﺎﻡ ﺍﻟﻄﲑ ‪‬ﺗﺮ ‪‬ﻊ. ﻭﻛﻞ ﻣﺄﺧﻮﺫ‬ ‫‪‬ﺟ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻀﺮﻉ ﻭﻣﻦ ﱂ ﲢ ‪‬ﻛﻪ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﻭﺍﳌﻄﺮﺑﺎﺕ ﻭﺗﺰﻋﺠﻪ ﺍﳌﺨﺰﻳﺎﺕ ﻓﻬﻮ ﺇﱃ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﺩ ﺑﻪ ﺃﻗﺮﺏ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺑﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻴﺐ ﰲ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﲰﺖ ﺍﻟﻄﺒﻊ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﻟﻠﺬﻱ ﻗﺎﻝ: ﱂ ﹸﺃﻗ‪‬ﺒﻞ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻭ ﺃﻣﻠﻚ ﻟﻚ ﺃﻥ‬ ‫ﹶ ﹾ‬ ‫ﻧﺰﻉ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ«)١( ﻭﺟﻌﻞ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﳌﺎ ﺧﺮﺝ.‬ ‫ﻓﺎﳌﻄﺎﻟﺐ ﳌﺎ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﻳﻨﺒﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺟﺎﻫﻞ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﲜﻬﻞ. ﻭﻗﺪ ﻗﻨﻊ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻧﻠﻄﻢ ﺧﺪ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﻧﺸﻖ ﺟﻴﺒ‪‬ﺎ، ﻓﺄﻣﺎ ﺩﻣﻌﺔ ﺳﺎﺋﻠﺔ ﻭﻗﻠﺐ ﺣﺰﻳﻦ ﻓﻼ ﻋﻴﺐ ﰲ‬ ‫ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺕ ﺍﳌﻴﺖ ﺩﻋﻮﺓ ﻭﻳﺴﻤﻮ‪‬ﺎ ﻋﺮﺳ‪‬ﺎ ﻭﻳﻐﻨﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻭﻳﺮﻗﺼﻮﻥ ﻭﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻧﻔﺮﺡ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﺇﺫ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺭﺑﻪ، ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻷﻫﻞ ﺍﳌﻴﺖ ﻃﻌﺎﻡ ﻻﺷﺘﻐﺎﳍﻢ ﺑﺎﳌﺼﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ‬ ‫ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻴﺖ ﻭﻳﻄﻌﻤﻮﻧﻪ ﺇﱃ ﻏﲑﻫﻢ.‬ ‫=‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٨٩٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٧١٣٢/٤٦( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
‫-٤٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻷﺻﻞ ﰲ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻷﺟﻞ ﺍﳌﻴﺖ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻜﺮﻭﺧﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ‬ ‫ﺍﻷﺯﺩﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻐﻮﺭﺟﻲ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳉﺮﺍﺣﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﶈﺒﻮﰊ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻴﻊ، ﻭﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻗﺎﻻ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ،‬ ‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﺟﺎﺀ ﻧﻌﻲ ﺟﻌﻔﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﺍﺻﻨﻌﻮﺍ ﻵﻝ ﺟﻌﻔﺮ ﻃﻌﺎﻣ‪‬ﺎ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺪ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﻐﻠﻬﻢ«)١(، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻔﺮﺣﻮﻥ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺭﺑﻪ، ﻭﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﻠﻔﺮﺡ ﻷ‪‬ﺎ ﻻ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻧﺘﻴﻘﻦ ﺃﻧﻪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﺆﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﺮﺡ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﳌﻌﺬﺑﲔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺫﺭ ﳌﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﺑﻨﻪ: ﻟﻘﺪ ﺷﻐﻠﲏ ﺍﳊﺰﻥ ﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﳊﺰﻥ ﻋﻠﻴﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻈﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﻋﲔ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﺑﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﻴﻤﺎﻥ، ﻧﺎ ﺷﻌﻴﺐ، ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ، ﺛﲏ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻋﻦ ﺃﻡ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻗﺎﻟﺖ: ﳌﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎﺕ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮﻥ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻘﻠﺖ: ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ‬ ‫ﻓﺸﻬﺎﺩﰐ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻘﺪ ﺃﻛﺮﻣﻚ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﻭﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻚ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺃﻛﺮﻣﻪ«)٢(.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺮﻗﺼﻮﻥ ﻭﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻓﻴﺨﺮﺟﻮﻥ ﻬﺑﺬﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ. ﰒ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻴﺘﻬﻢ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ﺑﺸﻜﺮﻫﻢ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺬﺑ‪‬ﺎ ﻓﺄﻳﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﳊﺰﻥ؟.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ،‬ ‫ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﻮﺭ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻃﻔﺄ ﻣﺼﺎﺑﻴﺤﻬﻢ ﺧﺒﻄﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺷﺎﺀ. ﻭﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٢٣١٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٨٩٩(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ‬ ‫)٠١٦١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٥٠٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٢٧٣ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬ ‫ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ )٧٨٦٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٦٣٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﺀ.‬
‫-٥٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ.‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻊ ﲨﻬﻮﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﺻﻼ ﻭﺃﺭﺍﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﻌﺐ ﻭﻛﻠﻒ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺤﺴﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻓﻠﺒﺴﻮﺍ ﺍﳌﺮﺍﻗﻊ ﻭﺟﻠﺴﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﺎﻋﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺴﻞ. ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: ﺃﻥ‬ ‫ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻣﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺇﻣﺎ ﺍﺳﺘﺠﻼﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ. ﻭﺍﺳﺘﺠﻼﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﻳﻄﻮﻝ،‬ ‫ﻭﻳﺘﻌﺐ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﻫﻞ ﳛﺼﻞ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺃﻭ ﻻ ﳛﺼﻞ. ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﺠﻠﻮﺍ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ، ﻓﺈ‪‬ﻢ‬ ‫ﻳﺮﻭﻥ ﺑﻌﲔ ﺍﻟﺰﻫﺪ. ﻭﺍﺳﺘﺠﻼﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺳﺮﻳﻌﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﻟﻄﻨﺎﺟﲑﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺫﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ‪‬ﺑﻄﹶﺎﻟﺔ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻋﻠﻮﻣﻨﺎ ﺑﻼ ﻭﺍﺳﻄﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﺭﺃﻭﺍ ‪‬ﻌﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻘﺼﺮﻭﺍ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ‬ ‫ﺑ‪ ‬‬ ‫ﻭﺭﻗﻌﻮﺍ ﺍﳉﺒﺎﺏ ﻭﲪﻠﻮﺍ ﺍﻟﺮﻛﺎﺀ ﻭﺃﻇﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟﺰﻫﺪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻗﻨﻊ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻴﺴﲑ ﻣﻨﻪ ﻓﻔﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﰲ ﻛﺜﺮﺗﻪ، ﻓﺎﻗﺘﻨﻌﻮﺍ‬ ‫ﺑﺄﻃﺮﺍﻑ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺃﻭﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﻋﻠﻮ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﺍﳉﻠﻮﺱ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻛﻠﻪ ﺭﻳﺎﺳﺔ ﻭﺩﻧﻴﺎ ﻭﺃﻥ‬ ‫ﻟﻠﻨﻔﺲ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻟﺬﺓ.‬ ‫ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻡ ﻋﺎﻝ ﺇﻻ ﻭﻟﻪ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻭﻓﻴﻪ ﳐﺎﻃﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻛﻠﻪ ﳐﺎﻃﺮﺓ، ﻭﻟﻠﻨﻔﺲ ﻓﻴﻪ ﻟﺬﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻀﻴﻠﺘﻪ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻛﺎﻟﺸﻮﻙ ﰲ ﺟﻮﺍﺭ‬ ‫ﺍﻟﻮﺭﺩ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﻳﺘﻘﻰ ﻣﺎ ﰲ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﺕ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﻭﺿﻊ ﻟﺘﺠﺘﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻛﻤﺎ ﻭﺿﻊ‬ ‫ﺣﺐ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﺍﻟﻮﻟﺪ، ﻭﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻳﺘﻘﻮﻡ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ: ﻃﻠﺒﻨﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻓﺄﰉ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﷲ.‬
‫-٦٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ: ﺃﻧﻪ ﺩﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺧﻼﺹ، ﻭﻣﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻘﻄﻊ ﻣﺎ ﰲ ﻃﺒﻌﻪ ﱂ ﳝﻜﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﺃﻭﻫﻢ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻣﺎ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻭﰱ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﰒ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺇﻥ ﻗﺼﺮ ﺳﲑ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﺩﺓ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﺑﻐﲑ ﻋﻠﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻏﲑ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃﻧﻪ ﺃﺭﻯ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺎ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﺍﻃﻦ، ﺣﱴ ﺇﻥ‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺘﺨﺎﻳﻞ ﻟﻪ ﻭﺳﻮﺳﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﻗﻠﱯ ﻋﻦ ﺭﰊ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﳌﺘﻘﺎﺭﺏ(‬ ‫ﺑﺮﺯﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﻠـﻢ ﺍﳋِـﺮ‪‬ﻕ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻃ ـﺎﻟﺒﻮﱐ ﺑﻌﻠ ـﻢ ﺍﻟ ـﻮﺭﻕ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﲰﻮﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﲰﻮﺍ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ‬ ‫ﻟﻪ ﲟﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻨﺎﺟﲑﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ‬ ‫ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻨﺒﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ، ﺛﲏ ﺩﺍﺭﻡ ﺑﻦ‬ ‫ﻗﺒﻴﺼﺔ ﺑﻦ ‪‬ﺸﻞ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﳛﲕ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﺴﲔ، ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺟﺪﻩ، ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺳﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺳﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻳﻘﺬﻓﻪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﰲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﳎﺎﻫﻴﻞ‬ ‫ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﻪ ﻋﺎﱂ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ )٢٢٩٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ١/٠٨٢، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٧٢٢١(: »ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬
‫-٧٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ، ﻓﻘﺼﺪ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﺪ ‪‬ﻜﻲ ﱄ ﻋﻨﻚ ﻋﺠﺎﺋﺐ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻭﻣﺎ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﱯ ﺃﻛﺜﺮ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻋﻠﻤﻚ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﻦ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻭﻣﻦ ﻣﻦ‪‬؟‬ ‫ِ‪ ‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻋﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ »ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﲟﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺭﺛﻪ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻌﻠﻢ«)١(، ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ »ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻤﺎﻥ: ﻋﻠﻢ ﻇﺎﻫﺮ ﻭﻫﻮ ﺣﺠﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺧﻠﻘﻪ، ﻭﻋﻠﻢ ﺑﺎﻃﻦ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ«)٢(، ﻭﻋﻠﻤﻚ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻧﻘﻞ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻟﺴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﻋﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺇﳍﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺟﱪﻳﻞ ﻋﻦ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻨﱯ ﻋﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﱪﻳﻞ ﻭﻻ ﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻧﻌﻢ. ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﺢ ﱄ ﻋﻠﻤﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﺃﺑﻴﻨﻪ ﻟﻚ‬ ‫ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﰲ ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ.‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻛﻠﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﺗﻜﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﻭﻛﻠﻢ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﻭﺭﺁﻩ ﻛﻔﺎﺣ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻭﺃﻥ ﺣﻠﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺣﻲ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺑﺈﳍﺎﻡ‬ ‫ﻣﻨﻪ، ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ، ﺣﱴ ﺃﻧﻄﻘﻬﻢ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔ ﻭﻧﻔﻊ ﻬﺑﻢ ﺍﻷﻣﺔ.‬ ‫ﻭﳑﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﺃﳍﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻡ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﻓﺄﻟﻘﺘﻪ،‬ ‫ﻭﺃﳍﻢ ﺍﳋﻀﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻐﻼﻡ ﻭﺍﳊﺎﺋﻂ، ﻗﻮﻟﻪ ﳌﻮﺳﻰ: ﴿ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻯ﴾‬ ‫]ﺍﻟﻜﻬﻒ: ٢٨[، ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ: ﺇﻥ ﺍﺑﻨﺔ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﺣﺎﻣﻠﺔ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٥١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳌﻸ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﰱ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﺔ‬ ‫)٥٢٣(، ﻭﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺔ ١، ٦٨٢، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٢٢٤(:‬ ‫»ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٤٦٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﱪ ﺍﻟﻨﻤﺮﻯ ﰱ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ١/٣٠١ ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﻣﺮﺳﻼ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٤/٦٤٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﻨﺬﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ١/٣٠١:‬ ‫»ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ«، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﲣﺮﻳﺞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ١/٨٥. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﳌﺸﻜﺎﺓ ١/٩٨:‬ ‫»ﺿﻌﻴﻒ«، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٨٧٧٣(.‬
‫-٨٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﺒﻨﺖ، ﻭﺃﳍﻢ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻨﺎﺩﻯ: ﻳﺎ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﳉﺒﻞ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﺒﺘﻴﺔ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﻀﺮﺕ ﳎﻠﺲ ﺃﰊ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻓﻼﻥ ﻟﻘﻲ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻛﺘﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑ، ﻭﻓﻼﻥ ﻟﻘﻲ‬ ‫ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻣﺴﺎﻛﲔ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻣﻴﺖ ﻭﺃﺧﺬﻧﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﳊﻲ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳝﻮﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﰲ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﳌﹰﺎ‬ ‫ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﻻ ﻳﻨﺎﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﺑﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻠﻬﻢ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﺇﻥ ﰲ ﺍﻷﻣﻢ ﻣ‪‬ﺤﺪِﺛﲔ ﻭﺇﻥ ﻳﻜﻦ ﰲ ﺃﻣﱵ ﻓﻌﻤ‪‬ﺮ«)١(.‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﺇﳍﺎﻡ ﺍﳋﲑ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﳌﻠﻬﻢ ﻟﻮ ﺃﳍﻢ ﻣﺎ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﱂ ﳚﺰ ﻟﻪ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳋﻀﺮ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ: ﺇﻧﻪ ﻧﱯ ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﻟﻸﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﺷﻲﺀ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﲦﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻓﻴﻮﻓﻖ ﺻﺎﺣﺒﻬﻤﺎ‬ ‫ﻟﻠﺨﲑ ﻭﻳﻠﻬﻢ ﺍﻟﺮﺷﺪ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻭﺍﳋﻮﺍﻃﺮ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﺸﻲﺀ ﺇﺫ‬ ‫ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﻘﻠﻲ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻣﻦ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻟﻠﺨﲑ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻹﳍﺎﻣﻲ ﺍﳌﻠﻘﻰ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ‬‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻛﺎﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻛﺎﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﻨﻮﺏ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻣﻴﺖ: ﺃﺻﻠﺢ ﻣﺎ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٩٨٦٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٩٣٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٨٩٣٢/٣٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
‫-٩٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﰲ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻭﺇﻻ ﻓﻬﺬﺍ ﻃﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺭﺃﻯ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺑﻄﺎﻟﺔ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﳓﻦ ﻋﻠﻮﻣﻨﺎ ﺑﻼ ﻭﺍﺳﻄﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺇﻻ ﺭﺅﻭﺳ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺣﺒﻮﺍ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻴﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺇﱃ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ،‬ ‫ﻭﻟﺬﻟﻚ ﱂ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﻭﱂ ﳛﺮﺻﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﲢﺼﻴﻞ ﻣﺎ ﺻﻨﻔﻪ ﺍﳌﺼﻨﻔﻮﻥ، ﺑﻞ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺗﻘﺪﱘ ﺍ‪‬ﺎﻫﺪﺍﺕ ﲟﺤﻮ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﳌﺬﻣﻮﻣﺔ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻌﻼﺋﻖ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻜﻨﻪ ﺍﳍﻤﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﳘﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﳜﻠﻮ‬ ‫ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻭﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﻭﻻ ﻳﻘﺮﻥ ﳘﻪ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻗﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻞ‬ ‫ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻻ ﻳﻜﺘﺐ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﻭﻻ ﻏﲑﻩ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﷲ ﺍﷲ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﱃ ﺣﺎﻝ‬ ‫ﻳﺘﺮﻙ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﰒ ﳝﺤﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻔﻆ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﻓﻘﻴﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ‬ ‫ﳜﻔﻰ ﻗﺒﺤﻪ. ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻃ ﱞ ﻟﺒﺴﺎﻁ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﺜﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻃﻠﺐ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻣﺎ ﺳﻠﻜﻮﺍ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺇﳕﺎ ﺗﺸﺎﻏﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭﻟﹰﺎ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺭﺗﺐ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﲣﻠﻮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻮﺳﺎﻭﺳﻬﺎ ﻭﺧﻴﺎﻻ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺩ ﺫﻟﻚ، ﻓﻴﻠﻌﺐ ﻬﺑﺎ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻱ ﻣﻠﻌﺐ ﻓﲑﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﳏﺎﺩﺛﺔ ﻭﻣﻨﺎﺟﺎﺓ.‬ ‫ﻭﻻ ﻧﻨﻜﺮ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻃﻬﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻧﺼﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﳍﺪﻯ ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﷲ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻄﻬﲑﻩ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﲟﺎ ﻳﻨﺎﻓﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﳉﻮﻉ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻴﻼﺕ ﺃﻣﻮﺭ ﻳﻨﻬﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺷﻲﺀ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﱃ‬ ‫ﻣﺎ ‪‬ﻰ ﻋﻨﻪ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﺒﺎﺡ ﺍﻟﺮﺧﺺ ﰲ ﺳﻔﺮ ﻗﺪ ‪‬ﻰ ﻋﻨﻪ. ﰒ ﻻ ﺗﻨﺎﰲ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ، ﺑﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ‪‬ﻌﱢﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﻳﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺤﻴﺤﻬﺎ. ﻭﺇﳕﺎ ﺗﻼﻋﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ‬ ‫ﻳﻠ‬ ‫ﺑﺄﻗﻮﺍﻡ ﺃﺑﻌﺪﻭﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﲟﺎ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﺘﺎﺭﺓ‬
‫-٠١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﻏﲑﻩ ﺃﻭﱃ ﻣﻨﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﱵ ﰲ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻗﺪ ﻋﺰﻟﻮﻩ، ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳋﺬﻻﻥ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﺴﻮﻕ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺠﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺣﺠﺎﺏ، ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﻋﺒﺪ ﻭﺭﺏ، ﻓﺎﻓﺘﱳ ﲨﺎﻋﺔ ﺑﻪ ﻓﺄﳘﻠﻮﺍ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﺒﺎﺋﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻫﺸﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﺛﻨﺎ ﺍﶈﺎﺭﰊ، ﻋﻦ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﻨﺶ، ﻋﻦ ﺿﺮﺍﺭ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﳎﺎﻟﺴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﲣﺬﻭﺍ ﳏﺎﺭﻳﺐ ﻓﺼﻠﻮﺍ ﻭﺻﺎﻣﻮﺍ ﺣﱴ ﻳﺒﺲ ﺟﻠﺪ ﺃﺣﺪﻫﻢ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﻪ ﻭﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻬﻠﻜﻮﺍ، ﻓﻮ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻏﲑﻩ ﻣﺎ ﻋﻤﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﻗﻂ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺟﻬﻞ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﺼﻠﺢ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻓﺮﻕ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺟﻬﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻷﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺣﻘﺎﺋﻖ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﺧﺼﺔ ﻭﺍﻟﻌﺰﳝﺔ ﻓﻜﻼﳘﺎ ﺷﺮﻳﻌﺔ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﺎﺋﻬﻢ ﰲ ﺇﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﻋﻦ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﻏﻼﻡ ﺷﻌﻮﺍﻧﺔ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﻳﻘﻮﻝ: ﺟﺎﺀ‬ ‫ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﳏﱪﺓ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺴﻬﻞ: ﺟﺌﺖ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﺷﻴﺌﹰﺎ‬ ‫ﻳﻨﻔﻌﲏ ﺍﷲ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻛﺘﺐ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﷲ ﻭﺑﻴﺪﻙ ﺍﶈﱪﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﺎﻓﻌﻞ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﺃﻓﺪﱐ ﻓﺎﺋﺪﺓ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺟﻬﻞ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻤ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻠﻪ ﺣﺠﺔ ﺇﻻ‬ ‫ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻼﹰ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻠﻪ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ.‬
‫-١١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﺣﻔﻈﻮﺍ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻓﻤﺎ ﺃﺣﺪ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ‬ ‫ﺇﻻ ﺗﺰﻧﺪﻕ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺈﻥ ﻋﺪ‪‬ﻟﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺧﻄﻮﺓ ‪‬ﺖ ﰲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺻﺒﺎﺣ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺮﺍﺯ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛ ﱡ ﺑﺎﻃﻦ ﳜﺎﻟﻒ ﻇﺎﻫﺮ‪‬ﺍ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﻣﺎﺭ‪‬ﺍ ﰲ ﺗﻴﻪ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﱄ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ‬ ‫ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﺒﺎﻳﻦ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻬﺘﻒ ﰊ ﻫﺎﺗﻒ ﻣﻦ ﲢﺖ ﺷﺠﺮﺓ: ﻛﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‬ ‫ﻓﻬﻲ ﻛﻔﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﻧﺒﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ« ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﲣﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻬﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻹﳝﺎﻥ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﲰ‪‬ﺎ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﳊﻖ ﳌﺼﺎﱀ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺗﻌﺒﺪﺍ‪‬ﻢ، ﻓﻤﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺳﻮﻯ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻭﺍﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﺍﻡ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻤﻐﺮﻭﺭ‬ ‫ﳐﺪﻭﻉ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺩﻓﻨﻬﻢ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺇﻟﻘﺎﺋﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺸﺎﻏﻠﻮﺍ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﰒ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺩﻓﻨﻮﺍ ﻛﺘﺒﻬﻢ.‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ ﺭﻣﻰ ﻛﺘﺒﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻛﻨﺖ‬ ‫ﻭﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﳏﺎﻝ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺛﻼﺛﲔ ﺳﻨﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﲪﻞ ﻛﺘﺒﻪ‬
‫-٢١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻐﺮﻗﻬﺎ. ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻋﻠ ‪ ‬ﱂ ﺃﻓﻌﻞ ﺑﻚ ﻫﺬﺍ ‪‬ﺎﻭﻧ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻓﹰﺎ ﲝﻘﻚ ﻭﻟﻜﲏ ﻛﻨﺖ‬ ‫ِﹾﻢ‬ ‫ﺃﻃﻠﺒﻚ ﻷﻫﺘﺪﻱ ﺑﻚ ﺇﱃ ﺭﰊ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻫﺘﺪﻳﺖ ﺑﻚ ﺍﺳﺘﻐﻨﻴﺖ ﻋﻨﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﻏﻼﻡ ﺷﻌﻮﺍﻧﺔ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ: ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﳋﻼﻝ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺣﺴ‪‬ﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﻟﻪ ﺻﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻧﻪ ﻳﺘﺼﻮﻑ ﻭﻳﺮﻣﻲ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻣﺪﺓ ﰒ ﻳﺮﺟﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻳﻜﺘﺐ، ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﱪﺕ ﺃﻧﻪ ﺭﻣﻰ ﲜﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﲰﺎﻋﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ، ﻓﺄﻭﻝ ﻣﺎ ﲰﻊ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻷﺻﻢ ﻭﻃﺒﻘﺘﻪ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﻜﺜﲑ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ، ﻳﻘﻮﻝ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻃﺎﻫﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳉﺰﺀ ﺭﻣﻰ ﺑﺄﺻﻠﻪ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﺃﺩﻳﺘﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺮﻱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻭﺭﺙ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺮﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﲬﺴﲔ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭ، ﻓﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻭﺃﻧﻔﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺮﻣﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻏﻼﻡ ﺣﺪﺙ‬ ‫ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺣﲔ ﱂ ﻳﺒﻖ ﱄ ﺷﻲﺀ ﺃﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻱ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺯﻫﺪ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻣﺎ ﲨﻌﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﺷﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﻊ‬ ‫ﰲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻭﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﻣﻠﻜﻲ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﳊﲑﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺣﱴ ﺃﻧﻔﻖ ﲨﻴﻊ ﻣﻠﻜﻪ ﻭﻏﺮﻕ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺟﻠﺔ‬ ‫ﺳﺒﻌﲔ ﻗﻤﻄﺮ‪‬ﺍ ﻣﻜﺘﻮﺑ‪‬ﺎ ﲞﻄﻪ، ﻭﺣﻔﻆ ﻭﻗﺮﺃ ﺑﻜﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﺭﻭﺍﻳﺔ، ﻳﻌﲏ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﻮﺭ، ﻭﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳛﺴﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ‬
‫-٣١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﻃﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﻻ ﻇﻠﻤﺔ ﻛﻈﻠﻤﺔ ﺍﳉﻬﻞ.‬ ‫ﻭﳌﺎ ﺧﺎﻑ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻭﺩ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﺮﲟﺎ ﺍﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻳﺪﻩ‬ ‫ﺣ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺇﺗﻼﻓﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﻗﺒﻴﺢ ﳏﻈﻮﺭ ﻭﺟﻬﻞ ﺑﺎﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ، ﻭﺑﻴﺎﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﻥ ﺣﻔﻈﻬﻤﺎ ﻳﺼﻌﺐ ﺃﻣﺮ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ‬ ‫ﺍﳌﺼﺤﻒ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﻳﺔ ﺩﻋﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﺗﺐ ﻓﺄﺛﺒﺘﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ﻳﻜﺘﺒﻮ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﻌ ‪‬ﺐ ﻭﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﻭﻋﻈﺎﻡ ﺍﻟﻜﺘﻒ، ﰒ ﲨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻌﺪﻩ ﰲ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬ﺴ‬ ‫ﺻﻮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﰒ ﻧﺴﺦ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﳊﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﺌﻼ ﻳﺸﺬ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ: ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻻ ﺗﻜﺘﺒﻮﺍ‬ ‫ﹶ ‪‬‬ ‫ﻋﲏ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ«)١(، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺜﺮﺕ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺭﺃﻯ ﻗﻠﺔ ﺿﺒﻄﻬﻢ ﺃﺫﻥ ﳍﻢ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ.‬ ‫ﻓﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺷﻜﺎ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﻠﺔ ﺍﳊﻔﻆ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺍﺑﺴﻂ‬ ‫ﺭﺩﺍﺀﻙ«، ﻓﺒﺴﻂ ﺭﺩﺍﺀﻩ، ﻭﺣﺪﺛﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺿﻤﻪ ﺇﻟﻴﻚ«، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ: ﻓﻠﻢ ﺃﻧﺲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﲟﺎ ﺣﺪﺛﻨﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ)٢(.‬ ‫ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺍﺳﺘﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻈﻚ ﺑﻴﻤﻴﻨﻚ«، ﻳﻌﲏ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ)٣(.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻗﻴﺪﻭﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ« ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﻭﻣﺎ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٤٠٠٣/٢٧(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٢١، ١٢، ٩٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻯ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪ e‬ﻗﺎﻝ: »ﻻ ﺗﻜﺘﺒﻮﺍ ﻋﲎ، ﻭﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻋﲎ ﻏﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻠﻴﻤﺤﻪ،‬ ‫ﻭﺣﺪﺛﻮﺍ ﻋﲎ ﻭﻻ ﺣﺮﺝ..«.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٩١١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٢٩٤٢/٩٥١(.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٦٦٦٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻟﻴﺲ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ،‬ ‫ﻭﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﳋﻠﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ ﻣﻨﻜﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ«.‬
‫-٤١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺗﻘﻴﻴﺪﻩ؟ ﻗﺎﻝ: »ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ«)١(.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺭﺍﻓﻊ ﺑﻦ ﺧﺪﻳﺞ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﺇﻧﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻣﻨﻚ ﺃﺷﻴﺎﺀ‬ ‫ﺃﻓﻨﻜﺘﺒﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ: »ﺍﻛﺘﺒﻮﺍ ﻭﻻ ﺣﺮﺝ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺿﺒﻄﺖ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺣﺮﻛﺎﺗﻪ‬ ‫ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﻭﺭﻭﺍﻳﺔ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻋﲏ«)٣(، ﻭﻗﺎﻝ: »ﻧ ‪‬ﺮ ﺍﷲ ﺍﻣﺮﺃ ﲰﻊ ﻣﻘﺎﻟﱵ ﻓﻮﻋﺎﻫﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻓﺄﺩﺍﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﲰﻌﻬﺎ«)٤(. ﻭﺗﺄﺩﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﳛﺼﻞ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻷﻥ‬ ‫ﺍﳊﻔﻆ ﺧ ‪‬ﺍﻥ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳛﺪﺙ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻣﻠﻪ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻻ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺪﻳﲏ: ﺃﻣﺮﱐ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺣﺪﺙ ﺇﻻ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻗﺪ ﺭﻭﺕ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻭﺳﺎﻓﺮ ﺍﶈ ‪‬ﺛﻮﻥ ﻭﻗﻄﻌﻮﺍ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺷﺮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻏﺮﻬﺑﺎ ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﻬﻨﺎ ﻭﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﺻﺤﺤﻮﺍ ﻣﺎ ﺻﺢ ﻭﺯﻳﻔﻮﺍ‬ ‫ﻣﺎ ﱂ ﻳﺼﺢ ﻭﺟﺮﺣﻮﺍ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﻭﻋﺪﻟﻮﺍ ﻭﻫﺬﺑﻮﺍ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺻﻨﻔﻮﺍ، ﰒ ﻣﻦ ﻳﻐﺴﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻀﻴﻊ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ )٨٤٨(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٢٥١ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺆﻣﻞ ﻭﺛﻘﺔ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﺛﻘﺔ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ: ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻪ ﻣﻨﺎﻛﲑ«، ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٦٠١ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ: »ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺆﻣﻞ‬ ‫ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٤/٩٢٣، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/١٥١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻣﺪﺭﻙ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺑﻦ ﺭﺍﻓﻊ، ﻭﻋﻨﻪ ﺑﻘﻴﺔ، ﻭﱂ ﺃﺭ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻩ«.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ )١٦٤٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٩٥١، ٢٠٢ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ.‬ ‫)٤( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٠٦٦٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٦٥٦٢( ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٥/٣٨١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٨٥٦٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٢٣٢(، ﻭﺃﲪﺪ‬ ‫ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٧٣٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬
‫-٥١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻜﻢ ﺍﷲ ﰲ ﺣﺎﺩﺛﺔ، ﻓﻤﺎ ﻋﻮﻧﺪﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻓﻬﻞ ﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﻧﺒﻴﻬﻢ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﺬﻩ ﺧﺼﻴﺼﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﻃﺎﻑ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﰲ ﻃﻠﺐ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻻﺑﻨﻪ: ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻦ ﻓﻼﻥ؟ ﻓﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ:‬ ‫»ﻛﺎﻥ ﳜﺮﺝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﻯ«)١(، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﺇﻧﺎ‬ ‫ﷲ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﱂ ﺗﺒﻠﻐﲏ، ﻭﻫﺬﺍ ﻗﻮﻟﻪ ﻣﻊ ﺇﻛﺜﺎﺭﻩ ﻭﲨﻌﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﲟﻦ ﱂ‬ ‫ﻳﻜﺘﺐ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺘﺐ ﻏﺴﻞ؟‬ ‫ﺃﻓﺘﺮﻯ ﺇﺫﺍ ﻏﺴﻠﺖ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺩﻓﻨﺖ ﻋﻼﻡ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﻭﺍﳊﻮﺍﺩﺙ؟ ﻋﻠﻰ ﻓﻼﻥ‬ ‫ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺃﻭ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻮﺍﻃﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﳍﺎ ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺑﻌﺪ ﺍﳍﺪﻯ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻻ ﲣﻠﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﱵ ﺩﻓﻨﻮﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻖ ﺃﻭ‬ ‫ﺑﺎﻃﻞ ﺃﻭ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﺍﳊﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﻼ ﻟﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺩﻓﻨﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﺍﳊﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﱂ ﳝﻜﻦ ﲤﻴﻴﺰﻩ ﻛﺎﻥ ﻋﺬﺭ‪‬ﺍ ﰲ ﺇﺗﻼﻓﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻛﺘﺒﻮﺍ ﻋﻦ‬ ‫ﺛﻘﺎﺕ ﻭﻋﻦ ﻛﺬﺍﺑﲔ ﻭﺍﺧﺘﻠﻂ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺪﻓﻨﻮﺍ ﻛﺘﺒﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﳛﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ.‬ ‫ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻼ ﳛﻞ ﺇﺗﻼﻓﻬﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﻟﻜﻮ‪‬ﺎ ﺿﺎﺑﻄﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻻﹰ،‬ ‫ﻭﻟﻴﺴﺄﻝ ﻣﻦ ﻳﻘﺼﺪ ﺇﺗﻼﻓﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ: ﺗﺸﻐﻠﲏ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ. ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺟﻮﺍﺑﻚ‬ ‫ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻚ ﻟﻮ ﻓﻬﻤﺖ ﻟﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭﰱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ )٦٨٩( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ )١٤٥(، ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﻏﺮﻳﺐ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ )١٠٣١(، ﻭﺻﺤﺤﻪ‬ ‫ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٩٦٢ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
‫-٦١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﻗﻌﺖ ﻟﻚ ﻻ ﺗﺪﻭﻡ، ﻓﻜﺄﱐ ﺑﻚ ﻭﻗﺪ ﻧﺪﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﻮﺍﺕ. ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺋﻬﺎ ﺑﻞ ﺗﺼﺪﺃ ﻓﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺟﻼﺀ،‬ ‫ﻭﺟﻼﺅﻫﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ ﺩﻓﻦ ﻛﺘﺒﻪ ﰒ ﱂ ﻳﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻓﺤﺪﺙ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﻔﻈﻪ ﻓﺨﻠﻂ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻘﺪﺭ ﲤﺎﻡ ﻳﻘﻈﺘﻚ ﻭﺩﻭﺍﻣﻬﺎ ﻭﺍﻟﻐﲎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻓﻬﻼ ﻭﻫﺒﺘﻬﺎ‬ ‫ﳌﺒﺘﺪﻯﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﳑﻦ ﱂ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﻣﻘﺎﻣﻚ، ﺃﻭ ﻭﻗﻔﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺘﻔﻌﲔ ﻬﺑﺎ، ﺃﻭ ﺑﻌﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﺗﺼﺪﻗﺖ ﺑﺜﻤﻨﻬﺎ، ﺃﻣﺎ ﺇﺗﻼﻓﻬﺎ ﻓﻼ ﳛﻞ ﲝﺎﻝ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﺃﻭﺻﻰ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻦ ﻛﺘﺒﻪ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﲏ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ، ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﱪﺫﻋﻲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﺨﲑ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﺨﺎﺱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺃﻋﺮﻑ‬ ‫ﻟﺪﻓﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻣﻌﲎ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﳌﺎ ﺍﻧﻘﺴﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﲔ ﻣﺘﻜﺎﺳﻞ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺑﲔ ﻇﺎﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻣﻦ ﲦﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻭﲰﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ: ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ‪‬ﻮﺍ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟﻌﻔﺮ‪‬ﺍ ﺍﳋﻠﺪﻱ،‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﺗﺮﻛﲏ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﳉﺌﺘﻜﻢ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻟﻘﺪ ﻣﻀﻴﺖ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺪﻭﺭﻱ ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫ﺣﺪﺙ ﻓﻜﺘﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﳎﻠﺴ‪‬ﺎ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ، ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻠﻘﻴﲏ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﺤﺒﻪ ﻣﻦ‬
‫-٧١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻳﺶ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻚ؟ ﻓﺄﺭﻳﺘﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﺗﺪﻉ ﻋﻠﻢ ﺍﳋﺮﻕ ﻭﺗﺄﺧﺬ ﻋﻠﻢ‬ ‫ﺍﻟﻮﺭﻕ. ﰒ ﺧﺮﻕ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ، ﻓﺪﺧﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﰲ ﻗﻠﱯ ﻓﻠﻢ ﺃﻋﺪ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺱ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺰﻝ ﺭﺑﺎﻁ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺃﻃﻠﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺧﻔﻴﺔ ﲝﻴﺚ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ، ﻓﺴﻘﻄﺖ ﺍﻟﺪﻭﺍﺓ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻛﻤﻲ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ: ﺍﺳﺘﺮ ﻋﻮﺭﺗﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﺱ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺑﻴﺪﻱ‬ ‫ﳏﱪﺓ، ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ: ﻏﻴﺐ ﺳﻮﺍﺩﻙ ﻋﲏ ﻳﻜﻔﻴﲏ ﺳﻮﺍﺩ ﻗﻠﱯ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ﺍﳌﺬﻛﺮ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﻗﻔﺖ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻘﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱄ ﻭﻣﻌﻲ ﳏﱪﺓ ﻓﺄﻧﺸﺄ ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﳌﺘﻘﺎﺭﺏ(‬ ‫ﻭﺟﺒﺖ ﺍﻟـﺒﻼﺩ ﻟﻮﺟـﺪ ﺍﻟﻘﻠـﻖ‬ ‫ﺗﺴﺮﺑﻠﺖ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺛـﻮﺏ ﺍﻟﻐـﺮﻕ‬ ‫ﻭﻋﻨﻚ ﻧﻄﻘﺖ ﻟﺪﻯ ﻣـﻦ ﻧﻄـﻖ‬ ‫ﻓﻔﻴﻚ ﻫﺘﻜـﺖ ﻗﻨـﺎﻉ ﺍﻟﻐـﻮﻯ‬ ‫ﺑﺮﺯﺕ ﻋﻠـﻴﻬﻢ ﺑﻌﻠـﻢ ﺍﳋـﺮﻕ‬ ‫ﺇﺫﺍ ـﺎﻃﺒﻮﱐ ـﻢ ـﻮﺭﻕ‬ ‫ﺑﻌﻠـ ﺍﻟـ‬ ‫ﺧـ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﺃﻛﱪ ﺍﳌﻌﺎﻧﺪﺓ ﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺍﻟﺼﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ،‬ ‫ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻷﻧﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﷲ ﻭﺷﺮﻋﻪ، ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﳌﺎ ﳛﺒﻪ‬ ‫ﻭﻳﻜﺮﻫﻪ، ﻓﺎﳌﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﷲ ﻭﻟﺸﺮﻋﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﻫﲔ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻔﻄﻨﻮﺍ ﳌﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ: ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻻ ﻳﻐﺮﻧﻜﻢ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﺈﱐ ﻛﻨﺖ ﺃﺧﱮﺀ‬ ‫ﳏﱪﰐ ﰲ ﺟﻴﺐ ﻣﺮﻗﻌﱵ ﻭﺍﻟﻜﺎﻏﺪ ﰲ ﺣﺰﺓ ﺳﺮﺍﻭﻳﻠﻲ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺫﻫﺐ ﺧﻔﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ،‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﰊ ﺧﺎﺻﻤﻮﱐ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﺗﻔﻠﺢ، ﰒ ﺍﺣﺘﺎﺟﻮﺍ ﺇﱄ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﺮﻯ ﺍﶈﺎﺑﺮ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻫﺬﻩ ﺳﺮﺝ‬
‫-٨١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﳛﻤﻞ ﺍﶈﱪﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﱪ ﺳﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺟﻞ: ﺇﱃ ﻣﱴ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ؟ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺍﶈﱪﺓ ﺇﱃ ﺍﳌﻘﱪﺓ. ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﱵ ﻣﻨﺼﻮﺭﻳﻦ‬ ‫ﻻ ﻳﻀﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺬﳍﻢ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ«)١( ﻓﻘﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﻓﻼ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﻦ ﻫﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ: ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻷﺑﺪﺍﻝ ﻓﻤﻦ ﻳﻜﻮﻥ؟.‬ ‫ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻮﻡ ﺳﻮﺀ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻫﻮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺯﻧﺪﻳﻖ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻜﺄﱐ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ: ﺑﻄﻠﺒﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﺮﻭﻕ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺪ‬ ‫ﻗﺎﻣﺖ ﻭﺍﳋﻠﻖ ﳎﺘﻤﻌﻮﻥ، ﺇﺫ ﻧﺎﺩﻯ ﻣﻨﺎﺩ: ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ، ﻓﺎﺻﻄﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﻔﻮﻓﹰﺎ، ﻓﺄﺗﺎﱐ‬ ‫ﻣﻠﻚ ﻓﺘﺄﻣﻠﺘﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﲔ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻜﺘﻮﺏ: ﺟﱪﻳﻞ ﺃﻣﲔ ﺍﷲ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺸﻐﻮﻝ‬ ‫ﺑﻨﺼﺐ ﺍﳌﻮﺍﺋﺪ ﻹﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻓﻘﻴﻞ ﻧﻌﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻐﻠﻚ ﻛﺜﺮﺓ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻣﻌﺎﺫ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮ ﺟﱪﻳﻞ ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ. ﻭﰲ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺬﺍﺑ‪‬ﺎ ﻭﻟﻌﻠﻬﺎ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﺮﻭﻕ ﻓﺄﺧﱪﱐ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٩٥٤٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )١٢٩١/١٧١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٣٢٩١/٣٧١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ.‬
‫-٩١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﺣﺪﺛﲏ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﲪﺰﺓ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﺮﻭﻕ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻱ ﻳﺄﰐ ﺑﺎﳌﻌﻀﻼﺕ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﳌﺎ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺎﺕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﱂ ﻳﺼﱪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ ﻓﻮﻗﻌﺖ ﺍﻷﻏﺎﻟﻴﻂ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻏﲑ‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﻭﻳﺴﻮﻗﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺇﱃ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ ﺑﻪ، ﻭﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﳜﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻗ ‪‬ﺍﻣﲔ ﺑﺸﺮﻋﻪ ﻳﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺨﺮﺻﲔ ﻭﻳﺒﻴﻨﻮﻥ ﻏﻠﻂ ﺍﻟﻐﺎﻟﻄﲔ.‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺒﺠﻠﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻠﺪﻱ ﻗﺎﻝ: ﺣﻀﺮﺕ‬ ‫ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻭﻗﺪ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﻛﻴ‪‬ﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺳﻨﻘﺮﺋﻚ ﻓﻼ ﺗﻨﺴﻰ﴾ ]ﺍﻷﻋﻠﻰ:‬ ‫ﹶ‬ ‫٦[، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﻻ ﺗﻨﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺩﺭﺳﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ﴾‬ ‫]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٩٦١[، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﻳﻔﻀﺾ ﺍﷲ ﻓﺎﻙ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﻻ ﺗﻨﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻓﺘﻔﺴﲑ ﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻐﻠﻂ ﻓﻴﻪ ﻇﺎﻫﺮ. ﻷﻧﻪ ﻓﺴﺮﻩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ‪‬ﻲ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ، ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺧﱪ ﻻ ‪‬ﻲ، ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻓﻤﺎ ﺗﻨﺴﻰ ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ‪‬ﻴ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﳎﺰﻭﻣ‪‬ﺎ، ﻓﺘﻔﺴﲑﻩ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺇﲨﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﺩﺭﺳﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٩٦١[ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ، ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﲟﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺪﺭﺳﻮﻥ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٩٧[، ﻻ ﻣﻦ ﺩﺭﻭﺱ‬ ‫ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺇﻫﻼﻛﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻣﻘﺴﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﻀﺮﺕ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ، ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:‬
‫-٠٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫﴿ﺇﻥ ﰱ ﺫﻟﻚ ﻟﺬﻛﺮﻯ ﳌﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻗﻠﺐ﴾ ]ﻕ: ٧٣[، ﻓﻘﺎﻝ: ﳌﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻗﻠﺒﻪ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ،‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻓﻨﺠﻴﻨﺎﻙ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻐﻢ﴾ ]ﻃﻪ: ٠٤[. ﻗﺎﻝ: ﳒﻴﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻢ ﺑﻘﻮﻣﻚ ﻭﻓﺘﻨﺎﻙ ﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻧﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﻩ ﺟﺮﺃﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﻢ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﻥ ﲟﺤﺒﺔ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﺟﻌﻞ ﳏﺒﺘﻪ ﺗﻔﱳ ﻏﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺒﺎﺣﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺯﻡ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺪﻭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻄﺎﺀ، ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺮﺑﲔ ﻓﺮﻭﺡ ﻭﺭﳛﺎﻥ ﻭﺟﻨﺔ ﻧﻌﻴﻢ﴾‬ ‫]ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ: ٨٨-٩٨[ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺮﻭﺡ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻭﺟﻪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺍﻟﺮﳛﺎﻥ: ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ‬ ‫ﻟﻜﻼﻣﻪ، ﻭﺟﻨﺔ ﻧﻌﻴﻢ: ﻫﻮ ﺃﻥ ﻻ ﳛﺠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ، ﻭﻗﺪ ﲨﻊ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺜﺮﻩ ﻫﺬﻳﺎﻥ ﻻ ﳛﻞ ﳓﻮ ﳎﻠﺪﻳﻦ، ﲰﺎﻫﺎ:‬ ‫»ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ«، ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﻓﺎﲢﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻨﻬﻢ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﳕﺎ ﲰﻴﺖ ﻓﺎﲢﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻷ‪‬ﺎ‬ ‫ﺃﻭﺍﺋﻞ ﻣﺎ ﻓﺎﲢﻨﺎﻙ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﺑﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺗﺄﺩﺑﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺇﻻ ﺣﺮﻣﺖ ﻟﻄﺎﺋﻒ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﻷﻧﻪ ﻻ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﳌﻔﺴﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ. ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ: )ﺁﻣﲔ( ﺃﻱ: ﻗﺎﺻﺪﻭﻥ ﳓﻮﻙ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃ ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﺎﻧﺖ‬ ‫ﻡ‬ ‫ﺍﳌﻴﻢ ﻣﺸﺪﺩﺓ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﺇﻥ ﻳﺄﺗﻮﻛﻢ ﺃﺳﺎﺭﻯ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٥٨[، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ: ﻏﺮﻗﻰ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ: ﻏﺮﻗﻰ ﰲ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﺃﺳﺎﺭﻯ ﰲ ﺃﺳﺒﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻔﺪﻭﻫﻢ ﺇﱃ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻌﻼﺋﻖ.‬
‫-١٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ: ﺇﺫﺍ ﺃﺳﺮﲤﻮﻫﻢ ﻓﺪﻳﺘﻤﻮﻫﻢ، ﻭﺇﺫﺍ‬ ‫ﺣﺎﺭﺑﺘﻤﻮﻫﻢ ﻗﻠﺒﺘﻤﻮﻫﻢ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﻓﺴﺮﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﳌﺪﺡ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ: ﴿ﳛﺐ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﲔ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٢٢٢[ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺘﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ: ﴿ﻳﻘﺒﺾ ﻭﻳﺒﺴﻂ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٥٤٢[. ﺃﻱ: ﻳﻘﺒﻀﻚ ﺑﺈﻳﺎﻩ ﻭﻳﺒﺴﻄﻚ‬ ‫ﻹﻳﺎﻩ. ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺩﺧﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺁﻣﻨﺎ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٧٩[، ﺃﻱ: ﻣﻦ ﻫﻮﺍﺟﺲ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻭﺳﺎﻭﺱ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻏﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺒﺢ، ﻷﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻵﻳﺔ ﻟﻔﻆ ﺍﳋﱪ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ: ﻣﻦ ﺩﺧﻞ‬ ‫ﺍﳊﺮﻡ ﻓﺄﻣﻨﻮﻩ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﻓﺴﺮﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﱪ، ﰒ ﻻ ﻳﺼﺢ ﳍﻢ، ﻷﻧﻪ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳊﺮﻡ ﻣﺎ ﺃﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﳍﻮﺍﺟﺲ ﻭﻻ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﺇﻥ ﲡﺘﻨﺒﻮﺍ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﺗﻨﻬﻮﻥ ﻋﻨﻪ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ١٣[، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺗﺮﺍﺏ:‬ ‫ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ. ﴿ﻭﺍﳉﺎﺭ ﺫﻯ ﺍﻟﻘﺮﰉ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٦٣[، ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ: ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻠﺐ،‬ ‫﴿ﻭﺍﳉﺎﺭ ﺍﳉﻨﺐ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٦٣[: ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﴿ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٦٣[: ﺍﳉﻮﺍﺭﺡ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﻫﻢ ﻬﺑﺎ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٤٢[، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ: ﺍﳍ ‪‬ﺎﻥ ﳍﺎ،‬ ‫ﻤ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻬﺑﺎ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﻟﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺑﺸﺮ‪‬ﺍ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ١٣[، ﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺑﺄﻫﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻰ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﳒﺎﱐ: ﺍﻟﺮﻋﺪ ﺻﻌﻘﺎﺕ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ، ﻭﺍﻟﱪﻕ ﺯﻓﺮﺍﺕ ﺃﻓﺌﺪ‪‬ﻢ، ﻭﺍﳌﻄﺮ ﺑﻜﺎﺅﻫﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻓﻠﻠﻪ ﺍﳌﻜﺮ ﲨﻴﻌ‪‬ﺎ﴾ ]ﺍﻟﺮﻋﺪ: ٢٤[، ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﲔ: ﻻ ﻣﻜﺮ ﺃﺑﲔ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﻜﺮ ﺍﳊﻖ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺣﻴﺚ ﺃﻭﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﳍﻢ ﺳﺒﻴﻼ ﺇﻟﻴﻪ ﲝﺎﻝ، ﺃﻭ ﻟﻠﺤﺪﺙ ﺍﻗﺘﺮﺍﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪﻡ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﻣﻌﲎ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻛﻔﺮ ﳏﺾ ﻷﻧﻪ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ‬
‫-٢٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﺎﳍﺰﻝ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳊﻼﺝ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺬﺍﻙ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻟﻌﻤﺮﻙ﴾ ]ﺍﳊﺠﺮ: ٢٧[ ﺃﻱ: ﺑﻌﻤﺎﺭﺗﻚ ﺳﺮﻙ ﲟﺸﺎﻫﺪﺗﻨﺎ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﲨﻴﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻨﺲ، ﻭﻟﻘﺪ ﳘﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﺛﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ‬ ‫ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺷﻲﺀ ﺑﲔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﳋﻄﺄ ﻭﺍﳍﺬﻳﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻣﺎ‬ ‫ﺣﻜﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ، ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺟﻨﺲ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻬﺬﺍ ﺃﳕﻮﺫﺟﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ‬ ‫ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﰲ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻤﻊ« ﻗﺎﻝ: ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ:‬ ‫﴿ﺍﺩﻋﻮ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﲑﺓ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٨٠١[، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ: ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻻ ﺃﺭﻯ ﻧﻔﺴﻲ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ: ﻟﻮ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻞ ﳑﺎ ﺳﻮﺍﻧﺎ ﻟﻮﻟﻴﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺮﺍﺭ‪‬ﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﻻ ﳛﻞ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺇﳕﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻬﻒ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻳﺴﻤﻲ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﺴﺘﻨﺒﻄﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ: ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺫﻡ ﺍﳌﺎﻝ« ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺍﺟﻨﺒﲎ‬ ‫ﻭﺑﲎ ﺃﻥ ﻧﻌﺒﺪ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ﴾ ]ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ٥٣[، ﻗﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻋﲎ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﺇﺫ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ‬ ‫ﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳜﺸﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻵﳍﺔ ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ، ﻭﺇﳕﺎ ﻋﲎ ﺑﻌﺒﺎﺩﺗﻪ ﺣﺒﻪ ﻭﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺭ ﺑﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﱂ ﻳﻘﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺷﻌﻴﺐ:‬ ‫﴿ﻭﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﺭﺑﻨﺎ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٩٨[، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻣﻴﻞ‬ ‫ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺃﻣﺮ ﳑﺘﻨﻊ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ، ﰒ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻳﺘﺼﻮﺭ ﰲ ﺣﻘﻪ ﺍﻹﺷﺮﺍﻙ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻌﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻭﺍﺟﻨﺒﲎ ﻭﺑﲎ﴾‬ ‫]ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ٥٣[، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﻗﺪ ﻋﺒﺪ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻄﻨﺎﺟﲑﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻧﻔﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﲟﺎ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﺇﻥ ﰱ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬
‫-٣٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻵﻳﺎﺕ ﻷﻭﱃ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٠٩١[، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻢ ﻵﻳﺎﺕ ﱄ، ﻓﺄﺿﺎﻓﻮﺍ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻷﻭﱄ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﴿ﻭﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺮﻳﺢ﴾ ]ﺳﺒﺄ:‬ ‫٢١[ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﱄ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﳋﺮﺍﺳﺎﱐ: ﻗﺪ ﻳﻘﻄﻊ ﺑﺄﻗﻮﺍﻡ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﴿ﻛﻠﻮﺍ ﻭﺍﺷﺮﺑﻮﺍ ﻫﻨﻴﺌﹰﺎ ﲟﺎ‬ ‫ﺃﺳﻠﻔﺘﻢ ﰱ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﳋﺎﻟﻴﺔ﴾ ]ﺍﳊﺎﻗﺔ: ٤٢[، ﻓﺸﻐﻠﻬﻢ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﻻ ﻣﻜﺮ ﻓﻮﻕ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺣﺴﺮﺓ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻭﻓﻘﻜﻢ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻤﺎﻗﺔ ﻭﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻪ ﻣﻜﺮ‪‬ﺍ،‬ ‫ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﳌﻜﺮ ﻬﺑﺬﺍ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ. ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻗﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﺸﻐﻮﻟﲔ ﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻓﻤﺎ ﺃﺟﺮﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻘﺒﺎﺡ. ﻭﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺎﳌﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻌﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﲎ ﺍﳌﻜﺮ،‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻣﻌﲎ ﻣﻜﺮﻩ ﻭﺧﺪﺍﻋﻪ ﺃﻧﻪ ﳎﺎﺯﻱ ﺍﳌﺎﻛﺮﻳﻦ ﻭﺍﳋﺎﺩﻋﲔ.‬ ‫ﻭﺇﱐ ﻷﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﺭﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻘﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻛﻴﻒ ﺍﻧﺒﺴﻄﻮﺍ‬ ‫ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻩ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﻭﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺣﺪﺛﻨﺎ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﳊﺮﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺳﻬﻴﻞ ﺃﺧﻮ ﺣﺰﻡ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﳉﻮﱐ، ﻋﻦ ﺟﻨﺪﺏ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ، ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٢٥٦٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ )٢٥٩٢( ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬
‫-٤٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﺖ ﻟﻨﺎ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﻜﺮ، ﺇﱐ‬ ‫ﻷﻗﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ، ﻟﻜﲏ ﺃﻧﺒﻪ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺢ ﻣﺎ ﻳﺘﺨﺎﻳﻠﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳉﻬﻠﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺭﻭﳝ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﺷﻬﺪﻧﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭﻃﻴﺒﻬﺎ، ﻓﺘﻌﺎﻟﻮﺍ ﻧﺘﺬﺍﻛﺮ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﺌﻼ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻴﻠﺘﻨﺎ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻧﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺍﶈﺒﺔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﺘﻜﻠﻢ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﳌﻜﻲ، ﻓﻮﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﻮﻝ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ، ﻓﻘﺎﻡ‬ ‫ﻭﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺻﺤﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻘﻤﺮﺓ ﻓﻮﺟﺪ ﻗﻄﻌﺔ ﺭﻕ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻭﲪﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺍﺳﻜﻨﻮﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺟﻮﺍﺑﻜﻢ، ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﺘﻮﺏ:‬ ‫ﻣ ﹼﺎﺭ ﻣ ﹼﺎﺭ، ﻭﻛﻠﻜﻢ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﺣﺒﻪ ﻭﺃﺣﺮﻡ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺍﻓﺘﺮﻗﻮﺍ ﻓﻤﺎ ﲨﻌﻬﻢ ﺇﻻ ﺍﳌﻮﺳﻢ.‬ ‫ﻜ ﻜ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﻩ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﺍ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﻻ ﻳﻮﺛﻖ ﺑﻪ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﺻﺤﺖ ﻓﺈﻥ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ ﺃﻟﻘﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻕ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﻇﻨﻮﺍ ﺃ‪‬ﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺑﻈﻨﻮ‪‬ﻢ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﻌﲎ ﺍﳌﻜﺮ ﻣﻨﻪ ﺍ‪‬ﺎﺯﺍﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﺮ. ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻪ: ﻣ ﹼﺎﺭ، ﻓﻔﻮﻕ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍﳉﻬﻞ ﻭﻓﻮﻕ ﺍﳊﻤﺎﻗﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻧﺎ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﺛﺎ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺍﳋﻠﺪﻱ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺭﻭﳝ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻏ‪‬ﺐ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﰲ ﺃﺷﻴﺎﺀ: ﻣﻜﺮﻩ ﰲ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﻏ‪‬ﺐ ﺧﺪﺍﻋﻪ ﰲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻄﻔﻪ، ﻭﻏ‪‬ﺐ ﻋﻘﻮﺑﺎﺗﻪ ﰲ ﺑﺎﺏ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﲣﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻨﺲ ﻭﺟﺮﺃﺓ.‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ )١٥٩٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ« ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫١/٩٦٢.‬
‫-٥٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ،‬‫‪‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺧﺎﱄ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻮﻳﻪ: ﺧﺮﺝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺃﺥ ﻟﻪ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ‪‬ﺮ ﺟﻴﺤﻮﻥ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﻟﻪ ﺣﺎﻓﺘﺎ ﺍﻟﻨﻬﺮ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﻴﺪﻱ ﺇﻳﺶ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺮ ﺍﳋﻔﻲ، ﻭﻋﺰﺗﻚ ﻣﺎ ﻋﺒﺪﺗﻚ ﳍﺬﺍ، ﰒ ﺭﺟﻊ ﻭﱂ ﻳﻌﱪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ: ﻭﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﺬﻛﺮ، ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻋﺮﻑ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺻﺎﺭ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﻮﺍﺑ‪‬ﺎ، ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺍﳉﻨﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺑﺎﻻ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﻩ ﺟﺮﺃﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﰲ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﳌﻜﺮ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ‬ ‫‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﺎﻟﺐ ﻭﺑﺎﻻﹰ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺑﺎﻻ ﻟﻠﻌﺎﺭﻓﲔ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻐﲑﻫﻢ؟ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺒﻌﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﻟﻮﺭﺛﺎﱐ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﳌﻬﻠﱯ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻃﻴﻔﻮﺭ‪‬ﺍ ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﰲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺘﲔ:‬ ‫ﻃﺒﻘﺔ ﺗﺰﻭﺭﻩ ﻣﱴ ﺷﺎﺀﺕ ﻭﺃﱏ ﺷﺎﺀﺕ، ﻭﻃﺒﻘﺔ ﺗﺰﻭﺭﻩ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰒ ﻻ ﺗﺰﻭﺭﻩ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺟﻌﻞ ﳍﻢ ﺳﻮﻗﹰﺎ، ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﺍﺀ‬ ‫ﻭﻻ ﺑﻴﻊ ﺇﻻ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻓﻤﻦ ﺩﺧﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﱂ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﷲ‬ ‫ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﳜﺪﻋﻚ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ، ﻭﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﳜﺪﻋﻚ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ،‬ ‫ﻓﺄﻧﺖ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻮﻕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﳉﻨﺔ ﺧﺪﻳﻌﺔ ﻭﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﻼﻧﻘﻄﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ‬ ‫ﻗﺒﻴﺢ، ﻭﺇﳕﺎ ﳚﻌﻞ ﳍﻢ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺛﻮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻻ ﺧﺪﻳﻌﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺫﻥ ﳍﻢ ﰲ ﺃﺧﺬ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﰒ ﻋﻮﻗﺒﻮﺍ‬ ‫ﲟﻨﻊ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻓﻘﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﳌﺜﻮﺑﺔ ﻋﻘﻮﺑﺔ. ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﱂ‬ ‫ﻳﻌﺪ ﺇﱃ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻭﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ؟ ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻐﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﻧﱯ، ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ ﻋﻠﻤﻬﺎ؟.‬
‫-٦٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺍﻭﻱ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ: »ﲨﻌﲏ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﺇﻳﺎﻙ ﰲ ﺳﻮﻕ ﺍﳉﻨﺔ«)١(، ﺃﻓﺘﺮﺍﻩ ﻃﻠﺐ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ؟ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻗﺘﻨﺎﻋﻬﻢ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺃﻭﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ.‬ ‫ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳋﻮﺍﻃﺮ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺎﺕ ﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﲦﺮﺍﺕ ﻋﻠﻤﻪ، ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﳌﹰﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻮﺍﻃﺮﻩ‬ ‫ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻷ‪‬ﺎ ﲦﺮﺍﺕ ﻋﻠﻤﻪ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﻓﺜﻤﺮﺍﺕ ﺍﳉﻬﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﺣﻈﻪ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺭﺃﻳﺖ ﲞﻂ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺟﺎﺯ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺣﱴ‬ ‫ﺗﻌﺬﻬﺑﻢ؟ ﻛﻒ ﻋﻈﺎﻡ، ﺟﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ، ﺍﻋﻒ ﻋﻨﻬﻢ.‬ ‫ﹶ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻗﻠﺔ ﻋﻠﻢ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ: ﻛﻒ ﻋﻈﺎﻡ، ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﻟﻶﺩﻣﻲ،‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﻛﻒ ﻋﻈﺎﻡ. ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺟﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻓﺮﻋﻮﻥ، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺍﻋﻒ ﻋﻨﻬﻢ، ﺟﻬﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﺧﱪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ، ﳌﻦ ﻣﺎﺕ ﻛﺎﻓﺮ‪‬ﺍ، ﻓﻠﻮ ﻗﺒﻠﺖ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﰲ ﻛﺎﻓﺮ ﻟﻘﺒﻞ ﺳﺆﺍﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺃﺑﻴﻪ، ﻭﳏﻤﺪ ﰲ ﺃﻣﻪ، ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻜﻮﻓﺎﱐ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻗﻮﺭﻱ ﺍﳋﺒﻮﺷﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﻳﻘﻮﻝ: ﻋ‪‬ﺒﺮ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﱪﺓ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻌﺬﻭﺭﻳﻦ. ﻭﻣﺮ ﲟﻘﱪﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻐﺮﻭﺭﻳﻦ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻓﺴﺮﻩ ﺍﻟﺴﺎﺭﺝ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺄﻧﻪ ﳌﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﳍﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻓﻌﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩ‪‬ﺍ ﰲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺟﻌﻞ ﻧﺼﻴﺒﻬﻢ ﺍﻟﺴﺨﻂ‬ ‫ﻓﺬﻟﻚ ﻋﺬﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻗﺒﻴﺢ ﻷﻧﻪ ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻻ ﻏﲑﻩ.‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٢٥٦٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ )٢٥٩٢( ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬
‫-٧٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻏﲑﻩ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ‬ ‫ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺨﺸﱯ ﺇﱃ ﺃﰊ، ﻓﺠﻌﻞ ﺃﰊ ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﻼﻥ ﺿﻌﻴﻒ، ﻭﻓﻼﻥ ﺛﻘﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺗﺮﺍﺏ: ﻳﺎ‬ ‫ﺷﻴﺦ ﻻ ﺗﻐﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺃﰊ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻭﳛﻚ، ﻫﺬﻩ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﻏﻴﺒﺔ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺪﺑﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﰎ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻨﺎ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳉﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ« ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻇﻬﺮ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺛﻘﺔ ﺃﻭ ﻏﲑ ﺛﻘﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ: ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﳏﻤﺪ، ﻛﻢ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻗﺪ ﺣﻄﻮﺍ ﺭﻭﺍﺣﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻣﻨﺬ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﺋﱵ ﺳﻨﺔ،‬ ‫ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺬﻛﺮﻫﻢ ﻭﺗﻐﺘﺎﻬﺑﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﱘ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﺒﻜﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻟﻮ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﺼﻨﻴﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﱂ ﺃﺻﻨﻔﻪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻋﻔﺎ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﰎ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻘﻴﻬ‪‬ﺎ ﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺭﺩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﰊ ﺗﺮﺍﺏ، ﻭﻟﻮﻻ ﺍﳉﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ؟‬ ‫ﰒ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻻ ﳝﻨﻊ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮﻫﻢ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﺗﺴﻤﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﻏﻴﺒﺔ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺳﻮﺀ. ﰒ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺍﳉﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﻳﺰﻛﻲ ﻛﻼﻣﻪ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻴﻮﺳﻒ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﱵ ﲢﻜﻲ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻹﺭﺩﺑﻴﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺍﷲ‬ ‫ﺃﻣﺴﻚ ﻋﻦ ﺭﻓﻊ ﺣﻮﺍﺋﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﳌﺎ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺄﺣﻮﺍﻟﻪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺳﺪ ﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﺟﻬﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺮﻯﺀ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻷﻫﻮﺍﺯﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﲰﻊ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻳﻒ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻭﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻭﻗﺪ‬
‫-٨٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺳﺄﻟﻪ ﺷﺎﺏ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ِﻟﻢ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﷲ، ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ: ﺃﺳﺘﺤﻲ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻭﺟﻪ ﺇﺛﺒﺎﺗ‪‬ﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﻔﻲ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ: ﺃﺭﻳﺪ ﺣﺠﺔ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﺸﻰ ﺃﱐ ﺃﺅﺧﺬ‬ ‫ﰲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﻻ ﺃﺻﻞ ﺇﱃ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ، ﻭﳛﺚ ﻋﻠﻴﻬﺎ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ: ﻋﻨﻪ: »ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺩﺑﺮ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ‬ ‫ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ«)١(، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ: »ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ«)٢(، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﳌﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ، ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺎ ﱂ‬ ‫ﳜﺘﺮﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ، ﻧﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﺃﺫﺍﻥ ﺍﳌﺆﺫﻥ ﻓﻘﺎﻝ: ﻃﻌﻨﻪ ﺳﻢ ﺍﳌﻮﺕ، ﻭﲰﻊ ﻧﺒﺎﺡ ﻛﻠﺐ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﺒﻴﻚ ﻭﺳﻌﺪﻳﻚ،‬ ‫ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﳌﺆﺫﻥ ﺃﻏﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﻏﺎﻓﻞ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺟﺮﺓ‬ ‫ﻭﻟﻮﻻﻫﺎ ﻣﺎ ﺃﺫﻥ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻗﻠﺖ: ﻃﻌﻨﻪ ﺳﻢ ﺍﳌﻮﺕ، ﻭﺍﻟﻜﻠﺐ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻼ ﺭﻳﺎﺀ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﻗﺪ ﻗﺎﻝ: ﴿ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺷﻰﺀ ﺇﻻ ﻳﺴﺒﺢ ﲝﻤﺪﻩ﴾ ]ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ: ٤٤[.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻋﺼﻤﻨﺎ ﺍﷲ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻟﻞ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﳋﺮﺍﻁ، ﻧﺎ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ، ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﺑﻀ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﳊﻴﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻧﺢ‬ ‫ﹰ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ:ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺫﺍﻥ )٤٤٨(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ )٣٩٥/٧٣١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪ )٠٢١١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٩٦٧/٩٩١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.‬
‫-٩٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﺪﻙ ﻋﻦ ﳊﻴﺔ ﺍﷲ، ﻓﺮﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ، ﻓﻄﻠﺒﺖ ﻭﺃﺧﺬﺕ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻧﺒﺢ ﻛﻠﺐ ﻓﻘﻠﺖ: ﻟﺒﻴﻚ، ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺍﳌﺆﺫﻥ ﻓﻘﻠﺖ: ﻃﻌﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:‬ ‫﴿ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺷﻰﺀ ﺇﻻ ﻳﺴﺒﺢ ﲝﻤﺪﻩ﴾ ﻓﻘﻠﺖ:‬ ‫ﻟﺒﻴﻚ، ﻷﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﳌﺆﺫﻥ، ﻓﺈﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻠﻮﺙ ﺑﺎﳌﻌﺎﺻﻲ ﻏﺎﻓﻞ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﻮﻟﻚ ﻟﻠﺮﺟﻞ: ﻧﺢ ﻳﺪﻙ ﻋﻦ ﳊﻴﺔ ﺍﷲ. ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ. ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﷲ ﻭﳊﻴﺘﻪ‬ ‫ﷲ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻟﻪ؟‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭﻗﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﺒﻴﻂ، ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻮﻫﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﺻﻔﺔ ﺍﳌﻠﻚ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ‬ ‫ﺍﷲ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ، ﻭﺍﷲ ﻟﻮ ﻋﺮﻓﻮﻩ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ: ﻭﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﱪﺩﺍﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﺄﻟﻪ: ﻣﺎ ﺍﲰﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺁﺩﻡ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻳﻠﻚ. ﺃﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺻﻨﻊ ﺁﺩﻡ؟ ﺑﺎﻉ ﺭﺑﻪ‬ ‫ﺑﻠﻘﻤﺔ. ﰒ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺬﺭﱐ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ: ﻭﲰﻌﺖ ﺑﻜﺮﺍﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳉﺒﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﺒﻠﻲ ﺟﻠﻴﺲ ﻓﺄﻋﻠﻤﻪ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻊ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺍﻗﺾ ﺩﻳﻨﻚ، ﻭﻃﻠﻖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻚ، ﻓﻔﻌﻞ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻳﺘﻢ ﺃﻭﻻﺩﻙ‬ ‫ﺑﺄﻥ ﺗﺆﻳﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﻚ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ، ﻓﺠﺎﺀ ﺑﻜﺴﺮ ﻗﺪ ﲨﻌﻬﺎ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻃﺮﺣﻬﺎ ﺑﲔ‬ ‫ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻛﻞ ﻣﻌﻬﻢ.‬ ‫ﹸﹾ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻧﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳊﺮﻓﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﳏﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﻁ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ‬ ‫‪‬‬
‫-٠٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻠﻘﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﰲ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﺷﺎﺑ‪‬ﺎ ﺑﻼ ﻣﺌﺰﺭ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ‬ ‫ﻏﻼﻡ ﺃﻻ ﺗﻐﻄﻲ ﻋﻮﺭﺗﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﺳﻜﺖ ﻳﺎ ﺑﻄﺎﻝ، ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻓﻼ ﺗﺸﻬﺪ ﺇﻻ‬ ‫ﺍﳊﻖ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻓﻼ ﺗﺸﻬﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺍﳊﻖ ﻣﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﳊﻖ، ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ‬ ‫ﻣﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈﺴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺴﲑﺍﰲ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﻀﺮﺕ ﺑﺸﲑﺍﺯ ﻋﻨﺪ ﻗﺎﺿﻴﻬﺎ ﺃﰊ‬ ‫ﺳﻌﺪ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺪﺍﻭﺩﻱ ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﻮﰲ ﻭﺻﻮﻓﻴﺔ ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ‬ ‫ﻣﻔﺮﻁ ﺟﺪ‪‬ﺍ، ﺣﱴ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﺃﻟﻮﻑ، ﻓﺎﺳﺘﻌﺪﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ،‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ، ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺯﻭﺟﻲ، ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻘﲏ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ،‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﲤﻨﻌﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﻳﺘﻌﺠﺐ ﻭﺣﻨﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰒ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﳍﺎ: ﻭﻛﻴﻒ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻷﻧﻪ ﺗﺰﻭﺝ ﰊ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﻗﺎﺋﻢ ﰊ ﻭﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ‬ ‫ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﻣﲏ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻌﻨﺎﻱ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﱪ ﺣﱴ ﻳﻨﻘﻀﻲ‬ ‫ﻣﻌﻨﺎﻱ ﻣﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﲏ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ: ﻛﻴﻒ ﺗﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ؟ ﰒ ﺃﺻﻠﺢ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺧﺮﺟﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻃﻼﻕ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ« ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﺎﻝ: ﻟﻠﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺳﺮ ﻟﻮ‬ ‫ﺃﻇﻬﺮ ﺑﻄﻠﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻭﻟﻠﻨﺒﻮﺓ ﺳﺮ ﻟﻮ ﻛﺸﻒ ﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺏ ﺍﷲ ﺳﺮ ﻟﻮ ﺃﻇﻬﺮﻭﻩ‬ ‫ﻟﺒﻄﻠﺖ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﻥ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ‬ ‫ﳜﺎﻟﻒ ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ: ﺿﺎﻉ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻟﺪ ﺻﻐﲑ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻟﻮ ﺳﺄﻟﺖ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺮﺩﻩ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻀﻲ ﺃﺷﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺫﻫﺎﺏ ﻭﻟﺪﻱ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻃﺎﻝ ﺗﻌﺠﱯ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ، ﻛﻴﻒ ﳛﻜﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﰲ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺿﻰ ﻋﻦ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﺽ.‬
‫-١٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ: ﺩﺧﻞ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳋﲑ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺭﻳﺪ‬ ‫ﺃﻥ ﺃﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺗﺮﺩ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﲤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺗﺮﻳﺪ ﺑﻼ ﺑﺪ. ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺑﺮﺋﺖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻣﺎﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻨﺪﻱ، ﺍﲪﻠﻮﻩ ﺍﻵﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﻻ ﻻ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ. ﻳﻌﲏ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻇﻬﺮ ﻋﻴﺒ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺏ ﻓﺈﻧﻪ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺒﺢ. ﻭﳑﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﰲ ﺩﻓﻊ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ،‬ ‫ﺃﺧﱪﱐ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﻀﱯ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﺎﺳﺮﺟﺴﻲ ﳛﻜﻲ ﻋﻦ ﺟﺪﻩ، ﻭﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﻭﺍﳊﺴﲔ ﺍﺑﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺎﺳﺮﺟﺲ ﺃﺧﻮﻳﻦ ﻳﺮﻛﺒﺎﻥ ﻓﻴﺘﺤﲑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺯﻳﻬﻤﺎ‬ ‫ﻓﺎﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻤﺎ، ﻓﻘﺼﺪﺍ ﺣﻔﺺ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻟﻴﺴﻠﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻤﺎ‬ ‫ﺣﻔﺺ: ﺃﻧﺘﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺧﺎﺭﺝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳊﺞ، ﻭﺇﺫﺍ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﺃﺳﻠﻤﺘﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﻈﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﺈﻧﻪ ﺷﻴﺦ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﻭﺍﳌﻐﺮﺏ،‬ ‫ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺎ، ﻓﻤﺮﺽ ﺍﳊﺴﲔ ﻭﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺃﺳﻠﻢ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﻩ ﺍﶈﻨﺔ ﺇﳕﺎ ﺟﻠﺒﻬﺎ ﺍﳉﻬﻞ، ﻓﻠﻴﻌﺮﻑ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﻆ ﻣﻦ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻟﻘﺎﻝ: ﺃﺳﻠﻤﺎ ﺍﻵﻥ، ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺗﺄﺧﲑ ﺫﻟﻚ ﳊﻈﺔ، ﻭﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ، ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩﻱ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻟﻠﻤﻊ« ﳌﻊ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻣﺮﺽ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﻜﻲ ﻓﻘﻞ: ﺃﻭﻩ، ﻓﻬﻮ ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺃﲰﺎﺀ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﺆﻣﻦ، ﻭﻻ ﺗﻘﻞ: ﺃﻓﺮﺝ، ﻓﺈﻧﻪ ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﻓﻬﺬﻩ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻓﻘﻬﻬﻢ ﻧﺒﻬﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻭﺳﻮﺀ ﻓﻬﻤﻬﻢ ﻭﻛﺜﺮﺓ‬ ‫ﺧﻄﺌﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺣﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ‬
‫-٢٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻄﺎﺀ ﺍﳍﺮﻭﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻈﻔﺮ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺴﻼﻣﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺼﺮﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﰊ ﻳﻘﻮﻝ: ﺻﺤﺒﺖ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﲔ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺪﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻻ‬ ‫ﻫﺬﻳﻦ ﺍﳊﺮﻓﲔ: ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺳﻴﻒ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﺃﻻ ﺗﻘﺪﺭ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺸﻄﺢ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻃﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﺼﻤﺖ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﱪﺕ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﳋﻮﻑ ﻏﺎﻟﺒ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻨﻬﻢ.‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: ﻟﻴﺘﲏ ﻛﻨﺖ ﺷﻌﺮﺓ ﰲ ﺻﺪﺭ ﻣﺆﻣﻦ. ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ: ﺍﻟﻮﻳﻞ‬ ‫ﻟﻌﻤﺮ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ: ﻟﻴﺘﲏ ﺇﺫﺍ ﻣﺖ ﻻ ﺃﺑﻌﺚ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻨﻬﺎ: ﻟﻴﺘﲏ ﻛﻨﺖ ﻧﺴﻴ‪‬ﺎ ﻣﻨﺴﻴ‪‬ﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﳊﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻮﺕ: ﺗﺮﺟﻮ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻐﻔﺮ ﳌﺜﻠﻲ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﳕﺎ ﺻﺪﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﻟﻘﻮﺓ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺏ ﺍﷲ،‬ ‫ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺗﻮﺭﺙ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﳋﺸﻴﺔ. ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺇﳕﺎ ﳜﺸﻰ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ﴾ ]ﻓﺎﻃﺮ: ٨٢[، ﻭﻗﺎﻝ »ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻓﻜﻢ ﺑﺎﷲ ﻭﺃﺷﺪﻛﻢ ﻟﻪ ﺧﺸﻴﺔ«)١(. ﻭﳌﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻻﺣﻈﻮﺍ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ، ﻭﺍﺗﻔﻖ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫ﻓﺎﻧﺒﺴﻄﻮﺍ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﻭﻯ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﳝﻦ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ‬ ‫ﺍﻟﺮﻫﺎﻭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﺰﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺪﺋﻴﻠﻲ ﻳﻘﻮﱄ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٦٠٥(، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٨٠١١/٤٧( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺃﰉ ﺳﻠﻤﺔ.‬
‫-٣٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﺩﺩﺕ ﺃﻥ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﱴ ﺃﻧﺼﺐ ﺧﻴﻤﱵ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻨﻢ،‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺭﺟﻞ: ﻭﱂ ﺫﺍﻙ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺟﻬﻨﻢ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﺗﲏ ﲣﻤﺪ، ﻓﺄﻛﻮﻥ ﺭﲪﺔ‬ ‫ﻟﻠﺨﻠﻖ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ. ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﱐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﱐ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻮﻳﺔ، ﱐ ﻃﻴﻔﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﱐ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺪﺋﻴﻠﻲ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬ ‫ﻓﺄﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﲏ ﺍﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﱂ؟ ﻗﺎﻝ: ﺣﱴ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﳋﻼﺋﻖ ﺃﻥ ﺑﺮﻩ ﻭﻟﻄﻔﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻊ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ، ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﲢﻘﲑ ﻣﺎ ﻋﻈﻢ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻣﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﺈﻧﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺎﻟﻎ ﰲ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﱴ ﻭﻗﻮﺩﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﳊﺠﺎﺭﺓ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٤٢[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﺇﺫﺍ ﺭﺃ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ ﲰﻌﻮﺍ ﳍﺎ ﺗﻐﻴﻈﹰﺎ‬ ‫ﻭﺯﻓﲑ‪‬ﺍ﴾ ]ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ: ٢١[، ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻈﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﻋﲔ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﺑﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ، ﻋﻦ ﺍﻷﻋﺮﺝ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫»ﺇﻥ ﻧﺎﺭﻛﻢ ﻫﺬﻩ ﻣﺎ ﻳﻮﻗﺪ ﺑﻨﻮ ﺁﺩﻡ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﲔ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺣﺮ ﺟﻬﻨﻢ«. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ: ﻭﺍﷲ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ: »ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻓﻀﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺘﺴﻌﺔ ﻭﺳﺘﲔ‬ ‫ﺟﺰﺀًﺍ ﻛﻠﻬﻦ ﻣﺜﻞ ﺣﺮﻫﺎ«)١( ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﻭﰲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻳﺆﺗﻰ ﲜﻬﻨﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﳍﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﺯﻣﺎﻡ، ﻣﻊ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻡ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻚ ﳚﺮﻭ‪‬ﺎ«)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺑﺪﺀ ﺍﳋﻠﻖ )٥٦٢٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻨﺔ )٤٣٨٢/٠٣(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻨﺔ )٢٤٨٢/٩٢(.‬
‫-٤٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻬﺑﺰ ﺑﻦ ﺃﺳﺪ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻋﻦ ﻣﻄﺮﻑ، ﻋﻦ ﻛﻌﺐ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ: ﻳﺎ ﻛﻌﺐ ﺧ ‪‬ﻓﻨﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﻋﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﺭﺟﻞ ﻟﻮ ﻭﺍﻓﻴﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﻌﻤﻞ ﺳﺒﻌﲔ ﻧﺒﻴ‪‬ﺎ ﻻﺯﺩﺭﺃﺕ ﻋﻤﻠﻚ ﳑﺎ‬ ‫ﺗﺮﻯ، ﻓﺄﻃﺮﻕ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻠﻴ‪‬ﺎ ﰒ ﺃﻓﺎﻕ، ﻗﺎﻝ: ﺯﺩﻧﺎ ﻳﺎ ﻛﻌﺐ، ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ‬ ‫ﻟﻮ ﻓﺘﺢ ﻣﻦ ﺟﻬﻨﻢ ﻗﺪﺭ ﻣﻨﺨﺮ ﺛﻮﺭ ﺑﺎﳌﺸﺮﻕ ﻭﺭﺟﻞ ﺑﺎﳌﻐﺮﺏ ﻟﻐﻠﻰ ﺩﻣﺎﻏﻪ ﺣﱴ ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺮﻫﺎ. ﻓﺄﻃﺮﻕ ﻋﻤﺮ ﻣﻠﻴ‪‬ﺎ ﰒ ﺃﻓﺎﻕ ﻓﻘﺎﻝ: ﺯﺩﻧﺎ ﻳﺎ ﻛﻌﺐ، ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺇﻥ ﺟﻬﻨﻢ‬ ‫ﻟﺘﺰﻓﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺯﻓﺮﺓ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻠﻚ ﻣﻘﺮﺏ ﻭﻻ ﻧﱯ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺇﻻ ﺧﺮ ﺟﺎﺛﻴ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺏ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻏﲑ ﻧﻔﺴﻲ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳉﻨﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﺛﻨﺎ ﺳﺎﱂ ﺍﳋﻮﺍﺹ، ﻋﻦ ﻓﺮﺍﺕ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﺯﺍﺫﺍﻥ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻛﻌﺐ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﲨﻊ ﺍﷲ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺻﻌﻴﺪ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻧﺰﻟﺖ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺻﻔﻮﻓﹰﺎ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺟﱪﺍﺋﻴﻞ ﺍﺋﺘﲏ ﲜﻬﻨﻢ، ﻓﻴﺄﰐ ﻬﺑﺎ ﺟﱪﻳﻞ‬ ‫ﻓﺘﻘﺎﺩ ﺑﺴﺒﻌﲔ ﺃﻟﻒ ﺯﻣﺎﻡ، ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﳋﻼﺋﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﺯﻓﺮﺕ ﺯﻓﺮﺓ‬ ‫ﻃﺎﺭﺕ ﳍﺎ ﺃﻓﺌﺪﺓ ﺍﳋﻼﺋﻖ، ﰒ ﺯﻓﺮﺕ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻠﻚ ﻣﻘﺮﺏ ﻭﻻ ﻧﱯ ﻣﺮﺳﻞ ﺇﻻ ﺟﺜﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ، ﰒ ﺗﺰﻓﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺘﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﳊﻨﺎﺟﺮ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻓﻴﻔﺰﻉ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﻯﺀ ﺇﱃ‬ ‫ﻋﻤﻠﻪ ﺣﱴ ﺇﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ِﺑﺨﱠﱵ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺇﻻ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﻮﺳﻰ: ﲟﻨﺎﺟﺎﰐ‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺇﻻ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﺇﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻟﻴﻘﻮﻝ: ﲟﺎ ﺃﻛﺮﻣﺘﲏ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺇﻻ ﻧﻔﺴﻲ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻣﺮﱘ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﻭﻟﺪﺗﲏ. ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﻳﺎ ﺟﱪﺍﺋﻴﻞ ﻣﺎ ﱄ ﻻ ﺃﺭﻯ ﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ ﻻ‬ ‫ﻳﻀﺤﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺿﺤﻚ ﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ ﻣﺬ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻣﺎ ﺟ ﱠﺖ ﱄ ﻋﲔ ﻣﺬ ﺧﻠﻘﺖ‬ ‫ﻔ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٥/٨٦٣، ٩٦٣، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺟﺪﻋﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬
‫-٥٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺟﻬﻨﻢ ﳐﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﺃﻋﺼﻲ ﺍﷲ ﻓﻴﺠﻌﻠﲏ ﻓﻴﻬﺎ«)١(.‬ ‫ﻭﺑﻜﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺭﻭﺍﺣﺔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ: ﻣﺎ ﻟﻚ ﺗﺒﻜﻲ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺌﺖ ﺃﱐ ﻭﺍﺭﺩ‬ ‫ﻭﱂ ﺃﻧﺒﺄ ﺃﱐ ﺻﺎﺩﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻫﻢ‬ ‫ﺍﳌﻄﻬﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻧﺎﺱ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻧﺰﻋﺎﺟﻬﻢ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻜﻴﻒ ﻫﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺪﻋﻲ، ﰒ‬ ‫ﺇﻧﻪ ﻳﻘﻄﻊ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﲟﺎ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ، ﻭﻫﻞ ﻗﻄﻊ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺓ ﺇﻻ ﻟﻘﻮﻡ‬ ‫ﳐﺼﻮﺻﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻓﻬﻮ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)٢(، ﻭﻫﺬﺍ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﻭﺍﺳﻊ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺗﺎﻩ، ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﺃﻳﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﰊ؟ ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﰊ، ﻭﺍﷲ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻭ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﲏ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺻﺢ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺪﻋﻲ ﻓﻬﺬﺍ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟ ﻭﺍﷲ ﻟﺌﻦ‬ ‫ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻷﻃﻔﺄ‪‬ﺎ ﺑﻄﺮﻑ ﻣﺮﻗﻌﱵ، ﺃﻭ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﺋﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻬﻮ‬ ‫ﺯﻧﺪﻳﻖ ﳚﺐ ﻗﺘﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻫﻮﺍﻥ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﲦﺮﺓ ﺍﳉﺤﺪ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﳉﻦ ﻳﻘﺸﻌﺮ ﰲ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﻻ ﻳﱰﻋﺞ، ﻭﺭﲟﺎ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺟﻦ ﺧﺬﻭﱐ.‬ ‫ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﻭﺟﻬﻪ ﴰﻌﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﺰﻋﺞ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻫﺬﻩ ﺟﺬﻭﺓ‬ ‫ﻣﻦ ﻧﺎﺭ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ،‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٤٢٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٠١/٥٨٣ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺭﻭﺍﻩ ﺃﲪﺪ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﻳﻨﲔ ﻭﻫﻰ ﺿﻌﻴﻔﺔ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«. ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ٤/٧٥٤.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﻐﲑ ١/٥٦ ﻣﻮﻗﻮﻓﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻛﺜﲑ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٦٨١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﻔﻰ ﺿﻌﻔﻪ ﺃﲪﺪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻣﻨﻜﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ،‬ ‫ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﳛﲕ ﻣﻮﻗﻮﻓﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ«.‬
‫-٦٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻮﻳﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﻃﻴﻔﻮﺭ‪‬ﺍ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻤﻲ ﺧﺎﺩﻡ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺒﺤﺎﱐ‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﱐ ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺷﺄﱐ. ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺣﺴﱯ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺣﺴﱯ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺻﺢ ﻋﻨﻪ، ﻓﺮﲟﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﱂ ﻳﻔﻬﻢ ﻷﻧﻪ ﳛﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ‬ ‫ﲤﺠﻴﺪ ﺍﳊﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻴﻪ: »ﺳﺒﺤﺎﱐ« ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻻ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻗﺪ ﺗﺄﻭﻟﻪ ﻟﻪ ﺍﳉﻨﻴﺪ‬ ‫ﺑﺸﻲﺀ، ﺇﻥ ﱂ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ.‬ ‫ﻓﺄﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺍﳌﺬﻛﺮ، ﲰﻌﺖ ﺟﻌﻔﺮ‪‬ﺍ ﺍﳋﻠﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻴﻞ ﻟﻠﺠﻨﻴﺪ: ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺒﺤﺎﱐ ﺳﺒﺤﺎﱐ ﺃﻧﺎ‬ ‫ﺭﰊ ﺍﻷﻋﻠﻰ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺴﺘﻬﻠﻚ ﰲ ﺷﻬﻮﺩ ﺍﳉﻼﻝ ﻓﻨﻄﻖ ﲟﺎ ﺍﺳﺘﻬﻠﻜﻪ، ﺃﺫﻫﻠﻪ‬ ‫ﺍﳊﻖ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﺇﻻ ﺍﳊﻖ ﻓﻨﻌﺘﻪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻜﻮﻓﺎﱐ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻗﻮﺭﻱ، ﻧﺎ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ، ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﳎﻠﺴﻪ‬ ‫ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ: ﻓﺮﻋﻮﻥ ﱂ ﻳﻘﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻷﻥ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻗﺎﻝ: ﴿ﺃﻧﺎ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻷﻋﻠﻰ﴾ ]ﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ:‬ ‫٤٢[، ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻪ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻳﻘﺎﻝ: ﺭﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﺳﺒﺤﺎﱐ ﺳﺒﺤﺎﱐ ﻻ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﺇﻻ ﷲ.‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻨﺪﻙ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﻠﺖ: ﳛﺘﻤﻞ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﳛﻜﻰ ﺑﺄﻥ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺒﺤﺎﱐ؛ ﻷﻧﺎ ﻟﻮ ﲰﻌﻨﺎ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﹰ‬ ‫»ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ« ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺮﺃ. ﻭﻗﺪ ﺳﺄﻟﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﺴﻄﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ‬ ‫ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺪﺋﻴﻠﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﻃﻮﻑ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻃﻠﺒﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺒﻴﺖ‬
‫-٧٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻄﻮﻑ ﺣﻮﱄ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻮﻳﻪ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻃﻴﻔﻮﺭ‪‬ﺍ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺠﺠﺖ ﺃﻭﻝ ﺣﺠﺔ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﺒﻴﺖ،‬ ‫ﻭﺣﺠﺠﺖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﱂ ﺃﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺣﺠﺠﺖ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻠﻢ ﺃﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﻭﻻ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ: ﻭﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩﻳﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺪﺋﻴﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ، ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﶈﻔﻮﻅ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ‬ ‫ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﶈﻔﻮﻅ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ: ﻭﲰﻌﺖ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﳌﺮ‪‬ﺍﻏﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﲑﻳﻦ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﹶ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺪﺋﻴﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻠﺖ ﻷﰊ ﻳﺰﻳﺪ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺟﱪﻳﻞ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻘﻠﺖ: ﻛﻴﻒ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﱯ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﳘﻲ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺭﻭﺣﻲ ﻭﺍﺣﺪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺇﺳﺮﺍﻓﻴﻞ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻭﻣﺜﻠﻲ ﻣﺜﻞ ﲝﺮ ﻣﺼﻄﻠﻢ ﻻ ﺃﻭﻝ ﻟﻪ ﻭﻻ ﺁﺧﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ: ﻭﻗﺮﺃ ﺭﺟﻞ ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ: ﴿ﺇﻥ ﺑﻄﺶ ﺭﺑﻚ ﻟﺸﺪﻳﺪ﴾ ]ﺍﻟﱪﻭﺝ:‬ ‫٢١[، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ ﺇﻥ ﺑﻄﺸﻲ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺑﻄﺸﻪ.‬ ‫ﻭﻗﻴﻞ ﻷﰊ ﻳﺰﻳﺪ: ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻧﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ. ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ.‬ ‫ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺍﳋﻠﻖ ﻛﻠﻬﺎ ﲢﺖ ﻟﻮﺍﺀ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﺇﻥ ﻟﻮﺍﺋﻲ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺀ‬ ‫ﳏﻤﺪ، ﻟﻮﺍﺋﻲ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﲢﺘﻪ ﺍﳉﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﺳﺒﺤﺎﱐ ﺳﺒﺤﺎﱐ ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺳﻠﻄﺎﱐ، ﻟﻴﺲ ﻣﺜﻠﻲ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﻮﺟﺪ،‬ ‫ﻭﻻ ﻣﺜﻠﻲ ﺻﻔﺔ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﻌﺮﻑ، ﺃﻧﺎ ﻫﻮ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﺎ، ﻭﻫﻮ ﻫﻮ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺼﺎﺭ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﻤﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻣﻮﺳﻰ‬
‫-٨٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﰊ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻴﻞ ﻷﰊ ﻳﺰﻳﺪ: ﺇﻧﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﺪﺍﻝ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ‬ ‫ﺃﻭﺗﺎﺩ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ‬ ‫ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺘﺒﻌﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﱐ ﺃﻧﺎ ﺍﷲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻓﺎﻋﺒﺪﻭﻥ«‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺟ ‪ ‬ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﺘﺮﻛﻮﻩ.‬ ‫‪‬ﻦ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ: ﻭﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺧﺎﱄ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻤﻲ ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﰊ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﺭﻓﻊ ﰊ ﻣﺮﺓ ﺣﱴ ﻗﻤﺖ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺇﻥ ﺧﻠﻘﻲ‬ ‫ﳛﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﻙ، ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﱐ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺇﱐ ﺃﺭﻳﺪ‬ ‫ﺃﺭﻳﻜﻬﻢ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳛﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﱐ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﳐﺎﻟﻔﺘﻚ، ﻗﺮﺑﲏ ﺑﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻚ، ﻭﺃﻟﺒﺴﲏ ﺭﺑﺎﻧﻴﺘﻚ، ﻭﺍﺭﻓﻌﲏ ﺇﱃ ﺃﺣﺪﻳﺘﻚ، ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺭﺁﱐ‬ ‫ﺧﻠﻘﻚ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺭﺃﻳﻨﺎﻙ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺃﻧﺖ ﺫﺍﻙ ﻭﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻧﺎ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﻔﻌﻞ ﰊ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻗﺎﻣﲏ‬ ‫ﻭﺯ‪‬ﻨﲏ ﻭﺭﻓﻌﲏ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺍﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺧﻠﻘﻲ، ﻓﺨﻄﻮﺕ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻖ ﺧﺎﺭﺟ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻏﺸﻲ ﻋﻠﻲ ﻓﻨﺎﺩﻯ: ﺭﺩﻭﺍ ﺣﺒﻴﱯ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﱪ ﻋﲏ ﺳﺎﻋﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ،‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ،‬ ‫ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻫﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﱐ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﳊﲑﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬
‫-٩٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻣﺲ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﺴﻄﺎﻡ ﻓﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﷲ ﻡ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﰲ‬ ‫ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻤﻚ ﺃﻧﻚ ﺗﻌﺬﺏ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻓﻌ ﹼﻢ ﺧ‪‬ﻠﻘﻲ ﺣﱴ ﻻ ﺗﺴﻊ ﻣﻌﻲ ﻏﲑﻱ.‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﻭﻳﻪ ﻓﻤﺎ ﳜﻔﻰ ﻗﺒﺤﻬﺎ، ﻭﺃﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ‬ ‫ﻓﺨﻄﺄ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻤﻚ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻗﻄﻌ‪‬ﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﺬﻳﺐ‬ ‫ﺧﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻗﺪ ﲰﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻠﻘﹰﺎ، ﻛﻔﺮﻋﻮﻥ ﻭﺃﰊ ﳍﺐ، ﻓﻜﻴﻒ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻘﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ؟!‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻗﻮﻟﻪ: ﻓﻌﻈﻢ ﺧﻠﻘﻲ: ﻓﻠﻮ ﻗﺎﻝ ﻷﺩﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺣﱴ ﻻ ﺗﺴﻊ‬ ‫ﻏﲑ ﻓﺄﺷﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻌﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻘﺪﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻭ ﻭﺍﺛﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺼﱪ، ﻭﻛﻼ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻌﺪﻭﻡ ﻋﻨﺪﻩ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺃﻣﺲ ﻣﻊ ﺍﳋﻀﺮ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ: ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ‬ ‫ﻳﺴﺘﺤﺴﻨﻮﻥ ﻗﻮﱄ، ﻭﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻣﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺐ ﻋﻠﻲ ﻭﻟﻮ ﻋﺎﺏ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﻷﺧﺮﺳﲏ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﻧﺴﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﻟﻜﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﻳﻦ‬ ‫ﺍﳋﻀﺮ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺗﺴﺘﺤﺴﻦ ﻗﻮﻟﻪ؟ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻣﻌﻴﺐ ﻭﱂ ﻳﻌﺎﺟﻞ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ، ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﻋﺒﺪﻩ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﲰﻨﻮﻥ ﺍﶈﺐ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻳﺴ ‪‬ﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﺑﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ: )ﳐﹼﻊ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻓﻜﻴﻔﻤـﺎ ﻣـﺎ ﺷـﺌﺖ ﻓـﺎﻣﺘﺤﲏ‬ ‫ـ ـ ـ ـ‬ ‫ـﻴﺲ ﱄ ﰲ ـﻮﺍﻙ ـﻆ‬ ‫ﺣـ‬ ‫ﺳـ‬ ‫ﻭﻟـ‬ ‫ﻓﺎﺑﺘﻠﻲ ﲝﺒﺲ ﺍﻟﺒﻮﻝ، ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺮ ﻟﻪ ﻗﺮﺍﺭ، ﻓﻜﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻄﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﺎﺗﺐ ﻭﺑﻴﺪﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﺭﻭﺭﺓ ﻳﻘﻄﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻮﻟﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺼﺒﻴﺎﻥ: ﺍﺩﻋﻮﺍ ﻟﻌ ‪‬ﻜﻢ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ.‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺇﻧﻪ ﻟﻴﻘﺸﻌﺮ ﺟﻠﺪﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺃﺗﺮﺍﻩ ﻋﻼﻡ ﻳﺘﻘﺎﻭﻯ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﺬﻩ‬
‫-٠٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲦﺮﺓ ﺍﳉﻬﻞ ﺏ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻟﻮ ﻋﺮﻓﻪ ﱂ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺍﷲ‬ ‫ﻛﻞ ﻟﺴﺎﻧﻪ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﳉﻮﺯﺟﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺭ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺩ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺣﱴ ﺣﺪﺛﲏ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﻛﺬﺍ ﻛﺎﻥ. ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﰲ ‪‬ﻤﲑﻳﺔ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻷﰊ ﺍﳊﺴﲔ: ﺃﺧﺮﺝ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺩﺟﻠﺔ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﲰﻜﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﻭﺛﻼﺙ ﺃﻭﺍﻗﻲ ﻓﺤﺮﻙ ﺷﻔﺘﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﲰﻜﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﻭﺛﻼﺙ‬ ‫ﺃﻭﺍﻗﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﺣﱴ ﻭﻗﻌﺖ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﲑﻳﺔ، ﻓﻘﻴﻞ ﻷﰊ ﺍﳊﺴﲔ: ﺳﺄﻟﻨﺎﻙ ﺏ ﺍﷲ ﺇﻻ‬ ‫ﺃﺧﱪﺗﻨﺎ ﲟﺎﺫﺍ ﺩﻋﻮﺕ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻋﺰﺗﻚ ﻟﺌﻦ ﱂ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﺣﻮﺗ‪‬ﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ‬ ‫ﻭﺛﻼﺙ ﺃﻭﺍﻕ ﻷﻏﺮﻗﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟﻌﻔﺮ‪‬ﺍ ﺍﳋﻠﺪﻱ، ﲰﻌﺖ ﺍﳉﻨﻴﺪ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺑﺎﻟﺮﻗﺔ ﻓﺠﺎﺀﱐ ﺍﳌﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻬﺑﺎ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﳔﺮﺝ‬ ‫ﻭﻧﺼﻄﺎﺩ ﺍﻟﺴﻤﻚ. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﱄ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﻫﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻚ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻙ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﲰﻜﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺺ. ﻓﻘﻠﺖ ﳌﻮﻻﻱ: ﺇﻥ ﱂ‬ ‫ﲣﺮﺝ ﺇﱄ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﲰﻜﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻷﺭﻣﲔ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ، ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﲰﻜﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﻮﺯﻧﺘﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﻻ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﻻ ﻧﻘﺼﺎﻥ، ﻗﺎﻝ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﻟﻮ ﱂ ﲣﺮﺝ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻣﻲ ﺑﻨﻔﺴﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﺮﺍﻁ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ: ﻛﺎﻥ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺷﻲﺀ‬ ‫ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻗﺼﺒﺔ ﻭﻗﻤﺖ ﺑﲔ ﺯﻭﺭﻗﲔ ﻭﻗﻠﺖ: ﻭﻋﺰﺗﻚ ﻟﺌﻦ ﱂ ﲣﺮﺝ ﱄ ﲰﻜﺔ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺺ ﻻ ﺁﻛﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺣﻜﻤﻪ ﺃﻥ ﲣﺮﺝ ﻟﻪ ﺃﻓﻌﻰ ﺗﻠﺪﻏﻪ.‬
‫-١٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺑﻦ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﺍﳋﺮﺍﺯ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻛﱪ ﺫﻧﱯ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻌﺮﻓﱵ ﺇﻳﺎﻩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﲎ ﺃﱐ ﳌﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﱂ ﺃﻋﻤﻞ ﲟﻘﺘﻀﻰ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻓﻌﻈﻢ ﺫﻧﱯ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻈﻢ ﺟﺮﻡ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻭﻋﺼﻰ، ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻮ ﻗﺒﻴﺢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﲏ ﺃﲪﺪ ﺍﳋﻠﻘﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺣﺒﻚ ﺍﳋﻠﻖ ﻟﻨﻌﻤﺎﺋﻚ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺒﻚ ﻟﺒﻼﺋﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﻧﺎ ﺳﻬﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻗﻮﺭﻱ،‬ ‫ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻤﺖ ﻷﺧﺮﺝ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﱄ ﻭﳌﻦ ﻣﻌﻲ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﺍﺭ: ﻣ ‪‬ﻭﺍ ﺃﻧﺎ ﻣﻌﻜﻢ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﰲ ﺭﻋﺎﻳﱵ ﻭﻛﻼﺀﰐ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﻤﻴﺪﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻷﺭﺩﺳﺘﺎﱐ،‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﻗﻮﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﰲ ﻣﺮﺽ ﻣﻮﺗﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻛﻴﻒ ﲡﺪﻙ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﺄﻧﺸﺄ ﻳﻘﻮﻝ: )ﳎﺰﻭﺀ‬ ‫ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫ﻓﺴﻠﻮﻩ ﻓﺪﻳﺘﻪ ﻣﺎ ﻟﻘﺘﻠـﻲ ﲢﺮﺷـﺎ‬ ‫ﺇﻥ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺣﺒﻪ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟ ‪‬ﺷﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﻝ:‬ ‫﴿ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺭﺑﻚ ﻓﺘﺮﺿﻰ﴾ ]ﺍﻟﻀﺤﻰ: ٥[، ﻭﺍﷲ ﻻ ﺭﺿﻲ ﳏﻤﺪ ﻭﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻪ‬ ‫ﺃﺣﺪ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﻳﺸﻔﻊ ﰲ ﺃﻣﺘﻪ، ﻭﺃﺷﻔﻊ ﺑﻌﺪﻩ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻛﺎﺫﺑﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻔﺠﺎﺭ.‬ ‫ﻛﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﻟﻌﻦ ﰲ ﺍﳋﻤﺮ ﻋﺸﺮﺓ، ﻓﺪﻋﻮﻯ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻠﻔﺠﺎﺭ‬
‫-٢٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺩﻋﻮﻯ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻭﺇﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻞ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻭﺩﻋﻮﺍﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﻞ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﻛﻔﺮ، ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﱴ‬ ‫ﻗﻄﻊ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻜﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻘﺎﻡ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ؛ ﺑﻞ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻨﲏ ﰲ ﺣﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻟﺴﺎﱐ ﻭﻗﻠﱯ، ﻭﻟﻮ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻗﺪﺭﰐ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻟﺮﻭﻳﺖ ﺍﻟﺜﺮﻯ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺀ ﺧﻠﻖ.‬ ‫ﺃﺧﱪﺗﻨﺎ ﺷﻬﺪﺓ ﺑﻨﺖ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﱠﺎﻑ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﲰﻌﻮﻥ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻠﻘﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﺃﰊ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﺫﻛﺮ ﻋﺒﺪ‪‬ﺍ ﻓﺄﺛﲎ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﱴ ﺍﺑﺘﻼﻩ، ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻠﻴﲏ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺫﻫﺐ ﻣﺎﻟﻪ،‬ ‫ﻭﺫﻫﺐ ﻋﻘﻠﻪ، ﻭﺫﻫﺐ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﺃﻫﻠﻪ، ﻓﻤﻜﺚ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﲔ ﺃﻭ ﳓﻮﻫﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻗﺎﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺻﺤﻮﻩ ﻣﻦ ﻏﻠﺒﺘﻪ: )ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫ﲪﻠﻲ ﻫﻮﺍﻙ ﻭﺻﱪﻱ ﺇﻥ ﺫﺍ ﻋﺠﺐ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺣﻘﹰﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻘﺪ ﻛﻠﻔـﺘﲏ ﺷـﻄﻄﹰﺎ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻗﻠﺔ ﻋﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﲦﺮ ﺃﻥ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﻭﰲ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻘﺎﻭﻱ،‬ ‫ﻭﺫﺍﻙ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻄﻂ: ﺍﳉﻮﺭ، ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﲪﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺘﻐﲑ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊﺼﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺩﻋﻮﱐ ﻭﺑﻼﺋﻲ، ﺃﻟﺴﺘﻢ ﺃﻭﻻﺩ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﷲ ﺑﻴﺪﻩ، ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ،‬ ‫ﻭﺃﺳﺠﺪ ﻟﻪ ﻣﻼﺋﻜﺘﻪ، ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻓﺨﺎﻟﻔﻪ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺪﻥ ﺩﺭﺩﻱ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﺧﺮﻩ.‬ ‫ﱢ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺼﺮﻱ: ﻛﻨﺖ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﺃﺳﺘﻌﻴﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﻣﻦ‬
‫-٣٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﱴ ﳛﻀﺮ ﻛﻼﻡ ﺍﳊﻖ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺟﺮﺃﺓ ﻗﺒﻴﺤﺔ‬ ‫ﻭﺳﻮﺀ ﺃﺩﺏ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﻤﺨﺎﻟﻒ ﳌﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﴿ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﻌﺬ ﺑﺎﷲ﴾ ]ﺍﻟﻨﺤﻞ: ٨٩[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﰊ ﲞﻄﻪ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﻧﻘﻀﻮﺍ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﻫﺪﻣﻮﺍ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﻭﻏﲑﻭﺍ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺑﺄﺳﺎﻣﻲ ﺃﺣﺪﺛﻮﻫﺎ: ﲰﻮﺍ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻷﺩﺏ ﺇﺧﻼﺻ‪‬ﺎ، ﻭﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﳊﻖ ﺷﻄﺤ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻠﺬﺫ ﺑﺎﳌﺬﻣﻮﻡ ﻃﻴﺒﺔ،‬ ‫ﻭﺳﻮﺀ ﺍﳋﻠﻖ ﺻﻮﻟﺔ، ﻭﺍﻟﺒﺨﻞ ﺟﻼﺩﺓ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﳍﻮﻯ ﺍﺑﺘﻼﺀ، ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺻﻮﻻ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻤﻼﹰ، ﻭﺑﺬﺃ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻣﻼﻣﺔ، ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻡ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻋﱪﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻏﲑﻭﺍ ﳍﺎ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻣﻊ ﺣﺼﻮﻝ‬ ‫ﺍﳌﻌﲎ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﰲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﳋﻨﻜﺮﺓ)١(: ﺃﻭﻗﺎﺕ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﰲ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ:‬ ‫ﺷﺐ، ﻭﰲ ﺍﳌﻌﺸﻮﻗﺔ: ﺃﺧﺖ، ﻭﰲ ﺍ ﹸﺤﺒﺔ: ‪‬ﺮﻳﺪﺓ، ﻭﰲ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻄﺮﺏ: ﻭﺟﺪ، ﻭﰲ ﻣﻨﺎﺥ‬ ‫ﳌ ﻣ‬ ‫ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺭﺑﺎﻁ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻸﲰﺎﺀ ﻻ ﻳﺒﺎﺡ.‬ ‫ﺑﻴﺎﻥ ﲨﻠﺔ ﻣﺮﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻨﻜﺮﺓ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻛﺜﲑﺓ ﳍﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻨﻜﺮﺓ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﻫﻬﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﻋﺠﺎﺋﺒﻬﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟ ﹸﺮﻳﲏ - ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﳉﻨﻴﺪ - ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﺟﻨﺎﺑﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﻗﻌﺔ‬ ‫ﻜ‬ ‫)١( ﺧﻨﻜﺮ: ﺿﺮﺏ ﺑﺂﻻﺕ ﺍﻟﻠﻬﻮ، ﻭﺍﳋﻨﺎﻛﺮ ﲟﻌﲎ ﺍﻟﺰﺍﻣﺮ، ﰒ ﺗﻮﺳﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻨﺎﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺁﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﻠﻬﻮ.‬
‫-٤٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺛﺨﻴﻨﺔ، ﻓﺠﺎﺀ ﺇﱃ ﺷﺎﻃﻰﺀ ﺍﻟﺪﺟﻠﺔ، ﻭﺍﻟﱪﺩ ﺷﺪﻳﺪ، ﻓﺤﺮﻧﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ‬ ‫ﻟﺸﺪﺓ ﺍﻟﱪﺩ، ﻓﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻳﻐﻮﺹ ﰒ ﺧﺮﺝ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻋﻘﺪﺕ ﺃﻥ‬ ‫ﻻ ﺃﻧﺰﻋﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﺪﱐ ﺣﱴ ﲡﻒ ﻋﻠﻲ، ﻓﻠﻢ ﲡﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﺛﻨﺎ ﺍﳋﻠﺪﻱ، ﺛﲏ ﺟﻨﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﻳﲏ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺻﺒﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﺟﻨﺎﺑﺔ ﻓﺎﺣﺘﺠﺖ ﺃﻥ ﺃﻏﺘﺴﻞ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﰲ‬ ‫ﻧﻔﺴﻲ ﺗﺄﺧﺮ‪‬ﺍ ﻭﺗﻘﺼﲑ‪‬ﺍ ﻭﺣﺪﺛﺘﲏ ﻧﻔﺴﻲ: ﻟﻮ ﺗﺮﻛﺖ ﺣﱴ ﺗﺼﺒﺢ ﻭﻳﺴﺨﻦ ﻟﻚ ﺍﳌﺎﺀ، ﺃﻭ‬ ‫ﺗﺪﺧﻞ ﲪﺎﻣ‪‬ﺎ. ﻭﺇﻻ ﺍﻋﺒﺄ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﺍﻋﺠﺒ‪‬ﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺎﻣﻞ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻃﻮﻝ‬ ‫ﻋﻤﺮﻱ، ﳚﺐ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﺣﻖ ﻻ ﺃﺟﺪ ﺍﳌﺴﺎﺭﻋﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺃﺟﺪ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻃﺆ ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﺮ. ﺁﻟﻴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻻ ﺃﻏﺘﺴﻞ ﺇﻻ ﰲ ‪‬ﺮ. ﻭﺁﻟﻴﺖ ﻻ ﺍﻏﺘﺴﻠﺖ ﺇﻻ ﰲ ﻣﺮﻗﻌﱵ ﻫﺬﻩ، ﻭﺁﻟﻴﺖ ﻻ ﺃﻋﺼﺮ‪‬ﻬﺎ، ﻭﺁﻟﻴﺖ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻻﺟﻔﻔﺘﻬﺎ ﰲ ﴰﺲ. ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﻭﺻﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ ﻻ ﺑﻦ ﺍﻟ ﹸﺮﻳﲏ ﻭﺃﻧﻪ ﻭﺯﻥ ﺃﺣﺪ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻛﻤﻴﻬﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﺭﻃﻼ ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻟﻴﺒﲔ ﺃﱐ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳉﻤﻴﻞ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺣﻜﻮﻩ ﻋﻨﻪ ﻟﻴﺒﲔ ﻓﻀﻠﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺟﻬﻞ ﳏﺾ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﺼﻰ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﲟﺎ‬ ‫ﻓﻌﻞ. ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻌﺠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺍﳊﻤﻘﻰ ﻻ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ.‬ ‫ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻘﺪ ﲨﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻨﻮﻧ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ:‬ ‫ﺇﻟﻘﺎﺅﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ، ﻭﻛﻮﻧﻪ ﰲ ﻣﺮﻗﻌﺔ ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻗﺪ ﺑﻘﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺘﻪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﺎﺀ ﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ، ﻭﺑﻘﺎﺅﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺒﺘﻠﺔ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ ﻭﺫﻟﻚ ﳝﻨﻌﻪ‬ ‫ﻟﺬﺓ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺧﻄﺄ ﻭﺇﰒ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﳌﺮﺿﻪ ﺃﻭ ﻗﺘﻠﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﻋﻠﻲ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺧﻀﺮﻭﻳﻪ ﻗﺪ ﺃﺣﻠﺖ‬ ‫ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﲪﺪ ﻣﻦ ﺻﺪﺍﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭ ﻬﺑﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ، ﻓﺤﻤﻠﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻭﻗﻌﺪﺕ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺴﻔﺮﺓ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ. ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﳍﺎ ﺃﲪﺪ: ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﻚ ﻋﺠﺒ‪‬ﺎ. ﺃﺳﻔﺮﺕ ﻋﻦ‬
‫-٥٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺟﻬﻚ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻷﱐ ﳌﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺪﺕ ﺣﻈﻮﻅ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﻛﻠﻤﺎ‬ ‫ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻚ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﱄ ﺣﻈﻮﻅ ﻧﻔﺴﻲ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﲪﺪ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻟﻪ: ﺃﻭﺻﲏ. ﻗﺎﻝ: ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔﺘﻮﺓ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻦ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻔﺎﺯﻱ ﻭﻓﺎﺯ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻄﻮﺱ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺴﺒﺎﻙ، ﲰﻌﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺑﲔ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ ﻭﺑﲔ ﺃﰊ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻘﺪ ﺃﻥ ﻻ ﳜﺎﻟﻔﻪ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﻪ‬ ‫ﻓﺠﺎﺀﻩ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ﻗﺪ ﺳﺠﺮﻧﺎﻩ ﻓﻤﺎ ﺗﺄﻣﺮﻧﺎ؟ ﻓﻤﺎ ﺃﺟﺎﺑﻪ.‬ ‫ﻓﺄﻋﺎﺩ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺮﺗﲔ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺍﺫﻫﺐ ﻭﺍﻗﻌﺪ ﻓﻴﻪ، ﻓﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ. ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ:‬ ‫ﺍﳊﻘﻮﻩ ﻓﺈﻥ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻋﻘﺪ‪‬ﺍ ﺃﻥ ﻻ ﳜﺎﻟﻔﲏ ﰲ ﺷﻲﺀ ﺁﻣﺮﻩ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻡ ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﻣﻌﻪ، ﻓﺠﺎﺅﻭﺍ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ﻓﻮﺟﺪﻭﻩ ﻗﺎﻋﺪ‪‬ﺍ ﰲ ﻭﺳﻄﻪ، ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﺃﻗﺎﻣﻪ، ﻓﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺧﺪﺵ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﻟﻮ ﺻﺤﺖ ﻛﺎﻥ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬ ‫ﻣﻌﺼﻴﺔ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺳﺮﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ، ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻭﺟﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺷﻲﺀ، ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﺃﻟﻴﺲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺗﻄﻴﻌﻮﱐ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺑﻠﻰ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﲨﻌﻮﺍ ﺣﻄﺒ‪‬ﺎ، ﻓﺠﻤﻌﻮﺍ، ﰒ ﺩﻋﺎ ﺑﻨﺎﺭ‬ ‫ﻓﺄﺿﺮﻣﻬﺎ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻟﺘﺪﺧﻠﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮﻫﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺷﺎﺏ: ﺇﳕﺎ ﻓﺮﺭﰎ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻼ ﺗﻌﺠﻠﻮﺍ ﺣﱴ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﺈﻥ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﺪﺧﻠﻮﻫﺎ ﻓﺎﺩﺧﻠﻮﺍ، ﻓﺮﺟﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﺄﺧﱪﻭﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻟﻮ ﺩﺧﻠﺘﻤﻮﻫﺎ ﻣﺎ‬ ‫ﺧﺮﺟﺘﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﺇﳕﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﱪﱐ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺃﺧﱪﱐ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳉﺮﻳﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ )٥٤١٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٠٤٨١/٠٤(.‬
‫-٦٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳋﲑ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻲ: ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﻋﻨﺪ ﺧﲑ ﺍﻟﻨﺴﺎﺝ، ﻓﺄﺗﺘﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺃﻋﻄِﲏ ﺍﳌﻨﺪﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺩﻓﻌﺘﻪ ﺇﻟﻴﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻓﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﻢ ﺍﻷﺟﺮﺓ؟ ﻗﺎﻝ: ﺩﺭﳘﺎﻥ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﻣﻌﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺷﻲﺀ، ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺪ ﺗﺮﺩﺩﺕ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﺮﺍﺭ‪‬ﺍ ﻓﻠﻢ ﺃﺭﻙ ﻭﺃﻧﺎ ﺁﺗﻴﻚ ﺑﻪ ﻏﺪ‪‬ﺍ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﺧﲑ: ﺇﻥ ﺃﺗﻴﺘﲏ ﻬﺑﻤﺎ ﻭﱂ ﲡﺪﻳﲏ ﻓﺎﺭﻣﻲ ﻬﺑﻤﺎ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ، ﻓﺈﱐ ﺇﺫﺍ ﺟﺌﺖ ﺃﺧﺬ‪‬ﻤﺎ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ: ﻛﻴﻒ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺩﺟﻠﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﺧﲑ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻓﻀﻮﻝ ﻣﻨﻚ ﺍﻓﻌﻠﻲ ﻣﺎ‬ ‫ﺃﻣﺮﺗﻚ ﺑﻪ. ﻗﺎﻟﺖ: ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ، ﻓﻤﺮﺕ ﺍﳌﺮﺃﺓ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﳋﲑ: ﻓﺠﺌﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﺧﲑ‬ ‫ﻏﺎﺋﺒ‪‬ﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺧﺮﻗﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺭﳘﺎﻥ ﻓﻠﻢ ﲡﺪﻩ، ﻓﺮﻣﺖ ﺑﺎﳋﺮﻗﺔ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ،‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺴﺮﻃﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﺎﳋﺮﻗﺔ ﻭﻏﺎﺻﺖ، ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﺟﺎﺀ ﺧﲑ ﻭﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺣﺎﻧﻮﺗﻪ‬ ‫ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻂ ﻳﺘﻮﺿﺄ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺴﺮﻃﺎﻥ ﻗﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﺗﺴﻌﻰ ﳓﻮﻩ ﻭﺍﳋﺮﻗﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻇﻬﺮﻫﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺧﺬﻫﺎ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺭﺃﻳﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻻ‬ ‫ﺗﺒﻮﺡ ﺑﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﰐ، ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺻﺤﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺗﺒﻌﺪ، ﻭﻟﻮ ﺻﺢ ﱂ ﳜﺮﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﲝﻔﻆ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﺇﺿﺎﻋﺔ. ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ »‪‬ﻰ‬ ‫ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ«)١(، ﻭﻻ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻻ‬ ‫ﻳﻜﺮﻡ ﳐﺎﻟﻔﹰﺎ ﻟﺸﺮﻋﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﻟﻮﺭﺛﺎﱐ، ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻣﻨﺘﻔﺨﺘﲔ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻩ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻃﺎﻟﺒﺘﲏ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺄﻛﻞ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻓﺠﻌﻠﺖ‬ ‫ﺃﺩﺍﻓﻌﻬﺎ ﻓﺘﺄﰉ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻓﺎﺷﺘﺮﻳﺖ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻛﻠﺖ، ﻗﻠﺖ ﳍﺎ: ﻗﻮﻣﻲ ﻓﺼﻠﻲ ﻓﺄﺑﺖ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﻓﻘﻠﺖ: ﷲ ﻋﻠﻲ ﺇﻥ ﻗﻌﺪﺕ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﻓﻤﺎ ﻗﻌﺪﺕ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٥٧٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﻗﻀﻴﺔ )٣٩٥/٢١ ــ ٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﻗﻀﻴﺔ )٥١٧١/٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
‫-٧٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﲰﻊ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍ‪‬ﺎﻫﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﳛﻞ، ﻷﻧﻪ ﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺎ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻭﻣﻨﻌﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ« ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ‬ ‫ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻳﻜﺴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ، ﻓﺄﻟﺰﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﺘﺴﻤﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ‬ ‫ﻋﻦ ﻃﻮﻉ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻋﺎﰿ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺣﺐ ﺍﳌﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺑﺎﻉ ﲨﻴﻊ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺭﻣﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺇﺫ ﺧﺎﻑ‬ ‫ﻣﻦ ﺗﻔﺮﻗﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﻋﻮﻧﺔ ﺍﳉﻮﺩ ﻭﺭﻳﺎﺀ ﺍﻟﺒﺬﻝ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺴﺘﺄﺟﺮ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﻤﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻸ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﻌ ‪‬ﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﳊﻠﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻳﺮﻛﺐ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﰲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﳌﻮﺝ ﻟﻴﺼﲑ ﺷﺠﺎﻋ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﻛﻴﻒ ﺣﻜﻰ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﱂ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﻬﺑﺎ ﰲ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﺭﺩ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﺒﺘﺪﻯﺀ ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻯ ﻣﻌﻪ ﻣﺎﻻ ﻓﺎﺿﻼ ﻋﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺪﺭ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺃﺧﺬﻩ ﻭﺻﺮﻓﻪ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻭﻓ ‪‬ﻍ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻨﻪ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺪ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻟﻠﻜﺪ ﻭﻳﻜﻠﻔﻪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﳌﻮﺍﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺗﻨﻈﻴﻔﻪ ﻭﻛﻨﺲ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ‬ ‫ﺍﳌﻄﺒﺦ ﻭﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ، ﻭﺇﻥ ﺭﺃﻯ ﺷﺮﻩ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻏﺎﻟ‪‬ﺒﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻟﺰﻣﻪ ﺍﻟﺼﻮﻡ، ﻭﺇﻥ ﺭﺁﻩ ﻋﺰﺑ‪‬ﺎ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﱂ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻔﻄﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﳋﺒﺰ، ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺒﺰ ﺩﻭﻥ‬ ‫ﺍﳌﺎﺀ ﻭﳝﻨﻌﻪ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺭﺃﺳ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺇﱐ ﻷﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﻛﻴﻒ ﻳﺄﻣﺮ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﲣﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﳛﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻴﻨﻌﻜﺲ ﺍﻟﺪﻡ ﺇﱃ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻳﻮﺭﺛﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺿ‪‬ﺎ‬ ‫ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ، ﻭﻛﻴﻒ ﳛﻞ ﺭﻣﻲ ﺍﳌﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻭﻗﺪ ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ)١(، ﻭﻫﻞ‬ ‫ﳛﻞ ﺳﺐ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻼ ﺳﺒﺐ، ﻭﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺄﺟﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﻴﻒ ﳚﻮﺯ‬ ‫ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺯﻣﺎﻥ ﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﻓﻴﻪ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﳊﺞ. ﻭﻛﻴﻒ‬ ‫)١( ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.‬
‫-٨٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳛﻞ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﳌﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻜﺴﺐ. ﻓﻤﺎ ﺃﺭﺧﺺ ﻣﺎ ﺑﺎﻉ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻑ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﱀ ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺎﱐ، ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﺴﻄﺎﻡ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﳎﻠﺲ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﻟﻪ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ: ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺃﻧﺎ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﲔ ﺳﻨﺔ ﺃﺻﻮﻡ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭﺃﻗﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ‬ ‫ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺟﺪ ﰲ ﻗﻠﱯ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺍﻟﺒﺘﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻟﻮ ﺻﻤﺖ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ‬ ‫ﺳﻨﺔ ﻭﻗﻤﺖ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﻙ ﻻ ﲡﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺫﺭﺓ. ﻗﺎﻝ: ﻭﱂ ﻳﺎ‬ ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ؟ ﻗﺎﻝ: ﻷﻧﻚ ﳏﺠﻮﺏ ﺑﻨﻔﺴﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻓﻠﻬﺬﺍ ﺩﻭﺍﺀ ﺣﱴ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺠﺎﺏ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻟﻦ ﺗﻘﺒﻞ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻞ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﺃﻋﻤﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﺍﺫﻫﺐ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺇﱃ ﺍﳊﺠﺎﻡ ﻭﺍﺣﻠﻖ ﺭﺃﺳﻚ ﻭﳊﻴﺘﻚ، ﻭﺍﻧﺰﻉ ﻋﻨﻚ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻭﺍﺑﺮﺯ ﺑﻌﺒﺎﺀﺓ ﻭﻋﻠﻖ ﰲ ﻋﻨﻘﻚ ﳐﻼﺓ ﻭﺍﻣﻸﻫﺎ ﺟﻮﺯ‪‬ﺍ، ﻭﺍﲨﻊ ﺣﻮﻟﻚ ﺻﺒﻴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻭﻗﻞ‬ ‫ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻚ: ﻳﺎ ﺻﺒﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﺼﻔﻌﲏ ﺻﻔﻌﺔ ﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﺟﻮﺯﺓ، ﻭﺍﺩﺧﻞ ﺇﱃ ﺳﻮﻗﻚ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺗﻌﻈﻢ ﻓﻴﻪ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻘﻮﻝ ﱄ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﳛﺴﻦ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻗﻮﻟﻚ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺷﺮﻙ ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﻴﻒ؟ ﻗﺎﻝ: ﻷﻧﻚ ﻋﻈﻤﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﺴﺒﺤﺘﻬﺎ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ: ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻻ ﺃﻓﻌﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻟﲏ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ ﺣﱴ ﺃﻓﻌﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﺍﺑﺘﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﱴ ﺗﺴﻘﻂ ﺟﺎﻫﻚ ﻭﺗﺬﻝ ﻧﻔﺴﻚ، ﰒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺃﻋ ‪‬ﻓﻚ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺃﻃﻴﻖ ﻫﺬﺍ. ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻗﻠﺖ: ﻟﻴﺲ ﰲ ﺷﺮﻋﻨﺎ ﲝﻤﺪ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ، ﺑﻞ ﲢﺮﱘ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻪ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺬﻝ ﻧﻔﺴﻪ«)١(.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﻓﺎﺗﺖ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺍﺟﻌﲔ ﻓﺎﺳﺘﺘﺮ ﻟﺌﻼ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﲔ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﰲ‬ ‫ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٤٥٢٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﻏﺮﻳﺐ«، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٥٠٤‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺬﻳﻔﺔ، ﻭﺃﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٥١٦(.‬
‫-٩٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻫﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﲟﺤﻮ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ »ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺫﻭﺭﺍﺕ ﻓﻠﻴﺴﺘﺘﺮ ﺑﺴﺘﺮ ﺍﷲ «)١(، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻺﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻟﻮ ﺃﻣﺮ ﻬﺑﻠﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﻔﻌﻮﻩ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﺒﻴﺤ‪‬ﺎ، ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺎﻟﺐ‬ ‫ﺍﳌﺒﺘﺪﻯﺀ ﲟﺎ ﻻ ﻳﺮﺿﺎﻩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻴﻨﻔﺮ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﰲ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ« ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ‬ ‫ﻷﰊ ﻳﺰﻳﺪ: ﻫﻞ ﺳﺄﻟﺖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻋ ‪‬ﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺳﻮﺍﻩ.‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺑﺎﳉﻬﻞ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﻭﺃﻧﻪ‬ ‫ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﻣﻮﺻﻮﻑ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺴﻊ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺟﻬﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﲣﺎﻳﻞ ﻟﻪ ﺃﻥ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻫﻲ ﺍﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻛﻨﻬﻬﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﺟﻬﻞ ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ: ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺨﺸﱯ ﻗﺎﻝ ﳌﺮﻳﺪ ﻟﻪ: ﻟﻮ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺃﻧﻔﻊ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﷲ ﺳﺒﻌﲔ ﻣﺮﺓ. ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻮﻕ ﺍﳉﻨﻮﻥ ﺑﺪﺭﺟﺎﺕ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟ ﹸﺮﻳﲏ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻧﺰﻟﺖ ﰲ ﳏﻠﺔ ﻓﻌﺮﻓﺖ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﻼﺡ ﻓﻨﺸﺐ ﰲ ﻗﻠﱯ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻭﻋﻴﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺛﻴﺎﺏ ﻓﺎﺧﺮﺓ ﻓﺴﺮﻗﺘﻬﺎ ﻭﻟﺒﺴﺘﻬﺎ ﰒ‬ ‫ﻟﺒﺴﺖ ﻣﺮﻗﻌﱵ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺃﻣﺸﻲ ﻗﻠﻴﻼ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻠﺤﻘﻮﱐ ﻓﱰﻋﻮﺍ ﻣﺮﻗﻌﱵ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ‬ ‫ﹰ ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺻﻔﻌﻮﱐ ﻓﺼﺮﺕ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﺮﻑ ﺑﻠﺺ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻓﺴﻜﻨﺖ ﻧﻔﺴﻲ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ: ﻓﻬﻜﺬﺍ ﻳﺮﻭﺿﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﱴ ﳜﻠﺼﻬﻢ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻖ، ﰒ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺭﲟﺎ ﻋﺎﳉﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﲟﺎ ﻻ ﻳﻔﱵ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺭﺃﻭﺍ‬ ‫ﺻﻼﺡ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﰒ ﻳﺘﺪﺍﺭﻛﻮﻥ ﻣﺎ ﻓﺮﻁ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﳊﻤﺎﻡ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﺝ ﺃﺑﺎ ﺣﺎﻣﺪ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺑﺘﺼﻨﻴﻔﻪ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ« ﻓﻠﻴﺘﻪ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٤٤٢، ٣٨٣ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٨/٠٣٣، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳉﺒﲑ ٤/٥٧: »ﺻﺤﺤﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻜﻦ،‬ ‫ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻣﺴﻨﺪﺍ ﻭﻣﺮﺳﻼ، ﻭﺍﳌﺮﺳﻞ ﺃﺷﺒﻪ«.‬ ‫ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﰱ ﺍﳌﻮﻃﺄ ٢/٥٢٨ ﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﻣﺮﺳﻼ. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٣٦٦(.‬ ‫ﹰ‬
‫-٠٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﱂ ﳛﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳛﻞ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﳛﻜﻴﻪ ﻭﻳﺴﺘﺤﺴﻨﻪ ﻭﻳﺴﻤﻲ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻭﺃﻱ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﻗﺒﺢ‬ ‫ﻭﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻳﺮﻯ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻛﻴﻒ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ‬ ‫ﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ، ﻭﻗﺪ ﻋﺪﻡ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﺑﻪ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﱴ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻻ‬ ‫ﳛ ﱡ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﻣﻦ ﻻ ﳚﺐ ﻗﻄﻌﻪ ﻭﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻻ‬‫ﻞ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﻗﺘﻠﻪ، ﻭﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ، ﻭﻣﻀﻤﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺎ ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ.‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﳛﻞ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻷﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺳﺎﺭﻕ؟ ﻭﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﺼﺪ‬ ‫ﻭﻫﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﳏﻮ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ؟ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻭﻗﻒ ﻣﻊ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﻜﻠﻤﻬﺎ ﻭﻳﻠﻤﺴﻬﺎ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﺳﻖ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﺎﺻﻴ‪‬ﺎ ﺑﺬﻟﻚ؟ ﰒ ﻛﻴﻒ ﳚﻮﺯ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻐﲑ ﺑﻐﲑ ﺇﺫﻧﻪ؟‬ ‫ﰒ ﰲ ﻧﺺ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﲪﺪ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺳﺮﻕ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﺛﻴﺎﺑ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺎﻓﻆ ﻭﺟﺐ‬ ‫ﻗﻄﻊ ﻳﺪﻩ، ﰒ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺣﱴ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ؟‬ ‫ﻛﻼ، ﻭﺍﷲ ﺇﻥ ﻟﻨﺎ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻟﻮ ﺭﺍﻡ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﱂ‬ ‫ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻓﻌﺠﱯ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﳌﺴﺘﻠﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻑ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻌ ‪‬ﱯ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻠﺐ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺑﺎﺑﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ‬ ‫ﻗﻄﻌﺔ ﳊﻢ، ﻓﺄﺣﺐ ﺃﻥ ﳛﻤﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻓﺎﺳﺘﺤﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻌﻠﻖ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﰲ ﻋﻨﻘﻪ‬ ‫ﻭﲪﻠﻪ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺍﻋﺠﺒ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﻃﺎﻟﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﲟﺤﻮ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻄﺒﻊ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﻻ ﳝﻜﻦ، ﻭﻻ ﻫﻮ‬ ‫ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ. ﻭﻗﺪ ﺭﻛﺰ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﳛﺐ ﺃﻥ ‪‬ﺮﻯ ﺇﻻ ﻣﺘﺠﻤﻼ ﰲ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭﺃﻧﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳ‬
‫-١٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﺴﺘﺤﻴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻱ ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﺮﺃﺱ، ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺮ ﻗﺒﻴﺢ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻓﻬﻮ‬ ‫ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻣﺮﻭﺀﺓ ﻻ ﺭﻳﺎﺿﺔ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﲪﻞ ﻧﻌﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ: »ﺍﻷﻛﻞ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺩﻧﺎﺀﺓ«)١(، ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻵﺩﻣﻲ‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﳜﺪﻣﻪ، ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﺫﻻﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﺴﻤﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﺎﳌﻼﻣﺘﻴﺔ، ﻓﺎﻗﺘﺤﻤﻮﺍ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻘﺼﻮﺩﻧﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﺃﻋﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻨﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺁﻓﺎﺕ ﺍﳉﺎﻩ ﻭﺍﳌﺮﺍﺋﲔ.‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻛﻤﺜﻞ ﺭﺟﻞ ﺯﱏ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﻓﺄﺣﺒﻠﻬﺎ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ِﻟﻢ ﹶﻟﻢ ﺗﻌﺰﻝ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺰﻝ ﻣﻜﺮﻭﻩ. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻭﻣﺎ ﺑﻠﻐﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺣﺮﺍﻡ؟ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﻗﺪ ﺃﺳﻘﻄﻮﺍ ﺟﺎﻫﻬﻢ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺼﻐﲑ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳌﺪﻳﲏ ﻳﻘﻮﻝ: ﺧﺮﺟﺖ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺇﱃ‬ ‫‪‬ﺮ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﻗﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺭﺟﻞ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ، ﻓﺒﻴﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﺸﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﻰﺀ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺮﻗﻌﺔ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ ﻭﻧﻌﻼ ﻭﺧﺮﻳﻘﺔ ﻓﺠﻤﻌﺘﻬﻤﺎ، ﻭﻗﻠﺖ: ﻫﺬﻩ ﻟﻔﻘﲑ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻣﺸﻴﺖ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﳘﻬﻤﺔ ﻭﲣﺒﻴﻄﹰﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ، ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺄﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻗﺪ ﺃﻟﻘﻰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﲔ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺨﺒﻂ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﻞ ﺑﻼﺀ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ‬ ‫ﻟﻪ، ﻓﱰﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱄ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﰊ؟ ﻗﺪ ﺃﻣﺎﺗﲏ ﻣﻮﺗﺎﺕ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﱄ: ﻣﺎ ﻟﻚ ﻣﻨﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺗﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ‬ ‫ﰊ؟ ﻓﻤﺎﺯﻟﺖ ﺃﺭﻓﻖ ﺑﻪ ﺣﱴ ﻏﺴﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﲔ ﻭﺃﻟﺒﺴﺘﻪ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ ﻭﲪﻠﺘﻪ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ.‬ ‫ﻓﺄﻗﻤﻨﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﰒ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺠﺪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٨/٨٩٢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/٤٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻭﺟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﲪﻴﺪ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﳌﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ )٧٨٣٢( ﺑﺴﻨﺪ ﺿﻌﻴﻒ. ﺍﻧﻈﺮ: ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٠٩٢٢(.‬
‫-٢٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﻭﻳﻐﻠﻘﻮﻥ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻭﻳﺼﻌﺪﻭﻥ ﺍﻟﺴﻄﻮﺡ ﻓﺴﺄﻟﻨﺎﻫﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻮﺍﱄ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺃﲨﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻗﺪ ﻗﻄﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﺐ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺃﺻﻮﻟﻪ‬ ‫ﻛﺎﻟﺴﻜﺎﻛﲔ، ﻓﻠﻤﺎ ﲰﻊ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎﻡ ﻓﺮﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻷﲨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﻘﺼﺐ ﺍﳌﻘﻄﻮﻉ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﺒﻊ؟ ﻓﻤﺎ ﺷﻜﻜﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺪ ﻗﺪ ﺍﻓﺘﺮﺳﻪ ﺃﻭ‬ ‫ﻗﺪ ﻫﻠﻚ ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻘﺼﺐ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺟﺎﺀ ﻓﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻗﺪ ﻫﻠﻜﺖ‬ ‫ﺭﺟﻼﻩ، ﻓﺄﺧﺬﻧﺎ ﺑﺎﳌﻨﻘﺎﺵ ﻣﺎ ﻗﺪﺭﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺒﻘﻲ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻻ ﳝﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻪ،‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ: ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺎﻝ؟ ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﺰﻋ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻷﻃﺮﺣﻨﻚ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺗﻔﺰﻋﲔ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻞ ﲣﺒﻴﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﲔ، ﻭﻛﻴﻒ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻣﺎﺀ ﻭﻃﲔ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﻓﻌﻞ ﺍ‪‬ﺎﻧﲔ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﺍﳍﻴﺒﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ: ﺗﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﰊ؟ ﻭﻣﺎ ﻭﺟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺒﺴﺎﻁ؟ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﲡﻒ ﺍﻷﻟﺴﻦ‬ ‫ﰲ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﺎ ﻫﻴﺒﺔ.‬ ‫ﰒ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻏﲑ ﺍﻟﺬﻛﺮ؟ ﻭﻟﻘﺪ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﲞﺮﻭﺟﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻣﺸﻴﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﺐ ﺍﳌﻘﻄﻮﻉ.‬ ‫ﻭﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺳﺒﻊ؟ ﺃﺗﺮﻯ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻐﲑ ﻣﺎ‬ ‫ﻃﺒﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ؟ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﰲ ﻃﻮﻗﻬﺎ ﻭﻻ ﻃﻠﺒﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﲰﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﺄﺟﻮﺩ ﺟﻮﺍﺏ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﳋﺮﺍﻁ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻐﺎﺯﱄ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺃﺳﻔﻞ‬ ‫ﻭﺭﺟﻠﻴﻪ ﺇﱃ ﻓﻮﻕ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﺃﻭﺣﺸﺘﲏ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻓﻘﺮﺗﲏ.‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﻣﻌﻚ ﺇﻻ ﻋﻠﻢ ﻭﺫﻛﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺭﺿﻴﺖ ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻧﻄﺢ ﺑﺮﺃﺳﻚ ﺍﳊﺎﺋﻂ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﻧﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬
‫-٣٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﲪﻞ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﲦﻦ ﻋﻘﺎﺭ ﺑﻴﻊ ﻟﻪ، ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﻄﺮﺓ ﻭﺟﻌﻞ ﻳﺮﻣﻲ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺟﺌﺖ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﲣﺪﻋﻴﲏ ﻣﻨﻚ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ: ﻟﻮ ﺃﻧﻔﻘﻬﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻟﻪ. ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﻥ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﲑ ﺗﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﲔ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﻣﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﺩﻓﻌﺔ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺳﺮﻉ ﳋﻼﺻﻪ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺘﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻓﻄﻔﻖ ﻣﺴﺤ‪‬ﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﻷﻋﻨﺎﻕ﴾ ]ﺹ: ٣٣[.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻟﻘﺪ ﺃﺑﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻭﻋﺪﻡ ﻋﻘﻞ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴ‪‬ﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﻣﺮ ﲝﻔﻆ ﺍﳌﺎﻝ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﻠﻢ ﺇﻻ ﺇﱃ ﺭﺷﻴﺪ، ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻟﻶﺩﻣﻲ، ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﺸﻬﺪ‬ ‫ﺑﺄﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻠﻤﺼﺎﱀ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻣﻰ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺃﻓﺴﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺻﻼﺣﻪ ﻭﺟﻬﻞ‬ ‫ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺿﻊ، ﻭﺍﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻟﻪ ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ، ﻷﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻑ ﻓﺘﻨﺘﻪ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺮﻣﻴﻪ ﺇﱃ ﻓﻘﲑ ﻭﻳﺘﺨﻠﺺ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﲪﻠﻬﻢ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻷﻧﻪ ﳛﺘﺞ ﲟﺴﺢ ﺍﻟﺴﻮﻕ‬ ‫ﻭﺍﻷﻋﻨﺎﻕ،‬ ‫ﻭﻳﻈﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻻ ﳚﻮﺯ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﻣﺴﺢ ﺑﻴﺪﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺖ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ، ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻥ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻟﻠﻤﻊ«: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺪﺭﺍﺝ: ﺧﺮﺝ ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ‬ ‫ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻳﺘﻄﻬﺮ، ﻓﺄﺧﺬﺕ ﻛﻨﻔﻪ ﻓﻔﺘﺸﺘﻪ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻴﻼ ﻭﺑﺎﺕ ﱂ ﻳﺄﻛﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ. ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﰲ ﻛﻨﻔﻚ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﺩﺭﳘﹰﺎ ﻭﳓﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺟﻴﺎﻉ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﺬﺗﻪ؟ ﺭﺩﻩ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ: ﺧﺬﻩ ﻭﺍﺷﺘﺮ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﲝﻖ‬ ‫ﻣﻌﺒﻮﺩﻙ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﻊ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﱂ ﻳﺮﺯﻗﲏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻏﲑﻫﺎ، ﻓﺄﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻭﺻﻲ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻦ ﻣﻌﻲ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺭﺩﺩ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺍﷲ، ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﻴﺘﲏ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬
‫-٤٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﳉﻮﺍﻝ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺼﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻜﺚ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳊﺪﺍﺩ‬ ‫ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﻳﻨﺎﺭ ﻭﻳﻨﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻳﺼﻮﻡ، ﻭﳜﺮﺝ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﲔ‬ ‫ﻓﻴﺘﺼﺪﻕ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻣﺎ ﻳﻔﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻱ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻻ ﲡﻮﺯ ﳌﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻻﻛﺘﺴﺎﺏ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻮ ﻗﺪﺭﻧﺎ ﺟﻮﺍﺯﻫﺎ، ﻓﺄﻳﻦ ﺃﻧﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺫﻝ ﺍﻟﻄﻠﺐ؟‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﻤﺮ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ،‬ ‫ﻋﻦ ﲪﺰﺓ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺑﺄﺣﺪﻛﻢ‬ ‫ﺣﱴ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﺰﻋﺔ ﳊﻢ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻏﻴﺎﺙ، ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻷﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﺒﻼ ﻓﻴﺤﺘﻄﺐ، ﰒ ﳚﻲﺀ ﻓﻴﻀﻌﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﻕ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻴﺒﻴﻌﻪ، ﰒ ﻳﺴﺘﻐﲏ ﺑﻪ ﻓﻴﻨﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﺧﲑﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻋﻄﻮﻩ ﺃﻭ ﻣﻨﻌﻮﻩ«)٢(.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺍﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ، ﻭﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻻ ﲢﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﻐﲏ ﻭﻻ ﻟﺬﻱ ﻣ ‪‬ﺓ ﺳﻮﻱ«)٣(.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺍﳌ ‪‬ﺓ: ﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻭﺃﺻﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻓﺘﻞ ﺍﳊﺒﻞ، ﻳﻘﺎﻝ: ﺃﻣﺮﺭﺕ ﺍﳊﺒﻞ: ﺇﺫﺍ ﺃﺣﻜﻤﺖ ﻓﺘﻠﻪ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﻤﻌﲎ ﺍﳌﺮﺓ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ: ﺷﺪﺓ ﺃﻣﺮ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺻﺤﺔ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﻞ‬ ‫ﹶﱢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻻ ﲢﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﳌﻦ ﳚﺪ ﻗﻮﺓ ﻳﻘﺪﺭ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٧٤١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٠٤٠١/٣٠١، ٤٠١(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )١٧٤١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٤٦١، ٧٦١.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٣٦١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٢٥٦(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻯ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ‬ ‫)٩٣٦١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٢٩١، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ ٢/٩١١. ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ.‬
‫-٥٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ،ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺍﳌﺎﻟﻴﲏ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﳍﺎﴰﻲ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻡ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺘﺮﻙ ﻓﺮﺩ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻓﺴﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﺌﻦ‬ ‫ﺃﻃﺮﻓﺖ ﻷﺭﻣﲔ ﺑﻚ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻓﻤﺎﺯﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻝ ﺣﱴ ﺃﺻﺒﺢ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫ﻳﺎ ﺑﲏ ﻣﺎ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺫﺍﻛﺮ‪‬ﺍ ﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻻ ﺩﻳﻜﹰﺎ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺩﺍﻧﻘﲔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﲨﻊ ﺑﲔ ﺷﻴﺌﲔ ﻻ ﳚﻮﺯﺍﻥ. ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﳐﺎﻃﺮﺗﻪ‬ ‫ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻓﻠﻮ ﻏﻠﺒﻪ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻮﻗﻊ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻴﻨ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺭﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ‬ ‫ﺃﺗﻰ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻓﺘﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﻮﻗﻮﻉ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻊ ﻋﻴﻨﻪ ﺣﻈﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ. ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ »ﺇﻥ ﳉﺴﺪﻙ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ، ﻭﺇﻥ ﻟﺰﻭﺟﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ، ﻭﺇﻥ ﻟﻌﻴﻨﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ«)١(،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﺇﺫﺍ ﻧﻌﺲ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﲑﻗﺪ«)٢(. ﻭﻣﺮ ﲝﺒﻞ ﻗﺪ ﻣﺪﺗﻪ ﺯﻳﻨﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺘﺮﺕ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻪ،‬ ‫ﻓﺄﻣﺮ ﲝﻠﻪ. ﻭﻗﺎﻝ: »ِﻟ‪‬ﺼﻞ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺴﻞ ﺃﻭ ﻓﺘﺮ ﻓﻠﻴﻘﻌﺪ«)٣(، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻣﺖ‬ ‫ﻴ ‪‬ﱢ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﻤﻴﺪﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻷﺭﺩﺳﺘﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺎ ﻧﺼﺤﺐ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻭﳓﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ، ﻓﺄﺿﺎﻓﻨﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻘﻠﻨﺎ: ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﺑﺎﻙ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ‬ ‫ﻳﺪﺧﻞ، ﻓﺪﺧﻠﻨﺎ ﺩﺍﺭﻩ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻛﻠﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﳓﻦ ﺑﺎﻟﺸﺒﻠﻲ ﻭﺑﲔ ﻛﻞ ﺃﺻﺒﻌﲔ ﻣﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﴰﻌﺔ -‬ ‫ﲦﺎﻥ ﴰﻮﻉ - ﻓﺠﺎﺀ ﻭﻗﻌﺪ ﻭﺳﻄﻨﺎ ﻓﺎﺣﺘﺸﻤﻨﺎ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺳﺎﺩﺓ ﻋ ‪‬ﻭﱐ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻜﻢ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻃﺴﺖ ﴰﻮﻉ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺃﻳﻦ ﻏﻼﻣﻲ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ؟ ﻓﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻏﻨﲏ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٩٩١٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٩٥١١/١٨١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٢١٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٦٨٧/٢٢٢( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪ )٠٥١١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٤٨٧/٩١٢( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬
‫-٦٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﻨﺖ ﺗﻐﲏ: )ﺍﳍﺰﺝ(‬ ‫ـﺎﺭﺍ‬‫ـﻲ ﺣـــ‬‫ﲨﻠـــ‬ ‫ﻭﳌﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﳊـﲑﺓ ﺣـﺎﺩﻱ‬ ‫ﻭﻻ ـﻞ ـﻦ ـﺎﺭﺍ‬ ‫ﳓﻔـ ﲟـ ﺳـ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﺍﺣﻄﻂ ﻬﺑﺎ ﺭﺣﻠـﻲ‬ ‫ﻓﻐﻨﻴﺘﻪ ﻓﺘﻐﲑ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﺸﻤﻮﻉ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﻭﺧﺮﺝ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺛﻨﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﺱ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺭ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ ﻭﻗﺪ ﺣﻠﻖ ﺃﺷﻔﺎﺭ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻭﺗﻌﺼﺐ ﺑﻌﺼﺎﺑﺔ ﻭﻫﻮ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍ‪‬ﺘﺚ(‬ ‫ﺇﱐ ﻓﺮﻳـــﺪ ﻭﺣﻴـــﺪ‬ ‫ـﺪ‬‫ـﺎﺱ ـﺮ ﻭﻋﻴـ‬ ‫ﻟﻠﻨـ ﻓﻄـ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺑﺮ ﺍﻟﺪﻻﻝ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﰲ ﻗﺒﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﰲ‬ ‫ﺟﺎﻣﻊ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﳎﺘﻤﻌﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﳊﻠﻘﺔ ﻏﻼﻡ ﲨﻴﻞ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﰲ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺟﻬ‪‬ﺎ ﻣﻨﻪ، ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺗﻨﺢ، ﻓﻠﻢ ﻳﱪﺡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺗﻨﺢ ﻳﺎ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻋﻨﺎ، ﻓﻠﻢ ﻳﱪﺡ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺗﻨﺢ ﻭﺇﻻ ﻭﺍﷲ ﺧﺮﻗﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎﺏ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳊﺴﻦ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﲨﻠﺔ ﻛﺜﲑﺓ، ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﻔﱴ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ: )ﳎﺰﻭﺀ ﺍﳋﻔﻴﻒ(‬ ‫ـﻰ ﺫﺭﻭﰐ ـﺪﻥ‬ ‫ﻋــ‬ ‫ﻋﻠــ‬ ‫ﻃﺮﺣ ـﻮﺍ ﺍﻟ ﹼﺤ ـﻢ ﻟﻠﺒ ـﺰﺍﺓ‬ ‫ـ ﻠ ـ ـ‬ ‫ـﻦ‬ ‫ـﻮﺍ ـﻬﻢ ﺍﻟﺮﺳـ‬ ‫ﺧﻠﻌـ ﻣﻨـ‬ ‫ـﺰﺍﺓ ﺇﺫ‬ ‫ـﻮﺍ ﺍﻟﺒــ‬ ‫ﰒ ﻻﻣــ‬ ‫ﺳﺘﺮﻭﺍ ﻭﺟﻬـﻚ ﺍﳊﺴـﻦ‬ ‫ﻟـ ـﻮ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺻـ ـﻼﺣﻨﺎ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻷﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﻟﻼﻓﺘﺘﺎﻥ ﺑﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﺇﳕﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﻟﻼﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺧﻠﻘﺖ ﻟﺘﻀﻲﺀ ﻻ ﻟﺘﻌﺒﺪ.‬
‫-٧٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎﺕ ﻟﻠﺸﺒﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﻭﻟﺪ، ﻛﺎﻥ ﺍﲰﻪ‬ ‫ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ، ﻓﺠ ‪‬ﺕ ﺃﻣﻪ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﺒﻠﻲ ﳊﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻓﺄﻣﺮ ﲝﻠﻘﻬﺎ ﲨﻴﻌﻬﺎ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻳﺎ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻣﺎ ﲪﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺟﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻘﻮﺩ، ﺃﻻ ﺃﺣﻠﻖ ﺃﻧﺎ ﳊﻴﱵ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺟﻮﺩ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻗﺎﻝ: ﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﻠﺒﺲ ﺛﻴﺎﺑ‪‬ﺎ ﻣﺜﻤﻨﺔ ﰒ‬ ‫ﻳﱰﻋﻬﺎ ﻭﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺫﻛﺮ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﺬ ﻗﻄﻌﺔ ﻋﻨﱪ ﻓﻮﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺒﺨﺮ‬ ‫ﻬﺑﺎ ﺫﻧﺐ ﺍﳊﻤﺎﺭ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺍﻟﻠﻮﺯ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ ﳛﺮﻗﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ. ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﺇﳕﺎ ﺃﺣﺮﻗﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺍﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻋﻨﻪ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﻭﺣﻜﻲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻉ ﻋﻘﺎﺭ‪‬ﺍ ﻓﻔﺮﻕ ﲦﻨﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻴﺎﻝ ﻓﻠﻢ ﻳﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻬﻢ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻭﲰﻊ ﻗﺎﺭﺋﹰﺎ ﻳﻘﺮﺃ: ﴿ﺍﺧﺴﹸﻮﹾﺍ ﻓِﻴﻬ‪‬ﺎ﴾. ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻴﺘﲏ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﻢ، ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫‪ ‬ﺌ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻠﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﺍﷲ ﻻ ﻳﻜﻠﻤﻬﻢ، ﰒ ﻟﻮ ﻛﻠﻤﻬﻢ ﻛﻼﻡ ﺇﻫﺎﻧﺔ‬ ‫ﻓﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻫﺬﺍ ﺣﱴ ﻳﻄﻠﺐ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﰲ ﳎﻠﺴﻪ: ﺇﻥ ﷲ ﻋﺒﺎﺩ‪‬ﺍ ﻟﻮ ﺑﺰﻗﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻨﻢ‬ ‫ﻷﻃﻔﺆﻭﻫﺎ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻛﻼﳘﺎ ﻣﻦ ﺇﻧﺎﺀ ﻭﺍﺣﺪ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ ﻳﻘﻮﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺍﻛﺘﺤﻞ ﺑﻜﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﺢ‬ ‫ﻟﻴﻌﺘﺎﺩ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭﻻ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﺍﻟﻨﻮﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﻗﺒﻴﺢ ﻻ ﳛﻞ ﳌﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻫﻮ ﺳﺒﺐ‬ ‫ﻟﻠﻌﻤﻰ، ﻭﻻ ﲡﻮﺯ ﺇﺩﺍﻣﺔ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺣﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﺴﻬﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ.‬
‫-٨٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﺴﺎﱐ ﺭﺟﻞ ﺻﻮﻓﹰﺎ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ‬ ‫ﻗﻠﻨﺴﻮﺓ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻓﺘﻤﻨﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻣﻦ ﳎﻠﺴﻪ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﱄ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﺘﺒﻌﺘﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﺃﺗﺒﻌﻪ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇ ﱠ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﺩﺍﺭﻩ ﻗﺎﻝ: ﺍﻧﺰﻉ ﺍﻟﺼﻮﻑ،‬ ‫ﱄ‬ ‫ﻓﱰﻋﺘﻪ، ﻓﻠﻔﻪ ﻭﻃﺮﺡ ﺍﻟﻘﻠﻨﺴﻮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺩﻋﺎ ﺑﻨﺎﺭ ﻓﺄﺣﺮﻗﻬﻤﺎ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺃﺧﺬ ﲬﺴﲔ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ ﻓﺮﻣﺎﻫﺎ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻋﺰﻙ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺃﺫﻟﻪ ﺍﷲ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻌﺠﱯ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ، ﻷﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳌﺪﺡ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ، ﻓﺄﻳﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻔﻘﻪ؟‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺣﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺰﻭﻳﲏ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺗﻌﺬﺭ ﻋﻠﻲ ﻗﻮﺕ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﳊﻘﲏ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻗﻄﻌﺔ ﺫﻫﺐ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺄﺭﺩﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻓﻘﻠﺖ: ﻟﻘﻄﺔ ﻓﺘﺮﻛﺘﻬﺎ، ﰒ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻭﻱ: »ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻋﺒﻴﻄﹰﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﻮﺕ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻼﻻ«)١(، ﻓﺄﺧﺬ‪‬ﺎ ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﰲ ﻓﻤﻲ ﻭﻣﺸﻴﺖ ﻏﲑ ﺑﻌﻴﺪ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﲝﻠﻘﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺒﻴﺎﻥ ﻭﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ: ﻣﱴ ﳚﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﺪﻕ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺭﻣﻰ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺪﻕ، ﻓﺄﺧﺮﺟﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻤﻲ ﻭﺭﻣﻴﺘﻬﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻻ ﲣﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﻥ ﺭﻣﻴﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻻ ﳚﻮﺯ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻧﻪ ﺭﻣﺎﻫﺎ‬ ‫ﺑﻘﻮﻝ ﺻﱯ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺃﻥ ﺷﻘﻴﻘﹰﺎ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﺟﺎﺀ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﻭﰲ‬ ‫ﻃﺮﻑ ﻛﺴﺎﺋﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﺼﺮﻭﺭ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮﺯﺍﺕ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺇﱄ ﺃﺥ ﱄ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺗﻔﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺷﻘﻴﻖ ﻭﺃﻧﺖ ﲢﺪﺙ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻻ‬ ‫ﻛﻠﻤﺘﻚ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﻓﺄﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﰲ ﻭﺟﻬﻲ ﻭﺩﺧﻞ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻛﻴﻒ ﻫﺠﺮ ﻣﺴﻠﻤ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ٢/٩٩١، ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﻭﻯ ﰱ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﺍﳊﺴﻨﺔ )٨٩٨(،‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺠﻠﻮﱏ ﰱ ﻛﺸﻒ ﺍﳋﻔﺎﺀ ٢/٩٥١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺭﻛﺸﻰ: ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ، ﻭﺗﺒﻌﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺭﺭ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﻢ: ﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ«.‬
‫-٩٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺟﺎﺋﺰ ﺑﻞ ﻣﻨﺪﻭﺏ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﲟﺎ ﻳﻔﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﻲﺀ‬ ‫ﻗﺒﻞ ﳎﻲﺀ ﻭﻗﺘﻪ ﺣﺰﻡ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺃﻋﺪﻭﺍ ﳍﻢ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ﴾‬ ‫]ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ: ٠٦[، ﻭﻗﺪ ﺍ ‪‬ﺧﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻷﺯﻭﺍﺟﻪ ﻗﻮﺕ ﺳﻨﺔ)١(، ﻭﺟﺎﺀ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺑﻨﺼﻒ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺍﺩﺧﺮ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻭﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺎﳉﻬﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺃﻓﺴﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺑﺎﳍﻨﺪ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﺎﺑﺮ، ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ، ﻗﺪ ﻏﻤﺾ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺻﺎﺑﺮ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ‬ ‫ﺻﱪﻙ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ ﻫﻮﻳﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻠﻢ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﺷﺘﻔﻲ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻐﻤﻀﺖ ﻋﻴﲏ‬ ‫ﻣﻨﺬ ﲦﺎﻧﲔ ﺳﻨﺔ ﻓﻠﻢ ﺃﻓﺘﺤﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻲ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺁﺧﺮ، ﺃﻧﻪ ﻓﻘﺄ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻌﻴﻨﲔ‬ ‫ﺇﺳﺮﺍﻑ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻛﺎﻥ ﻗﺼﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻔﺮﺩ ﻋﲔ، ﻭﳓﻦ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﳍﹶﻤﺬﺍﱐ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳉﻮﱐ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺟﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﶈﺮﺍﺏ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﳋﻼﺀ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺧﺪﻡ ﰲ‬ ‫ﺍﳋﻼﺀ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﻛﻨﺴﻪ ﻭﺃﻧﻈﻔﻪ ﻗﺎﻟﺖ ﱄ ﻧﻔﺴﻲ: ﺃﺫﻫﺒﺖ ﻋﻤﺮﻙ ﰲ ﻫﺬﺍ! ﻓﻘﻠﺖ:‬ ‫ﺃﻧﺖ ﺗﺄﻧﻔﲔ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ، ﻓﻮﺳﻌﺖ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭﺭﻣﻴﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺃﺩﺧﻞ‬ ‫ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﰲ ﻓﻤﻲ، ﻓﺠﺎﺀﻭﺍ ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﱐ ﻭﻏﺴﻠﻮﱐ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻜﲔ، ﻛﻴﻒ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﲨﻊ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﺧﻠﻔﻪ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﳕﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻭﺇﺩﺧﺎﳍﺎ ﰲ ﻓﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻀﻴﻠﺔ‬ ‫ﹸﺛﻴﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺗﻮﺟﺐ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ، ﻭﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ: ﳌﺎ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﺜﺮ ﲣﺒﻴﻄﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻣﻜﺔ ﰲ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ‬ ‫)١(‬
‫-٠٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻣﺮﻩ، ﻓﺠﻬﺪﻧﺎ ﺣﱴ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻣﺮﻗﻌﺘﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺳﻲ: ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻤﻠﺔ ﻓﻮﺯﻧﺎﻫﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﻒ‬ ‫ﺩﺍﻧﻖ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺭﻳﺎﺿﺘﻪ ﻭﺷﺪﺓ ﳎﺎﻫﺪﺗﻪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﺚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺃﺑﺎﺡ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ‬ ‫ﺍﶈﻈﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺤﺮِﻡ ﻷﺟﻞ ﺗﺄﺫﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﻞ، ﻭﺟﱪ ﺍﳊﻈﺮ ﺑﺎﻟﻔﺪﻳﺔ، ﻭﺃﺟﻬﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻫﺬﺍ ﺭﻳﺎﺿﺘﻪ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻘﲑ ﺻﻮﰲ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻓﺠﺎﻉ‬ ‫ﻣﺮﺓ ﺟﻮﻋ‪‬ﺎ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻄﻌﻤﲏ، ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻣﻴﲏ ﺑﺸﺮﻑ ﺍﳌﺴﺠﺪ، ﻓﺠﺎﺀ‬ ‫ﻏﺮﺍﺏ ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻑ، ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﲢﺖ ﺭﺟﻠﻪ ﺁﺟﺮﺓ ﻓﺠﺮﻯ ﺩﻣﻪ، ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﳝﺴﺢ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻳﺶ ﺗﺒﺎﱄ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻗﺘﻞ ﺍﷲ ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺃﺣﻴﺎﻩ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ، ﻫ ﱠ ﻗﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺃﻭ ﺇﱃ‬ ‫‪‬ﻼ‬ ‫ﺍﻟﻜﺪﻳﺔ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻏﻼﻡ ﺧﻠﻴﻞ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻘﲑ‪‬ﺍ ﻳﻌﺪﻭ ﻭﻳﻠﺘﻔﺖ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﹸﺷﻬﺪﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻫﻮ ﺫﺍ ﻳﻘﺘﻠﲏ، ﻭﺳﻘﻂ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ.‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺑﻌﺾ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻼﻣﺘﻴﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻗﻮﻡ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺍﳌﻼﻣﺘﻴﺔ، ﺍﻗﺘﺤﻤﻮﺍ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻘﺼﻮﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﻘﻂ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻋﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻨﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻩ.‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﺃﺳﻘﻄﻮﺍ ﺟﺎﻫﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﰲ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻗﺒﺢ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﻜﺘﻤﻮﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻫﻢ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻭﻓﻌﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬
‫-١٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺫﻭﺭﺍﺕ ﻓﻠﻴﺴﺘﺘﺮ ﺑﺴﺘﺮ ﺍﷲ «)١(، ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺣﻖ ﻣﺎﻋﺰ: »ﻫ ﱠ ﺳﺘﺮﺗﻪ ﺑﺜﻮﺑﻚ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ؟«)٢(،‬ ‫‪‬ﻼ‬ ‫ﻭﺍﺟﺘﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺻﻔﻴﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ: »ﺇ‪‬ﺎ‬ ‫ﺻﻔﻴﺔ«)٣(.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺘﺠﺎﰲ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﷲ ﰲ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺧﺮﺝ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻓﻔﺎﺗﺘﻪ ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻢ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ﻓﺎﺳﺘﺘﺮ ﻟﺌﻼ ﻳﺴﻮﺀ‬ ‫ﻇﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﱐ ﳌﺴﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ‬ ‫ﻭﻗﺒﻠﺘﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺗﺐ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻭﻻ ﲢﺪﺙ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﺑﺬﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﱐ ﺃﺗﻴﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺃﱂ ﺗﺼﻞ ﻣﻌﻨﺎ«؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻰ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ: »ﺃﱂ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺗﲔ ‪‬ﺗﻜ ﱢﺮ ﻣﺎ‬ ‫ﹶﻔ ‪‬‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ؟«)٤(.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ: ﺇﱐ ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻘﺪ ﺳﺘﺮ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻮ ﺳﺘﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ)٥(. ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻗﻄﻊ ﻣﺎ ‪‬ﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺟ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٤٤٢، ٣٨٣ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ‬ ‫ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳊﺪﻭﺩ )٧٧٣٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٦١٢، ٧١٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ‬ ‫ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٣٦٣ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٨/٠٣٣، ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ ٤/٨٦.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻻﻋﺘﻜﺎﻑ )٨٣٠٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٥٧١٢/٤٢( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺻﻔﻴﺔ ﺯﻭﺝ ﺍﻟﻨﱮ ‪.e‬‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳊﺪﻭﺩ )٣٢٨٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ )٤٦٧٢/٤٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫ﻭﰱ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺃﰉ ﺃﻣﺎﻣﺔ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﺍﻧﻈﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ )٥٦٧٢/٥٤(، )٣٦٧٢/٩٣(‬ ‫ﻭﻏﲑﻩ.‬ ‫)٥( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ )٣٦٧٢/٢٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻗﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻯ‬ ‫ﺟﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱮ ‪ e‬ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺫﻧﺒﻪ.‬
‫-٢٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ.‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻧﺪﺱ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺪﺱ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ، ﻓﺘﺸﻬﺒﻮﺍ ﻬﺑﻢ ﺣﻔﻈﹰﺎ ﻟﺪﻣﺎﺋﻬﻢ، ﻭﻫﻢ ﻳﻨﻘﺴﻤﻮﻥ‬ ‫ﺇﱃ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ:‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ: ﻛﻔﺎﺭ.‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﻢ: ﻗﻮﻡ ﻻ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺏ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻣﻨﻬﻢ: ﻣﻦ ﻳﻘﺮ ﺑﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﳚﺤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﳏﺎﻝ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﳌﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺇﻣﺮﺍﺡ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﰲ ﺷﻬﻮﺍ‪‬ﺎ ﱂ‬ ‫ﳚﺪﻭﺍ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﳛﻘﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭﻳﺴﺘﺘﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﻭﻳﻨﺎﻟﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻛﻤﺬﻫﺐ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ، ﻓﺪﺧﻠﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻇﺎﻫﺮ‪‬ﺍ ﻭﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻛﻔﺮﺓ، ﻭﻟﻴﺲ ﳍﺆﻻﺀ ﺇﻻ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻟﻌﻨﻬﻢ ﺍﷲ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻗﻮﻡ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻨﻘﺴﻤﻮﻥ ﻗﺴﻤﲔ: ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ:‬ ‫ﻳﻘﻠﺪﻭﻥ ﰲ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ ﻟﺸﻴﻮﺧﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺩﻟﻴﻞ ﻭﻻ ﺷﺒﻬﺔ ﻓﻬﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺄﻣﺮﻭ‪‬ﻢ ﺑﻪ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻭﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻗﻮﻡ ﻋﺮﺿﺖ ﳍﻢ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻓﻌﻤﻠﻮﺍ ﲟﻘﺘﻀﺎﻫﺎ، ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄﺕ‬ ‫‪  ‬‬ ‫ﻣﻨﻪ ﺷﺒﻬﺎ‪‬ﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﳌﺎ ﳘﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺄﺭﺍﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺍﳊﺠﺞ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻳﻌﺴﺮ، ﻭﺃﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ؛ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻈﻔﺮ ﺑﻪ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺭﺯﻕ ﻳﺴﺎﻕ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻻ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ، ﻓﺴﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ‬ ‫ﻳﺒﻐﻀﻮﻥ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﻐﺾ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻲ ﺍﺳﻢ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ.‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺣﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﳏﺠﻮﺑﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻓﺈﻥ ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﻋﺎﱂ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻷﺗﺒﺎﻋﻬﻢ: ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺍﻓﻖ ﻟﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺿﺪ ﻣﺎ ﳓﻦ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻌﻮﺍﻡ ﺍﻟﻀﻌﺎﻑ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ، ﻓﺈﻥ ﺟﺪ ﰲ ﺧﻼﻓﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﺃﺑﻠﻪ ﻣﻘﻴﺪ ﺑﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﳏﺠﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ،‬ ‫ﰒ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻭﻗﻌﺖ ﳍﻢ، ﻭﻟﻮ ﻓﻄﻨﻮﺍ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺷﺒﻬﺎ‪‬ﻢ ﻋﻠﻢ،‬
‫-٣٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺑﻄﻞ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺫﻛﺮ ﺷﺒﻬﺎ‪‬ﻢ ﻭﺃﻛﺸﻔﻬﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻫﻲ ﺳﺖ‬ ‫ﺷﺒﻬﺎﺕ:‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻷﻭﱃ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﺃﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﺧﺼﻮﺍ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﺸﻘﺎﻭﺓ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻻ ﻳﺸﻘﻰ، ﻭﺍﻟﺸﻘﻲ ﻻ ﻳﺴﻌﺪ، ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻻ ﺗﺮﺍﺩ‬ ‫ﻟﺬﺍ‪‬ﺎ ﺑﻞ ﻻﺟﺘﻼﺏ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ، ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻘﻨﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻹﺗﻌﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﻋﻤﻞ، ﻭﻻ ﻧﻜﻔﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻠﺬﻭﺫ ﻷﻥ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﺍﻗﻊ ﻻ ﳏﺎﻟﺔ.‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ: ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﻫﺬﺍ ﺭﺩ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﺇﺑﻄﺎﻝ ﳉﻤﻴﻊ‬ ‫ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺗﺒﻜﻴﺖ ﻟﻸﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﻪ، ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﴿ﺃﻥ ﺃﻗﻴﻤﻮﺍ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ﴾، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﳌﺎﺫﺍ؟ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺳﻌﻴﺪ‪‬ﺍ ﻓﻤﺼﲑﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺷﻘﻴ‪‬ﺎ‬ ‫ﻓﻤﺼﲑﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ، ﻓﻤﺎ ﺗﻨﻔﻌﲏ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ؟‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ: ﴿ﻭﻻ ‪‬ﺗﻘﺮ‪‬ﻮﹾﺍ ﺍﻟﺰﻧ‪‬ﻰ﴾، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﳌﺎﺫﺍ ﺃﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻠﺬﻭﺫﻫﺎ،‬ ‫‪ ‬ﹶ ﹾ ‪‬ﺑ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ﻣﻘﻀﻴﺘﺎﻥ ﻗﺪ ﻓﺮﻍ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﳌﻮﺳﻰ ﺣﲔ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻟﻪ: ﴿ﻫﻞ ﻟﻚ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﺰﻛﻰ﴾ ]ﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ: ٨١[، ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﰒ ﻳﺘﺮﻗﻰ ﺇﱃ ﺍﳋﺎﻟﻖ‬ ‫ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺇﺭﺳﺎﻟﻚ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺳﻴﺠﺮﻱ ﻣﺎ ﻗﺪﺭﺗﻪ؟ ﻭﻣﺎ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﱃ ﺭﺩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﲡﻬﻴﻞ‬ ‫ﺍﻟﺮﺳﻞ ﳏﺎﻝ ﺑﺎﻃﻞ، ﻭﳍﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﲔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻻ ﻧﺘﻜﻞ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫»ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﻜﻞ ﻣﻴﺴﺮ ﳌﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ«)١(.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻶﺩﻣﻲ ﻛﺴﺒ‪‬ﺎ ﻫﻮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺎﻟﻒ ﺗﺒﲔ ﻟﻨﺎ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﻀﻰ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺄﻥ ﳜﺎﻟﻔﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻌﺎﻗﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﻪ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﺋﻪ،‬ ‫ﻭﳍﺬﺍ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻭﻻ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ، ﻭﺇﳕﺎ ﺭﺩﻫﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﻷﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﺣﺎﻝ ﻇﺎﻫﺮ، ﻭﺍﳌﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻃﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻙ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎﻩ‬ ‫ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﻀﻲ ﻭﻗﻮﻟﻪ: »ﻓﻜﻞ ﻣﻴﺴﺮ ﳌﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ« ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ‬ ‫ﹼ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻘﺪﺭ )٥٠٦٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻘﺪﺭ )٧٤٦٢/٧( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺃﰉ ﻃﺎﻟﺐ.‬
‫-٤٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻳﺴﺮ ﻟﻪ ﻃﻠﺒﻪ ﻭﺣﺒﻪ ﻭﻓﻬﻤﻪ، ﻭﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻟﻪ ﺑﺎﳉﻬﻞ‬ ‫ﻧﺰﻉ ﺣﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﻟﻪ ﺑﻮﻟﺪ ﻳﺴﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ، ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﻘﺾ ﻟﻪ‬ ‫ﺑﻮﻟﺪ ﱂ ﻳﻴﺴﺮ ﻟﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﺴﺘﻐﻦ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻏﲑ ﻣﺘﺄﺛﺮ ﻬﺑﺎ ﻣﻌﺼﻴﺔ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭ ﻃﺎﻋﺔ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺐ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﰲ ﻏﲑ ﻓﺎﺋﺪﺓ.‬ ‫ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ: ﺃﻥ ﳒﻴﺐ ﺃﻭﻻ ﺑﺎﳉﻮﺍﺏ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﻧﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﻜﺄﻧﻨﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﻭﻟﻠﻤﺮﺳﻞ: ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮﺗﻨﺎ ﺑﻪ، ﰒ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ‬ ‫ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻳﺘﻀﺮﺭ ﲟﻌﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﻳﻨﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻏﺮﺿ‪‬ﺎ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺍﷲ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﻘﺪﺱ ﻋﻦ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﻭﻣﻦ ﺍﻧﺘﻔﺎﻉ ﺃﻭ ﺿﺮﺭ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﻔﻊ‬ ‫ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺟﺎﻫﺪ ﻓﺈﳕﺎ ﳚﺎﻫﺪ ﻟﻨﻔﺴﻪ﴾‬ ‫]ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ: ٦[ ﴿ﻭﻣﻦ ﺗﺰﻛﻰ ﻓﺈﳕﺎ ﻳﺘﺰﻛﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ﴾ ]ﻓﺎﻃﺮ: ٨١[، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ‬ ‫ﺍﳌﺮﻳﺾ ﺑﺎﳊﻤﻴﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﻳﺾ ﻻ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ، ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻠﺒﺪﻥ ﻣﺼﺎﱀ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ‬ ‫ﻭﻣﻀﺎﺭ ﻓﻠﻠﻨﻔﺲ ﻣﺼﺎﱀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻓﺎﻟﺸﺮﻉ ﻛﺎﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﻬﻮ‬ ‫ﺃﻋﺮﻑ ﲟﺎ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﺎﱀ.‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻋﱠﻞ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻻ ﺗﻌﻠﻞ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺟﻮﺍﺏ ﺁﺧﺮ: ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻏﻨﻴ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻏﻨﻴ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﻟﻪ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺃﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺃﻭﺟﺐ ﻃﺎﻋﺘﻪ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻣﺮﻩ ﻻ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﺽ‬ ‫ﺑﺄﻣﺮﻩ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺳﻌﺔ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻨﺎ، ﻓﻼ‬ ‫ﻭﺟﻪ ﳊﺮﻣﺎﻥ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻣﺮﺍﺩﻫﺎ.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ ﻛﺎﳉﻮﺍﺏ ﺍﻷﻭﻝ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻃﺮﺍﺡ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ، ﻭ‪‬ﻮﻳﻦ ﻣﺎ ﺷﺪﺩﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ، ﻭﺑﺎﻟﻐﺖ ﰲ ﺫﻛﺮ ﻋﻘﺎﺑﻪ.‬
‫-٥٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﳑﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺮﲪﺔ ﻭﺻﻔﻬﺎ‬ ‫ﺑﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻭﳓﻦ ﻧﺮﻯ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻳﺒﺘﻠﻮﻥ ﺑﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﳉﻮﻉ ﻭﻳﺆﺧﺬﻭﻥ ﺑﺎﻟﺰﻟﻞ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﺧﺎﻓﻪ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺓ، ﻓﺎﳋﻠﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ: ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﺍﻟﻜﻠﻴﻢ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻮﻳﻞ ﻟﻌﻤﺮ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺭﺟﺎ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﻷﺳﺒﺎﻬﺑﺎ، ﻓﻤﻦ ﺃﺳﺒﺎﻬﺑﺎ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻟﻞ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﹼ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺭﺟﺎ ﺃﻥ ﳛﺼﺪ ﺯﺭﻉ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺎﺟﺮﻭﺍ‬ ‫ﻭﺟﺎﻫﺪﻭﺍ ﰱ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٨١٢[، ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻬﺑﺆﻻﺀ‬ ‫ﻳﻠﻴﻖ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳌﺼﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻓﺮﺟﺎﺅﻫﻢ ﺑﻌﻴﺪ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﺍﻟﻜ‪‬ﺲ ﻣﻦ ﺩﺍﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﻤﻞ ﳌﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺟﺰ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﻊ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫ﹶﻴ ‪‬‬ ‫ﻫﻮﺍﻫﺎ ﻭﲤ‪‬ﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺎﱐ«)١(.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻜﺮﺧﻲ: ﺭﺟﺎﺅﻙ ﻟﺮﲪﺔ ﻣﻦ ﻻ ﺗﻄﻴﻌﻪ ﺧﺬﻻﻥ ﻭﲪﻖ.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻦ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻋﻘﺎﺑﻪ ﺇﳕﺎ ﰲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﺇﳕﺎ ﰲ‬ ‫ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﳝﻨﻊ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺭﲪﺘﻪ، ﻭﻛﻤﺎ ﻻ ﳛﺴﻦ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﳌﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻟﻄﻔﻪ ﰲ ﺧﻠﻘﻪ ﻻ‬ ‫ﳛﺴﻦ ﺍﻟﻄﻤﻊ ﳌﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺇﺧﺰﺍﻟﻪ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻪ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻀﻮ ﺑﺮﺑﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﻏﺪ‪‬ﺍ ﻫﻜﺬﺍ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ: ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻗﻊ ﳍﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺭﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻟﻴﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺃﻛﺪﺍﺭﻫﺎ‬ ‫ﺍﳌﺮﺩِﻳﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺍﺿﻮﻫﺎ ﻣﺪﺓ ﻭﺭﺃﻭﺍ ﺗﻌﺬﺭ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻧﺘﻌﺐ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﰲ ﺃﻣﺮ ﻻ ﳛﺼﻞ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻟﺒﺸﺮ، ﻓﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ. ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃ‪‬ﻢ ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻗﻤﻊ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻮﺍﻃﻦ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻻ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )٩٥٤٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٠٦٢٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٤٢١، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٧٥، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﱮ: »ﻻ ﻭﺍﷲ، ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﺍﻩ«، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٣/٩٦٣.‬
‫-٦٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺇﺫ ﻟﻮﻻ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ‬ ‫ﻫﻠﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻟﻮﻻ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﺴﻞ.‬ ‫ﻭﻟﻮﻻ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﱂ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻳﺆﺫﻳﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺐ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﺮﻛﻮﺯ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻷﻧﻪ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻛﻒ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻤﺎ ﻳﺆﺫﻱ ﻣﻦ‬ ‫ﲨﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻭﺭﺩﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻓﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﻣﺪﺡ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ‪‬ﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺍﳍﻮﻯ‬ ‫ﻭﺇ‪‬ﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻤﺎ ﺗﻄﻠﺒﻪ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻃﻠﺒﻪ ﻗﺪ ﺯﺍﻝ ﻋﻦ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ‪‬ﻴﻬﺎ،‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺍﻟﻜﺎﻇﻤﲔ ﺍﻟﻐﻴﻆ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٤٣١[، ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﻔﺎﻗﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﻐﻴﻆ، ﻭﺍﻟﻜﻈﻢ: ﺭﺩ ﺍﻟﻐﻴﻆ، ﻳﻘﺎﻝ: ﻛﻈﻢ ﺍﻟﺒﻌﲑ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺗﻪ ﺇﺫﺍ ﺭﺩﻫﺎ ﰲ ﺣﻠﻘﻪ، ﻓﻤﺪﺡ ﻣﻦ‬ ‫ﺭﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻫﻴﺠﺎﻥ ﺍﻟﻐﻴﻆ، ﻓﻤﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺗﻐﲑ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺍﺩﻋﻰ‬ ‫ﺍﶈﺎﻝ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻛﺴﺮ ﺷ ‪‬ﻩ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻻ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺃﺻﻠﻬﺎ،‬ ‫ِﺮ‬ ‫ﻭﺍﳌﺮﺗﺎﺽ ﻛﺎﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺤﻪ ﻭﻳﻜﻒ ﻋﻤﺎ ﻳﺆﺫﻳﻪ،‬ ‫ﻭﻋﺎﺩﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻛﺎﻟﺼﱯ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻲ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﲟﺎ ﺟﲎ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ: ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺩﺍﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻣﺪﺓ ﻓﺮﺃﻭﺍ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺪ ﲡﻮﻫﺮﻭﺍ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﺒﺎﱄ ﺍﻵﻥ ﻋﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻫﻲ ﺭﺳﻮﻡ ﻟﻠﻌﻮﺍﻡ، ﻭﻟﻮ ﲡﻮﻫﺮﻭﺍ‬ ‫ﻟﺴﻘﻄﺖ ﻋﻨﻬﻢ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﺣﺎﺻﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ، ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺿﺒﻂ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ، ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻓﻨﺪﺧﻞ ﰲ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻷﻧﺎ ﻗﺪ ﲡﻮﻫﺮﻧﺎ ﻭﻋﺮﻓﻨﺎ ﺍﳊﻜﻤﺔ.‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺟﻮﻫﺮﻫﻢ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﳊﻤﻴﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﺣﱴ ﺇ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺭﺗﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻻ ﲢﺼﻞ ﺇﻻ ﳌﻦ ﺭﺃﻯ ﺃﻫﻠﻪ ﻣﻊ ﺃﺟﻨﱯ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺸﻌﺮ ﺟﻠﺪﻩ، ﻓﺈﻥ ﺍﻗﺸﻌﺮ ﺟﻠﺪﻩ ﻓﻬﻮ‬ ‫ﻣﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺣﻆ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﱂ ﻳﻜﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﻤﻞ ﳌﺎﺗﺖ ﻧﻔﺴﻪ. ﻓﺴﻤﻮﺍ ﺍﻟﻐﲑﺓ ﻧﻔﺴ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻭﲰﻮﺍ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﳊﻤﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻭﺻﻒ ﺍﳌﺨﺎﻧﻴﺚ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻹﳝﺎﻥ.‬ ‫ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﰲ »ﺗﺎﺭﳜﻪ« ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺍﻭﻧﺪﻳﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﺤﻠﻮﻥ ﺍﳊﺮﻣﺎﺕ، ﻓﻴﺪﻋﻮ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻴﻄﻌﻤﻬﻢ ﻭﻳﺴﻘﻴﻬﻢ ﻭﳛﻤﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ.‬ ‫ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻼ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﱃ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ‬
‫-٧٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﻭﺿﻌﺖ ﳌﺼﺎﱀ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻗﺪ ﻳﻐﻠﺐ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﺪﺭ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺪﺭ ﻳﺮﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﲑ ﻭﻳﺮﻛﺪ، ﻓﺄﻗﻞ ﺷﻲﺀ ﳛﺮﻛﻪ ﻛﺎﳌﺪﺭﺓ ﺗﻘﻊ‬ ‫ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﺘﻪ ﲪﺄﺓ، ﻭﻣﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺇﻻ ﻛﺎﳌﺎﺀ ﳚﺮﻱ ﺑﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ‬ ‫ﻣﺪﺍﺩ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﳌﺪﺍﺩ ﻣﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻓﺮﺳﺨ‪‬ﺎ ﰒ ﺃﳘﻞ، ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺗﻨﺤﺪﺭ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺗﻐﲑ ﻃﺒﻌﻪ ﻛﺬﺏ، ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ ﻻ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﱂ‬ ‫ﻳﺼﺪﻕ، ﻛﻴﻒ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻟﻮ ﻓﺎﺗﺘﻬﻢ ﻟﻘﻤﺔ ﺃﻭ ﺷﺘﻤﻬﻢ ﺷﺎﰎ ﺗﻐﲑﻭﺍ؟ ﻓﺄﻳﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﳍﻮﻯ‬ ‫ﻳﻘﻮﺩﻫﻢ، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺼﺎﻓﺤﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻌﺼﻮﻡ ﻻ‬ ‫ﻳﺼﺎﻓﺢ ﺍﳌﺮﺃﺓ)١(.‬ ‫ﻭﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺆﺍﺧﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﳜﻠﻮﻥ ﻬﺑﻦ ﰒ ﻳ ‪‬ﻋﻮﻥ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺭﺃﻭﺍ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻭﻫﻴﻬﺎﺕ، ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺇﰒ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﺍﶈﺮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ‬ ‫ﺍﳌﻤﻨﻮﻉ ﻣﻨﻪ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﺍﳋﻼﺹ ﻣﻦ ﺟﻮﻻﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺮﺩﻱﺀ؟ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻟﻮ ﺧﻼ ﻋﻈﻤﺎﻥ ﳔﺮﺍﻥ ﳍﻢ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮ، ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﻟﻌﺠﻮﺯ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻗﻮﻡ ﺃﺑﺎﺣﻮﺍ ﺍﻟﻔﺮﻭﺝ ﺑﺎﺩﻋﺎﺀ ﺍﻷﺧﻮﺓ،‬ ‫ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ: ﺗﺆﺍﺧﻴﲏ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ، ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻟﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺭﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ« ﻗﺎﻝ: ﺭﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﺃﺧﻴﻪ ﻭﻫﻲ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭ: ﺍﺳﺘﺘﺮﻱ ﻣﲏ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ،‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻝ ﳍﺎ: ﻛﻮﱐ ﻛﻴﻒ ﺷﺌﺖ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﺣﲔ ﻭﺟﺪ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻗﻠﺖ.‬ ‫ﹶﱠ ‪‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻣﻊ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻀﻌﻒ، ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ‬ ‫ﻳﻀﻌﻒ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﺎﻉ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺸﺘﻬﻲ ﺍﻟﻠﻤﺲ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ.‬ ‫ﰒ ‪‬ﻳﻘ ‪‬ﺭ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﻨﻪ، ﺃﻟﻴﺲ ‪‬ﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ؟ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺎﻕ، ﻭﻫﻮ‬ ‫ﹶﺪ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺴﲑ )٧٩٥١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ‬ ‫)٢٩١٤(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٤٧٨٢(، ﻭﻣﺎﻟﻚ ﰱ ﺍﳌﻮﻃﺄ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ )٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٦/٤٥٤، ٩٥٤ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻣﻴﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺭﻗﻴﻘﺔ. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٩٢٥، ٠٣٥(.‬
‫-٨٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﺎﻡ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻷﰊ ﻧﺼﺮ،‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﺑﺎﺫﻱ، ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳚﺎﻟﺲ ﺍﻟﻨﺴﻮﺍﻥ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﰲ ﺭﺅﻳﺘﻬﻦ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﻣﺎﺩﺍﻣﺖ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﺑﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﳐﺎﻃﺐ ﺑﻪ ﻭﻟﻦ ﳚﺘﺮﻯﺀ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻤﺤﺮﻣﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺯﺑﺎﺭﻱ ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻤﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﺻﻠﺖ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﱃ ﺳﻘﺮ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﳉﺮﻳﺮﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺮﺟﻞ ﺫﻛﺮ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺏ ﺍﷲ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺗﺮﻙ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﻗﻮﻡ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻫﺬﻩ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﻈﻴﻤﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺮﻕ ﻭﻳﺰﱐ ﺃﺣﺴﻦ ﺣﺎﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺏ ﺍﷲ ﺃﺧﺬﻭﺍ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﺑﻘﻴﺖ ﺃﻟﻒ ﻋﺎﻡ ﱂ ﹸﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱪ ﺫﺭﺓ ﺇﻻ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃﻥ ﳛﺎﻝ ﰊ ﺩﻭ‪‬ﺎ، ﻷﻧﻪ ﺃﻭﻛﺪ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﱵ ﺑﻪ ﻭﺃﻗﻮﻯ ﰲ ﺣﺎﱄ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺮﺗﻌﺶ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺭﺃﻳﺘﻪ‬ ‫ﻳﺪﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﲣﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﺣﺪ ﻋﻠﻢ ﺷﺮﻋﻲ ﻓﻼ ﺗﻘﺮﺑﻨﻪ، ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺪﻋﻲ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻃﻨﺔ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﳍﺎ ﺣﻔﻆ ﻇﺎﻫﺮ ﻓﺎ‪‬ﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ: ﺃﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﻐﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻓﺮﺃﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻧﻮﻉ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺃﻭ‬ ‫ﻣﻨﺎﻣﺎﺕ ﺻﺎﳊﺔ، ﺃﻭ ﻓﺘﺢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺃﲦﺮﻫﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﳋﻠﻮﺓ، ﻓﺎﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺪ‬ ‫ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﻳﻀﺮﻧﺎ ﺷﻲﺀ، ﻭﻣﻦ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺴﲑ، ﻓﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺰﻳﻨﻮﻥ ﻇﻮﺍﻫﺮﻫﻢ ﺑﺎﳌﺮﻗﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﺠﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ‬ ‫ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺟﻮﺍﻬﺑﻢ: ﻫﻮ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬ ‫ﻗﺒﻠﻬﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﺮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺑﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺸﺮﻉ‬
‫-٩٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ ﺍﳌﺨﺘﺮﻋﺔ.‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺳﻮﺍﻩ ﺗﻌﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻭ ‪‬ﺪ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺳﻘﻂ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻧﺼﺒﺖ ﻟﻠﻌﻮﺍﻡ ﻟﻌﺪﻡ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ، ﻭﻫﺬﺍ ﻧﻮﻉ ﺷﺮﻙ، ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳌﺎ ﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺫﺍﺕ ﻗﻌﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﺟﻮ‬ ‫ﻋﺎﻝ، ﻭﺑﻌﻴﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻲ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻷﻥ ﺍﳋﻠﻖ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻗﺪﺭ ﻟﺬﻋﻬﺎ، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﻷﻫﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ: ﴿ﻭﳛﺬﺭﻛﻢ ﺍﷲ ﻧﻔﺴﻪ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٨٢[.‬ ‫ﻭ ‪‬ﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﺍﺕ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻹﻧﺲ ﺑﺎﻷﻣﺜﺎﻝ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﻭﺍﻷﺑﻨﻴﺔ‬ ‫ﻋِ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﻟﻸﻧﺴﺎﻙ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ، ﻓﺄﺑﺎﻥ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﱪ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻮﺍ‬ ‫ﻭﺟﻮﻫﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﻭﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﱪ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﷲ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٧٧١[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻟﻦ‬ ‫ﻳﻨﺎﻝ ﺍﷲ ﳊﻮﻣﻬﺎ ﻭﻻ ﺩﻣﺎﺅﻫﺎ﴾ ]ﺍﳊﺞ: ٧٣[ ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ، ﻭﻻ ﻳﻜﻔﻲ‬ ‫ﳎﺮﺩ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻠﺤﺪﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻭﺷﻄﺎﺡ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈﺴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺑﺸﲑﺍﺯ ﺭﺟﻞ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﳚﺘﻤﻌﻮﻥ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﳛﻀﺮ ﺣﻠﻘﺘﻪ ﺃﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻧﻪ ﻓﺎﺭﻩ ﻓﻬﻢ‬ ‫ﹶِ‪‬‬ ‫ﺣﺎﺫﻕ، ﻓﺎﺳﺘﻐﻮﻯ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎﺕ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺧﻠﻒ ﺯﻭﺟﺔ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺎﺕ ﻭﻫﻦ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ، ﻭﱂ ﳜﺘﻠﻂ‬ ‫ﲟﺄﲤﻬﺎ ﻏﲑﻫﻦ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻏﻮﺍ ﻣﻦ ﺩﻓﻨﻪ ﺩﺧﻞ ﺍﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﻭﺧﻮﺍﺹ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻫﻢ ﻋﺪﺩ ﻛﺜﲑ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻌﺰﻱ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺪ ﺗﻌﺰﻳﺖ. ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ: ﻫﻬﻨﺎ‬ ‫ﻏﲑ. ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻻ ﻏﲑ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻣﻌﲎ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺁﻓﺎﺕ ﺍﻟﻐﻤﻮﻡ، ﻭﺗﻌﺬﻳﺒﻬﺎ ﺑﻌﺬﺍﺏ‬ ‫ﺍﳍﻤﻮﻡ، ﻭﻷﻱ ﻣﻌﲎ ﻧﺘﺮﻙ ﺍﻻﻣﺘﺰﺍﺝ ﻟﺘﻠﺘﻘﻲ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭﺗﺼﻔﻮ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﻳﻘﻊ ﺍﻹﺧﻼﻓﺎﺕ‬ ‫ﻭﺗﱰﻝ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ﺇﺫﺍ ﺷﺌﺖ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﺧﺘﻠﻂ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﲜﻤﺎﻋﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻃﻮﻝ ﻟﻴﻠﺘﻬﻢ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺤﺮ ﺧﺮﺟﻮﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﶈﺴﻦ: ﻗﻮﻟﻪ: ﻫﻬﻨﺎ ﻏﲑ، ﺃﻱ: ﻫﻬﻨﺎ ﻏﲑ ﻣﻮﺍﻓﻖ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻻ ﻏﲑ، ﺃﻱ:‬
‫-٠٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻏﲑ ﳐﺎﻟﻒ، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻧﺘﺮﻙ ﺍﻻﻣﺘﺰﺍﺝ، ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﻤﺎﺯﺟﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻁﺀ، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻟﺘﻠﺘﻘﻲ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ،‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﰲ ﻛﻞ ﺟﺴﻢ ﻧﻮﺭ‪‬ﺍ ﺇﳍﻴ‪‬ﺎ. ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺇﺧﻼﻓﺎﺕ: ﺃﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻜﻦ ﺧﻠﻒ ﳑﻦ ﻣﺎﺕ ﺃﻭ‬ ‫ﻏﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺯﻭﺍﺟﻜﻦ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﶈﺴﻦ: ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﺃﺧﱪﻭﱐ ﻳﺒﻌﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻣﺎ‬ ‫ﺣﻜﻴﺘﻪ ﻟﻌﻈﻤﻪ ﻋﻨﺪﻱ، ﻭﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﻣﺜﻠﻪ ﺃﻥ ﳚﺮﻱ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﻣﺜﻠﻪ‬ ‫ﺷﺎﻉ ﺣﱴ ﺑﻠﻎ ﻋﻀﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻓﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺿﺮﻬﺑﻢ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﻁ ﻭﺷﺮﺩ ﲨﻮﻋﻬﻢ‬ ‫ﻓﻜﻔﻮﺍ.‬ ‫ﺫﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ: ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺄﻭﻳﻼ‪‬ﻢ‬ ‫ﻭﳌﺎ ﻗ ﱠ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻓﺼﺪﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻣﺎ ﻻ ﳛﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﹶﻞ‬ ‫ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ، ﰒ ﺗﺸﺒﻪ ﻬﺑﻢ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺑﺄﲰﺎﺋﻬﻢ ﻭﺻﺪﺭ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺣﻜﻴﻨﺎ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺎﺩﺭ‪‬ﺍ، ﺫﻣﻬﻢ ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻋﺎﺑﻮﻫﻢ ﺣﱴ ﻋﺎﻬﺑﻢ ﻣﺸﺎﺋﺨﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺍﻟﻨﺼﻴﱯ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﺬﻛﺮﺕ ﻟﻪ ﺻﻮﻓﻴﲔ‬ ‫ﰲ ﺑﻼﺩﻧﺎ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﻓﻮﺍﺧﺮ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻛﺬﺍ. ﻗﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﻭﻣﺴﻠﻤﲔ‬ ‫ﻫﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﻀﺤﻚ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﻠﻘﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺑﻌﺾ ﺟﻠﺴﺎﺋﻪ: ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻓﺘﻨﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﻚ، ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﺿﺎﺣﻜﹰﺎ ﻗﻂ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗﺼﻮﻑ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻻ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺣﱴ ﻳﺼﲑ ﺃﲪﻖ. ﻭﻋﻨﻪ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻟﺰﻡ ﺃﺣﺪ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﻌﺎﺩ ﻋﻘﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﻭﺃﻧﺸﺪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: )ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ(‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﺧﻠﻮﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺫﺋﺎﺏ ﺣﻘـﺎﻑ‬ ‫ﻭﺩﻉ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﺗـﻮﻙ ﺗﻨﺴـﻜﻮﺍ‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺣﺎﰎ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ: ﻣﺎ‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﺻﻮﻓﻴ‪‬ﺎ ﻓﻴﻪ ﺧﲑ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻕ ﳍﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺻﻮﻓﻴ‪‬ﺎ ﻋﺎﻗﻼ ﺇﻻ ﺇﺩﺭﻳﺲ‬ ‫ﹰ‬
‫-١٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳋﻮﻻﱐ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ: ﻫﻮ ﻣﺼﺮﻱ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﻣﺸﺎﳜﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺫﻱ ﺍﻟﻨﻮﻥ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺻﺤﺒﺖ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺛﻼﺛﲔ ﺳﻨﺔ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫ﻓﻴﻬﻢ ﻋﺎﻗﻼ ﺇﻻ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﳋﻮﺍﺹ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻋﺎﺻﻤ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎﺯﻟﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﺎﳊﻤﺎﻗﺔ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺴﺘﺘﺮﻭﻥ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﻛﻴﻊ: ِﻟﻢ ﺗﺮﻛﺖ ﺣﺪﻳﺚ ﻫﺸﺎﻡ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺻﺤﺒﺖ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻛﻨﺖ ﻬﺑﻢ ﻣﻌﺠﺒ‪‬ﺎ. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﱂ ﲤﺢ ﺣﺪﻳﺚ ﻫﺸﺎﻡ‬ ‫ﻗﺎﻃﻌﻨﺎﻙ ﻓﺄﻃﻌﺘﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﲪﻘﹰﺎ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﳛﲕ ﻗﺎﻝ: ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺃﺣﺐ ﺇﱄ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﺟﺘﻨﺐ ﺻﺤﺒﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ: ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﲔ، ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﳌﺪﺍﻫﻨﲔ، ﻭﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺭﺩﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ: ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﲟﺼﺮ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻱ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ، ﻭﺑﺒﺴﻄﺎﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﻩ، ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺃﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﺭﺍﱐ. ﻭﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ ﻭﺳﻬﻞ ﺍﻟﺘﺴﺘﺮﻱ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺩﱏ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻳﻬﺠﺮﻭﻥ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲤﺴﻜﹰﺎ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ. ﻭﻟﻘﺪ ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺟﻠﺲ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﺍﻷﺭﺑﻄﺔ ﻟﻠﻌﺰﺍﺀ ﺑﻔﻘﻴﻪ ﻣﺎﺕ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﻠﻮﺫﺍﱐ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﺘﻮﻛﺌﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ‬ ‫ﺣﱴ ﻭﻗﻒ ﺑﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﻌﺰ ﻋﻠﻲ ﻟﻮ ﺭﺁﱐ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻭﻣﺸﺎﳜﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺩﺧﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ. ﻗﻠﺖ: ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﻴﺎﺧﻨﺎ. ﻓﺄﻣﺎ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺍﺻﻄﻠﺢ ﺍﻟﺬﺋﺐ‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻧﻘﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻄﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺫﻡ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻟﻮﺟﻮﻩ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺫﻡ ﻓﻌﻠﻬﺎ.‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﺃ‪‬ﻢ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺭﺑﻄﺔ ﻓﺎﻧﻘﻄﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻓﻼ‬ ‫ﻫﻲ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻭﻻ ﺑﻴﻮﺕ ﻭﻻ ﺧﺎﻧﺎﺕ ﻭﺻﻤﺪﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺒﻄﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻭﺑﺪﻧﻮﺍ‬ ‫ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺪﻥ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻟﻸﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻭﻋﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﻊ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪ ﺑﻪ‬
‫-٢٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺴﲔ ﺗﻠﻤﻴﻌ‪‬ﺎ ﺍﳌﺸﺎﻭﺫ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﳐﺼﻮﺻﺔ ﺃﻭﻗﻊ ﰲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻭﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻣﻦ ﺗﻠﻤﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﺴﻘﻼﻃﻮﻥ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺍﳊﺮﻳﺮ.‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻤﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻭﺍﳌﺮﺩﺍﻥ ﺑﺘﺼﻨﻊ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻓﻤﺎ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﻮﺓ ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ‬ ‫ﺇﻻ ﻋﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦ، ﰒ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﺠﺎﺭ ﻭﻏﺎﺻﱯ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻛﺎﻟﻌﺪﺍﺩ ﻭﺍﻷﺟﻨﺎﺩ ﻭﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﳌﻜﻮﺱ، ﻭﻳﺴﺘﺼﺤﺒﻮﻥ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺎﺕ ﳚﻠﺒﻮ‪‬ﻢ ﰲ ﺍﳉﻤﻮﻉ ﻣﻊ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺸﻤﻮﻉ، ﻭﳜﺎﻟﻄﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻳﻨﺼﺒﻮﻥ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺠﺔ ﺇﻟﺒﺎﺳﻬﻦ ﺍﳋﺮﻗﺔ، ﻭﻳﺴﺘﺤﻠﻮﻥ ﺑﻞ ﻳﻮﺟﺒﻮﻥ ﺍﻗﺘﺴﺎﻡ ﺛﻴﺎﺏ ﻣﻦ ﻃﺮﺏ ﻓﺴﻘﻂ‬ ‫ﺛﻮﺑﻪ، ﻭﻳﺴﻤﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﻭﺟﺪ‪‬ﺍ، ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﻗﺘ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻗﺘﺴﺎﻡ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻜﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻻ ﳜﺮﺟﻮﻥ‬ ‫ﻋﻦ ﺑﻴﺖ ﺩﻋﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﻋﻦ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺩﻋﻮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃ‪‬ﺎ ﻭﺟﺒﺖ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﻛﻔﺮ‬ ‫ﻭﻓﻌﻠﻪ ﻓﺴﻮﻕ.‬ ‫ﻭﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﻗﺮﺑﺔ، ﻭﻗﺪ ﲰﻌﻨﺎ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ ‪ ‬ﺍﳊﺎﺩﻱ‬ ‫‪ ‬ﻭ‬ ‫ﻭﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳌﺨﺬﺓ ﳎﺎﺏ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺮﺑﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻔﺮ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻷﻥ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﳌﻜﺮﻭﻩ‬ ‫ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ﻗﺮﺑﺔ ﻛﺎﻥ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﺎﻓﺮ‪‬ﺍ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﲔ ﲢﺮﳝﻪ ﻭﻛﺮﺍﻫﻴﺘﻪ، ﻭﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ‬ ‫ﺇﱃ ﺷﻴﻮﺧﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﻋﻮﻟﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺷﻴﺨﻪ ﻗﻴﻞ: ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﺤﺪ ﻣﻦ ﺣﻞ‬ ‫ﺭﺳﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﳓﻄﺎﻃﻪ ﰲ ﺳﻠﻚ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﳌﺘﻀﻤﻨﺔ ﻟﻠﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﺷﻄﺤ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻛﻮ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﺴﻘﹰﺎ. ﻓﺈﻥ ﻗ‪‬ﻞ ﺃﻣﺮﺩ‪‬ﺍ، ﻗﻴﻞ: ﺭﲪﺔ، ﻭﺇﻥ ﺧﻼ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺑﺄﺟﻨﺒﻴﺔ، ﻗﻴﻞ: ﺑﻨﺘﻪ، ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺴﺖ ﺍﳋﺮﻗﺔ، ﻭﺇﻥ ﻗﺴﻢ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺃﺭﺑﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺭﺿﺎ‬ ‫ﻣﺎﻟﻜﻪ، ﻗﻴﻞ: ﺣﻜﻢ ﺍﳋﺮﻗﺔ.‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺦ ﻧﺴﻠﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺎﻟﻪ، ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺦ ﻏﲑ ﺩﺍﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ، ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺍ‪‬ﺎﻧﲔ ﻭﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ، ﻭﺍﻟﻀﺮﺏ ﺑﺪﻝ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ، ﻭﻟﻮ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺦ ﻳﺴﻠﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺎﻟﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻋﻮﺟﺠﺖ ﻓﻘﻮﻣﻮﱐ، ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﻓﺴﻠﻤﻮﺍ ﺇﱄ. ﰒ ﺍﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﱠ‬
‫-٣٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﻴﻒ ﺍﻋﺘﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻓﻬﺬﺍ ﻋﻤﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﻧﻘﺼﺮ ﻭﻗﺪ ﺃﻣ‪‬ﺎ؟)١(.‬ ‫ِﻨ‬ ‫ﻭﺁﺧﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﺗﻨﻬﺎﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﻭﺗﻮﺍﺻﻞ؟، ﻭﺁﺧﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻣﺮﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ ﻭﱂ ﺗﻔﺴﺦ‬ ‫ﰒ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ: ﴿ﺃﲡﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٠٣[، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﻮﺳﻰ: ﴿ﺃ‪‬ﻠﻜﻨﺎ‬ ‫ﲟﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻣﻨﺎ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٥٥١[.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺗﺮﻓﻴﻬ‪‬ﺎ ﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ، ﻭﺳﻠﻄﻨﺔ ﺳﻠﻜﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﺗﺒﺎﻉ ﻭﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻓﺎﺳﺘﺨﻒ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﺄﻋﻄﻮﻩ﴾ ]ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ: ٤٥[.‬ ‫ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻑ ﱂ ﻳﻀﺮﻩ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ. ﻭﻫﺬﻩ‬ ‫‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺇﻻ ﻭﻳﻀﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ، ﻛﺄﺣﻮﺍﻝ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻳﻀﺎﻳﻘﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ.‬ ‫ﻓﺎﷲ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻹﺻﻐﺎﺀ ﺇﱃ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔ ‪‬ﻍ ﺍﳋﺎﻟﲔ ﻣﻦ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻢ ﺯﻧﺎﺩﻗﺔ ﲨﻌﻮﺍ‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﺑﲔ ﻣﺪﺍﺭﻉ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻣﺮﻗﻌﺎﺕ ﻭﺻﻮﻓﹰﺎ، ﻭﺑﲔ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳋﻠﻌﺎﺀ ﺍﳌﻠﺤﺪﺓ ﺃﻛﻠﹰﺎ ﻭﺷﺮﺑ‪‬ﺎ ﻭﺭﻗﺼ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﲰﺎﻋ‪‬ﺎ ﻭﺇﳘﺎﻟﹰﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ. ﻭﱂ ﺗﺘﺠﺎﺳﺮ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺣﱴ ﺟﺎﺀﺕ‬ ‫ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻓﺠﺎﺅﻭﺍ ﺑﻮﺿﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﻼﻋﺔ.‬ ‫ﻓﺄﻭﻝ ﻣﺎ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺃﲰﺎﺀ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺷﺮﻳﻌﺔ. ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺎ ﻭﺿﻌﻪ‬ ‫ﺍﳊﻖ ﳌﺼﺎﱀ ﺍﳋﻠﻖ، ﻓﻤﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﻮﻯ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، ﻭﻛﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﺭﺍﻡ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻤﻐﺮﻭﺭ ﳐﺪﻭﻉ.‬ ‫ﻭﺇﻥ ﲰﻌﻮﺍ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻳﺮﻭﻱ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺴﺎﻛﲔ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻣﻴﺖ، ﻭﺃﺧﺬﻧﺎ‬ ‫ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﳊﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳝﻮﺕ. ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ ﻋﻦ ﺟﺪﻱ ﻗﻠﺖ: ﺣﺪﺛﲏ ﻗﻠﱯ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﰊ، ﻓﻬﻠﻜﻮﺍ ﻭﺃﻫﻠﻜﻮﺍ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻷﻏﻤﺎﺭ، ﻭﺃﻧﻔﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻹﺟﻠﻬﺎ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ.‬ ‫ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻛﺎﻷﻃﺒﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﰲ ﲦﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺻﻌﺒﺔ، ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﻛﺎﻟﻨﻔﻘﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻐﻨﻴﺎﺕ. ﻭﺑﻐﻀﻬﻢ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﻛﱪ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﳛﻈﺮﻭ‪‬ﻢ ﺑﻔﺘﺎﻭﻳﻬﻢ ﻋﻦ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٦٨٦/٤(.‬
‫-٤٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺿﻼﳍﻢ ﻭﻓﺴﻘﻬﻢ. ﻭﺍﳊﻖ ﻳﺜﻘﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﺜﻘﻞ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﻣﺎ ﺃﺧﻒ ﺍﻟﺒﺬﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻐﻨﻴﺎﺕ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﺍﺋﺢ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﻐﻀﻬﻢ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﻗﺪ ﺃﺑﺪﻟﻮﺍ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺎﳋﻤﺮ ﺑﺸﻲﺀ ﲰﻮﻩ‬ ‫ﺍﳊﺸﻴﺶ ﻭﺍﳌﻌﺠﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﶈﺮﻡ ﲰﻮﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﺑﺎﻟﻮﺟﺪ ﺍﳌﺰﻳﻞ ﻟﻠﻌﻘﻞ‬ ‫ﺣﺮﺍﻡ. ﻛﻔﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺷﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺑﲔ ﺩﳘﺜﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﺒﺲ ﻭﻃﻴﺒﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻴﺶ‬ ‫ﻭﺧﺪﺍﻉ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﻣﻌﺴﻮﻟﺔ، ﻟﻴﺲ ﲢﺘﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﻫﺠﺮﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻟﺬﻟﻚ‬ ‫ﺧﻔﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻻ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﻢ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺑﺎﻃﻞ ﺃﻭﺿﺢ ﻣﻦ ﳏﺒﺔ ﻃﺒﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﳍﻢ،‬ ‫ﻛﻤﺤﺒﺘﻬﻢ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﳌﻐﻨﻴﺎﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻭﳏﺎﺭﻳﺐ ﻭﺣﺴﻦ ﲰﺖ ﻭﺃﺧﻼﻕ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﳍﻢ: ﻟﻮ ﱂ ﻳﻀﻌﻮﺍ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﳚﺘﺬﺑﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﻣﺜﺎﻟﻜﻢ ﱂ ﻳﺪﻡ ﳍﻢ ﻋﻴﺶ، ﻭﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻭﺻﻔﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﺭﻫﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ، ﻭﻟﻮ ﺭﺃﻳﺖ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻄﻔﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﺋﺪ ﻭﳐﺎﻧﻴﺚ ﺑﻐﺪﺍﺩ‬ ‫ﻭﺩﻣﺎﺛﺔ ﺍﳌﻐﻨﻴﺎﺕ ﻟﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻔﻜﺎﻫﺔ ﻭﺍﳋﺪﺍﻉ، ﻭﻫﻞ ﳜﺪﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ‬ ‫ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻭ ﻟﺴﺎﻥ، ﻓﺈﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﻗﺪﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻻ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﺒﻢ )ﺫﺍ( ﳚﺘﺬﺑﻮﻥ )ﺑﻪ(‬ ‫ﻗﻠﻮﺏ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﲪﻞ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺻﻌﺐ، ﻭﻻ ﺃﺳﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﻼﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ،‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﺃﺻﻌﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﻭﻣﻨﻊ ﺻﺪﺭ ﻋﻦ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻧﻮﺍﻫﻴﻪ، ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‬ ‫ﺃﺿﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻭﺍﳌﺘﺼﻮﻓﲔ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻳﻔﺴﺪﻭﻥ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﻮﻫﻴﻤﺎﺕ ﺷﺒﻬﺎﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻳﻔﺴﺪﻭﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﻳﻬﺪﻣﻮﻥ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ، ﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﺒﻄﺎﻻﺕ ﻭﲰﺎﻉ‬ ‫ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻛﺬﻟﻚ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻋﺒﻴﺪ ﺗﺴﻠﻴﻢ، ﻭﰲ ﺍﻟﺒﺎﺏ‬ ‫ﺍﻵﺧﺮ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺟﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻧﺼﻴﺤﱵ ﺇﱃ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﺮﻉ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﻛﻼﻡ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻭﻻ ﺗﺼﻐﻲ‬ ‫ﻣﺴﺎﻣﻌﻬﻢ ﺇﱃ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﲔ، ﺑﻞ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﺑﺎﳌﻌﺎﺵ ﺃﻭﱃ ﻣﻦ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺗﻮﻏﻞ ﺍﳌﻨﺘﺤﻠﺔ، ﻭﻗﺪ ﺧﱪﺕ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﻓﻐﺎﻳﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﻚ،‬
‫-٥٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻏﺎﻳﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﻄﺢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﺍﳌﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻷﻥ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻗﺪ ﻳﺰﻳﻠﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﻚ، ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻮﳘﻮﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ. ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ.‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻣﻴﺖ. ﻓﻘﺪ ﻃﻌﻨﻮﺍ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﻭﻋﻮﹸﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ. ﻭﻣﱴ ﹸﺯﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻘﻂ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻪ.‬ ‫ﺃ ‪ ِ‬‬ ‫‪ ‬ﻟ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﻗﻠﱯ ﻋﻦ ﺭﰊ ﻓﻘﺪ ﺻﺮﺡ ﺃﻧﻪ ﻏﲏ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ، ﻭﻣﻦ ﺻﺮﺡ ﺑﺬﻟﻚ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ، ﻓﻬﺬﻩ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺪﺳﻮﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﲢﺘﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ، ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ‪‬ﺰﺭﻱ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻋﻄﻞ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻣﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﺣﺪﺛﲏ ﻗﻠﱯ ﻋﻦ ﺭﰊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻟﻴﻮﺣﻮﻥ ﺇﱃ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻬﻢ﴾‬ ‫]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ١٢١[. ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻷﻧﻪ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﳌﻌﺼﻮﻡ ﻭﻋﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﺗﺜﺒﺖ ﺣﺮﺍﺳﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﻬﺑﻢ ﺧﺎﻃﺮ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻛﺜﲑ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺆﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﻘﻠﺔ ﺍﳊﻔﺎﻅ‬ ‫ﺍﻟﺬﺍﺑﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺣﻔﻈﹰﺎ ﻷﺻﻠﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﳌﻌﺎﻧﻴﻬﺎ: ﻭﻫﻢ ﺳﻼﻃﲔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ‬ ‫ﻟﻜﺬﺍﺏ ﺭﺃﺳ‪‬ﺎ ﺗﺮﺗﻔﻊ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺐ ﺍﷲ ﺧﺮﺍﺏ ﺑﻴﺖ ﺗﺎﺟﺮ ﻋﺎﺷﺮ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ: ﻭﺧﺮﺍﺏ ﺩﻳﻨﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺟﺎﺯﻭﺍ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻄﺮﺏ ﻓﺮﲟﺎ ﺟﺮﻯ ﰲ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻣﻐﺎﺯﻻﺕ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﺨﻼﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺑﺒﻌﺾ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻋﺮﺳ‪‬ﺎ ﻟﻠﺸﺨﺼﲔ، ﻓﻼ ﳜﺮﺝ ﺇﻻ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﻌﻠﻖ ﻗﻠﺐ ﺷﺨﺺ ﺑﺸﺨﺺ، ﻭﻣﺎﻝ ﻃﺒﻊ ﺇﱃ ﻃﺒﻊ، ﻭﺗﺘﻐﲑ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﻃﺎﺑﺖ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﲰﻲ ﺑﺎﻟﺪﻳﻮﺙ، ﻭﺇﻥ ﺣﺒﺴﻬﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺇﱃ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﺲ ﻣﻨﻪ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﲟﻦ ﻻ ﻳﻀﻴﻖ ﺍﳋﻨﺎﻕ ﻭﻻ ﳛﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ. ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﺗﺎﺑﺖ ﻓﻼﻧﺔ ﻭﺃﻟﺒﺴﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺗﻪ. ﻭﱂ ﻳﻘﻨﻌﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﻟﻌﺐ ﻭﺧﻄﺄ، ﺣﱴ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﺟﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﻭﺑﺮﺩ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ‬
‫-٦٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ.‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﻗﺪ‪‬ﺍ ﳎﻴﺪ‪‬ﺍ ﻣﺘﻠﻤﺤ‪‬ﺎ ﻓﻘﻴﻬ‪‬ﺎ.‬ ‫ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﺍﻏﻮﱐ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻜﱪﻱ ﻗﺎﻻ: ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﱪﻱ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ: )ﺍﳌﺘﻘﺎﺭﺏ(‬ ‫ـﺪ‬ ‫ـﲔ ـﻮﺍﱄ ـﲔ ﺍﻟﻌﺒﻴـ‬ ‫ﻭﺑـ‬ ‫ﺑـ ﺍﳌـ‬ ‫ﺗﺄﻣﻠــﺖ ﺃﺧﺘــﱪ ﺍﳌــﺪﻋﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ـﻚ ـﺮﻩ ـﻦ ﺑﻌ ـﺪ‬ ‫ﻳﺮﻭﻗـ ﻣﻨﻈـ ﻣـ ﻴـ‬ ‫ﻓﺄﻟﻔﻴ ـﺖ ﺃﻛﺜ ـﺮﻫﻢ ﻛﺎﻟﺴ ـﺮﺍﺏ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻓﻜ ـ ﱞ ﺃﺷ ـﺎﺭ ﺑﻘ ـﺪﺭ ﺍﻟﻮﺟ ـﻮﺩ‬ ‫ـ‬ ‫ﻞ ـ ـ‬ ‫ﻓﻨﺎﺩﻳﺖ ﻳﺎ ﻗـﻮﻡ ﻣـﻦ ﺗﻌﺒـﺪﻭﻥ‬ ‫ﻭﺃﻗﺴﻢ ﻣﺎ ﻓﻮﻗﻬـﺎ ﻣـﻦ ﻣﺰﻳـﺪ‬ ‫ﻓــﺒﻌ ‪ ‬ﺃﺷــﺎﺭ ﺇﱃ ﻧﻔﺴــﻪ‬ ‫ﺾ‬ ‫ﻭﺑﻌ ‪ ‬ﺇﱃ ﺭﻛـﻮﺓ ﻣـﻦ ﺟﻠـﻮﺩ‬ ‫ﺾ‬ ‫ـﺔ ﺭﻗﻌ ـﺖ‬ ‫ـ ‪ ‬ﺇﱃ ﺧﺮﻗـ ‪ ‬ﱢ ‪‬ـ ‪‬‬ ‫ﻭﺑﻌـ ﺾ‬ ‫ﻭﻣـﺎ ﻋﺎﺑـ ‪ ‬ﻟﻠـﻬﻮﻯ ﺑﺎﻟﺮﺷـﻴﺪ‬ ‫ـ‬ ‫ﺪ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـﻮﺍﺀﻩ‬ ‫ـﺪ ﺃﻫــ‬ ‫ـﺮ ﻳﻌﺒــ‬ ‫ﻭﺁﺧــ ‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻓـﺎﺕ ﺑـﺎﺕ ﺑﻠﻴـﻞ ﻋﻨﻴـﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ـﻪ ﺭﻳ ـﻪ‬ ‫ـﺪ ﻭﻗﺘــ ِ‪‬ــ ‪‬‬‫ﻭﳎﺘﻬــ‬ ‫ﺑ ـﲔ ﺍﻟﺒﺴ ـﻴﻂ ﻭﺑ ـﲔ ﺍﻟﻨﺸ ـﻴﺪ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻭﺫﻭ ﻛﻠﻒٍ ﺑﺎﺳـﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴـﻤﺎﻉ‬ ‫ﹶﹶ‬ ‫ـﻮﺩ‬ ‫ـﺰﺭﺃ ـﻬﺎ ـﲑ ﺍﻷﺳـ‬ ‫ﻭﻳـ ﻣﻨـ ﺯﺋـ‬ ‫ﻳ‪‬ــﺌ ‪ ‬ﺇﺫﺍ ﺃﻭﻣﻀــﺖ ﺭ‪‬ــ ﹲ‬ ‫‪‬ﻧ ﺔ‬ ‫ِﻦ‬ ‫ﻟﻴﻌﺘﺎﺽ ﻣﻨـﻬﺎ ﺑﺜـﻮﺏ ﺟﺪﻳـﺪ‬ ‫‪‬ﻳﺨ‪‬ــﺮﻕ ﺧﻠﹾﻘﺎﻧــﻪ ﻋﺎﻣــﺪ‪‬ﺍ‬ ‫ـ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻟﻘﻠـﻊ ﺍﻟﺜﺮﻳـﺪ ﻭﺑﻠـﻊ ﺍﻟﻌﺼـﻴﺪ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـﻪ ﰲ ـﻌﲑ‬ ‫ﺍﻟﺴـ‬ ‫ـﻲ ﻬﺑﻴﻜﻠـ‬ ‫ﻭﻳﺮﻣـ‬ ‫ـﺎ ﺫﺍ ـﺪ‬ ‫ـﻴﻄﺎﻥ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨـ ﺍﳌﺮﻳـ‬ ‫ﻟﺸـ‬ ‫ـﻮﻥ‬‫ـﺎﻝ ﺃﻻ ﺗﻌﺠﺒـ‬‫ـﺎ ﻟﻠﺮﺟـ‬‫ﻓﻴـ‬ ‫ﻭﻣ ـﺎ ﻟﻠﻤﺠ ـﺎﻧﲔ ﻏ ـﲑ ﺍﻟﻘﻴ ـﻮﺩ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﳜــﺒﻄﻬﻢ ﺑﻔﻨــﻮﻥ ﺍﳉﻨــﻮﻥ‬ ‫ﻭﻣ ـﺎ ﻋﺮﻓ ـﻮﻩ ﺑﻐ ـﲑ ﺍﳉﺤ ـﻮﺫ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻭﹸﻗﺴﻢ ﻣـﺎ ﻋﺮﻓـﻮﺍ ﺫﺍ ﺍﳉـﻼﻝ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺳــﻠﻘﺘﻬﻢ ﺑﻠﺴــﺎﻥ ﺣﺪﻳــﺪ‬ ‫ﻭﻟـﻮﻻ ﺍﻟﻮﻓـﺎﺀ ﻷﻫـﻞ ﺍﻟﻮﻓـﺎﺀ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻳﻌﻠﻢ ﻣـﺎ ﰲ ﺍﻟﺼـﺪﻭﺩ‬ ‫ـﺎﻝ‬ ‫ـﺎ ﱄ ـﺎﻟﺒﲏ ﺑﺎﻟﻮﺻـ ِ‬ ‫ﻳﻄـ‬ ‫ﻓﻤـ‬
‫-٧٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺨﻮ ﺑـﻪ ﻟﻠـﻮ‪‬ﺩﻭﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ـﺨﻮ ـﻪ‬ ‫ـﻦ ﺑ ـﻮ ‪‬ﻱ ﻭﻳﺴـ ﺑـ‬ ‫ﺃﺿـ ‪ِ ‬ـ ‪‬ﺩ‬ ‫ﻳ‪‬ﺴﺮ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻭﻳﺸﺠﻮ ﺍﳊﺴـﻮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ـﻦ ﺇﺫﺍ ﱂ ـﺪ ـﺎﺣﺒ‪‬ﺎ‬ ‫ﺃﺟـ ﺻـ‬ ‫ﻭﻟﻜـ‬ ‫ﻓﻐﺎﺏ ‪‬ﺤﻮﺳـﻲ ﻭﺁﺏ ﺍﻟ ‪‬ـﻌﻮﺩ‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫ﻧ‬ ‫ـﺖ ـﻮﺩﻱ ـﲏ ـﻪ‬ ‫ﻋﻄﻔـ ‪ ‬ﺑـ ‪  ‬ﻣـ ﺇﻟﻴـ‬ ‫ﺑﻌـﺰ ﺍﻟﻔﺮﻳـﺪ ﻭﹸﻧـﺲ ﺍﻟﻮﺣﻴـﺪ‬ ‫ـ‬ ‫‪ ‬ـ ﺃ ِ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻝ ﻗـﻮﻣﻲ ﻋﻠـﻰ ﺟﻬﻠـﻬﻢ‬ ‫ﹸ‬ ‫ـﲑﺍﻥ ـﺎﺩﻫﻢ ﰲ ـﻮﺩ‬ ‫ﻭﻗـ‬ ‫ﺃﺣﻘـ‬ ‫ﻭﻧـ‬ ‫ـﺮﻭﱐ ـﻮﺍ ـﺔ‬ ‫ﺑﻜـ ﺭﲪـ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺃﺑﺼـ‬ ‫ﻭﻟﻮ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﻛﻨﺖ ﻏـﲑ ﺍﻟﺒﻌﻴـﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷﱐ ‪‬ﺑﻌ ـﺪﺕ ـﻦ ﺍﳌ ـ ‪‬ﻋﲔ‬ ‫‪‬ـ ‪ ‬ﻋـ ﹸـ ﺪ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﲑﰲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟ‪‬ﺘﺠِﻴِﺒ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻲ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳ‪‬ﺎﺭ: )ﺍﳌﻨﺴﺮﺡ(‬ ‫ﻴ‬ ‫ﲝﻤـ ـﻞ ﺍﻟﺮﻛـ ـﺎﺀ ﻣﺒﺘﻬﻠـ ـﺔ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳِـﻤ‪‬ﺔ ﺍﳋـﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳ ـﺄﻟﺖ ﻋﻨ ـﻬﻢ ﻓﻘﻴ ـﻞ ﻣﺘﻜﻠ ـﺔ‬ ‫ـ ‪ ِ ‬ﹶـ‬ ‫ـ ‪ ‬ـ‬ ‫ﺍﻋﺘﺰﻟ ـﻮﺍ ﺍﻟﻨ ـﺎﺱ ﰲ ﺟ ـﻮﺍﻣﻌﻬﻢ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ﺳ ـﺎﻛﻨﺔ ﲢ ـﺖ ﺣﻜﻤ ـﻪ ﻧ‪‬ﺰﻟ ـﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﺻــﻮﻓﻴﺔ ﻟﻠﻘﻀــﺎﺀ ﺻــﺎﺑﺮﺓ‬ ‫ﻭﻣــﻦ ﺩﻭﻥ ﻫــﺆﻻﺀ ﺭ‪‬ﺫﻟﹶــﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﻨـﺎﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ـﱴ ـﺖ ـﻢ ﺳ ـﻔﻠﻪ‬ ‫ﺣـ ﺗﺒﻴﻨـ ‪ ‬ﺃ‪‬ـ ِـ ﹶ ﹶ ‪‬‬ ‫ﻓﻠ ـﻢ ﺃﺯﻝ ﺧﺎﺩﻣ ـﺎ ﳍ ـﻢ ﺯﻣﻨ ـﺎ‬ ‫‪‬ـ ـ ‪ ‬ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﺃﻭ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﻛـﺎﻥ ‪‬ـﻬﺮﺓ ﻣﺜﻠﹶـﻪ‬ ‫‪‬ﹸ ‪‬‬ ‫ﺷ‬ ‫ﺇﻥ ﺃﻛﻠﻮﺍ ﻛـﺎﻥ ﺃﻛﻠـﻬﻢ ﺳـﺮﻓﹰﺎ‬ ‫ﻋ ـﻦ ﻓ ـﻪ ﻻ ﲣﺎﻟ ـﻪ ﻋﻘﻠ ـﻪ‬ ‫ـ ‪ ِ ‬ﹶـ ‪‬‬ ‫ـ ﹶﺮﺿـ‬ ‫ﺳﻞ ﺷـﻴﺨﻬﻢ ﻭﺍﻟﻜـﺒﲑ ﳐﺘـﱪ‪‬ﺍ‬ ‫ـﺪﻟﻞ ﻻ ـﺮﺍﻩ ـﺪ ﺟﻬﻠ ـﻪ‬ ‫ﺗـ ﻗـ ‪ ِ ‬ﹶـ ‪‬‬ ‫ﻣـ‬ ‫ﻭﺍﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻭﺻﻒ ﺷﺎﺩﻥ ﻏـﻨﺞ‬ ‫ﻛﻌﻠﻢ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺮﻋـﺎﻉ ﻭﺍﻟﺮﺫﻟﹶـﻪ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ـﻮﺍ‬ ‫ﻋﻠﻤ ـﻢ ـﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺟﻠﺴـ‬ ‫ِ ﹾ ‪‬ﻬـ ﺑﻴﻨـ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻜــﺲ ﻋﻨــﺪﻫﻢ ﻣﺜﻠــﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﳊﺎﻝ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﱪﻫﺎﻥ‬ ‫ﻭﻫﻢ ﺷـﺮﺍﺭ ﺍﻟـﺬﺑﺎﺏ ﻭﺍﳊﻔﻠـﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺪ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻛﻲ ‪‬ﻳﺮﻭ‪‬ﺍ ﺻﻠﺤ‪‬ﺎ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺴﺘﺄﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪‬ـﺮﻫ‪‬ﺎ ﺃﻛﻠﹶـﻪ‬ ‫‪ ‬ﺷ ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻭﺟﺎﻧﺒﻮﺍ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻭﺍﳌﻌﺎﺵ ﻟﻜـﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻜـﻦ ﺗﻌﺠﻴـﻞ ﺭﺍﺣـﺔ ﺍﻟﻌﻄﻠـﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـﻴﺲ ـﻦ ﻋﻔ ـﺔٍ ﻭﻻ ﺩﻋ ـﺔ‬ ‫‪ ‬ـ‬ ‫ﻭﻟـ ﻣـ ِ ﱠـ‬
‫-٨٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ـﻴﻬﻢ ـﺐ ـﺈ‪‬ﻢ ‪‬ﺑﻄﻠ ـﻪ‬ ‫ﹶ ﹶـ ‪‬‬ ‫ﺗـ ﻓـ‬ ‫ﺇﻟـ‬ ‫ﻓﻘ ـﻞ ﳌ ـﻦ ﻣ ـﺎﻝ ﺑﺎﺧﺘ ـﺪﺍﻋﻬﻢ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ـﻪ‬ ‫ـﺮﺓ ﺍﳉﻬﻠـ ‪‬‬ ‫ﻭﻻ ـﺎﻭﺩ ﻟﻌﺸـ‬ ‫ﺗﻌـ‬ ‫ـﻢ‬ ‫ـﺘﻐﻔﺮ ﺍﷲ ـﻦ ﻛﻼﻣﻬـ‬ ‫ﻣـ‬ ‫ﻭﺍﺳـ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﻱ ﻭﺃﻧﺸﺪﱐ ﺑﻌﺾ ﺷﻴﻮﺧﻨﺎ: )ﳎﺰﻭﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ(‬ ‫ﺼ‬ ‫ـﻮﻑ ﻣﺨﺮﻗ ـﺔ‬ ‫ـﺎﺭ ﺍﻟﺘﺼـ ‪    ‬ﹶـ‬ ‫ﺻـ ‪‬‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼـﻮﻑ ﻗـﺪ ﻣﻀ‪‬ـﻮﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺗﻮﺍﺟــ ـﺪ‪‬ﺍ ﻭﻣﻄﺒﻘــ ـﺔ‬ ‫ـ‬ ‫ـﻮﻑ ـﻴﺤﺔ‬ ‫ﺻـ‬ ‫ـﺎﺭ ﺍﻟﺘﺼـ‬ ‫ﺻـ‬ ‫ـﺔ‬‫ـﻖ ﺍﳌﻠﺤﻘـ‬‫ـﻨﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳـ‬‫ﺳـ‬ ‫ﻛ ـﺬﺑﺘﻚ ﻧﻔﺴ ـﻚ ﻟ ـﻴﺲ ﺫﺍ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻣﻨــﻪ ﺍﻟﻌﻴــﻮﻥ ﺍﶈﺪﻗــﺔ‬ ‫ﺣـ ـﱴ ﺗﻜـ ـﻮﻥ ﺑﻌـ ـﲔ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـﺔ‬‫ـﻮﻡ ـﺮﻙ ﻣﻄﺮﻗـ‬ ‫ﻭﳘـ ﺷـ‬ ‫ـﺮﻱ ـﻚ ـﺮﻭﻓﻪ‬ ‫ﻋﻠﻴـ ﺻـ‬ ‫ﲡـ‬ ‫ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟﺘﱪﻳﺰﻱ، ﻷﰊ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﳌﻌﺮﻱ:‬ ‫)ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ(‬ ‫ﻛﺬﺑﻮﻙ ﻣﺎ ﺻﺎﻓﻮﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﺻـﺎﻓﻮﺍ‬ ‫ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺑـﺄ‪‬ﻢ ﺻـﻔﻮﺍ ﳌﻠـﻴﻜﻬﻢ‬ ‫ﻏﺮﺿﻲ ﺧﻼﻑ ﺍﳊﻖ ﻻ ﺍﻟﺼﻔﺼﺎﻑ‬ ‫ﺷﺠﺮ ﺍﳋﻼﻑ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﻭﻳـﺢ ﳍـﺎ‬ ‫ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ‬ ‫ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ: )ﺍﻟﻮﺍﻓﺮ(‬ ‫ﻓﻘ ـﻞ ﳍ ـﻢ ﻭﺃﻫ ـﻮﻥ ﺑ ـﺎﳊﻠﻮﻝ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ﺃﺭﻯ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺷـﺮ ﺟﻴـﻞ‬ ‫ﻛﻠﻮﺍ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻭﺍﺭﻗﺼـﻮﺍ ﱄ‬ ‫ـﻘﺘﻤﻮﻩ‬‫ـﺎﻝ ﺍﷲ ـﲔ ﻋﺸـ‬ ‫ﺣـ‬ ‫ﺃﻗـ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺪﻳﻨﲔ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫ﻗﺪ ﺑ‪‬ﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﳕﺎ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻗ ﱠ‬ ‫ﹶﻞ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺜﺮ ﲤﻜﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻨﻪ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﻞ ﲤﻜﻨﻪ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺿﻮﺀًﺍ ﺃﻭ ﻧﻮﺭ‪‬ﺍ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻏﲑﻩ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﻓﺘﺤﺖ ﱄ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.‬
‫-٩٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻔﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻓﻴﻈﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺗﻔﺎﻗﹰﺎ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ‪‬ﺍ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﺪﻉ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻻ ﻳﺴﺎﻛﻦ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺮﺍﻣﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺠﻤﻲ ﺃ‪‬ﻤﺎ ﻗﺎﻻ: ﺇﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺑﺎﳉﻮﺯ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻐﻮﻯ ﺑﻌﺾ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﺃﺭﺍﻩ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺣﱴ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ.‬ ‫ﻓﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﳒﺪﺓ ﺍﳊﻮﻃﻲ ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﻣﻮﱃ ﻷﰊ ﺍﳉﻼﺵ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺏ ﺑﺎﻟﻐﻮﻃﺔ، ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﺒﺪ‪‬ﺍ ﺯﺍﻫﺪ‪‬ﺍ ﻟﻮ ﻟﺒﺲ‬ ‫ﺟﺒﺔ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻟﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻫﺎﺩﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﱂ ‪‬ﺼﻎ ﺍﻟﺴﺎﻣﻌﻮﻥ ﺇﱃ‬ ‫ﻳ ‪ِ‬‬ ‫ﻛﻼﻡ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺘﺐ ﺇﱃ ﺃﺑﻴﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ ﺃﻋﺠﻞ ﻋﻠﻲ ﻓﺈﱐ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺷﻴﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲣﻮﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺰﺍﺩﻩ ﺃﺑﻮﻩ ﻏ‪‬ﺎ ﻭﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﻣﺮﺕ ﺑﻪ، ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: ﴿ﻫﻞ ﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﱰﻝ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﺗﱰﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺃﻓﺎﻙ‬ ‫ﺃﺛﻴﻢ﴾ ]ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ: ١٢٢-٢٢٢[، ﻭﻟﺴﺖ ﺑﺄﻓﺎﻙ ﻭﻻ ﺃﺛﻴﻢ ﻓﺎﻣﺾ ﳌﺎ ﹸﻣﺮﺕ ﺑﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﳚﻲﺀ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﺭﺟﻼ ﺭﺟﻼ ﻓﻴﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﻭﺍﳌﻮﺍﺛﻴﻖ ﺇﻥ ﻫﻮ ﺭﺿﻰ‬ ‫ﻗﺒﻞ ﻭﺇﻻ ﻛﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﻬﻢ ﺍﻷﻋﺎﺟﻴﺐ. ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻰ ﺇﱃ ﺭﺧﺎﻣﺔ ﰱ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﻴﻨﻘﺮﻫﺎ‬ ‫ﺑﻴﺪﻩ ﻓﺘﺴﺒﺢ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻄﻌﻤﻬﻢ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﰱ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺍﺧﺮﺟﻮﺍ ﺣﱴ ﺃﺭﻳﻜﻢ‬ ‫ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ. ﻓﻴﺨﺮﺟﻬﻢ ﺇﱃ ﺩﻳﺮ ﺍﳌﺮﺍﻥ ﻓﲑﻳﻬﻢ ﺭﺟﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﻞ، ﻓﺘﺒﻌﻪ ﺑﺸﺮ ﻛﺜﲑ ﻭﻓﺸﻰ ﺍﻷﻣﺮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻛﺜﺮ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﱴ ﻭﺻﻞ ﺧﱪﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﳐﻴﻤﺮﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﱏ ﻧﱮ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ:‬ ‫ﻛﺬﺑﺖ ﻳﺎ ﻋﺪﻭ ﺍﷲ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺇﺩﺭﻳﺲ: ﺑﺌﺲ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺇﺫ ﱂ ﺗﻠﻦ ﻟﻪ ﺣﱴ ﺗﺄﺧﺬﻩ. ﺍﻵﻥ‬ ‫ﻳﻔﺮ، ﻭﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﳎﻠﺴﻪ ﺣﱴ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﺄﻋﻠﻤﻪ ﺑﺄﻣﺮﻩ، ﻓﺒﻌﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﰲ ﻃﻠﺒﻪ‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻭﺧﺮﺝ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺣﱴ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻌﻨﻴﱪﺓ، ﻓﺎ‪‬ﻢ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﺴﻜﺮﻩ ﺑﺎﳊﺎﺭﺙ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ‬ ‫ﺭﺃﻳﻪ.‬
‫-٠٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺧﺮﺝ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺣﱴ ﺃﺗﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﳜﺮﺟﻮﻥ ﻳﻠﺘﻤﺴﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﺪﺧﻠﻮ‪‬ﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻓﺄﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻓﺄﺧﺬ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻭﺃﻧﻪ ﻧﱯ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﻣﺮﺳﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﻼﻣﻚ‬ ‫ﹶﻟﺤﺴ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﱄ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻧﻈﺮ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻧﻈﺮ. ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ، ﰒ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫‪ ‬ﻦ‬ ‫ﻛﻼﻣﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﻼﻣﻚ ﳊﺴﻦ ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﰲ ﻗﻠﱯ، ﻭﻗﺪ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻚ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻓﺄﻣﺮ ﺃﻥ ﻻ ﳛﺠﺐ ﻋﻨﻪ ﻣﱴ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ.‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻣﺪﺍﺧﻠﻪ ﻭﳐﺎﺭﺟﻪ ﻭﺃﻳﻦ ﻳﻬﺮﺏ ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺧﱪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﺋﺬﻥ ﱄ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱃ ﺃﻳﻦ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻓﺄﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺩﺍﻉ ﻟﻚ ﻬﺑﺎ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻪ، ﻓﺨﺮﺝ ﻣﺴﺮﻋ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﻌﻨﻴﱪﺓ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﺳﺮﺍﺩﻗﻪ ﺻﺎﺡ:‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ: ﻭﻣﺎ ﻧﺼﻴﺤﺘﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻷﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﻓﺄﻣﺮ‬ ‫ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﺄﺫﻧﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺪﺧﻞ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺼﺎﺡ:‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﻧﺼﻴﺤﺘﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﻠﲏ ﻻ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﺃﺣﺪ، ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺩﻧﲏ، ﻗﺎﻝ: ﹸﺃﺩ ﹸ، ﻓﺪﻧﺎ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬ﻥ‬ ‫ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻃﺮﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﰒ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺃﻳﻦ ﻫﻮ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻫﻮ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ، ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺪﺍﺧﻠﻪ ﻭﳐﺎﺭﺟﻪ ﻭﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻗﺼﺘﻪ ﻭﻛﻴﻒ ﺻﻨﻊ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺖ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻣﲑ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺃﻣﲑﻧﺎ ﻫﻬﻨﺎ ﻓﻤﺮﱐ ﲟﺎ‬ ‫ﺷﺌﺖ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﺍﺑﻌﺚ ﻣﻌﻲ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻓﺄﻣﺮ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺮﻏﺎﻧﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ، ﻓﻤﺎ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﺄﻃﻴﻌﻮﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺘﺐ ﺇﱃ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ، ﺃﻥ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﲑ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﱴ ﳜﺮﺝ، ﻓﺄﻃﻌ ‪ ‬ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮﻙ ﺑﻪ.‬ ‫ِ ‪‬ﻪ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺮﱐ ﲟﺎ ﺷﺌﺖ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﲨﻊ ﱄ ﻛﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﴰﻌﺔ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺍﺩﻓﻊ ﻛﻞ ﴰﻌﺔ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ، ﻭﺭﺗﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻗﺔ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ‬ ‫ﻭﺯﻭﺍﻳﺎﻩ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻠﺖ: ﺃﺳﺮﺟﻮﺍ، ﺃﺳﺮﺟﻮﺍ ﲨﻴﻌ‪‬ﺎ، ﻓﺮﺗﺒﻬﻢ ﰲ ﺃﺯﻗﺔ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺯﻭﺍﻳﺎﻫﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﻤﻊ، ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﺇﱃ ﻣﱰﻝ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻓﺄﺗﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺤﺎﺟﺐ: ﺍﺳﺘﺄﺫﻥ ﱄ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﱯ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﻳﺆﺫﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﱴ ﻳﺼﺒﺢ. ﻗﺎﻝ: ﺃﻋﻠﻤﻪ ﺃﱐ ﻣﺎ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻻ‬
‫-١٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺷﻮﻗﹰﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ، ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻋﻠﻤﻪ ﺑﻜﻼﻣﻪ، ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺻﺎﺡ‬ ‫ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ: ﺃﺳﺮﺟﻮﺍ ﺍﻟﺸﻤﻮﻉ، ﻓﺄﺳﺮﺟﺖ ﺣﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺄ‪‬ﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻣﺮ ﺑﻜﻢ‬ ‫ﻓﺎﺿﺒﻄﻮﻩ ﻛﺎﺋﻨ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ، ﻭﺩﺧﻞ ﻫﻮ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻪ، ﻓﻄﻠﺒﻪ ﻓﻠﻢ ﳚﺪﻩ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺎﺭﺙ: ﻫﻴﻬﺎﺕ، ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﻘﺘﻠﻮﻥ ﻧﱯ ﺍﷲ، ﻗﺪ ﺭﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻄﻠﺒﻪ ﰲ‬ ‫ﺷﻖ ﻗﺪ ﻫﻴﺄﻩ ﺳﺮﺑ‪‬ﺎ ﻓﺄﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻳﺪﻩ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺮﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺑﺜﻮﺑﻪ ﻓﺎﺟﺘﺮﻩ ﻓﺄﺧﺮﺟﻪ‬ ‫ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻔﺮﻏﺎﻧﻴﲔ: ﺍﺭﺑﻄﻮﻩ ﻓﺮﺑﻄﻮﻩ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻳﺴﲑﻭﻥ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺃﺗﻘﺘﻠﻮﻥ ﺭﺟﻼ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺭﰊ ﺍﷲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﻧﻴﲔ: ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﺠﻢ، ﻫﺬﺍ ﻛﺮﺍﻣﺘﻨﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻬﺎﺕ ﻛﺮﺍﻣﺘﻚ ﺃﻧﺖ؟ ﻭﺳﺎﺭﻭﺍ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺃﺗﻮﺍ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ، ﻓﻠﻤﺎ ﲰﻊ ﺑﻪ ﺃﻣﺮ ﲞﺸﺒﺔ‬ ‫ﻓﻨﺼﺒﺖ، ﻓﺼﻠﺒﻪ ﻭﺃﻣﺮ ﲝﺮﺑﺔ، ﻭﺃﻣﺮ ﺭﺟﻼ ﻓﻄﻌﻨﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺎﺭ ﺇﱃ ﺿﻠﻊ ﻣﻦ ﺃﺿﻼﻋﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺎﻧﻜﻔﺄﺕ ﺍﳊﺮﺑﺔ ﻋﻨﻪ، ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﺡ،‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ، ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﳊﺮﺑﺔ ﰒ ﻣﺸﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻳﺘﺠﺴﺲ ﺣﱴ ﻭﺍﰱ‬ ‫ﺑﲔ ﺿﻠﻌﲔ ﻓﻄﻌﻨﻪ ﻬﺑﺎ ﻓﺄﻧﻔﺬﻫﺎ ﻓﻘﺘﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻙ ﺑﻘﺘﻠﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻭِﻟﻢ‪‬؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻪ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻓﻠﻮ ﺟ ‪‬ﻋﺘﻪ ﺫﻫﺐ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻋﻦ ﺷﻴﺦ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ‪‬ﻤﻞ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﱪﻳﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺣِﹶ‬ ‫ﻭﺟﻌﻠﺖ ﰲ ﻋﻨﻘﻪ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻭﲨﻌﺖ ﻳﺪﻩ ﺇﱃ ﻋﻨﻘﻪ ﻓﺄﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ‬ ‫ﺗﻼ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ: ﴿ﻗﻞ ﺇﻥ ﺿﻠﻠﺖ ﻓﺈﳕﺎ ﺃﺿﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻰ ﻭﺇﻥ ﺍﻫﺘﺪﻳﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻮﺣﻰ ﺇﱃ‬ ‫ﺭﰉ﴾ ]ﺳﺒﺄ: ٠٥[، ﻓﺘﻘﻠﻘﻠﺖ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﰒ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﻭﺭﻗﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻮﺛﺐ‬ ‫ﺍﳊﺮﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﻓﺄﻋﺎﺩﻭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﰒ ﺳﺎﺭﻭﺍ ﺑﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺷﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺮﺃ‬ ‫ﺁﻳﺔ ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﻭﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺄﻋﺎﺩﻭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ‬ ‫ﺣﺒﺴﻪ ﻭﺃﻣﺮ ﺭﺟﺎﻻ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻈﻮﻩ ﻭﳜﻮﻓﻮﻩ ﺍﷲ ﻭﻳﻌﻠﻤﻮﻩ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻓﺄﰉ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺼﻠﺐ، ﻭﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﲝﺮﺑﺔ ﻓﻄﻌﻨﻪ ﻓﺎﻧﺜﻨﺖ، ﻓﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ، ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﺣﺮﺳﻪ ﺑﺮﻣﺢ ﺩﻗﻴﻖ ﻓﻄﻌﻨﻪ ﺑﲔ ﺿﻠﻌﲔ ﻣﻦ‬
‫-٢٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺿﻼﻋﻪ ﰒ ﻫﺰﻩ ﻭﺃﻧﻔﺬﻩ، ﻭﲰﻌﺖ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻟﻠﺬﻱ ﺿﺮﺑﻪ ﺑﺎﳊﺮﺑﺔ ﳌﺎ ﺍﻧﺜﻨﺖ،‬ ‫ﺃﺫﻛﺮﺕ ﺍﷲ ﺣﲔ ﻃﻌﻨﺘﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﺴﻴﺖ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﰒ ﺍﻃﻌﻨﻪ، ﻓﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﰒ ﻃﻌﻨﻪ‬ ‫ﻓﺄﻧﻔﺬﻫﺎ.‬ ‫ﺍﳌﻐﺘ ‪‬ﻳﻦ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫ﺮ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻛﻢ ﺍﻏﺘﺮ ﻗﻮﻡ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ، ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺣﺴﻦ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻤﺮﺍﻥ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﻓﺮﻗﺪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻐﺘﻢ ﺑﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﻫﻮ ﺳﺘﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﳍﻼﻝ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻋﻨﺪﻱ ﻓﺪﻋﻮﺕ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻂ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﺴﺘﺔ‬ ‫ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻓﺄﺧﺬ‪‬ﺎ ﻓﻮﺯﻧﺘﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺳﺘﺔ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺺ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺗﺼﺪﻕ ﻬﺑﺎ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻟﻴﺴﺖ‬ ‫ﻟﻚ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻫﻮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ، ﻓﻘﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ، ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ‬ ‫ﻭ‪‬ﺑﻌ‪‬ﺪ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺭ ﻋﻨﻬﻢ. ﻭﻛﻴﻒ ﺃﺧﱪﻩ ﺃ‪‬ﺎ ﻟﻘﻄﺔ ﻭﱂ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﱂ‬ ‫ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺘﻌﺮﻳﻔﻬﺎ، ﻷﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻜﻮﻓﻴﲔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﳌﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺇﳕﺎ‬ ‫ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻕ ﻬﺑﺎ ﻟﺌﻼ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﹸﻛﺮﻡ ﺑﺄﺧﺬﻫﺎ ﻭﺇﻧﻔﺎﻗﻬﺎ.‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋﺮﺍﺳﺎﱐ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﺣﺘﺠﺖ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﻜﻮﺯ‬ ‫ﻣﻦ ﺟﻮﻫﺮ، ﻭﺳﻮﺍﻙ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ ﺭﺃﺳﻪ ﺃﻟﲔ ﻣﻦ ﺍﳋﺰ، ﻓﺎﺳﺘﻜﺖ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﻙ ﻭﺗﻮﺿﺄﺕ ﺑﺎﳌﺎﺀ‬ ‫ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﻤﺎ ﻭﺍﻧﺼﺮﻓﺖ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻮﺛﻖ ﺑﺮﻭﺍﻳﺘﻪ، ﻓﺈﻥ ﺻﺤﺖ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﻋﻠﻢ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺴﻮﺍﻙ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻻ ﳚﻮﺯ، ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻞ ﻋﻠﻤﻪ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﻌﻤﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻭﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﻜﺮﻡ ﲟﺎ ﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺷﺮﻋ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﺇﻥ‬ ‫ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﳍﻤﺪﺍﱐ ﺍﳌﺆﺭﺥ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺮﻣﻘﺎﱐ‬
‫-٣٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﻘﺮﺉ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﻑ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺑﺪﺭﺏ ﺍﻟﺰﻋﻔﺮﺍﱐ، ﻭﺍﺗﻔﻖ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻑ ﺭﺁﻩ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﰲ ﻭﻗﺖ ﳎﺎﻋﺔ ﻭﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﺇﱃ ﺩﺟﻠﺔ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﳋﺲ ﳑﺎ ﻳﺮﻣﻲ‬ ‫ﺑﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﺟﻌﻞ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﻓﺸﻖ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﺗﻰ ﺇﱃ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﻓﺄﺧﱪﻩ ﲝﺎﻟﻪ ﻓﺘﻘﺪﻡ‬ ‫ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﰐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻣﻘﺎﱐ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﺒﺎﺑﻪ ﻣﻔﺘﺎﺣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻓﻔﻌﻞ، ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﳛﻤﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﺧﺒﺰ‪‬ﺍ ﲰﻴﺬﹰﺍ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺩﺟﺎﺟﺔ‬ ‫ﻭﺣﻠﻮﻯ ﺳﻜﺮ‪‬ﺍ، ﻓﻔﻌﻞ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺫﻟﻚ ﻭﻛﺎﻥ ﳛﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ. ﻓﺄﺗﻰ ﺍﻟﺸﺮﻣﻘﺎﱐ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﻓﺮﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﻣﻄﺮﻭﺣ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻐﻠﻘﹰﺎ ﻓﺘﻌﺠﺐ، ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ: ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺔ‬ ‫ﻭﳚﺐ ﻛﺘﻤﺎﻧﻪ ﻭﺃﻥ ﻻ ﺃﲢﺪﺙ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻛﺘﻤﺎ‪‬ﺎ، ﻭﺃﻧﺸﺪﱐ: )ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫ﱂ ﻳﺄﻣﻨﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻋﺎﺷـﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻃﻠﻌﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﺮ ﻓﺒـﺎﺡ ﺑـﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﺍﺳﺘﻮﺕ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻭﺃﺧﺼﺐ ﺟﺴﻤﻪ، ﺳﺄﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﻑ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﺭﻑ‬ ‫ﺑﻪ، ﻭﻗﺼﺪ ﺍﳌﺰﺍﺡ ﻣﻌﻪ، ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻮﺭﻱ ﻭﻻ ﻳﺼﺮﺡ، ﻭﻳﻜ‪‬ﻲ ﻭﻻ ﻳﻔﺼﺢ، ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﻑ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻳﺴﺘﺨﱪﻩ ﺣﱴ ﺃﺧﱪﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺪﻩ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺇﺫ ﻻ ﻃﺮﻳﻖ ﳌﺨﻠﻮﻕ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﻑ: ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ ﻻ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ. ﻓﻨﻐﺺ ﻋﻴﺸﻪ‬ ‫ﺑﺈﺧﺒﺎﺭﻩ ﻭﺑﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ.‬ ‫ﲢﺬﻳﺮ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﳌﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺷﺪﺓ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺣﺬﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺧﺎﻓﻮﺍ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ.‬ ‫ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺯﻫﺮﻭﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﹼﻤﲏ ﺍﻟﻄﲑ، ﻭﺫﺍﻙ ﺃﱐ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻛﻨﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻓﺘﻬﺖ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻃﺎﺋﺮ‪‬ﺍ ﺃﺑﻴﺾ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﺯﻫﺮﻭﻥ، ﺃﻧﺖ ﺗﺎﺋﻪ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ‬ ‫ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻏ ‪ ‬ﻏﲑﻱ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺃﻧﺖ ﺗﺎﺋﻪ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻏﺮ ﻏﲑﻱ. ﻓﻮﺛﺐ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﻭﺻﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﺸﻴﻄﺎﻥ، ﺃﻧﺖ ﺗﺎﺋﻪ، ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻚ، ﰒ ﻏﺎﺏ ﻋﲏ.‬
‫-٤٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺣﺪﺛﺘﲏ ﺯﻟﻔﻰ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﻠﺖ ﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﻳﺔ: ﻳﺎ ﻋﻤﺔ ﱂ ﻻ ﺗﺄﺫﻧﲔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻚ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺟﻮ ﻣﻦ ﺃﻧﺎﺱ ﺇﻥ ﺃﺗﻮﱐ ﺣﻜﻮﺍ ﻋﲏ ﻣﺎ ﱂ ﺃﻓﻌﻞ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺯﺍﺩﱐ ﻏﲑ ﺃﰊ ﺣﺎﰎ ﺃ‪‬ﺎ ﻗﺎﻟﺖ: ﻳﺒﻠﻐﲏ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﱐ ﺃﺟﺪ ﺍﻟﺪﺍﺭﻫﻢ‬ ‫ﲢﺖ ﻣﺼﻼﻱ، ﻭﻳﻄﺒﺦ ﱄ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺑﻐﲑ ﻧﺎﺭ، ﻭﻟﻮ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﺰﻋﺖ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻘﻠﺖ ﳍﺎ: ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺜﺮﻭﻥ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺗﺼﻴﺐ ﰲ ﻣﱰﳍﺎ‬ ‫ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ، ﻓﻬﻞ ﲡﺪﻳﻦ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﻴﻪ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺃﺧﻲ ﻟﻮ ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﻣﱰﱄ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﺎ‬ ‫ﻣﺴﺴﺘﻪ ﻭﻻ ﻭﺿﻌﺖ ﻳﺪﻱ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ: ﻭﺣﺪﺛﺘﲏ ﺯﻟﻔﻰ‬ ‫ﻋﻦ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺃ‪‬ﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺻﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺑﺎﺭﺩ ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻨﺎﺯﻋﺘﲏ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺨﻦ ﺃﻓﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﺤﻢ ﻓﻘﻠﺖ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﺼﻞ ﺃﻭ ﻛﺮﺍﺙ‬ ‫ﻋﺎﳉﺘﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺜﻘﺐ ﰲ ﻣﻨﻘﺎﺭﻩ ﺑﺼﻠﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺃﺿﺮﺑﺖ‬ ‫ﻋﻤﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﻭﺧﻔﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ ﻟﻮﻫﻴﺐ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺧﱪ‬ ‫ﻬﺑﺎ ﺍﺷﺘﺪ ﺑﻜﺎﺅﻩ ﻭﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻊ ﺃﺳﺘﺎﺫﻧﺎ ﺃﰊ ﺣﻔﺺ‬ ‫ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻴﺴﺎﺑﻮﺭ، ﻓﺠﻠﺴﻨﺎ ﻓﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻄﺎﺑﺖ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﰒ ﺑﺼﺮﻧﺎ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺄﻳﻞ)١( ﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﳉﺒﻞ ﺣﱴ ﺑﺮﻙ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺄﺑﻜﺎﻩ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﺳﻜﻦ ﺳﺄﻟﻨﺎﻩ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻄﺎﺑﺖ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﻭﺑﺮﻙ‬ ‫ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻚ ﺃﺯﻋﺠﻚ ﻭﺃﺑﻜﺎﻙ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﺭﺃﻳﺖ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻜﻢ ﺣﻮﱄ ﻭﻗﺪ ﻃﺎﺑﺖ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ‬ ‫ﻓﻮﻗﻊ ﰲ ﻗﻠﱯ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺷﺎﺓ ﺫﲝﺘﻬﺎ ﻭﺩﻋﻮﺗﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻤﺎ ﲢ ﱠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺎﻃﺮ ﺣﱴ ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻜ‬ ‫)١( ﺍﻷﻳﻞ: ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻴﺲ ﺍﳉﺒﻠﻰ.‬
‫-٥٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻮﺣﺶ ﻓﱪﻙ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﻓﺨﻴﻞ ﱄ ﺃ‪‬ﻲ ﻣﺜﻞ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻝ ﺭﺑﻪ ﺃﻥ ﳚﺮﻱ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻴﻞ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻓﺄﺟﺮﺍﻩ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻓﻤﺎ ﻳﺆﻣﻨﲏ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻌﻄﻴﲏ ﻛﻞ ﺣﻆ ﱄ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﺑﻘﻰ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ‬ ‫ﻓﻘﲑ‪‬ﺍ ﻻ ﺷﻲﺀ ﱄ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺯﻋﺠﲏ.‬ ‫ﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻓﻮﺿﻌﻮﺍ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﰲ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻟﻴﺸﻴﺪﻭﺍ ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﺍﳊﻖ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﺸﻴﻴﺪ ﺑﺒﺎﻃﻞ ﻓﻜﺸﻒ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻣﺮﻫﻢ‬ ‫ﺑﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﻞ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻵﺩﻣﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ‬ ‫ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻭﺍﺻﻞ: ﻛﺬﺍ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺍﺑﻦ ﻭﺍﺻﻞ: ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﺻﺤﺒﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﻓﻨﺎﻟﺘﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺎﻗﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻌﺪﻝ ﺇﱃ ﻣﺴﺠﺪ ﰲ ﺃﺻﻞ ﺟﺒﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﻓﻴﻪ ﺑﺌﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻜﺮﺓ ﻭﺣﺒﻞ ﻭﺩﻟﻮ‬ ‫ﻭﻣﻄﻬﺮﺓ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺷﺠﺮﺓ ﺭﻣﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﲪﻞ، ﻓﺄﻗﺎﻡ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺇﱃ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﺇﺫﺍ ﺑﺄﺭﺑﻌﲔ ﺭﺟﻼ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳌﺴﻮﺡ ﻭﰲ ﺃﺭﺟﻠﻬﻢ ﻧﻌﺎﻝ ﺍﳋﻮﺹ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﳌﺴﺠﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺴﻠﻤﻮﺍ ﻭﺃﺫﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻓﺼﻠﻰ ﻬﺑﻢ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﺗﻘﺪﻡ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺭﻣﺎﻧﺔ ﻏﻀﺔ ﻃﺮﻳﺔ، ﻓﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻗﱵ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻣﺎﻥ ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﺃﲨﻌﲔ ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺻﻠﻮﺍ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﺮﻣﺎﻥ، ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺃﻧﺎ ﺃﺧﻮﻛﻢ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﰊ ﻓﺎﻗﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻓﻼ‬ ‫ﻛﻠﻤﺘﻤﻮﱐ ﻭﻻ ﻭﺍﺳﻴﺘﻤﻮﱐ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺋﻴﺴﻬﻢ: ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻜﻠﻢ ﳏﺠﻮﺑ‪‬ﺎ ﲟﺎ ﻣﻌﻪ، ﻓﺎﻣﺾ ﻭﺍﻃﺮﺡ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺒﻞ‬ ‫ِ‬
‫-٦٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﺍﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺣﱴ ﺗﻨﺎﻝ ﻣﺎ ﻧﻨﺎﻝ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺮﻗﻴﺖ ﺍﳉﺒﻞ ﻓﻠﻢ ﺗﺴﻤﺢ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺮﻣﻲ ﻣﺎ‬ ‫ﻣﻌﻲ، ﻓﺪﻓﻨﺘﻪ ﻭﺭﺟﻌﺖ، ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺭﻣﻴﺖ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ. ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ؟ ﻗﻠﺖ:‬ ‫ﻻ. ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺭﻣﻴﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﺫﻥ. ﻓﺎﺭﺟﻊ ﻓﺎﺭﻡ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ، ﻓﺮﺟﻌﺖ ﻓﻔﻌﻠﺖ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺪ‬ ‫ﻏﺸﻴﲏ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﺭﻉ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻓﺮﺟﻌﺖ ﻓﺈﺫﺍ ﰲ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺭﻣﺎﻧﺔ ﻓﺄﻛﻠﺘﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﻠﻠﺖ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳉﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ ﻭﱂ ﺃﻟﺒﺚ ﺩﻭﻥ ﺍﳌﻀﻲ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻷﺭﺑﻌﲔ ﺑﲔ ﺯﻣﺰﻡ ﻭﺍﳌﻘﺎﻡ،‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻠﻮﺍ ﺇﱄ ﺑﺄﲨﻌﻬﻢ ﻳﺴﺄﻟﻮﱐ ﻋﻦ ﺣﺎﱄ ﻭﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻲ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻗﺪ ﻏﻨﻴﺖ ﻋﻨﻜﻢ ﻭﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻛﻼﻣﻜﻢ ﺁﺧﺮ‪‬ﺍ، ﻛﻤﺎ ﺃﻏﻨﺎﻛﻢ ﺍﷲ ﻋﻦ ﻛﻼﻣﻲ ﺃﻭﻻﹰ، ﻓﻤﺎ ﰲ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻣﻮﺿﻊ.‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻭﺍﺻﻞ ﺿﻌﻔﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﰎ. ﻭﺍﻵﺩﻣﻲ ﻭﺃﺑﻮﻩ‬ ‫ﳎﻬﻮﻻﻥ. ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻗﻮﳍﻢ: ﺍﻃﺮﺡ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ، ﻷﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻻ‬ ‫ﳜﺎﻟﻔﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﻗﺪ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻟـﻪ: ﻏﺸﻴﲏ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻓﻬﺬﻩ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻓﺎﺭﻍ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻻ ﻳﻐﺘﺮ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺷﻢ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﳕﺎ ﻳﻐﺘﺮ ﻬﺑﺎ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺑﺼﲑﺓ ﳍﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺃﻓﺎﺩﱐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺣﺎﻛﻴ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺪﺋﻴﻠﻲ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺎﺀ ﻭﺍﻗﻒ ﻳﻀﻄﺮﺏ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺗﻌﺎﻝﹶ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺭﺟﻼ ﺳﺄﻟﲏ ﻋﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﳊﻴﺎﺀ ﻓﺘﻜﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﳊﻴﺎﺀ؟ ﻓﺪﺍﺭ ﺩﻭﺭﺍﻧ‪‬ﺎ ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﻛﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﻭﺫﺍﺏ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻀﺮﻭﻳﻪ: ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻛﻘﻄﻌﺔ ﺟﻮﻫﺮ ﻓﺎﲣﺬﺕ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻓ ‪‬ﺎ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻭ ﲰﻌﺖ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﺬﻭﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺺ ﺣﱴ ﱂ‬ ‫ﹶﺼ‬ ‫ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﳉﻬﺎﻝ، ﻭﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﻳﺮﻭﻭ‪‬ﺎ ﻣﺴﻨﺪﺓ‬ ‫ﻓﻴﻈﻨﻮ‪‬ﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺃﻭﱃ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﰲ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬
‫-٧٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺼﻌﺪﺕ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﻗﺎﺋﻼ ﻳﻘﻮﻝ: ﴿ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻮﱃ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٦٩١[،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﻓﻠﻢ ﺃﺭ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﻄﺮﺣﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻓﻮﻗﻔﺖ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﻛﺬﺏ ﳏﺎﻝ ﻻﻳﺸﻚ ﻓﻴﻪ ﻋﺎﻗﻞ ﻓﻠﻮ ﻗﺪﺭﻧﺎ ﺻﺤﺘﻪ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﻃﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﻇﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﺘﻮﱃ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﳌﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ:‬ ‫﴿ﻭﻻ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺑﺄﻳﺪﻳﻜﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻬﻠﻜﺔ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٥٩١[، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﳊﹰﺎ ﻭﻫﻮ ﳜﺎﻟﻒ‬ ‫ﺭﺑﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﺃﺧﱪﻩ ﺃ‪‬ﻪ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻗﻮﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﳌﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻟﻖ ﺑﻨﻔﺴﻚ. ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﳜﺘﱪ ﻋﺒﺎﺩﻩ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﳜﺘﱪ ﺭﺑﻪ.‬ ‫ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﻄﺢ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ: ﳐﺎﺭﻳﻖ ﺍﳊﻼﺝ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺪﺱ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻭﺗﺸﺒﻬﻮﺍ ﻬﺑﻢ ﻭﺷﻄﺤﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻭﺍ ‪‬ﻋﺎﺋﻬﺎ ﻭﺃﻇﻬﺮﻭﺍ‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻠﻌﻮﺍﻡ ﳐﺎﺭﻳﻖ ﺻﺎﺩﻭﺍ ﻬﺑﺎ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﳊﻼﺝ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻓﻦ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﺒﺰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﺀ ﻭﺍﳊﻠﻮﻯ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﻭﻳﻄﻠﻊ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺇﻥ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺃﻥ ﳔﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻓﻴﻘﻮﻡ ﻭﳝﺸﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺇﱃ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ: ﻧﺸﺘﻬﻲ ﺍﻵﻥ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﻴﺘﺮﻛﻬﻢ‬ ‫ﺍﳊﻼﺝ ﻭﻳﱰﻭﻱ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻓﻴﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﻭﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻛﺎﻥ ﳝﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﰲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﳝﺨﺮﻕ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ: ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﻋﻄﻴﺘﲏ ﺩﺭﳘﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﲰﻚ ﻭﺍﺳﻢ ﺃﺑﻴﻚ، ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ‬ ‫‪‬ﻤﺨﺮﻕ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﺻﻠﺒﻪ.‬‫ﻳ‬ ‫ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺼﲑﰲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﹸﺧﺮﺝ ﺣﺴﲔ ﺍﳊﻼﺝ ﻟﻠﻘﺘﻞ ﻣﻀﻴﺖ ﰲ ﲨﻠﺔ‬ ‫ﺃ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻠﻢ ﺃﺯﻝ ﺃﺯﺍﺣﻢ ﺣﱴ ﺭﺃﻳﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻻ ﻳﻬﻮﻟﻨﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﱐ ﻋﺎﺋﺪ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺛﻼﺛﲔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ.‬
‫-٨٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﳊﻼﺝ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ‪‬ﺍ ﻗﺒﻴﺤ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺪ ﺑ‪‬ﻴ‪‬ﺎ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﲣﻠﻴﻄﻪ ﻭﺑ‪‬ﻴ‪‬ﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺘﻞ ﺑﻔﺘﻮﻯ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﻋﺼﺮﻩ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻳﻄﹼﻲ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﻄﻠﻖ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﻳﻘﻌﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﺮﺍﻣﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ ﻭﺃﺑﻮﻩ ﻗﺒﻠﻪ ﳍﻢ ﻃﻴﻮﺭ ﺳﻮﺍﺑﻖ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﰲ ﲨﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻓﻴﱰﻝ ﻬﺑﻢ ﻗﻮﻡ ﻓﲑﻓﻊ ﻃﺎﺋﺮ‪‬ﺍ ﰲ ﺍﳊﺎﻝ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ ﳜﱪ ﲞﱪ ﻣﻦ ﻟﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﱰﻭﳍﻢ‬ ‫ﻭﻳﺴﺘﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ﻭﻣﺎ ﲡﺪﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳚﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﺴﺘﻌﻠﻢ ﺣﺎﳍﻢ،‬ ‫ﻓﻴﻜﺘﺐ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳉﻮﺍﺏ، ﰒ ﳚﺘﻤﻊ ﻬﺑﻢ ﻓﻴﺨﱪﻫﻢ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﻭﳛﺪﺛﻬﻢ ﺑﺄﺣﻮﺍﳍﻢ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﺷﺮﻫﻢ ﰲ ﺑﻼﺩﻫﻢ، ﰒ ﳛﺪﺛﻬﻢ ﲟﺎ ﲡﺪﺩ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻭﰲ ﻳﻮﻣﻪ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﲡﺪﺩ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻴﺪﻫﺸﻮﻥ ﻭﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺭﺳﺘﺎﻗﻬﻢ ﻓﻴﺠﺪﻭﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬ ‫ﻗﺎﻝ، ﻭﻳﺘﻜﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﺼﲑ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺎﻟﻘﻄﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﻃﲑ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﻭﻳﺸﺪ ﰲ ﺭﺟﻠﻪ ﺗﻠﻔﻜﹰﺎ ﻭﳚﻌﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﻠﻔﻚ‬ ‫ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﻭﻳﺸﺪ ﰲ ﺭﺟﻞ ﲪﺎﻣﺔ ﺗﻠﻔﻜﹰﺎ ﻭﻳﺸﺪ ﰲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺘﻠﻔﻚ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻭﳚﻌﻠﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﳚﻌﻞ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﺑﻴﺪ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻭﺍﳊﻤﺎﻣﺔ ﺑﻴﺪ ﺁﺧﺮ، ﻓﻴﻪ‬ ‫ﻣﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ، ﻭﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﻃﺎﺋﺮ ﰲ‬ ‫ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻓﲑﻭﺡ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻴﺄﺧﺬﻩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻨﺎﻙ ﰒ ﳜﱪﻩ ﲜﻤﻴﻊ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ‬ ‫ﻭﺃﺻﺤﺎﻬﺑﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻳﺘﻜﺎﻣﻞ ﳎﻠﺴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻳﺸﲑ ﻭﻳﻨﺎﺩﻱ ﻳﺎ ﺑﺎﺭﺵ ﻛﺄﻧﻪ ﳜﺎﻃﺐ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ ﺍﲰﻪ‬ ‫ﺑﺎﺭﺵ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻼﻥ ﻓﻘﺪ ﺟﺮﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﰲ‬ ‫ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻳﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻴﺴﺮﺡ ﻏﻼﻣﻪ ﺍﳌﺘﺮﺻﺪ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﻳﺪﻩ‬ ‫ﻓﲑﻓﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﳓﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﲝﻀﺮﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﻋﻴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﺍ ﺍﻟﺘﻠﻔﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺭﺗﻔﻊ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺟﺬﺑﻪ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﳌﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﺘﻠﻔﻚ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻭﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﺇﱃ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻟﻴﺼﻠﺢ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺎﳊﻤﺎﻣﺔ ﰒ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻐﻼﻣﻪ: ﻫﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﻠﻘﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﻩ ﺧﱪ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻨﻬﺎ، ﰒ ﻳﻜﺘﺐ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ‬ ‫ﺇﱃ ﺩﻫ‪‬ﻘﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻴﺸﺪ ﺑﻪ ﺗﻠﻔﻜﹰﺎ ﻭﳚﻌﻠﻪ ﰲ ﺭﺟﻞ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﻛﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻭﻳﻄﻠﻘﻪ ﺣﱴ‬ ‫ِ‬ ‫ﻳﻌﻠﻮ ﺳﻄﺢ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻓﻴﺄﺧﺬﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻓﻴﺸﺪﻩ ﰲ ﺭﺟﻞ ﻃﲑ ﲪﺎﻡ ﻓﲑﻭﺡ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ‬
‫-٩٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﺼﻠﺢ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺃﺗﺎﻫﻢ ﺧﱪﻫﻢ ﺑﺎﳌﺸﺎﺟﺮﺓ، ﻓﺘﺨﺮﺝ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻴﺠﺪﻭﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﳍﻢ ﻭﻗﺪ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺩﻫﺎﻗﲔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ‬ ‫ﻭﺃﺻﻠﺤﻮﺍ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻴﺠﻲﺀ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﺨﱪﻫﻢ، ﻓﻼ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﻳﺘﺤﻘﻖ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻭﺭﺩﺕ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ،‬ ‫ﻓﺄﻱ ﺑﻘﺎﺀ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﻝ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺍ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﲎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺱ ﻫﻮ ﺃﺑﻮﻩ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﲎ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ، ﻭﺍﺳﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﺗﻮﰲ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻊ‬ ‫ﻭﺃﺭﺑﻌﲔ ﻭﺃﺭﺑﻊ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ ﻭﺃﺑﻮﻩ ﻭﻋﻤﻪ ﻣﺴﺘﻘﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﲣﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﻼﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﰲ »ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ« ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ‬ ‫ﻟﻪ ﻧﺎﺭ ﲞﻴﺎﻧﺘﻪ ﻭﺯﺧﺎﺭﻓﻪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﲣﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻛﺸﻔﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺸﻔﻬﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺑ‪‬ﻨﻬﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﳑﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺣﻀﺮﻧﺎ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺟﺪﻳ‪‬ﺎ ﻣﺸﻮﻳ‪‬ﺎ ﻓﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺄﻛﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻧﻜﺴﺮ ﻋﻈﻤﻪ ﻭﻻ ‪‬ﺸﻤﻬﺎ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺮﻏﻨﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﺮﺩﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ، ﻭﺗﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ﻃﺒﻘﹰﺎ، ﰒ ﺭﻓﻌﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﺟﺪﻳ‪‬ﺎ ﺣﻴ‪‬ﺎ‬ ‫ﻳﺮﻋﻰ ﺣﺸﻴﺸ‪‬ﺎ ﻭﱂ ﻧﺮ ﻟﻠﻨﺎﺭ ﺃﺛﺮ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﻟﻠﺮﻣﺎﺩ ﻭﻻ ﻟﻠﻌﻈﺎﻡ ﺧﱪ‪‬ﺍ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺘﻠﻄﻔﺖ ﺣﱴ ﻋﺮﻓﺖ‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﱃ ﺳﺮﺩﺍﺏ ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻃﺒﻖ ﳓﺎﺱ ﺑﻠﻮﻟﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﺯﺍﻟﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻨﻪ ﻓﺮﻛﻪ ﻓﻴﱰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺴﺪﻩ ﻭﻳﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﺴﺮﺩﺍﺏ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻄﺒﻖ‬ ‫ﺇﱃ ﻓﻢ ﺍﻟﺴﺮﺩﺍﺏ ﻓﺘﺮﻯ ﻟﻠﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﺿﻴﻒ ﻣﻜﺮﻣﻮﻥ ﻳﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻗﺪ ﺣﻀﺮﺕ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﳍﻢ: ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﺇﱄ. ﻭﺃﺧﺬ ﺭﺟﻞ ﰲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺇﺑﺮﻳﻘﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪ‪‬ﺍ ﻓﺘﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﻋﺴﻼ ﻓﺘﺸﺮﺏ ﰲ ﺍﳋﺰﻑ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﻌﺴﻞ، ﻭﺍﺳﺘﺼﺤﺐ ﺍﻹﺑﺮﻳﻖ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﰲ ﺳﻔﺮﻩ، ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻏﺮﻑ ﺑﻪ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﺳﻘﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﻌﺴﻞ، ﻭﻣﺎ ﰲ‬
‫-٠٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﷲ ﻭﻻ ﳜﺎﻑ ﰲ ﺍﷲ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ، ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳋﺬﻻﻥ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ‬ ‫ﻗﺪ ﺑﻴ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﳕﺎ ﻳﻘﻮﻯ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻗﻮﺓ ﺍﳉﻬﻞ، ﻭﻗﺪ ﻓﱳ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﱳ ﺑﻪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ، ﻭﺣﺼﺮ ﻣﺎ ﻓﺘﻨﻬﻢ ﻭﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺫﻛﺮﻩ ﻟﻜﺜﺮﺗﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺴﻪ ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ. ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻳﺄﰐ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﻓﻴﺤﻤﻠﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻓﻴﺘﺸﻜﻚ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺗﺴﺄﻟﻮﻥ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﺍﷲ ﺧﻠﻘﻨﺎ،‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ؟«)١(، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ: ﻓﻮ ﺍﷲ ﺇﱐ ﳉﺎﻟﺲ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ: ﻫﺬﺍ ﺍﷲ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻓﻤﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ: ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺃﺻﺒﻌﻲ ﰲ ﺃﺫﱐ ﰒ‬ ‫ﺻﺤﺖ: ﺻﺪﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ـ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﱂ ﻳﻠﺪ ﻭﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻛﻔﻮ‪‬ﺍ‬ ‫ﺃﺣﺪ)٢(.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺄﰐ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻠﻘﻚ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﷲ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﷲ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻠﻖ ﺍﷲ؟ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﻘﻞ: ﺁﻣﻨﺖ ﺑﺎﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﳕﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﻨﺔ ﻟﻐﻠﺒﺔ ﺍﳊﺲ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﻻ‬ ‫ﻣﻔﻌﻮﻻ. ﻭﻟﻴﻘﻞ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ: ﺃﻟﺴﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻻ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ﻻ ﰲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﳌﻜﺎﻥ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻻ ﲢﺘﻬﺎ ﺷﻲﺀ، ﻭﺣﺴﻚ ﻳﻨﻔﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﺃﻟﻒ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﻻ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ، ﻓﻼ ﻳﻄﻠﺐ ﺑﺎﳊﺲ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﳊﺲ. ﻭﺷﺎﻭﺭ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺑﺪﺀ ﺍﳋﻠﻖ )٦٧٢٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٤٣١/٢١٢(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )١٢٧٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٧٨٣.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٥٣١/٥١٢(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٢٢٧٤(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ‬ ‫ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ )١٦٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٧٨٣، ٩٣٥.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ )٣٥٧٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٦٠٢/١٥٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
‫-١٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻘﻠﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﳌﺸﺎﻭﺭﺓ.‬ ‫ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﻠ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻋﻨﺪ ﲰﺎﻉ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻴﺤﻤﻠﻮ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﳊﺲ ﻓﻴﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ. ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺬﺍﻫﺐ، ﻓﺘﺮﻯ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﻳﻼﻋﻦ ﻭﻳﻘﺎﺗﻞ ﰲ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ.‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳜﺺ ﺑﻌﺼﺒﻴﺘﻪ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳜﺺ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ، ﻭﻛﻢ ﻗﺪ‬ ‫ﺟﺮﻯ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻭﺏ، ﻭﻗﺪ ﺟﺮﻯ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺮﺥ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﳑﺮ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺇﺣﺮﺍﻕ ﺍﶈﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻄﻮﻝ ﺫﻛﺮﻩ، ﻭﺗﺮﻯ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﳑﻦ ﳜﺎﺻﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻳﻠﺒﺲ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﻳﻘﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻠﻲ ﺑﺮﻳﺌﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ. ﻭﻗﺪ ﳛﺲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﻮﻉ ﻓﻬﻢ ﻓﻴﺴﻮﻝ ﻟﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳐﺎﺻﻤﺔ ﺭﺑﻪ. ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺮﺑﻪ: ﻛﻴﻒ ﻗﻀﻰ‬ ‫ﻭﻋﺎﻗﺐ؟ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﱂ ﺿ‪‬ﻖ ﺭﺯﻕ ﺍﳌﺘﻘﻲ ﻭﺃﻭﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ؟ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺗﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺍﻋﺘﺮﺽ ﻭﻛﻔﺮ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻱ ﺣﻜﻤﺔ ﰲ ﻫﺪﻡ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻳﻌﺬﻬﺑﺎ ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺍﻟﺒﻌﺚ. ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﳜﺘﻞ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﺃﻭ ﻳﺒﺘﻠﻰ ﺑﺒﻼﺀ ﻓﻴﻜﻔﺮ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﺻﻠﻲ.‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻏﻠﺐ ﻓﺎﺟﺮ ﻧﺼﺮﺍﱐ ﻣﺆﻣﻨ‪‬ﺎ ﻓﻘﺘﻠﻪ ﺃﻭ ﺿﺮﺑﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ: ﻗﺪ ﻏﻠﺐ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ،‬ ‫ﻭﳌﺎﺫﺍ ﻧﺼﻠﻲ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﲤﻜﻦ ﻬﺑﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﺒﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻠﻮ ﺃ‪‬ﻢ ﺍﺳﺘﻔﻬﻤﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻷﺧﱪﻭﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﻜﻴﻢ ﻭﻣﺎﻟﻚ،‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻦ ﻋﻘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻼ ﻳﺒﺎﱄ ﲟﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻤﱴ ﺧﺎﻟﻔﺖ‬ ‫ﻓﺘﻮﺍﻫﻢ ﻏﺮﺿﻪ ﺃﺧﺬ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﻘﺪﺡ ﻓﻴﻬﻢ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﻋﺸﺖ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﲔ، ﻓﻠﻮ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻳﺪﻱ ﰲ ﺻﻨﻌﺔ ﺻﺎﻧﻊ ﻟﻘﺎﻝ: ﺃﻓﺴﺪ‪‬ﺎ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻗﻠﺖ: ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻋﺎﱂ،‬ ‫ﻲ‬
‫-٢٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻘﺎﻝ: ﺑﺎﺭﻙ ﺍﷲ ﻟﻚ ﰲ ﻋﻠﻤﻚ، ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺷﻐﻠﻚ. ﻫﺬﺍ، ﻭﺷﻐﻠﻪ ﺃﻣﺮ ﺣﺴﻲ ﻟﻮ ﺗﻌﺎﻃﻴﺘﻪ‬ ‫ﻓﻬﻤﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﻣﺮ ﻋﻘﻠﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻓﺘﻴﺘﻪ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ.‬ ‫ﳐﺎﻟﻔﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺗﻘﺪﳝﻬﻢ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻘﺪﳝﻬﻢ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻠﻮ ﺭﺃﻭﺍ ﺟﺒﺔ ﺻﻮﻑ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﺟﻬﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻈﻤﻮﻩ ﺧﺼﻮﺻ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﻃﺄﻃﺄ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﲣﺸﻊ ﳍﻢ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻓﻼﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ؟ ﺫﺍﻙ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺯﺍﻫﺪ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﻋﻨﺒﺔ ﻭﻻ ﺭﻃﺒﺔ ﻭﻻ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﻗﻂ، ﺟﻬﻼ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﻭﺇﻳﺜﺎﺭ‪‬ﺍ ﻟﻠﻤﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺃ‪‬ﻢ ﱂ ﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﺫ ﻟﻮ ﺭﺃﻭﻩ ﻳﻜﺜﺮ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﻭﻳﺼﻄﻔﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﺎﻳﺎ ﻭﻳﺄﻛﻞ ﳊﻢ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ﻭﳛﺐ ﺍﳊﻠﻮﻯ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ ﱂ ﻳﻌﻈﻢ ﰲ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻗﺪﺣﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺪﺣﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﳉﻬﻞ،‬ ‫ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻴﻠﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ، ﻓﻬﻢ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﳑﻦ ﻗﺪ ﺧﱪﻭﺍ ﺃﻣﺮﻩ‬ ‫ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻓﻴﻤﻴﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ. ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺇﱃ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﱪﺕ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ، ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻓﺈﻥ ﺁﻧﺴﺘﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺷ ‪‬ﺍ ﻓﺎﺩﻓﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ﴾‬ ‫ﺪ‬ ‫]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٦[، ﻭﻣﻦ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻖ ﺑﺄ‪‬ﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺟﻞ: ﴿ﹶﻟﻘﺪ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﹾﻟ ‪‬ﺆﻣﻨﲔ ِﺇﺫ ‪‬ﺑﻌﺚ ﻓِﻴﻬﻢ ﺭ ‪‬ﻮﻻ ﻣﻦ ﺃﹶﻧ ﹸﺴﻬﻢ﴾، ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫‪ ‬ﻤ ِِ ‪ ‬ﹾ ‪ ‬ﹶ ِ ‪ ‬ﺳ ﹰ ‪  ‬ﻔ ِ ِ ‪‬‬ ‫ﹶ‪ ‬‬ ‫﴿ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ﴾ ]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٠٢[.‬ ‫ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬
‫-٣٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﳜﺮﺝ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻡ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﺇﱃ ﻗﺒﻮﻝ ﺩﻋﺎﻭﻳﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﺧﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ‬ ‫ﻋﻦ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ. ﻓﺘﺮﻯ ﺍﳌﺘﻨﻤﺲ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﻌﺎﻣﻲ: ﺃﻧﺖ ﻓﻌﻠﺖ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻛﺬﺍ ﻭﺳﻴﺠﺮﻱ ﻋﻠﻴﻚ‬ ‫ﻛﺬﺍ ﻓﻴﺼﺪﻗﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺎﻃﺮ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻛﻔﺮ، ﰒ ﻳﺮﻭﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺘﻨﻤﺴﲔ ﺃﻣﻮﺭ‪‬ﺍ ﻻ ﲢﻞ ﻛﻤﺆﺍﺧﺎﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﳋﻠﻮﺓ ﻬﺑﻦ، ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺗﺴﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﳍﻢ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ.‬ ‫ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺇﻃﻼﻗﻬﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﲞﻮﺍ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﻛﻼﻡ‬ ‫ﺯﻧﺎﺩﻗﺔ.‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺃﺗﺮﻙ ﻧﻘﺪ‪‬ﺍ ﻟﻨﺴﻴﺌﺔ، ﻭﻟﻮ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺑﻨﻘﺪ ﻷﻧﻪ‬ ‫ﳏﺮﻡ، ﻭﺇﳕﺎ ﳜﲑ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺌﺔ ﺍﳌﺒﺎﺣﲔ، ﻓﻤﺜﻠﻬﻢ ﻛﻤﺜﻞ ﳏﻤﻮﻡ ﺟﺎﻫﻞ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻌﺴﻞ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻮﺗﺐ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻧﻘﺪ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻧﺴﻴﺌﺔ. ﰒ ﻟﻮ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﻴﺌﺔ ﻭﻋﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﻻ ﳜﻠﻒ. ﻭﻟﻮ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳜﺎﻃﺮﻭﻥ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﳌﺎ‬ ‫ﻳﺮﺟﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻮﻩ ﻗﻠﻴﻞ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺟﻮﻧﻪ ﻛﺜﲑ. ﻭﻟﻮ ﺃ‪‬ﻢ ﻣﻴﺰﻭﺍ ﺑﲔ‬ ‫ﻣﺎ ﺁﺛﺮﻭﺍ ﻭﻣﺎ ﺃﻓﺎﺗﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﺮﺃﻭﺍ ﺗﻌﺠﻴﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺠﻠﻮﺍ ﺇﺫ ﻓﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻭﺃﻭﻗﻌﻬﻢ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﳋﺴﺮﺍﻥ ﺍﳌﺒﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻼﰱ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺮﺏ ﻛﺮﱘ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ‬ ‫ﻭﺍﺳﻊ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻴﺴﻤﻮﻥ ﲤﻨﻴﻬﻢ ﻭﺍﻏﺘﺮﺍﺭﻫﻢ ﺭﺟﺎﺀ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﻠﻚ ﻋﺎﻣﺔ‬ ‫ﺍﳌﺬﻧﺒﲔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﺯﺩﻕ ﺟﻠﺲ ﺇﱃ ﻗﻮﻡ، ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﻥ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻭﺳﻌﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺻﺪﺭ‪‬ﺍ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ: ﱂ ﺗﻘﺬﻑ ﺍﶈﺼﻨﺎﺕ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻭﱐ ﻟﻮ ﺃﺫﻧﺒﺖ‬ ‫ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﺎ ﺃﺫﻧﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺭﰊ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﺗﺮﺍﳘﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻄﻴﺒﺎﻥ ﻧﻔﺴ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺬﻓﺎﱐ ﰲ ﺗﻨﻮﺭ ﳑﻠﻮﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲨﺮ‪‬ﺍ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺮﲪﺎﻧﻚ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺈ‪‬ﻲ ﺃﻭﺛﻖ ﺑﺮﲪﺔ ﺭﰊ ﻣﻨﻬﻤﺎ.‬ ‫ﻧ‬
‫-٤٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳉﻬﻞ ﺍﶈﺾ ﻷﻥ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺮﻗﺔ ﻃﺒﻊ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﳌﺎ ﺫﺑﺢ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﻭﻻ ﺃﻣﻴﺖ ﻃﻔﻞ ﻭﻻ ﺃﺩﺧﻞ ﺃﺣﺪ ﺇﱃ ﺟﻬﻨﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩ، ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ: ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﺃﰊ ﻧﻮﺍﺱ ﲟﻜﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﻐﻼﻡ ﺃﻣﺮﺩ‬ ‫ﻳﺴﺘﻠﻢ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺃﺑﻮ ﻧﻮﺍﺱ: ﻭﺍﷲ ﻻ ﺃﺑﺮﺡ ﺣﱴ ﺃﻗﺒﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ،‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻳﻠﻚ ﺍﺗﻖ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻓﺈﻧﻚ ﺑﺒﻠﺪ ﺣﺮﺍﻡ ﻭﻋﻨﺪ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﳊﺮﺍﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺪ. ﰒ‬ ‫ﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﺠﺮ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻳﺴﺘﻠﻤﻪ ﻓﺒﺎﺩﺭ ﺃﺑﻮ ﻧﻮﺍﺱ ﻓﻮﺿﻊ ﺧﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺧﺪ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻓﻘﺒﻠﻪ ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫ﺃﻧﻈﺮ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻳﻠﻚ، ﺃﰲ ﺣﺮ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺩﻉ ﺫﺍ ﻋﻨﻚ ﻓﺈﻥ ﺭﰊ ﺭﺣﻴﻢ، ﰒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺸﺪ ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ(‬ ‫ﻋﻨﺪ ﺍﺳـﺘﻼﻡ ﺍﳊﺠـﺮ ﺍﻷﺳـﻮﺩ‬ ‫ـﻘﺎﻥ ـﻒ ـ ‪‬ﺍﳘﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘـ ﺧـ ﺪ‬ ‫ﻭﻋﺎﺷـ‬ ‫ـﺪ‬ ‫ـﺎ ـﺎ ـﻰ ﻣﻮﻋـ‬ ‫ﻛﺄﳕـ ﻛﺎﻧـ ﻋﻠـ‬ ‫ـﺘﻔﻴﺎ ـﻦ ـﲑ ﺃﻥ ـﺎ‬ ‫ﻳﺄﲦـ‬ ‫ﻓﺎﺷـ ﻣـ ﻏـ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﺮﺃﺓ ﺍﻟﱵ ﻧﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﻧﺴﻲ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﻙ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺮﻣﺔ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺯﱏ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻤﺴﺨﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺣﺠﺮﻳﻦ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻧﻮﺍﺱ ﰲ ﻣﺮﺽ ﻣﻮﺗﻪ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ: ﺗﺐ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ. ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺇﻳﺎﻱ ﲣﻮﻓﻮﻥ، ﺣﺪﺛﲏ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺮﻗﺎﺷﻲ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫»ﻟﻜﻞ ﻧﱯ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻭﺇﱐ ﺍﺧﺘﺒﺄﺕ ﺷﻔﺎﻋﱵ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﱵ«)١(، ﺃﻓﺘﺮﻯ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺧﻄﺄ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ:‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٩٣٧٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )٥٣٤٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ«، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٣١٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٩٦، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ‬ ‫ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٦٩٥٢ ﻣﻮﺍﺭﺩ(. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ: »ﺻﺤﻴﺢ« ﻛﻤﺎ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٤١٧٣( ﺑﻠﻔﻆ:‬ ‫»ﺷﻔﺎﻋﱴ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﱴ«. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻄﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻯ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺗﻔﺮﺩ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺮﻗﺎﺷﻰ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ، ﻓﻬﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻨﻜﺮﺓ.‬
‫-٥٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﱂ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻧﺴﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﺇﳕﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺘﺎﺋﺐ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺇﱏ ﻟﻐﻔﺎﺭ ﳌﻦ‬ ‫ﺗﺎﺏ﴾ ]ﻃﻪ: ٢٨[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻭﺭﲪﱴ ﻭﺳﻌﺖ ﻛﻞ ﺷﻰﺀ ﻓﺴﺄﻛﺘﺒﻬﺎ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺘﻘﻮﻥ﴾‬ ‫]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٦٥١[، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻠﻚ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ، ﻭﻗﺪ ﻛﺸﻔﻨﺎﻩ ﰲ ﺫﻛﺮ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﳛﺎﻓﻈﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﻭﺩ، ﻓﻼﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ ﻭﻓﻼﻥ‬ ‫ﻳﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ، ﻓﺄﻣﺮﻱ ﺃﻧﺎ ﻗﺮﻳﺐ.‬ ‫ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃﻥ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻭﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺳﻮﺍﺀ، ﻓﻐﻠﺒﺔ ﺍﳍﻮﻯ ﻟﻠﻌﺎﱂ‬ ‫ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺬﺭ‪‬ﺍ ﻟﻠﺠﺎﻫﻞ.‬ ‫ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﻗﺪﺭ ﺫﻧﱯ ﺣﱴ ﺃﻋﺎﻗﺐ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺎ ﺣﱴ ﺃﺅﺍﺧﺬ؟ ﻭﺫﻧﱯ ﻻ ﻳﻀﺮﻩ‬ ‫ﻭﻃﺎﻋﱵ ﻻ ﺗﻨﻔﻌﻪ، ﻭﻋﻔﻮﻩ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺟﺮﻣﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻠﻬﻢ: )ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ(‬ ‫ﺃﺫﻧﺒــﺖ ﻻ ﻳﻐﻔــﺮ ﱄ ﺫﻧــﱯ‬ ‫ـﻦ ـﺎ ـﺪ ﺍﷲ ـﱴ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺣـ‬ ‫ﻣـ ﺃﻧـ ﻋﻨـ‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﲪﺎﻗﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻛﺄ‪‬ﻢ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺆﺍﺧﺬ ﺇﻻ ﺿﺪ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﻧﺪ‪‬ﺍ. ﰒ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﺑﺎﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗﺪ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﰲ ﻣﻘﺎﻡ ﻣﻌﺎﻧﺪ.‬ ‫ﻭﲰﻊ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺃﻧﺎ ﺣﱴ ﻳﻌﺎﻗﺒﲏ ﺍﷲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻟﻮ ﺃﻣﺎﺕ ﺍﷲ ﲨﻴﻊ ﺍﳋﻼﺋﻖ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺃﻧﺖ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻳ‪‬ـﺎ ﹶﺃ‪‬ﻳﻬ‪‬ﺎ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ﴾ ﺧﻄﺎﺑ‪‬ﺎ ﻟﻚ.‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺄﺗﻮﺏ ﻭﺃﺻﻠﺢ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﺑﻠﻪ ﺳﺎﻛﻦ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﺎﺧﺘﻄﻔﻪ ﺍﳌﻮﺕ ﻗﺒﻠﻪ.‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﳊﺰﻡ ﺗﻌﺠﻴﻞ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﺭﲟﺎ ﱂ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺭﲟﺎ ﱂ ﺗﺼﺢ ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﱂ ﺗﻘﺒﻞ ﰒ ﻟﻮ ﻗﺒﻠﺖ ﺑﻘﻲ ﺍﳊﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺎﻳﺔ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ. ﻓﻤﺮﺍﺭﺓ ﺧﺎﻃﺮ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﺣﱴ ﺗﺬﻫﺐ ﺃﺳﻬﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺣﱴ ﺗﻘﺒﻞ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﺏ ﰒ ﻳﻨﻘﺾ ﻓﻴﻠﺞ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺎﳌﻜﺎﺋﺪ ﻟﻌﻠﻤﻪ‬ ‫ﺑﻀﻌﻒ ﻋﺰﻣﻪ.‬
‫-٦٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺭﺁﻙ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬ ‫ﻓﻨﻌﺎﻙ، ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺁﻙ ﻣﺪﺍﻭﻣ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﻣﱠﻚ ﻭﺭﻓﻀﻚ، ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺁﻙ ﻣﺮﺓ ﻫﻜﺬﺍ ﻭﻣﺮﺓ ﻫﻜﺬﺍ‬ ‫‪‬ﻠ ‪‬‬ ‫ﻃﻤﻊ ﻓﻴﻚ.‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻷﺣﺪﻫﻢ ﻧﺴﺐ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﻴﻐﺘﺮ ﺑﻨﺴﺒﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻭﻻﺩ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻠﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﳊﺴﲔ، ﺃﻭ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻣﻦ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ، ﻭﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﻳﺒﻨﻮﻥ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻳﻦ:‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺇ‪‬ﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺇﻧﺴﺎﻧ‪‬ﺎ ﺃﺣﺐ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﺃﻫﻠﻪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﳍﻢ ﺷﻔﺎﻋﺔ، ﻭﺃﺣﻖ ﻣﻦ ﺷﻔﻌﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻠﻬﻢ ﻭﺃﻭﻻﺩﻫﻢ.‬ ‫ﻭﻛﻼ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻏﻠﻂ:‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﶈﺒﺔ: ﻓﻠﻴﺴﺖ ﳏﺒﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻛﻤﺤﺒﺔ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ، ﻭﺇﳕﺎ ﳚﺐ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻋﻪ، ﻓﺈﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﱂ ﻳﻨﺘﻔﻌﻮﺍ ﺑﺂﺑﺎﺋﻬﻢ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﳏﺒﺔ ﺍﻷﺏ ﺗﺴﺮﻱ ﻟﺴﺮﻯ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ: ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻻ ﻳﺸﻔﻌﻮﻥ ﺇﻻ ﳌﻦ ﺍﺭﺗﻀﻰ﴾ ]ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ: ٨٢[،‬ ‫ﻭﳌﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻧﻮﺡ ﲪﻞ ﺍﺑﻨﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﴿ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻚ﴾ ]ﻫﻮﺩ: ٦٤[، ﻭﱂ‬ ‫ﻳﺸﻔﻊ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﰲ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﻻ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﰲ ﺃﻣﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: »ﻻ ﺃﻏﲏ ﻋﻨﻚ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ«)١( ﻭﻣﻦ ﻇﻦ ﺃﻧﻪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ )٣٥٧٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٦٠٢/١٥٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
‫-٧٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻨﺠﻮ ﺑﻨﺠﺎﺓ ﺃﺑﻴﻪ ﻛﻤﻦ ﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺒﻊ ﺑﺄﻛﻞ ﺃﺑﻴﻪ.‬ ‫ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﹼﺔ ﺧﲑ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﲟﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ: ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﺔ ﺧﲑ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﲟﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ.‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ. ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﲑ، ﰒ ﻻ ﻳﺘﺤﺎﺷﻰ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ.‬ ‫ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﺮﺽ ﻭﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻓﺮﺽ‬ ‫ﺁﺧﺮ، ﻓﻼ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺾ: ﳓﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﺎ ﻣﻮﺍﻻﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻛﺬﺑﻮﺍ، ﻓﺈﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﻳﺪﻓﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﺃﻻﺯﻡ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺃﻓﻌﻞ ﺍﳋﲑ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﲏ، ﻭﺟﻮﺍﺑﻪ‬ ‫ﻛﺠﻮﺍﺏ ﺍﻷﻭﻝ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺭﻳﻦ ﰲ ﺃﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﻴ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺭﻳﻦ ﰲ ﺃﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻔﺘﻴﺎﻥ،‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﻟﻔﱴ ﻻ ﻳﺰﱐ ﻭﻻ ﻳﻜﺬﺏ ﻭﳛﻔﻆ ﺍﳊﺮﻡ ﻭﻻ ﻳﻬﺘﻚ ﺳﺘﺮ ﺍﻣﺮﺃﺓ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻻ‬ ‫ﻳﺘﺤﺎﺷﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻨﺴﻮﻥ ﺗﻘﻠﻲ ﺍﻷﻛﺒﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ، ﻭﻳﺴﻤﻮﻥ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﻮﺓ. ﻭﺭﲟﺎ ﺣﻠﻒ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﲝﻖ ﺍﻟﻔﺘﻮﺓ ﻓﻠﻢ ﻳﺄﻛﻞ ﻭﱂ ﻳﺸﺮﺏ، ﻭﳚﻌﻠﻮﻥ ﺇﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﺮﺍﻭﻳﻞ‬ ‫ﻟﻠﺪﺍﺧﻞ ﰲ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻛﺈﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﻳﺪ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﺣﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻦ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺃﻭ‬ ‫ﺃﺧﺘﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺯﺭ ﻻ ﺗﺼﺢ ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﳏ ‪‬ﺽ ﻓﻘﺘﻠﻬﺎ، ﻭﻳ ‪‬ﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻓﺘﻮﺓ. ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻓﺘﺨﺮ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺮﺏ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﺃﲰﻊ ﻭﺍﻟﺪﻱ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺣﻢ ﺍﷲ ﺃﺑﺎ ﺍﳍﻴﺜﻢ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﳍﻴﺜﻢ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺑﻮ ﺍﳍﻴﺜﻢ ﺍﳊﺪﺍﺩ:‬ ‫ﳌﺎ ﻣﺪﺩﺕ ﻳﺪﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﹸﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﺴﻴﺎﻁ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﺈﻧﺴﺎﻥ ﳚﺬﺏ ﺛﻮﰊ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ ﱄ: ﺗﻌﺮﻓﲏ؟ ﻗﻠﺖ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳍﻴﺜﻢ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺭ ﺍﻟﻠﺺ ﺍﻟﻄﺮﺍﺭ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﰲ ﺩﻳﻮﺍﻥ‬ ‫‪‬ﻴ‬
‫-٨٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺃﱐ ﺿﺮﺑﺖ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻒ ﺳﻮﻁ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺭﻳﻖ، ﻭﺻﱪﺕ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺎﺻﱪ ﺃﻧﺖ ﰲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺃﺑﻮ ﺍﳍﻴﺜﻢ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺧﺎﻟﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﳌﺜﻞ ﺑﺼﱪﻩ. ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﻛﻞ: ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺟﻠﹶﺪﻙ؟ ﻗﺎﻝ: ﺍﻣﻸ ﱄ ﺟﺮﺍﰊ ﻋﻘﺎﺭﺏ ﰒ ﺃﺩﺧﻞ ﻳﺪﻱ ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻴﺆﳌﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺆﳌﻚ، ﻭﺃﺟﺪ ﻵﺧﺮ ﺳﻮﻁ ﻣﻦ ﺍﻷﱂ ﻣﺎ ﺃﺟﺪ ﻷﻭﻝ ﺳﻮﻁ، ﻭﻟﻮ ﻭﺿﻌﺖ ﰲ ﻓﻤﻲ ﺧﺮﻗﺔ‬ ‫ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺿﺮﺏ ﻻﺣﺘﺮﻗﺖ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻣﺎ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻮﰲ، ﻭﻟﻜﻨﲏ ﻭﻃﻨﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﱪ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺘﺢ: ﻭﳛﻚ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻙ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳌﺘﻮﻛﻞ: ﳓﻦ ﺧﻠﻴﺪﻳﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺘﺢ: ﺃﻧﺎ ﺧﻠﻴﺪﻱ. ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ‬ ‫ﳋﺎﻟﺪ: ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﳊﻮﻡ ﻭﺩﻣﺎﺀ ﻓﻴﺆﳌﻜﻢ ﺍﻟﻀﺮﺏ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻠﻰ ﻳﺆﳌﻨﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻌﻨﺎ ﻋﺰﳝﺔ‬ ‫ﺻﱪ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻜﻢ. ﻭﻗﺎﻝ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﳌﺎ ﻗﺪﻡ ﲞﺎﻟﺪ: ﺍﺷﺘﻬﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻩ ﻓﻤﻀﻴﺖ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﻏﲑ ﻣﺘﻤﻜﻦ ﻟﺬﻫﺎﺏ ﳊﻢ ﺇﻟﻴﺘﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺏ، ﻭﺇﺫﺍ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﺘﻴﺎﻥ ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ‬ ‫ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺿﺮﺏ ﺑﻔﻼﻥ، ﻭﻓﻌﻞ ﻓﻼﻥ ﻛﺬﺍ، ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﻻ ﺗﺘﺤﺪﺛﻮﺍ ﻋﻦ ﻏﲑﻛﻢ، ﺍﻓﻌﻠﻮﺍ ﺃﻧﺘﻢ‬ ‫ﺣﱴ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻜﻢ ﻏﲑﻛﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﻬﺑﺆﻻﺀ ﻓﻴﺼﱪﻭﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺷﺪﺓ ﺍﻷﱂ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﳍﻢ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﻟﻮ ﺻﱪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﲑ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﳊﺼﻞ ﳍﻢ ﺍﻷﺟﺮ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ‬ ‫ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﳊﺎﳍﻢ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻭﻓﻀﻴﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻌﻈﺎﺋﻢ.‬ ‫ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﻭﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﻭﻳﻀﻴﻊ ﻓﺮﺍﺋﺾ، ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﳛﻀﺮ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺫﺍﻥ‬ ‫ﻭﻳﺘﻨﻔﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﻣﺄﻣﻮﻣ‪‬ﺎ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﳛﻀﺮ ﰲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭﻳﺰﺍﺣﻢ‬ ‫ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﻏﺎﺋﺐ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﻭﻳﺒﻜﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ، ﻗﺎﻝ:‬
‫-٩٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺳﻴﺌﺔ ﻭﺣﺴﻨﺔ، ﻭﺍﷲ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ. ﻭﲨﻬﻮﺭﻫﻢ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻓﻴﻔﺴﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﺼﻠﺢ. ﻭﺭﺃﻳﺖ‬ ‫ﺭﺟﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﺰﻫﺪ ﰒ ﺟﺐ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻓﺤﺶ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺣﻀﻮﺭ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺬﻛﺮ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ، ﳛﻀﺮﻭﻥ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻳﺒﻜﻮﻥ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻳﻜﺘﻔﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ، ﻇﻨ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻌﻤﻞ ﲟﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﺎﻥ ﺯﻳﺎﺩﺓ‬ ‫ﰲ ﺍﳊﺠﺔ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻭﺇﱐ ﻷﻋﺮﻑ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﳛﻀﺮﻭﻥ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﲔ ﻭﻳﺒﻜﻮﻥ ﻭﳜﺸﻌﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﻐﲑ ﺃﺣﺪﻫﻢ‬ ‫ﻋﻤﺎ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺎﺩﻩ، ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭﺍﻟﻐﺶ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﳉﻬﻞ ﺑﺄﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻕ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺄﺭﺍﻫﻢ ﺃﻥ ﺣﻀﻮﺭ ﺍ‪‬ﻠﺲ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻼﺑﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﺃﺭﻯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﳎﺎﻟﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ‬ ‫ﺗﺪﻓﻊ ﻋﻨﻜﻢ، ﻭﺷﻐﻞ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻄﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻄﺎﳍﻢ، ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻟﻠﺘﻔﺮﺝ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﻭﺃﳘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ.‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻛﺴﺒﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺒﺎﻟﻮﻥ ﻛﻴﻒ ﺣﺼﻠﺖ، ﻭﻗﺪ ﻓﺸﺎ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﰲ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫ﻣﻌﺎﻣﻼ‪‬ﻢ ﻭﺃﻧﺴﻮﻩ، ﺣﱴ ﺃﻥ ﲨﻬﻮﺭ ﻣﻌﺎﻣﻼ‪‬ﻢ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﲨﺎﻉ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻟﻴﺄﺗﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺯﻣﺎﻥ ﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﺍﳌﺮﺀ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﻼﻝ ﺃﻭ‬ ‫ﺣﺮﺍﻡ«)١(.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )٣٨٠٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٥٣٤، ٢٥٤.‬
‫-٠٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻬﺑﺎ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺃﺻﻼ ﺍﺗﻜﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻔﻮ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳜﺮﺝ ﺑﻌﻀ‪‬ﺎ ﰒ ﻳﻐﻠﺒﻪ ﺍﻟﺒﺨﻞ، ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺃﻥ ﺍ ﹸﺨﺮﺝ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳛﺘﺎﻝ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻹﺳﻘﺎﻃﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﻳﻬﺐ ﺍﳌﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﺍﳊﻮﻝ ﰒ ﻳﺴﺘﺮﺩﻩ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳛﺘﺎﻝ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ‬ ‫ﻳﻘ ‪‬ﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺸﺮ ﺩﻧﺎﻧﲑ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺩﻳﻨﺎﺭﻳﻦ، ﻭﻳﻈﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﲣﻠﺺ، ﻭﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻣﻦ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﺮﺩﻱﺀ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﳉﻴﺪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﳌﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻬﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﺟﺮﻩ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻴﻚ،‬ ‫ﻓﻴﻤﻨﻌﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﻔﻞ ﺑﺼﺪﻗﺔ ﺣﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﻤﺎﻝ، ﻓﻴﻔﻮﺗﻪ ﺃﺟﺮ ﺍﳌﺘﺼﺪﻗﲔ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺎﻝ ﺭﺯﻕ ﻏﲑﻩ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ: ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ﺃﺧﺬﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻘﺒﻠﻪ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺳﺮﺗﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﺑﻚ ﹸﻃﻐﻲ ﻭﺑﻚ ﺃﻛﻔﺮ، ﺭﺿﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﲝﺒﻪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﱐ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺷﻘﻴﻖ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﺭﻳﺪﺓ،‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻋﻴﺎﻩ ﺍﺿﻄﺠﻊ ﰲ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻴﻤﻨﻌﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻖ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻜﺜﲑ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﻝ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﲏ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﲑ، ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﺟﻬﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﳍﺎ، ﻻ ﲜﻤﻊ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻨﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ: )ﺍﳍﺰﺝ(‬ ‫ﺧــ ‪ ‬ﻣــﻦ ﻏــﲎ ﺍﳌــﺎﻝ‬ ‫ِ‬ ‫ﲑ‬ ‫ﻏﻨ ـﻰ ـﻨﻔﺲ ـﻦ ـﻞ‬ ‫ﳌـ ﻳﻌﻘـ ﹸ‬ ‫ِ‪‬ـ ﺍﻟـ‬ ‫ـﻞ ﰲ ـﺎﻝ‬ ‫ﻭ ـﻴﺲ ﺍﻟﻔﻀـ ﹸ ﺍﳊـ‬ ‫ِﻟـ‬ ‫ـﻞ ـﻨﻔﺲ ﰲ ﺍﻷﻧﻔ ـﺲ‬ ‫ﹸـ‬ ‫ﻭﻓﻀـ ﹸ ﺍﻟـ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﰲ ﺇﻧﻔﺎﻗﻬﺎ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻔﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﻑ، ﺗﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻭﺗﺰﻭﻳﻖ ﺍﳊﻴﻄﺎﻥ ﻭﺯﺧﺮﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺍﳋﻴﻼﺀ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﳌﻄﺎﻋﻢ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺮﻑ، ﻭﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻻ ﻳﺴﻠﻢ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﳏﺮﻡ ﺃﻭ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻻ ﺗﺰﻭﻝ ﻗﺪﻣﺎﻙ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﱴ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﺭﺑﻊ: ﻋﻤﺮﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻓﻨﻴﺘﻪ، ﻭﺟﺴﺪﻙ ﻓﻴﻤﺎ‬
‫-١٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺑﻠﻴﺘﻪ، ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺍﻛﺘﺴﺒﺘﻪ ﻭﺃﻳﻦ ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ«)١(.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻔﻖ ﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﻃﺮ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﻭﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺬﻛﺮ‬ ‫ﻓﻴﻜﺘﺐ ﺍﲰﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﲎ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻻﻛﺘﻔﻰ ﺑﻌﻠﻤﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻟﻮ‬ ‫ﻛﻠﻒ ﺃﻥ ﻳﺒﲏ ﺣﺎﺋﻄﹰﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﲰﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ. ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻨﺲ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﻢ‬ ‫ﺍﻟﺸﻤﻊ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﰲ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻃﻠﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺴﻤﻌﺔ، ﻭﻣﺴﺎﺟﺪﻫﻢ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ، ﻷﻥ‬ ‫ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﻢ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺩﻫﻦ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﳌﺪﺡ ﻣﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﴰﻌﺔ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺇﻏﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺑﺜﻤﻦ ﺍﻟﺸﻤﻊ ﺃﻭﱃ، ﻭﻟﺮﲟﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ )ﺇﱃ( ﺍﻟﺴﺮﻑ‬ ‫ﺍﳌﻤﻨﻮﻉ ﻣﻨﻪ، ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤﻠﻪ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﰲ‬ ‫ﻳﺪﻩ ﺳﺮﺍﺝ ﻓﻴﻀﻌﻪ ﻭﻳﺼﻠﻲ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺗﺼﺪﻕ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺮﻭﻧﻪ، ﻓﻴﺠﻤﻊ ﺑﲔ ﻗﺼﺪﻩ ﻣﺪﺣﻬﻢ ﻭﺑﲔ‬ ‫ﺇﺫﻻﻝ ﺍﻟﻔﻘﲑ.‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﳚﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﲑ ﺍﳋﻔﺎﻑ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻗﲑﺍﻃﺎﻥ ﻭﳓﻮ ﺫﻟﻚ، ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﻓﻴﺘﺼﺪﻕ ﻬﺑﺎ ﺑﲔ ﺍﳉﻤﻊ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻟﻴﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﻓﻼﻥ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟ ‪‬ﺎﳊﲔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻃﺎﺱ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺛﻘﻴﻼ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﺯﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﻧﺼﻒ ﻭﻳﺴﻠﻤﻮﻧﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﰲ ﺳﺮ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﻗﺮﻃﺎﺳ‪‬ﺎ ﺻﻐﲑ‪‬ﺍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻇﻨﻪ ﻗﻄﻌﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﳌﺴﻪ ﻭﺟﺪ ﺗﺪﻭﻳﺮ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻓﻔﺮﺡ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺘﺤﻪ ﻇﻨﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﻮﺯﻥ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺁﻩ ﺛﻘﻴﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻇﻨﻪ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ، ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺯﻧﻪ ﻓﺮﺁﻩ ﺯﺍﺋﺪ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﺍﺷﺘﺪ ﻓﺮﺣﻪ، ﻓﺎﻟﺜﻮﺍﺏ ﻳﺘﻀﺎﻋﻒ‬ ‫ﻟﻠﻤﻌﻄﻲ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﺮﺗﺒﺔ.‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٣٧، ﻭﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٨/٤٤ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﺒﻠﻤﻰ، ﻟﻴﺲ ﺑﺜﻘﺔ، ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻉ« ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ‬ ‫ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )٧١٤٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺑﺮﺯﺓ ﺍﻷﺳﻠﻤﻰ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«.‬ ‫ﻭﺷﺎﻫﺪ ﺁﺧﺮ: ﺃﺧﺮﺟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )٦١٤٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬ ‫ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٦٤٩(.‬
‫-٢٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺑﺮ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﻫﻢ ﺃﻭﱃ. ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ‬ ‫ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺍﺛﻨﺘﺎﻥ: ﺻﺪﻗﺔ ﻭﺻﻠﺔ«)١(.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ‬ ‫ﻓﻴﻤﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺳﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻔﻘﺮﻩ، ﻭﻟﻮ ﻭﺍﺳﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺟﺮ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﻭﳎﺎﻫﺪﺓ‬ ‫ﺍﳍﻮﻯ. ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺫﻱ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺍﻟﻜﺎﺷﺢ«)٢(. ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺒﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﻓﻀﻠﹶﺖ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﳍﻮﻯ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺗﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺫﻱ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﲝﺒﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﺍﻩ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﻭﻳﻀ‪‬ﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ. ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻏﲎ ﻭﺍﺑﺪﺃ ﲟﻦ ﺗﻌﻮﻝ«)٣(.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: »ﺗﺼﺪﻗﻮﺍ«، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ: ﻋﻨﺪﻱ ﺩﻳﻨﺎﺭ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: »ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ«، ﻗﺎﻝ: ﻋﻨﺪﻱ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺁﺧﺮ، ﻗﺎﻝ: »ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺯﻭﺟﺘﻚ«، ﻗﺎﻝ: ﻋﻨﺪﻱ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺁﺧﺮ، ﻗﺎﻝ: »ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻙ«، ﻗﺎﻝ: ﻋﻨﺪﻱ ﺩﻳﻨﺎﺭ‬ ‫ﺁﺧﺮ، ﻗﺎﻝ: »ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺩﻣﻚ«، ﻗﺎﻝ: ﻋﻨﺪﻱ ﺁﺧﺮ، ﻗﺎﻝ: »ﺃﻧﺖ ﺃﺑﺼﺮ ﺑﻪ«)٤(.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )١٨٥٢(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٨٥٦( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ«، ﻭﺍﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٤٨١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٧١، ٨١، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٧٠٤‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٣٣٨ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/٤٧١. ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﳌﺸﻜﺎﺓ )٩٣٩١(: »ﺻﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٦١٤، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٤/٥٦١، ٧٠٢، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ‬ ‫ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٣/٦١١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﺍﳊﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﺃﺭﻃﺄﺓ ﻭﻓﻴﻪ ﻛﻼﻡ«. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ‬ ‫ﺍﻹﺭﻭﺍﺀ )٢٩٨( ﻭﻋﺪﺩ ﻃﺮﻗﻪ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٠٣٣، ٦٤٣، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٣/٥١١ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺭﻭﺍﻩ ﺃﲪﺪ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٦٢٨ ﻣﻮﺍﺭﺩ(.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٣٠١/٥٩(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٢٤٥٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﻜﻴﻢ ﺑﻦ ﺣﺰﺍﻡ.‬ ‫)٤( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )١٩٦١(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٣٥٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫=‬
‫-٣٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻔﻖ ﰲ ﺍﳊﺞ ﻭﻳﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺄﻥ ﺍﳊﺞ ﻗﺮﺑﺔ ﻭﺇﳕﺎ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺮﺟﺔ،‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻣﺪﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﺒﺸﺮ ﺍﳊﺎﰲ: ﺃﻋﺪﺩﺕ ﺃﻟﻔﻲ ﺩﺭﻫﻢ ﻟﻠﺤﺞ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺠﺠﺖ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺍﻗﺾ ﺩﻳﻦ ﻣﺪﻳﻦ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﲤﻴﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﻻ ﺇﱃ ﺍﳊﺞ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺮﺍﺩﻙ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﺮﻛﺐ ﻭﲡﻲﺀ ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﻓﻼﻥ ﺣﺎﺝ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﻳﺮﻣﻲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻐﲏ، ﻭﻳﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺄﻧﻚ ﲡﻤﻊ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺗﻄﻌﻤﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺑ‪‬ﻴ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺟﻬﺰ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺻﺎﻍ ﳍﺎ ﺩﺳﺖ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﺑﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺧﺘﻤﺔ‬ ‫ﻓﺘﻘﺪﻡ ﳎﺎﻣﺮ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﳛﻀﺮ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻼ ﻫﻮ ﻳﺴﺘﻌﻈﻢ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ‬ ‫ﺍﺗﺒﺎﻋ‪‬ﺎ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳚﻮﺭ ﰲ ﻭﺻﻴﺘﻪ ﻭﳛﺮﻡ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻣﺎﻟﻪ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﻛﻴﻒ‬ ‫ﺷﺎﺀ، ﻭﻳﻨﺴﻰ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﳌﺮﺽ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺛﲔ ﺑﻪ. ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺣﺎﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻗﺬﻑ ﰲ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ)١(، ﻭﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻭﺍﺩ ﰲ ﺟﻬﻨﻢ«. ﻭﻋﻦ‬ ‫ﺍﻷﻋﻤﺶ ﻋﻦ ﺧﻴﺜﻤﺔ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻏﻠﺒﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻓﻠﻦ‬ ‫ﻳﻐﻠﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ: ﺁﻣﺮﻩ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺣﻘﻪ، ﻭﺁﻣﺮﻩ ﺑﺈﻧﻔﺎﻗﻪ ﰲ ﻏﲑ ﺣﻘﻪ، ﻭﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﻘﻪ«)٢(.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫=‬ ‫٢/١٧٤، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٠١/٥١٤ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ‬ ‫)٨٢٨ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ.‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ )٧١٥٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺑﻠﻔﻆ »ﻣﻦ ﺣﺎﻑ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ‬ ‫ﺃﻟﻘﻰ ﰱ ﻻﻭﻯ ــ ﻭﺍﺩﻯ ﰱ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ«، ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ )٤٠٧٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺑﻠﻔﻆ: »ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﲑ ﺳﺒﻌﲔ ﺳﻨﺔ. ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻭﺻﻰ ﺣﺎﻑ ﰱ ﻭﺻﻴﺘﻪ.‬ ‫ﻓﻴﺨﺘﻢ ﻟﻪ ﺑﺸﺮ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ« ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺷﻬﺮ ﺑﻦ ﺣﻮﺷﺐ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺧﻴﺜﻤﺔ، ﻭﻋﻨﻌﻨﻪ ﺍﻷﻋﻤﺶ ﻣﻊ ﺛﻘﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻟﺲ.‬
‫-٤٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻫﻮ ﻏﲏ ﻓﺈﻥ ﺃﺿﺎﻑ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺈﳕﺎ ﻳﺴﺘﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻓﻀﻴﻞ، ﻋﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺯﺭﻋﺔ، ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺗﻜﱡﺮ‪‬ﺍ ﻓﺈﳕﺎ ﻳﺴﺄﻝ ﲨﺮ‪‬ﺍ،‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻓﻠﻴﺴﺘﻘﻞ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﻟﻴﺴﺘﻜﺜﺮ«)١(، ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ‬ ‫ﺑﺈﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﺭﺟﻞ ﺯﺍﻫﺪ ﻓﻘﺪ ﺭﺍﺀﻯ، ﻭﺇﻥ ﻛﺘﻢ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﻨﺪﻩ ﻟﻴﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﺮ‬ ‫ﻟﺌﻼ ﻳﻨﻔﻖ ﻓﻔﻲ ﺿﻤﻦ ﲞﻠﻪ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﷲ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺭﺃﻯ‬ ‫ﺭﺟﻼ ﺑﺎﺫ ﺍﳍﻴﺌﺔ ﻓﻘﺎﻝ: »ﻫﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻠ‪‬ﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ«)٢(، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﹶﹾﺘ ‪ ‬ﹸ‬ ‫ﹰ ﱠ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻓﻘﲑ‪‬ﺍ ﳏﻘﹰﺎ ﻓﺎﳌﺴﺘﺤﺐ ﻟﻪ ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﻤﻞ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ‬ ‫ﳛﻤﻞ ﻣﻔﺘﺎﺣ‪‬ﺎ ﻳﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺩﺍﺭ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﻳﺒﻴﺖ ﺇﻻ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﲏ، ﺇﺫ ﻗﺪ ﺯﻫﺪ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ﺭﻏﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﲏ ﻓﻴﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ، ﻭﺇﻥ ﺍﳋﲑﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﺑﺄﻣﺮ‬ ‫ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺑﺎﳉﺮﻳﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺳﺒﺎﺏ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻫﻼﻛﻬﻢ. ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻘﻠﺪﻭﻥ ﺍﻵﺑﺎﺀ، ﻭﺍﻷﺳﻼﻑ ﰲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺸﺆﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ، ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻌﻴﺶ ﲬﺴﲔ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﻭﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺃﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )١٤٠١/٥٠١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٨٣٨١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/١٣٢.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ )٦٠٠٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ« ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٤/٧٣١، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٩١/٦٧٢، ٧٧٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٥٢ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٤٣٤١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(.‬
‫-٥٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺻﻮﺍﺏ ﺃﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ. ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ. ﻭﻛﺬﻟﻚ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﳚﺮﻭﻥ ﰲ ﺻﻼ‪‬ﻢ ﻭﻋﺒﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ، ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻴﺶ ﺳﻨﲔ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ، ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ، ﻭﻻ ﻳﺴﻬﻞ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﻫﻮﺍﻧ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﲡﺎﺭﺓ ﻟﺴﺄﻝ ﻗﺒﻞ ﺳﻔﺮﻩ ﻋﻤﺎ ﻳﻨﻔﻖ ﰲ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﺒﻠﺪ. ﰒ ﺗﺮﻯ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺮﻛﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻳﺴﺠﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺭﻛﻊ ﻗﺒﻠﻪ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﰲ ﺭﻛﻦ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻓﻊ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﰲ ﺭﻛﻨﲔ، ﻓﺒﻄﻠﺖ ﺻﻼﺗﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻭﺫﺍﻙ ﺃﻣﺮ ﻻ ﳛﻤﻠﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺻﻼﺗﻪ ﺑﺎﻃﻠﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻭﺯﺍﺩ ﰲ‬ ‫ﻧﺎﻓﻠﺔ. ﻭﺭﲟﺎ ﺃﳘﻞ ﻏﺴﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻛﺎﻟﻌﻘِﺐ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻳﺪﻩ ﺧﺎﰎ ﻗﺪ ﺣﺼﺮ ﺍﻷﺻﺒﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺪﻳﺮﻩ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭﻻ ﻳﺼﻞ ﺍﳌﺎﺀ ﺇﱃ ﻣﺎ ﲢﺘﻪ ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﻭﺿﻮﺅﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻴﻌﻬﻢ‬ ‫ﻭﺷﺮﺍﺅﻫﻢ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻋﻘﻮﺩﻫﻢ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺮﻓﻮﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻘﻠﺪ ﻓﻘﻴﻬ‪‬ﺎ ﰲ ﺭﺧﺼﺘﻪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻻ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﲢﺖ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ. ﻭﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻌﻮﺍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﻻ ﻭﻓﻴﻪ ﻏﺶ ﻭﻳﻐﻄﻴﻪ ﻋﻴﺐ. ﻭﺍﳉﻼﺀ ﻳﻐﻄﻲ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﺩﻱﺀ ﺣﱴ ﺇﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ‬ ‫ﺗﻀﻊ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﰲ ﺍﻷﻧﺪﺍﺀ ﻭﺗﻨﺪﻳﻪ ﻟﻴﺜﻘﻞ ﻭﺯﻧﻪ. ﻭﻣﻦ ﺟﺮﻳﺎ‪‬ﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺘﻮﺍﱏ ﰲ‬ ‫ﺻﻼﺗﻪ ﺍﳌﻔﺮﻭﺿﺔ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻳﻔﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﺍﻡ، ﻭﻳﻐﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺭﲟﺎ ﻟﻮ ﺿﺮﺏ ﺑﺎﳋﺸﺐ‬ ‫ﱂ ﻳﻔﻄﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻷﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﺳﺘﺒﺸﺎﻉ ﺍﻟﻔﻄﺮ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﺑﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﺠﺎﺭ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻌﻲ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﻏﲑﻫﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﻧﻔﻘﺘﻬﺎ ﺫﻫﺒﺖ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺳﺘﺄﺟﺮ ﻬﺑﺎ ﺩﺍﺭ‪‬ﺍ‬ ‫ﻭﺁﻛﻞ ﺃﺟﺮﺓ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻇﻨ‪‬ﺎ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺮﻳﺐ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﻫﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻭﻳﺆﺩﻱ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻊ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺩﺍﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﰲ ﺑﻴﺘﻪ ﺁﻻﺕ ﻟﻮ ﺑﺎﻋﻬﺎ ﻻﺳﺘﻐﲎ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻫﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﺌﺠﺎﺭ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﳜﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻫﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺑﺎﻉ ﺩﺍﺭﻩ ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ‬ ‫ﺍﳋﺰﻑ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺼﻔﺮ. ﻭﳑﺎ ﺟﺮ‪‬ﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻭﺍﳌﻨﺠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻑ، ﻭﻗﺪ ﺷﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺑﻪ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ، ﻓﻘﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺃﻭ ﻳﻔﺼﻞ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﳛﺘﺠﻢ ﺇﻻ ﺳﺄﻝ ﺍﳌﻨﺠﻢ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ، ﻭﻻ ﲣﻠﻮ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺗﻘﻮﱘ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺩﺍﺭ ﳍﻢ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺼﺤﻒ.‬
‫-٦٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻬﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺸﻲﺀ«، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﺇ‪‬ﻢ ﳛﺪﺛﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻘﹰﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳊﻖ ﳜﻄﻔﻬﺎ ﺍﳉﲏ ﻓﻴﻘﺮﻫﺎ ﰲ ﺃﺫﻥ ﻭﻟﻴﻪ ﻗﺮ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ، ﻓﻴﺨﻠﻄﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺬﺑﺔ«)١(. ﻭﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﻋ ‪‬ﺍﻓﹰﺎ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﱂ ﺗﻘﺒﻞ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﻟﻪ ﺻﻼﺓ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻟﻴﻠﺔ«)٢(. ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﻛﺎﻫﻨ‪‬ﺎ ﻓﺼﺪﻗﻪ ﲟﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻘﺪ ﺑﺮﻯﺀ ﳑﺎ ﹸﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ «)٣(. ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺟﺮﻳﺎ‪‬ﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻷﳝﺎﻥ ﺍﳊﺎﻧﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﻇﻬﺎﺭ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻗﻮﳍﻢ‬ ‫ﰲ ﺍﻷﳝﺎﻥ: ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻲ ﺇﻥ ﺑﻌﺖ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﻟﺒﺲ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﺨﺘﻢ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ، ﻭﺭﲟﺎ ﺗﻮ ‪‬ﻉ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﰒ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻟﺒﺴﻪ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻛﺎﳋﻄﻴﺐ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﺇﳘﺎﻝ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﺣﱴ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻳﺮﻯ ﺃﺧﺎﻩ ﺃﻭ ﻗﺮﻳﺒﻪ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﻳﻠﺒﺲ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﻓﻼ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﻳﺘﻐﲑ، ﺑﻞ ﳜﺎﻟﻄﻪ‬ ‫ﳐﺎﻟﻄﺔ ﺣﺒﻴﺐ. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﲏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺩﺍﺭﻩ ﻣﺼﻄﺒﺔ ﻳﻀﻴﻖ ﻬﺑﺎ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﺍﳌﺎﺭﺓ، ﻭﻗﺪ ﳚﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺩﺍﺭﻩ ﻣﺎﺀ ﻣﻄﺮ ﻭﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺯﺍﻟﺘﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﰒ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻷﺫﻯ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﺑﻼ ﻣﺌﺰﺭ، ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﲟﺌﺰﺭ‬ ‫ﺭﻣﻰ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻩ ﻓﺘﺮﻯ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺇﻟﻴﺘﻴﻪ ﻭﻳﺴﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻟﻚ ﻓﲑﻯ ﺑﻌﺾ ﻋﻮﺭﺗﻪ‬ ‫ﻭﳝﺴﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻛﺒﺔ، ﰒ ﻳﻨﻈﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﱃ ﻋﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩ‬ ‫ﻳﻐﺾ ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩ‪‬ﻢ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﲝﻖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺭﲟﺎ ﺍﺿﻄﺮﻭﻫﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻂ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٢٦٧٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٨٢٢٢/٢٢١، ٣٢١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٠٣٢٢/٥٢١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٨٦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﻔﻴﻪ،‬ ‫ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﱮ ‪.e‬‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻜﻬﺎﻧﺔ )٤٠٩٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٥٣١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٩٣٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٨٠٤، ٩٢٤، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٨ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬
‫-٧٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻬﺮﻫﺎ، ﻭﻳﻈﻦ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﲣﻠﺺ ﲟﺎ ﻗﺪ ﺃﺳﻘﻄﺘﻪ ﻋﻨﻪ. ﻭﻗﺪ ﳝﻴﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﺇﺣﺪﻯ‬ ‫ﺯﻭﺟﺘﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻴﺠﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻣﺘﻬﺎﻭﻧ‪‬ﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻇﻨ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻴﻪ ﻗﺮﻳﺐ. ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺍﻣﺮﺃﺗﺎﻥ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺟﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﳚﺮ ﺇﺣﺪﻯ ﺷﻘﻴﻪ ﺳﺎﻗﻄﹰﺎ ﺃﻭ ﻣﺎﺋﻼ«)١(. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩ‪‬ﻢ ﺇﺛﺒﺎﺕ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺲ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺎﻛﻢ، ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺣﻜﻢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻔﻠﺲ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻨﻪ ﺑﺬﻟﻚ‬ ‫ﺍﳊﻘﻮﻕ، ﻭﻗﺪ ﻳﻮﺳﺮ ﻭﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺣﻘﹰﺎ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﺩﻛﺎﻧﻪ ﲝﺠﺔ ﺍﻟﻔﻠﺲ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ‬ ‫ﲨﻊ ﻣﺎﻻ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﺄﺿﺮ ﺑﻪ ﻳﻨﻔﻘﻪ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺍﺳﺘﺘﺎﺭﻩ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺮﻳﺐ. ﻭﳑﺎ ﺟﺮﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﺘﺄﺟﺮ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻴﻀﻴﻊ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﺜﺒﻂ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ‪‬ﻳﺤ ‪ ‬ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ‬ ‫ِﺪ‬ ‫ﺍﻟﻔﺄﺱ ﻭﺍﻟﺸ ﹼﺎﻕ ﺍﳌﻨﺸﺎﺭ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﲑ‪‬ﺍ ﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﲟﺜﻠﻪ.‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﻔﻮﺕ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﰲ ﺇﺟﺎﺭﺓ ﺭﺟﻞ، ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻻ‬ ‫ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﻋﻘﺪ ﺍﻹﺟﺎﺭﺓ، ﻭﻗﻠﺔ ﻧﺼﺤﻬﻢ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﻛﺜﲑﺓ.‬ ‫ﻭﳑﺎ ﺟﺮﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺩﻓﻦ ﺍﳌﻴﺖ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ، ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﻣﻜﺮﻭﻩ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻔﻦ‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺘﺒﺎﻫﻰ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﳌﻐﺎﻻﺓ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺳﻄﹰﺎ. ﻭﻳﺪﻓﻨﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﺣﺮﺍﻡ؛ ﻷﻧﻪ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﻭﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﺍﻟﻨﻮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻴﺖ. ﻭﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺤﺔ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﺘﺐ ﻗﺒﻞ ﻣﻮ‪‬ﺎ ﺗﻘﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺮﺑﺎﻝ ﻣﻦ ﻗﻄﺮﺍﻥ ﻭﺩﺭﻉ ﻣﻦ‬ ‫ﺟﺮﺏ«)٢(. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﺍﻟﻠﻄﻢ ﻭﲤﺰﻳﻖ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺧﺼﻮﺻ‪‬ﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ. ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﺃﻥ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٣١٢(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )١٤١١(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ‬ ‫ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٢٥٩٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٩٦٩١(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٦٠٢٢(، ﻭﺃﲪﺪ‬ ‫ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٥٩٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٦٨١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٤٣٩/٩٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢٤٣، ٣٤٣.‬ ‫ﻭﻣﻌﲎ ﻗﻮﻟﻪ »ﺩﺭﻉ ﻣﻦ ﺟﺮﺏ«: ﻳﻌﲎ ﻳﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺍﳉﺮﺏ ﻭﺍﳊﻜﺔ ﲝﻴﺚ ﻳﻐﻄﻰ ﺑﺪ‪‬ﺎ ﺗﻐﻄﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﻉ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ.‬
‫-٨٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﺷﻖ ﺍﳉﻴﻮﺏ ﻭﻟﻄﻢ ﺍﳋﺪﻭﺩ ﻭﺩﻋﺎ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ«)١(. ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﺭﺃﻭﺍ ﺍﳌﺼﺎﺏ ﻗﺪ ﺷﻖ ﺛﻮﺑﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ، ﻻ ﺑﻞ ﺭﲟﺎ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﺗﺮﻙ ﺷﻖ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ‬ ‫ﺃﹼﺮﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﳌﺼﻴﺒﺔ. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻴﺖ ﺍﻟ ‪‬ﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻳﺒﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺛ‬ ‫ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﺳﻨﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﱂ ﻳﻨﺎﻣﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﰲ ﺳﻄﺢ. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﳌﻘﺎﺑﺮ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻭﺇﻳﻘﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭﺃﺧﺬ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﻘﱪ ﺍﳌﻌﻈﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﳌﺎ ﺷﻘﺖ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﺍﻟ ﱠﻐﺎﻡ ﻋﺪﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﻉ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺇﱃ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻭﺿﻌﻮﻫﺎ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﺴﻬﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺫ ﱂ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﻬﺑﺎ ﲢﺖ ﺃﻣﺮ ﻏﲑﻫﻢ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﻋﻨﺪﻱ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻣﺜﻞ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺇﻛﺮﺍﻣﻬﺎ ﲟﺎ ‪‬ﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﺇﻳﻘﺎﺩ ﺍﻟﻨﲑﺍﻥ ﻭﺗﻘﺒﻴﻠﻬﺎ ﻭﲣﻠﻴﻘﻬﺎ ﻭﺧﻄﺎﺏ ﺍﳌﻮﺗﻰ ﺑﺎﻷﻟﻮﺍﺡ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺮﻗﺎﻉ ﻓﻴﻬﺎ: ﻳﺎ‬ ‫ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻓﻌﻞ ﰊ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺗﱪﻛﹰﺎ ﻭﺇﻓﺎﺿﺔ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺷﺪ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﳋﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﺍﻗﺘﺪﺍﺀ ﲟﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻼﺕ ﻭﺍﻟﻌﺰﻯ، ﻭﻻ ﲡﺪ ﰲ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ‬ ‫ً‬ ‫ﳛﻘﻖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﺯﻛﺎﺓ ﻓﻴﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﻳﻠﺰﻣﻪ. ﻭﺍﻟﻮﻳﻞ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﳌﻦ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﻜﻬﻒ‬ ‫ﻭﱂ ﻳﺘﻤ ‪‬ﺢ ﺑﺂﺟﺮﺓ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﳌﺄﻣﻮﻧﻴﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﺍﳊ ‪‬ﺎﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺃﻭ ﳏﻤﺪ ﻭﻋﻠﻲ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﻧﻴﺎﺣﺔ، ﻭﱂ ﻳﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻴﻪ ﺃﺯﺟ‪‬ﺎ ﺑﺎﳉﺺ ﻭﺍﻵﺟﺮ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﱂ ﻳﺸﻖ ﺛﻮﺑﻪ ﺇﱃ ﺫﻳﻠﻪ، ﻭﱂ ﻳﺮﻕ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﱪ ﻭﻳﺪﻓﻦ ﻣﻌﻪ ﺛﻴﺎﺑﻪ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻜﺜﲑ ﺟﺪ‪‬ﺍ ﻭﻗﺪ ﺃﻓﺮﺩﺕ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻬﺑﻦ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﻏﲑﻫﺎ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺫﻛﺮ ﻫﻬﻨﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻦ.‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺗﻄﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺾ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ ﻓﺘﻐﺘﺴﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﺘﺼﻠﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٤٩٢١، ٧٩٢١، ٨٩٢١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ‬ ‫)٣٠١/٥٦١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬
‫-٩٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ. ﻭﻓﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﻳﺆﺧﺮ ﺍﻟﻐﺴﻞ ﻳﻮﻣﲔ ﻭﲢﺘﺞ‬ ‫ﺑﻐﺴﻞ ﺛﻴﺎﻬﺑﺎ ﻭﻏﺴﻠﻬﺎ ﻭﺩﺧﻮﻝ ﺍﳊﻤﺎﻡ، ﻭﻗﺪ ﺗﺆﺧﺮ ﻏﺴﻞ ﺍﳉﻨﺎﺑﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﻊ‬ ‫ﺍﻟﺸﻤﺲ. ﻓﺈﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﱂ ﺗﺘﺰﺭ ﲟﺌﺰﺭ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺇﱄ ﺇﻻ ﺍﻟﻘ‪‬ﻴﻤﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻧﺎ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺃﺧﱵ ﻭﺃﻣﻲ ﻭﺟﺎﺭﻳﱵ ﻭﻫﻦ ﻧﺴﺎﺀ ﻣﺜﻠﻲ ﻓﻤﻤﻦ ﺃﺳﺘﺘﺮ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺣﺮﺍﻡ. ﻓﺈﻥ ﺗﺄﺧﲑ ﺍﻟﻐﺴﻞ‬ ‫ﺑﻐﲑ ﻋﺬﺭ ﻻ ﳚﻮﺯ. ﻭﻻ ﳛﻞ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺳﺮ‪‬ﺎ ﻭﺭﻛﺒﺘﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭﺃﻣﻬﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺻﻐﲑﺓ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﲔ ﺍﺳﺘﺘﺮﺕ ﻭﺍﺳﺘﺘﺮ ﻣﻨﻬﺎ.‬ ‫* ﻭﻗﺪ ﺗﺼﻠﻲ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ، ﻓﺎﻟﺼﻼﺓ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﺎﻃﻠﺔ. ﻭﻗﺪ ﲢﺘﺞ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﻨﺠﺎﺳﺔ ﰲ ﺛﻮﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺑﻮﻝ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻏﺴﻠﻪ، ﻭﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ‬ ‫ﻟﺘﻬﻴﺄﺕ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺕ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻗﺪ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﻻ ﺗﺴﺄﻝ.‬ ‫* ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﺒﻄﻞ ﺻﻼ‪‬ﺎ ﻭﺗﺴﺘﻬﲔ ﺑﻪ.‬ ‫* ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺘﻬﲔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﳊﺒﻞ ﻭﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﺃ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺳﻘﻄﺖ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻘﺪ ﻗﺘﻠﺖ ﻣﺴﻠﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺘﻬﲔ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺏ ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺩﻳﺘﻪ ﺇﱃ ﻭﺭﺛﺘﻪ ﻭﻫﻲ ﻏ ‪‬ﺓ ﻋﺒﺪ ﺃﻭ ﺃﻣﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻧﺼﻒ ﻋﺸﺮ ﺩﻳﺔ‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﺃﺑﻴﻪ ﺃﻭ ﻋﺸﺮ ﺩﻳﺔ ﺍﻷﻡ، ﻭﻻ ﺗﺮﺙ ﺍﻷﻡ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﰒ ﺗﻌﺘﻖ ﺭﻗﺒﺔ ﻓﺈﻥ ﱂ ﲡﺪ ﺻﺎﻣﺖ‬ ‫ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﲔ.‬ ‫* ﻭﻗﺪ ﺗﺴﻲﺀ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻋﺸﺮ‪‬ﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺭﲟﺎ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺑﺎﳌﻜﺮﻭﻩ ﻭﺗﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺃﻭﻻﺩﻱ ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻫﺬﺍ، ﻭﲣﺮﺝ ﺑﻐﲑ ﺇﺫﻧﻪ ﻭﺗﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﰲ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻭﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﺑﻐﲑ ﺇﺫﻧﻪ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﰒ ﻧﻔﺲ ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﻣﻨﻪ ﻓﺘﻨﺔ.‬ ‫* ﻭﻓﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﺗﻼﺯﻡ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭ‪‬ﺗﺤ ‪ ‬ﻻ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺝ، ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ِﺪ‬ ‫»ﻻ ﳛﻞ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻥ ‪‬ﺗﺤ ‪ ‬ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺖ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺝ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ‬ ‫ِﺪ‬
‫-٠١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﺸﺮ‪‬ﺍ«)١(.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮﻫﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺇﱃ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻓﺘﺄﰉ ﻭﺗﻈﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻼﻑ ﻟﻴﺲ ﲟﻌﺼﻴﺔ، ﻭﻫﻲ‬ ‫ﻣﻨﻬﻴﺔ ﻋﻨﻪ ﳌﺎ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ‬ ‫ﺇﱃ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻓﺄﺑﺖ ﻓﺒﺎﺗﺖ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺎﺧﻂ ﻟﻌﻨﺘﻬﺎ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺣﱴ ﺗﺼﺒﺢ«)٢(، ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫* ﻭﻗﺪ ﺗﻔﺮﻁ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﻣﺎﻝ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻻ ﳛﻞ ﳍﺎ ﺃﻥ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺄﺫﻥ ﳍﺎ‬ ‫ﺃﻭ ﺗﻌﻠﻢ ﺭﺿﺎﻩ. ﻭﻗﺪ ﺗﻌﻄﻲ ﻣﻦ ﻳﻨ ‪‬ﻢ ﳍﺎ ﺑﺎﳊﺼﻰ ﻭﻳﺴﺤﺮ ﻭﻣﻦ ﺗﻌﻤﻞ ﳍﺎ ﻧﺴﺨﺔ ﳏﺒﺔ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻭﻋﻘﺪ ﻟﺴﺎﻥ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺘﺠﻴﺰ ﺛﻘﺐ ﺁﺫﺍﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﺣﺮﺍﻡ.‬ ‫* ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻠﺤﺖ ﻭﺣﻀﺮﺕ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ ﻓﺮﲟﺎ ﻟﺒﺴﺖ ﺧﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﻮﰲ‬ ‫ﻭﺗﺼﺎﻓﺤﻪ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﳌﻨﱪ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺇﱃ ﻋﺠﺎﺋﺐ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻜﻒ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﺬﺓ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻄﻮﻝ، ﻭﻟﻮ ﺑﺴﻄﻨﺎ ﺍﻟﻨﺒﺬ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬ ‫ﺃﻭ ﺷﻴﺪﻧﺎ ﺭﺩﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺭﺩﺩﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﻻﺟﺘﻤﻌﺖ ﳎﻠﺪﺍﺕ، ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ‬ ‫ﺍﻟﻴﺴﲑ ﻟﻴﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﲑ، ﻭﻗﺪ ﺍﻗﺘﻨﻌﻨﺎ ﰲ ﺫﻛﺮ ﻓﺎﺣﺶ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻐﺎﻟﻄﲔ ﺑﻨﻔﺲ‬ ‫ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺭﺩﻩ ﻷﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻴﻪ ﻇﺎﻫﺮ، ﻭﺍﷲ ﻳﻌﺼﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻟﻞ ﻭﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﻟﺼﺎﱀ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﻨﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻛﻢ ﻗﺪ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻭﻧﺼﺮﺍﱐ ﺣﺐ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻼ‬ ‫ﻳﺰﺍﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﺜﺒﻄﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻻ ﺗﻌﺠﻞ ﻭﲤﻬﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﺴ ‪‬ﻓﻪ ﺣﱴ ﳝﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻩ،‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺴ ‪‬ﻑ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻴﻌﺠﻞ ﻟﻪ ﻏﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﳝ‪‬ﻴﻪ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ: )ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ(‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٠٨٢١، ١٨٢١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻄﻼﻕ )٦٨٤١/٨٥( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺯﻭﺝ ﺍﻟﻨﱮ ‪.e‬‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٩١٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٦٣٤١/٢٢١(.‬
‫-١١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ـﺔ ـﻦ ـﻞ‬ ‫ـﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑـ ﻣـ ﻗﺎﺑـ‬ ‫ﻭﺗﺄﻣـ‬ ‫ﻻ ﺗﻌﺠﻞ ﺍﻟـﺬﻧﺐ ﳌـﺎ ﺗﺸـﺘﻬﻲ‬ ‫ﻭﻛﻢ ﺳـﺎﻉ ﺇﱃ ﻓﻀـﻴﻠﺔ ﺛﺒﻄـﻪ‬ ‫ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺪ ﺳـ ‪‬ﻓﻪ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻓﻠﺮﲟﺎ ﻋﺰﻡ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺩﺭﺳﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺳﺘﺮﺡ ﺳﺎﻋﺔ، ﺃﻭ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬ ‫ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻗﺖ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﳛﺒﺐ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﻭﻳﺴ ‪‬ﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻳﺴﻨﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻃﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ.‬ ‫ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺤﺎﺯﻡ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺰﻡ، ﻭﺍﳊﺰﻡ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺴﻮﻑ‬ ‫ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻞ، ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺨﻮﻑ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺕ ﻻ ﻳﺒﻌﺚ، ﻭﺳﺒﺐ ﻛﻞ ﺗﻘﺼﲑ ﰲ‬ ‫ﺧﲑ، ﺃﻭ ﻣﻴﻞ ﺇﱃ ﺷﺮ ﻃﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﳛﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﱰﻭﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ‬ ‫ﻭﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﲑ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﳝﺸﻲ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﺳﺎﺭ‬ ‫ﺳﲑ‪‬ﺍ ﻓﺎﺗﺮ‪‬ﺍ، ﻭﻣﻦ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻋﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻤﻼ ﺿﻌﻴﻔﹰﺎ، ﻭﻣﻦ ﺻ ‪‬ﺭ ﺍﳌﻮﺕ ﻋﺎﺟﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺟ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ »ﺻﻞ ﺻﻼﺓ ﻣﻮﺩﻉ«)١(.‬‫ﺪ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ: ﺃﻧﺬﺭﻛﻢ ﺳﻮﻑ، ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺃﻛﱪ ﺟﻨﻮﺩ ﺇﺑﻠﻴﺲ. ﻭﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﳊﺰﻡ ﻭﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﻟﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ ﻛﻤﺜﻞ ﻗﻮﻡ ﰲ ﺳﻔﺮ ﻓﺪﺧﻠﻮﺍ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻤﻀﻰ ﺍﳊﺎﺯﻡ ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﺳﻔﺮﻩ ﻭﺟﻠﺲ ﻣﺘﺄﻫﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﻔﺮﻁ: ﺳﺄﺗﺄﻫﺐ ﻓﺮﲟﺎ ﺃﻗﻤﻨﺎ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻓﻀﺮﺏ ﺑﻮﻕ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﰲ ﺍﳊﺎﻝ ﻓﺎﻏﺘﺒﻂ ﺍﶈﺘﺮﺯ ﻭﺍﻋﺘﺒﻂ ﺍﻵﺳﻒ ﺍﳌﻔﺮﻁ.‬ ‫* ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳌﺴﺘﻌﺪ ﺍﳌﺴﺘﻴﻘﻆ، ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﻮﺕ ﱂ ﻳﻨﺪﻡ،‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﳌﻐﺮﻭﺭ ﺍﳌﺴﻮﻑ ﻳﺘﺠﺮﻉ ﻣﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺣﺐ ﺍﻟﺘﻮﺍﱐ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﺑﺸﻮﺍﻫﺪﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٦٢٣، ٧٢٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻭﻗﺎﺹ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﱂ ﳜﺮﺟﺎﻩ« ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٨٢٥(، ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ١/٠٩٥.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ )٧٢٤٤(، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﺍ‪‬ﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ‬ ‫٠١/٩٢٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﱂ ﺃﻋﺮﻓﻬﻢ«. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٤١٩١(، ﻭﺫﻛﺮﻩ‬ ‫ﻟﻪ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻭﻃﺮﻕ ﰒ ﻗﺎﻝ: »ﻭﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﻓﺎﳊﺪﻳﺚ ﻗﻮﻯ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ«. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﻛﺸﻒ ﺍﳋﻔﺎﺀ‬ ‫١/٥٢٣، ﻭﺍﲢﺎﻑ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺘﻘﲔ ٣/١٦١.‬
‫-٢١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻃﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ، ﰒ ﺟﺎﺀ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳛﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺻﻌﺒﺖ ﺍ‪‬ﺎﻫﺪﺓ، ﺇﻻ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺻﻒ ﺣﺮﺏ ﻭﺃﻥ ﻋﺪﻭﻩ ﻻ ﻳﻔﺘﺮ ﻋﻨﻪ، ﻓﺈﻥ ﻓﺘﺮ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ‬ ‫ﺃﺑﻄﻦ ﻟﻪ ﻣﻜﻴﺪﺓ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻟﻪ ﻛﻤﻴﻨ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﳓﻦ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻴﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻓﱳ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺷﺮ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻧﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﳎﻴﺐ. ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ.‬
‫-٣١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫اﻟـﻔـﻬـﺮس‬ ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮع‬ ‫ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ........................................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻠﺰﻭﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﺫﻡ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﻋﲔ .....................................‬ ‫ﺫﻡ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﻋﲔ ...................................................‬ ‫ﻟﺰﻭﻡ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ..................................................‬ ‫)ﻓﺼﻞ( ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ .............................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻓﱳ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻣﻜﺎﻳﺪﻩ ........................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺄﻥ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ( ...............................‬ ‫)ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳚﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺪﻡ( .........................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ( ......................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ...................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ......................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ..............................................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻌﻴﲔ( ..........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ ....................................‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ......................................................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳍﻴﺎﻛﻞ( ....................................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ( .......................................‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ....................................‬ ‫‪‬ﺒ‬
‫-٤١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺑﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ..........................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ( ............................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺣﺪﻱ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ................................‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺣﺪﻱ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ..........................................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ( .............................................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ( ...........................................‬ ‫)ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ( .............................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﲔ( ...........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﻮﺱ .........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺠﻤﲔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻠﻚ .......................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺣﺪﻱ ﺍﻟﺒﻌﺚ .................................‬ ‫ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ....................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ......................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ........................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ......................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ........................................‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ .........................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ..............................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ.........................................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ( ﺫﻛﺮ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ .........................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ...........‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ................................................‬
‫-٥١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ...............................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ .........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺈﺩﺧﺎﳍﻢ ﰲ ﺍﳉﺪﻝ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ........................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺎﻅ ﻭﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ ....................................‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫‪‬ﻋ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ .....................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ .............................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ .......................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﰲ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ .....................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ...................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﺑﺔ ﻭﺍﳊﺪﺙ................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ..........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻷﺫﺍﻥ ...........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ..........................................‬ ‫ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻨﻦ ...........................................................‬ ‫ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ ................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ......................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻡ ...........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﺞ ............................................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ...............................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ..........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻣﺮﻳﻦ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﺎﻫﲔ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ ...................‬
‫-٦١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ...................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ....................................................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ .....................................................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ....................................................‬ ‫ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺫ ‪‬ﻬﻢ .................................................‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺗﻔ ‪‬ﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ .......................................‬‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﻟﺰ ‪‬ﺎﺩ ................‬ ‫ﻫ‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ..................................................‬ ‫ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻘ ‪‬ﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴ‪‬ﺔ....................‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﻏﲑﻩ ....................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ .............................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ.....................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﻛﻦ .............................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻋﻨﻬﺎ .....‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﲡ ‪‬ﺩﻫﻢ ........................................‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﳌﺮﺽ ..............................................‬ ‫ﺯﻫﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺎﻝ..................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﺎﺳﻬﻢ ..............................‬ ‫ﺍﻟﺰﻫﺪ ﰲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ .......................................................‬ ‫ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻔﻮﻁ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ..................................................‬ ‫ﻛﺜﺮﺓ ﺗﺮﻗﻴﻊ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ.....................................................‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﻛﺮﺍﻫﺘﻪ .......................................‬ ‫ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ .........................................................‬
‫-٧١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﻈﻬﺮ ﺍﻟﺰﻫﺪ ..............................................‬ ‫ﻳ‬ ‫ﲡﻮﻳﺪ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ .........................................................‬ ‫ﺍﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﺗﻘﺼﲑ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ................................................‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﳚﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺧﺮﻗﺔ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ .....................‬ ‫ﲣﺼﻴﺺ ﺛﻴﺎﺏ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﺛﻴﺎﺏ ﻟﻠﺨﻼﺀ ...................................‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ........................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻣﻄﺎﻋﻤﻬﻢ ﻭﻣﺸﺎﺭﻬﺑﻢ ..................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﹸﺮﻑ ﳑﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻗﺪﻣﺎﺅﻫﻢ...........................................‬ ‫ﻃ ٍ‬ ‫ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ ...............................................‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺍﳋﻄﺄ ﻓﻴﻬﺎ...‬ ‫)ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﳉﻮﻉ( ....................................................‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﺫﻛﺮ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺒﲔ ﺧﻄﺄﻫﻢ ﰲ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ ..........................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ .............‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ .................................................‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻮﺡ ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻬﻤﺎ ............‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﺒ‪‬ﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﱠﻖ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﺯ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ .................‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ........................................‬ ‫ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ..............................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﺪ ...............................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﺪ .........................................‬ ‫ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻮﺟﺪ ...........................................................‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻃﺮﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺻ ﹼﻘﻮﺍ.........................................‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻗﻮﻱ ﻃﺮﻬﺑﻢ ﺭﻗﺼﻮﺍ.................................................‬
‫-٨١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ..................................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﻘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺧﺮﻗﹰﺎ .............................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ .............‬ ‫ﳎﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ........................................................‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺇﻃﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ...................................................‬ ‫ﺍﳌﺮﺽ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﶈﺒﺔ ..................................................‬ ‫ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﰲ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ..................................‬ ‫ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ .............................................‬ ‫ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ...........................................................‬ ‫ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺮﺩ ....................................................‬ ‫ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ......................................................‬ ‫ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ ................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺗﺮﻙ‬ ‫ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ...................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ .........................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ..‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ ....................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﺸﻊ ﻭﻣﻄﺄﻃﺄﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ..........................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ .................................‬ ‫ﳏﺎﺫﻳﺮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ....................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﻃﻠﺐ ﺍﻷﻭﻻﺩ ....................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ....................‬
‫-٩١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ .......................................‬ ‫ﺍﳌﺸﻲ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ........................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻔﻼﺓ ﺑﻐﲑ ﺯﺍﺩ .............................‬ ‫ﺳﻴﺎﻕ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺃﺳﻔﺎﺭﻫﻢ ﻭﺳﻴﺎﺣﺎ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺸﺮﻉ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ .....................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﳍﻢ ﻣﻴﺖ .......................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ..................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ .........................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺩﻓﻨﻬﻢ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺇﻟﻘﺎﺋﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ............‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ .....................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .......................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺸﻄﺢ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ................................‬ ‫ﺑﻴﺎﻥ ﲨﻠﺔ ﻣﺮﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻨﻜﺮﺓ ........................‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺑﻌﺾ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻼﻣﺘﻴﺔ ...................................‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻧﺪﺱ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ...................................‬ ‫ﺫﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ: ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺄﻭﻳﻼ‪‬ﻢ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺪﻳﻨﲔ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﻐﺘ ‪‬ﻳﻦ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ .............................................‬ ‫ﺮ‬ ‫ﲢﺬﻳﺮ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ........................................‬ ‫ﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ......................................‬ ‫ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﻄﺢ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ: ﳐﺎﺭﻳﻖ ﺍﳊﻼﺝ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ .......‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ .......................‬
‫-٠٢٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ..................‬ ‫ﳐﺎﻟﻔﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺗﻘﺪﳝﻬﻢ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ .........................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻗﺪﺣﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ........................................‬ ‫ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ......................................................‬ ‫ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ..............................................‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ .......................................................‬ ‫ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﹼﺔ ﺧﲑ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﲟﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ .........................‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺭﻳﻦ ﰲ ﺃﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ................................‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﻭﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ ...................................‬ ‫ﺣﻀﻮﺭ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ..................................................‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ......................................................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ....................................................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ........................................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ..............................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ .....‬ ‫ﻓﻬﺮﺱ ﺍﶈﺘﻮﻳﺎﺕ ......................................................‬

More Related Content

PDF
174
kotob arabia
 
PDF
1417
kotob arabia
 
PDF
4980
kotob arabia
 
PDF
238
kotob arabia
 
PDF
425
kotob arabia
 
PDF
السنا الزاهر في قراءة الإمام الشامي عبد الله بن عامر
سمير بسيوني
 
PDF
أحسن البيان شرح طرق الطيبة برواية حفص بن سليمان
سمير بسيوني
 
PDF
1626
kotob arabia
 
174
kotob arabia
 
1417
kotob arabia
 
4980
kotob arabia
 
238
kotob arabia
 
425
kotob arabia
 
السنا الزاهر في قراءة الإمام الشامي عبد الله بن عامر
سمير بسيوني
 
أحسن البيان شرح طرق الطيبة برواية حفص بن سليمان
سمير بسيوني
 
1626
kotob arabia
 

What's hot (20)

PDF
أحسن صحبة في رواية الإمام شعبة من قراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي من طريقي ال...
سمير بسيوني
 
PDF
الجسر المأمون إلى رواية قالون من طريقي الشاطبية والطيبة
سمير بسيوني
 
PDF
كاشف الخفاء
Essaid Ouazzouz
 
PDF
زاد السائر إلى قراءة ابن عامر بروايتي هشام وابن ذكوان من طريقي الشاطبية والطيبة
سمير بسيوني
 
PDF
رفعة الدرجات في قراءة حمزة الزيات
سمير بسيوني
 
PDF
130
kotob arabia
 
PDF
705
kotob arabia
 
PDF
أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر
سمير بسيوني
 
PDF
اتباع الأثر في قراءة أبي جعفر من طريقي الدرة والطيبة
سمير بسيوني
 
PDF
غاية رضائي في قراءة الكسائي من طريقي الشاطبية والطيبة
سمير بسيوني
 
PDF
38
kotob arabia
 
PDF
4300
kotob arabia
 
PDF
الطريق المنير إلى قراءة ابن كثير بروايتي البزي وقنبل من طريقي الشاطبية والطيبة
سمير بسيوني
 
PDF
1589
kotob arabia
 
PDF
تنوير القلوب في قراءة يعقوب بروايتي رويس وروح من طريقي الدرة والطيبة
سمير بسيوني
 
PDF
7038
kotob arabia
 
PDF
302
kotob arabia
 
PDF
فرحة الأبرار في قراءة خلف البزار من طريقي الدرة والطيبة
سمير بسيوني
 
PDF
حياة القلوب في قراءة الإمام الحضرمي يعقوب
سمير بسيوني
 
PDF
رحيق الأزهار في قراءة الإمام خلف بن هشام البزَّار
سمير بسيوني
 
أحسن صحبة في رواية الإمام شعبة من قراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي من طريقي ال...
سمير بسيوني
 
الجسر المأمون إلى رواية قالون من طريقي الشاطبية والطيبة
سمير بسيوني
 
كاشف الخفاء
Essaid Ouazzouz
 
زاد السائر إلى قراءة ابن عامر بروايتي هشام وابن ذكوان من طريقي الشاطبية والطيبة
سمير بسيوني
 
رفعة الدرجات في قراءة حمزة الزيات
سمير بسيوني
 
130
kotob arabia
 
705
kotob arabia
 
أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر
سمير بسيوني
 
اتباع الأثر في قراءة أبي جعفر من طريقي الدرة والطيبة
سمير بسيوني
 
غاية رضائي في قراءة الكسائي من طريقي الشاطبية والطيبة
سمير بسيوني
 
38
kotob arabia
 
4300
kotob arabia
 
الطريق المنير إلى قراءة ابن كثير بروايتي البزي وقنبل من طريقي الشاطبية والطيبة
سمير بسيوني
 
1589
kotob arabia
 
تنوير القلوب في قراءة يعقوب بروايتي رويس وروح من طريقي الدرة والطيبة
سمير بسيوني
 
7038
kotob arabia
 
302
kotob arabia
 
فرحة الأبرار في قراءة خلف البزار من طريقي الدرة والطيبة
سمير بسيوني
 
حياة القلوب في قراءة الإمام الحضرمي يعقوب
سمير بسيوني
 
رحيق الأزهار في قراءة الإمام خلف بن هشام البزَّار
سمير بسيوني
 
Ad

Viewers also liked (20)

ODP
Diversitat i discriminació
Guidacardona
 
DOC
Nutrizio funtzinoa unai 7
unaibegona
 
DOCX
Dictionary terms environmental
Geoconda Carvajal Chancay
 
PDF
Rasoome shia
سید محمد نقی نقوی
 
PPT
Modding Lorena 2009252028 1
12345678956
 
PPSX
Procès des massacres de Baleines et de Dauphins (Audio: Chant des Baleines)
Molco Chile
 
PDF
Convocatoria certamen regional emprendedore 2014 versión final fese
Xara Guerrero
 
PDF
Creación de voki 1
Jesus Paucar Palomino
 
DOCX
Crni čovek
Valerija Tešić
 
PPT
Ponferrada
mencinasf
 
PPTX
Gggg
Cele Ko
 
PDF
Modems instalacao
Thalles Anderson
 
PPTX
Rti2
Cele Ko
 
PDF
Fiche produit data mobile
Futur
 
PPS
Photos magnifiques __71
Sylvain Drenne
 
KEY
Bariatric Russia
ziher
 
PPT
Tutorial de-slideshare-3744
Jairo Pimentel Vecino
 
PDF
International Journal of Engineering Research and Development (IJERD)
IJERD Editor
 
DOC
правила аттестации
bukish
 
PPT
Nossa Cidade
lecir2
 
Diversitat i discriminació
Guidacardona
 
Nutrizio funtzinoa unai 7
unaibegona
 
Dictionary terms environmental
Geoconda Carvajal Chancay
 
Rasoome shia
سید محمد نقی نقوی
 
Modding Lorena 2009252028 1
12345678956
 
Procès des massacres de Baleines et de Dauphins (Audio: Chant des Baleines)
Molco Chile
 
Convocatoria certamen regional emprendedore 2014 versión final fese
Xara Guerrero
 
Creación de voki 1
Jesus Paucar Palomino
 
Crni čovek
Valerija Tešić
 
Ponferrada
mencinasf
 
Gggg
Cele Ko
 
Modems instalacao
Thalles Anderson
 
Rti2
Cele Ko
 
Fiche produit data mobile
Futur
 
Photos magnifiques __71
Sylvain Drenne
 
Bariatric Russia
ziher
 
Tutorial de-slideshare-3744
Jairo Pimentel Vecino
 
International Journal of Engineering Research and Development (IJERD)
IJERD Editor
 
правила аттестации
bukish
 
Nossa Cidade
lecir2
 
Ad

Similar to 40 (20)

PDF
1227
kotob arabia
 
PDF
4057
kotob arabia
 
PDF
247
kotob arabia
 
PDF
4038
kotob arabia
 
PDF
1419
kotob arabia
 
PDF
242
kotob arabia
 
PDF
481
kotob arabia
 
PDF
4245
kotob arabia
 
PDF
كاشف الخفاء
Essaid Ouazzouz
 
PDF
3547
kotob arabia
 
PDF
الطب النبوى
غايتي الجنة
 
PDF
6515
kotob arabia
 
PDF
706
kotob arabia
 
PDF
4028
kotob arabia
 
PDF
53
kotob arabia
 
PDF
Asnaaf al Maghruriin
Oetoeh Koetatil
 
PDF
1046
kotob arabia
 
PDF
مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام
dosa99
 
PDF
156
kotob arabia
 
PDF
753
kotob arabia
 
1227
kotob arabia
 
4057
kotob arabia
 
247
kotob arabia
 
4038
kotob arabia
 
1419
kotob arabia
 
242
kotob arabia
 
481
kotob arabia
 
4245
kotob arabia
 
كاشف الخفاء
Essaid Ouazzouz
 
3547
kotob arabia
 
الطب النبوى
غايتي الجنة
 
6515
kotob arabia
 
706
kotob arabia
 
4028
kotob arabia
 
53
kotob arabia
 
Asnaaf al Maghruriin
Oetoeh Koetatil
 
1046
kotob arabia
 
مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام
dosa99
 
156
kotob arabia
 
753
kotob arabia
 

More from kotob arabia (20)

PDF
1086
kotob arabia
 
PDF
960
kotob arabia
 
PDF
764
kotob arabia
 
PDF
6487
kotob arabia
 
PDF
6205
kotob arabia
 
PDF
942
kotob arabia
 
PDF
96
kotob arabia
 
PDF
5962
kotob arabia
 
PDF
763
kotob arabia
 
PDF
6486
kotob arabia
 
PDF
745
kotob arabia
 
PDF
6204
kotob arabia
 
PDF
6435
kotob arabia
 
PDF
5961
kotob arabia
 
PDF
6182
kotob arabia
 
PDF
959
kotob arabia
 
PDF
941
kotob arabia
 
PDF
594
kotob arabia
 
PDF
762
kotob arabia
 
PDF
744
kotob arabia
 
1086
kotob arabia
 
960
kotob arabia
 
764
kotob arabia
 
6487
kotob arabia
 
6205
kotob arabia
 
942
kotob arabia
 
96
kotob arabia
 
5962
kotob arabia
 
763
kotob arabia
 
6486
kotob arabia
 
745
kotob arabia
 
6204
kotob arabia
 
6435
kotob arabia
 
5961
kotob arabia
 
6182
kotob arabia
 
959
kotob arabia
 
941
kotob arabia
 
594
kotob arabia
 
762
kotob arabia
 
744
kotob arabia
 

Recently uploaded (20)

PDF
نموذج حقيبة تدريبية دورة تعديل سلوك .pdf
Hakapetk حقيبتك
 
PDF
الكامل في مُسنَد حفصة زوج النبي / جَمعٌ لأحاديث حفصة عن النبي مع بيان درجة كل...
MaymonSalim
 
PDF
الكامل في مراسيل عطاء بن أبي رباح / جَمعٌ لمرسلات عطاء بن أبي رباح عن النبي م...
MaymonSalim
 
PDF
Using ai in modern education and applying it
EasyEnglish17
 
PDF
الكامل في مراسيل عطاء بن يسار / جَمعٌ لمرسلات عطاء بن يسار عن النبي مع بيان د...
MaymonSalim
 
PDF
نموذج حقيبة تدريبية دورة استراتيجيات تعلم.pdf
Hakapetk حقيبتك
 
PDF
الكنز الانفس في ملخص الكتاب والتاريخ المقدس - الجزء الأول
Smiling Lungs
 
PDF
الكامل في مراسيل محمد بن كعب / جَمعٌ لمرسلات محمد بن كعب عن النبي مع بيان درج...
MaymonSalim
 
PDF
الكامل في مُسنَد جابر بن سمرة / جَمعٌ لأحاديث جابر بن سمرة عن النبي مع بيان د...
MaymonSalim
 
PDF
الملف الوطني للسلامة والصحة المهنية - مصر.pdf
دكتور تامر عبدالله شراكى
 
PDF
نموذج حقيبة تدريبية دورة تعليم مدمج .pdf
Hakapetk حقيبتك
 
PDF
نموذج حقيبة تدريبية دورة علاج سلوكي .pdf
Hakapetk حقيبتك
 
PDF
نموذج حقيبة تدريبية دورة تقييم لغوي .pdf
Hakapetk حقيبتك
 
PDF
البعد الكتابي والقانوني والآبائي لموضوع الطلاق في المسيحية من وجهة نظر قبطية ...
Smiling Lungs
 
PPTX
Saint Augustine, bishop of Hippo, doctor of the Church 354- 430 a.d. (Arabic)...
Martin M Flynn
 
PDF
نموذج حقيبة تدريبية دورة تعليم مصور .pdf
Hakapetk حقيبتك
 
PDF
الكامل في مُسنَد عمرو بن عبسة / جَمعٌ لأحاديث عمرو بن عبسة عن النبي مع بيان د...
MaymonSalim
 
DOC
الفنان البَصَري، الخريج الحديث Vũ Tú (Visual artist, Valedictorian Vũ Tú) | Asia
Hong Duc University
 
PDF
الكامل في مراسيل محمد ابن إسحاق / جَمعٌ لمرسلات ابن إسحاق عن النبي مع بيان در...
MaymonSalim
 
PDF
نموذج حقيبة تدريبية دورة مساندة نفسية .pdf
Hakapetk حقيبتك
 
نموذج حقيبة تدريبية دورة تعديل سلوك .pdf
Hakapetk حقيبتك
 
الكامل في مُسنَد حفصة زوج النبي / جَمعٌ لأحاديث حفصة عن النبي مع بيان درجة كل...
MaymonSalim
 
الكامل في مراسيل عطاء بن أبي رباح / جَمعٌ لمرسلات عطاء بن أبي رباح عن النبي م...
MaymonSalim
 
Using ai in modern education and applying it
EasyEnglish17
 
الكامل في مراسيل عطاء بن يسار / جَمعٌ لمرسلات عطاء بن يسار عن النبي مع بيان د...
MaymonSalim
 
نموذج حقيبة تدريبية دورة استراتيجيات تعلم.pdf
Hakapetk حقيبتك
 
الكنز الانفس في ملخص الكتاب والتاريخ المقدس - الجزء الأول
Smiling Lungs
 
الكامل في مراسيل محمد بن كعب / جَمعٌ لمرسلات محمد بن كعب عن النبي مع بيان درج...
MaymonSalim
 
الكامل في مُسنَد جابر بن سمرة / جَمعٌ لأحاديث جابر بن سمرة عن النبي مع بيان د...
MaymonSalim
 
الملف الوطني للسلامة والصحة المهنية - مصر.pdf
دكتور تامر عبدالله شراكى
 
نموذج حقيبة تدريبية دورة تعليم مدمج .pdf
Hakapetk حقيبتك
 
نموذج حقيبة تدريبية دورة علاج سلوكي .pdf
Hakapetk حقيبتك
 
نموذج حقيبة تدريبية دورة تقييم لغوي .pdf
Hakapetk حقيبتك
 
البعد الكتابي والقانوني والآبائي لموضوع الطلاق في المسيحية من وجهة نظر قبطية ...
Smiling Lungs
 
Saint Augustine, bishop of Hippo, doctor of the Church 354- 430 a.d. (Arabic)...
Martin M Flynn
 
نموذج حقيبة تدريبية دورة تعليم مصور .pdf
Hakapetk حقيبتك
 
الكامل في مُسنَد عمرو بن عبسة / جَمعٌ لأحاديث عمرو بن عبسة عن النبي مع بيان د...
MaymonSalim
 
الفنان البَصَري، الخريج الحديث Vũ Tú (Visual artist, Valedictorian Vũ Tú) | Asia
Hong Duc University
 
الكامل في مراسيل محمد ابن إسحاق / جَمعٌ لمرسلات ابن إسحاق عن النبي مع بيان در...
MaymonSalim
 
نموذج حقيبة تدريبية دورة مساندة نفسية .pdf
Hakapetk حقيبتك
 

40

  • 2. ‫‪ ‬‬ ‫ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻱ‬ ‫ﺗﺤﻘﻴﻖ‬ ‫د. ﻳﺤﻴﻰ ﻣﺮاد‬
  • 3. ‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
  • 4. ‫-٨-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ، ﳓﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ﻭﻧﺴﺘﻬﺪﻳﻪ، ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ‬ ‫ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ، ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻓﻀﻞ ﻟﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻯ ﻟﻪ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﺭﲪﺔ ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ، ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﲨﻌﲔ..‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﰱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﺻﺮﺍﻉ ﻭﻋﺪﺍﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻠﻌﲔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﻋﺪﻭ ﻓﺎﲣﺬﻭﻩ ﻋﺪﻭ‪‬ﺍ ﺇﳕﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺣﺰﺑﻪ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺴﻌﲑ﴾ ]ﻓﺎﻃﺮ: ٦[.‬ ‫ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﺪﻭﺍ ﻟﻪ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻮﻗﻌﻪ ﰱ ﺍﳌﻌﺎﺻﻰ،‬ ‫ﻭﳛﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﰱ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ.‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺴﺘﻌﺮﺓ، ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ‬ ‫ﲨﻴﻊ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺳﻬﺎﻡ ﻭﺧﻴﻞ ﻭﺃﺳﺮ ﻭﺭﻓﻊ ﺭﺍﻳﺎﺕ)١(... ﺍﱁ.‬ ‫ﻭﻻ ﳒﺎﺓ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ﻭﻣﻜﺎﺋﺪﻩ ﺇﻻ ﺑﺪﻭﺍﻡ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻷﺳﺒﺎﺏ‬ ‫ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ، ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻗﺒﺎﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﰱ ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﻭﺳﻜﻨﺎﺗﻪ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﺑﺬﻝ‬ ‫)١( ﰱ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ: ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ‪ ‬ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻬﺎﻡ ﺇﺑﻠﻴﺲ«.‬ ‫ﻭﰱ ﺍﳋﻴﻞ: ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﴿ﻭﺍﺳﺘﻔﺰﺯ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺼﻮﺗﻚ ﻭﺃﺟﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲞﻴﻠﻚ‬ ‫ﻭﺭﺟﻠﻚ ﻭﺷﺎﺭﻛﻬﻢ ﰱ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﻋﺪﻫﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺪﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻻ ﻏﺮﻭﺭﺍ﴾ ]ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ:‬ ‫٤٦[. ﻭﰱ ﺍﻷﺳﺮ: ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ‪ e‬ﻷﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﳛﺮﺱ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﺎﻝ: »ﻣﺎﺫﺍ‬ ‫ﻓﻌﻞ ﺃﺳﲑﻙ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ«.‬ ‫ﻭﰱ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺮﺍﻳﺎﺕ: ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ‪» :e‬ﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﳜﺮﺝ ﺇﻻ ﺑﻴﺪﻩ ﺭﺍﻳﺘﺎﻥ ﺭﺍﻳﺔ ﺑﻴﺪ ﻣﻠﻚ ﻭﺭﺍﻳﺔ ﺑﻴﺪ‬ ‫ﺷﻴﻄﺎﻥ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺧﺮﺝ ﳌﺎ ﳛﺐ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﺮﺍﻳﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﲢﺖ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﳌﻠﻚ ﺣﱴ ﻳﺮﺟﻊ‬ ‫ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﺇﻥ ﺧﺮﺝ ﳌﺎ ﻳﺴﺨﻂ ﺍﷲ، ﺍﺗﺒﻌﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﺮﺍﻳﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﲢﺖ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﱴ ﻳﺮﺟﻊ‬ ‫ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ«.‬
  • 5. ‫-٩-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﺳﻠﻄﺎﻥ﴾‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ؛ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰱ ﺿﻤﺎﻥ ﴿ﺇﻥ ﻋﺒﺎﺩﻯ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫]ﺍﳊﺠﺮ: ٢٤[.‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﺧﻼﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﻴﻘﲔ، ﻓﺈﺫﺍ ﹸﺷﺮﺏ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﺻﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺮﺑﲔ ﻭﴰﻠﻪ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﴿ﺇﻻ ﻋﺒﺎﺩﻙ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳌﺨﻠﺼﲔ﴾‬ ‫]ﺹ: ٣٨[.‬ ‫ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﻛﺜﲑﺓ ﳛﺬﺏ ‪‬ﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ، ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﺃﺩﺧﻞ ﰱ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﳛﺒﻄﻬﺎ ﺃﻭﻻ ﺑﺄﻭﻝ. ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ، ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻠﺖ ﺃﺩﺧﻞ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺠﺐ، ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻓﺸﻞ‬‫ﻌ‬ ‫ﺣﺎﻭﻝ... ﻭﻫﻜﺬﺍ. ﻭﻫﻮ ﰱ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻴﺄﺱ ﻭﻻ ﳝﻞ !! ﺣﱴ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺘﻪ‬ ‫ﺑﻼ ﺷﻰﺀ، ﺇﻥ ﱂ ﳜﺮﺝ ﺑﺴﻴﺌﺎﺕ ﳛﺎﺳﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﷲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.‬ ‫ﻭﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ - ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ - ﳛﺬﺭ ﻓﻴﻪ ﻣﺆﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺧﻄﻄﻪ ﰱ ﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ، ﻭﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ، ﻓﺄﺿﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻭﺣ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﱴ ﲣﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﳊﻜﻴﻢ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻓﻬﺬﺍ ﻛﺘﺎﺏ ﳛﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﳌﺮﺑﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ، ﺣﱴ ﳛﺬﺭﻭﺍ ﻣﺪﺍﺧﻞ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻠﻌﲔ، ﻭﻳﺴﲑﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻯ ﺍﻟﻨﱮ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻭﻳﺒﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ،‬ ‫ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻨﺎ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ، ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺼﺮﻧﺎ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﳊﻨﻴﻒ ﴿ﺭﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺰﻍ‬ ‫ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﻫﺪﻳﺘﻨﺎ ﻭﻫﺐ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ﺭﲪﺔ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ﴾]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٨[.‬ ‫ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ‬
  • 6. ‫-٠١-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﻤﺼﻨﻒ‬ ‫ﺍﲰﻪ ﻭﻧﺴﺒﻪ:‬ ‫ﻫﻮ ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺷﻰ،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻰ، ﺍﻟﺒﻜﺮﻯ، ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﺃﰉ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ، ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻯ، ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﺍﳊﻨﺒﻠﻰ، ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫ﺍﳌﻔﺴﺮ، ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﺍﳌﺆﺭﺥ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑـ »ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ«.‬ ‫ﻭﻟﻘﺒﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ: ﻧﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﻣﺸﺮﻋﺔ ﺍﳉﻮﺯ، ﻭﻫﻰ ﻣﺮﻓﺄ ‪‬ﺮ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ، ﻭﻗﻴﻞ: ﺑﻞ‬ ‫ﻧﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺟﻮﺯﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﰱ ﺩﺍﺭ ﺃﺣﺪ ﺃﺟﺪﺍﺩﻩ )ﺟﻌﻔﺮ( ﺑﻮﺍﺳﻂ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﻮﺍﺳﻂ ﺟﻮﺯﺓ‬ ‫ﻏﲑﻫﺎ، ﻭﺗﻮﺍﺭﺙ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺐ.‬ ‫ﻣﻮﻟﺪﻩ:‬ ‫ﻭﻛﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﰱ ﻧﺴﺒﺘﻪ، ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻛﺬﻟﻚ ﰱ ﻣﻮﻟﺪﻩ، ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﲞﻄﻪ: ﻻ ﺃﺣﻘﻖ‬ ‫ﻣﻮﻟﺪﻯ، ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻯ ﰱ ﺳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻋﺸﺮﺓ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ: ﻛﺎﻥ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ‬ ‫ﳓﻮ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﲔ، ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﺳﻨﺔ ١١٥ ﻫـ ﺃﻭ ٢١٥ ﻫـ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﺑﺪﺭﺏ ﺣﺒﻴﺐ.‬ ‫ﻧﺸﺄﺗﻪ:‬ ‫ﻭﻟﺌﻦ ﺣﺮﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﻧﻌﻤﺔ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﺑﻮﺓ، ﻟﻜﻨﻪ ﻧﻌﻢ ﰱ ﺣﻨﺎﻥ ﺃﻣﻪ ﻭﻋﻤﻪ، ﻭﺭﻓﻞ‬ ‫ﰱ ﺭﻏﺪﺍ ﻟﻌﻴﺶ، ﻷﻥ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﰱ ﻧﻔﺴﻪ: )ﺇﱏ ﺭﺑﻴﺖ ﰱ ﺗﺮﻑ(، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻄﻴﺐ، ﻭﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﳊﺴﻦ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻋﻰ ﺻﺤﺘﻪ ﻭﺗﻠﻄﻴﻒ ﻣﺰﺍﺟﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﻋﻘﻠﻪ ﻗﻮﺓ، ﻭﺫﻫﻨﻪ ﺣﺪﺓ.‬ ‫ﻃﻠﺒﻪ ﻟﻠﻌﻠﻢ:‬ ‫ﻭﳌﺎ ﺗﺮﻋﺮﻉ ﲪﻠﺘﻪ ﻋﻤﺘﻪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎﳊﺔ، ﺇﱃ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺃﰉ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ‬
  • 7. ‫-١١-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﺍﻟﺴﻼﻣﻰ، ﻭﻫﻮ ﺧﺎﻟﻪ، ﻓﺎﻋﺘﲎ ﺑﻪ ﻭﺃﲰﻌﻪ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ، ﻭﲰﻊ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻭﻋﲎ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﺔ، ﻭﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻦ، ﻭﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ، ﻣﻊ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﳊﻔﻆ‬ ‫ﻭﺳﻌﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﻳﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺪﺭ ﺃﺟﻮﺑﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪﻩ ﰱ ﺍﳌﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﲔ ﺃﰉ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ، ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ، ﻭﺭﺿﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﳑﺎ ﳚﻴﺐ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ،‬ ‫ﻓﺄﻗﺎﻣﻮﺍ ﻟﻪ ﺭﺟﻼ ﻭﺳﻂ ﺍ‪‬ﻠﺲ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ: ﺃﻓﻀﻠﻬﻤﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻧﺒﺘﻪ ﲢﺘﻪ، ﻭﻧﺰﻝ ﰱ ﺍﳊﺎﻝ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺮﺍﺟﻊ ﰱ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ: ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ؛ ﻷﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﲢﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪.e‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ: ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺭﺿﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ؛ ﻷﻥ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪ e‬ﲢﺘﻪ.‬ ‫ّ‬ ‫ﺷﻴﻮﺧﻪ:‬ ‫ﺗﺮﺟﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﻟﺸﻴﻮﺧﻪ ﰱ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ )ﻣﺸﻴﺨﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ(، ﻭﻋﺪﺩﻫﻢ‬ ‫ﺳﺖ ﻭﲦﺎﻧﻮﻥ ﺷﻴﺨﺎ ﻭﺛﻼﺙ ﻧﺴﻮﺓ، ﻭﱂ ﻳﺄﺧﺬﺍ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﺻﺮﻩ،‬ ‫ﺑﻞ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻷﻣﺎﺛﻞ ﰱ ﻧﻈﺮﻩ.‬ ‫ﲰﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻛﺎﳌﺴﻨﺪ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ، ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ، ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺩ‬ ‫ﻟﻠﺨﻄﻴﺐ، ﻭﲰﻊ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﰉ ﺍﻟﻮﻗﺖ.‬ ‫ﻭﻗﺮﺃ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﳋﻼﻑ ﻭﺍﳉﺪﻝ ﻭﺍﻷﺻﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﰉ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﺭﻯ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻰ ﺃﰉ‬ ‫ﻳﻌﻠﻰ، ﻭﺗﺘﺒﻊ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻰ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻯ، ﻭﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳊﺮﻳﺮ، ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﳌﺘﻮﻛﻠﻰ، ﻭﺃﺑﻮ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻯ، ﻭﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺰﻭﺯﻯ،‬ ‫ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﺮﻭﻯ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ ﻭﻋﻴﺰﻫﻢ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ.‬ ‫ﻭﻗﺮﺃ ﺍﻷﺩﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﰉ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳉﻮﺍﻟﻴﻘﻰ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺪﺭﺱ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻭﺇﻣﺎﻡ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ‬ ‫ﺍﳌﺘﻘﻰ، ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺘﺎﺏ )ﺍﳌﻌﺮﺏ(.‬ ‫ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ:‬
  • 8. ‫-٢١-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﺣﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﲨﺎﻋﺔ، ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ.‬ ‫ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻪ:‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﻠﻜﺎﻥ: ﻭﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﻓﻜﺘﺒﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﺪ، ﻭﻛﺘﺐ ﲞﻄﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻛﺜﲑًﺍ..‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﲨﻌﺖ ﺑﺮﺍﻳﺔ ﺃﻗﻼﻣﻪ ﺍﻟﱴ ﻛﺘﺐ ‪‬ﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪ e‬ﻓﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻰﺀ‬ ‫ﻛﺜﲑ، ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺨﻦ ‪‬ﺎ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻐﺴﻞ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ، ﻓﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﻔﺖ ﻭﻓﻀﻞ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻪ ﰱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ:‬ ‫١ - ﺍﳌﻐﲎ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ.‬ ‫٢ - ﺯﺍﺩ ﺍﳌﺴﲑ ﰱ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ.‬ ‫٣ - ﺗﻴﺴﲑ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﰱ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.‬ ‫٤ - ﺗﺬﻛﺮﺓ ﺍﻷﺭﻳﺐ ﰱ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ.‬ ‫٥ - ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭﺓ.‬ ‫٦ - ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻷﻓﻨﺎﻥ ﰱ ﻋﻴﻮﻥ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.‬ ‫٧ - ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﰱ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﻨﺴﻮﺥ ﻭﺍﻟﻨﺎﺳﺦ... ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﲑ.‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻪ ﰱ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻋﻠﻮﻣﻪ:‬ ‫١ - ﺟﺎﻣﻊ ﺍﳌﺴﺎﻧﻴﺪ ﺑﺄﻟﺾ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ.‬ ‫٢ - ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﰱ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ.‬ ‫٣ - ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﰱ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ.‬ ‫٤ - ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﳌﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﰱ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻮﺍﻫﻴﺔ.‬ ‫٥ - ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭﺍﳌﺘﺮﻭﻛﻴﺔ.‬ ‫٦ - ﺍﻟﻜﺸﻒ ﳌﺸﻜﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ... ﻭﲤﻴﺰﻫﺎ ﻛﺜﲑ.‬
  • 9. ‫-٣١-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﻫﺬﺍ.. ﻭﻟﻪ ﰱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻮﻋﻆ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ،‬ ‫ﻭﺍﳌﺨﺘﺼﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﺜﲑ. ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ »ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ« ﺍﻟﺬﻯ ﻧﻘﺪﻡ ﻟﻪ.‬ ‫ﻭﻓﺎﺗﻪ:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺳﺒﻄﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻈﻔﺮ: ﺟﻠﺲ ﺟﺪﻯ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺳﺎﺑﻊ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ - ﻳﻌﲎ ﺳﻨﺔ‬ ‫ﺳﺒﻊ ﻭﺗﺴﻌﲔ ﻭﲬﺴﻤﺎﺋﺔ - ﲢﺖ ﺗﺮﺑﺔ ﺃﻡ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍ‪‬ﺎﻭﺭﺓ ﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻜﺮﺧﻰ، ﻭﻛﻨﺖ‬ ‫ﺣﺎﺿﺮًﺍ، ﻓﺄﻧﺸﺪ ﺃﺑﻴﺎﺗﺎ ﻗﻄﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍ‪‬ﻠﺲ، ﰒ ﻧﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﱪ ﻓﻤﺮﺽ ﲬﺴﺔ ﺃﻳﺎﻡ، ﻭﺗﻮﰱ‬ ‫ﻟﻴﻠﺔ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀﻳﻦ ﰱ ﺩﺍﺭﻩ ﻭﻋﻤﺮﻩ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ.. ﻭﻛﺎﻥ ﰱ ﺷﻬﺮ ﲤﻮﺯ...،‬ ‫ﻭﺩﻓﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ، ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺪﻓﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ.‬ ‫ﻭﺗﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺛﻼﺛﺔ ﺫﻛﻮﺭ، ﻭﺛﻼﺙ ﺇﻧﺎﺙ. ﺗﻐﻤﺪﻩ ﺍﷲ ﺑﺮﲪﺘﻪ، ﻭﻧﻔﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ‬ ‫ﺑﻌﻠﻮﻣﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﺃﺟﺮ ﺫﻟﻚ ﰱ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ)١(.‬ ‫)١( ﺍﻧﻈﺮ ﰱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ: ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺛﲑ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٢١/١٧٢، ﻭﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﰱ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ٣١/٨٢،‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﺧﻠﻜﺎﻥ ﰱ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ٣/٠٤١، ﻭﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﰱ ﺍﻟﺬﻳﻞ ١/٩٩٢، ﻭﺍﻟﺬﻫﱮ ﰱ ﺳﲑ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ‬ ‫١/٥٦٣ ﻭﻏﲑﻫﻢ.‬
  • 10. ‫-٤١-‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﶈﻘﻖ‬ ‫ﻋﻤﻠﻰ ﻓﻰ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب‬ ‫ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺟﻬﺪﻯ ﰱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﱃ:‬ ‫١ - ﻋﺰﻭ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﺇﱃ ﺳﻮﺭﻫﺎ، ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺭﻗﺎﻣﻬﺎ.‬ ‫٢ - ﲣﺮﻳﺞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ، ﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﻣﻌﺘﻤﺪﺍ ﰱ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ.‬ ‫٣ - ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ، ﺍﻛﺘﻔﻴﺖ ﺑﺎﻟﻌﺰﻭ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﰱ‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻋﺰﻭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺫﻛﺮﺕ ﻣﻌﻪ ﻣﺼﺪﺭًﺍ ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﺍﺛﻨﲔ ﺣﱴ ﻻ ﺃﻃﻴﻞ.‬ ‫٤ - ﲣﺮﻳﺞ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.‬ ‫٥ - ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ، ﻭﺷﺮﺡ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳌﻌﺎﺟﻢ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻐﺔ‬ ‫ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ.‬ ‫٦ - ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﲟﻘﺪﻣﺔ، ﻭﻋﻤﻞ ﺗﺮﲨﺔ ﳌﺆﻟﻔﻪ - ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫ﻭﺃﺧﲑًﺍ:‬ ‫ﻓﺈﱏ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻫﻢ ﰱ ﻧﺸﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﺭﺍﺟﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﺇﱃ ﻣﺎ ﳛﺒﻪ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ، ﻭﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻟﻮﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﰱ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺣﺴﻨﺎﺗﻰ ﻳﻮﻡ ﲣﻒ ﺍﳌﻮﺍﺯﻳﻦ، ﻭﺃﻥ ﻳﻨﻔﻊ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﺃﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ، ﺇﻧﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻗﺪﻳﺮ، ﻭﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﺟﺪﻳﺮ، ﻭﻫﻮ ﻧﻌﻢ ﺍﳌﻮﱃ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻨﺼﲑ،‬ ‫ﻭﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ.‬
  • 11. ‫-٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﺴﻢ ﺍﻟ ﱠﻪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬ ‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﱠﻢ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺇﱃ ﺃﻛ ‪ ‬ﺫﻭﻱ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ، ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ‬ ‫ﹸﻒ‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ ﺑﺎﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ. ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ‪‬ﺒ‪‬ﻴ‪‬ﻨﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ‬ ‫ﻣ ﹰ‬ ‫ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﻧﻘﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻋﺎﺏ)١(.‬ ‫ﺃﲪﺪﻩ ﲪﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺴ‪‬ﺐ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺑﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﳐﻠﺺ ﰲ ﻧﻴﺘﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬ﺒ ‪‬‬ ‫ﻏﲑ ﻣﺮﺗﺎﺏ.‬ ‫ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﺭﺳﻠﻪ، ﻭﻗﺪ ﺳﺪﻝ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﳝﺎﻥ‬ ‫ﺍﳊﺠﺎﺏ، ﻓﻨﺴﺦ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﳍﺪﻯ ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ، ﻭ‪‬ﺑ‪‬ﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﹸﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﺃﻭﺿﺢ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﺗﺮﻛﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﶈ ‪‬ﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻻ ﺳﺮ‪‬ﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺳﺮﺍﺏ)٢(. ﻓﺼﻠﻰ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻵﻝ ﻭﻛﻞ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﳍﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﳊﺸﺮ‬ ‫ﻭﺍﳊﺴﺎﺏ. ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ؛ ﻷﻧﻪ ﺍﻵﻟﺔ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻹﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺮﺳﻞ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ ﱂ ﻳﻨﻬﺾ ﺑﻜﻞ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ‪‬ﻌﺜﺖ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺍﻟﺮ ‪‬ﻞ ﻭﹸﻧﺰﻟﺖ ﺍﻟﻜ‪‬ﺐ، ﻓﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﺸﻤ ‪ ،‬ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌ ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺘﺤﺖ ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﹸ ِ ﲔ‬ ‫ِ ﺲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺳ ﺃ‬ ‫ﺳﻠﻴﻤﺔ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﺸﻤﺲ. ﻭﳌﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﺑﺪﻻﺋﻞ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ، ﺳﱠﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺍﻋﺘﻤﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﻔﻰ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﳌﺎ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﻧﺴﻲ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﺍﻓﺘﺘﺤﻪ ﺍﷲ ﺑﻨﺒﻮﺓ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ،‬ ‫)١( ﻋﺎﺏ: ﻋﺎﺏ ﺍﻟﺸﻰﺀ، ﻋﻴﺒﺎ، ﻭﻋﺎﺑﺎ: ﺟﻌﻠﻪ ﺫﺍ ﻋﻴﺐ. ﻓﻬﻮ ﻋﺎﺋﺐ.‬ ‫)٢( ﺍﻟ ‪‬ﺮﺏ: ﺻﻐﲑ ﲢﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﻣﻨﻔﺬ ﻟﻪ.‬ ‫ﺴ‪ ‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺮﺍﺏ: ﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﰱ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﺷﺘﺪﺍﺩ ﺍﳊﺮ ﻛﺎﳌﺎﺀ ﰱ ﺍﳌﻔﺎﻭﺯ، ﻳﻠﺼﻖ ﺑﺎﻷﺭﺽ.‬ ‫ﺴ ‪‬‬
  • 12. ‫-٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ﻋﻦ ﻭﺣﻲ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟ ﱠ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻬﺑﻮﺍﻩ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻓﻘﺘﻞ ﺃﺧﺎﻩ، ﰒ ﺗﺸ ‪‬ﺒﺖ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺸ ‪‬ﺩ‪‬ﻢ ﰲ ﺑﻴﺪﺍﺀ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺣﱴ ﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ‬ ‫ﺮ‬ ‫ُ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﺧﺘﻼﻓﹰﺎ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺳﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍ‪‬ﺒﺎﻋ‪‬ﺎ ﻷﻫﻮﺍﺋﻬﻢ، ﻭﻣﻴﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺇﱃ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ، ﻭﺗﻘﻠﻴﺪ‪‬ﺍ ﻟﻜﱪﺍﺋﻬﻢ، ﻓﺼﺪﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻇ‪‬ﻪ ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﻩ ﺇﻻ ﻓﺮﻳﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ.‬ ‫‪ ‬ﻨ‪‬‬ ‫ﺣﻜﻤﺔ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻟﺮﺳﻞ‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﰲ، ﻭﻗﺎﺑﻠﻮﺍ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺎﰲ، ﻭﺗﻮﺍﻓﻘﻮﺍ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﱂ ﳜﺘﻠﻒ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳜﻠﻂ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻥ ‪‬ﺒﻬ‪‬ﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺪﻭﺍﺀ ﲰ‪‬ﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺴﺒﻴﻞ‬ ‫ﺷ‬ ‫ﹸ ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺟﺮﺩ‪‬ﺍ)١( ﻣﻀﻼﹰ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﻝ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻓﺮﻕ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺳﺨﻴﻔﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫)٢(‬ ‫ﻭﺑﺪﻉ ﻗﺒﻴﺤﺔ، ﻓﺄﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﳊﺮﺍﻡ، ﻭ‪‬ﺤ ‪‬ﻣﻮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﺒﺔ‬ ‫ﻳ ﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺤﲑﺓ)٣( ﻭﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ)٤( ﻭﺍﳊﺎﻡ)٥( ﻭﻳﺮﻭﻥ ﻭﺃﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻭﳝﻨﻌﻮ‪‬ﻦ ﺍﳌﲑﺍﺙ، ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺳ ‪‬ﻟﻪ ﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ.‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﻓﺎﺑﺘﻌﺚ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﻓﺮﻓﻊ ﺍﳌﻘﺎﺑﺢ، ﻭﺷ ‪‬ﻉ ﺍﳌﺼﺎﱀ. ﻓﺴﺎﺭ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻌﻪ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﰲ ﺿﻮﺀ ﻧﻮﺭﻩ، ﺳﺎﳌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻏﺮﻭﺭﻩ. ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺴﻠﺦ ‪‬ﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ، ﺃﻗﺒﻠﺖ ﺃﻏﺒﺎﺵ‬ ‫)١( ﺟﺮﺩ‪‬ﺍ: ﺟﺮﺩ، ﺟﺮﺩ‪‬ﺍ: ﺧﻼ ﺟﺴﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻓﻬﻮ ﺃﺟﺮﺩ، ﻭﰱ ﺍﳌﻜﺎﻥ: ﺧﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ، ﻓﻬﻮ ﺃﺟﺮﺩ،‬ ‫ﻭﺟﺮﺩ. ﻭﺃﺭﺽ ﺟﺮﺩﺓ، ﻭﺟﺮﺩﺍﺀ.‬ ‫)٢( ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺍﳌﻬﻤﻠﺔ، ﺍﻟﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴ‪‬ﺐ ﰱ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻟﻨﺬﺭ ﻭﳓﻮﻩ.‬ ‫ﻴ‬ ‫)٣( ﺍﻟﺒﺤﲑﺓ: ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﰱ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ، ﺇﺫﺍ ﻭﻟﺪﺕ ﲬﺴﺔ ﺃﺑﻄﻦ ﺷﻘﻮﺍ ﺃﺫ‪‬ﺎ ﻭﺃﻋﻔﻮﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻬﺑﺎ، ﻭﱂ‬ ‫ﳝﻨﻌﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﻋﻰ ﻭﻻ ﻣﺎﺀ.‬ ‫)٤( ﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ: ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺗﺘﺮﻙ ﻟﻶﳍﺔ ﺇﺫﺍ ﻭﻟﺪﺕ ﺃﻧﺜﻰ ﻓﺄﻧﺜﻰ. ﻭﻗﻴﻞ: ﻫﻰ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺗﻠﺪ ﺳﺘﺔ ﺃﺑﻄﻦ ﻋﻨﺎﻗﲔ ﻋﻨﺎﻗﲔ‬ ‫ــ ﺃﻯ ﺍﻧﺜﻴﲔ ــ ﻓﺈﻥ ﻭﻟﺪﺕ ﰱ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺟﺪﻳﺎ ــ ﺫﻛﺮﺍ ــ ﺫﲝﻮﻩ ﻵﳍﺘﻬﻢ، ﻭﺇﻥ ﻭﻟﺪﺕ‬ ‫ﺟﺪﻳﺎ ﻭﻋﻨﺎﻗﺎ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﺻﻠﺖ ﺃﺧﺎﻫﺎ، ﻓﻼ ﻳﺬﲝﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ، ﻭﺃﺣﻠﻮﺍ ﻟﺒﻨﻬﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ، ﻭﺣﺮﻣﻮﻩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.‬ ‫)٥( ﺍﳊﺎﻡ: ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ: ﺍﻟﺬﻯ ﻃﺎﻝ ﻣﻜﺜﻪ ﻋﻨﺪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﻟﻪ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺑﻄﻦ ﻓﺤﻤﻮﺍ ﻇﻬﺮﻩ ﺗﺮﻛﻮﻩ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﱪﺃ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻣﻦ ﲝﲑﺓ ﻭﻻ ﺳﺎﺋﺒﺔ ﻭﻻ ﻭﺻﻴﻠﺔ ﻭﻻ ﺣﺎﻡ، ﻭﻟﻜﻦ‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻳﻔﺘﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ﴾ ]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٣٠١[.‬
  • 13. ‫-٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ، ﻓﻌﺎﺩﺕ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺗﻨﺸﻰﺀ ﺑﺪﻋ‪‬ﺎ، ﻭ‪‬ﻀﻴﻖ ﺳﺒﻴﻼ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺘﺴﻌ‪‬ﺎ، ﻓﻔﺮﻕ ﺍﻷﻛﺜﺮﻭﻥ‬ ‫ﺗ ‪ ‬ﹰ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺷﻴﻌ‪‬ﺎ، ﻭ‪‬ﺾ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﻠﺒﺲ ﻭﻳﺰﺧﺮﻑ ﻭﻳﻔﺮﻕ ﻭﻳﺆﻟﻒ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺼﺢ ﻟﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻠﺼﺺ ﰲ ﻟﻴﻞ ﺍﳉﻬﻞ، ﻓﻠﻮ ﻗﺪ ﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻓﺘﻀﺢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﹸﺣ ﱢﺭ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻳﺪﻩ، ﻭﺃﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻳﺪﻩ، ﻓﺈﻥ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺮ ﲢﺬﻳﺮ‪‬ﺍ ﻋﻦ‬ ‫ﺃ ﺬ‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ‪‬ﺬﻳﻔﺔ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺍﳋﲑ،‬ ‫ﺣ‬ ‫ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﳐﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﲏ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺰﺍﺯ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟ ﱡﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ،‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻳﻌﻴﺶ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ‪‬ﻜﲑ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﻭ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: »ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﻇﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﺃﺣﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻫﻼﻛﹰﺎ ﻣ‪‬ﻲ، ﻓﻘﻴﻞ: ﻭﻛﻴﻒ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﷲ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻧﻪ ﻟ‪‬ﺤﺪﺙ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﰲ ﻣﺸﺮﻕ ﺃﻭ ﻣﻐﺮﺏ ﻓﻴﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱄ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺇﱄ ﻗﻤﻌﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻨﺔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻴ ﹸ‬ ‫ﻓﺘﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ‪‬ﺤﺬﺭ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ، ﻭﳐﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﳏﻨﺔ، ﻭﻛﺎﺷﻔﹰﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮﺭﻩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻓﺎﺿﺤ‪‬ﺎ ﻟﻪ ﰲ ﺧﻔﻲ ﻏﺮﻭﺭﻩ، ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻌﲔ ﲜﻮﺩﻩ ﻛﻞ ﺻﺎﺩﻕ ﰲ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ.‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺴﻤﺘﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﺑﺎﺑ‪‬ﺎ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﲟﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﺗﻠﺒﻴﺴ ‪ ،‬ﻭﻳﺘﺒﲔ ﻟﻠﻔﻄِﻦ ﺑﻔﻬﻤﻬﺎ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﺗﺪﻟﻴﺴ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺍﻧﺘﻬﺾ ﻋﺰﻣﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻬﺑﺎ ﺿﺞ ﻣﻨﻪ ﺇﺑﻠﻴﺴ ‪ ،‬ﻭﺍﷲ ﻣﻮﻓﻘﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺼﺪ ‪،‬‬ ‫ﺕ‬ ‫ﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٤٨٠٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٧٤٨١/١٥(.‬ ‫)٢( ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺿﻌﻴﻒ: ﻓﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻭﻫﻮ ﻣﺪﻟﺲ ﻭﻗﺪ ﻋﻨﻌﻨﻪ، ﻭﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺿﻌﻴﻒ.‬
  • 14. ‫-١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭ ‪‬ﻠﻬﻤﻲ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺭﺩﺕ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ( ﰲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻠﺰﻭﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ( ﰲ ﺫﻡ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﻋﲔ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ( ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻓﱳ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻣﻜﺎﻳﺪﻩ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ( ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﰲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺪﻳﻨﲔ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ.‬ ‫)ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ( ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻞ ﺑﺘﻄﻮﻳﻞ ﺍﻷﻣﻞ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻠﺰﻭﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ‪‬ﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ،‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ‪‬ﻮﻗﺔ،‬ ‫ﺳ‬ ‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺧﻄﺐ‬ ‫ﺑﺎﳉﹶﺎﺑﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺎﻡ ﻓﻴﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﻜﻢ ﲝﺒﻮﺣﺔ ﺍﳉﻨﺔ)١( ﻓﻠﻴﻠﺰﻡ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﲝﺒﻮﺣﺔ ﺍﳉﻨﺔ: ﺃﻭﺳﻄﻬﺎ ﻭﺃﻭﺳﻌﻬﺎ ﻭﺃﺭﺟﺤﻬﺎ، ﻭﲝﺒﻮﺣﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭ: ﻭﺳﻄﻬﺎ.‬
  • 15. ‫-٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﺃﺑﻌﺪ«)١(.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﲪﺪ، ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﺮﻳﺮ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺳ ‪ ‬ﺓ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬ﻤﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﻄﺐ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﳉﺎﺑﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻡ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻣﻘﺎﻣﻲ ﻫﺬﺍ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺣﺐ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﲝﺒﻮﺣﺔ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﻓﻠﻴﻠﺰﻡ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻻﺛﻨﲔ ﺃﺑﻌﺪ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺪﻳﲏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺮﻳﻔﻴﲏ،، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻋﺪ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﳛﲕ ﺍﻷﻣﻮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ، ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻨﺠﻮﺩ، ﻋﻦ ﺯﺭ‪ ،‬ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺑ‪‬ﺤﺒﻮﺣﺔ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﻓﻠﻴﻠﺰﻡ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻊ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﺃﺑﻌﺪ«)٣(.‬ ‫ﺣﺪﹶﺛﻨ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ، ﻧﺎ ﺍﻟ‪‬ﻀﺮ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻮﻗﺔ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺳﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﺑ‪‬ﺤﺒﻮﺣﺔ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﻓﻠﻴﻠﺰﻡ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٨، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٥٦١٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ‬ ‫ﻏﺮﻳﺐ«، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٥٢٢٩(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ‬ ‫١/٤١١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٧/١٩. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٠٤٣(:‬ ‫»ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٦٢، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٩١٢٩ ــ‬ ‫١٢٢٩(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ )٣٦٣٢(، ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺭﺟﺎﻝ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺛﻘﺎﺕ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ، ﻭﻫﻮ ﻣﺪﻟﺲ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺑﺎﻟﻌﻨﻔﺔ«.‬ ‫)٣( ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٧٨ ــ ٨٩٨(، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﲢﻘﻴﻘﻪ: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﺣﺴﻦ، ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ، ﻭﰱ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺿﻌﻒ ﻳﺴﲑ، ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺠﱪ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﺍﻵﺗﻴﺔ، ﻭﺫﻛﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﳊﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ«.‬
  • 16. ‫-٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﺃﺑﻌﺪ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ ‪‬ﺮﻳﺢ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﺎﻋﺪ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ‬‫ﺷ‬ ‫ﻣﺮﺩﺍ‪‬ﺒﻪ ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺑﻦ ﻋﻼﻗﺔ، ﻋﻦ ﻋﺮﻓﺠﺔ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻳﺪ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻊ ﻣﻦ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ«)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻷﺭ‪‬ﻣﻮﻱ، ﻭﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﻗﻄﲏ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺍﻟ‪‬ﻬﻠﻮﻝ، ﺣﺪﺛﲏ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻠﻰ، ﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ، ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺒﺎﱐ، ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺑﻦ ﻋﻼﻗﺔ، ﻋﻦ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﻚ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻳﺪ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺷﺬ ﺍﻟﺸﺎﺫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺧﺘﻄﻔﺘﻪ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻛﻤﺎ ﳜﺘﻄﻒ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻢ«)٣(.‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ،‬ ‫ﳌﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺳﻮﺩ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻭﺍﺋﻞ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: »ﺧ ﱠ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺧﻄﹰﺎ ﺑﻴﺪﻩ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻂ‬ ‫ﻣﺴﺘﻘﻴﻤ‪‬ﺎ«، ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺧﻂ ﻋﻦ ﳝﻴﻨﻪ ﻭﴰﺎﻟﻪ ﰒ ﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﻩ ﺍﻟ ‪‬ﺒﻞ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻻ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺴ ﹸ‬ ‫ﱠ‬ ‫)٤(‬ ‫ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ، ﰒ ﻗﺮﺃ: ﴿ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺻﺮﺍﻃﻰ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﻩ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﺴﺒﻞ﴾‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٤٢٢٩(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ‬ ‫١/٤١١، ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ ١/١٤٣، ﻭﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ )٣٧٦٥(،‬ ‫ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﻃﺮﻕ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻭﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﲢﺮﱘ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ )٢٣٠٤(، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٧١/٤٤١،‬ ‫٥٤١، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/١٢٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ )٩٨٤(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/٨١٢ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﳌﺴﺎﻭﺭ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ« ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻛﺜﲑﺓ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٥١١، ٦١١ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﻃﺮﻕ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٧٦١٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ«، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﲨﻊ ﺍﳉﻮﺍﻣﻊ ١/٨٩٩.‬ ‫)٤( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٥٣٤، ٥٦٤، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )٤٧١١١(،‬ ‫=‬
  • 17. ‫-٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٣٥١[.‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻭﺛﻨﺎ ﺭﻭ‪‬ﺡ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻗﺎﻝ ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺫﺋﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺬﺋﺐ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﻢ، ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﻘﺎﺻﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ، ﻓﺈ‪‬ﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺏ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎ ‪‬ﺔ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﺠﺪ«)١(.‬ ‫ﺣﺪﹶﺛﻨ‪‬ﺎ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ، ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺨﺘﺮﻱ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺫﺭ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺧﲑ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﲔ، ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ‬ ‫ﺧﲑ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ، ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﱂ ﳚﻤﻊ ﺃ ‪‬ﱵ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﺪﻯ«)٢(.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻜﺮﻭﺧ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻷﺯﺩﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﺟﻲ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳉ ‪‬ﺍﺣﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﶈﺒﻮﰊ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﻮﺩ ﺑﻦ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﻏﻴﻼﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﳊﻔﺮﻱ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻟﻴﺄﺗﲔ ﻋﻠﻰ ﹸﺃ ‪‬ﱵ ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﲏ‬ ‫ﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﺣﺬﻭ ﺍﻟ‪‬ﻌﻞ ﺑﺎﻟ‪‬ﻌﻞ ﺣﱴ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﹸﺃ ‪‬ﻪ ﻋﻼﻧﻴﺔﹰ، ﻟﻜﺎﻥ ﰲ ﹸﺃ ‪‬ﱵ ﻣﻦ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻨ ِ ﻨ‬ ‫ﻳﺼﻨﻊ ﺫﻟﻚ، ﻭﺇﻥ ﺑﲏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺗﻔ ‪‬ﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺛﻨﺘﲔ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻣﱠﺔ ﻭﺗﻔﺮﻗﺖ ﺃ ‪‬ﱵ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻠﹰ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻣﻠﺔﹰ، ﻛﱡﻬﻢ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﺎﺭ ﺇﻻ ﻣﱠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓﹰ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻦ ﻫﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻧﺎ‬ ‫ﻠﹰ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﹼ ﹸﻠ‬ ‫=‬ ‫ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٨١٣، ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )١٤٧١‬ ‫ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٧٩٣، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ )١١(،‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ١/٣١.‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٣٣٢، ٣٤٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٢/٣٢ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺫ«، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻰ ﰱ ﲣﺮﻳﺞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ٢/٤٢٢:‬ ‫»ﻓﻴﻪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ«.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٥٤١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/٨١٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺘﺮﻯ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«.‬
  • 18. ‫-٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﰊ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﻏﺮﻳﺐ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻻ ﺇﻥ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻡ ﻓﻴﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻻ ﺇﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ‪ ،‬ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻓﺘﺮﻗﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺛﻨﺘﲔ ﻭﺳﺒﻌﲔ‬ ‫ﱠ‪ ‬ﹸ‬ ‫ﻣﻠﺔﹰ، ﻭﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﱠﺔ ﺳﺘﻔﺘﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻭﺳﺒﻌﲔ، ﺛﻨﺘﺎﻥ ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﺎﺭ، ﻭﻭﺍﺣﺪﺓ ﰲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ِﻠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﳉﻨﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻭﺇﻧﻪ ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻣﱵ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﲡﺎﺭﻯ ﻬﺑﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎﺭﻯ‬ ‫ُ‬ ‫ﺍﻟﻜﹶﻠﺐ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ﱡﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﺛﻨﺎ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻋﻦ ‪‬ﻤﺎﺭﺓ، ﻋﻦ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: »ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ«)٣(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻴﻊ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻋﻦ ﹸﺃ ‪ ‬ﺑﻦ ﻛﻌﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟ ‪‬ﺒﻴﻞ ﻭﺍﻟﺴ‪‬ﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣِﻦ ﻋﺒﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﰊ‬ ‫ﺳﺒﻴﻞ ﻭ ‪‬ﻨﺔ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻓﻔﺎﺿﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﷲ ﻓﺘﻤ ‪‬ﻪ ﺍﻟﻨﺎ ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ‪‬ﺍ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ‬ ‫ﺴ‪ ‬ﺭ ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ ﺳٍ‬ ‫ﻭﺳﻨﺔ، ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﰲ ﺧﻼﻑ ﺳﺒﻴﻞ ﻭﺳﻨﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )١٤٦٢(، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻰ ﻭﻫﻮ‬ ‫ﺿﻌﻴﻒ ﰱ ﺣﻔﻈﻪ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻛﺜﲑﺓ ﺍﻧﻈﺮﻫﺎ ﰱ: ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ‬ ‫٧/١٦٢.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٧٩٥٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٢٠١، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٨٢ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ١/٧. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٤٠٢(.‬ ‫)٣( ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻮﻗﻮﻑ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٧١٢(، ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٣٠١،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ: »ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺸﻴﺨﲔ«.‬
  • 19. ‫-٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺍﻟ ﱡﺮﻳ‪‬ﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻄ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻧﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻷﻗﺮﻉ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺟﻌﻔﺮ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺍﻟﺼﻬﺒﺎﺀ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻋﺒﺎﺩﺓ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺛﻨﺎ ﺍ ﹸﻤﻴﺪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﳊ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻋﺎﺻﻤ‪‬ﺎ ﺍﻷﺣﻮﻝ، ﳛﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺮﻗﻮﺍ، ﻗﺎﻝ ﻋﺎﺻﻢ: ﻓﺤﺪﹾﺛﺖ ﺑﻪ ﺍﳊﺴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﻧﺼﺤﻚ ﻭﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺻﺪﻗﻚ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻧﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ‬ ‫ﺍﻟﻔﺰﺍﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ: ﺍﺻﱪ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ؛ ﻭﻗﻒ ﺣﻴﺚ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻘﻮ ‪ ،‬ﻭﻗﻞ‬ ‫ﻡ ﹸﹾ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﲟﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ، ﻭﻛ ‪ ‬ﻋﻤﺎ ﻛﻔﻮﺍ ﻋﻨﻪ، ﻭﺍﺳﻠﻚ ﺳﺒﻴﻞ ﺳﻠﻔﻚ ﺍﻟ ‪‬ﺎﱀ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴ ‪‬ﻚ ﻣﺎ ﻭﺳﻌﻬﻢ.‬ ‫ﻌ‬ ‫ﹶِ ‪ ‬ﺼ‬ ‫ﹸﻒ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳍﺮ‪‬ﻭﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ‪‬ﺮﻭﺓ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻋ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻘ ﱠﺎﻥ، ﳛﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ،‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﺗﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺑﻔﻀﻠﻚ ﻳﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺏ. ﻭﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﻣﺘﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﱠﺎﻡ ﺍﻟﺴ ﹸﻮﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ،‬ ‫ﻜ‬ ‫ﳘ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/٨١٢.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٧٥٢.‬
  • 20. ‫-٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ‪‬ﻘﺒﻞ ﻗﻮﻝ ﺇﻻ ﺑﻌﻤﻞ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﺇﻻ ﺑﻨﻴﺔ، ﻭﻻ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻭﻧﻴﺔ ﺇﻻ ﲟﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ.‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪﻭﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋ ﹼﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ،‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ‪‬ﻔﻴﺎﻥ: ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﻚ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﺑﺎﳌﺸﺮﻕ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ‪‬ﻨﺔ ﻓﺎﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫‪‬ﺳٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪  ‬ﹶ‪ ‬‬ ‫ﺳ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﻚ ﻋﻦ ﺁﺧﺮ ﺑﺎﳌﻐﺮﺏ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺳ‪‬ﺔ ﻓﺎﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻼﻡ، ﻓﻘﺪ ﻗﻞ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﱠ ﹸ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ.‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ﱡﺮ‪‬ﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟ ﱠﱪﻱ،‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻧﺎ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺍﻟﺒﻠﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺃﺳﺎﻣﺔ، ﻋﻦ ﲪﺎﺩ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻗﺎﻝ ﺃﻳﻮﺏ: ﺇﱐ ُﺧ‪‬ﺒ ‪ ‬ﲟﻮﺕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻜﺄﱐ ﺃﻓﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺋﻲ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷ ﺮ ِ‬ ‫ﻭﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﱪﻱ.‬ ‫ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻟ‪‬ﺒ ‪‬ﻭﺟﺮﺩﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺧﺎﻟﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻮﻳﺪ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺷﻮﺫﺏ، ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﳊﺪﺙ ﻭﺍﻷﻋﺠﻤﻲ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻬﻤﺎ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﹾ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ﱠﱪﻱ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻔﺺ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ‪‬ﺼﲑ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﺮﻭﻕ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻧﺸِﻴﻂ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻤﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺿﻤﺮﺓ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺷﻮﺫﺏ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺇﺫﺍ ﻧﺴﻚ، ﺃﻥ ﻳﺆﺍﺧﻲ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺳ‪‬ﺔ ﳛﻤﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ.‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺷﺒﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﰊ ﻗﺪﺭ‪‬ﺎ ﻭﺃﺧﻮﺍﱄ ﺭﻭﺍﻓﺾ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻓﺄﻧﻘﺬﱐ ﺍﷲ ﺑﺴﻔﻴﺎﻥ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ﹼﱪﻱ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻔﺺ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺪﻱ‪ ،‬ﺛﲏ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺱ ﺍﳍﺎﴰﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ‪‬ﻌﺘﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻠﺖ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺒ‬
  • 21. ‫-٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﻜﺴ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻣﺎﻟﻚ؟ ﻗﻠﺖ: ﻣﺎﺕ ﺻﺪﻳﻖ ﱄ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ؟‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ: ﲢﺰﻥ ﻋﻠﻴﻪ؟.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺯﻫﲑ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪﺓ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﱠﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﻮﺻﻮﺍ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ ﺧﲑ‪‬ﺍ، ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻏﺮﺑﺎﺀ.‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻹﲰﺎﻋﻴﻠﻲ، ﻧﺎ ﲪﺰﺓ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟ ‪‬ﻬﻤﻲ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻮﺍﻧﺔ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ: ﺍﻟ ‪‬ﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺃﻋﺰ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴﻨ ﹸ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﺍﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻷﺯﺩﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ ﱠﱪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍ ﹸﻐﲑﺓ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟ ‪‬ﺎﻓﻌﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻓﻜﺄﱐ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ.‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺃﺧﱪﱐ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳋﻠﺪِﻱ،‬ ‫ﹸﹾ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟ ﱡﺮﻕ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺴﺪﻭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻖ، ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﻔﻰ ﺃﺛﺮ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻄ‪ ‬‬ ‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﺗﺒﻊ ‪‬ﻨﺘﻪ ﻭﻟﺰﻡ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ، ﻓﺈﻥ ﹸﺮﻕ ﺍﳋﲑﺍﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻴﻪ)١(.‬ ‫ﻃ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﺎﺑﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ: ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﺴﺪﻭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺘﻔﲔ ﺁﺛﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ِﻟ ‪‬ﻨ‪‬ﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﰱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺳﻮﺓ‬ ‫ﺴﺘ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٧٥٢.‬
  • 22. ‫-٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺣﺴﻨﺔ﴾ ]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: ١٢[.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﺫﻡ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﻋﲔ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍ ﹸﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺃﺧﱪﱐ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﺃﺧﱪﱐ ﺃﰊ ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻏﺎﻟﺐ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺍﳌﻄﻬﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺮﺯﺑﺎﻥ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊﹶﺰﻭﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﹸﻮﻳﻦ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ،‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺣﺪﺙ ﰲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﺭ ﱞ«)١(.‬ ‫‪‬ﺩ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻣﻮﻫﻮﺏ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺒﺴﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﺨﻠﺺ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﻗﺎﻻ: ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ،‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﰲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺭ ﱞ«)٢(.‬ ‫‪‬ﺩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﲪﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﻋﻮﻥ، ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ‬ ‫ﻓﻌﻞ ﺃﻣﺮ‪‬ﺍ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ«)٣(. ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻠﺢ )٧٩٦٢(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٦٠٦٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٦/٠٧٢.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ )٨١٧١/٧١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٤١(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ‬ ‫٤/٥٢٢.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ ﻣﻌﻠﻘﺎ، ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺶ ٤/٤٣٤ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻯ، ﻭﻣﺴﻠﻢ‬ ‫)٨١٧١/٨١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٦٤١.‬
  • 23. ‫-٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻫﺸﻴﻢ، ﻋﻦ ﺣﺼﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﻣﻐﲑﺓ ﺍﻟﻀﱯ ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺭﻏِﺐ ﻋﻦ ﺳﻨﱵ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﲏ«)١(، ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﺈﺧﺮﺍﺟﻪ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺣﺪﺛﲏ‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﺛﻨﺎ ﺛﻮﺭ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﺛﻨﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺪﺍﻥ، ﺣﺪﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﺴﹼﻤﻲ، ﻭﺣﺠﺮ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌِﺮﺑﺎﺽ ﺑﻦ ﺳ‪‬ﺎﺭ‪‬ﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﳑﻦ ﻧﺰﻝ ﻓﻴﻪ ﴿ﻭﻻ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺗﻮﻙ ﻟﺘﺤﻤﻠﻬﻢ ، ﻗﻠﺖ ﻻ ﺃﺟﺪ ﻣﺎ ﺃﲪﻠﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ﴾ ]ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ: ٢٩[‬ ‫ﻓﺴﻠﻤﻨﺎ ﻭﻗﻠﻨﺎ: ﺃﺗﻴﻨﺎﻙ ﺯﺍﺋﺮﻳﻦ، ﻭﻋﺎﺋﺪﻳﻦ ﻭﻣﻘﺘﺒﺴﲔ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺮ‪‬ﺑﺎﺽ: »ﺻﻠﻰ ﺑﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ِ‬ ‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟ ‪‬ﺒﺢ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡٍ، ﰒ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻓﻮﻋﻈﻨﺎ ﻣﻮﻋﻈﺔ ﺑﻠﻴﻐﺔ ﺫﺭﻓﺖ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﻮ ﹸ، ﻭﻭﺟﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﻣﻮﻋﻈﺔ ‪‬ﻮ ‪‬ﻉ‬ ‫ﹸﻣﺩ‬ ‫ﻥ‬ ‫ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﻌﻬﺪ ﺇﻟﻴﻨﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﷲ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺇﻥ ﻋﺒﺪ‪‬ﺍ ﺣﺒﺸﻴ‪‬ﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻌﺶ ﺑﻌﺪﻱ ﻓﺴﲑﻯ ﺍﺧﺘﻼﻓﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ، ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺑﺴ‪‬ﱵ ﻭﺳ‪‬ﺔ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺷﺪﻳﻦ ﺍﳌﻬﺪ‪‬ﲔ ﻣﻦ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬ﻨ ‪‬ﻨ‬ ‫ﺑﻌﺪﻱ ﲤﺴﻜﻮﺍ ﻬﺑﺎ ﻭﻋ ‪‬ﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟ‪‬ﻮﺍﺟﺬ ﻭﺇ‪‬ﺎﻛﻢ ﻭ ‪‬ﺤﺪﺛﺎﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ‪‬ﺤﺪﺛﺔ‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺑﺪﻋ ﹲ، ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ«)٢(.‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ‪‬ﺮﻣﺬﻱ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ.‬ ‫ﺘ ‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫ﳌﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻭﺍﺋﻞ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺃﻧﺎ ﻓﺮ ﹸﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻮﺽ، ﻭﻟ‪‬ﺨﺘﻠﺠ ‪ ‬ﺭﺟﺎﻝ ﺩﻭﱐ، ﻓﺄﻗﻮﻝ: ﻳﺎ ﺭﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻴ ‪‬ﻦ‬ ‫ﻃ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٦٠٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺴﻰ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٨٥١، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٢٦( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٧٠٦٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٦٧٦٢( ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ‬ ‫)٣٤(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٥٩(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٦٢١، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ‬ ‫١/٥٩، ٦٩ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬
  • 24. ‫-١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﰊ، ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺃﺣﺪﺛﻮﺍ ﺑﻌﺪﻙ«)١(. ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ، ﻋﻦ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ، ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ‬ ‫ﺃﰊ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱐ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﲑﻳﺰ ﻗﺎﻝ: ﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ ﺳ‪‬ﺔ ﺳ‪‬ﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻫﺐ ﺍﳊﺒﻞ‬ ‫ﺪ ﻨ ﻨ‬ ‫ﻗ ‪‬ﺓ ﻗ ‪‬ﺓ.‬ ‫ﻮ ﻮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻘﺎﻝ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻗﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺣﻨﺒﻞ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻳﻌﲏ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻭﺱ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺍﺑﻨﻪ، ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ‬ ‫ﻓﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻓﺄﺩﺧﻞ ﻃﺎﻭﺱ ﺃﺻﺒﻌﻴﻪ ﰲ ﺃﺫﻧﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ‪‬ﺑ ‪ ‬ﺃﺩﺧﻞ ﺃﺻﺒﻌﻚ ﰲ ﺃﺫﻧﻴﻚ‬ ‫ﲏ‬ ‫ﺣﱴ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺿﻌﻴﻒ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺃﻱ ﺑﲏ ﹸﺳﺪﺩ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻝ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺳﺪﺩ ﺣﱴ ﻗﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺣﻨﺒﻞ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ، ﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻀﱯ، ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻣﻌﻨﺎ‬ ‫ﳜﺘﻠﻒ ﺇﱃ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻓﺒﻠﻎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﰲ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ﺇﺫﺍ ﻗﻤﺖ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻼ ‪‬ﺗﻌﺪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺣﻨﺒﻞ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﳊﺪﺍﺋﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟﺴﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ: ﺇﻥ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﺪ‪‬ﺭ ﻳﻌﲏ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﰊ ﳛﲕ، ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ: ﻋﺮﹸﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺮ ‪ ‬ﻭﺳﻠﻮﺍ ﺍﷲ ﱄ‬ ‫‪ ‬ﻩ‬ ‫‪‬ﻓ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺣﻨﺒﻞ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻌﺪﻭﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺻﺎﱀ ﺍﳌ ‪‬ﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﺷﺎﻫﺪ، ﻓﻔﺘﺢ ﺑﺎﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻓﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ: ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﻘﻮﻡ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ: ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٩٤٠٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٧٩٢٢/٢٣(.‬
  • 25. ‫-٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺭﺍﺷﺪ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﺎﻣﺮ، ﻋﻦ ﺳﻼﻡ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻄﻴﻊ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻷﻳﻮﺏ: ﺃﻛﻠﻤﻚ ﺑﻜﻠﻤﺔ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻭﻻ ﻧﺼﻒ ﻛﻠﻤﺔ)١(. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺍﺷﺪ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻷﺷﺞ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ‬ ‫ﳝﺎﻥ، ﻋﻦ ﳐﻠﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﲔ، ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨ‪‬ﺘﻴﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ‪‬ﺍ ﺇﻻ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ‪‬ﺑﻌﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻷﺷﺞ، ﻧﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﻟﻴﻤﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺃﺣﺐ ﺇﱃ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ. ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻳﺘﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻻ ﻳﺘﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ)٢(.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﻏﻴﻼﻥ، ﺛﻨﺎ ﻣﺆﻣﻞ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺎﺕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ‬ ‫ﺑﻦ ﺃﰊ ﺭ ‪‬ﺍﺩ ﻭﻛﻨﺖ ﰲ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﺣﱴ ﻭﺿﻊ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﻓﺼ ‪ ‬ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ.‬ ‫‪‬ﻒ ‪‬‬ ‫‪‬ﻭ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ: ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻓﺠﺎﺀ ﺣﱴ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺠﺎﻭﺯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉﻨﺎﺯﺓ ﻭﱂ ‪‬ﻳﺼ ﱢ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ‪‬ﻳﺮ‪‬ﻣﻰ ﺑﺎﻹﺭﺟﺎﺀ)٣(.‬ ‫‪‬ﻞ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤ‪‬ﺮﻗﻨ‪‬ﺪﻱ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺭﻭ‪‬ﺡ ﺍﻟﻨﻬﺮﻭﺍﱐ، ﺛﻨﺎ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻬﺰﻭﻝ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺷﻌﻴﺐ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ‪‬ﻔﻴﺎﻥ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﺍﻟﱠﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﲰﻊ ﻣﻦ ‪‬ﺒﺘﺪﻉ ﱂ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺍﷲ ﲟﺎ ﲰﻊ ﻭﻣﻦ ﺻﺎﻓﺤﻪ ﻓﻘﺪ ﻧﻘﺾ ﺍﻹﺳﻼﻡ‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ﺜ‬ ‫‪‬ﺮﻭﺓ ﻋﺮﻭﺓ.‬‫ﻋ ﹰ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ، ﺛﻨﺎ‬‫‪‬‬ ‫ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟ ﹸﺮﻳﺰﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ،‬ ‫ﻜ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٣/٩.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٧/٦٢.‬ ‫)٣( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٧/٩٢، ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٣/٦.‬
  • 26. ‫-٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻣﺮﺽ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ‪‬ﺘﻴ‪‬ﻤﻲ، ﻓﺒﻜﻰ ﰲ ﻣﺮﺿﻪ ﺑﻜﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻣﺎ ‪‬ﺒﻜﻴﻚ؟ ﺃﲡﺰﻉ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻭﻟﻜﲏ ﻣﺮﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﻱ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﳛﺎﺳﺒﲏ ﺭﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺼﺮﻳﻔﻴﲏ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻥ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﻓﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺟﻠﺲ ﺇﱃ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﻩ)٢(.‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻀﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻓﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺃﺣﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﺃﺣﺒﻂ ﺍﷲ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻧﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ. ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺒﺘﺪﻋ‪‬ﺎ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻓﺨﺬ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ، ﻭﻻ ﻳﺮﻓﻊ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻤ ﹲ،‬ ‫ﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ)٣(. ﻭﲰﻌﺖ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠ ﹸﻀﻴﻞ:‬ ‫ﻔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻦ ﺯﻭﺝ ﻛﺮﳝﺘﻪ ﻣﻦ ﻓﺎﺳﻖ ﻓﻘﺪ ﻗﻄﻊ ﺭﺣﻤ‪‬ﻬﺎ... ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ: ﻣﻦ ﺯﻭﺝ ﻛﺮﳝﺘﻪ ﻣﻦ‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻓﻘﺪ ﻗﻄﻊ ﺭﲪﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺟﻠﺲ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﱂ ‪‬ﻌﻂ ﺍﳊﻜﻤﺔﹶ، ﻭﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﻳ‪ ‬ﹶ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺃﻧﻪ ‪‬ﺒﻐﺾ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﺭﺟﻮﺕ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ)٤(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺮﻓﻮﻋ‪‬ﺎ، ﻭﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﻭﱠﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ«)٥(.‬ ‫ﻗ‪‬‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٣/٢٣.‬ ‫)٢( ﺍﻧﻈﺮ: ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٣٠١، ٤٠١.‬ ‫)٣( ﺍﻧﻈﺮ: ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٣٠١، ٤٠١.‬ ‫)٤( ﺍﻧﻈﺮ: ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٣٠١، ٤٠١.‬ ‫)٥( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٤٦٤٩( ﻣﺮﺳﻼ، ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٥/٨١٢،‬ ‫=‬
  • 27. ‫-٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻀﺮ ﺍﳊﺎﺭﺛﻲ: ﻣﻦ ﺃﺻﻐﻰ ﺑﺴﻤﻌﻪ ﺇﱃ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ‪‬ﺰﻋﺖ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻧ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻭ ‪‬ﻛﻞ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻪ)١(.‬ ‫ﹸ ﻭِﹶ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺎﻳﲏ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻴﺴﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ـ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻟﻮ ﺭﺃﻳﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﳝﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺎﻓﻌﻲ: ﺇﻧﻪ ﻣﺎ ﻗﺼﺮ ﻟﻮ ﺭﺃﻳ‪‬ﻪ ﳝﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﺘﻪ)٢(.‬ ‫ﺘ‬ ‫ﹶ ‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﻣﻮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳌﺮﻳﺴﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻓﻠﻮﻻ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﻮﺩ ﻟﺴﺠﺪﺕ ﺷﻜﺮ‪‬ﺍ. ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺎﺗﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ ﻗﻮﻟﻮﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺣﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻼﻝ، ﻋﻦ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﺎﰊ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺬ ﹸﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺟﻞ: ﻟﻮ ﺣﺪﺛﹾﺘﻨﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛ‬ ‫ﺃﻋﺠﺐ ﺇﻟﻴﻨﺎ، ﻓﻐﻀﺐ ﻭﻗﺎﻝ: ﻛﻼﻣﻲ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺃﺣﺐ ﺇﱄ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺳﺘﲔ ﺳﻨﺔ.‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺫﻡ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﻋﲔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﻗﺪ ﻣﺪﺣﺖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺫﳑﺖ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ؟ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﰲ ﺯﻋﻤﻨﺎ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ.‬ ‫)ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ(: ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﰲ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻷﺛﺮ ﺍﳌﺘﺒﻌﲔ‬ ‫ﺁﺛﺎﺭ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺁﺛﺎﺭ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻷ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﱵ ﱂ ﳛﺪﺙ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫=‬ ‫ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ١/١٧٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻣﻮﺿﻮﻉ«. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻶﻟﺊ ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺔ‬ ‫١/٠٣١، ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ١١٢، ﻭﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٢٦٨١(.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٧/٦٢، ٤٣.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٩/٦١١.‬
  • 28. ‫-٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺣﺎﺩﺙ. ﻭﺇﳕﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺔ: ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻓﺎﺑ‪‬ﺪﻉ، ﻭﺍﻷﻏﻠﺐ ﰲ ﺍ ﹸﺒﺘﺪﻋﺎﺕ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﺼﺎﺩﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺘ‬ ‫ِ‪ٍ ‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺎﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻭﺗﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﻧﻘﺼﺎﻥ. ﻓﺈﻥ ﺍ‪‬ﺑ‪‬ﺪﻉ ﺷﻲﺀ ﻻ ﳜﺎﻟﻒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻻ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻪ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺋﺰ‪‬ﺍ ﺣﻔﻈﹰﺎ ﻟﻸﺻﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻷﰊ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﺣﲔ ﻗﺎﻻ ﻟﻪ: ﺍﲨﻊ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ﻛﻴﻒ ﺗﻔﻌﻼﻥ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﱂ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ، ﻧﺎ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺳﻬﻞ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﻟِﺒﺮ‪‬ﰐ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺬﻳﻔﺔ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺠﻼﻥ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺳﻠﻤﺔ، ﺃﻥ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﲰﻊ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟ‪‬ﺒﻴ‪‬ﻚ ﺫﺍ ﺍﳌﻌﺎﺭﺝ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﻟ‪‬ﺒﺨ‪‬ﺘﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪ ﺭﺟﻞ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﳚﻠﺴﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻓﻴﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛ‪‬ﺒ ‪‬ﻭﺍ ﺍﷲ ﻛﺬﺍ‬ ‫ﹶﺮ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﻛﺬﺍ. ﻭﺳ‪‬ﺒ ‪‬ﻮﺍ ﺍﷲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ. ﻭﺍﲪﺪﻭﺍ ﺍﷲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ. ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻓﻌﻠﻮﺍ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻓﺄﺗﲏ ﻓﺄﺧﱪﱐ ﲟﺠﻠﺴﻬﻢ. ﻓﺄﺗﺎﻫﻢ ﻓﺠﻠﺲ ﻓﻠﻤﺎ ﲰﻊ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻗﺎﻡ ﻓﺄﺗﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ‬ ‫ﻓﺠﺄﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺟﺪﻻ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻭﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻏﲑﻩ ﻟﻘﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺟﺌﺘﻢ ﺑﺒﺪﻋﺔ ﻇﻠﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻟﻘﺪ ﻓﻀﻠﺘﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻤ‪‬ﺎ. ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ: ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﷲ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺎﻟﺰﻣﻮﻩ ﻭﻟﺌﻦ ﺃﺧﺬﰎ ﳝﻴﻨ‪‬ﺎ ﻭﴰﺎﻻ ﻟﺘ‪‬ﻀﱡﻦ ﺿﻼﻻ ﺑﻌﻴﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ ﻠ‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻓﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻮﻑ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﺍﻥ‬ ‫ﺍﺩﻉ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻴﲏ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻧﻪ ﻛﺮﻫﻪ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺣﱴ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻨﺔ ﻓﺮ ﱠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺫﻛﺮ ﻣﺎ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻜﺮﻫﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ: ﺃﺧﱪﻧﺎ‬ ‫‪ ‬ﺴﹶ ﻏ‬
  • 29. ‫-٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ: ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ، ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺭﻳﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺫﺍ ﺍﻟ‪‬ﻮﻥ ﻭﺟﺎﺀﻩ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ ﺍﳋﻄﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺤ‪‬ﺪ ﹲ،‬ ‫‪ ‬ﺙ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﻠﻮﱐ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻭ ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫ﻭﺭﺃﻯ ﺫﻭ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺧﻔﹰﺎ ﺃﲪﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻧﺰﻉ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺑﲏ ﻓﺈﻧﻪ ﺷﻬﺮﺓ، ﻣﺎ ﻟﺒﺴﻪ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﷲ ﺇﳕﺎ ﻟﺒﺲ ﺃﺳﻮﺩﻳﻦ ﺳﺎﺫﺟ‪‬ﻴﻦ)١(.‬ ‫ﹶ‪ِ ‬‬ ‫ﻟﺰﻭﻡ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﺑ‪‬ﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺤﺬﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﱂ ﻳﻜﻦ ﻬﺑﺎ ﺑﺄﺱ ﻟﺌﻼ ‪‬ﺤﺪﹸﻮﺍ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ.‬ ‫‪ ‬ﻳ ِﺛ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺕ ‪‬ﺤﺪﺛﺎﺕ ﻻ ﺗﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻻ ‪‬ﺘﻌﺎﻃﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻭﺍ ﺑﻔﻌﻠﻬﺎ ﺑﺄﺳ‪‬ﺎ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺣ‪‬ﺪﺍﻧ‪‬ﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻴﺼﻠﻲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺼﻼﺗﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻓﺠﻤﻌﻬﻢ ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺧﺮﺝ ﻓﺮﺁﻫﻢ ﻗﺎﻝ: ِﻧﻌ‪‬ﻤﺖ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻫﺬﻩ. ﻷﻥ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ. ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ ﰲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﻘﺼﺺ: ﻧﻌﻤﺖ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ، ﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﺥ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ، ﻭﺩﻋﻮﺓ ﻣﺴﺘﺠﺎﺑﺔ. ﻷﻥ ﺍﻟﻮﻋﻆ ﻣﺸﺮﻭﻉ‬ ‫ﻭﻣﱴ ﹸﺳﻨﺪ ﺍﳌﺤ‪‬ﺪﺙ ﺇﱃ ﺃﺻﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﱂ ‪‬ﺬﻡ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃ ﹸ ﹸ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻛﺎﳌﺘﻤﻢ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻓﻬﻲ‬ ‫ﺃﻋﻈﻢ.‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺑﺎﻥ ﲟﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻫﻢ ﺍﳌﺘﺒﻌﻮﻥ ﻭﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻫﻢ ﺍﳌﻈﻬﺮﻭﻥ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﱂ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٥٥١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٠٢٨٢(، ﻭﰱ ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ‬ ‫ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ )١٧(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٩٤٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢٥٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺮﻳﺪﺓ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ: »ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ«.‬
  • 30. ‫-٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻜﻦ ﻗ‪‬ﺒ ﹸ ﻭﻻ ‪‬ﺴﺘﻨﺪ ﻟﻪ ﻭﳍﺬﺍ ﺍﺳﺘﺘﺮﻭﺍ ﺑﺒﺪﻋﺘﻬﻢ، ﻭﱂ ﻳﻜﺘﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻓﻜﻠﻤﺘﻬﻢ‬ ‫ﹶﻞ ﻣ‬ ‫ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﳍﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ‪‬ﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻳﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﻋﻦ ﻗﻴﺲ، ﻋﻦ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺍﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻣﱵ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﺣﱴ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻫﻢ ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ«)١( ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ‪‬ﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ ﺛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ، ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻗﻼﺑﺔ، ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺃﲰﺎﺀ، ﻋﻦ ﺛﻮﺑﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﱵ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻻ‬ ‫ﻳﻀﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺬﳍﻢ ﺣﱴ ﻳﺄﰐ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﻭﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ«)٢(. ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻣﺴﻠﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫)٤(‬ ‫)٣(‬ ‫ﻭﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ‬ ‫ﻭﻗﺮﺓ)٥(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﻟﻜ ‪‬ﻭﺧﻲ، ﻧﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭ‪‬ﺟﻲ ﻭﺍﻷﺯﺩﻱ ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺍﳉ ‪‬ﺍﺣ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﺍﶈﺒﻮﰊ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺮ ﻲ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﺮﻣﺬ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺪﻳﲏ: ﻫﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ)٦(.‬ ‫ﺘ ﻱ‬ ‫)ﻓﺼﻞ( ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﻟﻜ ‪‬ﻭﺧ ‪ ،‬ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻷﺯﺩﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﺟ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ‬ ‫ﻐ ﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ ﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉ ‪‬ﺍﺣ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﺍﶈﺒﻮ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ‪‬ﺮﻳ‪‬ﺚ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻋﻦ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﰊ‬ ‫ﺮ ﻲ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٩٥٤٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )١٢٩١/١٧١(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٠٢٩١/٠٧١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٨٧٢، ٩٧٢.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٠٦٤٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٧٣٠١/٤٧١(.‬ ‫)٤( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٣٢٩١/٣٧١(.‬ ‫)٥( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٢٩١٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٦( ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ )٢٩١٢(، )٩٢٢٢(.‬
  • 31. ‫-٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫»ﺗﻔ ‪‬ﻗﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ ﺃﻭ ﺛﻨﺘﲔ ﻭﺳﺒﻌﲔ، ﻭﺍﻟ‪‬ﺼﺎﺭﻯ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ،‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺗﻔﺘﺮﻕ ﺃ ‪‬ﱵ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ«)١(، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻣ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻓﻴﻪ: ﻛﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ‬ ‫ﻣﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻦ ﻫﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﰊ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﳌﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﲏ ﺃﰊ ﺛﻨﺎ ﺣﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ، ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻫﻼﻝ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺗﻔﺮﻗﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﻬﻠﻜﺖ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﻓﺮﻗﺔ ﻭﺧﻠﺼﺖ ﻓﺮﻗﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﺇﻥ ﹸﺃ ‪‬ﱵ ﺳﺘﻔﺘﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﺛﻨﲔ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔﹰ،‬ ‫ﻣ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻳﻬﻠ ‪ ،‬ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ ﻭﲣﻠﺺ ﻓﺮﻗﺔ«، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ِﻚ‬ ‫»ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻭﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ؟ ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺇﻧﺎ‬ ‫ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﻕ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﺇﻥ ﻛﻞ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺇﱃ ﻓﺮﻕ ﻭﺇﻥ ﱂ‬ ‫ﹾ‬ ‫‪‬ﻧﺤﻂ ﺑﺄﲰﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﻣﺬﺍﻫﺒﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﻕ: ﺍﳊﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ،‬ ‫ِﹾ‬ ‫ﻭﺍﳉﻬﻤﻴﺔ، ﻭﺍﳌﺮﺟﺌﺔ، ﻭﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ، ﻭﺍﳉﱪﻳﺔ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ: ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺴﺘﺔ، ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﻛﻞ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍﺛﻨﺘﲔ‬ ‫ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ.‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺍﳊﺮﻭﺭﻳﺔ، ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ، ﻓﺄﻭﳍﻢ ﺍﻷﺯﺭﻗﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﺆﻣﻨ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٦٩٥٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٠٤٦٢(، ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )١٩٩٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٢٣٣.‬ ‫)٢( ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٥٤١، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ، ﻟﻜﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﺮﺗﻘﻰ‬ ‫ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﺸﻮﺍﻫﺪﻩ، ﺍﻧﻈﺮ: ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ١/٩٥٣، ٠٦٣.‬
  • 32. ‫-٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻛ ﱠﺮﻭﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺩﺍﻥ ﺑﻘﻮﳍﻢ، ﻭﺍﻹﺑﺎﺿﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺑﻘﻮﻟﻨﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﺆﻣﻦ، ﻭﻣﻦ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﺎﻓﻖ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻌﻠﺒﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻘﺾ ﻭﱂ ﻳﻘﺪﺭ، ﻭﺍﳊﺎﺯﻣﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻹﳝﺎﻥ،‬ ‫ﻭﺍﳋﻠﻖ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻌﺬﻭﺭﻭﻥ، ﻭﺍﳋﻠﻔ‪‬ﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻭﺃﻧﺜﻰ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺍﳌﻜﺮﻣﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﳝﺲ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺲ، ﻭﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺆﺍﻛﻠﻪ ﺣﱴ ﻳﺘﻮﺏ ﻭﻳﻐﺘﺴﻞ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻜﱰﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﺎﻟﻪ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻷﻧﻪ ﺭﲟﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺘﺤﻘﹰﺎ ﺑﻞ‬ ‫ﻳﻜﱰﻩ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﱴ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻖ، ﻭﺍﻟﺸﻤﺮﺍﺧﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﺑﺄﺱ ﲟﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷ‪‬ﻦ ﺭﻳﺎﺣﲔ، ﻭﺍﻷﺧﻨﺴﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﻠﺤﻖ ﺍﳌﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺧﲑ ﻭﻻ ﺷﺮ، ﻭﺍﶈﻜﻤﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﻛﻢ ﺇﱃ ﳐﻠﻮﻕ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ، ﻭﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻭﺭﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﺷﺘﺒﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻣﺮ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺘﱪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ، ﻭﺍﳌﻴﻤﻮﻧﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﺇﻣﺎﻡ ﺇﻻ ﺑﺮﺿﺎ ﺃﻫﻞ ﳏﺒﺘﻨﺎ.‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ: ﺍﻷﲪﺮﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﷲ ﺃﻥ ﳝﻠﻚ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ ﻭﳛﻮﻝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﻣﻌﺎﺻﻴﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﳋﲑ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻣﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻭﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﲞﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺟﺤﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻜﻴﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺃﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺃ‪‬ﺜﺎﺏ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ ﺃﻭ ﻳﻌﺎﻗﺒﻮﻥ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﱂ ﳜﻠﻖ ﺷﻴﻄﺎ‪‬ﻧﺎ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﺮﻳﻜﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ‪‬ﻘﺪﺭﺓ ﺇﻻ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻭﺍﻟﻮﳘﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﻛﻼﻣﻬﻢ ﺫﺍﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﹾ ِ‬ ‫ﻣ ﹲ‬ ‫ﻖ‬ ‫ﻭﻻ ﻟﻠﺤﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺫﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺮﺍﻭﻧﺪﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻛ ﱡ ﻛﺘﺎﺏ ﹸﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﺣ ﱞ‬ ‫ٍﺃ‬ ‫ﹸﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻧﺎﺳﺨ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﻨﺴﻮﺧ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻟﺒﺘﺮ‪‬ﻳﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﺼﻰ ﰒ ﺗﺎﺏ ﱂ ﺗﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺘﻪ، ﻭﺍﻟﻨﺎﻛﺜ‪‬ﻴﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻧﻜﺚ ﺑﻴﻌﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻼ ﺇﰒ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻄﻴﺔ ﻓﻀﹸﻮﺍ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻣ‪‬ﺔ ‪‬ﺗﺒِﻌﻮﺍ ﺇﺑﺮﺍﻫﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺷﻲﺀ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ.‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴﹸ‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ: ﺍ ﹸﻌ ﱢﻠﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌﻄﹸ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻬﻮ ﳐﻠﻮﻕ، ﻭﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﺮﻯ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ، ﻭﺍﳌ ‪‬ﻳﺴﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬
  • 33. ‫-٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳐﻠﻮﻗﺔ، ﻭﺍﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﺍﻟﻮﺍﺭﺩ‪‬ﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﺪﺧﻞ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺭﺑﻪ ﻭﻣﻦ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﱂ ﳜﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﺍﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ‪‬ﻳﺜﹾﺒﺖ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺭﺑ‪‬ﺎ ﻷﻥ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﳊﻮﺍﺱ ﻭﻣﺎ ‪‬ﺪﺭ ‪ ‬ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺈﻟﻪ، ﻭﻣﺎ ﻻ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻙ‬ ‫ﻳﺪﺭﻙ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ. ﻭﺍﳊﺮﻗﻴﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﲢﺮﻗﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰒ ﻳﺒﻘﻰ ﳏﺘﺮﻗﹰﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ ﻻ‬ ‫ﳚﺪ ﺣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺍﳌﺨﻠﻮﻗﻴﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ، ﻭﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﻔﻨﻴﺎﻥ،‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇ‪‬ﻤﺎ ﱂ ﲣﻠﻘﺎ، ﻭﺍﳌﻐﲑﻳﺔ ﺟﺤﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﳕﺎ ﻫﻢ ﺣﻜﺎﻡ، ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻔﻴﺔ‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﻻ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ، ﻭﺍﻟﻘﱪﻳﺔ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﱪ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻔﻈﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ.‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ: ﺍﻟﺘﺎﺭﻛﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ‬ ‫‪‬ﹾ ِ ِ‬ ‫ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺳﻮﻯ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻪ ﻓﻤﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ ﻭﻋﺮﻓﻪ ﻓﻠﻴﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﺒﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬‫ﹲ‬ ‫ﺳ‪‬ﺐ ﺧﻠﻘﻪ ﻟﻴﻌﻤﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﺷﺎﺀﻭﺍ، ﻭﺍﻟﺮﺍﺟﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﺴﻤﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻊ ﻃﺎﺋﻌ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﻋﺎﺻﻴ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻷﻧﺎ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ، ﻭﺍﻟﺸﺎﻛﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﺴﻴﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻋﻠﻢ ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺍﳊﻼﻝ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ، ﻭﺍﳌﻨﻘﻮﺻﻴﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ِﹾ ‪  ‬‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ، ﻭﺍﳌﺴﺘﺜﻨﻴﺔ ﻧﻔﻮﺍ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ، ﻭﺍ ﹸﺸ‪‬ﻬﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ:‬ ‫ﳌ ﺒ ‪‬ﹸ‬ ‫ﷲ ﺑﺼﺮ ﻛﺒﺼﺮﻱ ﻭﻳﺪ ﻛﻴﺪﻱ، ﻭﺍﳊﺸﻮﻳﺔ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻓﻌﻨﺪﻫﻢ ﺇﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﻨﻔﻞ ﻛﺘﺎﺭﻙ ﺍﻟﻔﺮﺽ، ﻭﺍﻟ ﱠﺎﻫﺮﻳﺔ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻔﻮﺍ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ، ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﻴﺔ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﺑﺘﺪﻉ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ.‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ: ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﱃ ﻋﻠﻲ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﺟﱪﻳﻞ ﺃﺧﻄﺄ، ﻭﺍﻷﻣﺮﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺷﺮﻳﻚ ﳏﻤﺪ ﰲ ﺃﻣﺮﻩ.‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭ‪‬ﺻﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻭﻟ‪‬ﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺇﻥ ﺍﻷﻣﺔ‬ ‫ﻴ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﻔﺮﺕ ﲟﺒﺎﻳﻌﺔ ﻏﲑﻩ.‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﺤﺎﻗﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻛ ﱡ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻓﻬﻮ ﻧﱯ.‬
  • 34. ‫-١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺎﻭﻭﺳﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷ ‪‬ﺔ ﻓﻤﻦ ﻓﻀﻞ ﻏﲑﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ.‬ ‫ُﻣ ﹶ ‪   ‬ﹶ‬ ‫ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻐﲑ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺍﳊﺴﲔ ﻭﺇﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ‪‬ﻌﱢﻤﻪ‬ ‫ﻳ ﻠ ‪‬‬ ‫ﺟﱪﺍﺋﻴﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺑﺪﻝ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﺜﻠﻪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻭﻟﺪ ﺍﳊﺴﲔ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﺋﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻓﻤﱴ ‪‬ﺟﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﱂ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭ ِ‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﲡﺰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻠﻒ ﻏﲑﻩ ﺑﺮﻫﻢ ﻭﻓﺎﺟﺮﻫﻢ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ: ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﱃ ﺑﺎﳋﻼﻓﺔ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ.‬ ‫ﻭﺍﳌﺘﻨﺎﺳﺨﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺗﺘﻨﺎﺳﺦ ﻓﻤﱴ ﻛﺎﻥ ﳏﺴﻨ‪‬ﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﻠﹾﻖ ﺗﺴﻌ ‪ ‬ﺑﻌﻴﺸﻪ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻴﺌﹰﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﰲ ﺧﻠﻖ ﺗﺸﻘﻰ ﺑﻌﻴﺸﻪ.‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ: ﺃﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﻨﺘﻘﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻼﻋﻨﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻌﻨﻮﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻃﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺰﺑﲑ ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﻏﲑﻫﻢ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﺍ ﹸﺘﺮ‪‬ﺼﺔ ﺗﺸﺒﻬﻮﺍ ﺑﺰﻱ ﺍﻟ‪‬ﻨ ‪‬ﺎﻙ ﻭﻧﺼﺒﻮﺍ ﰲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ ﺭﺟﻼ ﻳﻨﺴﺒﻮﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﳌ ﺑ ﹸ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﺪﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ ‪‬ﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻧﺼﺒﻮﺍ ﺭﺟﻼ ﺁﺧﺮ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ُﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺍﳉﱪﻳﺔ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﺮﻗﺔ ﻓﻤﻨﻬﻢ: ﺍﳌﻀﻄﺮﺑﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻓِﻌﻞ ﻟﻶﺩﻣﻲ ﺑﻞ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻜﻞ، ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻨﺎ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﳕﺎ ﳓﻦ‬ ‫ﻛﺎﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ‪‬ﻘﺎﺩ ﺑﺎﳊﺒﻞ، ﻭﺍﳌﻔﺮﻭﻏﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻛﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻗﺪ ﺧﻠﻘﺖ ﻭﺍﻵﻥ ﻻ ‪‬ﻳﺨ‪‬ﻠﻖ ﺷﻲ ٌ،‬ ‫‪ ‬ﺀ‬ ‫ﻧ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺭﻳﺔ ﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﻌﺬﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻬﻢ، ﻭﺍﳌﺘﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻋﻠﻴﻚ ﲟﺎ‬ ‫ﺧﻄﺮ ﺑﻘﻠﺒﻚ ﻓﺎﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﻮ ‪‬ﻤﺖ ﺑﻪ ﺍﳋﲑ، ﻭﺍﻟﻜﺴﺒﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﻜﺴﺐ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺛﻮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻭﻻ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﹾ‬ ‫‪ ‬ﹶ‪‬‬ ‫ﻋﻘﺎﺑ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻓﻠﻴﻌﻤﻞ ﻭﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻻﺗﻀﺮﻩ ﺫﻧﻮﺑﻪ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻘﻲ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺑﺮﻩ، ﻭﺍﳊﺒﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﻛﺄﺱ ﳏ‪‬ﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻬﺑﺎ، ﻭﺍﳋﻮﻓﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﱂ ﻳﺴﻌﻪ ﺃﻥ ﳜﺎﻓﻪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻷﻥ ﺍﳊﺒﻴﺐ ﻻ ﳜﺎﻑ ﺣﺒﻴﺒﻪ، ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻋﻠﻤ‪‬ﺎ ﺳﻘﻂ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺍﳋﺴﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺳﻮﺍﺀ ﻻ ﺗﻔﺎﺿﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭﹼﻬﻢ ﺃﺑﻮﻫﻢ ﺁﺩﻡ،‬ ‫ﺛ‬ ‫ﻭﺍﳌﻌﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻟﻨﺎ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ.‬
  • 35. ‫-٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻓﱳ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻣﻜﺎﻳﺪﻩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﳌﺎ ‪‬ﻠﻖ ﺭ ﱢﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﳍﻮﻯ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﻴﺠﺘﻠﺐ‬ ‫ﺧِ ‪ ‬ﻛ‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻪ. ﻭﻭﺿﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻟﻴﺪﻓﻊ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺆﺫﻳﻪ. ﻭﹸﻋﻄﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻛﺎﳌﺆﺩﺏ ﻳﺄﻣﺮﻩ‬ ‫ِ‬ ‫ﺃ‪  ِ‬ﹶ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﳚﺘﻠﺐ ﻭﳚﺘﻨﺐ، ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳏﺮﺿ‪‬ﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﰲ ﺍﺟﺘﻼﺑﻪ‬ ‫ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺑﻪ، ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺣﺬﺭﻩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺃﺑﺎﻥ ﻋﺪﺍﻭﺗﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺯﻣﻦ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﺪ ﺑﺬﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻓﺴﺎﺩ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﳊﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ‬ ‫ﺇﻧﻪ ﻟﻜﻢ ﻋﺪﻭ ﻣﺒﲔ * ﺇﳕﺎ ﻳﺄﻣﺮﻛﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﻭﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻣﺎﻻ‬ ‫ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٨٦١-٩٦١[، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻌﺪﻛﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻳﺄﻣﺮﻛﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﻔﺤﺸﺎﺀ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٨٦٢[.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻀﻠﻜﻢ ﺿﻼﻻ ﺑﻌﻴﺪ‪‬ﺍ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٠٦[، ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫﴿ﺇﳕﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻊ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﰱ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﺍﳌﻴﺴﺮ ﻭﻳﺼﺪﻛﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻬﻞ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻨﺘﻬﻮﻥ﴾ ]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ١٩[.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺇﻧﻪ ﻋﺪﻭ ﻣﻀﻞ ﻣﺒﲔ﴾ ]ﺍﻟﻘﺼﺺ: ٥١[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻜﻢ‬ ‫ﻋﺪﻭ ﻓﺎﲣﺬﻭﻩ ﻋﺪﻭ‪‬ﺍ ﺇﳕﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺣﺰﺑﻪ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻌﲑ﴾]ﻓﺎﻃﺮ: ٦[، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻻ ﻳﻐﺮﻧﻜﻢ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ﴾ ]ﻟﻘﻤﺎﻥ: ٣٣[، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺃﱂ ﺃﻋﻬﺪ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﺑﲎ‬ ‫ﺁﺩﻡ ﺃﻻ ﺗﻌﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻧﻪ ﻟﻜﻢ ﻋﺪﻭ ﻣﺒﲔ ﴾ ]ﻳﺲ: ٠٦[، ﻭﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﺜﲑ.‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻓﱳ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻣﻜﺎﻳﺪﻩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺷﻐﻠﻪ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘﺒﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻔﺎﺿﻞ ﺑﲔ ﺍﻷﺻﻮﻝ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﺧﻠﻘﺘﲎ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﻭﺧﻠﻘﺘﻪ ﻣﻦ ﻃﲔ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٢١[، ﰒ ﺃﺭﺩﻑ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮﺍﺽ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﳊﻜﻴﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﺃﺭﺃﻳﺘﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺮﻣﺖ ﻋﻠﻰ﴾ ]ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ: ٢٦[، ﻭﺍﳌﻌﲎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﱪﱐ ِﻟﻢ ﻛ ‪‬ﻣ‪‬ﺘﻪ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻏﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﲝﻜﻤﺔ ﰒ ﺃﺗﺒﻊ ﺫﻟﻚ‬ ‫‪ ‬ﺮ‪  ‬ﻲ‬
  • 36. ‫-٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﱪ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﺃﻧﺎ ﺧﲑ ﻣﻨﻪ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٢١[.‬ ‫ﰒ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺠﻮﺩ ﻓﺄﻫﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﱵ ﺃﺭﺍﺩ ﺗﻌﻈﻴﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻌﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ. ﻓﻤﱴ ﺳ ‪‬ﻝ‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻣﺮ‪‬ﺍ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳛﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﺃﺷﺪ ﺍﳊﺬﺭ ﻭﻟﻴﻘﻞ ﻟﻪ ﺣﲔ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﺇﳕﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﲟﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﹾ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻧﺼﺤﻲ ﺑﺒﻠﻮﻏﻲ ﺷﻬﻮﰐ. ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺘﻀﺢ ﺻﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻟﻠﻐﲑ ﳌﻦ ﻻ ﻳﻨﺼﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﰒ‬ ‫ﻛﻴﻒ ﺃﺛﻖ ﺑﻨﺼﻴﺤﺔ ﻋﺪﻭ ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﻓﻤﺎ ﰲ ﻟﻘﻮﻟﻚ ﻣﻨﻔﺬ. ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻌﲔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷﻧﻪ ﳛﺚ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﺍﻫﺎ ﻓﻠﻴﺴﺘﺤﻀﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﰲ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻟﻌﻞ ﻣﺪﺩ ﺗﻮﻓﻴﻖ‬ ‫ﱠ ‪ٍ  ‬‬ ‫ﻳﺒﻌﺚ ‪‬ﻨﺪ ﻋﺰﳝﺘﻪ ﻓﻴﻬﺰﻡ ﻋﺴﻜﺮ ﺍﳍﻮﻯ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ.‬ ‫ﹸﺟ ‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻧﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ، ﺛﻨﺎ‬‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ ﺷﺒ‪‬ﺎ‪‬ﺑ ﹸ ﺑﻦ ﺳ ‪‬ﺍﺭ، ﺛﲏ ﺍﳌﻐﲑﺓ، ﻋﻦ ‪‬ﻄ ‪‬ﻑ ﺑﻦ‬ ‫ﻣ ﺮ‬ ‫ﻮ‬ ‫‪ ‬ﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸ ‪‬ﲑ، ﻋﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﺑﻦ ﲪﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻣﺮﱐ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺨ‬ ‫ﹸﻋﻠﻤﻜﻢ ﻣﺎ ﺟﻬﻠ‪‬ﺘﻢ ﳑﺎ ﻋﻠﻤﲏ ﰲ ﻳﻮﻣﻲ ﻫﺬﺍ: ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﺎﻝ ﳓﻠ‪‬ﺘﻪ ﻋﺒﺪﻱ ﻓﻬﻮ ﻟﻪ ﺣﻼﻝ، ﻭﺇﱐ‬ ‫ﹸﱠ ٍ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ ﹸ‪‬‬ ‫ﺧﻠﻘﺖ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺣﻨﻔﺎﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﻓﺄﺗﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻓﺎﺟﺘﺎﻟﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﻭﺃﻣﺮ‪‬ﻢ ﺃﻥ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺸﺮﻛﻮﺍ ﰊ ﻣﺎ ﻟـﻢ ﹸﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﺳﻠﻄﺎﻧ‪‬ﺎ، ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻤﻘﺘﻬﻢ ﻋﺮﻬﺑﻢ‬ ‫ﺃ‪‬ﹾ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻋﺠﻤﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﳌﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﻫﺸﺎﻡ، ﺛﻨﺎ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻋﻦ ‪‬ﻄﺮﻑ، ﻋﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﺑﻦ ﲪﺎﺭ،‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺧﻄﺐ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﺧﻄﺒﺘﻪ: »ﺇﻥ ﺭﰊ« ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳌﺘﻘﺪﻡ)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫ﳌﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﺛﻨﺎ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﻀﻊ ﻋﺮﺷﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﰒ ﻳﺒﻌﺚ ﺳﺮﺍﻳﺎﻩ ﻓﺄﺩﻧﺎﻫﻢ ﻣﻨﻪ ﻣﱰﻟﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﻋﻈﻤﻬﻢ ﻓﺘﻨﺔﹰ، ﳚﻲﺀ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ُ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻨﺔ )٥٦٨٢/٣٦، ٤٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٦٦٢.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻨﺔ )٥٦٨٢/٣٦، ٤٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٦٦٢.‬
  • 37. ‫-٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺛـﻢ ﳚﻲﺀ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺗﺮﻛ‪‬ﺘﻪ ﺣﱴ ﻓ ‪‬ﻗﺖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓ‪‬ﺪﻧﻴﻪ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺮﹾ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﻠﺘﺰﻣﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ِﻧﻌﻢ ﺃﻧﺖ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺰﺑﲑ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﻳﺮﻓﻌﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻗﺪ ﻳﺌﺲ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﻩ ﺍﳌﺼﻠﻮﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺶ ﺑﻴﻨﻬﻢ«)٢(. ﻗﺎﻝ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﰲ ﻟﻔﻆ ﺣﺪﻳﺜﻪ: ﻗﺪ ﺃﻳﺲ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﻩ‬ ‫ﺍﳌﺼﻠﻮﻥ ﰲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺸ‪‬ﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﻧﺎ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﲏ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻜﻦ، ﺛﻨﺎ ﺍ ﹸﻌﱠﻰ ﺑﻦ ﺃﺳﺪ، ﺛﲏ ﻋﺪﻱ ﺑﻦ ﺃﰊ ‪‬ﻤﺎﺭﺓ،‬ ‫ﻋ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌﻠ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺯﻳﺎﺩ ﺍﻟ‪‬ﻤﲑﻱ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﺮﻓﻌﻪ، ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﺿﻊ‬ ‫‪ ‬ﻨ‬ ‫ﺧﻄﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺧﻨﺲ، ﻭﺇﻥ ﻧﺴﻲ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﻘﻢ ﻗﻠﺒﻪ«)٣(.‬ ‫ﹾ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻋﻦ ‪‬ﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ‬ ‫ﲪ‬ ‫ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻃﺎﻑ ﺑﺄﻫﻞ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﻴﻔﺘﻨﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ‪‬ﻔ ‪‬ﻕ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻓﺄﺗﻰ ﺣﻠﻘﺔ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﺮ‬ ‫ﻓﺄﻏﺮﻯ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣﱴ ﺍﻗﺘﺘﻠﻮﺍ ﻓﻘﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﺤﺠﺰﻭﺍ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﺘﻔﺮﻗﻮﺍ)٤(. ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ:‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﻴﻪ )٣١٨٢/٧٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٤١٣.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ )٢١٨٢/٥٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٤٥٣، ٤٨٣،‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ )٧٣٩١(.‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﱂ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪﻩ )١٠٣٤(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٧/٩٤١ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺪﻯ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٠٤٥(، ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٦/٨٦٢، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٧٦٣١(.‬ ‫)٤( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺹ ٦٩١، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﺻﺪﻭﻕ ﺍﺧﺘﻠﻂ، ﻭﻻ‬ ‫ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺣﺪﻳﺚ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﻋﻨﻪ، ﻷﻧﻪ ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﻭﺑﻌﺪﻩ.‬
  • 38. ‫-٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺣﺪﺛﲏ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﺛﻨﺎ ﺳ‪‬ﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺣﺒﺎﻥ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ ﺛﻨﺎ ‪‬ﻮ‪‬ﻳﺪ ﺍﻟﻘﻨﺎﻭﻱ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺭﺿﻲ‬ ‫ﺳ ‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻹﺑﻠﻴﺲ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻗﺒﻘﺐ ‪‬ﺠ ‪‬ﻪ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻳ ﻤ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺩﻭﻧﻚ ﺇﳕﺎ ﻛﻨﺖ ﺃ ‪‬ﻚ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﺟﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻓﺘﻨﻪ)١(.‬ ‫ﲨ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺎﺭ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﺛﺎﺑﺖ ﺍﻟ‪‬ﺒﻨ‪‬ﺎ ﱡ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻇﻬﺮ‬ ‫‪ ‬ﱐ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻟﻴﺤﲕ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺮﺃﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺎﻟﻴﻖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻓﻘﺎﻝ ﳛﲕ: ﻳﺎ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﺎ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﻟﻴﻖ ﺍﻟﱵ ﺃﺭﻯ ﻋﻠﻴﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﻴﺪ ﻬﺑﻦ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻬﻞ ﱄ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ؟ ﻗﺎﻝ: ﺭﲟﺎ ﺷﺒﻌﺖ ﻓﺜﻘﻠﻨﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺛﻘﻠﻨﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻬﻞ ﻏﲑ‬ ‫ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻭﺍﷲ. ﻗﺎﻝ: ﷲ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻣﻸ ﺑﻄﲏ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﻗﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﻭﷲ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﹾ‬ ‫ﺃﻥ ﻻ ﺃﻧﺼﺢ ﻣﺴﻠﻤ‪‬ﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ: ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ، ﺛﻨﺎ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺧﻴﺜﻤﺔ، ﻋﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ‬ ‫ﻗﻴﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺃﺗﺎﻙ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺼﻠﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻚ ‪‬ﺗﺮﺍﺋﻲ ﻓﺰﺩﻫﺎ ﻃﻮﻻ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻧﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ‪‬ﻴﻴﻨﺔ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻊ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺍﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ‪‬ﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮٍ، ﲰﻊ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺍﻫﺐ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺑﲏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﺨﻨﻘﻬﺎ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺩﻭﺍﺀﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﹸﰐ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻓﺄﰉ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﺑﻪ ﺣﱴ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺴ ‪‬ﻝ‬ ‫ﹸ ﻮ‬ ‫ﺄﹶ‬ ‫ﻟﻪ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻬﺑﺎ ﻓﺄﺣﺒﻠﻬﺎ - ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﻵﻥ ‪‬ﻔﺘﻀﺢ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﺃﻫﹸﻬﺎ ﻓﺎﻗ‪‬ﻠﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﺗﻮﻙ‬ ‫ﻠ ﺘ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻓﻘﻞ ﻣﺎﺗﺖ، ﻓﻘﺘﻠﻬﺎ ﻭﺩﻓﻨﻬﺎ، ﻓﺄﺗﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻮﺳﻮﺱ ﳍﻢ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﰲ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺒﻠﻬﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﰒ ﻗﺘﻠﻬﺎ ﻭﺩﻓﻨﻬﺎ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎﺗﺖ. ﻓﺄﺧﺬﻭﻩ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺑﺘﻬﺎ ﻭﺧﻨﻘﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻘﻴﺖ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﺘﻚ ﰲ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺄﻃﻌﲏ ﺗﻨ ‪ ،‬ﺍﺳﺠﺪ ﱄ ﺳﺠﺪﺗﲔ، ﻓﺴﺠﺪ ﻟﻪ ﺳﺠﺪﺗﲔ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻛﻤﺜﻞ‬ ‫ﺞ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻛﻔﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﻔﺮ ﻗﺎﻝ ﺇﱏ ﺑﺮﺉ ﻣﻨﻚ ﺇﱏ ﺃﺧﺎﻑ ﺍﷲ ﺭﺏ‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺹ ٦٩.‬
  • 39. ‫-٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ﴾ ]ﺍﳊﺸﺮ: ٦١[.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺃﻥ‬ ‫ﻋﺎﺑﺪ‪‬ﺍ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺑﲏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﺒﺪ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺇﺧﻮﺓ ﳍﻢ‬ ‫ﹸ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ﺃﺧﺖ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﻜﺮ‪‬ﺍ ﻟﻴﺲ ﳍﻢ ﺃﺧﺖ ﻏﲑﻫﺎ، ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺘﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺪﺭﻭﺍ ﻋﻨﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ‪‬ﺨﻠﻔﻮﻥ ﺃﺧﺘﻬﻢ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻳﺄﻣﻨﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻳﻀﻌﻮ‪‬ﺎ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﲨﻊ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺃﻥ ﳜﻠﻔﻮﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﻋﺎﺑﺪ ﺑﲏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﺛﻘﺔ ﰲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻓﺄﺗﻮﻩ ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﺃﻥ ﳜﻠﻔﻮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻩ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﺘﻜﻮﻥ ﰲ ﻛﻨﻔﻪ ﻭﺟﻮﺍﺭﻩ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻘﻔﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻏﺰﺍ‪‬ﻢ، ﻓﺄﰉ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺃﺧﺘﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻢ ﻳﺰﺍﻟﻮﺍ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺃﻃﺎﻋﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺰﻟﻮﻫﺎ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺣﺬﺍﺀ‬ ‫ٍ َ‬ ‫ﺻﻮﻣﻌﱵ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﻧﺰﻟﻮﻫﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﰒ ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻭﺗﺮﻛﻮﻫﺎ، ﻓﻤﻜﺜﺖ ﰲ ﺟﻮﺍﺭ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﱰﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﻓﻴﻀﻌﻪ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺼﻮﻣﻌﺔ ﰒ ﻳﻐﻠﻖ ﺑﺎﺑﻪ‬ ‫ﻭﻳﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﰒ ﻳﺄﻣﺮﻫﺎ ﻓﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺘﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻓﺘﻠ ﱠﻒ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ‪‬ﺮﻏ‪‬ﺒﻪ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻭﻳﻌﻈﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ‪‬ﺎﺭ‪‬ﺍ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻭ‪‬ﺨ ‪‬ﻓﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺃﺣﺪ ﻓﻴﻌﻠﻘﻬﺎ، ﻓﻠﻮ ﻣﺸﻴﺖ ﺑﻄﻌﺎﻣﻬﺎ ﺣﱴ ﺗﻀﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﻮ‪‬‬ ‫ﺃﻋﻈﻢ ﻷﺟﺮﻙ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺣﱴ ﻣﺸﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻄﻌﺎﻣﻬﺎ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﱂ‬ ‫ﻳﻜﻠﻤﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﺒﺚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺮ ﱠﺒﻪ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻷﺟﺮ ﻭﺣ ‪‬ﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﲤﺸﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻏ‬ ‫ﺑﻄﻌﺎﻣﻬﺎ ﺣﱴ ﺗﻀﻌﻪ ﰲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﻷﺟﺮﻙ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺣﱴ ﻣﺸﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﰒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺿﻌﻪ ﰲ ﺑﻴﺘﻬﺎ، ﻓﻠﺒﺚ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺮﻏﺒﻪ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻭﺣﻀﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻜﻠﻤﻬﺎ ﻭﲢﺪﺛﻬﺎ ﻓﺘﺄﻧﺲ‬ ‫ﲝﺪﻳﺜﻚ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﺣﺸﺖ ﻭﺣﺸﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺣﺪﺛﻬﺎ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﻄﻠﻊ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ، ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﱰﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺘﻘﻌﺪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺻﻮﻣﻌﺘﻚ ﻭﲢﺪﺛﻬﺎ ﻭﺗﻘﻌﺪ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺘﺤﺪﺛﻚ ﻛﺎﻥ ﺁﻧﺲ ﳍﺎ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ‬ ‫ﺑﻪ ﺣﱴ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﻭﺃﺟﻠﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﳛﺪﺛﻬﺎ ﻭﲢﺪﺛﻪ ﻭﲣﺮﺝ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺣﱴ‬
  • 40. ‫-٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺗﻘﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﺒﺜﺎ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎﻥ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺮﻏﺒﻪ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﻬﺑﺎ ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ‬ ‫ﺻﻮﻣﻌﺘﻚ ﰒ ﺟﻠﺴﺖ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺤﺪﺛﺘﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺁﻧﺲ ﳍﺎ، ﱂ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺣﱴ ﻓﻌﻞ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﺒﺜﺎ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺮﻏﺒﻪ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﻬﺑﺎ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻟﻮ ﺩﻧﻮﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺤﺪﺛﺘﻬﺎ ﻭﱂ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﻔﻌﻞ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﱰﻝ ﻣﻦ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﻓﻴﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﻴﺤﺪﺛﻬﺎ، ﻓﻠﺒﺜﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﻨ‪‬ﺎ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﺤﺪﺛﹾﺘﻬﺎ ﻭﱂ ﺗﺘﺮﻛﻬﺎ ‪‬ﺗﺒ‪‬ﺮﺯ ﻭﺟﻬﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷﺣﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﺑﻚ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺠﻌﻞ ﳛﺪﺛﻬﺎ ‪‬ﺎﺭﻫﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻀﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺻﻌﺪ ﺇﱃ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ، ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ‪‬ﺰ‪‬ﻳ‪‬ﻬﺎ ﻟﻪ ﺣﱴ‬ ‫ﻳ ﻨ‬ ‫ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻫﺎ ﻭﻗ‪‬ﻠﻬﺎ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ‪‬ﺤﺴ‪‬ﻬﺎ ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻳﺴ ‪‬ﻝ ﻟﻪ ﺣﱴ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻳ ‪‬ﻨ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺄﺣﺒﻠﻬﺎ، ﻓﻮﻟﺪﺕ ﻟﻪ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ، ﻓﺠﺎﺀ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﺟﺎﺀ ﺇﺧﻮﺓ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﻟﺪﺕ ﻣﻨﻚ ﻛﻴﻒ ﺗﺼﻨ ‪‬؟ ﻻ ﺁﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﻀﺢ ﺃﻭ ﻳﻔﻀﺤﻮﻙ ﻓﺎﻋﻤﺪ ﺇﱃ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻓﺎﺫﲝﻪ‬ ‫ﻊ‬ ‫ﻭﺍﺩﻓﻨﻪ، ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺳﺘﻜﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﳐﺎﻓﺔ ﺇﺧﻮ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﻳ ﱠﻠ ‪‬ﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻬﺑﺎ. ﻓﻔﻌﻞ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﻄﻌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻪ: ﺃﺗﺮﺍﻫﺎ ﺗﻜﺘﻢ ﺇﺧﻮ‪‬ﺎ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻬﺑﺎ ﻭﻗﺘﻠﺖ ﺍﺑﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺬﻫﺎ ﻭﺍﺫﲝﻬﺎ ﻭﺍﺩﻓﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻬﺎ،‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺫﲝﻬﺎ ﻭﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﰲ ﺍﳊﻔﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭﺃﻃﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺻﺨﺮﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺳ ‪‬ﻯ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﺻﻌﺪ ﺇﱃ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻤﻜﺚ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺃﻥ ﳝﻜﺚ، ﺣﱴ ﺃﻗﺒﻞ‬ ‫ﺇﺧﻮ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺰﻭ، ﻓﺠﺎﺀﻭﺍ ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻨﻌﺎﻫﺎ ﳍﻢ ﻭﺗﺮ ‪‬ﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺑﻜﺎﻫﺎ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺧﲑ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﱪﻫﺎ ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺄﺗﻰ ﺇﺧﻮ‪‬ﺎ ﺍﻟﻘﱪ ﻓﺒﻜﻮﺍ ﺃﺧﺘﻬﻢ ﻭﺗﺮ ‪‬ﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ،‬ ‫ﲪ‬ ‫ﻓﺄﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﱪﻫﺎ ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ ﰒ ﺍﻧﺼﺮﻓﻮﺍ ﺇﱃ ﺃﻫﺎﻟﻴﻬﻢ.‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﻀﺎﺟﻌﻬﻢ، ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺟﻞ ﻣﺴﺎﻓﺮ، ﻓﺒﺪﺃ ﺑﺄﻛﱪﻫﻢ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﺧﺘﻬﻢ، ﻓﺄﺧﱪﻩ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﻭﻣﻮ‪‬ﺎ ﻭﺗﺮﺣﻤﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫‪ِِ ‬‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﺃﺭﺍﻫﻢ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﱪﻫﺎ، ﻓﻜ ﱠﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎ ﹸ، ﻭﻗﺎﻝ: ﱂ ﻳﺼ ‪‬ﻗﻜﻢ ﺃﻣﺮ ﺃﺧﺘﻜﻢ، ﺇﻧﻪ ﻗﺪ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻥ‬ ‫ﺬ‪‬‬
  • 41. ‫-٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺣﺒﻞ ﺃﺧﺘﻜﻢ ﻭﻭﻟﺪﺕ ﻣﻨﻪ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﻓﺬﲝﻪ ﻭﺫﲝﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻓﺰﻋ‪‬ﺎ ﻣﻨﻜﻢ، ﻭﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﰲ ﺣﻔﲑﺓ‬ ‫ﺍﺣﺘﻔﺮﻫﺎ ﺧﻠﻒ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﳝﲔ ﻣﻦ ﺩﺧﻠﻪ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻓﺎﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﳝﲔ ﻣﻦ ﺩﺧﻠﻪ ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺳﺘﺠﺪﻭ‪‬ﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﱪﺗﻜﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﲨﻴﻌ‪‬ﺎ، ﻭﺃﺗﻰ‬ ‫ﺍﻷﻭﺳﻂ ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ، ﰒ ﺃﺗﻰ ﺃﺻﻐﺮﻫﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻣﺘﻌﺠﺒﲔ ﳑﺎ ﺭﺃﻯ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﻳﻘﻮﻝ ﻛ ﱡ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ: ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﺠ‪‬ﺒﺎ ﻓﺄﺧﱪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀ‪‬ﺎ ﲟﺎ ﺭﺃﻯ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﹸ ﹸﻞ‬ ‫ﻛﺒﲑﻫﻢ: ﻫﺬﺍ ﺣﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ ﻓﺎﻣﻀﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﻭﺩﻋﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﻜﻢ. ﻗﺎﻝ ﺃﺻﻐﺮﻫﻢ: ﻭﺍﷲ ﻻ‬ ‫ﺃﻣﻀﻲ ﺣﱴ ﺁﰐ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻓﺄﻧﻈﺮ ﻓﻴﻪ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﲨﻴﻌ‪‬ﺎ ﺣﱴ ﺃﺗﻮﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺃﺧﺘﻬﻢ ﻓﻔﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﲝﺜﻮﺍ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻒ ﳍﻢ ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻬﻢ، ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺃﺧﺘﻬﻢ‬ ‫ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻣﺬﺑﻮﺣﲔ ﰲ ﺍﳊﻔﲑﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﳍﻢ، ﻓﺴﺄﻟﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﻓﺼ ‪‬ﻕ ﻗﻮﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺻﻨﻊ ﻬﺑﻤﺎ، ﻓﺎﺳﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻓﺄ‪‬ﻧﺰِﻝ ﻣﻦ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﻭﻗ ‪‬ﻡ ﻟ‪‬ﺼﻠﺐ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻭﺛﻘﻮﻩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﹸﺪ ﻴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳋﺸﺒﺔ ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﱐ ﺃﻧﺎ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﻨﺘﻚ ﺑﺎﳌﺮﺃﺓ ﺣﱴ‬ ‫ﺃﺣﺒﻠﺘﻬﺎ ﻭﺫﲝﺘﻬﺎ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﻧﺖ ﺃﻃﻌﺘﲏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻛﻔﺮﺕ ﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻚ ﻭﺻﻮﺭﻙ‬ ‫ﺧﹼﺼ‪‬ﻚ ﳑﺎ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﻔﺮ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﻔﺮ ﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺧﱠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻠ ﺘ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﺼﻠﺒﻮﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻔﻴﻪ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﴿ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻛﻔﺮ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻛﻔﺮ ﻗﺎﻝ ﺇﱏ ﺑﺮﻯﺀ﴾ ﺇﱃ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻣﻨﻚ ﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ﴾ ]ﺍﳊﺸﺮ: ٦١-٧١[‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺫﻛﺮﻫﺎ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻵﺟﺮﻱ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﻄﺸِﻲ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳉﻨﻴﺪ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬ﹶ‬ ‫ﺑﻦ ﺃﺑﺎﻥ، ﺛﲏ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﻋﻦ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ،‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﻣﺮﻓﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٤٨٤، ٥٨٤ ﻋﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﱮ. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٩٤٤٥( ﻣﺮﺳﻼ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ‬ ‫ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )١٦(، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ٤/١٤٣.‬
  • 42. ‫-٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺍﻫﺐ ﰲ ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﺄﺭﺍﺩﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺑﻜﻞ‬ ‫ﺭﺍﺋﺪﺓ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﺄﺗﺎﻩ ‪‬ﺘﺸ‪‬ﺒﻬ‪‬ﺎ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺃﺷ‪‬ﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﹸﻛﻠﻤﻚ، ﻗﺎﻝ: ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻟﺸﺄﻧﻚ ﻓﻠﺴﺖ ﺃﺭﺩ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ‬ ‫‪ ‬ﺃ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﺍﳌﺴﻴﺢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻓﻤﺎ ﱄ ﺇﻟﻴﻚ ﺣﺎﺟﺔ،‬ ‫ﺃﻟﺴﺖ ﻗﺪ ﺃﻣﺮﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻭﻋﺪﺗﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻟﺸﺄﻧﻚ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﱄ ﻓﻴﻚ. ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﻠﻌﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻭﺗﺮﻛﻪ)١(.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﱪ‪‬ﺫﻋﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﳊﺮﺷﻲ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺳﺎﱂ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ‬ ‫ﺭﻛﺐ ﻧﻮﺡ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﱂ ﻳﻌﺮﻓﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻧﻮﺡ: ﻣﺎ ﺃﺩﺧﻠﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ُﺻﻴﺐ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﻣﻌﻲ ﻭﺃﺑﺪﺍ‪‬ﻢ ﻣﻌﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻧﻮﺡ: ﺍﺧﺮﺝ ﻳﺎ‬ ‫ﻷ‬ ‫ﻋﺪﻭ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﺧﻤﺲ ﹸﻫﻠﻚ ﻬﺑﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺳﺄﺣﺪﺛﻚ ﻣﻨﻬﻦ ﺑﺜﻼﺙ ﻭﻻ ﺃﺣﺪﺛﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬ﺃ‬ ‫ﺑﺎﺛﻨﺘﲔ، ﻓﺄﻭﺣﻰ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺇﱃ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺜﻼﺙ، ﻣﺮﻩ ﳛﺪﺛﻚ ﺑﺎﻻﺛﻨﺘﲔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻬﺑﻤﺎ ﹸﻫﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﳘﺎ ﻻ ﻳﻜﺬﺑﺎﻥ: ﺍﳊﺴﺪ ﻭﺍﳊﺮﺹ،‬ ‫ﺃ ‪  ِ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻓﺒﺎﳊﺴﺪ ﹸﻟﻌِﻨﺖ ﻭﺟﻌِﻠﺖ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ ﺭﺟﻴﻤ‪‬ﺎ، ﻭﺑﺎﳊﺮﺹ ﺃﺑﻴﺢ ﻵﺩﻡ ﺍﳉﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﺄﺻﺒﺖ ﺣﺎﺟﱵ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻨﻪ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺔ.‬ ‫‪ ِ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻘﻲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﻄﻔﺎﻙ ﺍﷲ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﻠﻤﻚ ﺗﻜﻠﻴﻤ‪‬ﺎ، ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺫﻧﺒﺖ ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻮﺏ ﻓﺎﺷﻔﻊ ﱄ ﺇﱃ ﺭﰊ ﻋﺰ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﻋﻠﻲ، ﻓﺪﻋﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺭﺑﻪ ﻓﻘﻴﻞ: ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺪ ﻗﻀﻴﺖ ﺣﺎﺟﺘﻚ، ﻓﻠﻘﻲ‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﺪ ﹸﺃﻣِﺮﺕ ﺃﻥ ﺗﺴﺠﺪ ﻟﻘﱪ ﺁﺩﻡ ﻭﻳﺘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﺎﺳﺘﻜﱪ ﻭﻏﻀﺐ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﱂ ﺃﺳﺠﺪ ﻟﻪ ﺣﻴ‪‬ﺎ ﺃﺃﺳﺠﺪ ﻟﻪ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﻥ ﻟﻚ ﺣﻘﹰﺎ ﲟﺎ ﺷﻔﻌﺖ‬ ‫ﺇﱃ ﺭﺑﻚ ﻓﺎﺫﻛﺮﱐ ﻋﻨﺪ ﺛﻼﺙ ﻻ ﺃﻫﻠﻚ ﻓﻴﻬﻦ: ﺍﺫﻛﺮﱐ ﺣﲔ ﺗﻐﻀﺐ ﻓﺄﻧﺎ ﻭﺣﻲ ﰲ ﻗﻠﺒﻚ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٤/٤٤.‬
  • 43. ‫-٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﻴﲏ ﰲ ﻋﻴﻨﻚ ﻭﺃﺟﺮﻱ ﻣﻨﻚ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺪﻡ، ﻭﺍﺫﻛﺮﱐ ﺣﲔ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﻓﺈﱐ ﺁﰐ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ‬ ‫ﺣﲔ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﻓﺄﺫ ﹼﺮﻩ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﺣﱴ ﻳﻮﱄ. ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﲡﺎﻟﺲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻴﺴﺖ‬ ‫ﻛ‪ ‬‬ ‫ﺑﺬﺍﺕ ﳏﺮﻡ ﻓﺈﱐ ﺭﺳﻮﹸﻬﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺭﺳﻮﻟﻚ ﺇﻟﻴﻬﺎ.‬ ‫ﻟ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺍﻟﺼ ﱠﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﻧﺒﻴ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﱂ ﻳﺄﻣﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ‬ ‫‪‬ﻬﻠِﻜﻪ ﺑﺎﻟ‪‬ﺴﺎﺀ.‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻨ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺛﲏ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ، ﻋﻦ ﹸﻀﻴﻞ ﺑﻦ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﻋﻴﺎﺽ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺑﻌﺾ ﺃﺷﻴﺎﺧﻨﺎ، ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﷲ ﺟﺎﺀ ﺇﱃ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺎﺟﻲ ﺭﺑﻪ ﺗﻌﺎﱃ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳌﻠﻚ: ﻭﻳﻠﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﺟﻮ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻨﺎﺟﻲ ﺭﺑﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺟﻮ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺭﺟﻮﺕ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺁﺩﻡ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﻓﺮﺝ ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻟﺔ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺟﺎﻟﺲ ﰲ ﺑﻌﺾ ﳎﺎﻟﺴﻪ ﺇﺫ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺑﺮﻧﺲ ﻟﻪ ﻳﺘﻠﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻮﺍﻧ‪‬ﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺩﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﱪﻧﺲ ﻓﻮﺿﻌﻪ ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﻮﺳﻰ: ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻼ ﺣ‪‬ﺎﻙ ﺍﷲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺟﺌﺖ ﻷﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﳌﱰﻟﺘﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻣﻜﺎﻧﻚ ﻣﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻋﻠﻴﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻪ ﺃﺧﺘﻄﻒ ﻗﻠﻮﺏ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺻﻨﻌﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺳﺘﺤﻮﺫﺕ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺃﻋﺠﺒﺘﻪ ﻧﻔﺴ ‪ ،‬ﻭﺍﺳﺘﻜﺜﺮ ﻋﻤﻠﹶﻪ، ﻭﻧﺴﻲ ﺫﻧﻮﺑ‪‬ﻪ، ﻭﹸﺣﺬ ‪‬ﻙ ﺛﻼﺛﹰﺎ:‬ ‫ﺃ ﱢﺭ ‪‬‬ ‫‪‬ﻪ‬ ‫* ﻻ ﲣﻠﻮﻥ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﻻ ﲢ ﱡ ﻟﻚ ﻗﻂ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺎ ﺧﻼ ﺭﺟﻞ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﻻ ﲢﻞ ﻟﻪ ﺇﻻ ﻛﻨﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﱠ ٍ ﻞ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﺻﺤﺎﰊ ﺣﱴ ﺃﻓﺘﻨﻪ ﻬﺑﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫* ﻭﻻ ﺗﻌﺎﻫﺪ ﺍﷲ ﻋﻬﺪ‪‬ﺍ ﺇﻻ ﻭﻓﻴﺖ ﺑﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺎ ﻋﺎﻫﺪ ﺍﷲ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺩﻭﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﰊ ﺣﱴ ﺃﺣﻮﻝ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻪ.‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٨٤(.‬
  • 44. ‫-١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫* ﻭﻻ ‪‬ﺨﺮﺟﻦ ﺻﺪﻗﺔ ﺇﻻ ﺃﻣﻀﻴﺘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺝ ﺭﺟﻞ ﺻﺪﻗﺔ ﻓﻠﻢ ‪‬ﻤﻀﻬﺎ ﺇﻻ ﻛﻨﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ ﹰ ﻳ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﺻﺤﺎﰊ ﺣﱴ ﺃﺣﻮﻝ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ. ﰒ ﻭﱃ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻭﻳﻠﻪ، ﺛﻼﺛﹰﺎ،‬ ‫ﻋﱠﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺎ ﳛﺬﺭ ﺑﻪ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ)١(.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺛﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ: ﺃﻧﺖ ﻧﺼﻒ ﺟﻨﺪﻱ، ﻭﺃﻧﺖ ﺳﻬﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﻣﻲ ﺑﻪ ﻓﻼ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ﺃﺧﻄﻰﺀ، ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺮﻱ، ﻭﺃﻧﺖ ﺭﺳﻮﱄ ﰲ ﺣﺎﺟﱵ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺛﲏ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﻌﻘﻞ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻭﻫﺒ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺍﻫﺐ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻟﻪ: ﺃﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﻼﻕ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ ﺃﻋﻮﻥ ﻟﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﺍﳊﺪ ﹸ، ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺣﺪﻳﺪ‪‬ﺍ ﻗﻠﺒﻨﺎﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻠﺐ‬ ‫ِ ‪‬ﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮ‪‬ﺓ)٢(.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ‪‬ﺑﻌِﺚ ﺍﻟﻨﱯ ﺟﻌﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﷲ ﻳﺮﺳﻞ ﺷﻴﺎﻃﻴﻨﻪ ﺇﱃ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻴﺠﻴﺌﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺼﺤﻔﻬﻢ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﳍﻢ: ﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﻻ ﺗﺼﻴﺒﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﺻﺤﺒﻨﺎ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﻭﻳﺪ‪‬ﺍ ﻬﺑﻢ ﻓﻌﺴﻰ ﺃﻥ ‪‬ﻔﺘﺢ ﳍﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻫﻨﺎﻟﻚ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺗﺼﻴﺒﻮﻥ ﺣﺎﺟﺘﻜﻢ ﻣﻨﻬﻢ)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﲨﻴﻞ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻧﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ‬ ‫ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺚ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺟﻨﻮﺩﻩ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺃﺿﻞ ﻣﺴﻠﻤ‪‬ﺎ ﺃﻟﺒﺴ‪‬ﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﺝ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﱂ ﺃﺯﻝ ﺑﻔﻼﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺣﱴ ﻃﻠﻖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺁﺧﺮ: ﱂ ﺃﺯﻝ ﺑﻔﻼﻥ ﺣﱴ ﻋ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻖ‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٧٤(، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻟﺔ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ‬ ‫ﺯﻳﺎﺩ ﺑﻦ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻰ، ﻭﳘﺎ ﺿﻌﻴﻔﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬ ‫)٢( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٧٣، ٨٣(، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ.‬ ‫)٣( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٩٣(.‬
  • 45. ‫-٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﱪ. ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺁﺧﺮ: ﱂ ﺃﺯﻝ ﺑﻔﻼﻥ ﺣﱴ ﺯﱏ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺖ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺁﺧﺮ: ﱂ ﺃﺯﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻔﻼﻥ ﺣﱴ ﺷﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺖ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺁﺧﺮ: ﱂ ﺃﺯﻝ ﺑﻔﻼﻥ ﺣ‪‬ﻰ ﻗﺘﻞ، ﻓﻴﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺃﻧﺖ ﺃﻧﺖ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﲰﻌﺖ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﳛﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻟﺔ، ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺠﺮﺓ ‪‬ﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﻓﺠﺎﺀ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻷﻗﻄﻌﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ، ﻓﺠﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲﺗ ‪‬‬ ‫ﻟﻴﻘﻄﻌﻬﺎ ﻏﻀﺒ‪‬ﺎ ﷲ ﻓﻠﻘﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻧﺴﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺗﺮﻳ ‪‬؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻗﻄﻊ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﱵ ‪‬ﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﱂ ﺗﻌﺒﺪﻫﺎ ﻓﻤﺎ ﻳﻀ ‪‬ﻙ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻫﺎ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬ﺮ ‪‬‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻷﻗﻄﻌﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ: ﻫﻞ ﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﲑ ﻟﻚ. ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ ﻭﻟﻚ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻋﻨﺪ ﻭﺳﺎﺩﺗﻚ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﱄ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﺮﺟﻊ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻓﻮﺟﺪ ﺩﻳﻨﺎﺭﻳﻦ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﻭﺳﺎﺩﺗﻪ، ﰒ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻢ ﳚﺪ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﻘﺎﻡ ﻏﻀﺒ‪‬ﺎ ﻟﻴﻘﻄﻌﻬﺎ ﻓﺘﻤﺜﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﰲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺻﻮﺭﺗﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﻗﻄﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺬﺑﺖ ﻣﺎ ﻟﻚ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ: ﻓﺬﻫﺐ ﻟﻴﻘﻄﻌﻬﺎ ﻓﻀﺮﺏ ﺑﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺧﻨﻘﻪ ﺣﱴ ﻛﺎﺩ‬ ‫ﻳﻘﺘﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻧﺎ؟ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﺟﺌﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻏﻀﺒ‪‬ﺎ ﷲ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﱄ ﻋﻠﻴﻚ‬ ‫ﺳﺒﻴﻞ، ﻓﺨﺪﻋﺘﻚ ﺑﺎﻟﺪﻳﻨﺎﺭﻳﻦ ﻓﺘﺮﻛﺘﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﻏﻀﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺪﻳﻨﺎﺭﻳﻦ ﺳﱢﻄﺖ ﻋﻠﻴﻚ)٢(.‬ ‫‪‬ﻠ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ‬ ‫ﳎﺎﻫﺪ ﻗﺎﻝ: ﻹﺑﻠﻴﺲ ﲬﺴﺔ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻩ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ، ﰒ‬ ‫ﹸﱠ ٍ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﲰﺎﻫﻢ ﻓﺬﻛﺮ: ﺛﱪ، ﻭﺍﻷﻋﻮﺭ، ﻭﻣﺴﻮﻁ، ﻭﺩﺍﺳﻢ، ﻭﺯﻛﻨﺒﻮﺭ، ﻓﺄﻣﺎ ﺛﱪ، ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ‬ ‫ﺍﳌﺼﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﱡ‪‬ﻮﺭ ﻭﺷﻖ ﺍﳉﻴﻮﺏ ﻭﻟﻄﻢ ﺍﳋﺪﻭﺩ ﻭﺩﻋﻮﻯ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﻋﻮﺭ،‬ ‫ﺜﺒ ِ ‪‬‬ ‫ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻭ‪‬ﺰﻳﻨﻪ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺴﻮﻁ، ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻊ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻓﻴﻠﻘﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻴﺨﱪﻩ ﺑﺎﳋﱪ، ﻓﻴﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﳍﻢ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﺃﻋﺮﻑ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﲰﻪ ﺣﺪﺛﲏ ﺑﻜﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﺩﺍﺳﻢ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٦٣(.‬ ‫)٢( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٠٦(.‬
  • 46. ‫-٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻫﻠﻪ ‪‬ﺮﻳﻪ ﺍﻟﻌﻴﺐ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﻳﻐﻀﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﺯﻛﻨﺒﻮﺭ، ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻛﺰ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺭﺍﻳﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﻕ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﳐﻠﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻣﺎ ﻧ‪‬ﺪﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﺍﻋﺘﺮﺽ ﻓﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ ﻣﺎ ﻳﺒﺎﱄ ﺑﺄﻳﻬﻤﺎ ﻇﻔﺮ: ﺇﻣﺎ ﹸﻠﻮ‬ ‫ﻏ‪‬‬ ‫ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﻣﺎ ﺗﻘﺼﲑ ﻋﻨﻪ)٢(.‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻭﺛﻨﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻗﺒﻴﻞ،‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺣﻴﻮﺓ ﺑﻦ ﺷﺮﺍﺣﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻮﺛﻖ ﰲ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﲢﺮﻙ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﺮ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﲔ ﺍﺛﻨﲔ ﻓﺼﺎﻋﺪ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﲢ ‪‬ﻛﻪ.‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ، ﻗﻠﺖ: ﻭﻓﱳ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻳﺪﻩ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﻏﻀﻮﻥ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻜﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻨﻪ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻟﻜﺜﺮﺓ ﻓﱳ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ‬ ‫ﻭﺗﺸﺒﺜﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﻮﺏ ﻋ ‪‬ﺕ ﺍﻟﺴﻼﻣ ﹸ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻳﺪﻉ ﺇﱃ ﻣﺎ ﳛﺚ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻛﻤﺪﺍﺩ ﺳﻔﻴﻨﺔ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻣﻨﺤﺪﺭﺓ ﻓﻴﺎ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﳓﺪﺍﺭﻫﺎ؛ ﻭﳌﺎ ﺭ ﱢﺐ ﺍﳍﻮﻯ ﰲ ﻫﺎﺭﻭﺕ ﻭﻣﺎﺭﻭﺕ ﱂ ﻳﺴﺘﻤﺴﻜﺎ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫‪‬ﻛ‬ ‫ﺭﺃﺕ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻣﺆﻣﻨ‪‬ﺎ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺗﻌﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺳﻼﻣﺘﻪ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺍﺑﻦ ﺳﺮﻳﺞ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ‪‬ﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ،‬ ‫ﻋ ﹸ‬ ‫ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻣﻐﻮﻝ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ‪‬ﻓﻴﻊ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﻋﺮِﺝ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﱠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻳﺎ ﻭﳛﻪ ﻛﻴﻒ ﳒﺎ؟!.‬ ‫‪‬‬ ‫ﳒ‬ ‫ﹸ‬ ‫ِ‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺄﻥ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ(‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٥٣(.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٦٦٢، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺳﻨﻴﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬
  • 47. ‫-٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺼﲔ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍ ﹸﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﳌﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ، ﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﺻﺨﺮٍ، ﻋﻦ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻗﺴﻴﻂ، ﺃﻧﻪ ﺣ ‪‬ﺛﻪ، ﺃﻥ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺣﺪﺛﻪ، ﺃﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺯﻭﺝ ﺍﻟﻨﱯ ﺣﺪﺛﺘﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻟﻴﻼ ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻐِﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺠﺎﺀ ﻓﺮﺃﻯ ﻣﺎ ﺃﺻﻨﻊ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻟﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﻏﺮﺕِ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻣﺎ ﱄ ﻻ ﻳﻐﺎﺭ ﻣﺜﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ: »ﹶﺃﻭﻗﹶﺪ ﺟﺎﺀﻙ ﺷﻴﻄﺎ‪‬ﻧﻚِ؟«‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻭ ﻣﻌﻲ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻗﺎﻝ: »ﻧﻌﻢ«. ﻗﻠﺖ: ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ؟ ﻗﺎﻝ: »ﻧﻌﻢ«،‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻣﻌﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ: »ﻧﻌﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﺭﰊ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻋﺎﻧﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﱴ‬ ‫ﺃﺳﻠﻢ«)١(. ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﳚﻲﺀ ﺑﻠﻔﻆ ﺁﺧﺮ: »ﺃﻋﺎﻧﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﺳﻠﻢ«.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻄﺎﰊ: ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: »ﻓﺄﺳﻠﻢ« ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺇﻻ ﺳﻔﻴﺎﻥ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺷ ‪‬ﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﻠﻢ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻭﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﺣﺴﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﺛﺮ ﺍ‪‬ﺎﻫﺪﺓ ﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﺩ ﻗﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺍﳌﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ،‬ ‫ﻫ‬ ‫ﺛﲏ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻋﻦ ﺳﺎﱂ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳉﻌﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻳﺮﻓﻌﻪ: »ﻣﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻭﻛﻞ ﺑﻪ ﻗﺮﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ ﻭﻗﺮﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﻳﺎﻱ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻋﺎﻧﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻼ ﻳﺄﹾﻣ ‪‬ﱐ ﺇﻻ ﲝﻖ«)٢(. ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ: »ﻓﻼ ﻳﺄﻣﺮﱐ‬ ‫ﺮ ﹼ ‪‬‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺇﻻ ﲞﲑ«. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺍﺳﻢ ﺃﰊ ﺍﳉﻌﺪ ﺭﺍﻓﻊ، ﻭﻇﺎﻫﺮﻩ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ،‬ ‫ﻭﳛﺘﻤﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ.‬ ‫)ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳚﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺪﻡ(‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ )٥١٨٢/٠٧(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٥١١.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ )٤١٨٢/٩٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٥٨٣، ٧٩٣،‬ ‫١٠٤.‬
  • 48. ‫-٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﻤﺮ، ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫ‪‬ﺮﻱ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻋﻦ ﺻﻔﻴﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻨﺖ ‪‬ﻴﻲ ﺯﻭﺝ ﺍﻟﻨﱯ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻌﺘﻜﻔﹰﺎ ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﺃﺯﻭﺭﻩ ﻟﻴﻼﹰ، ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ ﰒ ﻗﻤﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣ ‪‬‬ ‫ﻷﻧﻘﻠﺐ، ﻓﻘﺎﻡ ﻣﻌﻲ ﻟﻴﻘﻠﺒﲏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺴﻜﻨﻬﺎ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻓﻤﺮ ﺭﺟﻼﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺳﺮﻋﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻠ ﹸﻤﺎ ﺇ‪‬ﺎ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺣ‪‬ﻴ ‪،«‬‬ ‫ﹸ ‪ ‬ﻲ‬ ‫ِ ‪ِ‬ﻜ‬ ‫ﻓﻘﺎﻻ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳚﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻣﺠﺮ‪‬ﻯ ﺍﻟﺪﻡ، ﻭﺇﱐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻘﺬﻑ ﰲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻤﺎ ﺷﺮ‪‬ﺍ« ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: »ﺷﻴﺌﹰﺎ«)١( ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻄﺎﰊ: ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺃﻥ ﳛﺬﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺮﻭﻩ ﳑﺎ ﲡﺮﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ، ﻭﳜﻄﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺐ.‬ ‫ﻭﳛﻜﻰ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺧﺎﻑ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﰲ ﻗﻠﻮﻬﺑﻤﺎ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﻴﻜﻔﺮﺍ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻝ ﺷﻔﻘﺔ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ.‬ ‫ﹰ‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺎﺳﺘﻌﺬ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺤﻞ:‬ ‫٨٩[، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟ ‪‬ﺤﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻗﻞ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺮﺏ ﺍﻟﻔﻠﻖ﴾ ]ﺍﻟﻔﻠﻖ: ١[، ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﺯ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ﰲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻓﻜﻴﻒ ﰲ ﻏﲑﳘﺎ.‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺳ‪‬ﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺘ‪‬ﺎﺡ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﺶ:‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﻠﺖ: ﻛﻴﻒ ﺻﻨﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﻠﺔ ﻛﺎﺩﺗﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺎﻃ ‪‬؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﻃﲔ ﲢﺪﺭﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﲔ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻻﻋﺘﻜﺎﻑ )٥٣٠٢، ٨٣٠٢، ٩٣٠٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬ ‫)٥٧١٢/٤٢(.‬
  • 49. ‫-٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺏ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺑﻴﺪﻩ ‪‬ﻌﻠﺔ ﻧﺎﺭ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﳛﺮﻕ ﻬﺑﺎ ﻭﺟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﺷ ﹸ ٍ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻬﺒﻂ ﺇﻟﻴﻪ ﺟﱪﻳ ﹸ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﻗﻞﹾ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﺃﻗﻮ ﹸ؟« ﻗﺎﻝ: »ﻗﻞ‬ ‫ﻝ‬ ‫‪‬ﹸ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺃﻋﻮﺫ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﺎ ‪‬ﺎﺕ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﻭﺫﺭﺃ ﻭﺑﺮﺃ، ﻭﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻳﱰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ،‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﺝ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺷﺮ ﻓﱳ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﺷﺮ ﻛﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﺇﻻ ﻃﺎﺭﻗﹰﺎ ﻳﻄﺮﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﲞﲑ ﻳﺎ ﺭﲪﻦ« ﻗﺎﻝ: ﻓﻄﻔﺌﺖ ﻧﺎﺭﻫﻢ، ﻭﻫﺰﻣﻬﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ،‬ ‫ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ ﺍﳌﺨﺰﻭﻣﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﹸﺪﻳﻚ، ﻋﻦ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﺍﻟﻀ ‪‬ﺎﻙ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺮﻭﺓ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺄﰐ ﺃﺣﺪ ﹸﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ«؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﻓﻴﻘﻮﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻛ‬ ‫»ﻓﻤﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ؟ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﺃﺣ ‪‬ﻛﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﻘﻞ: ﺁﻣﻨﺖ ﺏ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻳﺬﻫﺐ ﻋﻨﻪ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﺛﻨﺎ ﻫ‪‬ﺎﺩ ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺮ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻷﺣﻮﺹ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﻣ ‪‬ﺓ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻨ‪ ‬ﺴﻱ‬ ‫ﺍﳍﻤﺪﺍﱐ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﺮﻓﻌﻪ، ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﹶﻟﻤﺔ ﺑﺎ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ،‬ ‫ِ ‪‬ﹰ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻟﻠﻤﻠﻚ ﱠﺔ، ﻓﺄﻣﺎ ﳌﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺈﻳﻌﺎﺩ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﻭﺗﻜﺬﻳﺐ ﺑﺎﳊﻖ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﳌﺔ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﺈﻳﻌﺎﺩ ﺑﺎﳋﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﱠﹸ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﺗﺼﺪﻳﻖ ﺑﺎﳊﻖ؛ ﻓﻤﻦ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﷲ، ﻭﻟﻴﺤﻤﺪ ﺍﷲ، ﻭﻣﻦ ﻭﺟﺪ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻠﻴﺘﻌﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﰒ ﻗﺮﺃ: ﴿ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻌﺪﻛﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻳﺄﻣﺮﻛﻢ ﺑﺎﻟﻔﺤﺸﺎﺀ﴾‬ ‫]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٨٦٢[.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻓﻮﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٩١٤، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪﻩ )٤٤٨٦( ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﻨﺬﺭﻯ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ٢/٧٥٤: »ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺟﻴﺪ ﳏﺘﺞ ﺑﻪ«.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٧٥٢، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٨٣٦(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ‬ ‫ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٣٣ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«، ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﲎ ﰱ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ )١٠٢(.‬
  • 50. ‫-٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﻧﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻬﺎﻝ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺟﺒﲑ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻌ ‪‬ﺫ ﺍﳊﺴﻦ ﻭﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﻮﹸ‬ ‫ﻓﻴﻘﻮﻝ: »ﹸﻋﻴﺬﻛﻤﺎ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ، ﻣِﻦ ﻛﻞ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻭﻫﺎﻣﺔ، ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﲔ ﻻ ‪‬ﺔ، ﰒ‬ ‫ٍ ﻣ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﰊ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﱠﻢ ‪‬ﻌ ‪‬ﺫ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ«)١(.‬ ‫ﻠ ﻳ ﻮﹸ‬ ‫ﺃﺧﺮﺟﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ: ﺍﳍﺎﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﳍﻮﺍﻡ، ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﻫﻲ ﻛ ﱡ ﻧﺴﻤﺔ ‪‬ﻢ ﺑﺴﻮﺀ،‬ ‫ﻞ ٍ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟ ﹼﻣﺔ: ﺍ ﹸﻠ ‪‬ﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻝ ﻻ ‪‬ﺔ ﻟﻴﻮﺍﻓﻖ ﻟﻔﻆ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﺧﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻼ ﳌﻤ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻨﱯ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﺛﻨﺎ ﻓﻀﻴﻞ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ‪‬ﻄﺮﻑ:‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻧﻈــــــــﺮﺕ ﻓــــــــــﺈﺫﺍ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ‪‬ﻠﻘﻰ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺟﻞ ﻭﺑﲔ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻓﻤﻦ ﺷﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻌﺼﻤﻪ ﻋﺼﻤ ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﺗﺮﻛﻪ ﺫﻫﺐ ﺑﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ)٢(.‬ ‫ﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﺘﻠﻤﻴﺬﻩ: ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﺎﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﺫ ﺳ ‪‬ﻝ ﻟﻚ‬ ‫ﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﻳﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺟﺎﻫﺪﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﻥ ﻋﺎﺩ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺟﺎﻫﺪﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﻥ ﻋﺎﺩ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺟﺎﻫﺪﻩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻳﻄﻮﻝ، ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻐﻨﻢ ﻓﻨﺒﺤﻚ ﻛﻠ‪‬ﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻨﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺒﻮﺭ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ؟‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺒ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﻛﺎﺑﺪﻩ ﻭﺃﺭ ‪‬ﻩ ﺟﻬﺪِﻱ. ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻳﻄﻮﻝ ﻋﻠﻴﻚ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻌﻦ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻳﻜﻔﻪ‬ ‫ﹸ ﱠ‪‬‬ ‫‪ ‬ﺩ‪  ‬‬ ‫ﻋﻨﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻊ ﺍﳌﺘﻘﻲ ﻭﺍﳌﺨﹼﻂ ﻛﺮﺟﻞ ﺟﺎﻟﺲ ﺑﲔ‬ ‫ﻠ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ )١٧٣٣(، ﻭﱂ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﳌﺆﻟﻒ، ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٧٣٧٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٠٦٠٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﻄﺐ )٥٢٥٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٦٤٢، ٠٧٢.‬ ‫)٢( ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺹ ٦٩٢، ﻭﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٨٩٢(، ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/١٠٢، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ )٥٢(.‬
  • 51. ‫-٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﺪﻳﻪ ﻃﻌﺎﻡ، ﻓﻤﺮ ﺑﻪ ﻛﻠﺐ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﺧﺴﺄ ﻓﺬﻫﺐ ﻓﻤﺮ ﺑﺂﺧﺮ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﳊﻢ، ﻓﻜﻠﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﺴﺄﻩ ﱂ ﻳﱪﺡ، ﻓﺎﻷﻭﻝ: ﻣﺜﻞ ﺍﳌﺘﻘﻲ ﳝﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻴﻜﻔﻴﻪ ﰲ ﻃﺮﺩﻩ ﺍﻟﺬﻛ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻣﺜﻞ‬ ‫ﹾﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﺨﹼﻂ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳌﻜﺎﻥ ﲣﻠﻴﻄﻪ، ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳊﻖ، ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﻧﻮﻉ ﺟﻬﻞ ‪‬ﻮﺟﺐ‬ ‫‪ٍ ‬ﻳ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ ﻭﺍﻟﺮﺩﻱﺀ ﺟﻴﺪ‪‬ﺍ، ﻭﺳﺒﺒﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺒﻬﺔ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺪﺧﻞ‬ ‫ِ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﳝﻜﻨﻪ، ﻭﻳﺰﻳﺪ ﲤ ﱡ‪‬ﻨﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻳﻘ ﱡ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻳﻘﻈﺘﻬﻢ ﻭﻏﻔﻠﺘﻬﻢ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻜ‪‬‬ ‫ﻭﺟﻬﻠﻬﻢ ﻭﻋﻠﻤﻬﻢ.‬ ‫)١(‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻛﺎﳊﺼﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺼﻦ ﺳﻮ ‪ ،‬ﻭﻟﻠﺴﻮﺭ ﺃﺑﻮﺍ ‪ ،‬ﻭﻓﻴﻪ ﺛﻠﻢ‬ ‫ﺏ‬ ‫ﺭ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻭﺳﺎﻛﻨﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺼﻦ، ﻭﺇﱃ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺭ‪‬ﺑﺾ)٢( ﻓﻴﻪ ﺍﳍﻮﻯ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﲣﺘﻠﻒ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟ ‪‬ﺑﺾ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﺎﻧﻊ، ﻭﺍﳊﺮﺏ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺼ‪‬ﻦ ﻭﺃﻫﻞ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺮﺑ‪‬ﺾ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﳊﺼ‪‬ﻦ ﺗﻄﻠﺐ ﻏﻔﻠﺔ ﺍﳊﺎﺭﺱ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺭ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﱡﻠﻢ.‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺤﺎﺭﺱ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﲨﻴﻊ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﳊﺼﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻭ ﱢﻞ ﲝﻔﻈﻪ ﻭﲨﻴﻊ ﺍﻟﺜﻠﻢ،‬ ‫‪‬ﻛ‬ ‫ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻔ‪‬ﺮ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﺍﺳﺔ ﳊﻈﺔ. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻣﺎ ﻳﻔ‪‬ﺘﺮ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﺘ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﻠﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ: ﺃﻳﻨﺎﻡ ﺇﺑﻠﻴﺲ؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ﻧﺎﻡ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺭﺍﺣﺔ.‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳊﺼﻦ ﻣﺴﺘﻨﲑ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ‪‬ﺸﺮﻕ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ، ﻭﻓﻴﻪ ﻣﺮﺁﺓ ﺻﻘﻴﻠﺔ ﻳﺘﺮﺍﺀﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮﺭ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﳝﺮ ﺑﻪ، ﻓﺄﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﺾ ﺇﻛﺜﺎﺭ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻓﺘﺴﻮﺩ ﺣﻴﻄﺎﻥ ﺍﳊﺼﻦ،‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﺼﺪﺃ ﺍﳌﺮﺁﺓ، ﻭﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ، ﻭﺻﻘﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﳚﻠﻮ ﺍﳌﺮﺁﺓ. ﻭﻟﻠﻌﺪﻭ ﲪﻼﺕ،‬ ‫)١( ﺛﻠﻢ: ﺛﻠﻢ ﺍﳉﺪﺍﺭ ﻭﻏﲑﻩ ﺛﻠﻤﺎ: ﺃﺣﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﺷﻘﺎ، ﻭﺛﻠﻢ ﺍﻹﻧﺎﺀ: ﻛﺴﺮ ﺣﺮﻓﻪ، ﻭﺛﻠﻢ ﺍﻟﺸﻰﺀ: ﺻﺎﺭﺕ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺛﻠﻤﺔ.‬ ‫)٢( ﺭﺑﺾ: ﺍﻟﺮﺑﺾ: ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺄﻭﻯ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺗﺴﺘﺮﻳﺢ ﻟﺪﻳﻪ.‬
  • 52. ‫-٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺘﺎﺭﺓ ﳛﻤﻞ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﺍﳊﺼﻦ‪ ،‬ﻓﻴﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺎﺭﺱ ﻓﻴﺨﺮﺝ، ﻭﺭﲟﺎ ﺩﺧﻞ ﻓﻌﺎﺙ ﻭﺭﲟﺎ ﺃﻗﺎﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ِ ‪‬‬ ‫ﻟﻐﻔﻠﺔ ﺍﳊﺎﺭﺱ، ﻭﺭﲟﺎ ﺭﻛﺪﺕ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﻄﺎﺭﺩﺓ ﻟﻠﺪﺧﺎﻥ ﻓﺘﺴﻮﺩ ﺣﻴﻄﺎﻥ ﺍﳊﺼﻦ ﻭﺗﺼﺪﺃ ﺍﳌﺮﺁﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻴﻤﺮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﺑﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﺟﺮﺡ ﺍﳊﺎﺭﺱ ﻟﻐﻔﻠﺘﻪ ﻭﺃﺳﺮ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻭﺃﻗﻴﻢ ﻳﺴﺘﻨﺒﻂ‬ ‫ﺍﳊﻴﻞ ﰲ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﳍﻮﻯ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﺻﺎﺭ ﻛﺎﻟﻔﻘﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺸﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ: ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺄﻋﹼﻤﻬﻢ،‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺼﺮﺕ ﺃﻟﻘﺎﻫﻢ ﻓﺄﺗﻌﱠﻢ ﻣﻨﻬﻢ.‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻫﺠﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻛﻲ ﺍﻟﻔﻄِﻦ ﻭﻣﻌﻪ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﳍﻮﻯ ﻗﺪ ﺟﻼﻫﺎ ﻓﻴﺘﺸﺎﻏﻞ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﺍﻟﻔﻄﻦ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻴﺴﺘﺄﺳﺮﻩ، ﻭﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﻮﺛﻖ ﺑﻪ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﺍﳉﻬ ﹸ، ﻭﺃﻭﺳﻄﻪ ﰲ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺍﻟ ﹸﻮﻯ ﺍﳍﻮﻯ، ﻭﺃﺿﻌﻔﻪ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ، ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺩﺭﻉ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﻣﻦ، ﻓﺈﻥ ‪‬ﻧ‪‬ﺒﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻻ ﻳﻘﻊ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻣﻘﺘﻞ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻏ ‪‬ﺎﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﺪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﻔﺘﺢ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺗﺴﻌﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﺴﻌﲔ ﺑﺎﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﲑ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻪ ﺑﺎﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﺪﱘ، ﻧﺎ ﻋﻤﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫ﺃﰊ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻌﺪﻝ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ، ﺛﻨﺎ ‪‬ﺎﺭ ﹸ ﺑﻦ ﺍ ﹸﻐﱢﺲ ﺍﳊ ‪‬ﺎﱐ،‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺟﺒ ﺓ ﳌ ﻠ‬ ‫ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺷﻌﻴﺐ، ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻗﺎﻝ: ﺣ ‪‬ﺛﻨﺎ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ‪‬ﻜﱢﻢ ﺍﳉ ‪ ،‬ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻨﺎ‬ ‫ﻳ ﻠ‪ ‬ﻦ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃﺷﺪ ﳑﻦ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻨﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ، ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻠﻌﺐ ﻬﺑﻢ ﻟﻌﺒ‪‬ﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ‬ ‫)٢(‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﺔ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٧/١٣٣.‬ ‫)٢( ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺬﺍﻫﺐ: ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻨﻜﺮ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﻭﻫﻢ‬ ‫=‬
  • 53. ‫-٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻡ ‪‬ﻨﺴﺒﻮﻥ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﻮﻓﺴﻄﺎ: ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻻ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ﳍﺎ ﻭﺃﻥ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﺒﻌﺪﻩ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ، ﻭﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻣﺎ‬ ‫ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ. ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﳌﻘﺎﻟﺘﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺘﻢ: ﻻ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ ﳍﺎ ﻭﺟ ‪‬ﺯﰎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟ‪‬ﻄﻼﻥ، ﻓﻜﻴﻒ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻻﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻪ؟ ﻓﻜﺄﻧﻜﻢ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺗﻘ ‪‬ﻭﻥ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳛﻞ ﻗﺒﻮﻝ ﻗﻮﻟﻜﻢ؛ ﻭﺇﻥ ﻗﻠﺘﻢ ﳍﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻓﻘﺪ ﺗﺮﻛﺘﻢ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ.‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻣﺬﻫﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻵﺭﺍﺀ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ«، ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻗﺪ ﻏﻠﻄﻮﺍ ﰲ ﺃﻣﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﻏﻠﻄﹰﺎ ﺑﻴﻨ‪‬ﺎ. ﻷ‪‬ﻢ‬ ‫ﻧﺎﻇﺮﻭﻫﻢ ﻭﺟﺎﺩﻟﻮﻫﻢ ﻭﺭﺍﻣﻮﺍ ﺑﺎﳊﺠﺎﺝ ﻭﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻫﻢ ﱂ ﻳﺜﺒﺘﻮﺍ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻗﺮﻭﺍ ﲟﺸﺎﻫﺪﺓ، ﻓﻜﻴﻒ ‪‬ﻜﱢﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻳﻜﻠ ‪‬ﲏ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻭﻛﻴﻒ ‪‬ﻨﺎﻇﺮ ﻣﻦ ﻳﺰﻋﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﹼﻤ‬ ‫ﺗ ﻠ‪‬‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻣﻮﺟﻮﺩ ﻫﻮ ﺃﻡ ﻣﻌﺪﻭﻡ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﲣﺎﻃﺐ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻥ ﺍﳌﺨﺎﻃﺒﺔ ﲟﱰﻟﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﰲ ﺍﻹﺑﺎﻧﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﲟﱰﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺇﻧﻪ ﺇﳕﺎ ‪‬ﻨﺎﻇﺮ ﻣﻦ ‪‬ﻘﺮ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﺄﻣﺮٍ، ﻓﻴﺠﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺮ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﺇﱃ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻳ‪‬‬ ‫ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻣﺎ ﳚﺤﺪﻩ. ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻤﺠﺎﺩﻟﺘﻪ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻭﻗﺪ ﺭﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻛﻴﻒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻜﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺍ‪‬ﺎﺩﻝ ﺃﻥ ‪‬ﻘ ‪‬ﺏ ﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﶈﺴﻮﺱ ﻭﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﺎﻟﺸﺎﻫﺪ‬ ‫ﻳﺮ‬ ‫ﻓﻴﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺎﶈﺴﻮﺳﺎﺕ ﻓﺒﻢ ‪‬ﻜﻠ ‪‬ﻮﻥ؟ ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ‬ ‫ﻳ ﱠﻤ‬ ‫ﺿﻴﻖ ﺍﻟﻌﻄﻦ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ‪‬ﻳﺆ‪‬ﻳﺲ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺮﺍﻫﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ، ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻖ ﻋﻄ‪‬ﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﳉﺘﻬﻢ، ﻓﺈ‪‬ﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﺃﺧﺮﺟﺘﻬﻢ ﻋﻮﺍﺭﺽ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﳓﺮﺍﻑ ﻣﺰﺍﺝ، ﻭﻣﺎ ﻣﺜﹸﻨﺎ ﻭﻣﺜﻠ ‪‬ﻢ ﺇﻻ ﻛﺮﺟﻞ ﺭﺯﻕ ﻭﻟﺪ‪‬ﺍ ﺃﺣﻮﻝ ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻠ ﹸﻬ‬ ‫ﻗﻤﺮﻳﻦ، ﺣﱴ ﺇﻧﻪ ﱂ ﻳﺸ ‪ ‬ﺃﻥ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﺀ ﻗﻤﺮﻳﻦ: ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ: ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﺣ ‪ ،‬ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺀ‬ ‫ﺴ ُ‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬ﻚ‬ ‫=‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﺎﺩﻳﺔ؛ ﻭﺍﻟﺜﺎﱏ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺜﺒﻮﺕ ﺍﻟﺸﻰﺀ ﻭﻻ ﺑﻌﺪﻡ ﺛﺒﻮﺗﻪ، ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﻧﻔﺲ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﻻ ﻳﺜﺒﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺷﺎﻙ ﻭﺷﺎﻙ ﰱ ﺃﻧﻪ ﺷﺎﻙ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻼ ﺃﺩﺭﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ‬ ‫ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﻨﻜﺮ ﺛﺒﻮ‪‬ﺎ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻌﻨﺪﻳﺔ ﻭﻫﻰ، ﻣﺬﻛﻮﺭﺓ ﰱ ﻛﻼﻡ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ.‬
  • 54. ‫-١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻚ، ﻏ ‪ ‬ﻋﻴﻨﻚ ﺍﳊﻮﻻﺀ ﻭﺍﻧﻈﺮ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻯ ﻗﻤﺮ‪‬ﺍ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻷﱐ ﻋﺼﺒﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺾ‬ ‫ﺇﺣﺪﻯ ﻋﻴﲏ ﻓﻐﺎﺏ ﺃﺣﺪﳘﺎ، ﻓﺠﺎﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺷﺒﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻐ ‪ ‬ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻔﻌﻞ ﻓﺮﺃﻯ ﻗﻤﺮﻳﻦ، ﻓﻌﻠﻢ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﻩ.‬ ‫‪‬ﺾ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺒ‪‬ﺎﺀ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺩﻭﺩﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﳌﺮﺯﺑﺎﱐ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﻜﻴﻤﻲ، ﺛﲏ ﳝﻮﺕ ﺑﻦ ﺍﳌﺰ ‪‬ﻉ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟ‪‬ﻨ ﱠﺎﻡ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻣﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﻟﺼﺎﱀ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﻓﻤﻀﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﺍ ﹸﺬﻳ‪‬ﻞ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﻨ ﹼﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻏﻼﻡ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﳍ‬ ‫ﺣﺪﺙ ﻛﺎﳌﺘﻮﺟﻊ ﻟﻪ ﻓﺮﺁﻩ ﻣﻨﺤﺮﻓﹰﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳍﺬﻳﻞ: ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﳉﺰﻋﻚ ﻭﺟﻬ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﺎﻟ ‪‬ﺭﻉ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺻﺎﱀ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳍﺬﻳﻞ، ﺇﳕﺎ ﺃﺟﺰﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﺮﺃ ﻛﺘﺎﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻜﻮﻙ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳍﺬﻳﻞ: ﻭﻣﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ، ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﺃﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻳﺸ ‪ ‬ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﱴ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ‪ ،‬ﻭﻓﻴﻤﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺣﱴ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻚ‬ ‫ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ: ﻓﺸﻚ ﺃﻧﺖ ﰲ ﻣﻮﺕ ﺍﺑﻨﻚ ﻭﺍﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﱂ ﳝﺖ؛ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻓﺸﻚ‬ ‫ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﰲ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﱂ ﻳﻘﺮﺃﻩ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟ‪‬ﺒﻠﹾﺨﻲ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﳜﺘﻠﻒ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻣﺮﺓ ﻓﻨﺎﻇﺮﻩ، ﻓﺄﻣﺮ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ ﺑﺄﺧﺬ ﺩﺍﺑﺘﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﱂ ﻳﺮﻫﺎ ﻓﺮﺟﻊ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺳﺮﻗﺖ ﺩﺍﺑﱵ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﻟﻌﱠﻚ ﱂ ﺗﺄﺕ ﺭﺍﻛﺒ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺮ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱢ‬ ‫ِ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺃﺗﻴﻘﻨﻪ، ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺗﺬﻛﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﻭﳛﻚ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﺬﻛﺮ، ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺷﻚ ﺃﻧﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﺌﺖ ﺭﺍﻛﺒ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﺸﻲﺀ، ﻭﺃﻥ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻴﻘﻈﺎﻥ ﻛﺤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ؟‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻮﺟﻢ ﺍﻟﺴﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻲ ﻭﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﻣﺬﻫﺒﻪ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ: ﻗﺪ ﺯﻋﻤﺖ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺠﺎﻫﻠﲔ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻸﺷﻴﺎﺀ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﺑﻞ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻗﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﳚﺪﻩ ﺻﺎﺣﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌ ‪‬ﺓ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﻣ ‪‬ﺍ، ﻭﳚﺪﻩ ﻏﲑﻩ ﺣﻠﻮ‪‬ﺍ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻫﻮ ﻗﺪﱘ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻗﺪﻣﻪ،‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﺮ‬
  • 55. ‫-٢٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫‪‬ﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺣﺪﻭﺛﻪ، ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ ﺟﺴﻢ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﺟﺴﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ﹲ‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﻋﺮﺿ‪‬ﺎ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻓﻠﻮ ﺗﻮﻫﻤ‪‬ﻨﺎ ﻋﺪﻡ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﻭﻗﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﺴﻄﺎﺋﻴﺔ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﺃﻗﻮﻟﻜﻢ ﺻﺤﻴﺢ؟ ﻓﺴﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻫﻮ ﺻﺤﻴﺢ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﺑﺎﻃﻞ ﻋﻨﺪ ﺧﺼﻤﻨﺎ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻗﻠﻨﺎ: ﺩﻋﻮﺍﻛﻢ ﺻﺤﺔ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﻣﺮﺩﻭﺩﺓ ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻛﻢ ﺑﺄﻥ ﻣﺬﻫﺒﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺧﺼﻤﻜﻢ ﺑﺎﻃﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻭﻣﻦ ﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﳍﻢ ﺑﺎﻟ‪‬ﻄﻼﻥ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﻰ ﺧﺼﻤﻪ ﺑﺘﺒﻴﲔ ﻓﺴﺎﺩ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣﺬﻫﺒﻪ. ﻭﳑﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﺃﺗﺜﺒﺘﻮﻥ ﻟﻠﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﺣﻘﻴﻘﺔ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ، ﳊﻘﻮﺍ ﺑﺎﻷﻭﻟﲔ، ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻘﺪ ﻧﻔﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻌﻬﻢ‬ ‫ﻛﺎﻟﻜﻼﻡ ﻣﻊ ﺍﻷﻭﻟﲔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ: ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺫﻭﺏ ﻭﺳﻴﻼﻥ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻻ ﳝﻜﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺮﺗﲔ ﻟﺘﻐﲑ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺩﺍﺋﻤ‪‬ﺎ، ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﻛﻴﻒ ﻋﻠﻢ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮﰎ ﺛﺒﻮﺕ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻴﺒﻪ ﺍﻵﻥ ﻏﲑ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻛﻠﻤﻪ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﺃﻭﻫﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻭﻻ ﺻﺎﻧﻊ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻼ ‪‬ﻜﻮﻥٍ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﳌﺎ ﱂ ﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺑﺎﳊﺲ ﻭﱂ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﺟﺤﺪﻭﻩ.‬ ‫ﻭﻫﻞ ﻳﺸ ‪ ‬ﺫﻭ ﻋﻘﻞ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﺎﻧﻊ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻮ ﻣﺮ ﺑﻘﺎﻉ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﰒ ﻋﺎﺩ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫‪‬ﻚ‬ ‫ﻓﺮﺃﻯ ﺣﺎﺋﻄﹰﺎ ﻣﺒﻨﻴ‪‬ﺎ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﻥ ﺑﻨﺎﻩ. ﻓﻬﺬﺍ ﺍﳌﻬﺎﺩ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻘﻒ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ﺍﳌﺮﻓﻮﻉ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳊﻜﻤﺔ، ﺃﻣﺎ ﺗﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﻧﻊ‬ ‫ﻝ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺮﺏ: ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻌﺮﺓ ﺗﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﲑ، ﻓﻬﻴﻜﻞ ‪‬ﻠﻮﻱ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻠﻄﺎﻓﺔ،‬ ‫ﹲﻋ ‪‬‬ ‫‪‬ﻝ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻣﺮﻛﺰ ﺳﻔﻠﻲ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺃﻣﺎ ﻳﺪ ﹼﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﳋﺒﲑ ﰒ ﻟﻮ ﺗﺄﻣﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫‪‬ﻻ‬
  • 56. ‫-٣٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻜﻔﺖ ﺩﻟﻴﻼﹰ، ﻭﻟﺸﻔﺖ ﻏﻠﻴﻼ ﻓﺈﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﺴﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﻊ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ﻟﺘﻘﻄﻊ، ﻭﺗﻘﺮﻳﺾ ﺍﻷﺿﺮﺍﺱ ﻟﺘﻄﺤﻦ، ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻳﻘﻠﺐ‬ ‫ﺍﳌﻤﻀﻮﻍ، ﻭﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻳﻨﻀﺠﻪ، ﰒ ‪‬ﻨﻔ ﹸ ﺇﱃ ﻛﻞ ﺟﺎﺭﺣﺔ ﻗﺪ‪‬ﺭ ﻣﺎ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ِﺬ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﱵ ‪‬ﻴﺌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻟﺘﻄﻮﻯ ﻭﺗﻨﻔﺘﺢ، ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻬﺑﺎ، ﻭﱂ‬ ‫ﻫ ‪‬‬ ‫‪‬ﺠﻮﻑ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺇﺫ ﻟﻮ ﺟﻮﻓﺖ ﻟﺼﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻓﻜﺴﺮﻫﺎ، ﻭﺟﻌﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ‬ ‫ُ‬ ‫ﺗ ‪ ‬‬ ‫ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻟﺘﺴﺘﻮﻱ ﺇﺫﺍ ﺿﻤﺖ‪ ،‬ﻭﺃﺧﻔﻲ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﺍﻣﻪ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﺇﺫﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻫﺒﺖ ﻓﺴﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﺮﺷﺪ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﺎﱀ، ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻳﻨﺎﺩﻱ: ﺃﰲ ﺍﷲ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺷ ﱞ؟. ﻭﺇﳕﺎ ﳜﺒﻂ ﺍﳉﺎﺣﺪ ﻷﻧﻪ ﻃﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳊﺲ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺟﺤﺪﻩ، ﻷﻧﻪ ﳌﺎ‬ ‫ﻚ‬ ‫ﺃﺛﺒﺖ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﱂ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﺠﺤﺪ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻟﻮ‬ ‫ﺃﻋﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻜﺮﻩ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﺇﻻ ﲨﻠﺔ ﻛﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﱂ ﳝﺘﻨﻊ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩﳘﺎ. ﻭﻫﻞ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺇﻻ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﳋﻠﻖ ﲨﻠﺔ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ: ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﻻ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻣﺎﻫﻴﺔ. ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻘﻄﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺣﺎﺩﺙ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻻ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﻭﻛ ﱡ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻋﻦ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﺣﺎﺩﺙ ﻭﻻ ﺑﺪ ﳊﺪﻭﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﺩﺙ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻣﻦ ‪‬ﺴ‪‬ﺒﺐ ﻭﻫﻮ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ.‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ﻭﻟﻠﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻳﺘﻄﺎﻭﻟﻮﻥ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻨﺎ: ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ ﻣﻦ ﺻﺎﻧﻊ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﳕﺎ‬ ‫ﺗﻌﻠﻘﺘﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺸﺎﻫﺪ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻧﻘﺎﺿﻴﻜﻢ ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ ﻣﻦ ﺻﺎﻧﻊ ﻓﻼ ﺑﺪ‬ ‫ﻟﻠﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﺩﺓ ﺗﻘﻊ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﳋﺸﺐ ﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﳊﺪﻳﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺄﺱ.‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻓﺪﻟﻴﻠﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺜﺒﺘﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻳﻮﺟﺐ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻨﺎ ﺇﱃ ﻣﺎﺩﺓ ﺑﻞ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺍﺧﺘﺮﻉ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﺧﺘﺮﺍﻋ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﳌﺘﺠﺪﺩﺓ ﰲ ﺍﳉﺴﻢ ﻛﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻻﺏ، ﻟﻴﺲ ﳍﺎ ﻣﺎﺩﺓ. ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺍﺧﺘﺮﻋﻬﺎ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﳍﺎ ﻣﻦ ‪‬ﺼﻮﺭٍ، ﻓﻘﺪ ﺃﺭﻳﻨﺎﻛﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺷﻲﺀ ﺟﺎﺀﺕ ﻻ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ،‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﳝﻜﻨﻜﻢ ﺃﻥ ‪‬ﺗ ‪‬ﻭﻧﺎ ﺻﻨﻌﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻻ ﻣﻦ ﺻﺎﻧﻊ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺮ‬
  • 57. ‫-٤٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻌﻴﲔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﳌﺎ ﺭﺃﻯ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻗﱠﺔ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺤﺪ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺷﺎﻫﺪﺓ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪ ‬ﻠ‬ ‫ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻤﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺻﺎﻧﻊ ﺣ ‪‬ﻦ ﻷﻗﻮﺍﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﳜﻠﻖ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻓﻴﻪ. ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ، ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ،‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻧﻘﻮﻝ: ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻬﺎ، ﰒ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﺇﻻ‬ ‫ﺑﺎﺟﺘﻤﺎﻋﻬﺎ ﻭﺍﻣﺘﺰﺍﺟﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﳜﺎﻟﻒ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﻣﻘﻬﻮﺭﺓ. ﻭﻗﺪ ﺳﻠﻤﻮﺍ ﺃ‪‬ﺎ‬ ‫ﻟﻴﺴﺖ ﲝﻴﺔ ﻭﻻ ﻋﺎﳌﺔ ﻭﻻ ﻗﺎﺩﺭﺓ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍ ﹸﻨ ‪‬ﻖ ﺍﳌﻨﺘﻈﻢ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﺎﱂ‬ ‫ﳌﺴ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺣﻜﻴﻢ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﺎﳌﹰﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻗﺎﺩﺭ‪‬ﺍ، ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺣﻜﻴﻤ‪‬ﺎ ﱂ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﻘﻊ ﰲ ﺑﻨﺎﺋﻪ ﺧﻠﻞ، ﻭﻻ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﳌﻀﺮﺓ، ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ.‬ ‫ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﲟﺎ ﺻﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳌﻨﺘﻈﻤﺔ ﺍ ﹸﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻳﺼﺪﺭ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺒﻊ. ﻓﺄﻣﺎ ﺍﳋﻠﻞ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻼﺑﺘﻼﺀ ﻭﺍﻟﺮﺩﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ،‬ ‫ﺃﻭ ﰲ ﻃ‪‬ﻴﻪ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻻ ﻧﻌﻠﻤﻬﺎ، ﰒ ﺃﻳﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﴰﺲ ﺗﻄﻠﻊ ﰲ ﻧﻴﺴﺎﻥ)١( ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ‬ ‫ﹸ‬ ‫ِ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳊﺒﻮﺏ ﻓﺘﺮﻃﺐ ﺍﳊﺼﺮﻡ)٢( ﻭﺍﳋﻼﻟﺔ)٣( ﻭﺗﻨﺸﻒ ﺍﻟ‪‬ﺒ ‪‬ﺓ)٤( ﻭﺗﻴ‪‬ﺴﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﻓﻌﻠﺖ ﻃﺒﻌ‪‬ﺎ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻷﻳﺒﺴﺖ ﺍﻟﻜﻞ ﺃﻭ ﺭﻃﺒﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ ﰲ ‪‬ﺒﺲ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﻳ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﱠ‬ ‫ﻟﻼﺩﺧﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻨﻀﺞ ﰲ ﻫﺬﻩ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟ‪‬ﺒﺲ ﰲ ﺃﻛ‪‬ﻨﺔ)٥( ﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫ﻳﻠﻘﻰ ﺟﺮﻣﻬﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺭﻃﺒﻬﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﺟﺮﻣﻬﺎ، ﰒ ﺇ‪‬ﺎ ‪‬ﺒ‪‬ﺾ ﻭﺭﺩ ﺍﳋﺸﺨﺎﺵ)٦( ﻭ‪‬ﺤ ‪‬ﺮ‬ ‫ﺗ ﻤ‪‬‬ ‫ﺗﻴ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﻘﺎﺋﻖ)٧( ﻭ‪‬ﺤ ‪‬ﺾ ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻥ ﻭ‪‬ﺤﻠﻲ ﺍﻟﻌﻨﺐ، ﻭﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﳌﻮﱃ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺑﻘﻮﻟﻪ:‬ ‫ﺗ ﻤ ‪ ‬ﺮ ﺗ‬ ‫)١( ﻧﻴﺴﺎﻥ: ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺷﻬﺮ ﺃﺑﺮﻳﻞ.‬ ‫)٢( ﺍﳊﺼﺮﻡ: ﺍﻟﺜﻤﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻀﺞ.‬ ‫)٣( ﺍﳋﻼﻟﺔ: ﺍﳋﻠﺔ: ﻛﻞ ﻧﺒﺖ ﺣﻠﻮٍ، ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺍﳊﻤ‪‬ﺾ.‬ ‫ﹶ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫)٤( ﺍﻟﱪﺓ: ﺣﺒﺔ ﺍﻟﻘﻤﺢ.‬ ‫)٥( ﺍﻷﻛﻨﺔ: ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ.‬ ‫)٦( ﺍﳋﺸﺨﺎﺵ: ﻧﺒﺎﺕ ﺣﻮﱃ، ﻳﺴﺘﺨﺮﺝ ﺍﻷﻓﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﲦﺎﺭﻩ.‬ ‫)٧( ﺍﻟﺸﻘﺎﺋﻖ: ﻋﺸﺐ ﺣﻮﱃ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﻴﺔ، ﺃﲪﺮ ﺍﻟﺰﻫﺮ، ﻣﺒﻘﻊ ﺑﻨﻘﻂ ﺳﻮﺩ، ﻭﻟﻪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻭﺿﺮﻭﺏ،‬ ‫=‬
  • 58. ‫-٥٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫﴿ﺗﺴﻘﻰ ﲟﺎﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻧﻔﻀﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﰱ ﺍﻷﻛﻞ﴾ ]ﺍﻟﺮﻋﺪ: ٤[.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ‬ ‫ﻭﻫﻢ ﻗﻮﻡ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﺛﻨﺎﻥ: ﻓﻔﺎﻋﻞ ﺍﳋﲑ ﻧﻮﺭ، ﻭﻓﺎﻋﻞ ﺍﻟﺸﺮ ﻇﻠﻤﺔ، ﻭﳘﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺪﳝﺎﻥ ﱂ ﻳﺰﺍﻻ ﻭﻟﻦ ﻳﺰﺍﻻ ﻗﻮﻳﲔ ﺣﺴﺎﺳﲔ، ﲰﻴﻌﲔ ﺑﺼﲑﻳﻦ، ﻭﳘﺎ ﳐﺘﻠﻔﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ، ﻣﺘﻀﺎﺩﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﲑ.‬ ‫ﻓﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﺎﺿﻞ ﺣﺴﻦ ﻧ‪‬ﻴﺮ ﺻﺎﻑ ﻧﻘﻲ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺣﺴﻦ ﺍﳌﻨﻈﺮ، ﻭﻧﻔﺴﻪ ﻧﻔﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧ‪‬ﺮﺓ ﻛﺮﳝﺔ ﺣﻜﻴﻤﺔ ﻧﻔﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ‬ ‫ﻴﹲ‬ ‫ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ.‬ ‫ﻭﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺪﺭ ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ ﻭﻧﱳ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻭﹸ‪‬ﺒﺢ ﺍﳌﻨﻈﺮ ﻭﻧﻔﺴﻪ‬ ‫ﻗ ِ‬ ‫ﻧﻔﺲ ﺷ ‪‬ﻳﺮﺓ ﲞﻴﻠﺔ ﺳﻔﻴﻬﺔ ﻣﻨﺘﻨﺔ ﺿ ‪‬ﺍﺭﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ. ﻛﺬﺍ ﺣﻜﺎﻩ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ ﻋﻨﻬﻢ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ ﹲ‬ ‫‪ ‬ﺮ ﹲ ﹲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺯﻋﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﱂ ﻳﺰﻝ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺑﻞ ﻛ ﱡ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ: ﺍﻟﻨﻮﺭ ﱂ ﻳﺰﻝ ﻣﺮﺗﻔﻌ‪‬ﺎ‬ ‫ﹸﻞ‬ ‫ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻣﻨﺤﻄﺔ ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ، ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺒﺎﻳﻨ‪‬ﺎ‬ ‫ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ: ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻪ ﺃﺟﻨﺎﺱ ﲬﺴﺔ، ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍﻥ‬ ‫ٍ‬ ‫ﱠ ﹸﱠ‬ ‫ﻭﺧﺎﻣﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻭﺡ.‬ ‫ﻭﺃﺑﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ: ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻳﺢ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺏ، ﻭﺍﳌﺎﺀ، ﻭﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﺸﺒﺢ. ﻭﱂ ﺗﺰﻝ ﺗﺘﺤﺮﻙ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ.‬ ‫ﻭﺃﺑﺪﺍﻥ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔ: ﺍﳊﺮﻳﻖ، ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺴﻤﻮﻡ، ﻭﺍﻟﻀﺒﺎﺏ، ﻭﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ.‬ ‫ﻭﲰﻮﺍ ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻣﻼﺋﻜﺔ، ﻭﲰﻮﺍ ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺷﻴﺎﻃﲔ ﻭﻋﻔﺎﺭﻳﺖ.‬ ‫=‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺰﺭﻉ، ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﰱ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﰱ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ.‬
  • 59. ‫-٦٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺗﺘﻮﺍﻟﺪ ﺷﻴﺎﻃﲔ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻳﺘﻮﺍﻟﺪ ﻣﻼﺋﻜﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﻣﻨﻪ، ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﲑ ﻭﻻ ﲡﻮﺯ ﻣﻨﻪ، ﻭﺫﻛﺮ ﳍﻢ ﻣﺬﺍﻫﺐ‬ ‫ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﻣﺬﺍﻫﺐ ﺳﺨﻴﻔﺔ، ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻻ ﻳ ‪‬ﺧﺮﻭﻥ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺇﻻ ﻗﻮﺕ ﻳﻮﻡ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺻﻮﻡ ﺳﺒﻊ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺒﺨﻞ ﻭﺍﻟﺴﺤﺮ،‬ ‫ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺰﱏ ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺆﺫﻱ ﺫﺍ ﺭﻭﺡ، ﰲ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﺍﺧﺘﺮﻋﻮﻫﺎ‬ ‫ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ: ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ )ﺍﻟﺪﻳﺼﺎﻧﻴﺔ( ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻃﻴﻨﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻴﻨﺔ ﺧﺸﻨﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﲢﺎﻛﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ، ﻓﺘﺄﺫﻯ‬ ‫ﻬﺑﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﻗﺼﺪ ﺗﻨﺤﻴﺘﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﻓﺘﻮ ‪‬ﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﺧﺘﻠﻂ ﻬﺑﺎ ﻓﺘﺮﻛﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﻲ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻳﻐﺘﺎﻟﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﳜﻨﻘﻮ‪‬ﻢ ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃ‪‬ﻢ ﳜﻠﺼﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺳﺨﻴﻔﺔ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﲪﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺃ‪‬ﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺷﺮ‪‬ﺍ ﻭﺍﺧﺘﻼﻓﹰﺎ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ ﺷﻴﺌﺎﻥ ﳐﺘﻠﻔﺎﻥ: ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﱪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﺴﺨﲔ، ﻭﻗﺪ ﺭﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﻗﻮﳍﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺍﺛﻨﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﺛﻨﲔ ﱂ ﳜﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ، ﺃﻭ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ، ﺃﻭ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻗﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺎﺟﺰ.‬ ‫ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﳝﻨﻊ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ، ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻋﺎﺟﺰ‪‬ﺍ، ﻓﺒﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﳘﺎ ﻗﺎﺩﺭﺍﻥ، ﻓﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﲢﺮﻳﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺴﻜﻴﻨﻪ، ﻭﻣﻦ ﺍﶈﺎﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﺍﻧﻪ، ﻓﺈﻥ ﰎ ﻣﺮ‪‬ﺍﺩ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺛﺒﺖ‬ ‫ﱠ‪ ‬‬ ‫ﻋﺠﺰ ﺍﻵﺧﺮ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺭﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻗﻮﳍﻢ: ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﳋﲑ، ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺗﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﺮ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ ﻫﺮﺏ‬ ‫ﻣﻈﻠﻮﻡ ﻓﺎﺳﺘﺘﺮ ﺑﺎﻟﻈﻠﻤﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﺧﲑ ﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﻣﻦ ﺷﺮ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﺪ ﺍﻟﻨﻔﺲِ، ﰲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻊ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
  • 60. ‫-٧٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﻓﺈﻥ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺇﳕﺎ ﲤ ﱠﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃ‪‬ﻢ ﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ ﻭﻋﻘﻮﳍﻢ، ﻭﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻇﻨﻮ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﻻ ﺻﺎﻧﻊ ﻟﻠﻌﺎﱂ، ﺣﻜﺎﻩ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ ﻭﻏﲑﻩ ﻋﻨﻬﻢ. ﻭﺣﻜﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺭﺳﻄﺎﻃﺎﻟﻴﺲ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻮﻛﺐ ﰲ ﺟﻮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻭﺃﻥ ﰲ ﻛﻞ‬ ‫ﻛﻮﻛﺐ ﻋﻮﺍﱂ ﻛﻤﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃ‪‬ﺎﺭ‪‬ﺍ ﻭﺃﺷﺠﺎﺭ‪‬ﺍ ﻭﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺃﺛﺒﺖ ﻋﱠﺔ‬ ‫ﻠﹰ‬ ‫ﻗﺪﳝﺔ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﰒ ﻗﺎﻝ ﺑﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻭﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺰﻝ ﻣﻮﺟﻮﺩ‪‬ﺍ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻣﻌﻠﻮﻻ ﻟﻪ ﻭﻣﺴﺎﻭﻳ‪‬ﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻏﲑ ‪‬ﺘﺄﺧﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻝ ﻟﻠﻌﻠﺔ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺮﺗﺒﺔ ﻻ ﺑﺎﻟﺰﻣﺎﻥ،‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ِﻟﻢ ﺃﻧﻜﺮﰎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺣﺎﺩﺛﹰﺎ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻗﺪﳝﺔ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻪ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﲔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺯﻣﺎﻥ،‬ ‫ﻗﻠﻨﺎ: ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﻟﻴﺲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺯﻣﺎﻥ. ﰒ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﻛﺎﻥ ﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﲰﻚ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻫﻮ ﺑﺬﺭﺍﻉ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﳑﺎ ﻫﻮ ﺑﺬﺭﺍﻉ. ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﳝﻜﻦ ﻓﻬﻮ ﺗﻌﺠﻴﺰ، ﻭﻷﻥ ﻣﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﱪ ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﺃﺻﻐﺮ ﻓﻮﺟﻮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺟﺐ ﻻ ﳑﻜﻦ، ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻳﺴﺘﻐﲏ ﻋﻦ ﻋﱠﺔ، ﻭﻗﺪ ﺳﺘﺮﻭﺍ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺟﻞ ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻭﻫﺬﺍ ﲡﻮﺯ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻣﺮﻳﺪ ﳌﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻭﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻇﻬﺮ ﺿﺮﻭﺭﻳ‪‬ﺎ ﻻ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻓﻌﻠﻪ. ﻭﻣﻦ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺎﻕ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ ﻛﻤﺎ ﻻ ﺑﺪﺍﻳﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻟﻮﺟﻮﺩﻩ ﻓﻼ ‪‬ﺎﻳﺔ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻷﻧﻪ ﻣﻌﻠﻮﻝ ﻋﻠﺔ ﻗﺪﳝﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳌﻌﻠﻮﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﺔ.‬ ‫ﻭﻣﱴ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ‪‬ﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺪﳝ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻠﻮﻻﹰ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ: ﻟﻮ‬ ‫ﹸﻣ ِ‪‬‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﺜﻼ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻻﻧﻌﺪﺍﻡ ﻟﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﺑﻮﻝ)١( ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ. ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﻔﺴﺪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﻐﺘﺔ ﻻ ﺑﺎﻟﺬﺑﻮﻝ، ﰒ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ ﺃ‪‬ﺎ ﻻ ﺗﺬﺑﻞ؟ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﲟﻘﺪﺍﺭ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺳﺒﻌﲔ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ، ﻓﻠﻮ ﻧﻘﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺟﺒﻞ ﱂ ﻱ ﺑﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫)١( ﺫﺑﻮﻝ: ﻳﻘﺎﻝ ﺫﺑﻞ ﺍﻟﺸﻰﺀ: ﺿﻌﻒ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻧﻀﺎﺭﺗﻪ.‬
  • 61. ‫-٨٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻠﺤﺲ. ﰒ ﳓﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﻳﻘﺒﻼﻥ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﻗﺪ ﻳﺒﻘﻴﺎﻥ ﺳﻨﲔ ﻭﻻ ﳛﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ ‪‬‬ ‫ﻧﻘﺼﺎ‪‬ﻤﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻹﳚﺎﺩ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻻ ﻳﺘﻐﲑ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻻ ﲢﺪﺙ ﻟﻪ‬ ‫ﺻﻔﺔ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺘﻐﲑ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻗﺪﳝﺔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ«: ﺃﻥ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺃﺻﻮﻝ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺛﻼﺛﺔ: ﻋﻠﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮ، ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻫﻮ‬ ‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺟﻮﻫﺮ ﻟﻠﺠﺴﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻣﻨﻬﻢ: ﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﳌﻨﻔﻌﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻣﻨﻬﻢ: ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺭ‪‬ﺐ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ: ﺑﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﻌﻠﺘﻪ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ: ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﳌﺎ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﳎﺘﻤﻌ‪‬ﺎ ﻭﻣﺘﻔﺮﻗﹰﺎ ﻭﻣﺘﺤﺮﻛﹰﺎ ﻭﺳﺎﻛﻨ‪‬ﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤﺪﺙ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ‪‬ﺤﺪﺙٍ، ﰒ ﺭﺃﻳﻨﺎ‬ ‫ﻣ ِ‬ ‫ﻣ ﹲ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﻻ ‪‬ﺤﺴ ‪ ‬ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻓﻴﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺍﳌﺪﺑﺮ ﻓﻼ ﻳﻐﻴﺜﻪ، ﺃﻭ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ ‪ِ ‬ﻦ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻣﻌﺪﻭﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﺧﺘﻠﻒ ﻫﺆﻻﺀ ﰲ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺍﳌﺪﺑﺮ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻓﺮﻕ: ﻓﺮﻗﺔ ﺯﻋﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ‬ ‫ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻪ ﻓﺨﺸﻲ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ‪‬ﻨﻘﺺ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻔﺴﺪ، ﻓﺄﻫﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺧﻼ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﲡﺮﻱ ﺑﲔ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺗﻪ ﻭﻣﺼﻨﻮﻋﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﺗﻔﻖ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺑﻞ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻮﻟﻮﻝ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺗﻨﺠﺬﺏ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﻧﻮﺭﻩ‬ ‫ﺣﱴ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟ‪‬ﻮﺭ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﻟﻮﻝ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻭﺳﺎﺀ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻧﻮﺭ.‬ ‫ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺠﺬﺏ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﱴ ﻳﻌﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ، ﻭﻟﻀﻌﻔﻪ ﻋﻦ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﳐﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﺃﳘﻞ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻓﺸﺎﻉ ﺍﳉﻮ‪‬ﺭ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺑﻞ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﳌﺎ ﺍﺗﻘﻦ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺗﻔﺮﻗﺖ ﺃﺟﺰﺍﺅﻩ ﻓﻴﻪ ﻓﻜﻞ ﻗﻮﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬
  • 62. ‫-٩٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟ‪‬ﻬﺎﻭﻧﺪﻱ ﻧﻘﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻧﺴﺨﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻗﺪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻛﺘﺒﺖ ﻣﻨﺬ ﻣﺎﺋﺘﲔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ؛ ﻭﻟﻮﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻭﻧﻘﻞ ﰲ ﺫﻛﺮﻩ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ، ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻩ ﺗﻌﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ‪‬ﺬﻛﺮ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ،‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺑ‪‬ﻨﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﰲ ﺫﻛﺮﻩ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻧﻔﺴ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻳﻌﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺧﺎﻟﻘﻪ، ﻓﻘﺪ ﺯﺍﺩﺕ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﳋﺎﻟﻖ.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻇﻬﺮ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ‪‬ﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺯ‪‬ﻨﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳ‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﳍﺆﻻﺀ ﺍﳊﻤﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﺩﻋﺎﺋﻬﻢ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﻗﺪ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎﺀ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫‪‬ﺑﻞ ﻳﻌﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﳉﺰﺋﻴﺎﺕ، ﻭﺗﻠﻘﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﹾ ‪‬‬ ‫ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ، ﻭﻛﺄ‪‬ﻢ ﺍﺳﺘﻜﺜﺮﻭﺍ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ، ﻓﺎﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﳑﻦ ﻳﻨﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﷲ ﺍﳉﻬﻞ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ، ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﴿ﺃﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ﴾ ]ﺍﳌﻠﻚ: ٤١[، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﰱ ﺍﻟﱪ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻣﺎ ﺗﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﻭﺭﻗﺔ ﺇﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ﴾ ]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٩٥[، ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻫﻮ ﺫﺍﺗﻪ، ﻓﺮﺍﺭ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺘﻮﺍ ﻗﺪﳝﲔ، ﻭﺟﻮﺍﻬﺑﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻗﺪﱘ ﻣﻮﺟﻮﺩ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻮﺻﻮﻑ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮﺕ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺑﻌﺚ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ، ﻭﺭﺩ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺟﻨﺔ ﻭﻧﺎﺭ ﺟﺴﻤﺎﻧﻴﲔ، ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺃﻣﺜﻠﺔ ‪‬ﺮﺑﺖ ﻟﻌﻮﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﻔﻬﻤﻮﺍ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ‬ ‫ﹲﺿ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﲔ، ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺒﻘﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ ﺑﻘﺎﺀ ﺳﺮﻣﺪﻳ‪‬ﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﺇﻣﺎ ﰲ ﻟﺬﺓ ﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻮﺻﻒ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ، ﺃﻭ ﺃﱂ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﳌﺘﻠﻮﺛﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻷﱂ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺩﻳﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻤﺤﻲ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻷﱂ ﻭﻳﺰﻭﻝ.‬ ‫ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﳓﻦ ﻻ ﻧﻨﻜﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﲰﻲ ﻋﻮﺩﻫﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ، ﻭﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﳍﺎ ﻧﻌﻴﻤ‪‬ﺎ ﻭﺷﻘﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺍﳌﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺣﺸﺮ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ؟ ﻭﱂ ﻧﻨﻜﺮ ﺍﻟﻠ ﱠﺍﺕ ﻭﺍﻵﻻﻡ‬ ‫ﺬ ِ‬ ‫ِﹶ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﳉﺴﻤﺎﻧ‪‬ﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﳉﻤﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺗﲔ،‬ ‫ﻴ‬
  • 63. ‫-٠٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺗﲔ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﳉﺴﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻗﺎﻣﺘﻜﻢ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﰲ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻓﺘﺤﻜﻢ ﺑﻼ‬ ‫ﺩﻟﻴﻞ، ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﺗﻨﺤﻞ ﻭﺗﺆﻛﻞ ﻭﺗﺴﺘﺤﻴﻞ، ﻗﻠﻨﺎ: ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻻ ﻳﻘﻒ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺷﻲﺀ،‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﻨﻔﺴﻪ.‬ ‫ﻓﻠﻮ ‪‬ﻨﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﻏﲑ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠِﻖ ﻣﻨﻪ ﱂ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻫﻮ ﻫﻮ،‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺻ‪‬‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺗﺘﺒﺪﻝ ﺃﺟﺰﺍﺅﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻐﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺑﺎﳍﺰﺍﻝ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻤﻦ، ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺒﺪﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺑﺪﻧ‪‬ﺎ ﺣﱴ ﻳﺮﻗﻰ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺻﺎﺭ ﳊﻤ‪‬ﺎ ﻭﻋﺮﻭﻗﹰﺎ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻗﺪﺭﺓ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪ، ﰒ ﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺗﻨﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺚ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ، ﺛﻨﺎ ﻗﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﳌﻄﺮ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﹸﺮ‪‬ﻳﺐٍ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻋﻦ‬ ‫ﻛ‬ ‫‪‬ﺯ‬ ‫ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻔﺨﺘﲔ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ،‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺑﻴﺖ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺑﻴﺖ، ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺳﻨﺔ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺑﻴﺖ؛ ﻗﺎﻝ: ﰒ ‪‬ﻳﻨ‪‬ﺰﻝ ﺍﷲ ﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻴﻨﺒﺘﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﻟﺒﻘ ﹸ،‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ً‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻳﺒﻠﻰ ﺇﻻ ﻋﻈﻤ‪‬ﺎ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻭﻫﻮ ﻋﺠﺐ ﺍﻟﺬﻧﺐ)١(، ﻣﻨﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬ﻠﻖ، ﻭﻣﻨﻪ ‪‬ﺮﻛﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«)٢(. ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﻳ ﱠ ‪ ‬‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﱠﺘﻨﺎ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻗﻮﺓ ﺫﻛﺎﺋﻬﻢ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻓﻄﻨﺘﻬﻢ ﻓﺄﺭﺍﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ، ﻟﻜﻮ‪‬ﻢ ﺣﻜﻤﺎﺀ ﻗﺪ ﺻﺪﺭﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻓﻌﺎﻝ‬ ‫ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﺩﱠﻟﺖ ﻋﻠﻰ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻭﺃﺑﻘﺮﺍﻁ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻋﺠﺐ ﺍﻟﺬﻧﺐ: ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻈﻢ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺬﻯ ﰱ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺼﻠﺐ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﳜﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻵﺩﻣﻰ، ﻭﻫﻮ‬ ‫ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻨﻪ ﻟﻴﻌﺎﺩ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )٥٣٩٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٥٥٩٢/١٤١(.‬
  • 64. ‫-١٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﻭﺃﺭﺳﻄﺎﻃﺎﻟﻴﺲ ﻭﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﳍﻢ ﻋﻠﻮﻡ ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﻭﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻭﻃﺒﻴﻌﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺟﻮﺍ ﺑﻔﻄﻨﻬﻢ ﺃﻣﻮﺭ‪‬ﺍ ﺧﻔﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﳌﺎ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﰲ ﺍﻹﳍﻴﺎﺕ ﺧﻠﻄﻮﺍ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﱂ ﳜﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﺍﳊ ‪‬ﻴﺎﺕ ﻭﺍﳍﻨﺪﺳﻴﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺟﻨﺲ ﲣﻠﻴﻄﻬﻢ ﰲ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ‪‬ﻢ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺳﺒﺐ ﲣﻠﻴﻄﻬﻢ ﺃﻥ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺇﻻ ﲨﻠﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ. ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻲ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﳊﻜﻤﺎﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ‬ ‫ﻭﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪﻭ‪‬ﺎ ﻧﻮﺍﻣﻴﺲ ﻭﺣﻴﻼﹰ، ﻓﺼﺪﻗﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻜﻲ ﳍﻢ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺭﻓﻀﻮﺍ‬ ‫ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﳘﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﻻﺑﺴﻮﺍ ﺍﶈﺬﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﺳﺘﻬﺎﻧﻮﺍ ﲝﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺧﻠﻌﻮﺍ ﺭﺑﻘﺔ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻋﺬﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻜﻮ‪‬ﻢ ﻣﺘﻤﺴﻜﲔ ﺑﺸﺮﺍﺋﻊ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ،‬ ‫ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻋﺬﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﻷ‪‬ﻢ ﻳﺪ ‪‬ﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻷﺩﻟﺔ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﻟﻜﻔﺮﻫﻢ‬ ‫‪‬ﻋ‬ ‫ﺇﻻ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺣﻜﻤﺎﺀ، ﺃﺗﺮﺍﻫﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺣﻜﻤﺎﺀ‬ ‫ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ.‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻗﺪ ﺣﻜﻲ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻣﻦ ﺟﺤﺪ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﳏﺎﻝ: ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﻭﺇﳕﺎ ﺃﳘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺷﺬ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻠﻴﻞ ﻓﺘﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﺴﺪﺕ ﺃﻓﻬﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﳌﺮﺓ، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﲨﺎﻋﺔ ﱂ ﻳﻜﺴﺒﻬﻢ ﺍﻟﺘﻔﻠﺴﻒ ﺇﻻ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺤ‪‬ﺮ ﻓﻼ ﻫﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﲟﻘﺘﻀﺎﻩ ﻭﻻ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺼﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻳﺼﻠﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﰒ ﻳﺄﺧﺬ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺑﻌﺚ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ، ﻭﻻ‬ ‫ﻳﻜﺎﺩ ‪‬ﺮﻯ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺿﺮﺑﻪ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﺄﺿﺮ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻋﺎﻣﺔ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﰲ ﺗﺴﺨﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ‬ ‫‪ٍ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺪﺭ ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺧﺎﺻﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻔﻠﻚ، ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺷﻌﺎﺭ‪‬ﺍ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ، ﻓﻤﻨﻬﺎ: ﻗﻮﻟﻪ ﰲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺃﻡ ‪‬ﺮﺍﻫﺎ ﺭﻣﻴـﺔ ﻣـﻦ ﻏـﲑ ﺭﺍﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺃ‪‬ﺮﺍﻫﺎ ﺻﻨﻌﺔ ﻣـﻦ ﻏـﲑ ﺻـﺎﻧﻊ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ:‬ ‫ﻣﻨﺎ ﺍﺧﺘﻴـﺎ ‪ ‬ﻭﻻ ﻋﻠـﻢ ﻓﻴﻘﺘـﺒ‪‬ﺲ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﺍﺣﲑﺗﺎ ﻣﻦ ﻭﺟـﻮﺩٍ ﻣـﺎ ﺗﻘـ ‪‬ﻡ‬ ‫ﺪ‬
  • 65. ‫-٢٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)١(‬ ‫ﻣﻨﻪ ﺫﻛﺎﺀ ﻭﻻ ﻋﻘﻞ ﻭﻻ ﺷـﺮﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺄﻧ ـﻪ ﰲ ﻋﻤ ـﺎﺀٍ ﻣ ـﺎ ﳜﻠﺼ ـﻨﺎ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ‪‬ﻀﻲﺀ ﻭﻻ ﴰ ‪ ‬ﻭﻻ ﻗـﺒﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺲ‬ ‫ﻳ ُ‬ ‫ﻭﳓﻦ ﰲ ﻇﻠﻤـﺔٍ ﻣـﺎ ﳍـﺎ ﻗﻤـﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻬ ﹲ ‪‬ﺠﻬ ‪‬ﻨﺎ)٢( ﰲ ﻭﺟﻬﻪ ﻋ‪‬ـﺒ ‪‬‬ ‫ِ ‪‬ﺲ‬ ‫ﻞ ﻳ ‪‬ﻤ‬ ‫‪‬ﺪﱠﻬﲔ ﺣﻴـﺎﺭﻯ ﻗـﺪ ﺗﻜ‪‬ﻔﻨـﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻣ ﻟ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﻛﻼ ‪ ‬ﻛ ﱡـﻪ ﻫـﻮﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻡ ﹸﻠ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﻼ ﺭﻳـﺐٍ ﻭﻻ ﻋﻤـﻞٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﻥ ﺷﺮﻳﻌﺘﻨﺎ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﻨﺔ ﻛﺬﻟﻚ، ﻣﺪ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﻣﻠﺘﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺪﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﻬﺑﺬﻩ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﻬﺑﺬﻩ، ﻓﺘﺮﻯ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﻘﻰ ﺇﺫﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻈﺮﻭﺍ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺗﻔﻠﺴﻔﻮﺍ ﻭﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﺰﻫﺪ ﺗﺮﻫﺒﻨﻮﺍ، ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺛﺒﺎﺗ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻠﺘﻨﺎ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﻧﺎ ﺇﻧﻪ ﻭ ﱡ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ.‬ ‫ﱄ‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳍﻴﺎﻛﻞ(‬ ‫ﻭﻫﻢ ﻗﻮﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﻟﻜﻞ ﺭﻭﺣﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻫﻴﻜﻼﹰ، ﺃﻋﲏ ﺟﺮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻷﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ، ﻫﻮ ﻫﻴﻜﻠﻪ ﻭﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﺑﻪ ﻧﺴﺒﺔ ﺃﺑﺪﺍﻧﻨﺎ ﺇﱃ ﺃﺭﻭﺍﺣﻨﺎ،‬ ‫ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻣﺪﺑﺮﻩ ﻭﺍﳌﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ، ﻓﻤﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﳍﻴﺎﻛﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ، ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﳍﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﱐ ﺑﻌﻴﻨﻪ. ﻓﻴﺘﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﻫﻴﻜﻠﻪ ﺑﻜﻞ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﻗﺮﺑﺎﻥ. ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ: ﻟﻜﻞ ﻫﻴﻜﻞ ﲰﺎﻭﻱ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺴﻔﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭﺟﻮﻫﺮﻩ، ﻓﻌﻤﻞ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﳓﺘﻮﺍ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺑﻨﻮﺍ ﳍﺎ ﺑﻴﻮﺗ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﺯﺣ ﹸ،‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ﻭﺍ ﹸﺸﺘﺮﻱ، ﻭﺍﳌ ‪‬ﻳ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺸﻤ ‪ ،‬ﻭﺍﻟ ‪‬ﻫﺮ ﹸ، ﻭ ‪‬ﻄﺎﺭ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ. ﻫﻲ ﺍﳌﺪ‪‬ﺮﺍﺕ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻫﻲ‬ ‫ﺑ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺲ ﺰ ﺓ ﻋ ﺩ‬ ‫ﺮﺦ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﳌﻸ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻭﻧﺼﺒﻮﺍ ﳍﺎ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭ‪‬ﺎ، ﻭﻗ ‪‬ﺑﻮﺍ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻳﺸﺒﻬﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ. ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﻟ ‪‬ﺣﻞ ﺟﺴﻤ‪‬ﺎ ﻋﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻵ‪‬ﻚ)٣( ﺃﻋﻤﻰ ‪‬ﻘ ‪‬ﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺜﻮﺭ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳﺮ ‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺰ‪‬ﹶ‬ ‫ﺣﺴﻦ ‪‬ﺆﺗﻰ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﲢﺘﻪ ﳏﻔﻮﺭ ﻭﻓﻮﻗﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺑﺰﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻔﺮﺓ ﻓﻴﻀﺮﺏ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ‬ ‫)١( ﺷﺮﺱ: ﺳﻮﺀ ﺧﻠﻖ.‬ ‫)٢( ﳚﻬﻤﻨﺎ: ﺟﻬﻢ، ﺟﻬﺎﻣﺔ، ﻭﺟﻬﻮﻣﺔ: ﺻﺎﺭ ﻋﺎﺑﺲ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻛﺮﻳﻬﻪ.‬ ‫)٣( ﺍﻵﻧﻚ: ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﳋﺎﻟﺺ.‬
  • 66. ‫-٣٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺣﱴ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﳝﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺭﺍﺑﺰﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺪ ﻓﺘﻐﻮﺹ ﺭﺟﻼﻩ ﻭﻳﺪﺍﻩ‬ ‫ﻫﻨﺎﻟﻚ ﰒ ﺗﻮﻗﺪ ﲢﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﱴ ﳛﺘﺮﻕ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍ ﹸﻘﺮ‪‬ﻮﻥ: ‪‬ﻘﺪﺱ ﺃﻧﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻷﻋﻤﻰ‬ ‫ﳌ ﺑ ﻣ ‪ ‬‬ ‫ﺍﳌﻄﺒﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺧﲑ‪‬ﺍ، ﻗ ‪‬ﺑﻨﺎ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻬﻚ ﻓﺘﻘ‪‬ﻞ ﻣﻨﺎ ﻭﺍﻛﻔﻨﺎ ﺷﺮﻙ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺷﺮ ﺃﺭﻭﺍﺣﻚ ﺍﳋﺒﻴﺜﺔ.‬ ‫ﻭﻳﻘ ‪‬ﺑﻮﻥ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮﻱ ﺻﺒﻴ‪‬ﺎ ﻃﻔﻼ ﻭﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺸﺘﺮﻭﻥ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻟﻴﻄﺄﻫﺎ ﺍﻟﺴﺪﻧﺔ)١( ﻟﻸﺻﻨﺎﻡ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ، ﻓﺘﺤﻤﻞ ﻭ‪‬ﺘﺮﻙ ﺣﱴ ﺗﻀﻊ، ﻭﻳﺄﺗﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﻭﺍﻟﺼﱯ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻴﻨﺨﺴﻮﻧﻪ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺑﺎﳌِﺴﻞ ﻭﺍﻹﺑﺮ، ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺃﻣﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﳋ‪‬ﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ‬ ‫‪ ‬ﻴ‪‬‬ ‫ﱢ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮ، ﻗﺪ ﻗ ‪‬ﺑﻨﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺸﺮ ﳚﺎﻧﺴﻚ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﺘﻘﺒﻞ ﻗﺮﺑﺎﻧﻨﺎ ﻭﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺧﲑﻙ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺧﲑ ﺃﺭﻭﺍﺣﻚ ﺍﳋ‪‬ﺮﺓ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﻳﻘ ‪‬ﺑﻮﻥ ﻟﻠﻤ ‪‬ﻳﺦ ﺭﺟﻼ ﺃﺷﻘﺮ ﺃﳕﺶ)٢( ﺃﺑﻴﺾ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻘﺮﺓ، ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﻪ ﻓﻴﺪﺧﻠﻮﻧﻪ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﰲ ﺣﻮﺽ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻳﺸﺪﻭﻥ ﻗﻴﻮﺩﻩ ﺇﱃ ﺃﻭﺗﺎﺩ ﰲ ﻗﻌﺮ ﺍﳊﻮﺽ ﻭﳝﻸﻭﻥ ﺍﳊﻮﺽ ﺯﻳﺘ‪‬ﺎ ﺣﱴ‬ ‫ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﺋﻤ‪‬ﺎ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺣﻠﻘﻪ ﻭﳜﻠﻄﻮﻥ ﺑﺎﻟﺰﻳﺖ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍ ﹸﻘ ‪‬ﻳﺔ ﻟﻠﻌﺼﺐ ﻭﺍﳌﻌﻔﻨﺔ ﻟﻠﺤﻢ،‬ ‫ﳌﻮ‬ ‫ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺩﺍﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ‪‬ﻐ ﱠﻯ ﺑﺎﻷﻏﺬﻳﺔ ﺍ ﹸﻌ ﱢﻨﺔ ﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﳉﻠﺪ ﻗﺒﻀﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ‬ ‫ﳌﻔ‬ ‫ﻳﺬ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻤﻠﺨﻮﺍ ﻋﺼﺒﻪ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﻩ ﻭﻟﻔﻮﻩ ﲢﺖ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺃﺗﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺻﻨﻤﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ‬ ‫ﺍﳌﺮﻳﺦ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ ﺫﻭ ﺍﻟﻔﱳ ﻭﺍﳉﻮﺍﺋﺢ ﻗ ‪‬ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﺎ ‪‬ﺸﺒ ‪‬ﻚ ﻓﺘﻘﺒﻞ ﻗﺮﺑﺎﻧﻨﺎ‬ ‫ﻳ ﻬ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻛﻔﻨﺎ ﺷ ‪‬ﻙ ﻭﺷﺮ ﺃﺭﻭﺍﺣﻚ ﺍﳋﺒﻴﺜﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺗﻜﻠﻤ ‪‬ﻢ ﺑﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﺔ‬ ‫‪‬ﻬ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﲑ ﻭﺷﺮ. ﻭﻳﻘ ‪‬ﺑﻮﻥ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﱵ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮﻱ ﻭﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﺑﺼﻮﺭﺓ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ‪‬ﺴﺒﺤﺔ ‪‬ﻬﻠﻠﺔ ﺃﻧﺖ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻵﳍﺔ ﺍﻟﻨﻮﺭﺍﻧﻴﺔ ﻗ ‪‬ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻬﻚ، ﻓﺘﻘﺒﻠﻲ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻣ ﹲﻣ‬ ‫ﻗﺮﺑﺎﻧﻨﺎ ﻭﺍﺭﺯﻗﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﲑﻙ، ﻭﺃﻋﻴﺬﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺷ ‪‬ﻙ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻳﻘ ‪‬ﺑﻮﻥ ﻟﻠ ‪‬ﻫﺮﺓ ﻋﺠﻮﺯ‪‬ﺍ ﴰﻄﺎﺀ ﻣﺎﺟﻨﺔ ‪‬ﻘﺪﻣﻮ‪‬ﺎ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﻳﻨﺎﺩﻭﻥ ﺣﻮﳍﺎ: ﺃﻳﺘﻬﺎ‬ ‫ﹰﻳ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺮ‬ ‫)١( ﺍﻟﺴﺪﻧﺔ: ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻳﻚ، ﲨﻊ ﺳﺎﺩﻥ، ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺑﻴﺖ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ.‬ ‫)٢( ﺍﻟﻨﻤﺶ: ﺑﻔﺘﺤﺘﲔ، ﻧﻘﻂ ﺑﻴﺾ ﻭﺳﻮﺩ.‬
  • 67. ‫-٤٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻵﳍﺔ ﺍﳌﺎﺟﻨﺔ ﺃﺗﻴﻨﺎﻙ ﺑﻘﺮﺑﺎﻥ ﺑﻴﺎﺿﻪ ﻛﺒﻴﺎﺿﻚ ﻭﳎﺎﻧ‪‬ﺘﻪ ﻛﻤﺠﺎﻧﺘﻚ ﻭﻇﺮﻓﻪ ﻛﻈﺮﻓﻚ ﻓﺘﻘﺒﻠﻴﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻨﺎ، ﰒ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﺎﳊﻄﺐ ﻓﻴﺠﻌﻠﻮﻧﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭ‪‬ﻀﺮﻣﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻥ ﲢﺘﺮﻕ ﻓﻴﺤﺜﻮﻥ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺭﻣﺎﺩﻫﺎ ﰲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺼﻨﻢ.‬ ‫ﻭﻳﻘ ‪‬ﺑﻮﻥ ﻟ ‪‬ﻄﺎﺭﺩ ﺷﺎﺑ‪‬ﺎ ﺃﲰﺮ ﺣﺎﺳﺒ‪‬ﺎ ﻛﺎﺗﺒ‪‬ﺎ ﻣﺘﺄﺩﺑ‪‬ﺎ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﻪ ﲝﻴﻠﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ ﻌ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﻞ ﳜﺪﻋﻮ‪‬ﻢ ﻭ‪‬ﺒﻨﺠﻮ‪‬ﻬﻢ ﻭﻳﺴ ﹸﻮ ﹸﻢ ﺃﺩﻭﻳﺔ ‪‬ﺰﻳﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﲣﺮﺱ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﻘﺪﻣﻮﻥ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹰﺗ ﹸ‬ ‫ﻘ‪‬‬ ‫ﻳ ﻧ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺇﱃ ﺻﻨﻢ ﻋﻄﺎﺭﺩ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﻈﺮﻳﻒ ﺃﺗﻴﻨﺎﻙ ﺑﺸﺨﺺ ﻇﺮﻳﻒ ﻭﺑﻄﺒﻌﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻫﺘﺪﻳﻨﺎ، ﻓﺘﻘ‪‬ﻞ ﻣﻨﺎ، ﰒ ‪‬ﻨﺸﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻧﺼﻔﲔ ﻭﻳﺮ‪‬ﻊ ﻭﳚﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﺧﺸﺒﺎﺕ ﺣﻮﻟﻪ‬ ‫ﺑ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻳﻀﺮﻡ ﰲ ﻛﻞ ﺧﺸﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﱴ ﲢﺘﺮﻕ ﻭﳛﺘﺮﻕ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻊ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﳛﺜﻮﻥ ﺭﻣﺎﺩﻩ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‪‬‬ ‫ﻭﻳﻘ ‪‬ﺑﻮﻥ ﻟﻠﻘﻤﺮ ﺭﺟﻼ ﺁﺩﻡ ﻛﺒﲑ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺑﺮﻳﺪ ﺍﻵﳍﺔ ﻭﺧﻔﻴﻒ ﺍﻷﺟﺮﺍﻡ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ.‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ(‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻛ ﱡ ﳏﻨﺔ ﻟ‪‬ﺲ ﻬﺑﺎ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﺲ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻞ ٍ ﺒ‬ ‫ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺲ ﻳﺄﻧﺲ ﺑﺎﳌﺜﻞ ﺩﻋﺎ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﷲ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺃﺑﻄﻞ ﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺎﳌﺮﺓ. ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣ ‪‬ﻦ ﻟﻪ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﻵﳍﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﻓﻄﻨﺔ ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺍﻓﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺰ‪‬ﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻫﺬﻩ ‪‬ﻘ ‪‬ﺏ‬ ‫ﺗﺮ ‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﴿ﻣﺎ ﻧﻌﺒﺪﻫﻢ ﺇﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺯﻟﻔﻰ﴾ ]ﺍﻟﺰﻣﺮ: ٣[.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻠﻢ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﳌﺮﺯﺑﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻴ‪‬ﻞ ﺍﻟﻌﱰﻱ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬ﹶ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺑﻦ ﺍﻟ ﹸﺮﺍﺕ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ ﺍﻟﻜﻠﱯ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﺃﰊ،‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻋﺒﺪﺕ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺁﺩﻡ ﳌﺎ ﻣﺎﺕ ﺟﻌﻠﻪ ﺑﻨﻮ ﺷﻴﺚ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﰲ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﳉﺒﻞ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﺒﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺩﻡ ﺑﺄﺭﺽ ﺍﳍﻨﺪ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﺠﺒﻞ »ﺑﻮﺫ« ﻭﻫﻮ ﺃﺧﺼﺐ ﺟﺒﻞ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ.‬
  • 68. ‫-٥٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻓﺄﺧﱪﱐ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﺑﻨﻮ ﺷﻴﺚ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺟﺴﺪ ﺁﺩﻡ ﰲ ﺍﳌﻐﺎﺭﺓ ﻓ‪‬ﻌ ﱢﻤﻮﻧﻪ‬ ‫ﻴﻈ‬ ‫ﻭﻳﺘﺮﲪﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﲏ ﻗﺎﺑﻴﻞ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﺇﻥ ﻟﺒﲏ ﺷﻴﺚ ﺩ ‪‬ﺍﺭ‪‬ﺍ ﻳﺪﻭﺭﻭﻥ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻳﻌﻈﻤﻮﻧﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻜﻢ ﺷﻲﺀ ﻓﻨﺤﺖ ﳍﻢ ﺻﻨﻤ‪‬ﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ‬ ‫ﺃﰊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻭ ﱞ، ﻭ ‪‬ﻮﺍ ‪ ،‬ﻭﻳﻐﻮ ﹸ، ﻭﻳﻌﻮ ‪ ،‬ﻭﻧﺴ ‪ ،‬ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﺻﺎﳊﲔ ﻓﻤﺎﺗﻮﺍ ﰲ ﺷﻬﺮ ﻓﺠﺰﻉ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻕ‬ ‫ﺙ‬ ‫ﺩ ﺳ ﻉ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻗﺎﺭﻬﺑﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﲏ ﻗﺎﺑﻴﻞ: ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﻫﻞ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺃﻋﻤﻞ ﻟﻜﻢ ﲬﺴﺔ ﺃﺻﻨﺎﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﻫﻢ ﻏﲑ ﺃﻧﲏ ﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﺃﻥ ﺃﺟﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﻭﺍﺣ‪‬ﺎ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ. ﻓﻨﺤﺖ ﳍﻢ ﲬﺴﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺻﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﻫﻢ ﻭﻧﺼﺒﻬﺎ ﳍﻢ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺄﰐ ﺃﺧﺎﻩ ﻭﻋﻤﻪ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﻓﻴﻌﻈﻤﻪ‬ ‫ﻭﻳﺴﻌﻰ ﺣﻮﻟﻪ ﺣﱴ ﺫﻫﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭ ‪‬ﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﻳﺰﺩ ﺑﻦ ﻣﻬﻼﺋﻴﻞ ﺑﻦ‬ ‫ﻋ ‪‬‬ ‫ﻗﻴﻨﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﻧﻮﺵ ﺑﻦ ﺷﻴﺚ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ، ﰒ ﺟﺎﺀ ﻗﺮﻥ ﺁﺧﺮ ﻓﻌ ﱠﻤﻮﻫﻢ ﺃﺷﺪ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻋ ﱠﻢ ﺍﻷﻭﻟﻮﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﻻ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﺟﻮﻥ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺷﻔﺎﻋﺘ ‪‬ﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟ ﱠ، ﻓﻌﺒﺪﻭﻫﻢ ﻭﻋﻈ ‪‬ﻮﺍ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻭﺍﺷﺘﺪ ﻛﻔﺮ ‪‬ﻢ، ﻓﺒﻌﺚ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫‪ ‬ﻫ‬ ‫ﱠﻤ‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ﻬ‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺪﻋﺎﻫﻢ ﻓﻜﺬﺑﻮﻩ ﻓﺮﻓﻌﻪ ﺍﷲ ﻣﻜﺎﻧ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ، ﻭﱂ‬ ‫ﻳﺰﻝ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻳﺸﺘﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠ ‪ ،‬ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺣﱴ ﺃﺩﺭﻙ ﻧﻮﺡ ﻓﺒﻌﺜﻪ‬ ‫ﱯ‬ ‫ﺍﷲ ﻧﺒﻴ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺍﺑﻦ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻭﲦﺎﻧﲔ ﺳﻨﺔ، ﻓﺪﻋﺎﻫﻢ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﺎﺋﺔ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﻌﺼﻮﻩ ﻭﻛ ﱠﺑﻮﻩ ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﻔﻠﻚ‪ ،‬ﻓﻌﻤﻠﻬﺎ ﻭﻓﺮﻍ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﹸﹾ‬ ‫‪ ‬ﺬ‬ ‫ﻭﺭﻛﺒﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ، ﻭﻏﺮﻕ ﻣﻦ ﻏﺮﻕ، ﻭﻣﻜﺚ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﲬﺴﲔ‬ ‫ﺳﻨﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﺑﲔ ﺁﺩﻡ ﻭﻧﻮﺡ ﺃﻟﻔﺎ ﺳﻨﺔ ﻭﻣﺎﺋﺘﺎ ﺳﻨﺔ، ﻓﺄﻫﺒﻂ ﺍﳌﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺇﱃ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﺭﺽ، ﺣﱴ ﻗﺬﻓﻬﺎ ﺇﱃ ﺃﺭﺽ ﺟ ‪‬ﺓ، ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻀﺒﺖ ﺍﳌﺎﺀ ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻂ ﻓﺴﻔﺖ ﺍﻟﺮﻳﺢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱢ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﱴ ﻭﺍﺭ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠﱯ: ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﹸﺤﻲ ﻛﺎﻫﻨ‪‬ﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻜﲎ ﺃﺑﺎ ﲦﺎﻣﺔ ﻟﻪ ﺭِﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﳉﻦ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟ ‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻋ ‪‬ﻞ ﺍﳌﺴﲑ ﻭﺍﻟﻈﻌﻦ ﻣﻦ ‪‬ﺎﻣﺔ، ﺑﺎﻟﺴﻌﺪ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ، ﺍﺋﺖ ﺻﻔﺎ ﺟﺪﺓ، ﲡﺪ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺃﺻﻨﺎﻣ‪‬ﺎ ‪‬ﻌ ‪‬ﺓ، ﻓﺄﻭﺭﺩﻫﺎ ‪‬ﺎﻣﺔ ﻭﻻ ‪‬ﺐ، ﰒ ﺍﺩﻉ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺩ‪‬ﺎ ‪‬ﺠﺐ، ﻓﺄﺗﻰ ‪‬ﺮ ﺟ ‪‬ﺓ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺪ‬
  • 69. ‫-٦٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺜﺎﺭﻫﺎ ﰒ ﲪﻠﻬﺎ ﺣﱴ ﻭﺭﺩ ﻬﺑﺎ ‪‬ﺎﻣﺔ ﻭﺣﻀﺮ ﺍﳊﺞ ﻓﺪﻋﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺩ‪‬ﺎ ﻗﺎﻃﺒﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﻋﻮﻑ ﺑﻦ ﻋﺬﺭﺓ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺍﻟ ﹼﺕ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺩ‪‬ﺍ ﻓﺤﻤﻠﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﺑﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺑﺪﻭﻣﺔ‬ ‫ﻼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉﻨﺪﻝ ﻭﲰﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﻭﺩ ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﲰﻲ ﺑﻪ. ﻭﺟﻌﻞ ﻋﻮﻑ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺎﻣﺮ‪‬ﺍ ﺳﺎﺩﻧ‪‬ﺎ ﻟﻪ، ﻓﻠﻢ‬ ‫ﻳﺰﻝ ﺑﻨﻮﻩ ﻳﺪﻳﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺟﺎﺀ ﺍﷲ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠﱯ: ﺣﺪﺛﲏ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﻭ ‪‬ﺍ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻥ ﺃﰊ ﻳﺒﻌﺜﲏ ﺑﺎﻟﻞ ﺑﻦ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺍﺳﻖ ﺇﳍﻚ ﻓﺄﺷﺮ‪‬ﺑ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺭﺃﻳﺖ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻌﺪ ﻛﺴﺮﻩ ﻓﺠﻌﻠﻪ ﺟﺬﺍﺫﹰﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻪ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﻌﺜﻪ ﻣﻦ ﻏﺰﻭﺓ ﺗﺒﻮﻙ ﳍﺪﻣﻪ ﻓﺤﺎﻟﺖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﻫﺪﻣﻪ ﺑﻨﻮ ﻋﺒﺪ ﻭﺩ ﻭﺑﻨﻮ‬ ‫ﻋﺎﻣﺮ ﻓﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﻓﻘﺘﻠﻬﻢ ﻭﻫﺪﻣﻪ ﻭﻛﺴﺮﻩ ﻭﻗﺘﻞ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺑﲏ ﻋﺒﺪ ﻭﺩ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻗﻄﻦ ﺑﻦ‬ ‫ٍ ﹰ‬ ‫ﺷﺮﻳﺢ ﻓﺄﻗﻠﺒﺖ ﺃﻣﻪ )ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺘﻮﻝ( ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻭﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺪﻫﺮ ﺍﻟﻨﻌـﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻻ ـﻚ ـﻮﺩﺓ ﻻ ـﺪﻭﻡ‬ ‫ﺗﻠـ ﺍﳌـ ﹸ ﺗـ ‪‬‬ ‫ﻟـــﻪ ﺃﻡ ﺑﺸـــﺎﻫﻘﺔٍ ﺭﺅﻭﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋ ﺮ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﳊـﺪﺛﺎﻥ ‪‬ﻔـ ‪‬‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻟﺖ: )ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫ﻳﺎ ﺟﺎﻣﻌ‪‬ﺎ ﺟﻤﻊ ﺍﻷﺣﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺒﺪ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﹸﺃ ‪‬ﻚ ﻟـﻢ ‪‬ﻮﻟﺪ ﻭﱂ ‪‬ﺗﻠﺪ‬ ‫ِِ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﰒ ﺃﻛ‪‬ﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺸﻬﻘﺖ ﻭﻣﺎﺗﺖ.‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠﱯ: ﻓﻘﻠﺖ ﳌﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ: ﺻِﻒ ﱄ ﻭ ‪‬ﺍ ﺣﱴ ﻛﺄﱐ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲤﺜﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻗﺪ ﺩﻳﺮ، ﺃﻱ ﻧﻘﺶ، ﻋﻠﻴﻪ ﺣﱠﺘﺎﻥ ﻣ‪‬ﺰﺭ ﲝﻠﺔ ﻣﺮﺗﺪ‬ ‫‪‬ﻠ ﺘ‬ ‫ﺑﺄﺧﺮﻯ، ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﻒ ﻗﺪ ﺗﻘﹼﺪﻩ ﻭﺗﻨ ﱠﺐ ﻗﻮﺳ‪‬ﺎ ﻭﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺣﺮﺑﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻮﺍﺀ ﻭﻭﻓﻀﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺒﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻳﻌﲏ ﺟﻌﺒﺘﻬﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺟﺎﺑﺖ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﹸﺤﻲ ‪‬ﻀﺮ ﺑﻦ ﻧﺰﺍﺭ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ‪‬ﺬﻳﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﻫ ٍ‬ ‫ﻟ ‪‬ﻣ ‪‬‬ ‫ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﲤﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ‪‬ﺬﻳﻞ ﺑﻦ ‪‬ﺪﺭﻛﺔ ﺑﻦ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺑﻦ ‪‬ﻀﺮ ‪‬ﻮﺍﻋ‪‬ﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺄﺭﺽ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣ ﺳ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ‪‬ﻫﺎﻁ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ ﳔﻠﺔ ﻳﻌﺒﺪﻩ ﻣﻦ ﻳﻠﻴﻪ ﻣﻦ ‪‬ﻀﺮ.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺭ‬
  • 70. ‫-٧٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ:‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻋﻜﻔﺖ ‪‬ﺬﻳﻞ ﻋﻠﻰ ‪‬ـﻮﺍﻉ‬ ‫ِ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﻫ ﹸ‬ ‫ﺗﺮﺍ ‪‬ﻢ ﺣـﻮﻝ ﻗﺒﻠﺘـﻬﻢ ﻋ ﹸﻮﻓﹰـﺎ‬ ‫‪‬ﻜ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﻏﻨﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺫﺧـﺎﺋﺮ ﻛـﻞ ﺭﺍﻋـﻲ‬ ‫ﱢ‬ ‫‪‬‬ ‫ـ ﱡ ـﻪ ـﺮﻋﻰ ـﻪ‬ ‫ﻟﺪﻳـ‬ ‫ﻳﻈـ ﻞ ﺣﻴﺎﺗـ ‪ ‬ﺻـ‬ ‫ﻭﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﻣﺬﺣﺞ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﺃﻧﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﳌﺮﺍﺩﻱ ﻳ ‪‬ﻮﺙ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺄﻛﻤﺔ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﺗﻌﺒﺪﻩ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﻣﺬﺣﺞ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻻﻫﺎ.‬ ‫ﻭﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﳘﺪﺍﻥ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﺛﺪ ﺑﻦ ﺟﺸﻢ ﻳ ‪‬ﻮﻕ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺟﻮﺍﻥ ﺗﻌﺒﺪﻩ ﳘﺪﺍﻥ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻻﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ.‬ ‫ﻭﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﺣﻤﻴ‪‬ﺮ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺫﻱ ﺭﻋﻴ‪‬ﻦ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﻌﺪﻱ ﻛﺮﺏ ﻧﺴﺮ‪‬ﺍ، ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﲟﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺳﺒﺄ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻠﺨﻊ ﺗﻌﺒﺪﻩ ﺣﻤﻴ‪‬ﺮ ﻣﻦ ﻭﺍﻻﻫﺎ. ﻓﻠﻢ ﻳﺰﺍﻟﻮﺍ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻪ ﺣﱴ‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﻫ ‪‬ﺩ ‪‬ﻢ ﺫﻭ ﻧﻮﺍﺱ ﻭﱂ ﺗﺰﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ‪‬ﻌﺒﺪ ﺣﱴ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﻓﺄﻣﺮ ﻬﺑﺪﻣﻬﺎ)١(.‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻮﻫ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﻟﻜﻠ ‪ ،‬ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﱯ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ » ‪‬ﻓﻌﺖ ﱄ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﹸﺤﻲ ﻗﺼﲑ‪‬ﺍ ﺃﲪﺮ ﺃﺯﺭﻕ ﳚ ‪ ‬ﹸﺼ‪‬ﺒ ‪ ‬ﰲ‬ ‫‪‬ﺮ ﻗ ‪ ‬ﻪ‬ ‫ﻟ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﻴﻞ: ﻫﺬﺍ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﳊﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﲝﺮ ﺍﻟﺒﺤﲑﺓ ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺳ‪‬ﺐ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺋﺒﺔ ﻭﲪﻰ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻭﻏ‪‬ﺮ ﺩﻳﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ«)٢(.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ ﻭﻏﲑﻩ ﺃﻥ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﳌﺎ ﺳﻜﻦ ﻣﻜﺔ‬ ‫ﻭﻭﻟﺪ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭﻻﺩ‪‬ﺍ ﻓﻜﺜﺮﻭﺍ ﺣﱴ ﻣﻸﻭﺍ ﻣﻜﺔ ﻭﻧﻔﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﻖ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﻣﻜﺔ ﻭﻭﻗﻌﺖ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺍﺕ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀ‪‬ﺎ ﻓﺘﻔ ‪‬ﺤﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻮﺍ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﲪﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻈﻌﻦ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﻜﺔ ﻇﺎﻋﻦ ﺇﻻ ﺍﺣﺘﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺣﺠﺮ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﺍﳊﺮﻡ ﺗﻌﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﻟﻠﺤﺮﻡ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﳌﻜﺔ ﻓﺤﻴﺚ‬ ‫)١( ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﱴ ﺗﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ، ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )٠٢٩٤(.‬ ‫)٢( ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻠﱮ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﻛﻤﺎ ﰱ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ٣/٧٥٥، ﻭﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ‬ ‫٦/٤١١.‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )٣٢٦٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻨﺔ )٦٥٨٢/٠٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
  • 71. ‫-٨٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎ ﺣﱡﻮﺍ ﻭﺿﻌﻮﻩ ﻭﻃﺎﻓﻮﺍ ﺑﻪ ﻛﻄﻮﺍﻓﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ﺗﻴﻤﻨ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻬﺑﺎ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﻟﻠﺤﺮﻡ ﻭﺣ‪‬ﺎ ﻟﻪ ﻭﻫﻢ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺑﻌﺪ ‪‬ﻌ ﱢﻤﻮﻥ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﻣﻜﺔ ﻭﳛﺠﻮﻥ ﻭﻳﻌﺘﻤﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﰒ ﻋﺒﺪﻭﺍ ﻣﺎ‬ ‫‪‬ﻳﻈ‬ ‫ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻮﺍ ﻭﻧﺴﻮﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻮﺍ ﺑﺪﻳﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻏﲑ ‪،‬‬ ‫ﻩ‬ ‫ﻓﻌﺒﺪﻭﺍ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻣﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ، ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ‬ ‫ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﻬﺑﺎ، ﻣﻦ ﺗﻌﻈﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺑﻪ ﻭﺍﳊﺞ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺓ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﳌﺰﺩﻟﻔﺔ ﻭﺇﻫﺪﺍﺀ ﺍﻟ‪‬ﺪﻥ ﻭﺍﻹﻫﻼﻝ‬ ‫ﺒ ِ‬ ‫ﺑﺎﳊﺞ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺓ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﺰﺍﺭ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻫﻠﺖ: )ﻟﺒﻴﻚ ﺍﷲ ﻡ ﻟﺒﻴﻚ، ﻟﺒﻴﻚ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻚ‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﺇﻻ ﺷﺮﻳﻜﹰﺎ ﻫﻮ ﻟﻚ ﲤﻠﻜﻪ ﻭﻣﺎ ﻣﻠﻚ(.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻏ‪‬ﺮ ﺩﻳﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻭﻧﺼﺐ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺳ‪‬ﺐ ﺍﻟﺴﺎﺋﺒﺔ ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻭﻫﻮ ﳊﻲ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺧﺰﺍﻋﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﳊﻲ ﻓﻬﲑﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻨﺖ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﳊﻲ‬ ‫ﻧﺎﺯﻋﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﻗﺎﺗﻞ ﺟﺮﻫﻢ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻓﻈﻔﺮ ﻬﺑﻢ ﻭﺃﺟﻼﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﻧﻔﺎﻫﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻼﺩ ﻣﻜﺔ ﻭﺗﻮﱃ ﺣﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ، ﰒ ﺇﻧﻪ ﻣﺮﺽ ﻣﺮﺿ‪‬ﺎ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺑﺎﻟﺒﻠﻘﺎﺀ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﲪﺔ ﺇﻥ ﺃﺗﻴﺘﻬﺎ ﺑﺮﺋﺖ ﻓﺄﺗﺎﻫﺎ ﻓﺎﺳﺘﺤﻢ ﻬﺑﺎ ﻓﱪﺃ، ﻭﻭﺟﺪ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﹰ‬ ‫ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻫﺬﻩ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻧﺴﺘﺴﻘﻲ ﻬﺑﺎ ﺍﳌﻄﺮ ﻭﻧﺴﺘﻨﺼﺮ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪ ‪ ،‬ﻓﺴﺄﳍﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻳﻌﻄﻮﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ ﻓﻘﺪِﻡ ﻬﺑﺎ ﻣ ﱠﺔ ﻭﻧﺼﺒﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺍﲣﺬﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻗﺪﻣﻬﺎ ﻣﻨﺎﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻨﺼﻮﺑ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﳌﺴﻠﻚ ﺑ ﹸﺪﻳﺪ ﺑﲔ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻜﺔ ﻭﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﲨﻴﻌ‪‬ﺎ ‪‬ﻌ ﱢﻤﻪ ﻭﺍﻷﻭﺱ ﻭﺍﳋﺰﺭﺝ ﻭﻣﻦ ﻧﺰﻝ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﻜﺔ ﻭﻣﺎ‬ ‫ﺗﻈ‬ ‫ﻭﺍﻻﻫﺎ ﻭﻳﺬﲝﻮﻥ ﻟﻪ ﻭ‪‬ﻬ ‪‬ﻭﻥ ﻟﻪ.‬ ‫ﻳﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺑﻦ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻭﺱ ﻭﺍﳋﺰﺭﺝ ﻭﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﺄﺧﺬﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﻳﺜﺮﺏ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﳛ ‪‬ﻮﻥ ﻓﻴﻘﻔﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻻ ﳛﻠﻘﻮﻥ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫‪‬ﺠ‬ ‫ﻧﻔﺮﻭﺍ ﺃﺗﻮﻩ ﻓﺤﻠﻘﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﳊ ‪‬ﻬﻢ ﲤﺎﻣ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﺠ‬
  • 72. ‫-٩٦-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻨﺎﺓ ﹸﺬﻳﻞ ﻭ ‪‬ﺰﺍﻋﺔ، ﻓﺒﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻬﺪﻣﻬﺎ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻔﺘﺢ.‬ ‫ﺧ‬ ‫ﹸﳍ‬ ‫ﰒ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﺍﻟ ﱠﺕ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﻫﻲ ﺃﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺓ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺻﺨﺮﺓ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺳﺪﻧ‪‬ﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻘﻴﻒٍ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺑﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻨﺎﺀ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﻭﲨﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﻌﻈﻤﻬﺎ،‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﺴﻤﻲ ﺯﻳﺪ ﺍﻟ ﱠﺕ ﻭﺗﻴﻢ ﺍﻟﻼﺕ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﺍﻟﻮﺍ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﱴ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺛﻘﻴﻒ، ﻓﺒﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ‬ ‫ﻓﻬﺪﻣﻬﺎ ﻭﺣﺮﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫ﰒ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﺍﻟﻌ ‪‬ﻯ ﻭﻫﻲ ﺃﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﻟ ﱠﺕ ﺍﲣﺬﻩ ﻇﺎﱂ ﺑﻦ ﺃﺳﻌﺪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﻮﺍﺩﻱ ﳔﻠﺔ‬ ‫ﻼ‬ ‫‪‬ﺰ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﺫﺍﺕ ﻋِﺮﻕ ﻭﺑﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺼﻮﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌ ‪‬ﻯ ﺷﻴﻄﺎﻧﺔ ﺗﺄﰐ ﺛﻼﺙ ‪‬ﺮﺍﺕ ﺑﺒﻄﻦ ﳔﻠﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻓﺘﺘﺢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻜﺔ ﺑﻌﺚ‬ ‫ﲰ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬ﺰ‬ ‫ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺋﺖ ﺑﻄﻦ ﳔﻠﺔ ﻓﺈﻧﻚ ﲡﺪ ﺛﻼﺙ ‪‬ﺮﺍﺕ ﻓﺎﻋﺘﻀﺪ ﺍﻷﻭﱃ، ﻓﺄﺗﺎﻫﺎ‬ ‫ﲰ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﻌﻀﺪﻫﺎ. ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﻝ: ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻋﻀﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺄﺗﺎﻫﺎ‬ ‫ﻓﻌﻀﺪﻫﺎ، ﰒ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻋﻀﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻓﺄﺗﺎﻫﺎ ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﻫﻮ ﲜﻨﻴﺔ ﻧﺎﻓﺸﺔ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻭﺍﺿﻌﺔ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﺗﺼ ‪ ‬ﺑﺄﻧﻴﺎﻬﺑﺎ ﻭﺧﻠﻔﻬﺎ ‪‬ﺑ‪‬ﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﺩ ﻴﹸ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺳﺎﺩ‪‬ﺎ. ﻗﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ:‬ ‫ﻳﺎ ﻋﺰ ﹸﻔﺮﺍﻧﻚ ﻻ ‪‬ﺒﺤﺎﻧﻚ‬ ‫ﺳ‬ ‫‪ ‬ﻛ‬ ‫ﺇﱐ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﱠـﻪ ﻗﺪ ﺃﻫﺎﻧﻚ‬ ‫‪ ‬ﻠ‬ ‫ﰒ ﺿﺮﻬﺑﺎ ﻓﻔﻠﻖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ‪‬ﻤﻤ ﹲ، ﰒ ﻋﻀ‪‬ﺪ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﻗﺘﻞ ‪‬ﺑ‪‬ﺔ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺩﻥ، ﰒ ﺃﺗﻰ‬ ‫ﺩﻴ ﺴ‬ ‫ﺣ ﺔ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﻓﺄﺧﱪﻩ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌ ‪‬ﻯ ﻭﻻ ﻋ ‪‬ﻯ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻠﻌﺮﺏ«)١(.‬ ‫‪‬ﺰ‬ ‫‪‬ﺰ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﰱ ‪‬ﺬﻳﺐ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ ٥/١٠١، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻫﺸﺎﻡ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ ﺍﻟﻜﻠﱮ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﻫﻮ ﻭﺃﺑﻮﻩ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﻋﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﻄﻔﻴﻞ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٦/٦٧١ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ: »ﻭﻓﻴﻪ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫=‬
  • 73. ‫-٠٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻘﺮﻳﺶ ﺃﺻﻨﺎﻡ ﰲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺣﻮﳍﺎ ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ‪‬ﺒ ﹸ،‬ ‫ﻫﻞ‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻠﻐﲏ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﻖ ﺃﲪﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻜﺴﻮﺭ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻴﻤﲎ ﺃﺩﺭﻛﺘﻪ ﻗﺮﻳﺶ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﻟﻪ ﻳﺪ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻧﺼﺒﻪ ‪‬ﺰﳝﺔ ﺑﻦ ﻣﺪﺭﻛﺔ ﺑﻦ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺑﻦ‬ ‫ﺧ ﹸ‬ ‫‪‬ﻀﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻗ ‪‬ﺍﻣﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻗﺪﺡ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﰲ ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺻﺮﻳﺢ،‬ ‫ﺪ ‪ ‬ﹸ ٍ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻠﺼﻖ، ﻓﺈﺫﺍ ﺷ ﱡﻮﺍ ﰲ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺃﻫﺪﻭﺍ ﻟﻪ ﻫﺪﻳﺔ ﰒ ﺿﺮﺑﻮﺍ ﺑﺎﻟﻘﺪﺡ ﻓﺈﻥ ﺧﺮﺝ:‬ ‫ٍ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺻﺮﻳﺢ ﺃﳊﻘﻮﻩ، ﻭﺇﻥ ﺧﺮﺝ ﻣﻠﺼﻘﹰﺎ ﺩﻓﻌﻮﻩ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﺼﻤﻮﺍ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺳﻔﺮ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﻋﻤﻼ ﺃﺗﻮﻩ ﻓﺎﺳﺘﻘﺴﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻘﺪﺍﺡ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ: ﹸﺍﻋﻞ ‪‬ﺒﻞ ﺃﻱ ﻋﻼ ﺩﻳ‪‬ﻚ. ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬ﹸﻫ ﹸ‬ ‫ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: »ﺃﻻ ﲡﻴﺒﻮﻧﻪ؟« ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ؟ ﻗﺎﻝ: »ﻗﻮﻟﻮﺍ: ﺍﷲ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﺟﻞ«)١(.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﺇﺳﺎﻑ ﻭﻧﺎﺋﻠﺔ، ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻓﺤﺪﺙ ﺍﻟﻜﻠﱯ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻋﺒﺎﺱ، ﺃﻥ ﺇﺳﺎﻑ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ‪‬ﺮﻫﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﺳﺎﻑ ﺑﻦ ﻳﻌﻠﻰ، ﻭﻧﺎﺋﻠﺔ ﺑﻨﺖ ﺯﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﹲ ﺟ‬ ‫‪‬ﺮ ‪‬ﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌ ‪‬ﻘﻬﺎ ﰲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﺄﻗﺒﻼ ﺣ ‪‬ﺎﺟ‪‬ﺎ ﻓﺪﺧﻼ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻮﺟﺪﺍ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻦ‬ ‫‪‬ﺠ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺟﻫ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﻠﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻔﺠﺮ ﻬﺑﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓ ‪‬ﺴﺨﺎ ﻓﺄﺻﺒﺤﻮﺍ ﻓﻮﺟﺪﻭﳘﺎ ﳑﺴﻮﺧﲔ،‬ ‫ﻤ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺄﺧﺮﺟﻮﳘﺎ ﻓﻮﺿﻌﻮﳘﺎ ﻣﻮﺿﻌﻬﻤﺎ ﻓﻌﺒﺪﺗﻪ ﺧﺰﺍﻋﺔ ﻭﻗﺮﻳﺶ ﻭﻣﻦ ﺣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﳌﺎ ﻣﺴﺨ‪‬ﺎ ﺣﺠﺮﻳﻦ ﻭﺿِﻌﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻴ‪‬ﻌﻆ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻬﺑﻤﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺎﻝ ‪‬ﻜﹸﺜ ‪‬ﻤﺎ‬ ‫ﻣ ﻬ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﻭ ‪‬ﺒﺪﺕ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ‪‬ﺒﺪﺍ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺣ ‪‬ﳘﺎ ‪‬ﻠﺼﻘﹰﺎ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﺯﻣﺰﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ ﻣ‬ ‫‪‬ﻋ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻓﻨﻘﻠﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﺼﻘﹰﺎ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺤﺮﻭﻥ ﻭﻳﺬﲝﻮﻥ ﻋﻨﺪﳘﺎ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﹸﻭ ﺍﳋﻠﺼﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﻭﺓ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻣﻨﻘﻮﺷﺔ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺎﺝ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺫ‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﺒﺎﻟﺔ ﺑﲔ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﲑﺓ ﺳﺒﻊ ﻟﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻈﻤﻬﺎ ﻭ‪‬ﺪﻱ ﳍﺎ‬ ‫ﺧﺜﻌﻢ ﻭﲜﻴﻠﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﳉﺮﻳﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: »ﺃﻻ ﺗﻜﻔﲏ ﺫﺍ ﺍﳋﻠﺼﺔ؟« ﻓﻮﺟﻬﻪ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫=‬ ‫ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﻨﺜﻮﺭ ٦/٦٢، ﻭﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٨٥٠٣(.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﲑ )٩٣٠٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٣٩٢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﱪﺍﺀ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ.‬
  • 74. ‫-١٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺴﺎﺭ ﺑﺄﲪﺲ ﻓﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﺧﺜﻌﻢ ﻭﲜﻴﻠﺔ ﻓﻈﻔﺮ ﻬﺑﻢ ﻭﻫﺪﻡ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﺫﻱ ﺍﳋﻠﺼﺔ ﻭﺃﺿﺮﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ)١(.‬ ‫ﻭﺫﻭ ﺍﳋﻠﺼﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﺎﺏ ﻣﺴﺠﺪ ﺗﺒﺎﻟﺔ.‬ ‫ﹸ‬ ‫* ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺪﻭﺱ ﺻﻨﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﲔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺳﻠﻤﻮﺍ ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﻔﻴﻞ ﺑﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﻓﺤﺮﻗﻪ.‬ ‫* ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺒﲏ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻳﺸﻜﺮ ﺻﻨﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺫﻭ ﺍﻟﺜﺮﻯ.‬ ‫* ﻭﻛﺎﻥ ﻟ ﹸﻀﺎﻋﺔ ﻭﳋﻢ ﻭ ‪‬ﺬﺍﻡ ﻭﻋﺎﻣﻠﺔ ﻭﻏﻄﻔﺎﻥ ﺻﻨﻢ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ ﺟ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺍﻷﻗﻴﺼﺮ.‬ ‫* ﻭﻛﺎﻥ ﳌﺰﻳﻨﺔ ﺻﻨﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻓﻬﻢ، ﻭﺑﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻲ ﻋﺒﺪ ﻓﻬﻢ.‬ ‫* ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻌﱰﺓ ﺻﻨﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ‪‬ﻌ‪‬ﻴﺮ.‬ ‫ﺳ ‪‬‬ ‫* ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻄ‪‬ﻰﺀ ﺻﻨﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻠ ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﻷﻫﻞ ﻛﻞ ﻭﺍﺩ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺻﻨﻢ ﰲ ﺩﺍﺭﻫﻢ‬ ‫ﹸﹸﺲ‬ ‫ﻴ ٍ ‪‬‬ ‫ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﰲ ﻣﱰﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺴﺢ ﺑﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺪﻡ‬ ‫ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﻣﱰﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺴﺢ ﺑﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﲣﺬ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ، ﻭﻣﻦ ﱂ‬ ‫ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺻﻨﻢ ﻭﻻ ﺑﻴﺖ ﻧﺼﺐ ﺣﺠﺮ‪‬ﺍ ﳑﺎ ﺍﺳﺘﺤﺴﻦ ﺑﻪ ﰒ ﻃﺎﻑ ﺑﻪ ﻭﲰﻮﻫﺎ ﺍﻷﻧﺼﺎﺏ.‬ ‫‪‬‬ ‫* ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﻓﺮ ﻓﱰﻝ ﻣﱰﻻ ﺃﺧﺬ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﺣﺴﻨﻬﺎ ﻓﺎﲣﺬﻩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭ‪‬ﺑًﺎ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺍﻷﺛﺎﰲ)٢( ﻟﻘﺪﺭﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺭﲢﻞ ﺗﺮﻛﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻧﺰﻝ ﻣﱰﻻ ﺁﺧﺮ ﻓﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﹰ‬ ‫* ﻭﳌﺎ ﻇﻬﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺔ ﺩﺧﻞ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻣﻨﺼﻮﺑﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻄﻌﻦ ﺑﺴﻴﺔ)٣( ﻗﻮﺳﻪ ﰲ ﻋﻴﻮ‪‬ﺎ ﻭﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ: »ﺟﺎﺀ ﺍﳊﻖ ﻭﺯﻫﻖ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺇﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻛﺎﻥ ﺯ ‪‬ﻮﻗﹰﺎ«، ﰒ ﺃﻣﺮ ﻬﺑﺎ ﻓ ﹸﻔﺌﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﰒ ﹸﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺠﺪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻫ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﲑ )٠٢٠٣، ٦٣٠٢، ٦٧٠٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٦٧٤٢/٦٣١، ٧٣١(.‬ ‫)٢( ﺍﻷﺛﺎﰱ: ﻣﺎ ﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﻳﻮﻗﺪ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫)٣( ﺳﻴﺔ: ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟﺴﲔ، ﻣﺎ ﻋﻄﻒ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﻮﺱ.‬
  • 75. ‫-٢٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺤﺮﻗﺖ)١(.‬ ‫* ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﻳﺰﺩﺟﺮﺩ ‪‬ﺒﺪﺕ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻭﺭﺟﻊ ﻣﻦ ﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﲨﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﺛﻨﺎ ﻣﻬﺪﻱ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭﺩﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﳌﺎ ‪‬ﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﺑﻪ ﳊﻘﻨﺎ ‪‬ﺴﻴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ، ﻭﳊﻘﻨﺎ‬ ‫ﲟ‬ ‫ﺑ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻛﻨﺎ ﻧﻌ‪‬ﺒﺪ ﺍﳊﺠﺮ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺣﺠﺮ‪‬ﺍ ﻫﻮ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ ‪‬ﻠﻘﻲ ﺫﺍﻙ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻧﺄﺧﺬﻩ، ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﳒﺪ ﺣﺠﺮ‪‬ﺍ ﲨﻌﻨﺎ ﺣﺜﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﰒ ﺟﺌﻨﺎ ﺑﻐﻨﻢ ﻓﺤﻠﺒﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﹸﻔﻨﺎ ﺑﻪ.‬ ‫ﻃ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻠﺔ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺧﺮﺍﺵ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ‪‬ﻤﺎﺭﺓ ﺍﳌﻌﻮﱄ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭﺩﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻋ ﹸ‬ ‫ﻧﻌﻤﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻓﻨﺠﻤﻌﻪ ﻓﻨﺤﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻨﻌﺒﺪﻩ، ﻭﻛﻨﺎ ﻧﻌﻤﺪ ﺇﱃ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﻨﻌﺒﺪﻩ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ‬ ‫ﰒ ﻧﻠﻘﻴﻪ)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺍﻕ، ﻧﺎ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺷﻴﺒﺔ، ﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﻧﺎ ﺍﳊﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺯﻳﻨﺐ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟ‪‬ﻬﺪﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﰲ‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻧﻌﺒﺪ ﺣﺠﺮ‪‬ﺍ ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﻣﻨﺎﺩﻳ‪‬ﺎ ﻳﻨﺎﺩﻱ: ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟ ‪‬ﺣﺎﻝ ﺇﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻗﺪ ﻫﻠﻚ ﻓﺎﻟﺘﻤﺴﻮﺍ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻜﻢ ﺭﺑ‪‬ﺎ ﻏﲑﻩ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺨﺮﺟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺻﻌﺐ ﻭﺫﻟﻮﻝ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﳓﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻄﻠﺐ، ﺇﺫﺍ ﳓﻦ‬ ‫ﲟﻨﺎﺩ ﻳﻨﺎﺩﻱ: ﺇﻧﺎ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺭﺑﻜﻢ ﺃﻭ ﺷﺒﻬﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺠﺌﻨﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺣﺠﺮ ﻓﻨﺤﺮﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳉ ‪‬ﺭ.‬ ‫ﹸﺰ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣﻴﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )٧٨٢٤(، ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )١٨٧١/٧٨( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/٦٠٣.‬
  • 76. ‫-٣٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺛﲏ ﺍﳊ ‪‬ﺎﺝ ﺑﻦ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺣﺴﲔ، ﻋﻦ ﺷﻬﺮ ﺑﻦ ﺣﻮﺷﺐٍ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﻨﺒﺴﺔ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ‬ ‫ﺍﻣﺮﺀًﺍ ﳑﻦ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﳊﺠﺎﺭﺓ، ﻓﻴﱰﻝ ﺍﳊﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻬﻢ ﺁﳍﺔ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺍﳊﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻴﺄﰐ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫ﺃﺣﺠﺎﺭ، ﻓﻴﻨﺼﺐ ﺛﻼﺛﺔ ﻟﻘﺪﺭﻩ ﻭﳚﻌﻞ ﺃﺣﺴﻨﻬﺎ ﺇﳍﹰﺎ ‪‬ﻌﺒ ‪ ،‬ﰒ ﻟﻌﻠﻪ ﳚﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﻳ ﺪ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺮﲢﻞ ﻓﻴﺘﺮﻛﻪ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻏﲑﻩ)١(.‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﻲ،‬ ‫ﻧﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍ ﹸﻨﺘﺎﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﻣﻲ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺍﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﳉﺮﻭﻱ، ﻋﻦ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺳﺎﻛﲏ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻣﻜﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺌﻞ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﺑﻦ ‪‬ﻴﻴﻨﺔ: ﻛﻴﻒ ﻋﺒﺪﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺻﻞ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻋﺒﺎﺩ‪‬ﻢ ﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺣﺠﺮ ﻓﺤﻴﺚ ﻣﺎ ﻧﺼﺒﻨﺎ ﺣﺠﺮ‪‬ﺍ ﻓﻬﻮ ﲟﱰﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺸﺮ: ﻛﺎﻥ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳍﻨﺪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺮ‪‬ﻮﺑﻴﺔ ﻭ‪‬ﻘ ‪‬ﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬ ‫ﻳﺮ‬ ‫‪‬ﺑ‬ ‫ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻧﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻛﺄﺣﺴﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺃﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺃﺟﺴﺎﻡ ﺣﺴﺎﻥ ﻭﺃﻧﻪ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﳏﺘﺠﺒﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﺎﲣﺬﻭﺍ ﺃﺻﻨﺎﻣ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻓﻌﺒﺪﻭﻫﺎ ﻭﻗﺮ‪‬ﻮﺍ ﳍﺎ ﳌﻮﺿﻊ ﺍﳌﺸﺎﻬﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻬﻢ.‬ ‫‪‬ﺑ‬ ‫ﻭﻗﻴﻞ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ: ﺇﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻭﺍﻷﻓﻼﻙ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﳋﺎﻟﻖ‬ ‫ﻓﻌ ﱠﻤﻮﻫﺎ ﻭﻗﺮ‪‬ﻮﺍ ﳍﺎ ﰒ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ.‬ ‫‪‬ﺑ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻭﺑﲎ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﺑﻴﻮﺗ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻸﺻﻨﺎﻡ ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺑﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺟﺒﻞ ﺑﺄﺻﺒﻬﺎﻥ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﺻﻨﺎﻡ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻛﻮﺷﺘﺎﺳﺐ ﳌﺎ ﲤ ‪‬ﺲ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺑﻴﺖ ﻧﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﰲ ﺃﺭﺽ ﺍﳍﻨﺪ، ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺑﻠﺦ ﺑﻨﺎﻩ ﻣﻨﻮﺷﻬﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺧ ‪‬ﺑﻪ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺦ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺍﳋﺎﻣﺲ ﺑﻴﺖ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ ﺑﻨﺎﻩ ﺍﻟ ‪‬ﺤﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﻓﺨﺮﺑﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻀ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻨﻪ، ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺑﻨﺎﻩ ﻗﺎﺑﻮﺱ ﺍﳌﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﻓﺮﻏﺎﻧﺔ ﻓﺨ ‪‬ﺑﻪ ﺍﳌﻌﺘﺼﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‪‬‬ ‫)١( ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺿﻌﻴﻒ: ﻓﻴﻪ ﺷﻬﺮ ﺑﻦ ﺣﻮﺷﺐ ﻛﺜﲑ ﺍﻹﺭﺳﺎﻝ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ، ﻭﱂ ﻳﻠﻖ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺒﺴﺔ ﻛﻤﺎ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ.‬
  • 77. ‫-٤٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ ﺍﻟ‪‬ﻬﺎﻭﻧﺪﻱ: ﺃﻥ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﳍﻨﺪ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﳍﻢ ﺭﺟﻞ ﺑﺮﳘﻲ،‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﻭﺿﻊ ﳍﻢ ﺃﺻﻨﺎﻣ‪‬ﺎ ﻭﺟﻌﻞ ﳍﻢ ﺃﻋﻈﻢ ﺑﻴﻮ‪‬ﻢ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﺑﺎﳌﻴﻠﺘﺎﻥ )ﻭﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺋﻦ ﺍﻟﺴﻨﺪ(،‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺻﻨﻤﻬﻢ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻛﺼﻮﺭﺓ ﺍﳍ‪‬ﻮﱃ ﺍﻷﻛﱪ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﺘﺤﺖ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﳊ ‪‬ﺎﺝ ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻗﻠﻊ ﺍﻟﺼﻨﻢ ﻓﻘﻴﻞ ﳍﻢ: ﺇﻥ ﺗﺮﻛﺘﻤﻮﻩ ﻭﱂ ﺗﻘﻠﻌﻮﻩ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﹸﺛﹸﺚ ﻣﺎ ﳚﺘﻤﻊ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ. ﻓﺄﻣﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﺘﺮﻛﻪ، ﻓﺎﳍﻨﺪ ﲢﺞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻟﻔﻲ ﻓﺮﺳﺦ، ﻭﻻ ﺑﺪ‬ ‫ﻟﻠﺤﺎﺝ ﺃﻥ ﳛﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﳝﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺇﱃ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻗﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺃﻛﺜﺮ، ﻭﻣﻦ ﱂ ﳛﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﺘﻢ ﺣﺠ ‪ ،‬ﻓﻴﻠﻘﻴﻪ ﰲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻋﻈﻴﻢ ﻫﻨﺎﻙ‬ ‫‪ ‬ﻪ‬ ‫ﻭﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻟﺼﻨﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﹸﺴﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺎﻝ ﻓﹸﻠﹸﺜﻪ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻭﹸﻠﹸﺜﻪ ﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ‬ ‫ﺛ ‪‬‬ ‫ﹸ ﺜ ‪‬‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻭﺣﺼﻮ‪‬ﺎ ﻭﹸﻠﹸﺜﻪ ﻟﺴﺪﻧﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻨﻢ ﻭﻣﺼﺎﳊﻪ.‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺛ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﺗﻼﻋﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻬﺑﺆﻻﺀ ﻭﺫﻫﺐ‬ ‫ﺑﻌﻘﻮﳍﻢ ﻓﻨﺤﺘﻮﺍ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﺎ ﻋﺒﺪﻭﻩ، ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻋﺎﺏ ﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺃﺻﻨﺎﻣﻬﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﺃﳍﻢ ﺃﺭﺟﻞ ﳝﺸﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﺃﻡ ﳍﻢ ﺃﻳﺪ ﻳﺒﻄﺸﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﺃﻡ ﳍﻢ ﺃﻋﲔ ﻳﺒﺼﺮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﺃﻡ ﳍﻢ‬ ‫ﺁﺫﺍﻥ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻬﺑﺎ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٥٩١[.‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ، ﺃﻱ ﺃﻧﺘﻢ ﲤﺸﻮﻥ ﻭﺗﺒﻄﺸﻮﻥ ﻭﺗﺒﺼﺮﻭﻥ ﻭﺗﺴﻤﻌﻮﻥ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻲ ﲨﺎﺩ ﻭﻫﻢ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻓﻜﻴﻒ ‪ِ‬ﺒﺪ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗﺺ؟ ﻭﻟﻮ ﺗﻔ ﱠﺮﻭﺍ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻋ‪ ‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻻ ‪‬ﻳﺼ‪‬ﻨ ‪ ،‬ﻭﳚﻤﻊ ﻭﻟﻴﺲ ﲟﺠﻤﻮﻉ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﻪ ﻭﻻ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻡ ﻬﺑﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﻪ ﻻ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻪ، ﻭﻣﺎ ‪‬ﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ‬ ‫ﺧ ﹶ‬ ‫ﺗﺸﻔﻊ ﻓﺨﻴﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺷﺒﻬﺔ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻬﺑﺎ.‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺑﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻓﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﻲ ﺍﳉﻮﻫﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﲏ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﻦ ﻫﻬﻨﺎ ﺯ‪‬ﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﺃﻧﻪ ﳌﺎ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﻭﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺁﺩﻡ ﺇﱃ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺃﺗﺎﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﺇﳕﺎ ﹸﺒﻞ ﹸﺮﺑﺎ‪‬ﻧﻪ ﻭﺃﻛﻠﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳜﺪﻡ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬ ‫ﻗ ﻗ ‪‬‬
  • 78. ‫-٥٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻳﻌﺒﺪﻫﺎ ﻓﺎﻧﺼﺐ ﺃﻧﺖ ﻧﺎﺭ‪‬ﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﻭﻟﻌﻘﺒﻚ، ﻓﺒﲎ ﺑﻴﺖ ﻧﺎﺭٍ، ﻓﻬﻮ ﺃ ‪‬ﻝ ﻣﻦ ﻧﺼﺐ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬ ‫ﻭﹸ‬ ‫ﻭﻋﺒﺪﻫﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳉﺎﺣﻆ: ﻭﺟﺎﺀ ‪‬ﺭﺍﺩﺷﺖ ﻣﻦ ﺑﻠﺦ ﻭﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍ‪‬ﻮﺱ، ﻓﺎ ‪‬ﻋﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﻲ‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻳﱰﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﺳﻴﻼﻥ، ﻓﺪﻋﺎ ﺃﻫﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﱪﺩ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺑﺘﻀﺎﻋﻒ ﺍﻟﱪﺩ، ﻭﺃﻗﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﱂ ﻳﺒﻌﺚ ﺇﻻ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻓﻘﻂ؛ ﻭﺷﺮﻉ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺿﺆ ﺑﺎﻷﺑﻮﺍﻝ ﻭﻏﺸﻴﺎﻥ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ، ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨﲑﺍﻥ، ﻣﻊ ﺃﻣﻮﺭ ﲰﺠﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺯﺭﺍﺩﺷﺖ: ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ، ﻓﻠﻤﺎ ﻃﺎﻟﺖ ﻭﺣﺪﺗﻪ ﻓ ﱠﺮ ﻓﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻓﻜﺮﺗﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﻗﺘﻠﻪ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻭﺩﻋﻪ ﺇﱃ ﻣ ‪‬ﺓ.‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺑﲎ ﻋﺎﺑﺪﻭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﳍﺎ ﺑﻴﻮﺗ‪‬ﺎ ﻛﺜﲑﺓ. ﻓﺄﻭﻝ ﻣﻦ ﺭﺳﻢ‬ ‫ﳍﺎ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﺃﻓﺮﻳﺪﻭﻥ ﻓﺎ‪‬ﺨﺬ ﳍﺎ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﺑ ﹸﻮﺱ ﻭﺁﺧﺮ ﺑﺒﺨﺎﺭﻯ، ﻭﺍﲣﺬ ﳍﺎ ﻬﺑﻤﻦ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﺑﺴﺠﺴﺘﺎﻥ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﺍﲣﺬ ﳍﺎ ﺃﺑﻮ ﹸﺒﺎﺫ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﺑﻨﺎﺣﻴﺔ ﲞﺎﺭﻯ، ﻭﺑﻨﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻴﻮﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﳍﺎ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻗ‬ ‫‪‬ﺭﺩﺍﺷﺖ ﻭﺿﻊ ﻧﺎﺭ‪‬ﺍ ﺯﻋﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﺄﻛﻠﺖ ﹸﺮﺑﺎ ﹸﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺑﲎ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ‬ ‫ﻗ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﰲ ﻭﺳﻄﻪ ﻣﺮﺁﺓ ﻭﻟﻒ ﺍﻟ ﹸﺮﺑﺎﻥ ﰲ ﺣﻄﺐ ﻭﻃﺮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﱪﻳﺖ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻮﺕ‬ ‫ِ‬ ‫ﹰ ‪ ‬ﻘ‬ ‫ﺍﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﻛﺒﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﹸﻮﺓ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺪﺧﻞ ﺷﻌﺎﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ‬ ‫ﻛ ‪‬ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺁﺓ ﻓﺎﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻄﺐ ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ‪‬ﻄﻔﺌﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫ﺗ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺣ ‪‬ﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﷲ ﻷﻗﻮﺍﻡ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ.‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ: ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻮﻡ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﺸﻌﺮﻯ ﺍﻟﻌ‪‬ﻮﺭ ﻭﹸﺘﻨﻮﺍ ﻬﺑﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺒ ﻓ‬ ‫ﻛﺒﺸﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ﻳﻨﺴ‪‬ﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃ ‪‬ﻝ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻫﺎ.‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﻗﻄﻌﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﺮﺿﺎ ﻭﱂ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﺀ ﻋﺮﺿ‪‬ﺎ ﻏﲑﻫﺎ ﻭﻋﺒﺪﻫﺎ ﻭﺧﺎﻟﻒ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺮﻳﺸ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺩﻋﺎ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻛﺒﺸﺔ‬ ‫ﺃﻱ ﺷﺒﻬﻪ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﰲ ﺍﳋﻼﻑ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﳌﺮﱘ: ﻳﺎ ﺃﺧﺖ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺃﻱ ﺷﺒﻴﻬﺔ‬ ‫‪‬‬
  • 79. ‫-٦٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻫﺎﺭﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺡ، ﻭﳘﺎ ﺷﻌﺮﻳﺎﻥ ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﻫﺬﻩ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﻯ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﺍﻟ ‪‬ﻤﻴﺼﺎﺀ، ﻭﻫﻲ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍ‪ ‬ﺓ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﻤﻴﺼﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟ ﱢﺭﺍﻉ ﺍﳌﺒﺴﻮﻁ ﰲ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺗﻠﻚ ﻫﻲ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻐ ُ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ.‬ ‫ﻭﺯ‪‬ﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﷲ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻲ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻋﻦ ﺫﻟﻚ. ﻭﺯ‪‬ﻦ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﳋﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻓﻠﻬﺬﺍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺻﺎﻍ ﻋﺠﻼﹰ، ﻭﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺃﻥ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﺗﻴﺴ‪‬ﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﻞ‬ ‫ﻓﻜﺮﻩ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻘﻠﻪ ﰲ ﺗﺪﺑﲑ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺍﻟ ‪‬ﻼﻣﺔ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ.‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻛﻴﻒ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ، ﻭﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﰲ ﺫﻟﻚ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻧﻈﺮ ﰲ ﺩﻟﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﳍﻢ ﺍﺗﺒﻌﻮﺍ‬ ‫ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻞ ﻧﺘﺒﻊ ﻣﺎ ﺃﻟﻔﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺑﺎﺀﻧﺎ ﺃﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﻬﺘﺪﻭﻥ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:٠٧١[، ﺍﳌﻌﲎ: ﺃﺗﺘﺒﻌﻮ‪‬ﻢ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ؟!.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﲟﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺮﻳﺔ ﻭﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻭﺟﺤﺪﻭﺍ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺚ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻴﻬﻢ: ﴿ﻭﻣﺎ ﻫﻰ ﺇﻻ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﳕﻮﺕ ﻭﳓﲕ ﻭﻣﺎ ﻳﻬﻠﻜﻨﺎ‬ ‫ﺇﻻ ﺍﻟﺪﻫﺮ﴾ ]ﺍﳉﺎﺛﻴﺔ: ٤٢[. ﻭﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ: ﻓﺄﻗ ‪‬ﻭﺍ ﺑﺎﳋﺎﻟﻖ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺟﺤﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮ ‪‬ﻞ‬ ‫‪‬ﺳ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻌﺚ. ﻭﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ: ﻓﺰﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﷲ. ﻭﺃﻣﺎﻝ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﺇﱃ ﻣﺬﻫﺐ ﺍ‪‬ﻮﺱ، ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺑﲏ ﲤﻴﻢ ﻣﻨﻬﻢ ‪‬ﺭﺍﺭﺓ ﺑﻦ ‪‬ﺪﻳﺲ‬ ‫ﺯ ﹸ ﺟ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺣﺎﺟﺐ.‬ ‫ﻭﳑﻦ ﻛﺎﻥ ‪‬ﻘﺮ ﺑﺎﳋﺎﻟﻖ ﻭﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ ﻭﺍﻹﻋﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﱠﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ،‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻳ‪‬‬ ‫ﻭﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ، ﻭﻗﺲ ﺑﻦ ﺳﺎﻋﺪﺓ، ﻭﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻈﺮﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺇﺫﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺃﻯ ﻇﺎﳌﹰﺎ ﱂ ‪‬ﺼﺒﻪ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻗﺎﻝ: ﺕ ﺍﷲ ﺇﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻟﺪﺍﺭ‪‬ﺍ ﳚﺰﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﶈﺴﻦ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﳌﺴﻲﺀ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺯﻫﲑ ﺑﻦ ﺃﰊ ‪‬ﻠﻤﻰ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: )ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬ ‫ﺳ‬
  • 80. ‫-٧٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻴﻮﻡ ﺣﺴﺎﺏٍ ﺃﻭ ‪‬ﻌﺠﻞ ﻓﻴـﻨﻘﻢ‬ ‫ِ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬ﺆﺧﺮ ﻓ‪‬ﻮﺿﻊ ﰲ ﻛﺘﺎﺏٍ ﻓﻴ ‪‬ﺧﺮ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﰒ ﺃﺳﻠﻢ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﺱ ﺑﻦ ﺣﺼﻦ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﻠ ‪‬ﺲ ﺑﻦ ﹸﻣ‪‬ﺔ ﺍﻟﻜﻨﺎ ﱡ ﻛﺎﻥ ﳜﻄﺐ ﺑﻔﻨﺎﺀ‬ ‫ﱐ‬ ‫ﻤ ‪ ‬ﺃﻴ‬ ‫ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻻ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﲰﻬﺎ ﺣﱴ ﻳﻌﻈﻬﺎ ﻭﻳﻮﺻﻴﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ: ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻃﻴﻌﻮﱐ ﺗﺮﺷ ‪‬ﻭﺍ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ. ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻜﻢ ﺗﻔﺮﺩﰎ ﺑﺂﳍﺔ ﺷ‪‬ﻰ، ﺇﱐ ﻷﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﺑﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺭﺍﺽٍ، ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﺭﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﳍﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻴﺤﺐ ﺃﻥ ‪‬ﻌﺒﺪ ﻭﺣﺪ ‪ ،‬ﻓﺘﻔ ‪‬ﻗﺖ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪ ‬ﻩ ﺮ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﱂ ﻳﺴﻤﻌﻮﺍ ﻣﻮﺍﻋﻈﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻓ ‪‬ﺑﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﱪﻩ ﺩﺍﺑﺘﻪ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺣﱴ ﲤﻮﺕ ‪‬ﺸﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ‪‬ﺸﺮ ﻣﺎﺷﻴ‪‬ﺎ. ﻭﳑﻦ ﻗﺎﻟﻪ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺣ ِ‪‬‬ ‫ﺣ ِ‪‬‬ ‫ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻜﻠﱯ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﱂ ﻳ ‪‬ﻝ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻙ، ﻭﺇﳕﺎ ﲤ ‪‬ﻚ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺭﻓﺾ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻛﻘﺲ ﺑﻦ ﺳﺎﻋﺪﺓ ﻭﺯﻳﺪ.‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺗﺒﺘﺪﻉ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ، ﻓﻤﻨﻬﺎ: ﺍﻟﻨﺴﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﲢﺮﱘ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﳊﺮﺍﻡ‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﲢﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﳊﺮﺍﻡ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﲤﺴﻜﺖ ﻣﻦ ﻣﱠﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺘﺤﺮﱘ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺣﺘﺎﺟﻮﺍ ﺇﱃ ﲢﻠﻴﻞ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﻡ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺃ ‪‬ﺮﻭﺍ ﲢﺮﳝﻪ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﳌ ﺮ‬ ‫ﺇﱃ ﺻﻔﺮ، ﰒ ﳛﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﱃ ﺻﻔﺮ ﰒ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﱴ ﺗﺘﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻨﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﺣ ‪‬ﻮﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﺒﻴﻚ ﻻ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺴﹸ‬ ‫ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻚ، ﺇﻻ ﺷﺮﻳﻜﹰﺎ ﻫﻮ ﻟﻚ، ﲤﻠ ﹸﻪ ﻭﻣﺎ ﻣﻠﻚ.‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺗﻮﺭﻳﺚ ﺍﻟ ﱠﻛﺮ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﻧﺜﻰ.‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻭ ‪‬ﺙ ﻧﻜﺎﺡ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺍﻟﺒﺤﲑﺓ: ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺗﻠﺪ ﲬﺴﺔ ﺃﺑﻄﻦ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺃﻧﺜﻰ ﺷ ﱡﻮﺍ ﹸﺃ ﹸ‪‬ﺎ‬ ‫ﻘ ﺫ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺣ ‪‬ﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟ ‪‬ﺎﺋﺒﺔ: ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ‪‬ﺴﻴ‪‬ﻮ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻳﺮﻛﺒﻮﻥ ﳍﺎ ﻇﻬﺮ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﳛﻠﺒﻮﻥ ﳍﺎ ﻟﺒﻨ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻳ ﺒ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ: ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺗﻠﺪ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺑﻄﻦ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺫﻛﺮ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻭﺻﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫ﹸ‬
  • 81. ‫-٨٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺧﺎﻫﺎ، ﻓﻼ ﺗﺬﺑﺢ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎﺗﺖ ﺍﺷﺘﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.‬ ‫ﻭﺍﳊﺎﻡ: ﺍﻟﻔﺤﻞ ﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﻩ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺑﻄﻦ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻗﺪ ﲪﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻓﻴﺴﻴﺒﻮﻧﻪ‬ ‫ﻷﺻﻨﺎﻣﻬﻢ ﻭﻻ ﳛﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﰒ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻬﺑﺬﺍ ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻌﲎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ:‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫﴿ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻣﻦ ﲝﲑﺓ ﻭﻻ ﺳﺎﺋﺒﺔ ﻭﻻ ﻭﺻﻴﻠﺔ ﻭﻻ ﺣﺎﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻳﻔﺘﺮﻭﻥ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﻜﺬﺏ﴾ ]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ:٣٠١[ ﰒ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺮﻣﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﲑﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ ﻭﺍﳊﺎﻡ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺃﺣﱡﻮﻩ ﺑﻘﻮﳍﻢ: ﴿ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﺬﻛﻮﺭﻧﺎ ﻭﳏﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻭﺍﺟﻨﺎ﴾‬ ‫ﻠ‬ ‫]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٩٣١[، ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻗﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﻦ ﺣﺮﻡ ﺃﻡ ﺍﻻﻧﺜﻴﲔ﴾ ]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٣٤١[.‬ ‫ﺍﳌﻌﲎ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺣ ‪‬ﻡ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﻦ ﻓﻜ ﱡ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣ ‪‬ﻡ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﻜﻞ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣ ‪‬ﻡ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺭﺣﺎﻡ ﺍﻷﻧﺜﻴﲔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺟﻨﲔ ﺣﺮﺍﻣ‪‬ﺎ. ﻭﺯ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻗﺘﻞ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻳﻘﺘﻞ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭﻳﻐﺬﻭ ﻛﻠﺒﻪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﻣﺎ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻮ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﻛﻨﺎ. ﺃﻱ: ﻟﻮ ﱂ ﻳﺮﺽ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺷﺮﻛﻨﺎ ﳊﺎﻝ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻓﺘﻌﻠﻘﻮﺍ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﷲ ﺗﻌ ‪ ‬ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﻻ‬ ‫ﹸ ‪‬ﻢ‬ ‫ﻳﻌﻢ ﻣﺮﺍﺩﺍﺗﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﻫﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﻭﻻ ﻫﻲ ﳑﺎ ‪‬ﺤﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﻜﱡﻒ ﺭ ‪‬ﻫﺎ.‬ ‫ﻠ ِ ﺩ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺣﺪﻱ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﻭﺍﳍﻨﺪﻭﺱ ﻭﻏﲑﻫﻢ، ﻓﺰ‪‬ﻳﻦ ﳍﻢ ﺟﺤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﻟﻴﺴﺪ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺎ ﻳﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻟﻪ. ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﳍﻨﺪ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺩﻫﺮﻳﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺛﻨﻮﻳﺔ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻧﺒﻮﺓ ﺁﺩﻡ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻘﻂ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ«: ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳍﻨﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﳉﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﳍﻢ ﻣﻠﹶﻚ ﺃﺗﺎﻫﻢ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻛﺘﺎﺏ، ﻟﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻳﺪ ﻭﺍﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮ ﺭﺃﺳ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺭﺃﺱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺭﺃﺱ ﺃﺳﺪ‬ ‫ﹸ ٍ‬
  • 82. ‫-٩٧-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺭﺃﺱ ﻓﺮﺱ ﻭﺭﺃﺱ ﻓﻴﻞ ﻭﺭﺃﺱ ﺧﱰﻳﺮ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ، ﻭﺃﻧﻪ ﺃﻣﺮﻫﻢ‬ ‫ﺑﺘﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ‪‬ﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻨﺎﺭ، ﻭ‪‬ﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺷﺮﺏ‬ ‫ﺍﳋﻤﺮ ﻭﺃﺑﺎﺡ ﳍﻢ ﺍﻟﺰﻧﺎ، ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﺒﻘﺮ، ﻭﻣﻦ ﺍﺭﺗﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﰒ ﺭﺟﻊ ﺣﻠﻘﻮﺍ ﺭﺃﺳﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﳊﻴﺘﻪ ﻭﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻭﺃﺷﻔﺎﺭ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﰒ ﻳﺬﻫﺐ ﻓﻴﺴﺠﺪ ﻟﻠﺒﻘﺮ ﰲ ﻫﺬﻳﺎﻧﺎﺕ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺃﻟﻘﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﱃ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﺳﺖ ﺷﺒﻬﺎﺕ:‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻷﻭﱃ: ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻃﻼﻉ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﴿ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺸﺮ ﻣﺜﻠﻜﻢ﴾ ]ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ: ٣٣[، ﻭﺍﳌﻌﲎ: ﻭﻛﻴﻒ ﺍ ﹼﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻨﻜﻢ. ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﻃ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺃ‪‬ﻢ ﻟﻮ ﻧﺎﻃﻘﻮﺍ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻷﺟﺎﺯﺕ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺷﺨﺺ ﺑﺸﺨﺺ ﳋﺼﺎﺋﺺ ﻳﻌﻠﻮ ﻬﺑﺎ ﺟﻨﺴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﻴﺼﻠﺢ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﻟﺘﻠ ﱡﻒ ﺍﻟﻮﺣﻲ، ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻛ ﱡ ﺃﺣﺪ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜ ﱡ‬ ‫‪  ِ‬ﹸﻞ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺭ ﹼﺐ ﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﺽ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺒﺪﱐ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻣﺪ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﲞﻮﺍﺹ ﻹﺻﻼﺡ ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺧﻠﻘﺖ ﻟﻠﻔﻨﺎﺀ ﻫﻬﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﱂ ﻳﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﳜﺺ ﺷﺨﺼ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫ِِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺻﻼﺣ‪‬ﺎ ﳌﻦ ﻳﻔﺴﺪ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺴﻮﺀ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﲔ ﻻ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮﻭﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻥ ‪‬ﺨﺘ ‪ ‬ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔ ﻟ‪‬ﺴﻜ‪‬ﻮﺍ ﻓﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺸ ‪‬ﻳﺮﺓ ﺑﺎﳌﻮﻋﻈﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺇﻣﺪﺍﺩ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻴ ﱢﻨ‬ ‫ﻳ ﺺ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﻣﺼﺎﱀ ﻭﻭﺻﺎﻳﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻳﻄﻴﺐ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ‬ ‫ﻭﻳﻘﻴﻢ ﻬﺑﺎ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺃﻛﺎﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﺠﺒﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﺃﻭﺣﻴﻨﺎ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺃﻧﺬﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ﴾ ]ﻳﻮﻧﺲ: ٢[.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻼ ﺃﺭﺳﻞ ﻣﻠﻜﹰﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻚ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﺑﻌﺪ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻭﺍﻵﺩﻣﻴﻮﻥ ﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺴﻬﻢ ﻓﻴﻮﻗﻊ ﻫﺬﺍ ﺷﻜﹰﺎ.‬ ‫ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻥ ﰲ ﻗﻮﻯ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻗﻠﺐ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺗﺪﻝ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻬﻢ ﻷﻥ ﺍﳌﻌﺠﺰﺓ ﻣﺎ ﺧﺮﻗﺖ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ‬ ‫ﱠ‬
  • 83. ‫-٠٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺑﺸﺮ ﺿﻌﻴﻒ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﺍﳉﻨﺲ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﺲ ﺃﻣﻴﻞ ﻓﺼﺢ ﺃﻥ ‪‬ﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻬﻢ ﻟﺌﻼ ﻳﻨﻔﺮﻭﺍ‬ ‫ﹸ ‪ ‬ﻳ‬ ‫ﻭﻟﻴﻌﻘﻠﻮﺍ ﻋﻨﻪ، ﰒ ﲣﺼﻴﺺ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻨﺲ ﲟﺎ ﻋﺠﺰ ﻋﻨﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ.‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳌﻠﻚ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻘ ‪‬ﻱ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﲟﺎ ﻳﺮﺯﻗﻬﻢ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻣﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﳍﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻟﻮ ﺟﻌﻠﻨﺎﻩ ﻣﻠﻜﺎ ﳉﻌﻠﻨﺎﻩ ﺭﺟﻼ﴾ ]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٩[،‬ ‫ﺃﻱ: ﻟﻴﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺄﻧ ‪‬ﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﻳﻔﻬﻤﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﰒ ﻗﺎﻝ: ﴿ﻭﻟﻠﺒﺴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ﴾‬ ‫ﺴ‬ ‫]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٩[، ﺃﻱ: ﳋﻠﻄﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﳜﻠﻄﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﱴ ﻳﺸﻜﻮﺍ ﻓﻼ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﺃﻣﻠﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﻮ ﺃﻡ ﺁﺩﻣﻲ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﺮﻯ ﻣﺎ ﺗ ‪‬ﻋﻴﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻭﻣﺎ ‪‬ﻠﻘﻰ‬ ‫ﻳ‬ ‫ُ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﺟﻨﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻨﺎ ﺩﻟﻴﻞ ‪‬ﻔ ‪‬ﻕ ﺑﻪ ﺑﲔ‬ ‫ﹲ ﻧﺮ‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﻔﺎﺳﺪ.‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺑ‪‬ﻦ ﺍﳊﺠﺞ ﰒ ﺑﺚ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻭﻛﱠﻒ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻓﻼ ﻳﻘﺪﺭ ﺳﺎﺣﺮ ﺃﻥ ﳛﻴﻲ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﺼﺎ ﺣﻴﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻓﻘﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺼﻴﺐ ﻭﳜﻄﻰﺀ ﲞﻼﻑ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺧﻄﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻮﺟﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ: ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﳜﻠﻮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﲡﻲﺀ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﲟﺎ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻭ ﺭﲟﺎ ﳜﺎﻟﻔﻪ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺟﺎﺀﻭﺍ ﲟﺎ ﳜﺎﻟﻔﻪ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ، ﻭﺇﻥ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﲟﺎ ﻳﻮﺍﻓﻘﻪ ﻓﺎﻟﻌﻘﻞ ﻳﻐﲏ ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﺠﺰﻭﻥ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﱴ‬ ‫ﳛﺘﺎﺟﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﺘﻤﻢ ﻛﺎﳊﻜﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻭﻳﺔ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ: ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﻳﻨﻔﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻜﻴﻒ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺤﻴﺤﺔ. ﻣﻦ ﺫﻟﻚ: ﺇﻳﻼﻡ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﻨﻜﺮ ﺇﻳﻼﻡ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺑﻌﻀﻪ ﻟﺒﻌﺾ، ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺑﺎﻹﻳﻼﻡ‬ ‫ﱂ ﻳﺒﻖ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻭﺃﻧﻪ‬
  • 84. ‫-١٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻻ ﺧﻠﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻧﻘﺺ ﻓﺄﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﳌﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﱴ ﺍﺷﺘﺒﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﻣﺮ ﰲ ﻓﺮﻉ ﱂ ﳚﺰ ﺃﻥ ﳓﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﻞ ﺑﺎﻟﺒﻄﻼﻥ، ﰒ ﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﺣﻜﻤﺔ ﺫﻟﻚ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻧﻌﻠﻢ‬ ‫ﻧ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ‪‬ﻔ ‪‬ﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﺎﺩ، ﰒ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺃﻓﻀﻞ ﳑﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻨﺎﻃﻖ ﲟﺎ ﹸﻭﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﻔﻄﻨﺔ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻳﻀﹸ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻭﺣﺎﺟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺇﱃ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﰲ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﻯ‬ ‫ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺷﻲ ٌ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﺮﻑ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﳌﺎ ﻗﻠﺖ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ. ﻭﺇﳕﺎ ﺧﻠِﻖ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﻬﻴﻢ ﻟﻠﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻓﻠﻮ ﱂ ﻳﺬﺑﺢ ﻟﻜﹸﺮ ﻭﺿﺎﻕ ﺑﻪ ﺍﳌﺮﻋﻰ‬ ‫ﺜ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎﺕ ﻓﻴﺘﺄﺫﻯ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﲜﻴﻔﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻹﳚﺎﺩﻩ ﻓﺎﺋﺪﺓ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺃﱂ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﲑ، ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺻﻼ ﻷﻥ ﺍﳊ ‪‬ﺎﺱ ﻟﻸﱂ ﺃﻏﺸﻴﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ ﱠ ﺴ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻍ، ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺴﺎﺳﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺎﻬﺑﺎ ﺁﻓﺔ ﻣﻦ ﺻﺮﻉ ﺃﻭ ﺳﻜﺘﺔ ﱂ ‪‬ﺤﺲ‬ ‫ٍ ﻳ ‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺄﱂٍ، ﻓﺈﺫﺍ ﹸﻄﻌﺖ ﺍﻷﻭﺩﺍﺝ ﺳﺮﻳﻌ‪‬ﺎ ﱂ ﻳﺼﻞ ﺃﱂ ﺍﳉﺴﻢ ﺇﱃ ﳏﻞ ﺍﳊ ‪ ،‬ﻭﳍﺬﺍ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﺇﺫﺍ ﺫﺑﺢ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﻴﺤﺪ ﺷﻔﺮﺗﻪ ﻭﻟ‪‬ﺮﺡ ﺫﺑﻴﺤﺘﻪ«)١(.‬ ‫‪ ‬ﻴ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ: ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺭﲟﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻗﺪ ﻇﻔﺮﻭﺍ ﲞﻮﺍﺹ ﻣﻦ ﺣﺠﺎﺭﺓ‬ ‫ﻭﺧﺸﺐ.‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ‪‬ﺴﺘﺤﻴﺎ ﻣﻦ ﺇﻳﺮﺍﺩﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﱂ ﻳﺒﻖ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﻗﲑ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻭﺿﺤﺖ ﺧﻮﺍﺻﻬﺎ ﻭﺑﺎﻥ ﺳﺘﺮﻫﺎ ﻓﻠﻮ ﻇﻔﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﻭﺃﻇﻬﺮ‬ ‫ﺧﺎﺻﻴﺘﻪ ﻟﻮﻗﻊ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻚ ﺇﳕﺎ ﻫﺬﻩ ﺧﺎﺻﻴﺔ‬ ‫ﰲ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﰒ ﺇﻥ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﻮﻋ‪‬ﺎ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺑﲔ ﺻﺨﺮﺓ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺎﻗﺔ، ﻭﻋﺼﺎ‬ ‫ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﺣﻴﺔ، ﻭﺣﺠﺮ ﺗﻔ ‪‬ﺮ ﻋﻴﻮﻧ‪‬ﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﻣﻨﺬ ﻧﺰﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻓﺎﻷﲰﺎﻉ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺗﺘﺪﺑﺮﻩ ﻭﺍﻟﺘﺤ ‪‬ﻱ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻭﱂ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﻧﺎﺓ ﻣﻨﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ )٥٥٩١/٥٧(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ )٥١٨٢(،‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺪﻳﺎﺕ )٩٠٤١(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ )٧١٤٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٣٢١،‬ ‫٥٢١ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺷﺪﺍﺩ ﺑﻦ ﺃﻭﺱ.‬
  • 85. ‫-٢٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺄﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﳋﺎ ‪‬ﺔ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺤﺮ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻌﺒﺬﺓ؟.‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺻ ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺻﺒﺌﺖ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﳊﺎﺩ ﻻﻧﺘﺸﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﻠﻤﺔ ﺍﳊﻖ ﻭﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺑﲔ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﻻﻣﺘﺜﺎﻝ ﻷﻭﺍﻣﺮﻫﺎ ﻛﺎ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺍﻭﻧﺪﻱ ﻭﻣﻦ ﺷﺎﻛﻠﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺄﰊ ﺍﻟﻌﻼﺀ، ﰒ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﳌﻘﺎﻟﺘﻬﻢ ﻧﺒﺎﻫﺔ ﻭﻻ ﺃﺛﺮ‪‬ﺍ، ﺑﻞ ﺍﳉﻮﺍﻣﻊ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﺯﺣﺎﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﺍﻷﺫﺍﻧﺎﺕ ﲤﻸ ﺃﲰﺎﻋﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﲟﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ، ﻭﺇﻧﻔﺎﻕ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ‬ ‫ﻭﺍﻷﻧﻔﺲ ﰲ ﺍﳊﺞ ﻣﻊ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻭﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ، ﻓﺠﻌﻞ‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻨﺪﺱ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻓﻴﻀﻊ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﻭﻳﻀﻊ ﺍﻟ ‪‬ﲑ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ،‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺮﻭﻱ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺧﻮﺍﺹ ﰲ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﻭﺧﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﰲ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ ﻋﻦ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺍﳌﻨﺠﻤﲔ ﻭﻳﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺫﻟﻚ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺣﱴ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﺳﻄﻴﺤ‪‬ﺎ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﳋﱯﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﱮﺀ ﻟﻪ: ﺣﺒﺔ ‪‬ﺮ، ﰲ ﺇﺣﻠﻴﻞ ﻣﻬﺮ.‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻭﺍﻷﺳﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻆ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻗﺒﻞ ﻛﻮﻧﻪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻫﻬﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ‪‬ﻌﺰ ‪‬ﻮﻥ ﻳﻜﻠﻤﻮﻥ ﺍﳉﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺑﺎﻃﻦ ﺍ‪‬ﻨﻮﻥ ﻓﻴﻜﻠﻤﻬﻢ ﲟﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ‪‬ﻣ‬ ‫ﻭﻳﻜﻮﻥ، ﻭﻣﺎ ﺷﺎﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ ﻓﻤﻦ ﺭﺃﻯ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﻘﻠﺔ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻗﻠﺔ ﺗﻠﻤﺤﻪ‬ ‫ﻟﻘﺼﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﻼﺣﺪﺓ ﻭﻫﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﺇﻻ ﻣﻘﺎﺭﺏ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻴﺲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ:‬ ‫ﺣﺒﺔ ﺑﺮ ﰲ ﺇﺣﻠﻴﻞ ﻣﻬﺮ، ﻭﻗﺪ ﺃﺧﻔﻴﺖ ﻛﻞ ﺍﻹﺧﻔﺎﺀ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﲟﺎ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺗﺪﺧﺮﻭﻥ ﰱ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٩٤[، ﻭﻫﻞ ﺑﻘﻲ ﳍﺬﺍ ﻭﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺎﳌﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻛﻮﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻫﻞ ﺗﺮﻙ ﺗﻠﻤﺢ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﱯ، ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻗﺼﺪﻭﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﻗﺼﺪ‪‬ﺍ ﻇﺎﻫﺮ‪‬ﺍ ﻭﶈﻮﺍ ﺇﻻ ﶈﹰﺎ ﺟﻠﻴ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ‪‬ﻜﺜِﺮ ﺍﳉﻮﻻﻥ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟ‪‬ﻨﺠﻮﻡ ﻭﺍﳋﻮﺍﺹ ﻓﻼ ﳜﻠﻮ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﻫﺬﻩ، ﻓﻴﺼﺪﻕ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﻜ ﱡ ﻭﻳﺒﻄﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺧﺮﻗﹰﺎ ﻟﻠﻌﺎﺩﺍﺕ.‬ ‫ﻞ‬ ‫ﰒ ﺩﺱ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﺃﻥ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﺃﻫﻮﻯ ﺑﺈﻧﺎﺋﻪ ﺇﱃ ﺩﺟﻠﺔ ﻓﺎﻣﺘﻸ ﺫﻫﺒ‪‬ﺎ ﻓﺼﺎﺭ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺼ ‪‬ﻓﲔ، ﻭﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﰲ ﺣﻖ ﺍ ﹸﻨ ‪‬ﻤﲔ. ﻭﺑﻄﺮﻳﻖ‬ ‫ﳌﺠ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﳋﻮﺍﺹ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟ ﱠﺒﺎﺋﻌﻴﲔ، ﻭﺑﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻬﺎﻧﺔ ﰲ ﺣﻖ ﺍﳌﻌ ‪‬ﻣﲔ ﻭﺍﻟﻌ ‪‬ﺍﻓﲔ، ﻓﺄﻱ ﺣﻜﻢ ﺑﻘﻲ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻄ‬
  • 86. ‫-٣٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻘﻮﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: ﴿ﻭﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﲟﺎ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ ﻭﻣﺎ ﺗﺪﺧﺮﻭﻥ ﰱ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ:‬ ‫٩٤[، ﻭﺃﻱ ﺧﺮﻕ ﺑﻘﻲ ﻟﻠﻌﺎﺩﺍﺕ، ﻭﻫﻞ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺇﻻ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﳊﺼﻮﻝ؟‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻧﺒﻬﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﳌﺘﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﻮﰲ: ﺃﺗﻨﻜﺮ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ؟‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﻮﺍﺹ: ﺃﺗﻨﻜﺮ ﺍﳌﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺬﺏ ﺍﳊﺪﻳﺪ؟‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻌﺎﻣﺔ ﺗﺒﻠﻊ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﺘﺴﻜﺖ ﻋﻦ ﺟﺤﺪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻷﺟﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻮﻳﻞ ﻟﻠ ‪‬ﺤﻖ‬ ‫ﹲ ﻤ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ. ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻨ‪‬ﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﳌﻨ ‪‬ﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﻻ ﳛﻠﻮﻥ ﻭﻻ‬ ‫ﹸﺠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﻌﻘﺪﻭﻥ ﺇﻻ ﺑﻘﻮﳍﻢ؛ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﳛﻔﻆ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻠﺔ ﻭ‪‬ﻌﻠﻲ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ ﺣﱴ ﺇﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﲢﺖ ﻗﻬﺮﻫﺎ ﺇﻗﺒﺎﻻ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﻭﻗﻤﻌ‪‬ﺎ ﻷﻫﻞ ﺍﶈﺎﻝ.‬ ‫‪ ‬ﱢ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺣﺪﻱ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﳍﻨﺪ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﻗﻮﻡ ﺣ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺮ‪‬ﻮﺍ ﺑﺈﺣﺮﺍﻕ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻓ‪‬ﺤﻔﺮ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫‪‬ﺑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ‪ ‬ﺴ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﹸﺧﺪﻭ ‪ ،‬ﻭﲡﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﺠﻲﺀ ‪‬ﻀﻤﺨ‪‬ﺎ ﺑﺎﳋﻠﻮﻕ ﻭﺍﻟ ﱢﻴﺐ ﻭ‪‬ﻀﺮﺏ ﺍﳌﻌﺎﺯﻑ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ُ ﻣ‬ ‫ﺃ ﺩ‬ ‫ﻭﺍﻟ ﱡﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻨﻮﺝ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻃﻮﰉ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻠﻖ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﺔ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻫﻮ: ﻟﻴﻜﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ﹸﺮﺑﺎﻥ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺛﻮﺍ‪‬ﻪ ﺍﳉ‪‬ﻨﺔ. ﰒ ‪‬ﻠﻘﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍ ُﺧﺪﻭﺩ ﻓﻴﺤﺘﺮ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺮﺏ‬ ‫ﻕ‬ ‫ﻷ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻘ ﹸ‬ ‫ﻧﺎﺑ ﹸﻭﻩ ﻭﻧﻔﻮﻩ ﻭﺗ ‪‬ﺃﻭﺍ ﻣﻨﻪ ﺣﱴ ﻳﻌﻮﺩ.‬ ‫‪ ‬ﱪ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﺤﻤﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻠﺰﻡ ﺻﺨﺮﺓ ﺻﺨﺮﺓ ﺣﱴ ﻳﺜﻘﺐ ﺟﻮﻓﻪ ﻭﳜﺮﺝ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻣﻌﺎﻩ ﻓﻴﻤﻮﺕ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻒ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟ‪‬ﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺴﻴﻞ ﻭﺩﻛﻪ ﻓﻴﺴﻘﻂ.‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﺳﺎﻗﻪ ﻭﻓﺨﺬﻩ ﻗﻄﻌ‪‬ﺎ ﻭ‪‬ﻠﻘﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺰﻛﻮﻧﻪ ﻭﳝﺪﺣﻮﻧﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻣﺮﺗﺒﺘﻪ ﺣﱴ ﳝﻮﺕ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻒ ﰲ ﺃﺧﺜﺎﺀ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﺇﱃ ﺳﺎﻗﻪ ﻭ‪‬ﺸﻌﻞ ﺍﻟ‪‬ﺎﺭ ﻓﻴﺤﺘﺮﻕ.‬ ‫ﻳ ﹸ ﻨ‬
  • 87. ‫-٤٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻮ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﺴﺠﺪ ﻟﻪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﺠ ‪‬ﺰ ﻟﻪ ﺃﺧﺪﻭﺩ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﻴﻘﻊ ﰲ ﺍﻷﺧﺪﻭﺩ ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻬﺐ ﻗﺎﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﻬ‪‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻐﻤﺲ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﰒ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻷﺧﺪﻭﺩ ﺣﱴ ﳝﻮﺕ ﻓﺈﻥ ﻣﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﺰﻥ ﺃﻫﹸﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬ﺮﻡ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺇﻥ ﻣﺎﺕ ﰲ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﻟﻪ ﺑﺎﳉﻨﺔ.‬ ‫ﺣ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﺰﻫﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﳉﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ ﻓﻴﺴﻘﻂ ﺃﻭﻻ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﻲ ﰒ ﻋﻦ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﰒ‬ ‫ﹸ ﹰ‬ ‫ﻳ ‪ ‬‬ ‫ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻛﻼ ‪‬ﻪ ﰒ ﺗﺒﻄﻞ ﺣﻮﺍ ‪‬ﻪ ﰒ ﺗﺒﻄﻞ ﺣﺮﻛ‪‬ﻪ ﰒ ﳜﻤ ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻬﻴﻢ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﱴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺳ‬ ‫‪ ‬ﻣ‬ ‫ﳝﻮﺕ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﻐﺮﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺮ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺄﰐ ﺍﻟ‪‬ﺴﺎﺀ ﻭﻻ ‪‬ﻮﺍﺭﻱ ﺍﻟﻌﻮﺭﺓ، ﻭﳍﻢ ﺟﺒﻞ ﺷﺎﻫﻖ ﲢﺘﻪ ﺷﺠﺮﺓ ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺭﺟﻞ ﺑﻴﺪﻩ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻴﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻃﻮﰉ ﳌﻦ ﺍﺭﺗﻘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺒﻞ ﻭﺑﻌﺞ ﺑﻄﻨﻪ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺃﻣﻌﺎﺀﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺑﻴﺪﻩ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟ ‪‬ﺨﻮﺭ ﻓﲑ ‪ ‬ﻬﺑﺎ ﺟﺴﺪﻩ ﺣﱴ ﳝﻮﺕ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻃﻮﰉ‬ ‫‪‬ﺽ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻋﻨﺪﻫﻢ ‪‬ﺮﺍﻥ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﻋ‪‬ﺎﺩﻫﻢ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪﻫﻢ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﺎﻝ ﻓﻴﺄﺧﺬﻭﻥ ﻣﺎ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻳﺒﻄﺤﻮ‪‬ﻢ ﻓﻴﻘﻄﻌﻮ‪‬ﻢ ﻧﺼﻔﲔ ﰒ ‪‬ﻠﻘﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟ‪‬ﺼﻔﲔ ﰲ ‪‬ﺮ،‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻵﺧﺮ ﰲ ‪‬ﺮ ﻭﻳﺰ ‪‬ﻤﻮﻥ ﺃ‪‬ﻤﺎ ﳚﺮﻳﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﺔ.‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺑﺮﺍﺡ ﻭﻣﻌﻪ ﲨﺎﻋﺔ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻟﻪ ﻭ‪‬ﻬ‪‬ﺌﻮﻧﻪ ﺑﻨﻴﺘﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺿﺠﺮ ﺟﻠﺲ‬ ‫ﻳﻨ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭ ‪‬ﻤﻊ ﻟﻪ ﺳﺒﺎﻉ ﺍﻟﻄﲑ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ، ﻓﻴﺘﺠ ‪‬ﺩ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﰒ ﳝﺘﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺘﺒﺘﺪﺭﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟ‬ ‫ﺍﻟﻄﲑ ﻓﺘﺄﻛﹸﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻔ ‪‬ﻗﺖ ﺍﻟﻄﲑ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﻭﺃﺣﺮﻗﻮﻫﺎ ﻭﺗﱪﻛﻮﺍ ﻬﺑﺎ ﰲ‬ ‫ﱠ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﱠ‪ ‬ﻠ‬ ‫ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ. ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﺍﳍﻨﺪ ﻗﻮﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﺆﺧﺬ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻳﺆﺧﺬ ﻋﻨﻬﻢ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭ‪‬ﺴﺘﻠﻬﻢ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ؛ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗ ﹸ‬ ‫ﺃﻋﻤﻰ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﺣﱴ ﻗﺎﺩﻫﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﺩ.‬ ‫‪‬‬
  • 88. ‫-٥٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﺛﻨﺘﺎﻥ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﻣﺮﺗﺒﺔﹰ، ﻭﺃﻥ ‪‬ﻜﺚ ﺃﻫﻞ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﰲ ﺃﺩﱏ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﱠﻣ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻭﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺳﻨﺔ ﻭﻛﻞ‬ ‫ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﺩﻭ‪‬ﺎ. ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﺛﻨﺘﺎﻥ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺖ ﻋﺸﺮ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻣﻬﺮﻳﺮ ﻭﺻﻨﻮﻑ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻭﺳﺖ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳊﺮﻳﻖ ﻭﺻﻨﻮﻑ ﻋﺬﺍﺑﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺰ‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﲑﺓ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺒﺬﺓ ﻟﻴﺴﺘﺪﻝ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ.‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ: ﺗﺸﺒﻴﻬﻬﻢ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺑﺎﳋﻠﻖ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺗﺸﺒﻴﻬﻬﻢ ﺣﻘﹰﺎ ﳉﺎﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﳚﻮﺯ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﺎﻣﺪ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ ﺭﺟﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺗﺎﺝ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻭﻟﻪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻟﻶﺩﻣﻴﲔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﳍﻢ: ﻋﺰﻳﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ ﻭﻟﻮ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺒ‪‬ﻨ ‪‬ﺓ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺾ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﺍﳋﺎﻟﻖ ﻟﻴﺲ ﺑﺬﻱ ﺃﺑﻌﺎﺽ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ‪‬ﺆﱠﻒ ﱂ ﻳﺜﺒﺘﻮﺍ ‪‬ﻨﻮﺓ. ﰒ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺑ ‪‬ﹰ‬ ‫ﲟﻟ ٍ‬ ‫ﻛﺎﻥ ‪‬ﺰﻳﺮ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻭﺍﻹﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﻬﺑﺎ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎﻫﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺑﺎﳊﻘﺎﺋﻖ ﺃ‪‬ﻢ ﺭﺃﻭﻩ ﻗﺪ ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﻗﺮﺃ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻣﻦ ﺣﻔﻈﻪ ﻓﺘﻜﻠﻤﻮﺍ‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻇﻨﻮ‪‬ﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ.‬ ‫ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ‪‬ﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺃ‪‬ﻢ ﳌﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﰲ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﺒﺤﺮ‬ ‫ﺑ‪ٍ ‬‬ ‫ﳍﻢ ﰒ ﻣﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻨﺎﻡ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﴿ﺃﺟﻌﻞ ﻟﻨﺎ ﺁﳍﺔ ﻛﻤﺎ ﳍﻢ ﺁﳍﺔ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ:‬ ‫٨٣١[، ﻓﻠﻤﺎ ﺯﺟﺮﻫﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻲ ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻓﻈﻬﺮ ﺍﳌﺴﺘﻮﺭ ﺑﻌﺒﺎﺩ‪‬ﻢ ﺍﻟﻌﺠﻞ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﲪﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺷﻴﺌﺎﻥ، ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺑﺎﳋﺎﻟﻖ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃ‪‬ﻢ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﻜﻦ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳊﺲ ﻟﻐﻠﺒﺔ ﺍﳊﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ‪‬ﺑﻌ‪‬ﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻟﻮﻻ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺑﺎﳌﻌﺒﻮﺩ ﻣﺎ ﺍﺟﺘﺮﺃﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﻛﻘﻮﳍﻢ: ﴿ﺃﻥ ﺍﷲ ﻓﻘﲑ ﻭﳓﻦ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ١٨١[، ﻭﻗﻮﳍﻢ:‬ ‫﴿‪‬ﻳ ‪ ‬ﺍﷲ ﻣﻐ ﹸﻮﹶﻟ ﹲ﴾ ]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٤٦[، ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮ‪‬ﺍ ﻛﺒﲑ‪‬ﺍ.‬ ‫ﺪ ‪ ‬ﻠ ﺔ‬
  • 89. ‫-٦٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﳚﻮﺯ ﻧﺴﺦ ﺍﻟ ‪‬ﺮﺍﺋﻊ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺁﺩﻡ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺟﻮﺍﺯ ﻧﻜﺎﺡ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ، ﻭﺫﻭﺍﺕ ﺍﶈﺎﺭﻡ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ، ﰒ ‪‬ﺴﺦ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﺮﻳﻌﺔ‬ ‫ﻧ ‪‬‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﺫﺍ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺸﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﺣﻜﻤﻪ ﻓﻼ ﳚﻮﺯ ﺗﻐﻴﲑﻩ. ﻗﻠﺖ: ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺣﻜﻤﺔﹰ، ﻓﺈﻥ ﺗﻘﻠﺐ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﺇﱃ ﻣﺮﺽ ﻭﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺇﱃ‬ ‫ﻣﻮﺕ ﻛﻠﻪ ﺣﻜﻤﺔ، ﻭﻗﺪ ﺣ ﱠﺮ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻣﺎ ﺃﻧﻜﺮﰎ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺬﺑﺢ ﺍﺑﻨﻪ ﰒ ‪‬ﺎﻩ‬ ‫ﻋﻦ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﴿ﻟﻦ ﲤﺴﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٠٨[:‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﻋﺒﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﻞ، ﻭﻓﻀﺎﺋﺤﻬﻢ ﻛﺜﲑﺓ. ﰒ ﲪﻠﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﺍﶈﺾ‬ ‫ﻓﺠﺤﺪﻭﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻛﺘﺎﻬﺑﻢ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ ﻧﺒ‪‬ﻨﺎ ﻭﻏ‪‬ﻴ ‪‬ﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﹸﻣ ‪‬ﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻪ ﻭﺭﺿﻮﺍ‬ ‫ﺃﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﻌﻠﻤﺎﺅﻫﻢ ﻋﺎﻧﺪﻭﺍ ﻭﺟ ‪‬ﺎﹸﻬﻢ ﻗﱠﺪﻭﺍ، ﰒ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃ‪‬ﻢ ﻏﲑﻭﺍ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺑﻪ‬ ‫‪‬ﻬ ﻟ ﻠ‬ ‫ﻭﺣ ‪‬ﻓﻮﺍ ﻭﺩﺍﻧﻮﺍ ﲟﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ؛ ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩ‪‬ﺔ ﳑﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﳍﻮﻯ، ﰒ ﺇ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﹸ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﳜﺎﻟﻔﻮﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻳﻌﻴﺒﻮﻧﻪ ﺣﱴ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻧﻪ ﺁﺩ ‪ (١)‬ﻭﺍ‪‬ﻤﻮﻩ ﺑﻘﺘﻞ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﻭﺍ‪‬ﻤﻮﺍ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﺰﻭﺟﺔ‬ ‫‪‬ﺭ‬ ‫ﺃﻭﺭﻳﺎ)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺭ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻧﺎ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺳﺎﻣﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﺳﺎﱂ ﻣﻮﱃ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﻄﻴﻊ، ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﺪﺭﺍﺱ)٣( ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫»ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺇﱄ ‪‬ﻠﻤﺎﺀﻛﻢ«. ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺻﻮﺭﻳﺎ، ﻓﺨﻼ ﺑﻪ ﻓﻨﺎﺷﺪﻩ ﺍﷲ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻭﲟﺎ‬ ‫ﱠﻋ‬ ‫ﺃﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺃﻃﻌﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﻦ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻯ ﻭﻇﻠﻠ ‪‬ﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ: »ﺃﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﱐ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﻬ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺍﻷﻭﺭ: ﻣﻨﺘﻔﺦ ﺍﳋﺼﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻋﻴﺐ ﰱ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ.‬ ‫)٢( ﻗﺼﺔ ﺑﺎﻃﻠﺔ، ﻻ ﻳﺼﺢ ﳍﺎ ﺇﺳﻨﺎﺩ، ﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻔﺴﲑ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ٤/٢٣، ﻭﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ‬ ‫)٣١٣، ٤١٣، ٦٧٥(.‬ ‫)٣( ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ: ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻭﲨﻌﻪ ﻣﺪﺍﺭﻳﺲ.‬
  • 90. ‫-٧٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﷲ؟«. ﻗﺎﻝ: ﺍﷲ ﻡ ﻧﻌﻢ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻟﻴﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻭﺇﻥ ﺻﻔﺘﻚ ﻭﻧﻌﺘﻚ ﹸﺒ‪‬ﻴﻦ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺣﺴﺪﻭﻙ. ﻗﺎﻝ: »ﻓﻤﺎ ﳝﻨ ‪‬ﻚ ﺃﻧﺖ؟« ﻗﺎﻝ: ﺃﻛﺮﻩ ﺧﻼﻑ ﻗﻮﻣﻲ، ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻳﺘﺒ ‪‬ﻮﻙ ﻭ‪‬ﺴﻠﻤﻮﺍ ﻓﹸﺳﻠﻢ)١(.‬ ‫ﺄ‬ ‫ﻌ ﻳ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ، ﻋﻦ‬ ‫ﳏﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﻟﺒﻴﺪ، ﻋﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺳﻼﻣﺔ ﺑﻦ ﻭﻗﺶ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺟﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﺑﲏ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺷﻬﻞ ﻓﺨﺮﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌﺚ ﺍﻟﻨﱯ ﺣﱴ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﳎﻠﺲ ﺑﲏ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻷﺷﻬﻞ، ﻗﺎﻝ ﺳﻠﻤﺔ: ﻭﺃﻧﺎ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺃﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺳ‪‬ﻨًﺎ ﻋﻠﻲ ‪‬ﺮﺩﺓ ﻣﻀﻄﺠﻌ‪‬ﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻔﻨﺎﺀ‬ ‫‪‬ﺑ ﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﻫﻠﻲ، ﻓﺬﻛﺮ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺍﳊﺴﺎﺏ ﻭﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﻭﺍﳉﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻘﺎﻝ: ﺫﻟﻚ ﻟﻘﻮﻡ ﺃﻫﻞ ﺷﺮﻙ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺃﻭﺛﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺑﻌﺜﹰﺎ ﻛﺎﺋﻨ‪‬ﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻭﳛﻚ ﻳﺎ ﻓﻼﻥ. ﺃﺗﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﺋﻨ‪‬ﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ‪‬ﺒﻌﺜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﻣﻮ‪‬ﻢ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺟ‪‬ﻨﺔ ﻭﻧﺎﺭ ﳚﺰﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻋﻤﺎﳍﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻨ ﻳ‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳛﻠﻒ ﺑﻪ ﻳﻮﺩ ﺃﺣﺪ ‪‬ﻢ ﺃﻥ ﻟﻪ ﳊﻈﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺄﻋﻈﻢ ﺗ‪‬ﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ‪‬ﺤﻤﻮﻧﻪ ﰒ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻨ ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪ ‬ﻫ‬ ‫ﻳﺪﺧﻠﻮﻧﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﻓﻴﻄﺒﻘﻮﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻏﺪ‪‬ﺍ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻭﳛﻚ ﻭﻣﺎ ﺁﻳﺔ ﺫﻟﻚ؟‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻧ ﱞ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﻣﻦ ﳓﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺑﻴﺪﻩ ﳓﻮ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻣﱴ ﻧﺮﺍﻩ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﹲ‬ ‫ﱯ‬ ‫ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱄ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺛﻬﻢ ﺳﻨ‪‬ﺎ ﺇﻥ ﻳﺴﺘﻨﻔﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ ‪‬ﻤﺮﻩ ‪‬ﺪﺭﻛ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ ﺳﻠﻤﺔ: ﻓﻮ ﺍﷲ ﻣﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋ ‪‬ﻳ ﻪ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺣﱴ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﺣ ﱞ ﺑﲔ ﺃﻇﻬﺮﻧﺎ ﻓﺂﻣﻨﺎ ﺑﻪ ﻭﻛﹶﻔﺮ ﺑﻪ ﺑﻐﻴ‪‬ﺎ‬ ‫ﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺣﺴﺪ‪‬ﺍ ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﻭﻳﻠﻚ ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ﺃﻟﺴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﺖ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﹸﻠﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻰ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺑﻪ)٢(.‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﰱ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ١/٨٠١، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﰱ ‪‬ﺬﻳﺐ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ‬ ‫١/٢٥٣، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ، ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ، ﻭﻋﻨﻌﻨﺔ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ.‬ ‫‪‬‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٧٦٤، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٨/٠٣٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﻭﺍﻩ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ.. ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻏﲑ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﻗﺪ ﺻﺮﺡ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﻉ«.‬
  • 91. ‫-٨٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺜﲑ؛ ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻭﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫ﺟﻮﻫﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻴﻌﻘﻮﺑ‪‬ﻴﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻭﺍﳌﻠﻜ‪‬ﺔ ﺃﻫﻞ ﺩﻳﻦ ﺍﳌﻠﻚ، ﻭﺍﻟﻨﺴﻄﻮﺭ‪‬ﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻧﺴﻄﻮﺭﺱ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﺟﻮﻫﺮ ﻭﺍﺣﺪ )ﰲ( ﺃﻗﺎﻧﻴﻢ ﺛﻼﺛﺔ، ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﳉﻮﻫﺮ‪‬ﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﰲ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻷﻗﻨﻮﻣﻴﺔ؛ ﻓﺄﺣﺪ ﺍﻷﻗﺎﻧﻴﻢ ﻋﻨﺪﻫﻢ: ﺍﻷﺏ، ﻭﺍﻵﺧﺮ: ﺍﻻﺑﻦ، ﻭﺍﻵﺧﺮ: ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺪﺱ، ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻷﻗﺎﻧﻴﻢ ﺧﻮﺍ ‪ ،‬ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺻﻔﺎﺕ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺷﺨﺎﺹ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ‬ ‫ﺹ‬ ‫ﻧ ‪‬ﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺟﻮﻫﺮ‪‬ﺍ ﳉﺎﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﳚﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤ‪‬ﺰ ﲟﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺤ ‪‬ﻙ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺍﻟ ‪‬ﻜﻮﻥ ﻭﺍﻷﻭﺍﻥ، ﰒ ﺳ ‪‬ﻝ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﷲ.‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ: ﺯﻋﻤﺖ ﺍﳌﻠﻜ‪‬ﺔ ﻭﺍﻟﻴﻌﻘﻮﺑ‪‬ﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪﺗﻪ ﻣﺮﱘ ﻫﻮ ﺍﻹﻟﻪ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺳ ‪‬ﻝ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﷲ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺟﻮﻫﺮﺍﻥ ﺃﺣ ‪‬ﳘﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻗﺪ ‪ ،‬ﻭﺍﻵﺧﺮ ‪‬ﺤﺪ ﹲ، ﻭﻣﻊ ﻗﻮﳍﻢ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﳌﺴﻴﺢ ‪‬ﻘ ‪‬ﻭﻥ ﲝﺎﺟﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻻ ﳜﺘﻠﻔﻮﻥ‬ ‫ﻳﺮ‬ ‫ﻣ ﺙ‬ ‫ﱘ‬ ‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﻭﰲ ﺃﻧﻪ ‪‬ﻠﺐ ﻭﱂ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﳕﺎ ﹸﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟ‪‬ﺎﺳﻮﺕ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﻓﻬﻼ ﺩﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺕ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻫﻮﺕ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﰒ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺣﱴ ﺟﺤﺪﻭﻩ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﺍﻹﳒﻴﻞ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﲔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺇ‪‬ﻪ ﻧﱯ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺧﺎﺻﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﻣﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺍﺳﺘﻐﻔﻠﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﱴ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻧﱯ ﻓﺎﻟﻨﱯ ﻻ ﻳﻜﺬﺏ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ: »‪‬ﻌﺜﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﺑ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻛﺎﻓﺔ«)١(، ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺇﱃ ﻗﻴﺼﺮ ﻭﻛﺴﺮﻯ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻷﻋﺎﺟﻢ.‬ ‫)ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﻌﺬﺑﻨﺎ ﺍﷲ ﻷﺟﻞ ﺃﺳﻼﻓﻨﺎ‬ ‫ﻓﻤﻨﺎ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ: ﴿ﻧﺤ ‪ ‬ﺃﺑ‪‬ﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺃﺣ‪‬ﺎﺅﻩ﴾‬ ‫‪‬ﹶ ِﺒ ‪ ‬‬ ‫‪ ‬ﻦ ﹶ‪‬ﻨ‬ ‫ُ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٨٣٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ )١٢٥/٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻯ.‬
  • 92. ‫-٩٨-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٨١[. ﺃﻱ ﻣ‪‬ﺎ ﺍﺑﻨﻪ ‪‬ﺰﻳﺮ ﻭﻋﻴﺴﻰ. ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﺨﺺ ﻣﻄﺎﻟﺐ‬ ‫ِﻨ ‪ ‬ﻋ ‪‬‬ ‫ﲝﻖ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻼ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻋﻨﻪ ﺫﻭ ﻗﺮﺍﺑﺘﻪ ﻭﻟﻮ ﺗﻌ ‪‬ﺕ ﺍﶈﺒﺔ ﺷﺨﺼ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﻏﲑﻩ ﳌﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻟﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻻﺑﻨﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ: »ﻻ ﺃﻏﲏ ﻋﻨﻚ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ«)١(، ﻭﺇﳕﺎ ﻓﻀﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﶈﺒﻮﺏ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﻓﻤﻦ ﻋﺪﻣﻬﺎ ﻋﺪﻡ ﺍﶈ‪‬ﺔ، ﰒ ﺇﻥ ﳏ‪‬ﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺸﻐﻒ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻛﻤﺤ‪‬ﺔ ﺍﻵﺩﻣ‪‬ﻴﲔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀ‪‬ﺎ ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﳛﺘﻤﻞ.‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺒ‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﲔ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺃﺻﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺃﻋﲏ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﲔ ﻣﻦ ﻗﻮﳍﻢ: ﺻﺒﺄﺕ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ، ﻭﺻﺒﺄﺕ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ: ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮﺕ، ﻭﺻﺒﺄ ﺑﻪ: ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﺎﺑﺌﻮﻥ:‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﳋﺎﺭﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺇﱃ ﺩﻳﻦ، ﻭﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻗﻮﺍﻝ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﻮﻡ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍ‪‬ﻮﺱ، ﺭﻭﺍﻩ ﺳﺎﱂ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ، ﻭﻟﻴﺚ،‬ ‫ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃ‪‬ﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍ‪‬ﻮﺱ، ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﳒﻴﺢ ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃ‪‬ﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ. ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑ ‪‬ﺓ، ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ.‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃ‪‬ﻢ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻟﲔ ﻗﻮﻻ ﻣﻨﻬﻢ، ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﱀ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﻭﺍﳋﺎﻣﺲ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻻ ﻛﺘﺎﺏ ﳍﻢ، ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎ‪‬ﻮﺱ، ﻗﺎﻟﻪ ﺍﳊﺴﻦ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﺃ‪‬ﻢ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟﺰﺑﻮﺭ، ﻗﺎﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻣﻦ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﻮﻡ ‪‬ﺼﱡﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻮﺭ، ﻗﺎﻟﻪ ﻗﺘﺎﺩﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻳ ﻠ‬ ‫ﻭ ‪‬ﻘﺎﺗﻞ.‬ ‫ﻣ ﹲ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )١٧٧٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٦٠٢/١٥٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
  • 93. ‫-٠٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺎﺳﻊ: ﺃ‪‬ﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺪﻱ.‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺎﺷﺮ: ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﻟﻴﺲ ﳍﻢ ﻋﻤﻞ ﻭﻻ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﻻ ﻧﱯ ﺇﻻ‬ ‫ﻗﻮﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ، ﻗﺎﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻫﺬﻩ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻭﺍﳊﺴﻦ ﻭﻏﲑﻫﻢ. ﻓﺄﻣﺎ‬ ‫ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺑﺌﲔ ‪‬ﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻫﻴﻮﱃ ﻛﺎﻥ ﻭﱂ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺼ ﻣ ‪‬‬ ‫ﻳﺰﻝ، ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳍﻴﻮﱃ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ: ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﻴﺲ ﲟﺤﺪﺙ ﻭ ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻭﲰﺎﻫﺎ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺁﳍﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﲰ‬ ‫ﻭﻋﺒﺪﻭﻫﺎ ﻭﺑﻨﻮﺍ ﳍﺎ ﺑﻴﻮﺕ ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﻫﻢ ﻳ ‪‬ﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﺑﻴﺖ ﺍﷲ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺑﻴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺯﺣ‪‬ﻞ، ﻭﺯﻋﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ، ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﻟﻴﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲟﺤﺪﺙ ﻭﻻ ﻣﻮﺍﺕ ﻭﻻ ﺟﺎﻫﻞ ﻭﻻ ﻋﺎﺟﺰٍ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﺌﻼ ﻳﻘﻊ ﺗﺸﺒﻴﻪ. ﻭﳍﻢ ﺗﻌ‪‬ﺪﺍﺕ ﰲ ﺷﺮﺍﺋﻊ‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﺃ‪‬ﻢ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺛﻼﺙ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﰲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ، ﺃﻭﹸﻬﺎ: ﲦﺎﻥ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﻭﺛﻼﺙ‬ ‫‪‬ﻟ‬ ‫ٍ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺳﺠﺪﺍﺕ ﰲ ﻛﻞ ﺭﻛﻌﺔ، ﻭﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﲬﺲ ﺭﻛﻌﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ:‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﻴﺎﻡ ﺷﻬﺮ ﺃﻭﻟﻪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻥ ﻟﻴﺎﻝ ﳝﻀﲔ ﻣﻦ ﺁﺫﺍﺭ ﻭﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻭﳍﺎ ﺍﻟﺘﺴﻊ‬ ‫ﻳﺒﻘﲔ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻭﳍﺎ ﺍﻟﺜﻤﺎﻥ ﻟﻴﺎﻝ ﳝﻀﲔ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﻁ ﻭﳜﺘﻤﻮﻥ ﺻﻴﺎﻣﻬﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ، ﻭﺣﺮﻣﻮﺍ ﳊﻢ ﺍﳉﺰﻭﺭ ﰲ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ. ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﳋ‪‬ﺮﺓ ﺗﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻭﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﺗﱰﻝ ﺇﱃ ﺃﺳﻔﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻷﺭﺿﲔ ﻭﺇﱃ ﺍﻟ ﱡﻠﻤﺔ.‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻻ ﻳﻔﲎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ. ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﻜﱡﻒ ﰲ ﺭ ‪‬ﻫﺎ ﺇﺫ ﻫﻲ ﺩﻋﺎﻭ ﺑﻼ ﺩﻟﻴﻞ. ﻭﻗﺪ ﺣ ‪‬ﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻷﻗﻮﺍﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻠ ٍ ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺑﺌﲔ ﺃ‪‬ﻢ ﺭﺃ ‪‬ﺍ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﰲ ﲢﺼﻴﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺣﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻗﻮﺍﻧﲔ ﻭﺩﻋﻮﺍﺕ، ﻭﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﻨﺠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺴﺨﲑ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺑﲔ ﺍﷲ ﻭﺑﲔ ﺧﻠﻘﻪ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻟﻠﻤﺼﺎﱀ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴ‪‬ﺎ ﻻ ﺟﺴﻤﺎﻧﻴ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻓﻨﺤﻦ ﳓﺼﻞ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻗ ‪‬ﺳﻴﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ‬ ‫ﹸﺪ‬
  • 94. ‫-١٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻻ ‪‬ﻨﻜﺮﻭﻥ ﺑﻌﺚ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﻮﺱ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ: ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻠﻮﻙ ﺍ‪‬ﻮﺱ ﻛﻮﻣﺮﺙ ﻓﺠﺎﺀﻫﻢ‬ ‫ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ﰒ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻣﺪ ‪‬ﻮ ﺍﻟ‪‬ﺒ ‪‬ﺓ ﻓﻴﻬﻢ ﺣﱴ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﻬﺑﺎ ﺯﺭ‪‬ﺍﺩﺷﺖ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﷲ -‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻋ ﻨ ﻮ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ - ﺷﺨﺺ ﺭﻭﺣﺎﱐ ﻇﻬﺮ ﻓﻈﻬﺮﺕ ﻣﻌﻪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ‬ ‫ﹰ ﹰ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻐﲑﻱ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﺪﻉ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﺍﺑﺘﺪﻋ‪‬ﻬﺎ ﻓﺘﻮﱠﺪ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﹸﻠﻤﺔ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻇ ﹲ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺟﺤﻮﺩ ﻟﻘﺪﺭﺓ ﻏﲑﻩ ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺗﻐﺎﻟ‪‬ﺒﻪ.‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﳑﺎ ﺳ‪‬ﻪ ‪‬ﺭﺍﺩﺷﺖ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﺘﺄ ‪‬ﻟﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃ‪‬ﻬﺎ ﻣﻠﻜﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻨ‪ ‬ﺯ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﰐ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭ‪‬ﺤﻴﻲ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺗﺮ ‪ ‬ﺍﳊﺮﺍﺭﺍﺕ ﺇﱃ‬ ‫‪‬ﺩ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﺎ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺪﻓﻨﻮﻥ ﻣﻮﺗﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﻌﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﳍﺎ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇ‪‬ﺎ ﻧﺸﻮﺀ‬ ‫ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻓﻼ ﻧﻘﺬﺭﻫﺎ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﻐﺘﺴﻠﻮﻥ ﺑﺎﳌﺎﺀ ﺗﻌﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﻟﻪ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻷﻥ ﺑﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﻞ‬ ‫ﺷﻲﺀٍ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﻗﺒﻠﻪ ﺑﻮﻝ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭﳓﻮ ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﺒﺰﹸﻮﻥ ﻓﻴﻪ. ﻭﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﻗﺘﻞ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﺫﲝﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻐﺴﻠﻮﻥ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺑﺒﻮﻝ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﺗﱪﻛﹰﺎ ﺑﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﺘﻴﻘﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺮﻛﺔﹰ، ﻭﻳﺴﺘﺤﱡﻮﻥ ﻓﺮﻭﺝ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻻ ﺑﻦ ﺃﺣﺮﻯ ﺑﺘﺴﻜﲔ ﺷﻬﻮﺓ ﺃﻣﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻓﺎﺑ‪‬ﻨﻪ ﺃﻭﱃ ﺑﺎﳌﺮﺃﺓ؛ ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻛ‪‬ﺮﻱ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﺍﳌﻴﺖ، ﻭﳚﻴﺰﻭﻥ ﻟﻠﺮﺟﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﲟﺎﺋﺔ ﻭﺃﻟﻒ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﳊﺎﺋﺾ ﺃﻥ ﺗﻐﺘﺴﻞ ﺩﻓﻌﺖ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ ﺇﱃ ﺍ ﹸﻮﺑﺬ ﻭﳛﻤﹸﻬﺎ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻳﻘﻴ ‪‬ﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﻭ‪‬ﻨ ﱢﻔﻬﺎ ﺑﺴﺒﺎﺑﺘﻪ.‬ ‫ﻳﻈ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﺃﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺰﺩﻙ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﹸﺒﺎﺫ ﻭﺃﺑﺎﺡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ، ﻭﻧﻜﺢ ﻧﺴﺎﺀ ﻗﺒﺎﺫ‬ ‫ﻗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﺘﻘﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻴﻔﻌﻠﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﺜﻠﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺇﱃ ﺃﻡ ﺃﻧﻮﺷﺮﻭﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﺒﺎﺫ: ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ‬ ‫ﺇﱄ ﻓﺈﻧﻚ ﺇﻥ ﻣﻨﻌﺘﲏ ﺷﻬﻮﰐ ﱂ ﻳﺘﻢ ﺇﳝﺎ‪‬ﻚ. ﻓﻬﻢ ﺑﺈﺧﺮﺍﺟﻬﺎ ﻓﺠﻌﻞ ﺃﻧﻮﺷﺮﻭﺍﻥ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳﺪﻱ ﻣﺰﺩﻙ ﻭ‪‬ﻘ‪‬ﻞ ﺭﺟﻠﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺒﺎﺫ ﻭﻳﺴﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺐ ﻟﻪ ﺃﻣﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺒﺎﺫ ﳌﺰﺩﻙ:‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﺒﹸ ‪‬‬ ‫ﺃﻟﺴﺖ ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ‪‬ﺮﺩ ﻋﻦ ﺷﻬﻮﺗﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻰ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻢ ﺗﺮﺩ ﺃﻧﻮﺷﺮﻭﺍﻥ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻦ ﺷﻬﻮﺗﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﻭﻫﺒﺘﻬﺎ ﻟﻪ، ﰒ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺃﻛﻞ ﺍﳌﻴﺘﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﱢﻲ ﺃﻧﻮﺷﺮﻭﺍﻥ ﺃﻓﲎ‬ ‫‪‬ﻟ‬
  • 95. ‫-٢٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﺰﺩﻛ‪‬ﺔ ﻫﻮ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍ‪‬ﻮﺱ: ﺇﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ‪‬ﺎﻳﺔ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻠﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺟﻠﺪ ﻣﻦ ﺟﻠﻮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، ﻭﺍﻟﺮﻋﺪ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺣﺮﻛﺔ ﺧﺮﺧﺮﺓ ﺍﻟﻌﻔﺎﺭﻳﺖ ﺍﶈﺒﻮﺳﺔ ﰲ ﺍﻷﻓﻼﻙ ﺍﳌﺄﺳﻮﺭﺓ ﰲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺣﺮﺏ، ﻭﺍﳉﺒﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﻈﺎﻣﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﳍﻢ ﻭﺩﻣﺎﺋﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻧﺒﻎ ﻟﻠﻤﺠﻮﺱ ﺭﺟﻞ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺩﻭﻟﺔ ﺑﲏ ﺃﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺑﲏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﺍﺳﺘﻐﻮﻯ ﺧﻠﻘﹰﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﺟﺮﺕ ﻟﻪ ﻗﺼﺺ ﻳﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﻓﻬﻮ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻇﻬﺮ ﻟﻠﻤﺠﻮﺱ، ﻭﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻤﺠﻮﺱ ﻛﺘﺐ ﻳﺪﺭﺳﻮ‪‬ﺎ ﻭﺃ‪‬ﻢ ﺃﺣﺪﺛﻮﺍ ﺩﻳﻨ‪‬ﺎ ﻓ ‪‬ﻓﻌﺖ ﻛﺘ‪‬ﻬﻢ.‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﻇﺮﻑ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﰲ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻭﺷﺮ‪‬ﺍ ﻓﺴ ‪‬ﻝ ﳍﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻓﺎﻋﻞ ﺍﳋﲑ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸ ‪‬؛ ﻓﺄﺛﺒﺘﻮﺍ ﺇﳍﲔ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻧﻮﺭ ﺣﻜﻴﻢ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﻻ ﺍﳋﲑ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻫﻮ ﻇﻠﻤﺔ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﻻ ﺍﻟﺸ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﱠﻨﻮﻳﺔ.‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮ ‪‬ﺒﻬﻬﻢ ﻭﺟﻮﺍﻬﺑﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻗﺪﱘ، ﻻ‬ ‫‪‬ﺷ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﳋﲑ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ‪‬ﺤﺪﺙ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺸ ‪ ،‬ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺮﺭﰎ ﺃﻥ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻣ ﹲ‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﻮﺭ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻖ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺸﺮ، ﻭﺯﻋﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻫﻮ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭ، ﻓﻔﻜﺮ ﻓﻜﺮﺓ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺭﺩﻳﺌﺔﹰ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﳛﺪﺙ ﰲ ﻣﻠﻜﻲ ﻣﻦ ﻳﻀﺎ ‪‬ﱐ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮ‪‬ﺗﻪ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﻓﺤﺪﺙ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺮﺿﻲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ‪‬ﻨﺴﺐ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﺩﺍﺀﺓ ﺑﻌﺪ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﻳﻚ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫‪ ‬ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺷﻚ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺸﻚ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺯﻋﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺟﺴﻤﺎﻥ ﻗﺪﳝﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻀﺎﺀ ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺁﻓﺔ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﲟﻌﺰﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺎﺣﺘﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺣﱴ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﲜﻨﻮﺩﻩ، ﻓﻬﺮﺏ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﺘﻬﻢ ﻭﺗﻘﺪﺱ ﻋﻦ ﻗﻮﳍﻢ ﻓﺎﺗﺒﻌﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺣﱴ ﺣﺎﺻﺮﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺣﺎﺭﺑﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺳﻨﺔ ﻻ ﻫﻮ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺪﻓﻌ ‪ ،‬ﰒ ﻳﺼﺎﳊﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ‬ ‫‪‬ﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﺟﻨﻮ ‪‬ﻩ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺳﻨﺔ، ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﺮﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﰲ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻜﺮﻭﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺑﻼﻳﺎ ﺍﻧﻘﻀﺎﺋﻪ ﰒ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ،‬
  • 96. ‫-٣٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺷﺮﻁ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﳝﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺭﺩﻳﺌﺔٍ، ﻓﻮﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻭﺃ‪‬ﻤﺎ ﳌﺎ ﻓﺮﻏﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺷﺮﻃﻬﻤﺎ ﺃﺷﻬﺪﺍ ﻋﺪﻟﲔ ﻭﺩﻓﻌﺎ ﺳﻴﻔﻴﻬﻤﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺪﻟﲔ ﻭﻗﺎﻻ: ﻣﻦ ﻧﻜﺚ ﻓﺎﻗﺘﻼﻩ، ﰲ ﻫﺬﻳﺎﻧﺎﺕ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻛﺜﲑﺓ ﻳﻀﻴﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﺬﻛﺮﻫﺎ ﻓﺘﻨﻜﺒﻨﺎﻫﺎ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﻧﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻣﺎ ﺁﺛﺮﻧﺎ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃ‪‬ﻢ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﰒ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﻜﺮﺓ ﺭﺩﻳﺌ ﹲ، ﻓﻌﻠﻰ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﻗﻮﳍﻢ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﲢﺪﺙ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ، ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻠﻚ، ﰒ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ ﺃﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻔﻲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﲟﺎ‬ ‫ﺿﻤﻦ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﻴﻞ ﳍﻢ: ﻓﻼ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔ ﺍﺳﺘﺒﻘﺎﺅﻩ. ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ، ﻓﻘﺪ ﺃﻗ ‪‬ﻭﺍ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻳﺮ. ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺪﻟﲔ ﻭﻗﺪ ﻋﺼﻰ ﺭ‪‬ﻪ؟ ﻭﻛﻴﻒ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﺍﻻﻓﺘﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻟﻪ؟ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺘﻔ ‪‬ﺝ ﻓﻴﻤﺎ ﺻﻨﻌﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﺬﻛﺮﻫﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻭﻻ ﻣﻌﲎ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺠﻤﲔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻠﻚ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ: ﺫﻫﺐ ﻗﻮﻡ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻗﺪﱘ ﻻ ﺻﺎﻧﻊ ﻟﻪ. ﻭﺣﻜﻰ ﺟﺎﻟﻴﻨﻮﺱ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ‪‬ﺣﻞ ﻭﺣﺪﻩ ﻗﺪ ‪ ،‬ﻭﺯﻋﻢ ﻗﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪ ‬ﱘ‬ ‫ﺯ ﹸ‬ ‫ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻭﻻ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﻭﻻ ﺭﻃﻮﺑﺔ ﻭﻻ ﻳﺒﻮﺳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﲞﻔﻴﻒ ﻭﻻ ﺛﻘﻴﻞ. ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌ ‪‬ﻬﻢ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺟﻮﻫﺮ ﻧﺎﺭﻱ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﺧ‪‬ﻄﻒ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻘﻮﺓ ﺩﻭﺭﺍﻧﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺟﺴﻢ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺍﳊﺠﺎﺭﺓ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻫﻲ ﻣﻦ ﻏﻴﻢ ‪‬ﻄﻔﺄ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺗﺴﺘﻨﲑ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻣﺜﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻔﺤﻢ ﻳﺸﺘﻌﻞ ﻭﻳﻨﻄﻔﻰﺀ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺟﺴﻢ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﻭﻫﻮﺍﺀ.‬ ‫‪‬‬ ‫ُ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ: ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻳﺢ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﻧﻪ ﲟﱰﻟﺔ ﺍﻟ ﹸﺮﺓ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺘﺤ ‪‬ﻙ ﲝﺮﻛﺘﲔ‬ ‫ﺮ‪‬‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﺇﱃ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﳌﺸﺮﻕ.‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﺯﺣﻞ ﻳﺪ ‪‬ﺭ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﰲ ﳓﻮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﲔ ﺳﻨﺔ، ﻭﺍﳌﺸﺘﺮﻱ ﰲ ﳓﻮ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ‬ ‫ﹸ ﻭ‪‬‬ ‫ﺳﻨﺔ، ﻭﺍﳌﺮﻳﺦ ﰲ ﳓﻮ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﲔ، ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﻭﻋﻄﺎﺭﺩ ﰲ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﺛﻼﺛﲔ‬ ‫ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺃﻓﻼﻙ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺳﺒﻌﺔ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻨﺎ ﻓﻠﻚ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﰒ ﻓﻠﻚ ‪‬ﻄﺎﺭﺩ ﰒ‬ ‫ﻋ‬
  • 97. ‫-٤٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻠﻚ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺮﺓ ﰒ ﻓﻠﻚ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﰒ ﻓﻠﻚ ﺍﳌﺮﻳﺦ ﰒ ﻓﻠﻚ ﺍﳌﺸﺘﺮﻱ ﰒ ﻓﻠﻚ ﺯﺣﻞ ﰒ ﻓﻠﻚ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ. ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﻣﻘﺎﺩﻳﺮ ﺃﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ: ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ‬ ‫ﺟﺮﻣ‪‬ﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻫﻮ ﳓﻮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺳﺖ ﻭﺳﺘﲔ ﻣﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ‬ ‫ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﳓﻮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﲔ ﻣﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺭﺽ. ﻭﺍﳌﺸﺘﺮﻱ ﳓﻮ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﺘﲔ‬ ‫ﻭﲦﺎﻧﲔ ﻣﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺍﳌ ‪‬ﻳﺦ ﳓﻮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺭﺽ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻓﺮﺳﺦ ﻭﺃﻟﻒ‬ ‫ﻓﺮﺳﺦ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﺳﺘﻮﻥ ﻓﺮﺳﺨ‪‬ﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺣ ﱞ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻭﰲ ﻛﻞ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻛﻮﻛﺐ ﻧﻔﺲ. ﻗﺎﻝ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ: ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺗﻔﻌﻞ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻭ‪‬ﻌﻄﻲ ﻭﲤﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃﺒﺎﺋﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟ‪‬ﺤﻮﺱ ﻭﺗﺆﱢﺛﺮ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﻔﻮﺱ ﻭﺃ‪‬ﺎ ﺣ‪‬ﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ.‬ ‫ﹲ ‪‬ﹲ‬ ‫‪ ‬ﻨ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺣﺪﻱ ﺍﻟﺒﻌﺚ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻓﺠﺤﺪﻭﺍ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﺳﺘﻬﻮﻟﻮﺍ ﺍﻹﻋﺎﺩﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻼﺀ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺃﻗﺎﻡ ﳍﻢ ﺷﺒﻬﺘﲔ: ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﻫﻢ ﺿﻌﻒ ﺍﳌﺎ ‪‬ﺓ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺍﺧﺘﻼﻁ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﳌﺘﻔﺮﻗﺔ ﰲ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻷﺭﺽ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻗﺪ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﺇﻋﺎﺩﺗﻪ، ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺷﺒﻬﺘﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﻷﻭﱃ: ﴿ﺃﻳﻌﺪﻛﻢ ﺃﻧﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﻣﺘﻢ ﻭﻛﻨﺘﻢ ﺗﺮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻭﻋﻈﺎﻣ‪‬ﺎ ﺇﻧﻜﻢ‬ ‫ﳐﺮﺟﻮﻥ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﳌﺎ ﺗﻮﻋﺪﻭﻥ﴾ ]ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ: ٥٣-٦٣[.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﴿ﺃﺋﺬﺍ ﺿﻠﻠﻨﺎ ﰱ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺛﻨﺎ ﻟﻔﻰ ﺧﻠﻖ ﺟﺪﻳﺪ﴾ ]ﺍﻟﺴﺠﺪﺓ: ٠١[.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻠﻬﻢ: )ﺍﻟﻮﺍﻓﺮ(‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺻﺪﺍﺀ ﻭﻫـﺎﻡ‬ ‫ﳜﱪﻧﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺳـﻨﺤﻴﺎ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ: )ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﳌﻌﺮﻱ(: )ﺍﻟﻮﺍﻓﺮ(‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ‪‬ﺮﺍﻓﺔٍ ﻳﺎ ﹸﺃﻡ ﻋﻤﺮﻭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺧ‬ ‫ﺚ‬ ‫ﺣﻴﺎ ﹲ ﰒ ﻣـﻮ ‪ ‬ﰒ ﺑﻌـ ﹲ‬ ‫ﺕ‬ ‫ﺓ‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺷﺒﻬﺘﻬﻢ ﺍﻷﻭﱃ: ﺃﻥ ﺿﻌﻒ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﻫﻮ ﺍﻟ‪‬ﺮﺍﺏ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻛﻮﻥ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﻧﻄﻔﺔ ﻭﻣﻀﻐﺔ ﻭﻋﻠﻘﺔ. ﰒ ﺃﺻﻞ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﻭﻫﻮ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﷲ‬
  • 98. ‫-٥٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﱂ ﳜﻠﻖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﺴﺘﺤﺴﻨ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻣﺎﺩﺓ ﺳﺨﻴﻔﺔ. ﻓﺈﻧﻪ ﺃﺧﺮﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﻄﻔﺔ، ﻭﺍﻟﻄﺎﻭﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﺍﳌﺪِﺭﺓ ﻭﺍﻟﻄﺮﻓﺔ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﳊﺒﺔ ﺍﻟﻌﻔﻨﺔ. ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﺇﱃ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻻ ﺇﱃ ﺿﻌﻒ ﺍﳌﻮﺍﺩ، ﻭﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﳛﺼﻞ ﺟﻮﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺒﻬﺔ ﺍﻟﹼﺎﻧﻴﺔ ﰒ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﻧﺎ ﻛﺎﻷﳕﻮﺫﺝ ﰲ ﲨﻊ ﺍﻟﺘﻤﺰﻕ ﻓﺈﻥ ‪‬ﺤﺎﻟﺔ)١( ﺍﻟ ﹼﻫﺐ ﺍﳌﺘﻔ ‪‬ﻗﺔ ﰲ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﱠﺳ‬ ‫ﺸ ﺜ‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﺮﺍﺏ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﺇﺫﺍ ﹸﻟﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺯﺋﺒﻖ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﺗﺒ ‪‬ﺩﻩ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﺧﻠﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻻ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ. ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﻟﻮ ﻗﺪﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﳓﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ‪‬ﺮﺍﺏ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﱂ ﻳﺼﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻷﻥ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻻ ﺑﺒﺪﻧﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺤ ﱡ ﻭﻳﺴﻤﻦ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻭﻳﻬﺰﻝ ﻭﻳﺘﻐﲑ ﻣﻦ ﺻﻐﺮ ﺇﱃ ﻛﱪ ﻭﻫﻮ ﻫﻮ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻷﺩﱠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺚ، ﻭﻫﻮ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﺣ‪‬ﻴﺔ ﺣﻴﻮﺍﻧ‪‬ﺎ، ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻧﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺻﺨﺮﺓ، ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﻋﻴﺴﻰ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺯﺩﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺷﺮﺣ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ.‬ ‫ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﰒ ﺍﻋﺘﺮﺿﺖ ﳍﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺫﻛﺮﻧﺎﳘﺎ ﻓﺘﺮﺩﺩﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﺒﻌﺚ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺎﺋﻠﻬﻢ: ﴿ﻭﻟﺌﻦ ﺭﺩﺩﺕ ﺇﱃ ﺃﰉ ﻷﺟﺪﻥ‬ ‫ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﻘﻠﺒ‪‬ﺎ﴾ ]ﺍﻟﻜﻬﻒ: ٦٣[، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﻭﺍﺋﻞ: ﴿ﻷﻭﺗﲔ ﻣﺎﻻ ﻭﻭﻟﺪ‪‬ﺍ﴾ ]ﻣﺮﱘ:‬ ‫ﹰ‬ ‫٧٧[، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﳌﻮﺿﻊ ﺷﻜﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺑﻌﺚ ﻓﻨﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﲑ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﳌﺎﻝ ﻻ ﳝﻨﻌﻨﺎﻩ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﻣﻨﻬﻢ، ﻷﻧﻪ ِﻟﻢ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻋﻄﺎﺀ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺟ‪‬ﺎ ﺃﻭ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻘﻮﺑﺔ، ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﳛﻤﻲ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﻳﻄﻠﻖ ﰲ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻋﺒﺪﻩ.‬ ‫)١( ﺍﻟﺴﺤﺎﻟﺔ: ﺑﺎﻟﻀﻢ ﻛﺎﻟﱪﺍﺩﺓ، ﻣﺎ ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ.‬
  • 99. ‫-٦٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺦ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻡ؛ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺑﺎﻟ‪‬ﻨﺎﺳﺦ، ﻭﺃﻥ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﲑ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ ﺩﺧﻠﺖ ﰲ ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺧ‪‬ﺮﺓ ﻓﺎﺳﺘﺮﺍﺣﺖ، ﻭﺃﺭﻭﺍﺡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ ﺗﺪﺧﻞ ﰲ‬ ‫ﻴٍ‬ ‫ﺃﺑﺪﺍﻥ ﺷﺮﻳﺮﺓ ﻓﻴﺘﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﺸﺎﻕ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻣﻮﺳﻰ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ: ﺃﻥ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ﳌﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﱂ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺒﺎﻉ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﳌﻬﺎ ﳝﺘﺤﻦ ﺑﻪ ﻏﲑﻫﺎ ﺃﻭ ﻟﻴﺘﻌﻮﺽ ﺃﻭﻻ ﳌﻌﲎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃ‪‬ﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﳑﻠﻮﻛﺔ. ﻓﺼﺢ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﺬﻧﻮﺏ ﺳﻠﻔﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻝ.‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ ﺃﻥ ﺍﳍﻨﺪ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ ﺃﺭﺑﻊ: ﻫ‪‬ﻮﱃ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬ﺮ ﱠﺒﺔ ﻭﻧﻔﺲ ﻭﻋﻘﻞ ﻭﻫﻴﻮﱃ ﻣﺮﺳﻠﺔ.‬ ‫ﻣﻛ‬ ‫ﻓﺎﳌﺮ ﹼﺒﺔ ﻫﻲ ﺍﻟ ‪‬ﺏ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﺍﻟ‪‬ﻔﺲ ﻫﻲ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻷﻛﱪ ﻭﺍﳍﻴﻮﱃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻫﻮ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺃﻛﱪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺇﺫﺍ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﳍﻴﻮﱃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﺮ ﱠﺒﺔ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﳏﺴﻨﺔ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﰲ ﻃﺒﻌﻪ، ﻓﺼ ﹼﺎﻫﺎ ﺣﱴ ﳜﺮﺟﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﻷﺻﻐﺮ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﹰ ﹰ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺣﱴ ﺗﺼﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻷﻛﱪ ﻓﻴﺘﺨﻠﺼﻪ ﺇﱃ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﳌﺮﻛﺐ ﺍﻷﻛﱪ. ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﺴﻨ‪‬ﺎ ﺗﺎﻡ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺃﻗﺎﻡ ﻋﻨﺪﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﳏﺴﻨ‪‬ﺎ ﻏﲑ ﺗﺎﻡ ﺃﻋﺎﺩﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﻛﱪ ﰒ ﻳﻌﻴﺪﻩ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻷﻛﱪ ﺇﱃ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﰒ ﻳﻌﻴﺪﻩ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﺏ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻓﻴﺨﺮﺟﻪ ﻣﺎﺯﺟ‪‬ﺎ ﻟﺸﻌﺎﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﱴ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﱃ ﺑﻘﻠﺔ ﺧﺴﻴﺴﺔ ﻳﺄﻛﻠﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻓﻴﺘﺤﻮﻝ ﺇﻧﺴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻭﻳﻮﻟﺪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﺗﺔ ﳝﻮ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳌﺴﻴﺌﻮﻥ؛ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﳍﻴﻮﱃ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﻓﺼﺎﺭﺕ‬ ‫ﺣﺸﺎﺋﺶ ﺗﺄﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻓﺘﺼﲑ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﰲ ﻬﺑﻴﻤﺔ ﰒ ﺗﻨﺴﺦ ﻣﻦ ﺑﻴﻬﻤﺔ ﰲ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺕ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻬﻴﻤﺔ ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻨﺴﻮﺧ‪‬ﺎ ﻣﺘﺮﺩﺩ‪‬ﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻞ: ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻛﻞ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺇﱃ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺲ،‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﺲ ﳊﻖ ﺑﺎﶈﺴﻨﲔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺭﺗﺒﻬﺎ ﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﻦ ﻟﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻻ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ.‬
  • 100. ‫-٧٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈ ‪‬ﻦ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﻧﻈﻴﻒ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﳛﻀﺮ ﻣﻌﻨﺎ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻳﻌﺮﻑ‬ ‫ﺑﺄﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻔﻼﺱ ﻓﺤﺪﺛﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﺎﻟﺘﺸﻴﻊ، ﰒ ﺻﺎﺭ ﻳﻘﻮﻝ‬ ‫ﲟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻮﺟﺪ‪‬ﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺳﻨﻮﺭ)١( ﺃﺳﻮﺩ ﻭﻫﻮ ﳝﺴ ‪‬ﻬﺎ ﻭﳛﻚ ﺑﲔ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺤ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻭﻋﻴﻨﻬﺎ ﺗﺪﻣﻊ ﻛﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻨﺎﻧﲑ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﻜﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ:‬ ‫ً‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱂ ‪‬ﺗ‪‬ﺒﻚِ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴ‪‬ﻮﺭ ﺗﺒﻜﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺴﺤﺘﻬﺎ، ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻲ ﻻ ﺷ ‪،‬‬ ‫ﻚ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺗﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﺇﱄ ﺣﺴﺮﺓﹰ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺧﺬ ‪‬ﺨﺎﻃ‪‬ﻬﺎ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻳ ﺒ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺴ‪‬ﻮﺭ ﺗﺼﻴﺢ ﻗﻠﻴﻼ ﻗﻠﻴﻼﹰ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻓﻬﻲ ﺗﻔﻬﻢ ﻋﻨﻚ ﻣﺎ ‪‬ﺨﺎﻃ‪‬ﻬﺎ ﺑﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺗ ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫ﻧﻌﻢ. ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﺗﻔﻬﻢ ﺃﻧﺖ ﺻﻴﺎﺣﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﻠﺖ: ﻓﺄﻧﺖ ﺍﳌﻨﺴﻮﺥ ﻭﻫﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﺩﺧﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ ‪‬ﺔ ﰲ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﲔ:‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻟﻶﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﺳﻼﻑ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺍﳋﻮﺽ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ‪‬ﺪﺭ ‪ ‬ﻏﹶﻮﺭﻩ ﻭ‪‬ﻌﺠﺰ ﺍﳋﺎﺋﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ‪‬ﻤﻘﻪ ﻓﺄﻭﻗﻊ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻳ ‪‬ﻙ ‪  ‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﰲ ﻓﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻷﻭﻝ: ﻓﺈﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺯ‪‬ﻦ ﻟﻠ ‪‬ﻘﻠﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﺩﱠﺔ ﻗﺪ ﺗﺸﺘﺒ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻗﺪ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻳ ﻤ‬ ‫ﳜﻔﻰ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺳﻠﻴﻢ، ﻭﻗﺪ ﺿﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻭﺑﻪ ﻫﻼﻙ ﻋﺎ ‪‬ﺔ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ، ﻓﺈﻥ‬ ‫‪ ‬ﻣ ﻨ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻗﻠﺪﻭﺍ ﺁﺑﺎﺀﻫﻢ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀﻫﻢ ﻓﻀﱡﻮﺍ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ، ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﻬﺑﺎ ﻣﺪﺣﻮﺍ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻬﺑﺎ ﻳﺬﻡ، ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺗﺸﺘﺒﻪ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﳜﻔﻰ ﻭﺟﺐ ﻫﺠﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻟﺌﻼ ﻳﻮﻗﻊ ﰲ ﺿﻼﻝ. ﻭﻗﺪ ﺫﻡ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﲔ ﻣﻊ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ‬ ‫ﻭﺃﺳﻼﻓﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺑﻞ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺁﺑﺎﺀﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺔ ﻭﺇﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻣﻘﺘﺪﻭﻥ . ﻗﻞ ﺃﻭ ﻟﻮ ﺟﺌﺘﻜﻢ ﺑﺄﻫﺪﻯ ﳑﺎ ﻭﺟﺪﰎ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺑﺎﺀﻛﻢ﴾ ]ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ: ٣٢-٤٢[،‬ ‫)١( ﺍﻟﺴﻨﻮﺭ: ﺣﻴﻮﺍﻥ ﺃﻟﻴﻒ، ﻭﻣﻨﻪ ﺃﻫﻠﻰ ﻭﺑﺮﻯ، ﻭﻫﻮ ﺍﳍﺮ ﻭﺍﻟﻘﻂ، ﻭﺍﳉﻤﻊ ﺳﻨﺎﻧﲑ.‬
  • 101. ‫-٨٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﻌﲎ: ﺃﺗﺘﺒﻌﻮ‪‬ﻢ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺃ‪‬ﻢ ﺃﻟﻔﻮﺍ ﺁﺑﺎﺀﻫﻢ ﺿﺎﻟﲔ * ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ‬ ‫ﻳﻬﺮﻋﻮﻥ﴾ ]ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ: ٩٦-٠٧[.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﱢﺪ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺛﻘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﱠﺪ ﻓﻴﻪ، ﻭﰲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﻣﻨﻔﻌﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻠ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻷﻧﻪ ﺇﳕﺎ ‪‬ﻠﻖ ﻟﻠ‪‬ﺄ ‪‬ﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪ‪‬ﺮ، ﻭﻗﺒﻴﺢ ﲟﻦ ﹸﻋﻄﻲ ﴰﻌﺔ ﻳﺴﺘﻀﻲﺀ ﻬﺑﺎ ﺃﻥ ﻳﻄﻔﺌﻬﺎ ﻭﳝﺸﻲ‬ ‫ُ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪ ‬ﺃ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺧ ﺘﻣ‬ ‫ﰲ ﺍﻟ ﱡﻠﻤﺔ.‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻤﻮﻡ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﻳﻌﻈﻢ ﰲ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﺍﻟ ‪‬ﺨﺺ ﻓﻴﺘﺒﻌﻮﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ‬ ‫ﺸ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺗﺪﺑﺮ ﲟﺎ ﻗﺎﻝ، ﻭﻫﺬﺍ ﻋﲔ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻷﻥ ﺍﻟ‪‬ﻈﺮ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻻ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻛﻤﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﻠ ﱞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﻠﺤﺎﺭﺙ ﺍﺑﻦ ﺣﻮﻁ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺗﻈﻦ ﺃ‪‬ﺎ ﻧﻈﻦ ﺃﻥ ﻃﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺰﺑﲑ‬ ‫ﻧ ‪‬‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻛﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺣﺎﺭﺙ ﺇﻧﻪ ﻣﻠﺒﻮﺱ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻥ ﺍﳊﻖ ﻻ ‪‬ﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟ ‪‬ﺟﺎﻝ.‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪ ‬ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺇﻋﺮﻑ ﺍﳊﻖ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺿﻴﻖ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ‪‬ﻘﱢﺪ ﰲ‬ ‫ﻳﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺭﺟﻼﹰ، ﻭﳍﺬﺍ ﺃﺧﺬ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺑﻘﻮﻝ ﺯﻳﺪ ﰲ ﺍﳉﺪ ﻭﺗﺮﻙ ﻗﻮﻝ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻓﺎﻟﻌﻮﺍﻡ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻟﻴﻞ ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﻳﻘﻠﺪﻭﻥ؟ ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺇﻥ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻇﺎﻫﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻞ،‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﳌﺎ ﻛﺜﺮﺕ ﺣﻮﺍﺩﺛﻬﺎ ﻭﺍﻋﺘﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﻋﺮﻓﺎ‪‬ﺎ ﻭﻗﺮﺏ ﳍﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﳋﻄﺄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻠﺢ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﳌﻦ ﻗﺪ ﺳﱪ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﰲ‬ ‫ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﻳﻘﻠﺪﻩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻓﺈﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳌﺎ ﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﻓﻮﺭﻃﻬﻢ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻭﺳﺎﻗﻬﻢ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ، ﰒ ﺭﺃﻯ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻧﻮﻉ ﺫﻛﺎﺀ ﻭﻓﻄﻨﺔ ﻓﺎﺳﺘﻐﻮﺍﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ‬ ‫ﲤ ﱡﻨﻪ ﻣﻨﻬﻢ. ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗ‪‬ﺢ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﳉﻤﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰒ ﺍﺳﺘﻐﻮﻯ ﻛﻼ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﺑﻔﻦ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻣﻊ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻋﺠﺰ، ﻓﺴﺎﻗﻬﻢ ﺇﱃ ﻣﺬﻫﺐ‬‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻬﺑﺆﻻﺀ ﺣﱴ ﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ. ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺣ ‪‬ﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻛﺘﻪ ﺣﻮﺍﺳﻪ؛ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﳍﺆﻻﺀ:‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺑﺎﳊﻮﺍﺱ ﻋﻠﻤﺘﻢ ﺻﺤﺔ ﻗﻮﻟﻜﻢ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ. ﻛﺎﺑ ‪‬ﻭﺍ ﻷﻥ ﺣﻮﺍﺳﻨﺎ ﱂ ﺗﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ. ﺇﺫ‬ ‫ﺮ‬
  • 102. ‫-٩٩-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﺎﳊﻮﺍﺱ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺧﻼﻑ، ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻐﲑ ﺍﳊﻮﺍﺱ ﻧﺎﻗﻀﻮﺍ ﻗﻮﳍﻢ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﻧ ﱠﺮﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻭﺣ ‪‬ﻦ ﻟﻪ ﺍﳋﻮﺽ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻔ‪‬‬ ‫ﻟﻴﺨﺮﺝ ﺑﺰﻋﻤﻪ ﻋﻦ ﻏﻤﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ. ﻭﻗﺪ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻭﺃﻓﻀﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﺄﻛﺜﺮﻫﻢ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻜﻮﻙ ﻭﺑﺒﻌﻀﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻹﳊﺎﺩ. ﻭﱂ ﺗﺴﻜﺖ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ‬ ‫ُ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻋﺠﺰ‪‬ﺍ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﻔﻲ ﻏﻠﻴﻼ ﰒ ﻳﺮ ‪ ‬ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻠﻴﻼ ﻓﺄﻣﺴﻜﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻭ‪‬ﻮﺍ ﻋﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ ‪‬ﺩ‬ ‫ﺍﳋﻮﺽ ﻓﻴﻪ، ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻷﻥ ﻳﺒﺘﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ‪‬ﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺧﲑ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﻜﻼﻡ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺇﺫﺍ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻻﺳﻢ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﻤﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﻭ ﻏﲑ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﻓﺎﺷﻬﺪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻻ ﺩﻳﻦ ﻟﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺣﻜﻤﻲ ﰲ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻥ ‪‬ﻀﺮ‪‬ﻮﺍ ﺑﺎﳉﺮﻳﺪ ﻭﻳﻄﺎﻑ ﻬﺑﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ‬ ‫ﻳ ﺑ‬ ‫ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺃﺧﺬ ﰲ ﺍﻟﻜﻼﻡ.‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﻻ ﻳﻔﻠﺢ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﻼﻡ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ. ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺯﻧﺎﺩﻗﺔ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ‪‬ﺬﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻗﺪ ﺃﻓﻀﻰ ﺑﺎﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﺇﱃ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻌﻠﻢ ‪‬ﻤﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻬﻢ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ: ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ‬ ‫‪‬ﺟ‬ ‫ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ ﳏﺪﺛﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ ﻋﻦ ﺟﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﻋﻠﻲ ﺍﳉ‪‬ﺎﺋﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﻣﻦ ﺗﺎﺑﻌﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﲔ: ﺍﳌﻌﺪﻭﻡ ﺷﻲﺀ ﻭﺫﺍﺕ‬ ‫ﹸﺒ‬ ‫ﻭﻧﻔﺲ ﻭﺟﻮﻫﺮ ﻭﺑﻴﺎﺽ ﻭﺻﻔﺮﺓ ﻭﲪﺮﺓ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ‬ ‫ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺫﺍﺗ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻋﺮﺿ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﺟﻮﻫﺮ‪‬ﺍ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﳌﻘﺘﺒﺲ« ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﻌﻼﻑ ﺍﳌﻌﺘﺰﱄ: ﻟﻨﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﻋﺬﺍﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟ‪‬ﺎﺭ ﺃﻣﺮ ﻻ ‪‬ﻮﺻﻒ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻌﻪ ﻭﻻ ﺗﺼﺢ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺧﲑ ﻭﻻ ﺷﺮ ﻭﻻ ﻧﻔﻊ ﻭﻻ ﺿﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﲨﻮﺩ‪‬ﺍ ﺳﻜﻮﺗ‪‬ﺎ ﻻ ‪‬ﻔ ‪‬ﻮﻥ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﻻ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ‬ ‫ﻳﻀ‬ ‫ﻫﻢ ﻭﻻ ﺭﻬﺑﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﻷﻥ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﻛﻠﻬﺎ ﻻ ﺑﺪ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻪ‬
  • 103. ‫-٠٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪﻩ ﺷﻲﺀ، ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮﺍ ﻛﺒﲑ‪‬ﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﰲ‬ ‫»ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ«: ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺍﳍﺬﻳﻞ ﺍﲰﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳍﺬﻳﻞ ﺍﻟﻌ ﱠﻑ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﻣﻮﱃ ﳍﻢ ﻭﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﺣﺮﻛﺎ‪‬ﻢ ﻓﻴﺼﲑﻭﻥ ﺇﱃ ﺳﻜﻮﻥ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺩﺍﺋﻢ ﻭﺃﻥ ﳌﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ‪‬ﺎﻳﺔ ﻟﻮ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻟﻦ ﳜﺮﺝ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﷲ، ﻭﺇﻥ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﷲ ﻫﻲ ﺍﷲ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺎﺷﻢ: ﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﺏ ﺟﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﲬﺮ ﻓﺈﻧﻪ ‪‬ﻌﺬﺏ‬ ‫ﻳ ﱠ ‪‬‬ ‫ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨ ﱠﺎﻡ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﲑ ﻭﺍﻟﺸﺮ. ﻭﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻟ ﹸﻮﻃﻲ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺎﱂ ﱂ ﻳﺰﻝ.‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ: ﳚﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍ‪‬ﱪﺓ: ﻻ ﻗﺪﺭ ﻟﻶﺩﻣﻲ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻛﺎﳉﻤﺎﺩ ﻣﺴﻠﻮﺏ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﳌﺮﺟﺌﺔ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﺮ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﲔ ﻭﺃﺗﻰ ﺑﻜﻞ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﱂ ﻳﺪﺧـﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﺻﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﺿﻊ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ ﺯﻧﺪﻳﻘﹰﺎ ﻓﺈﻥ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﳉﺰﺍﺀ، ﻓﺎﳌﺮﺟﺌﺔ ﳌﺎ ﱂ ﳝﻜﻨﻬﻢ ﺟﺤﺪ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﳌﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﳐﺎﻟﻔﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﺳﻘﻄﻮﺍ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻭﻫﻲ ﺍﳋﺸﻴﺔ ﻭﺍﳌﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﻫﺪﻣﻮﺍ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻓﻬﻢ ﺷﺮ‬ ‫ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﺗﺒﻊ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻛ ‪‬ﺍﻡ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺃﺭﺩﺃﻫﺎ ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﺿﻌﻔﻬﺎ ﻭﻣﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﻭﺃﺟﺎﺯ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻭﺍﳉﻮﺍﻫﺮ ﺇﳕﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻬﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟ ‪‬ﺎﳌ‪‬ﺔ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺘﺠﱠﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﰲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻓﲑﺍﻩ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﺁﺩﻣ‪‬ﺎ‬ ‫‪ ‬ﻴ‬ ‫ﹼ‬ ‫‪ ‬ﱠ ﻠ‬ ‫ﺴ ﻴ‬ ‫ﻭﺍﳉﲏ ﺟﻨ‪‬ﺎ. ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﷲ ﺳ ﱞ ﻟﻮ ﺃﻇﻬﺮﻩ ﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ.‬ ‫ﺮ‬ ‫‪ ‬ﻴ‬
  • 104. ‫-١٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﺃﻋﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ،‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺯﻋﻢ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺇﻻ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺭ‪‬ﺒﻮﻩ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ ﻷﻥ‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﻭﱂ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺒﺤﺚ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻬﺪ ﳍﻢ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ‬ ‫ﺑﺄ‪‬ﻢ ﺧﲑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺫﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺇﻗﻼﻉ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ‬ ‫ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﳌﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﺢ ﻏﻮﺍﺋﻠﻪ.‬ ‫ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺭ ﺛﻨﺎ ﺻﺎﱀ ﺍﻟﺮﹼﺎﻩ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺍﺑﻴﺴﻲ ﺧﺎﱄ، ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻗﺎﻝ ﻟﺒﻨﻴﻪ: ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﺃﻋﻠﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻣﲏ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺘﺘﻬﻤﻮﻧﲏ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﱐ ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺃﺗﻘﺒﻠﻮﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﲟﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﺈﱐ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﳊﻖ ﻣﻌﻬﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻌﺎﱄ ﺍ ﹸﻮﻳﲏ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻘﺪ ﺟﻠﺖ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺟﻮﻟﺔ ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﻢ ﻭﺭﻛﺒﺖ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻭﻏﺼﺖ ﰲ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﻧ ‪‬ﻮﺍ ﻋﻨﻪ؛ ﻛ ﱡ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﳊﻖ ﻭﻫﺮﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻬ‬ ‫ﻭﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﺭﺟﻌﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻞ ﺇﱃ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﳊﻖ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ. ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﺪﺭﻛﲏ ﺍﳊﻖ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﺑﻠﻄﻴﻒ ِﺑ ‪‬ﻩ ﻓﺄﻣﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﻭﳜﺘﻢ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻣﺮﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻹﺧﻼﺹ:‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﺎﻟﻮﻳﻞ ﻻ ﺑﻦ ﺍﳉﻮﻳﲏ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻳﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺸﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻓﻠﻮ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﺒﻠﻎ ﰊ‬ ‫ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﻏﻠﺖ ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺃﻧﺎ ﺃﻗﻄﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻭﻣﺎ ﻋﺮﻓﻮﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉﻮﻫﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ، ﻓﺈﻥ ﺭﺿﻴﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻓﻜﻦ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﺃﻭﱃ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻓﺒﺌﺲ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺪ ﺃﻓﻀﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻹﳊﺎﺩ، ﺗﺸﻢ ﺭﻭﺍﺋﺢ‬
  • 105. ‫-٢٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻹﳊﺎﺩ ﻣﻦ ﻓﻠﺘﺎﺕ ﻛﻼﻡ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ، ﻭﺃﺻﻞ ﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﻣﺎ ﻗﻨﻌﻮﺍ ﲟﺎ ﻗﻨﻌﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ‬ ‫ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﻬﺑﺎ، ﻭﻻ ﺃﺧﺮﺝ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﳋﻠﻘﻪ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻷﻣﻮﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺪ ﺑﺎﻟﻐﺖ ﰲ ﺍﻷﻭﻝ ﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮﻱ، ﰒ ﻋﺪﺕ ﺍﻟﻘﻬﻘﺮﻯ ﺇﱃ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻜﺘﺐ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﺃﺳﻠﻢ ﻷ‪‬ﻢ ﳌﺎ ﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﱂ ﻳﺸﻬﺪﻭﺍ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻼﺕ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﻓﻮﻗﻔﻮﺍ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺟﻨﺤﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻭﺃﺫﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺄﻥ ﻓﻮﻗﻪ ﺣﻜﻤﺔ ﺇﳍﻴﺔ ﻓﺴﻠﻢ.‬ ‫ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ: ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ‪‬ﻌﺮﻑ، ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ‪‬ﺬﻛﺮ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻫﻞ ﺷﻐﻒ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪ ‬ﻳ‬ ‫ﺑﺎﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻨﻔﻊ؟ ﻫﻞ ﺩﻋﺎﻩ ﺩﺍﻉ ﺇﱃ ﺇﻓﺎﺿﺔ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ؟ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻟﻠ ‪‬ﺍﻋﻲ ﻋﻮﺍﺭﺽ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟ ﱠﺍﺕ ﻭﺗﻄﻠﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻣﺎ ﺗﻌﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺍﻟ ﹼﺍﺕ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻦ ﺷﻮﻕ ﺇﱃ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﲢﺼﻴﻞ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﳍﺎ ﻭﻫﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﳏﺘﺎﺟﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺳﻜﻦ ﺍﻟﺸﻐﻒ ﻭﻓﺘﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺍﻋﻲ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﳊﺎﺻﻞ ﻳﺴﻤﻰ ﻏﲎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﺪﱘ ﱂ ﻳﺰﻝ ﻣﻮﺻﻮﻓﹰﺎ ﺑﺎﻟﻐﲎ ﻣﻨﻌﻮﺗ‪‬ﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼﻝ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺍﻟﻐﻨ‪‬ﺔ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺰﺍﺩﺓ ﺃﻭ ﻋﺎﺭﺽ، ﰒ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﰲ ﺇﻧﻌﺎﻣﻪ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻣﺸﺤﻮﻧ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ ﻭﺍﻵﻻﻡ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺃﺫﻯ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻞ ﺑﺎﻹﻧﻌﺎﻡ ﺟﺎﺀ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﺮﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻗﺎﺩﺭ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻔﺎﺀ ﻭﻻ ﺻﻔﺎﺀ، ﻭﺭﺁﻩ ﻣﱰﻫ‪‬ﺎ ﺑﺄﺩﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟ‪‬ﺨﻞ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﳌﻨﻊ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬ﱠ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﲢﺼﻴﻠﻪ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺩﻓﻊ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺃﻭﱃ. ﻭﺇﳕﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﳋﻠﻖ ﺍﻗﺘﻀﺎﺅﻩ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﳌﻀﺎﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻗﺪﺭﺗﻪ، ﻭﻟﻮ ﻣﺰﺟﻮﺍ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﻻﻗﺘﻀﺖ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ‬ ‫ﲝﺴﺐ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻓﻌﺎﺷﻮﺍ ﰲ ﲝﺒﻮﺣﺔ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﺑﻼ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻒ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻓﺤﻤﻠﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﳊﺲ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺇﻥ ﺍﷲ‬ ‫ﺟﺴ ‪ ،‬ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﺍﳊﻜﻢ، ﻭﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻭﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻢ‬ ‫ﺍﳋﻠﻴﻞ، ﻭﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ.‬
  • 106. ‫-٣٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰒ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺟﺴﻢ ﻛﺎﻷﺟﺴﺎﻡ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻛﺎﻷﺟﺴﺎﻡ، ﰒ‬ ‫ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻧﻮﺭ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟ ‪‬ﺒﻴﻜﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﺍﳊﻜﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﺒﺎﺭ ﺑﺸﱪ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫)ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮ‪‬ﺍ ﻛﺒﲑﺍ(، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﲢﺖ ﺍﻟﺜﺮﻯ ﺑﺸﻌﺎﻉ ﻣﺘﺼﻞ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﳌﺮﺋﻲ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﺃﻋﺠﺐ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺣﺪﻩ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﺒﺎﺭ، ﺣﱴ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﺟﻌﻠﻪ ﻛﺎﻵﺩﻣﻴﲔ،‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﻭﺍﻵﺩﻣﻲ ﻃﻮﻟﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﺒﺎﺭ ﺑﺸﱪ ﻧﻔﺴﻪ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ، ﻋﻦ ﺍﳉﺎﺣﻆ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﺃﻥ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻜﻢ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﰲ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﲬﺴﺔ ﺃﻗﺎﻭﻳﻞ، ﻗﻄﻊ ﰲ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﻣﻌﺒﻮﺩﻩ ﺃﺷﱪ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺒﻌﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﺷﺒﺎﺭ؛ ﻓﺈﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟ ‪‬ﺒﻴﻜﺔ، ﻭﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﹼﻮﺭﺓ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺔ ﺍﻻﺳﺘﺪﺍﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﺗﻴﺘﻬﺎ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻗﺎﻝ ﻫﺸﺎﻡ: ﻫﻮ‬ ‫ﻣﺘﻨﺎﻫﻲ ﺍﻟ ﱠﺍﺕ ﺣﱴ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﳉﺒﻞ ﺃﻛﱪ ﻣﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻪ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﻫﻮ.‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻨﻘﺾ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟ‪‬ﻮﺣﻴﺪ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﻫﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﳌﻦ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﺟﻨﺲ ﻭﻟﻪ ﻧﻈﺎﺋﺮ ﻓﻴﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺩ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻳﺒﺎﻥ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺬﻱ ﺟﻨﺲ ﻭﻻ ﻣﺜﻞ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻥ ﺫﺍﺗﻪ‬ ‫ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ، ﻭﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﲎ ﺃﻧﻪ ﺫﺍﻫﺐ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺑﻼ ‪‬ﺎﻳﺔ. ﺇﳕﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﲜﺴﻢ‬ ‫ﻭﻻ ﺟﻮﻫﺮ ﻓﺘﻠﺰﻣﻪ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ: ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﺃﻥ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭ‪‬ﻌﻴﻢ ﺑﻦ ‪‬ﺎﺩ‬ ‫ﲪ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻭﺩﺍﻭﺩ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﷲ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺃﺗﺮﻯ ﻫﺆﻻﺀ ﻛﻴﻒ ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﻭﱂ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﺎ ﳚﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺩﻣ‪‬ﲔ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺃﻭ ﺗﻠﻒ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﰒ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﺑﺄﻱ ﺩﻟﻴﻞ ﺃﺛﺒﺖ ﺣﺪﺙ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻓﻴﺪﻟﻚ ﺑﺬﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻘﺪﺗﻪ ﺟﺴﻤ‪‬ﺎ ﳏﺪﺛﹰﺎ ﻏﲑ ﻗﺪﱘ.‬
  • 107. ‫-٤٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍ‪‬ﺴﻤﺔ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ‪‬ﻤﺲ ﻭ‪‬ﻠﻤﺲ، ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻓﻴﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻳ‬ ‫ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﳝﺲ ﻭﻳﻠﻤﺲ ﻭﻳﻌﺎﻧﻖ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺇﻧﻪ ﺟﺴﻢ ﻫﻮ ﻓﻀﺎﺀ، ﻭﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻴﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﲰﻌﺎﻥ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻣﻌﺒﻮﺩﻩ ﻧﻮﺭ ﻛﱡﻪ، ﻭﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺭﺟﻞ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻬﻠﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﹸﻠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﲨﻴﻊ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﺇﻻ ﻭﺟﻬ ‪ ،‬ﻓﻘﺘﻠﻪ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ.‬ ‫‪‬ﻪ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺒﺠﻠﻲ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻣﻌﺒﻮﺩﻩ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺗﺎﺝ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﻮﺭ، ﻭﻟﻪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻭﻗﻠﺐ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺃﻋﻀﺎﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﳍﺠﺎﺀ، ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺈﻣﺎﻣﺔ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ‪‬ﺭﺍﺭﺓ ﺑﻦ ﺃﻋﲔ ﻳﻘﻮﻝ: ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻗﺎﺩﺭ‪‬ﺍ ﺣﻴ‪‬ﺎ ﻋﺎﳌﹰﺎ ﰲ ﺍﻷﺯﻝ ﺣﱴ ﺧﻠﻖ‬ ‫ﺯ ﹸ‬ ‫ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ، ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ: ﻫﻮ ﺟﺴﻢ ﳊﻢ ﻭﺩﻡ ﻭﻟﻪ ﺟﻮﺍﺭﺡ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﺃﺟﻮﻑ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﻣﺼﻤﺖ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﲔ ﻣﻊ ﺍﳊﺲ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍ ﹸﻤﺎﺳﺔِ،، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺰﻝ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻭﲢ ‪‬ﻙ، ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻟﺬﺍﺗﻪ ‪‬ﺎﻳﺔﹰ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﺃﻭﺟﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﻭﺍﳌﻘﺪﺍﺭ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﺪﱡﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﻳﱰﻝ ﺍﷲ ﺇﱃ ﲰﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ...«)١(، ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﱰﻝ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﻮﻕ.‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﲪﻠﻮﺍ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﳊﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻪ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺸ‪‬ﻬﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲪﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﳊﺲ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﲨﻬﻮﺭ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﺍﳌﺴﻤﻰ‬ ‫»ﲟﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺻﻮﻝ« ﻭﺭﲟﺎ ﲣ‪‬ﻞ ﺑﻌﺾ ﺍ ﹸﺸ‪‬ﻬﺔ ﰲ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳊﻖ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﳌﺎ‬ ‫‪‬ﳌ ﺒ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻳﺮﺍﻩ ﰲ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻓﻴﻤﱢﻠﻪ ﺷﺨﺼ‪‬ﺎ ﻳﺰﻳﺪ ‪‬ﺴ‪‬ﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ‪‬ﺴﻦ ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻘﻮﻕ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺣ ٍ‬ ‫‪‬ﺣ ‪‬‬ ‫ﺜﹸ ‪‬‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﳝﺜﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺎﺩﺓ ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﺗﻮﻗﻪ ﻭﻳﺘﺼﻮﺭ ﺭﻓﻊ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻓﻴﻘﻠﻖ ﻭﻳﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺅﻳﺔ ﻓﻴﻐﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺰ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٤٩٤٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٨٥٧/٨٦١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
  • 108. ‫-٥٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻳﺴﻤﻊ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻧﻪ ‪‬ﺪﱐ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺇﻟﻴﻪ)١( ﻓﻴﺨﺎﻳﻞ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻛﻤﺎ ﳚﺎﻟﺲ ﺍﳉﻨﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺟﻬﻞ ﺑﺎﳌﻮﺻﻮﻑ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﷲ ﻭﺟﻪ ﻫﻮ ﺻﻔﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺫﺍﺗﻪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:‬ ‫﴿ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻭﺟﻪ ﺭﺑﻚ﴾ ]ﺍﻟﺮﲪﻦ: ٧٢[ ﻭﻟﻪ ‪‬ﻳﺪ ﻭﻟﻪ ﺃﺻﺒﻊ ﻟﻘﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺇﺻﺒﻊ«)٢( ﻭﻟﻪ ﻗﺪﻡ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺇﳕﺎ ﺍﺳﺘﺨﺮﺟﻮﻩ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳊﺲ.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﻔﺴﲑ ﻭﻻ ﻛﻼﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﺆﻣﻦ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻻ ﺃﻧﻪ ﺻﻔﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺴﺮ ﺍﻵﻳﺔ ﺍ ﹸﺤﻘﻘﻮﻥ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺭﺑﻚ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻭﺟﻬﻪ﴾ ]ﺍﻟﻜﻬﻒ: ٨٢[ ﻳﺮﻳﺪﻭﻧﻪ، ﻭﻣﺎ‬ ‫ﻳﺆﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ: »ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﲔ ﺇﺻﺒﻌﲔ«، ﺃﻥ ﺍﻹﺻﺒﻊ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ‬ ‫ﺍﳌﻘﱢﺒﺔ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﻭﺃﻥ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻹﺻﺒﻌﲔ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﺻﺎﺣ‪‬ﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﺷﺎﺀ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻠﹸ‬ ‫ﺻﻔﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﻩ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﻣﺮﺍﺩ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﰒ ﺫﺍﺕ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺠﺰﻯﺀ ﻭﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺴﺎﳌﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﻴﺖ ﻳﺄﻛﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﱪ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻭﻳﻨﻜﺢ‬ ‫ﻷ‪‬ﻢ ﲰﻌﻮﺍ ﺑﻨﻌﻴﻢ ﻭﱂ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺇﻻ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻮ ﻗﻨﻌﻮﺍ ﲟﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻣﻦ »ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﲡﻌﻞ ﰲ ﺣﻮﺍﺻﻞ ﻃﲑ ﺗﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ ﺍﳉﻨﺔ«)٣(، ﻟﺴﻠﻤﻮﺍ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺃﺿﺎﻓﻮﺍ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٤١٥٧(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٥٠١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٣١٥٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ )٦٨٧٢/٩١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﰱ ﺍﳌﻮﻃﺄ ١/٠٤٢، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٢٧٠٢(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﻓﻀﻞ‬ ‫ﺍﳉﻬﺎﺩ )١٤٦١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٩٤٤١(، ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )١٧٢٤(،‬ ‫ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٥٥٤ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٥٩٩(.‬
  • 109. ‫-٦٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﳉﺴﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﳍﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻣﺮﺽ ﻳﻀﺎﻫﻲ ﺍﻻﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﻠﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻪ ﰲ ﺍﳍﺎﻡ ﻭﺍﻟﺼﺪﻯ، ﻭﺍﳌﻜﺎﳌﺔ ﳍﺆﻻﺀ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍ ﹸﺪﺍﺭﺍﺓ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻻﺳﺘﺸﻌﺎﺭﻫﻢ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ‪‬ﻔﺴﺪﻫﻢ، ﻭﺇﳕﺎ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻟﺘﺮﻛﻬﻢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﳌﻄﺎﺑﻖ ﻷﺩﱠﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻓﺈﻧﻪ ﳌﺎ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻟﻠﻤﻴﺖ ‪‬ﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﺇﱃ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋِ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻘﱪ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺴﺪ ‪‬ﻨ ‪‬ﻤﺔ ﺑﻨﻌﻴﻢ ﺍﳉﻨﺔ ‪‬ﻌ ﱠﺑﺔ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫ﻣﺬﹲ‬ ‫ﻣﻌ ﹲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻗﺪ ﻋِﺒﺖ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻘﻠﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ؟‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺗﺎﺑﻌﻮﻫﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﺑﻪ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﻔﺴﲑ ﻭﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲝﺚ ﻋﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﻛ ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ: ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﺣﻜﻤﺖ ﳐﻠﻮﻗﹰﺎ ﺇﳕﺎ ﺣﻜﻤﺖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﻧﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‪ ‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﳌﺴﻤﻮﻉ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺣﱴ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ﴾ ]ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ: ٦[، ﻭﺃﻧﻪ ﰲ ﺍﳌﺼﺎﺣﻒ ﻟﻘﻮﻟﻪ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﰱ ﺭﻕ ﻣﻨﺸﻮﺭ﴾ ]ﺍﻟﻄﻮﺭ: ٣[، ﻭﻻ ﻧﺘﻌﺪﻯ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﻻ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺑﺮﺃﻳﻨﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻨﻬﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﺃﻭ ﻏﲑ ﳐﻠﻮﻕ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻟﺌﻼ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻻ‪‬ﺒﺎﻉ ﻟﻠﺴﻠﻒ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ.‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﳑﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﰒ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍ ﹸﺤﺪﺛﺔ.‬ ‫ﳌ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟ ﱡﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻄﱪﻱ،‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ‬ ‫ﺍﳊﻀﺮﻣﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺒﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺸ‬
  • 110. ‫-٧٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺗﺴﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ: ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳐﻠﻮﻕ ﻓ‪‬ﺴﺘﺘﺎﺏ، ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺏ ﻭﺇﻻ ‪‬ﺮﺑﺖ‬ ‫ﺿ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬ﻨﻘﻪ.‬ ‫ﻋ ﹸ‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺭ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ﱡﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﱪﻱ،‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﻫﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﻬﺪﻱ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺑﺮﻗﺎﻥ، ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻗﺎﻝ ﻟﺮﺟﻞ: ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻓﻘﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟ ‪‬ﱯ ﰲ ﺍﻟﻜ‪‬ﺎﺏ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﰊ ﻭﺍﹾﻟﻪ ﻋﻤﺎ ﺳﻮﺍﳘﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺘ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ: ﻭﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻋﻦ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻳﺘﻨﺎﺟﻮﻥ ﰲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎ ‪‬ﺔ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃ‪‬ﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ‬ ‫‪ ‬ﻧ‬ ‫ﻣ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺿﻼﻟﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺛﻨﺎ ﺧ ﱠﺩ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ: ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﺃﻧﻪ ﻛﺘﺐ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﻋﻤﺎﻟﻪ: ﺃﻭﺻﻴﻚ ﺑﺘﻘﻮﻯ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﶈﺪﺛﻮﻥ ﺑﻌﺪﻩ ﲟﺎ ﻛ ﹸﻮﺍ ﻣﺆﻧﺘﻪ؛ ﻭﺍﻋﻠﻢ‬ ‫ﹸﻔ‬ ‫ﺃﻥ ﻣﻦ ﺳﻦ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﰲ ﺧﻼﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺍﻟﺰﻟﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌ ‪‬ﻖ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﺍﳌﺎﺿﲔ‬ ‫ﻤ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﺗﻮﻗﻔﻮﺍ ﻭﺗﺒﺼﺮ ﻧﺎﻗﺪ ﻗﺪ ﻛﻔﻮﺍ.‬ ‫‪ٍ‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ: ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺸﻒ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﻗﻮﻯ، ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺇﻻ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﻏﲑ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ﻭﺭﻏﺐ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻟﻘﺪ ﻗﺼﺮ ﺩﻭ‪‬ﻢ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻓﺨﻔﻮﻩ ﻭﻃﻤﺢ ﻋﻨﻬﻢ‬ ‫ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﻌﻠﻮﻩ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻔﻴﺎﻥ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٥/٨٨٣.‬
  • 111. ‫-٨٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﲟﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊ ‪‬ﺎﻟﻮﻥ، ﻭﺍﻟ‪‬ﺴﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ، ﻭﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻣﻦ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻫﺬﺍ ﻣﻘﺎﻡ ﻋﺠﺰ ﻻ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻓﻘﺪ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ﺟﻮﺍﺏ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫ﻫﺬﺍ، ﻭﻗﻠﻨﺎ: ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺿﺮﻭﺭﹲ، ﻷﻥ ﺑﻠﻮﻍ ﻣﺎ ﻳﺸﻔﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﱂ‬ ‫ﺓ‬ ‫‪‬ﺪﺭﻛﻪ ﻣﻦ ﻏﺎﺹ ﻣﻦ ﺍ ﹸﺘﻜﻠﻤﲔ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻛﻤﺎ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻨﻬﻢ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﺃﻭﻝ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭﺃﻗﺒﺤﻬﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﺫﻭ ﺍﳋﻮﻳﺼﺮﺓ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻓﻀﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ‪‬ﻤﺎﺭﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﻌﻘﺎﻉ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻳﻌﻤﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺍﳋﺪ‪‬ﺭﻱ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺚ ﻋﻠ ﱞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﺬﻫﺒﺔ ﰲ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﺩﱘ ﻣﻘﺮﻭﻅ)٢(، ﱂ ﲣﻠﺺ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﻬﺑﺎ، ﻓﻘﺴﻤﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﲔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺑﲔ: ﺯﻳ‪‬ﺪ ﺍﳋﻴﻞ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺍﻷﻗﺮﻉ ﺑﻦ ﺣﺎﺑﺲ، ﻭ ‪‬ﻴﻴﻨﺔ ﺑﻦ ﺣﺼﻦ، ﻭﻋﻠﻘﻤﺔ ﺑﻦ ‪‬ﻼﺛﺔ، ﺃﻭ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻄﻔﻴﻞ، ﺷﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻋ‬ ‫‪‬ﻤﺎﺭﺓ، ﻓﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﻏﲑﻫﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺃﻻ ﺗﺄﻣﻨﻮﱐ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻣﲔ ﻣﻦ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻳﺄﺗﻴﲏ ﺧﱪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺻﺒﺎﺣ‪‬ﺎ ﻭﻣﺴﺎﺀ«. ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﺭﺟﻞ ﻏﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ً‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺸﺮﻑ ﺍﻟﻮﺟﻨﺘﲔ ﻧﺎﺗﻰﺀ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻛ ﱡ ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ‪‬ﺸ ‪‬ﺮ ﺍﻹﺯﺍﺭ ﳏﻠﻮﻕ ﺍﻟﺮﺃﺱ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍ‪‬ﻖ ﺍﷲ ﻳﺎ‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ﻤ‪‬‬ ‫ﺚ‬ ‫ُ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ. ﻓﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻭﳛﻚ ﺃﻟﻴﺲ ﺃﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻲ ﺍﷲ ﺃﻧﺎ«، ﰒ ﺃﺩﺑﺮ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺧﺎﻟﺪ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻻ ﺃﺿﺮﺏ ‪‬ﻨﻘ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻓﻠﻌﻠﻪ ﻳﺼﻠﻲ«. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻪ‬ ‫‪ ‬ﻋ ﹶﻪ‬ ‫ﺭ ‪ ‬ﺼﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﱐ ﱂ ﺃﺅﻣﺮ ﺃﻥ ﹸﻧ ﱢﺐ ﻋﻦ‬ ‫ﺃﻘ‬ ‫‪‬ﺏ ﻣ ٍ ﹸ‬ ‫ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﺃﺷﻖ ﺑﻄﻮ‪‬ﻢ«. ﰒ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻫﻮ ‪‬ﻘﻒ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ: »ﺇﻧﻪ ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٧/٠٣.‬ ‫)٢( ﰱ ﺃﺩﱘ ﻣﻘﺮﻭﻅ: ﺃﻯ ﰱ ﺟﻠﺪ ﻣﺪﺑﻮﻍ ﺑﺎﻟﻘﺮﻅ. ﻭﺍﻟﻘﺮﻅ: ﺣﺐ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﻏﻠﻒ ﻛﺎﻟﻌﺪﺱ،‬ ‫ﻣﻦ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﻌﻀﺎﻩ.‬
  • 112. ‫-٩٠١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺿﺌﻀﻲﺀ)١( ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻡ ﻳﻘﺮﺀﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﳚﺎﻭﺯ ﺣﻨﺎﺟﺮﻫﻢ، ﳝﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﳝﺮﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣ‪‬ﺔ«)٢(.‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ‪‬ﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺫﻭ ﺍ ﹸﻮﻳﺼﺮﺓ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻭﰲ ﻟﻔﻆ: ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫ﳋ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻋﺪﻝﹾ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻭﻳﻠﻚ ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺪﻝ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺃﻋﺪﻝ«)٣(. ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻭﻝ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﺧﺮﺝ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺁﻓﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﺭﺿﻲ ﺑﺮﺃﻱ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻟﻮ ﻭﻗﻒ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺭﺃﻱ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ.‬ ‫ﻭﺃﺗﺒﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛ ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃﺎﻟﺖ ﺍﳊﺮﺏ ﺑﲔ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﺭﻓﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﳌﺼﺎﺣﻒ ﻭﺩﻋﻮﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻋﻠﻲ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ: ﺗﺒﻌﺜﻮﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﺭﺟﻼ ﻭﻧﺒﻌﺚ ﻣﻨﺎ ﺭﺟﻼﹰ، ﰒ ﻧﺄﺧﺬ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻼ ﲟﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟ ﱠ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ: ﻗﺪ ﺭﺿﻴﻨﺎ، ﻓﺒﻌﺜﻮﺍ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ،‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻋﻠﻲ: ﺍﺑﻌﺚ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠ ﱞ: ﻻ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﹸﻭﱢﻟﻲ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ، ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫ﻲ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺭﺟﻼ ﻣﻨﻚ، ﻓﺒﻌﺚ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺃﺧﺮ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺇﱃ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺮﻭﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﺑﻦ ﹸﺫﻳﻨﺔ: ‪‬ﺤ ﱢﻤﻮﻥ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻻ ‪‬ﻜﻢ ﺇﻻ ﷲ. ﻭﺭﺟﻊ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺻﻔﲔ، ﻓﺪﺧﻞ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺃ ﺗ ﻜ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭﱂ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻌﻪ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻓﺄﺗﻮﺍ ﺣ ‪‬ﻭﺭﺍﺀ)٤( ﻓﱰﻝ ﻬﺑﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻔﹰﺎ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬ﻜﻢ ﺇﻻ ﷲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻭﻧﺎﺩﻯ ﻣﻨﺎﺩﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﺃﻣﲑ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺷﺒﺚ ﺑﻦ ﺭﺑﻌﻲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﻭﺃﻣﲑ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﻜ ‪‬ﺍﺀ ﺍﻟﻴﺸ ﹸﺮﻱ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺗﺘﻌ‪‬ﺪ ﺇﻻ ﺃﻥ‬ ‫‪ ‬ﺒ‪‬‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺮﺽ ﺻﻌﺐ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﻞ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺩ ‪‬ﺳ‪‬ﻮﻳﻪِ، ﻧﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺛﲏ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ،‬ ‫‪‬ﺭ ﺘ‬ ‫)١( ﺿﺌﻀﺊ: ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺸﻰﺀ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٢٣٤٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٦٠١/٤٤١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻯ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٣٦١٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٣٦٠١/٢٤١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ.‬ ‫)٤( ﺣﺮﻭﺭﺍﺀ: ﻗﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ.‬
  • 113. ‫-٠١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﻋ ‪‬ﺎﺭ، ﻋﻦ ﲰﺎﻙ ﺃﰊ ‪‬ﻣﻴﻞ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﺇﻧﻪ ﳌﺎ ﺍﻋﺘﺰﻟﺖ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺩﺍﺭ‪‬ﺍ ﻭﻫﻢ ﺳﺘﺔ ﺁﻻﻑ ﻭﺃﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳜﺮﺟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ،‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﳚﻲﺀ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺧﺎﺭﺟﻮﻥ ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﻴﻘﻮﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺩﻋﻮﻫﻢ ﻓﺈﱐ ﻻ ﺃﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﺣﱴ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﱐ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ.‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺃﺑﺮﺩ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﻟﻌﱢﻲ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﹸﻛﱢﻤﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻛﻼ ﻭﻛﻨﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺄ ﻠ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺭﺟﻼ ﺣﺴﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﻻ ﺃﺅﺫﻱ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ، ﻓﺄﺫﻥ ﱄ ﻓﻠﺒﺴﺖ ‪‬ﱠﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ،‬ ‫‪ ‬ﺣﻠ ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺗﺮ ‪‬ﻠﺖ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﱂ ﺃﺭ ﻗ ﱡ ﺃﺷﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ‪‬ﺍ،‬ ‫ﻂ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟ ‪‬‬ ‫ﺟﺒﺎﻫﻬﻢ ﻗﺮﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺠﻮﺩ ﻭﺃﻳﺎﺩﻳﻬﻢ ﻛﺄ‪‬ﺎ ﺛﻔﻦ)١( ﺍﻹﺑﻞ، ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻤﺺ ﻣﺮ ‪‬ﻀﺔ‬ ‫ﹸ‪  ‬ﺣ ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫‪  ‬ﹲ‬ ‫‪‬ﺸ ‪‬ﺮﻳﻦ. ﻣﺴﻬﻤﺔ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﺮ، ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺮﺣﺒ‪‬ﺎ ﺑﺎ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ﻤ‬ ‫ﺟﺎﺀ ﺑﻚ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﺗﻴﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺻﻬﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ِ‬ ‫ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻫﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺘﺄﻭﻳﻠﻪ ﻣﻨﻜﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ: ﻻ ﲣﺎﺻﻤﻮﺍ ﻗﺮﻳﺸ‪‬ﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﴿ﺑﻞ ﻫﻢ ﻗﻮﻡ‬ ‫ﺧﺼﻤﻮﻥ﴾ ]ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ: ٨٥[، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﻟ‪‬ﻜﻠﻤ‪‬ﻨ ‪ ،‬ﻓﻘﻠﺖ: ﻫﺎﺗﻮﺍ ﻣﺎ ﻧﻘﻤﺘﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻨ ﻪ‬ ‫ﺻﻬﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣ ‪ ،‬ﻭﻫﻢ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺘﺄﻭﻳﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺛﻼﺛﹰﺎ، ﻗﻠﺖ: ﻫﺎﺗﻮﺍ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻣﺎ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﺣ ﱠﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺇﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺇﻻ ﷲ﴾ ]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٧٥[، ﻓﻤﺎ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﳊﻜﻢ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻫﺬﻩ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻣﺎﺫﺍ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎﺗﻞ ﻭﻗﺘﻞ ﻭﱂ‬ ‫‪‬ﻳﺴﺐ ﻭﱂ ﻳﻐﻨﻢ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺆﻣﻨﲔ ﻓﻠﻢ ﺣﻞ ﻟﻨﺎ ﻗﺘﺎﳍﻢ ﻭﻗﺘﻠﻬﻢ ﻭﱂ ﳛﻞ ﻟﻨﺎ ﺳﺒﻴﻬﻢ؟ ﻗﻠﺖ:‬ ‫ﱠ‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻓﺈﻧﻪ ﳏﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﺈﻧﻪ ﻷﻣﲑ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ. ﻗﻠﺖ: ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻛﻔﺎﻧﺎ ﻫﺬﺍ.‬ ‫)١( ﺍﻟﺜﻔﻦ: ﲨﻊ ﺛﻔﻨﺔ ﺭﻛﺒﺔ ﺍﻟﺒﻌﲑ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﺎ ﳛﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﻏﻠﻆ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﱪﻭﻙ.‬
  • 114. ‫-١١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﻠﺖ ﳍﻢ: ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻜﻢ: ﺣ ﱠﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻣﺎ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻳﻨﻘﺾ ﻫﺬﺍ، ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻘﺾ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺃﺗﺮﺟﻌﻮﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ. ﻗﻠﺖ: ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺻ‪‬ﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﻪ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﰲ ﺭﺑﻊ ﺩﺭﻫﻢ ﲦﻦ ﺃﺭﻧﺐ ﻭﺗﻼ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ: ﴿ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺣﺮﻡ﴾‬ ‫]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٥٩[، ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻵﻳﺔ، ﻭﰲ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ: ﴿ﻭﺇﻥ ﺧﻔﺘﻢ ﺷﻘﺎﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺎﺑﻌﺜﻮﺍ ﺣﻜﻤﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺣﻜﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٥٣[، ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻵﻳﺔ، ﻓﻨﺸﺪﺗﻜﻢ ﺏ ﺍﷲ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ‬ ‫ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﰲ ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﰲ ﺣﻘﻦ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻡ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﰲ ﺃﺭﻧﺐ‬ ‫ﻭ‪‬ﻀﻊ ﺍﻣﺮﺃﺓ، ﻓﺄﻳﻬﻤﺎ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻓﻀﻞ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺑﻞ ﻫﺬﻩ. ﻗﻠﺖ: ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻜﻢ: ﻗﺎﺗﻞ ﻭﱂ ﻳﺴﺐ ﻭﱂ ﻳﻐﻨﻢ ﻓﺘﺴ‪‬ﻮﻥ ﹸﺃﻣ ﹸﻢ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬ ‫ﺒ ‪‬ﻜ‬ ‫ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻮ ﺍﷲ ﻟﺌﻦ ﻗﻠﺘﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺄ ‪‬ﻨﺎ ﻟﻘﺪ ﺧﺮﺟﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻭ ﺍﷲ ﻟﺌﻦ ﻗﻠﺘﻢ ﻟﻨﺴﺒﻴ‪‬ﻬﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﹸﻣ‬ ‫ﻭﻧﺴﺘﺤﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﺤﻞ ﻣﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﻟﻘﺪ ﺧﺮﺟﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺑﲔ ﺿﻼﻟﺘﲔ ﻷﻥ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺎﻝ: ﴿ﺍﻟﻨﱮ ﺃﻭﱃ ﺑﺎﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﺯﻭﺍﺟﻪ ﺃﻣﻬﺎ‪‬ﻢ﴾ ]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: ٦[،‬ ‫ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻜﻢ: ﳏﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﺄﻧﺎ ﺁﺗﻴﻜﻢ ﲟﻦ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﺍ ﹸﺪﻳﺒﻴﺔ ﺻﺎﱀ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﺃﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﻭﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭٍ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻌﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﳊ‬ ‫ﻋﻨﻪ: ﺍﻛﺘﺐ ﳍﻢ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﻓﻜﺘﺐ ﳍﻢ ﻋﻠ ﱞ: ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻲ‬ ‫ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ: ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻟﻮ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻗﺎﺗﻠﻨﺎﻙ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ: » ﺍﷲ ﻡ ﺇﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﱐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻣﺢ ﻳﺎ ﻋﻠﻲ، ﺍﻛﺘﺐ: ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ«)١(، ﻓﻮ ﺍﷲ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺧﲑ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﻗﺪ ﳏﺎ ﻧﻔﺴﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺮﺟﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻟﻔﺎﻥ ﻭﺧﺮﺝ ﺳﺎﺋﺮﻫﻢ ﻓ ﹸﺘﻠﻮﺍ.‬ ‫ﻘ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﻭﻻﺩ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﰲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺩﺣﻴﻢ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺯﻡ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ )١٣٧٢، ٢٣٧٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ‬ ‫)٣٨٧١/٠٩٠٢٩( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﱪﺍﺀ ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ.‬
  • 115. ‫-٢١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻳﻌﲏ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﻰ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ‪‬ﺜﻴﻢ، ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻌﻘﺎﻉ ﺑﻦ ‪‬ﻤﺎﺭﺓ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﳋﻠﻴﻞ،‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻐﺔ، ﻋﻦ ﺟﻨﺪﺏ ﺍﻷﺯﺩﻱ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﻋﺪﻟﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﳋﻮﺭﺍﺝ ﻭﳓﻦ ﻣﻊ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﺇﱃ ﻣﻌﺴﻜﺮﻫﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﳍﻢ ﺩﻭ ﱞ ﻛﺪﻭﻱ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻱ‬ ‫ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳌﺎ ﺣ ﱠﻢ ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ‬ ‫ﻜ‬ ‫‪‬ﺭﻋﺔ ﺑﻦ ﺍﻟ‪‬ﺒﺮﺝ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﻭ ‪‬ﺮﹸﻮﺹ ﺑﻦ ‪‬ﻫﲑ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ ﻓﺪﺧﻼ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻻ ﻟﻪ: ﻻ ﺣﻜﻢ ﺇﻻ‬ ‫ﺯ ٍ‬ ‫ﺣﻗ‬ ‫ﺯ ﹸ‬ ‫ﷲ. ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲ: ﻻ ﺣﻜﻢ ﺇﻻ ﷲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﺮﻗﻮﺹ: ‪‬ﺐ ﻣﻦ ﺧﻄﻴﺌﺘﻚ ﻭﺍﺭﺟﻊ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﺍﺧﺮﺝ ﺑﻨﺎ ﺇﱃ ﻋﺪﻭﻧﺎ ﻧﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﺣﱴ ﻧﻠﻘﻰ ﺭ‪‬ﻨﺎ ﻭﻟﺌﻦ ﱂ ﺗﺪﻉ ﲢﻜﻴﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ُﻗﺎﺗﻠ‪‬ﻚ ﺃﻃﻠﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺟﻪ ﺍﷲ. ﻭﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﰲ ﻣﱰﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷ ﻨ‬ ‫ﻭﻫﺐ ﺍﻟﺮﺍﺳﱯ ﻓﺤﻤﺪ ﺍﷲ ﻭﺃﺛﲎ ﻋﻠﻴﻪ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻘﻮﻡ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟ ‪‬ﲪﻦ ﻭﻳﻨﺴ‪‬ﻮﻥ ﺇﱃ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺍﻟﱵ ﺇﻳﺜﺎ ‪‬ﻫﺎ ﻋﻨﺎﺀ ﺁﺛﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﳊﻖ ﻓﺎﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﻨﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻜﺘﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ: ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺮﺟﻠﲔ‬ ‫ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺭ‪‬ﻀﻴﺎ ﺣﻜﻤﲔ، ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻔﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺍﺗﺒﻌﺎ ﺃﻫﻮﺍﺀﳘﺎ، ﻭﳓﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ.‬‫ﺗ‬ ‫ﻓﻜﺘﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻧﻚ ﱂ ﺗﻐﻀﺐ ﻟﺮﺑﻚ ﻭﺇﳕﺎ ﻏﻀﺒﺖ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻓﺈﻥ ﺷﻬﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻚ، ﻭﺇﻻ ﻓﻘﺪ ﻧﺎﺑﺬﻧﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ.‬ ‫ﻭﻟﻘﻲ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧ‪‬ﺎﺏ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻞ ﲰﻌﺖ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻚ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ‬ ‫ﺒ ٍ‬ ‫ﲢﺪﺛﻪ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﲢﺪﺛﻨﺎﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﲰﻌﺖ ﺃﰊ ﳛﺪﺙ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺃﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﻓﺘﻨﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻋﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺷﻲ، ﻭﺍﳌﺎﺷﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﻲ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺫﻟﻚ ﻓ ﹸﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺘﻮﻝ«)٢(. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻧﺖ ﲰﻌﺖ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻚ ﲢﺪﺛﻪ ﻋﻦ‬ ‫ﻜ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻯ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٧/٩٤٢.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ ﺑﺸﻮﺍﻫﺪﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٠١١ ﳐﺘﺼﺮ‪‬ﺍ، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ )٥١٢٧(،‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٤/٠٦.‬
  • 116. ‫-٣١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻓﻘﺪﻣﻮﻩ ﺇﱃ ﺷﻔﲑ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻓﻀﺮﺑﻮﺍ ﻋ‪‬ﻘﻪ ﻓﺴﺎﻝ ﺩﻣﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﺷﺮﺍﻙ ﻧﻌﻞٍ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻨ ‪‬‬ ‫ﻭﺑﻘﺮﻭﺍ ﺑﻄﻦ ﺃﻡ ﻭﻟﺪﻩ ﻋﻤﺎ ﰲ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ‪‬ﺒﻠﻰ، ﻭﻧﺰﻟﻮﺍ ﲢﺖ ﳔﻞ ﻣﻮﺍﻗﲑ ﺑﻨﻬﺮﻭﺍﻥ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﻓﺴﻘﻄﺖ ‪‬ﻃﺒﺔ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺃﺣ ‪‬ﻫﻢ ﻓﻘﺬﻑ ﻬﺑﺎ ﰲ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﺃﺧﺬ‪‬ﺎ ﺑﻐﲑ ﺣﺪﻫﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺭ ﹲ‬ ‫ﻭﺑﻐﲑ ﲦﻨﻬﺎ ﻓﻠﻔﻈﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻴﻪ. ﻭﺍﺧﺘﺮﻁ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺳﻴﻔﻪ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻬﺰﻩ ﻓﻤﺮ ﺑﻪ ﺧﱰﻳﺮ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺬ ‪‬ﺔ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻓﻀﺮﺑﻪ ﺑﻪ ‪‬ﺠ ‪‬ﺑﻪ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﻓﺴﺎﺩ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻠﻘﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳋﱰﻳﺮ ﻓﺄﺭﺿﺎﻩ ﰲ ﲦﻨﻪ.‬ ‫ﻳ ﺮ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻗﺎﺗﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧ‪‬ﺎﺏ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻛﱡﻨ‪‬ﺎ ﻗﺘﻠ ‪ ،‬ﻓﻨﺎﺩﺍﻫﻢ ﺛﻼﺛﹰﺎ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﹸﻠ ﻪ‬ ‫ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺩﻭﻧﻜﻢ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﻤﺎ ﻟﺒﺜﻮﺍ ﺃﻥ ﻗﺘﻠﻮﻫﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ:‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﺄ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺍﺡ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺍﺡ ﺇﱃ ﺍﳉ‪‬ﺔ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺧﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﰒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ‪‬ﻠﺠﻢ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺫﻛﺮﻭﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﻬﺮﻭﺍﻥ ﻓﺘﺮﺣ ‪‬ﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻗﻨﻌﻨﺎ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻲﺀ ﺑﻌﺪ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﳜﺎﻓﻮﻥ ﰲ ﺍﷲ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ‬ ‫ﻓﻠﻮ ﺃ‪‬ﺎ ﺷﺮﻳﻨﺎ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﷲ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻨﺎ ﻏﲑ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻀ ﱠﻝ ﻓﺜﺄﺭﻧﺎ ﻬﺑﻢ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﻭﺃﺭﺣﻨﺎ‬ ‫‪‬ﻼ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒ ‪‬ﺍﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎﺥ ﻟﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻧ‪‬ﺪﺏ ﺛﻼﺛﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ: ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ‪‬ﻠﺠﻢ ﻭﺍﻟ‪‬ﺮﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﲟﻜﺔ ﻭﺗﻌﺎﻫﺪﻭﺍ ﻭﺗﻌﺎﻗﺪﻭﺍ ﻟﻨﻘﺘﻠﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ: ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ، ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺹ، ﻭﻧﺮﻳﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻠﺠﻢ: ﺃﻧﺎ ﻟﻜﻢ ﺑﻌﻠ ‪ ،‬ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﱪﻙ: ﺃﻧﺎ ﻟﻜﻢ ﲟﻌﺎﻭﻳﺔ،‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮﻭ: ﺃﻧﺎ ﻟﻜﻢ ﺑﻌﻤﺮﻭ. ﻓﺘﻮﺍﺛﻘﻮﺍ ﺃﻻ ﻳﻨﻘﺾ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺟﻼ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ، ﻓﻘﺪﻡ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻲ‬ ‫‪‬ﻠﺠﻢ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﺧﺮﺝ ﻋﻠ ﱞ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻓﻀﺮﺑﻪ ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﺇﱃ ﻗﺮِﻧﻪ ﻭﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺩﻣﺎﻏﻪ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻻ ﻳﻔﻮﺗ‪‬ﻜﻢ ﺍﻟ ‪‬ﺟﻞ. ﻓﹸﺧﺬ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﹸﻠﺜﻮﻡ: ﻳﺎ ﻋﺪ ‪ ‬ﺍﷲ، ﻗﺘﻠﺖ ﺃﻣﲑ‬ ‫‪‬ﻭ‬ ‫‪‬ﻛ ٍ‬ ‫ﺄ‬ ‫ﻨ ﹸ‪ ‬ﺮ‬
  • 117. ‫-٤١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻗﺘﻠﺖ ﺇﻻ ﺃﺑﺎﻙِ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻭﺍﷲ ﺇﱐ ﻷﺭﺟﻮ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺄ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻢ ﺗﺒﻜﲔ ﺇﺫﻥ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﻟﻘﺪ ﲰﻤ‪‬ﺘﻪ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ ﻳﻌﲏ ﺳﻴﻔﻪ، ﻓﺈﻥ ﺃﺧﻠﻔﲏ ﻓﺄﺑﻌﺪﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺱ‬ ‫ﺍﷲ ﻭﺃﺳﺤﻘﻪ.‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﻋﻠ ﱞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﹸﺧﺮﺝ ﺍﺑﻦ ﻣﻠﺠﻢ ﻟﻴﻘﺘﻞ، ﻓﻘﻄﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﻳﺪﻳﻪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻭﺭﺟﻠﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﳚﺰﻉ ﻭﱂ ﻳﺘﻜﻠﻢ. ﻓﻜﺤﻞ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﲟﺴﻤﺎﺭ ﳏﻤﻲ ﻓﻠﻢ ﳚﺰﻉ، ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻘﺮﺃ ﴿ﺍﻗﺮﺃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﺳﻢ ﺭﺑﻚ ﺍﻟﺬﻯ ﺧﻠﻖ * ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻖ﴾ ]ﺍﻟﻌﻠﻖ: ١-٢[، ﺣﱴ ﺧﺘﻤﻬﺎ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻟﺘﺴﻴﻼﻥ، ﻓﻌﻮﰿ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻓﺠﺰﻉ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﱂ ﲡﺰ ‪‬؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ‬ ‫ﻉ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻮﺍﺗ‪‬ﺎ ﻻ ﺃﺫ ﹸﺮ ﺍﷲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺃﲰﺮ ﰲ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﺃﺛﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺠﻮﺩ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﳌﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﳊﺴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ‪‬ﺼﺎﱀ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺍﳉ ‪‬ﺍﺡ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﺷﺮﻛﺖ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﻙ ﺃﺑﻮﻙ ﰒ ﻃﻌﻨﻪ ﰲ ﺃﺻﻞ ﻓﺨﺬﻩ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ ‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﲣﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﳍﻢ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﳐﺘﻠﻔ ﹲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﻦ‬ ‫‪ ‬ﺔ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﳓﻦ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﻣﺎ ﺩﻣﻨﺎ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻓﻨﺤﻦ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ. ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻭﳐﺎﻟﻔﻮﻧﺎ ﰲ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ، ﻭﻣﺮﺗﻜﺒﻮ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻨﺎ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻛﻔﺮﺓ. ﻭﺃﺑﺎﺡ ﻫﺆﻻﺀ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺒﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺣﻜﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮ‪‬ﻙ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﳒﺪﺓ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﳊﻨﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﺨﺎﻟﻒ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﻦ ﺍﻷﺯﺭﻕ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺘﺤﺮﱘ ﺩﻣﺎﺀ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺃﻣﻮﺍﳍﻢ، ﻭﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘﻴﻪ ﻳﻌﺬﺑﻮﻥ ﰲ ﻏﲑ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ،‬ ‫ﻭﺃﻥ ﺟﻬﻨﻢ ﻻ ‪‬ﻌﺬﺏ ﻬﺑﺎ ﺇﻻ ﳐﺎﻟﻔﻮﻩ ﰲ ﻣﺬﻫﺒﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻗﻮﻡ ﻛﻔﺎﺭ ﻭﲢﻞ‬ ‫ﻳ ﱠ ‪‬‬ ‫ﻟﻨﺎ ﻣﻨﺎﻛﺤﺘﻬﻢ ﻭﻣﻮﺍﺭﺛﺘﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺑﺪﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﺃﻥ‬ ‫ﺭﺟﻼ ﺃﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻳﺘﻴﻢ ﻓﻠﺴﲔ ﻭﺟﺒﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻭﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﳍﻢ ﻗﺼﺺ ﺗﻄﻮﻝ ﻭﻣﺬﺍﻫﺐ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﳍﻢ ﱂ ﺃﺭ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻞ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﻭﺇﳕﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺣﻴﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳊﻤﻘﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ‬ ‫ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﺍﺳﺘﺤﱡﻮﺍ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﱂ ﻳﺴﺘﺤﹼﻮﺍ ﺃﻛﻞ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻠ‬
  • 118. ‫-٥١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲦﺮﺓ ﺑﻐﲑ ﲦﻨﻬﺎ ﻭﺗﻌﺒﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺳﻬﺮﻭﺍ ﻭﺟﺰﻉ ﺍﺑﻦ ‪‬ﻠﺠﻢ ﻋﻨﺪ ﻗﻄﻊ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺕ‬ ‫ﻣﹾ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﺬﻛﺮ. ﻭﺍﺳﺘﺤﻞ ﻗﺘﻞ ﻋﻠﻲ ﻛ ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ.‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﰒ ﺷﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻴﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ، ﻭﻻ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﻌﻠﻤﻬﻢ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺃ‪‬ﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﳋﻮﻳﺼﺮﺓ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻋﺪﻝ ﻓﻤﺎ ﻋﺪﻟﺖ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻴﻬﺘﺪﻱ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺨﺎﺯﻱ، ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳋﺬﻻﻥ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺮﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺍ ﹸﺪﺭﻱ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﳋ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﳜﺮﺝ ﻗﻮﻡ ﻓﻴﻜﻢ ﲢﻘﺮﻭﻥ ﺻﻼﺗﻜﻢ ﻣﻊ ﺻﻼ‪‬ﻢ ﻭﺻﻴﺎﻣ ﹸﻢ ﻣﻊ‬ ‫ﻜ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺻﻴﺎﻣﻬﻢ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻣﻊ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﳚﺎﻭﺯ ﺣﻨﺎﺟﺮﻫﻢ ﳝﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺮﻭﻕ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻣ‪‬ﺔ«)١(. ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﺮﻴ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟ ﱡﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﺛﻨﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻧﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺒﺸﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ‬ ‫ﺍﻷﺯﺭﻕ، ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﻭﰱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫»ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻛﻼﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻱ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺃﻧﻪ ﻻ ﲣﺘﺺ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺑﺸﺨﺺ ﺇﻻ ﺃﻥ ﳚﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﺳﺘﺘﺎﺑﺔ ﺍﳌﺮﺗﺪﻳﻦ )١٣٩٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٦٠١/٧٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻯ.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٥٥٣، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٣٧١( ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻮﺻﲑﻯ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺛﻘﺎﺕ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻋﺎ«، ﻟﻜﻦ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺁﺧﺮ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٢٨٣، ﻭﺍﳊﻜﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٣/١٧٥، ﻭﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻦ ﺃﰉ ﺃﻣﺎﻣﺔ، ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻻﺑﻦ ﺃﰉ‬ ‫ﻋﺎﺻﻢ )٤٠٩، ٥٠٩(.‬
  • 119. ‫-٦١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﻣﺎﻣ‪‬ﺎ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻄﻴ‪‬ﺎ)١( ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻱ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺴﲔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺒﻴﺢ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ. ﰒ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻘﺪﺭ‪‬ﺔ ﰲ ﺯﻣﻦ‬ ‫ﻳﹸ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺤﺎﺑﺔ ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻌﺒﺪ ﺍ ﹸﻬﲏ ﻭﻏﻴﻼﻥ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻭﺍﳉﻌﺪ ﺑﻦ ﺩﺭﻫﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬ﳉ ‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻭﻧﺴﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻮﺍﻝ ﻣﻌﺒﺪ ﺍ ﹸﻬﲏ ﻭﺍﺻﻞ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻭﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ، ﻭﰲ ﺫﻟﻚ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ ﳉ‬ ‫ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺣﺪﺛﺖ ﺳﻨﺔ ﺍ ﹸﺮﺟﺌﺔ ﺣﲔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻳﻀﺮ ﻣﻊ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻔﺮ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻃﺎﻋﺔ.‬ ‫ﰒ ﻃﺎﻟﻌﺖ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﰊ ﺍ ﹸﺬﻳﻞ ﺍﻟﻌ ﱠﻑ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﻣﻌﻤﺮ ﻭﺍﳉﺎﺣﻆ ﻛ‪‬ﺐ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ‬ ‫ﹸﺘ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﹸ ﹸ ﳍ‬ ‫ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ، ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺧﻠﻄﻮﻩ ﺑﺄﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﺜﻞ ﻟﻔﻆ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ‬ ‫ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺃﻇﻬﺮﻭﻫﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﲞﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﲰﻲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻓﺼﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﺗﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺍﻟ ‪‬ﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻮﻡ: ﻫﻲ ﻣﻌﺎﻥ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﱠﺍﺕ ﻭﻧﻔﺘﻬﺎ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻋﺎﱂ ﻟﺬﺍﺗﻪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺬ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﺩﺭ ﻟﺬﺍﺗﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﳉ‪‬ﺎﺋ ‪ ‬ﰒ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﻋﻨﻪ ﺇﱃ ﻣﺜﺒﱵ‬ ‫ﹸﺒ ﻲ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻔﺎﺕ، ﰒ ﺃﺧﺬ ﺑﻌﺾ ﻣﺜﺒﱵ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﰲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﱰﻭﻝ ﻭﺍﷲ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﳍﺎﺩﻱ ﳌﺎ ﻳﺸﺎﺀ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻛﻤﺎ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺣﱴ ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ، ﲪﻞ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻠﻮ ﰲ ﺣ‪‬ﻪ ﻓﺰﺍﺩﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻮ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺍﻹﻟﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻮ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﲪﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺐ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﱴ ﺇﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻛ ﱠﺮ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ، ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﺍﻟﱵ ‪‬ﻳﺮ‪‬ﻏﺐ ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺸﲑ ﺇﱃ ﺑﻌﻀﻬﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺙ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺍﻷﻧﺒﺎﻁ: ﺷﻌﺐ ﺳﺎﻣﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺩﻭﻟﺔ ﰱ ﴰﺎﻝ ﺷﺒﻪ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻋﺎﺻﻤﺘﻬﻢ »ﺳﻠﻊ«. ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻞ‬ ‫ﺃﺧﲑ‪‬ﺍ ﰱ ﺃﺧﻼﻁ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻭﺑﺎﺷﻬﻢ.‬
  • 120. ‫-٧١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻭﺃﰊ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﳌﺎﺯﱐ‬ ‫ﻭﻏﲑﳘﺎ، ﻭﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻷﺳﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ﺍﻷﲪﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﻫﻮ ﺍﷲ، ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮ‪‬ﺍ ﻛﺒﲑ‪‬ﺍ. ﻭﺑﺎﳌﺪﺍﺋﻦ‬ ‫ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺑﺎﻹﺳﺤﺎﻗﻴﺔ ﻳﻨﺴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻄﻴﺐ: ﻭﻭﻗﻊ ﺇﱄ ﻛﺘﺎﺏ ﻷﰊ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺍﻟﻨﻮﲞﱵ ﻣﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﰲ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻼﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟ‪‬ﻮﲞﱵ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﺘﻜﻠﻤﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ، ﻓﺬﻛﺮ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻼﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﳑﻦ ﺟﺮﻩ ﺍﳉﻨﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻐﻠ ‪ ‬ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﹸﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻐ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻷﲪﺮ، ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﻫﻮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻈﻬﺮ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻓﻬﻮ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﳊﺴﲔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺚ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻛﺎﻧﺎ ﻛﺎﻓﺮﻳﻦ،‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺍﺭﺗﺪﺍ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺘ ‪‬ﻱ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻋﻠﻲ.‬ ‫ﱪ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟ‪‬ﺘ ‪‬ﺅ ﳑﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﰲ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ، ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ‬ ‫ﱪ‬ ‫ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﻓﻀﻮﻩ ﻓﺴﻤﻮﺍ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻓﻀﺔ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﰱ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﰒ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﻠﻲ ﰒ ﺇﱃ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﰒ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻯ ﰒ ﺇﱃ ﺍﺑﻨﻪ ﳏﻤﺪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺜﺎﱏ ﻋﺸﺮ، ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺬﻯ‬ ‫ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﱂ ﳝﺖ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮﺟﻊ ﰱ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻴﻤﻸ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺪﻻﹰ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﺠﻠﻰ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ﻭﻳﺪﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻴﻔﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﻋﺮﺝ ﺑﻪ ﺍﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ‬ ‫ﻓﻤﺴﺢ ﺍﻟﺮﺏ ﺑﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ، ﻭﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻜﺴﻒ ﺍﻟﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ: ﺍﳉﻨﺎﺣﻴﺔ، ﻭﻫﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ ﺫﻱ ﺍﳉﻨﺎﺣﲔ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﻟﻪ ﺩﺍﺭﺕ ﰲ ﺃﺻﻼﺏ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺇﱃ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﱃ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻭﺃﻧﻪ ﱂ ﳝﺖ، ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻨﺘﻈﺮ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ: ﺍﻟ ‪‬ﺮﺍﺑﻴﺔ ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﺷﺮﻛﺔ ﻋﻠﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻐ‬
  • 121. ‫-٨١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﺍ ﹸﻔ ‪‬ﺿﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺧﻠﻖ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﰒ ﻓ ‪‬ﺽ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻌﺎﱂ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﳌﻮ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﺍﻟ ﱠﻣﺎﻣ‪‬ﺔ: ﻳﺬ ‪‬ﻮﻥ ﺟﱪﻳﻞ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻛﺎﻥ ﻣﺄﻣﻮﺭ‪‬ﺍ ﺑﺎﻟ‪‬ﺰﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺬ ﻴ ﹸﻣ‬ ‫ﻓﱰﻝ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻇﻠﻢ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻣﲑﺍﺛﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴ ﱠﺎﺡ ﺃﻧﻪ ﺧﻄﺐ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻡ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ،‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺃﹶﻋ‪‬ﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﲏ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﻇﻠﻤﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻇﻠﻤﲏ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺣﲔ ﺃﺧﺬ ﻓﺪﻙ ﻣﻦ ﻓﺎﻃﻤﺔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻭﺩﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻤﻜﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺪﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺩﺍﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻤﻜﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺪﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺩﺍﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻇﻠﻤﻜﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺪﻩ؟ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻜﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﻬﺮﺏ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﰲ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫‪ ‬ﱠ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻣﺮ ﻏﺎﺋﺐ ﻋ‪‬ﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺜﻖ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﻘﻞ ﺍﻟﺴﻠﻒ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺟﻮﺩﺓ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻜﺄﻧﻨﺎ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﺜﻖ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﺃ‪‬ﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺑﺪﺃﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺑﻈﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﰲ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﻭﺍﺑﻨﺘﻪ ﰲ ﺇﺭﺛﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺇﻻ ﻟﺴﻮﺀ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﰲ ﺍﳌﺘﻮﰱ، ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺣﻔﻆ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻭﺫﺭﻳﺘﻬﻢ.‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ: ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﺳﺘﺤﱡﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺪﻩ ﺧﺎﺑﺖ ﺁﻣﺎﻟﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﻬﺑﻢ.‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﳏﺼﻮﻝ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﳍﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺧ‪‬ﺒﻨ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ، ﻭﺯﺍﻟﺖ ﺛﻘﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋ ‪‬ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﱂ ﻧﺄﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﱂ ﻳﺮﻭﺍ ﻣﺎ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺍ‪‬ﺒﺎﻋﻪ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﺗ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻓﺮﺍﻋﻮﻩ ﻣ ‪‬ﺓ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻧﻘﻠﺒﻮﺍ ﻋﻦ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ، ﻭﱂ ﻳﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ،‬ ‫‪‬ﺪ‬
  • 122. ‫-٩١١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻄﺎﺣﺖ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ‪ ،‬ﻭﺿﻌﻔﺖ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ، ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ،‬ ‫ﺕ‬ ‫ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﶈﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻏﻠﻮ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﰲ ﺣ ‪ ‬ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﲪﻠ ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻭﺿﻌﻮﺍ‬ ‫ﻬ‬ ‫‪‬ﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﺸﻴ‪‬ﻨﻪ ﻭﺗﺆﺫﻳﻪ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﲨﻠﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ.‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻏﺎﺑﺖ ﻓﻔﺎﺗﺖ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﺮﺩﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻤ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﺲ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻣﻮﺿﻮ ‪ ،‬ﱂ ﻳﺮﻭﻩ ﺛﻘﺔ، ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻌﲎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﻓﺎﺕ ﻭﻋﻮ ‪‬ﻫﺎ ﻃﻠﻮﻉ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺩ‬ ‫ﻉ‬ ‫ﻣﺘﺠﺪﺩ ﻓﻼ ‪‬ﺮﺍﺩ ﺍﻟﻮﻗﺖ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺃﻥ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻏﺘﺴﻠﺖ ﰒ ﻣﺎﺗﺖ ﻭﺃﻭﺻﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟ ‪‬ﺴﻞ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻛﺬ ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻌﲎ ﻗﻠﺔ ﻓﻬﻢٍ، ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺴﻞ ﻋﻦ ﺣﺪﺙ‬ ‫ﱠﹸ‬ ‫ﺏ‬ ‫ﺍﳌﻮﺕ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺼﺢ ﻗﺒﻠﻪ. ﰒ ﳍﻢ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﻻ ﻳﺴﻨﺪﻭ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻨﺪ، ﻭﳍﻢ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﻫﺎ ﻭﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﲣﺎﻟﻒ ﺍﻹﲨﺎﻉ.‬ ‫ﻓﻨﻘﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺧﻂ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳌﺮﺗﻀﻰ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ﺍﻧﻔﺮﺩﺕ ﺑﻪ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ. ﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﺭﺽ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻧﺒﺎﺕ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﻭﺍﳉﻠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻮﺑﺮ ﻓﻼ. ﻭﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﺠﻤﺎﺭ ﻻ ‪‬ﺠﺰﺉ ﰲ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﺑﻞ ﰲ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﻟﻐﺎﺋﻂ ﺧﺎﺻﺔ. ﻭﻻ ‪‬ﺠﺰﺉ ﻣﺴﺢ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺇﻻ ﺑﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒﻠﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺍﻟﻴﺪ ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﺄﻧﻒ ﻟﻠﺮﺃﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺑﻠﻼ ﻣﺴﺘﺄﻧﻔﹰﺎ ﱂ ﳚﺰﻩ ﺣﱴ ﻟﻮ ﻧﺸﻔﺖ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﻞ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ. ﻭﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﺘﺤﺮﱘ ﻣﻦ ‪‬ﱐ ﻬﺑﺎ ﻭﻫﻲ ﲢﺖ ﺯﻭﺝ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻠﻮ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﱂ ﲢﻞ ﻟﻠﺰﺍﱐ ﻬﺑﺎ ﺑﻨﻜﺎﺡ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻭﺣﺮ ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺎﺕ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﳌﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻭﺇﻥ ‪‬ﺟﺪ ﺷﺮﻃ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ‬ ‫ﹸﻪ‬ ‫ﻭ‬ ‫‪‬ﻣ‬ ‫ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻻ ﻳﻘﻊ ﺇﻻ ﲝﻀﻮﺭ ﺷﺎﻫﺪﻳﻦ ﻋﺪﻟﲔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻧﺎﻡ ﻋﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﻀﻰ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺻﺎﺋﻤ‪‬ﺎ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ، ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺇﺫﺍ ﺟ ‪‬ﺕ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻓﻌﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ﺰ‬
  • 123. ‫-٠٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻣﺜﻞ ﻗﺘﻞ ﺍﳋﻄﺄ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺷﻖ ﺛﻮﺑﻪ ﰲ ﻣﻮﺕ ﺍﺑﻦ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺯﻭﺟﺔ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﳝﲔ،‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﺰ ‪‬ﺝ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﳍﺎ ﺯﻭﺝ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﺰﻣﻪ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﲞﻤﺴﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ. ﻭﺃﻥ ﺷﺎﺭﺏ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺍﳋﻤﺮ ﺇﺫﺍ ﺣ ‪ ‬ﺛﺎﻧﻴﺔ ﹸِﺘﻞ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻭ‪‬ﺤﺪ ﺷﺎﺭﺏ ﺍﻟﻔ ﱠﺎﻉ)١( ﻛﺸﺎﺭﺏ ﺍﳋﻤﺮ، ﻭﺃﻥ ﻗﻄﻊ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪ ‬ﹸﻘ‬ ‫‪‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﻗ ﹶ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻷﺻﺎﺑﻊ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﻒ ﻓﺈﻥ ﺳﺮﻕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﻄﻌﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ. ﻓﺈﻥ ﺳﺮﻕ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺧﱢﺪ ﰲ ﺍﳊﺒﺲ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳝﻮﺕ.‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫ﻭﺣ ‪‬ﻣﻮﺍ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺍﳉﺮﻱ ﻭﺫﺑﺎﺋﺢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﺍﺷﺘﺮﻃﻮﺍ ﰲ ﺍﻟ ﱠﺑﺢ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﰲ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻛﺜﲑﺓ ﻳﻄﻮﻝ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺧﺮﻗﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﻭﺳ ‪‬ﻝ ﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻳﺴﺘﻨﺪﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺃﺛﺮ ﻭﻻ ﻗﻴﺎﺱ، ﺑﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺎﺕ. ﻭﻣﻘﺎﺑﺢ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻓﻀﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﲢﺼﻰ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﺮﻣﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﻜﻮ‪‬ﻢ ﻻ ﻳﻐﺴﻠﻮﻥ ﺃﺭﺟﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ، ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻟﻄﻠﺒﻬﻢ ﺇﻣﺎﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻣﻌﺼﻮﻣ‪‬ﺎ، ﻭﺍﺑ‪‬ﺘﹸﻮﺍ ﺑﺴﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻻ ‪‬ﺗﺴ‪‬ﻮﺍ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﰊ ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪ ﹸﻢ ﻟﻮ ﺃﻧﻔﻖ ﻣﺜﻞ ﹸ ‪‬ﺪ ﺫﻫﺒ‪‬ﺎ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻙ ﻣ ‪ ‬ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﻻ ﻧﺼﻴﻔﻪ«)٢(.‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﺃﺣ ٍ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﳌﺨﻠﺺ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺍﳌﻜﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﳌﺪﻳﲏ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻮﱘ ﺑﻦ ﺳﺎﻋﺪﺓ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺟﺪﻩ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺇﻥ ﺍﷲ ﺍﺧﺘﺎﺭﱐ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﱄ ﺃﺻﺤﺎﺑ‪‬ﺎ‬ ‫ﻓﺠﻌﻞ ﱄ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﻭﺃﻧﺼﺎﺭ‪‬ﺍ ﻭﺃﺻﻬﺎﺭ‪‬ﺍ ﻓﻤﻦ ﺳ‪‬ﻬﻢ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻭﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺃﲨﻌﲔ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﷲ ﻣﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺻﺮﻓﹰﺎ ﻭﻻ ﻋﺪﻻ«)٣(.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹸ‬ ‫)١( ﺍﻟﻔﻘﺎﻉ: ﺷﺮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻌﲑ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٣٧٦٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬ ‫)١٤٥٢/٢٢٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻯ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٧١/٠٤١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٠١/٧١ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﱂ ﺃﻋﺮﻓﻪ«، ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٣/٢٣٦ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﱂ ﳜﺮﺟﺎﻩ«‬ ‫=‬
  • 124. ‫-١٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ: ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ، ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ: ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺎﺣﻲ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ، ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻬﺎﻝ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻋﻦ ﺳﻮﻳﺪ ﺑﻦ ﻏﻔﻠﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻨﻔﺮ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﻳﻨﺘﻘﺼﻮ‪‬ﻤﺎ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻨﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭ ‪‬ﻤﺮ‬ ‫ٍ ﻋ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﳘﺎ ﻟﻪ ﺃﻫ ﹲ، ﻭﻟﻮﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﺃ‪‬ﻚ ‪‬ﻀﻤ ‪ ‬ﳍﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﻧ ﺗ ِﺮ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺃﻋﻠﻨﻮﺍ ﻣﺎ ﺍﺟﺘﺮﺃﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ: ﺃﻋﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ، ﺃﻋﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﺃﻥ ﹸﺿﻤﺮ ﳍﻤﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺋﺘﻤﻨﲏ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ ‪ِ ‬‬ ‫ﻟﻌﻦ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﺿﻤﺮ ﳍﻤﺎ ﺇﻻ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳉﻤﻴﻞ، ﺃﺧﻮﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺻﺎﺣﺒﺎﻩ ﻭﻭﺯﻳﺮﺍﻩ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ. ﰒ ‪‬ﺾ ﺩﺍﻣﻊ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ ﻳﺒﻜﻲ ﻗﺎﺑﻀ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺣﱴ ﺩﺧﻞ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﺼﻌﺪ ﺍﳌﻨﱪ‬ ‫ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ‪‬ﺘﻤﻜﻨ‪‬ﺎ ﻗﺎﺑﻀ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﳊﻴﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﻴﻀﺎﺀ، ﺣﱴ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ،‬ ‫ﻣ ﱢ‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻡ ﻓﺘﺸﻬﺪ ﲞﻄﺒﺔ ﻣﻮﺟﺰﺓ ﺑﻠﻴﻐﺔ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺑﺎﻝ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺳ‪‬ﺪﻱ ﻗﺮﻳﺶ ﻭﺃﺑﻮﻱ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﲟﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﻨﻪ ‪‬ﺘﱰ‪ ،‬ﻭﳑﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ ﺑﺮﻱ ٌ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ‪‬ﻌﺎﻗﺐ. ﺃﻣﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻓﻠﻖ ﺍﳊ‪‬ﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻣ ﱢﻩ‬ ‫ﻭﺑﺮﺃ ﺍﻟﻨﺴﻤﺔ ﻻ ‪‬ﺤ‪‬ﺒ ‪‬ﻤﺎ ﺇﻻ ﻣﺆﻣﻦ ﺗﻘﻲ ﻭﻻ ﻳﺒﻐﻀﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﻓﺎﺟﺮ ﺷﻘﻲ، ﺻﺤﺒﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﻬ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ، ﻳﺄﻣﺮﺍﻥ ﻭﻳﻨﻬﻴﺎﻥ، ﻭﻳﻐﻀﺒﺎﻥ ﻭﻳﻌﺎﻗﺒﺎﻥ، ﻓﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﺍﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺼﻨﻌﺎﻥ‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺮﻯ ﻏﲑ ﺭﺃﻳﻬﻤﺎ، ﻭﻻ ﳛﺐ ﻛﺤ‪‬ﻬﻤﺎ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ. ﻣﻀﻰ‬ ‫‪ ‬ﺒ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﺽ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻣﻀﻴﺎ ﻭﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺭﺍﺿﻮﻥ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃ ‪‬ﺮﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﺼﻠﻰ ﻬﺑﻢ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﻣ‪‬‬ ‫ﻗﺒﺾ ﺍﷲ ﻧﺒﻴﻪ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﻻﻩ ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﺫﻟﻚ، ﻭﻓﻮ ‪‬ﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰒ ﺃﻋﻄﻮﻩ‬ ‫‪‬ﺿ‬ ‫ﱠ‪‬‬ ‫=‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻗﻠﺖ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﻭﻫﻮ ﳎﻬﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ‬ ‫)٨٦٨٣(.‬
  • 125. ‫-٢٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻃﺎﺋﻌﲔ ﻏﲑ ﻣﻜﺮﻫﲔ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺳﻦ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺑﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﻭﻫﻮ ﻟﺬﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻛﺎﺭﻩ ﻳﻮﺩ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻣﻨﺎ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻛﻔﺎﻩ ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﷲ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺃﺑﻘﻰ ﺃﺭﲪﻪ ﺭﲪﺔ ﻭﺃﺭﺃﻓﻪ ﺭﺃﻓﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﺳﻨﻪ ﻭﺭﻋ‪‬ﺎ ﻭﺃﻗﺪﻣﻪ ﺳ‪‬ﺎ ﻭﺇﺳﻼﻣ‪‬ﺎ، ﺷ‪‬ﻬﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﲟﻴﻜﺎﺋﻴﻞ ﺭﺃﻓﺔ ﻭﺭﲪﺔ ﻭﺑﺈﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻔﻮ‪‬ﺍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫ِﻨ‬ ‫ﻭﻭﻗﺎﺭ‪‬ﺍ ﻓﺴﺎﺭ ﺑﺴﲑﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺣﱴ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﰒ ﻭﱄ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﺪﻩ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻛﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﺭﺿﻲ، ﻓﺄﻗﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎﺝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ، ﻳﺘﺒﻊ ﺃﺛﺮﳘﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺃﺛﺮ ﺃﻣﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﷲ ﺭﻓﻴﻘﹰﺎ ﺭﺣﻴﻤ‪‬ﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻧﺎﺻﺮ‪‬ﺍ ﻟﻠﻤﻈﻠﻮﻣﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ، ﻻ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﰲ ﺍﷲ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﷲ ﺍﳊﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ٍ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺣﱴ ﺇﻥ ﻛ‪‬ﺎ ﻟﻨﻈﻦ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﹰﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ، ﺃﻋﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻨ ‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﺑﺈﺳﻼﻣﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺟﻌﻞ ﻫﺠﺮﺗﻪ ﻟﻠ ‪‬ﻳﻦ ﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ، ﻭﺃﻟﻘﻰ ﻟﻪ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ،‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﻭﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﶈﺒﺔ، ﺷ‪‬ﻬﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﲜﱪﻳﻞ ﻓﻈﹰﺎ ﻏﻠﻴﻈﹰﺎ‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ.‬ ‫ﻓﻤﻦ ﻟﻜﻢ ﲟﺜﻠﻬﻤﺎ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻭﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍ ﹸﻀﻲ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻬﻤﺎ ﻓﻤﻦ ﺃﺣ‪‬ﲏ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻠﻴﺤﺒﻬﻤﺎ، ﻭﻣﻦ ﱂ ‪‬ﺤﺒ ‪‬ﻤﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﻐﻀﲏ، ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺮﻱﺀ، ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﰲ‬ ‫ﻳ ﻬ‬ ‫ﺃﻣﺮﳘﺎ ﻟﻌﺎﻗﺒﺖ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ، ﺃﻻ ﻓﻤﻦ ﹸﺗﻴﺖ ﺑﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻔﺘﺮﻱ. ﺃﻻ ﻭﺧﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﺒﻴﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﰒ ﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﳋﲑ ﺃﻳﻦ ﻫﻮ؟ ﺃﻗﻮﻝ ﻗﻮﱄ ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﷲ ﱄ ﻭﻟﻜﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﺜﻴﺜﻲ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺳﻮﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﺎﺯﻡ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺟﻨﺎﺏ ﺍﻟﻜﻠﱯ ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﳍﻤﺪﺍﱐ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ﻗﺎﻝ: ﳜﺮﺝ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻗﻮﻡ ﳍﻢ ﻧﺒﺰ ﻳﻘﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﳍﻢ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻳﻨﺘﺤﻠﻮﻥ ﺷﻴﻌﺘﻨﺎ ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺷﻴﻌﺘﻨﺎ ﻭﺁﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺸﺘﻤﻮﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺃﺩﺭﻛﺘﻤﻮﻫﻢ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻫﻢ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ: ﻗﻮﻡ ﺗﺴ‪‬ﺮﻭﺍ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﺎﻟﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻓﺾ، ﻭﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ‬ ‫ﺘ‬
  • 126. ‫-٣٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ‪‬ﺒﺎﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﳌ ‪‬ﺓ، ﻓﻤﺤﺼﻮﻝ ﻗﻮﳍﻢ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻭﺇﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﺚ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ‪‬ﻈﻬ ‪‬ﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺮﻫﻢ، ﺑﻞ ﻳﺰﻋ ‪‬ﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺣﻖ ﻭﺃﻥ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻳ ﺮ‬ ‫ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺻﺤﻴﺢ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺮ ﻏﲑ ﻇﺎﻫﺮ، ﻭﻗﺪ ﺗﻼﻋﺐ ﻬﺑﻢ‬ ‫ِ‪ ‬‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺒﺎﻟﻎ ﻭﺣ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭﳍﻢ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﺃﲰﺎﺀ:‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ: ﺳ ‪‬ﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻷ‪‬ﻢ ﻳﺪ ‪‬ﻮﻥ ﺃﻥ ﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ‬ ‫ﻋ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﺑﻮﺍﻃﻦ ﲡﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﱡﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺸﺮ، ﻭﺃ‪‬ﺎ ﺑﺼﻮﺭ‪‬ﺎ ﺗﻮﻫﻢ ﺍﳉ ‪‬ﺎﻝ ﺻﻮﺭ‪‬ﺍ‬ ‫ﹸﻬ‬ ‫ﻠ ‪‬‬ ‫ﺟﻠ‪‬ﺔ، ﻭﻫﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺭﻣﻮﺯ ﻭﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺇﱃ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺧﻔﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻋﺪ ﻋﻘﻠﻪ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻔﺎﻳﺎ ﻭﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺒﻮﺍﻃﻦ ﻭﺍﻷﻏﻮﺍﺭ ﻭﻗﻨﻊ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺖ ﺍﻷﻏﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺗﻜﻠﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻣﻦ ﺍﺭﺗﻘﻰ ﺇﱃ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺍﳓﻂ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺡ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻋﺒﺎﺋﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻫﻢ ﺍﳌﺮﺍﺩﻭﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻳﻀﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﺻﺮﻫﻢ ﻭﺍﻻﻏﻼﻝ ﺍﻟﱴ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٧٥١[، ﻭ ‪‬ﺮﺍ ‪‬ﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﱰﻋﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻣﻮﺟﺐ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻟﻴﻘﺪ ‪‬ﻭﺍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻣ ﺩ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺤ ﱡﻢ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ.‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺍﻹﲰﺎﻋﻴﻠﻴﺔ: ‪‬ﺴ‪‬ﻮﺍ ﺇﱃ ﺯﻋﻴﻢ ﳍﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﻧ ِﺒ‬ ‫ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ، ﻷﻧﻪ ﺳﺎﺑﻊ، ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺳﺒﻊ ﻭﺍﻷﺭﺿﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺳﺒﻊ ﻭﺃﻳﺎﻡ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺳﺒﻌ ﹲ، ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻳﺘﻢ ﺑﺴﺒﻌﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺔ ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﳌﻨﺼﻮﺭ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﰒ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﰒ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﻠﻲ ﰒ ﺍﺑﻨﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﰒ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﰒ‬ ‫ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ ﰒ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﰲ »ﺗﺎﺭﳜﻪ« ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﺇﻥ ﺭﺟﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻭﻧﺪﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻷﺑﻠﻖ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﺮﺹ. ﻓﺒﻜﻰ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮ ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻭﻧﺪﻳﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺯﻋﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻭﺡ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺻﺎﺭﺕ ﺇﱃ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛ ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ، ﰒ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﰲ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺻﺎﺭﺕ ﺇﱃ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻭﺍﺳﺘﺤﱡﻮﺍ ﺍﳊ ‪‬ﻣﺎﺕ‬ ‫ﻠ ﹸﺮ‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ، ﻓﻴﻄﻌﻤﻬﻢ ﻭﻳﺴﻘﻴﻬﻢ ﻭﳛﻤﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ،‬ ‫ﺮ‪‬ﹸ‬
  • 127. ‫-٤٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺃﺳﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻓﻘﺘﻠﻬﻢ ﻭﺻﻠﺒﻬﻢ. ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﻋﺒﺪﻭﺍ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ ﻭﺻﻌﺪﻭﺍ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﻭﺃﻟﻘﻮﺍ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻛﺄ‪‬ﻢ ﻳﻄﲑﻭﻥ ﻓﻼ ﻳﺒﻠﻐﻮﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻫﻠ ﹸﻮﺍ، ﻭﺧﺮﺝ ﲨﺎﻋﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻼﺡ ﻭﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﻧﺖ ﺃﻧﺖ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻟﺴﺒﻌ‪‬ﺔ: ﹸﻟ ﱢ‪‬ﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻣﺮﻳﻦ، ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ‬ ‫ﻴ ﹸ ﻘﺒ‬ ‫ﺳﺒﻌﺔ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑ‪‬ﻴ‪‬ﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ، ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻣﺔ،‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﺃﻥ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻻ ﺁﺧﺮ ﻟﻪ. ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻟﻘﻮﳍﻢ ﺇﻥ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ﻣ‪‬ﻮﻁ‬ ‫ﻨ ﹲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺑﺎﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ: ‪‬ﺣﻞ ﰒ ﺍ ﹸﺸﺘﺮﻯ ﰒ ﺍﳌ ‪‬ﻳﺦ، ﰒ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺮﺓ، ﰒ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﰒ ‪‬ﻄﺎﺭﺩ، ﰒ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﺍﻟﻘﻤﺮ.‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺍﻟﺒﺎﺑﻜ‪‬ﺔ: ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺒﻌﻮﺍ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ِﻴ‬ ‫ﺑﺎﺑﻚ ﺍﳋ ‪‬ﻣ ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ، ﻭﺃﺻﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻭﻟﺪ ﺯﱏ، ﻓﻈﻬﺮ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﺑﻨﺎﺣﻴﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﹸﺮ ﻲ‬ ‫ﺃﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ ﺳﻨﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﻣﺎﺋﺘﲔ ﻭﺗﺒﻌﻪ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ، ﻭﺍﺳﺘﻔﺤﻞ ﺃﻣﺮﻫﻢ، ﻭﺍﺳﺘﺒﺎﺡ ﺍﶈﻈﻮﺭﺍﺕ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺑﻨﺘ‪‬ﺎ ﲨﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﺃﺧﺘ‪‬ﺎ ﲨﻴﻠﺔ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺑﻌﺜﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻻ ﻗﺘﻠﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺃﺧﺬﻫﺎ، ﻭﻣﻜﺚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﻘﺘﻞ ﲦﺎﻧﲔ ﺃﻟﻔﹰﺎ ﻭﻗﻴﻞ ﲬﺴﺔ ﻭﲬﺴﲔ ﺃﻟﻔﹰﺎ‬ ‫ﻭﲬﺴﻤﺎﺋﺔ ﺇﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺣﺎﺭﺑﻪ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻭﻫﺰﻡ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﻴﻮﺵ ﺣﱴ ﺑﻌﺚ ﺍﳌﻌﺘﺼﻢ ﺍﻷﻓﺸﲔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻓﺤﺎﺭﺑﻪ، ﻓﺠﺎﺀ ﺑﺒﺎﺑﻚ ﻭﺃﺧﻴﻪ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺙ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎﺋﺘﲔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻼ، ﻗﺎﻝ ﻟﺒﺎﺑﻚ‬ ‫ﺃﺧﻮﻩ: ﻳﺎ ﺑﺎﺑﻚ ﻗﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻌﻤﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﻓﺎﺻﱪ ﺍﻵﻥ ﺻﱪ‪‬ﺍ ﱂ ﻳﺼﱪﻩ ﺃﺣﺪ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﺘﺮﻯ ﺻﱪﻱ، ﻓﺄﻣﺮ ﺍﳌﻌﺘﺼﻢ ﺑﻘﻄﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺭﺟﻠﻴﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻄﻌﻮﺍ ﻣﺴﺢ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﺟﻬﻪ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻌﺘﺼﻢ: ﺃﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﻗﺪ ﻣﺴﺤﺖ ﻭﺟﻬﻚ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻡ ﺃﺟﺰﻋ‪‬ﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻮﺕ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ، ﻭﻟﻜ‪‬ﻲ ﳌﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﺃﻃﺮﺍﰲ ﻧﺰﻑ ﺍﻟﺪ ‪ ،‬ﻓﺨﻔﺖ ﺃﻥ ‪‬ﻘﺎﻝ ﻋﲏ ﺇﻧﻪ ﺍﺻﻔﺮ‬ ‫‪‬ﹶ‪‬‬ ‫‪ ‬ﻳ‬ ‫‪‬ﻡ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺟﻬﻪ ﺟﺰﻋ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﻈﻦ ﺫﻟﻚ ﰊ ﻓﺴﺘﺮﺕ ﻭﺟﻬﻲ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻛﻴﻼ ‪‬ﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﻣﲏ،‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﰒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺿﺮﺑﺖ ﻋﻨﻘﻪ ﻭﹸﺿﺮﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎ ‪ ،‬ﻭﻓﻌِﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﺧﻴﻪ، ﻓﻤﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣ‪‬ﻦ‬ ‫ﺭ ﹸ‬ ‫ﹸ‪ ‬ﺃ‬ ‫ﺻﺎﺡ ﻭﻻ ﺗﺄ ‪‬ﻩ ﻭﻻ ﺃﻇﻬﺮ ﺟﺰﻋﺎ، ﻟﻌﻨﻬﻤﺎ ﺍﷲ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺑﻜ‪‬ﺔ ﲨﺎﻋﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﳍﻢ ﻟﻴﻠﺔ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻨﺔ ﲡﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺟﺎﹸﻟﻬﻢ ﻭﻧﺴﺎﺅ ‪‬ﻢ‬ ‫ﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ ﺴ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻴ‬
  • 128. ‫-٥٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭ‪‬ﻄﻔﺌﻮﻥ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺝ ﰒ ﻳﺘﻨﺎﻫﻀﻮﻥ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻓﻴﺜﺐ ﻛ ﱡ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻣﺮﺃﺓ، ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﹸﻞ ٍ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﺣﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻳﺴﺘﺤﱡﻬﺎ ﺑﺎﻻﺻﻄﻴﺎﺩ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻴﺪ ‪‬ﺒﺎﺡ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﳋﺎﻣﺲ: ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﺮﺓ: ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺳ ‪‬ﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻷ‪‬ﻢ ﺻﺒﻐﻮﺍ ﺛﻴﺎﻬﺑﻢ ﺑﺎﳊﻤﺮﺓ ﰲ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﳌ ﻤﹸ‬ ‫ﺃﻳﺎﻡ ﺑﺎﺑﻚ ﻭﻟﺒﺴﻮﻫﺎ.‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ: ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻟﻠﻤﺆﺭﺧﲔ ﰲ ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ ﻬﺑﺬﺍ‬ ‫ﻗﻮﻻﻥ:‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺧﻮﺯﺳﺘﺎﻥ ﻗﺪﻡ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﺄﻇﻬﺮ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺩﻋﺎ ﺇﱃ‬ ‫ﹶ ِ‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﺮﻣﻴﺘﺔ ﹸﻟ ﱢﺐ ﻬﺑﺬﺍ ﳊﻤﺮﺓ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻫﻮ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺑﺎﻟ‪‬ﺒﻄﻴﺔ ﺣﺎﺩ ﺍﻟﻌﲔ، ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺃﻣﲑ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻓﺤﺒﺴﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﲢﺖ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻧﺎﻡ،‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻓﺮﱠﺖ ﻟﻪ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺍﳌﻔﺘﺎﺡ ﻓﻔﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﺧﺮﺟﺘﻪ ﻭﺭ ‪‬ﺕ ﺍﳌﻔﺘﺎﺡ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻃﻠِﺐ ﻓﻠﻢ ‪‬ﻮﺟﺪ ﺯﺍﺩ ﺍﻓﺘﺘﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﻓﺨﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﺴﻤﻲ: ﻛﺮﻣﻴﺘﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻧﺎﺯﻻ ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﺧﻔﻒ ﻓﻘﻴﻞ ﻗﺮ‪‬ﻣﻂ ﰒ ﺗﻮﺍﺭﺙ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﹸﻟ ﱢ‪‬ﻮﺍ ﻬﺑﺬﻩ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﲪﺪﺍﻥ ﻗﺮﻣﻂ، ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺩﻋﺎ‪‬ﻢ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻘﺒ‬ ‫ﰲ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ، ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻪ ﲨﺎﻋﺔ ﻓﺴ ‪‬ﻮﺍ ﻗﺮﺍﻣﻄﺔ ﻭﻗﺮﻣﻄﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﻓﺼﺎﺩﻓﻪ ﺃﺣﺪ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﻓﺮﻳﻖ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻭﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﻘﺮ ﻳﺴﻮﻗﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﲪﺪﺍﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻋﻲ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ: ﺃﻳﻦ ﻣﻘﺼ ‪‬ﻙ؟ ﻓﺬﻛﺮ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺮﻳﺔ ﲪﺪﺍﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﺭﻛﺐ ﺑﻘﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﻟﺌﻼ ﺗﺘﻌﺐ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﱂ ﺃﺅﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻛﺄ‪‬ﻚ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺇﻻ ﺑﺄﻣﺮٍ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺗﻌﻤ ﹸ؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺎﻟﻜﻲ ﻭﻣﺎﻟﻜﻚ‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻭﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺫﻟﻚ ﺇﺫﻥ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺻﺪﻗﺖ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻏﺮ ‪‬ﻚ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺼ ‪‬ﻫﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﹸﻣﺮ ‪ ‬ﺃﻥ ﺃﺩﻋﻮ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻞ ﺇﱃ‬ ‫ﺃ ِ ‪‬ﺕ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺿ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﺇﱃ ﺍﳍﺪﻯ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻘﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺃﻥ ﺍﺳﺘﻨﻘﺬﻫﻢ ﻣﻦ ﻭﺭﻃﺎﺕ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺍﻟ ﱡﻝ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻭﺃﻣﹼﻜﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻐﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺪ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﲪﺪﺍﻥ: ﺃﻧﻘﺬﱐ ﺃﻧﻘﺬﻙ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺬﱢ‬ ‫ﻭﺃﻓﺾ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺎ ‪‬ﺤﻴﻴﲏ ﺑﻪ ﻓﻤﺎ ﺃﺷﺪ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﻲ ﺇﱃ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﹸﻣﺮﺕ ﺃﻥ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫‪ ‬‬
  • 129. ‫-٦٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹸﺧﺮﺝ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﳌﺨﺰﻭﻥ ﺇﱃ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﻌﻬﺪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺫﻛﺮ ﻋﻬﺪﻙ ﻓﺈﱐ‬ ‫ﱢ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻣﻠﺘﺰﻡ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻥ ﲡﻌﻞ ﱄ ﻭﻟﻺﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻬﺪ ﺍﷲ ﻭﻣﻴﺜﺎﻗﻪ ﺃﻻ ‪‬ﺨﺮﺝ ﺳﺮ‬ ‫ِ‪‬‬ ‫‪ ‬ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﹸﺃﹾﻟﻘِﻴﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻻ ‪‬ﻔﺶ ﺳ ‪‬ﻱ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ، ﻓﺎﻟﺘﺰﻡ ﲪﺪﺍﻥ ﻋﻬﺪﻩ، ﰒ ﺍﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻋﻲ ﰲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺗ ﹾ ِ ِﺮ‬ ‫ِ‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻓﻨﻮﻥ ﺟﻬﻠﻪ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﻐﻮﺍﻩ ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻪ ﰒ ﺍﻧﺘﺪﺏ ﻟﻠ ‪‬ﻋﺎﺀ، ﻭﺻﺎﺭ ﺃﺻﻼ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻓﺴ ‪‬ﻲ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﻣﻄ‪‬ﺔ.‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﰒ ﱂ ﻳﺰﻝ ﺑﻨﻮﻩ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻳﺘﻮﺍﺭﺛﻮﻥ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺷ ‪‬ﻫﻢ ﺑﺄﺳ‪‬ﺎ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ،‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻇﻬﺮ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻭﲦﺎﻧﲔ ﻭﻣﺎﺋﺘﲔ، ﻭﻗﻮﻱ ﺃﻣﺮﻩ، ﻭﻗﺘﻞ ﻣﺎ ﻻ ﳛﺼﻰ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ، ﻭﺧ ‪‬ﺏ‬ ‫ﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ، ﻭﺃﺣﺮﻕ ﺍﳌﺼﺎﺣﻒ، ﻭﻓﺘﻚ ﺑﺎﳊﺎ ‪ ،‬ﻭﺳﻦ ﻷﻫﻠﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺳﻨﻨ‪‬ﺎ، ﻭﺃﺧﱪﻫﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺝ‬ ‫ﲟﺤﺎﻻﺕ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺗﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ‪‬ﻋﺪ ‪ ‬ﺍﻟﻨﺼﺮ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺑﻨﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﱪﻩ‬ ‫ﻭ ِ ‪‬ﺕ‬ ‫ﹸ‪‬ﺒﺔ ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻃﺎﺋﺮ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺟﺺ.‬ ‫ﻗﹰ‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﺫﺍ ﻃﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﺧﺮﺝ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻗﱪﻩ، ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﱪ ﻓﺮﺳ‪‬ﺎ ﻭﺧﻠﻌﺔ‬ ‫ﺛﻴﺎﺏ ﻭﺳﻼﺣ‪‬ﺎ. ﻭﻗﺪ ﺳ ‪‬ﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳍﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﻗﱪﻩ ﻓﺮﺱ ‪‬ﺸﺮ ﺭﺍﻛﺒ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬ﺣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻓﺮﺱ ‪‬ﺸﺮ ﻣﺎﺷﻴ‪‬ﺎ.‬ ‫‪ ‬ﺣ ِ‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﺼﹼﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﻭﻩ ﻭﻻ ﻳﺼﹼﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﺗﺄﻛﻞ ﺭﺯﻕ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﺗﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ.‬ ‫ﻭﺧﱠﻒ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﺑﻨﻪ ﺃﺑﺎ ﻃﺎﻫﺮ ﻓﻔﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﻫﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟ ﱠﺧﺎﺋﺮ ﻭﻗﻠﻊ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ، ﻓﺤﻤﻠﻪ ﺇﱃ ﺑﻠﺪﻩ، ﻭﺃﻭﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﺍﳋ ‪‬ﻣ‪‬ﺔ: ﻭﺧ ‪‬ﻡ ﻟﻔﻆ ﺃﻋﺠﻤﻲ ﻳﻨﱯ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍ ﹸﺴﺘﻠﺬ ﺍﳌﺴﺘﻄﺎﺏ‬ ‫ﳌ ﱢ ﹸ‬ ‫ﹸﺮ ﻴ ﹸ ‪‬ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻪ. ﻭﻣﻘﺼﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﺒﺎﻉ ﺍﻟﻠ ﱠﺍﺕ ﻭﻃﻠﺐ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ، ﻭﻃﻲ ﺑﺴﺎﻁ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﺣ ﱡ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻂ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻟﻘﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﻤﺰﺩﻛﻴﺔ، ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﻮﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻨﻌﻮﺍ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﺒ‪‬ﺎﺫ ﻭﺃﺑﺎﺣﻮﺍ‬ ‫ﹸ ﹶ‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﻨﺴﺎﺀ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﻣﺎﺕ، ﻭﺃﺣﱡﻮﺍ ﻛﻞ ﳏﻈﻮﺭ، ﻓﺴﻤﻮﺍ ﻫﺆﻻﺀ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﳌﺸﺎﻬﺑﺘﻬﻢ ﺇﻳﺎﻫﻢ ﰲ ‪‬ﺎﻳﺔ‬ ‫ﻠ ﱠ‬ ‫ﳌ ﺮ‬
  • 130. ‫-٧٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻭﺇﻥ ﺧﺎﻟﻔﻮﻫﻢ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺎﺗﻪ.‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ: ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ: ﹸﻟ ﱢ‪‬ﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺇﻓﺴﺎﺩ ﺗﺼ ‪‬ﻑ‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻘﺒ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺩﻋﺎﺀ ﺍﳋﻠﻖ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﻌﺼﻮﻡ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻻﻧﺴﻼﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺸﺎﻭﺭﻭﺍ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﻮﺱ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺍﳌﺰﺩﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ ﻭﻣﻠﺤﺪﺓ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﰲ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺗﺪﺑﲑ ‪‬ﺨ ﱢﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻧﺎﻬﺑﻢ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻴﻼﺀ‬ ‫ٍﻳ ﻔ ‪‬‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﱴ ﺃﺧﺮﺳﻮﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟ‪‬ﻄﻖ ﲟﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻭﺗﻜﺬﻳﺐ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺮ ‪‬ﻞ ﻭﺟﺤﺪ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺯﻋﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ‪‬ﻤﺨﺮﹸﻮﻥ ﻭ ‪‬ﻨﻤ ‪‬ﻮﻥ)١(.‬ ‫ﻣ ﻗ ﻣ ‪‬ﺴ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬ﺳ‬ ‫ﻭﺭﺃﻭﺍ ﺃﻣﺮ ﳏﻤﺪ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﺭ ﰲ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻗﺪ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺳﺒﻴﻠﻨﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﻧﻨﺘﺤﻞ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﻗﻬﻢ ﺃﺭ ﱢﻬﻢ ﻋﻘﻼ ﻭﺃﲪﻘﻬﻢ ﺭﺃﻳ‪‬ﺎ ﻭﺃﻗﺒﻠﻬﻢ ﻟﻠ ‪‬ﺤﺎﻻﺕ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻛ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﺎﻷﻛﺎﺫﻳﺐ: ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺮﻭﺍﻓ ‪ ،‬ﻓﻨﺘﺤ ‪‬ﻦ ﺑﺎﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻧﺘﻮﺩﺩ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﺎﳊﺰﻥ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺾ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﳏﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﺬﻝ، ﻟ‪‬ﻤﻜﻨﻨﺎ ﺷﺘﻢ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﺎﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﱂ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻮﺍ، ﻓﺄﻣﻜﻦ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺟﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻻﳔﺪﺍﻉ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﺈﻥ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﺘﺼﻢ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺃﻭﳘﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﳍﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻭﺑﻮﺍﻃﻦ ﻭﺃﻥ ﺍ ﹸﻨﺨﺪﻉ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮﻫﺎ ﺃﲪ ‪ ،‬ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ﰲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﻮﺍﻃﻨﻬﺎ، ﰒ ‪‬ﻧ‪‬ﺒ ﱡ‬ ‫ﺚ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻖ‬ ‫‪ ‬ﱠ ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻋﻘﺎﺋﺪﻧﺎ، ﻭﻧﺰﻋﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪﻛﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻜﺜﺮﻧﺎ ﻬﺑﺆﻻﺀ ﺳ ‪‬ﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ‬ ‫‪‬ﻬ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺝ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻔﺮﻕ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ﺃﻥ ﳔﺘﺎﺭ ﺭﺟﻼ ﳑﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺃﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﳋﻠﻖ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌ‪‬ﺘ ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻃﺎﻋ‪‬ﺘﻪ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻪ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﺍﷲ ﻭﺍﳌﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺍﻟﺰﻟﻞ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﰒ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺏ‬ ‫ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﲰﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﻌﺼﻤﺔ، ﻓﺈﻥ ﻗﺮ‪‬ﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻳﻬﺘﻚ ﺍﻷﺳﺘﺎﺭ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹼﹸ‬ ‫)١( ﳑﺨﺮﻗﻮﻥ: ﺃﻯ ﻣﻜﺬﺑﻮﻥ ﳑﻮﻫﻮﻥ. ﻭﻣﻨﻤﺴﻮﻥ: ﺃﻯ ﻣﻠﺒﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳊﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ.‬
  • 131. ‫-٨٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻌﺪﺕ ﺍﻟ ‪‬ﻘﺔ ﻭﻃﺎﻟﺖ ﺍﳌﺴﺎﻓ ﹸ، ﻓﻤﱴ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﳌﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺃﻥ ‪‬ﻔ‪‬ﺶ ﻋﻦ‬ ‫ﻳﺘ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﺸﱠﹸ‬ ‫ﺣﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻭ ﻳ ﱠﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻣﺮﻩ، ﻭﻗﺼﺪﻫﻢ ﻬﺑﺬﺍ ﻛﱢﻪ ﺍ ﹸﻠﻚ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺍﻝ‬ ‫ُ‬ ‫ﻠ ﳌ ‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﳌﺎ ﻋﺎﻣﻠﻮﻫﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﻔﻚ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﻭ‪‬ﺐ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﻗﺪﳝ‪‬ﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﻏﺎﻳﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﻭﻣﺒﺪﹸﺃ ﺃﻣﺮﻫﻢ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻟﻠﻘﻮﻡ ﺣ‪‬ﻴﻞ ﰲ ﺍﺳﺘﺬﻻﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻬﻢ ﳝﻴﺰﻭﻥ ﻣﻦ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ‪‬ﻄﻤﻊ ﰲ‬ ‫ﻳ‬ ‫ِﹲ‬ ‫ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺟﻪ ﳑﻦ ﻻ ﻳﻄﻤﻊ ﻓﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻃﻤﻌﻮﺍ ﰲ ﺷﺨﺺ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﰲ ﻃﺒﻌﻪِ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺋﻼ ﺇﱃ‬ ‫ﹰ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺩﻋﻮﻩ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺋﻼ ﺇﱃ ﺍﳋﻼﻋﺔ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﰲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ‪‬ﺓ ﺑﻠ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﲪﺎﻗ ﹲ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻔِﻄ‪‬ﻨ ﹸ ﰲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻠ ﱠﺍﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ‬ ‫ﱠﺬ ِ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺫﻱ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﲟﺬﻫﺒﻪ ﰒ ‪‬ﺸﻜ ﹸﻮﻧﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ‪ ،‬ﻓﻴﺴﺘﺠﻴﺐ‬ ‫‪‬ﻩ‬ ‫ﻳ ﱢﻜ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﳍﻢ: ﺇﻣﺎ ﺭﺟﻞ ﺃﺑﻠﻪ ﺃﻭ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﻛﺎﺳﺮﺓ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺍ‪‬ﻮﺱ ﳑﻦ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺩﻭﻟﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬ﹲ ‪‬‬ ‫ﺃﺳﻼﻓﻪ ﺑﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺭﺟﻞ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻭﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻴﻌ ‪‬ﻭﻧﻪ ﺑﻨﻴﻞ ﺁﻣﺎﻟﻪ،‬ ‫ﺪ ‪ِ ‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃﻭ ﺷﺨﺺ ﳛﺐ ﺍﻟ‪‬ﺮﱡﻊ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻭﻳ ‪‬ﻭﻡ ﺑﺰﻋﻤﻪ ﺍﻻ ﱢﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ، ﺃﻭ‬ ‫ﻃ‬ ‫‪ ‬ﺮ ‪‬‬ ‫ﺘﻓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺍﻓﻀﻲ ﻳﺘﺪ‪‬ﻦ ﺑﺴﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ، ﺃﻭ ﻣﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺘﺤﲑﻳﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻳ‬ ‫ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺣ ‪ ‬ﺍﻟﻠ ﱠﺍﺕ، ﻭﺛ ﹸﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻘﹶ‬ ‫‪‬ﺐ ﱠﺬ‬ ‫ﺪ‬ ‫)ﻓﺼﻞ( ﺫﻛﺮ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟ ﱡﻮﺳﻲ: ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻗﻮﻡ ﻳﺪ ‪‬ﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﳝﻴﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻓﺾ،‬ ‫ﹸ ‪ ‬ﻋ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻭﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﻭﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ‪‬ﺒﺎﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻓﻤﻦ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ: ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺈﳍﲔ ﻗﺪﳝﲔ ﻻ ﺃ ‪‬ﻝ ﻟﻮﺟﻮﺩﳘﺎ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻋﻠﺔ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺜﺎﱐ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻻ ‪‬ﻮﺻ ‪ ‬ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻭﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪‬ﻒ‬ ‫ﱠﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﺪﻡ ﻭﻻ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﻻ ﻫﻮ ﻣﻌﺪﻭﻡ ﻭﻻ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻭﻻ ﻫﻮ ﳎﻬﻮﻝ، ﻭﻻ ﻫﻮ ﻣﻮﺻﻮﻑ‬ ‫ﻭﻻ ﻏﲑ ﻣﻮﺻﻮﻑ ﻭﺣﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺜﺎﱐ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﺒﺪﻉ. ﰒ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻓﺎﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻗﻮﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ﱠ ‪ ‬ﹲ‬
  • 132. ‫-٩٢١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗ ‪‬ﺳ‪‬ﺔ ﺻﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺟﱪﻳﻞ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻔﺎﺋﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﺃﻧﻪ ﺷﺨﺺ.‬ ‫ﹸﺪ ﻴ‬ ‫ﻭﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻜﻞ ﻋﺼﺮ ﻣﻦ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺎﳊﻖ، ‪‬ﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﺗﺄﻭﻳﻞ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻣﺴﺎﻭ ﻟﻠﻨﱯ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ، ﻭﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﺍﳌﻌﺎﺩ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻌﲎ ﺍﳌﻌﺎﺩ ﻋﻮﺩ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﱃ ﺃﺻﻠﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﱃ ﺃﺻﻠﻬﺎ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ؛ ﻓﺎﳌﻨﻘﻮﻝ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﻭﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﶈﻈﻮﺭﺍﺕ ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﺣﻜﻲ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﳌﺎ ﻋﺠ ‪‬ﻭﺍ ﻋﻦ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺻﺮﻓﻮﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻬﺑﻤﺎ ﺇﱃ ﳐﺎﺭﻳﻖ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺯﺧﺮﻓﻮﻫﺎ ﺇﺫ ﻟﻮ ﺻﺮ ‪‬ﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ ﺍﶈﺾ ﹶﻟﻘﺘِﻠﻮﺍ. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻌﲎ ﺍﳉﻨﺎﺑﺔ: ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﳌﺴﺘﺠﻴﺐ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﺣ‬ ‫ﹾ‬ ‫ﺑﺈﻓﺸﺎﺀ ﺍﻟﺴﺮ. ﻭﻣﻌﲎ ﺍﻟﻐﺴ‪‬ﻞ: ﲡﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﻣﻌﲎ ﺍﻟﺰﻧﺎ: ﺇﻟﻘﺎﺀ ﻧﻄﻔﺔ‬ ‫ُ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﰲ ﻧﻔﺲ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﻣﻌﻪ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻌﻬﺪ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﻡ: ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺴﺮ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹾ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻜﻌﺒﺔ: ﻫﻲ ﺍﻟﻨﱯ، ﻭﺍﻟﺒﺎﺏ: ﻋﻠﻲ، ﻭﺍﻟ ﱡﻮﻓﺎﻥ: ﹸﻮﻓﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﹸﻏﺮﻕ ﺑﻪ ﺍﳌﺘﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟ ‪‬ﺒﻬﺔ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻃ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ، ﻭﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ: ﺍﳊﺮ ‪ ‬ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﺪﻋﻮﺗﻪ. ﻭﻧﺎﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ﻋﺒﺎﺭﺓ‬ ‫ﻳ ﺼ‪‬‬ ‫ِ ‪‬ﺯ‬ ‫ﻋﻦ ﻏﻀﺐ ﳕﺮﻭﺫ ﻻ ﻋﻦ ﻧﺎﺭ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ. ﻭﺫﹶﺑﺢ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻋﺼﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ: ﺣ ‪‬ﺘﻪ ﻭﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ: ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ.‬ ‫‪‬ﺠ‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﻏﲑﻩ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳌﺎ ﺃﻭﺟﺪ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻇﻬﺮ ﳍﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ‬ ‫ﻛ ‪‬ﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺸ ﱡﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻌﺮﻓﻮﻩ، ﻓﺄﻭﻝ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻪ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳ ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻘﺪﺍ ‪ ،‬ﻭﺃﺑﻮ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻜ‬ ‫ﻬ‬ ‫ﺫﺭ، ﻭﺃﻭﻝ ﺍﳌﻨﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ، ﰲ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ‪‬ﺼﺎﻥ‬ ‫ﻳ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻊ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﱂ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮﺍ ﺑﺸﺒﻬﺔ ﻓﺘ ﹸﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻨﺎﻇﺮﺓ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﺧﺘﺮﻋﻮﺍ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ ﻣﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ، ﻓﺈﻥ ﺍﺗﻔﻘﺖ ﻣﻨﺎﻇﺮﺓ ﻷﺣﺪﻫﻢ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﻟﻪ: ﺃﻋﺮﻓ‪‬ﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﺬﻛﺮﻭ‪‬ﺎ ﻋﻦ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﺃﻭ ﻋﻦ ﻧﻈﺮ، ﺃﻭ ﻋﻦ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﻌﺼﻮﻡ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺘﻢ: ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻓﻜﻴﻒ‬ ‫ﺧﺎﻟﻔ ﹸﻢ ﺫﻭﻭ ﺍﻟ ‪‬ﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ، ﻭﻟﻮ ﺳﺎﻍ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻬﺬﻱ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻀ ‪‬ﻭﺭﺓ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻳﻬﻮﺍﻩ ﺟﺎﺯ ﳋﺼﻤﻪ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﰲ ﻧﻘﺾ ﻣﺎ ﺍﺩﻋ‪‬ﺎ ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻗﻠﺘﻢ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﻋﻨﺪﻛﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻩ‬
  • 133. ‫-٠٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻧﻪ ﺗﺼﺮﻑ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻻ ‪‬ﻮﺛﻖ ﻬﺑﺎ، ﻭﺇﻥ ﻗﻠﺘﻢ: ﻋﻦ ﺇﻣﺎﻡ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻣﻌﺼﻮﻡ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎﻛﻢ ﺇﱃ ﻗﺒﻮﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﻼ ﻣﻌﺠﺰﺓ، ﻭﺗﺮﻙ ﻗﻮﻝ ﳏﻤﺪ ﻣﻊ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ. ﰒ ﻣﺎ ﻳﺆﻣﻨﻜﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﲰﻊ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳌﻌﺼﻮﻡ ﻟﻪ ﺑﺎﻃﻦ ﻏﲑ ﻇﺎﻫﺮ.‬ ‫ﰒ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻮﺍﻃﻦ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﳚﺐ ﺇﺧﻔﺎﺅﻫﺎ ﺃﻡ ﺇﻇﻬﺎﺭﻫﺎ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﳚﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻇﻬﺎﺭﻫﺎ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻓﻠﻢ ﻛﺘﻤﻬﺎ ﳏﻤﺪ ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﳚﺐ ﺇﺧﻔﺎ ‪‬ﻫﺎ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻣﺎ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ‬ ‫ﺅ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶِ ‪‬‬ ‫ﺇﺧﻔﺎﺅﻩ ﻛﻴﻒ ﺣﻞ ﻟﻜﻢ ﺇﻓﺸﺎﺅﻩ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻫﻠﻚ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﲔ ﻃﺎﺋﻔﺘﲔ: ﺑﲔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻮﺍﻃﻦ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻋ ﱠﻠﻮﺍ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﲟﺎ ﺍﺩﻋﻮﻩ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺳﲑﻫﻢ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺑﺮﻫﺎﻥ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﳍﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﱴ ﱂ ﻳﺒﻖ ﰲ ﺍﻟﺸﺮ‪‬ﻉ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻣﻌﲎ ﺣﱴ ﺃﺳﻘﻄﻮﺍ ﺇﳚﺎﺏ‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ، ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻬﻲ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﳑﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ، ﻓﺤﻤﻠﻮﺍ ﺍﻷﲰﺎﺀ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻘﻠﻮﻩ، ﻭﺍﳊﻖ ﺑﲔ ﺍﳌﱰﻟﺘﲔ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻧﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺼﺮﻓﻨﺎ ﻋﻨﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩﻟﻴ ﹲ، ﻭﻧﺮﻓﺾ ﻛﻞ ﺑﺎﻃﻦ ﻻ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﺩﱠﺔ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻉ.‬ ‫ﻟ ﺸ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻟﻮ ﻟﻘﻴﺖ ‪‬ﻘ ‪‬ﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﱂ ﺃﻛﻦ ﺳﺎﻟﻜﹰﺎ ﻣﻌﻪ‬ ‫‪‬ﻣﺪ‬ ‫ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﺑﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻭﺍﻻﺯﺩﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻋﻘﻮﻝ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ، ﺑﺄﻥ ﺃﻗﻮﻝ: ﺇﻥ ﻟﻶﻣﺎﻝ ﻃﺮﻗﹰﺎ‬ ‫‪‬ﺴﻠﻚ ﻭﻭﺟﻮﻫ‪‬ﺎ ‪‬ﻮﺻ ﹸ، ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻷﻣﻞ ﰲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﺣﻤﻖ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ﻞ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻠﻞ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﻃﺒﻘﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻗﺮ‪‬ﻬﺎ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻈﺎﻫﺮﻭﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻬﺑﺎ، ﻭﺗﻄﻤﻌﻮﻥ ﰲ ﺇﻓﺴﺎﺩﻫﺎ ﻗﺪ ﲤ ﱠﻨﺖ ﲤﻜﻨ‪‬ﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻄﻤﻊ ﰲ ﲤﺤﻴﻘﻬﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺇﺯﺍﻟﺘﻬﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺣﻤﻘﹰﺎ، ﻓﻠﻬﺎ ﳎﻤﻊ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﺑﻌﺮﻓﺔ، ﻭﳎﻤﻊ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﰲ ﺍﳉﻮﺍﻣﻊ، ﻭﳎﻤﻊ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﱠ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ. ﻓﻤﱴ ﲢﺪﺛﻜﻢ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ ﺑﺘﻜﺪﻳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮ ﻭﲤﺤﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ: ﰲ‬ ‫ﺍﻵﻓﺎﻕ ‪‬ﺆﺫﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺃﻟﻮﻑ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﺑﺄﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ﱠﹸ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻭﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﰲ ﺧﻠﻮﺓ، ﺃﻭ ﻣﺘﻘﺪﻡ ﰲ ﻗﻠﻌﺔ: ﺇﻥ ﻧﺒﺲ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺭﻣِﻲ‬ ‫ٍ‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺭﺃﺳﻪ ﻭﹸﺘﻞ ﻗ‪‬ﺘﻞ ﺍﻟﻜﻼﺏ.‬ ‫ﻗ ﹶ ﹶ‬
  • 134. ‫-١٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻤﱴ ‪‬ﺤ ‪‬ﺙ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻳ ﺪ ﹸ‬ ‫ﻃ‪‬ﻖ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻓﻤﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﲪﻖ ﻣﻨﻜﻢ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳚﻲﺀ ﺇﱃ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺑﺎﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺍﻟﺘﻬﺒﺖ ﲨﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻭﺗﺴﻌﲔ ﻭﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻓﻘﺘﻞ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ‪‬ﺑﺮﻗﹾﻴﺎ ‪  ‬ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﳌﺎ ﲢ ﱠﻖ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻓﺒﻠﻐﺖ ﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ‬ ‫ﻘ‬ ‫‪ ‬ﺭﻕ‬ ‫ﻭﻧﻴﻔﹰﺎ ﻭ‪‬ﺗ‪‬ﺘ‪‬ﻌﺖ ﺃﻣﻮﺍﹸﻟ ‪‬ﻢ ﻓ ‪‬ﺟﺪ ﻷﺣﺪﻫﻢ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻶﻟﺊ ﺍﶈﻔﻮﺭ ﻭﻛﺘﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﺘﺎﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻬ ﻮ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ: ﻓﺘﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻳﻈﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻭﱂ ﻳﺘﺠﺎﺳﺮ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻞ‬ ‫ﰲ ﺃﺣﺪ ﻟﺌﻼ ‪‬ﻈﻦ ﻣﻴﻠﻪ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻭﺯﺍﺩ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ، ﻭﺻﺎﺭ ﻛ ﱡ‬ ‫‪  ‬ﱢ‬ ‫ٍ ﻳ ‪ ‬ﹸ‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺮﻣﻴﻪ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻓ‪‬ﻘﺼِﻴﻪ ﻭﻳﻨﻬﺐ ﻣﺎﻟﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻋﺮِﻑ ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨ‪‬ﺔ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳌﻠﻚ ﺷﺎﻩ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺃ‪‬ﻢ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺼﻠﻮﺍ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﰲ ﺳﺎﻭﺓ، ﻓﻔﻄﻦ ﻬﺑﻢ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ، ﻓﺄﺧﺬﻫﻢ ﻭﺣﺒﺴﻬﻢ ﰒ ﺃﻃﻠﻘﻬﻢ، ﰒ ﺍﻏﺘﺎﻟﻮﺍ‬ ‫ﻣﺆﺫﻧ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺳﺎﻭﺓ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﺨﺎﻓﻮﻩ ﺃﻥ ﻳﻨﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﺎﻏﺘﺎﻟﻮﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺘﻠﻮﻩ، ﻓﺒﻠﻎ ﺍﳋﱪ ﺇﱃ ﻧﻈﺎﻡ ﺍ ﹸﻠﻚ ﻓﺘﻘ ‪‬ﻡ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ‪‬ﺘﻬﻢ ﻓﻴﻘﺘﻠﻪ، ﻓﻘﺘﻞ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﳒﺎﺭ‪‬ﺍ،‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻓﺘﻜﺔ ﳍﻢ ﻓﺘﻜﻬﻢ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﻠﻚ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻗﺘﻠﺘﻢ ﻣﻨﺎ ﳒﺎﺭ‪‬ﺍ ﻓﻘﺘﻠﻨﺎ ﺑﻪ ﻧﻈﺎﻡ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﳌﻠﻚ.‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻔﺤﻞ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺄﺻﺒﻬﺎﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﳌﻠﻚ ﺷﺎﻩ، ﻭﺁﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺮﻗﻮﻥ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻪ ﻭﻳﻠﻘﻮﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﺌﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺩﻧﺎ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﱂ ﻳﻌﺪ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻳ ‪‬ﻮﺍ ﻣﻨﻪ، ﻭﻓﺘﺶ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﰲ ﺩﺍﺭ ﻻ ﺗﱪﺡ ﻓﻮﻕ ﺣﺼﲑ، ﻓﺄﺯﺍﻟﻮﻫﺎ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﲢﺖ ﺍﳊﺼﲑ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻗﺘﻴﻼﹰ، ﻓﻘﺘﻠﻮﺍ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺃﺣﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺍﶈﻠﺔ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﳚﻠﺲ ﺭﺟﻞ ﺿﺮﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻗﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺮ ﺇﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺧ ﹸﻮﺍﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻗﺎﻕ ﻓﺈﺫﺍ ﺣﺼﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﺬﺑﻪ ﻣﻦ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻄ‬ ‫ﻓﺠﺪ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﰲ ﻃﻠﺒﻬﻢ ﺑﺄﺻﺒﻬﺎﻥ ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻭﻝ ﻗﻠﻌﺔ ﲤﱠﻜﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻗﻠﻌﺔ ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻭ ﹶﺑﺎ ‪ ‬ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺪ‪‬ﻳﻠﹶﻢ ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮﺫﺭ‬ ‫ﹸ ٍ ﻠ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻟﻘﻤﺎﺡ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻠﻜﺸﺎﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺤﻔﻈﻬﺎ ﻣﺘﻬﻤ‪‬ﺎ ﲟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﺄﺧﺬ ﺃﻟﻔﹰﺎ‬
  • 135. ‫-٢٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﺎﺋﱵ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﰲ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺙ ﻭﲦﺎﻧﲔ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻠﻜﺸﺎﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﻣﻬﺎ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺃﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺮﻭ، ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺎﺗﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺑﻦ ‪‬ﻬﺮﺍﻡ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺻﺒﻴ‪‬ﺎ ﰒ ﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﻣﺼﺮ، ﻭﺗﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺩﻋﺎ‪‬ﻢ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ، ﻭﻋﺎﺩ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺭﺃﺳ‪‬ﺎ ﻓﻴﻬﻢ،‬ ‫ﻭﺣﺼﻠﺖ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﲑﺗﻪ ﰲ ﺩﻋﺎﺗﻪ ﺃﻻ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻻ ﻏﺒﻴ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﳝﻴﻨﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﴰﺎﻟﻪ ﻣﺜﻼ ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻳﻄﻌﻤﻪ ﺍﳉﻮﺯ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻮﻧﻴﺰ)١( ﺣﱴ ﻳﻨﺒﺴﻂ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺩﻣﺎﻏﻪ ﰒ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﺎ ﰎ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ٍ ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺪﻭﺍﻥ ﺣﱴ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ، ﰒ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺯﺍﺭﻗﺔ ﻭﺍﳋﻮﺍﺭﺝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻌ‬ ‫ﲰﺤﻮﺍ ﺑﻨﻔﻮﺳﻬﻢ ﰲ ﻗﺘﺎﻝ ﺑﲏ ﺃﻣ‪‬ﺔ ﻓﻤﺎ ﺳﺒﺐ ‪‬ﺨﻠﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﰲ ‪‬ﺼﺮﺓ ﺇﻣﺎﻣﻚ ﻓﻴﺘﺮ ﹸﻪ ﻬﺑﺬﻩ‬ ‫‪‬ﻛ‬ ‫ﻧ ‪ِ ‬‬ ‫ﺑ ِ ‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﹸﻌﻤﺔ ﻟﻠﺴﻴﻒ.‬ ‫ﻃ ﹰ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﹾﺸﺎﻩ ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﱃ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻳﺘﻬﺪﺩﻩ ﺇﻥ ﺧﺎﻟﻔﻪ‬ ‫ﻭﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺑﺚ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺀ، ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﱢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺎﺿﺮ: ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩ. ﰒ ﻗﺎﻝ ﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﻗﻮﻑ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﹸﻧﻔﺬﻛﻢ ﺇﱃ ﻣﻮﻻﻛﻢ‬ ‫ﺃ ﹸ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻤﻦ ﻳﻨﻬﺾ ﳍﺎ؟ ﻓﺎﺷﺮﺃﺏ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﻈﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃ‪‬ﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺤﻤﹸﻬﺎ ﺇﻳﺎﻫﻢ، ﻓﺄﻭﻣﺄ ﺇﱃ ﺷﺎﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻚ، ﻓﺠﺬﺏ ﺳ ﱢﻴﻨﻪ ﻭﺿﺮﺏ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻜ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬ﻠ‬ ‫ﻏﻠﺼﻤﺘﻪ)٢( ﻓﺨﺮ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺎﻝ ﻵﺧﺮ: ﺍﺭﻡ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ، ﻓﺄﻟﻘﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺘﻤ ‪‬ﻕ، ﰒ ﺍﻟﺘﻔﺖ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻩ ﺃﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻔﹰﺎ ﻫﺬﺍ ﺣﺪ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﱄ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳉﻮﺍﺏ، ﻓﻌﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻣﻠﻜﺸﺎﻩ ﻓﺄﺧﱪﻩ ﲟﺎ ﺭﺃﻯ ﻓﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺗﺮﻙ ﻛﻼﻣﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻗﻼﻉ ﻛﺜﲑﺓ، ﰒ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﺣﻮﺍﻻ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻓﻠﻢ ﻧﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻞ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻬﺑﺎ ﻫﻨﺎ.‬ ‫)١( ﺍﻟﺸﻮﻧﻴﺰ: ﺍﳊﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ، ﻭﻫﻰ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﲝﺒﺔ ﺍﻟﱪﻛﺔ.‬ ‫)٢( ﺍﻟﻐﻠﺼﻤﺔ: ﺻﻔﻴﺤﺔ ﻏﻀﺮﻭﻓﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ، ﺳﺮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ، ﻣﻐﻄﺎﺓ ﺑﻐﺸﺎﺀ ﳐﺎﻃﻰ، ﻭﺗﻨﺤﺪﺭ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳋﻠﻒ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻓﺘﺤﺔ ﺍﳊﻨﺠﺮﺓ ﻹﻗﻔﺎﳍﺎ ﰱ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﻊ. ﻭﺍﳉﻤﻊ: ﻏﻼﺻﻢ.‬
  • 136. ‫-٣٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺯﻧﺪﻳﻖ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺧﺮﺝ ﻓﺒﺎﻟﻎ ﻭﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﺰﺧﺮﻑ ﺩﻋﺎﻭﻯ‬ ‫ِﹾ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳﻠﻘﻰ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﻳﺼﺤ‪‬ﺒ ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﻏﻮﺭ ﻣﻘﺼﺪﻩ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻻﻧﺴﻼﻝ ﻣﻦ ﺭﺑﻘﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ، ﻭﰲ‬ ‫ِ ﺪ‬ ‫ِِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻪ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻧﻴﻞ ﺍﳌﻠ ﱠﺍﺕ ﻭﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﺍﶈﻈﻮﺭﺍﺕ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺑﺎﺑﻚ ﺍﳋ ‪‬ﻣﻲ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﹸﺮ ‪‬‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺍﻟﻠ ﱠﺍﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺘﻞ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ﻭﺑﺎﻟﻎ ﰲ ﺍﻷﺫﻯ، ﰒ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺞ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺧﺮﺝ ﻓﺎﺳﺘﻐﻮﻯ ﺍﳌﻤﺎﻟﻴﻚ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻭﻋﺪﻫﻢ ﺍﳌﻠﻚ، ﻓﻨﻬﺐ ﻭﻓﺘﻚ ﻭﻗﺘﻞ ﻭﺑﺎﻟﻎ، ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻋﻮﺍﻗﺒﻬﻢ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ، ﻓﻤﺎ ﻭﰱ ﻣﺎ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﲟﺎ ﻧﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﱂ ﻳﱪﺡ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﺗﻌﺜﲑﻩ ﻓﻔﺎﺗﺘﻪ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻭﻧﺪﻱ ﻭﺍﳌﻌ ‪‬ﻱ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﻦ ﺍﻟ‪‬ﺘ‪‬ﻮﺧﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﳌ ﺴ ﻨ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺍﻭﻧﺪﻱ ‪‬ﻼﺯﻡ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻹﳊﺎﺩ، ﻓﺈﺫﺍ ‪‬ﻮﺗِﺐ ﻗﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﹸﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﰒ ﻛﺎﺷﻒ ﻭﻧﺎﻇﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻣﻦ ﺗﺄ ‪‬ﻞ ﺣﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺮﺍﻭﻧﺪﻱ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍ ﹸﻠﺤﺪﺓ ﻭﺻ‪‬ﻒ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﲰﺎﻩ »ﺍﻟ ‪‬ﺍﻣﻎ«، ﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﻣﻎ ﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻳﻌﺔ. ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﻣﻐﻪ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺷﺮﺥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻳﺪﻋﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﻓﺼﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﲢ‪‬ﻴﺮﺕ ﻋﻨﺪ ﲰﺎﻋﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻷﻟﻜﻦ؟!، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﳌﻌ ‪‬ﻱ ﻓﺄﺷﻌﺎﺭﻩ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﳊﺎﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻣﺘﺨﺒﻄﹰﺎ ﰲ ﺗﻌﺜﲑﻩ ﺧﺎﺋﻔﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ ﲞﺴﺮﺍﻧﻪ.‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺧﻼ ﺯﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻟﻠﻔﺮﻳﻘﲔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﲨﺮﺓ ﺍﳌﻨﺒﺴﻄﲔ ﻗﺪ ﺧﺒﺖ ﲝﻤﺪ ﺍﷲ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻓﻠﻴﺲ ﺇﻻ ﺑﺎﻃﲏ ﻣﺴﺘﺘﺮ ﻭﻣﺘﻔﻠﺴﻒ ﻣﺘﻜﺎﰎ ﻫﻮ ﺃﻋﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﺧﺴﺄﻫﻢ ﻗﺪﺭ‪‬ﺍ، ﻭﺃﺭﺩﹸﺃﻫﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻴﺸ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺪ ﺷﺮﺣﻨﺎ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﻠﻢ ﻧﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺍﷲ‬ ‫ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﻣﻨﻬﺎ: ﻇﺎﻫﺮ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻐﻠﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺇﻳﺜﺎﺭ ﻫﻮﺍﻩ ﻓﻴﻐﻤﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻳﺬﷲ. ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﻏﺎﻣﺾ ﻭﻫﻮ‬
  • 137. ‫-٤٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ.‬ ‫ﻭﳓﻦ ﻧﺸﲑ ﺇﱃ ﻓﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﲟﺬﻛﻮﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ‪‬ﻐﻔﻠﻬﺎ ﺇﺫ ﺣﺼﺮ ﺍﻟﻄﺮﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻳﻄﻮﻝ ﻭﺍﷲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻢ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺫﺓ ﻭﲢﺼﻴﻠﻬﺎ، ﻓﻴﻔﲏ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻤﺮﻩ، ﰲ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﲨﻌﻬﺎ، ﻭﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﻭﺍﻹﻗﺮﺍﺀ ﻬﺑﺎ ﻭﻳﺸﻐﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ، ﻓﺮﲟﺎ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫ﺇﻣﺎﻡ ﻣﺴﺠﺪ ﻳﺘﺼ ‪‬ﻯ ﻟﻺﻗﺮﺍﺀ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ‪‬ﻔﺴ ‪ ‬ﺍﻟ ‪‬ﻼﺓ، ﻭﺭﲟﺎ ﲪﻠﻪ ﺣ ‪ ‬ﺍﻟﺘﺼﺪﺭ ﺣﱴ‬ ‫‪‬ﺐ‬ ‫ﻳ ﹾ ِﺪ ﺼ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻻ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﲔ ﺍﳉﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳚﻠﺲ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻟﻮ ﺗﻔﻜﺮﻭﺍ‬ ‫ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻘﻮﱘ ﺃﻟﻔﺎﻇﻪ ﰒ ﻓﻬﻤﻪ ﰒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﰒ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻳﻄﻬﺮ ﺃﺧﻼﻗﻬﺎ ﰒ ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﳌﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻎ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ ﺗﻀﻴﻴﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻏﲑﻩ ﺍﻷﻫﻢ.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ: ﹸﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻓﺎﲣﺬ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻼﻭﺗﻪ ﻋﻤﻼﹰ، ﻳﻌﲏ ﺃ‪‬ﻢ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺍﻗﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻘﺮﺃ ﰲ ﳏﺮﺍﺑﻪ ﺑﺎﻟﺸﺎﺫ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺍﳌﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ، ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻻ ﺗﺼﺢ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺫ ﻭﺇﳕﺎ‬ ‫ﻣﻘﺼﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻻﺳﺘﺠﻼﺏ ﻣﺪﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﻗﺒﺎﳍﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﺸﺎﻏﻞ‬ ‫ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳚﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻠﻚِ، ﻣﺎِﻟﻚِ، ﻣﻼﻙ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻷﻧﻪ‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﻧﻈﻤﻪ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳚﻤﻊ ﺍﻟ ‪‬ﺠﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟ‪‬ﻬﻠﻴﻼﺕ ﻭﺍﻟ‪‬ﻜﺒﲑﺍﺕ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻜﺮﻭﻩ.‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﻮﻗﺪﻭﻥ ﺍﻟﻨﲑﺍﻥ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻟﻠﺨﺘﻤﺔ ﻓﻴﺠﻤﻌﻮﻥ ﺑﲔ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺸﺒﻪ‬ ‫ﺑﺎ‪‬ﻮﺱ ﻭﺍﻟﺘﺴﺒﺐ ﺇﱃ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻟﻠﻔﺴﺎﺩ. ﻭ‪‬ﺮﻳﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺇﻋﺰﺍﺯ‪‬ﺍ ﻟﻺﺳﻼﻡ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﻋﻈﻴﻢ ﻷﻥ ﺇﻋﺰﺍﺯ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺴﺎﻣﺢ ﺑﺎ ‪‬ﻋﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ‬ ‫‪ ‬ﺩ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪ ‬ﱠ‬
  • 138. ‫-٥٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺗﺪﻟﻴﺴ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻳﺮﻭﻱ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ‬ ‫ﻭﻳﺮﺍﻫﺎ ﻓِﻌﻞ ﺧﲑ، ﻭﻳﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﺬﺏ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺇﰒ ﺍﻟﻜ ﱠﺍﺑﲔ.‬ ‫ﹸ ﺬ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺮﺉ ﺍ ﹸﺠﻴﺪ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﺛﻨﲔ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﳌ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻻ ‪‬ﻄﻴﻖ ﲨﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﰒ ﻳﻜﺘﺐ ﺧﻄﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻓﻼﻥ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻼﻥ.‬ ‫‪ ‬ﱠ‪‬‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﶈﻘﻘﲔ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳚﺘﻤﻊ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺣﺪ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺀ ﻳﺘﺒﺎﺭﻭﻥ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ.‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﳜﻬﻢ ﻣﻦ ﳚﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻘﻴﻢ ﺷﺨﺼ‪‬ﺎ ﻭﻳﻘﺮﺃ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ‬ ‫ﺛﻼﺙ ﺧﺘﻤﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﻗ ‪‬ﺮ ﻋﻴﺐ ﻭﺇﻥ ﺃﰎ ‪‬ﺪﺡ، ﻭﲡﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﳛﺴﻨﻮﻧﻪ ﻛﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠﻣ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟ ‪‬ﻌﺎﺓ ﻭﻳﺮﻳﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﰲ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﺛﻮﺍﺑ‪‬ﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻷﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻟﻠﺘﺤﺴﲔ ﻬﺑﺎ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﲤﻬﻞٍ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺟﻞ: ﴿ﻟﺘﻘﺮﺃﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺚ﴾ ]ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ: ٦٠١[، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺭﺗﻞ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﺮﺗﻴﻼ﴾ ]ﺍﳌﺰﻣﻞ: ٤[، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺃﺣﺪﺛﻮﺍ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﳊﺎﻥ ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻗﺮﻳﺐ. ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻛﺮﻫﻬﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻏﲑﻩ ﻭﱂ ﻳﻜﺮﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻻﻝ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺟﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: ﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﳊﺪ‪‬ﺍﺀ ﻭﻧﺸﻴﺪ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ، ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﳊﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﻭﲢﺴﲔ ﺍﻟﺼﻮﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﻠﺖ: ﺇﳕﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻠﺤﻨﻮﻥ‬ ‫ﻳﺴﲑ‪‬ﺍ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻘﺪ ﺻ‪‬ﺮﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻏﺎﱐ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻗ ‪‬ﺏ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻬﺑﺔ‬ ‫ِ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺯﺍﺩﺕ ﻛﺮﺍﻫﺘﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﹸﺧﺮﺝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﺣﺪ ﻭﺿﻌﻪ ﺣ ‪‬ﻡ ﺫﻟﻚ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ‬ ‫‪‬ﺮ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃ ِ‪‬‬ ‫ﻳﺘﺴﺎﳏﻮﻥ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺎﻳﺎ ﻛﺎﻟﻐﻴﺒﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮﺍﺀ، ﻭﺭﲟﺎ ﺃﺗﻮﺍ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ‬
  • 139. ‫-٦٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻥ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﻟﻮ ‪‬ﻌﻞ‬ ‫ﺟِ ﹶ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺇﻫﺎﺏ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﺮﻕ«)١(. ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻷﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﻠﻢ، ﺇﺫ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌِﻠﻢ ‪‬ﻘ ‪‬ﻱ ﺍﳊ ‪‬ﺔ، ﻭﻛﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﱂ ﳛﺘﺮﻡ ﻣﺎ‬ ‫ﺗ ﻮ ﹸﺠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﳛﻔﻆ ﺫﻧﺐ ﺁﺧﺮ. ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺃﻓﻤﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﺍﳊﻖ ﻛﻤﻦ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﻮ ﺃﻋﻤﻰ﴾ ]ﺍﻟﺮﻋﺪ: ٩١[. ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﴿ﻣﻦ ﻳﺄﺕ ﻣﻨﻜﻦ ﺑﻔﺎﺣﺸﺔ ﻣﺒﻴﻨﺔ‬ ‫ﻳﻀﺎﻋﻒ ﳍﺎ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺿﻌﻔﲔ﴾ ]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: ٠٣[.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﺘﻮﻛﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺭﺯﻗﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻔﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻜﺮﺧﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺼﱠ‬ ‫‪‬ﻨﻴﺲ: ﺇﻥ ﰲ ﺟﻬﻨﻢ ﻟﻮﺍﺩﻳ‪‬ﺎ ﺗﺘﻌ ‪‬ﺫ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺳﺒﻊ ﻣ ‪‬ﺍﺕٍ، ﻭﺇﻥ ﰲ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸﱠ ٍ‬ ‫ﻮﹸ ‪‬‬ ‫ﺧ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﹶﻟﺠ‪‬ﺎ ﻳﺘﻌﻮﺫ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﺟﻬﻨﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳉ ‪ ‬ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺳﺒﻊ ﻣ ‪‬ﺍﺕٍ، ﻭﺇﻥ ﰲ ﺍﳉ ‪‬‬ ‫ﹸﺐ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸﺐ ﱠ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﳊ‪‬ﻴﺔ ﻳﺘﻌﻮﺫ ﺍﳉ ‪ ‬ﻭﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﺟﻬﻨﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳊ‪‬ﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺳﺒﻊ ﻣ ‪‬ﺍﺕٍ، ‪‬ﺒﺪﹸﺃ ﺑﻔﺴﻘﺔ ﲪﻠﺔ‬ ‫ﺮ ﻳ‬ ‫ﻴ ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ ﹸ ﹸﺐ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﻱ ﺭﺏ ‪‬ﺒﺪﹸﺃ ﺑﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﺒﺪﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ، ﻓﻘﻴﻞ ﳍﻢ: ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻤﻦ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻳ‬ ‫ﻳﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﻠﻨﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﳕﻮﺫﺝ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﻮﺍ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﰲ ﲰﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻓﻴﻪ ﻭﲨﻊ ﺍﻟﻄﺮﻕ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﳌﺘﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ.‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﲔ: ﻗﺴﻢ ﻗﺼﺪﻭﺍ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺳﻘﻴﻤﻪ‬ ‫ﻭﻫﻢ ﻣﺸﻜﻮﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﺸﻐﻠﻬﻢ ﻬﺑﺬﺍ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/١٥١، ٥٥١، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ ٣/٤٨٢، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻘﺒﺔ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٧/٨٥١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ ﻭﻓﻴﻪ ﺧﻼﻑ«.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٧١/٦٨١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺼﻤﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٧/٨٥١:‬ ‫»ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«.‬
  • 140. ‫-٧٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺮﺽ ﻋﲔ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﰲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻭﺍﻟﺘﻔﻘﻪ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻟﻘﺪ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻛﻴﺤﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭﺍ ﺑﻦ ﺍﳌﺪﻳﲏ‬ ‫‪‬ﹾ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﲨﻌﻮﺍ ﺑﲔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻴﻪ ﻭﺑﲔ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻮﺍ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﺃﻋﺎ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺼﺮ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﺎﺗﺴﻊ ﺯﻣﺎ‪‬ﻢ ﻟﻸﻣﺮﻳﻦ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻃﺮﻕ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻃﺎﻟﺖ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﻧﻴﻒ ﻓﻴﻪ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻭﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﲣﺘﻠﻒ ﻓﻘﻞ ﺃﻥ ‪‬ﻤ ﱠﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﳚﻤﻊ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ،‬ ‫ﹼ ﻳﻜ ‪‬‬ ‫ﻓﺘﺮﻯ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﺙ ﻳﻜﺘﺐ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﲬﺴﲔ ﺳﻨﺔ ﻭﳚﻤﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻭﻗﻌﺖ‬ ‫ﳌ ﺪ‬ ‫ﻟﻪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﰲ ﺻﻼﺗﻪ ﻻﻓﺘﻘﺮ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍ ﹸﺘﻔ ﱢﻬﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﳌ ﻘ‬ ‫ﻣﻨﻪ، ﻭﻬﺑﺆﻻﺀ ﲤ ﱠﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﻨﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﺛﲔ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺯﻭﺍﻣﻞ)١( ﺃﺳﻔﺎﺭ ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﻣﻌﻬﻢ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﳌ ﺪ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻠﺢ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﻧﻈﺮ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻓﺮﲟﺎ ﻋﻤﻞ ﲝﺪﻳﺚ ﻣﻨﺴﻮﺥ، ﻭﺭﲟﺎ ﻓﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺃﻥ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ‪‬ﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﺀﻩ ﺯﺭﻉ ﻏﲑﻩ)٢( ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ: ﻗﺪ ﻛﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﻀﻞ ﻋﻨﺎ ﻣﺎﺀ ﰲ ﺑﺴﺎﺗﻴﻨﻨﺎ ﺳﺮﺣﻨﺎﻩ ﺇﱃ ﺟﲑﺍﻧﻨﺎ ﻭﳓﻦ ﻧﺴﺘﻐﻔﺮ‬ ‫ﺍﷲ، ﻓﻤﺎ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻭﻻ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ ﻭﻻ ﺷﻌﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻭﻁﺀ ﺍﳊﺒﺎﱃ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺎﻳﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋ ﱠﺎﰊ: ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﳜﻨﺎ ﻳﺮﻭﻱ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ »‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺍﳊﻠﹾﻖ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ« ﺑﺈﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻼﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ: ﺃﻧﻪ ﺑﻘﻲ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ ﻻ ﳛﻠﻖ ﺭﺃﺳﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺍﳊﻠ ‪ ‬ﲨﻊ ﺣﻠﻘﺔٍ، ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺮﻩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ِﹶﻖ‬ ‫ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﺍﳌﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﻨﺼﺖ ﻟﻠﺨﻄﺒﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻓ ‪‬ﺟﺖ ﻋﻠﻲ. ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫)١( ﺍﻟﺰﺍﻣﻠﺔ: ﻣﺎ ﳛﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﻏﲑﻫﺎ. ﻭﺍﳉﻤﻊ: ﺯﻭﺍﻣﻞ.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٨٥١٢(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )١٣١١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺣﺴﻦ«، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٧٧٤٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٨٠١، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻪ ﺍﻟﻜﱪﻯ‬ ‫٧/٩٤٤ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻭﻳﻔﻊ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻯ.‬
  • 141. ‫-٨٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺻﺎﻋﺪ ﻛﺒﲑ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﰲ ﺍﶈ ‪‬ﺛﲔ ﻟﻜﻨﻪ ﳌﺎ ﻗﱠﺖ ﳐﺎﻟﻄﺘﻪ ﻟﻠﻔﻘﻬﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳﻔﻬﻢ ﺟﻮﺍﺏ ﻓﺘﻮﻯ، ﺣﱴ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺛﺎﺑﺖ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﱪﻗﺎﱐ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻷﻬﺑﺮﻱ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ ﳛﲕ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻋﺪ ﻓﺠﺎﺀﺗﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﰲ ﺑﺌﺮ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻴﻪ ﺩﺟﺎﺟﺔ‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻤﺎﺗﺖ ﻓﻬﻞ ﺍﳌﺎﺀ ﻃﺎﻫﺮ ﺃﻭ ﳒﺲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﳛﲕ: ﻭﳛﻚ، ﻛﻴﻒ ﺳﻘﻄﺖ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺌﺮ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻣﻐﻄﺎﺓ، ﻗﺎﻝ ﳛﲕ: ﺃﻻ ﻏﻄﻴﺘﻬﺎ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ. ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻬﺑﺮﻱ:‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﻫﺬﻩ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﺗﻐ‪‬ﺮ ﻓﻬﻮ ﳒﺲ ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻮ ﻃﺎﻫﺮ.‬ ‫ُ ﻴ‬ ‫ﹾ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ ﻗﺪ ﺻ‪‬ﻒ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﺼ‪‬ﻔﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﺃﻗﱡﻬﺎ ﺟﺰﺀ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭﻫﻮ ﺃﻟﻒ ﺟﺰﺀ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺑﺎﳋﻄﺄ ﻟﺌﻼ ‪‬ﺮﻯ ﺑﻌﲔ ﺍﳉﻬﻞ ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺼﲑ ﲟﺎ ﻳﻔﱵ ﺑﻪ ‪‬ﺤﻜﺔﹰ، ﻓﺴﺌﻞ‬ ‫ﺿ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻓﻜﺘﺐ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ: ‪‬ﺗﻘﹾﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﳉ ﹼﺏ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊﺮﰊ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﱃ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﻫﻮ ‪‬ﺤ ‪‬ﺙ ﻭﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺃﻟﻒ ﻧﻔﺲ، ﻓﻘﺎﻟﺖ‬ ‫ﻳ ﺪ ﹸ‬ ‫ﱠ ﹰ‬ ‫ﻟﻪ: ﺣﻠﻔﺖ ﺑﺼﺪﻗﺔ ﺇﺯﺍﺭﻱ، ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ: ﺑﻜﻢ ﺍﺷﺘﺮﻳﺘﻴﻪ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﺑﺎﺛﻨﲔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﺭﳘﹰﺎ. ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺍﺫﻫﱯ ﻓﺼﻮﻣﻲ ﺍﺛﻨﲔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮﺕ ﺟﻌﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺁﻩِ، ﺁﻩِ، ﻏﻠﻄﻨﺎ ﻭﺍﷲ ﺃﻣﺮﻧﺎﻫﺎ‬ ‫ﺑﻜﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟ ﱢﻬﺎﺭ.‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺘﲔ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﻓﻀﻴﺤﺔ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﲪﻠﻮﺍ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﺎ ﺗﻌﱠﻖ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﳊﺲ ﻓﺸ‪‬ﺒ ‪‬ﻮﺍ ﻷ‪‬ﻢ ﱂ ﳜﺎﻟﻄﻮﺍ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻴﻌﺮﻓﻮﺍ ﲪﻞ ﺍﳌﺘﺸﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﳊﻜﻢ،‬ ‫ﻬ‬
  • 142. ‫-٩٣١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﳚﻤﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻳﻜﺜﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﺣ ‪‬ﻞ.‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻓﺘﺸﺎﻏﻞ ﻫﺆﻻﺀ - ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺯﻋﻤﻬﻢ - ﺑﻔﺮﻭﺽ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺜﺎﺭ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﲟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻗﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮﻭﺍ ﲰﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ ﲜﻤﻊ ﺍﻟﻄﺮﻕ، ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩﻫﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﱄ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺐ ﻓﻄﺎﻓﻮﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ‬ ‫ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ‪‬ﻢ: ﻟﻘﻴﺖ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﻭﱄ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻐﲑﻱ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻨﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻫ‬ ‫ﻏﲑﻱ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺇﱃ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺑﻌﺾ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓ‪‬ﻘﻌﺪﻩ ﰲ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺮﱠﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺩﺟﻠﺔ ﻓﻴﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﳎﻤﻮﻋﺎﺗﻪ ﺣﺪﺛﲏ ﻓﻼﻥ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻭﻓﻼﻥ ﺑﺎﻟﺮﱠﺔ، ﻭﻳﻮﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃ‪‬ﺎ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺑﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻟﻴﻈﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻌﺐ ﰲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ‬ ‫‪‬ﻗ‬ ‫ﻟﻄﻠﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻌﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﲔ ‪‬ﺮ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﻓﻼﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻬﺮ،‬ ‫ﻳﻮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻋﱪ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﻓﻼﻥ ﰲ ﺭﺣﻠﱵ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪﺭ ﺗﻌﺒﻪ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻓﻤﺎ ﺑﻮﺭﻙ ﻟﻪ ﻭﻣﺎﺕ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻄﻠﺐ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﲟﻌﺰﻝ، ﻭﺇﳕﺎ ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻭﺍﳌﺒﺎﻫﺎﺓ،‬ ‫ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳ‪‬ﺒﻌﻮﻥ ﺷﺎﺫ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻏﺮﻳﺒﻪ ﻭﺭﲟﺎ ﻇﻔﺮ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﲜﺰﺀ ﻓﻴﻪ ﲰﺎﻉ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﳌﺴﻠﻢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻓﺄﺧﻔﺎﻩ ﻟﻴﻨﻔﺮﺩ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﻗﺪ ﳝﻮﺕ ﻫﻮ ﻭﻻ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﻓﻴﻔﻮﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﲔ. ﻭﺭﲟﺎ ﺭﺣﻞ‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﱃ ﺷﻴﺦ ﺃﻭﻝ ﺍﲰﻪ ﻗﺎﻑ ﺃﻭ ﻛﺎﻑ ﻟﻴﻜﺘﺐ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻣﺸﻴﺨﺘﻪ ﻓﺤﺴﺐ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ: ﻗﺪﺡ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻃﻠﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺘﺸﻔﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭ‪‬ﺨﺮ ‪‬ﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﳐﺮﺝ ﺍﳉﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻠﺬ ‪ ‬ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻉ‬ ‫ﱠﺏ‬ ‫ﻳ ﺟ‬ ‫ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻﺪ. ﻭﺩﻟﻴﻞ ﻣﻘﺼﺪ ﺧﺒ‪‬ﺚ ﻫﺆﻻﺀ ﺳﻜﻮ‪‬ﺗﻬﻢ ﻋﻤﻦ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺪﻳﲏ ﳛﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺿﻌﻴﻔﹰﺎ ﰒ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﰲ‬
  • 143. ‫-٠٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳉﻴﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺄﻟﺖ‬ ‫ﺣﺎﺭﺛﹰﺎ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺣﺬﺭﻫﺎ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺷﺮ ﻣﻜﺘﺴﺐ ﻭﻣﺎ ﻇ‪‬ﻚ ﺑﺸﻲﺀ ﻳﺴﻠﺒﻚ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺴﻨﺎﺗﻚ ﻓ‪‬ﺮﺿﻲ ﺑﻪ ﺧﺼﻤﺎﺀﻙ، ﻭﻣﻦ ‪‬ﺒﻐﻀﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﺿﻰ ﺑﻪ ﺧﺼﻤﻚ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻚ ﺃﻭ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺎﺣﺬﺭﻫﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﻌ ‪‬ﻑ ﻣﻨﺒﻌﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﻣﻨﺒﻊ ﻏﻴﺒﺔ ﺍﳍﻤﺞ ﻭﺍﳉﻬﺎﻝ ﻣﻦ ﺇﺷﻔﺎﺀ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻭﺍﳊﻤﻴﺔ ﻭﺍﳊﺴﺪ ﻭﺳﻮﺀ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﻈﻦ ﻭﺗﻠﻚ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻏﲑ ﺧﻔﻴﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﻏﻴﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻤﻨﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ‪‬ﺪﻋﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺪﺍﺀ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻭﺗﺄﻭﻳﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻣﻦ ﺍﳋﱪ ﻭﻟﻮ ﺻﺢ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ:‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫»ﺃﺗﺮﻏﺒﻮﻥ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻩ؟! ﺍﺫﻛ ‪‬ﻭﻩ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﺤﺬﺭﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺮ ‪‬‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﳋﱪ ﻓﻴﻪ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺷﻨﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻚ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺟﺎﺀﻙ ﻣﺴﺘﺮﺷﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺯﻭﺝ ﻛﺮﳝﱴ ﻣﻦ ﻓﻼﻥ ﻓﻌﺮﻓﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﺪﻋﺔ ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻏﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺄﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻡ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺻﺮﻓﺘﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺻﺮﻑ، ﺃﻭ ﳚﻴﺌﻚ ﺭﺟﻞ ﻣﻮﺿﻌ‪‬ﺎ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ،‬ ‫ﻓﺘﺼﺮﻓﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ. ﺃﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ: ﻳﺎ ﺭﺟﻞ، ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﻠﻲ ﺧﻠﻒ ﻓﻼﻥ ﺃﻭ‬ ‫ﺃﺟﻌﻠﻪ ﺇﻣﺎﻣﻲ ﰱ ﻋﻠﻢ، ﻓﺘﺼﺮﻓﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ، ﻭﻻ ﺗﺸﻒ ﻏﻴﻈﻚ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﺘﻪ. ﻭﺃﻣﺎ‬ ‫ﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﻙ ﻓﻤﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻌﺠﺐ ﻳﺒﺪﻱ ﻋﻮﺍﺭ ﺍﻷﺥ، ﰒ ﻳﺘﺼﻨﻊ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﰲ‬ ‫ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻐﻴﺐ، ﻓﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﳊﻢ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﰒ ﻳﺘﺰﻳﻦ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﻭﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﻓﻤﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﺣﱴ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺴﻜﲔ ﻓﻼﻥ ﺍﺑﺘﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻜﺬﺍ ﻭﺍﻣﺘﺤﻦ ﺑﻜﺬﺍ ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳋﺬﻻﻥ ﻓﻴﺘﺼﻨﻊ ﺑﺈﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ،‬ ‫ﰒ ﻳﺘﺼﻨﻊ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺇﳕﺎ ﺃﺑﺪﻳﺖ ﻟﻜﻢ ﺫﺍﻙ ﻟﺘﻜﺜﺮﻭﺍ ﺩﻋﺎﺀﻛﻢ ﻟﻪ ﻭﻧﻌﻮﺫ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻪ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٠١/٥١٢، ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ )٨٤٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ‬ ‫ﰱ ﺍ‪‬ﺮﻭﺣﲔ ١/٠٢٢، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٢/٤٧١ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٣٨٥(:‬ ‫»ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬
  • 144. ‫-١٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﺗﻌﺮﻳﻀ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﺗﺼﺮﳛ‪‬ﺎ، ﻓﺎ‪‬ﻖ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻓﻘﺪ ﻧﻄﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻜﺮﺍﻫﺘﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺰ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﺟﻞ: ﴿ﺃﳛﺐ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﳊﻢ ﺃﺧﻴﻪ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ ﻓﻜﺮﻫﺘﻤﻮﻩ﴾ ]ﺍﳊﺠﺮﺍﺕ: ٢١[، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻛﺜﲑﺓ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﶈﺪﺛﲔ: ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ‪‬ﺒ‪‬ﻴ‪‬ﻮﺍ‬ ‫ﻳﻨ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻭﻫﺬﻩ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﺗﺮﻭﻳﺞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻬﻢ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺭﻭﺍﻳﺎ‪‬ﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻣﻦ ﺭﻭﻯ ﻋﲏ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ‪‬ﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻛﺬﺏ ﻓﻬﻮ ﺃﺣﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﲔ«)١(. ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﺗﺪﻟﻴﺴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﻓﻼﻥ ﻋﻦ ﻓﻼﻥ، ﺃﻭ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻓﻼﻥ ﻋﻦ ﻓﻼﻥ ﻳﻮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﳌﻨﻘﻄﻊ ﻭﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﻷﻧﻪ ﳚﻌﻞ ﺍﳌﻨﻘﻄﻊ ﰲ‬ ‫ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﳌﺘﺼﻞ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﺍﻟﻜ ﱠﺍﺏ ﻓﻴﻨﻔﻲ ﺍﲰﻪ ﻓﺮﲟﺎ ‪‬ﺎﻩ ﺑﻐﲑ ﺍﲰﻪ،‬ ‫ﲰ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻛﻨﺎﻩ، ﻭﺭﲟﺎ ﻧﺴﺒﻪ ﺇﱃ ﺟ ‪‬ﻩ ﻟﺌﻼ ‪‬ﻌﺮﻑ، ﻭﻫﺬﻩ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻷﻧﻪ ﻳﺜﺒﺖ ﺣﻜﻤ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲟﺎ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﻪ، ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺮﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺛﻘﺔ ﻓﻨﺴﺒﻪ ﺇﱃ ﺟﺪﻩ ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﹸﻨﻴﺘﻪ ﻟﺌﻼ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺭﺩﺩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺮﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻓﻴﺴﺘﺤﻲ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻣﻦ‬ ‫ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻬﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻗﺮﻳﺐ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺮﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺛﻘﺔ ﻭﺍﷲ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﻗﺪﱘ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻷﻣﺮ‬ ‫ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻭﻥ: ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﻥ ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺴﻨﻦ ﺃﰊ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﳓﻮﻫﺎ، ﰒ ﺍﺳﺘﻬﺎﻧﻮﺍ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻭﺻﺎﺭ‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﻢ ﳛﺘﺞ ﺑﺂﻳﺔ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻭﲝﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﺻﺤﻴﺢ ﻫﻮ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻭﺭﲟﺎ ﺍﻋﺘﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺱ ﻳﻌﺎﺭﺿﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﺗﻪ ﺇﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻔﻘﻪ‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ، ﺑﺎﺏ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻜﺬﺍﺑﲔ ١/٩،‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٢٦٦٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٠٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٠٥٢، ٢٥٢، ٥٥٢ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬
  • 145. ‫-٢٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺴﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺗﻌﻠﻴﻖ‬ ‫ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﻻ ‪‬ﺪﺭﻯ ﺃﺻﺤﻴﺢ ﻫﻮ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﺍ ﺗﺼﻌﺐ ﻭﳛﺘﺎﺝ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﺣﱴ ﻳﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ، ﻓﺼ‪‬ﻔﺖ ﺍﻟﻜ‪‬ﺘﺐ ﻭﺗﻘﺮﺭﺕ‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻨﻦ ﻭﻋﺮِﻑ ﺍﻟ ‪‬ﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻘﻴﻢ.‬ ‫ﺼ ‪ ‬ﺴ‬ ‫ﺴ ‪ ‬‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺄ ‪‬ﺮﻳﻦ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﺑﺎﳌﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﻌﻮﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣﱴ ﺇﱐ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﻋﻦ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ: ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ، ﻭﺭﺃﻳﺘﻪ ﳛﺘﺞ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺩﻟﻴﻠﻨﺎ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﻛﺬﺍ ﻭﳚﻌﻞ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻗﺪ ﺍﺣﺘﺞ ﺑﻪ ﺧﺼﻤﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻻ ‪‬ﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ: ﺃﻥ ﺟﻞ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﲢﺼﻴﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﳉﺪﻝ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ‬ ‫‪‬ﱠ‬ ‫ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻋﻠﻞ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ، ﻭﻟﻮ‬ ‫ﺻﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟ ‪‬ﻋﻮﻯ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﺘﺸﺎﻏﻠﻮﺍ ﲜﻤﻴﻊ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺘﺸﺎﻏﻠﻮﻥ ﺑﺎﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻟﻴ‪‬ﺴﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﺘﻘﺪﻡ ﺍ ﹸﻨﺎﻇﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ﰲ ﺧﺼﺎﻡ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻓﻬﻢ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺍ‪‬ﺎﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻃﻠﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﻤﻔﺎﺧﺮﺍﺕ ﻭﺍﳌﺒﺎﻫﺎﺓ ﻭﺭﲟﺎ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ‬ ‫ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﺗﻌ ‪ ‬ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺒﻠﻮﻯ.‬ ‫‪‬ﻢ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺈﺩﺧﺎﳍﻢ‬ ‫ﰲ ﺍﳉﺪﻝ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺇﻳﺜﺎﺭﻫﻢ ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍ ﹸﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﰲ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺘﺴﻊ ﳍﻢ ﺍ‪‬ﺎﻝ ﰲ‬ ‫ﳌ ﱢ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻫ ‪‬ﻦ، ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ،‬ ‫‪‬ﺠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺟﻞ ﺍﺷﺘﻐﺎﳍﻢ ﻭﱂ ﳝﺰﺟﻮﻩ ﲟﺎ ‪‬ﻳﺮﱢﻖ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫‪‬ﻗ ‪‬‬ ‫‪‬ﱠ‬ ‫ﻭﲰﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺳﲑﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ.‬ ‫ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻻ ﲣﺸﻊ ﺑﺘﻜﺮﺍﺭ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﺍﳌﺘﻐﲑ، ﻭﻫﻲ ﳏﺘﺎﺟﺔ ﺇﱃ‬
  • 146. ‫-٣٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﺬﻛﺎﺭ ﻭﺍﳌﻮﺍﻋﻆ ﻟﺘﻨﻬﺾ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﳋﻼﻑ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺇﻻ ﺃ‪‬ﺎ ﻻ ﺗﻨﻬﺾ ﺑﻜﻞ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺳِﲑ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﻭﺣﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﲤﺬﻫﺐ ﻟﻪ ﱂ ﳝﻜﻨﻬﻢ ﺳﻠﻮﻙ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ. ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻟ ﱞ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﺮﻕ ﻣﻦ ﻃﺒﺎﺋﻌﻬﻢ‬ ‫ﺺ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﺼﺎﺭ ﻣﺜﻠﻬﻢ.‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﰲ ﺳﲑ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﺯﺍﲪﻬﻢ ﻭﺗﺄ ‪‬ﺏ ﺑﺄﺧﻼﻗﻬﻢ.‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﻳﺚ ﻳﺮﻕ ﻟﻪ ﻗﻠﱯ ﺃﺣﺐ ﺇﱄ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﻀﺎﻳﺎ ‪‬ﺮﻳﺢ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺭﻗﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ ﻭﳍﺎ ﺃﺳﺒﺎﺏ.‬ ‫ﺷ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﺍﻗﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻭﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﺣﻔﻆ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﻋﻠﻮﻡ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍ ﹸﻔﱵ ‪‬ﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺁﻳﺔ ﺃﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻼ ﻳﺪﺭﻱ. ﻭﻫﺬﺍ ﻍ ﺑﻦ ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻷﻧﻔﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﳌ ﻳ ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃﻥ ﺍ‪‬ﺎﺩﻟﺔ ﺇﳕﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﻟﻴﺴﺘﺒﲔ ﺍﻟﺼﻮﺍ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﺴﻠﻒ‬ ‫ﺏ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪ ‬ﹼ‬ ‫ﺍﳌﻨﺎﺻﺤﺔ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭ ﺍﳊﻖ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻟﻴﻞ ﺇﱃ ﺩﻟﻴﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻧ‪‬ﺒ ‪‬ﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻷﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﳊﻖ ﻓﺼﺎﺭ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺱ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻬ‬ ‫ﺑﻌﱠﺔ ﻳﻈﻨﻬﺎ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﻌﻠﻞ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻠٍ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﱄ ﻓﺈﻥ ﻇﻬﺮ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻭﱃ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﺫﻛﺮﻭﻩ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻌﺘﺮﺽ ﻻ ﻳﻠﺰﻣﲏ ﺫﻛﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺻﺪﻕ ﰲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﻣﻦ ﺍﳉﺪﻝ، ﺑﻞ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺼﺢ‬ ‫ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﳊﻖ ﻳﻠﺰﻣﻪ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺘﺒﲔ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻣﻊ ﺧﺼﻤﻪ ﻭﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﻭﻳﻀﻴﻖ ﺻﺪﺭﻩ ﻛﻴﻒ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻇﻬﺮ ﺍﳊﻖ ﻣﻊ ﺧﺼﻤﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﰲ ﺭﺩﻩ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﳊﻖ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻷﻥ‬ ‫ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺇﳕﺎ ‪‬ﺿﻌﺖ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﳊﻖ.‬ ‫ﻭ‬
  • 147. ‫-٤٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻣﺎ ﻧﺎﻇﺮﺕ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻓﺄﻧﻜﺮ ﺍﳊ ‪‬ﺔ ﺇﻻ ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﲏ، ﻭﻻ‬ ‫ﹸﺠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﻫ‪‬ﺒ‪‬ﺘ ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻧﺎﻇﺮﺕ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻓﺒﺎﻟﻴﺖ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊ ‪‬ﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻪ ﺻﺮ ‪ ‬ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ِ ‪‬ﺕ‬ ‫ﹸﺠ ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ِﻪ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃﻥ ﻃﻠﺒﻬﻢ ﻟﻠﺮﻳﺎﺳﺔ ﺑﺎﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺗﺜﲑ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺭﺃﻯ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﰲ ﻛﻼﻣﻪ ﺿﻌﻔﹰﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﻗﻬﺮ ﺧﺼﻤﻪ ﻟﻪ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺎﺑﺮﺓ ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻯ ﺧﺼﻤﻪ‬ ‫ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻠﻔﻆ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﲪ‪‬ﺔ ﺍﻟﻜ‪‬ﺒﺮ ﻓﻘﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺴﺐ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍ‪‬ﺎﺩﻟﺔ ‪‬ﺨﺎﺫﻟﺔ.‬ ‫ﹸﻣ ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴﹸ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺗﺮ ‪‬ﺼﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ‪‬ﺠﺔ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﺗﻜﻠﻤﺖ‬ ‫ﲝ ‪ِ‬‬ ‫ِ ‪ ‬ﹶ ‪ ‬ﺧ ‪ ‬‬ ‫ﻣﻊ ﻓﻼﻥ ﻓﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﲟﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﺸ ﱢﻲ ﻣﻦ ﻏﺮﺽ ﺧﺼﻤﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﳊ ‪‬ﺔ.‬ ‫ﹸﺠ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻟﻴﺲ ﰒ ﻏﲑﻩ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﹸﻛﺮ ﳍﻢ ‪‬ﺤﺪﺙ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺫﺍﻙ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﻳﻨﺴﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻫﻮ ﺍﻷﺻﻞ، ﻓﺈﻥ ﺫﻛﺮ ﳍﻢ‬ ‫ﻣ ‪ ‬ﹲ‬ ‫ﺫ‬ ‫ﻛﻼﻡ ﻳﻠﲔ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺎﻅ.‬ ‫‪ ‬ﻋ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺇﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻭﻣﺎ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻣﺮﺗﺒﺘﻬﺎ ﻭﺭﲟﺎ ﺃﻓﺘﻮﺍ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻟﻠﻨﺼﻮﺹ ﻭﻟﻮ ﺗﻮﻗﻔﻮﺍ ﰲ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﱃ.‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ‪‬ﺭﺳ‪‬ﻮﻳ‪‬ﻪ، ﺛﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺩ ‪‬ﺘ‬ ‫ﺍ ﹸﻤﻴ‪‬ﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ‪‬ﻔﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺩﺭﻛﺖ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﳊ‬ ‫ﻣﺎﺋﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺴﺄﻝ ﺃﺣ ‪‬ﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻓﲑ ‪‬ﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ،‬ ‫ﺩ‬ ‫ﹸ ﺪ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺣﱴ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻷﻭﻝ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻳﻌﻘﻮﺏ: ﻭﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﻰ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺩﺭﻛﺖ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﺤ ‪‬ﺙ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﺇﻻ ﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻛﻔﺎﻩ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻻ ﻳﺴﺄﻝ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻳ ﺪ ﹸ‬ ‫ﻋﻦ ﻓﺘﻴﺎ ﺇﻻ ﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻛﻔﺎﻩ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺍﻧﻈﺮ: ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٤/١٥٣.‬
  • 148. ‫-٥٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟ‪‬ﺨﻌﻲ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻦ ﺗﺴﺄﹸﻟﻪ ﻏﲑﻱ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻓﺘﻴﺖ ﺣﱴ ﺳﺄﻟﺖ ﺳﺒﻌﲔ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻫﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺮﻭﻥ ﱄ ﺃﻥ ﺃﻓﱵ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻓﻠﻮ ﻧ‪‬ﻬﻮ‪‬ﻙ؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ‪‬ﻮﱐ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻷﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﺇﱐ ﺣﻠﻔﺖ ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﺣﻠﻔ ‪‬؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺘﻚ ﺇﺫ‬ ‫ﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩﺭﻳﺖ ﻛﻴﻒ ﺣﻠﻔﺖ ﺩﺭﻳﺖ ﺃﻧﺎ ﻛﻴﻒ ﹸﻓﺘﻴﻚ.‬ ‫ﺃ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺳﺠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﳋﺸﻴﺘﻬﻢ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻨﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﰲ ﺳﲑ‪‬ﻢ ﺗﺄﺩﺏ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ: ﳐﺎﻟﻄﺘﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻭﻣﺪﺍﻫﻨﺘﻬﻢ ﻭﺗﺮﻙ‬ ‫ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﺭﲟﺎ ﺭﺧ ‪‬ﻮﺍ ﳍﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﺭﺧﺼﺔ ﳍﻢ ﻓﻴﻪ ﻟﻴﻨﺎﻟﻮﺍ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﺼ‬ ‫ﺩﻧﻴﺎﻫﻢ ﻋﺮﺿ‪‬ﺎ ﻓﻴﻘﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻷﻣﲑ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮﻻ ﺃﱐ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺍﺏ ﻷﻧﻜﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴ ‪ ،‬ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬ﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫‪‬ﺼﻴﺒ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﱄ.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻻ ﺑﺄﺱ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻷﻣﲑ ﻭﻻ ﲟﺎﻟﻪ ﻭﻻ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ ﻓﺈﻥ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﱪﺡ ﻋﻨﺪﻩ.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ‪‬ﻔﺴﺪ ﺩﻳﻨﻪ ﺑﺬﻟﻚ.‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪ ‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﺧﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺇﳕﺎ ﻧﺪﺧﻞ ﻟﻨﺸﻔﻊ ﰲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻳﻨﻜﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﺩﺧﻞ ﻏﲑﻩ ﻳﺸﻔﻊ ﳌﺎ ﺃﻋﺠﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﻭﺭﲟﺎ ﻗﺪﺡ ﰲ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻟﺘﻔﺮﺩﻩ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ.‬ ‫‪ ِِ ‬ﺴ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺃﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺣ ﱞ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃ‪‬ﺎ ﺇﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻖ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﻡ ﱂ ﳛﻞ ﻟﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ‪‬ﺒﻬﺔ ﻓﺘﺮ ﹸﻬﺎ ﺃﻭﱃ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ‬ ‫ﺷ ٍ ﻛ‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬ﺒﺎﺡ ﺟﺎﺯ ﻟﻪ ﺍﻷﺧﺬ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺇﻧﻔﺎﻗﻪ ﰲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻋﻮﻧﺔ، ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣ ٍ‬
  • 149. ‫-٦٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻗﺘﺪﻯ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺑﻈﺎﻫﺮ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﺒﺎﺣﻮﺍ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﺎﺡ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ: ﻳﻨﻘﻄﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﺇﻗﺒﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ‪‬ﻌ‪‬ﺪ‬ ‫ﺘﺒ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺴ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ، ﻓﻴﺰﻳﻦ ﳍﻢ ﻏﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻴﺠﻤﻊ ﳍﻢ ﺁﻓﺘﲔ: ﻏﻴﺒﺔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﺪﺡ ﺍﻟ‪‬ﻔﺲ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﻓﺎﻟ ‪‬ﺧﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﺧﻄﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻗﺪ ﲢﺴﻦ ﰲ ﺃﻭﻝ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰒ ﺗﺘﻐﲑ ﺑﺈﻛﺮﺍﻣﻬﻢ ﻭﺇﻧﻌﺎﻣﻬﻢ ﺃﻭ ﺑﺎﻟ ﱠﻤﻊ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﻻ ﻳﺘﻤﺎﺳﻚ ﻋﻦ ﻣﺪﺍﻫﻨﺘﻬﻢ ﻭﺗﺮﻙ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﺧﺎﻑ ﻣﻦ ﺇﻫﺎﻧﺘﻬﻢ ﱄ ﺇﳕﺎ ﺃﺧﺎﻑ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﺇﻛﺮﺍﻣﻬﻢ ﻓﻴﻤﻴﻞ ﻗﻠﱯ ﺇﻟﻴﻬﻢ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺒﻌﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﳌﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺟﻮﺭﻫﻢ ﻓﺘﻄﻠﺒﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ‬ ‫ﳊﺎﺟﺘﻬﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ، ﻓﻨﺸﺄ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻗﻮﻳﺖ ﺭﻏﺒﺘﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺘﻌﻠ ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬ ‫ﱠﻤ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻸﻣﺮﺍﺀ ﻭﲪﻠﻮﻫﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻟﻴﻨﺎﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺩﻧﻴﺎﻫﻢ.‬ ‫ﻭﻳﺪﱡﻚ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺼﺪﻭﺍ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪﳝ‪‬ﺎ ﳝﻴﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﲰﺎﻉ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺍ ﹸﺠﺞ ﰲ ﺍﻷﺻﻮﻝ، ﻓﺄﻇﻬﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﰒ ﻣﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ‬ ‫ﳊ‬ ‫ﻓﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﳉﺪﻝ، ﰒ )ﻣﺎﻝ( ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﺍﻋﻆ ﻓﻤﺎﻝ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﳝﻴﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻛﹸﺮ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ ﻭﻗﻞ ﺍﻟ ﹸﻘﻬﺎﺀ.‬ ‫ﺜ ﹸﺼ ‪ ‬ﱠ ﻔ ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ: ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻭﻗﻒ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﺸﺘﻐﻠﲔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻤﻜﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻨﲔ ﻭﻻ ﻳﺘﺸﺎﻏﻞ ﻭﻳﻘﻨﻊ ﲟﺎ ﻋﺮﻑ، ﺃﻭ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻼ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﺣﻆ ﻷﻧﻪ ﺇﳕﺎ ‪‬ﻌﻞ ﳌﻦ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻌﻴﺪ‪‬ﺍ ﺃﻭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟِ ﹶ‬ ‫ﱞ‬ ‫ﻣﺪﺭﺳ‪‬ﺎ ﻓﺈﻥ ﺷﻐﻠﻪ ﺩﺍﺋﻢ.‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﻣﺎ ﳛﻜﻰ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﳌﺘﻔﻘﻬﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺒﺴﺎﻁ ﰲ ﺍﳌﻨﻬﻴﺎﺕ ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻳﻠﺒﺲ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﻭﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﺎﻟ ﱠﻫﺐ، ﻭ‪‬ﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﺲ ﻓﻴﺄﺧﺬﻩ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ،‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺬ‬ ‫‪‬‬
  • 150. ‫-٧٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺳﺒﺐ ﺍﻧﺒﺴﺎﻁ ﻫﺆﻻﺀ ﳐﺘﻠﻒ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﺎﺳﺪ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﰲ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻔﻘﻪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻟﻴﺴﺘﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﺃﻭ ﻟﲑﺃﺱ ﺃﻭ ﻟﻴﻨﺎﻇﺮ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻟﻜﻦ ﻳﻐﻠ‪‬ﺒﻪ ﺍﳍﻮﻯ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ، ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺻﺎﺭﻑ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﳉﺪﻝ ﻭﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ‪‬ﺤ ‪‬ﻙ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺠﺐ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺘﻘ ‪‬ﻡ‬ ‫ﻮ‪‬‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺗ ﺮ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺳﲑ ﺍﻟﺴﻠﻒ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ‪‬ﻌﺪ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺇﻻ‬ ‫ﺑ ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻌﲔ ﺍﻟ ﱠﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﺷ ‪‬ﻮﺧﻪ ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﺴﺮﺡ ﺍﳍﻮﻯ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ.‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺎﱂ ﻭﻓﻘﻴﻪ ﻭ ‪‬ﻔﺖ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﺃﺭﺑﺎﺑﻪ ﻭﻫﻴﻬﺎﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ ‪ ‬ﻣ ٍ‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭﱃ ﺃﻥ ‪‬ﺤﺎ ‪‬ﻪ ﻭ‪‬ﻀﺎﻋﻒ ﻋﺬﺍﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺀ.‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﺟ‪ ‬ﻳ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ: ﺇﳕﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﳜﺸﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻘﻴﻬ‪‬ﺎ ‪‬ﺮﺍﺳﺎﻧﻴ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺮﻳﺮ ﻭﺧﻮﺍﰎ ﺫﻫﺐ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟‬ ‫ﹸ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺧﻠﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻭﻛﻤﺪ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺑﻞ ﻫﻮ ﴰﺎﺗﺔ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺑﻚ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫ﻣﺴﻠﻤ‪‬ﺎ ﻷﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﺪ ‪‬ﻙ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻚ ﻣﺒﻠﻐﻚ ﺃﻟﺒﺴﻚ ﻣﺎ ‪‬ﺴﺨﻂ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻘﺪ ﺃﴰ‪‬ﻪ‬ ‫ﺘ‪‬‬ ‫ﻳ ﹸ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺑﻨﻔﺴﻚ، ﻭﻫﻞ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﺎﺋﻐﺔ ﻟﻨﻬﻲ ﺍﻟﺮﲪﻦ. ﻳﺎ ﻣﺴﻜﲔ ﺧﻠﻊ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ‬ ‫ﺴ ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺎﳔﻠﻌﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﳝﺎﻥ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳜﻠﻊ ﺑﻚ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻔِﺴﻖ ﻭ‪‬ﻠﺒﺴﻚ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ. ﺭﻣﺎﻛﻢ ﺍﷲ ﲞﺰﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﻫﻮﻧﺘﻢ ﺃﻣﺮﻩ ﻫﻜﺬﺍ، ﻟﻴﺘﻚ ﹸﻠﺖ: ﻫﺬﻩ ‪‬ﻋﻮﻧﺎﺕ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻗ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻊ. ﺍﻵﻥ ﲤﺖ ﳏﻨ‪‬ﻚ ﻷﻥ ‪‬ﺪﻭﺍﻧﻚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﺑﺎﻃﻨﻚ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ: ﺃﻥ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﺯﺩﺭﺍﺀ ﺍﻟﻮﻋﺎﻅ ﻭﳝﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻫﻢ‬ ‫ﻳ ﺴ‬ ‫ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ؟ ﻫﺆﻻﺀ ﻗ ‪‬ﺎﺹ، ﻭﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﻻ ﳛﻀﺮﻭﺍ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻳﻠﲔ ﻓﻴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﳜﺸﻊ. ﻭﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ ﻻ ‪‬ﺬ ‪‬ﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺎﻝ: ﴿ﳓﻦ‬ ‫ﺼ ‪ ‬ﻳﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻘﺺ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﺼﺺ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٣[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻓﺎﻗﺼﺺ ﺍﻟﻘﺼﺺ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ:‬ ‫٦٧١[.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺫ ‪ ‬ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻻﺗﺴﺎﻉ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺩﻭﻥ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﳌﻔﻴﺪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻡ‬ ‫ﰒ ﻏﺎﻟﺒﻬﻢ ﳜﻠﻂ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻮﺭﺩﻩ، ﻭﺭﲟﺎ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮﻩ ‪‬ﺤﺎ ﹲ، ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺼﺺ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻣ ﻝ‬ ‫ﹸ‬
  • 151. ‫-٨٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺻﺪﻗﹰﺎ ﻭﻳﻮﺟﺐ ﻭﻋﻈﹰﺎ ﻓﻬﻮ ﳑﺪﻭ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﺣﻮﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ‬ ‫ﺡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﺹ ﺻﺪﻭﻕ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺎﻅ ﻭﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫‪‬ﻋ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺎﻅ ﰲ ﻗﺪﱘ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻓﻘﻬﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﳎﻠﺲ ‪‬ﺒﻴﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻋ‬ ‫‪‬ﻋ ﹸ‬ ‫‪‬ﻤﲑ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﳛﻀﺮ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻘﺎﺹ. ﰒ‬ ‫ﻋ ٍ‬ ‫ﺧ ‪‬ﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﺘﻌﺮﺽ ﳍﺎ ﺍﳉ ‪‬ﺎﻝ ﻓﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﳌﻤﻴﺰﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﹸﻬ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺗﻌﻠﻖ ﻬﺑﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺸﺎﻏﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺠﺐ ﺍﳉﻬﻠﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﻨ ‪‬ﻋﺖ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺁﻓﺎ‪‬ﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ ﻭﺍ ﹸﺬ ﱢﺮﻳﻦ، ﺇﻻ ﺃ‪‬ﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﲨﻠﺔ ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﳌﻛ‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﻭﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﺑﺄﻧﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻧﻘﺼﺪ ﺣﺚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﲑ ﻭﻛﻔ ‪‬ﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻓﺘﻴﺎﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻷ‪‬ﺎ‬ ‫ﱠﻬ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﺘﻤﺔ ﰒ ﻧﺴﻮﺍ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻣﻦ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﺘﻌﻤﺪ‪‬ﺍ ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(. ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﺗﻠﻤﺤﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﺰﻋﺞ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻳﻄﺮﺏ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻓﻨﻮﻋﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻳﻨﺸﺪﻭﻥ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺮﺍﺋﻘﺔ ﺍﻟﻐﺰﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺸﻖ.‬ ‫ﻭﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﻘﺼﺪ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﳏ‪‬ﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﳛﻀﺮﻫﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻮﺍﻃ‪‬ﻬﻢ ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ ﲝﺐ ﺍﳍﻮﻯ ﻓ‪‬ﻀ ﱡ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﻭﻳﻀ ﱡ. ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ﻴ ﻞ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬ﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﻭﺍﻟﺘﺨﺎﺷﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﳉﻤﻊ ﺗﻮﺟﺐ ﺯﻳﺎﺩﺓ ‪‬ﻌﻤﻞ‬ ‫ﺗ ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻓﺘﺴﻤﺢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻔﻀﻞ ﺑﻜﺎﺀ ﻭ ‪‬ﺸﻮﻉ ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﺫﺑ‪‬ﺎ ﻓﻘﺪ ﺧﺴﺮ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﱂ ﻳﺴﻠﻢ ﺻﺪﹸﻪ ﻣﻦ ﺭﻳﺎﺀ ﳜﺎﻟﻄﻪ.‬ ‫ٍ ﹸ‪‬‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﻗﻊ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﳊﺎﻥ، ﻭﺍﻷﳊﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٠١١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٣/٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٨٠١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٢/٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ. ﻭﻗﺪ ﲨﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﻨﲔ ﻃﺮﻳﻖ.‬
  • 152. ‫-٩٤١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺧﺮﺟﻮﻫﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺸﺎﻬﺑﺔ ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﻓﻬﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻳﻄﺮﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﺎﺹ ‪‬ﻨﺸﺪ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻣﻊ ﺗﺼﻔﻴﻖ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻭﺇﻳﻘﺎﻉ ﺑﺮﺟﻠﻴﻪ، ﻓﺘﺸﺒﻪ ﺍﻟﺴﻜﺮ، ﻭﻳﻮﺟﺐ ﺫﻟﻚ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟ ﱢﺒﺎﻉ ﻭ‪‬ﻴﻴﺞ ﺍﻟ‪‬ﻔﻮﺱ ﻭﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟ ‪‬ﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﲤﺰﻳﻖ ﺍﻟﱢﻴﺎﺏ ﳌﺎ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﻔﻮﺱ ﻣﻦ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺩﻓﺎﺋﻦ ﺍﳍﻮﻯ، ﰒ ﳜﺮﺟﻮﻥ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻛﺎﻥ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﻃﻴﺒ‪‬ﺎ ﻭﻳﺸﲑﻭﻥ ﺑﺎﻟ ﹼﻴﺒﺔ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻻ ﳚﻮﺯ.‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳚﺮﻱ ﰲ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺷﺮﺣﻨﺎﻫﺎ ﻟﻜﻨﻪ ‪‬ﻨﺸﺪ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟ‪‬ﻮﺡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺍﳌﻮﺗﻰ، ﻭﻳﺼﻒ ﻣﺎ ﳚﺮﻱ ﳍﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺮﺑﺔ، ﻭﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻏﺮﻳﺒ‪‬ﺎ، ﻓ‪‬ﺒﻜﻲ ﻬﺑﺎ ﺍﻟ‪‬ﺴﺎﺀ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻐ‬ ‫ﻭﻳﺼﲑ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻛﺎﳌﺄﰎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟ ‪‬ﱪ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪ ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﻻ ﻣﺎ ‪‬ﻮﺟﺐ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳉﺰﻉ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﻭﳏﺒﺔ ﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻓﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﺇﻧﻚ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﳌﻮﺻﻮﻓﲔ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻧﻚ ﱂ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺣﱴ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺎ ﺗﺼﻒ ﻭﺳﻠﻜﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻋﻠﻢ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻠﻮﻙ ﻏﲑ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟ ﱠﺎﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻄﺢ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻉ ﻭﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﺄﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺸﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻭﻏﺮﺿﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﹸﺮ ﰲ ﳎﻠﺴﻪ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﺡ ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻡ ﻓﺎﺳﺪ.‬ ‫ﺼ ‪‬‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﺰ ‪‬ﻕ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻻ ﻣﻌﲎ ﲢﺘﻬﺎ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺍﳉﺒﻞ‬ ‫ﻳﻭ‪ ‬ﹰ‬ ‫ﻭﺯﻟﻴﺨﺎ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭﻻ ﻳﻨﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺫﻧﺐ، ﻓﻤﱴ ﻳﺮﺟﻊ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺎ ﻭﻣﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟ ‪‬ﺑﺎ، ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺣﻖ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻭﲢﻔﻆ ﺻﻼ‪‬ﺎ، ﻫﻴﻬﺎﺕ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻭﳍﺬﺍ ﻧﻔﻘﺖ ﺳﻠﻌﻬﻢ ﻷﻥ ﺍﳊﻖ ﺛﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺧﻔﻴﻒ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳛ ﱡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﹼﻴﻞ ﻭﻻ ‪‬ﺒ‪‬ﻴﻦ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻓﺮﲟﺎ ﺗﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬ﺚ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﺇﱃ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺃﻭ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺟﺒﻞ ﻓﺒﻘﻴﺖ ﻋﺎﺋﻠ‪‬ﺘﻪ ﻻ ﺷﻲﺀ ﳍﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﺟﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﻤﻊ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﳝﺰﺝ ﺫﻟﻚ ﲟﺎ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺍﳋﻮﻑ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﳊﺬﺭ، ﻓﻴﺰﻳﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﰒ ﻳﻘﻮﻱ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﲟﻴﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺍﻛﺐ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺭﻫﺔ ﻭﺍﳌﻼﺑﺲ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ ﻓﻴﻔﺴﺪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻭﻓﻌﻠﻪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬
  • 153. ‫-٠٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻗﺎﺻﺪ‪‬ﺍ ﻟﻠﻨﺼﻴﺤﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﻟ ‪‬ﺋﺎﺳﺔ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻥ ﻓ‪‬ﺤﺐ ﺃﻥ ‪‬ﻌ ﱠﻢ، ﻭﻋﻼﻣ‪‬ﻪ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮ ﻭﺍﻋﻆ ﻳﻨﻮﺏ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻖ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺰ ﻴ ‪ ‬ﻳﻈ‬ ‫ﻛﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻮ ﺻﺢ ﻗﺼﺪﻩ ﱂ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﺋﻖ ﺍﳋﻠﻖ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻣﻦ ﳜﻠﻂ ﰲ ﳎﻠﺴﻪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪‬ﻜﺜﺮ‪‬ﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﺡ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺟﺪ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻬﻦ ﻓﻼ ‪‬ﻨﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﲨﻌ‪‬ﺎ ﻟﻠﻘﻠﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﻠﺒﻴﺲ ﻷﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﺻﺮﻳﺢ ﻣﻦ ﻛﻮ‪‬ﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻣﻌﺎﺷ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫ﻳﺴﺘﻤﻨﺤﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﻜﻮﺱ ﻭﺍﻟﺘﻜ ‪‬ﺐ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﳛﻀﺮ ﺍﳌﻘﺎﺑﺮ ﻓﻴﺬﻛﺮ ﺍﻟﺒِﻠﻰ ﻭﻓﺮﺍﻕ ﺍﻷﺣﺒﺔ ﻓﻴﺒﻜﻲ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻭﻻ ﳛﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﱪ.‬ ‫ﹼ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ ﺍﶈﻘﻖ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﻣِﺜﹸﻚ ﻻ ﻳﻌﻆ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻌﻆ ‪‬ﺘﻴﻘﻆ‬ ‫ﹸﻣ ﱢﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﻓﻴﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻜﻮﺕ ﻭﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﺳﺎﺋﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻷﻧﻪ ﳝﻨﻊ ﻓﻌﻞ ﺍﳋﲑ ﻭﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻧﻚ ﺗﻠﺘ ﱡ ﲟﺎ ‪‬ﻮﺭﺩﻩ ﻭﲡﺪ ﺭﺍﺣﺔﹰ، ﻓﺮﲟﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﰲ ﻗﻮﻟﻚ، ﻭﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺃﺳﻠ ‪،‬‬ ‫ﻢ‬ ‫ﺬ ﺗ ‪ ‬‬ ‫ﻭﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﳋﲑ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺴﻦ ﰲ ﳎﻠﺲ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻠﻌﻼﺀ: ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻧﺎ، ﰒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻣﺆﻭﻧﺘﻪ ﻭﺗﺒﻌﺘﻪ. ﻗﺎﻝ ﺛﺎﺑﺖ: ﻓﺄﻋﺠﺒﲏ. ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺗﻜﻠﻢ ﺍﳊﺴﻦ: ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﻮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﺃﺧﺬﲤﻮﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺃﺣﺪﺍ ﲞﲑ ﻭﱂ ‪‬ﻳ‪‬ﻨﻬ ‪ ‬ﻋﻦ ﺷﺮ.‬ ‫‪‬ﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﻬﻮﺭﻫﻢ ﻓﺸﻐﻠﻬﻢ ﺑﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟ‪‬ﺤﻮ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﻤﺎﺕ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻓﺮﺽ ﻋﲔ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﺰﻣﻬﻢ ﻋﺮﻓﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻭﱃ ﻬﺑﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﲟﺎ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ،‬ ‫ﻓﺄﺫﻫﺒﻮﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻛﻠﻪ ﰲ ﻋﻠﻮﻡ ﻻ ‪‬ﺮﺍﺩ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﻞ ﻟﻐﲑﻫﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ٍ ﺗ ‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻗﻰ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻬﺑﺎ ﺇﺫ ﻫﻲ ﻣﺮﺍﺩﺓ ﻟﻐﲑﻫﺎ، ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺗﺰﻛﻴﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺻﻼﺡ ﻗﻠﺒﻪ.‬ ‫‪‬‬
  • 154. ‫-١٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﻔﻴﻬﻢ ﻛﱪ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻗﺪ ﺧ‪‬ﻞ ﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻧﻜﻢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻷﻥ ﺍﻟ‪‬ﺤﻮ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ِ‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﻟﹼﻐﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻬﺑﺎ ‪‬ﻌﺮﻑ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻭﻟﻌﻤﺮﻱ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ، ﻭﻟﻜﻦ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﹼﻐﺔ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻣﺮ ﻗﺮﻳﺐ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻻﺯﻡ ﻭﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﻓﻀﻞ ﻻ ‪‬ﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻥ ﰲ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﲢﺼﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ، ﻭﻟﻴﺲ ‪‬ﻬﻢ ﻣﻊ ﺗﺮﻙ ﺍ ﹸﻬﻢ ﻏﻠﻂ ﻭﺇﻳﺜﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻧﻔﻊ ﻭﺃﻋﻠﻰ ﺭﺗﺒﺔ‬ ‫ﳌ ‪ ‬ﹲ‬ ‫ﲟ‬ ‫ﻛﺎﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻏ‪‬ﺒ ‪ ،‬ﻭﻟﻮ ﺍﺗﺴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻜﻞ ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻨ‪‬ﺎ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻗﺼﲑ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻦ‬ ‫ﺇﻳﺜﺎﺭ ﺍﻷﻫﻢ ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﳑﺎ ﻇ‪‬ﻮﻩ ﺻﻮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﺧﻄﺄ، ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻓﺎﺭﺱ ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻟﻔﻘﻴﻪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺏ: ﻫﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ - ﺇﺫﺍ ﺃﺷﻬﺪ - ﺍﻟﻮﺿﻮ ُ؟، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻹﺷﻬﺎﺩ ﺃﻥ‬ ‫ﺀ‬ ‫‪‬ﻤﺬِﻱ ﺍﻟﺮﺟﻞ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻨﺲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻏﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﳋﻄﺄ، ﻷﻧﻪ ﻣﱴ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﺸﺘﺮﻛﹰﺎ ﺑﲔ ‪‬ﺴ ‪‬ﻴﲔ ﻛﺎﻥ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﺧﻄﺄ،‬ ‫ﻣ ﻤ‬ ‫ﻣﺜﺎﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﳌﺴﺘﻔﱵ: ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﰲ ﻭﻁﺀ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﰲ ﹸﺮﺋِﻬﺎ؟ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮ‪‬ﺀ ﻳﻘﻊ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬ﻗ‬ ‫ِ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻬﺎﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﳊﻴﺾ. ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ: ﳚﻮﺯ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟ ﱡﻬﺮ، ﺃﻭ ﻻ ﳚﻮﺯ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺾ ﺧﻄﺄ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ: ﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺑﻌﺪ ﻃﻠﻮﻉ‬ ‫ﺍﻟﻔﺠﺮ؟ ﱂ ﳚﺰ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﳉﻮﺍﺏ. ﻓﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻘﻴﻪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻫﻮ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ، ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ‬ ‫ﱂ ﻳﺴﺘﻔﺼﻞ ﰲ ﺍﶈﺘﻤﻼﺕ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺇﱃ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﶈﺘﻤﻼﺕ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻷﻇﻬﺮ،‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻮﺍ ﻫﺬﺍ، ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻟﻞ.‬ ‫ﺰ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﺷﺘﻐﺎﳍﻢ ﺑﺄﺷﻌﺎﺭ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﱂ ﳚﺪ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺻﺎ ‪‬ﺍ ﻋﻤﺎ ﻭﺿﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﲑ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺳﺎﻟﺖ ﻬﺑﻢ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺇﱃ ﻫ ‪‬ﺓ ﺍﳍﻮﻯ ﻓﺎﻧﺒﺚ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺷﺮﻉ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻳﻌﺒﺚ ﻓﻘﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺘﺸﺎﻏﻼ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﺃﻭ ﻧﺎﻇﺮ‪‬ﺍ ﰲ ﻣﻄﻌﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺤﻮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬
  • 155. ‫-٢٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻐﻠﺐ ﻃﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﻃﲔ، ﻓﻴﺄﻛﻞ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ‬ ‫ﰲ ﻇﻞ ﻋﻀﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻏﲑﻩ. ﻭﻗﺪ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ ﻟﻘﻠﺔ ﻓﻘﻬﻬﻢ، ﻛﻤﺎ‬ ‫ﺟﺮﻯ ﻟﻠﺰﺟﺎﺝ ﺃﰊ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺅﺩﺏ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺑﻠﻐﺖ ﺇﱃ ﻣﺒﻠﻎ ﺃﺑﻴﻚ ﻭﻭﻟﻴﺖ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺼﻨﻊ ﰊ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﺣﺒﺒﺖ.‬ ‫ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻟﻪ: ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻴﲏ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻳﺔ ﹸﻣﻨ‪‬ﱵ ﻓﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﺇﻻ ﺳﻨﻮﻥ ﺣﱴ‬ ‫ﺃ ﻴ‬ ‫ﻭﱢﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺯﻣﱵ ﻟﻪ، ﻭﻗﺪ ﺻﺮﺕ ﻧﺪﳝﻪ ﻓﺪﻋﺘﲏ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﱃ ﺇﺫﻛﺎﺭﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻟ‬ ‫ﺑﺎﻟﻮﻋﺪ ﰒ ﻫﺒﺘﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺗﻪ ﻗﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﱂ ﺃﺭﻙ‬ ‫ﺃﺫﻛﺮﺗﲏ ﺑﺎﻟﻨﺬﺭ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻋ ‪‬ﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺃ‪‬ﺪﻩ ﺍﷲ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺇﺫﻛﺎﺭ ﻟﻨﺬﺭ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻮ ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺧﺎﺩﻡ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﳊﻖ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺇﻧﻪ ﺍﳌﻌﺘﻀﺪ. ﻭﻟﻮﻻﻩ ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻇﻤﲏ ﺩﻓﻊ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺇﻟﻴﻚ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺼﲑ ﱄ ﻣﻌﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﺎﲰﺢ ﺑﺄﺧﺬﻩ ﻣﺘﻔﺮﻗﹰﺎ.‬ ‫)١(‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻓﻌﻞ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺟﻠﺲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺧﺬ ﺭﻗﺎﻋﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﻮﺍﺋﺞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭﺍﺳﺘﺠﻌﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﲤﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺀﻟﱵ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﲣﺎﻃﺐ ﻓﻴﻪ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ‪‬ﺤﺎﻻ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳛﺼﻞ ﻟﻚ‬ ‫ﻣ ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎﻝ ﺍﻟ‪‬ﻨﺬﹾﺭ، ﻓﻔﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺭﻗﺎﻋ‪‬ﺎ ﻓﻴﻮﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺭﲟﺎ ﻗﺎﻝ ﱄ: ﻛﻢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻤﻦ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﺄﻗﻮﻝ: ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﹸِﺒ‪‬ﻨﺖ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﺎﺳﺘﺰﺩ،‬ ‫ﻏ ‪‬‬ ‫ﺿِ‪‬‬ ‫ﻓﹸﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﻻ ﺃﺯﺍﻝ ﹸﻣﺎﻛﺴ ‪‬ﻢ ﻭﻳﺰﻳﺪﻭﻧﲏ ﺣﱴ ﺃﺑﻠﻎ ﺍﳊﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﲰﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻌﺮﺿﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ ‪‬ﻬ‬ ‫ﺄ ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻋﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﻓﺤﺼﻞ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﺓ ﻣﺪﻳﺪﺓ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻌﺪ ‪‬ﻬﻮﺭ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﺳﺤﺎﻕ ﺣﺼﻞ ﻣﺎﻝ ﺍﻟ‪‬ﻨﺬﹾﺭ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻻ. ﻓﺴﻜﺖ. ﻭﻛﻨﺖ ﹸﻋﺮ ‪ ‬ﰒ‬ ‫ﺃ ِﺽ‬ ‫ﺷ‬ ‫ﻳﺴﺄﻟﲏ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺃﻭ ﳓﻮﻩ ﻫﻞ ﺣﺼﻞ ﺍﳌﺎﻝ؟ ﻓﺄﻗﻮﻝ: ﻻ، ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺇﱃ‬ ‫ﺃﻥ ﺣﺼﻞ ﻋﻨﺪﻱ ﺿﻌﻒ ﺍﳌﺎﻝ، ﻭﺳﺄﻟﲏ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﺎﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﳌﺘﺼﻞ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻗﺪ‬ ‫ﺣﺼﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻓﺮﺟﺖ ﻭﺍﷲ ﻋﲏ ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﱃ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳛﺼﻞ ﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺃﺧﺬ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺍﺓ ﻭﻭﱠﻊ ﱄ ﺇﱃ ﺧﺎﺯﻧﻪ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺻﻠﺔ ﻓﺄﺧﺬ‪‬ﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺍﻣﺘﻨﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻭﱂ ﺃﺩﺭ ﻛﻴﻒ ﺃﻗﻊ ﻣﻨﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﺟﺌ‪‬ﺘﻪ ﻭﺟﻠﺴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺃﻯ ﺃﻃﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻌﻼ، ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺟﺮ.‬
  • 156. ‫-٣٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﲰﻲ، ﻓﺄﻭﻣﺄ ﺇﱄ ﻫﺎﺕ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ ﻟﻴﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﲏ ﺍﻟ ‪‬ﻗﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻢ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺭﻗﻌﺔ ﻷﻥ ﺍﻟ‪‬ﻨﺬﹾﺭ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻪ ﻭﱂ ﺃﺩﺭ ﻛﻴﻒ ﺃﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺃﺗﺮﺍﱐ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻄﻊ ﻋﻨﻚ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻟﻚ ﻋﺎﺩﺓ ﻭﻋﻠﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ ‪ ِ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺑﻪ ﻣﱰﻟﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭﺟﺎﻩ ﻭ ﹸﺪ ﱞ ﻭﺭﻭﺍﺡ ﺇﱃ ﺑﺎﺑﻚ، ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺳﺒﺐ ﺍﻧﻘﻄﺎﻋﻪ ﻓ‪‬ﻈﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻏﻭ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻟﻀﻌﻒ ﺟﺎﻫﻚ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻭ ﺗﻐ‪‬ﺮ ‪‬ﺗﺒﺘﻚ، ﺍﻋﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﺭﲰﻚ ﻭ ‪‬ﺬ ﺑﻼ ﺣﺴﺎﺏ، ﻓﻘﺒﻠﺖ ﻳﺪﻩ‬ ‫ﺧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ ﺭ‬ ‫)١(‬ ‫ﻭﺑﺎﻛﺮ‪‬ﺗﻪ ﻣﻦ ﻏﺪ ﺑﺎﻟﺮﻗﺎﻉ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ ﻭﻗﺪ ﺗﺄﺛﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎﱄ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺮﻯ ﻟﻪ ﱂ ‪‬ﻳﺠﺰ ﺷﺮﻋ‪‬ﺎ ﻣﺎ ﺣﻜﺎﻩ ﻭﺗﺒﺠﺢ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﻈﻼﻣﺎﺕ ﻭﺍﺟ ‪ ،‬ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﱪﻃﻴﻞ)٢( ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﳑﺎ ﻧﺼﺐ‬ ‫ﺐ‬ ‫ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻬﺑﺬﺍ ﺗﺒﲔ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺄﺭﺍﻫﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻗﺪ ﺧ ‪‬ﻮﺍ ﺑﻔﻄﻨﺔ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﲤﻴﺰﻭﺍ ﻬﺑﺎ ﻋﻦ ﻏﲑﻫﻢ، ﻭﻣﻦ ﺧ ‪‬ﻜﻢ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ﺭﲟﺎ ﻋﻔﺎ ﻋﻦ ﺯﻟﻠﻜﻢ، ﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻳﻬﻴﻤﻮﻥ ﰲ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻛﻞ ﻭﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﻘﺬﻑ ﻭﺍﳍﺠﺎﺀ ﻭﻫﺘﻚ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻭﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻭﺃﻗ ﱡ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﳝﺪﺡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﺨﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻬ ‪‬ﻮﻩ ﻓﻴﻌﻄﻴﻪ ﺍﺗﻘﺎﺀ ﺷ ‪‬ﻩ ﺃﻭ ﳝﺪﺣﻪ ﺑﲔ ﲨﺎﻋﺔ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺠ‪‬‬ ‫ﻓﻴﻌﻄﻴﻪ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ. ﻭﲨﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭﺓ.‬ ‫ً‬ ‫ﻭﺗﺮﻯ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻷﺩﺏ ﻻ ﻳﺘﺤﺎﺷﻮﻥ ﻣﻦ ﹸﺒﺲ ﺍﳊﺮﻳﺮ، ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﰲ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺍﳌﺪﺡ ﺧﺎﺭﺟ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺍﳊ ‪ ،‬ﻭﳛﻜﻮﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﻭﺷﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ،‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻓﻔﻌﻠﻨﺎ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻫﻴﻬﺎﺕ، ﻟﻴﺲ‬ ‫ﺍﻷﺩﺏ ﺇﻻ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﻗﺪﺭ ﻟﻠﻔﻄﻦ ﰲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ‬ ‫)١( ﺗﺄﺛﻠﺖ ﻣﺎﱃ: ﺃﻯ ﺍﺩﺧﺮﺗﻪ.‬ ‫)٢( ﺍﻟﱪﺍﻃﻴﻞ: ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ.‬
  • 157. ‫-٤٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲢﺴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺘﻘﻪ. ﻭﲨﻬﻮﺭ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺇﺫﺍ ﺿﺎﻕ ﻬﺑﻢ ﺭﺯﻕ ﺗﺴﺨ ﹸﻮﺍ‬ ‫‪‬ﻄ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﻜﻔﺮﻭﺍ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﰲ ﻟﻮﻡ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﻛﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: )ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺣ ﱢﻲ ﺑﺒﻄﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻠﺘﺼـﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺇﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﳘﱵ ﰲ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻋﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻛﻢ ‪‬ﺴﻲﺀ ﺯﻣﺎ ﹲ ﺟـﺎﺋ ‪ ‬ﺣﻨِـﻖ‬ ‫ﺮ ‪ ‬‬ ‫ﻳ ُ ﻥ‬ ‫ﻛﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﰊ ﻣﺎ ﻻ ﹸﺳﺮ ﺑـﻪ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻧﺴﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﺻﻴﻬﻢ ﺗﻀﻴﻖ ﺃﺭﺯﺍﻗﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺴﺘﺤﻘﲔ ﻟﻠﻨﻌﻢ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺴﺘﻮﺟﺒﲔ ﻟﻠﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﱂ ﻳﺘﻠﻤ ‪‬ﻮﺍ ﻣﺎ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻘﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺤ‬ ‫ﺿﻠﺖ ﻓﻄﻨﺘﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺇﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻋﻠﺖ ﳘﻤﻬﻢ ﻓﺤﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ، ﻓﺄﺗﺎﻫﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﲞﻔﻲ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻓﺄﺭﺍﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻌﲔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﳌﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎﻟﻮﺍ ﻭﺃﻓﺎﺩﻭﺍ ﻏﲑﻫﻢ.‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻔﺰﻩ ﻟﻄﻮﻝ ﻋﻨﺎﺋِﻪ ﰲ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻓﺤﺴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻠ ﱠﺍﺕ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﱃ ﻣﱴ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﱠﺬ ِ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻓﺄﺭِﺡ ﺟﻮﺍﺭﺣﻚ ﻣﻦ ﹸﻠﻒ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻭﺍﻓﺴﺢ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﰲ ﻣﺸﺘﻬﺎﻫﺎ. ﻓﺈﻥ ﻭﻗﻌﺖ ﰲ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﺯﻟﺔ ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ، ﻭﺃﻭﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ. ﻓﺈﻥ ﺧﺬﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻳﻬﻠﻚ ﻭﺇﻥ ﻭﻓﻖ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺟﻮﺍﺑﻚ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺇﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﹸﻀﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﻟﻮﻻ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﻌﲎ. ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﺃﻋﻤﻞ‬ ‫ُ‬ ‫ﻓ ‪‬ﹶ‬ ‫ﺑﻪ ﻛﻨﺖ ﻛﻤﻦ ﱂ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﻪ ﻭﻳﺼﲑ ﻣﺜﻠﻲ ﻛﻤﺜﻞ ﺭﺟﻞ ﲨﻊ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺃﻃﻌﻢ ﺍﳉﻴﺎﻉ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﱂ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻮﻋﻪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺭﺿﻪ ﲟﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺫﻡ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:‬ ‫‪‬‬ ‫»ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺬﺍﺑ‪‬ﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﺎﱂ ﱂ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺍﷲ ﺑﻌﻠﻤﻪ«)١(.‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﻐﲑ ١/٣٨١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٥٨١‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﱪﻯ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻼﺱ: ﺻﺪﻭﻕ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺜﲑ ﺍﻟﻐﻠﻂ، ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻌﻔﻪ ﺃﲪﺪ‬ ‫=‬
  • 158. ‫-٥٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ‪‬ﻠﻘﻰ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺘﻨﺪﻟﻖ ﺃﻗﺘﺎﺑﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺁﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﻻ ﺁﺗﻴﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺃ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻭﺁﺗﻴﻪ)١(. ﻭﻗﻮﻝ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻭﻳﻞ ﳌﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺮﺓ، ﻭﻭﻳﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﳌﻦ ﻋﻠﻢ ﻭﱂ ﻳﻌﻤﻞ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ)٢(.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﻋﻘﺎﺏ ﻣﻦ ﻫﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﺭﻛﲔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻛﺈﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﻠﻌﺎﻡ. ﻭﻳﻜﻔﻲ ﰲ ﺫﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﺫ ﱂ ﻳﻌﻤﻞ ﻗﻮﹸﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻛﻤﺜﻞ ﺍﳊﻤﺎﺭ ﳛﻤﻞ ﺃﺳﻔﺎ ‪‬ﺍ﴾‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻟ‬ ‫]ﺍﳉﻤﻌﺔ: ٥[.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺍ ﹸﺤﻜﻤﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﺤ ‪‬ﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﳍﻢ ﺍﻟﻜِﱪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﳊﺴﺪ ﻟﻠﻨﻈﲑ، ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ، ﻓﺘﺎﺭﺓ ‪‬ﺮﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﳊﻖ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﳍﻢ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ‪‬ﻘ ‪‬ﻱ ﺣﺐ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻓﻼ ﻳﺘﺮﻛﻮﻧﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺧﻄﺄ، ﻭﻋﻼﺝ‬ ‫ﻳﻮ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﳌﻦ ﻭﱢﻖ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺇﰒ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺍﳊﺴﺪ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﺪﻓﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻓ‬ ‫ﺷﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻜﺘﺴﺒﺎﺕ ﺑﻞ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻋﺬﺍﻬﺑﺎ ﻟﺘﻀﺎ ‪‬ﻒ ﺍﳊ ‪‬ﺔ ﻬﺑﺎ، ﻭﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﰲ ﺳﲑ ﺍﻟﺴﻠﻒ‬ ‫ﻋ ﹸﺠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺍﺳﺘﺤﻘﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻜﱪ، ﻭﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺍﷲ ﱂ ‪‬ﺮﺍﺀِ، ﻭﻣﻦ ﻻﺣﻆ ﺟﺮﻳﺎﻥ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺃﻗﺪﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﱂ ﳛﺴﺪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﺪﺧﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺸﺒﻬﺔ ﻇﺮﻳﻔﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻃﻠ‪‬ﺒ ﹸﻢ ﻟﻠ ‪‬ﻓﻌﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺘﻜﱪ‬ ‫ﻜ ﺮ‬ ‫ﻷﻧﻜﻢ ﻧﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺗﻄﻠﺒﻮﻥ ﺇﻋﺰﺍﺯ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺩﺣﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻭﺇﻃﻼﻗﻜﻢ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺍﳊﺴﺎﺩ ﻏﻀﺐ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﺇﺫ ﺍﳊﺴﺎﺩ ﻗﺪ ﺫﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﻈﻨﻮﻧﻪ ﺭﻳﺎﺀ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺮﻳﺎﺀ ﻷﻥ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻦ ﲣﺎﺷﻊ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﺗﺒﺎﻛﻰ ﺍﻗﺘﺪﻯ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺘﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﺐ ﺇﺫﺍ ﺍﺣﺘﻤﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫=‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ«، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺸﻌﺐ )٨٧٧١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٥/٨٥١ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٣٤٦١(.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺑﺪﺀ ﺍﳋﻠﻖ )٧٦٢٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٩٨٩٢/١٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ. ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺃﻗﺘﺎﺑﻪ: ﺃﻯ ﺃﻣﻌﺎﺋﻪ.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ١/١١٢.‬
  • 159. ‫-٦٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻗﺘﺪﺍﺋﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﻭﺻﻒ.‬ ‫ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﻜﱪ ﻣﺘﻜﱪ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻬﻢ ﻭﺻﻌﺪ ﰲ ﺍ‪‬ﻠﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻮﻗﻪ ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺣﺎﺳﺪ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﱂ ﻳﻐﻀﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻐﻀﺒﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﱂ ﻳﻐﻀﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻓﻼ ﻋﺬﺭ ﻓﻴﻪ ﻷﺣﺪ ﻭﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﻃﺮﻳﻘﹰﺎ ﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎ ﱡ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﲝﺪﻳﺚ ﻓﺮﻕ ﻭﻣﺴﺢ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﺷﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻛﺎﻡ، ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ،‬ ‫‪ ‬ﺰ‬ ‫ﱐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟ‪‬ﺎﻗﺪ ﺑﺼﲑ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺳﺎﻛﺖ ﻋﻦ ﻏﻴﺒﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺇﺫﺍ ﺍﻏﺘﻴ‪‬ﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺮﺡ‬ ‫ﺒ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻨ ‪ ‬‬ ‫ﻗﻠ‪‬ﻪ، ﻭﻫﻮ ﺁﰒ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ: ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺼﻞ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﳌﻐﺘﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻟﺴﺮﻭﺭﻩ ﺑﺜﻠﺐ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﻻ ‪‬ﻨﻜﺮ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻴﺴﻬﺮﻭﻥ ﻟﻴﻠﻬﻢ ﻭﻳﺪﺃﺑﻮﻥ ‪‬ﺎﺭﻫﻢ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺼﺎﻧﻴﻒ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭ‪‬ﺮﻳﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭ ‪‬ﻠﻮ ﺍﻟﺼﻴﺖ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻳﺎﺳﺔ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﻨﻒ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻭﻳﻨﻜﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﻧﺘﻔﻊ ﲟﺼﻨﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﺮﺩﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﻗﺮﺃﺕ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﻈﲑﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺮﺡ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ: ﻣﺎ ﻣِﻦ ﻋﻠﻢ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻋﻠﻤﺘﻪ ﺇﻻ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ‪‬ﻨﺴﺐ ﺇ ﹼ، ﻭﻣﻨﻬﻢ: ﻣﻦ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﻜﺜﺮﺓ‬ ‫ﱄ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ ﻭ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺇﳕﺎ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻛﺜﺮﺓ‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﺭﺓ ﺍﻟ ﱢﻛﺮ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺑﻜﻠﻤﺎ‪‬ﻢ ﻭﻋﻠﻤﻬﻢ، ﻭﻳﻨﻜﺸﻒ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﱃ ﻏﲑﻩ ﳑﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺛﻘﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺻﻔﺔ‬ ‫ﺍﳌﺨﻠﺺ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻷﻥ ﻣﺜﻞ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﺍﻭﻭﻥ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻓﺈﺫﺍ ﺷﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺮﺡ ﺍﻵﺧﺮ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺁﻧﻔﹰﺎ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ِِ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﻧﻌﻴﺪﻩ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺁﺧﺮ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﻰ ﻗﺎﻝ: ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻣﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻛﻔﺎﻩ ﻭﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ ﹸ‬ ‫ﳛﺪﺙ ﲝﺪﻳﺚ ﺇﻻ ﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻛﻔﺎﻩ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬
  • 160. ‫-٧٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﺎﺕ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻴﺄﺗﻴﻬﻢ‬ ‫ﲞﻔﻲ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﺜﻠﻚ، ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻓﻚ ﲟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﳐﺎﺭﺟﻲ ﻓﺈﻥ ﺳﻜﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻫﻠﻚ ﺑﺎﻟ ‪‬ﺠﺐ، ﻭﺇﻥ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﳌﺔ ﻟﻪ ﺳﻠﻢ.‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻱ ﺍﻟﺴﻘﻄﻲ: ﻟﻮ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺩﺧﻞ ﺑﺴﺘﺎﻧ‪‬ﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻴﺎﺭ ﻓﺨﺎﻃﺒﻪ ﻛ ﱡ ﻃﺎﺋﺮ ﺑﻠﻐﺘﻪ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻭﱄ ﺍﷲ ﻓﺴﻜﻨﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺃﻳﺪﻳﻬﺎ ﺃﺳﲑ‪‬ﺍ. ﻭﺍﷲ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳍﺎﺩﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﰲ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﻛﺜﲑﺓ ﻧﺬﻛﺮ ﹸﺃ ‪‬ﻬﺎ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻣ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻓﺎﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳛﺒﻬﻢ ﻭﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻭ ﱠﻫﻢ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﻭﻻ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻧﻮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﻩ، ﻭﻳﻨﻜﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺑﺄ‪‬ﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻧﻮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ‬ ‫ﻓﻠﻴﺤﻜﻤﻮﺍ ﺑﺸﺮﻋﻪ ﻭﻟﻴﺘﺒﻌﻮﺍ ﻣﺮﺍﺿﻴ ‪ ،‬ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ‪‬ﺤ‪‬ﻬﻢ ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ.‬ ‫ٍﻳ ﺒ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺍ ﹸﻠﻚ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﳑﻦ ﻳﺒﻐﻀﻪ، ﻭﻗﺪ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻜﺜﲑ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﳑﻦ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺳﱠﻂ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻓﻘﺘﻠﻮﻫﻢ ﻭﻗﻬﺮﻭﻫﻢ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻻ ﳍﻢ، ﻭﺩﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺇﳕﺎ ﳕﻠﻰ ﳍﻢ ﻟﻴﺰﺩﺍﺩﻭﺍ ﺇ ﹰﺎ﴾‬ ‫ﲦ‬ ‫]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٨٧١[.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﳍﻢ: ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﱃ ﻫﻴﺒﺔ، ﻓﻴﺘﻜﱪﻭﻥ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﳎﺎﻟﺴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ ﻓﻴﺘﻠﻔﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻳﺴﺮﻕ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﻝ ﺍﳌﺨﺎﻟﻄﲔ ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﺧﺎﻟﻄﻮﺍ ﻣﺆﺛﺮﻱ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﳉ ‪‬ﺎﻝ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ، ﺳﺮﻕ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﳍﻢ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻ‬ ‫ﻬ‬ ‫ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻭﻣﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﺎ ﻳﺰﺟﺮﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﺳﺒﺐ ﺍﳍﻼﻙ.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺨ ‪‬ﻓﻬﻢ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻭﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺘﺸﺪﻳﺪ ﺍﳊﺠﺎﺏ ﻓﻼ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ ﻮ‬ ‫ﺍﳌﻈﺎﱂ، ﻭﻳﺘﻮﺍﱏ ﻣﻦ ﺟﻌِﻞ ﺑﺼﺪﺩ ﺭﻓﻊ ﺍﳌﻈﺎﱂ. ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﱘ ﺍﻷﺳﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬
  • 161. ‫-٨٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫»ﻣﻦ ﻭﻻﻩ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﺎﺣﺘﺠﺐ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺘﻬﻢ ﻭﺧﱠﺘﻬﻢ ﻭﻓﻘﺮﻫﻢ ﺍﺣﺘﺠﺐ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﺧﱠﺘﻪ ﻭﻓﻘﺮﻩ«)١(.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﳑﻦ ﻻ ﻋِﻠﻢ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻯ، ﻓﻴﺠﺘﻠﺐ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻈﻠﻤﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻳﻄﻌﻤﻬﻢ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺑﺎﻟﺒﻴﻮﻉ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻭﳛﺪ ﻣﻦ ﻻ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊ ‪،‬‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺘﺨﻠﺼﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳑﺎ ﺟﻌﻠﻮﻩ ﰲ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﻮﺍﱄ، ﻫﻴﻬﺎﺕ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺇﺫﺍ ﻭ ﱠﻞ ﺍﻟﻔ ‪‬ﺎﻕ ﺑﺘﻔﺮﻗﺘﻬﺎ ﻓﺨﺎﻧﻮﺍ ﺿﻤﻦ.‬ ‫ﻛ ﹸﺴ‬ ‫ﻭﺍﳋﺎﻣﺲ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺮﺃﻳﻬﻢ ﻓﻴﻘﻄﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻗﻄﻌﻪ ﻭﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬ ‫ﳛ ﱡ ﻗﺘﻠﻪ، ﻭﻳﻮﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺳﻴﺎﺳﺔ، ﻭﲢﺖ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﲎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺇﲤﺎﻡ ﻭﳓﻦ ﻧﺘﻤﻬﺎ ﺑﺂﺭﺍﺋﻨﺎ.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟ‪‬ﻠﺒﻴﺲ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺇﳍﻴ ﹲ، ﻭ ‪‬ﺤﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹﻟﻪ‬ ‫ﹲ ﺔ ﻣ ﹲ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺧﻠﻞ ﳛﺘﺎﺝ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﳋﻠﻖ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻣﺎ ﻓﺮﻃﻨﺎ ﰱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺷﻰﺀ﴾‬ ‫ﹲ‬ ‫]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٨٣[. ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻻ ﻣﻌﻘﺐ ﳊﻜﻤﻪ﴾ ]ﺍﻟﺮﻋﺪ: ١٤[. ﻓﻤﺪﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﺪﻋﻲ‬ ‫ﺍﳋﻠﻞ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺰﺍﺣﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﻀﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺸﻐﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﺄﻣﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺑﺘﻐﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﺌﻼ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻦ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﳌﻠﻚ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳉﻨﻮﻥ ﺍ ﹸﻄﺒﻖ ﻷﻥ ﻗﺘﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻼ‬ ‫ٍ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺮﻡ ﻻ ﳛﻞ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺟﺎﺋﺰ ﹸﻔﺮ ﻭﺇﻥ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ ﻟﻜﻨﻪ ﺭﺁﻩ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻛ‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺟٍ‬ ‫ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﻻﻧﺒﺴﺎﻁ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻇﺎﻧﲔ ﺃ‪‬ﺎ ﲝﻜﻤﻬﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻠﺒﻴﺲ‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬ ‫ﻳﻜﺸﻔﻪ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﳊﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﻔ ‪‬ﻁ ﰲ ﻣﺎﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎ ﹸﺴﺘﺄﺟﺮ ﰲ ﺣﻔﻆ ﻣﺎﻝ ﻏﲑﻩ،‬ ‫ﳌ‬ ‫ﳌﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﺑﻘﺪﺭ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﻼﻧﺒﺴﺎﻁ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳋﺮﺍﺝ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٨٤٩٢(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ )٣٣٣١( ﺑﻨﺤﻮﻩ،‬ ‫ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٣٩، ٤٩، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٠١/٠١، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٩٢٦(.‬
  • 162. ‫-٩٥١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﲪﺎﺩ ﺍﻟﺮﺍﻭﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﻧﺸﺪ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺃﺑﻴﺎﺗ‪‬ﺎ ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ‬ ‫ﲬﺴﲔ ﺃﻟﻔﹰﺎ ﻭﺟﺎﺭﻳﺘﲔ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﻳﺮﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳌﺪﺡ ﳍﻢ، ﻭﻫﻮ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﺡ ﻓﻴﻬﻢ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻷﻧﻪ ﺗﺒﺬﻳﺮ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻣﺎﻝ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ، ﻭﻗﺪ ‪‬ﻳﺰ‪‬ﻦ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻣﻨﻊ ﺍﳌﺴﺘﺤﻘﲔ ﻭﻫﻮ ﻧﻈﲑ ﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ.‬ ‫‪‬ﻳ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﻻﻧﺒﺴﺎﻁ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻭ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﺣﻔﻈﻜﻢ ﻟﻠﺴﺒﻴﻞ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬ ‫ﻭﺃﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻜﻢ ﳝﻨﻊ ﻋﻨﻜﻢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻭﱢﻴﺘﻢ ﻟﺘﺤﻔﻈﻮﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ‬ ‫‪‬ﻟ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﺆﻣﻨﻮﺍ ﺍﻟﺴ‪‬ﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻣﺎ ﺍﻧﺒﺴﻄﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻣﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻼ ﻳﺮﻓﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻣﻦ: ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﲟﺎ ﳚﺐ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﻥ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺴﺘﻘﻴﻤ ﹲ، ﻭﻟﻮ ﺣﻘﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﺮﺃﻯ ﺍﺧﺘﻼﻻ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ‬ ‫ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭﻗﺪ ﻭ ﱠﻞ ﺑ ‪‬ﻭﺭ ﺍﻟﺒﻄﻴﺦ ﺭﺟﻼ ﺑﺮﺯﻕ ﻳﻄﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻨﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺃﺣﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ ٍ‬ ‫ﻛ ﺪ‬ ‫ﺳﱠﺔ ﻋﻨﺐ ﲬﺮﻱ ﱂ ﻳﻌﺮﺽ ﻟﻪ، ﻭﺇﻥ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺳﱠﺘﲔ ﻓﺼﺎﻋﺪ‪‬ﺍ ﻃﺮﺡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﻠﺢ ﻟﺌﻼ ﻳﺘﻤﻜﻦ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﲬﺮ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺩﺭﻛﺖ ﺍﻟ ‪‬ﻼﻃﲔ ﳝﻨﻌﻮﻥ ﺍﳌﻨ ‪‬ﻤﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻌﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻔﺸﻮ‬ ‫ﺠ‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ. ﻭﺃﺩﺭﻛﻨﺎ ﺍ ﹸﻨﺪ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻣﻌﻪ ﻏﻼﻡ ﺃﻣﺮﺩ ﻟﻪ ﻃ ‪‬ﺓ ﻭﻻ ﺷﻌﺮ ﺇﱃ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬ﹸﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳉ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﺪﺉ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﻌﺠﻢ.‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺎﺳﻊ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﺳﺘﺠﻼﺏ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻭﺃﺧﺬ‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﳝﻠﻜﻪ ﺍﳋﺎﺋﻦ ﻭﺍﺳﺘﺤﻼﻓﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺒ‪‬ﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺎﺋﻦ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺃﻥ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﻛﺘﺐ ﻟﻪ: ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﺧﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﻣﺎﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﻣﺎ ﰲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻧﺎﳍﻢ ﺑﻌﺬﺍﺏٍ، ﻓﻜﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ: ﻷﻥ ﻳﻠ ﹸﻮﺍ ﺍﷲ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﲞﻴﺎﻧﺘﻬﻢ ﺃﺣﺐ ﺇﱄ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﺑﺪﻣﺎﺋﻬﻢ.‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺎﺷﺮ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﻟﺘﺼﺪﻕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺼﺐ ‪‬ﻳﺮﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﳝﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻭﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬
  • 163. ‫-٠٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﻥ ﺩﺭﳘﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﳝﺤﻮ ﺇﰒ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺼﺐ، ﻭﻫﺬﺍ ﳏﺎ ﹲ، ﻷﻥ ﺇﰒ ﺍﻟﻐﺼﺐ ﺑﺎﻕٍ،‬ ‫ﻝ ﱠ‬ ‫ﻭﺩﺭﻫﻢ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺼﺐ ﱂ ‪‬ﻘﺒﻞ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻼﻝ ﱂ ﻳﺪﻓﻊ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺇﰒ ﺍﻟﻐﺼﺐ ﻷﻥ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﻻ ﳝﻨﻊ ﺗﻌﱡﻖ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﲝﻖ ﺁﺧﺮ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﻣﻊ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻭﺳﺆﺍﳍﻢ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻋﺎﺀ ﻭﻳﺮﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﳜ ﱢﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﰒ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳋﲑ ﻻ ﻳﺪﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻔ ‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﻨﻴﻌ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺮ ﺗﺎﺟﺮ ﺑﻌ ‪‬ﺎﺭ ﻓﺤﺒﺴﻮﺍ‬ ‫‪  ‬ﺸ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻔﻴﻨﺘﻪ ﻓﺠﺎﺀ ﺇﱃ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻤﺸﻰ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺸﺎﺭ،‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻭﻩ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﳛﲕ ﺃﻻ ﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﰲ ﺣﺎﺟﺘﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺣﺎﺟﱵ ﺃﻥ ﲣﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﻨﺔ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻗﺪ ﻓﻌﻠﻨﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﹸﻮﺯ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ‬ ‫ﻛ ‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺭﺍﻫﻢ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺍﺩﻉ ﻟﻨﺎ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﳛﲕ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻟﻠﻜﻮﺯ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻜﻢ، ﻛﻴﻒ ﺍﺩﻋﻮ ﻟﻜﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺃﻟﻒ ﻳﺪ ‪‬ﻮﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ؟! ﺃ‪‬ﺮﻯ ‪‬ﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﻻ ‪‬ﺴﺘﺠﺎﺏ ﻷﻟﻒٍ؟!‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ﻳ‬ ‫‪ ‬ﻋ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ: ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻻﺓ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﳌﻦ ﻓﻮﻗﻪ ﻓﻴﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﻓﻴﻈﻠﻢ ﻭ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫‪ ‬ﻳﺒ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﰒ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﲑ ﻻ ﻋﻠﻴﻚ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻃﻞ ﻷﻧﻪ ‪‬ﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﻛ ﱡ ﻣﻌﲔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻞ ٍ‬ ‫ﹲ ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻋﺎﺹ ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻟﻌﻦ ﰲ ﺍﳋﻤﺮ ﻋﺸﺮﺓ«)١(. »ﻭﻟﻌﻦ ﺁﻛﻞ ﺍﻟ ‪‬ﺑﺎ ﻭ ‪‬ﻮﻛﻠﻪ‬ ‫ﺮ ﻣ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻛﺎﺗﺒﻪ ﻭﺷﺎﻫﺪﻳﻪ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﺃﻥ ﳚﱯ ﺍﳌﺎﻝ ﳌﻦ ﻫﻮ ﻓﻮﻗﻪ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﺬﺭ ﻓﻴﻪ ﻭﳜﻮﻥ، ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻌﲔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ: ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﺇﱃ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٤٧٦٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٠٨٣٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٥٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٢٣ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )٥٩٢١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )١٨٣٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﻗﺎﺓ )٧٩٥١/٥٠١(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )٣٣٣٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )٦٠٢١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﺍﺕ )٧٧٢٢(.‬
  • 164. ‫-١٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: »ﻛﻔﻰ ﺑﺎﳌﺮﺀ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﻴﻨ‪‬ﺎ ﻟﻠﺨﻮﻧﺔ« ﻭﺍﷲ ﺍﳍﺎﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻮ ﺍﳉﻬﻞ،‬ ‫ﻓﻬﻮ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉ ‪‬ﺎﻝ ﺑﺄﻣﺎﻥٍ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ‪‬ﺴﺎﺭﻗﺔ ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣ ﹰ‬ ‫ﹸﻬ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﺑﻘﻠﺔ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻷﻥ ﲨﻬﻮﺭﻫﻢ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﺪ ﻭﱂ ‪‬ﺤﻜﻢ‬ ‫ﻳ ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺧﺜﻴﻢ: ﺗﻔﻘﻪ ﰒ ﺍﻋﺘﺰﻝ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﺄ ‪‬ﻝ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ: ﺇﻳﺜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟ‪‬ﻌ‪‬ﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﻓﺄﺭﺍﻫﻢ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺘ ﺒ‬ ‫ﻭﹸ‬ ‫ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻣﺎ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺇﻻ ﻋﻤﻞ ﺍﳉﻮﺍﺭﺡ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﳉﻮﺍﺭﺡ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻣﻄﺮﻑ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺧﲑ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ: ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺗﺘﻌﻠﻤﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﲔ ﻏﺰﺍﺓ.‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍ ﹸﻌﺎﰱ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﺣﺐ ﺇﱄ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﻟﻴﻠﺔ.‬ ‫ٍ ٍ ‪ ‬ﱠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻭﺁﺛﺮﻭﺍ ﺍﻟﺘﻌ‪‬ﺪ ﺑﺎﳉﻮﺍﺭﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﲤ ﱠﻦ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﺑﺔ ﻭﺍﳊﺪﺙ‬ ‫ﻣﻦ ﺫﻟﻚ: ﺃﻧﻪ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﻄﻮﻝ ﺍ ﹸﻜﺚ ﰲ ﺍﳋﻼﺀ ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﻜﺒﺪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﳌ ِ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﲟﻘﺪﺍﺭ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻴﻤﺸﻲ ﻭﻳﺘﻨﺤﻨﺢ ﻭﻳﺮﻓﻊ ﻗﺪﻣ‪‬ﺎ ﻭﳛﻂ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻳﺴﺘﻨﻘﻲ ﻬﺑﺬﺍ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺒﻮﻝ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﻳﺮﺷﺢ ﺇﱃ ﺍﳌﺜﺎﻧﺔ ﻭﳚﻤﻊ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ‪‬ﺄ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺒﻮﻝ ﺧﺮﺝ ﻣﺎ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺸﻰ ﻭﺗﻨﺤﻨﺢ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﺭﺷﺢ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﺎﻟ ‪‬ﺷﺢ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﺃﻥ ﳛﺘﻠﺐ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟ ﱠﻛﺮ ﺑﲔ ﺃﺻﺒﻌﻴﻪ ﰒ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺍﳌﺎﺀ.‬ ‫ﺬ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﺤ ‪‬ﻦ ﻟﻪ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻭﺇﳕﺎ ﳚﺰﻳﻪ ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻌﲔ ﺳﺒﻊ ﻣﺮﺍﺕ‬ ‫ﻳ ﺴ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺪ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ، ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﱂ ﻳﺘﻌﺪ ﺍﳌﺨﺮﺝ ﺃﺟﺰﺃﻩ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬
  • 165. ‫-٢٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻧﻘﻰ ﻬﺑﻦ، ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﻘﻨﻊ ﲟﺎ ﻗﻨﻊ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ‪‬ﺒﺘﺪﻉ ﺷﺮﻋ‪‬ﺎ ﻻ ﻣﺘﺒﻊ ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﻨ‪‬ﺔ ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺭﻓﻊ ﺍﳊﺪﺙ، ﰒ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺳﺘﺒﻴﺢ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﰒ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻌﻴﺪ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﺭﻓﻊ ﺍﳊﺪﺙ. ﻭﺳﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺍﳉﻬﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨ‪‬ﺔ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ﻻ‬ ‫ﱠ ﻴ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ، ﻓﺘﻜﱡﻒ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺃﻣﺮ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﰒ ﻻ ﻣﻌﲎ ﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﻠﻔﻆ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﳌﺘﻮﺿﺄ ﺑﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻃﺎﻫﺮ‬ ‫ﻭ‪‬ﻘﺪﺭ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺑﻌﻴﺪ، ﻭﻓﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺗﻜﻔﻴﻪ ﺑﺄﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻓﻼ ﻳﺘﺮﻙ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺍﻷﺻﻞ ﺑﺎﻻﺣﺘﻤﺎﻝ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺫﻟﻚ ﳚﻤﻊ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻜﺮﻭﻫﺔ:‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ، ﻭﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﻭﻻ ﻣﻨﺪﻭﺏ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺇﺫ ﱂ ﻳﻘﻨﻊ ﲟﺎ ﻗﻨﻌﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻴﻤﺎ ‪‬ﺖ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻼﺙ، ﻭﺭﲟﺎ ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻓﻔﺎﺕ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﺃﻭ ﻓﺎﺕ ﺃﻭﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻭ ﻓﺎﺗﺘﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ.‬ ‫ﻭﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺑﺄ‪‬ﻚ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﱂ ﺗﺼﺢ ﻻ ﺗﺼﺢ ﺍﻟﺼﻼ ﹸ، ﻭﻟﻮ ﺗﺪ‪‬ﺮ ﺃﻣﺮﻩ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﰲ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻭﺗﻔﺮﻳﻂ، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﲟﻄﻌﻤﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻣﺸﺮﺑﻪ ﻭﻻ ﳛﻔﻆ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﺔ ﻓﻠﻴﺘﻪ ﻗﻠﺐ ﺍﻷﻣﺮ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ: ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺴﻌﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻮﺿﺄ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮﻑ ﻳﺎ ﺳﻌ ‪‬؟« ﻗﺎﻝ: ﺃﰲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﺳﺮ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻑ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫»ﻧﻌﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ‪‬ﺮ ﺟﺎﺭ«.‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﻟﻠﻮﺿﻮﺀ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﳍﺎﻥ ﻓﺎﺗﻘﻮﻩ«، ﺃﻭ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬
  • 166. ‫-٣٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: »ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﻩ«)١(.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﻟﻮﳍﺎﻥ ﻳﻀﺤﻚ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﺇﱃ ﺃﰊ ﻧﻌﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ‪‬ﻐﻔﻞ ﲰﻊ ﺍﺑﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﷲ ﻡ ﺇﱐ ﺃﺳﺄﻟﻚ‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻭﺃﺳﺄﹸﻚ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻋﻦ ﳝﲔ ﺍﳉﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺘﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﺳﻞ ﺍﷲ ﺍﳉﻨﺔ‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻭﺗﻌﻮﺫ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﺈﱐ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﻘﻮﻝ: »ﺳﻴﻜﻮﻥ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻗﻮﻡ ﻳﻌﺘﺪﻭﻥ ﰲ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﻬﻮﺭ«)٢(.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺷﻮﺫﺏ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺴﻦ ‪‬ﻌ ‪‬ﺽ ﺑﺎ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺘﻮﺿﺄ ﺃﺣﺪﻫﻢ‬ ‫ﻳﺮ ‪‬‬ ‫ﺑﻘﺮﺑﺔ ﻭﻳﻐﺘﺴﻞ ﲟﺰﺍﺩﺓ ﺻ‪‬ﺎ ﺻ‪‬ﺎ، ﻭﺩﻟﻜﹰﺎ ﺩﻟﻜﹰﺎ، ﺗﻌﺬﻳﺒ‪‬ﺎ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﺧﻼﻓﹰﺎ ﻟﺴﻨﺔ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﺻﻠﻰ‬ ‫ٍ ﺒ ﺒ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺟ ﱡ ﳏﺼﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻭﺃﻗﻞ ‪‬ﺘﻌ‪‬ﺒﺪ ﺑﻪ‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺍﳌﺎﺀ.‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ: »ﺻﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﰊ ﺫﻧﻮﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ«)٣(. ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﲏ: »ﺃﻣِﻄﻪ ﻋﻨﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺈﺫﺧﺮﺓ«)٤(، ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﳊﺬﺍﺀ: »ﻃﻬﻮﺭﻩ ﺑﺄﻥ ‪‬ﺪﻟﻚ ﺑﺎﻷﺭﺽ«)١(، ﻭﰲ ﺫﻳﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ: »‪‬ﻄﻬﺮﻩ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ٍ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٧٥( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ، ﻭﻟﻴﺲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻗﻮﻯ« ﰒ ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﺧﺎﺭﺟﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻯ ﻋﻨﺪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ، ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ« ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )١٢٤(،‬ ‫ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٦٣١، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪﻩ )٧٤٥(، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ‬ ‫١/١٠١.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٦٩(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ )٤٦٨٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٤/٦٨، ٧٨، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )١٧١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ١/٧٩١،‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ ١/٤٤١.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٩١٢، ١٢٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٤٨٢/٨٩، ٩٩(‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٠٢٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٤( ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ ﰱ ﺳﻨﺘﻪ ١/٤٢١ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ ﻭﻗﺎﻝ: »ﱂ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﻏﲑ ﺇﺳﺤﺎﻕ‬ ‫=‬
  • 167. ‫-٤٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ«)٢(.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »‪‬ﻐﺴﻞ ﺑﻮﻝ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﻭ‪‬ﻨﻀﺢ ﺑﻮﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ«)٣(. »ﻭﻛﺎﻥ ﳛﻤﻞ ﺍﺑﻨﺔ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺎﺹ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﹸ‬ ‫ﻳ ‪‬ﹸ ﹸ‬ ‫ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ«)٤(. ﻭ‪‬ﻰ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻋﻦ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺋﻞ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻳﺮﺩ ‪ ،‬ﻭﻗﺎﻝ: »ﻳﺎ‬ ‫‪‬ﻩ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﺎﺀ ﻻ ‪‬ﺨﱪﻩ«)٥(. ﻭﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﺃﺑﻘﻴﺖ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻃﻬﻮﺭ؟«، »ﻭﻗﺪ ﺻﺎﻓﺢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ، ﻭﺭﻛﺐ ﺍﳊﻤﺎﺭ ‪‬ﻌﺮﻭﺭﻳ‪‬ﺎ«)٦(، ﻭﻣﺎ ‪‬ﺮﻑ ﻣﻦ ‪‬ﹸﻘﻪ ﺍﻟﺘﻌ‪‬ﺪ‬ ‫ﺧﻠ ِ ِ ﺒ ‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﳌﺎﺀ، ﻭﺗﻮﺿﺄ ﻣﻦ ﺳﻘﺎﻳﺔ ﺍﳌﺴﺠﺪ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺣﺎﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﰐ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻛﺄﻧﻪ ﻬﺑﻴﻤﺔ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﲰﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ‬ ‫=‬ ‫ﺍﻷﺯﺭﻕ«، ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٢/٨١٤ ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻮﻗﻮﻑ«.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٥٨٣، ٦٨٣(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٦٦١‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٢٩٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )١٠٤١(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻪ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٢/٠٣٤ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٣٨٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٣٤١(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٢٤٧(، ﻭﻣﺎﻟﻚ ﰱ ﺍﳌﻮﻃﺄ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٦١(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻪ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٢/٦٠٤ ﻛﻠﻬﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٢٢٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٦٨٢/٢٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٣٢٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٧٨٢/٣٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﻗﻴﺲ ﺑﻨﺖ‬ ‫ﳏﺼﻦ.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٦١٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ )٣٤٥/١٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ‬ ‫ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻯ.‬ ‫)٥( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٩١٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻮﺻﲑﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ:‬ ‫»ﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺿﻌﻴﻒ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ: ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ: ﺃﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻪ«. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﰱ ﺍﳌﻮﻃﺄ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ١/٣٢، ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ )٥١(.‬ ‫)٦( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٦٦٨٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٧٠٣٢/٨٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬
  • 168. ‫-٥٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ﻭﺇﻋﻼﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ، ﻭﺗﻮﺿﺄ ﻣﻦ ﻏﺪﻳﺮ ﻛﺄﻥ ﻣﺎﺀﻩ ‪‬ﻘﺎﻋﺔ ﺍﳊ‪‬ﺎﺀ)١(.‬ ‫‪ ‬ﻧ ﹸ ِﻨ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: »ﺍﺳﺘﱰﻫﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﻝ«)٢( ﻓﺈﻥ ﻟﻠﺘﱰﻩ ﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻌﻠﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﳏﻞ‬ ‫ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺣﱴ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺍﳌﺎﺀ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﻨﺜﺎﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻖ ﳕﺎ ﻭﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﲟﺎ ﻻ ﻳﻘﻀﻲ ﲟﺜﻠﻪ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺳﻮﺩ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﺎﺀ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﰲ‬ ‫ً‬ ‫ﻭﺿﻮﺋﻪ ﰒ ﺗﺮﻙ ﺫﻟﻚ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺭﺟﻞ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺗﺮﻛﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﳕﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻬﺑﺎﺗﻒ ﻳﻬﺘﻒ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰊ: ﻳﺎ ﺃﺳﻮﺩ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﺣﺪﺛﲏ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍ ﹸﺴ‪‬ﺐ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ‬ ‫ﳌ ﻴ‬ ‫ﺟﺎﻭﺯ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﺛﻼﺛﹰﺎ ﱂ ﻳﺮﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ. ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻻ ﺃﻋﻮﺩ ﻻ ﺃﻋﻮ ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻜﻔﻴﲏ‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ُ‬ ‫ﻛ ﱞ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ.‬ ‫ﻒ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻷﺫﺍﻥ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫِﻟﻚ ﺍﻟﺘﻠﺤﲔ ﰲ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻭﻗﺪ ﻛﺮﻫﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﻭﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﺎﺀ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻌ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ِ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺷﺪﻳﺪﺓ، ﻷﻧﻪ ‪‬ﺨﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺇﱃ ﻣﺸﺎﻬﺑﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻭﻣﻨﻪ ﺃ‪‬ﻢ ﳜﻠ ﹸﻮﻥ ﺃﺫﺍﻥ ﺍﻟﻔﺠﺮ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺬﻛﲑ ﻭﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻭﺍﳌﻮﺍﻋﻆ ﻭﳚﻌﻠﻮﻥ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻭﺳﻄﹰﺎ ﻓﻴﺨﺘﻠﻂ. ﻭﻗﺪ ﻛﺮﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻛﻞ ﻣﺎ‬ ‫ُ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻀﺎﻑ ﺇﱃ ﺍﻷﺫﺍﻥ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﺭﺓ ﻓﻴﻌﻆ ﻭﻳﺬﻛﺮ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﺳﻮﺭ‪‬ﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻬﻢ ﻭﳜﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻬﺠﺪﻳﻦ ﻗﺮﺍﺀ‪‬ﻢ ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮﺍﺕ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﺘﺮ ﻬﺑﺎ ﻓﺘﺮﻯ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻐﺴﻞ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ ١/٣١، ٤١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﱂ ﺃﺟﺪ ﻟﻪ ﺃﺻﻼ..«.‬ ‫)٢( ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٨١٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٢٩٢/١١١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.‬ ‫ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ١/٩٣١، ﻭﻧﺼﺐ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ١/٨٢١.‬
  • 169. ‫-٦٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺮﺍﺭ‪‬ﺍ ﻭﺭﲟﺎ ﳌﺴﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻴﻐﺴﻠﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻐﺴﻞ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻏﺴﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﳚﺰﺉ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺪﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻛﻔﻌﻞ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻫﺬﺍ؛ ﺑﻞ ﻗﺪ‬ ‫ﹸ ﹸ‬ ‫ﺻﻠﻮﺍ ﰲ ﺛﻴﺎﺏ ﻓﺎﺭﺱ ﳌﺎ ﻓﺘﺤﻮﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﺃﻭﻃﺌﺘﻬﻢ ﻭﺃﻛﺴﻴﺘﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻮﺳﻮﺳﲔ ﻣﻦ ﻳﻘﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﺎﺀ ﻓﻴﻐﺴﻞ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻛﻠﻪ ﻭﺭﲟﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻦ‬ ‫ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﲨﺎﻋﺔ ﻷﺟﻞ ﻣﻄﺮ ﻳﺴﲑ ﳜﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻀﺢ ﻋﻠﻴﻪ،‬ ‫ٍ ٍ ‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻈﻦ ﻇﺎﻥ ﺃﻧﲏ ﺃﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻮﺭﻉ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺣﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱞ‬ ‫ﺍﳌﻀﻴﻌﺔ ﻟﻠﺰﻣﺎﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻧﻨﻬﻰ ﻋﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺻﻠﻲ ﺻﻼﺓ ﻛﺬﺍ ﰒ ﻳﻌﻴﺪ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻇﻨ‪‬ﺎ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﻘﺾ ﺍﻟﻨﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻨﻴﺔ ﻻ ‪‬ﻨﻘﺾ ﻭﺇﻥ ﱂ ‪‬ﺮﺽ ﺍﻟﻠﻔ ﹸ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﱪ ﰒ‬ ‫ﻆ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻳﻨﻘﺾ ﰒ ﻳﻜﱪ ﰒ ﻳﻨﻘﺾ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻛﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻛ‪‬ﺮ ﺍ ﹸﻮﺳﻮﺱ ﻭﺭﻛﻊ ﻣﻌﻪ، ﻓﻠﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ ﳌ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻀﺮ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﺇﻻ ﻷﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻔﻮﺗﻪ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳌﻮﺳﻮﺳﲔ ﻣﻦ ﳛﻠﻒ ﺏ ﺍﷲ ﻻ ﻛﱪﺕ ﻏﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ. ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﳛﻠﻒ ﺏ ﺍﷲ‬ ‫ﺑﺎﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻄﻼﻕ، ﻭﻫﺬﻩ ﻛﱡﻬﺎ ﺗﻠﺒﻴﺴﺎﺕ ﺇﺑﻠﻴﺲ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﲰﺤﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺎﺕ، ﻭﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﹲ ﹲ ﹲ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ، ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﺯﻡ ﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﻮﺳﻮﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻧﻚ ﺗﺼﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫ﺑﻐﲑ ﻭﺿﻮﺀ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻧﺼﺤﻚ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠ ‪‬ﻮﺳﻮﺱ: ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﺎﻟﻨﻴﺔ ﺣﺎﺿﺮﺓ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻷﻧﻚ ﹸﻤﺖ ﻟﺘﺆﺩﻱ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﳏﱡﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻻ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ﻠ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻠﻔﻆ، ﻓﺎﻟﻠﻔﻆ ﻻ ﳚ ‪ ،‬ﰒ ﻗﺪ ﻗﻠﺘﻪ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ، ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻋﺎﺩﺓ، ﺃﻓﺘﺮﺍﻙ ﺗﻈﻦ ﻭﻗﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺐ‬ ‫ﻗﻠﺖ ﺇﻧﻚ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ. ﻫﺬﺍ ﻣﺮﺽ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﱄ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﻴﺎﺥ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻟﻘﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﺃﻏﺴﻞ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎ ﻏﺴﻠﺘﻪ، ﻭﹸﻛ‪‬ﺮ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎ ﻛ‪‬ﺮﺕ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫ﺃ ﺒ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻘﻴﻞ: ﺩﻉ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻣﺎ ﲡﺐ ﻋﻠﻴﻚ. ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻮﻡ ﻻ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫‪‬‬
  • 170. ‫-٧٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳍﻢ: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: » ‪‬ﻓﻊ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻋﻦ ﺍ‪‬ﻨﻮﻥ ﺣﱴ ‪‬ﻔﻴﻖ«)١(، ﻭﻣﻦ ‪‬ﻜ‪‬ﺮ‬ ‫ﻳ ﺒ‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻛﱪﺕ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻌﺎﻗﻞٍ، ﻭﺍ‪‬ﻨﻮﻥ ﻻ ﲡﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﰲ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﺧﺒﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺟﻬﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ. ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﱂ ﻓﻘﺎﻡ ﻟﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻧﻮﻳﺖ ﺃﻥ ﺃﻧﺘﺼﺐ ﻗﺎﺋﻤ‪‬ﺎ ﻟﺪﺧﻮﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻷﺟﻞ ﻋﻠﻤﻪ ﻣﻘﺒﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻮﺟﻬﻲ، ‪‬ﻔﻪ ﰲ ﻋﻘﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ‪‬ﺗﺼ ‪‬ﺭ ﰲ ﺫﻫﻨﻪ‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﺳﱢ‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻨﺬ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻌﺎﱂ.‬ ‫ﻓﻘﻴﺎﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﻴﺆﺩﻱ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﺃﻣﺮ ‪‬ﺘﺼ ‪‬ﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻻ‬ ‫ﻳ ﻮ‪‬‬ ‫ﻳﻄﻮﻝ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻄﻮﻝ ﺯﻣﺎﻥ ﻧﻈﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻻ ﺗﻠﺰﻡ ﻭﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ ﺟﻬﻞ‬ ‫ﹸ ﹸ‬ ‫ﳏﺾ.‬ ‫ﻭﺇﻥ ﺍﳌﻮﺳﻮﺱ ‪‬ﻜﱢﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ‪‬ﺤﻀﺮ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﻈﻬﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺩﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻳ ﻠ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﺑﺄﻟﻔﺎﻇﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻄﺎﻟﻌﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﳏﺎﻝ. ﻭﻟﻮ ﻛﻠﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻟﻠﻌﺎﱂ‬ ‫ﻟﺘﻌﺬﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻤﻦ ﻋﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﻴﺔ، ﰒ ﺇﻧﻪ ﳚﻮﺯ ﺗﻘﺪﳝﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﺒﲑ ﺑﺰﻣﺎﻥ ﻳﺴﲑ ﻣﺎ‬ ‫ﱂ ﻳﻔﺴﺨﻬﺎ. ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﰲ ﺇﻟﺼﺎﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻜﺒﲑ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺣﺼﻠﻬﺎ ﻭﱂ ﻳﻔﺴﺨﻬﺎ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺘﺼﻘﺖ ﺑﺎﻟﺘﻜﺒﲑ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﻣﺴﻌﺮ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺮﺝ ﺇﱄ ﻣﻌﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﻭﺣﻠﻒ ﺏ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﺧﻂ ﺃﺑﻴﻪ‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﻓﻴﻪ: ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻏﲑﻩ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﺘﻨ ﱢﻌﲔ ﻣﻦ‬ ‫ﳌﻄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻻ ﺭﺃﻳﺖ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺷﺪ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ، ﻭﺇﱐ ﻷﻇﻦ ﻋﻤﺮ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳊﺪﻭﺩ )٩٩٣٤ ــ ١٠٤٤(، ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٣٠٠١(،‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٣٤١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٩٥ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ،‬ ‫ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻃﺎﻟﺐ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳊﺪﻭﺩ )٨٩٣٤(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻄﻼﻕ )٢٣٤٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﻼﻕ‬ ‫)١٤٠٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٠٠١، ١٠١ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
  • 171. ‫-٨٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻮﺳﻮﺳﲔ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺻ ‪‬ﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﻛ‪‬ﺮ ﺫﻫﻞ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺻﻼﺗﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ‬ ‫ﹸ ﺒ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺘﻜﺒﲑ ﻓﻘﻂ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﻳﻜﺸﻔﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻜﺒﲑ ‪‬ﺮﺍﺩ ﻟﻠ ‪‬ﺧﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻓﻜﻴﻒ‬ ‫ﻳ ﺪ‬ ‫‪‬ﻬﻤ ﹸ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻟ ‪‬ﺍﺭ ﻭﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ‪‬ﺸﺎﻏﻞ ﲝﻔﻆ ﺍﻟﺒﺎﺏ.‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗ ‪ ‬ﻞ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍ ﹸﻮﺳﻮﺳﲔ ﻣﻦ ﺗﺼﺢ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻜﺒﲑﺓ ﺧﻠﻒ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻛﻌﺔ ﻳﺴﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻓﻴﺴﺘﻔﺘﺢ ﻭﻳﺴﺘﻌﻴﺬ ﻓﲑﻛﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﻉ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﺫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺡ ﻣﺴ‪‬ﻮﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻭﻫﻮ ﻻﺯﻡ ﻟﻠﻤﺄﻣﻮﻡ ﻋﻨﺪ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﻨ ﹲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘ ‪‬ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺳ‪‬ﺔ.‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻠﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺼﺒﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺮﺁﱐ ﻣﺮﺓ ﺃﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﻭﺟﻮﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﺧﻠﻒ‬ ‫ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﱂ ﳜﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺡ ﺳ‪‬ﻨﺔ ﻓﺎﺷﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺩﻉ ﺍﻟ ‪‬ﻨﻦ.‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬ﹲ‬ ‫ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻨﻦ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻓﺘﺮﻛﻮﺍ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻨﻦ ﻟﻮﺍﻗﻌﺎﺕ ﻭﻗﻌﺖ ﳍﻢ. ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺇﳕﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﹸﺮﺏ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﱂ ﻳﱰﻝ ﻳﺪ‪‬ﺍ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﹸﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﳋﺸﻮﻉ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻗﻠﱯ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻫﺬﻳﻦ‬ ‫‪ ‬ﺃ‬ ‫ﺍﻟﻔﻌﻠﲔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ. ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺃﻭﺟﺒﻪ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﻦ‬ ‫ﱠﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻟﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﳍﻢ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﺪﺍﺀ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﰒ ﱂ ﳚﺪﻭﺍ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻬ ‪‬ﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻻﺳﺘﻬ ‪‬ﻮﺍ«)١(.‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻤ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺫﺍﻥ )٣٥٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٧٣٤/٩٢١(.‬
  • 172. ‫-٩٦١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﰲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺧﲑ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟ ‪‬ﺟﺎﻝ ﺃﻭﹸﻬﺎ ﻭﺷ ‪‬ﻫﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬ﻟ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺁﺧ ‪‬ﻫﺎ«)١(. ﻭﺃﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺪ ﻓﺴﻨﺔ، ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩﻭﺍﺩ ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ)٢(، ﻭﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﱢﻲ ﻓﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﻴﻤﲎ ﻓﺮﺁﻩ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﻤﲎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻻ ﻳﻜ‪‬ﺮﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻧﻜﺎﺭﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺍﺩ ﹸﺮﺏ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻻ ﺃﺿﻊ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺒ ﱠ‬ ‫ﻳﺪ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻫﻮ ﺍ ﹸﻨﻜﺮ ﻻ ﳓﻦ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻷﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ: ﺇﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﱂ ﻳﱰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.‬ ‫ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺟﺌﺘﻤﻮﱐ ﺑ‪‬ﻨ‪‬ﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻷﺻﻞ. ﻓﻼ‬ ‫ﺒﻴ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻟﻘﻮﻝ ‪‬ﻌ ﱠﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﻋﻈﻢ، ﻭﺍﳋﻄﺄ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻈ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳚﺮﻱ، ﻭﻣﻦ ﺍﳉﺎﺋﺰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﱂ ﺗﺒﻠﻐﻪ.‬ ‫ﹸ ﹸ ‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺼﻠﲔ ﰲ ﳐﺎﺭﺝ ﺍﳊﺮﻭﻑ ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﳊﻤﺪ ﺍﳊﻤﺪ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ،‬ ‫ﻭﺗﺎﺭﺓ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺿﺎﺩ ﺍﳌﻐﻀﻮﺏ، ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﳌﻐﻀﻮﺏ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺑﺼﺎﻗﻪ ﻣﻊ‬ ‫ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻀﺎﺩ ﻟﻘﻮﺓ ﺗﺸﺪﻳﺪﻩ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳊﺮﻑ ﻓﺤﺴﺐ، ﻭﺇﺑﻠﻴﺲ ‪‬ﺨﺮﺝ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫‪‬ﻳ ‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٠٤٤/٢٣١(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٨٧٦(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ )٤٢٢(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ )٩١٨(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ )٠٠٠١( ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٢( ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٤٥٧(، ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﺑﻦ ﺻﺎﻉ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻛﻤﺎ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ، ﻭﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺯﺭﻋﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٥٥٧(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﺡ )٧٨٨(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺇﻗﺎﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ )١١٨(، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺍﻟﻔﺘﺢ ٢/٢٦٢.‬
  • 173. ‫-٠٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﺎﻟ ‪‬ﻳﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺣﺪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﻳﺸﻐﻠﻬﻢ ﺑﺎﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟ‪‬ﻼﻭﺓ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻣﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ، ﺃﻥ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺃﰊ ﹸﻣﺎﻣﺔ ﺣ ‪‬ﺛﻪ: ﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻫﻮ ﻭﺃﺑﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﺻﻼﺓ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻛﺄ‪‬ﺎ ﺻﻼﺓ‬ ‫ﻣﺴﺎﻓﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺮﲪﻚ ﺍﷲ ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﻛﺼﻼﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻡ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﺗﻨ ﱠﻠﺘﻪ. ﻗﺎﻝ: ﺇ‪‬ﺎ ﻟﺼﻼﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﺇﻻ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺳﻬﻮﺕ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻻ ‪‬ﺸﺪ ‪‬ﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻓ‪‬ﺸ ‪‬ﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻓﺈﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﺷ ‪‬ﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻴ ﺪ‬ ‫ﺗ ‪‬ﺩ‬ ‫ﻓﺸ ‪‬ﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﺘﻠﻚ ﺑﻘﺎﻳﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺍﻣﻊ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻳﺎﺭﺍﺕ)١( ﴿ﻭﺭﻫﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﻫﺎ ﻣﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻛﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ﴾« ]ﺍﳊﺪﻳﺪ: ٧٢[.‬ ‫ﻭﰲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﺎﻝ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﲔ ﺻﻼﰐ ﻭﻗﺮﺍﺀﰐ ‪‬ﻠ‪‬ﺒ ‪‬ﻬﺎ ﻋﻠﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﻳﺴ‬ ‫ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ‪‬ﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺧﱰﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺣﺴﺴﺘﻪ ﻓﺘﻌ ‪‬ﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻨﻪ‬ ‫‪ ‬ﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻳ‬ ‫ﺛﻼﺛﹰﺎ ﻭﺍﺗﻔﻞ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻙ« ﻓﻔﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ، ﻓﺄﺫﻫﺒﻪ ﺍﷲ ﻋﲏ)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﺔ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ، ﻓﺮﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻌﻮﺩ ﻓﺤﺴﺐ، ﻭﻫﻢ ﻳﺪﺃﺑﻮﻥ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭ‪‬ﺨﱡﻮﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻭﺍﺟﺒﺎ‪‬ﻢ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻳ ﻠ‬ ‫ﺗﺄﻣﻠﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺳﻠﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺷﻲﺀ ﻭﺫﻟﻚ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻻ ﳛﻤﻠﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻨﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﻳﻄﻴﻠﻮﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﻜﺜﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺍﳌﺴﻨﻮﻥ ﰲ‬ ‫ﺒ‬ ‫)١( ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٤٠٩٤(، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻛﻤﺎ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٦/٦٥٢،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ: »ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻏﲑ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﺛﻘﺔ«، ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ: »ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻘﺒﻮﻝ«، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺿﻌﻔﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺿﻌﻴﻒ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٣٠٢٢/٨٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٦١٣.‬
  • 174. ‫-١٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﺮﺗﻜﺒﻮﻥ ﺍﳌﻜﺮﻭﻩ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﻗﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻨﻔﻞ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ‬ ‫ﻭﳚﻬﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺍﳉﻬﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺃﻧﺎ ﺃﻃﺮﺩ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻋﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﳉﻬﺮ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﻷﺟﻞ ﺳﻬﺮﻙ ﻭﻣﱴ ﻏﻠﺒﻚ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻨﻢ ﻓﺈﻥ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻋﻠﻴﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ًّﺎ.‬ ‫ﺣﻘ‬ ‫ﻭﻋﻦ ‪‬ﺮﻳﺪﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻣﻦ ﺟﻬﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻓﺎﺭﲨﻮﻩ ﺑﺎﻟﺒﻌﺮ«)١(.‬ ‫ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﻬﺮﻩ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻛﻠﻪ ﻭﻳﻔﺮﺡ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ، ﰒ ﻳﻘﻊ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻔﺠﺮ‬ ‫ﻓﺘﻔﻮﺗﻪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ. ﺃﻭ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻴﺘﻬﻴﺄ ﳍﺎ ﻓﺘﻔﻮﺗﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻳﺼﺒﺢ ﻛﺴﻼﻥ ﻓﻼ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ، ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﻘﺰﻭﻳﲏ ﳝﺸﻲ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﻓﺴﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻣﺸﻴﻪ ﻓﻘﻴﻞ ﱄ ﻟﺌﻼ ﻳﻨﺎﻡ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺟﻬﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻋﻠﻴﻚ ًّﺎ ﻓ ﹸﻢ ﻭﱎ«)٢(.‬ ‫ﺣﻘ ﻘ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻫﺪﻳ‪‬ﺎ ﻗﺎﺻﺪ‪‬ﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ‪‬ﺸﺎ ‪ ‬ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﻐﻠﺒﻪ«)٣(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﺩ‬ ‫)١( ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٤١/٤٣٣، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٧/٨٦٢،‬ ‫ﻭﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻟﻠﺬﻫﱮ ٤/٢٤٤.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪ )٣٥١١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٩٥١١/١٨١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٠٥٣، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٢١٣ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ،‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﺔ )٩٧١١( ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻪ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٣/٨١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺮﻳﺪﺓ، ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ٤/٦٨٢، ٥٥٣. ﻭﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻣﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﻃﻌﻨﺎﻩ ﰱ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٩٣( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
  • 175. ‫-٢٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﺣﺒﻞ ﳑﺪﻭﺩ ﺑﲔ ﺳﺎﺭﻳﺘﲔ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﺰﻳﻨﺐ ﺗﺼﻠﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺴﻠﺖ ﺃﻭ ﻓﺘﺮﺕ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﺣﱡﻮﻩ«. ﰒ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫»ِﻟ‪‬ﺼﻞ ﺃﺣ ‪‬ﻛﻢ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺴﻞ ﺃﻭ ﻓﺘﺮ ﻓﻠﻴﻘﻌﺪ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ ﱢ ﺪ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﺫﺍ ﻧﻌﺲ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﲑﻗﺪ ﺣﱴ ﻳﺬﻫﺐ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﻮﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻌﺲ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻴﺴﺘﻐﻔﺮ ﻓﻴﺬﻫﺐ ﻓﻴﺴﺐ ﻧﻔﺴﻪ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﳚﺪﺩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﻛﱠﺖ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ ﻓﻤﱴ ﺩﻓﻌﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﻗﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﱠﺮ ﰲ ﺑﺪﻧﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻞ، ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻳﺖ‬ ‫ﺛ‬ ‫ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳛﻴﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ. ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺗﺪﺭﺟﻮﺍ ﺣﱴ ﻗﺪﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﻣﻊ‬ ‫ﻗﱠﺔ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻭﺻﺢ ﳍﻢ ﺫﻟﻚ، ﰒ ﱂ ﻳﺒﻠﻐﻨﺎ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺳﻬﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﱂ ﻳﻨﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺴﻨﺘﻪ ﻫﻲ‬‫ِﻠ ِ‬ ‫ﺍﳌﺘﺒﻮﻋﺔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﺘﺤﺪﺛﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻓﺮﲟﺎ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﻓﻼﻥ ﺍﳌﺆﺫﻥ ﺃﺫﻥ ﺑﻮﻗﺖ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺘﺒﻬ‪‬ﺎ، ﻓﺄﻗﻞ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺳﻠﻢ ﻣﻦ‬ ‫‪ ِ‬‬ ‫ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺴﺮ ﺇﱃ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻼﻧﻴﺔ ﻓﻴﻘﻞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ.‬ ‫ﹼ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻓﻌﺮﻓﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻧﺎﺱ ﻓﺼﻠﻮﺍ ﺑﺼﻼ‪‬ﻢ ﻭﺷﺎﻉ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﳍﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﺳﺎﺋﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﺑﻪ ﺗﻘﻮﻯ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻟﻌﻠﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻴﻊ ﻭﻳﻮﺟﺐ ﺍﳌﺪﺡ، ﻭﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪ )٠٥١١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٤٨٧/٩١٢(.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٢١٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٦٨٧/٢٢٢(.‬
  • 176. ‫-٣٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺮﺀ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﳌﻜﺘﻮﺑﺔ«)١(. ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻗﻴﺲ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﻩ ﻳﺼﻠﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﻨ ﹼﻞ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ، ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻳﺼﻠﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺃﻟﻒ ﺭﻛﻌﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﻰ ﺇﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﻭﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺿﻄﺠﻊ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﳍﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺩﻓﻌﻪ، ﻓﻤﻦ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺮﻩ ﻓﺄﻇﻬﺮﻩ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﺮﻳﺎﺀ. ﻭﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻭﺍﺋﻞ ﺇﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ﻧﺸﺞ ﻧﺸﻴﺠ‪‬ﺎ)٢( ﻭﻟﻮ ﺟﻌِﻠﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻭﺃﺣﺪ ﻳﺮﺍﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎ ﱡ ﺇﺫﺍ ﻏﻠﺒﻪ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻗﺎﻡ.‬ ‫ﱐ‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌ‪‬ﺪﻳﻦ ﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ‪‬ﺼﱡﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﻻ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﰲ‬ ‫ﻳ ﻠ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺇﺻﻼﺡ ﻋﻴﺐ ﺑﺎﻃﻦ ﻭﻻ ﰲ ﻣﻄﻌﻢ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﻭﱃ ﻬﺑﻢ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟ‪‬ﻨﻔﻞ.‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﻓﻬﻢ ﻳﻬ ‪‬ﻭﻥ ﻫ ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﺮﺗﻴﻞ ﻭﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﻭﻫﺬﻩ‬ ‫ﺰ ﺰ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﲟﺤﻤﻮﺩﺓ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ‬ ‫ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺃﻭ ﰲ ﻛﻞ ﺭﻛﻌﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﺩﺭ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺩﺍﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺋﺰ‪‬ﺍ ﺇﻻ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺜﺒﺖ ﺃﺣﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﻳﻔﻘﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺃﻗﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﺛﻼﺙ«)٣(.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺫﺍﻥ )١٣٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )١٨٧/٣١٢(.‬ ‫)٢( ﻧﺸﺞ ﻧﺸﻴﺠﺎ: ﺗﺮﺩﺩ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﰱ ﺻﺪﺭﻩ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻧﺘﺤﺎﺏ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٠٩٣١، ٤٩٣١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ )٩٤٩٢( ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٧٤٣١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٤٦١، ٣٩١ ﻛﻠﻬﻢ‬ ‫=‬
  • 177. ‫-٤٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﻓﻬﻢ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﻣﻨﺎﺭﺓ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺑﺎﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺔ ﺍﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﺍﳉﺰﺀ ﻭﺍﳉﺰﺃﻳﻦ ﻓﻴﺠﻤﻌﻮﻥ ﺑﲔ ﺃﺫﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ‬ ‫ﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺘﻌ ‪‬ﺽ ﻟﻠ ‪‬ﻳﺎﺀ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﰲ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻭﻗﺖ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻷﻧﻪ ﺣﲔ‬ ‫ﺮ ﺮ‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺻﻼﺓ‬ ‫ﱠ ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﰒ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻓﻴﻘﺮﺃ ﺍﳌﻌﻮﺫﺗﲔ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﳋﺘﻤﺔ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺧﺘﻢ‬ ‫ﺍﳋﺘﻤﺔ. ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﺮﻭﻥ ﻋﺒﺎﺩ‪‬ﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ‬ ‫ﺑﻦ ﺧﺜﻴﻢ ﻛﻠﻪ ﺳﺮ‪‬ﺍ ﻓﺮﲟﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﻓﻴﻐﻄﻴﻪ ﺑﺜﻮﺑﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻭﻻ ‪‬ﻳﺪﺭ‪‬ﻯ ﻣﱴ ﳜﺘﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺏ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻡ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻓﹶﺤ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﺟﺎﺋﺰ ﺇﺫﺍ ﺃﻓﻄﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﶈﺮﻡ ﺻﻮﻣﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻵﻓﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ: ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﺭﲟﺎ ﻋﺎﺩ ﺑﻀﻌﻒ‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟ ﹸﻮﻯ ﻓﺄﻋﺠﺰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺇﻋﻔﺎﻑ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﻟﺰﻭﺟﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ«)١(، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻓﺮﺽ ﻳﻀﻴﻊ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﻨﻔﻞ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻳﻔﻮﺕ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ‬ ‫ﺻﻴﺎﻡ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﻳﻔﻄﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫=‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻮﻡ )٥٧٩١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٩٥١١/٢٨١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻮﻡ )٦٧٩١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٩٥١١/٢٩١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫=‬
  • 178. ‫-٥٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﻝ: ﻟﻘﻴﲏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﱂ ﺃﺣﺪﺙ ﻋﻨﻚ‬ ‫ﺃﻧﻚ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ؟ ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻝ: ﻷﹸﻮﻣ ‪ ‬ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻷ ‪‬ﻮﻣ ‪ ‬ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ؟«، ﻗﺎﻝ: ﺃﺣﺴﺒﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺻ ﻦ‬ ‫ﻗ ﻦ‬ ‫ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻓﻘﻢ ﻭﱎ ﻭﺻﻢ ﻭﺃﻓﻄﺮ، ﻭﺻﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ‬ ‫ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ، ﻭﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﺻﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻫﺮ«، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﱐ ﺃﻃﻴﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: »ﻓﺼﻢ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﺃﻓﻄﺮ ﻳﻮﻣﲔ«، ﻗﻠﺖ: ﺇﱐ ﺃﻃﻴﻖ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: »ﻓﺼﻢ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﺃﻓﻄﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﻋﺪﻝ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﻫﻮ ﺻﻴﺎﻡ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ«، ﻗﻠﺖ: ﺇﱐ ﹸﻃﻴﻖ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ«)١(، ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺮﺩﻭﻥ ﺍﻟﺼﻮﻡ،‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﻊ ﺑﲔ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﲝﻘﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﻟﻌﻞ‬ ‫ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺴﺐ، ﰒ ﺇﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ،‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ« ﻗﻄﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺩﺍﻭﻡ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻣﻊ ﺧﺸﻮﻧﺔ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻭﻗﻠﺘﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺫﻫﺒﺖ ﻋﻴﻨﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺸﻒ ﺩﻣﺎﻏﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻔﺮﻳﻂ ﰲ ﺣﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﲪﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻣﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﻓﻼ ﳚﻮﺯ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﺸﻴﻊ ﻋﻦ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﻮﻡ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻓﻴﻌﻠﻢ ﺑﺸﻴﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﻔﻄﺮ ﺃﺻﻼﹰ، ﻭﺇﻥ ﺃﻓﻄﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﻔﻰ ﺇﻓﻄﺎﺭﻩ ﻟﺌﻼ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﺟﺎﻫﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺧﻔﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ، ﻭﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺳﺘﺮ ﺍﳊﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷﻓﻄﺮ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﻮ ‪ ،‬ﰒ ﻋﺎﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﱂ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳜﱪ ﲟﺎ‬ ‫ﻡ‬ ‫ﻗﺪ ﺻﺎﻡ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﺎ ﺃﻓﻄﺮ ‪ ،‬ﻭ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻧﻚ ﺇﳕﺎ ﲣﱪ ﻟﻴﻘﺘﺪﻯ‬ ‫ﺕ ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﺑﻚ، ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻﺪ.‬ ‫=‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻮﻡ )٦٧٩١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٩٥١١/١٨١(.‬
  • 179. ‫-٦٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﻪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﱴ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻪ ﻓﻴﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺴﺮ ﺇﱃ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻼﻧﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺻﻮﻡ ﺍﻹﺛﻨﲔ ﻭﺍﳋﻤﻴﺲ ﻓﺈﺫﺍ ﺩﻋﻲ ﺇﱃ ﻃﻌﺎﻡ، ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﳋﻤﻴﺲ،‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺻﺎﺋﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﳏﻨﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﳋﻤﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﱐ ﺃﺻﻮﻡ ﻛﻞ ﲬﻴﺲ،‬ ‫ﻭﰲ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺻﺎﺋﻤ‪‬ﺎ ﻭﻫﻢ ﻣﻔﻄﺮﻭﻥ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻼﺯﻡ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻄﺮ، ﻭﻻ ﻳﺘﺤﺎﺷﻰ ﰲ ﺻﻮﻣﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺒﺔ ﻭﻻ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﻭﻻ ﻋﻦ‬ ‫ﻓﻀﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ، ﻭﻗﺪ ﺧ‪‬ﻞ ﻟﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﺻﻮﻣﻚ ﻳﺪﻓﻊ ﺇﲦﻚ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﺲ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﺞ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﺑﺎﳊﺞ ﻣﺮﺓ، ﰒ ﻳﻌﻮﺩ ﻻ ﻋﻦ ﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ، ﻭﺭﲟﺎ ﺧﺮﺝ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺩﻳﻮﻥ ﺃﻭ ﻣﻈﺎﱂ، ﻭﺭﲟﺎ ﺧﺮﺝ ﻟﻠﱰﻫﺔ ﻭﺭﲟﺎ ﺣﺞ ﲟﺎﻝ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺷﺒﻬﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳛﺐ ﺃﻥ ‪‬ﺘﻠ ﱠﻰ، ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﺍﳊﺎ ‪ ،‬ﻭﲨﻬﻮﺭﻫﻢ ﻳﻀﻴﻊ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺮﺍﺋﺾ‬ ‫ﺝ‬ ‫ﻳﻘ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﳚﺘﻤﻌﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﻘﻠﻮﺏ ﺩﻧﺴﺔ ﻭﺑﻮﺍﻃﻦ ﻏﲑ ﻧﻘﻴﺔٍ، ﻭﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﺮﻳﻬﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳊﺞ ﻓﻴﻐ ‪‬ﻫﻢ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﳊﺞ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﺑﺎﻟﻘﻠﻮﺏ ﻻ ﺑﺎﻷﺑﺪﺍﻥ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ.‬ ‫ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﺻﺪ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﳘﺘﻪ ﻋﺪﺩ ﺣﺠﺎﺗﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﱄ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻭﻗﻔﺔ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﳎﺎﻭﺭ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺪ ﻃﺎﻝ ‪‬ﻜﹸﺜﻪ ﻭﱂ ﻳﺸﺮﻉ ﰲ ﺗﻨﻘﻴﺔ ﺑﺎﻃﻨﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﳘﺘﻪ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻔﺘﻮﺡ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﳑﻦ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻛﺎﻥ، ﻭﺭﲟﺎ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﱄ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﳎﺎﻭﺭ‪‬ﺍ، ﻭﻛﻢ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻗﺎﺻﺪ ﺇﱃ ﺍﳊﺞ ﻳﻀﺮﺏ ﺭﻓﻘﺎﺀﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﻳﻀﺎﻳﻘﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺻﺪﻳﻦ ﺇﱃ ﻣ ﱠﺔ ﻓﻬﻢ ﻳﻀﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ،‬ ‫ﻜ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭ‪‬ﻄﻔ ﹸﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻋﻮﺍ، ﻭﻳﻈ‪‬ﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﳊﺞ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﹸﻨ‬ ‫ﻳ ﻔ‬ ‫ﻓﺎﺑﺘﺪﻋﻮﺍ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺳﻚ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﻳﺘﺼﻨﻌﻮﻥ ﰲ ﺇﺣﺮﺍﻣﻬﻢ ﻓﻴﻜﺸﻔﻮﻥ ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺘﻒ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻳﺒﻘﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ ﻓ‪‬ﻜﺸﻂ ﺟﻠﻮﺩ ‪‬ﻢ ﻭﺗﻨﺘﻔﺦ ﺭﺅﻭﺳ ‪‬ﻢ ﻭﻳﺘﺰﻳﻨﻮﻥ ﺑﲔ‬ ‫‪‬ﻬ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫ‬ ‫ﺘ ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ﺑﺬﻟﻚ.‬ ‫ﻨ‬
  • 180. ‫-٧٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﰲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ: ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺭﺃﻯ ﺭﺟﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﻄﻮﻑ ﺑﺎﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﺰﻣﺎﻡ ﻓﻘﻄﻌﻪ، ﻭﰲ ﻟﻔﻆ ﺁﺧﺮ: ﺭﺃﻯ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻧﺴﺎﻧ‪‬ﺎ ﲞﺰﺍﻣﺔ ﰲ ﺃﻧﻔﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻘﻄﻌﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﰒ ﺃﻣﺮﻩ ﰲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺑﻴﺪﻩ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺇﻥ ﹸﺼﺪﺕ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ ﻭﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ،‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ. ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ‪‬ﻮ ﱡﻞ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺯﺍﺩ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﲪﺪ: ﻓﺎﺧﺮﺝ ﰲ ﻏﲑ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ. ﻗﺎﻝ: ﻻ،‬ ‫ﺘﻛ‬ ‫ﺇﻻ ﻣﻌﻬﻢ: ﻗﺎﻝ: ﻓﻌﻠﻰ ﺟﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻮﻛﻠﺖ؟ ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﻧﻴﺘﻬﻢ ﺍﳌﺒﺎﻫﺎﺓ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻟﻴﻘﺎﻝ: ﻓﻼﻥ ﻏﺎﺯٍ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﺷﺠﺎﻉ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ،‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﺎﺗﻞ‬ ‫ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﻳﻘﺎﺗﻞ ﲪ‪‬ﻴﺔ ﻭﻳﻘﺎﺗﻞ ﺭﻳﺎﺀ ﻓﺄﻱ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻞ‬ ‫ً‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻟﺘ ﹸﻮﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﷲ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻬﻮ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ«)٢(. ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻳﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﻣﺎﺕ ﻓﻼﻥ ﺷﻬﻴﺪ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﹸِﺘﻞ‬ ‫ﻗ ﹶ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳊﺞ )١٢٦١(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺬﻭﺭ )٢٠٣٣(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ‬ ‫ﰱ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﳊﺞ )٠٢٩٢(، ﻭﻏﲑﻫﻢ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٠١٨٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٤٠٩١/٩٤١(.‬
  • 181. ‫-٨٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻼﻥ ﺷﻬﻴﺪ‪‬ﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻘﺎﺗﻞ ﻟﻴﻐﻨﻢ ﻭ‪‬ﻘﺎﺗﻞ ﻟ‪‬ﺬﻛﺮ ﻭﻳﻘﺎﺗﻞ ﻟ‪‬ﺮﻯ ﻣﻜﺎﻧﻪ«.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻳ ﹸﻴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪‬ﻘﻀﻰ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺛﻼﺛﺔ، ﺭﺟﻞ ﺍﺳ‪‬ﺸﻬﺪ ﻓﹸﰐ ﺑﻪ ﻓﻌ ‪‬ﻓﻪ ﻧﻌﻤﻪ ﻓﻌﺮﻓﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺮ‪ ‬‬ ‫ﺄ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻗﺎﺗﻠﺖ ﻓﻴﻚ ﺣﱴ ﻗﺘﻠ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﻛﺬﺑﺖ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻗﺎﺗﻠﺖ ﻟﻴﻘﺎﻝ ﻫﻮ ﺟﺮﻱﺀ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ، ﰒ ﹸﻣﺮ‬ ‫ﺃ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓ ‪‬ﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺣﱴ ﹸﻟﻘﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺭﺟﻞ ﺗﻌﱠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻋﱠﻤ ‪ ‬ﻭﻗﺮﹶﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺄﹸِﺗﻲ ِﺑﻪ‬ ‫ﹶﹶ ‪ِ ‬‬ ‫ﹼ ‪‬ﻠ ‪  ‬ﻠ ‪‬ﻪ ﹶ ‪‬‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻓﻌﺮﻓﻪ‪ِ ‬ﻧﻌﻤﻪ‪ ‬ﻓﻌﺮﻓﻬ‪‬ﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻋﱠﻤ‪  ‬ﻭﻗﺮﺃﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻠ ‪‬ﺘﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶ ‪ ‬ﹶ ‪  ‬ﹶ ‪ ‬ﹶ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺬﺑﺖ ﻭﻟﻜ‪‬ﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻟﻴﻘﺎﻝ: ﻫﻮ ﻋﺎﱂ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞﹶ، ﻭﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻴﻘﺎﻝ ﻫﻮ‬ ‫ﹶ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫‪ ‬ﻨ‬ ‫ﹶ ﹶ‬ ‫ﻗﺎﺭﻯﺀ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞﹶ، ﰒ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻓ ‪‬ﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺣﱴ ﹸﹾﻟﻘﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﺭﺟﻞ ﻭﺳﻊ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺃِ‪‬‬ ‫ﺴِ ‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﻣﻦ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﳌﺎﻝ ﻛﻠﻪ ﻓﹸﰐ ﺑﻪ ﻓﻌ ‪‬ﻓﻪ ﻧﻌﻤﻪ ﻓﻌﺮﻓﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺮ‪ ‬‬ ‫ﺄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺃﻧﺖ ‪‬ﺤ‪‬ﻪ ﺃﻥ ‪‬ﻨﻔﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻔﻘﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺬﺑﺖ ﻭﻟﻜﻨﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ﺒ‪ ‬ﻳ‬ ‫ﻓﻌﻠﺖ ﻟﻴﻘﺎﻝ: ﻫﻮ ﺟﻮﺍﺩ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ، ﹸﺛ ‪ ‬ﹸﻣﺮ ﺑﻪ ﻓ ‪‬ﺤﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺣﱴ ﹸﻟﻘﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(.‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻢﺃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﺈﺧﺮﺍﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﰎ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪﺓ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺎ ﰲ‬ ‫ﺳﺮ‪‬ﻳﺔ ﻣﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﻭﻡ، ﻓﺼﺎﺩﻓﻨﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺍﻟﺼﻔﺎﻥ ﺧﺮﺝ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﺪﻋﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﱪﺍﺯ، ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﻄﺎﺭﺩﻩ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻄﻌﻨﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﰒ ﺁﺧﺮ‬ ‫ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﰒ ﺁﺧﺮ ﻓﻄﻌﻨﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﰒ ﺁﺧﺮ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﰒ ﺩﻋﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﱪﺍﺯ ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﻄﺎﺭﺩﻩ‬ ‫ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻄﻌﻨﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﻓﺎﺯﺩﺣﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻜﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﺍﺯﺩﺣﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ‪‬ﻠﱢﺜﻢ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻭﺟﻬﻪ ﺑ ﹸﻤﻪ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺑﻄﺮﻑ ﻛﻤﻪ ﻓﻤﺪﺩﺗﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪ ‬ﻜ ‪ِ‬‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﳑﻦ ‪‬ﺸ‪‬ﻊ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺭﲪﻜﻢ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴ‪‬ﺪ ﺍﳌﺨﻠﺺ، ﻛﻴﻒ ﺧﺎﻑ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻳ ﻨ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻼﺻﻪ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ﻟﻪ ﻭﻣﺪﺣﻬﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﻓﺴﺘﺮ ﻧﻔﺴﻪ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﻏﻨﻤﻮﺍ ﱂ ﻳﺄﺧﺬ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻟﻴﻮﻓﺮ ﻟﻪ‬ ‫ﺍﻷﺟﺮ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٥٠٩١/٢٥١(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٧٣١٣(.‬
  • 182. ‫-٩٧١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﺎﻫﺪ ﺇﺫﺍ ﻏﻨﻢ، ﻓﺮﲟﺎ ﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﺧﺬﻩ ﻓﺈﻣﺎ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﲑﻯ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﺒﺎﺣﺔ ﳌﻦ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻠﻮﻝ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻣﻌﺼﻴﺔ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ:ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺧﻴﱪ ﻓﻔﺘﺢ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻓﻠﻢ ﻧﻐﻨﻢ ﺫﻫﺒ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻭﺭﻗﹰﺎ، ﻏﻨﻤﻨﺎ ﺍﳌﺘﺎﻉ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺜﻴﺎﺏ، ﰒ ﺍﻧﻄﻠﻘﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ‬ ‫ﻭﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﺒﺪ ﻟﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﻗﺎﻡ ﻋﺒﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪‬ﻳﺤ ﱡ ﺭﺣﻠﻪ ﻓ ‪‬ﻣﻲ ﺑﺴﻬﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻞ ‪ ‬ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺘﻔﻪ. ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﻫﻨﻴﺌﹰﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻛﻼ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺲ ﳏﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻤﻠﺔ ﻟﺘﻠﺘﻬﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺎﺭ‪‬ﺍ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻳﻮﻡ ﺧﻴﱪ ﱂ ‪‬ﺼﺒﻬﺎ ﺍﳌﻘﺎﺳﻢ«، ﻗﺎﻝ: ﻓﻔﺰﻉ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺑﺸﺮﺍﻙ ﺃﻭ ﺷﺮﺍﻛﲔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺻﺒﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﺧﻴﱪ. ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: »ﺷﺮﺍﻙ‬ ‫ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺃﻭ ﺷِﺮﺍﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ«)١(.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ ﻋﺎﳌﹰﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﱘ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻓﻼ ﻳﺼﱪ ﻋﻨﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﻇﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﺟﻬﺎﺩﻩ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ، ﻭﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﺒﲔ ﺃﺛﺮ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻫﺒﲑﺓ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﻨﱪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﻫﺒﻂ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ‬ ‫ﺍﳌﺪﺍﺋﻦ ﻭﲨﻌﻮﺍ ﺍﻷﻗﺒﺎﺽ، ﺃﻗﺒﻞ ﺭﺟﻞ ِﺑﺤ ‪ ‬ﻣﻌﻪ ﻓﺪﻓﻌﻪ ﺇﱃ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻷﻗﺒﺎﺽ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬ ‫‪‬ﻖ‬ ‫ﻣﻌﻪ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻗﻂ. ﻣﺎ ﻳﻌﺪﻟﻪ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭﻻ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻫﻞ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﻭﺍﷲ ﻟﻮﻻ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﺗﻴﺘﻜﻢ ﺑﻪ، ﻓﻌﺮﻓﻮﺍ ﺃﻥ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺷﺄﻧ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﻻ ﺃﺧﱪﻛﻢ ﻟﺘﺤﻤﺪﻭﱐ ﻭﻻ ﺃﻏﺮﻳﻜﻢ ﻟﺘﻘﺮﻇﻮﱐ، ﻭﻟﻜﲏ ﺃﲪﺪ ﺍﷲ ﻭﺃﺭﺿﻰ‬ ‫ﺑﺜﻮﺍﺑﻪ، ﻓﺄﺗﺒﻌﻮﻩ ﺭﺟﻼ ﺣﱴ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﱃ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻗﻴﺲ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻣﺮﻳﻦ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﺎﻫﲔ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺬﻭﺭ )٧٠٧٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٥١١/٣٨١(.‬
  • 183. ‫-٠٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻫﻢ ﻗﺴﻤﺎﻥ: ﻋﺎﱂ ﻭﺟﺎﻫﻞ، ﻓﺪﺧﻮﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﲔ:‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻟﺘﺰﻳﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﻌﻞ.‬ ‫ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﻳﺒﻜﻲ ﰲ ﺧﻄﺒﺘﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﲏ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺣﻀﺮﺗﲏ ﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻡ‬ ‫ﻓﺄﻋﻈﻪ ﲟﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻝ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺮﻫﺖ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻡ ﺇﱃ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻓﺄﻋﻈﻪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ِِ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻠﻮﺱ ﻳﺮﻣﻘﻮﻧﲏ ﺑﺄﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻓﻴﻌﺮﺽ ﱄ ﺗﺰﻳﻦ ﻓﻴﺄﻣﺮ ﰊ ﻓﺄﻗﺘﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﺠﻠﺴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺳﻜﺖ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻟﻠﻨﻔﺲ: ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ، ﻭﺭﲟﺎ ﻋﺮﺽ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻵﻣﺮ‬ ‫ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻷﺟﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﺑﻪ ﺍ ﹸﻨﻜ ‪ ‬ﻣﻦ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻓﺘﺼﲑ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﳌ ِﺮ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﺮﺟﻞ: ﻟﻮﻻ ﺃﱐ ﻏﻀﺒﺎﻥ ﻟﻌﺎﻗﺒﺘﻚ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻧﻚ ﺃﻏﻀﺒﺘﲏ ﻓﺨﻔﺖ ﺃﻥ ﲤﺘﺰﺝ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻏﻀﺐ ﷲ ﻭﱄ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻵﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﺟﺎﻫﻼ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺑﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﻓﺴﺎﺩﻩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﰲ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺇﺻﻼﺣﻪ، ﻷﻧﻪ ﺭﲟﺎ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﺟﺎﺋﺰ ﺑﺎﻹﲨﺎﻉ، ﻭﺭﲟﺎ ﺃﻧﻜﺮ ﻣﺎ ﺗﺄﻭﻝ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﺗﺒﻊ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺗﺴ ‪‬ﺭ ﺍﳊﻴﻄﺎﻥ ﻭﺿﺮﺏ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻭﻗﺬﻓﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺃﺟﺎﺑﻮﻩ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺗﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺎﺭ ﻏﻀﺒﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺸﻒ ﻣﺎ ﻗﺪ‬ ‫ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺴﺘﺮﻩ، ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻣﻐﻄﻰ ﻣﺜﻞ‬ ‫ﹸﻨﺒﻮﺭ)١( ﻭﻣﺴﻜﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻐﻄﻰ ﻓﻼ ﺗﻜﺴﺮﻩ.‬ ‫ﻃ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ: ﺍﻛﺴﺮﻩ. ﻭﻫﺬ ﳏﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻐ ﱠﻰ ﺑﺸﻲﺀ ﺧﻔﻴﻒ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ ﻄ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺼ ﹸﻪ ﻓﻴﺘﺒﲔ ﻭﺍﻷﻭﱃ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺒ ‪ ،‬ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻄﺒﻞ ﻭﺍﳌﺰﻣﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲔ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻻ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻚ ﻓﻼ ‪‬ﻔ‪‬ﺘﺶ. ﻭﺭﲟﺎ ﺭﻓﻊ ﻫﺬﺍ ﺍ ﹸﻨﻜﺮ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫)١( ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ: ﺁﻟﺔ ﻣﻦ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﻟﻄﺮﺏ، ﺫﺍﺕ ﻋﻨﻖ ﻭﺃﻭﺗﺎﺭ.‬
  • 184. ‫-١٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﻨﻜﺮ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﻈﻠﻤﻬﻢ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﺇﻥ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻄﺎﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﳊﺪﻭﺩ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺎﺭﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﻨﻜﺮ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻜﺮ ﺟﻠﺲ ﰲ ﳎﻤﻊ ﻳﺼﻒ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻭﻳﺘﺒﺎﻫﻰ ﺑﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﻳﺴﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﺳﺐ ﺍﳊﻨﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﻠﻌﻨﻬﻢ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻗﺪ ﺗﺎﺑﻮﺍ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻣﻨﻪ ﻟﻨﺪﻣﻬﻢ ﻭﻛﱪﻩ، ﻭﻳﻨﺪﺭﺝ ﰲ ﺿﻤﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻛﺸﻒ ﻋﻮﺭﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻷﻧﻪ ‪‬ﻌﻠ ‪‬‬ ‫ﻳ ِﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻭﺍﺟﺐ ﻣﻬﻤﺎ ﺃﻣﻜﻦ. ﻭﲰﻌﺖ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﺑﺎﻹﻧﻜﺎﺭ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻳﻬﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﺎ ﻳﺘﻴﻘﻦ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭﻳﻀﺮﻬﺑﻢ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﳌﱪﺡ ﻭﻳﻜﺴﺮ ﺍﻷﻭﺍﱐ ﻭﻛﻞ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻳﻮﺟﺒﻪ ﺍﳉﻬﻞ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻜﺮ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺎﻥ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺘﻠ ﱠﻔﻮﻥ ﰲ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ، ﻭﺭﺃﻯ ﺻﻠﺔ ﺑﻦ ﺃﺷﻴﻢ ﺭﺟﻼ ﻳﻜﻠﻢ ﺍﻣﺮﺃﺓﹰ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬ﻄ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﺮﺍﻛﻤﺎ، ﺳﺘﺮﻧﺎ ﺍﷲ ﻭﺇ‪‬ﺎﻛﻤﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﳝﺮ ﺑﻘﻮﻡ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻣﺎ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﻴﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺳﻔﺮ‪‬ﺍ ﻓﻨﺎﻡ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻟﻌﺐ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﱴ ﻳﻘﻄﻊ ﺳﻔﺮﻩ. ﻓﺎﻧﺘﺒﻪ ﺭﺟﻞ‬ ‫ِ ‪‬‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺇﳕﺎ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﻫﺬﺍ. ﻓﺘﺎﺏ ﻭﺻﺤﺒﻪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﺃﻭﱃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺘﻠ ﱡﻒ ﰲ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻫﻢ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻓﻴﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺭﻓﻌﻜﻢ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻓﺎﻋﺮﻓﻮﺍ ﻗﺪﺭ ﻧﻌﻤﺘﻪ.‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺗﺪﻭﻡ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻓﻼ ﳛﺴﻦ ﺃﻥ ‪‬ﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﳌﻌﺎﺻﻲ.‬ ‫‪ ‬ﺗ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺘﻌ‪‬ﺪﻳﻦ ﻓﲑﻯ ﻣﻨﻜﺮ‪‬ﺍ ﻓﻼ ‪‬ﻨﻜﺮﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺇﳕﺎ ﻳﺄﻣﺮ ﻭﻳﻨﻬﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺪ ﺻﻠﺢ ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺼﺎﱀ ﻓﻜﻴﻒ ﺁﻣﺮ ﻏﲑﻱ؟! ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﻷﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮ‬ ‫ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻓﻴﻪ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﱴ ﺃﻧﻜﺮ ﻣﺘﱰﻫ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﺃﱠﺮ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﻭﺇﺫﺍ ﱂ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛ‬ ‫ﻳﻜﻦ ﻣﺘﱰﻫ‪‬ﺎ ﱂ ﻳﻜﺪ ﻳﻌﻤﻞ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﱰﻩ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﺆﺛﺮ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ.‬
  • 185. ‫-٢٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺭﺃﻳﻨﺎ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻷﻗﻔﺎﱄ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺇﺫﺍ ‪‬ﺾ ﻹﻧﻜﺎﺭ ﻣﻨﻜﺮ‬ ‫ﺍﺳﺘﺘﺒﻊ ﻣﻌﻪ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺔ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻛﺄﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﳋ‪‬ﺎﺯ ﺷﻴﺦ ﺻﺎﱀ ﹸﺿﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻃﻼﻋﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ﻭﺗﺒﻌﻪ، ﻭﲨﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﻻ ﻳﺪﻧﺲ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﻋﻄﺎﺀ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﺻ ‪‬ﺍﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻗ ‪‬ﺍﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺑﻜﺎﺀٍ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺒﻌﻪ ﳐﻠﻂ ﺭ ‪‬ﻩ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﱴ ﻟﻘﻴﻨﺎ ﺍﳉﻴﺶ ﲟﺨﻠﻂ؛‬ ‫ﺩ‪‬‬ ‫ﹸﻮ‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﺍ‪‬ﺰﻡ ﺍﳉﻴﺶ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﺫﻡ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍ‪‬ﻴﺪ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﲑﻯ ﺃﻥ‬ ‫‪  ‬ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺗﺮ ﹸﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺍﳌﺬﻣﻮﻣﺔ ﻓ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﺑﺄﻧﻚ ﻻ ﺗﻨﺠﻮ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴﺒ ‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﺇﹼﺎ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻓﻴﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﺼﲑ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻛﺎﻟﻮﺣﺶ، ﻭﳜﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ.‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻗﺪ ﲰﻊ ﻋﻦ ﻓﻼﻥ ﺃﻧﻪ ﻫﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻋﻦ ﻓﻼﻥ ﺃﻧﻪ ﺗﻌ‪‬ﺪ ﰲ ﺟﺒﻞ ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻀﺎﻋﺖ ﺃﻭ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﻓﺒﻜﺖ ﻟﻔﺮﺍﻗﻪ ﻭﺭﲟﺎ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻈﺎﱂ ﱂ ﳜﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻟﻘﻠﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻣﻦ ﺟﻬﻠﻪ ﺭﺿﺎﻩ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﲟﺎ‬ ‫ﱠ‪ ‬‬ ‫ﻳﻌﻠﻢ، ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻭﱢﻖ ﻟﺼﺤﺒﺔ ﻓﻘﻴﻪ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻟﻌﺮﻓﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ‪‬ﺬﻡ ﻟﺬﺍ‪‬ﺎ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺬﻡ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻓ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻪ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﰲ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻭﺳﺒﺐ ﰲ ﺇﻋﺎﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﲢﺼﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻣﻄﻌﻢ ﻭﻣﺸﺮﺏ ﻭﻣﻠﺒﺲ ﻭﻣﺴﺠﺪ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺬﻣﻮﻡ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻦ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻏﲑ ﺣﱢﻪ ﺃﻭ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻑ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﳊﺎﺟﺔ، ﻭﻳﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻴﻪ ﲟﻘﺘﻀﻰ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺭﻋﻮﻧﺎ‪‬ﺎ ﻻ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻭﺇﻥ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﺍﳌﻨﻔﺮﺩﺓ ﻓﻤﻨﻬ ﱞ ﻋﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﱯ »‪‬ﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﺖ ﺍﻟ ‪‬ﺟﻞ‬ ‫ﺮ ﹸ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻭﺣﺪﻩ«)١(، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺘﻌ ‪‬ﺽ ﻟﺘﺮﻙ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﳉﻤﻌﺔ ﺧﺴﺮﺍﻥ ﻻ ﺭﺑﺢ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺮ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٢٩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ‬ ‫=‬
  • 186. ‫-٣٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﻘﻮﻱ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﳉﻬﻞ، ﻭﻓﺮﺍﻕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻕ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﲰﻊ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺟﺒﻞ ﻓﺄﺣﻮﺍﳍﻢ ﲢﺘﻤﻞ ﺃ‪‬ﻢ ﱂ ﻳﻜﻦ ﳍﻢ ﻋﻴﺎﻝ ﻭﻻ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪ ﻭﻻ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﺘﻌﺒﺪﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﳎﺘﻤﻌﲔ، ﻭﻣﻦ ﱂ ﳛﺘﻤﻞ ﺣﺎﳍﻢ ﻭﺟﻬ‪‬ﺎ‬ ‫ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺄ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﺇﱃ ﺟﺒﻞ ﻧﺘﻌﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺠﺎﺀﻧﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻓﺮ ‪‬ﻧﺎ.‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ: ﺇﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺷﻐﻼ ﺑﺎﻟﺰﻫﺪ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻮﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺩﱏ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺧﲑ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ: ﺃﻥ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﻧﻔﻌﻪ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﻌﺎﱂ ﻧﻔﻌﻪ ‪‬ﺘﻌﺪ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﻢ ﻗﺪ ﺭﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﻣﺘﻌﺒﺪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ: ﺃﻧﻪ ﻳﻮﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺗﺮﻙ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺧﺒﺰ ﺍﻟﺸﻌﲑ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺬﻭﻕ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻠﻞ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﺣﱴ ﻳﻴﺒﺲ ﺑﺪﻧﻪ،‬ ‫ﻭﻳﻌﺬﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻠﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ، ﻭﳝﻨﻌﻬﺎ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻻ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳚﻮﻋﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﱂ ﳚﺪﻭﺍ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻛﻠﻮﺍ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺄﻛﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭ‪‬ﺤ‪‬ﻪ)١( ﻭﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ)٢( ﻭﳛﺐ ﺍﳊﻠﻮﻯ)١( ﻭﻳﺴﺘﻌﺬﺏ ﻟﻪ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ)٢( ﻭﳜﺘﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ ﺒ‪‬‬ ‫=‬ ‫٨/٤٠١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٠٦(.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )٢١٧٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٤٩١/٧٢٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: »ﺃﺗﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪ e‬ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻠﺤﻢ. ﻓﺮﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺠﺒﻪ، ﻓﻨﻬﺶ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻬﺸﺔ....«.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪ )٧١٥٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﳝﺎﻥ )٩٤٦١/٩( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﱮ ‪ e‬ﻳﺎﻛﻞ ﺩﺟﺎﺟﺎ.‬
  • 187. ‫-٤٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺋﺖ)٣( ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﳉﺎﺭﻱ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﺮﻭﻱ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻻ‬ ‫ﺁﻛﻞ ﺍﳋﺒﻴﺺ)٤( ﻷﱐ ﻻ ﺃﻗﻮﻡ ﺑ ‪‬ﻜﺮﻩ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ: ﻫﺬﺍ ﺭﺟﻞ ﺃﲪﻖ، ﻭﻫﻞ ﻳﻘﻮﻡ‬ ‫‪ ‬ﺸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺸﻜﺮ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ؟.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﻓﺮ ﲪﻞ ﰲ ﺳﻔﺮﺗﻪ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺍﳌﺸﻮﻱ ﻭﺍﻟﻔﺎﻟﻮﺫﺝ. ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻄ‪‬ﺘﻪ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻓﻖ ﻬﺑﺎ ﻟﻴﺼﻞ ﻬﺑﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻓﻠﻴﺄﺧﺬ ﻣﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳﺼﻠﺤﻬﺎ ﻭﻟﻴﺘﺮﻙ ﻣﺎ ﻳﺆﺫﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻊ ﻭﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﰲ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﺒﺪﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ.‬ ‫ﰒ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳜﺘﻠﻔﻮﻥ ﰲ ﻃﺒﺎﻋﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﺍﻗﺘﺼﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺷﺮﺏ ﺍﻟﻞ ﺑﻦ ﱂ ﻧﻠﻤﻬﻢ ﻷﻥ ﻣﻄﺎﻳﺎ ﺃﺑﺪﺍ‪‬ﻢ ﲢﻤﻞ ﺫﻟﻚ. ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺇﺫ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻭﺃﻛﻠﻮﺍ ﺍﻟﻜﻮﺍﻣﺦ ﱂ ﻧﻠﻤﻬﻢ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ، ﻭﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﰲ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻗﺪ ﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﻡ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻣﺘﺮﻓﹰﺎ ﻗﺪ ﻧﺸﺄ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻌﻢ ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻨﻬﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﻥ ﳛﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺆﺫﻳﻪ، ﻓﺈﻥ ﺗﺰﻫﺪ ﻭﺁﺛﺮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺇﻣﺎ ﻷﻥ ﺍﳊﻼﻝ ﻻ ﳛﺘﻤﻞ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻑ، ﺃﻭ ﻷﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﻠﺬﻳﺬ ‪‬ﻮﺟﺐ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎ ‪‬ﻝ ﻓﻴﻜﺜﺮ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺍﻟﻜﺴﻞ، ﻓﻬﺬﺍ ﳛﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻀﺮ ﺗﺮﻛﻪ ﻭﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻻ ﻳﻀﺮ ﻓﻴﺄﺧﺬ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﻨﻔﺲ.‬ ‫‪‬‬ ‫=‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ )١٣٤٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻜﻼﻡ )٤٧٤١/١٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪ e‬ﳛﺐ ﺍﳊﻠﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٥٣٧٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٠٠١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﱮ ‪ e‬ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﺬﺏ ﻟﻪ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﺴﻘﻴﺎ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٣١٦٥، ١٢٦٥(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٤٢٧٣(، ﻭﺃﲪﺪ‬ ‫٣/٨٢٣، ٣٤٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱮ ‪ e‬ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ...‬ ‫ﻭﻓﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱮ ‪» :e‬ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﺎﺀ ﺑﺎﺕ ﰱ ﺷﻨﺔ ﻭﺇﻻ ﻛﺮ ﻋﻨﺎ«.‬ ‫)٤( ﺍﳋﺒﻴﺺ: ﺍﳊﻠﻮﺍﺀ ﺍﳌﺨﻠﻮﻃﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻭﺍﻟﺴﻤﻦ.‬
  • 188. ‫-٥٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻇﻦ ﻗﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﳋﺒﺰ ﺍﻟﻘﻔﺎﺯ ﻳﻜﻔﻲ ﰲ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﻟﻮ ﻛﻔﻰ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻳﺆﺫﻱ‬ ‫ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﻥ ﺃﺧﻼﻁ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﱃ ﺍﳊﺎﻣﺾ ﻭﺍﳊﻠﻮ ﻭﺍﳊﺎﺭ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﺍﳌﻤﺴﻚ ﻭﺍﳌﺴﻬﻞ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻣﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳌﻼﺋﻢ، ﻓﺘﺎﺭﺓ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﺎﻣﺾ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﻠﻮ، ﻭﻟﺬﻟﻚ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃﺳﺒﺎﺏ: ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻞ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺑﺪ ﰲ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﺘﺸﺘﺎﻕ ﺇﱃ ﺍﻟﱠﱭ، ﻭﻳﻜﺜﺮ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﻓﺘﻤﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﻤﻮﺿﺔ، ﻓﻤﻦ ﻛ ﱠﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻭﺿﻊ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﰲ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﳑﺎ ‪‬ﺼﻠ ‪‬ﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺁﺫﺍﻫﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺒﻊ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺮﻩ ﻭﻣﺎ ﳜﺎﻑ ﻋﺎﻗﺒ‪‬ﺘﻪ ﻓﺈﻥ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ِ ﺸ‬ ‫ﻳ ﺤ‬ ‫ﺫﻟﻚ ‪‬ﻔﺴ ‪‬ﻫﺎ.‬ ‫ﻳ ﺪ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻜﻒ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﻓﺨﻄﺄ، ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻗﻮﻝ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﻭﺃﰊ‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮﺍ ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻭﳎﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺘﺮﻙ ﻣﺒﺎﺣﺎ‪‬ﺎ ﻓﺈﻥ ﺍ‪‬ﺒﺎﻉ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺃﻭﱃ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﻋﺠﺐ ﹸﻣﻮﺭﻛﻢ ﰲ ﺍﻟ‪‬ﺪ‪‬ﻦ ﺇﻣﺎ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﻣﺘﺒﻌﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺘﻳ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺭﻫﺒﺎﻧﻴﺔ ﻣﺒﺘﺪﻋﺔ، ﺑﲔ ﲡﺮﻳﺮ ﺃﺫﻳﺎﻝ ﺍﳌﺮﺡ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﺒﺎ ﻭﺍﻟﱠﻌﺐ، ﻭﺑﲔ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻃﺮﺍﺡ‬ ‫ﺼ ﻠ‬ ‫ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ ﻭﺍﻟﱡﺤﻮﻕ ﺑﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ، ﻓﻬﻼ ﻋﺒ ‪‬ﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻞ ﻭﺷﺮﻉ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻠ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻭﺍﳌﻠﺒﺲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻓﺤﺴﺐ، ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻨﻌﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﺭﺍﻏﺒﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﳉﺎﻩ ﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻳﺘﺮﺻﺪﻭﻥ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺇﻳﺎﻫﻢ، ﻭﻳﻜﺮﻣﻮﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻳﺘﺨﺎﺷﻌﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺄ‪‬ﻢ‬ ‫ﻗﺪ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ، ﻭﺭﲟﺎ ﺭﺩ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﳌﺎﻝ ﻟﺌﻼ ﻳﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﻫﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺗﺮﺩﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺗﻘﺒﻴﻞ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﰲ ﺃﻭﺳﻊ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻷﻥ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﺑﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ ﻭﺍﻟﺰ ‪‬ﺎﺩ ﺧﻔﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺒ ‪‬ﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺒ ‪‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻣﺜﻞ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻨﺤﻮﻝ ﻭﺻﻔﺎﺭ ﺍﻟﻮﺟﻪ‬ ‫ﹸ‬
  • 189. ‫-٦٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺷﻌﺚ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻟﻴﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺧﻔﺾ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﺍﳋﺸﻮﻉ،‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻻ ﲣﻔﻰ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺸﲑ ﺇﱃ ﺧﻔﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ،‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﺇﳕﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨ‪‬ﺎﺕ«)١(. ﻭﻣﱴ ﱂ ﻳﺮﺩ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ.‬ ‫ﹸ ﻴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ: ﻗﻮﻟﻮﺍ ﳌﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ: ﻻ ﺗﺘﻌﺐ.‬ ‫ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻔﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓ‪‬ﻠ‪‬ﺲ ﺍﻷﻣﺮ، ﻓﻨﺠﺎ‪‬ﺗﻪ ﻣﻨﻪ ﺻﻌﺒﺔ.‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴﺒ ‪‬‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﺮﻓﻮﻋ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﱄ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ: ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺳﻘﻤﻪ ﻓﺈﱐ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﰲ ﺍﺛﻨﺘﲔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ)٢(.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﺮﻓﻮﻋ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊﻨﻈﻠﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﻘ‪‬ﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺭﺍﻫﺐ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﲰﻌﺎﻥ، ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ‬ ‫ﺻﻮﻣﻌﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻳﺎ ﲰﻌﺎﻥ: ﻣﻨﺬ ﻛﻢ ﺃﻧﺖ ﰲ ﺻﻮﻣﻌﺘﻚ ﻫﺬﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌﲔ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﻃﻌﺎ ‪‬ﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺣﻨﻴﻔﻲ ﻭﻣﺎ ﺩﻋﺎﻙ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﻠﺖ: ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻢ. ﻗﺎﻝ: ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ‪‬ﺼﺔ. ﻗﻠﺖ: ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻴﺞ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ ﺣﱴ ﺗﻜﻔﻴﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﳊ ‪‬ﺼ ﹸ؟ ﻗﺎﻝ: ﺗﺮﻯ‬ ‫ﻤ ﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲪ ﹲ‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲝﺬﺍِﺋﻚ‪‬؟ ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺇ‪‬ﻢ ﻳﺄﺗﻮﻧﲏ ﰲ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻓﻴﺰﻳﻨﻮﻥ ﺻﻮﻣﻌﱵ‬ ‫ﻭﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﺣﻮﳍﺎ ﻳﻌﻈﻤﻮﻧﲏ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺗﺜﺎﻗﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺫﻛﺮ‪‬ﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ.‬ ‫ﻓﺄﻧﺎ ﺍﺣﺘﻤﻞ ﺟﻬﺪ ﺳﻨﺔ ﻟﻌﺰ ﺳﺎﻋﺔ، ﻓﺎﺣﺘﻤﻞ ﻳﺎ ﺣﻨﻴﻔﻲ ﺟﻬﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻌﺰ ﺍﻷﺑﺪ. ﻓﻮﻗﺮ ﰲ ﻗﻠﱯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺯﻳﺪﻙ. ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﺍﻧﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﻣﻌﺔ ﻓﱰﻟﺖ ﻓﺄﺩﱃ ﺇﱄ ﺭﻛﻮﺓ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﱠ ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺸﺮﻭﻥ ‪‬ﺼﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺍﺩﺧﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺮ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻭﺍ ﻣﺎ ﺃﺩﻟﻴﺖ ﺇﻟﻴﻚ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺮ‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﲪ ﹰ‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺣﻨﻴﻔﻲ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﱃ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ؟ ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ، ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺑﻪ؟ ﳓﻦ ﺃﺣﻖ، ﺳﺎﻭﻡ، ﻗﻠﺖ: ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ، ﻓﺄﻋﻄﻮﱐ ﻋﺸﺮﻳﲏ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ، ﻓﺮﺟﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﻮﺣﻰ )١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٧٠٩١/٥٥١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٤٤٢.‬
  • 190. ‫-٧٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻟﻮ ﺳﺎﻭﻣﺘﻬﻢ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻔﹰﺎ ﻷﻋﻄﻮﻙ، ﻭﻫﺬﺍ ﻋﺰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺒﺪﻩ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺰ ﻣﻦ ﺗﻌﺒﺪﻩ ﻳﺎ ﺣﻨﻴﻔﻲ، ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻚ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﳋﻮﻑ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺎﺀ ﺳﺘﺮ ﺍﻟﺼﺎﳊﻮﻥ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﺣﺬﺭ‪‬ﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻬﺑﺮ ‪‬ﻮﻫﺎ ﺑﻀ ‪‬ﻫﺎ، ﻓﻜﺎﻥ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻳﻀﺤﻚ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﺒﻜﻲ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺫﻳﻞ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎﱐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﻮﻝ،‬ ‫ﱢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﻣﺮﺽ ﻳﺮﻯ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺍﻷﺻﺤﺎﺀ.‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻋﻦ ﺑ ﱠﺎﺭ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ‪‬ﻨ‪‬ﺒﻪ‬ ‫ﻣ ٍ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺰﺍﺭ ﻓﻴﻌﻈﻬﻢ ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﺎ ﻗﺪ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻓﺎﺭﻗﻨﺎ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ، ﻭﻗﺪ ﺧﻔﺖ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﰲ‬ ‫ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ، ﺃﺭﺍﻧﺎ ‪‬ﺤﺐ ﺃﺣ ‪‬ﻧﺎ ﺃﻥ ‪‬ﻘﻀﻰ ﻟﻪ ﺣﺎﺟﺘﻪ، ﻭﺇﻥ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺑﻴﻌ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﳌﻜﺎﻥ ﺩﻳﻨﻪ،‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﺪ ﺗ‬ ‫ﻭﺇﻥ ﹸﻘﻲ ﺣ‪‬ﻲ ﻭﻭﱢﺮ ﳌﻜﺎﻥ ﺩﻳﻨﻪ، ﻓﺸﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺣﱴ ﺑﻠﻎ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﻌﺠﺐ ﺑﻪ ﻓﺮﻛﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟ ‪‬ﻴ ‪‬ﻗ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻠﻚ ﻗﺪ ﺃﺗﺎﻙ ﻟﻴﺴﱢﻢ ﻋﻠﻴﻚ،‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﻳﺼﻨ ‪‬؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻠﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻋﻈﺖ ﺑﻪ، ﻓﺴﺄﻝ ﻏﻼﻣﻪ: ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﻃﻌﺎ ‪‬؟ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻊ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﲦﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺠﺮ ﳑﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻄﺮ ﺑﻪ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﺄﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺢ ﻓﻮﺿﻊ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ، ﻓﺄﺧﺬ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻻ ﻳﻔﻄﺮ، ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﺈﺟﺎﺑﺔ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺧﻔﻴﺔ ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻳﺄﻛﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳌﻠﻚ: ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ؟ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻫﻮ ﻫﺬﺍ. ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻛﻞ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺧﲑ ﻓﺄﺩﺑﺮ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺻﺮﻓﻚ ﻋﲏ ﲟﺎ ﺻﺮﻓﻚ ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﻭﻫﺐ، ﺃﻧﻪ ﳌﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﳌﻠﻚ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻓﺠﻌﻞ ﳚﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﺒﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻠﻘﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻭﻳﻐﻤﺴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻓﻴﺄﻛﻞ ﺃﻛﻼ ﻋﻨﻴﻔﹰﺎ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳌﻠﻚ: ﻛﻴﻒ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﻓﻼﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻟﻨﺎﺱ. ﻓﺮﺩ ﺍﳌﻠﻚ ﻋﻨﺎﻥ ﺩﺍﺑﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺧﲑ. ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺫﻫﺒﻪ ﻋﲏ ﻭﻫﻮ ﻻﺋﻢ ﱄ.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٩٢.‬
  • 191. ‫-٨٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﻮﱄ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﺛﺪ ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻠﺒﺲ ﻓﺮﻭﺓ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﳉﻠﺪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺍﻟﺼﻮﻑ ﺧﺎﺭﺟ‪‬ﺎ ﻭﺃﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﺭﻏﻴﻔﹰﺎ ﻭﻋﺮﻗﹰﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺧﺮﺝ ﺑﻼ ﺭﺩﺍﺀ ﻭﻻ ﻗﻠﻨﺴﻮﺓ ﻭﻻ ﻧﻌﻞ ﻭﻻ ﺧﻒ ﻓﺠﻌﻞ ﳝﺸﻲ ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﻳﺄﻛﻞ. ﻓﻘﻴﻞ‬ ‫ﻟﻠﻮﻟﻴﺪ: ﺇﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﻭﺃﺧﱪ ﲟﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﺘﺮﻛﻪ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﺜﲑ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻇﺎﻫﺮ‪‬ﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨ‪‬ﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺑﺘﺮﻛﻪ ﻟﻠ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻭ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻓﻴﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﱪ ﻛﻤﺎ ﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻧﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﺼﺘﻪ ﻣﻊ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ، ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﰲ ﺯﻫﺪﻩ ﻷﻛﻞ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻨﻤﺤﻲ ﺑﻪ ﺟﺎﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻳﻘﻄﻊ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻫﻨﺪ، ﺻﺎﻡ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﱂ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺃﻫﻠﻪ، ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻏﺬﺍﺀﻩ ﻭﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻴﺘﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﺄﻫﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻛﻞ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻛﻞ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻫﻜﺬﺍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ: ﻣﻦ ﹸﻮ‪‬ﺗﻪ ﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﰲ ﻣﺴﺠﺪ ﺃﻭ ﺭﺑﺎﻁ ﺃﻭ ﺟﺒﻞ ﻓﻠﺬ‪‬ﺗﻪ ﻋﻠ ‪ ‬ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﱠ ‪ِ ‬ﹾﻢ‬ ‫ﻗ ‪‬‬ ‫ﺑﺎﻧﻔﺮﺍﺩﻩ ﻭﺭﲟﺎ ﺍﺣﺘﺞ ﻻﻧﻘﻄﺎﻋﻪ ﺑﺄﱐ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﰲ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﺍﳌﻨﻜﺮﺍﺕ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺎﺻﺪ: ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻧﻪ ﳜﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻘﺼﺮﻭﺍ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﺪﻣﺘﻪ، ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺣﻔﻆ ﻧﺎﻣﻮﺳﻪ ﻭﺭﻳﺎﺳﺘﻪ، ﻓﺈﻥ ﳐﺎﻟﻄﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪‬ﺬﻫﺐ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻳﺒﻘﻰ ﺇﻃﺮﺍﺅﻩ ﻭﺫﻛﺮﻩ.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﺳﺘﺮ ﻋﻴﻮﺑﻪ ﻭﻣﻘﺎﲝﻪ ﻭﺟﻬﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻓﲑﻯ ﻫﺬﺍ، ﻭﳛﺐ ﺃﻥ ‪‬ﺰﺍﺭ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﺰﻭﺭ، ﻭﻳﻔﺮﺡ ﲟﺠﻲﺀ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﻭﺗﻘﺒﻴﻠﻬﻢ ﻳﺪﻩ، ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺮﻙ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﻭﺷﻬﻮﺩ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺍﻋﺬﺭﻭﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻬﺬﻩ ﻋﺎﺩﺗﻪ - ﻻ ﻛﺎﻧﺖ‬
  • 192. ‫-٩٨١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﺎﺩﺓ ﲣﺎﻟﻒ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻳﻌﺔ-.‬ ‫‪ ‬ﺸ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﻟﻮ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻳﻪ ﻟﻪ ﺻﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻮﻉ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﺌﻼ ﳜﺮﺝ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻴﻀﻴﻊ ﺟﺎﻫﻪ ﳌﺸﻴﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻮﺍ ‪ ،‬ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ‬ ‫ﻡ‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻻﻧﻘﻄﻌﺖ ﻋﻨﻪ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﳜﺮﺝ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻕ ﻭﻳﺸﺘﺮﻱ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﳛﻤﻠﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ)١(.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳛﻤﻞ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻓﻴﺒﻴﻊ ﻭﻳﺸﺘﺮﻱ.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻗﺎﻝ: ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﻗﺎﻝ: ﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺣﺰﻣﺔ ﺣﻄﺐٍ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻧﺎﺱ: ﻣﺎ ﳛﻤﹸﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﻏﻨﺎﻙ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺩﻓﻊ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﱐ ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻻ ﻳﺪﺧﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉ‪‬ﺔ ﻋﺒﺪ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒ‪‬ﺮ«)٢(.‬ ‫ِ‬ ‫ﹸ ‪ٍ‬‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻭﳓﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺬﻝ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﺗﻐﲑﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﺗﻐﲑﺕ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﺍﳌﻼﺑﺲ، ﻓﻼ ﺃﺭﻯ‬ ‫ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺣﺎﺟﺘﻪ؛ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﺸﻒ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻪ‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﺸﺮﻭﻉ، ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﳍﻴﺒﺔ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ )٤٩٥٦(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/٢٢١ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﻓﻴﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺍﻟﺒﺼﺮﻯ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻰ ﰱ ﲣﺮﻳﺞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ٢/١٤٢: »ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺑﺴﻨﺪ‬ ‫ﺿﻌﻴﻒ ﰱ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﺴﺮﺍﻭﻳﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺷﺘﺮﺍﻩ«، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﻛﺸﻒ ﺍﳋﻔﺎﺀ ٢/٥٢، ﻭﺇﲢﺎﻑ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺘﻘﲔ‬ ‫٦/١٧٣.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻛﻤﺎ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٩٩ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ: »ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ«‬ ‫ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٣/٦١٣ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﱂ ﳜﺮﺟﺎﻩ« ﻭﺗﻌﻘﺒﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﺑﻘﻮﻟﻪ: »ﺳﺎﱂ‬ ‫ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺍﻩ«. ﻟﻜﻦ ﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ‬ ‫)١٩/٧٤١ ــ ٩٤١(.‬
  • 193. ‫-٠٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻻ ﳝﻨﻊ ﻣﻨﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛ ﱡ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﳑﺎ ﻻ ﻳﺘﻐﲑ ﺑﻪ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻣﺌﺬ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻞ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ‪‬ﻔﻌﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ: ﻛﻨﺎ ﻧﻀﺤﻚ ﻭﳕﺰﺡ ﻓﺈﺫﺍ ﺻﺮﻧﺎ ‪‬ﻘﺘﺪﻯ ﺑﻨﺎ ﻓﻼ ﺃﺭﻯ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﻌﻨﺎ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻳﺘﻤﺎﺯﺣﻮﻥ ﻓﺪﻕ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ‬ ‫‪ ‬ﹲ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﺕ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ: ‪‬ﻌﻠ ‪‬ﻨﺎ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﺃﻛﺮﻩ ﺃﻥ ‪‬ﻌﺼﻰ ﺍﷲ ﻓﻴﻜﻢ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺗ ﱢﻤ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺇﳕﺎ ﺧﺎﻑ ﻗﻮﻝ ﺍﳉﻬﻠﺔ، ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ،‬ ‫ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻻ ﳛﺘﻤﻠﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻠ ‪‬ﺘﻌ‪‬ﺪﻳﻦ.‬ ‫ﻤ ﺒ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫)١(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻡ ﻟﻮ ﺳﺌﻞ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﻠﲔ ﻣﻦ ﺛﻮﺑﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻟﺌﻼ ﻳﺘﻮﻛﺲ‬ ‫ﺟﺎﻫﻪ ﰲ ﺍﻟﺰﻫﺪ، ﻭﻟﻮ ﺧﺮﺝ ﺭﻭﺣﻪ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺮﻭﻧﻪ، ﻭﳛﻔﻆ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﺒﺴﻢ ﻓﻀﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﻚ، ﻭﻳﻮﳘﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﳋﻠﻖ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺭﻳﺎﺀ ﳛﻔﻆ ﺑﻪ ﻗﺎﻧﻮﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻣﻄﺄﻃﻰﺀ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﳊﺰﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﺧﻼ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻟﻴﺚ ﺷﺮﻯ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﻋﻨﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺎﻥ‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ‪‬ﺒﻴﻖ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺃﺳﺒﺎﻁ: ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻣﻨﺒﺞ ﺭﺍﺟﻼ ﺣﱴ ﺃﺗﻴﺖ ﺍﳌﺼﻴﺼﺔ ﻭﺟﺮﺍﰊ ﻋﻠﻰ ﻋ‪‬ﻘﻲ. ﻓﻘﺎﻡ ﺫﺍ ﻣﻦ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺣﺎﻧﻮﺗﻪ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﻭﺫﺍ ﻳﺴﻠﻢ، ﻓﻄﺮﺣﺖ ﺟﺮﺍﰊ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺃﺻﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﻓﺄﺣﺪﻗﻮﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﰊ ﻓﻄﻠﻊ ﺭﺟﻞ ﰲ ﻭﺟﻬﻲ، ﻓﻘﻠﺖ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ: ﻛﻤﻞ ﺑﻘﺎﺀ ﻗﻠﱯ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺟﺮﺍﰊ‬ ‫ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺑﻌﺮﻗﻲ ﻭﻋﻨﺎﺋﻲ ﺇﱃ ﻣﻨﺒﺞ ﻓﻤﺎ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﱃ ﻗﻠﱯ ﺳﻨﲔ)٢(.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫)١( ﻳﺘﻮﻛﺲ: ﻭﻛﺲ ﺍﻟﺸﻰﺀ ﺃﻯ: ﻧﻘﺺ.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٤٤٢.‬
  • 194. ‫-١٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫ‪‬ﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍ ﹸﺨ ‪‬ﻕ ﻭﻻ ﳜﻴﻄﻪ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺇﺻﻼﺡ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻭﺗﺴﺮﻳﺢ‬ ‫ﳌ ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﳊﻴﺘﻪ ﻟ‪‬ﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺧﲑ. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﰲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺇﻋﺮﺍﺿﻪ ﻋﻦ ﺃﻏﺮﺍﺿﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﺪﺍﻭﺩ ﺍﻟ ﱠﺎﺋﻲ: ﺃﻻ ‪‬ﺴ ‪‬ﺡ ﳊﻴﺘﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﻋﻨﻬﺎ ﳌﺸﻐﻮﻝ،‬ ‫ﺗ ﺮ‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﻠﻚ ﻏﲑ ﺍﳉﺎ ‪‬ﺓ، ﺇﺫ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺮ ‪‬ﻮﻝ ﻭﻻ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ‪‬ﺴ ‪‬ﺡ‬ ‫ﻳ ﺮ‪‬‬ ‫‪‬ﺳ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺷﻌﺮﻩ)١( ﻭﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﺮﺁﺓ ﻭﻳ ‪‬ﻫﻦ)٢( ﻭﻳﺘﻄﻴﺐ)٣( ﻭﻫﻮ ﺃﺷﻐﻞ ﺍﳋﻠﻖ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺪ ‪‬‬ ‫ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﳜﻀﺒﺎﻥ ﺑﺎﳊﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺘﻢ ﻭﳘﺎ ﺃﺧﻮﻑ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺃﺯﻫﺪﻫﻢ. ﻓﻤﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍ ‪‬ﻋﻰ ‪‬ﺗﺒﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ ﱂ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﺩ ﺭ ﹰ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ، ﻭﻳﻨﻔﺮﺩ ﻋﻦ ﳐﺎﻟﻄﺔ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻴﺆﺫﻳﻬﻢ ﺑ ﹸﺒﺢ ﺃﺧﻼﻗﻪ‬ ‫ﻘ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻧﻘﺒﺎﺿﻪ ﻭﻳﻨﺴﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﺇﻥ ﻷﻫﻠﻚ ﻋﻠﻴﻚ ًّﺎ«)٤(. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﺣﻘ‬ ‫ﳝﺰﺡ)٥( ﻓﻴﻼﻋﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ)٦( ﻭﳛﺪﺙ ﺃﺯﻭﺍﺟﻪ، ﻭﺳﺎﺑﻖ ﻋﺎﺋﺸﺔ)٧( ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ‬ ‫ﹶ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٥٢٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳊﻴﺾ )٧٩٢/٦ ــ ٩( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺟﻞ ﺭﺃﺱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪ e‬ﻭﺃﻧﺎ ﺣﺎﺋﺾ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٤٤٣٢/٨٠١(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ )٩٢١٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﲰﺮﺓ، ﻭﻓﻴﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺷﻴﺐ ﺍﻟﻨﱮ ‪e‬؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺩﻫﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﱂ ﻳﺮ ﻣﻨﻪ ﺷﻰﺀ، ﻭﺇﺫﺍ ﱂ‬ ‫ﻳﺪﻫﻦ ﺭﺋﻰ ﻣﻨﻪ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٨٢٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳊﺞ )٩٨١١/٧٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﻨﺖ ﺃﻃﻴﺐ ﺍﻟﻨﱮ ‪ e‬ﻋﻨﺪ ﺇﺣﺮﺍﻣﻪ ﺑﺄﻃﻴﺐ ﻣﺎ ﺃﺟﺪ.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺼﻮﻡ )٥٧٩١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٩٥١١/٢٨١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ.‬ ‫)٥( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ )٠٩٩١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٢/٠٤٣، ٠٦٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٦( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٩٢١٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻵﺩﺍﺏ )٠٥١٢/٠٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫)٧( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٨٧٥٢(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٣٤٩٨،‬ ‫٥٤٩٨(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٩٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ. ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ، ﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ‬ ‫=‬
  • 195. ‫-٢٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ.‬ ‫ﻓﻬﺬﺍ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪ ﺍﳉﺎﻋﻞ ﺯﻭﺟﺘ‪‬ﻪ ﻛﺎﻷ‪‬ﻢ ﻭﻭﻟﺪ‪‬ﻩ ﻛﺎﻟﻴﺘﻴﻢ ﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻩ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻗﺒﺢ ﺃﺧﻼﻗﻪ ﻷﻧﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ - ﻟﻘﱠﺔ ﻋﻠﻤﻪ - ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺒﺴﺎﻁ ﺇﱃ ﺍﻷﻫﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﺓ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ ﳉﺎﺑﺮ: »ﻫﻼ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺑﻜﺮ‪‬ﺍ ﺗﻼﻋ‪‬ﻬﺎ ﻭﺗﻼﻋ‪‬ﻚ«)١(.‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪ ﺍﻟﺘﺠﻔﻒ ﻓﺘﺮﻙ ﻣﺒﺎﺿﻌﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻓ‪‬ﻀ‪‬ﻊ ﻓﺮﺿ‪‬ﺎ ﺑﻨﺎﻓﻠﺔ ﻏﲑ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻴ ﻴ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﳑﺪﻭﺣﺔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻴﻌﺠﺒﻪ، ﻓﻠﻮ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻭﺗﺎﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺣﻘﹰﺎ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺮ ‪‬ﺪ ﻟﻈﻬﻮﺭ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﳜﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻗﺪﺭ ﺃﻥ ﳝﺸﻲ‬ ‫ﺻ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﺽ ﻟﻪ ﺃﻣﺮ ﻓﺪﻋﺎ ﻓﻠﻢ ‪‬ﺠﺐ ﺗﺬ ‪‬ﺮ ﰲ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺃﺟﲑ ﻳﻄﻠﺐ ﺃﺟﺮ ﻋﻤﻠﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻮ ﺭﺯِﻕ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﳑﻠﻮﻙ ﻭﺍﳌﻤﻠﻮﻙ ﻻ ﳝ ‪ ‬ﺑﻌﻤﻠﻪ، ﻭﻟﻮ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ‬ ‫‪‬ﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﺮﺃﻯ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻜﺮ ﻓﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﺧﻮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ‬ ‫‪ ‬ﹸ‪‬‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺗﻘﻮﻝ: ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻗﱠﺔ ﺻﺪﻗﻲ ﰲ ﻗﻮﱄ. ﻭﻗﻴﻞ ﳍﺎ: ﻫﻞ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻤﻼ ﺗﺮﻳﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺃﻧﻪ ‪‬ﻘﺒﻞ ﻣﻨﻚ. ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻤﺨﺎﻓﱵ ﺃﻥ ‪‬ﺮﺩ ﻋﻠﻲ.‬ ‫ﻳ ‪ ‬‬ ‫ﻳ ﹸ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃ‪‬ﻢ‬ ‫ﺰ‬ ‫=‬ ‫)٣٨٤٢(، ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )١٣١(.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٩٧٠٥، ٠٨٠٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺮﺿﺎﻉ )٥١٧/٥٤ ــ‬ ‫٧٥(.‬
  • 196. ‫-٣٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ ﻭﻻ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮﻥ ﺇﱃ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﳋﺮﺍﺯ‬ ‫ﺻﺎﳊﹰﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻟﻘﻨﲏ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺷﻬﺮ‬ ‫ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻓﻜﺎﻥ ﳜﺎﻃﺐ ﺑﺂﻱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻮﺍﺋﺞ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﰲ ﺇﺫﻧﻪ: ﴿ﺃﺩﺧﻠﻮﺍ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﺏ﴾ ]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٣٢[، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻻﺑﻨﻪ ﰲ ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﴿ﻣﻦ ﺑﻘﻠﻬﺎ ﻭﻗﺜﺎﺋﻬﺎ﴾‬ ‫]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ١٦[، ﺁﻣﺮ‪‬ﺍ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺍﻟﺒﻘﻞ.‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﻘﺪﻩ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻫﻮ ﻣﻌﺼﻴ ﹲ، ﻓﺼ ‪‬ﺐ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﺔ ﻌ‬ ‫ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﹸ‪‬ﻧﺰﻝ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ، ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﲟﺜﺎﺑﺔ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃِﹶ‬ ‫ﺻ ‪‬ﻙ ﺍﻟﺴﺪ‪‬ﺭ ﻭﺍ ُﺷﻨﺎﻥ ﰲ ﻭﺭﻕ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﺃﻭ ﺗﻮﺳﺪﻙ ﻟﻪ. ﻓﻬﺠﺮﱐ ﻭﱂ ‪‬ﺼﻎ ﺇﱃ ﺍﳊﺠﺔ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺮ ‪ ‬ﻷ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻓﻴﻔﱵ ﺑﻪ ﺣﺪﺛﲏ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺣﻜﻴﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻃﻠﻘﺖ ﺛﻼﺛﹰﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻮﻟﺪﺕ ﺫﻛﺮ‪‬ﺍ ﻫﻞ ﲢﻞ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻻ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺪﺣﺎﱄ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺸﻬﻮﺭ‪‬ﺍ ﺑﺎﻟﺰﻫﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ. ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱄ: ﺑﻞ ﲢﻞ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻬﺑﺬﺍ ﺃﺣﺪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﻟﻘﺪ ﺃﻓﺘﻴﺖ ﻬﺑﺬﺍ ﻣﻦ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﳉﻬﻞ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﻭﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﺣِﻔﻆ ﺍﳉﺎﻩ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﺃﻥ ‪‬ﺮﻯ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺑﻌﲔ ﺍﳉﻬﻞ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﻣﻊ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ‪‬ﻔﱵ ﻷﻧﻪ ﱂ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳚﻤﻊ ‪‬ﺮﻭﻁ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ، ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻮ ﺭﺃﻭﺍ ﲣﺒﻴﻂ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻌﺎﺕ.‬ ‫ﺷ‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺷﺒﺔ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺣﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺮﺍﺳﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻗﺪﻡ؟ ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ‬ ‫ﺯﻫﺪﻩ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻭﻣﻦ ﻭﺭﻋﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﳌﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎ.‬ ‫ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺫ ‪‬ﻬﻢ‬ ‫ﻣ‬
  • 197. ‫-٤٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ: ﺍﺣﺘﻘﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺫﻣ ‪‬ﻢ ﺇ‪‬ﺎﻫﻢ، ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻬ ﻳ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﻟﻮ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺃ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻌ ‪‬ﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻛﺎﻟ‪‬ﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺼﺤﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟ‪‬ﺼﺮﺍﺀ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﺩﱠﻟﺔ‬ ‫ُ ﹸ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺍﳋﻠﻖ ﻭﺭﺍﺀﻫﻢ، ﻭﺳﻠﻴﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﳝﺸﻲ ﻭﺣﺪﻩ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ ﻟﻌﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: »ﻭﺍﷲ ﻷﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﺍﷲ ﺑﻚ ﺭﺟﻼ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﺧﲑ ﻟﻚ ﻣﻦ ‪‬ﻤﺮ ﺍﻟﻨﻌﻢ«)١(.‬ ‫ﺣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗﻔ ‪‬ﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ‬ ‫ﺴ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﳑﺎ ﻳﻌﻴﺒﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ: ﺗﻔﺴﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻘﻮﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﻴﺒﻮﻥ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ، ﻭﻟﻮ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﻣﻌﲎ ﺍﳌﺒﺎﺡ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ‪‬ﺬﻡ ﻓﺎﻋﻠ ‪،‬‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﹸﻪ‬ ‫ﻭﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻏﲑﻩ ﺃﻭﱃ ﻣﻨﻪ، ﺃﻓﻴﺤﺴﻦ ﳌﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﻔﺮﺽ‬ ‫ﻭﻧﺎﻡ؟!‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳋﻮﻻﱐ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳋ ‪‬ﺍﺹ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﺎﰎ ﺍﻷﺻ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﻨﺎ ﻣﻊ ﺣﺎﰎ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻱ ﻭﻣﻌﻪ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ﻢ‬ ‫ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﳊﺞ، ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﺍﻟﺰﺭﻣﺎﻧﻘﺎﺕ)٢( ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻌﻪ ﺟﺮﺍﺏ ﻭﻻ ﻃﻌﺎﻡ، ﻓﱰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻣﺘﻨﺴﻚ ﻓﻀﺎﻓﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ، ﻗﺎﻝ ﳊﺎﰎ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻟﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﺈﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻮﺩ ﻓﻘﻴﻬ‪‬ﺎ ﻟﻨﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻞ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﻓﻘﻴﻪ ﻋﻠﻴﻞ ﻓﻌﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﳍﺎ ﻓﻀﻞ ﻛﺒﲑ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٢٤٩٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٦٠٤٢/٤٣( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ.‬ ‫)٢( ﺍﻟﺰﺭﻣﺎﻧﻘﺔ: ﺟﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻑ.‬
  • 198. ‫-٥٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺟﻲﺀ ﻣﻌﻚ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻴﻞ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺮ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﺮ ﺑﻨﺎ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﻱ‬ ‫ُ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻓﺠﺎﺀﻭﺍ ﺇﱃ ﺑﺎﺏ ﺩﺍﺭﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺒﻮﺍﺏ، ﻓﺒﻘﻲ ﺣﺎﰎ ﻣﺘﻔﻜﺮ‪‬ﺍ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﺩﺍﺭ ﻋﺎﱂ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻝ، ﰒ ﺃﺫﻥ ﳍﻢ ﻓﺪﺧﻠﻮﺍ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺪﺍﺭ ﻗﻮﺭﺍﺀ ﻭﺁﻟﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﺑﺰﺓ ﻭﻓﺮﺵ ﻭﺳﺘﻮﺭ،‬ ‫ﻓﺒﻘﻲ ﺣﺎﰎ ﻣﺘﻔﻜﺮ‪‬ﺍ ﻳﻨﻈﺮ ﺣﱴ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻔﺮﺍﺵ‬ ‫ﺣﺴﻦ ﻭﻃﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺍﻗﺪ، ﻭﻋﻨﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﺬ‪‬ﺑﺔ ﻭﻧﺎﺱ ﻭﻗﻮﻑ؛ ﻓﻘﻌﺪ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻭﺑﻘﻲ ﺣﺎﰎ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻤ‪‬ﺎ ﻓﺄﻭﻣﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺑﻴﺪﻩ ﺃﻥ ﺍﺟﻠﺲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻻ ﺃﺟﻠ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻣﻘﺎﺗﻞ: ﻓﻠﻚ ﺣﺎﺟ ﹲ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﻫﻲ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻋﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﺳﺄﻟﲏ،‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻗﻢ ﻓﺎﺳﺘﻮ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﺣﱴ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﺄﻣﺮ ﻏﻠﻤﺎﻧﻪ ﻓﺄﺳﻨﺪﻭﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻋﻠﻤﻚ‬ ‫ﹸ‪ِ ‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺌﺖ ﺑﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺣ ‪‬ﺛﲏ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻋ ‪‬ﻦ ﺃﺧﺬﻭﻩ؟‬ ‫ﻤ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻋ ‪‬ﻦ ﺃﺧﺬﻭﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻤﻦ ﺃﺧﺬﻭﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀ‬ ‫ﺑﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻦ ﺟﱪﻳﻞ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻓﻔﻴﻢ ﺃ ‪‬ﺍﻩ ﺟﱪﻳﻞ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺩ‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺃﺩﺍﻩ ﺍﻟﻨﱯ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﺃﺩﺍﻩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺇﱃ ﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ، ﻭﺃﺩﺍﻩ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻷﺋﻤﺔ،‬ ‫ﻭﺃﺩﺍﻩ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ، ﻭﺃﺩﺍﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﺇﻟﻴﻜﻢ، ﻫﻞ ﲰﻌﺖ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﺭﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﻓﺮﺍﺷﻪ ﺃﻟﲔ ﻭﺯﻳﻨ‪‬ﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ، ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﳌﱰﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻛﱪ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﻴﻒ ﲰﻌﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﻦ ﺯﻫﺪ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻭﺭﻏﺐ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﺃﺣﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﻗ ‪‬ﻡ ﻵﺧﺮﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻪ ﻣﱰﻟﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺃﻗﺮﺏ؛ ﻗﺎﻝ ﺣﺎﰎ:‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺃﻧﺖ ﲟﻦ ﺍﻗﺘﺪﻳﺖ ﺃﺑﺎﻟﻨﱯ ﻭﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮﻫﻢ ﺃﻭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﳕﺮﻭﺫ؟ ﻓﺈ‪‬ﻤﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺑﲎ ﺑﺎﳉﺺ ﻭﺍﻵﺟ ‪.‬‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﻳﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺀ ﺇﻥ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﳌﺘﻜﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺍﻟﺮﺍﻏﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺃﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻧﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻣﺮﺿ‪‬ﺎ ﻭﺑﻠﻎ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺍﻟﺮﻱ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﺑﲔ ﺣﺎﰎ ﻭﺑﲔ ﺍﺑﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﳊﺎﰎ: ﺇﻥ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ‪‬ﺒﻴﺪ ﺍﻟﻄﻨﺎﻓﺴﻲ‬ ‫ﻋ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻘﺰﻭﻳﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ، ﻓﺼﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺍﳋﻠﻖ ﳛﺪﺛﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺭﲪﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﺠﻤﻲ ﺟﺌﺘﻚ ﻟﺘﻌﻠﻤﲏ ﻣﺒﺪﺃ ﺩﻳﲏ ﻭﻣﻔﺘﺎﺡ ﺻﻼﰐ ﻛﻴﻒ ﺃﺗﻮﺿﺄ ﻟﻠﺼﻼﺓ،‬
  • 199. ‫-٦٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻳﺎ ﻏﻼﻡ، ﺇﻧﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ٌ، ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺑﺈﻧﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﺀ ﻓﻘﻌﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ‪‬ﺒﻴﺪ ﻓﺘﻮ ‪‬ﺄ‬ ‫ﺿ‬ ‫ﻋ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺀ‬ ‫ً‬ ‫ﺛﻼﺛﹰﺎ ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻫﻜﺬﺍ ﻓﺘﻮﺿﺄ، ﻗﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻣﻜﺎﻧﻚ ﺭﲪﻚ ﺍﷲ ﺣﱴ ﺃﺗﻮﺿﺄ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻚ‬ ‫ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﻭﻛﺪ ﳌﺎ ﺃﺭﻳﺪ، ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﻄﻨﺎﻓﺴﻲ ﻭﻗﻌﺪ ﺣﺎﰎ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻭﻏﺴﻞ ﻭﺟﻬﻪ ﺛﻼﺛﹰﺎ ﺣﱴ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ ﻏﺴﻞ ﺃﺭﺑﻌ‪‬ﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻄﻨﺎﻓﺴﻲ: ﺃﺳﺮﻓﺖ، ﻗﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ ﺃﺳﺮﻓ ‪‬؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺖ‬ ‫ﻏﺴﻠﺖ ﺫﺭﺍﻋﻚ ﺃﺭﺑﻌ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺃﻧﺎ ﰲ ﻛﻒ ﻣﺎﺀ ﺃﺳﺮﻓ ‪ ،‬ﻭﺃﻧﺖ ﰲ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪ ٍ ‬ﺖ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﻩ ﻛﻠﻪ ﱂ ‪‬ﺴﺮﻑ! ﻓﻌﻠﻢ ﺍﻟﻄﻨﺎﻓﺴﻲ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﱂ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﺧﺮﺝ ﺣﺎﰎ ﺇﱃ ﺍﳊﺠﺎﺯ ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﳜﺼﻢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﺩﺧﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺃﻱ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﺬﻩ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﻳﻦ ﻗﺼﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺣﱴ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺄﺻﻠﻲ ﻓﻴﻪ ﺭﻛﻌﺘﲔ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺼﺮ، ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﻴﺖ‬ ‫ﻻﻃِــﺊ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﻳﻦ ﻗﺼﻮﺭ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺃﺯﻭﺍﺟﻪ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﻗﺼﻮﺭ ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳍﻢ ﺑﻴﻮﺕ ﻻﻃﺌﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻓﻬﺬﻩ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﺒﻮﻩ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺍﱄ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﻤﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﻩ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﱄ: ﱂ ﻗﻠﺖ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ ﺣﺎﰎ: ﻻ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗﻌﺠﻞ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻣﲑ ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ ﺩﺧﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺃﻱ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﺬﻩ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﻗﺼﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻗﺼﻮﺭ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﳍﻢ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺑﻴﻮﺕ ﻻﻃﺌﺔ، ﻭﲰﻌﺖ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﴿ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﰱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺳﻮﺓ ﺣﺴﻨﺔ﴾‬ ‫]ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: ١٢[، ﻓﺄﻧﺘﻢ ﲟﻦ ﺗﺄ ‪‬ﻴ‪‬ﻢ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻭ ﺑﻔﺮﻋﻮﻥ)١(.‬ ‫ﺳﺘ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻗﻠﺖ: ﺍﻟﻮﻳﻞ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﻌﻠﻤﻪ ﻓﲑﻯ ﺍﻟﻔﻀﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻓﺮﺿ‪‬ﺎ. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻜﺮﻩ ﻣﺒﺎﺡ، ﻭﺍﳌﺒﺎﺡ ﻣﺄﺫﻭﻥ ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﻳﺄﺫﻥ ﰲ ﺷﻲﺀ ﰒ ﻳﻌﺎﺗﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻤﺎ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﳉﻬﻞ.‬ ‫ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ: ﻟﻮ ﻗﺼﺮ‪‬ﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﻟﺘﻘﺘﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﺣﺎﻟﺔ، ﻭﻟﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫ﲰﻊ ﻫﺬﺍ ﺑﺄﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﺑﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ‬ ‫ﺰ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٠٨٠٣٨.‬
  • 200. ‫-٧٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﻭﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺧﻠ ﹸﻮﺍ ﻣﺎﻻ ﻋﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﺃ‪‬ﺮﺍﻩ ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﻯ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﱠﻔ ﹰ‬ ‫ﲤﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺭﻱ ‪‬ﱠﺔ ﺑﺄﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻓﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺍﻟﺘﻌﱡﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﺣﻠ ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﺈﺫﺍ ﱂ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻓﻠﻴﺴ ﹸﺖ، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺑﺎﳉﻮﺯ)١(.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﺍﷲ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻌﺐ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺑﺎﳉﻮﺯ)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺳﻢ ﻗﺪﱘ ﳍﻢ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ‬ ‫ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﻭﺍﳌﺂﺏ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﻟﺰ ‪‬ﺎﺩ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓ‪‬ﺔ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ، ﺇﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺼ ﻴﹸ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﻭﺗﻮﺳ ‪‬ﻮﺍ ﺑﺴﻤﺎﺕ ﻓﺎﺣﺘﺠﻨﺎ ﺇﱃ ﺇﻓﺮﺍﺩﻫﻢ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ، ﻭﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﺘﺪﺍﺅﻫﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﺍﻟﻜﻠﻲ، ﰒ ﺗﺮ ‪‬ﺺ ﺍﳌﻨﺘﺴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻗﺺ ﻓﻤﺎﻝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻃﻼﺏ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﳌﺎ ‪‬ﻈﻬﺮﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟ‪‬ﺰ ‪‬ﺪ، ﻭﻣﺎﻝ‬ ‫ﺘﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻃ ﱠﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﳌﺎ ﻳﺮﻭﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﱠﻌﺐ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻛﺸﻒ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻼ ﺪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﻜﺸﻒ ﺃﺻﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﻓﺮﻭﻋﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺷﺮﺡ ﺃﻣﻮﺭﻫﺎ، ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺆﻣﻦ. ﰒ ﺣﺪﺙ ﺍﺳﻢ ﺯﺍﻫﺪ ﻭﻋﺎﺑﺪ، ﰒ ﻧﺸﺄ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺗﻌﱠﻘﻮﺍ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻫﺪ ﻭﺍﻟﺘﻌ‪‬ﺪ ﻓﺘﺨﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺍﻧﻘﻄﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﲣﺬﻭﺍ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﺮ ‪‬ﻭﺍ ﻬﺑﺎ، ﻭﺃﺧﻼﻗﹰﺎ ﲣﻠ ﹸﻮﺍ ﻬﺑﺎ، ﻭﺭﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ‬ ‫ﱠﻘ‬ ‫‪‬ﺩ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/٦٧٣.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٦/٢٥١، ٣٥١.‬
  • 201. ‫-٨٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﲞﺪﻣﺔ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﺪ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺻﻮﻓﺔ، ﻭﺍﲰﻪ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺍﺑﻦ ‪‬ﺮ ﻓﺎﻧﺘﺴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﳌﺸﺎﻬﺑﺘﻬﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﰲ ﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻓﺴ ‪‬ﻮﺍ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻣ‪‬‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳊ‪‬ﺎﻝ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﻭﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ: ﺇﱃ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ‪‬ﻨﺴﺐ ﺍﻟﺼﻮ ﱡ؟‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﰲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻗﻮﻡ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠ‪‬ﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﺻﻮﻓﺔ، ﺍﻧﻘﻄﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻗﻄﻨﻮﺍ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺗﺸ‪‬ﻪ ﻬﺑﻢ ﻓﻬﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓ‪‬ﺔ، ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ: ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﻮﻥ ﺑﺼﻮﻓﺔ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺑﻦ ﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ ﻴ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﲤﻴﻢ ﺍﺑﻦ ‪‬ﺮ.‬ ‫ﻣ‪‬‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺑﻦ ﺑﻜﺎﺭ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﺑﺎﳊﺞ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﻮﺙ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﺮ ﺍﺑﻦ ﺃﺩ ﺑﻦ ﻃﺎﲞﺔ ﰒ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ ‪‬ﻮﻓﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺣﺎﻧﺖ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ: ﺃﺟﺰ ﺻﻮﻓﺔ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺑﲑ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ: ﻭﺻﻮﻓﺔ ﻭﺻﻮﻓﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻭﱄ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﻭ ﻗﺎﻡ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﳌﻨﺎﺳﻚ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ ﺻﻮﻓﺔ‬ ‫ﻭﺻﻮﻓﺎﻥ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺑﲑ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻷﺛﺮﻡ، ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ ﺍﻟﻜﻠﱯ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﺳ ‪‬ﻲ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺑﻦ ﻣﺮ: ﺻﻮﻓﺔ ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻷﻣﻪ ﻭﻟﺪ. ﻓﻨﺬﺭﺕ ﻟﺌﻦ ﻋﺎﺵ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻟﺘﻌﱢﻘﻦ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﺻﻮﻓﺔ ﻭﻟﺘﺠﻌﻠﻨﻪ ﺭﺑﻴﻂ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ. ﻓﻔﻌﻠﺖ. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺻﻮﻓﺔ، ﻭﻟﻮﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ.‬ ‫ﻠ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺑﲑ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ‬ ‫ﻋﻘﺎﻝ ﺑﻦ ﺷ‪‬ﺔ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﲤﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺮ ﻭﻗﺪ ﻭﻟﺪﺕ ﻧﺴﻮﺓ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﷲ ﻋﻠﻲ ﺇﻥ ﻭﻟﺪﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ُﻋ‪‬ﺪ‪‬ﻪ ﻟﻠﺒﻴﺖ، ﻓﻮﻟﺪﺕ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﺑﻦ ‪‬ﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺑﻄﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺍﳊﺮ ﻓﻤ ‪‬ﺕ ﺑﻪ‬ ‫‪  ‬ﺮ‬ ‫ﻣ‪‬‬ ‫ﻷ ﺒ ﻧ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﻭﺍﺳﺘﺮﺧﻰ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﺻﺎﺭ ﺍﺑﲏ ﺇﻻ ﺻﻮﻓﺔ، ﻓﺴﻤﻲ ﺻﻮﻓﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳊﺞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﺔ ﺇﱃ ﻣﲎ ﻭﻣﻦ ﻣﲎ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻟ ‪‬ﻮﻓﺔ.‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻠﻢ ﺗﺰﻝ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﰲ ﻋﻘﺐ ﺻﻮﻓﺔ ﺣﱴ ﺃﺧﺬ‪‬ﺎ ﻋﺪﻭﺍ ﹸ، ﻓﻠﻢ ﺗﺰﻝ ﰲ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺣﱴ‬ ‫ﻥ‬ ‫ﺃﺧﺬ‪‬ﺎ ﹸﺮﻳﺶ.‬ ‫ﻗ ‪‬‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬
  • 202. ‫-٩٩١-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﻗﻮﻡ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻷ‪‬ﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ ﺻﻮﻓﺔ ﰲ ﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻣﺎ ﳍﻢ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﻻ ﻣﺎﻝ ﻓﺒﻨﻴﺖ ﳍﻢ ﺻﻔﺔ ﰲ ﻣﺴﺠﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻗﻴﻞ: ﺃﻫﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻔﺔ.‬ ‫ﺼﱠ‬ ‫‪ ‬ﱠﹲ‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻨﻴﺖ ﺻﻔﺔ ﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ‬ ‫‪ ‬ﱠﹲ‬ ‫‪‬ﻮﺻﹸﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﻣﻦ ﺧﲑ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎ‬ ‫ﻳ ﻠ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻛﻴﻒ ﺃﺻﺒﺤﺘﻢ؟ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ:‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﲞﲑ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ)١(.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳌﺠ ‪‬ﺮ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺫﺭ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ ﻭﻛﻨﺎ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ ‪‬ﻤ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺃﻣﺴﻴﻨﺎ ﺣﻀﺮﻧﺎ ﺑﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻴﺄﻣﺮ ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻓﻴﻨﺼﺮﻑ ﺑﺮﺟﻞ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﻓﻴﺆﺛﺮﻧﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﺑﻌﺸﺎﺋﻪ ﻓﻨﺘﻌﺸﻰ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺮﻏﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻧﺎﻣﻮﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺇﳕﺎ ﻗﻌﺪﻭﺍ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺿ ‪‬ﻭﺭﺓﹰ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻛﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﺳﺘﻐﻨﻮﺍ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻝ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ.‬ ‫ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ ﻏﻠﻂ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻘﻴﻞ: ﺻﻔ ﱞ، ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ‬ ‫‪ ‬ﱢﻲ‬ ‫‪‬ﻔ ﹲ‬ ‫ﻗﻮﻡ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﺎﻧﺔ ﻭﻫﻲ ﺑﻘﻠﺔ ﺭﻋﻨﺎﺀ ﻗﺼﲑﺓ. ﻓﻨﺴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻻﺟﺘﺰﺍﺋﻬﻢ ﺑﻨﺒﺎﺕ‬ ‫ﹲ‬ ‫ُ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻏﻠﻂ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ‪‬ﺴ‪‬ﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻘﻴﻞ: ‪‬ﻮﻓﺎﱐ. ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ: ﻫﻮ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﻧ ِﺒ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﱃ ‪‬ﻮﻓﺔ ﺍﻟﻘﻔﺎ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺑﺘﺔ ﰲ ‪‬ﺆ ‪‬ﺮﻩ، ﻛﺄﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻮﰲ ﻋﻄﻒ ﺑﻪ ﺇﱃ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻣﺧ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﺍﳊﻖ ﻭﺻﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺍﳋﻠﻖ. ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ: ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ، ﻭﻫﺬﺍ ﳛﺘﻤﻞ،‬ ‫ﺼ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ١/٠٤٣ ﻣﺮﺳﻼ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ١/٢٥٣، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﺪﻯ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ.‬
  • 203. ‫-٠٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻷﻭﻝ.‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻇﻬﺮ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ ﻣﺎﺋﺘﲔ ﻭﳌﺎ ﺃﻇﻬﺮﻩ ﺃﻭﺍﺋﻠﻬﻢ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻭﻋ‪‬ﺮﻭﺍ ﻋﻦ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺻﻔﺘﻪ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﺣﺎﺻﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺭﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﳎﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺑﺮ ‪‬ﻩ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ، ﻭﲪﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﳉﻤﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺍﳊﻠﻢ ﻭﺍﻟﺼﱪ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳋﺼﺎﻝ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﺴﺐ ﺍﳌﺪﺍﺋﺢ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﰲ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟ ﱡﻮﺳﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﳌﺜﺎﻗﻒ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺄﻟﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﳉﻨﻴﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﻛﻞ ‪‬ﹸﻖ ﺭﺩﻱﺀ، ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﻛﻞ‬ ‫ﺧﻠ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﻠﻖ ﺳﲏ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ‪‬ﻭﱘ:‬ ‫ﺭ ‪‬‬ ‫ﻛ ﱡ ﺍﳋﻠﻖ ﻗﻌﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﻭﻗﻌﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ، ﻭﻃﺎﻟﺐ ﺍﳋﻠﻖ ﻛﻠﻬﻢ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻫﻢ ﻃﺎﻟﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﲝﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﻭﻣﺪﺍﻭﻣﺔ ﺍﻟﺼﺪﻕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻠﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﰒ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻗﺮﻥ ﺯﺍﺩ ﻃﻤﻌﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﺰﺍﺩ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﱃ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃﻥ ﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﻞ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺻﺪ ‪‬ﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﺭﺍﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﺃﻃﻔﺄ ﻣﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﲣ‪‬ﺒ ﹸﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ. ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﻩ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﻙ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﻓﺮﻓﻀﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﺑﺪﺍ‪‬ﻢ، ﻭﺷﺒﻬﻮﺍ ﺍﳌﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺭﺏ، ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻖ‬ ‫ﻟﻠﻤﺼﺎﱀ ﻭﺑﺎﻟﻐﻮﺍ ﰲ ﺍﳊﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺣﱴ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻀﻄﺠﻊ، ﻭﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﻢ ﺣﺴﻨﺔ ﻏﲑ ﺃ‪‬ﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺍﳉﺎﺩﺓ، ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻘﻠﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﲟﺎ‬ ‫ﻳﻘﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻓﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﳍﻢ ﰲ ﺍﳉﻮﻉ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﳋﻄﺮﺍﺕ ﻭﺻﻨﻔﻮﺍ ﰲ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ. ﻭﺟﺎﺀ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﻬﺬ‪‬ﻮﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺃﻓﺮﺩﻭﻩ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﻣ‪‬ﻴ ‪‬ﻭﻩ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﱠﺑ‬
  • 204. ‫-١٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺑﺎﳌﺮﻗﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﻭﲤﻴﺰﻭﺍ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ. ﰒ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻨﻤﻲ ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺥ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﳍﻢ ﺃﻭﺿﺎﻋ‪‬ﺎ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ.‬ ‫ﻭﻳﺘﻔﻖ ‪‬ﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻻ ﺑﻞ ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﺃﻭﰱ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺣﱴ ﲰﻮﻩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑ ‪ ‬‬ ‫ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﺮﺝ ﺑﻪ ﺍ ﹸﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳋﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻓﺎﺩﻋﻰ ﻋِﺸﻖ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﳍﻴﻤﺎﻥ ﻓﻴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳉ ‪‬‬ ‫ﻓﻜﺄ‪‬ﻢ ﲣﺎﻳﻠﻮﺍ ﺷﺨﺼ‪‬ﺎ ‪‬ﺴﺘﺤﺴﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﺓ ﻓﻬﺎﻣﻮﺍ ﺑﻪ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺑﲔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺔ.‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﰒ ﺗﺸ ‪‬ﺒﺖ ﺑﺄﻗﻮﺍﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻄﺮﻕ، ﻓﻔﺴﺪﺕ ﻋﻘﺎﺋ ‪‬ﻫﻢ.‬ ‫ﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺎ ﹸﻠﻮﻝ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺎﻻﲢﺎﺩ.‬ ‫ﳊ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳜ‪‬ﻄﻬﻢ ﺑﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺣﱴ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺳﻨﻨ‪‬ﺎ، ﻭﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪ ‬ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﻓﺼﻨﻒ ﳍﻢ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻨﻦ« ﻭﲨﻊ ﳍﻢ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻓﺬﻛﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﻌﺠﺐ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻫﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﲟﺎ ﻳﻘﻊ ﳍﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺃﺻﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ،‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﲪﻠﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻭﺭﻋﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻧﺒﺴﺎﻃﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺰﺯ‬ ‫ﱄ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻘﻄﺎﻥ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﻏﲑ ﺛﻘﺔ ﻭﱂ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻳﻜﻦ ﲰﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻢ ﺇﻻ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻳﺴﲑ‪‬ﺍ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺣ ‪‬ﺙ ﻋﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺻﻢ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﲑﺓ ﺳﻮﺍﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻀﻊ ﻟﻠ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ.‬ ‫‪ ‬ﺼ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺻﻨﻒ ﳍﻢ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺍﺝ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﲰﺎﻩ: »ﳌﻊ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ« ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﳌﺮﺫﻭﻝ ﻣﺎ ﺳﻨﺬﻛﺮ ﻣﻨﻪ ﲨﻠﺔ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ. ﻭﺻﻨﻒ ﳍﻢ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌ ﱢﻲ: »ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ« ﻓﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺃﺻﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻣﻦ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﺎﱄ، ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ.‬ ‫ﻭﺭﺩﺩ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﻝ - ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍ ﹸﻜﺎﺷﻔﲔ - ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻓﺎﺭ ﹲ، ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﻍ‬ ‫‪ ‬ﳌ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻪ.‬
  • 205. ‫-٢٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌ ﱠﻑ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﻓﺎﻧﺘﻤﻰ ﺇﱃ‬ ‫ﱢ‪‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﻭﻗﺪﻡ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﻋﻆ، ﻓﺨﻠﻂ ﰲ ﻛﻼﻣﻪ ﻓ ‪‬ﻔﻆ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﺤ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﺃﺿﺮ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﻟﻖ. ﻓﺒ ‪‬ﻋﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﺠﺮﻭﻩ، ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺪ ‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻄﻴﺐ: ﻭﺻﻨﻒ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﲰﺎﻩ »ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ«‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻨﻜﺮﺓ ﻣﺴﺘﺒﺸﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﱐ ﻓﺼﻨﻒ ﳍﻢ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﳊﻠﻴﺔ«، ﻭﺫﻛﺮ ﰲ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﺃﺷﻴﺎﺀ ‪‬ﻨﻜﺮﺓ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻭﱂ ﻳﺴﺘﺢ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻣ ﹰ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠ‪‬ﺎ ﻭﺳﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﺬﻛﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻭﺫﻛﺮ ﻣﻨﻬﻢ‬‫ﻴ‬ ‫‪‬ﺮﳛ‪‬ﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺫﻛﺮ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺷ‬ ‫ﰲ »ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ« ﺍﻟ ﹸﻀﻴﻞ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﻭﻣﻌﺮﻭﻓﹰﺎ ﺍﻟﻜﺮﺧﻲ ﻭﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺑﺄﻥ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺃ‪‬ﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ.‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ، ﻭﻳ ‪‬ﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﱂ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ ‪‬‬ ‫ﻳﺬﻣﻪ ﺃﺣ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺫ ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻴﺄﰐ ﺫﻛ ‪‬ﻩ، ﻭﺻﻨﻒ ﳍﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﻫﻮﺍﺯﻥ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟ ﹸﺸﲑﻱ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ« ﻓﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺒﺾ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺴﻂ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﳊﺎﻝ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﳉﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻮ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻜﺮ ﻭﺍﻟﺬﻭﻕ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﶈﻮ ﻭﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﻭﺍﶈﺎﺿﺮﺓ ﻭﺍﳌﻜﺎﺷﻔﺔ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻟﻊ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﻣﻊ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ‬ ‫ﻭﺗﻔﺴ ‪‬ﻩ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻨﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﲑ‬ ‫ﻭﺟﺎﺀ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ﻓﺼﻨﻒ ﳍﻢ »ﺻﻔﻮﺓ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ« ﻓﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﺷﻴﺎﺀ‬ ‫ﻳﺴﺘﺤﻴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ، ﺳﻨﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﺫﻛﺮﻩ ﰲ ﻣﻮﺍﺿﻌﻪ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﺬﻫﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ: ﻗﺎﻝ: ﻭﺻﻨﻒ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﰲ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍ ﹸﺮﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﲔ‬ ‫ﳌ‬
  • 206. ‫-٣٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﲟﺼﺮ ﻣﻠﻴﺤﺔ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺗﺼﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟! ﻓﻘﺎﻝ: ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻠﻴﺢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ: ﻭﻟﻴﺲ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﳑﻦ ‪‬ﺤﺘ ‪ ‬ﺑﻪ.‬ ‫‪ ‬ﻳ ﺞ‬ ‫ﻭﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﻓﺼﻨﻒ ﳍﻢ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ« ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻣﻸﻩ‬ ‫ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻄﻼ‪‬ﺎ ﻭﺗﻜﱠﻢ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﺔ ﻭﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ،‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻜﻮﻛﺐ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﻠﻮﺍﰐ ﺭﺁﻫﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻮﺍﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﻲ ﺣ ‪‬ﺐ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﱂ ‪‬ﻳﺮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺎﺕ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ. ﻭﻗﺎﻝ‬‫‪‬ﺠ‬ ‫ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﺍﳌﻔﺼﺢ ﺑﺎﻷﺣﻮﺍﻝ«: ﺇﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻳﻘﻈﺘﻬﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻭﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺻﻮﺍﺗ‪‬ﺎ ﻭﻳﻘﺘﺒﺴﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻮﺍﺋﺪ، ﰒ ﻳﺘﺮﱠﻰ ﺍﳊﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﺓ ﺇﱃ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻳﻀﻴﻖ ﻋﻨﻬﺎ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟ‪‬ﻄﻖ!!‬ ‫‪ ‬ﻨ‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻗﻠﺔ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻨﻦ‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺇﻗﺒﺎﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻮﻩ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻮﻫﺎ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ‬ ‫ﺛﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻣﺪﺡ ﺍﻟﺰﻫﺪ، ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﻻ‬ ‫ﻛﻼﻣ‪‬ﺎ ﺃﺭﻕ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ.‬ ‫ﻭﰲ ﺳﲑ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻧﻮﻉ ﺧﺸﻮﻧﺔ ﰒ ﺇﻥ ﻣﻴﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺷﺪﻳﺪ ﳌﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺃ‪‬ﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻭﰲ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﲤﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻨﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﲨﻬﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺎﻧﻴﻒ ﺍﻟﱵ ﺻﻨﻔﺖ ﳍﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﺃﺻﻞ ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻭﺍﻗﻌﺎﺕ ﺗﻠﻘﻔﻬﺎ‬ ‫ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻭﺩ ‪‬ﻧﻮﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﲰﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﺃﰊ ﻳﻌﻘﻮﺏ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺣﻴﺔ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﳋﻄﺮﺍﺕ. ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﻣﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ.‬
  • 207. ‫-٤٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﳓﻮ ﻫﺬﺍ، ﻭﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﻛﻼﻡ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻟﻪ: ﻻ ﺃﺭﻯ ﻟﻚ ﺃﻥ‬ ‫ﲡﺎﻟﺴﻬﻢ. ﻭﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﱪﺩﻋﻲ ﻗﺎﻝ: ﺷﻬﺪﺕ ﺃﺑﺎ ﺯﺭﻋﺔ ﻭﺳﺌِﻞ ﻋﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﶈﺎﺳﱯ ﻭﻛﺘﺒﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺴﺎﺋﻞ: ﺇﻳﺎﻙ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻛﺘﺐ ﺑﺪﻉ ﻭﺿﻼﻻﺕ،‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻷﺛﺮ ﻓﺈﻧﻚ ﲡﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻐﻨﻴﻚ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻋﱪﺓ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﱪﺓ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻋﱪﺓ. ﺑﻠﻐﻜﻢ‬ ‫ﺃﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ، ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻭﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ، ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ، ﺻﻨﻔﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ‬ ‫ﰲ ﺍﳋﻄﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻡ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺄﺗﻮﻧﻨﺎ ﻣﺮﺓ ﺑﺎﳊﺎﺭﺙ‬ ‫ﺍﶈﺎﺳﱯ ﻭﻣﺮﺓ ﺑﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻳ‪‬ﻠﻲ ﻭﻣﺮﺓ ﲝﺎﰎ ﺍﻷﺻﻢ ﻭﻣﺮﺓ ﺑﺸﻘﻴﻖ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﺳﺮﻉ‬ ‫ﺪﺒ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺪﻉ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻢ ﰲ ﺑﻠﺪﺗﻪ ﰲ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺫﻭ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﺍﳌﺼﺮﻱ، ﻓﺄﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻜﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺼﺮ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﻫﺠﺮﻩ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻣﺼﺮ ﳌﺎ ﺷﺎﻉ ﺧﱪﻩ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺪﺙ ﻋﻠﻤ‪‬ﺎ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱂ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺣﱴ ﺭﻣﻮﻩ ﺑﺎﻟﺰﻧﺪﻗﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ: ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﺭﺍﱐ ﻣﻦ ﺩﻣﺸﻖ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻧﻪ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ‬ ‫ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻳﻜﻠﻤﻮﻧﻪ، ﻭﺷﻬﺪ ﻗﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ: ﺃﻧﻪ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺩﻣﺸﻖ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ، ﻭﺃﻧﻜﺮ ﺃﻫﻞ ﺑﺴﻄﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ، ﺣﱴ ﺇﻧﻪ ﹸﻛﺮ ﻟﻠﺤﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﱄ ﻣﻌﺮﺍﺝ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻨﱯ ﻣﻌﺮﺍﺝ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫ‬ ‫ﻓﺄﺧﺮﺟﻮﻩ ﻣﻦ ﺑﺴﻄﺎﻡ، ﻭﺃﻗﺎﻡ ﲟﻜﺔ ﺳﻨﺘﲔ ﰒ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺟﺮﺟﺎﻥ ﻓﺄﻗﺎﻡ ﻬﺑﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﰒ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺑﺴﻄﺎﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ: ﻭﺣﻜﻰ ﺭﺟﻞ، ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟ‪‬ﺴﺘﺮﻱ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻭﺍﳉﻦ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﳛﻀﺮﻭﻧﻪ ﻭﺇﻧﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺄﻧﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺣﱴ ﻧﺴﺒﻮﻩ ﺇﱃ‬ ‫‪‬‬
  • 208. ‫-٥٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺢ، ﻓﺨﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻓﻤﺎﺕ ﻬﺑﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ: ﻭﺗﻜﱠﻢ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍ ﹸﺤﺎﺳﱯ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻓﻬﺠﺮﻩ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﹸﳌ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻓﺎﺧﺘﻔﻰ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋ ﱠﻝ ﰲ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ« ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺣ ﱢﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ. ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺒﻠ‪‬ﺔ، ﻳﻌﲏ ﰲ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﻛﻼﻡ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺟﻬﻢ، ﺫﺍﻙ ﺟﺎﻟﺴﻪ ﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻥ ﻭﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﺇﱃ ﺭﺃﻱ ﺟﻬﻢ، ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺄﻭﻯ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻡ. ﺣﺎﺭﺙ ﲟﱰﻟﺔ ﺍﻷﺳﺪ ﺍﳌﺮﺍﺑﻂ ﺍﻧﻈﺮ ﺃﻱ ﻳﻮﻡ ﻳﺜﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻘ ‪‬ﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴ‪‬ﺔ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺮ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻨﺔ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻘﻠﺔ ﻋﻠﻤﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳋﻠﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﺍﱐ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺭﲟﺎ ﺗﻘﻊ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟ‪‬ﻜﺘﺔ ﻣﻦ ﻧﻜﺖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ ﻓﻼ ﺃﻗﺒﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺑﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﻋﺪﻟﲔ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻃﻴﻔﻮﺭ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺃﰊ:‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻟﻮ ﻧﻈﺮﰎ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﹸﻋﻄﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺣﱴ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻓﻼ ﺗﻐﺘﺮﻭﺍ ﺑﻪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺣﱴ ﺗﻨﻈﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﲡﺪﻭﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﳊﺪﻭﺩ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻘ ‪‬ﻒ ﻭﻟﺰﻭﻡ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺣﻀﻮﺭ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ ﻭﻋﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﻭﺍﺩﻋﻰ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻓﻬﻮ ﻣﺒﺘﺪﻉ.‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﳊﻠﱯ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﺮ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺑﺎﻃﻦ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻳﻨﻘﺾ ﻇﺎﻫﺮ ‪‬ﻜﻢ ﻓﻬﻮ ﻏﺎﻟﻂ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺣ ٍ‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺬﻫﺒﻨﺎ ﻫﺬﺍ ‪‬ﻘ‪‬ﻴﺪ ﺑﺎﻷﺻﻮﻝ: ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﳉ‬
  • 209. ‫-٦٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ: ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﻨﻮﻁ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ. ﻣﻦ ﱂ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻭﱂ ﻳﺘﻔﻘﻪ ﻻ ‪‬ﻘﺘﺪﻯ ﺑﻪ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ: ﻣﺎ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﻘِﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺎﻝ، ﻟﻜﻦ ﻋﻦ ﺍﳉﻮﻉ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﻗﻄﻊ ﺍﳌﺄﻟﻮﻓﺎﺕ ﻭﺍ ﹸﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ،‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﺃﺻﻠﻪ ﺍﻟﺘﻔﺮﻕ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺣﺎﺭﺛﺔ: ﻋﺮﻓﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺄﺳﻬﺮﺕ ﻟﻴﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺃﻇﻤﺄﺕ ‪‬ﺎﺭﻱ)١(.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸ ﱠﺎﻑ: ﻣﻦ ﺿ‪‬ﻊ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ‪‬ﺮﻡ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﺍﻟﻘﻠﺐ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻣﻦ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳ ‪‬ﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫‪‬ﺨﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﺣﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻼ ﺗﻘﺮﺑ‪‬ﻨ ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺪﻋﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻟﻴﻞ ﻭﻻ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬ﻝ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻳﺸﻬﺪ ﳍﺎ ﺣﻔﻆ ﻇﺎﻫﺮ ﻓﺎ‪‬ﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ.‬ ‫ﹲ ‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﳉﺮﻳﺮﻱ ﻗﺎﻝ: ﺃﻣ ‪‬ﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﳎﻤﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ ﺃﻥ ‪‬ﻠﺰﻡ ﻗﻠﺒﻚ‬ ‫ﺗ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﳌﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻙ ﻗﺎﺋﻤ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺟﻌﻔﺮ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﱂ ﻳﺰﻥ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻨﺔ ﻭﱂ ﻳﺘﻬﻢ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺧﺎﻃﺮﻩ ﻓﻼ ﺗﻌ ‪‬ﻩ ﰲ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ)٢(.‬ ‫‪‬ﺪ ‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٣/٢٠٣، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٧٥ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ، ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﳛﺘﺎﺝ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ«. ﻋﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻯ ﺃﻧﻪ ﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﱮ ‪ e‬ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﻟﻪ: »ﻛﻴﻒ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻳﺎ ﺣﺎﺭﺛﺔ؟« ﻗﺎﻝ: ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺣﻘﺎ. ﻗﺎﻝ: »ﺍﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﺈﻥ ﻟﻜﻞ ﻗﻮﻝ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻓﻤﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺇﳝﺎﻧﻚ؟« ﻗﺎﻝ: ﻋﺰﻓﺖ ﻧﻔﺴﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺄﺳﻬﺮﺕ ﻟﻴﻠﻰ ﻭﺃﻇﻤﺄﺕ ‪‬ﺎﺭﻯ،‬ ‫ﻭﻛﺄﱏ ﺃﻧﻈﺮ ﻋﺮﺵ ﺭﰉ ﺑﺎﺭﺯﺍ، ﻭﻛﺄﱏ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻳﺘﺰﺍﻭﺭﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻛﺄﱏ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬ ‫ﻳﺘﻀﺎﻏﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ. ﻗﺎﻝ: »ﻳﺎ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﺎﻟﺰﻡ«.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٠٣٢.‬
  • 210. ‫-٧٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺇﺫ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺷﻴﻮﺧﻬﻢ ﻭﻗﻌﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﺷﻴﺎﺧﻬﻢ‬ ‫ﻏﻠﻄﺎﺕ ﻟﺒﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ ﻋﻨﻬﻢ ﺗﻮ ‪‬ﻪ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺫ ﻻ ﳏﺎﺑﺎﺓ ﰲ‬ ‫ﺟ‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﻖ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﺼﺢ ﻋﻨﻬﻢ ﺣﺬﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺻﺪﺭ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﳌﺸ‪‬ﻬﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻮﻡ ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺄﻏﻼﻃﻬﻢ ﻛﺜﲑﺓ، ﻭﳓﻦ ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺃﻏﻼﻁ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﺍﷲ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻨﺎ ﱂ ﻧﻘﺼﺪ ﺑﺒﻴﺎﻥ ﻏﻠﻂ ﺍﻟﻐﺎﻟﻂ ﺇﻻ ﺗﱰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻐﲑﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺆﺩﻱ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺒ‪‬ﻴﻦ‬ ‫ُ ‪‬‬ ‫ﻛ ﱡ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻏﻠﻂ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻗﺼﺪ‪‬ﺍ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﳊﻖ ﻻ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﻋﻴﺐ ﺍﻟﻐﺎﻟﻂ ﻭﻻ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺑﻘﻮﻝ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺟﺎﻫﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻴﻒ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺍﳌﺘ ‪‬ﻙ ﺑﻪ، ﻷﻥ ﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﺇﳕﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﱃ ﻣﺎ‬ ‫ﱪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻻ ﺇﱃ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮ ‪‬ﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﻟﻪ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﻏﻠﻄﺎﺕ ﻓﻼ ﲤﻨﻊ ﻣﱰﻟﺘﻪ ﺑﻴﺎﻥ ﺯﷲ.‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺷﺨﺺ ﻭﱂ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺻﺪﺭ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﻤﻦ‬ ‫‪‬ﹶ ‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳋﺎﺭﻗﺔ ﻭﱂ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫ﻓﺎ ‪‬ﻋﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ. ﻭﻟﻮ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﱂ ‪‬ﻌﻄﻪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ.‬ ‫ﻳ ِِ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ‬ ‫ﺷﻌﺒﺔ ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ‪‬ﻴﻴﻨﺔ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﳛﻔﻆ ﺃﻭ ‪‬ﺘﻬﻢ‬ ‫ﹸ ﻳ ‪‬‬ ‫ﻋ‬ ‫ٍ‬ ‫ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﲨﻴﻌ‪‬ﺎ: ‪‬ﺒﲔ ﺃﻣﺮﻩ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﳝﺪﺡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻳﺒﺎﻟﻎ ﰒ ﻳﺬﻛﺮ ﻏﻠﻄﻪ ﰲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺑﻌﺪ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻗﺎﻝ: ِﻧﻌﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻼﻥ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺧﻠﺔ ﻓﻴﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺳﺮﻱ ﺍﻟﺴﻘﻄﻲ: ﺍﻟﺸﻴﺦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﻄﻴﺐ ﺍﳌﻄﻌﻢ؛ ﰒ ‪‬ﻜﻲ ﻟﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳌﺎ ﺧﻠﻖ ﺍﳊﺮﻭﻑ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺳﺠﺪﺕ ﺍﻟﺒﺎ ُ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻔ ‪‬ﻭﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﱢﺮ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻭﺳﻴﺄﰐ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ.‬
  • 211. ‫-٨٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﻏﲑﻩ‬ ‫ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﻣﻠﻲ ﻗﺎﻝ: ﺗﻜﻠﻢ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ ﻃﺮ ‪‬ﻮﺱ ﻓﻘﺒﻠﻮﻩ، ﻓﺒﻴﻨﺎ ﻫﻮ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺇﺫ ﺻﺎﺡ ﻏﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﳉﺎﻣﻊ، ﻓﺰﻋﻖ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﺒﻴﻚ ﻟﺒﻴﻚ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻨﺴﺒﻮﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺣﻠﻮﱄ ﺯﻧﺪﻳﻖ. ﻭﺑﻴﻊ ﻓﺮﺳﻪ ﺑﺎﳌﻨﺎﺩﺍﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻓﺮﺱ‬ ‫ﺍﻟﺰﻧﺪﻳﻖ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺇﺫﺍ ﲰﻊ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﺒﻴﻚ‬ ‫ﻟﺒﻴﻚ، ﻓﺄﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺣﻠﻮﱄ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ: ﻭﺇﳕﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﺩﺍﻋﻴ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﻖ ﺃﻳﻘﻈﻪ ﻟﻠﺬﻛﺮ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﲪﺰﺓ ﺃﻧﻪ ‪‬ﻠﻮﱄ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﲰﻊ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺻﻮﺗ‪‬ﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺒﻮﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﺧﺮﻳﺮ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻴﺢ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻟﺒﻴﻚ ﻟﺒﻴﻚ،‬ ‫ﻓﺮﻣﻮﻩ ﺑﺎﳊﻠﻮﻝ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺮﺍﺝ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﺃﰊ ﲪﺰﺓ ﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﺩﺍﺭ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍ ﹸﺤﺎﺳﱯ ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺍﻟﺸﺎﺓ:‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻣﺎﺀ، ﺷﻬﻖ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺷﻬﻘﺔ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ، ﻓﻐﻀﺐ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﻭﻋﻤﺪ ﺇﱃ‬ ‫ﺳﻜﲔ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﱂ ﺗ‪‬ﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﺫﲝﻚ. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ: ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺖ ﱂ‬ ‫ﺘ ِ‪‬‬ ‫ﲢﺴﻦ ﺗﺴﻤﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻟﻨﺨﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎﺩ.‬ ‫ﹶِ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺮﺍﺝ: ﻭﺃﻧﻜﺮ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﳋ ‪‬ﺍﻁ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻧﺴﺒﻮﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﻭﺟﺪﻭﻫﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺻ‪‬ﻔﻪ ﻭﻫﻮ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﺮ« ﻭﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ: ﻋﺒﺪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻃﺎﺋﻊ ﻣﺎ ﺃﺫﻥ ﻟﻪ ﻓﻠﺰﻡ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﷲ ﻓﻘﺪﺱ ﺍﷲ ﻧﻔﺴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ‪‬ﺴﺐ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻗﺪ ﹸﺧﺬ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﺷﻬِﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮﺓ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺍﻓﺘﺮﻯ ﻭﻣﻦ ﺻﱪ ﺍﺟﺘﺮﻯ. ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﺗﻼﺣﻆ ﺣﺒﻴﺒ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻛﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﺧﻠﻴﻼ ﻭﺃﻧﺖ ﲡﺪ ﺇﱃ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﳊﻖ ﺳﺒﻴﻼ. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﹶﺃﻭ ﻻ ﺃﺻﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﺻﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻼ ﻭﻗﺎﺭ ﻭﻻ ﲡﻌﻞ‬ ‫ﱢ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﳍﺎ ﰲ ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻘﺪﺍﺭ.‬
  • 212. ‫-٩٠٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻠﻮﻟﻴﲔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳊﻖ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﺻﻄﻔﻰ‬ ‫ﺃﺟﺴﺎﻣ‪‬ﺎ ﺣﻞ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﲟﻌﺎﱐ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ، ﻭﺃﺯﺍﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺣﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﱞ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﻠﻮﺏ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻴﺎﻥ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﺷﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻼﻡ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﲰﻌﻪ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺸﻖ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺸﻘﲏ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ: ﲰﻌﺖ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: ﴿ﳛﺒﻬﻢ ﻭﳛﺒﻮﻧﻪ﴾‬ ‫]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٤٥[، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﶈﺒﺔ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ: ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﳊﻠﻮﻟﻴﺔ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ‪‬ﻌﺸﻖ.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﺟﻬﻞ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ: ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﺳﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺸﻖ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﳌﺎ ﻳﻨﻜﺢ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻨﻘﻮﻟﺔ ﻓﻬﻮ ‪‬ﺤﺐ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻳﻌﺸﻖ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻳﻌﺮﻑ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳛﺒﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻬﺬﻩ ﺩﻋﻮﻯ ﺑﻼ ﺩﻟﻴﻞ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﱐ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻓﻬﻮ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﳌ ﱢﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﹸﻣﺎﺷﻲ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍ ﹸﺴﲔ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺃﺯﻗﺔ ﻣﻜﺔ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺴﻤﻊ ﻗﺮﺍﺀﰐ ﻓﻘﺎﻝ: ﳝﻜﻨﲏ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳊ‬ ‫ﺃﻗﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ. ﻓﻔﺎﺭﻗﺘﻪ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻳﻠﻌﻦ ﺍﳊﻼﺝ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ‬ ‫ﻗﺪﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻘﺘﻠﺘﻪ ﺑﻴﺪﻱ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻭﺟﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴ ‪‬؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺮﺃﺕ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺦ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﳝﻜﻨﲏ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻭ ﺃﺅﻟﻒ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﺃﺗﻜﻠﻢ ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﳑﺸﺎﺫ: ﻗﺎﻝ: ﺣﻀﺮ ﻋﻨﺪﻧﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟ ‪‬ﻳﻨﻮﺭ ﺭﺟﻞ ﻭﻣﻌﻪ ﳐﻼﺓ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺎﺭﹸﻬﺎ ﻻ ﺑﺎﻟﹼﻴﻞ ﻭﻻ ﺑﺎﻟ‪‬ﻬﺎﺭ ﻓﻔ‪‬ﺸﻮﺍ ﺍﳌﺨﻼﺓ ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺪ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﻐﲑ ١/٥٦ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٦٨١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭ ﺍﻟﺜﻘﻔﻰ، ﺿﻌﻔﻪ ﺃﲪﺪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻣﻨﻜﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ،‬ ‫ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﳛﲕ ﻣﻮﻗﻮﻓﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ«.‬
  • 213. ‫-٠١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﻟﻠﺤ ﱠﺝ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ: )ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺇﱃ ﻓﻼﻥ ﺑﻦ ﻓﻼﻥ(، ﻓﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺑﻐﺪﺍﺩ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻓﹸﺣﻀﺮ ﻭ ‪‬ﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺧ ﹼﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻛﻨﺖ ﺗ ‪‬ﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﺼﺮﺕ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺄ‬ ‫ﺗﺪﻋﻲ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻮﺑﻴﺔ؟! ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﺩﻋﻲ ﺍﻟ ‪‬ﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻋﲔ ﺍﳉﻤﻊ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﻫﻞ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺇﻻ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺍﻟﻴﺪ ﻓﻴﻪ ﺁﻟﺔ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻫﻞ ﻣﻌﻚ ﺃﺣﺪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ، ﻭﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﳉﺮﻳﺮﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﺮﻳﺮﻱ ﻳﺘﺴﺘﺮ ﻭﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﺘﺴﺘﺮ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ: ﻓﺎ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻄﺎﺀ، ﻓﺄﺣﻀﺮ ﺍﳉﺮﻳﺮﻱ ﻭﺳﺌﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺎﺋﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻓﺮ، ‪‬ﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ. ﻭ ‪‬ﺌﻞ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳ‬ ‫ﻳ ﹸ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﳝﻨﻊ، ﻭﺳﺌﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺍﳊ ﱠﺝ ﻓﻘﺎﻝ ﲟﻘﺎﻟﺘﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺘﻠﻪ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﲰﻌﺖ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺑﺮﺩﻝ ﺍﻟﻘﺰﻭﻳﲏ ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﻋﻦ ﻣﻌﲎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ: )ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ(‬ ‫ﺳﺮ ﺳﻨﺎ ﻻﻫﻮﺗِـﻪ ﺍﻟﺜﺎﻗـﺐ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻇﻬﺮ ﻧﺎ ‪‬ـﻮﺗﻪ‬ ‫ﺳ ‪‬‬ ‫ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻵﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸـﺎﺭﺏ‬ ‫ِ‬ ‫ﹸﻢ ﺑﺪﺍ ﰲ ﺧﻠﻘﻪ ﻇـﺎﻫﺮﺍ ًﰲ‬ ‫ِ‬ ‫ﺛ‬ ‫ﻛﻠﺤﻈﺔ ﺍﳊﺎﺟﺐ ﺑﺎﳊﺎﺟﺐ‬ ‫ِ‬ ‫ﺣﱴ ﻟﻘـﺪ ﻋﺎﻳﻨـﻪ ﺧﻠ ﹸـﻪ‬ ‫‪ ‬ﻘ ‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻓﻮﺭﻙ: ﻫﺬﺍ ﺷﻌﺮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﻨﺼﻮﺭ. ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺭﲟﺎ ﻳﻜﻮﻥ ‪‬ﺘﻘﻮﻻ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻣ ‪‬ﹰ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈﺴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﳒﻲ،‬ ‫ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﺃﻥ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺴﻤﺮﻱ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ، ﻓﺴﺄﳍﺎ ﻋﻦ ﺍﳊ ﹼﺝ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﲪﻠﲏ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺃﰊ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻣﻦ ﺍﺑﲏ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﻴﻢ ﺑﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭ ﻓﻤﱴ ﺟﺮﻯ ﺷﻲﺀ ‪‬ﻨﻜﺮﻳﻨﻪ‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻓﺼﻮﻣﻲ ﻳﻮﻣﻚ ﻭﺍﺻﻌﺪﻱ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻄﺢ، ﻭﻗﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ‬ ‫ﻭﺍﺟﻌﻠﻲ ﻓﻄﺮﻙ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻠﺢ ﺟﺮﻳﺶ، ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻴﲏ ﺑﻮﺟﻬﻚ ﻭﺍﺫﻛﺮﻱ ﱄ ﻣﺎ ﺃﻧﻜﺮﺗﻴﻪ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻓﺈﱐ ﺃﲰﻊ ﻭﺃﺭﻯ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻭﻛﻨﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻓﺄﺣﺴﺴﺖ ﺑﻪ ﻗﺪ ﻏﺸﻴﲏ ﻓﺎﻧﺘﺒﻬﺖ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﻣﺬﻋﻮﺭﺓ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﺟﺌﺘﻚ ﻷﻭﻗﻈﻚ ﻟﻠﺼﻼﺓ، ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰﻟﻨﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﺑﻨﺘﻪ: ﺍﺳﺠﺪﻱ‬ ‫ﻟﻪ. ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻭ ﻳﺴﺠﺪ ﺃﺣﺪ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ، ﻓﺴﻤﻊ ﻛﻼﻣﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﺇﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺇﻟﻪ ﰲ‬
  • 214. ‫-١١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﺩﻡ ﺍﳊ ﱠﺝ. ﻓﺄﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﺣﻼﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻡ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ. ﻭﺇﳕﺎ ﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺳﺮﻳﺞ ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ. ﻭﺍﻹﲨﺎﻉ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﻥ ﺍﷲ ﺃﺟﺎﺭﻛﻢ ﺃﻥ ﲡﺘﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺿﻼﻟﺔ ﻛﱡﻜﻢ«)١(.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺒﻴﻪ ﺣﻘﹰﺎ ﻓﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﳊ ﱠﺝ ﺑﺎﻃ ﹲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻞ‬ ‫ﹸ ﻼ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺗﻌ ‪‬ﺐ ﻟﻠﺤ ﱠﺝ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓ‪‬ﺔ ﺟﻬﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻗﱠﺔ ﻣﺒﺎﻻﺓ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺼ ﻴ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺑﺈﲨﺎﻉ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ. ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﺑﺎﺫﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ‪‬ﻮﺣﺪ ﻓﻬﻮ ﺍﳊﻼﺝ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻗ ‪‬ﺎﺹ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻭﺻﻮﻓﻴﺔ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺟﻬﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻭ‪‬ﻌﺪ‪‬ﺍ ﻋﻦ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪ ‬ﹸﺼ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ، ﻭﻗﺪ ﲨﻌﺖ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﳊ ﱠﺝ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﺑ‪‬ﻨﺖ ﻓﻴﻪ ﺣِﻴﻠﻪ ﻭﳐﺎﺭﻳﻘﻪ ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫ﻼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻊ ﺍ ﹸﻬﺎﻝ.‬ ‫ﳉ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒ‪‬ﺎ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﲟﻜﺔ ﳛﻜﻲ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﳏﻨﺔ ﻏﻼﻡ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ﺃﻣﺮ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺑﺎﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺄﺧﺬ‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﻨﻮﺭﻱ ﰲ ﲨﺎﻋﺔ ﻓﺄﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻀﺮﺏ ﺃﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ﻓﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ ﻣﺒﺘﺪﺭ‪‬ﺍ ﺇﱃ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺴ‪‬ﺎﻑ ﻟﻴﻀﺮﺏ ﻋﻨﻘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴ‪‬ﺎﻑ: ﻣﺎ ﺩﻋﺎﻙ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺪﺍﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺁﺛﺮﺕ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺻﺤﺎﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ ﻭﺍﳌﻼﺣﻢ )٣٥٢٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻷﺷﻌﺮﻯ، ﻭﺍﺑﻦ‬ ‫ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٢٨، ٣٨( ﻭﻻ ﲣﻠﻮ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ، ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺑﲔ ﺷﺮﻉ ﻭﺃﰉ ﻣﺎﻟﻚ. ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )١٣٣١(: »ﺍﳊﺪﻳﺚ ﲟﺠﻤﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺣﺴﻦ«. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﻃﺮﻕ ﻋﺪﺓ.‬
  • 215. ‫-٢١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﰐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﻑ ﻓﺮﻓﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻓﺮﺩ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺇﱃ ﻗﺎﺿﻲ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺘﺨﻠﻴﺘﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻌﻰ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻏﻼﻡ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﳋﻠﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻬﻨﺎ ﻗﻮﻡ ﺯﻧﺎﺩﻗﺔ، ﻓﹸﺧﺬ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺼﻮﰲ،‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺄ‬ ‫ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﱠﺎﻕ، ﻭﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺍﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺍﺳﺘﺘﺮ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﰊ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺛﻮﺭ، ﻓﺄﺩﺧﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻀﺮﺏ ﺃﻋﻨﺎﻗﻬﻢ، ﻓﺄﻭﻝ ﻣﻦ ﺑﺪﺭ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻟﻪ ﺍﻟﺴ‪‬ﺎﻑ: ﱂ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﻭﱂ ‪‬ﺮﻉ‪‬؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﺅﺛﺮ ﺃﺻﺤﺎﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﺮﺩ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﹸﻃﻠﻘﻮﺍ.‬ ‫ﺄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺔ ﻗﻮﻝ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ: ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺸﻖ ﺍﷲ ﻭﺍﷲ ﻳﻌﺸﻘﲏ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻓﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻬﺑﺬﺍ، ﰒ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺴ‪‬ﺎﻑ ﻟ‪‬ﻘﺘﻞ ﺇﻋﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻬﻮ ﺧﻄﺄ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻴ ﻴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﺍﻟﺮﱢﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺮﱢﻲ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻗ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺑﻴﺖ ﺿﻴﺎﻓﺔ، ﻓﺠﺎﺀﻧﺎ ﻓﻘ ‪ ،‬ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺮﻗﺘﺎﻥ ﻳﻜﲎ ﺑﺄﰊ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﻓﺔ.‬ ‫ﻀ‬ ‫ﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻻﺑﲏ: ﺍﻣﺾ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺄﻗﺎﻡ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﺄﻛﻞ ﰲ ﻛﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻛﻠﺔ،‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺍ ﹸﻘﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟ ‪‬ﻴﺎﻓﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻻ ﺗﻘﻄﻊ ﻋﻨﺎ ﺃﺧﺒﺎﺭﻙ ﻓﻐﺎﺏ ﻋﻨﺎ ﺍﺛﻨﱵ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ، ﰒ ﻗﺪﻡ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺷﻌﻴﺐ ﺍ ﹸﻘ ﱠﻊ‬ ‫ﳌﻔ‬ ‫‪‬ﺒﺘﻠﻰ‪ ،‬ﻓﺄﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﺧﺪﻣﻪ ﺳﻨﺔ ﻓﻮﻗﻊ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻪ: ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻞ ﺑﻼﺋﻪ؟‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺩﻧﻮﺕ ﻣﻨﻪ ﺍﺑﺘﺪﺃﱐ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﺳﺆﺍﹸﻚ ﻋ ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻚ، ﻓﺼﱪﺕ ﺣﱴ ﰎ‬ ‫ﻟ ﻤ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﱄ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﲔ، ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻻ ﺑﺪ ﻟﻚ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺭﺃﻳﺖ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺻﻠﻲ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺇﺫ ﻻﺡ ﱄ ﻣﻦ ﺍﶈﺮﺍﺏ ﻧﻮﺭ ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﺧﺴﺄ ﻳﺎ ﻣﻠﻌﻮﻥ ﻓﺈﻥ ﺭﰊ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻏﲏ ﻋﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹾ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹾ‬ ‫ﻳﱪﺯ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ، ﻗﺎﻝ: ﰒ ﲰﻌﺖ ﻧﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﶈﺮﺍﺏ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺷﻌﻴﺐ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻟﺒﻴﻚ،‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﲢﺐ ﺃﻥ ﺃﻗﺒﻀﻚ ﰲ ﻭﻗﺘﻚ ﺃﻭ ﳒﺎﺯﻳﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻟﻚ، ﺃﻭ ﻧﺒﺘﻠﻴﻚ ﺑﺒﻼﺀ ﻧﺮﻓ ‪‬ﻚ‬ ‫ٍ ﻌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻪ ﰲ ﻋﻠﻴﲔ؟ ﻓﺎﺧﺘﺮﺕ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻭﻳﺪﺍﻱ ﻭﺭﺟﻼﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﻜﺜﺖ ﺃﺧﺪﻣﻪ ﲤﺎﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ: ﻓﻘﺎﻝ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ: ﺍﺩ‪‬ﻥ ﻣﲏ، ﻓﺪﻧﻮﺕ ﻣﻨﻪ، ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺃﻋﻀﺎﺀﻩ ﳜﺎﻃﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
  • 216. ‫-٣١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻌ ‪‬ﻬﺎ ﺑﻌﻀ‪‬ﺎ ﺍﺑﺮﺯ ﺣﱴ ﺑﺮﺯﺕ ﺃﻋﻀﺎ ‪‬ﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺴ‪‬ﺢ ﻭﻳﻘﺪ ‪ ،‬ﰒ ﻣﺎﺕ.‬ ‫ﺒ ‪ ‬ﺱ‬ ‫ﺅ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺗﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭﺃﻯ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟ ﱠ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻮﻗﺐ،‬ ‫‪ ‬ﻞ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ‪‬ﺮﻯ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ.‬ ‫ﺪ‬ ‫‪ ‬ﱠﻳ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ« ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ‬ ‫ﺣﻜﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍ ﹸﺸ‪‬ﻬﺔ ﺃ‪‬ﻢ ‪‬ﺠﻴﺰﻭﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﻷﺑﺼﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺃ‪‬ﻢ ﻻ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﳌ ﺒ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻜﻚ، ﻭﺇﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ‪‬ﺠﻴﺰﻭﻥ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ‪‬ﺼﺎﻓﺤﺘﻪ ﻭ ‪‬ﻼﺯﻣﺘﻪ‬ ‫‪ ‬ﻣ ‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻣﻼﻣﺴﺘﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺰﻭﺭﻭﻧﻪ ﻭﻳﺰﻭﺭﻭﻫﻢ، ﻭﻫﻢ ‪‬ﺴ ‪‬ﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ: ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ‬ ‫ﻳ ﻤ‬ ‫ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳋﻄﺮﺍﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳋﺬﻻﻥ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺯﺍﺩ ﰲ ﺣﻖ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪ ﻓﻘ ‪‬ﻯ ﻭﺳﺎﻭﺳﻬﻢ ﰲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﺣﱴ ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺩﺧﻞ ﺭﺑﺎﻃﹰﺎ ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻓﻀﺤﻜﻮﺍ ﻟﻘﻠﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺍﳌﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺒﻊ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﺑﺮﻃﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻛﻔﺎﻩ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻔﻘﲑ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺗﺘﻮﺿﺄ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ، ﰊ‬ ‫ﻭﺳﻮﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ. ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻬﺪﻱ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻳﺴﺨﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﺍﻵﻥ ﻳﺴﺨﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻬﺑﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳝﺸﻲ ﺑﺎﳌﺪﺍﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺍﺭﻱ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺭﲟﺎ ﻧﻈﺮ‬ ‫ﺍﳌﺒﺘﺪﻯﺀ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﻓﻴﻈﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳑﻦ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪ ‪‬ﺘﺼﻔﹰﺎ ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﺑﺎﻃ‪‬ﻨﻪ ﳏﺸﻮ ﺑﺎﻟﻮﺳﺦ ﻭﺍﻟﻜﺪﺭ،‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬ﻣ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬ﺒ‬
  • 217. ‫-٤١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻳﺰﻳﺪ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﻔﺮﺩﻭﻥ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻭﻳﻨﺘﺴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺻﻼﺓ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﺑﻌﺪ ﻟﺒﺲ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﻋﻠﻴﻪ ﲝﺪﻳﺚ ﹸﻤﺎﻣﺔ ﺑﻦ‬ ‫ﺛ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺛﺎﻝ:ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻣﺮﻩ ﺣﲔ ﺃﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻐﺘﺴﻞ)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻣﺎ ﺃﻗﺒﺢ ﺑﺎﳉﺎﻫﻞ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺎﻃﻰ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﻐﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﹸﻤﺎﻣﺔ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻓﺮ‪‬ﺍ‬ ‫ﺛ‬ ‫ﻓﺄﺳﻠﻢ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺴﻞ ﰲ ﻣﺬﻫﺐ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﻐ ﹸ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻭﺃﻣﺎ ﺻﻼﺓ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﻓﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﻬﺑﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﳌﻦ ﺃﺳﻠﻢ، ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﲦﺎﻣﺔ ﺫﻛﺮ ﺻﻼﺓ ﻓ‪‬ﻘﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺍﺑﺘﺪﺍﻉ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﲰﻮﻩ ﺳﻨﺔ.‬ ‫‪ ٍ ‬ﻴ‬ ‫ﰒ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻳﻨﻔﺮﺩﻭﻥ ﺑﺴﻨﻦ، ﻷ‪‬ﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﱃ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﺎﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ، ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﻋﺮﻑ ﻬﺑﺎ، ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻬﺑﺎ،‬ ‫ﺼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ ﻓﺈﳕﺎ ﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ ﻬﺑﺎ ﻷ‪‬ﻢ ﺍﺧﺘﺮﻋﻮﻫﺎ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﻛﻦ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺃﻣﺎ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺭﺑﻄﺔ ﻓﺈﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﺍﳌﺎﺿﲔ ﺍﲣﺬﻭﻫﺎ ﻟﻼﻧﻔﺮﺍﺩ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﺪ. ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺇﺫﺍ ﺻﺢ ﻗﺼﺪﻫﻢ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺄ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃ‪‬ﻢ ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻭﺇﳕﺎ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃ‪‬ﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻟﻠﻤﺴﺎﺟﺪ ﻧﻈﲑ‪‬ﺍ ‪‬ﻘﱢﻞ ﲨﻌﻬﺎ.‬ ‫ﻳﻠﹸ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃ‪‬ﻢ ﺃﻓﺎﺗﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻧﻘﻞ ﺍ ﹸﻄﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ.‬ ‫ﳋ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃ‪‬ﻢ ﺗﺸ‪‬ﻬﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﺎﻧﻔﺮﺍﺩﻫﻢ ﰲ ﺍﻷﺩﻳﺮﺓ.‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺍﳋﺎﻣﺲ: ﺃ‪‬ﻢ ﺗﻌ ﱠﺑﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﺷﺒﺎﺏ ﻭﺃﻛﺜ ‪‬ﻫﻢ ﳏﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﻟ‪‬ﻜﺎﺡ.‬ ‫‪ ‬ﻨ‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﺬ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ )٤٣٨٩(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ١/١٧١، ﻭﺍﺑﻦ‬ ‫ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﺔ )٣٥٢(، ﻭﺍﻟﺒﻐﻮﻯ ﰱ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٢١٧٢( ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٢٦٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٤٦٧١/٩٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﻓﻴﻪ ﻗﺼﺔ.‬
  • 218. ‫-٥١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺃ‪‬ﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻤ‪‬ﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺄ‪‬ﻢ ﺯ ‪‬ﺎﺩ ﻓﻴﻮﺟﺐ ﺫﻟﻚ ﺯﻳﺎﺭ ﹸﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻫ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺘ ‪‬ﻙ ﻬﺑﻢ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺼ ‪‬ﻫﻢ ﻏﲑ ﺻﺤﻴﺢٍ، ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻗﺪ ﺑﻨﻮﺍ ﺩﻛﺎﻛﲔ ﻟﻠﻜﻮﺑﺔ)١( ﻭ ‪‬ﻨﺎﺧ‪‬ﺎ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﱪ‬ ‫ﻟﻠﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﺃﻋﻼﻣ‪‬ﺎ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ.‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﳌﺘﺄ ‪‬ﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺴﺘﺮﳛﲔ ﰲ ﺍﻷﺭﺑﻄﺔ ﻣﻦ ﻛﺪ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻣﺘﺸﺎﻏﻠﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧ‬ ‫ﺑﺎﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻇﺎﱂ ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺭﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻄﺎﺀ‬ ‫ﻣﺎﻛﺲٍ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺃﺭﺑﻄﺘﻬﻢ ﻗﺪ ﺑﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﻭﻗﻔﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﳋﺒﻴﺜﺔ، ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺭﺯﻗ ﹸﻢ، ﻓﺄﺳﻘﻄﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﹸﻠﻔﺔ ﺍﻟﻮﺭﻉ.‬ ‫ﻛ‬ ‫ﹸﻜ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻤﻬﻤﺘﻬﻢ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﳌﻄﺒﺦ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﺍﳌﱪﺩ، ﻓﺄﻳﻦ ﺟﻮﻉ ﺑﺸﺮٍ، ﻭﺃﻳﻦ ﻭﺭﻉ ﺳﺮﻱ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻳﻦ ﺟﺪ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ؟ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺃﻛﺜﺮ ﺯﻣﺎ‪‬ﻢ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﻔ ﱡﻪ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﺃﻭ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ،‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻓﻠﺢ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﺩﺧﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﰲ ﺯﺭﻣﺎﻧﻘﺘﻪ ﻓﻐﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﻗﻠﱯ ﻋﻦ‬ ‫ُ‬ ‫ﺭﰊ، ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺭﺑﺎﻁ ﻓﻤﻨﻌﻮﻩ، ﻭﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻗﺮﺃﻭﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺭﺑﺎﻁ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﳍﻢ: ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻌ ‪ ،‬ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫ﻪ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻋﻨﻬﺎ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻟﺼﺪﻗﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﲑﻳﻬﻢ ﻋﻴﺐ ﺍﳌﺎﻝ‬ ‫ﻭ‪‬ﺨ ‪‬ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ﻓﻴﺘﺠﺮﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﳚﻠﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻁ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻳ ﻮ‬ ‫ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﻢ ﺻﺎﳊﺔ، ﻭﺃﻓﻌﺎﳍﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺧﻄﺄ ﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﹸﻔﻲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻫﺬﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛ‬ ‫ﺍﳌﺆﻧﺔ ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺎﻝ ﺃﻧﻔﻘﻪ ﺗﺒﺬﻳﺮ‪‬ﺍ ﻭﺿﻴﺎﻋ‪‬ﺎ، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ﺍﻟ ﱡﻮﺳﻲ: ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺮﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻭﺭﺙ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﲬﺴﲔ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻀِﻴﺎﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻭﺃﻧﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻛﺜﲑﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﺃﻟﻮﻡ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫)١( ﺍﻟﻜﻮﺑﺔ: ﺁﻟﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻌﻮﺩ، ﻭﺍﻟﻨﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻄﺮﻧﺞ.‬
  • 219. ‫-٦١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﱃ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻗﺪ ﺍﺩﺧﺮﻫﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﺃﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻳﺴﺘﻐﲏ ﻬﺑﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺎﻝ‬ ‫ﻋﻦ ‪‬ﺒﻬﺔ ﻓﺘﺼ ‪‬ﻕ ﺑﻪ. ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳊﻼﻝ ﻛﻠﻪ ﰒ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻣﺎ ﰲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﺷ ٍ ﺪ‬ ‫ﻭﺃﻓﻘﺮ ﻋﻴﺎﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﳌﻨﻦ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﺃﻭ ﻟﺼﺪﻗﺎ‪‬ﻢ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻈﻠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﺬﻣﻮﻡ ﺍﳌﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﻗﻠﺔ ﻋﻠﻤﻬﻢ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻗﻮﺍﻡ ﳍﻢ ﻋﻘﻞ ﻭﻋﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺣﱡﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻣﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﺩﻣﺘﻪ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻣ‪‬ﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻭﺷﻴﺪﻩ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﻭﻧﺼﺮﻩ، ﻭﺍﳊﺎﺭﺙ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻋﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ، ﻷﻥ ﺃﺑﺎ ﺣﺎﻣﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻘﻪ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺃﻭﺟﺐ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ‪‬ﺼﺮﺓ ﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﳌﻔﺘﻮﻥ ﻣﱴ ﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ‬ ‫ﺍﳊﻼﻝ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ، ﻓﻘﺪ ﺃﺯﺭﻳﺖ ﲟﺤﻤﺪ ﻭﺍﳌﺮﺳﻠﲔ، ﻭﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﱂ‬ ‫ﻳﻨﺼﺢ ﺍﻷﻣﺔ ﺇﺫ ‪‬ﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﲨﻌﻪ ﺧﲑ ﳍﻢ، ﻭﺯﻋﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻨﻈﺮ‬ ‫ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺣﲔ ‪‬ﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﲨﻌﻪ ﺧﲑ ﳍﻢ، ﻭﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻚ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﲟﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ. ﻭﺩ ﺍﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﻟﻮ ﱂ ﻳﺆﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻗﻮﺗ‪‬ﺎ.‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﲏ ﺃ‪‬ﻪ ﳌﺎ ﺗﻮﰲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ، ﻓﻘﺎﻝ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺍﷲ ﺇ‪‬ﺎ ﳔﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮﻙ، ﻗﺎﻝ ﻛﻌﺐ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻭﻣﺎ ﲣﺎﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻛﺴﺐ ﻃ‪‬ﻴﺒ‪‬ﺎ ﻭﺃﻧﻔﻖ ﻃ‪‬ﻴﺒ‪‬ﺎ، ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﻓﺨﺮﺝ ‪‬ﻐﻀﺒ‪‬ﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻛﻌﺒ‪‬ﺎ، ﻓﻤﺮ ﺑﻠﺤﻲ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺑﻌﲑ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺑﻴﺪﻩ ﰒ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻳﻄﻠﺐ ﻛﻌﺒ‪‬ﺎ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻜﻌﺐ: ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﻃﻠﺒﻚ ﻓﺨﺮﺝ ﻫﺎﺭﺑ‪‬ﺎ ﺣﱴ‬ ‫ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﻪ ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺍﳋﱪ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻳﻘﺘﺺ ﺍﻷﺛﺮ ﰲ ﻃﻠﺐ ﻛﻌﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺣﱴ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻗﺎﻡ ﻛﻌﺐ ﻓﺠﻠﺲ ﺧﻠﻒ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻫﺎﺭﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺫﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ: ﻫﻴﻪ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺄﺱ ﲟﺎ ﺗﺮﻙ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ، ﻟﻘﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﺮﺝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺍﻷﻛﺜﺮﻭﻥ ﻫﻢ ﺍﻷﻗﱡﻮﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﺇﻻ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﻜﺬﺍ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﻫﻜﺬﺍ« ﰒ ﻗﺎﻝ: »ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻷﻗﻞ«، ﻓﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺮﻳﺪ ﻫﺬﺍ‬
  • 220. ‫-٧١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ‪‬ﺔ: ﻻ ﺑﺄﺱ ﲟﺎ ﺗﺮﻙ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻛﺬﺑﺖ ﻭﻛﺬﺏ ﻣﻦ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺑﻘﻮﻟﻚ. ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺮﻓﹰﺎ ﺣﱴ ﺧﺮﺝ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﺭﺙ: ﻓﻬﺬﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻣﻊ ﻓﻀﻠﻪ ‪‬ﻮﻗﻒ ﰲ ﻋﺮﺻﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎﻝ ﻛﺴﺒﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻣﻦ ﺣﻼﻝ ﻟﻠﺘﻌﻔﻒ ﻭﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﻓ‪‬ﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﱃ ﺍﳉ‪‬ﻨﺔ ﻣﻊ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫ﻭﺻﺎﺭ ﳛﺒﻮ ﰲ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﺣﺒﻮ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺷﻲﺀ ﻓﺮﺣﻮﺍ ﻭﺃﻧﺖ ﺗ ‪‬ﺧﺮ‬ ‫ﺪ ‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﺎﻝ ﻭﲡﻤﻌﻪ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﺏ ﺍﷲ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺑﻀﻤﺎﻧﻪ، ﻭﻛﻔﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻪ ﺩﺍﺋﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻋﺴﺎﻙ ﲡﻤﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻭﺯﻫﺮ‪‬ﺎ ﻭﻟﺬﺍ‪‬ﺎ؟ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺪ‬ ‫»ﻣﻦ ﺃﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺩﻧﻴﺎ ﻓﺎﺗﺘﻪ ﻗ ‪‬ﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﺴﲑﺓ ﺳﻨﺔ«)٢(.‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ِ ‪‬‬ ‫ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻚ ﻏﲑ ﻣﻜﺘﺮﺙ ﺑﻘﺮﺑﻚ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ. ﻭﳛﻚ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻫﻞ ﲡﺪ ﰲ ﺩﻫﺮﻙ ﻣﻦ ﺍﳊﻼﻝ ﻛﻤﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺃﻳﻦ ﺍﳊﻼﻝ ﻓﺘﺠﻤﻌﻪ. ﻭﳛﻚ ﺇﱐ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻚ ﻧﺎﺻﺢ ﺃﺭﻯ ﻟﻚ ﺃﻧﻚ ﺗﻘﻨﻊ ﺑﺎﻟ‪‬ﺒﻠﻐﺔ ﻭﻻ ﲡﻤﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱪ، ﻓﻘﺪ ﺳﺌﻞ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﳚﻤﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺗﺮﻛﻪ ﺃﺑﺮ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﹸ‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺭﺟﻠﲔ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻼﻻ ﻓﺄﺻﺎﻬﺑﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻮﺻﻞ ﻬﺑﺎ ﺭﲪﻪ ﻭﻗ ‪‬ﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻭﱂ ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ ﻭﱂ ﻳﺒﺬﳍﺎ، ﻓﺄﻳﻬﻤﺎ ﺃﻓﻀﻞ؟‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻌﻴﺪ ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻛﻤﺎ ﺑﲔ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﻬﺑﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻛﻼﻡ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﻭﺷﻴﺪﻩ ﻭﻗﻮﺍﻩ‬ ‫ﲝﺪﻳﺚ ﺛﻌﻠﺒﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻋﻄﻲ ﺍﳌﺎﻝ ﻓﻤﻨﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ)٣(، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ: ﻓﻤﻦ ﺭﺍﻗﺐ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ‬ ‫)١( ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻻ ﺃﺻﻞ ﳍﺎ: ﻭﺳﻴﺘﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﳌﺮﻓﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻻﺳﺘﺌﺬﺍﻥ )٨٦٢٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢٥١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﺫﺭ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﻧﻈﺮ: ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٠٧٧١(.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ )٣٧٨٧(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٧/١٣، ٢٣‬ ‫=‬
  • 221. ‫-٨١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺃﻗﻮﺍﳍﻢ ﱂ ﻳﺸﻚ ﰲ ﺃﻥ ﻓﻘﺪ ﺍﳌﺎﻝ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺇﻥ ﺻﺮِﻑ ﺇﱃ ﺍﳋﲑﺍﺕ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺫ ﺃﻗﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﺷﺘﻐﺎﳍﻢ ﺑﺈﺻﻼﺣﻪ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ‬ ‫ﺣﱴ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﺇﻻ ﻗﺪﺭ ﺿﺮﻭﺭﺗﻪ ﻓﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻟﻪ ﺩﺭﻫﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻬﻮ ﳏﺠﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﲞﻼﻑ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺳﻮﺀ ﻓﻬﻢ ﻟﻠﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﳌﺎﻝ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﲡ ‪‬ﺩﻫﻢ‬ ‫ﺮ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﰱ ﺭﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ: ﺃﻣﺎ ﺷﺮﻑ ﺍﳌﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋ ﱠﻢ ﻗﺪﺭﻩ ﻭﺃﻣﺮ ﲝﻔﻈﻪ ﺇﺫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻈ‬ ‫ﺟﻌﻠﻪ ﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻟﻶﺩﻣﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻬﻮ ﺷﺮﻳﻒ. ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻻ ﺗﺆﺗﻮﺍ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ‬ ‫ﺍﻟﱴ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻟﻜﻢ ﻗﻴﺎﻣ‪‬ﺎ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٥[، ﻭ‪‬ﻰ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ‪‬ﺴﻠﻢ ﺍﳌﺎﻝ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺭﺷﻴﺪ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻓﺈﻥ ﺁﻧﺴﺘﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺷﺪ‪‬ﺍ ﻓﺄﺩﻓﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٦[، ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ)١( ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺴﻌﺪ: »ﻷﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﻭﺭﺛﺘﻚ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺧﲑ ﻟﻚ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻛﻬﻢ ﻋﺎﻟﺔ ﻳﺘﻜﻔ ﹸﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ«)٢(.‬ ‫ﹰ ﻔ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﻧﻔﻌﲏ ﻣﺎﻝ ﻛﻤ‪‬ﺎﻝ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ«)٣(.‬ ‫ﹲ ﹶ ِ‬ ‫=‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻷﳍﺎﱏ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ«، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ٥/٠٩٢، ﻭﻗﺼﺔ ﺛﻌﻠﺒﺔ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺿﻌﻔﻬﺎ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻰ ﰱ ﲣﺮﻳﺞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ٣/٦٦٢، ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺪﻯ ﰱ ﺍﲢﺎﻑ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺘﻘﲔ‬ ‫٨/٥٢٢.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٥٧٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﻗﻀﻴﺔ )٣٩٥/٢١٠٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﻗﻀﻴﺔ )٥١٧١/٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ )٣٧٣٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ )٨٢٦١/٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺳﻌﺪ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ )١٦٦٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٤٩(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫=‬
  • 222. ‫-٩١٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺚ ﺇﱄ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹼ‬ ‫»ﺧﺬ ﻋﻠﻴﻚ ﺛﻴﺎﺑﻚ ﻭﺳﻼﺣﻚ ﰒ ﺍﺋﺘﲏ«، ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺇﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺑﻌﺜﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ‬ ‫ﻓﻴﺴﻠﻤﻚ ﺍﷲ ﻭﻳﻐﻨﻤﻚ، ﻭﺃﺭﻏﺐ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﺭﻏﺒﺔ ﺻﺎﳊﺔ«. ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﻣﺎ‬ ‫ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﻟﻜﲏ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺭﻏﺒﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻓﻘﺎﻝ: »ﻳﺎ ﻋﻤﺮﻭ ِﻧﻌﻢ ﺍﳌﺎﻝ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ«)١(.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺩﻋﺎ ﻟﻪ ﺑﻜﻞ ﺧﲑ. ﻭﻛﺎﻥ ﰲ‬ ‫ﺁﺧﺮ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ: » ﺍﷲ ﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﻭﻟﺪﻩ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻟﻪ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻛﻌﺐ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﳛﺪﺙ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﻮﺑﺘﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﱵ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﳔﻠﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﱄ ﺻﺪﻗﺔ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺇﱃ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻣﺴِﻚ ﺑﻌﺾ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﺧﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻟﻚ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﳐﺮﺟﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪﻩ‬ ‫ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺇﻛﺜﺎﺭ ﺍﳌﺎﻝ ﺣﺠﺎﺏ ﻭﻋﻘﻮﺑﺔ ﻭﺃﻥ ﺣﺒﺴﻪ ﻳﻨﺎﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ. ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻧﻪ ﳜﺎﻑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺘﻪ ﻭﺃﻥ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﻩ ﳋﻮﻑ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻥ ﲨﻌﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﻳﻌﺰ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻻﻓﺘﻨﺎﻥ ﺑﻪ ﻳﺒﻌﺪ، ﻭﺍﺷﺘﻐﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻳﻨﺪﺭ ﻭﳍﺬﺍ ﺧﻴﻒ ﻓﺘﻨﺘﻪ.‬ ‫=‬ ‫٢/٣٥٢، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ )٧٧(.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٧٩١، ٢٠٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٢ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٩/٣٥٣ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﻭﺃﰉ ﻳﻌﻠﻰ ﺭﺟﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ )٤٣٣٦، ٤٤٣٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬ ‫)٠٨٤٢/١٤١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺳﻠﻴﻢ. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ )٨٧٣٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )١٨٤٢/٢٤١، ٣٤١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )٨١٤٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ )٩٦٧٢/٣٥(.‬
  • 223. ‫-٠٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻛﺴﺐ ﺍﳌﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﺒﻠﻐﺔ ﻣﻦ ﺣﻠﻬ‪‬ﺎ ﻓﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ِﱢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺪ ﲨﻌﻪ ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺜﺎﺭ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻼﻝ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﰲ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ، ﻓﺈﻥ ﻗﺼﺪ ﻧﻔﺲ‬ ‫ﺍﳌﻔﺎﺧﺮﺓ ﻭﺍﳌﺒﺎﻫﺎﺓ ﻓﺒﺌﺲ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ، ﻭﺇﻥ ﻗﺼﺪ ﺇﻋﻔﺎﻑ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻭﺍ ‪‬ﺧﺮ ﳊﻮﺍﺩﺙ ﺯﻣﺎﻧﻪ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻭﺯﻣﺎ‪‬ﻢ ﻭﻗﺼﺪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﺇﻏﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻓﻌﻞ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺃﺛﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺪﻩ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﲨﻌﻪ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻧ‪‬ﺎﺕ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﲨﻌﲔ ﰲ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺔ‬ ‫ﻴ ‪ٍ ‬‬ ‫ﳊﺴﻦ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﻢ ﳉﻤﻌﻪ ﻓﺤﺮﺻﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﺄﻟﻮﺍ ﺯﻳﺎﺩﺗﻪ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻗﻄﻊ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺣﻔﺮ)١( ﻓﺮﺳﻪ ﺑﺄﺭﺽ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﺎ:‬ ‫ٍ‬ ‫ﺛﺮﺛﺮ، ﻓﺄﺟﺮﻯ ﻓﺮﺳﻪ ﺣﱴ ﻗﺎﻡ، ﰒ ﺭﻣﻰ ﺳﻮﻃﻪ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻋﻄﻮﻩ ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻎ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻁ«)٢( ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﺴ ﹸ‬ ‫ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻳﺪﻋﻮ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﷲ ﻡ ﻭ ‪‬ﻊ ﻋﻠﻲ.‬ ‫ﺳ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﳌﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻨﻮﻩ:‬ ‫ﹸ‬ ‫﴿ﻭﻧﺰﺩﺍﺩ ﻛﻴﻞ ﺑﻌﲑ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٥٦[ ﻣﺎﻝ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺍﺑﻨﻪ ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﺷﻌﻴﺒ‪‬ﺎ‬ ‫ﻃﻤﻊ ﰲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻓﺈﻥ ﺃﲤﻤﺖ ﻋﺸﺮ‪‬ﺍ ﻓﻤﻦ ﻋﻨﺪﻙ﴾ ]ﺍﻟﻘﺼﺺ: ٧٢[، »ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﳌﺎ ‪‬ﻮﰲ، ‪‬ﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺟﻞ)٣( ﺟﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻓﺄﺧﺬ ﳛﺜﻮ ﰲ ﺛﻮﺑﻪ ﻳﺴﺘﻜﺜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋ ﻧ‬ ‫ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺃﻣﺎ ﺷﺒﻌﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﻣﻦ ﻳﺸﺒﻊ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ«)٤(. ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﺮﻛﻮﺯ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻓﺈﺫﺍ ﹸﺼﺪ ﺑﻪ ﺍﳋﲑ ﻛﺎﻥ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﳏﻀ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻗ ‪‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻼﻡ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﻓﺨﻄﺄ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ‪‬ﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ‬ ‫)١( ﺣﻀﺮ: ﻋﺪﻭ ﻓﺮﺳﻪ، ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ: ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﳚﺮﻯ ﻓﺮﺳﻪ ﺣﱴ ﻳﻘﻒ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳋﺮﺍﺝ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٢٧٠٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٦٥١، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٦/٤٤١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺿﻌﻴﻒ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ )٣٧٦(، ﰱ‬ ‫ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ. ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ: ﺿﻌﻴﻒ.‬ ‫)٣( ﺭﺟﻞ ﺟﺮﺍﺩ: ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﺮﺍﺩ، ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻋﺪﺩ ﻛﺜﲑ ﻣﻨﻪ.‬ ‫)٤( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ )١٩٣٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
  • 224. ‫-١٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻦ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ، ﻭﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪‬ﻰ ﺃﻣﺘﻪ ﻋﻦ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ، ﻓﻬﺬﺍ ﳏﺎﻝ، ﺇﳕﺎ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺳﻮﺀ‬ ‫ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺑﺎﳉﻤﻊ ﺃﻭ ﻋﻦ ﲨﻌﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺣﻠﻪ.‬ ‫ِﱢ ِ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻛﻌﺐ ﻭﺃﰊ ﺫﺭ ﻓﻤﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﳉ ‪‬ﺎﻝ ﻭﺧﻔﺎﺀ ﺻﺤﺘﻪ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﹸﻬ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﳊﻘﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﻡ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﺍ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﻱ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺫﺭ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﻳﺴﺘﺄﺫﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﻋﺼﺎﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ: ﻳﺎ ﻛﻌﺐ ﺇﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ‪‬ﻮﱢﻲ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎﻻ ﻓﻤﺎ ﺗﺮﻯ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗﻓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻴﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﺣﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ، ﻓﺮﻓﻊ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻋﺼﺎﻩ ﻓﻀﺮﺏ ﻛﻌﺒ‪‬ﺎ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻣﺎ ﹸﺣﺐ ﻟﻮ ﺃﻥ ﱄ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺒﻞ ﺫﻫﺒ‪‬ﺎ ﹸﻧﻔﻘﻪ ﻭ‪‬ﺘﻘ‪‬ﻞ ﻣ‪‬ﻲ.‬ ‫ﺃ ﹸ‪ ‬ﻳ ﺒ ﹸ ﻨ‬ ‫ﺃ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺫﺭ ﺧﻠﻔﻲ ﺳﺖ ﺃﻭﺍﻕ«، ﺃﻧﺸﺪﻙ ﺏ ﺍﷲ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺃﲰﻌﺖ ﻫﺬﺍ؟ ـ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ـ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻌﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍ ﹸﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺜ‪‬ﺒ ‪ ،‬ﻭﺍ ﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ: ﻣﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ. ﻗﺎﻝ ﳛﲕ: ﻻ ‪‬ﺤﺘ ‪‬‬ ‫ﻳ ﺞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸ ﺖ‬ ‫ﳌ ‪‬‬ ‫ﲝﺪﻳﺜﻪ. ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ ﲬﺲ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺛﻨﺘﲔ ﻭﺛﻼﺛﲔ، ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺵ ﺑﻌﺪ ﺃﰊ ﺫﺭ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﲔ. ﰒ ﻟﻔﻆ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻭﻩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ﻳﺪﻝ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ﻣﻮﺿﻮﻉ.‬ ‫ﰒ ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ: ﺇ‪‬ﺎ ﳔﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﺃﻭ ﻟﻴﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻹﲨﺎﻉ ﻣﻨﻌﻘﺪ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﱢﻪ، ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻊ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ، ﺃﻭ ﻳﺄﺫﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ِﻠ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﰲ ﺷﻲﺀ ﰒ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻪ، ﻫﺬﺍ ﻗﻠﺔ ﻓﻬﻢ ﻭﻓﻘﻪ، ﰒ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻟﻴﻞ‬ ‫ﱠﹸ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺴِﺮ ﺳﲑ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺧﱠﻒ ﻃﻠﺤﺔ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﻬﺑﺎﺭ، ﰲ ﻛﻞ ﻬﺑﺎﺭ ﺛﻼﺛﺔ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﻨﺎﻃﲑ، ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺭ: ﺍﳊِﻤ ﹸ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﲬﺴﲔ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺎﺋﱵ ﺃﻟﻒ، ﻭﺧﻠﻒ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺗﺴﻌﲔ ﺃﻟﻔﹰﺎ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺤﺎﺑﺔ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺧﱠﻔﻮﻫﺎ ﻭﱂ ‪‬ﻨﻜﺮ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪ ‬ﺼ‬ ‫ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﺇﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﳛﺒﻮ ﺣﺒﻮ‪‬ﺍ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻓﻬﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺎﻣ‪‬ﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ. ﺃﻋﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳛﺒﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬
  • 225. ‫-٢٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﺃﻓﺘﺮﻯ ﻣﻦ ﻳﺴﺒﻖ ﺇﺫﺍ ﺣﺒﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﳌﺸﻬﻮﺩ ﳍﻢ‬ ‫ﺑﺎﳉ‪‬ﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﺪﺭ ﺍﳌﻐﻔﻮﺭ ﳍﻢ، ﻭﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﻯ.‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﰒ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﺮﻭﻳﻪ ‪‬ﻤﺎﺭﺓ ﺑﻦ ﺯﺍﺫﺍﻥ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ: ﺭﲟﺎ ﺍﺿﻄﺮﺏ ﺣﺪﻳﺜﻪ.‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻨﺎﻛﲑ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ: ﻻ ﳛﺘﺞ ﺑﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ: ﺿﻌﻴﻒ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺼﲔ ﻣﺮﻓﻮﻋ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻴﻨﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﲰﻌﺖ ﺻﻮﺗ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻋﲑ ﻟﻌﺒﺪ‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻗﺪِﻣﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﲢﻤﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀٍ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﺑﻌﲑٍ،‬ ‫ﱢ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﺎﺭﲡﺖ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫»ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﺣﺒﻮ‪‬ﺍ«)١(، ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﹸ ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻮﻑ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻷﺩ ‪‬ﻠ‪‬ﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤ‪‬ﺎ، ﻓﺠﻌﻠﻬﺎ ﺑﺄﻗﺘﺎﻬﺑﺎ ﻭﺃﲪﺎﳍﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫‪ ‬ﺧﻨ‬ ‫ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺗﺮﻙ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳊﻼﻝ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﲨﻌﻪ، ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؛ ﺑﻞ ﻣﱴ ﺻﺢ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻓﺠﻤﻌﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻓﻀﻞ ﺑﻼ ﺧﻼﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺃﺳﻒ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺩﻧﻴﺎ ﻓﺎﺗﺘﻪ...« ﺍﱁ ‪‬ﺤﺎ ﹲ، ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﻂ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ﻝ‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻫﻞ ﲡﺪ ﰲ ﺩﻫﺮﻙ ﺣﻼﻻﹰ، ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﳊﻼﻝ ﻭﺍﻟﻨﱯ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫»ﺍﳊﻼﻝ ﺑ‪‬ﻦ ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ﺑ‪‬ﻦ«)٢( ﺃ‪‬ﺮﻯ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺎﳊﻼﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺒﺔ )ﻣﺬ( ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺪﻥ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫‪ ‬ﻴ‬ ‫ﹸ ﻴ‪‬‬ ‫ﺗﻘﱠﺒﺖ ﰲ ‪‬ﺒﻬﺔ، ﻫﺬﺍ ﻳﺒﻌ ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﹸﻮﻟﺒﻨﺎ ﺑﻪ.ﺑﻞ ﻟﻮ ﺑﺎﻉ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻳﻬﻮﺩﻳ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺣﻼﻻ ﺑﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﺷ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺷﻚ.ﻫﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ. ﻭﺃﻋﺠﺐ ﻟﺴﻜﻮﺕ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻞ ﻟﻨﺼﺮﺗﻪ ﻣﺎ ﺣ‪‬ﻜﻰ، ﻭﻛﻴﻒ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٣٦، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٠١/٩٣٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳍﻴﻌﺔ، ﻭﻗﺪ ﺿﻌﻔﻪ ﻏﲑ ﻭﺍﺣﺪ«.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )١٥٠٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﻗﺎﺓ )٩٩٥١/٧٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﲑ.‬
  • 226. ‫-٣٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻓﻘﺪ ﺍﳌﺎﻝ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺇﻥ ‪‬ﺮﻑ ﺇﱃ ﺍﳋﲑﺍﺕ. ﻭﻟﻮ ﺍ ‪‬ﻋﻲ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺻِ ‪‬‬ ‫ﺧﻼﻑ ﻫﺬﺍ ﻟﺼ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺼﻮﻓﻪ ﻏﲑ ﻓﺘﻮﺍﻩ.‬ ‫ﺢ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﺇﱐ ﰲ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺰﻡ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺗﺼﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺍﳌﺮﺿﻰ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ، ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﺍﻣ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻓﻴﻪ ﺷﺒﻬﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺇﻥ ﻳﻘﻨﻊ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻴﺴﲑ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ ﺟﺎﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻣﻨﻪ. ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﺃﻣﺎ ﺛﻌﻠﺒﺔ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﺿ ‪‬ﻩ ﺍﳌﺎﻝ ﺇﳕﺎ ﺿ ‪‬ﻩ ﺍﻟ‪‬ﺨﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ.‬ ‫ﺮ‪ ‬ﺒ ﹸ‬ ‫ﺮ‪ ‬ﹸ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ: ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺯﺭﻉ ﻭﻣﺎ ﹲ، ﻭﻟﺸﻌﻴﺐ‬ ‫‪ ‬ﻝ‬ ‫ﻭﻟﻐﲑﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴ‪‬ﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺧﲑ ﻓﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﳌﺎﻝ ﻳﻘﻀﻲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺑﻪ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻳﺼﻮﻥ ﺑﻪ ﻋﺮﺿﻪ ﻭﻳﺼﻞ ﺑﻪ ﺭﲪﻪ ﻓﺈﻥ ﻣﺎﺕ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﲑﺍﺛﹰﺎ ﳌﻦ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﺧﱠﻒ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍ ﹸﺴ‪‬ﺐ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﺎ ﺧﻠﻔﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ. ﻭﻗﺪ ﺧﱠﻒ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺭﺿﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﳌ ﻴ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﺎﺋﺘﲔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﳌﺎﻝ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺳﻼ ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﳝﺪﺣﻮﻥ ﺍﳌﺎﻝ‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﺡ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﳚﻤﻌﻮﻧﻪ ﻟﻠﻨﻮﺍﺋﺐ ﻭﺇﻋﺎﻧﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ. ﻭﺇﳕﺎ ﲡﺎﻓﺎﻩ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻳﺜﺎﺭ‪‬ﺍ ﻟﻠﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﲨﻊ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﳍﻤﻢ ﻓﻘﻨﻌﻮﺍ ﺑﺎﻟﻴﺴﲑ، ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﱡﻞ ﻣﻨﻪ ﺃﻭﱃ، ﻗﺮﺏ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺯﺍﺣﻢ ﺑﻪ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻹﰒ.‬ ‫ﺍﻟﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﳌﺮﺽ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻣﺮﺽ ﻓﻤﻦ ﺍﺑ‪‬ﻠﻲ ﺑﻪ ﻓﺼﱪ ﹸﺛﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﱪﻩ، ﻭﳍﺬﺍ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺍﳉﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﲞﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﳌﻜﺎﻥ ﺻﱪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﻭﺍﳌﺎﻝ ﻧﻌﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ‬ ‫ﺷﻜﺮ، ﻭﺍﻟﻐﲏ ﻭﺇﻥ ﺗﻌﺐ ﻭﺧﺎﻃﺮ ﻛﺎﳌﻔﱵ ﻭﺍ‪‬ﺎﻫﺪ، ﻭﺍﻟﻔﻘﲑ ﻛﺎﳌﻌﺘﺰﻝ ﰲ ﺯﺍﻭﻳﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﺎﺏ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺃﻥ ﳜﻠﻒ‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﲑ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﺬﻛﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻭﺧﱠﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭﻳﻦ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ:‬ ‫ﻠ‬
  • 227. ‫-٤٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫»ﻛ‪‬ﺘﺎﻥ«)١(.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺣﺘﺠﺎﺝ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﳊﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﺍﺣﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺣﺒﺲ ﻣﺎ ﻣﻌﻪ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﻛ‪‬ﺘﺎﻥ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻜﺮﻭﻩ ﻧﻔﺲ ﺗﺮﻙ ﺍﳌﺎﻝ ﳌﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﺴﻌﺪ: »ﺇﻧﻚ ﺇﻥ ﺗﺬﺭ ﻭﺭﺛﺘﻚ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺬﺭ ‪‬ﻢ ﻋﺎﻟﺔ ﻳﺘﻜﻔ ﹸﻮﻥ‬ ‫ﻫ ﹰ ﱠﻔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ«)٢( ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﳜﻠﻒ ﺷﻴﺌﹰﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺣﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﺠﺌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺑﻨﺼﻒ ﻣﺎﱄ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻭﻣﺎ ﺃﺑﻘﻴﺖ ﻷﻫﻠﻚ؟«. ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﺜﻠﻪ)٣( ﻓﻠﻢ ‪‬ﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﹸﻪ ﺟﻬﻠﺔ ﺍﳌﺘﺼ ‪‬ﻓﺔ‬ ‫ﹸ ﻮ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﺩﺧﺎﺭ ﺷﻲﺀ ﰲ ﻳﻮﻣﻪ ﻟﻐﺪﻩ، ﻭﺃﻥ ﻓﺎﻋﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺃﺳﺎﺀ ﺍﻟﻈ ‪ ‬ﺑﺮﺑﻪ ﻭﱂ‬ ‫ﱠﻦ‬ ‫ﹼ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻳﺘﻮ ﱠﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻖ ﺗﻮ ﱡﻠﻪ. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ: ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﺍﲣ ﹸﻭﺍ‬ ‫ﺬ‬ ‫‪ ‬ﻛ‬ ‫ﻛ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٢١٤، ٥١٤، ١٢٤، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﺍﻟﺒﺰﺍﺭ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٠١/٠٤٢ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻬﺑﺪﻟﺔ ﻭﻗﺪ ﺛﻘﺔ ﻏﲑ ﻭﺍﺣﺪ،‬ ‫ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢٥٢، ٨٥٢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺃﻣﺎﻣﺔ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ‬ ‫٠١/٠٤٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﻭﺍﻩ ﻛﻠﻪ ﺃﲪﺪ ﺑﺄﺳﺎﻧﻴﺪ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻏﲑ ﺷﻬﺮ ﺑﻦ ﺣﻮﺷﺐ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﺛﻖ«.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﺔ )٣٦٢٣(، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ )٧٩٩٤ ــ ٧٣٠٥(، ﻭﺍﻟﺒﺰﺍﺭ )٢٥٦٣(‬ ‫ﺑﺄﺳﺎﻧﻴﺪ ﳐﺘﻠﻔﺔ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ )٢٤٧٢( ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ )٨٢٦١/٥(. ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻭﻗﺎﺹ.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٨٧٦١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ )٥٧٦٣(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ‬ ‫)٠٦٦١(، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٠٤٢١(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/٠٨١، ١٨١،‬ ‫ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٤١٤ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ‬ ‫)٢٧٤١(: »ﺣﺴﻦ«.‬
  • 228. ‫-٥٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺑﺮﻛﺔ«)١(، ﻓﻴﻪ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻟﻌﺒﺪ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻪ ﺇﻻ ﺑﺄﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﻋﲔ ﻭﻻ ﻋﺮﺽ ﻭﳝﺴﻲ ﻛﺬﻟﻚ. ﺃﻻ‬ ‫ﺗﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﺍ ‪‬ﺧﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻷﺯﻭﺍﺟﻪ ﹸﻮﺕ ﺳﻨﺔ)٢(.‬ ‫ﻗ ‪ٍ ‬‬ ‫ﺩ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﰒ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻸﻭﺳﺎﺥ ﻭﻳﻄﻠﺒﻮﻥ، ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ‪‬ﻌﺪ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻣﺜﻠ ‪‬ﻢ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﳌﺎﻝ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﹸﻬ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﺰﻫﺪﻫﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺭﻭﻯ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﻓﺒﺪﺩ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻌﻪ.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪﻡ ﺃﺑﻮ ‪‬ﺼﲔ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﺑﺬﻫﺐ ﻣﻦ‬ ‫ﺣ ٍ ﺴ ‪‬‬ ‫ﻣﻌﺪ‪‬ﻢ ﻓﻘﻀﻰ ﺩﻳﻨ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻀﻞ ﻣﻌﻪ ﻣﺜﻞ ﺑﻴﻀﺔ ﺍﳊﻤﺎﻣﺔ، ﻓﺄﺗﻰ ﻬﺑﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺿﻊ ﻫﺬﻩ ﺣﻴﺚ ﺃﺭﺍﻙ ﺍﷲ ﺃﻭ ﺣﻴﺚ ﺭﺃﻳﺖ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺠﺎﺀﻩ ﻋﻦ ﳝﻴﻨﻪ ﻓﺄﻋﺮﺽ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻨﻪ، ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ، ﰒ ﺟﺎﺀﻩ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻨﻜﺲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺭﺃﺳﻪ،‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﺤﺬﻓﻪ ﻬﺑﺎ ﻟﻮ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﻟﻌﻘﺮﺗ ‪ ،‬ﰒ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: »ﻳﻌﻤﺪ ﺃﺣ ‪‬ﻛﻢ ﺇﱃ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻴﺘﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﰒ ﻳﻘﻌﺪ ﻓﻴﺘﻜﻔﻒ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻦ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﱠ ‪ ‬ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻇﻬﺮ ﻏﲎ ﻭﺍﺑﺪﺃ ﲟﻦ ﺗﻌﻮﻝ«)٣(.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﳏﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﻟﺒﻴﺪ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﺫ ﺟﺎﺀﻩ ﺭﺟﻞ ﲟﺜﻞ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺻﺒﺖ ﻫﺬﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻥ ﻓ ‪‬ﺬﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﺻﺪﻗﺔ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﻏﲑﻫﺎ، ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ ﺨ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ:ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺍﺕ )٤٠٣٢(، ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ، ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«،‬ ‫ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٤٢٤، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٤٢/٧٢٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﻫﺎﻧﺊ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٣٧٧(: »ﺻﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )٣٣٠٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﲑ )٧٥٧١/٨٤، ٩٤(‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﰱ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/٢/٩١، ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﺑﻦ ﺛﻮﺑﺎﻥ،‬ ‫ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰉ ﳛﲕ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ٢/٥٢٥: »ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ: ﻣﻨﻜﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ«.‬
  • 229. ‫-٦٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫‪‬ﻛﻨﻪ ﺍﻷﳝﻦ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ، ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ‪‬ﻛﻨﻪ ﺍﻷﻳﺴﺮ، ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺤﺬﻓﻪ ﻬﺑﺎ ﻓﻠﻮ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﻷﻗﺼﻌﺘﻪ ﺃﻭ ﻟﻌﻘﺮﺗ ‪،‬‬ ‫ﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻳﺄﰐ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﲟﺎ ﳝﻠﻚ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻫﺬﻩ ﺻﺪﻗﺔ ﰒ ﻳﻘﻌﺪ ﻳﺘﻜﻔﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﺧﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻏﲎ«)١(، ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ: »ﺧﺬ ﻋﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻪ«)٢(.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ ﺭﺟﻞ‬ ‫ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﺄﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺣﻮﺍ ﺛﻴﺎﺑ‪‬ﺎ ﻓﻄﺮﺣﻮﺍ. ﻓﺄﻣﺮ ﻟﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺜﻮﺑﲔ، ﰒ ﺣﺚ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻓﺠﺎﺀ ﻓﻄﺮﺡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺜﻮﺑﲔ ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻪ: » ‪‬ﺬ ﺛﻮﺑﻚ«)٣(.‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻧﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﺧﻂ ﺃﰊ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ: ﺩﺧﻞ‬ ‫ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﺒﻠﻲ، ﻓﺄﻧﻔﺬ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻴﺎﺳﲑ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻣﺎﻻ ﻳﻨﻔﻘﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﺮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺳﻮﻝ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ، ﺃﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﳊﻖ ﻓﻬﻼ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ: ﺍﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻗﻞ ﻟﻪ: ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺳﻔﻠﺔ ﺃﻃﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻔﻠﺔ ﻣﺜﻠﻚ ﻭﺃﻃﻠﺐ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﺍﳊ ‪ ،‬ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ ﲟﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ.‬ ‫ﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻧﻔﺬ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻟﻼﻓﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻓﻘﺪ‬ ‫ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺍﳋﺒﻴﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭﺃﻃﻌﻢ ﺃﺿﻴﺎﻓﻪ ﻣﻨﻪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻓﺄﻧﻔﻘﻬﺎ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺛﻘﱵ ﺇﻻ ﺏ ﺍﷲ، ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﻗﻠﺔ ﻓﻬﻢ ﻷ‪‬ﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮ ﱡﻞ ﻗﻄﻊ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ.‬ ‫ﻛ‬ ‫ﹸ ٍ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٣٧٦١(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ )٩٥٦١(، ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ‬ ‫ﺻﺤﻴﺤﺔ )١٤٤٢(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٣١٤ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻻ،‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻣﺪﻟﺲ ﻭﻗﺪ؟؟؟ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/٤٥١، ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ‬ ‫ﺿﻌﻴﻒ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ )٩٦٣(.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٧٦١(، ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻫﻮ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٥٧٦١(.‬
  • 230. ‫-٧٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺰﺯ‬ ‫ﺍﳋﻠﺪﻱ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﻗﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﺰ‪‬ﺎﺕ ﺑﺎﺑﻪ ﰲ ﲨﺎﻋﺔ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬ﳉ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﺷﻐﻞ ﰲ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺸﻐﻠ ﹸﻢ ﻋﻦ ﺍ‪‬ﻲﺀ ﺇ ﱠ، ﻓﻘﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱄ‬ ‫ﹸﻜ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻟﻪ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﳎﻴﺌﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺷﻐﻠﻨﺎ ﺑﻪ ﻓﻠﻢ ﻧﻨﻘﻄﻊ ﻋﻨﻪ. ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ‬ ‫ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺩﺭﳘﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﰒ ﺃﺟﺎﺑﲏ، ﻓﺄﻋﻄﻰ ﺍﻟﺘﻮ ﱡﻞ ﺣﻘ ‪ ،‬ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛ ﱠﻪ‬ ‫ﹸﺟﻴﺒﻚ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻟﻮ ﻓﻬﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮ ﱡﻞ ﻭﺃﻧﻪ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻻ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺇﺧﺮﺍﺝ ‪‬ﻮﺭ ﺍﳌﺎﻝ، ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ. ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻞ ﻓﻬﻤﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺩﺍﺕ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻳﺘﺠ ‪‬ﻭﻥ ﻭﳚﻤﻌﻮﻥ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻣِﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺣﲔ ﹸﻣﺮ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻷﺟﻞ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺷﻐﻠﻪ ﺑﺎﳋﻼﻓﺔ: ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﻃﻌﻢ ﻋﻴﺎﱄ؟‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻨﻜﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ‪‬ﺨﺮ ‪‬ﻮﻥ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ﺟ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻳﻀﺮﱐ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻭﺍ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺣﻀﺮﺕ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻓﻘﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﻞ ﺑﻦ ﻭﻗﺎﻝ ﱄ: ﻛﻞﹾ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻻ ﺁﻛﹸﻪ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﹸﻠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳﻀ ‪‬ﱐ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ ﺻﱠﻴﺖ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺧﻠﻒ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﻭﺩﻋﻮﺕ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻗﻠﺖ: ﺍﷲ ﻡ ﺇﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﱐ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﻛﺖ ﺑﻚ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﲔ. ﻓﺴﻤﻌﺖ ﻫﺎﺗﻔﹰﺎ ﻳﻬﺘﻒ ﰊ ﻭﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﱠﱭ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺍﷲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺼﺤﺘﻬﺎ ـ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﻳﻀ ‪‬ﱐ،‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻧﻪ ﺳﺒﺐ ﺍﻟ ‪‬ﺮﺭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﺻﻠﻮﺍﺕ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺍﷲ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ: ﴿ﺭﺏ ﺇ‪‬ﻦ ﺃﺿﻠﻠﻦ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ﴾ ]ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ٦٣[ ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﻧﻔﻌﲏ ﻣﺎﻝ ﻛﻤﺎﻝ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ«)١( ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻣﺎ ﻧﻔﻌﲏ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻟﻘﻮﻝ‬ ‫ﹲ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ )١٦٦٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٤٩(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٢/٣٥٢، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ )٧٧(: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ«.‬
  • 231. ‫-٨٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻣﺎ ﺿﺮﱐ. ﻭﻳﺼﺢ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺃﻛﻠﺔ ﺧﻴﱪ ‪‬ﻌﺎﻭ ‪‬ﱐ ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻭﺍﻥ ﻗﻄﻌﺖ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗ ﺩ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﻬﺑﺮﻱ«)١(.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺭﺗﺒﺔ ﺃﻭﱃ ﻣﻦ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻭﻗﺪ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺇﱃ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﻀﺮﺭ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻓﺎﻟﺘﺤﺎﺷﻲ ﻋﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺗﻌﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻼ ‪‬ﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻫﺬﻳﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻯ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﺯﻫﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺎﻝ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺑ‪‬ﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﳜﺮﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺯﻫﺪ‪‬ﺍ ﻓﻴﻬﺎ،‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺼﺪﻭﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﳋﲑ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﻏﻠﻄﻮﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ. ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﳐﺎﻟﻔﺘﻬﻢ‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ؛ ﻓﺄﻣﺎ ﻣﺘﺄﺧﺮﻭﻫﻢ ﻓﻘﺪ ﻣﺎﻟﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻭﲨﻊ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﺟﻪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺇﻳﺜﺎﺭ‪‬ﺍ ﻟﻠﺮﺍﺣﺔ ﻭﺣ‪‬ﺎ ﻟﻠﺸﻬﻮﺍﺕ. ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻭﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﻭﳚﻠﺲ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﺑﺎﻁ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﻠﺒﻪ ‪‬ﻌﻠﻖ ﺑﻄﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ. ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ ﱠ‪‬‬ ‫ﲢ ﱡ ﻟﻐﲏ ﻭﻻ ﻟﺬﻱ ﻣﺮﺓ)٢( ﺳﻮﻱ)٣(، ﻭﻻ ﻳﺒﺎﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻓﺮﲟﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻈﺎﱂ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ٍ‬‬ ‫ﻞ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﳌﺎﻛﺲ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﺩﻭﻩ. ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻔﺘﻮﺡ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺇﻥ ﺭﺯﻗﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ. ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﻧﺸﻜﺮ ﺳﻮﺍﻩ.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺟﻬﻞ ﻬﺑﺎ ﻭﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﺈﻥ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺍﳊﻼﻝ ﺑ‪‬ﻴﻦ ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ﺑ‪‬ﻦ ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﺸﺘﺒﻬﺎﺕ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﻦ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻴ‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )٨٢٤٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ. ﻭﺍﻷﻬﺑﺮ: ﻫﻮ ﺷﺮﻳﺎﻥ ﺍﻷﻭﺭﻃﻰ،‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﳛﻤﻞ ﺍﻟﺪﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻠﺐ.‬ ‫)٢( ﻣﺮﺓ: ﺑﻜﺴﺮ ﺍﳌﻴﻢ، ﺍﻟﻘﻮﺓ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٣٦١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٢٥٦(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ‬ ‫)٩٣٦١(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ ٢/٩١١، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻹﺭﻭﺍﺀ )٧٧٨(.‬
  • 232. ‫-٩٢٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺍ‪‬ﻘﻰ ﺍﻟﺸ‪‬ﻬﺎﺕ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﱪﺃ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﻭﻋﺮﺿﻪ«)١(، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﺀ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﳊﻮﻥ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﻋﻄﺎﺀ ﻇﺎﱂ ﻭﻻ ﳑﻦ ﰲ ﻣﺎﻟﻪ ‪‬ﺒﻬ ﹲ، ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﱂ‬ ‫ﺷ ﺔ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ﻳﻘﺒﻞ ﺻﻠﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻋﻔﺎﻓﹰﺎ ﻭﺗﱰﻫ‪‬ﺎ. ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﹶﻛﺮ ‪ ‬ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺭﺟﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺫ ﺕ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﶈﺪﺛﲔ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺃﻱ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﻮﻻ ﺧﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﰒ ﺳﻜﺖ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺲ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻛﻞ ﺍﳋﻼﻝ ﻳﻜﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻨﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻌﻤﺮﻱ ﻟﻘﺪ‬ ‫ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺧﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﳑﻦ ﺃﺧﺬ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻓﻮﻋﻈﻪ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﻘﺒﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﻣﲑ: ﻛﻠﻨﺎ ﺻ‪‬ﺎﺩﻭﻥ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺒﺎﻙ ﲣﺘﻠﻒ، ﰒ ﺃﻳﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ‬ ‫ﺸ ‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻷﻧﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻞ ﻟﻠ ‪‬ﻧﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ«)٢( ﻭﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻫﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﳌﻌﻄﻴﺔ، ﻫﻜﺬﺍ ﻓﺴﺮﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﺄ ‪‬ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻫﻲ‬ ‫ﻭ‪‬‬ ‫ﺍﻵﺧﺬﺓ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ: ﻭﻻ ﺃﺭﻯ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻗﻮﻡ ﺍﺳﺘﻄﺎﺑﻮﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ.‬ ‫ٍ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﰲ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﺟﻪ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﻭﻳﻔﺘﺸﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﻄﺎﻋﻤﻬﻢ، ﻭﺳﺌﻞ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻱ ﺍﻟﺴﻘﻄﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺸﻴﺦ‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﻄﻴﺐ ﺍﳌﻄﻌﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻱ: ﺻﺤﺒﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻓﺎﻛﺘﺮﻳﻨﺎ ﺩﺍﺭﺍ ﻓﻨﺼﺒﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺗ‪‬ﻮﺭ‪‬ﺍ ﻓﺘﻮﺭﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺧﺒﺰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘ‪‬ﻮﺭ. ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﻗﺪ ﲡ ‪‬ﺩ ﻣﻦ ﺻﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻮ‪‬ﻢ ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺠﺐ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺭﺑﻄﺔ ﻓﺴﺄﻟﺖ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﻓﻘﻴﻞ ﱄ: ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﲑ ﻓﻼﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )١٥٠٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﻗﺎﺓ )٩٩٥١/٧٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﲑ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٩٢٤١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٣٣٠١/٤٩( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ.‬
  • 233. ‫-٠٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻬﻨﺌﻪ ‪‬ﻠﻌﺔ ﻗﺪ ‪‬ﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﲑ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﳛﻜﻢ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﲞ ٍ ﺧ‬ ‫ﻛﻔﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﻓﺘﺤﺘﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻛﺎﻥ ﺣﱴ ﺗﻄﻮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺳﻜﻢ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻠﻊ. ﻳﻘﻌﺪ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪‬ﻌﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻼﺕ ﰒ ﻻ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﺣﱴ ﻳﺄﺧﺬ ﳑﻦ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻣ ‪‬ﹰ‬ ‫ﻛﺎﻥ، ﰒ ﻻ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﺣﱴ ﻳﺪﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻓﻴﺴﺘﻌﻄﻲ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻳﻬﻨﺌﻬﻢ ﲟﻠﺒﻮﺱ ﻻ ﳛ ﱡ،‬ ‫ﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻭﻻﻳﺔ ﻻ ﻋﺪﻝ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺍﷲ ﺇﻧﻜﻢ ﺃﺿﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ‪‬ﻀﺮ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺷﻴﺎﺧﻬﻢ ﳚﻤﻌﻮﻥ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺸ‪‬ﻬﺎﺕ ﰒ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻳﻨﻘﺴﻤﻮﻥ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳ ‪‬ﻋﻲ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ ﻣﻊ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﻊ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ‬ ‫ﺪ ﺰ‬ ‫ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻟﻠﺤﺎﻝ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ‪‬ﻈﻬﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻣﻊ ﲨﻌﻪ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻫﺆﻻﺀ ‪‬ﻀﻴﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺑﺄﺧﺬﻫﻢ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﳍﻢ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ ﺷﻴﺦ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍ‪‬ﻴﺎﻥ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﺻﻴﻔﹰﺎ ﻭﺷﺘﺎﺀ ﻭﺗﻘﺼﺪﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﱪﻛﻮﻥ ﺑﻪ ﻓﻤﺎﺕ ﻓﺨﻠﻒ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ‬ ‫‪ ‬ﺼ‬ ‫ﺩﻳﻨﺎﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼ ﱠﺔ ﻣﺎﺕ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺨﻠﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ »ﻛﻴﺘﺎﻥ«)١(.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﺎﺳﻬﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﳌﺎ ﲰﻊ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻗﻊ ﺛﻮﺑﻪ)٢( ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: »ﻻ ﲣﻠﻌﻲ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﺣﱴ ﺗﺮﻗﻌﻴﻪ«)٣( ﻭﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﰲ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٥١٤، ١٢٤، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٠١/٠٤٢ ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ‬ ‫ﲣﺮﳚﻪ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٦٠١، ١٢١، ٧٦١، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٣١١٢(، ﻭﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﰱ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻨﱮ )٢١، ٣١(، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٧٣٩٤(: »ﺻﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٠٨٧١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻭﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﻳﻘﻮﻝ: ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ ﻣﻨﻜﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ«، ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫=‬
  • 234. ‫-١٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺛﻮﺑﻪ ﺭﻗﺎ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﹸﻭﻳﺴ‪‬ﺎ ﺍﻟﻘﺮﱐ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺍﻟ ‪‬ﻗﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﺰﺍﺑﻞ ﻓﻴﻐﺴﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﰒ‬ ‫ﹸ ﺮ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻉ‬ ‫‪‬ﺨﻴ ﹸﻬﺎ ﻓﻴﻠﺒ ‪‬ﻬﺎ، ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺍ ﹸﺮﱠﻌﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﺃﺑﻌﺪﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﳌﻗ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻳ ﻄ‬ ‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﺍﻟﺒﺬﺍﺫﺓ ﻭﻳﻌﺮ ‪‬ﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺯﻫﺪ‪‬ﺍ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜ ‪‬ﻫﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺿ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻗﻤﻴﺺ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺳﺦ ﻓﻘﺎﻝ ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ: ﺍﻏﺴﻠﻲ ﻗﻤﻴﺺ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻗﻤﻴﺺ ﻏﲑﻩ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﻔﻘﺮ، ﻭﻗﺼﺪ ﺍﻟﺒﺬﺍﺫﺓ ﻓﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﲎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺰﻫﺪ ﰲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻓﺄﻣﺎ ﺻﻮﻓ‪‬ﺔ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻳﻌﻤﺪﻭﻥ ﺇﱃ ﺛﻮﺑﲔ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ، ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫ﻴﹸ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻟﻮﻥ، ﻓﻴﺠﻌﻠﻮﻫﺎ ﺧﺮﻗﹰﺎ ﻭﻳﻠ ﱢﻘﻮ‪‬ﺎ ﻓﻴﺠﻤﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻭﺻﻔﲔ: ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻬﻮﺓ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻟﺒﺲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﺃﺷﻬﻰ ﻋﻨﺪ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺒﺎﺝ، ﻭﻬﺑﺎ ﻳﺸﺘﻬﺮ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ، ﺃﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻳﺼﲑﻭﻥ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﺎﻉ ﻛﺎﻟﺴﻠﻒ؟ ﻛﺬﺍ ﻗﺪ ﻇﻨﻮﺍ ﻭﺇﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺘﻢ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻛﺬﻟﻚ، ﺃﺗﺮﺍﻫﻢ ﻣﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﻌﲎ ﻻ ﺻﻮﺭﺓ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﻓﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﳌﻌﲎ، ﺃﻣﺎ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻗﻌﻮﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﻻ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺤ ‪‬ﻦ ﺑﺎﳌﺮﻗﻊ ﻭﻻ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺃﺛﻮﺍﺑ‪‬ﺎ ﺟﺪﺩ‪‬ﺍ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻓﻴﻘﻄﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺛﻮﺏ ﻗﻄﻌﺔ ﻭﻳﻠﻔﻘﻮ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﻊ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﳜﻴﻄﻮ‪‬ﺎ ﻭ‪‬ﺴ ‪‬ﻮ‪‬ﺎ ﻣﺮﻗﻌﺔ.‬ ‫ﻳ ﻤ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳌﺎ ﻗﺪﻡ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺣﲔ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻘ ‪‬ﻴ ‪‬ﻮﻥ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻋﻦ‬ ‫ﺴﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﻌﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻣﺜﻞ: ﺃﰊ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻭﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻭﻏﲑﳘﺎ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍ ﹸﺼ ‪‬ﺭ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﺃﻟﻜﻢ ﺃﻣﲑ ﺃﻭ ﻻ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻨﺎ ﺃﻣﲑ ﻏﲑ ﻫﺆﻻﺀ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ ﻮ‬ ‫ﺃﻣﲑ ﻫﺆﻻﺀ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ، ﻫﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻨ ﹸﺮﻩ‬ ‫ﻈ‪‬‬ ‫=‬ ‫ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٤٩٢١(.‬
  • 235. ‫-٢٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺳﱠﻤﻨﺎ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻗﺘﺎﻝ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻫﻮ ﻓﻼ، ﻓﻠﻮ ﺣﺎﺻﺮﲤﻮﻧﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﺭﻭﻥ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﱃ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﻋﻠﻤﻮﻩ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺛﻮﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺮﻗﻊ ﺳﺒﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻗﻌﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺭﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﺩﱘ)١(، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻭﻩ - ﺍﻟ ‪‬ﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺱ - ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ ﹸ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺳﱠﻤﻮﺍ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻗﺘﺎﻝ، ﻓﺄﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺟ ‪‬ﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﰲ‬ ‫‪‬ﻬ ﹸ ﺼ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ، ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳌﻌﲎ ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﻳﺎﺿﺔ ﻭﺯﻫﺪ.‬ ‫ﹸ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺬﻣﻮﻣﲔ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﲢﺖ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻳﻠﻮﺡ ﺑﻜ ‪‬ﻪ‬ ‫ﹸﻤ‬ ‫‪ ‬ﺼ‬ ‫ﺣﱴ ﻳﺮﻯ ﻟﺒﺎﺳﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻟ ﱞ ﻟﻴﻠﻲ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻠﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﰒ ﻳﻠﺒﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺺ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﺺ ‪‬ﺎﺭﻱ ﻣﻜﺸﻮﻑ، ﻭﺟﺎﺀ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﺄﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﺘﺸ‪‬ﻪ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﺒ ﺼ‬ ‫ﻭﺻﻌﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺒﺬﺍﺫﺓ ﻭﺃﺣﺒﻮﺍ ﺍﻟﺘﻨ ‪‬ﻢ ﻭﱂ ﻳﺮﻭﺍ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟ‪‬ﺼ ‪‬ﻑ ﻟﺌﻼ ﻳﺘﻌﻄﻞ‬ ‫ﺘ ﻮ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻓﻠﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟ ﹸﻮﻁ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻭﺍﻋﺘ ‪‬ﻮﺍ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻭﻣﻲ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﻐﲑ ﻃﺮﺍﺯ، ﻓﺎﻟﻘﻤﻴﺺ‬ ‫ﻤ ﺮ‬ ‫ﻔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺜﻤﻦ ﲬﺴﺔ ﺃﺛﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺮ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻜﻢ ﺻﻮﻓ‪‬ﺔ ﺑﻨﻔﻴﺲ ﺍﻟ‪‬ﻔﺲ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﳚﻤﻌﻮﺍ ﺑﲔ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺭﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺗﻨ ‪‬ﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ، ﻭﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎ‪‬ﻢ ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻛﱪ‪‬ﺍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻭﺗﻌﻈﻴﻤ‪‬ﺎ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻳﺎ ﺑﲏ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ: ﻣﺎ‬ ‫ﻟﻜﻢ ﺗﺄﺗﻮﻧﲏ ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ، ﻭﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟ ﱢﺋﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺍﺭﻱ، ﺍﻟﺒﺴﻮﺍ ﻟﺒﺎﺱ‬ ‫ﻀ‬ ‫‪ ‬ﺬ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻠﻮﻙ ﻭﺃﻟِﻴ‪‬ﻮﺍ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺑﺎﳋﺸﻴﺔ«.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻣﻌﺒﺪ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ‪‬ﻄ ‪‬ﻑ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻇﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫ﻣ ﺮ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﺎﺳ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻘﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺿﺮﺑﻮﺍ ﻣﻌﻬﻢ‬ ‫ﺑﺴﻬﻢ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻘﻮﺍ ﺍﳉﺒﺎﺑﺮﺓ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺴﻬﻢ، ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﻗ ‪‬ﺍﺀ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﺎﺭﻙ‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﺪ‬ ‫)١( ﺍﻷﺩﱘ: ﺍﳉﻠﺪ.‬
  • 236. ‫-٣٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﷲ ﻓﻴﻜﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﻧﺎ ﲪﺪ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺪ ﱠﻝ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ، ﺛﻨﺎ ‪‬ﺪﺑﺔ، ﺛﻨﺎ ﺣﺰﻡ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻜﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺃﺷﻬﺐ ﻻ ‪‬ﺒﺼﺮ ﺯﻣﺎﻧ ﹸﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﺒﺼ ‪ ،‬ﺇﻧﻜﻢ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﻛﺜﲑ ﺗﻔﺎ ‪‬ﺸ ‪‬ﻢ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻔﺨﺖ‬ ‫ﺣ ﻬ‬ ‫ﲑ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻜ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﰲ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﻓﻄﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻻ ‪‬ﻮﻗ ‪‬ﻮﻛﻢ‬ ‫ﻳ ﻌ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﰲ ﺷﺒﺎﻛﻬﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﻣﻬﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺿﻤﺮﺓ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺷﺒﻞ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻈﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺇﱃ ﺷﺎﺏ ﻣﻼﺯﻡ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ‬ ‫ﻓﺠﻠﺲ ﺇﻟﻴﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻫﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﻛﻠﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌ ‪‬ﺎﺭﻳﻦ ‪‬ﺠ ‪‬ﻭﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﺗﻜﻮﻥ‬ ‫ﺸ ﻳ ﺮ‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﳛﲕ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺧﺬ ﻛﻔﹰﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﻓﺠﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﻧﺎ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺒﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﰊ، ﺛﻨﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ‪‬ﲑﺍﰲ، ﺛﻨﺎ ﻗﻄﺮ ﺑﻦ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﻭﺍﻗﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻓﱴ ﻳﺘﻔﺮﻯ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺄﺗﻴﲏ. ﻓﺎﺑﺘﻠﻲ: ﻓﻮﱄ ﺍﳉﺴﺮ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﺇﺫ ﻣﺮﺕ‬ ‫ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺑ ﱞ، ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻮﺍﻧﻪ: ﻗ ‪‬ﺏ ﻟﻨﺄ ‪‬ﺬ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﺑﻄﺔ. ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺑﻴﺪﻩ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ،‬ ‫ﺮ ﺧ‬ ‫ﻂ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃﻱ ﺑﻄﺘﲔ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺎﻥ ﺃﰊ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﻜﻰ ﻭﺃﺿﺤﻚ ﺍﳉﻠﺴﺎﺀ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟ ‪‬ﻭﱘ: ﺃﻭﺻﲏ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻮ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ﺗﺸﺘﻐﻞ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺑ‪‬ﺘ ‪‬ﻫﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍ ﹸﻤﻴﺪﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﺭﺩﺳﺘﺎﱐ،‬ ‫ﳊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺃﰊ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺸﺒﻠﻲ: ﻗﺪ ﻭﺭﺩ‬ ‫ﹰ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/٢٨٣، ٣٨٣.‬
  • 237. ‫-٤٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﻭﻫﻢ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻊ، ﻓﻤﻀﻰ ﻓﺮﺃﻯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻮﻁ، ﻓﺄﻧﺸﺄ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ(‬ ‫ﻭﺃﺭﻯ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﳊﻲ ﻏﲑ ﻧﺴـﺎﺋﻬﺎ‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﳋﻴﺎﻡ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻛﺨﻴـﺎﻣﻬﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﺮﺟﺔ ﰲ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺄﻭﻟﺌﻚ ﻻ‬ ‫ﲣﻔﻰ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻏﱯ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ. ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ﻓﻴﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺗﻨﻤﻴﺲ ﺑﺎﺭﺩ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﰲ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ: )ﺍﻟﺮﺟﺰ(‬ ‫ﺇﻥ ﺳﻜﻨﺖ ﻓﻴﻚ ﻭﻻ ﻣﺜﻞ ﺳﻜﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗﺸﺒﻬﺖ ﺣـﻮﺭ ﺍﻟﻈﺒـﺎﺀ ﻬﺑـﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺂﻧﺲٍ ﻭﺫﻭ ﺧﻼ ﺑﺬﻱ ﺷـﺠﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ـﺎﻣ ‪ ‬ـﺎﻃﻖٍ ـﺎﻓ ‪‬‬ ‫ﻭﻧـ ﺮ‬ ‫ﺃﺻـ ﺖ ﺑﻨـ‬ ‫ﻣﻐﺎﻟﻄﹰﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﺼﺤﱯ ﺩﺍﺭ ﻣ‪‬ـﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺸــﺘﺒ ‪ ‬ﺃﻋﺮ ﹸــﻪ ﻭﺇﳕــﺎ‬ ‫ﻪ ﻓ ‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻔﻮﻁ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻛﺮﻩ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻔﻮﻁ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﻷﺭﺑﻌﺔ ﺃﻭﺟﻪ: ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ‬ ‫ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺮﻗﻌﻮﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻟﻠﺰﻫﺪ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﺴﺘﺮﻩ. ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃﻧﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺸﺒﻪ ﻬﺑﺆﻻﺀ ﺍ ﹸﺘﺰﺣﺰﺣﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻣﻦ ﺗﺸ‪‬ﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﻢ)١(.‬ ‫ﺒ ٍ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ،‬ ‫ﳊ‬ ‫ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟ‪‬ﻨﻀ‪‬ﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺛﻮﺑﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺣ ‪‬ﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻄ‪‬ﺔ، ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻣﻨﻴﺐ ﺍ ﹸﺮﺷﻲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺗﺸ‪‬ﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﻢ«.‬ ‫ﺒ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﺩﺧﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻐﺪﺍﺩ ﰲ ﺭﺣﻠﱵ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺼﺪﺕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻜﺮﻱ ﻷﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ - ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍ ﹸﻨﻜﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ - ﻓﺄﺧﺬﺕ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻳﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )١٣٠٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٠٥ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳎﺮ ﰱ ﺍﻟﻔﺘﺢ ٦/٦١١: »ﺳﻨﺪﻩ ﺣﺴﻦ«.‬
  • 238. ‫-٥٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻧﻚ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻟﻌﺬﺭ‪‬ﻚ، ﺃﻧﺖ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺗﺸﺘﻐﻞ ﲝﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺗﺴﻌﻰ ﰲ ﻃﻠﺒﻪ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺃﻧﻜﺮﺕ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺣﱴ ﺃﻧﻈﺮ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻟﺰﻣﺘﻪ، ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺗﺮﻛﺘﻪ،‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻮﺍﺯﻙ)١( ﺍﻟﱵ ﰲ ﻣﺮﻗﻌﺘﻚ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻫﺬﻩ ﺃﲰﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ‬ ‫ُ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ‪‬ﺨﱪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺟ‪‬ﺒﺔ ﻣﻜﻔﻮﻓﺔ ﺍﳉﻴﺐ ﻭﺍﻟﻜ ‪‬ﲔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺟﲔ‬ ‫ﹸﻤ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﹲ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺑﺎﻟ ‪‬ﻳﺒﺎﺝ)٢(، ﻭﺇﳕﺎ ﻭﻗﻊ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻮﺍﺯﻙ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻳﺒﺎﺝ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﻓﺎﺳﺘﺪﻟﻠﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳍﺬﺍ ﺃﺻﻼ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﳚﻮﺯ ﻣﺜﻠﻪ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹸﺒ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻜﺮﻱ ﰲ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﻭﻗﻞ ﻓﻘﻪ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﺍﳌﻜﻔﻮﻓﺔ ﺍﳉﻴﺐ ﻭﺍﻟﻜﻤﲔ ﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﻠﺒﺴﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﺷﻬﺮﺓ ﰲ‬ ‫ﹸﺒ‬ ‫ﻟﺒﺴﻬﺎ. ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺸﻮﺍﺯﻙ ﻓﺘﺠﻤﻊ ‪‬ﻬﺮﺓ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ، ﻭﺷﻬﺮﺓ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﺰﻫﺪ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﺗﻚ ﺃ‪‬ﻢ‬ ‫ﺷ‬ ‫ﻳﻘﻄﻌﻮﻥ ﺍﻟﱢﻴﺎﺏ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﻟﻴﺠﻌﻠﻮﻫﺎ ﺷﻮﺍﺯﻙ ﻻ ﻋﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﳊﺴﻦ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﺑﺎﻟﺰﻫﺪ، ﻭﳍﺬﺍ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴ ﹸ، ﻭﻗﺪ ﻛﺮﻫﻬﺎ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﳜﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨﺎ.‬ ‫ﺔ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻫﻨﺪ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺟﻌﻔﺮ‪‬ﺍ ﺍﳊ ﱠﺍﺀ، ﻳﻘﻮﻝ: ﳌﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﺗﺰﻳﻴﻨﻬﺎ،‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻳﻌﲏ ﺑﺬﻟﻚ: ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺼﺒﻐﺎﺕ ﻭﺍﻟ ﹸﻮﻁ.‬ ‫ﻔ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﺎﺩﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﳋ ‪‬ﺍﻁ، ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﻏﻄﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﺭ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺟﻴﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺰﺍﺑﻞ.‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳊﻨﻈﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻈﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻜ‪‬ﺎﱐ ﺇﱃ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﺧﻮﺍﱐ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﺒﺎﺳﻜﻢ ﻣﻮﺍﻓﻘﹰﺎ ﻟﺴﺮﺍﺋﺮﻛﻢ ﻟﻘﺪ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺃﺣﺒﺒﺘﻢ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﺴﺮﺍﺋﺮﻛﻢ ﻓﻘﺪ ﻫﻠﻜﺘﻢ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺍﻟﺸﻮﺍﺯﻙ: ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﻣﻌﻤﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﺒﻎ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٩٦٠٢/٠١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٤٥٣.‬
  • 239. ‫-٦٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻨﻮﺭﻱ ﻟﺒﻌﺾ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻻ ‪‬ﻌﺠﺒ‪‬ﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱡﺒﺴﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻤﺎ ﺯ‪‬ﻳ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻳ ﻨ‬ ‫ﺃﻥ ﺧﺮ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﺒﻮﺍﻃﻦ.‬ ‫‪‬ﺑ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺩﺧﻠﺖ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺃﻭﺗﺎﺩ ﺍﻟﺴﻠﺦ ﺟﺒﺔ ﻣﺸﻮﺯﻛﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺮﻗﻌﺔ ﺑﻔﻮﻁ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻠﺤﻤﺎﻣﻲ: ﺃﺭﻯ ﺳﻠﺦ ﺍﳊﻴﺔ ﻓﻤﻦ ﺩﺍﺧﻞ؟ ﻓﺬﻛﺮ ﱄ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻳﺘﺼﻮﻑ‬ ‫ﻟﻠﺒﻼﺀ ﺣﻮﺷ‪‬ﺎ ﻟﻸﻣﻮﺍﻝ.‬ ‫ﻛﺜﺮﺓ ﺗﺮﻗﻴﻊ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺮﻗﻊ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ ﺣﱴ ﺗﺼﲑ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﳊﺪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺭﺍﻣﲔ ﺍﻷﺳﺪﺍﺑﺎﺫﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫ﺍﳋﻠﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺧﺒﺎﺏ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻜﺮﻳﲏ ﻗﺎﻝ: ﺃﻭﺻﻰ ﱄ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻜﺮﻳﲏ‬ ‫ﲟﺮﻗﻌﺘﻪ، ﻓﻮﺯﻧﺖ ﻓﺮﺩﺓ ﹸﻢ ﻣﻦ ﺃﻛﻤﺎﻣﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﺭﻃﻼﹰ، ﻗﺎﻝ ﺟﻌﻔﺮ: ﻭﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﺗﺴﻤﻰ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻜﻴﻞ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ ﻻ ﺗﻠﺒﺲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺷﻴﺦ. ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﳍﺎ ﺇﺳﻨﺎﺩ‪‬ﺍ ﻣﺘﺼﻼ ﻛﱡﻪ‬ ‫ﹰ ﻠ‬ ‫ﻛﺬﺏ ﻭﳏﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ ﰲ ﻟﺒﺲ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻳﺪ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻓﺠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ ﻭﺍﺣﺘﺞ ﲝﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺧﺎﻟﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﹸﰐ ﺑﺜﻴﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﲬﻴﺼﺔ‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻘﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻛﺴﻮ ﻫﺬﻩ«؟ ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﺳﻠﻢ: »ﺍﺋﺘﻮﱐ ﺑﺄ ‪ ‬ﺧﺎﻟﺪ«، ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﹸﰐ ﰊ ﻓﺄﻟﺒﺴﻨﻴﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ. ﻭﻗﺎﻝ: »ﺃﺑﻠﻲ ﻭﺃﺧﻠﻘﻲ«)١(.‬ ‫ﺄ‬ ‫ﹸﻡ ٍ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٣٢٨٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٤٦٣، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ‬ ‫)٤٢٠٤(.‬
  • 240. ‫-٧٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻟﺒﺴﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﻜﻮ‪‬ﺎ ﺻﺒ‪‬ﻴﺔﹰ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺹ، ﻭﺃﻣﻬﺎ ﳘﻴﻨﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﻠﻒ، ﻗﺪ ﻫﺎﺟﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺃﺭﺽ ﺍﳊﺒﺸﺔ ﻓﻮﻟﺪﺕ ﳍﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻡ ﺧﺎﻟﺪ‬ ‫ﻭﺍﲰﻬﺎ ﺃﻣﺔ، ﰒ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻓﺄﻛﺮﻣﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﺼﻐﺮ ﺳﻨﻬﺎ، ﻭﻛﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻓﻼ ﻳﺼﲑ ﻫﺬﺍ ﺳﻨﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻻ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻻ ﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﰒ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴ‪‬ﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓ‪‬ﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳋﺮﻗﺔ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺑﻞ ﻣﺮﻗﻌﺔ ﺃﻭ ﻓﻮﻃﺔ، ﻓﻬﻼ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﺒﺲ ﺍﳋﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺧﺎﻟﺪ، ﻭﺫﻛﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﰲ‬ ‫ﻟﺒﺲ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﲝﺪﻳﺚ ﻋﺒﺎﺩﺓ: ﺑﺎﻳﻌﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺴﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ، ﻭﺃﻳﻦ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻟﺒﺴﻬﻢ ﺍﳌﺼﺒﻐﺎﺕ، ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺯﺭﻗﺎﺀ ﻓﻘﺪ ﻓﺎ‪‬ﻢ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻮﻃﹰﺎ ﻓﻬﻮ ﺛﻮﺏ ﺷﻬﺮﺓ ﻭﺷﻬﺮﺗﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﺓ ﺍﻷﺯﺭﻕ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﻗﻌﺔ ﻓﻬﻲ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺷﻬﺮﺓ. ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺎﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ‪‬ﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ‪‬ﺜﻴﻢ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺍﻟﺒﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻜﻢ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺧﲑ ﺛﻴﺎﺑﻜﻢ ﻭﻛﻔ‪‬ﻮﺍ‬ ‫ﱢﻨ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ«)٢(.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٦٥٠٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳊﺪﻭﺩ )٩٠٧١/٤٤ــ١٤(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٨٧٨٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٤٩٩( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ‬ ‫=‬
  • 241. ‫-٨٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺛﲏ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺛﺎﺑﺖ،‬ ‫ﻋﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺷﺒﻴﺐ، ﻋﻦ ‪‬ﺮﺓ ﺑﻦ ‪‬ﻨ ‪‬ﺏ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺍﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺾ‬ ‫ﺟﺪ‬ ‫ﲰ‬ ‫ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺃﻃﻬﺮ ﻭﺃﻃﻴﺐ، ﻭﻛﻔﻨﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻫﺬﺍﻥ ﺣﺪﻳﺜﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎﻥ. ﻭﰲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻳﺴﺘﺤﺒﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ: ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻔﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﻟﺒﺴﻬﻢ ﺍﳌﺼﺒﻐﺎﺕ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ، ﻟﺒﺲ ﺣﻠﺔ ﲪﺮﺍﺀ)٢(، ﻭﺃﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﺎﻣﺔ‬ ‫ﺳﻮﺩﺍﺀ)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﺒﺲ ﻫﺬﺍ، ﻭﻻ ﺃﻥ ﻟﺒﺴﻪ ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﱠ ‪‬‬ ‫ﺭﻭﻱ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺍﳊﱪﺓ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺴ‪‬ﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﻳﺪﺍﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ‬ ‫ﻨ ﹸ‬ ‫ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﺍﻷﲪﺮ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟ ﹸﻮﻁ ﻭﺍ ﹸﺮﻗﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﺒﺲ ﺷﻬﺮﺓ.‬ ‫ﻔ ﹸ ﳌ ﱠ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﻛﺮﺍﻫﺘﻪ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫=‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٢٧٤١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٧٤٢، ٤٧٢، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ‬ ‫ﺻﺤﻴﺤﻪ )٣٢٤٥(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٤٥٣ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٠١٨٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ« ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ‬ ‫)٥٩٨١( ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٧٦٥٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٣١، ٧١، ٨١، ٩١، ﻭﺻﺤﺤﻪ‬ ‫ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٤٥٣، ٥٥٣ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ )١٥٥٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٧٣٣٢/١٩( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﻟﱪﺍﺀ ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ ﻭﻓﻴﻪ: »ﻭﺭﺃﻳﺘﻪ ﰱ ﺣﻠﺔ ﲪﺮﺍﺀ، ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻗﻂ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ«.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳊﺞ )٨٥٣١/١٥٤(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٦٧٠٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٣/٣٦٣.‬
  • 242. ‫-٩٣٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﻭﻛﺮﺍﻫﺘﻪ. ﻓﺄﺧﱪ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺭﺯﻗﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻠﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫ﺍﳊﻀﺮﻣﻲ، ﺛﻨﺎ ﺭﻭﺡ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﺆﻣﻦ، ﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ ﺑﻦ ‪‬ﺤﺮﺯ ﺍﻟ‪‬ﺎﺟﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺟﻬﻢ،‬ ‫ﻣ ٍ ﻨ‬ ‫ﻋﻦ ﺯﺭ ﺑﻦ ‪‬ﺒﻴﺶ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺫﺭ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺏ ‪‬ﻬﺮﺓ ﺃﻋﺮﺽ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺷ‬ ‫‪ ‬ﺣ‬ ‫ﺣﱴ ﻳﻀﻌﻪ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ﱠﻨﺎﺟﲑﻱ )ﺡ( ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ،‬ ‫ﻄ‬ ‫ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﺛﻨﺎ ﺧﻴﺜﻤﺔ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻴﺪﺭﺓ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳍﻴﺜﻢ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺷﻌﻴﺐ ﺍﳊ ‪‬ﺍﱐ، ﺛﻨﺎ ﳐﻠﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻧﻌﻴﻢ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺣﺮﻣﻠﺔ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴ‪‬ﺐ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫ﻴ‬ ‫»ﺃﻧﻪ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺗﲔ ﻓﻘﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﻭﻣﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺗﺎﻥ؟ ﻗﺎﻝ: ﺭﻗﺔ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻏﻠ ﹸﻬﺎ،‬ ‫ﻈ‬ ‫ﱠﹸ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻭﻟﻴ‪‬ﻬﺎ ﻭﺧﺸﻮﻧ‪‬ﻬﺎ، ﻭﻃﻮﹸﻬﺎ ﻭﻗﺼ ‪‬ﻫﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺳﺪﺍﺩ ﺑﲔ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻨﺪﺟﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ،‬ ‫ﻐ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻦ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﻟﻴﺚ، ﻋﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ‬ ‫ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻣﺸﻬﻮﺭ‪‬ﺍ ﺃﺫﱠﻟﻪ ﺍﷲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«)٣(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﻣﺮﻓﻮﻋ‪‬ﺎ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬﻫﺐ، ﻧﺎ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺣ ‪‬ﺎﺝ، ﺛﻨﺎ ﺷﺮﻳﻚ، ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺠ‬ ‫‪‬ﺭﻋﺔ، ﻋﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ؛ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:‬ ‫ﺯ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٨٠٦٣(، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻮﺻﲑﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﺣﺴﻦ، ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﳐﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ«.‬ ‫)٢( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )١٣٢٦( ﻭﺃﻋﻠﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ‬ ‫)٤٤٠٦(: »ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ ﻣﻮﻗﻮﻑ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٧٢٢٦( ﻭﺃﻋﻠﻪ.‬
  • 243. ‫-٠٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫»ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺏ ﺷﻬﺮﺓ ﺃﻟﺒﺴﻪ ﺍﷲ ﺛﻮﺏ ﺍﳌﺬﱠﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«)١(.‬ ‫ﻟ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ‪‬ﺨﻴﺖ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺫﺭﻳﺢ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻫ‪‬ﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻋﻦ ﻟﻴﺚ، ﻋﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ:‬‫ﻨ‬ ‫»ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺷﻬﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺃﻟﺒﺴﻪ ﺍﷲ ﺛﻮﺏ ﺫﱠﺔ«.‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﻟﻴﺚ ﻋﻦ ﺷﻬﺮ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺭﻛﺐ ﻣﺸﻬﻮﺭ‪‬ﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﺃﻋﺮﺽ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﺮﳝ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ: ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻩ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻗﺒﻴﺤ‪‬ﺎ‬ ‫ﺩﻭﻧ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺗﻠﺒﺲ ﻫﺬﺍ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺛﻮﺏ ﺷﻬﺮﺓ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﺪﺓ، ﻧﺎ ﲪﺰﺓ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺃﲪﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳍﻴﺜﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺷﻘﻴﻖ،‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺰﺍﺣﻢ، ﺛﻨﺎ ﺑﻜﲑ ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ‪‬ﺮﻳﺪﺓ،‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ‪‬ﺮﻳﺪﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺷﻬﺪﺕ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺘﺢ ﺧﻴﱪ ﻭﻛﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﺻﻌﺪ ﺍﻟﱠﻠﻤﺔ ﻓﻘﺎﺗﻠﺖ‬ ‫ﺜ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺣﱴ ﺭﺅﻱ ﻣﻜﺎﱐ ﻭﺃﺑﻠﻴﺖ ﻭﻋﻠﻲ ﺛﻮﺏ ﺃﲪﺮ، ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﱐ ﺭﻛﺒﺖ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺫﻧﺒ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﺸﻬﺮﺓ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ: ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺗﲔ: ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﳉﻴﺎﺩ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﺘﻬﺮ ﻬﺑﺎ ﻭﻳﺮﻓﻊ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ، ﻭﺍﻟﱢﻴﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﺩﻳﺌﺔ ﺍﻟﱵ ﳛﺘﻘﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﺒﺬﻝ. ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻌﻤﺮ: ﻋﺎﺗﺒﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﻗﻤﻴﺼﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻃﻮﻟﻪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ‬ ‫ﺗﺸﻤﲑﻩ.‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٩٢٠٤(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٧٠٦٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٢/٢٩، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﺎﻛﺮ ﰱ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺴﻨﺪ )٤٦٦٥(: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ )٩٩٣٣(.‬
  • 244. ‫-١٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﳛﺘﺞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ. ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﻭﻯ ﰲ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻟﺒﺲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺒﺴﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ)١( ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﺒﺴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻬﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ.‬ ‫ﺷ ﹰ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻯ ﰲ ﻓﻀﻞ ﻟﺒﺴﻪ ﻓﻤﻦ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ، ﻭﻻ ﳜﻠﻮ‬ ‫ﻻﺑﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﻣﺮﻳﻦ: ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﻌﻮﺩ‪‬ﺍ ﹸﻟﺒ‪‬ﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﻣﺎ ﳚﺎﻧﺴﻪ ﻣﻦ ﻏﻠﻴﻆ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻓﻼ ﻳﻜﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﺘﻬﺮ ﺑﻪ. ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺮﻓﹰﺎ ﱂ ﻳﺘﻌﻮﺩﻩ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ‬ ‫ﻟﺒﺴﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ: ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﳛﻤﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﳚﻤﻊ ﺑﻠﺒﺴﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺰﻫﺪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺠﻠﻲ،‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﻫﺠﲑ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﺟﺎﺯﺓ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﻬﺑﺮﻱ ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺭﻭﺯﺑﺔ ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ، ﺛﻨﺎ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻣﻴﺎﻃﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺩﺍﻭﺩ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﺍﻟﻌ ‪‬ﺍﻡ، ﻋﻦ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻟﻴﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻥ ًّﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﺴﻮﻩ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺟﺮﺏ ﺣﱴ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ‬ ‫ٍ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺣﻘ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻋﺮﻭﻗﻪ«)٢(.‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﱐ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٩٩٧٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٤٧٢/٩٧( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ، ﻭﻓﻴﻪ: »ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺟﺒﺔ ﻣﻦ ﺻﻮﻑ«.‬ ‫)٢( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﻛﻤﺎ ﰱ ﻛﺸﻒ ﺍﳋﻔﺎ ٢/٦٧٢، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‬ ‫٢/٧٧٢، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ، ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ: ﺭﻭﻯ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺬﺏ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ‬ ‫٢/١٧٣.‬
  • 245. ‫-٢٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻛﻢ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﺛﻨﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﻧﻮﺡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺼﲑﰲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬ﺒﻴﺪ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﺛﲏ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺇﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺘﻌﺞ ﺇﱃ ﺭﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺒ ‪‬ﻮﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﺭﻳﺎﺀ«)١(.‬ ‫ً‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ، ﺛﻨﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺷﻮﺫﺏ ﻗﺎﻝ: ﺷﻬﺪﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﻭﺃﺗﺎﻩ ﻓﺮﻗﺪ ﻓﺄﺧﺬ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻜﺴﺎﺋﻪ ﻓﻤﺪﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﹸﺮﻳﻘﺪ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﻡ ﻓﺮﻳﻘﺪ. ﺇﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﱪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺴﺎﺀ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﱪ ﻣﺎ ﻭﻗﺮ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻭﺻﺪﻗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ.‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻮﺍﻧﺔ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺷ ‪‬ﺍﺩ ﺍ ﹸﺠﺎﺷﻌﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ - ﻭ ﹸﻛﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ‬ ‫ﺫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺪ ﳌ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻑ - ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﳍﻢ ﺗﻌﺎﻗﺪﻭﺍ ﺛﻼﹰﺛﺎ ﺃﻛ‪‬ﻮﺍ ﺍﻟﻜﺒ‪‬ﺮ ﰲ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ، ﻭﺃﻇﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟ‪‬ﻮﺍﺿﻊ ﰲ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻨ ِ‬ ‫ﻟﺒﺎﺳﻬﻢ، ﻭﺍﷲ ﻷﺣﺪ ‪‬ﻢ ﺃﺷﺪ ﻋﺠﺒ‪‬ﺎ ﺑﻜﺴﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﻄﺮﻑ ﲟﻄﺮﻓﻪ.‬ ‫‪‬ﻫ ‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺍﻟﺒﺰﻭﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺍ ﹸﺨ ‪‬ﻣﻲ، ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍ‪‬ﻴﺪ ﻳﻌﲏ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﳌ ﺮ‬ ‫ﺃﰊ ﺭ ‪‬ﺍﺩ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻃﻬﻤﺎﻥ ﻳﻌﲏ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﻮﰲ، ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀﻩ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﺭﺟﻞ ﳑﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺟﺒﺔ ﺻﻮﻑ ﻭﻋﻤﺎﻣﺔ ﺻﻮﻑ ﻭﺭﺩﺍﺀ ﺻﻮﻑ، ﻓﺠﻠﺲ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻓﻮﺿﻊ ﺑﺼﺮﻩ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺠﻌﻞ ﻻ ﻳﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﳊﺴﻦ ﺧﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺠ‪‬ﺐ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺸﺠﺮﻯ ﰱ ﺃﻣﺎﻟﻴﻪ ٢/٣٢٢، ﻭﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑ‬ ‫)٩٤٩١( ﻭﺭﻣﺰ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻰ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ: »ﻣﻮﺿﻮﻉ«. ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ: »ﻣﺘﻬﻢ، ﻛﺬﺑﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ«، ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ: ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻰﺀ، ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻟﺲ، ﺭﻭﻯ ﻣﻨﺎﻛﲑ، ﺍﻧﻈﺮ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ‬ ‫٢/٠٤٢، ٢/٦٧٣.‬
  • 246. ‫-٣٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ: ﺇﻥ ﻗﻮﻣﺎ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻛﱪ ‪‬ﻢ ﰲ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﺷ‪‬ﻨ ‪‬ﻮﺍ ﻭﺍﷲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﻑ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﻮﺫ ﻣﻦ ﺯﻱ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ. ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻣﺎ ﺯﻱ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺧﺸﻮﻉ ﺍﻟﹼﺒﺎﺱ ﺑﻐﲑ ﺧﺸﻮﻉ ﺍﻟﻘﻠﺐ.‬ ‫‪ ‬ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﺭﺟﻞ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ ﻭﱂ ﻳﻐ ‪‬ﻩ ﺍﻟﱢﺒﺎﺱ. ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺮ ﻠ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﳉ‪‬ﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻓﻼﻥ، ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻣﻦ‬ ‫ﹸﺒ ﺼ‬ ‫ﺃﻭﺑﺎﺷﻪ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺝ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻭﺑﺎﺵ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻠﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﺛﻨﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻋﻦ ﺿﻤﺮﺓ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺪﻡ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻓﺠﺎﺀﻩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺮﻗﺪ ﺍﻟﺴﺒﺨﻲ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺛﻮﺏ ﺻﻮﻑ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﲪﺎﺩ: ﺿﻊ ﻋﻨﻚ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺘﻚ ﻫﺬﻩ، ﻓﻠﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ - ﻳﻌﲏ ﺍﻟ‪‬ﺨﻌﻲ - ﻓﻴﺨﺮﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻴﻪ ‪‬ﻌﺼﻔﺮﺓ)١(.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ،‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﻚ ﺍﻷﺳﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺷﻬﺎﺏ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ، ﻋﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﳊ ﱠﺍﺀ، ﺃﻥ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻗﻼﺑﺔ ﻗﺎﻝ: ﺇ‪‬ﺎﻛﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻛﺴﻴﺔ)٢(.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﱐ، ﻧﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﻴﺎﺯﻛﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ، ﺛﻨﺎ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ،‬ ‫ﻋﻦ ﺃﰊ ﺧﺎﻟﺪ ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺃﺑﻮ ﺃﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎﺏ ﺻﻮﻑ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ: ﺇﳕﺎ ﻫﺬﻩ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺑﲔ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺗﺰﺍﻭﺭﻭﺍ ﲡﻤﹸﻮﺍ)٣(.‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٤/١٢٢.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/٦٨٢، ٧٨٢.‬ ‫)٣( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٢/٧١٢.‬
  • 247. ‫-٤٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﳊﺬﺍﺀ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﺭﻗﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﻴﺾ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺗﺰ‪‬ﻨﺖ ﳍﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮﻑ ﻓﻠﻢ ﺗﺮﻫﻢ ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺑﻚ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺃﺳ‪‬ﺎ، ﺗﺰ‪‬ﻨﺖ ﳍﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻠﻢ ﺗﺮﻫﻢ ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺑﻚ ﺭﺃﺳ‪‬ﺎ، ﺗﺰﻳﻨﺖ ﳍﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﺑﻌﺪ ﺷﻲﺀ، ﻛﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﳊﺐ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ)١(.‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺷﺒﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ: ﻳﻠﺒﺲ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻭﻧﺼﻒ، ﻭﺷﻬﻮﺗﻪ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻠﺒﻪ ﲞﻤﺴﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ. ﺃﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻴﻲ ﺃﻥ ﳚﺎﻭﺯ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻟﺒﺎﺳﻪ، ﻭﻟﻮ ﺳﺘﺮ ﺯﻫﺪﻩ ﺑﺜﻮﺑﲔ ﺃﺑﻴﻀﲔ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺑﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻠﻢ ﻟﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ - ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺪﻝ ﺑﺄﺑﻴﻪ -:‬ ‫ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺑﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺼﻮﻑ؟ ﻗﻠﺖ: ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ. ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻳﺘﻜﱪ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻑ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻌﺎﱄ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺭﻣﻴﺢ، ﺛﻨﺎ ﺭﻭﺡ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍ‪‬ﻴﺐ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺑﺼﺮ ﺍﻟﱠﻮﺭ ‪ ‬ﺭﺟﻼ ﺻﻮﻓﻴ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺜ ﻱ‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ: ﻫﺬﺍ ﺑﺪﻋﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻤﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺩﺍﻭﺩ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﻑ: ﻟﺒﺎ ‪‬ﻚ ﻫﺬﺍ ﺑﺪﻋﺔ.‬ ‫ﺳ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻛﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٨٩.‬
  • 248. ‫-٥٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻦ ﺷ ‪‬ﺍﺩ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﻓﹰﺎ ﻣﺸﻬﻮﺭ‪‬ﺍ: ﺃﻛﺮﻩ ﻫﺬﺍ، ﺃﻛﺮﻩ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﱐ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺯﻫﲑ، ﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﻋﻠ ﱞ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﰱ - ﻭﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﺟ‪‬ﺔ ﺻﻮﻑ - ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺃﺧﺮﺝ ﺃﻧﺎ‬ ‫‪‬ﺒ ﹸ‬ ‫ﻭﺃﻧﺖ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺃﻳﻨﺎ ﺃﺷﻬﺮ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳌﻌﺎﰱ: ﻟﻴﺲ ﺷﻬﺮﺓ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻛﺸﻬﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﻘﺮﺉ، ﻧﺎ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺪﱠﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺩﺧﻞ ‪‬ﺪﻳ‪‬ﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎﱐ ﻭﻗﺪ ﻣﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺳﺒﻨﻴﺔ)١( ﲪﺮﺍﺀ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟ‪‬ﺘﺮﺍﺏ ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺑﺪﻳﻞ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻳﻮﺏ: ﻫﺬﺍ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻚ.‬ ‫‪ ‬ﺼ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﻋﻼﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻳﺴﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ـ ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ـ، ﻓﺸﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺗﺒ‪‬ﻦ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻟﺒﺲ ﺍﳋﺰ ﻭﺍﳌﻌﺼﻔﺮ ﺃﺣﺐ ﺇﱄ ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ ﰲ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ.‬ ‫ﺼ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ‪‬ﻨﺪﺍﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﰊ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ﱠﻨﺎﺟﲑﻱ، ﻧﺎ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟ‪‬ﻮﺷﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳐﻠﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﺛﲏ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻘﺎ ﺭﻓﻴﻖ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻓﱴ ﻋﻠﻴﻪ ﻣ ‪‬ﻮﺡ ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬ﺴ ‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ؟ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺭﺁﱐ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻲ. ﻗﺎﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ: ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺑﺸﺮ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺒﺔ ﻣﺴﻮﺡ ﻓﺄﻧﻜﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺍﻟﺴﺒﻨﻴﺔ: ﺃﺯﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.‬
  • 249. ‫-٦٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺭﺁﱐ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻲ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺑﺸﺮ: ﱂ ﺗﺴﺘﺸﺮﱐ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺧﺎﻟﺪ، ﻟﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻠﺖ ﻟﻪ، ﻟﻘﺎﻝ ﱄ: ﻟﺒﺲ ﻓﻼﻥ، ﻭﻟﺒﺲ ﻓﻼﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺠﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﺎﺑﺖ ﻫﺠﲑ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﰲ ﺇﺟﺎﺯﺓ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺭﻭﺯﺑﻪ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻘﻨﻄﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﺛﻨﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﺍﱐ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺮﺟﻞ ﻟﺒﺲ‬ ‫ﹸ ٍ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻑ: ﺇﻧﻚ ﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪﻳﻦ، ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺃﻭﺭﺛﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﻑ؟ ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﻜﻮﻥ ﻇﺎﻫﺮﻙ ﻗﻄﻨﻴ‪‬ﺎ ﻭﺑﺎﻃﻨﻚ ﺻﻮﻓﻴ‪‬ﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺪﺑﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﻴﺎﻁ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﲪﻜﺎﻥ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﻭﻳﻪ ﺍﻟﺒﺰﺍﺯ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺍﻟﺰ‪‬ﺎﺕ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﺑﻦ ﺳﲑﻭﻳﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﻣﻌﺮﻭﻑ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﺧﻲ ﻋﻠﻲ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺑﺸﺎﺭ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺟﺒﺔ ﺻﻮﻑ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺻ ‪‬ﻓﺖ ﻗﻠﺒﻚ ﺃﻭ ﺟﺴﻤﻚ، ﺻ ‪‬ﻑ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﺍﻟﺒﺲ ﺍﻟﻘﻮﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻫﻲ)١(.‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺍﺝ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺏ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻨﻀﺮ ﺑﻦ ‪‬ﻤﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ: ﺗﺒﻴﻊ ﺟ‪‬ﺘﻚ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺷ ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻉ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺷﺒﻜﺘﻪ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﺼﻄﺎﺩ.‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺁﺛﺮ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻮﻑ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻘﻄﻦ ﻭﺍﻟﻜ‪‬ﺎﻥ، ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﱢﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺒﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﺪﺱ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ‪‬ﺒﺰ ﺍﻟ‪‬ﺮ، ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺧﻮﻓﹰﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺭﺽ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟ‪‬ﺴﺎﺀ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺧ ﺒ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫)١( ﺍﻟﻘﻮﻫﻰ: ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺾ.‬
  • 250. ‫-٧٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﻟﹼﻴﺎﺏ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻻ ﺍﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﻭﻻ ﺍﻟ ‪‬ﻭﻥ،‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﻳﺘﺨ‪‬ﺮﻭﻥ ﺃﺟﻮﺩﻫﺎ ﻟﻠ ‪‬ﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ ﻭﻟﻘﺎﺀ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻏﲑ ﺍﻷﺟﻮﺩ ﻋﻨﺪﻫﻢ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻗﺒﻴﺤ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ‬ ‫‪‬ﱠﺔ ﺳﲑﺍﺀ ﺗﺒﺎﻉ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﺴﺠﺪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﻮ ﺍﺷﺘﺮﻳﺘﻬﺎ ﻟﻴﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﻟﻠﻮﻓﻮﺩ ﺇﺫﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻠ ﹰ‬ ‫ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺇﳕﺎ ﻳﻠﺒﺲ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻻ ﺧﻼﻕ ﻟﻪ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻵﺧﺮﺓ«)١( ﻓﻤﺎ ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺫِﻛﺮ ﺍﻟﺘﺠ ‪‬ﻞ ﻬﺑﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﻮ‪‬ﺎ ﺣﺮﻳﺮ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺗﺰﺍﻭ ‪‬ﻭﺍ ﲡﻤﹸﻮﺍ.‬ ‫ﺭ ‪‬ﻠ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮ‪‬ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻴﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻷﺳﺪﻱ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻮﻥ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻭﻥ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﻟﺒﺎﺳ‪‬ﺎ‬ ‫ﻣﺮﺗﻔﻌ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﲤﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺭﻱ ‪‬ﱠﺔ ﺑﺄﻟﻒ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻬﺑﺎ.‬ ‫‪ ‬ﺣﻠ ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻔﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﻳﻮﺏ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ، ﺃﻥ‬ ‫ﲤﻴﻤ‪‬ﺎ ﺍﻟﺪﺍﺭﻱ ﺍﺷﺘﺮﻯ ‪‬ﻠﺔ ﺑﺄﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﹼﻴﻞ ﺇﱃ ﺻﻼﺗﻪ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺣﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻔﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﺃﻥ ﲤﻴﻤ‪‬ﺎ ﺍﻟﺪﺍﺭﻱ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻪ ‪‬ﻠﺔ ﻗﺪ ﺍﺑﺘﺎﻋﻬﺎ ﺑﺄﻟﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺒ ‪‬ﻬﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ‪‬ﺮﺟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺣﹲ‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺩﻛﲔ، ﺛﻨﺎ ﱠﺎﻡ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ، ﺃﺧﱪﻩ ﺃﻥ ﲤﻴﻤ‪‬ﺎ ﺍﻟﺪﺍﺭﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳘ‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺭﺩﺍﺀ ﺑﺄﻟﻒ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻭﺃﻃﻴﺒﻬﻢ‬ ‫ﺭﳛ‪‬ﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﳉﻴﺎﺩ. ﻗﺎﻝ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺑﻦ ﺟﻮﺷﻦ: ﺧﺮﺝ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )١٤٨٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٨٦٠٢/٦(.‬
  • 251. ‫-٨٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺟ‪‬ﺒﺔ ﳝﻨﻴﺔ ﻭﺭﺩﺍﺀ ﳝ ‪ ،‬ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺮﻗ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﳌﺜﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﲏ‬ ‫‪‬ﹲ‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ: ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﹸﺃ ‪ ‬ﻓﺮﻗﺪ ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻡ‬ ‫ﺍﻷﻛﺴﻴﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﻧ‪‬ﺔ ﺍﳉﻴﺎﺩ.‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺛﻮﺏ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ‪‬ﺸﺘﺮﻯ ﺑﻨﺤﻮ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﺍﻟﺒﺬﺍﺫﺓ ﺇﱃ ﺣﺪ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﺧﻠﻘﺎﻥ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﰲ ﺑﻴﻮ‪‬ﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﲡﻤﹸﻮﺍ ﻭﻟﺒﺴﻮﺍ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺸﺘﻬﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻭﻥ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ.‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺠﻠﻲ ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﺎﺑﺖ ﻫﺠﲑ ﺍﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﺟﺎﺯﺓ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺭﻭﺯﺑﺔ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊ ‪‬ﺍﱐ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺣﺎﺯﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻟﺒﺎﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﻛﺘﺎﻧ‪‬ﺎ ﻗﻄﻨ‪‬ﺎ ﻓﺮﻭﺓ ﱂ ﺃﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎﺏ ﺻﻮﻑ ﻭﻻ ﺛﻴﺎﺏ ﺷﻬﺮﺓ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺭﻳﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻲ ﺫﻭ ﺍﻟ‪‬ﻮﻥ ﺧﻔﹰﺎ‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺮ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻧﺰﻉ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ‪‬ﺑ ‪ ‬ﻓﺈﻧﻪ ﺷﻬﺮﺓ ﻣﺎ ﻟﺒﺴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﳕﺎ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻨﱯ ﺧ ﱠﲔ ﺃﺳﻮﺩﻳﻦ‬ ‫‪‬ﻔ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﲏ‬ ‫ﺳﺎﺫﺟﲔ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﶈﺎﻣﻠﻲ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺷﺒﻴﺐ ﺍﳌﺪﱐ، ﺛﲏ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻏﺰ‪‬ﺔ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻋﻦ ﻓﻠﻴﺢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻦ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ: ﺍﻟ ‪‬ﺮﻱ ﺍﻟﻔﺎﺩﺡ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻱ ﺍﻟﻔﺎﺿﺢ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻌ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﻈﻬﺮ ﺍﻟﺰﻫﺪ‬ ‫ﻳ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٥٥١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٠٢٨٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ«،‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٩٤٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢٥٣ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺮﻳﺪﺓ.‬
  • 252. ‫-٩٤٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﺰﺭﻱ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪ، ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻟﺴﺎﻥ ﺷﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭ‪‬ﻮﺟﺐ ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻼﺑﺲ ﻭﻛ ﱡ ﺫﻟﻚ ﻣﻜﺮﻭﻩ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟ‪‬ﺠﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﺍﺭﻳﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ، ﺛﻨﺎ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻷﺣﻮﺹ، ﻋﻦ‬ ‫ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﻴﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺸ ‪ ‬ﺍﳍﻴﺌﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻫﻞ ﻟﻚ‬ ‫ﹶ ِﻒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎ ﹲ؟« ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺃﻱ ﺍﳌﺎﻝ؟« ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﳌﺎﻝ ﻗﺪ ﺁﺗﺎﱐ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﱢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻝ‬ ‫ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﳋﻴﻞ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻗﻴﻖ ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ، ﻗﺎﻝ: »ﻓﺈﺫﺍ ﺁﺗﺎﻙ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﺎﻻ ﻓﻠ‪‬ﺮ ﻋﻠﻴﻚ«)١(.‬ ‫ﹰ ﻴ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻣﺴﻜﲔ ﺍﺑﻦ ‪‬ﻜﲑ، ﺛﲏ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ، ﻋﻦ ﺣ ‪‬ﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﻜﺪﺭ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﺎﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺯﺍﺋﺮ‪‬ﺍ ﰲ ﻣﱰﱄ ﻓﺮﺃﻯ ﺭﺟﻼ ﺷﻌﺜﹰﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳚﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ ِ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ‪‬ﺴ ﱢﻦ ﺑﻪ ﺭﺃﺳ ‪‬؟«، ﻭﺭﺃﻯ ﺭﺟﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎﺏ ﻭﺳﺨ ﹲ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳚﺪ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻪ‬ ‫ﻳ ﻜ‪‬‬ ‫ﻳﻐﺴﻞ ﺑﻪ ﺛﻴﺎﺑﻪ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻭﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈ ‪‬ﻦ ﺍﻟ‪‬ﻨﻮﺧﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺴ ﺘ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٣٦٠٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ )٦٠٠٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ )٩٣٢٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٣٧٤، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٥٢‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٤٣٤١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٢٦٠٤(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ )١٥٢٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٣/٧٥٣، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٦٨١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ‬ ‫)٨٣٤١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(.‬
  • 253. ‫-٠٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻜﺮﻣﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻀ‪‬ﺒ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻣﻌﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺜﲎ، ﻗﺎﻝ: ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻃﺎﻟﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻳﻌﻮﺩﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺃﺷﻜﻮ ﺇﻟﻴﻚ ﻋﺎﺻﻤ‪‬ﺎ ﺃﺧﻲ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﺗﺮﻙ ﺍﳌﻼﺫ ﻭﻟﺒﺲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺀﺓ ﻓﻐﻢ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﺃﺣﺰﻥ ﻭﻟﺪﻩ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻋﺎﺻﻤ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﺑﺶ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﺗﺮﻯ ﺍﷲ ﺃﺣﻞ ﻟﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﺧﺬﻙ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ، ﺃﻧﺖ ﻭﺍﷲ ﺃﻫﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﻓﻮ ﺍﷲ ﻻﺑﺘﺬﺍﹸﻚ ِﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﻔﻌﺎﻝ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻟ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﺑﺘﺬﺍﻟﻚ ﺑﺎﳌﻘﺎﻝ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺇﱐ ﺃﺭﺍﻙ ‪‬ﺆﺛﺮ ﻟﺒﺲ ﺍﳋﺸﻦ ﻭﺃﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﲑ ﻓﺘﻨﻔﺲ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻌﺪﺍﺀ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ، ﺇﻥ ﺍﷲ ﺍﻓﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﺭﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ‬ ‫ِ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻡ ﻟﺌﻼ ﻳﺘﺒ‪‬ﻎ ﺑﺎﻟﻔﻘﲑ ﻓﻘﺮﻩ. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ: ﺍﳌﻌﲎ ﻟﺌﻼ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻳﻐﻠﻮ، ﻳﻘﺎﻝ: ﺗﺒ‪‬ﻎ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻡ، ﺇﺫﺍ ﺯﺍﺩ ﻭﺟﺎﻭﺯ ﺍﳊﺪ.‬ ‫ﲡﻮﻳﺪ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﲡﻮﻳﺪ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻫﻮﻯ ﻟﻠﻨﻔﺲ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﲟﺠﺎﻫﺪ‪‬ﺎ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﺰ‪‬ﻳﻦ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﷲ ﻻ ﻟﻠﺨﻠﻖ.‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ ‪‬ﻮﺍﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ‪‬ﺬﻡ ﻭﻻ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺰﻳﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻳﻜﺮﻩ. ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﻬﻰ‬ ‫‪‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻗﺪ ‪‬ﻰ ﻋﻨﻪ، ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟ ‪‬ﻳﺎﺀ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ‪‬ﺤﺐ ﺃﻥ ‪‬ﺮﻯ ﲨﻴﻼ ﻭﺫﻟﻚ ﺣ ﱡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻻ ‪‬ﻼﻡ ﻓﻴﻪ، ﻭﳍﺬﺍ ﻳﺴﺮﺡ ﺷﻌﺮﻩ،‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻆ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻳ‬ ‫ﻭﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﺮﺁﺓ، ﻭ‪‬ﻳﺴ ‪‬ﻱ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ، ﻭﻳﻠﺒﺲ ﺑﻄﺎﻧﺔ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﳋﺸﻦ ﺇﱃ ﺩﺍﺧﻞ، ﻭﻇﻬﺎﺭﺗﻪ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ، ﻭﻟﻴﺲ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ‪‬ﻜﺮﻩ ﻭﻻ ‪‬ﺬﻡ.‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﲑﰲ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌ ﹼﻑ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ‬ ‫ﻼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳋﺮﺍﺋﻄﻲ، ﺛﻨﺎ ‪‬ﻨﺎﻥ ﺑﻦ‬ ‫ﺑ‬ ‫‪‬ﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻫﺎﻧﺊ، ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ، ﻋﻦ ﻣﻜﺤﻮﻝ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ:‬ ‫ﺳ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺨﺮﺝ ﻳﺮﻳﺪﻫﻢ، ﻭﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺭﻛﻮﺓ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬
  • 254. ‫-١٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﺀ، ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻭ‪‬ﺴ ‪‬ﻱ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﳊﻴﺘﻪ، ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻔﻌﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ ﻮ‬ ‫ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ: »ﻧﻌﻢ، ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻓﻠﻴﻬﻴﺊ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﲨﻴﻞ ﳛﺐ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻝ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﶈﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ ﺯﻳﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻧﺎ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺮﺯﻣﻲ؛ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺃﻡ‬ ‫ﻛﻠﺜﻮﻡ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﺧﺮﺝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻤﺮ ﺑﺮﻛﻮﺓ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﺀ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻇﱢﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﰒ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺳ ‪‬ﻯ ﳊﻴﺘﻪ ﻭﺭﺃﺳﻪ ﰒ ﻣﻀﻰ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ: »ﻭﺃﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻓﻌﻠ ‪‬؟ ﻧﻈﺮﺕ ﰲ ﻇﻞ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﻬ‪‬ﺄﺕ ﻣﻦ ﳊﻴﱵ ﻭﺭﺃﺳﻲ، ﺇﻧﻪ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻴ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺖ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺃﻥ ‪‬ﻬ‪‬ﻰﺀ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ«)٢(.‬ ‫ﻳﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﻣﺎ ﺭﻭﻳﺘﻢ ﻋﻦ ﺳﺮﻱ ﺍﻟﺴﻘﻄﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮ‬ ‫ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺈﻧﺴﺎﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﻓﻘﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﺑﻠﺤﻴﱵ ـ ﻭﺃﻣﺮ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﳊﻴﺘﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺴﻮﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ـ ﳋﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻌﺬﺑﲏ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﳏﻤﻮﻝ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨ ‪‬ﻊ ﻭﻏﲑﻩ، ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﺼﺪ ﲢﺴﲔ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻟﺌﻼ ‪‬ﺮﻯ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻻ ‪‬ﺴﺘﺤﺴﻦ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻏﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻣﺬﻣﻮﻡ، ﻓﻤﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﻣﺬﻣﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﻻ ﻓﻬﻢ ﺍﳌﺬﻣﻮﻡ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﳋﲑ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ‪‬ﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻧﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﺎﻓﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺠﺎﺝ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺜﲎ، ﺛﲏ ﳛﲕ ﺑﻦ ﲪﺎﺩ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻰ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﲎ‬ ‫ﰱ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ )٣٧١( ﺑﺴﻨﺪ ﺿﻌﻴﻒ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻭﻓﻴﻪ ﻣﺘﺮﻭﻙ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﰱ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ )٢٥٨٥(، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺰﺭﻣﻰ‬ ‫ﻣﺘﺮﻭﻙ، ﻭﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻯ، ﻛﻤﺎ ﰱ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ )٩٣٣، ٢٥٤(.‬
  • 255. ‫-٢٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺷﻌﺒﺔ، ﻋﻦ ﺃﺑﺎﻥ ﺑﻦ ﺗﻐﻠﺐ، ﻋﻦ ﻓﻀﻴﻞ ﺍﻟ ﹸﻘﻴﻤﻲ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ، ﻋﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ،‬ ‫ﻔ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﻛﱪ«،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ: ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﳛﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺛﻮ‪‬ﺑﻪ ﺣﺴﻨ‪‬ﺎ ﻭﻧﻌﻠﻪ ﺣﺴﻨﺔﹰ، ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﷲ ﲨﻴﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺤﺐ ﺍﳉﻤﺎﻝ، ﺍﻟﻜﱪ ﺑﻄﺮ ﺍﳊﻖ ﻭﻏﻤﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ«)١(. ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ: ﺍﻟﻜ‪‬ﺒ ‪ ‬ﻛ‪‬ﺒ ‪ ‬ﻣﻦ‬ ‫ِﺮ ِﺮ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺑﻄﺮ ﺍﳊﻖ. ﻭﻏﻤﻂ: ﲟﻌﲎ ﺍﺯﺩﺭﻯ ﻭﺍﺣﺘﻘﺮ.‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﳌﺮﺗﻔﻌﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺼﻘﺮ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺟﺤﺎﻑ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﳌﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺒﺰ ﻛﺎﻟ ‪‬ﺑﻴﻘﻲ، ﻭ‪‬ﺴ‪‬ﺢ ﺑ ‪‬ﺢ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭ‪‬ﺆﺛﺮ ﻣﺎ ﻃﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻳ ﺒ ‪ ‬ﺴﺒ ِ‬ ‫‪ ‬ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﻛﺎ ﹸﺮﱠﻌﺎﺕ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ‬ ‫ﳌﻗ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺛﻴﺎﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﲑ ﻭﺳﻄﹰﺎ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟ ‪‬ﻴﻄﺎﻥ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﻬﺑﺆﻻﺀ ﺑﲔ ﻃﺮﰲ ﻧﻘﻴﺾ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﺧﺮﻕ ﺑﻌﻀﻪ، ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﺃﻓﺴﺪ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻋﻨﺪ ﺃﰊ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺍﻟﺸﺒ‪‬ﻠ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺪﺧﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ: ﺳﹸﺳﻜ‪‬ﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﲔ‬ ‫ﺄ ‪‬‬ ‫‪‬ﻲ‬ ‫ﻳﺪﻳﻚ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺇﺫﺍ ﻟﺒﺲ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺧﺮﻕ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺿﻌ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺲ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﳎﺎﻫﺪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺴﺎﺩ ﻣﺎ ‪‬ﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ: ﺃﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ: ﴿ﻓﻄﻔﻖ‬ ‫‪ ‬ﻳ ‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )١٩/٧٤١(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )١٩٠٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﱪ‬ ‫)٨٩٩١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٩٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/١٥٤.‬
  • 256. ‫-٣٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺴﺤ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﻷﻋﻨﺎﻕ﴾ ]ﺹ: ٣٣[، ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﻜﺖ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﰊ: ﺃﺭﺩﺕ‬ ‫ﺃﻥ ‪‬ﺴﻜﺘﻪ ﻓﺄﺳﻜﺘﻚ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﺪ ﺃﲨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻚ ﻣﻘﺮﺉ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻓﺄﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ﺇﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﺍﳊﺒﻴﺐ ﻻ ‪‬ﻌ ﱢﺏ ﺣﺒﻴﺒﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﻜﺖ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﰊ: ﻗﻞ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ، ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻮﻟﻪ‬ ‫ﻳﺬ ‪‬‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﳓﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺃﺣﺒﺎﺅﻩ ، ﻗﻞ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺬﺑﻜﻢ ﺑﺬﻧﻮﺑﻜﻢ﴾‬ ‫]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٨١[، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ: ﻛﺄﻧﲏ ﻣﺎ ﲰﻌﺘﻬﺎ ﻗ ﱡ.‬ ‫ﻂ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺃﻧﺎ ﻣﺮﺗﺎﺏ ﺑﺼﺤﺘﻬﺎ ﻷﻥ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻏﺎﻟﺐ ﻛﺎﻥ ﻻ ‪‬ﻮﺛﻖ ﺑﻪ.‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﺒ‪‬ﻦ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺬﺑﻪ ﻭﺍﺧﺘﻼﻗﻪ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﺎﻧﺖ ﻋﻦ ﻗﱠﺔ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺣﲔ ﺍﺣﺘﺞ ﻬﺑﺬﻩ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻵﻳﺔ، ﻭﻗﻠﺔ ﻓﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ ﺣﲔ ﺳﻜﺖ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﺑﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻓﻄﻔﻖ ﻣﺴﺤ‪‬ﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﻷﻋﻨﺎﻕ﴾ ﻷﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﱃ ﻧﱯ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ.‬ ‫ﻭﺍﳌﻔﺴﺮﻭﻥ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻵﻳﺔ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻨﺎﻗﻬﺎ ﻭﺳﻮﻗﻬﺎ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺖ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ، ﻓﻬﺬﺍ ﺇﺻﻼ ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻋﻘﺮﻫﺎ، ﻭﺫﺑﺢ ﺍﳋﻴﻞ ﻭﺃﻛﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺡ‬ ‫ِ‬ ‫ﳊﻤﻬﺎ ﺟﺎﺋ ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﻴﻪ ‪‬ﻨﺎﺡ، ﻓﺄﻣﺎ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﺛﻮﺏ ﺻﺤﻴﺢ ﻻ ﻟﻐﺮﺽ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﺟ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﳚﻮﺯ، ﻭﻣﻦ ﺍﳉﺎﺋﺰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺟﻮﺍﺯ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺷﺮﻋﻨﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺼﻘﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﺤﺎﻑ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ: ﻛﺎﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺫﺑﺎﺭﻱ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﲣﺮﻳﻖ ﺃﻛﻤﺎﻣﻪ ﻭﺗﻔﺘﻴﻖ ﻗﻤﻴﺼﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺎﻥ ﳜﺮﻕ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍ ﹸﺜ ‪‬ﻦ ﻓﲑﺗﺪﻱ ﺑﻨﺼﻔﻪ ﻭﻳﺄﺗﺰﺭ‬ ‫ﳌﻤ‬ ‫ﺑﻨﺼﻔﻪ، ﺣﱴ ﺇﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺛﻮﺏ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﺰﺭﻭﻥ ﺑﻪ‬ ‫ﻓﻘﻄﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻓﺎﺗﺰ ‪‬ﻭﺍ ﺑﻪ، ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻮﺍ ﺍﳋِﺮﻕ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻟﻠﺤﻤﺎﻣﻲ.‬ ‫ﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻜﺎﺯ ‪‬ﻭﱐ: ﻛﻨﺖ ﻣﻌﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺩﺍﺀ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻄﻌﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻨﺤﻮ ﺛﻼﺛﲔ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻧﻈﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻣﺎ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺑﻪ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬
  • 257. ‫-٤٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻛﻢ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﻮﺷﻨﺠﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﱄ ﹸﺒﺠﺔ)١( ﻃﻠﺒﺖ ﲟﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ، ﻓﺤﻀﺮﱐ ﻟﻴﻠﺔ ﻏﺮﻳﺒﺎﻥ،‬ ‫ﻗ ﹲ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪﺓ: ﻋﻨﺪﻙ ﺷﻲﺀ ﻟﻀﻴﻔ ‪‬؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻻ، ﺇﻻ ﺍﳋﺒﺰ، ﻓﺬﲝﺖ ﺍﻟ ﹸﺒﺠﺔ ﻭﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ.‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﳝﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﺮﺽ ﰒ ﻳﺒﻴﻌﻬﺎ ﻭﻳﻌﻄﻲ، ﻓﻠﻘﺪ ﻓ ‪‬ﻁ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟ ‪‬ﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺪ ‪‬ﺍﺝ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮ ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻟﻔﺎﻑ ﻟﺮﺟﻠﻪ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﺪﻳﻼ ﺩﺑﻴﻘ‪‬ﺎ ﻓﺸﻘﻪ ﻧﺼﻔﲔ‬ ‫ﹰ ﻴ‬ ‫ﻱ‬ ‫ﻭﺗﻠ ﱠﻒ ﺑﻪ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻟﻮ ﺑﻌﺘﻪ ﻭﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﻣﻨﻪ ﻟﻔﺎﻓﹰﺎ ﻭﺃﻧﻔﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺃﻧﺎ ﻻ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺃﺧﻮﻥ ﺍﳌﺬﻫﺐ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ، ﻓﺨﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﶈﻮﻝ ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻋﻮﺭﺓ‬ ‫ﺗﺌﻦ ﻓﺮﻣﻰ ﻃﻴﻠﺴﺎﻧﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺪﺍﺭﺕ ﻓﺘﻘ ﱠﻊ ﺍﻟ ﱠﻴﻠﺴﺎﻥ.‬ ‫ﻄ ﻄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺃﻧﻪ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ«)٢( ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﻄﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺃﻧﻔﻘﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﻔﺮﻃﹰﺎ، ﻓﻜﻴﻒ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﻡ. ﻭﻧﻈﲑ ﻫﺬﺍ ﲤﺰﻳﻘﻬﻢ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ‬ ‫ﳌ ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻴﺄﰐ ﺫﻛﺮﻩ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﰒ ﻳ ‪‬ﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ، ﻭﻻ ﺧﲑ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻨﺎﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ. ﺃﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻋﺒﻴﺪ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺃﻡ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃ‪‬ﻢ ﳜﺎﻟﻔﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﻔﻌﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﰒ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﺇﻧﻪ ﻟﻌﻨﺎ ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻓﻠﻌﻤﺮﻱ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺇﻧﻪ ﳉﻬﻞ ﺷﺪﻳﺪ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻧﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﳌﺎ ﺗﻐ‪‬ﺮ ﺍﳊﺎﻝ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻴ‬ ‫)١( ﺍﻟﻘﺒﺠﺔ: ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﻘﺒﺞ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ، ﻭﻫﻮ ﺍﳊﺠﻞ، ﻃﺎﺋﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٥٧٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﻓﻘﻴﺔ )٣٩٥/٢١ ــ ٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬
  • 258. ‫-٥٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﰊ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﻭﻓﺎﺗﻪ، ﻣ ‪‬ﻕ ﺍﺑﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻗﻤﻴﺼ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻔﺘﺢ ﺃﺑﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﻴﻨﻪ،‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ، ﻭﺭﻳﺎﺀ ﺑﺎﻃﻦ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ.‬ ‫ﺍﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﺗﻘﺼﲑ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﺗﻘﺼﲑ ﺛﻮﺑﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺷﻬﺮﺓ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍ ﹸﺬﻫﺐ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﺪﻱ‪ ،‬ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ: ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻹﺯﺍﺭ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﺇﺯﺍﺭ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺇﱃ ﺃﻧﺼﺎﻑ ﺍﻟ ‪‬ﺎﻗﲔ، ﻻ ‪‬ﻨﺎﺡ ﺃﻭ ﻻ ﺣﺮﺝ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻜﻌﺒﲔ، ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻠﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺘﺐ ﺇﱄ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻋﻦ ﻣﻌﻤﺮ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﰲ ﻗﻤﻴﺺ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺘﺬﻳﻴﻞ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟ ‪‬ﻬﺮﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﻤﲑ.‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻫﺎﻧﺊ، ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻋﻠﻲ ﻗﻤﻴﺺ ﺃﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻛﺒﺔ ﻭﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﺎﻕ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻫﺬﺍ، ﻭﺃﻧﻜﺮﻩ،‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺑﺎﳌﺮﺓ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ.‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﳚﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺧﺮﻗﺔ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﳚﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺧﺮﻗﺔ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ، ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﹸ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٣٩٠٤(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٣٧٥٣(، ﻭﻣﺎﻟﻚ ﰱ ﺍﳌﻮﻃﺄ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٢١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٥، ٦ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ.‬
  • 259. ‫-٦٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺷﻬﺮﺓ، ﻷﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻟﺒﺎﺱ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺷﻬﺮﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﻜﺮﻭﻩ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ‪‬ﻨﺪﺍﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ‬ ‫ﺑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﻮﺷﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳐﻠﺪ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﱪﻱ: ﻗﺎﻝ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ: ﺇﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺩﺧﻞ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻳﻮﻡ ﲨﻌﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻗﻠﻨ ‪‬ﻮﹲ،‬ ‫ﺴﺓ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻼﻧﺲ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﻓﻮﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﻛ ‪‬ﻪ.‬ ‫ﹸﻤ‬ ‫ﲣﺼﻴﺺ ﺛﻴﺎﺏ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﺛﻴﺎﺏ ﻟﻠﺨﻼﺀ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼ‪‬ﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺳﻮﺳﺔ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﻟﻠﺨﻼﺀ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻭﻟﻠﺼﻼﺓ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ. ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺎﻣﺪ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ، ﺛﻨﺎ ﺣﺎﰎ، ﻳﻌﲏ ﺍﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﺛﲏ ﺟﻌﻔﺮ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﺃﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ‬ ‫ﺑﲏ ﻟﻮ ﺍﲣﺬﺕ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻟﻠﻐﺎﺋﻂ، ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺬﺑﺎﺏ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﰒ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺏ، ﰒ ﺃﺗﻴﺘﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﺇﻻ ﺛﻮﺏ ﻓﺮﻓﻀﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺳﻮﻯ ﺛﻮﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﺯﻫﺪ‪‬ﺍ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ،‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻣﻜﻦ ﺍﲣﺎﺫ ﺛﻮﺏ ﻟﻠﺠﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻠﺢ ﻭﺃﺣﺴﻦ.‬ ‫ﹸ ٍ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻈﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ‪‬ﺰﱘ ﺑﻦ ﲪﻴﺪ، ﺛﲏ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺷﻴﺒﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﺎﻥ، ﻋﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ،‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺧﻄﺒﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰲ ﻳﻮﻡ ﲨﻌﺔ ﻓﻘﺎﻝ: »ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻟﻮ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺛﻮﺑﲔ‬ ‫ٍ‬
  • 260. ‫-٧٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻴﻮﻡ ﲨﻌﺔ ﺳﻮﻯ ﺛﻮﺏ ﻣﻬﻨﺘﻪ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺍﳋ ‪‬ﺎﺏ، ﻧﺎ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﺳﺎﻣﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ،‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺎﺩ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍ‪‬ﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ،‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﻏﲑ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺫﻟﻚ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪‬ﺮﺩ ﳝ ﱞ ﻭﺇﺯﺍﺭ ﻣﻦ ﻧﺴﺞ ‪‬ﻤﺎﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻠﺒﺴ ‪‬ﻤﺎ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﰒ‬ ‫‪‬ﻬ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﺑ‪ ‬ﲏ‬ ‫‪‬ﻳﻄﻮﻳﺎﻥ)٢(.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻣﻄﺎﻋﻤﻬﻢ ﻭﻣﺸﺎﺭﻬﺑﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﺑﺎﻟﻎ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺘﻘﻠﻴﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻭﺧﺸﻮﻧﺘﻪ ﻭﻣﻨﻌﻬﻢ ﺷﺮﺏ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺇﱃ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺍﺳﺘﺮﺍﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺐ‬ ‫ﻭﺍﺷﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟ‪‬ﻌ ‪‬ﺐ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺃﻛﻠﻬﻢ ﻭﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﻋﻴﺸﻬﻢ.‬ ‫ﺘﺠ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﹸﺮﻑ ﳑﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻗﺪﻣﺎﺅﻫﻢ‬ ‫ﻃ ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻀﻌﻒ ﻗﻮﺗﻪ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻴﺴﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ‪‬ﻘﻴﻢ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻓﺮﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﺪﺭﻫﻢ ﺩﺑﺴ‪‬ﺎ ﻭﺑﺪﺭﳘﲔ ﲰﻨ‪‬ﺎ ﻭﺑﺪﺭﻫﻢ ﺩﻗﻴﻖ ﺍﻷﺭ ‪،‬‬ ‫‪‬ﺯ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﻴﺨﻠﻄﻪ ﻭﳚﻌﻠﻪ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﻭﺳﺘﲔ ﹸﺮﺓ ﻓﻴﻔﻄﺮ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺣﺪﺓ.‬ ‫ﻛﹰ ‪ ‬ﱠ ٍ‬ ‫ﹸ‪ ‬ﹸ‪‬‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺳﻬﻞ ﻳﻘﺘﺎﺕ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﻨﺒﻖ ﻣﺪﺓ، ﻭﺃﻛﻞ‬ ‫ﺩﻗﺎﻕ ﺍﻟﺖ ﺑﻦ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﲔ، ﻭﺍﻗﺘﺎﺕ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﰲ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﲔ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٨٧٠١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٥٩٠١(، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺒﻮﺻﲑﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٨٦٥( ﻣﻮﺍﺭﺩ‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٥٦٧١(.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺍﻧﻈﺮ: ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٠٨٤٤، ٠٢٦٤(.‬
  • 261. ‫-٨٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﺛﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﺑﻦ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﱵ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍ ﹸﺼﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳊ ‪‬ﺍﺩ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﳊ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﺃﺑﻮ ﺗﺮﺍﺏ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻜﺮﺓ ﻣﺎﺀ ﻭﱄ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﱂ ﺁﻛﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﱂ ﺃﺷﺮﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﺀ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺟﻠﻮ ‪‬ﻚ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻧﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳ‬ ‫ﻣﻦ ﻳﻐﻠﺐ ﻓﺄﻛﻮﻥ ﻣﻌﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺷﺄﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﻞ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻓﻠﻴﺢ، ﺛﲏ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺻﺤﺒﺖ ﺫﺍ ﺍﻟ‪‬ﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﲬﻴﻢ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺇﻓﻄﺎﺭﻩ ﺃﺧﺮﺟﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻗﺮﺻ‪‬ﺎ ﻭﻣﻠﺤ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﻭﻗﻠﺖ: ﻫﻠ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻣﻠ ‪‬ﻚ ﻣﺪﻗﻮﻕ. ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻟﺴﺖ‬ ‫ﺤ‬ ‫‪ ‬ﹸﻢ‬ ‫‪‬ﻔﻠ ‪ ،‬ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﱃ ﻣﺰﻭﺩﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﺳﻮﻳﻖ ﺷﻌﲑ ﻳﺴﺘﻒ ﻣﻨﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ِِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ﺢ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺍﺝ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻗﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟ ‪‬ﺑﺪ ﺑﺎﻟﻌﺴﻞ ﺇﺳﺮﺍﻑ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺰ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺻﺎﺣﺐ‬ ‫ﺳﻬﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺑﻠﻎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﺑﲑﻱ ﻭﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺟﻲ ﻭﺍ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺃﻭﰱ ﺃﻥ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﺣ ‪‬ﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻖ، ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺑﲑﻱ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺑﻠﻐﻨﺎ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬ﺠ ﹸ‬ ‫ﺃ‪‬ﻚ ﻗﻠﺖ: ﺃﻧﺎ ﺣ ‪‬ﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻖ، ﻓﺒﻤﺎﺫﺍ؟ ﺃﻧ ﱞ ﺃﻧﺖ؟ ﺃﺻ ‪‬ﻳﻖ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ: ﱂ‬ ‫ﺪ‪‬‬ ‫ﱯ‬ ‫‪‬ﺠ ﹸ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺃﺫﻫﺐ ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﳕﺎ ﻗﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﻷﺧﺬﻱ ﺍﳊﻼﻝ، ﻓﺘﻌﺎﻟﻮﺍ ﻛﱡ ﹸﻢ ﺣﱴ ﻧﺼﺤﺢ‬ ‫ﹸﻠﻜ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﻼﻝ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻓﺄﻧﺖ ﻗﺪ ﺻﺤﺤﺘﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﻴﻒ؟ ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ: ﻗﺴﻤﺖ ﻋﻘﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻌﺮﻓﱵ ﻭﻗﻮﰐ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺟﺰﺍﺀ. ﻓﺄﺗﺮﻛﻪ ﺣﱴ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺘﺔ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺟﺰﺀ ﻭﺍﺣﺪ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺧﻔﺖ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﺰﺀ ﻭ‪‬ﺘﻠﻒ ﻣﻌﻪ ﻧﻔﺴﻲ ﺧﻔﺖ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﻋﻨﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺘﻠ‪‬ﻬﺎ، ﺩﻓﻌﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟ‪‬ﻠﻐﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬
  • 262. ‫-٩٥٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫‪‬ﻔﻠﺢ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﺃﰊ، ﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻗﺎﻝ ﱄ: ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ ﻣﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺃﻃﻌﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻃﻌﺎﻣ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻣﺎ ﺃﺣﻞ ﺍﷲ ﳍﺎ ﺍﳌﻴﺘﺔ.‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﻮﻫﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺃﰊ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﻠﺲ ﰲ ﻣﺴﺠﺪﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻻ ‪‬ﻄﻴﻖ ﺫﻟﻚ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺗﻮﺳﻊ ﱄ ﰲ ﺫﻟﻚ، ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﻓﺠﻠﺲ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﻄﻌﻢ ﻓﺼﱪ ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﱐ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ: ﻻ ‪‬ﺑ ‪ ‬ﳑﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬ﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﻮﺕ. ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺇﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺃﺭﻳﺪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ‪‬ﻘﻴﻢ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺟﺴﺪﻱ ﰲ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﺇﻥ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ،‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻷﺩﻣﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋ ‪‬ﺍﺹ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺥ ﱄ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺤﺐ ﺃﺑﺎ ﺗﺮﺍﺏ، ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺻﻮﰲ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﱃ ﻗﺸﺮ ﺍﻟﺒﻄﻴﺦ، ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻃﻮﻯ ﺛﻼﺛﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻳﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﲤ ‪ ‬ﻳﺪﻙ ﺇﱃ ﻗﺸﺮ ﺍﻟﺒﻄﻴﺦ؟ ﺃﻧﺖ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ، ﺍﻟﺰﻡ ﺍﻟﺴﻮﻕ)١(.‬ ‫ﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺪ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺎﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬ ‫ﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻘﲑﻭﺍﱐ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻗﺎﻡ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻨﺼﻴﱯ ﺑﺎﳊﺮﻡ ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﳍﻢ ﺳﺒﻌﺔ ﱂ ﻳﺄﻛﻠﻮﺍ ﻓﺨﺮﺝ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﻟﻴﺘﻄﻬﺮ ﻓﺮﺃﻯ ﻗﺸﺮ ﺑﻄﻴﺦ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻓﺄﻛﻠﻪ، ﻓﺮﺁﻩ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﺎﺗﺒﻌﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻭﺟﺎﺀ ﺑﺮﻓﻖ ﻓﻮﺿﻌﻪ ﺑﲔ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺦ: ﻣﻦ ﺟﲎ ﻣﻨﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻨﺎﻳﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺃﻧﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻗﺸﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺑﻄﻴﺦ ﻓﺄﻛﻠﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻦ ﻣﻊ ﺟﻨﺎﻳﺘﻚ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻓﻖ، ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻡ ﻭﻣﻌﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ‬ ‫ﻭﺗﺒﻌﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﱂ ﺃﻗﻞ ﻟﻚ ﻛﻦ ﻣﻊ ﺟﻨﺎﻳﺘﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺟﻞ: ﺃﻧﺎ ﺗﺎﺋﺐ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﳑﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﲏ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻻ ﻛﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٩٤.‬
  • 263. ‫-٠٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﻨﻮﺯﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﻨﺎﻥ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﲟﻜﺔ‬ ‫ﳎﺎﻭﺭ‪‬ﺍ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻬﺑﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋ ‪‬ﺍﺹ ﻭﺃﺗﻰ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﱂ ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻠﻲ ﺑﺸﻲﺀٍ، ﻭﻛﺎﻥ ﲟﻜﺔ ‪‬ﺰ‪‬ﻳﻦ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻮ‬ ‫ﳛﺐ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻗﻪ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻩ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﳛﺘﺠﻢ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﻟﻪ ﳊﻤ‪‬ﺎ ﻓﻄﺒﺨﻪ ﻓﺄﻃﻌﻤﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺼﺪﺗﻪ ﻭﻗﻠﺖ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺘﺠﻢ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﳊﻤ‪‬ﺎ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺈﺻﻼﺣﻪ، ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺑﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺪﻳﻪ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻘﻮﻝ: ﺗﺮﻯ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﺮﺍﻍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻊ ﻓﺮﺍﻍ ﺍﳊﺠﺎﻣﺔ، ﰒ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ‬ ‫ﻭﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﻧﻔﺲ ﺇﳕﺎ ﺟﺌﺖ ﲢﺘﺠﻤﲔ ﻻ ﻟﺘﻄﻌﻤﻲ، ﻋﺎﻫﺪﺕ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻻ ﹸﻗﺖ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻣﻪ‬ ‫ﱠﺫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﺍﻧﺼﺮﻓ ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺃﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻁ. ﻓﻘﻠﺖ: ﰒ ﻋﻘﺪ،‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺖ‬ ‫ﻓﺴﻜﺖ. ﻭﺟﺌﺖ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻭﱂ ‪‬ﻘﺪﺭ ﱄ ﺷﻲﺀ ﺁﻛﻠﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﺑﻘﻴﺖ‬ ‫ٌ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﱂ ﻳﺘﻔﻖ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻤﺖ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺳﻘﻄﺖ ﻭﻏﺸﻲ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻮﱄ ﻧﺎﺱ ﻭﺣﺴﺒﻮﺍ ﺃﱐ ﳎﻨﻮﻥ ﻓﻘﺎﻡ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻓ ‪‬ﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﺣﺪﺛﲏ، ﰒ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺄﻛﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ؟ ﻗﻠﺖ: ﻗ ‪‬ﺏ ﺍﻟﻠﻴ ﹸ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺴﻨﺘﻢ ﻳﺎ ﻣﺒﺘﺪﺋﻮﻥ ﺍﺛﺒﺘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ‪‬ﻔﻠ ‪‬ﻮﺍ، ﰒ ﻗﺎﻡ،‬ ‫ﺗ ِﺤ‬ ‫ﻞ‬ ‫‪ ‬ﺮ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺻﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﻫﻮ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﱐ ﻭﻣﻌﻪ ﻗﺼﻌﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺱ ﻭﺭﻏﻴﻔﺎﻥ ﻭﺩﻭﺭﻕ ﻣﺎﺀ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻓﻮﺿﻌﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﻭﻗﺎﻝ: ﹸﻞ ﺫﻟﻚ، ﻓﺄﻛﻠﺖ ﺍﻟﺮﻏﻴﻔﲔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺱ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻓﻴﻚ ﻓﻀﻞ ﺗﺄﻛﻞ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺁﺧﺮ؟ ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻓﻤﻀﻰ ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻘﺼﻌﺔ ﻋﺪﺱ ﻭﺭﻏﻴﻔﲔ ﻓﺄﻛﻠﺘﻬﻤﺎ ﻭﻗﻠﺖ: ﻗﺪ‬ ‫ﺍﻛﺘﻔﻴ ‪ ،‬ﻓﺎﺿﻄﺠﻌﺖ ﻓﻤﺎ ﻗﻤﺖ ﻟﻴﻠﱵ، ﻭﳕﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻣﺎ ﺻﻠﻴﺖ ﻭﻻ ﻃﻔﺖ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺖ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻮﰲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻮﰲ ﺑﻌﺪ ﲬﺴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻧﺎ ﺟﺎﺋﻊ، ﻓﺄﻟﺰ ‪‬ﻮﻩ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻕ ﻭﺃ ‪‬ﺮﻭﻩ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻣ‪ ‬ﺴ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻈﻔﺮﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻣﺮﱐ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﺃﻥ ﺃﻗﺪﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺸﺮ ﺣﺒﺎﺕ ﺯﺑﻴﺐ‬ ‫ﻹﻓﻄﺎﺭﻩ ﻓﺄﺷﻔﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺤﻤﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﲬﺲ ﻋﺸﺮﺓ ﺣﺒﺔ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱄ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻙ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻬﺑﺬﺍ؟ ﻭﺃﻛﻞ ﻋﺸﺮ ﺣﺒﺎﺕ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ.‬
  • 264. ‫-١٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﰲ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ ﺃﻓﻄﺮ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻜﻒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻗ ﹼﺀ ﻓﻤﻀﻴﺖ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﺎﻓﺘﺼﺪﺕ ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﺮﻗﻲ ﺷﺒﻪ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﻏﺸﻲ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻓﺘﺤ‪‬ﺮ‬ ‫ﻲ ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺍﻟﻔ ‪‬ﺎﺩ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺟﺴﺪ‪‬ﺍ ﻻ ﺩﻡ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﺼ‪‬‬ ‫ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺃﻛﻞ ﺩﺭﻫﻢ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ ‪‬ﻘ ‪‬ﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺻﺒﺎﺣ‪‬ﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﳝﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﺒﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﳛﺘﺞ ﲟﺎ‬ ‫ﻳﺴ‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻨﻮﺭﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻘﺰﻭﻳﲏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﺰ‪‬ﺎﺕ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺯﻫﺮ ﺑﻦ ﲨﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﺑﺰﻳﻊ، ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺍﺣﺮﻣﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺈﳕﺎ ﻗﻮﻱ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﳚﺮﻱ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻭﻕ ﻬﺑﺎ«)١(.‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﳝﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﰲ، ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﳝﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ‬ ‫ﻓﻴﺸﺮﺏ ﺍﳊﺎ ‪ ،‬ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﳚﻌﻞ ﻣﺎﺀﻩ ﰲ ﺩﻥ ﻣﺪﻓﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻴﺼﲑ ﺣﺎﺭ‪‬ﺍ، ﻭﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻣﻦ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﺪﺓ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺮﻭﻳﺎﱐ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪﺍﻥ، ﺛﲏ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﰊ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻤﻲ ﺧﺎﺩﻡ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﳑﺎ ﻳﺄﻛﻠﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻨﻮ ﺁﺩﻡ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﺳﻬﻞ ﻣﺎ ﻻﻗﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﲏ ﺃﱐ ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﺃﻣﺮ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﺄﺑﺖ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻌﺰﻣﺖ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺷﺮﺏ ﺍﳌﺎﺀ ﺳﻨﺔ، ﻓﻤﺎ ﺷﺮﺑﺖ ﺍﳌﺎﺀ ﺳﻨﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ )١٢٣(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ٣/٠٣‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﺑﺰﻳﻎ ﺃﺑﻮ ﺍﳋﻠﻴﻞ«، ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻰ ﰱ ﺍﻟﻶﱃﺀ ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ٢/٣٣١، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ‬ ‫ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ٢/٠٤٢، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٩٧٨١(: »ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬
  • 265. ‫-٢٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺩﻋﻮﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺠﻤﺤﺖ ﻓﻌﺰﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺷﺮﺏ ﺍﳌﺎﺀ ﺳﻨﺔ ﻭﻻ ﺃﺫﻭﻕ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺳﻨﺔ ﻓﻮﻓﺖ ﱄ ﺑﺬﻟﻚ.‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﺗﺐ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﻄﺎﻋﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺳﺘﺤﺐ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻟﻠﻤﺮﻳﺪ ﺃﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﻏﻴﻔﲔ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻷﻗﻮﺍﺕ‬ ‫ﻓﻴﻘﻠﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺰﻥ ﻗﻮﺗﻪ ﺑﻜﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻛﺮﺏ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﻭﻫﻲ ﲡﻒ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻴﻨﻘﺺ‬ ‫ﹰ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ ﲟﻘﺪﺍﺭ ﺫﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻓﻴﺄﻛﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﰒ ﻳﺘﺪ ‪‬ﺝ‬ ‫ﺭ‪‬‬ ‫ﺇﱃ ﻳﻮﻣﲔ ﻭﺛﻼﺛﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﳉﻮﻉ ‪‬ﻨﻘﺺ ﺩﻡ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻓﻴﺒﻴﻀﻪ ﻭﰲ ﺑﻴﺎﺿﻪ ﻧﻮﺭﻩ، ﻭ‪‬ﺬﻳﺐ ﺷﺤﻢ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫‪‬ﻳ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﻭﰲ ﺫﻭﺑﺎﻧﻪ ﺭﻗﺘﻪ، ﻭﰲ ﺭﻗﺘﻪ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﻭﻗﺪ ﺻﻨﻒ ﳍﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ‪‬ﺮﻣﺬﻱ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﲰﺎﻩ »ﺭﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ« ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ: ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺒﺘﺪﺉ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ ﺷﻬﺮﻳﻦ‬ ‫ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﲔ ﺗﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﰒ ﻳﻔﻄﺮ ﻓﻴﻄﻌﻢ ﺍﻟﻴﺴﲑ ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻛﺴﺮﺓ ﻛﺴﺮﺓﹰ، ﻭﻳﻘﻄﻊ ﺍﻹﺩﺍﻡ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﻠ ﱠﺓ، ﻭﳎﺎﻟﺴﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﻓﺮﺍﺡ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻓﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻟ ﱠ‪‬ﺎ ﺣﱴ ﲤﺘﻠﺊ ﻏﻤ‪‬ﺎ.‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﳍﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺔ، ﻳﺒﻘﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﳋﺒﺰ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﺰﻳﻮﺗﺎﺕ ﻭﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬﺓ، ﻓﻬﺬﻩ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ ﰲ ﻣﻄﺎﻋﻤﻬﻢ ﻳﺪ ﱡ ﻣﺬﻛﻮﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ‪‬ﻐﻔﻠﻬﺎ.‬ ‫ﻣ‬ ‫‪‬ﻝ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺍﳋﻄﺄ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﻓﻔﻌﻞ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻷﻧﻪ ﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻻ ﺗﻄﻴﻖ، ﰒ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﺑﺎﳊﻨﻄﺔ ﻭﺟﻌﻞ ﻗﺸﻮﺭﻫﺎ ﻟﺒﻬﺎﺋﻤﻬﻢ ﻓﻼ ﺗﺼﻠﺢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺰﺍﲪﺔ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﰲ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺘﱭ، ﻭﺃﻱ ﻏﺬﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﺘﱭ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﲢﺘﺎﺝ‬ ‫ﺇﱃ ﺭﺩ.‬
  • 266. ‫-٣٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﺎﺋﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺃﺿﻌﻔﻪ‬ ‫ﺍﳉﻮﻉ ﻗﺎﻋﺪ‪‬ﺍ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﻗﺎﺋﻤ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﻗ ‪‬ﺍﻩ ﺍﻷﻛﻞ.‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ ﺑﻞ ﺇﺫﺍ ﺗﻘ ‪‬ﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻷﻧﻪ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻳﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺇﺫﺍ ﲡ ‪‬ﻉ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻗﺎﻋﺪ‪‬ﺍ ﻓﻘﺪ ﺗﺴﺒﺐ ﺇﱃ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻓﻠﻢ ﳚﺰ‬ ‫ﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻪ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻴﺘﺔ ﻣﺎ ﺟﺎﺯ ﻫﺬﺍ، ﻓﻜﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﺣﻼﻝ، ﰒ ﺃﻱ ﹸﺮﺑﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻮﻉ‬ ‫ﻗ ٍ‬ ‫ﺍ ﹸﻌ ﱢﻞ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ.‬ ‫ﳌﻄ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﳊﺪﺍﺩ: ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﻳﻐﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻡ ﺍﻟﻴﻘﲔ؟ ﻓﺈﻧﻪ ﺟﻬﻞ ﳏﺾ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﹲ ‪‬‬ ‫ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ ﺗﻀﺎ ‪ ،‬ﺇﳕﺎ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺃﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩ‬ ‫ﲢﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻭﺍﳌﺸﺮﺏ، ﻭﺇﳕﺎ ﺇﺷﺎﺭ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﺃﺷﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ ﺇﱃ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺼﱪ ﻭﻫﺬﺍ ﲣﻠﻴﻂ ﻗﺒﻴ ‪ ،‬ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻡ ﺷﺪ ‪‬ﻭﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﺍ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫‪‬ﺩ‬ ‫ﹲ ﺢ‬ ‫ﻛﻘﺮﻳﺶ ﰲ ﺗﺸ ‪‬ﺩﻫﻢ ﺣﱴ ﺳ ‪‬ﻮﺍ ﺑﺎ ﹸﻤﺲ، ﻓﺠﺤﺪﻭﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﺷﺪﺩﻭﺍ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﻉ.‬ ‫‪‬ﻤ ﳊ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ: ﻣﻠ ‪‬ﻚ ﻣﺪﻗﻮﻕ ﻟﺴﺖ ﺗﻔﻠ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻤﻦ‬ ‫ﺢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﺃﺑﻴﺢ ﻟﻪ ﻟﺴﺖ ﺗﻔﻠ ‪ ،‬ﻭﺃﻣﺎ ﺳﻮﻳﻖ ﺍﻟﺸﻌﲑ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻟﻘﻮﻟﻨﺞ)١(.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺢ‬ ‫ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ: ﺍﻟ ‪‬ﺑﺪ ﺑﺎﻟﻌﺴﻞ ﺇﺳﺮﺍﻑ ﻗﻮﻝ ﻣﺮﺫﻭﻝ ﻷﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﳑﻨﻮﻉ ﻣﻨﻪ ﺷﺮﻋ‪‬ﺎ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫‪ ‬ﹲ‬ ‫ﺰ‪‬‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺄﺫﻭﻥ ﻓﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻘﱠﺎﺀ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻃﺐ)٢(، ﻭﻛﺎﻥ ﳛﺐ‬ ‫ﺜ ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺍﳊﻠﻮﻯ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ)٣(.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺴﻤﺖ ﻗﻮﰐ ﻭﻋﻘﻠﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻓﻔﻌﻞ ‪‬ﺬﻡ ﺑﻪ ﻭﻻ‬ ‫ﹲﻳ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻤﺪﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫ ﱂ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﲟﺜﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﺃﻗﺮﺏ ﻷﻧﻪ ﻇﻠﻢ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﺗﺮﻙ ﳊﻘﻬﺎ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﺃﻥ ‪‬ﺒﺎﺡ ﱄ ﺃﻛﻞ ﺍﳌﻴﺘﺔ: ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺑﺮﺃﻳﻪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫)١( ﺍﻟﻘﻮﻟﻨﺞ: ﻣﺮﺽ ﻣﻌﻮﻯ ﻣﺆﱂ، ﻳﺼﻌﺐ ﻣﻌﻪ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﱪﺍﺯ ﻭﺍﻟﺮﻳﺢ، ﻭﺳﺒﺒﻪ ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﻟﻮﻥ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ )٥٣٨٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٣٤٠٢/٧٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ.‬ ‫)٣( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ )١٣٤٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻜﻼﻡ )٤٧٤١/١٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
  • 267. ‫-٤٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﺮﺫﻭﻝ. ﻭﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳊﻼﻝ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻝ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ: ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﷲ، ﻛﻼﻡ ﺭﻛﻴﻚ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻗﺪ ﺑﲏ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺣﱴ ﺇﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﳛﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﺒﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﻗﺸﺮ ﺍﻟﺒﻄﻴﺦ ﺑﻌﺪ ﺍﳉﻮﻉ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﻪ، ﻭﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻃﻮﻯ ﺛﻼﺛﹰﺎ ﱂ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻟﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﻫﺪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺣﲔ ﺍﺣﺘﺠﻢ ﺣﱴ‬ ‫ﻭﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻻ ﳛ ﱡ ﻟﻪ، ﻭﻗﻮﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻟﻪ: ﺃﺣﺴﻨﺘﻢ ﻳﺎ ﻣﺒﺘﺪﺋﻮﻥ ﺧﻄﺄ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﺇﺫ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﱂ ﻳﺄﻛﻞ ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻏﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻡ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﺛﲏ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﳊﻀﺮﻣﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺍﺝ، ﺛﻨﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻣﻦ‬ ‫ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺟﻬﺪ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻠﻢ ‪‬ﻔﻄﺮ ﻓﻤﺎﺕ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(.‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻛﻞ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﺎﻟﻴ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﺳﺪﻱ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﻓﺬﻛﺮﻩ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺟﻬﺪ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻄﺮ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﻓﻔﻌﻞ ﻗﺒﻴﺢ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﻭﻣﺎ ﻳﻮﺭﺩ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﻳﺮﺍﺩ‪‬ﺍ ‪‬ﺴﺘﺤﺴﻨ‪‬ﺎ ﳍﺎ ﺇﻻ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﺄﺻﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳌﺘﻤﻜﻦ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻣ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٠١/٠٧٢، ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﻷﺯﺩﻯ: ﱂ ﻳﺼﺢ ﺣﺪﻳﺜﻪ، ﻭﻓﻴﻪ: ﺑﻘﻴﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ: ﻛﺜﲑ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﻋﻨﻌﻦ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻣﺴﻬﺮ: ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﻘﻴﺔ ﻛﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻴﺔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻏﲑ ﻧﻘﻴﺔ« ﺍﻧﻈﺮ: ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ٢/١٠٦،‬ ‫ﻭ‪‬ﺬﻳﺐ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ١/٤٧٤ ــ ٨٧٤.‬ ‫)٢( ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.‬
  • 268. ‫-٥٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻻ ﻳﻬﻮﻟﻪ ﻗﻮﻝ ﻣﻌﻈﻢ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻔﻌﻞ ﺟﺎﻫﻞ ‪‬ﱪﺳﻢ)١(.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻮ‪‬ﻢ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺫﺑﺢ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻋﻠﻢ ﲟﺼﺎﱀ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻓﺄﺑﺎﺡ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻟﺘﻘﻮﻳﺘﻬﺎ، ﻓﺄﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻳﻘﻮﻱ ﺍﻟﻘﻮﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺗﺮﻛﻪ ﻳﻀﻌﻔﻬﺎ ﻭﻳﺴﻲﺀ ﺍﳋﹸﻖ، ﻭﻗﺪ »ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺄﻛﻞ‬ ‫ﹸﻠ‬ ‫ﺍﻟﻠﺤﻢ)٢( ﻭﳛﺐ ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺓ«)٣(، ﻭﺩﺧﻞ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﻘ ‪‬ﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻃﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺪ‬ ‫»ﱂ ﺃﺭ ﻟﻜﻢ ‪‬ﺮﻣﺔ ﺗﻔﻮﺭ«)٤(.‬ ‫ﺑ ﹰ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﳊﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻓﻴﻬﻢ ﻓﻘﲑ ﻓﻴﺒﻌﺪ ﻋﻬﺪﻩ ﺑﺎﻟﻠﺤﻢ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪   ‬‬ ‫ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳌﺎ ﺧﻠﻖ ﺑﲏ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﱪﻭﺩﺓ ﻭﺍﻟ‪‬ﺒﻮﺳﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟ ‪‬ﻃﻮﺑﺔ ﻭﺟﻌﻞ ﺻﺤﺘﻪ ﻣﻮﻗﻮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﺍﻷﺧﻼﻁ: ﺍﻟ ‪‬ﻡ ﻭﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﻭﺍﳌ ‪‬ﺓ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺮﺓ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ، ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺧﻼﻁ ﻓﺘﻤﻴﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺼﻪ ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﺗﺰﻳﺪ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ‬ ‫ﻓﻴﻤﻴﻞ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻤﻮﺿﺔ، ﺃﻭ ﻳﻨﻘﺺ ﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﻓﺘﻤﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﻃﺒﺎﺕ، ﻓﻘﺪ ﺭ ﱢﺐ ﰲ‬ ‫‪‬ﻛ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﻣﺎ ﲤﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺗﻮﺍﻓﻘﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎﻟﺖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺤﻬﺎ ﻓﻤﻨﻌﺖ ﻓﻘﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻮﺑﻠﺖ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺑﺮﺩﻫﺎ، ﰒ ﻳﺆﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ‬ ‫ﳐﺎﻟﻔﹰﺎ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ.‬ ‫ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻣﻄ‪‬ﺔ ﺍﻵﺩﻣ ‪ ،‬ﻭﻣﱴ ﱂ ﻳﺮﻓﻖ ﺑﺎﳌﻄ‪‬ﺔ ﱂ ﺗﺒﻠﻎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﱠﺖ ﻋﻠﻮﻡ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴﹸ ﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ، ﻓﺈﻥ ﺃﺳﻨﺪﻭﺍ ﻓﺈﱃ ﺣﺪﻳﺚ ﺿﻌﻴﻒ ﺃﻭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻬﻤ ‪‬ﻢ‬ ‫ﻬ‬ ‫ٍ‬ ‫)١( ﻣﱪﺳﻢ: ﺍﻟﱪﺳﺎﻡ ﺑﺎﻟﻜﺴﺮ: ﻋﻠﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ، ﻭﻗﺪ ﺑﺮﺳﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻬﻮ ﻣﱪﺳﻢ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ )٢١٧٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٤٩١/٧٢٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ )٠٤٣٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٤٩١/٨٢٣( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ )٠٣٤٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻌﺘﻖ )٤٠٥١/٤١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
  • 269. ‫-٦٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻨﻪ ﺭﺩﻳﺌﹰﺎ، ﻭﻟﻘﺪ ﻋﺠﺒﺖ ﻷﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﻧﺰﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺇﱃ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﺣﱴ ﺇﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺮﻳﺪ ﺇﺫﺍ ﺗﺎﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻭ‪‬ﺠﺎﻣﻊ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻓﻴﻌﻄﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﻬﻮﺗﲔ ﻓﺘﻘﻮﻯ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺩﺍﻡ ﺷﻬﻮﺓ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺇﺩﺍﻣ‪‬ﺎ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﺷﻬﻮﺓ ﺃﺧﺮﻯ.‬ ‫ﺃﻭ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻃﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﺑ ‪‬ﺴﻞ ﻭﺍﺣﺪ«)١( ﻓﻬﻼ ﺍﻗﺘﺼﺮ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻐ ٍ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺷﻬﻮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ. ﺃﻭ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻘﺜﺎﺀ‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﻃﺐ«)٢(. ﻭﻫﺎﺗﺎﻥ ﺷﻬﻮﺗﺎﻥ، ﺃﻭﻣ‪‬ﺎ ﺃﻛﻞ ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﺍﳍﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺘﻴﻬﺎﻥ ﺧﺒﺰ‪‬ﺍ ﻭﺷﻮﺍﺀ ﻭ‪‬ﺴﺮ‪‬ﺍ‬ ‫ﺑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺷﺮﺏ ﻣﺎﺀ ﺑﺎﺭﺩﺍ؟)٣( ﺃﻭﻣ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﻌﻨﺐ ﻭﺍﻟﻔﺎﻟﻮﺫﺝ)٤( ﰒ ﻳﻘﻮﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ً ‪‬‬ ‫ﻓﻴﺼﻠﻲ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻒ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺍﻟﺸﻌﲑ ﻭﺍﻟﺖ ﺑﻦ ﻭﺍﻟﻘ ‪ ،‬ﻭﺗﻄﻌﻢ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺍﳋﺒﻂ ﻭﺍﳊﻤﺾ،‬ ‫ﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺇﻻ ﻧﺎﻗﺔ. ﻭﺇﳕﺎ ‪‬ﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﻊ ﺑﲔ ﺇﺩﺍﻣﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻟﺌﻼ ‪‬ﺘﺨﺬ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸ ﹼ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻴﺤﻮﺝ ﺇﱃ ﻛﻠﻔﺔ ﻭﺇﳕﺎ ﲡﺘﻨﺐ ﻓﻀﻮﻝ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻟﺌﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻷﻛﻞ‬ ‫ﻭﺟﻠﺐ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻭﻟﺌﻼ ﺗﺘﻌﻮﺩ ﻓﻴﻘﻞ ﺍﻟﺼﱪ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﰲ ﻛﺴﺒﻬﺎ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﺗﻨﺎﻭﳍﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻭﺟﻬﻬﺎ. ﻭﻫﺬﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﰲ ﺗﺮﻙ ﻓﻀﻮﻝ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﺑﻪ »ﺍﺣﺮﻣﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ«)٥(، ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻉ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻳﺪ ﺑﺰﻳﻊ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ. ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺰ ﺍﻟﺸﻌﲑ ﻭﺍﳌﻠﺢ ﺍﳉﺮﻳﺶ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٨٦٠٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳊﻴﺾ )٩٠٣/٨٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﻧﺲ، ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﳌﺴﻠﻢ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ )٥٣٨٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٣٤٠٢/٧٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٩٦٣٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ: »ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ«.‬ ‫)٤( ﺍﻟﻔﺎﻟﻮﺫﺝ: ﺣﻠﻮﺍﺀ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ، ﺃﻭ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎ ﻭﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ.‬ ‫)٥( ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬
  • 270. ‫-٧٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻨﺤﺮﻑ ﻣﺰﺍﺟﻪ ﻷﻥ ﺧﺒﺰ ﺍﻟﺸﻌﲑ ﻳﺎﺑﺲ ﳎﻔﻒ ﻭﺍﳌﻠﺢ ﻳﺎﺑﺲ ﻗﺎﺑﺾ ﻳﻀﺮ ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻍ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ،‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﳌﻄﻌﻢ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺗﻨﺸﻴﻒ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻭﺿﻴﻘﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳍﻤﺪﺍﱐ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﻮﰲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺧﺒﺰ ﺍﻟﺒﱡﻮﻁ ﺑﻐﲑ ﺇﺩﺍﻡ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﻦ ﻭﺍﻟﺪﺳﻮﻣﺎﺕ ﻓﻼ ﻳﻔﻌﻞ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻟﻘﻮﻟﻨﺞ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺬﻣﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﻞ‬ ‫ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻓﺮﻁ ﺍﻟﺸﺒﻊ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﰲ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻐﲑﺓ، ﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ‪‬ﻠﻴﻢ ﺍﻟﻜﻨﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺳ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺍﳌﻘﺪﺍﻡ ﺑﻦ ﻣﻌﺪﻱ ﻛﺮﺏ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﻣﺎ ﻣﻸ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻭﻋﺎﺀ‬ ‫ً‬ ‫ﺷﺮ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺑﻄﻨﻪ، ﺣﺴﺐ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺃﻛﻼﺕ ‪‬ﻘﻤﻦ ‪‬ﻠﺒ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ‪‬ﺪ ﻓﹸﺜﻠﺚ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﹸﺛﻠﺚ‬ ‫ﹸ ﹲ‬ ‫ﺑ ﹸ ﹲ‬ ‫ﻳ ﺻﻪ‬ ‫ﺷﺮﺍﺏ ﻭﹸﺛﻠﺚ ﻟﻨﻔﺴﻪ«)١(.‬ ‫‪ ‬ﹸ ﹲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﲟﺎ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺣﻔﻈﹰﺎ ﳍﺎ ﻭﺳﻌﻴ‪‬ﺎ ﰲ‬ ‫ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﲰﻊ ﺃﺑﻘﺮﺍﻁ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺴﻤﺔ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﺛﻠﺚ ﻭﺛﻠﺚ ﻭﺛﻠﺚ، ﻟﺪﻫﺶ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳊﻜﻤﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻳﺮﺑﻮﺍﻥ ﰲ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻓﻴﺘﻘﺎﺭﺏ ﻣﻠ ‪‬ﻫﺎ، ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﱡﹸﺚ‬ ‫ﺜﻠ‬ ‫ﺆ‬ ‫ﻗﺮﻳﺐ، ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻋﺪﻝ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﺈﻥ ﻧﻘﺺ ﻣﻨﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﱂ ﻳﻀ ‪ ‬ﻭﺇﻥ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﺃﺿﻌﻒ ﺍﻟﻘﻮﺓ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺿ‪‬ﻖ ﺍ‪‬ﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ.‬ ‫ﻴ‬ ‫)ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﳉﻮﻉ(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﳕﺎ ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺘﻘﱡﻞ ‪‬ﺒﺎ ﹸﻢ ﻭﻣﺒﺘﺪﺋﻴﻬﻢ،‬ ‫ﻠ ﺷ‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﺿﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﳉﻮﻉ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻳﺼﱪﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﻜﻬﻮﻝ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻓﺄﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺒﺎﻥ ﻓﻼ ﺻﱪ ﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻮﻉ، ﻭﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟ ‪‬ﺒﺎﺏ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﳚﻮﺩ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺸ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٠٨٣٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ« ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ‬ ‫)٩٤٣٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٢٣١، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٩٤٣١(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/١٢١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬
  • 271. ‫-٨٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻫﻀﻤﻪ ﻭﻳﻜﺜﺮ ﲢﻠﻞ ﺑﺪﻧﻪ ﻓﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﳛﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺇﱃ ﻛﺜﺮﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺰﻳﺖ، ﻓﺈﺫﺍ ﺻﺎﺑﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﳉﻮﻉ ﻭﺗﺄ‪‬ﺘﻪ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﺸﻮﺀ ﻗﻤﻊ ﻧﺸﻮﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻛﻤﻦ‬ ‫ﺑ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻌﺮﻗﺐ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﳊﻴﻄﺎﻥ، ﰒ ﲤﺘﺪ ﻳﺪ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺇﱃ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﺍ‪‬ﺘﻤﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﻥ‬ ‫ﻓﺘﻐﺬﻳﻪ ﺑﺎﻷﺧﻼﻁ ﻓﻴﻔﺴﺪ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻭﺍﳉﺴﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺻﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﺄﻣﻞ.‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﻠﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﺒﺪﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺟﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﳋﻼ ﹸ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﳉﻴﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﱠﻝ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ‪‬ﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻣﻜﺮﻡ: ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻳﻘﻠﻠﻮﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋ ﹸ‬ ‫ﻣﻄﻌﻤﻬﻢ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﲏ، ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﻌﻞ ﻗﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﻄﻌﻬﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﺽ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺻﺪﻗﺔ، ﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺩﺍﻭﺩ ﺍﺑﻦ ‪‬ﺒﻴﺢ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﻥ ﺑﺒﻠﺪﻧﺎ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺗﻘﺮﺏ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﺈﻧﺎ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﻮﻥ،‬ ‫ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﰲ ﺳﻔﺮ ﻓﺸﻴﻌ‪‬ﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﻔﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﻟﻮﺫﺝ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﲪﻞ.‬ ‫ﺳ ﹲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺭﺟﻞ: ﺇﱐ ﻣﻨﺬ ﲬﺲ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﻗﺪ ﻭﻟﻊ ﰊ ﺇﺑﻠﻴ ‪ ،‬ﻭﺭﲟﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻭﺳﻮﺳﺔ ﺃﺗﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﷲ‬ ‫ﹰ ﱠ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻌﻠﻚ ﻛﻨﺖ ﺗﺪﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻡ. ﺃﻓﻄﺮ ﻭ ﹸﻞ ﺩﲰ‪‬ﺎ ﻭﺟﺎﻟﺲ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ.‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﰲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﳌﻄﺎﻋﻢ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﻭﻳﻬﺠﺮ ﺍﻟﺪﺳﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻴﺠﺘﻤﻊ ﰲ ﻣﻌﺪﺗﻪ ﺃﺧﻼﻁ ﻓﺠﺔ ﻓﺘﻐﺘﺬﻱ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺪﺓ، ﻷﻥ ﺍﳌﻌﺪﺓ ﻻ ﺑﺪ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹲ ‪‬ﹲ‬ ‫‪‬ﻀﻤ ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻀﻤﺖ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﱂ ﲡﺪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺍﻷﺧﻼﻁ ﻓﻬﻀﻤﺘﻬﺎ‬ ‫‪‬ﻪ‬
  • 272. ‫-٩٦٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻏﺬﺍﺀً، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﺮﺩﻱﺀ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﳉﻨﻮﻥ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻷﺧﻼﻕ.‬ ‫ُ ‪‬‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍ ﹸﺘﻘﱢﹸﻮﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻘﱡﻞ ﺃﺭﺩﺃ ﺍﳌﺄﻛﻮﻻﺕ ﻓﺘﻜﺜﺮ ﺃﺧﻼﻃﻬﻢ ﻓﺘﺸﺘﻐﻞ ﺍﳌﻌﺪﺓ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﳌ ﻠﻠ‬ ‫ﻬﺑﻀﻢ ﺍﻷﺧﻼﻁ، ﻭﻳﺘﻔﻖ ﳍﻢ ﺗﻌ ‪‬ﺩ ﺍﻟﺘﻘﹼﻞ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﻓﺘﻀﻴﻖ ﺍﳌﺪﺓ ﻓﻴﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻟ ‪‬ﱪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻮ‪ ‬ﻠ‬ ‫ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ، ﻭﻳﻌﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻴﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻟﺼﱪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ‬ ‫ﻋ ‪‬ﻓﺘﻚ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻗﺪ ﻃﻌﻨﺖ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺴﻦ ﻓﺴﺌﻠﺖ ﻋﻦ ﺣﺎﳍﺎ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻛﻨﺖ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﺒﺎﺏ ﺃﺟﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﺣﻮﺍﻻ ﺃﻇﻨﻬﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻮﺓ ﺍﳊﺎﻝ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﱪﺕ ﺯﺍﻟﺖ ﻋﲏ، ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﺘﻮﳘﺘﻬﺎ ﺃﺣﻮﺍﻻ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﱠﺎﻕ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﲰﻊ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺇﻻ ﺭﻕ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗ‬ ‫ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺼﻔﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻛﻴﻒ ﲤﻨﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﱡﻞ ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﺘﻢ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﻟﻘﻤﺔﹰ، ﻭﺇﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﺳﺒﻮﻋ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ﺑﻘﻲ ﺷﻬﺮﻳﻦ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻗﺪ ﳚﺮﻱ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻏﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟ‪‬ﺮﻗﻲ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻒ ﻣﻦ ﳚﻮﻉ ﻋﻮﺯ‪‬ﺍ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺘ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﱪ ﻟﻪ ﻋﺎﺩﺓ ﻻ ﺗﻀ ‪ ‬ﺑﺪﻧﻪ. ﻭﰲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﻠﱭ،‬ ‫‪‬ﺮ ‪‬‬ ‫ﺼ‪‬‬ ‫ﻭﳓﻦ ﻻ ﻧﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺸﺒﻊ ﺇﳕﺎ ﻧﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺟﻮﻉ ‪‬ﻀﻌﻒ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺓ ﻭﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﺇﺫﺍ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺒﺪﻥ‬ ‫ٍﻳ ‪ ‬ﻮ‬ ‫ﻗﱠﺖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ. ﻓﺈﻥ ﲪﻠﺖ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺟﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﻴﺐ ﻓﺄﻗﺬﻉ ﺑﺎﻟﺮﺍﻛﺐ..‬ ‫ﺸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ِ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ‬ ‫ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ، ﺛﻨﺎ ﺟﺪﻱ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺣﺮﻣﻠﺔ ﺑﻦ‬ ‫ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﺎﻥ ‪‬ﻄﺮﺡ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟ ‪‬ﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻓﻴﺄﻛﻠﻪ ﺣﱴ ﺣﺸﻔﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﹸ ‪‬‬ ‫ﺼ ‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ: ﺃﻧﻪ ﺍﺷﺘﺮﻯ ‪‬ﺑﺪ‪‬ﺍ ﻭﻋﺴﻼ ﻭﺧﺒﺰ‪‬ﺍ ﺣ ‪‬ﺍﺭﻯ. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ:‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺯ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺗﺄﻛﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺃﻛﻠﻨﺎ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺪﻣﻨﺎ ﺻﱪﻧﺎ ﺻﱪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ.‬
  • 273. ‫-٠٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﰲ: ﻓﻘﺪ ﲣ‪‬ﺮﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻴ‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻭﻏﲑﻩ، ﺛﻨﺎ ﻓﻠﻴﺢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺃﺗﻰ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﺮﻳﻀ‪‬ﺎ‬ ‫)١(‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺴﻘﻰ ﻭﺟﺪﻭﻝ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣﺎﺀ ﺑﺎﺕ ﰲ ﺷﻦ ﻭﺇﻻ ﻛﺮﻋﻨﺎ«‬ ‫ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﶈﺎﻣﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﺬﻋﻮﺭ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ‬ ‫ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺮﻭﺓ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ‪‬ﺴﺘﻘﻰ ﻟﻪ ﺍﳌﺎﺀ‬ ‫ُ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻌﺬﺏ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ﺍﻟ ‪‬ﻘﻴﺎ)٢(.‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻜﺪﺭ ‪‬ﻮﱢﺪ ﺍﳊﺼﻰ ﰲ ﺍﻟ ﹸﻠﻰ ﻭﺍﻟ ‪‬ﺪﺩ ﰲ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻳ ﻟ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻜﺒﺪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮﻭﺩﺗﻪ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﺪ ﺍﳌﻌﺪﺓ، ﻭﻳﻘﻮﻱ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ،‬ ‫ﻭﳛﺴﻦ ﺍﻟﻠﻮﻥ، ﻭﳝﻨﻊ ﻋﻔﻦ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺻﻌﻮﺩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﺍﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻭﳛﻔﻆ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺍﳌﺎﺀ ﺣﺎﺭ‪‬ﺍ ﺃﻓﺴﺪ ﺍﳍﻀﻢ ﻭﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﺘﺮﻫﻞ ﻭﺃﺫﺑﻞ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻕ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺳ ‪‬ﻦ ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ ﺧﻴﻒ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﱪﺹ.‬ ‫‪‬ﺨ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﺃﻛﻠﺖ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺷﺮﺑﺖ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻣﱴ ﲢﺐ‬ ‫ﺍﳌﻮﺕ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ: ﺇﺫﺍ ﺃﻛﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻠﺬﻩ ﻗﺴﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻛﺮﻩ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﻮﺕ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﻬﻮﺍ‪‬ﺎ ﻭﺣﺮﻣﻬﺎ ﻟﺬﺍ‪‬ﺎ ﺍﺷﺘﻬﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﳌﻮﺕ.‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )١٢٦٥(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٤٢٧٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٣/٨٢٣، ٣٤٣.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٥٣٧٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٠٠١، ٨٠١، ﻭﺻﺤﺤﻪ‬ ‫ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٨٣١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬
  • 274. ‫-١٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻋﺠﺒ‪‬ﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﻓﻘﻴﻪ، ﺃﺗﺮﻯ ﻟﻮ ﺗﻘﻠﺒﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺃﻱ ﻓﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻣﺎ ﺃﺣﺒﺖ ﺍﳌﻮﺕ، ﰒ ﻛﻴﻒ ﳚﻮﺯ ﻟﻨﺎ ﺗﻌﺬﻳﺒﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٩٢[، ﻭﺭﺿﻲ ﻣﻨﺎ ﺑﺎﻹﻓﻄﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺭﻓﻘﹰﺎ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻜﻢ ﺍﻟﻴﺴﺮ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﺮ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٥٨١[، ﺃﻭ‪‬ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻄﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺻﻮﻟﻨﺎ: )ﺍﻟﺮﺟﺰ(‬ ‫ﻬﺑﺎ ﻗﻄﻌﻨﺎ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻭﺍﳊﺰﻧـﺎ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻧﺄﻭﻱ ﳍﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟـﱵ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﳌﺎﺀ ﺳﻨﺔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺬﻣﻮﻣﺔ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ ‪‬ﺴﺘﺤﺴﻨﺔ ﺇﻻ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳉ ‪‬ﺎ ﹸ، ﻭﻭﺟﻪ ﺫ ‪‬ﻬﺎ ﺃﻥ ﻟﻠﻨﻔﺲ ًّﺎ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﳊﻖ ‪‬ﺴﺘﺤﻘﻪ ﻇﻠ ‪ ،‬ﻭﻻ ﳛﻞ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ‬ ‫‪  ‬ﻣ ﱠ‪ ‬ﻢ‬ ‫ﺣﻘ‬ ‫‪ ‬ﻣ‬ ‫ﹸﻬ ﻝ‬ ‫ﻳﺆﺫﻱ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳﻘﻌﺪ ﰲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺘﺄ ﹼﻯ، ﻭﻻ ﰲ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﰲ‬ ‫ﺫ‬ ‫ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ، ﻭﺍﳌﺎﺀ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﺮﻃﻮﺑﺎﺕ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﻳﻨﻔﺬ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ، ﻭﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻷﻏﺬﻳﺔ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﺃﻏﺬﻳﺔ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﻭﻣﻨﻌﻬﺎ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻓﺤﺶ ﺍﳋﻄﺄ، ﻭﻛﺬﻟﻚ‬ ‫ﻣﻨﻌﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﻨﻮﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻴﻔﺎ ‪‬ﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻝ‬ ‫ﺅ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺃﻥ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳊﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ‪‬ﺠﺰﺉ ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﺃﻋﺎﺩﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺩﺍﺋﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﱴ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺼ ‪‬ﻑ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﱂ ﻳﻄﻠﻖ ﻷﺭﺑﺎﻬﺑﺎ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﳐﺼﻮﺻﺔ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺗﺰ ‪‬ﺩ ﻃﻌﺎﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﻭﺷﺮﺍﺑ‪‬ﺎ)١(، ﻭﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﺮﺵ ﻟﻪ ﰲ ﻇﻞ ﺻﺨﺮﺓ ﻭﺣﻠﺐ ﻟﻪ ﻟﺒﻨ‪‬ﺎ ﰲ ﻗﺪﺡ ﰒ ﺻﺐ ﻣﺎﺀ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘﺪﺡ ﺣﱴ ﺑﺮﺩ ﺃﺳﻔﻠﻪ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺭ‪‬ﺒﻪ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﻓﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﲟﺎ ‪‬ﻀﻌ ﹸﻬﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ‪‬ﻤﺪﺡ ﺍﳉﻮﻉ ﺇﺫﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻳ ﻔ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﲟﻘﺪﺍﺭ، ﻭﺫِﻛﺮ ﺍﳌﻜﺎﺷﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺻﻨﻔﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺷﺮﻉ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ، ﻭﻣﺎ ﻭﺟﻪ ﺻﻴﺎﻡ ﺷﻬﺮﻳﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫)١( ﺍﻧﻈﺮ: ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻣﻨﺎﻗﺐ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ )٥٠٩٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
  • 275. ‫-٢٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﲔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﻣﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﳌﺒﺎﺣﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﺒﺄﻱ ﺳﲑﺓ‬ ‫ﻳﻘﺘﺪﻱ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺔ ﻓﺤﺪﻳﺚ ﻓﺎﺭﻍ ﺭ‪‬ﺒﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ: »ﻣﻦ ﺃﺧﻠﺺ ﷲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺻﺒﺎﺣ‪‬ﺎ ﱂ ﳚ ‪ ‬ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ«)١(.‬ ‫‪‬ﺐ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﺑﺄﺭﺑﻌﲔ ﺻﺒﺎﺣ‪‬ﺎ، ﰒ ﻟﻮ ﻗﺪﺭﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻹﺧﻼﺹ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﳌﻄﻌﻢ، ﰒ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣ ‪‬ﻦ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﳋﺒﺰ، ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﱡﻪ ﺇﻻ ﺟﻬﻞ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹸﻠ ‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﺍﻟ ﹸﺸﲑ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺠﺞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻇﻬﺮ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻘ ﻱ‬ ‫ﺣﺠﺞ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻛﻞ ﻣﺬﻫﺐ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻣﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﻧﻘﻞ ﻭﺃﺛﺮ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﻋﻘﻞ ﻭﻓﻜﺮ، ﻭﺷﻴﻮﺥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﺭﺗﻘﻮﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﻠﺔ، ﻭﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻏﻴﺐ ﻓﻠﻬﻢ ﻇﻬﻮ ‪ ،‬ﻓﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﳌﺮﻳﺪﻫﻢ ﺃﻥ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﻌﻼﺋﻖ ﻭﺃﻭﳍﺎ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﰒ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻩ ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﺇﻻ ﻏﻠﺒﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻘﹼﻞ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻏﺬﺍﺀﻩ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﻟﻪ ﺃﺩﱏ ﻓﻬﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﲣﻠﻴﻂ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻠﻴﺲ ﲟﻌﺪﻭﺩ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺘﺪﻝ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﺎﺭﻍ. ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻣﻦ ﲣﻠﻴﻂ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺥ‬ ‫ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﺫﻛﺮ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺒﲔ ﺧﻄﺄﻫﻢ ﰲ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍ ﹸﺪﺑﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﻴﺎﻁ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﲪﻜﺎﻥ ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪﺍﻥ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭ ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟ‪‬ﺒ ‪‬ﻭﺟﺮﺩﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﻤﲑ‬ ‫ﺮ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٥/٩٨١، ﻭﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ٣/٥٤ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻻ ﻳﺼﺢ«.‬
  • 276. ‫-٣٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻦ ﻣﺮﺩﺍﺱ، ﻗﺎﻻ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﲑ ﺍﳊﻀﺮﻣﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺮﻱ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺍﺑﻦ ‪‬ﺪﻋﺎﻥ، ﻋﻦ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍ ﹸﺴ‪‬ﺐ ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ‬ ‫ﳌ ﻴ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻏﻠﺒﲏ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻠﻢ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﹸﺣ ‪‬ﺙ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺣﱴ ﺃﺫﻛﺮ ﻟﻚ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫‪ ‬ﺃ ﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻭﻣﺎ ‪‬ﺤﺪﹸﻚ ﻧﻔ ‪‬ﻚ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ«؟ ﻗﺎﻝ: ﲢﺪﺛﲏ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﺧﺘﺼﻲ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺗ ‪‬ﺛ ﺴ‬ ‫»ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﺧﺼﺎﺀ ﺃﻣﱵ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ«، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻲ ‪‬ﺤ ‪‬ﺛﲏ ﺃﻥ‬ ‫ﺗ ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺗﺮ ‪‬ﺐ ﰲ ﺍﳉﺒﺎﻝ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﺗﺮ ‪‬ﺐ ﺃﻣﱵ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ، ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻫ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ« ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﲢﺪﺛﲏ ﺑﺄﻥ ﺃﺳﻴﺢ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﺳﻴﺎﺣﺔ ﺃﻣﱵ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻭﺍﳊﺞ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻤﺮﺓ«، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫‪ ‬ﻌ ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﲢﺪﺛﲏ ﺑﺄﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺎﱄ ﻛﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎ ﹸ، ﻓﺈﻥ ﺻﺪﻗﺘﻚ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻥ ﱠ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﻴﻮﻡ ﻭﺗﻜﻒ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻋﻴﺎﻟﻚ ﻭﺗﺮﺣﻢ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻭﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻭﺗﻄﻌﻤﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ«، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻲ ‪‬ﺤ ‪‬ﺛﲏ ﺑﺄﻥ ﺃﻃﻠﻖ ﺧﻮﻟﺔ ﺍﻣﺮﺃﰐ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﻫﺠﺮﺓ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗ ﺪ‬ ‫ﺃ ‪‬ﱵ ﻣﻦ ﻫﺠﺮ ﻣﺎ ﺣ ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﻭ ﻫﺎﺟﺮ ﺇﱄ ﰲ ﺣﻴﺎﰐ، ﺃﻭ ﺯﺍﺭ ﻗﱪﻱ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﰐ، ﺃﻭ ﻣﺎﺕ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﻟﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﺍﻣﺮﺃﺗﺎﻥ ﺃﻭ ﺛﻼﺙ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻊ«، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﲢﺪﺛﲏ ﺃﻥ ﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃﻏﺸﺎﻫﺎ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻏﺸﻲ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻭﻗﻌﺘﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﻭﻟﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺻﻴﻒ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻭﻗﻌﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﻭﻟﺪ ﻓﺈﻥ ﻣﺎﺕ ﻗﺒﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺮﻃﹰﺎ ﻭﺷﻔﻴﻌ‪‬ﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻧﻮﺭ‪‬ﺍ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﲢﺪﺛﲏ ﺃﻥ ﻻ ﺁﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻓﺈﱐ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺁﻛﻠﻪ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺟﺪ‪‬ﺗﻪ ﻭﻟﻮ ﺳﺄﻟﺖ ﺭﰊ ﺃﻥ ‪‬ﻄﻌﻤﲏ ﺇﻳﺎﻩ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻷﻃﻌﻤﲏ«، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﻥ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻔﺴﻲ ‪‬ﺤﺪﹸﲏ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻣﺲ ﻃﻴﺒ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻝ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎ ﹸ، ﻓﺈﻥ ﺟﱪﻳﻞ ﺃﻣﺮﱐ ﺑﺎﻟﻄﻴﺐ ﻏ‪‬ﺎ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ ‪‬ﺛ‬ ‫ﻭﻳﻮﻡ ﺍﳉ ‪‬ﻌﺔ ﻻ ﻣﺘﺮﻙ ﻟﻪ، ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﻋﻦ ﺳ‪‬ﱵ ﻓﻤﻦ ﺭﻏﺐ ﻋﻦ ‪‬ﻨﱵ ﰒ ﻣﺎﺕ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺳ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸﻤ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﺻﺮﻓﺖ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻦ ﺣﻮﺿﻲ«)١(.‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﻧﻮﺍﺩﺭ ﺍﻷﺻﻮﻝ )ﺍﻷﺻﻞ ٢٥٢(، ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫=‬
  • 277. ‫-٤٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﲑ ﺑﻦ ﻣﺮﺩﺍﺱ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺩﻛﲔ، ﺛﻨﺎ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﺮﺩﺓ، ﻗﺎﻝ: »ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﻈﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﺮﺃﻳﻨﻬﺎ ﺳ‪‬ﺌﺔ ﺍﳍﻴﺌﺔ، ﻓﻘﻠﻦ ﳍﺎ: ﻣﺎ ﻟﻚِ؟ ﻓﻤﺎ ﰲ ﻗﺮﻳﺶ ﺭﺟﻞ ﺃﻏﲎ‬ ‫ٍ ﹲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣﻦ ﺑﻌﻠﻚِ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺷﻲ ٌ، ﺃﻣﺎ ﻟﻴﻠﻪ ﻓﻘﺎﺋﻢ، ﻭﺃﻣﺎ ‪‬ﺎﺭﻩ ﻓﺼﺎﺋﻢ. ﻓﺪﺧﻠﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺀ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﺬﻛﺮﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ، ﻓﻠﻘﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: »ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎ ﹸ، ﺃﻣﺎ ﻟﻚ ﰊ ﺃﺳﻮﺓ«؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﺄﰊ ﻭﺃﻣﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﻣﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻥ‬ ‫ﺫﺍﻙ؟ ﻗﺎﻝ: »ﺗﺼﻮﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ«، ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ ﻷﻓﻌ ﹸ، ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﻟﻌﻴﻨﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ،‬ ‫ﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﻥ ﳉﺴﺪﻙ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ، ﻭﺇﻥ ﻷﻫﻠﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ، ﻓﺼﻞ ﻭﱎ ﻭﺻﻢ ﻭﺃﻓﻄﺮ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﱢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﺎﺭﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ، ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ‬ ‫ﺍﳉﺮﻣﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻗﻼﺑﺔ، ﺃﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮﻥ ﺍ‪‬ﺨﺬ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﻓﻘﻌﺪ ﻳﺘﻌ‪‬ﺪ ﻓﻴﻪ، ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻌﻀﺎﺩﰐ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﱂ ﻳﺒﻌﺜﲏ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺑﺎﻟ ‪‬ﻫﺒﺎﻧﻴﺔ - ﻣﺮﺗﲔ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﹰﺎ - ﻭﺇﻥ ﺧﲑ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﻨﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺤﺔ«)٢(.‬ ‫ﹸ ﺴ ﹸ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻐﻨ‪‬ﺪﺟﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻥ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ: ﻧﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻗﺮﺓ، ﻋﻦ ﻛﻬﻤﺲ ﺍﻟﺒﺎﻫﻠﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻭﺃﺗﻴﺖ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺄﺧﱪﺗﻪ ﺑﺈﺳﻼﻣﻲ، ﻓﻤﻜﺜﺖ ﺣﻮﻻ ﰒ ﺃﺗﻴﺘﻪ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫=‬ ‫ﺟﺪﻋﺎﻥ، ﻻ ﳛﺘﺞ ﺑﻪ، ﺍﻧﻈﺮ: ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ٣/٧٢١، ﻭﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ٧/٢٢٣.‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﺔ )٧٨٢١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪﻩ ٣١/٦١٢ ﻋﻦ ﺃﰉ‬ ‫ﺑﺮﺩﺓ ﻋﻦ ﺃﰉ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻯ ﻣﻮﺻﻮﻻ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﰱ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ١/٧٨٢ ﻣﺮﺳﻼﹰ، ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺃﺻﻔﻬﺎﻥ ٢/٥٤٢‬ ‫ﻣﺮﺳﻼ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ٤/٦٨٣، ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻣﺮﺳﻞ، ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﰱ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ، ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ، ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺨﲔ ﻏﲑ ﺍﳉﺮﻣﻰ ﻫﺬﺍ، ﻓﻘﺪ ﺗﺮﲨﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺣﺎﰎ ﻭﱂ ﻳﺬﻛﺮ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺟﺮﺣﺎ ﻭﻻ ﺗﻌﺪﻳﻼ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ«.‬
  • 278. ‫-٥٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺿﻤﺮﺕ ﻭﳓﻞ ﺟﺴﻤﻲ ﻓﺨﻔﺾ ﰲ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﰒ ﺻ ‪‬ﺪ ‪ ،‬ﻗﻠﺖ: ﺃﻣﺎ ﺗﻌﺮﻓﲏ، ﻗﺎﻝ: »ﻭﻣﻦ‬ ‫ﻌﻩ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺖ«، ﻗﻠﺖ: ﺃﻧﺎ ﻛﻬﻤﺲ ﺍﻟﺒﺎﻫﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: »ﻓﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺑﻚ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ؟« ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﺃﻓﻄﺮﺕ ﺑﻌﺪﻙ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺎﺭ‪‬ﺍ، ﻭﻻ ﳕﺖ ﻟﻴﻼﹰ، ﻗﺎﻝ: »ﻭﻣﻦ ﺃﻣﺮﻙ ﺃﻥ ‪‬ﻌ ﱢﺏ ﻧﻔﺴﻚ؟ » ‪‬ﻢ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺼﱪ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ‬ ‫ﹸﱢ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﺗﺬ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ«، ﻗﻠﺖ: ﺯﺩﱐ، ﻗﺎﻝ: » ‪‬ﻢ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺼﱪ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻣﲔ«، ﻗﻠﺖ: ﺯﺩﱐ.‬ ‫ﺻ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ: »ﺻﻢ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺼﱪ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ«)١(.‬ ‫ﱢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺛﺎﺑﺖ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺯﻡ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪﻭﺭﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺃﲪﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻐﻄﺮﻳﻒ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺬﻫﱯ ﺛﻨﺎ ﲪﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺑﻦ ﲪﻴﺪ، ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﺣﺎﺯﻡ،‬ ‫ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻗﻼﺑﺔ، ﺑﻠﻎ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻥ ﻧﺎﺳ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﺣﺘﻤﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﺤﻢ،‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻓﺬﻛﺮﻧﺎ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﺤﻢ ﻓﺄﻭﻋﺪ ﻓﻴﻪ ﻭﻋﻴﺪ‪‬ﺍ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ، ﻭﻗﺎﻝ: »ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﺪﻣﺖ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻟﻔﻌﻠﺖ«، ﰒ ﻗﺎﻝ: »ﺇﱐ ﱂ ﺃﺭﺳﻞ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻫﺒﺎﻧﻴﺔ، ﺇﻥ ﺧﲑ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻦ ﺍﳊﻨﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ«)٢(.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﳛﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺁﺛﺎﺭ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﰲ ﻣﺄﻛﻠﻪ ﻭﻣﺸﺮﺑﻪ«)٣(.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻣﻦ ﹸﻋﻄﻲ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻓ ‪‬ﺅﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺳ ‪‬ﻲ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﷲ ‪‬ﺤﺪﺛﹰﺎ ﺑﻨﻌﻤﺔ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻄﻲ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﱂ ‪‬ﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺳ ‪‬ﻲ ﺑﻐﻴﺾ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻌﺎﺩﻳ‪‬ﺎ ﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﺟﻞ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺼﻮﻡ )٨٢٤٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )١٤٧١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٥/٨٢ ﺑﻨﺤﻮﻩ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/١٩٢، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﳎﺎﻫﻴﻞ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺃﺻﺒﻬﺎﻥ ٢/٥٤٢ ﺑﻨﺤﻮﻩ ﻋﻦ ﺃﰉ ﻗﻼﺑﺔ ﻣﺮﺳﻼ. ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﳌﺼﻨﻒ ﲪﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ: »ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻰﺀ« ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ: ﻳﺴﺮﻕ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻳﺮﻓﻊ‬ ‫ﺍﳌﻮﻗﻮﻑ، ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ١/١١٦.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑ )٨٩٨١( ﻣﺮﺳﻼ ﻋﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ. ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳌﺮﺍﻡ )٥٧(، ﻭﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٥١٧١(.‬
  • 279. ‫-٦٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﻬﻴﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﱡﻞ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﰲ ﺍﳊﺪ، ﻗﺪ ﺍﻧﻌﻜﺲ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﰲ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﳘﺘﻬﻢ ﰲ ﺍﳌﺄﻛﻞ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﳘﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﳉﻮﻉ، ﳍﻢ‬ ‫ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭﺍﳊﻠﻮﻯ، ﻭﻛ ﱡ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮﻩ ﺣﺎﺻﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻭﺳﺨﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﺮﻛﻮﺍ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻛﺴﺐ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ، ﻭﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌ‪‬ﺪ ﻭﺍﻓﺘﺮﺷﻮﺍ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻼ ﱠﺔ ﻷﻛﺜﺮﻫﻢ ﺇﻻ ﺍﻷﻛﻞ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﳘ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺍﻟﱠﻌ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺴﻦ ‪‬ﺤﺴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻃﺮﺡ ﺷﻜﺮ‪‬ﺍ. ﻭﺇﻥ ﺃﺳﺎﺀ ﻣﺴﲕﺀ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ،‬ ‫ٌ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﻠﺐ‬ ‫ﻭ‪‬ﺴ ‪‬ﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻠﺰ ‪‬ﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﻭﺍﺟﺒ‪‬ﺎ. ﻭﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﱂ ‪‬ﺴﻤﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﺟﺒ‪‬ﺎ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪ِ‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻳ ﻤ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺍﻟ‪‬ﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﻨﱪﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﻭﺱ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻡ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻣﺮﺣﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﺹ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ ﻳﻘ ‪ ‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺄﺑﻜﻰ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﻗﺼﺼﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ‪‬ﻄﻌﻤﻨﺎ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹸﺺ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃ ‪‬ﺯﺓ ﰲ ﺍﷲ؟ ﻓﻘﺎﻡ ﺷﺎﺏ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺟﻠﺲ ﻳﺮ ‪‬ﻚ ﺍﷲ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﻨﺎ‬ ‫ﲪ‬ ‫ﺭ ‪‬ﹰ‬ ‫ﻣﻮﺿﻌﻚ، ﰒ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺟﻠﺲ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﻮﺿﻌﻚ، ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ:‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﺣﻮﻡ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻗﻮﻣﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ. ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﻣﻌﻪ، ﻓﺄﺗﻮﺍ ﻣﱰﻟﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺗﻴﻨﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﺎﻗﻼﺀ ﻓﺄﻛﻠﻨﺎ ﺑﻼ ﻣﻠﺢ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﺣﻮﻡ: ﻋﻠﻲ ﲞﻮﺍﻥ ‪‬ﻤﺎﺳﻲ ﻭﲬﺴﺔ ﻣﻜﺎﻛﻴﻚ ﺃﺭﺯ،‬ ‫ﺧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﲬﺴﺔ ﺃﻣﻨﺎﻥ ﲰﻦ، ﻭﻋﺸﺮﺓ ﺃﻣﻨﺎﻥ ﺳﻜﺮ، ﻭﲬﺴﺔ ﺃﻣﻨﺎﻥ ﺻﻨﻮﺑﺮ، ﻭﲬﺴﺔ ﺃﻣﻨﺎﻥ ﻓﺴﺘﻖ،‬ ‫ﻓﺠﻲﺀ ﻬﺑﺎ ﻛﻠﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﺣﻮﻡ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻛﻴﻒ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬ﺸﺮﻕ ﻟﻮ‪‬ﻬﺎ، ‪‬ﺒﻴﻀﺔ ﴰ ‪‬ﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ، ﺃﺟ ‪‬ﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺃ‪‬ﺎﺭﻫﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﰐ ﺑﺬﻟﻚ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻣ ‪ ‬ﻧ ﻣ ‪‬ﹲ ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﻦ ﻓﺄﺟﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ، ﰒ ﺃﻗﺒﻞ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﺣﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ، ﺍﻏﺮﺳﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺃﺷﺠﺎﺭﻫﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﰐ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﺴﺘﻖ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻨﻮﺑﺮ، ﻓﺄﻟﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ، ﰒ ﺃﻗﺒﻞ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﺣﻮﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ، ﻛﻴﻒ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺸﺮﻕ ﻟﻮ‪‬ﺎ، ﻣﺒﻴﻀﺔ ﴰﺴﻬﺎ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﳎﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺃ‪‬ﺎﺭﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﻏﺮﺳﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺷﺠﺎ ‪‬ﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﺗﺪﻟﺖ ﻟﻨﺎ ﲦﺎﺭﻫﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ‬ ‫ﺭ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺭﻣﻮﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻧﻴﺎ ﲝﺠﺎﺭ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﰐ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟ ‪‬ﻜﺮ ﻓﹸﻟﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ، ﰒ ﺃﻗﺒﻞ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﺣﻮﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺴ ﺄ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ، ﻛﻴﻒ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺸﺮﻕ ﻟﻮ‪‬ﻬﺎ ﻣﺒﻴﻀﺔ ﴰ ‪‬ﻬﺎ ﻭﻗﺪ‬ ‫ﹲ ﺴ‬ ‫‪ ‬ﻧ‬ ‫ﹸﺟﺮﻳﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃ‪‬ﺎ ‪‬ﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﹸﺮﺳﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺷﺠﺎ ‪‬ﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﺗﺪﱠﺖ ﻟﻨﺎ ﲦﺎ ‪‬ﻫﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﱐ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻏ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﺃ‬
  • 280. ‫-٧٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻠﺪﻧﻴﺎ، ﺍﺿﺮﺑﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﺍﺣﺘﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻀﺮﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﺍﺣﺘﻪ ﻭﻳﺪﻓﻌﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﹸ‬ ‫ﺑﺎﳋﻤﺲ)١(. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ: ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻷﰊ ﺣﺎﰎ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺯﻱ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻣﻠﻪ ﻋﻠﻲ‬ ‫ِِ ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﺄﻣﻠﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺷﺄﻥ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﹸ ﺼ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺣﻀﺮ ﺩﻋﻮﺓ ﺑﺎﻟﻎ ﰲ ﺍﻷﻛﻞ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﰒ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻓﺮﲟﺎ ﻣﻸ ﻛ ‪‬ﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺇﺫﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺮﺍﻡ ﺑﺎﻹﲨﺎﻉ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﻤ ِ‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻴﺤﻤﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﻓﻮﺛﺐ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻓﺄﺧﺬﻩ‬ ‫ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﳚﻤﻊ ﺷﻴﺌﲔ، ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ‪‬ﻠﻬﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﰲ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﲞﺪﻣﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ‪ِ ‬ﻴﻠ ‪ ‬ﺇﱃ ﺍﻟﱠﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪ ‬ﻳﻤ ﻪ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﻴﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻬﻮﺍﺕ ﺍﳊﺴ‪‬ﺔ ﻭﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺍﻟ‪‬ﻜﺎﺡ، ﻭﻟﻴﺲ ﲤﺎﻡ ﻟ ﹼﺗﻪ ﺇﻻ‬ ‫ﺬ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﰲ ﺍ ﹸﺘﺠ ‪‬ﺩﺍﺕ، ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﱃ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﳌﺘﺠ ‪‬ﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﳊ ﱢ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﳛ ﱡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺎ، ﻓﺒﲔ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬ﺚ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﳌ ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻧﺎ ﺗﻨﺎﺳ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻟﺬﺓ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺡ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﻧﺎ ﺃﻛﱪ ﻟ ﱠﺍﺕ ﺍﻟ‪‬ﻔﺲ، ﻭﳍﺬﺍ ﺟﺎﺀ‬ ‫ﺰ ‪‬ﺬ ﻨ‬ ‫ﱠﹸ ﺮ‬ ‫ﺰ ‪‬ﺐ‬ ‫ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ: »ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ‪‬ﻗﻴﺔ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺎ«)٢(.‬ ‫ﺭ ﹸ ﺰ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﲣﺬ ﺍﳌﻼﻫﻲ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺛﻮﺑﺎﻝ. ﺍﲣﺬ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﻣﻬﻼﺋﻴﻞ ﺑﻦ ﻗﻴﻨﺎﻥ ﺁﻻﺕ ﺍﷲ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺰﺍﻣﲑ ﻭﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻴﺪﺍﻥ، ﻓﺎ‪‬ﻤﻚ‬ ‫ﻭﻟﺪ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺗﻨﺎﻫﻰ ﺧﱪﻫﻢ ﺇﱃ ﻣﻦ ﺑﺎﳉﺒﻞ ﻣﻦ ﻧﺴﻞ ﺷﻴﺚ ﻓﱰﻝ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﻭﻓﺸﺖ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻭ ‪‬ﺮﺏ ﺍﳋﻤﻮﺭ.‬ ‫ﹸ ﺷ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﻻﻟﺘﺬﺍﺫ ﺑﺸﻲﺀ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺬﺍﺫﻩ ﺑﻐﲑﻩ ﺧﺼﻮﺻ‪‬ﺎ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ، ﻭﳌﺎ ﻳﺌﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌ‪‬ﺪﻳﻦ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﶈ ‪‬ﻣﺔ ﻛﺎﻟﻌﻮﺩ ﻧﻈﺮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٢/٠٨٣.‬ ‫)٢( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺫﻛﺮ ﺍﳌﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﰱ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ١/٤٦١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻯ ﰱ ﺷﺮﺡ‬ ‫ﻣﺴﻠﻢ: ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﳍﻢ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ«.‬
  • 281. ‫-٨٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﳌﻐﲎ ﺍﳊﺎﺻﻞ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻮﺩ ﻓﺪﺭﺟﻪ ﰲ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺑﻐﲑ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺣ ‪‬ﻨﻪ ﳍﻢ ﻭﺇﳕﺎ ﻣﺮﺍﺩﻩ‬ ‫ﺴ‪‬‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﰲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺗﺄ ‪‬ﻞ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﺮﺩ ﻣﺒﺎﺡ ﺇﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻣﻦ ﺛﻮﺭﺍﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻓﺈﻥ ﱂ ‪‬ﺆﻣﻦ ﱂ ‪‬ﻳﺠﺰ‪ ،‬ﻭﺗﻘﺒﻴﻞ ﺍﻟﺼﺒ‪‬ﺔ ﺍﻟﱵ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﲔ‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺟﺎﺋﺰ ﺇﺫ ﻻ ﺷﻬﻮﺓ ﺗﻘﻊ ﻫﻨﺎﻙ ﰲ ﺍﻷﻏﻠﺐ، ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺪ ﺷﻬﻮﺓ ﺣﺮﻡ ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﳋﻠﻮﺓ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺑﺬﻭﺍﺕ ﺍﶈﺎﺭﻡ ﻓﺈﻥ ﺧﻴﻒ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺣﺮﻡ، ﻓﺘﺄﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ.‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﺄﻃﺎﻟﻮﺍ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺮﻣﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﺑﺎﺣﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻛﺮﺍﻫﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺮﻫﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ.‬ ‫ﻭﻓﺼﻞ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺎﻫ‪‬ﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﰒ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﺃﻭ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﺃﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﺳﻢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ: ﻏﻨﺎﺀ ﺍﳊﺠﻴﺞ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ، ﻓﺈﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻷﻋﺎﺟﻢ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻟﻠﺤﺞ ﻓﻴﻨﺸﺪﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺃﺷﻌﺎﺭ‪‬ﺍ ﻳﺼﻔﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﺯﻣﺰﻡ ﻭﺍﳌﻘﺎﻡ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﺿﺮﺑﻮﺍ ﻣﻊ ﺇﻧﺸﺎﺩﻫﻢ ﺑﻄﺒﻞٍ، ﻓﺴﻤﺎﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﻣﺒﺎﺡ ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻧﺸﺎﺩﻫﻢ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﳑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻄﺮﺏ ﻭﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ، ﻭﰲ ﻣﻌﲎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ: ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻳﻨﺸﺪﻭﻥ ﺃﺷﻌﺎﺭ‪‬ﺍ ‪‬ﺤﺮ ‪‬ﻮﻥ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻳ ‪‬ﺿ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺰﻭ. ﻭﰲ ﻣﻌﲎ ﻫﺬﺍ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﺍﳌﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﻟﻸﺷﻌﺎﺭ ﺗﻔﺎﺧﺮ‪‬ﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻟ‪‬ﺰﺍﻝ، ﻭﰲ ﻣﻌﲎ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﺍ ﹸﺪﺍﺓ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﻛﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻠﻬﻢ: )ﺍﻟﺮﺟﺰ(‬ ‫ﳊ‬ ‫ﻏﺪ‪‬ﺍ ﺗﺮﻳﻦ ﺍﻟﻄﻠﹾﺢ ﻭﺍﳉﺒـﺎﻻ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺑﺸ ـﺮﻫﺎ ﺩﻟﻴﻠ ـﺎ ـﺎﻻ‬ ‫ﹸﻬـ ﻭﻗـ‬ ‫‪‬ـ‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ ﻭﻫﺬﺍ ‪‬ﺤ ‪‬ﻙ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﻵﺩﻣ ‪‬؟ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻚ ﻻ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺍﻟﻄﺮﺏ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻳ ﺮ‪‬‬ ‫ﺍ ﹸﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺣﺪ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﺃﺻﻞ ﺍﳊﺪﺍﺀ ﻣﺎ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺑﻪ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ، ﻧﺎ‬ ‫ﺍﳌﺨﻠﺺ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ ﱡﻮﺳﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺑﻦ ﺑﻜﺎﺭ، ﺛﲏ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻄ‬
  • 282. ‫-٩٧٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺘﺮﻱ ﻭﻫﺐ، ﻋﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﺍﳌﻜﻲ، ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ: »ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﺎﻝ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﻄﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﺇﱃ ﺣﺎﺩ ﻣﻊ ﻗﻮﻡ ﻓﺴﱠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺣﺎﺩﻳﻨﺎ ﻧﺎﻡ ﻓﺴﻤﻌﻨﺎ ﺣﺎﺩﻳ ﹸﻢ ﻓﻤِﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻜ‬ ‫ﱠ‬ ‫ٍ ﻠ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺇﻟﻴﻜﻢ، ﻓﻬﻞ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﺃ‪‬ﻰ ﻛﺎﻥ ﺍﳊِﺪﺍﺀ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻭﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺃﺑﺎﻫﻢ ‪‬ﻀﺮ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬ﻋﺎِﺗﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﺇﺑﻠﻪ ﻗﺪ ﺗﻔﺮﻗﺖ ﻓﺄﺧﺬ ﻋﺼ‪‬ﺎ ﻓﻀﺮﺏ ﻬﺑﺎ ﻛﻒ ﹸﻼﻣﻪ ﻓﻌﺪﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭ ِ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻴﺢ: ﻳﺎ ﻳﺪﺍﻩ ﻳﺎ ﻳﺪﺍﻩ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺍﻹﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻌﻄﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻀﺮ: ﻟﻮ ﺍﺷﺘﻖ ﻣﺜﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ِ ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻻﻧﺘﻔﻌﺖ ﺑﻪ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﺟﺘﻤﻌﺖ، ﻓﺎﺷﺘﻖ ﺍ ﹸﺪﺍﺀ«)١(.‬ ‫ﳊ‬ ‫)٢(‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺣﺎﺩ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﳒﺸﺔ ﳛﺪﻭ ﻓ‪‬ﻌﻨﻖ‬ ‫ﺘ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻹﺑﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻳﺎ ﺃﳒﺸﺔ ‪‬ﻭﻳﺪﻙ ﺳﻮﻗﹰﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﺭﻳﺮ«)٣(.‬ ‫ﹸﺭ‬ ‫ﻭﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺍﻷﻛﻮﻉ ﻗﺎﻝ: »ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺧﻴﱪ ﻓﺴِﺮﻧﺎ ﻟﻴﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﻷﻛﻮﻉ: ﺃﻻ ‪‬ﺴﻤ ‪‬ﻨﺎ ﻣﻦ ‪‬ﻨ‪‬ﺎﺗِﻚ؟ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﺮ ﺭﺟﻼ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫ﻫﻴ‬ ‫ﺗ ﻌ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺷﺎﻋﺮ‪‬ﺍ ﻓﱰﻝ ﳛﺪﻭ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﻟﺮﺟﺰ(‬ ‫ﻭﻻ ـ ‪‬ﻗﻨﺎ ﻭﻻ ـﻠﻴﻨ‪‬ﺎ‬ ‫ﺻـ ﱠ ‪‬‬ ‫ﺗﺼـ ﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﻡ ﻟﻮﻻ ﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﺍﻫﺘـﺪﻳﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺛﺒﺖ ﺍﻷﻗـﺪﺍﻡ ﺇﻥ ﻻﻗﻴﻨـﺎ‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ـﺄﻟﻘﲔ ـﻜﻴﻨﺔ ـﺎ‬ ‫ﺳـ ﹰ ﻋﻠﻴﻨـ‬ ‫ﻓـ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ؟« ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺍﻷﻛﻮﻉ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: »ﻳﺮﲪﻪ ﺍﷲ«)٤(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٤٥٥( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺇﺭﺳﺎﻟﻪ ﻣﻮﺿﻮﻉ، ﻭﺍﳌﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﻟﺒﺨﺘﺮﻯ...«. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﻓﻴﻪ: ﻣﺘﻬﻢ ﰱ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻗﺎﻝ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﲔ: ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺬﺏ ﻋﺪﻭ ﺍﷲ، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺃﲪﺪ: ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫)٢( ﺗﻌﻨﻖ: ﺍﻟﻌﻨﻖ ﺑﻔﺘﺤﺘﲔ: ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﲑ، ﺳﺮﻳﻊ ﻓﺴﻴﺢ ﻟﻺﺑﻞ ﻭﺍﳋﻴﻞ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٩٤١٦، ١٦١٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٣٢٣٢/٠٧،‬ ‫١٧( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٨٤١٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٢٠٨١/٣٢١، ٤٢١(.‬
  • 283. ‫-٠٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳊﺪﺍﺀ ﻭﻧﺸﻴﺪ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻣﻦ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻗﻮﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻭﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ: )ﳎﺰﻭﺀ ﺍﻟﺮﻣﻞ(‬ ‫ـﻦ ﺛﻨﻴ ـﺎﺕ ـﻮﺩﺍﻉ‬ ‫ﻣـ ‪‬ـ ﺍﻟـ‬ ‫ـﺎ‬‫ـﻊ ـﺪﺭ ﻋﻠﻴﻨـ‬ ‫ﻃﻠـ ﺍﻟﺒـ ‪‬‬ ‫ﻣـــﺎ ﺩﻋـــﺎ ﷲ ﺩﺍﻉ‬ ‫ـﺐ ـﻜﺮ ـﺎ‬ ‫ﻭﺟـ ﺍﻟﺸـ ‪ ‬ﻋﻠﻴﻨـ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻨﺲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ‪‬ﻨﺸ ‪‬ﻭﻥ ﺃﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﺿﺮﺑﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺪﻑ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﻳ ﺪ‬ ‫ﺇﻧﺸﺎﺩﻩ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻐﲑﺓ، ﺛﻨﺎ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ، ﺛﲏ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: »ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺟﺎﺭﻳﺘﺎﻥ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﻣِﲎ ﺗﻀﺮﺑﺎﻥ ﺑﺪﱠﲔ‬ ‫‪‬ﻓ‬ ‫ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‪‬ﺴﺠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺜﻮﺑﻪ - ﻓﺎﻧﺘﻬﺮﳘﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ - ﻓﻜﺸﻒ‬ ‫ﻣ ‪‬‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺩﻋﻬﻦ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﻴﺪ«)١(.‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﳉﺎﺭﻳﺘﲔ ﺻﻐ ‪ ‬ﺍﻟﺴ ‪ ،‬ﻷﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ِ ‪‬ﺮ ﻦ‬ ‫ﺻﻐﲑﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪‬ﺴ ‪‬ﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﳉﻮﺍﺭﻱ ﻓﻴﻠﻊ ﺑﻦ ﻣﻌﻬﺎ)٢(.‬ ‫ﻳ ﺮ ‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ،‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻼﻝ، ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﳏﻤﺪ، ﺣﺪﺛﻬﻢ: ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ، ﻋﻦ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﺭ ﻳﻐﻨﲔ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ؟ - ﻗﺎﻝ: ﻏﻨﺎﺀ ﺍﻟ ‪‬ﻛﺐ: ﺃﺗﻴﻨﺎﻛﻢ ﺃﺗﻴﻨﺎﻛﻢ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ )٢٥٩، ٧٨٩(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ )٢٩٨/٦١،‬ ‫٧١(.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٠٣١٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٠٤٤٢/١٨( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
  • 284. ‫-١٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋ ﹼﻝ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻓﺮﺝ ﺍﳊﻤﺼﻲ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻘﻴﻞ، ﻋﻦ‬ ‫ﻼ‬ ‫‪‬ﻬ‪‬ﺔ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻳﺘﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﺰ ‪‬ﺟﻨﺎﻫﺎ‬ ‫ﻭ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺑﻴ‬ ‫ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﻜﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﺃﻫﺪﺍﻫﺎ ﺇﱃ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺳﻠﻢ: »ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺇﻥ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺃﻧﺎﺱ ﻓﻴﻬﻢ ﻏﺰ ﹲ، ﻓﻤﺎ ﻗﻠﺖِ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﺩﻋﻮﻧﺎ ﺑﺎﻟﱪﻛﺔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻓﻼ ﻗﻠﺘﻢ: )ﺍﳍﺰﺝ(‬ ‫ـﺎ ‪‬ﺤﻴ ـﻴ ﹸﻢ‬ ‫ﻓﺤ‪‬ﻮﻧــ ﻧ ‪‬ــ ﻜ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﺗﻴﻨـــﺎ ﹸﻢ ﺃﺗﻴﻨـــﺎ ﹸﻢ‬ ‫ﻛ‬ ‫ﻛ‬ ‫ـﺎ ﺣﻠ ـﺖ ـﻮﺍﺩﻳﻜﻢ‬ ‫ﻣـ ﱠـ ‪ ‬ﺑـ‬ ‫ﻭﻟ ـﻮﻻ ﺍﻟ ـﺬﻫﺐ ﺍﻷﲪ ـﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫)١(‬ ‫ﱂ ـﻤﻦ ـﺬﺍﺭﻳﻜﻢ‬ ‫ﺗﺴـ ‪ ‬ﻋـ‬ ‫ﻭﻟ ـﻮﻻ ﺍﳊﺒ ـﺔ ﺍﻟﺴ ـﻤﺮﺍﺀ‬ ‫‪ ‬ﹸ ـ ُ‬ ‫ـ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺳﻮﺩ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﻋﻦ ﺃﺟﻠﺢ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺰﺑﲑ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: »ﺃﻫﺪﻳﺘﻢ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻬﺎ؟«‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻬﻼ ﺑﻌﺜﺘﻢ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻐﻨﻴﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﱠ‬ ‫ـﺎ ‪‬ﺤﻴ ـﻴﻜﻢ‬ ‫ﻓﺤ‪‬ﻮﻧــ ﻧ ‪‬ــ ﹸ ‪‬‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﺗﻴﻨـــﺎﻛﻢ ﺃﺗﻴﻨـــﺎﻛﻢ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻗﻮﻡ ﻓﻴﻬﻢ ﻏﺰﻝ)٢(.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﻘﺪ ﺑﺎﻥ ﲟﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻐﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﳑﺎ ‪‬ﻄﺮﺏ ﻭﻻ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ )٥٦٢٣(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٤/٩٨٢‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﺭﻭﺍﺩ ﺑﻦ ﺍﳉﺮﺍﺡ ﻭﺛﻘﺔ ﺃﲪﺪ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭﻓﻴﻪ ﺿﻌﻒ«.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٢٦١٥(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٤٨١،‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٧/٨٨٢.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٦٦٥٥( ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/١٩٣، ﻭﺍﻟﺒﺰﺍﺭ‬ ‫٢/٤٦١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٤/٩٨٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻷﺟﻠﺢ ﺍﻟﻜﻨﺪﻯ ﻭﺛﻘﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ‬ ‫ﻭﻏﲑﻩ، ﻭﻓﻴﻪ ﺿﻌﻒ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٧/٩٨٢. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٠٠٩١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﳐﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‬ ‫ﺍﻷﺟﻠﺢ ﻭﺃﰉ ﺍﻟﺰﺑﲑ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺃﺛﺒﺖ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ«.‬
  • 285. ‫-٢٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ‪‬ﻓﻮﻓﻬ ‪ ‬ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ‪‬ﻌﺮ ‪ ‬ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﺷﻌﺎﺭ ‪‬ﻨﺸ ‪‬ﻫﺎ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻭﻥ ﺑﺘﻄﺮﻳﺐ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬ﻳ ﺪ‬ ‫ﻳ ‪‬ﻑ‬ ‫ﺩ ﹸ ‪‬ﻦ‬ ‫ﻭﺗﻠﺤﲔ ﺗﺰﻋﺞ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﱃ ﺫﻛﺮ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭ‪‬ﺴﻤﻮ‪‬ﺎ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺪﻳﺎﺕ ﻛﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: )ﺍﻟﺮﺟﺰ(‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻳ‬ ‫ٍ ‪‬‬ ‫ـﺎ‬ ‫ـﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺤـ‬ ‫ﺇﱃ ـﱴ ﺗﺴﺘﺤﺴـ‬ ‫ﻣـ‬ ‫ﻳ ـﺎ ﻏﺎﺩ‪‬ﻳ ـﺎ ﰲ ﻏﻔﻠ ـﺔٍ ﻭﺭﺍﺋﺤ ـﺎ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـﺎ‬ ‫ـﺘﻨﻄﻖ ﺍﷲ ـﻪ ﺍﳉﻮﺍﺭﺣـ‬ ‫ﻳﺴـ ‪ ‬ﺑـ‬ ‫ﻭﻛﻢ ﺇﱃ ﻛﻢ ﻻ ﲣـﺎﻑ ﻣﻮﻗﻔـﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﻴﻒ ﲡﻨﺒﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳـﻖ ﺍﻟﻮﺍﺿـﺤﺎ‬ ‫ﻳﺎ ﻋﺠﺒ‪‬ﺎ ﻣﻨـﻚ ﻭﺃﻧـﺖ ﻣﺒﺼـ ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺒﺎﺡ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ، ﻭﺇﱃ ﻣﺜﻠﻪ ﺃﺷﺎﺭ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﰲ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻛﺎﻭﺱ، ﻧﺎ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻻﻝ ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ، ﻗﺎﻝ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪﻭﺱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺣﺎﻣﺪ ﺍ ﹸﻠﻘﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﳋ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻗﺎﻕ ﺍﻟﱵ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ؟‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺜﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ؟ ﻗﻠﺖ: ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: )ﺍﳍﺰﺝ(‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﺳـﺘﺤﻴﻴﺖ ﺗﻌﺼـﻴﲏ‬ ‫ﺇﺫﺍ ـﺎ ـﺎﻝ ﱄ ﺭﰊ‬ ‫ﻣــ ﻗــ‬ ‫ـﻴﺎﻥ ـﺄﺗﻴﲏ‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﻌﺼــ ﺗــ‬ ‫ﻭ‪‬ﺨﻔﻲ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻣﻦ ﺧﻠﻘـﻲ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻋِﺪ ﻋﻠﻲ. ﻓﺄﻋﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻡ ﻭﺩﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﺴﻤﻌﺖ ﳓﻴﺒﻪ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﺳـﺘﺤﻴﻴﺖ ﺗﻌﺼـﻴﲏ‬ ‫ﺇﺫﺍ ـﺎ ـﺎﻝ ﱄ ﺭﰊ‬ ‫ﻣــ ﻗــ‬ ‫ـﻴﺎﻥ ـﺄﺗﻴﲏ‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﻌﺼــ ﺗــ‬ ‫ﻭ‪‬ﺨﻔﻲ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻣﻦ ﺧﻠﻘـﻲ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﺃﺷﻌﺎﺭ ‪‬ﻨﺸﺪﻫﺎ ﺍﻟﻨﻮﺍﺡ، ﻳﺜﲑﻭﻥ ﻬﺑﺎ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ، ﻓﻴﻨﻬﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﳌﺎ ﰲ‬ ‫‪‬ﺗ‬ ‫ﺿﻤﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺸﺪﻫﺎ ﺍﳌﻐﻨﻮﻥ ﺍ ﹸﺘﻬ‪‬ﺌﻮﻥ ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﻭﻳﺼﻔﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍ ﹸﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﳌ ﻴ‬ ‫ﻭﺍﳋﻤﺮ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ‪‬ﺤ ‪‬ﻙ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻭﳜﺮ ‪‬ﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﻳﺜﲑ ﻛﺎﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺣ ‪ ‬ﺍﻟﻠﻬﻮ،‬ ‫‪‬ﺐ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﻳ ﺮ‪‬‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ: )ﺍﳌﺪﻳﺪ(‬ ‫ﺰ‬ ‫ـﻪ ـﺎﺭ ﺗ ـﺪﺡ‬ ‫ﻭﺟﻨﻴﺘـ ﺍﻟﻨـ ‪‬ﻘﺘـ‬ ‫ﺫﻫﱯ ﺍﻟﻠﻮﻥ ‪‬ﺤﺴﺐ ﻣـﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗ‬ ‫‪‬‬
  • 286. ‫-٣٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻴﺘـ ـﻪ ﻭﺍﰱ ﻭﹸﻓﺘﻀـ ـﺢ‬ ‫ـ‬ ‫ﺃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧ ‪‬ﻓـﻮﱐ ﻣـﻦ ﻓﻀـﻴﺤﺘﻪ‬ ‫ـ‬ ‫ﻮـ ـ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﻏﺎﱐ ﺃﳊﺎﻧ‪‬ﺎ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻛﻠﻬﺎ ‪‬ﺨﺮﺝ ﺳﺎﻣﻌﻬﺎ ﻋﻦ ﺣﻴﺰ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ،‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫ﻭ‪‬ﺜﲑ ﺣ ‪ ‬ﺍﳍﻮﻯ، ﻭﳍﻢ ﺷﻲﺀ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ‪‬ﺰﻋﺞ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻋﻦ ﻣﻬﻞ، ﰒ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﺸﻴﺪ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫ﺗ ‪ ‬ﺐ‬ ‫ﺑﻌﺪﻩ ﻓﻴﻌﺠﻌﺞ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻗﺪ ﺃﺿﺎﻓﻮﺍ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻭﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﻖ‬ ‫ﺍﻹﻧﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻑ ﺑﺎﳉﻼﺟﻞ، ﻭﺍﻟ ‪‬ﺒﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻣ‪‬ﺮ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻴﻮﻡ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺪ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺇﺑﺎﺣﺘﻪ، ﺃﻭ ﲢﺮﳝﻪ، ﺃﻭ ﻛﺮﺍﻫﺘﻪ، ﻧﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺇﺧﻮﺍﻧﻪ، ﻭﳛﺬﺭ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﳎﺮﻯ‬ ‫ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ. ﻓﻼ ﳛﻤﻞ ﺍﻟﻜﻞ ﳏﻤﻼ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻗﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﺎﺣﻪ ﻓﻼﻥ ﻭﻛﺮﻫﻪ ﻓﻼﻥ.‬ ‫ﻓﻨﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻓﻨﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻃﺒﺎﻉ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﺗﺘﻘﺎﺭﺏ ﻭﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺘﻔﺎﻭ ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺏ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻴﻢ‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫ﺩ ﺸ‬ ‫ﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺃﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ ﻻ ﺗﺰﻋﺠﻪ ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻻ ﺗﻀﺮﻩ ﰲ ﺩﻳﻨﻪ‬ ‫ﻛ ﱠﺑﻨﺎﻩ ﳌﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ، ﻓﺈﻥ ﺛﺒﺖ ﺻﺪﻗﻪ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﺑﻪ ﻣﺮﺿ‪‬ﺎ ﺧﺮﺝ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺣﻴﺰ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺬ‬ ‫ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ، ﻓﺈﻥ ﺗﻌﱠﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ ﻣﻌﺘﱪ‪‬ﺍ ﻓﺄﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ‪‬ﺴﻦ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ ﰲ ﺩﻋﺞ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ، ﻭﺭﱠﺔ ﺍﻷﻧﻒ ﻭﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ، ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﰲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻌﱪﺓ، ﻭﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﻴﻞ ﻃﺒﻌﻚ ﻳﺸﻐﻠﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﺪﻉ ﻟﺒﻠﻮﻍ ﺷﻬﻮﺗﻚ ﻭﺟﻮﺩ‬ ‫ﻓﻜﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﻣﻴﻞ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺷﺎﻏﻞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﳌﻄﺮﺏ ﺍﳌﺰﻋﺞ ﻟﻠ ﱢﺒﺎﻉ ﺍ ﹸﺤ ‪‬ﻙ ﳍﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﻭﺣ ‪‬‬ ‫‪‬ﺐ‬ ‫ﻄ ﳌ ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ‪‬ﺆﺛﺮ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﻻ ﻳﻠﻔﺖ ﻗﻠﱯ ﺇﱃ ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﳌﻮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻴﻪ، ﻓﺈﻧﺎ ‪‬ﻜ ﱢ‪‬ﺑﻪ ﳌﻮﺿﻊ‬ ‫ﻧ ﺬ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺍﺷﺘﺮﺍﻙ ﺍﻟ ﱢﺒﺎﻉ، ﰒ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺎﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻏﺎﺋﺒ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺍﳍﻮﻯ ﻷﺣﻀﺮ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﳌﺴﻤﻮﻉ ﺍﻟﻄﺒﻊ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻃﺎﻟﺖ ﻏﻴﺒﺘﻪ ﰲ ﺳﻔﺮ ﺍﳋﻮﻑ، ﻭﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺍﻟﺒﻬﺮﺟﺔ، ﰒ‬ ‫ﻛﻴﻒ ﲤﺮ ﺍﻟﺒﻬﺮﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﺃﺧﻔﻰ.‬
  • 287. ‫-٤٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰒ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺘﺼﻮﻑ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺒﻴﺤﻪ ﺇﻻ ﳌﻦ ﻫﺬﻩ ﺻﻔﺘﻪ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﻗﺪ ﺃﺑﺎﺣﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﺍﳌﺒﺘﺪﺉ، ﻭﺍﻟﺼﱯ ﺍﳉﺎﻫﻞ، ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ: ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﺐ ﺑﻮﺻﻒ ﺍﳋﺪﻭﺩ، ﻭﺍﻷﺻﺪﺍﻍ، ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﺎﻣﺔ، ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺃﻭﺻﺎﻑ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ. ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ: ﺃﻧﻪ ﻻ ﳛﺮﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ ﻻ ﺃﲰﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﺁﺧﺬ ﻣﻨﻪ‬ ‫‪‬ﹸ‬ ‫ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ، ﻓﻬﻮ ‪‬ﺨﻄﺊ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ:‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻳﺴﺒﻖ ﺇﱃ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﺧﺬ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻛﻤﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍ ﹸﺴﺘﺤﺴﻨﺔ ﻷﺗﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ.‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻞ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﻲﺀ ‪‬ﺸﺎﺭ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻭﻗﺪ ﺟﻞ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﰲ ﺣ ﱢﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺸﻖ، ﻭﻳﻘﻊ ﺍﳍﻴﻤﺎﻥ ﺑﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺼﻴﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺍﳍﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻓﻘﻂ،‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻭﺇﺫ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻓﻨﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﲪﺪ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺰﻫﺪ، ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﳌﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻠﺤﻨﻮ‪‬ﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻨﻪ. ﻓﺮﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ‪‬ﻨِﺒﺖ ﺍﻟ‪‬ﻔﺎﻕ‬ ‫ﻳ ‪ ‬ﻨ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻻ ﻳﻌﺠﺒﲏ. ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ: ﺃﻧﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻛﺮﻫ ‪ ،‬ﻫﻮ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﻻ ﳚﺎﻟﺴﻮﻥ. ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫‪‬ﻪ‬ ‫ﺑﺪﻋﺔ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻧﻪ ﻳﺮﻗﻖ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻮ ﺑﺪﻋﺔ. ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﳍﺎﴰﻲ: ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﺑﺪﻋﺔ ﳏﺪﺙ. ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﻏﻴﺎﺙ: ﺃﻛﺮﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺃﻧﻪ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻤﺎﻋﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻛﹼﻬﺎ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ.‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋ ﱠﻝ: ﻛﺮﻩ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﱠﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇ‪‬ﻢ ﻳﺘﻤﺎﺟﻨﻮﻥ، ﰒ ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻﺑﺄﺱ ﻬﺑﺎ.‬ ‫‪‬ﻝ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﺪﻋﺔ. ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇ‪‬ﻢ‬
  • 288. ‫-٥٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻬﺠﺮﻭﻥ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﻬﺑﻢ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﲪﺪ ﲰﻊ ﻗ ‪‬ﺍﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻨﻪ ﺻﺎﱀ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﻮﹰ‬ ‫ﺻﺎﱀ: ﻳﺎ ﺃﺑﺖ ﺃﻟﻴﺲ ﻛﻨ‪‬ﺖ ‪‬ﻨﻜﺮ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻗﻴﻞ ﱄ ﺇ‪‬ﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﻓﻜﺮﻫﺘﻪ،‬ ‫ﹸ ﺗ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﱐ ﻻ ﺃﻛﺮﻫﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﳋ ﹼﻝ ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺯﻣﺎ‪‬ﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺰﻫﺪﻳﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﳛﻤﻞ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﺮﻫﻪ ﺃﲪﺪ، ﻭﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﺃﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺳﺌﻞ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻝ‬ ‫ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻣﺎﺕ ﻭﺗﺮﻙ ﻭﻟﺪ‪‬ﺍ ﻭﺟﺎﺭﻳﺔ ﻣﻐﻨﻴﺔ، ﻓﺎﺣﺘﺎﺝ ﺍﻟﺼﱯ ﺇﱃ ﺑﻴﻌﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺗﺒﺎﻉ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ‪‬ﺎ ﻣﻐﻨﻴﺔ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇ‪‬ﺎ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺛﻼﺛﲔ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﻟﻌﱠﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺑﻴﻌﺖ ﺳﺎﺫﺟﺔ ﺗﺴﺎﻭﻱ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺗﺒﺎﻉ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﺳﺎﺫﺟﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﺍﳌﻐﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﻐﲏ ﺑﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺰﻫﺪﻳﺎﺕ ﺑﻞ‬ ‫ﺑﺎﻷﺷﻌﺎﺭ ﺍﳌﻄﺮﺑﺔ ﺍﳌﺜﲑﺓ ﻟﻠﻄﺒﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺸﻖ، ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﳏﻈﻮﺭ ﺇﺫ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ‬ ‫ﳏﻈﻮﺭ‪‬ﺍ ﻣﺎ ﺃﺟﺎﺯ ﺗﻔﻮﻳﺖ ﺍﳌﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ، ﻭﺻﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﻛﻘﻮﻝ ﺃﰊ ﻃﻠﺤﺔ ﻟﻠﻨﱯ »ﻋﻨﺪﻱ ﲬﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷﻳﺘﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺭﻗﻬ‪‬ﺎ«)١(. ﻓﻠﻮ ﺟﺎﺯ ﺍﺳﺘﺼﻼﺣﻬﺎ ﳌﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺘﻀﻴﻴﻊ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ.‬ ‫ِﹾ‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺴﺐ ﺍ ﹸﺨ‪‬ﺚ ﺧﺒﻴﺚ ﻳﻜﺴﺒﻪ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ،‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬ﳌ ﻨ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﳌﺨﻨﺚ ﻻ ﻳﻐﲏ ﺑﺎﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺰﻫﺪﻳﺔ ﺇﳕﺎ ﻳﻐﲏ ﺑﺎﻟﻐﺰﻝ ﻭﺍﻟﻨﻮﺡ، ﻓﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺘﲔ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﰲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﻭﻋﺪﻣﻬﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺰﻫﺪﻳﺎﺕ ﺍﳌﻠﺤﻨﺔ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻤﺤﻈﻮﺭ ﻋﻨﺪﻩ، ﻛﻴﻒ ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٥٧٦٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )٣٩٢١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٣/٩١١.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٣٨٩١/١١( ﳐﺘﺼﺮﺍ.‬
  • 289. ‫-٦٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﺍﳋ ﹼﻝ، ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﺎﻟﻴ‪‬ﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻨ‪‬ﱯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺍﻕ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻱ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘ ‪‬ﺎﺭ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫‪‬ﺭ‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﻄ‪‬ﺎﻉ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﻋﻦ ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻳﺘﺮﺧﺺ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻔ ‪‬ﺎﻕ.‬ ‫ﹸﺴ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺲ ﻓﺈﻧﻪ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻋﻦ ﺍﺳﺘﻤﺎﻋﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﻣﻐﻨﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭ ‪‬ﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻴﺐ، ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺇﻻ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺣﻜﻰ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺟﻲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺑﻪ ﺑﺄﺳ‪‬ﺎ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺃﰊ ﺣﻨﻴﻔﺔ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﰊ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ، ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻊ ﺇﺑﺎﺣﺘﻪ ‪‬ﺮﺏ ﺍﻟﻨﺒﻴﺬ ﻭﳚﻌﻞ ﲰﺎﻉ‬ ‫ﺷ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺬﻫﺐ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ: ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻭﺍﻟﺸﻌﱯ، ﻭﲪﺎﺩ،‬ ‫ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻭﻏﲑﻫﻢ: ﻻ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺧﻼﻑ ﰲ ﻛﺮﺍﻫﺔ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻌﻨﱪﻱ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺑﻪ ﺑﺄﺳ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ. ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻧﻌﻴ‪‬ﻢ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺟﻨﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﳉﺮﻭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺧﻠﻔﺖ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺃﺣﺪﺛﺘﻪ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺸﻐﻠﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.‬
  • 290. ‫-٧٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ: ﺍ ﹸﻐ‪‬ﺮﺓ ﻗﻮﻡ ﻳﻐ‪‬ﺮﻭﻥ ﺑﺬﻛﺮ‬ ‫ﳌﻴ ‪ ‬ﻴ‬ ‫ﺍﷲ ﺑﺪﻋﺎﺀ ﻭﺗﻀﺮﻉ ﻭﻗﺪ ﲰﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺑﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺗﻐﻴﲑ‪‬ﺍ ﻛﺄ‪‬ﻢ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺷﺎﻫﺪﻭﻫﺎ ﺑﺎﻷﳊﺎﻥ ﻃﺮﺑﻮﺍ ﻭﺭﻗﺼﻮﺍ ﻓ ‪‬ﻤﻮﺍ ‪‬ﻐ‪‬ﺮﺓ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ.‬ ‫ﺴ ﻣﻴ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ: ﲰﻮﺍ ﻣﻐ‪‬ﺮﻳﻦ ﻟﺘﺰﻫﻴﺪﻫﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻟﻔﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺗﺮﻏﻴﺒﻬﻢ ﰲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻵﺧﺮﺓ.‬ ‫ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﳍﻮ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻣﻦ ﺍﺳﺘﻜﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺳﻔﻴﻪ ‪‬ﺮﺩ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ.‬ ‫ﺗ ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﻓﻘﺪ ﺃﲨﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻓﺎﺭﻕ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻭﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻨﱪﻱ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:‬ ‫»ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻓﺈ‪‬ﻪ ﻣﻦ ﺷﺬ ﺷﺬ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(، ﻭﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻣﺎﺕ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻣﻴﺘﺔ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ«)٢(.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ‪‬ﻨﻜﺮﻭﻥ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ، ﻭﺃﻣﺎ ﻗﺪﻣﺎﺅﻫﻢ ﻓﻼ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺧﻼﻑ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ،‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ: ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻭﻟﻪ ﰲ ﺫﻡ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺼﻨﻒ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺑﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ، ﻭﻣﻨﻬﻢ: ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻈﻔﺮ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﻷﳕﺎﻃﻲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻻ ﲰﺎﻋﻪ ﻭﻻ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٥١١، ٦١١، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﺎﺻﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٠٨( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺿﻌﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻴﻪ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ‬ ‫ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻛﻢ: »ﻟﻮ ﺣﻔﻆ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﳊﻜﻤﻨﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺘﻤﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻗﻮﺍﻝ« ﻓﺬﻛﺮﻫﺎ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٨٤٨١/٣٥، ٤٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٦٠٣، ٨٨٤ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٩٤٨١/٥٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.‬
  • 291. ‫-٨٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺿﺎﻑ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻗﺪ ﻧﺺ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ«‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﺩﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺭ ‪‬ﺕ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ ﻭﺑﻄﻠﺖ ﻋﺪﺍﻟﺘﻪ.‬ ‫‪‬ﺩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﻬﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺪ‪‬ﻦ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺇﳕﺎ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺭﺧﺺ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺘﺄﺧﺮﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻞ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻏﻠﺒﻪ ﻫﻮﺍﻩ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ: ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﻐﲏ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺹ، ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻮﺡ ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻬﻤﺎ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳌﻌﲎ:‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺜﻼﺙ ﺁﻳﺎﺕ:‬ ‫ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ: ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ﴾ ]ﻟﻘﻤﺎﻥ: ٦[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ ‪‬ﺮﻳﻔﻴﲏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﻨﻴﻊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺛﻨﺎ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﲪﻴﺪ ﺍﳋ ‪‬ﺍﻁ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﺎﺭ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺼﻬﺒﺎﺀ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ﴾،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻭﺍﷲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ.‬ ‫ُ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻭﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﻃِﺮﺍﺩ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﻨﺎ ﺯﻫﲑ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ، ﺛﻨﺎ ﺟﺮﻳﺮ، ﻋﻦ‬ ‫ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ﴾. ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﻛﻢ. ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺪﺑﺮ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ‬‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﻮﺭ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ، ﺛﻨﺎ ﻫﺪﺑﺔ، ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﲪﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻣﺴﻠﻢ، ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ﴾ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬
  • 292. ‫-٩٨٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﹾﻢ ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪﺓ، ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻜﹾﺮﻣﺔ ﻋﻦ ﳍﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ِ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ ﻭﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ.‬ ‫ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺳﺎﻣﺪﻭﻥ﴾ ]ﺍﻟﻨﺠﻢ: ١٦[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﻃِﺮﺍﺩ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ‬ ‫ﻋﻜﺮﻣﺔ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﴿ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺳﺎﻣﺪﻭﻥ﴾ ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﺑﺎﳊﻤﲑﻳﺔ، ﲰﺪ ﻟﻨﺎ: ﻏﲎ ﻟﻨﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﳎﺎﻫﺪ: ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ: ﺳﻤﺪ ﻓﻼﻥ: ﺇﺫﺍ ﻏﲎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺍﺳﺘﻔﺰﺯ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺼﻮﺗﻚ ﻭﺃﺟﻠﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲞﻴﻠﻚ﴾ ]ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ: ٤٦[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻣﻮﻫﻮﺏ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ‪‬ﺑﻨ‪‬ﺪﺍﺭ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺎﺳﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻜﻤﻴﺖ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳉﺮﻣﻲ،‬ ‫ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻋﻦ ﻟﻴﺚ، ﻋﻦ ﳎﺎﻫﺪ: ﴿ﻭﺍﺳﺘﻔﺰﺯ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺼﻮﺗﻚ﴾.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﳌﺰﺍﻣﲑ.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻋﻦ‬ ‫ﻧﺎﻓﻊ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﺻﻮﺕ ﺯ ‪‬ﺎﺭﺓ ﺭﺍﻉ ﻓﻮﺿﻊ ﺃﺻﺒﻌﻴﻪ ﰲ ﺃﺫﻧﻴﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﻋﺪﻝ ﺭﺍﺣﻠﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻧﺎﻓﻊ ﺃﺗﺴﻤﻊ؟ ﻓﺄﻗﻮﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻓﻴﻤﻀﻲ، ﺣﱴ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻻ، ﻓﻮﺿﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺭﺍﺣﻠﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﲰﻊ ﺯﻣﺎﺭﺓ ﺭﺍﻉ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻓﺼﻨﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ«)١(.‬ ‫)١( ﻓﻴﻪ ﺧﻼﻑ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٤٢٩٤( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻨﻜﺮ«، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٢/٨، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٠١/٢٢٢، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﺎﻛﺮ ﰱ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺴﻨﺪ )٥٣٥٤(:‬ ‫=‬
  • 293. ‫-٠٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻓِﻌﹸﻬﻢ ﰲ ﺣﻖ ﺻﻮﺕ ﻻ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻐﻨﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺯﻣﻮﺭﻫﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ‪‬ﺼﻴﱯ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﻮﻳﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺷﺮﻳﻚ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﺮﱘ ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺯﺣ‪‬ﺮ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺃﻣﺎﻣﺔ، ﻗﺎﻝ: ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﳌﻐﻨﻴﺎﺕ ﻭﺑﻴﻌﻬﻦ‬ ‫ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻦ، ﻭﻗﺎﻝ: »ﲦﻨﻬﻦ ﺣﺮﺍﻡ«، ﻭﻗﺮﺃ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻴﻀﻞ‬ ‫ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﺑﻐﲑ ﻋﻠﻢ ﻭﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﻫﺰﻭ‪‬ﺍ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﳍﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﻣﻬﲔ﴾)١( ]ﻟﻘﻤﺎﻥ: ٦[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍ ﹸﻤﺤﻲ، ﺛﻨﺎ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﺃﰊ ﺍﻷﺳﻮﺩ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﳌﻬﱠﺐ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺯﺣ‪‬ﺮ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺃﰊ ﹸﻣﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ: ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﺍﳌﻐﻨﻴﺎﺕ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﻴﻬﻦ ﻭﻋﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ،‬‫ﺃ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﲦﻨﻬﻦ ﺣﺮﺍﻡ«، ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻫﺬﺍ، ﺃﻭ ﳓﻮﻩ، ﺃﻭ: ﻭﻗﺎﻝ ﺷﺒﻬﻪ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻲ ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﻴﻀﻞ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ﴾. ﻭﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻘﲑﺓ ﺻﻮﺗﻪ‬ ‫ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﺇﻻ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺷﻴﻄﺎﻧﲔ ﻳﺮﺗﺪﻓﺎﻧﻪ ﺃﻋﲏ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺫﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﺰﺍﻻﻥ ﻳﻀﺮﺑﺎﻥ ﺑﺄﺭﺟﻠﻬﻤﺎ ﰲ ﺻﺪﺭﻩ ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻜﺖ«)٢(.‬ ‫=‬ ‫»ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ. ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﰱ ﻋﻮﻥ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ ٤/٤٣٤: »ﻻ‬ ‫ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﻜﺎﺭﺓ، ﺑﻞ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻗﻮﻯ، ﻭﻟﻴﺲ ﲟﺨﺎﻟﻒ ﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ«.‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )٢٨٢١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺍﺕ )٨٦١٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢٥٢، ٤٦٢، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻀﻌﻒ ﰱ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺣﺴﻦ، ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺿﻌﻴﻒ، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٨/٢١٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٨/٩١١ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﺑﺄﺳﺎﻧﻴﺪ، ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻭﺛﻘﻮﺍ ﻭﺿﻌﻔﻮﺍ«، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )١٣٩(:‬ ‫»ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ«.‬
  • 294. ‫-١٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺭﻭﺕ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﺮﻡ ﺍﳌﻐﻨﻴﺔ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻭﺑﻴﻌﻬﺎ ﻭﲦﻨﻬﺎ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰒ ﻗﺮﺃ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﳍﻮ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ﴾«)١(.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺇﳕﺎ ‪‬ﻴﺖ ﻋﻦ ﺻﻮﺗﲔ ﺃﲪﻘﲔ‬ ‫ﻓﺎﺟﺮﻳﻦ ﺻﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﻧﻐﻤﺔ ﻭﺻﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﻣﺼﻴﺒﺔ«)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻇﻔﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻘﺘﺪﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﺒﻴﺐ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻛﻠﻴﺐ، ﺛﻨﺎ ﺧﻠﹶﻒ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺧﻠﻴﻔﺔ، ﻋﻦ ﺃﺑ‪‬ﺎﻥ ﺍﳌﻜﺘﺐ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺭﺑﺎﺡ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺑﻨﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﳚﻮﺩ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻮﺿﻌﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺣِﺠﺮﻩ ﻓﻔﺎﺿﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﺗﺒﻜﻲ ﻭﺗﻨﻬﺎﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ؟ ﻓﻘﺎﻝ: »ﻟﺴﺖ‬ ‫ﺃ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺇﳕﺎ ‪‬ﻴﺖ ﻋﻦ ﺻﻮﺗﲔ ﺃﲪﻘﲔ ﻓﺎﺟﺮﻳﻦ ﺻﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﻧﻐﻤﺔ ﻟﻌﺐ ﻭﳍﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺰﺍﻣﲑ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﺻﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﺿﺮﺏ ﻭﺟﻪ ﻭﺷﻖ ﺟﻴﻮﺏ ﻭﺭﻧﺔ ﺷﻴﻄﺎﻥ«)٣(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﺟﺪﻱ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳋﻴﺎﻁ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳌﻠﻚ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻮﻳﺪ‬ ‫ﺍﻟﻄﺤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﻣﻜﺤﻮﻝ ﻋﻦ ‪‬ﺒﲑ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﺑﻦ ‪‬ﻔﲑ، ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﳜﺎﻣﺮ ﺍﻟﺜﻘﺔ، ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ‬‫ﻧ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ )٣١٥٤(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٤/١٩ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﻓﻴﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﱂ ﺃﺟﺪ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﳘﺎ، ﻭﻟﻴﺚ ﺑﻦ ﺃﰉ ﺳﻠﻴﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﺪﻟﺲ«، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻰ ﰱ ﲣﺮﻳﺞ‬ ‫ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ٢/٢٨٢: »ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٥٠٠١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ«، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/٩٦، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٣/٧١.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻰ )٣٨٦١(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/٩٦، ﻭﺃﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺞ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.‬
  • 295. ‫-٢٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: »‪‬ﻌﺜﺖ ﻬﺑﺪﻡ ﺍﳌﺰﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﻄﺒﻞ«)١(.‬ ‫ﺑ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﻏﻴﻼﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺟﻴﺔ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﺛﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ، ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ،‬ ‫ﻋﻦ ﺟﺪﻩ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »‪‬ﻌﺜﺖ ﺑﻜﺴﺮ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺍﳌﺰﺍﻣﲑ«)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻜﹶﺮﻭﺧﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻷﺯﺩﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﺟﻲ ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ‬ ‫ﻐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉﺮﺍﺣﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﶈﺒﻮﰊ ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﺛﻨﺎ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻟﺔ، ﻋﻦ ﳛﲕ‬ ‫ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﺃﻣﱵ ﲬﺲ ﻋﺸﺮﺓ ﺧﺼﻠﺔ ﺣﻞ‬ ‫ﹰ ﱠ‬ ‫ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺒﻼﺀ« ﻓﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ: »ﺇﺫﺍ ﺍﲣﺬﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻥ ﻭﺍﳌﻌﺎﺯﻑ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺘﻠﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ‬ ‫ﺭﻣﻴﺢ ﺍﳉﺬﺍﻣﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﺇﺫﺍ ﺍ‪‬ﺨﺬ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺍﻟﻔﻲﺀ ﺩﻭﻻﹰ، ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﻐﻨﻤ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻐﺮﻣ‪‬ﺎ، ﻭ‪‬ﻌﱢﻢ ﻟﻐﲑ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺃﻃﺎﻉ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﻋﻖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﻠ‬ ‫ُ‬ ‫ﺃﻣﻪ، ﻭﺃﺩﱏ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻭﺃﻗﺼﻰ ﺃﺑﺎﻩ، ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ، ﻭﺳﺎﺩ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻓﺎﺳﻘﻬﻢ،‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ١/٣٨٤، ﻭﰱ ﺳﻨﺪﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ: »ﺻﺪﻭﻕ ﳜﻄﻰﺀ، ﻭﺭﻣﻰ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ«. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ:‬ ‫»ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﲑ ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ: »ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ:‬ ‫ﺫﺍﻫﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺬﺍﺏ«. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٦/٩٣١ ﺑﻠﻔﻆ: »ﺑﻌﺜﲎ ﺭﰉ ﲟﺤﻖ‬ ‫ﺍﳌﺰﺍﻣﲑ..« ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﻮﱏ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ: »ﻣﺘﺮﻭﻙ ﺍﳊﺪﻳﺚ« ﻭﻗﺎﻝ ﳛﲕ:‬ ‫»ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻰﺀ«.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٠١٢٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﻻ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻭﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﺭﻭﺍﻩ ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻯ ﻏﲑ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻟﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﺮﺝ ﺑﻦ ﻓﻀﺎﻟﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺿﻌﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﻔﻈﻪ..«، ﻭﺍﳋﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻯ‬ ‫ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٣/٨٥١، ٢١/٦٩٣. ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ )٦٨٣(.‬
  • 296. ‫-٣٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﺭﺫﳍﻢ، ﻭﹸﻛﺮﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﳐﺎﻓﺔ ﺷ ‪‬ﻩ، ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﺯﻑ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﺷﺮﺑﺖ ﺍﳋﻤﻮﺭ، ﻭﻟﻌﻦ ﺁﺧﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻣﺔ ﺃﻭﳍﺎ، ﻓﻠﲑﺗﻘﺒﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺭﳛ‪‬ﺎ ﲪﺮﺍﺀ ﻭﺯﻟﺰﻟﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺧﺴﻔﹰﺎ ﻭﻣﺴﺨ‪‬ﺎ ﻭﻗﺬﻓﹰﺎ ﻭﺁﻳﺎﺕ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻛﻨﻈﺎﻡ ﺑﺎﻝ ﻗﻄﻊ ﺳﻠﻜﻪ ﻓﺘﺘﺎﺑﻊ«)١(.‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺃﻣﱵ ﺧﺴﻒ ﻭﻗﺬﻑ‬ ‫ﻭﻣﺴﺦ«، ﻗﻴﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ، ﻣﱴ؟ ﻗﺎﻝ: »ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﳌﻌﺎﺯﻑ ﻭﺍﻟﻘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﺤﻠﺖ‬ ‫ﺍﳋﻤﺮ«)٢(.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﳋﲑ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﰲ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﻦ« ﻻ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﺳﺪﺍﺑﺎﺫﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳌﻘﻮﻣﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﻠﺤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﺃﺧﱪﱐ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ، ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﺑﺸﺮ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﳕﲑ، ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﻣﻜﺤﻮﻻ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻪ ﲰﻊ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻪ ﲰﻊ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﹸﻣ‪‬ﺔ‬ ‫ﺃﻴ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﺠﺎﺀ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﺑﻦ ﻗﺮﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺪ‬ ‫ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻘﻮﺓ ﻓﻤﺎ ﺃﺭﺍﱐ ﺃﺭﺯﻕ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺩﱢﻲ ﺑﻜﻔﻲ ﻓﺄﹾﺫﻥ ﱄ ﰲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﰲ ﻏﲑ ﻓﺎﺣﺸﺔ،‬ ‫ﹶ‬ ‫‪‬ﻓ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: »ﻻ ﺁﺫﻥ ﻟﻚ ﻭﻻ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻭﻻ ﻧﻌﻤﺔ ﻋﲔ، ﻛﺬﺑﺖ‬ ‫ﻳﺎ ﻋﺪﻭ ﺍﷲ ﻟﻘﺪ ﺭﺯﻗﻚ ﺍﷲ ﺣﻼﻻ ﻃﻴﺒ‪‬ﺎ ﻓﺎﺧﺘﺮﺕ ﻣﺎ ﺣ ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺭﺯﻗﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺣﻞ ﺍﷲ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻼﻟﻪ، ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻟﻔﻌﻠﺖ ﺑﻚ ﻭﻓﻌﻠﺖ. ﻗﻢ ﻋﲏ ﻭﺗﺐ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻚ ﻟﻮ ﻗﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﺔ ﺇﻟﻴﻚ ﺿﺮﺑﺘﻚ ﺿﺮﺑ‪‬ﺎ ﻭﺟﻴﻌ‪‬ﺎ، ﻭﺣﻠﻘﺖ ﺭﺃﺳﻚ‬ ‫‪‬ﺜﻠﺔ ﻭﻧﻔﻴﺘﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻚ، ﻭﺃﺣﻠﻠﺖ ﺳﻠﺒﻚ ‪‬ﻬﺒﺔ ﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ«، ﻓﻘﺎﻡ ﻋﻤﺮﻭ ﻭﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ‬ ‫ﻧ ﹰ‬ ‫ﻣ ﹰ‬ ‫ﻭﺍﳋﺰﻱ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ. ﻓﻠﻤﺎ ﻭﱠﻰ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:‬ ‫ﻟ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )١١٢٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻮﺟﻪ«، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺭﻣﻴﺢ ﺍﳉﺬﺍﻣﻰ، ﻭﻫﻮ ﳎﻬﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﳌﺸﻜﺎﺓ‬ ‫)٠٥٤٥(: »ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﻛﻤﺎ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٨/٠١ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ،‬ ‫ﻭﻓﻴﻪ ﺿﻌﻒ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﲔ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«.‬
  • 297. ‫-٤٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫»ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻐﲑ ﺗﻮﺑﺔ ﺣﺸﺮﻩ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﺮﻳﺎﻧ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺘﺮ ﻬﺑﺪﺑﺔ ﻛﻠﻤﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻡ ‪‬ﺮﻉ«)١(.‬ ‫ﺻ‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻵﺛﺎﺭ: ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ: ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ‪‬ﻨﺒﺖ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﻘﻞ)٢(.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺪﺍﺑﺔ ﻭﱂ ‪‬ﺴﻢ ﺭﺩﻓﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ. ﻭﻗﺎﻝ: ‪‬ﺗﻐ‪‬ﻨﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﱂ ‪‬ﺤﺴﻦ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻟﻪ: ﲤ‪‬ﻪ.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﻣﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﳏﺮﻣﲔ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﻳﺘﻐﲎ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻻ ﻻ ﲰﻊ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻜﻢ. ﻭﻣﺮ ﲜﺎﺭﻳﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﺗﻐﲏ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻟﺘﺮﻙ ﻫﺬﻩ.‬ ‫ﻭﺳﺄﻝ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃ‪‬ﺎﻙ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﻛﺮﻫﻪ ﻟﻚ. ﻗﺎﻝ: ﺃﺣﺮﺍﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﻮ؟ ﻗﺎﻝ: ﺍﻧ ﹸﺮ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﺇﺫﺍ ﻣ‪‬ﺰ ﺍﷲ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻓﻔﻲ ﺃﻳﻬﻤﺎ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ؟.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻗﺎﻝ: ﻟﻌﻦ ﺍﳌﻐﲏ ﻭﺍﳌﻐﲎ ﻟﻪ.‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ ﻭﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﻃِﺮﺍﺩ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﲏ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺍﻷﺭﻣﻮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺘﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺇﱃ ‪‬ﺆ ‪‬ﺏ ﻟﻮﻟﺪﻩ: ﻟﻴﻜﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺩ‬ ‫ﺃﺩﺑﻚ ‪‬ﻐﺾ ﺍﳌﻼﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺅﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ﺳﺨﻂ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺟﻞ ﻭﻋﺰ، ﻓﺈ‪‬ﻪ ﺑﻠﻐﲏ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳌﻌﺎﺯﻑ ﻭﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻷﻏﺎﱐ ﻭﺍﷲ ﺝ ﻬﺑﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﺐ. ﻭﻟﻌﻤﺮﻱ ﹶﻟ‪‬ﺘﻮﱢﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﺮﻙ ﺣﻀﻮﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﺃﻳﺴﺮ‬ ‫‪‬ﻗ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳊﺪﻭﺩ )٣١٣٢(، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻮﺻﲑﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺑﺸﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﳕﲑ ﺍﻟﺒﺼﺮﻯ، ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﳛﲕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻥ: ﻛﺎﻥ ﺭﻛﻨ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﺣﺪﻳﺜﻪ، ﻭﻛﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﳕﲑ ﻏﲑﻩ. ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻳﻀﻊ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻏﲑﻩ«.‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٨/٠٦، ١٦.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻮﻗﻮﻑ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰱ ﺫﻡ ﺍﳌﻼﻫﻰ )٢١(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٨٩٠٥،‬ ‫٩٩٠٥(.‬
  • 298. ‫-٥٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺫﻱ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺒﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ: ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺭﻗ‪‬ﻴ ﹸ ﺍﻟﺰﻧﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ: ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻟﻠﻘﻠﺐ‬ ‫ﹾﺔ‬ ‫ﻣﺴﺨﻄﺔ ﻟﻠﺮﺏ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺃﻣﻴﺔ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﻳﻬﺪﻡ ﺍﳌﺮﻭﺀﺓ ﻭﺇﻧﻪ‬ ‫ﻟﻴﻨﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻜﺮ، ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻻ ‪‬ﺑ ‪ ‬ﻓﺎﻋﻠﲔ ﻓﺠﻨﺒﻮﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺰﻧﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻛﻢ ﻗﺪ ﻓ‪‬ﺘ‪‬ﻨﺖ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺎﺑﺪ ﻭﺯﺍﻫﺪ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﹶ ِ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﺑـ »ﺫﻡ ﺍﳍﻮﻯ«.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺑﻨﺪﺍﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺯﻣﺔ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟ ‪‬ﲑﺍﰲ ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ ﻋﻦ ﻣﻌﻦ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﰲ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻟﻪ، ﻓﺴﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺳﻄﺢ ﰒ ﺗﻔﺮﻕ ﻋﻨﻪ ﺟﻠﺴﺎﺅﻩ: ﻓﺪﻋﺎ ﺑﻀﻮﺀ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻟﻪ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ‬ ‫ﹲ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺗﺼ ‪ ‬ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫ ﺍﺳﺘﻤﺪﻫﺎ ﺑﻴﺪﻩ، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺳﺎﻫﻴﺔ ﻣﺼﻐﻴﺔ ﺑﺴﻤﻌﻬﺎ ﻣﺎﺋﻠﺔ ﲜﺴﺪﻫﺎ‬ ‫‪‬ﺐ‬ ‫ﻛﻠﻪ ﺇﱃ ﺻﻮﺕ ﻏﻨﺎﺀ ﺗﺴﻤﻌﻪ ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ، ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﻓﺘﻨﺤﺖ ﻭﺍﺳﺘﻤﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﻮﺕ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﺻﻮﺕ ﺭﺟﻞ ﻳﻐﲏ، ﻓﺄﻧﺼﺖ ﻟﻪ ﺣﱴ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻐﲏ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ.‬ ‫ﰒ ﺩﻋﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺭﻳﻪ ﻏﲑﻫﺎ ﻓﺘﻮﺿﺄ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﺫﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺇﺫﻧ‪‬ﺎ ﻋﺎﻣ‪‬ﺎ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﺃﺧﺬﻭﺍ ﳎﺎﻟﺴﻬﻢ ﺃﺟﺮﻯ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻭﻟ‪‬ﻦ ﻓﻴﻪ ﺣﱴ ﻇﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺘﻬﻴﻪ،‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻓﺄﻓﺎﺿﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﻠﻴﲔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻞ ﺑﻘﻲ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻪ؟ ﻓﻘﺎﻡ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﻨﺪﻱ ﺭﺟﻼﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺃ‪‬ﻳﻠﹶﺔ ﺣﺎﺫﻗﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻳﻦ ﻣﱰﻟﻚ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ؟ ﻓﺄﻭﻣﺄ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ: ﻳﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ. ﻓﻮﺟﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺃﺩﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﺍﲰﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﲰﲑ، ﻓﺴﺄﻟﻪ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺣﺎﺫﻕ ﳏﻜﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﱴ ﻋﻬﺪﻙ ﺑﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﰲ ﻟﻴﻠﱵ ﻫﺬﻩ‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ. ﻗﺎﻝ: ﻭﰲ ﺃﻱ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻛﻨﺖ؟ ﻓﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲰﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﺕ.‬
  • 299. ‫-٦٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻏﻨﻴﺖ؟ ﻓﺬﻛﺮ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﲰﻌﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺪﺭ ﺍﳉﻤﻞ‬ ‫ﻓﻀﺒﻌﺖ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ، ﻭﻧﺐ ﺍﻟﺘﻴﺲ ﻓﺸﻜﺮﺕ ﺍﻟﺸﺎﺓ، ﻭﻫﺪﻝ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻓﺰﺍﻓﺖ ﺍﳊﻤﺎﻣﺔ، ﻭﻏﲎ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻄﺮﺑﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ. ﰒ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﺨﺼﻲ. ﻭﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺃﻳﻦ ﺃﺻﻠﻪ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﳌﺨﻨﺜﲔ ﻭﻫﻢ ﺍﳊﺬﺍﻕ ﺑﻪ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﺑﻪ، ﻓﻜﺘﺐ ﺇﱃ ﻋﺎﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﻫﻮ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ: ﺃﻥ ﺍﺧﺺ ﻣﻦ ﻗﺒ‪‬ﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﻨﺜﲔ ﺍﳌﻐﻨﲔ.‬ ‫ِ ِ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳌﻌﲎ ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ‪‬ﺨﺮﺝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻳﻐﲑ ﺍﻟﻌﻘﻞ. ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻫﺬﺍ: ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻃﺮﺏ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻘﺒﺤﻪ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺻﻤﺘﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻏﲑﻩ، ﻣﻦ ﲢﺮﻳﻚ ﺭﺃﺳﻪ، ﻭﺗﺼﻔﻴﻖ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭﺩﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺮﺟﻠﻴﻪ. ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ، ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻳﻮﺟﺐ ﺫﻟﻚ، ﺑﻞ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﳋﻤﺮ ﰲ ﺗﻐﻄﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻞ. ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﳌﺆﻣﻞ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺮﺍﺯ، ﻗﺎﻝ: ﺫﻛﺮ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔ ‪‬ﺍﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻟﻮ ﻧﺎﺻﺤﻮﺍ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺻﺪﻗﻮﻩ ﻷﻓﺎﺩﻫﻢ ﰲ ﺳﺮﺍﺋﺮﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﻐﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻼﻗﻲ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺸﺎﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ‪‬ﺑ ﱠﺔ ﺍﻟﻌﻜ‪‬ﺒﺮِﻱ: ﺳﺄﻟﲏ ﺳﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﻨﻬﻴﺘﻪ‬ ‫ﻄ ‪‬ﹾ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻋﻠﻤﺘﻪ ﺃ‪‬ﻪ ﳑﺎ ﺃﻧﻜﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻪ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ، ﻭﺇﳕﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺳ ‪‬ﻮﺍ‬ ‫‪‬ﻤ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﲰﺎﻫﻢ ﺍﶈﻘﻘﻮﻥ ﺍﳉﱪﻳﺔ ﺃﻫﻞ ﳘﻢ ﺩﻧﻴﺌﺔ ﻭﺷﺮﺍﺋﻊ ﺑﺪﻋﻴﺔ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﻛﻞ‬ ‫ﺃﺳﺒﺎﻬﺑﻢ ﻇﻠﻤﺔ. ﻳ ‪‬ﻋﻮﻥ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﶈﺒﺔ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻳﻄﺮﺑﻮﻥ ﻭﻳﺼﻌﻘﻮﻥ ﻭﻳﺘﻐﺎﺷﻮﻥ ﻭﻳﺘﻤﺎﻭﺗﻮﻥ ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺣﺒﻬﻢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻟﺮﻬﺑﻢ ﻭﺷﻮﻗﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ. ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﳉﺎﻫﻠﻮﻥ ﻋﻠﻮ‪‬ﺍ ﻛﺒﲑ‪‬ﺍ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﺒ‪‬ﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﱠﻖ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﺯ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﺎ: ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﳉﺎﺭﻳﺘﲔ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﻀﺮﺑﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﺪﻓﲔ، ﻭﰲ‬
  • 300. ‫-٧٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺃﻟﻔﺎﻇﻪ: »ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺟﺎﺭﻳﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺭﻱ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺗﻐﻨﻴﺎﻥ ﲟﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﻘﺎﻭﻟﺖ ﺑﻪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻮﻡ ‪‬ﺑﻌ‪‬ﺎﺙ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: ﺃﻣﺰﻣﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﺩﻋﻬﻤﺎ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺇﻥ ﻟﻜﻞ ﻗﻮﻡ ﻋﻴﺪ‪‬ﺍ ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻴﺪﻧﺎ«)١(.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ. ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺃ‪‬ﺎ ﺯﹼﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬ﻓ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﻳﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻬﻮ؟ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻌﺠﺒﻬﻢ‬ ‫ﺍﻟﻠﻬﻮ«)٢(. ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ. ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻀ‪‬ﺎﻟﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﷲ ﺃﺷﺪ ﺃﺫﻧ‪‬ﺎ ﺇﱃ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﻴﻨﺔ ﺇﱃ ﻗﻴﻨﺘﻪ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ: ﻭﺟﻪ ﺍﳊﺠﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﺛﺒﺖ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﺇﺫ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ‪‬ﻘﺎﺱ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﳏﺮﻡ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﺃﺫﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ‬ ‫ِﹶ‬ ‫ﻟﺸﻲﺀ ﻣﺎ ﺃﺫﻥ ﻟﻨﱯ ﻳﺘﻐﲎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ«)٤(.‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺎﻃﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻓﺼ ﹸ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﳊﻼﻝ ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ﺍﻟﻀﺮﺏ‬ ‫ﹶ ‪‬ﻞ‬ ‫ﺑﺎﻟﺪﻑ«)٥(.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﺑ‪‬ﻨﺎ ﺃ‪‬ﻢ‬ ‫ﻴ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٢٦١٥( ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٠٤٣١(، ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ«، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٩١، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٩٥٦ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/١٧٥،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ: »ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻨﻘﻄﻊ«. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٠٣٦٤(.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ )٣٢٠٥، ٤٢٠٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ‬ ‫)٢٩٧/٢٣٢ ــ ٤٣٢(.‬ ‫)٥( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٨٨٠١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ«، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ‬ ‫)٩٦٣٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٦٩٨١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٨١٤، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٤٨١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٧/٩٨٢.‬
  • 301. ‫-٨٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺸﺪﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭ ‪‬ﻤﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻏﻨﺎﺀ ﻟﻨﻮﻉ ﻳﺜﺒﺖ ﰲ ﺍﻹﻧﺸﺎﺩ ﻭﺗﺮﺟﻴﻊ، ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﳜﺮﺝ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ.‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﳛﺘﺞ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻋﻨﺪ ﻗﻠﻮﺏ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ‬ ‫ﺍﳌﻄﺮﺑﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﻛﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﻧﻔﻮﺱ ﻗﺪ ﲤﻠﻜﻬﺎ ﺍﳍﻮﻯ؟ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ ﻟﻠﻔﻬﻢ.‬ ‫ﺃﻭﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﺻﺢ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺃ‪‬ﺎ ﻗﺎﻟﺖ: ﻟﻮ ﺭﺃﻯ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﳌﻨﻌﻬﻦ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ)١(.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﻔﱵ ﺃﻥ ﻳﺰﻥ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ ﺃﻥ ﻳﺰﻥ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪ‬ ‫ﰒ ﻳﺼﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﲟﺎ ﺗﻘﺎﻭﻟﺖ ﺑﻪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻮﻡ ‪‬ﻌﺎﺙ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺀ ﺃﻣﺮﺩ ﻣﺴﺘﺤﺴﻦ ﺑﺂﻻﺕ‬ ‫ﺑ ٍ‬ ‫ﻣﺴﺘﻄﺎﺑﺔ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﲡﺬﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻏﺰﻟﻴﺎﺕ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ﻭﺍﻟﻐﺰﺍﻟﺔ ﻭﺍﳋﺎﻝ ﻭﺍﳋﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﺪ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻓﻬﻞ ﻳﺜﺒﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺒﻊ ﻫﻴﻬﺎﺕ، ﺑﻞ ﻳﱰﻋﺞ ﺷﻮﻗﹰﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﻠﺬ، ﻭﻻ ﻳﺪﻋﻲ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻻ ﳚﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻛﺎﺫﺏ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺣﺪ ﺍﻵﺩﻣﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺃﺧﺬ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﰲ ﺣﻘﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻳﺴﺒﻘﻪ ﺇﱃ ﻣﺎ ﳚﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳍﻮﻯ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺏ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﲜﻮﺍﺏ ﺁﺧﺮ، ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ‬ ‫ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣﺠﺘﻨﺎ ﻷﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﲰﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺰﻣﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﱂ‬ ‫ﻳﻨﻜﺮ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﻗﻮﻟﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻠﻴﻆ ﰲ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﳊﺴﻦ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﻐﲑﺓ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﱂ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺑﻠﻮﻏﻬﺎ ﻭﲢﺼﻴﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺫﻡ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻳﺬﻡ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﳝﻨﻊ ﻣﻦ‬ ‫ﲰﺎﻋﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺼﺮﻳﺢ ﰲ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺫﺍﻥ )٩٦٨(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٥٤٤/٤٤١(.‬
  • 302. ‫-٩٩٢-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﻴﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻭ ﻏﲑﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻴﻨﺔ ﻓﻼ ﳝﺘﻨﻊ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺸﺒﻪ ﺣﺮﺍﻣ‪‬ﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ: ﻭﺟﺪﺕ ﻟﻠﻌﺴﻞ ﻟﺬﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﺬﺓ ﺍﳋﻤﺮ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻣ‪‬ﺎ ﺻﺤﻴﺤ‪‬ﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺑﺎﻹﺻﻐﺎﺀ ﰲ ﺍﳊﺎﻟﺘﲔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺣﻼﻻ ﺃﻭ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺣﺮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻻ ﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﺇﻧﻜﻢ ﻟﺘﺮﻭﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ«)١( ﻓﺸﺒﻪ‬ ‫ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑﺈﻳﻀﺎﺡ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﰲ ﺟﻬﺔ ﳛﻴﻂ ﺑﻪ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ‬ ‫ﻭﺍﳊﻖ ﻣﱰﻩ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﰲ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ: ﻻ ﻧﻨﺸﻒ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﺃﺛﺮ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻓﻼ ﻳﺴﻦ‬ ‫ﻣﺴﺤﻪ ﻛﺪﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ، ﻓﻘﺪ ﲨﻌﻮﺍ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﺗﻔﺎﻗﻬﻤﺎ ﰲ ﻛﻮ‪‬ﻤﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺇﻥ ﺍﻓﺘﺮﻗﺎ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ. ﻭﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺡ ﻓﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻻ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﻳﺘﻐﲎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻘﺪ ﻓﺴﺮﻩ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻌﻨﺎﻩ: ﻳﺴﺘﻐﲏ ﺑﻪ،‬ ‫ﻭﻓﺴﺮﻩ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻳﺘﺤﺰﻥ ﺑﻪ ﻭﻳﺘﺮﱎ. ﻭﻗﺎﻝ ﻏﲑﳘﺎ: ﳚﻌﻠﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻏﻨﺎﺀ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺳﺎﺭﻭﺍ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺑﺎﻟﺪﻑ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻳﻜﺴﺮﻭﻥ ﺍﻟﺪﻓﻮﻑ - ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻮ ﺭﺃﻭﺍ ﻫﺬﻩ - ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺪﻑ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ‬ ‫ﰲ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺳ ﱠﻡ: ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺇﳕﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻟﻮ ﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ )٤٥٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ )٣٣٦/١١٢،‬ ‫٢١٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ.‬
  • 303. ‫-٠٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺣﻨﺒﻞ: ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﻑ ﺑﺄﺱ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺱ ﻭﳓﻮﻩ ﻭﺃﻛﺮﻩ ﺍﻟﻄﺒﻞ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺒ‪‬ﻄﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﺆﺩﺏ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﶈﺎﻣﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﺟﺒﻠﺔ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ، ﺛﻨﺎ ﺯﻫﲑ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺒ‪‬ﺠﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻃﻠﺒﺖ‬ ‫ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺪﺭﻳ‪‬ﺎ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﰲ ﻋﺮﺱ ﻟﻪ ﻗﺎﻝ: ﻭﺇﺫﺍ ﺟﻮﺍﺭ ﻳﻐﻨﲔ ﻭﻳﻀﺮ ﺑﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﺎﻟ ‪‬ﻓﻮﻑ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻻ ﺗﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺭﺧﺺ ﻟﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ)١(.‬ ‫ﺪ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺟﺪﻱ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳋﻴﺎﻁ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺳﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻋﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺇﻟﻴﺎﺱ، ﻋﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺃﻇﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻭﺃﺿﺮﺑﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺎﻝ)٢(،‬ ‫ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺪﻑ«.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻛ ﱡ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﺑﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹸﻞ‬ ‫ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﳌﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺞ ﳍﻢ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻔﺘﻮﻧﻮﻥ ﲝﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﲟﺎ ﻻ ﺣﺠﺔ‬ ‫ﻓﻴﻪ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﻟﱪﺍﺀ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﻳﺴﺘﻠﺬ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺮﱎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﱪﺍﺀ ﻷﻧﻪ ﺭﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻠﻘﻰ‬ ‫ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﺘﺮﱎ؛ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﱎ، ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﺘﺮﱎ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٨٣٣(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٤٨١ ﺑﻨﺤﻮﻩ،‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٧١/٧٤٢، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ )٨٦١٣(:‬ ‫»ﺣﺴﻦ«.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٥٩٨١( ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺃﺑﻮ ﺍﳍﻴﺜﻢ‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ. ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻪ. ﺑﻞ ﻧﺴﺒﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺿﻊ«،‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٧/٠٩٢، ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ )٥٣٦(.‬
  • 304. ‫-١٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﺍ ﹸﻄﺮﺏ.‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﳍﻢ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﻳﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺟﺎﻫﻞ ﻓﻴﻐﺘﺮ ﱂ‬ ‫ﻳﺼﻠﺢ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻷ‪‬ﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺸﻲﺀ، ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﻝ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻴﻪ، ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻝ ﺳﻨﺔ، ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﲟﺎ ﺭﻭﻯ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﺪ ﻋﻦ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﻨﺸﺪﱐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺃﻣﻴﺔ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻲ ﻫﻲ ﺣﱴ ﺃﻧﺸﺪﺗﻪ ﻣﺎﺋﺔ‬ ‫ﻗﺎﻓﻴﺔ)١(، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﺰﻝ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺠﺎﺝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: »ﻃﺎﻑ ﺍﳋﻴﺎﻻﺕ ﻓﻬﺎﺟﺎ ﺳﻘﻤ‪‬ﺎ«. ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻳﻨﺸﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﺣﺘﺠﺎﺝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻣﺎ ﺃﻋﺠﺒﻪ ﻛﻴﻒ ﳛﺘﺞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺑﺈﻧﺸﺎﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻣﺎ ﻣﺜﻠﻪ ﺇﻻ ﻛﻤﺜﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ‪‬ﻀﺮﺏ ﺑﺎﻟﻜﻒ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻓﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﺄﻭﺗﺎﺭﻩ، ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ‪‬ﻌﺼﺮ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﰲ ﻳﻮﻣﻪ‬ ‫ﻳ‪ ‬‬ ‫ﻓﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ، ﻭﻗﺪ ﻧﺴﻲ ﺃﻥ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻻ ﻳﻄﺮﺏ ﻛﻤﺎ ﻳﻄﺮﺏ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ.‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﳍﺎﴰﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻏﲑ ﺃﱐ ﺣﻀﺮﺕ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﻟ‪‬ﻤﻴﻤﻲ، ﺳﻨﺔ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﺳﺒﻌﲔ ﻭﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﰲ ﺩﻋﻮﺓ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﻀﺮﻫﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻷﻬﺑﺮﻱ ﺷﻴﺦ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﲔ، ﻭﺃﺑﻮ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﻛﻲ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﲔ، ﻭﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺷﻴﺦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ،‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻭﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﲰﻌﻮﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻮﻋﺎﻅ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ، ﻭﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ ﺷﻴﺦ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﱐ، ﰲ ﺩﺍﺭ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﺷﻴﺦ ﺍﳊﻨﺎﺑﻠﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻋﻠﻲ: ﻟﻮ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﱂ ﻳﺒﻖ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻦ ﻳﻔﱵ ﰲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺑﺴﻨﺔ. ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﻏﻼﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺮﹸﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺼﻮﺕ ﺣﺴﻦ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻗﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻫﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ:‬ ‫ﹸﹾ‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫)ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺸﻌﺮ )٥٥٢٢/١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٨٥٧٣(.‬
  • 305. ‫-٢٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺭﺳــﺎﻟﺔ ﺑﻌــﺒﲑٍ ﻻ ﺑﺄﻧﻔــﺎﺱ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺧﻄﺖ ﺃﻧﺎﻣﻠﻬﺎ ﰲ ﺑﻄﻦ ﻗﺮﻃـﺎﺱ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬ﱠ ‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ‪‬ﺒﻚ ﱄ ﻗﺪ ﺷﺎﻉ ﰲ ﺍﻟﻨـﺎﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ ﺣ‪ ‬‬ ‫ﺃﻥ ﺯﺭ ﻓﺪ‪‬ﻳﺘ‪‬ﻚ ﻗﻒ ﱄ ﻏﲑ ﳏﺘﺸِﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹾ ‪ ‬ﹶ‪ ِ  ‬‬ ‫ﻗﻒ ﱄ ﻷﻣﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ ﻭﺍﻟﺮﺃﺱ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ‪‬‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﻗﻮﱄ ﳌـﻦ ﺃ ‪‬ﻯ ﺭﺳـﺎﻟﺘﻬﺎ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ: ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬﺍ ﻻ ﳝﻜﻨﲏ ﺃﻥ ﺃﻓﱵ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ِﺑﺤﻈﺮ ﻭﻻ ﺇﺑﺎﺣﺔ.‬ ‫‪ ‬ﹾٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺇﻥ ﺻﺪﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻓﺈﻥ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﹸ ﹾ‬ ‫ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻴﺲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﺜﻘﺔ، ﲪﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﻧﺸﺪﻫﺎ‬ ‫ﻻ ﺃﻧﻪ ﻏﲎ ﻬﺑﺎ ﺑﻘﻀﻴﺐ ﻭﳐﺪﺓ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺬﻛﺮﻩ، ﰒ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻼﻡ ﻣﺠﻤﻞ.‬ ‫‪ ‬ﹲ‬ ‫ﻗﻮﻟﻪ: ﻻ ﳝﻜﻨﲏ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﲝﻈﺮ ﻭﻻ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﻷﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﻠﺪ‪‬ﺍ ﳍﻢ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﱵ‬ ‫ﺑﺎﻹﺑﺎﺣﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻓﻴﻠﺰﻣﻪ ﻣﻊ ﺣﻀﻮﺭﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﱵ ﺑﺎﳊﻈﺮ، ﰒ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ‬ ‫ﹾ‬ ‫ﺻﺤﺘﻬﺎ ﺃﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺃﻭﱃ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ.‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺃﲪﺪ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﲨﻌﲔ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻜﻔﻲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻭﺷﻴﺪﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ: ﺑﺎﺏ ﺇﻛﺮﺍﻣﻬﻢ ﻟﻠﻘ ‪‬ﺍﻝ ﻭﺇﻓﺮﺍﺩﻫﻢ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻟﻪ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺑﺄﻥ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﺭﻣﻰ ﺑﺮﺩﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﱃ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺯﻫﲑ ﳌﺎ ﺃﻧﺸﺪﻩ:‬ ‫ٍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﺎﻧـــﺖ ﺳـــﻌﺎﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﻌﺮﻑ ﻗﺪ‪‬ﺭ ﻓﻘﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻪ، ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﺷﺮﻑ ﻣﻦ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ.‬ ‫ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺠﺎﺟﻲ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ‬ ‫ﺑﻼﻝ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ؛ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﻳﺘﱪﻛﻮﻥ ﺑﻪ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍ ﹸﺰِﻧﻲ ﻗﺎﻝ: ﻣﺮﺭﻧﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺭ ﻗﻮﻡ‬ ‫ٍ‬ ‫ﳌ‪ ‬‬ ‫ﻭﺟﺎﺭﻳﺔ ﺗﻐﻨﻴﻬﻢ: )ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬
  • 306. ‫-٣٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻧ‪‬ﺮ‪‬ﺍﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻘﺎﺏ ﺑﺎﻟﻘﻮﻡ ‪‬ﺗﻨﻜ ‪‬‬ ‫ِ ‪ِ ‬ﺺ‬ ‫ِ‬ ‫ﺧﻠﻴﻠﻲ ﻣﺎ ﺑـﺎﻝ ﺍﳌﹶﻄﺎﻳـﺎ ﻛﺄﻧﻨـﺎ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: ﻣِﻴﹸﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻏﺖ‪ ،‬ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﺃ‪‬ﻄﺮﺑﻚ ﻫﺬﺍ؟‬ ‫ﻳ‬ ‫ﹶ‪ ‬ﹶ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻟﻚ ﺣ ﱞ.‬ ‫ِﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ‪‬ﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﰲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ‬ ‫ﻣ ﹲ‬ ‫ﳎﻬﻮﻟﻮﻥ، ﻭﺍ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻻ ‪‬ﻮﹶﺛ ‪ ‬ﺑﻪ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﺟ ﱠ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ.‬ ‫‪‬ﻞ‬ ‫ﻳ ﻖ‬ ‫ﻭﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻄﻴﺐ‬ ‫ﻝ‬ ‫ﺍﻟﻄﱪﻱ ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﱵ ﻟﻴﺴﺖ ﲟﺤﺮﻡ ﻓﺈﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫ﳚﻮﺯ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﺓ ﺃﻭ ﳑﻠﻮﻛﺔ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﲨﻊ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺴﻤﺎﻋﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﺳﻔﻴﻪ ﺗﺮﺩ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ، ﰒ ﻏﹼﻆ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﻫﻮ ﺩﻳﺎﺛﺔ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﳕﺎ ﺟﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺳﻔﻴﻬ‪‬ﺎ ﻓﺎﺳﻘﹰﺎ، ﻷﻧﻪ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻛﺎﻥ ﺳﻔﻴﻬ‪‬ﺎ ﻓﺎﺳﻘﹰﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟ ‪‬ﻣﺸﻘﻲ ﺟﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗ ‪‬ﺍﻟﺔ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﳍﻢ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ.‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ‬ ‫ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻟﻪ ﺟﻮﺍﺭ ﻳﺴﻤﻌﻦ ﺍﻟﺘﻠﺤﲔ ﻗﺪ ﺃﻋﺪﻫﻦ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻌﻄﺎﺀ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺟﺎﺭﻳﺘﺎﻥ ﺗﻠﺤﻨﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﻠﺤﲔ ﻣﻨﻬﻤﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻗﻠﺖ: ﺃﻣﺎ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻓﺮﺟﻞ ﺟﺎﻫﻞ، ﻭﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ‬ ‫ﹲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﺎﻝ ﻭﻛﺬﺏ، ﻭﺇﻥ ﺻ ‪‬ﺖ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻓﻬﻮ ﻓﺎﺳﻖ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺟﻬﻠﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻤﺎﻟﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳍﻮﻯ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﱐ، ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﻗﺎﻻ:‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﻓﺎﺭﺱ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﺼﻮﰲ‬
  • 307. ‫-٤٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﺩﺍﺭ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻹﺑﺮﻳﺴﻤﻲ ﻟﻠﺴﻤﺎﻉ ﻣﻦ ﻫﺰﺍﺭﺓ ﺭﲪﻬﺎ ﺍﷲ، ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﻻﺕ.‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻗﺒﺢ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﳊﺎﻛﻢ، ﻛﻴﻒ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳛ ﱡ‬ ‫ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﲟﺤﺮﻡ، ﰒ ﻳﺬﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﻴﺴﺎﺑﻮﺭ« ﻭﻫﻮ‬ ‫ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻠﻢ، ﻣﻦ ﻏﲑ ﲢﺎﺵ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﻣﺜﻠﻪ، ﻟﻘﺪ ﻛﻔﺎﻩ ﻫﺬﺍ، ﻗﺪ ﺟﺎﰱ ﻋﺪﺍﻟﺘﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﱪﻛﻢ ﺑﻪ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﻧﺎ ﺣﻨﺒﻞ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﺛﻨﺎ ﺟﺮﻳﺮ، ﻋﻦ ﻣﻐﲑﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻮﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﻳﻘﺺ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺮﻍ ﺃﻣﺮ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻟﻪ ﺗﻘﺺ ﻭﺗﻄﺮﺏ، ﻗﺎﻝ ﺍﳌﻐﲑﺓ، ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻧﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺻﺪﻕ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﱂ ﻳﺒﻌﺚ ﻧﺒﻴﻪ ﺑﺎﳊﻤﻖ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﺻﻨﻴﻌﻚ ﻫﺬﺍ ﺻﻨﻴﻊ ﺃﲪﻖ.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻈﻦ ﺑﻌﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﻞ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﻣﻨﻔﺮﺩ‪‬ﺍ ﻭﻫﻲ ﻣﻠﻜﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﻐﲑﺓ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻭﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﺗﻄﺮﺏ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﻟﻪ،‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻇﻨﻚ ﲟﻦ ﻳﺴﻤﻌﻬﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻳﺮﻗﺼﻬﻦ ﻭﻳﻄﺮﻬﺑﻦ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺇﻧﺸﺎﺩ ﺟﻮﺍﺭﻳﻪ، ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺩﻑ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ‬ ‫ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﺁﻧﻔﹰﺎ ﲝﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﺭﻭﺍﻫﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﻳﻜﺮﻩ ﺫﻟﻚ، ﻓﻮﻋﺪﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﺒﺎﺯﺓ، ﻓﻤﻜﺚ ﻋﻨﺪﻱ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﰊ ﻗﺪ ﻧﺎﻡ‬ ‫ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻐﲏ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺣﺲ ﺃﰊ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﻄﺢ، ﻓﺼﻌﺪﺕ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﰊ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻳﺴﻤﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺫﻳﻠﻪ ﲢﺖ ﺇﺑﻄﻪ ﻳﺘﺒﺨﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻗﺺ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ، ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻋﻦ‬
  • 308. ‫-٥٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺻﺎﱀ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺩﻋﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﺒﺎﺯﺓ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪﻱ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻳﻠﺤﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﰊ ﰲ ﺍﻟﺰﻗﺎﻕ‬ ‫ﻳﺬﻫﺐ ﻭﳚﻲﺀ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺑﺎﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻳﺴﺘﻤﻊ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻬﺑﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺘﻮﺯﻱ، ﺛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﺱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﻲ، ﳛﻜﻲ ﺃﻇﻨﻪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺩﻋﻮ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﺒﺎﺯﺓ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪﻱ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻳﻠﺤﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﰊ ﻳﻨﻬﺎﱐ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻐﲏ ﻓﻜﻨﺖ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﺒﺎﺯﺓ ﻋﻨﺪﻱ‬ ‫ﺃﻛﺘﻤﻪ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻟﺌﻼ ﻳﺴﻤﻊ، ﻓﻜﺎﻥ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻐﲏ ﻓﻌﺮﺿﺖ ﻷﰊ ﻋﻨﺪﻧﺎ‬ ‫ﺣﺎﺟﺔ، ﻭﻛﻨﺎ ﰲ ﺯﻗﺎﻕ ﻓﺠﺎﺀ ﻓﺴﻤﻌﻪ ﻳﻐﲏ، ﻓﺘﺴﻤﻊ ﻓﻮﻗﻊ ﰲ ﲰﻌﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ،‬ ‫ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻷﻧﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺄﰊ ﺫﺍﻫﺒ‪‬ﺎ ﻭﺟﺎﺋﻴ‪‬ﺎ، ﻓﺮﺩﺩﺕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺪﺧﻠﺖ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﱄ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ: ﻧﻌﻢ... ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﻣﻌﻨﺎﻩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺑﻦ ﺍﳋﺒﺎﺯﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺸﺪ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺰﻫﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺍﻵﺧﺮﺓ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﲪﺪ، ﻭﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻳﱰﻋﺞ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﺰﻋﺠﻪ‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﺏ ﻓﻴﻤﻴﻞ ﳝﻴﻨ‪‬ﺎ ﻭﴰﺎﻻ.‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ: ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻭﺫﻳﻠﻪ ﲢﺖ ﺇﺑﻄﻪ ﻳﺘﺒﺨﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻛﺄﻧﻪ‬ ‫ﻳﺮﻗﺺ، ﻓﺈﳕﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ، ﻭﺗﻐﻴﲑﻫﻢ ﻳﻈﻨﻮﻧﻪ ﺍﳌﻌﲏ ﺗﺼﺤﻴﺤ‪‬ﺎ ﳌﺬﻫﺒﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺮﻗﺺ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺍﻟﻘﺪﺡ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﻭﰲ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﺍﻭﻳﲔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﻈﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺞ ﳍﻢ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﲟﻨﺎﻣﺎﺕ ﻭﻗﺴﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﺇﱃ ﺃﻧﻮﺍﻉ، ﻭﻫﻮ ﺗﻘﺴﻴﻢ‬ ‫ﺻﻮﰲ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﱃ ﺍﳍﻮﻯ‬ ‫ﻓﻬﻮ ﻛﺎﺫﺏ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺇﻧﺎ ﻻ‬ ‫ﻧﺴﻤﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﳋﺎﺹ ﻭﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﺬﺍ ﲡﺎﻫﻞ ﻣﻨﻪ ﻋﻈﻴﻢ ﻷﻣﺮﻳﻦ:‬
  • 309. ‫-٦٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺒﻴﺢ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﳌﻼﻫﻲ ﻷﻧﻪ ﻳﺴﻤﻌﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﺴﺘﺒﺢ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻧﻘﺾ ﻗﻮﻟﻪ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﺍﺳﺘﺒﺎﺡ ﻓﻘﺪ ﻓﺴﻖ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺪﻋﻲ ﻻ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻓﺎﺭﻕ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺻﺎﺭ ﲟﱰﻟﺔ‬ ‫ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ، ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﲣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻌﻪ ﻭﻋﻠﻢ ﻛﻞ ﻋﺎﻗﻞ ﻛﺬﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫ﻭﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﳎﺎﻫﺪ‪‬ﺍ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﻻ ﳐﺎﻟﻔﹰﺎ ﳍﻮﺍﻩ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺛﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻋﺎﻗﻞ، ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍ‪‬ﺒﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﻮﻯ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﳌﻄﺮﺏ ﺑﻐﲑ ﻃﺒﻌﻚ، ﺃﻭ ﺗﻄﺮﺏ ﻟﺴﻤﺎﻋﻪ ﻟﻐﲑ ﻣﺎ‬ ‫ﻏﺮﺱ ﰲ ﻧﻔﺴﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺌﻞ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ ﻋﻤﻦ ﲰﻊ ﺍﳌﻼﻫﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻫﻲ ﱄ ﺣﻼﻝ ﻷﱐ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺪ‬ ‫ﻭﺻﻞ ﻟﻌﻤﺮﻱ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﱃ ﺳﻘﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﺃ‪‬ﻢ ﲰﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺸﺪ ﺷﻴﺌﹰﺎ‬ ‫ﻓﺄﺧﺬﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ ﻓﺎﻧﺘﻔﻌﻮﺍ ﺑﻪ، ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻭ‬ ‫ﺣﻜﻤﺔ ﻓﻴﺄﺧﺬﻫﺎ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻓﺘﺰﻋﺠﻪ ﲟﻌﻨﺎﻫﺎ ﻻ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﻄﺮﺏ ﻛﻤﺎ ﲰﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ‬ ‫ﺻﻮﺕ ﻣﻐﻨﻴﺔ ﺗﻘﻮﻝ: )ﳎﺰﻭﺀ ﺍﻟﺮﻣﻞ(‬ ‫ﻏﻴ ‪ ‬ﻫـﺬﺍ ﺑِـﻚ ﺃﺟﻤ‪‬ـﻞ‬ ‫‪  ‬ﹾ‬ ‫ﹶ ‪‬ﺮ‬ ‫ﹸــﻞ ﻳ‪‬ــﻮﻡٍ ‪‬ﺗﺘﻠﹶــﻮﻥ‬ ‫‪‬ﹾ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻛ ﱠ‬ ‫ﻓﺼﺎﺡ ﻭﻣﺎﺕ، ﻓﻬﺬﺍ ﱂ ﻳﻘﺼﺪ ﲰﺎﻉ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﱂ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻠﺤﲔ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺘﻠﻪ ﺍﳌﻌﲎ،‬ ‫ﰒ ﻟﻴﺲ ﲰﺎﻉ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺑﻴﺖ ﱂ ﻳﻘﺼﺪ ﲰﺎﻋﻪ ﻛﺎﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺍﳌﻄﺮﺑﺔ ﻣﻊ ﺍﻧﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ ﱂ‬ ‫ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ، ﻭﻟﻮ ﺳﺄﻟﻨﺎ: ﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﱄ ﺃﻥ ﺃﻗﺼﺪ ﲰﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻌﻨﺎﻩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺞ ﳍﻢ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﻧﺰﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺭﺗﺒﺘﻪ‬
  • 310. ‫-٧٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﳎﻤﻮﻋﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﱘ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻧ ﱞ ﻭﻻ ﻗﻴﺎﺱ، ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ‬ ‫ﺺ‬ ‫ﻝ‬ ‫ﻗﺪ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎﻩ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﺘﺤﺮﱘ ﲰﺎﻉ ﺻﻮﺕ ﻃﻴﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺯﻭﻧ‪‬ﺎ ﻓﻼ ﳛﺮﻡ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﳛﺮﻡ ﺍﻵﺣﺎﺩ ﻓﻼ ﳛﺮﻡ ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ، ﻓﺈﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻛﺎﻥ ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ‬ ‫ﻣﺒﺎﺣ‪‬ﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﳏﻈﻮﺭ ﺣﺮﻡ ﻧﺜﺮﻩ‬ ‫ﻭﻧﻈﻤﻪ، ﻭﺣﺮﻡ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻟﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﺇﱐ ﻷﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﲟﻔﺮﺩﻩ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻭﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻭﺗﺮ ﻟﻮ ﺿﺮﺏ ﱂ ﳛﺮﻡ ﻭﱂ ﻳﻄﺮﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﻭﺿﺮﺏ ﻬﺑﻤﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺟﻪ ﳐﺼﻮﺹ ﺣﺮﻡ ﻭﺃﺯﻋﺞ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﺟﺎﺋﺰ ﺷﺮﺑﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻴﻪ ﺷﺪﺓ ﻣﻄﺮﺑﺔ‬ ‫ﺣﺮﻡ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﺍ‪‬ﻤﻮﻉ ﻳﻮﺟﺐ ﻃﺮﺑ‪‬ﺎ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻓﻴﻤﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺿﺮﺏ: ‪‬ﺤﺮﻡ ﻭﻣﻜﺮﻭﻩ ﻭﻣﺒﺎﺡ.‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻓﺎﶈﺮﻡ: ﺍﻟﺰﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﺍﻟﺴﺮﻧﺎ ﻭﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ ﻭﺍﳌﻌﺰﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﺑﺎﺏ ﻭﻣﺎ ﻣﺎﺛﻠﻬﺎ، ﻧﺺ ﺍﻹﻣﺎﻡ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﱘ ﺫﻟﻚ. ﻭﻳﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﺍﳉﺮﺍﻓﺔ ﻭﺍﳉﻨ‪‬ﻚ، ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺗﻄﺮﺏ ﻓﺘﺨﺮﺝ ﻋﻦ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﺣﺪ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺗﻔﻌﻞ ﰲ ﻃﺒﺎﻉ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﳌﺴﻜﺮ، ﻭﺳﻮﺍﺀ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺣﺰﻥ ﻳﻬﻴﺠﻪ ﺃﻭ ﺳﺮﻭﺭ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﱯ »‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺻﻮﺗﲔ ﺃﲪﻘﲔ: ﺻﻮﺕ ﻋﻨﺪ ﻧﻐﻤﺔ ﻭﺻﻮﺕ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﻣﺼﻴﺒﺔ«)١(.‬ ‫ﻭﺍﳌﻜﺮﻭﻩ: ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﲟﻄﺮﺏ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻄﺮﺏ ﲟﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻭﻫﻮ ﺗﺎﺑﻊ‬ ‫ﻟﻠﻘﻮﻝ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻜﺮﻭﻩ، ﻭﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﳛﺮﻡ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻛﻤﺎ ﳛﺮﻡ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻓﻴﻜﻮﻥ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻬﺎﻥ ﻛﺎﻟﻘﻮﻝ ﻧﻔﺴﻪ.‬ ‫ﻭﺍﳌﺒﺎﺡ: ﺍﻟ ‪‬ﻑ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟ ‪‬ﻑ ﺑﺄﺱ ﰲ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺱ ﻭﳓﻮﻩ ﻭﺃﻛﺮﻩ ﺍﻟﻄﺒﻞ.‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٥٠٠١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ«. ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ.‬
  • 311. ‫-٨٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ: ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺍﷲ ﻭﻋﺸﻘﻪ ﻭﺍﺷﺘﺎﻕ ﺇﱃ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﻓﺎﻟﺴﻤﺎﻉ ﰲ ﺣﻘﻪ‬ ‫ﻣﺆﻛﺪ ﻟﻌﺸﻘﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻌﺸﻖ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺧﻄﺄ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﰒ ﺃﻱ ﺗﻮﻛﻴﺪ ﻟﻌﺸﻘﻪ ﰲ ﻗﻮﻝ ﺍﳌﻐﲏ: )ﺍﳌﺪﻳﺪ(‬ ‫ـﻪ ﺍﻟﻨ ـﺎﺭ ﺗ ـﺪﺡ‬ ‫ﻭﺟﻨﺘﻴـ ِ ‪‬ـ ‪‬ﻘﺘـ ‪‬‬ ‫ﺫﻫﱯ ﺍﻟﻠـﻮﻥ ﲢﺴـﺐ ﻣـﻦ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﲰﻊ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﻭﻗﻔﺖ ﻃﺒﺎﻋﻬﻢ ﺣﺪ‪‬ﺍﻫﺎ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺑﺎﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻻ ﻛﺮﺍﻣﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺇﳕﺎ ﲢﺪﻯ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻮﻋﺪ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻭﻋﻴﺪﻩ ﻭﺳﻨﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‬ ‫ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﻝ: ﴿ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻠﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺯﺍﺩ‪‬ﻢ ﺇﳝﺎﻧ‪‬ﺎ﴾ ]ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ: ٢[، ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻝ: ﻭﺇﺫﺍ‬ ‫ﺃﻧﺸﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻃﺮﺑﺖ، ﻓﺄﻣﺎ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺑﺎﻷﳊﺎﻥ ﻓﻘﺎﻃﻊ ﻋﻦ ﺍﷲ، ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺻﻔﺔ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻭﺍﳌﻌﺸﻮﻕ ﳑﺎ ﻳﺘﻌﺪﺩ ﻋﻨﻪ ﻓﺘﻨﻪ، ﻭﻣﻦ ﺳﻮﻟﺖ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁ ﺍﻟﻌﱪ‬ ‫ﻣﻦ ﳏﺎﺳﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻤﻔﺘﻮﻥ.‬ ‫ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﶈﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺃﺣﺎﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺍﳋﻴﻞ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﳓﻮ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈ‪‬ﺎ‬ ‫ﻣﻨﻈﻮﺭﺍﺕ ﻻ ‪‬ﻴﺞ ﻃﺒﻌ‪‬ﺎ ﺑﻞ ﺗﻮﺭﺙ ﺍﺳﺘﻌﻈﺎﻣ‪‬ﺎ ﻟﻠﻔﺎﻋﻞ، ﻭﺇﳕﺎ ﺧﺪﻋﻜﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺼﺮﰎ ﻋﺒﻴﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺷﻬﻮﺍﺗﻜﻢ، ﻭﱂ ﺗﻘﻔﻮﺍ ﺣﱴ ﻗﻠﺘﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ، ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺯﻧﺎﺩﻗﺔ ﰲ ﺯﻱ ﻋ‪‬ﺎﺩ، ﺷﺮﻫﲔ ﰲ ﺯﻱ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺯﻫﺎﺩ، ﻣﺸﺒﻬﺔ ﺗﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻌﺸﻖ ﻭﻳﻬﺎﻡ ﻓﻴﻪ. ﻭﻳﺆﻟﻒ ﻭﻳﺆﻧﺲ ﺑﻪ، ﻭﺑﺌﺲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻫﻢ ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺬﻭﺍﺕ ﻣﺸﺎﻛﻠﺔ ﻷﻥ ﺃﺻﻮﳍﺎ ﻣﺸﺎﻛﻠﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﺂﻧﺲ ﻭﺗﺘﺄﱂ‬ ‫ﺑﺄﺻﻮﳍﺎ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﺗﺮﺍﻛﻴﺒﻬﺎ ﺍﳌﺜﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ. ﻓﻤﻦ ﻫﻬﻨﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟ‪‬ﻼﻭﻡ ﻭﺍﳌﻴﻞ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻭﻋﺸﻖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀ‪‬ﺎ، ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺍﻷﻧﺲ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻳﺄﻧﺲ ﺑﺎﳌﺎﺀ ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﺀً، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﻨﺒﺎﺕ ﺁﻧﺲ ﻟﻘﺮﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﺎﺋﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﳊﻴﻮﺍﻥ ﺁﻧﺲ ﳌﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﰲ ﺃﺧﺺ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺃﻗﺮﺑﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺄﻳﻦ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ‬ ‫ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ ﻭﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﺣﱴ ﳛﺼﻞ ﺍﳌﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﻌﺸﻖ ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ؟ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﲔ ﻭﺍﳌﺎﺀ‬ ‫ﻭﺑﲔ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ؟‬
  • 312. ‫-٩٠٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺼﻮﺭﻭﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﺜﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺫﺍﻙ ﺻﻨﻢ ﺷﻜﻠﻪ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﻟﻴﺲ ﷲ ﻭﺻﻒ ﲤﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻭﻻ‬ ‫ﺗﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻧﻔﺲ، ﻭﺇﳕﺎ ﻣﺒﺎﻳﻨﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺪﺙ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﰲ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﻫﻴﺒﺔ ﻭﺣﺸﻤﺔﹰ، ﻓﻤﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﺪﻋﻴﻪ ﻋﺸﺎﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﷲ ﰲ ﳏﺒﺔ ﺍﷲ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻭﻫﻢ ﺍﻋﺘﺮﺽ، ﻭﺻﻮﺭﺓ ﺷﻜﻠﺖ ﰲ ﻧﻔﻮﺱ‬ ‫ﻓﺤﺠﺒﺖ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻓﺘﺠﺪﺩ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﹸﻧﺲ، ﻓﺈﺫﺍ ﻏﺎﺑﺖ ﲝﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃﻗﻠﻘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻨﺎﳍﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﲢﺮﻙ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻭﺍﳍﻴﻤﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﳍﺎﺋﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﺸﻖ،‬ ‫ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳍﻮﺍﺟﺲ ﺍﻟﺮﺩﻳﺌﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﺭﺽ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﳏﻮﻫﺎ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻛﻤﺎ ﳚﺐ ﻛﺴﺮ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺒﺘﺪﻯﺀ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻟﻌﻠﻤﻬﻢ ﲟﺎ ﻳﺜﲑ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺟ‪‬ﻨ‪‬ﻴﺪ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﳌﺮﻳﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﻉ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻌﺐ.‬ ‫‪  ‬ﺴ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ‪‬ﺒﺮ‪‬ﺩﻋﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺒﻌﺾ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﳌﺮِﻳﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻭﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻓﻼ ﺗﺮﺝ ﺧﲑﻩ.‬ ‫‪ ‬ﹸ ‪ ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺇﳕﺎ ﺗﺮﺧﺺ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻭﻥ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻬﻮ‬ ‫ﻓﺘﻌﺪﻯ ﺷﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ:‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺳﻮﺀ ﻇﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺑﻘﺪﻣﺎﺋﻬﻢ ﻷ‪‬ﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻫﻜﺬﺍ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃ‪‬ﻢ ﺟ ‪‬ﺃﻭﺍ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻲ ﺣﺠﺔ ﰲ ﻟﻌﺒﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺮ‬
  • 313. ‫-٠١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻼﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ ﻭﻳﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﺑﻘﻠﻮﺏ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺂﺛﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺭﻗﺖ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﻋﻨﺪﻩ ﲟﺎ ﻻ ﺗﺮﻕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﺇﻻ ﻟﺘﻤﻜﻦ ﻫﻮﻯ ﺑﺎﻃﻦ ﲤﻜﻦ‬ ‫ﻣﻨﻪ ﻭﻏﻠﺒﺔ ﻃﺒﻊ ﻭﻫﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﻫﻮﺍﺯﻥ )ﺡ( ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ ﻭﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺣﺎﰎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﺠﺴﺘﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺍﺝ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﻜﻰ ﱄ ﺑﻌﺾ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺪ ‪‬ﺍﺝ ﻗﺎﻝ: ﻗﺼﺪﺕ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺯﻱ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺮﻱ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺭ‬ ‫ﻣﱰﻟﻪ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻳﺶ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺪﻳﻖ؟ ﻓﻀ‪‬ﻘﻮﺍ ﺻﺪﺭﻱ ﺣﱴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ، ﻓﺒﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﰲ ﻣﺴﺠﺪ، ﰒ ﻗﻠﺖ: ﺟﺌﺖ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻓﻼ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻗ ﱠ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﻓﻠﻢ ﺃﺯﻝ ﺃﺳﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﺣﱴ ﻭﻗﻌﺖ ﺇﱃ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﻋﺪ ﰲ ﺍﶈﺮﺍﺏ ﺑﲔ‬ ‫ﹶﻞ‬ ‫ﻳﺪﻳﻪ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺼﺤﻒ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﺪﻧﻮﺕ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ؟‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻗﺼﺪﺕ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻓﻘﺎﻝ: ‪‬ﺤﺴ ‪ ‬ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﹰﺎ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻧﻌﻢ،‬ ‫ﺗ ‪ِ ‬ﻦ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﻭﻗﻠﺖ: )ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺫﺍ ﺣﺰﻡٍ ﹶﻟﻬﺪﻣﺖ ﻣﺎ ‪‬ﺗﺒ‪‬ﲏ‬ ‫‪     ‬‬ ‫ﺭﺃﻳ‪‬ﻚ ‪‬ﺗﺒﻨِﻲ ﺩ‪‬ﺍِﺋﻤ‪‬ـﺎ ﰲ ﻗﻄِـﻴﻌ‪‬ﱵ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﺘ ‪‬‬ ‫ﻓﺄﻃﺒﻖ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻳﺒﻜﻲ ﺣﱴ ﺍﺑﺘﱠﺖ ﳊﻴﺘﻪ ﻭﺛﻮﺑﻪ ﺣﱴ ﺭﲪﺘﻪ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺑﻜﺎﺋﻪ،‬ ‫ﻠ‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺗﻠﻮﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﳍﻢ: ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺯﻧﺪﻳﻖ، ﻭﻣﻦ ﻭﻗﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻫﻮﺫﺍ ﺃﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﱂ ﺗﻘﻄﺮ ﻣﻦ ﻋﻴﲏ ﻗﻄﺮﺓ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﻫﻮﺍﺯﻥ، ﻧﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﺇﱃ ﻣﺮﻭ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﰊ ﺳﻬﻞ ﺍﻟ ‪‬ﻌﻠﻮﻛﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺧﺮﻭﺟﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳉﻤﻊ ﺑﺎﻟﻐﺪﻭﺍﺕ ﳎﻠﺲ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳋﺘﻤﺎﺕ، ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻗﺪ‬ ‫ﺭﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺍ‪‬ﻠﺲ، ﻭﻋﻘﺪ ﻻ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﻝ ـ ﻳﻌﲏ ﺍﳌﻐﲏ ـ‬ ‫ﻮ‬
  • 314. ‫-١١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺘﺪﺍﺧﻠﲏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻲﺀ، ﻓﻜﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ: ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺒﺪﻝ ﳎﻠﺲ ﺍﳋﺘﻤﺎﺕ ﲟﺠﻠﺲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻝ. ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﱄ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ: ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺭﻓﻊ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻭﺿﻊ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﻝ.‬ ‫ﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻷﺳﺘﺎﺫﻩ ِﻟﻢ ﱂ ‪‬ﻔﻠﺢ.‬ ‫‪ ‬ﹾﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﻩ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺴﻠﻢ ﻟﻪ ﺣﺎﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﻟﻨﺎ‬ ‫ﺃﺣﺪ ﻳﺴﻠﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺎﻟﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻳﺮﺩ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﺩﺍﺗﻪ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮﻁ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻮﻓﻴﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﲢﺮﳝﻪ، ﻭﻋﻦ ﺁﺧﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻛﺮﺍﻫﺘﻪ، ‪‬ﺴﺘﺤﺐ ﰲ ﺣﻖ ﻗﻮﻡ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﻫﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟ ﹸﺸﲑﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻘ‬ ‫ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﱠﺎﻕ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﻉ ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻟﺒﻘﺎﺀ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ، ﻣﺒ‪‬ﺎﺡ ﻟﻠﺰ ‪‬ﺎﺩ ﳊﺼﻮﻝ‬ ‫‪  ‬ﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺴ ‪‬‬ ‫‪‬ﻗ‬ ‫ﳎﺎﻫﺪﺍ‪‬ﻢ، ﻣﺴﺘﺤﺐ ﻷﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﳊﻴﺎﺓ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﻣﻦ ﲬﺴﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃ‪‬ﺎ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺃﻧﻪ ‪‬ﺒﺎﺡ ﲰﺎﻋﻪ ﻟﻜﻞ ﺃﺣﺪٍ، ﻭﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﻃﺒﺎﻉ ﺍﻟ‪‬ﻔﻮﺱ ﻻ ﺗﺘﻐﲑ ﻭﺇﳕﺎ ﺍ‪‬ﺎﻫﺪﺓ ﺗﻜﻒ ﻋﻤﻠﻬﺎ. ﻓﻤﻦ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺗﻐﲑ‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟ ﹼﺒﺎﻉ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﳌﺤ‪‬ﺎﻝﹶ، ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻣﺎ ﳛﺮﻙ ﺍﻟ ﱢﺒﺎﻉ، ﻭﺍﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻔﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﻋﺎﺩﺕ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﲢﺮﳝﻪ ﻭﺇﺑﺎﺣﺘﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ‬ ‫ﻟﻌﻠﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ، ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﻃﺒﻌﻪ ﻋﻦ ﻃﺒﺎﻉ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺍﶈﺎﻝ.‬ ‫ﺩ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃﻥ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﺍﻧﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﲟﺴﺘﺤﺐ، ﻭﺇﳕﺎ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ، ﻓﺎﺩﻋﺎﺀ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺧﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻹﲨﺎﻉ.‬
  • 315. ‫-٢١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﳋﺎﻣﺲ: ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﻣﺒﺎﺣ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺤﺒ‪‬ﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻐﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃﺒﻌﻪ، ﻷﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﺣﺮﻡ ﻷﻧﻪ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻭﻳﺪﻋﻮﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﳍﻮﻯ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺒﺎﺡ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺍﺩﻋﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﻉ ﻗﺮﺑﺔ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳌﻜﻲ: ﺣﺪﺛﲏ ﺑﻌﺾ ﺃﺷﻴﺎﺧﻨﺎ ﻋﻦ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺗﱰﻝ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﰲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻮﺍﻃﻦ: ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻛﻞ ﻷ‪‬ﻢ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻓﺎﻗﺔ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﳌﺬﺍﻛﺮﺓ‬ ‫ﻷ‪‬ﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻭﻥ ﰲ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﻉ ﻷ‪‬ﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺑﻮﺟﺪ ﻭﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﺣﻘﹰﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻭﺃﺣﺴﻨﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﻈﻦ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﳏﻤﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺰﻫﺪﻳﺔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ‪‬ﻮﺟﺐ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ، ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﱰﻝ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻒ ﺳﻌﺪﻯ ﻭﻟﻴﻠﻰ ﻭﳛﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻓﻼ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻮ ﺻﺢ ﺃﺧﺬ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻣﺴﺘﻐﺮﻗﺔ ﰲ ﺟﻨﺐ‬ ‫ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ. ﻭﻳﺪ ﱡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﲪﻠﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ‪‬ﻨﺸﺪ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻝ‬ ‫ﻳﻨﺸﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻗﺪ ﲪﻞ ﻛﻼﻡ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ.‬ ‫ﻓﺤﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﺯﻫﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﺎﻙ، ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻓﺎ ﺍﻟﻔﲑﻭﺯﺃﺑﺎﺫﻱ ﺷﻴﺦ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻟﺰﻭﺯ‪‬ﱐ ﺻﺪﻳﻘﹰﺎ ﱄ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﱄ: ﻭﺍﷲ ﺇﱐ ﻷﺩﻋﻮ ﻟﻚ ﻭﺃﺫﻛﺮﻙ ﻭﻗﺖ ﻭﺿﻊ ﺍﳌﺨﺪﺓ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻳﺘﻌﺠﺐ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺗﺮﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺖ ﺇﺟﺎﺑﺔ، ﺇﻥ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻟﻌﻈﻴﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﲰﻌﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺣ‪‬ﺪﻭ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳌﺨﺪﺓ‬ ‫‪‬ﺠﺎﺏ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺮﺑﺔ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﻬﺑﺎ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻔﺮ، ﻷﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺃﻭ ﺍﳌﻜﺮﻭﻩ ﻗﺮﺑﺔ ﻛﺎﻥ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﺎﻓﺮ‪‬ﺍ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﲔ ﲢﺮﳝﻪ ﻭﻛﺮﺍﻫﻴﺘﻪ.‬
  • 316. ‫-٣١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ،‬ ‫ﹶﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻓﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﳘﺎﻡ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﻋﻴ‪‬ﻦ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺻﺎﱀ ﺍﳌ ‪ : ‬ﺃﺑﻄﺄ ﺍﻟﺼﺮﻋﻰ ‪‬ﻀﺔ ﺻﺮﻳﻊ ﻫﻮﻯ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﺇﱃ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹸﺮﻱ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺮﺑﺔﹰ، ﻭﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪﻣ‪‬ﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺁﺧﺬ ‪‬ﻢ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪ ‬ﹸﻫ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﻘﺸﲑﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟ‪‬ﻨﻬ‪‬ﺎﻭﻧﺪﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﺢ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﻷﻭﻻﺳﻲ، ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺳﻄﻮﺡ ﺃﻭﻻﺱ، ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ، ﻭﻋﻠﻰ ﳝﻴﻨﻪ ﲨﺎﻋﺔ‬‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﲨﺎﻋﺔ، ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺛﻴﺎﺏ ﻟﻄﺎﻑ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ: ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻭﻏﻨﻮﺍ، ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﻗﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻃﻴﺒﻪ ﺣﱴ ﳘﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﻃﺮﺡ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺢ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺍﺭﻗﺼﻮﺍ ﻓﺮﻗﺼﻮﺍ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ،‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻣﺎ ﺃﺻﺒﺖ ﻣﻨﻜﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺃﺩﺧﻞ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺇﻻ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺇﺫﺍ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺗﻮﺍﺟﺪﺕ، ﻭﺻﻔﻘﺖ ﻭﺻﺎﺣﺖ‬ ‫ﻭﻣﺰﻗﺖ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ، ﻭﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﺎﻟﻎ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﲟﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺮ‪‬ﻣﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﹶ‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻧﻪ ﳌﺎ ﻧﺰﻟﺖ: ﴿ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺟﻬﻨﻢ ﳌﻮﻋﺪﻫﻢ ﺃﲨﻌﲔ﴾ ]ﺍﳊﺠﺮ: ٣٤[، ﺻﺎﺡ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺻﻴﺤﺔ ﻭﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﰒ ﺧﺮﺝ ﻫﺎﺭﺑ‪‬ﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ.‬ ‫ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﲟﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﻴﺎﻁ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻳﻮﺳﻒ ﺍﺑﻦ ﺩﻭﺳﺖ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬
  • 317. ‫-٤١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳉﻌﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ، ﻋﻦ ﻋﻴﺴﻰ‬ ‫ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻭﺍﺋﻞ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﻣﻌﻨﺎ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺧﻴﺜﻢ ﻓﻤﺮﺭﻧﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺣﺪﺍﺩ ﻓﻘﺎﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺣﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻤﺎﻝ ﻟﻴﺴﻘﻂ، ﰒ ﺇﻥ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﻣﻀﻰ ﺣﱴ ﺃﺗﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﻰﺀ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﻠﺘﻬﺐ ﰲ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺟﻮﻓﻪ، ﻗﺮﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ: ﴿ﺇﺫﺍ ﺭﺃ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ ﲰﻌﻮﺍ ﳍﺎ ﺗﻐﻴﻈﹰﺎ ﻭﺯﻓﲑ‪‬ﺍ﴾ ]ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ:‬ ‫٢١[، ﺇﱃ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﺛﺒﻮﺭ‪‬ﺍ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ﴾ ]ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ: ٤١[، ﻓﺼﻌﻖ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻭﺍﺣﺘﻤﻠﻨﺎﻩ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻪ،‬ ‫ﹶ ‪ ِ‬‬ ‫ﻭﺭﺍﺑﻄﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺣﱴ ﻳﺼﻠﻲ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻖ، ﰒ ﺭﺍﺑﻄﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻖ، ﰒ ﺭﺍﺑﻄﻪ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻓﺄﻓﺎﻕ ﻓﺮﺟﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﲰﻌﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﳝﻮﺕ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺼﻌﻖ ﻭﻳﻐﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺼﻴﺢ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺜﲑ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺰﻫﺪ.‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻋﻦ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻓﻤﺤﺎﻝ ﻭﻛﺬﺏ، ﰒ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺇﺳﻨﺎﺩ، ﻭﺍﻵﻳﺔ ﻧﺰﻟﺖ‬ ‫ﲟﻜﺔ ﻭﺳﻠﻤﺎﻥ ﺇﳕﺎ ﺃﺳﻠﻢ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻭﱂ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﺻﻼﹰ، ﻭﺃﻣﺎ‬ ‫ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﺑﻦ ﺧﻴﺜﻢ ﻓﺈﻥ ﺭﺍﻭﻳﻬﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻐﻤﺰ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﻟﺼﻴﺪﻻﱐ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺣﻨﺒﻞ: ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻭﺍﺋﻞ ﻻ ﺃﻋﺮﻓﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻲ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ ﻗﺎﻝ ﻟﺴﻔﻴﺎﻥ: ﺇ‪‬ﻢ ﻳﺮﻭﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺧﻴﺜﻢ ﺃﻧﻪ ﺻﻌﻖ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ‬ ‫‪ ِ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺮﻭﻱ ﻫﺬﺍ؟ ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻘﺎﺹ ـ ﻳﻌﲏ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ ـ ﻓﻠﻘﻴﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻋﻤﻦ‬ ‫ﺗﺮﻭﻱ ﺃﻧﺖ ﺫﺍ؟ ﻣﻨﻜﺮ‪‬ﺍ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﻬﺬﺍ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺧﻴﺜﻢ‬ ‫ﺟﺮﻯ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺖ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﳚﺮﻱ ﻟﻪ‬
  • 318. ‫-٥١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ، ﰒ ﻧﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ: ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﻐﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳋﻮﻑ ﻓﻴﺴﻜﻨﻪ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﻳﺴﻜﺘﻪ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻛﺎﳌﻴﺖ، ﻭﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺋﻂ‬ ‫ﻟﻮﻗﻊ ﻷﻧﻪ ﻏﺎﺋﺐ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﻳﺘﺤﻔﻆ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺰﻝ ﻗﺪﻣﻪ ﰒ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺇﱃ ﲣﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻓﻌﻞ‬ ‫ﺍﳌﻨﻜﺮﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻗﻄﻌ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻔﺘﺢ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﺒﻠﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻧﻈﺮﺓ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺻﻴﺤ ﹲ، ﻓﺼﺎﺡ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺻﻴﺤﺔ ﺗﺸﻮﺵ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻖ، ﻭﻛﺎﻥ ﲜﻨﺐ ﺣﻠﻘﺘﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺔ‬ ‫ﺣﻠﻘﺔ ﺃﰊ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﻷﺷﻴﺐ، ﻓﺠﺮﺩ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻭﺃﻫﻞ ﺣﻠﻘﺘﻪ)١(.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﻭﻓﻘﻚ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺻﻔﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ،‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺰﻳﺪﻭﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﳋﺸﻮﻉ، ﻓﺠﺮﻯ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻏﺮﺍﺋﺒﻬﻢ ﳓﻮ ﻣﺎ‬ ‫ﺃﻧﻜﺮﻧﺎﻩ ﻓﺒﺎﻟﻎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍ ﹸﻌﻔﻲ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﺘﻌﺎﻝ ﺑﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ، ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻗﺎﻝ: ﻭﻋﻆ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺟﻞ ﻗﺪ ﺻﻌﻖ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ »ﻣﻦ ﺫﺍ ﺍﳌﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺩﻳﻨﻨﺎ؟ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑ‪‬ﺎ ﻓﻤﺤﻘﻪ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﷲ «)٢(.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٤١/٣٩٣.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ٢/٣٤٣، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٥/٧٤٣، ﻭﰱ‬ ‫ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬
  • 319. ‫-٦١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳉﺒﲑﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺭﻭﺡ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﹸﻛﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻌﻘﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻧﺲ: »ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻨﺎ‬ ‫ﺫ‬ ‫ﻭﻭﻋﻈﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺣﱴ ﲰﻌﻨﺎ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﺣﻨﻴﻨ‪‬ﺎ ﺣﲔ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺍﳌﻮﻋﻈﺔ ﻭﻣﺎ ﺳﻘﻂ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﺃﺣﺪ«.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺽ ﺑﻦ ﺳﺎﺭﻳﺔ: ﻭﻋﻈﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻮﻋﻈﺔ‬ ‫ﺫﺭﻓﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ، ﻭﻭﺟﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻵﺟﺮﻱ: ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﺻﺮﺧﻨﺎ ﻭﻻ ﺿﺮﺑﻨﺎ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ‬ ‫ﹸ ‪‬‬ ‫ﺍﳉﻬﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﻬﺑﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﺎﺳﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ‪‬ﻨﺪﺍﺭ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ،‬ ‫ﺑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺼﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ‬ ‫ﻷﲰﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ: ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺍﷲ - ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﺗﺪﻣﻊ ﻋﻴﻮ‪‬ﻢ ﻭﺗﻘﺸﻌﺮ‬ ‫ﺟﻠﻮﺩﻫﻢ، ﻓﻘﻠﺖ ﳍﺎ: ﺇﻥ ﻫﻬﻨﺎ ﺭﺟﺎﻻ ﺇﺫﺍ ﹸﺮﻯﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﹸﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻟﺖ:‬ ‫ﻏ ‪‬‬ ‫ﹰ ﻗ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺃﻋﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺷﺠﺎﻉ، ﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ‬ ‫ﺍﳊﻠﱯ، ﺛﻨﺎ ﻓﺮﺍﺕ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻋﻦ ﻋِﻜﺮﻣﺔ ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﲰﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ: ﻫﻞ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻐﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﻑ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻻ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺒﻜﻮﻥ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٧٠٦٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٦٧٦٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ‬ ‫)٣٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٦٢١، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٥٩، ٦٩ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬
  • 320. ‫-٧١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺳﺮﻳ‪‬ﺞ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳉﻤﺤﻲ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﺯﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﺮﺟﻞ ﺳﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ.ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻪ؟‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﺫﺍ ﻗﺮﻯﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻫﺬﺍ. ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﺎ ﻟﻨﺨﺸﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﺎ ﻧﺴﻘﻂ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ‪‬ﺳﺘﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﺪﺍﻥ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ‪‬ﻴﻴﻨﺔ، ﻋﻦ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ‪‬ﺑﺮﺩ‪‬ﺓ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﺃﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭﻣﺎ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺇ‪‬ﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺄﺷﺪ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻭﻫﻢ ﻣﻀﹼﻮﻥ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻓﻬﺪ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺠﺎﺝ ﺍﻟﺴﺎﻣﻲ ﺛﻨﺎ ﺷﺒﻴﺐ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﻬﺮﺍﻥ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻷﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ: ﺇﻥ ﻧﺎﺳ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﹸﺮﻯﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺼﻌﻘﻮﻥ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺫﺍﻙ ﻓﻌﻞ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻔﺘﺢ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﻐﲑﺓ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺃﻥ ﺍﺑﻨﻪ ﻋﺎﻣﺮ‪‬ﺍ ﺻﺤﺐ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻳﺼﻌﻘﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﻋﺎﻣﺮ ﻷﻋﺮﻓﻦ ﻣﺎ ﺻﺤﺒﺖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺼﻌﻘﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ُﻭﺳِﻌ‪‬ﻚ‬ ‫ﻷ ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻠﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟ ‪‬ﺑﲑ ﺑﻦ ﺑﻜﺎﺭ، ﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﻣﺼﻌﺐ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﻗﺎﻝ: ﺛﲏ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﻗﺎﻝ: ﺟﺌﺖ ﺇﱃ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ١/٢١٣.‬
  • 321. ‫-٨١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﰊ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺃﻳﻦ ﻛﻨﺖ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﻢ، ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﻓﲑﻋﺪ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺣﱴ ﻳﻐﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻘﻌﺪﺕ ﻣﻌﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻻ‬ ‫ﺗﻘﻌﺪ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﻓﺮﺁﱐ ﻛﺄﱐ ﱂ ﻳﺄﺧﺬ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺘﻠﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻳﺘﻠﻮﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﻫﺬﺍ، ﺃﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﺃﺧﺸﻊ ﷲ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻋﻤﺮ؟ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﺘﺮﻛﺘﻬﻢ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﺛﻨﺎ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻨﻤﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﺑ‪‬ﻴﻨ‪‬ﺎ ﳓﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ ﳛﺪﺛﻨﺎ ﺇﺫ ﺧﺮ ﺭﺟﻞ ﻓﺎﺿﻄﺮﺏ، ﻓﻮﺛﺐ ﺃﺑﻮ ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺴﻌﻰ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ، ﺇﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﺑﻪ ﺍﳌﻮﺗﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻩ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﺍﻟﻘﻔﺎﺯﻳﻦ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻷﻣﺮﺕ ﺑﻪ ﻓﹸﺧﺮِﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺇﳕﺎ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺄ‬ ‫﴿ﺗﻔﻴﺾ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﻊ﴾ ]ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ٣٨[، ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: ﴿ﺗﻘﺸﻌﺮ ﻣﻨﻪ ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳜﺸﻮﻥ‬ ‫ﺭﻬﺑﻢ﴾ ]ﺍﻟﺰﻣﺮ: ٣٢[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺑﻨﺪﺍﺭ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ‬ ‫ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ، ﻧﺎ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﱐ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ﻗﺎﻝ: ﻗﺮﺃ ﻗﺎﺭﻯﺀ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ ﻗﺎﻝ: ﻓﺼﺎﺡ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳉﻮﺯﺍﺀ ﺇﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﺑﻪ ﺷﻲﺀ، ﻓﻘﺎﻝ ﻃﺒﻴﺐ، ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﻔﺎﺭﻳﻦ،‬ ‫ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻮﺿﻌﺖ ﺭﺟﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ ﺣﺎﺯﻡ، ﺃﻧﻪ ﺷﻬﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﻫﻬﻨﺎ‬ ‫ﺭﺟﺎﻻ ﺇﺫﺍ ﹸﺮﻯﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻏﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ: ﻳﻘﻌﺪ ﺃﺣﺪﻫﻢ‬ ‫ﹰ ﻗ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺍﺭ ﰒ ‪‬ﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ ﺇﱃ ﺁﺧﺮﻩ؛ ﻓﺈﻥ ﻭﻗﻊ ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺩﻕ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ:‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺗﺼ‪‬ﻊ، ﻭﻟﻴﺲ ﲝﻖ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ.‬ ‫ﻨ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٣/٧٦١.‬
  • 322. ‫-٩١٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﺛﻨﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ، ﺛﻨﺎ ﺯﻳﺎﺩ، ﻋﻦ ﳛﲕ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻴﺼﻌﻖ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻴﻌﺎﺩ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﳚﻠﺴﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺋﻂ ﻓﻴﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻪ ﺇﱃ ﺁﺧﺮﻩ ﻓﺈﻥ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﻓﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺸﺎﺭﻱ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺼﺎﻡ ﺍﻟﺮﻣﻠﻲ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻋﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺃﻧﻪ ﻭﻋﻆ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﺘﻨﻔﺲ ﺭﺟﻞ ﰲ ﳎﻠﺴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺷﻬﺮﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹾ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻧﻔﺴﻚ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻓﻘﺪ ﻫﻠﻜﺖ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺭﻭﺡ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﺑﻦ ﳛﲕ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﺭﺷﻴﺪ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﻨﺖ ﰲ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﳊﺴﻦ ﻓﺠﻌﻞ ﺭﺟﻞ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﺻﻮﺗﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ‬ ‫ﻟﻴﺒﻜﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻵﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻷﺯﺩﻱ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺭﲪﻮﻥ، ﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﻖ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﻻﺑﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﺳﻘﻂ: ﻳﺎ ﺑﲏ‬ ‫ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻟﻘﺪ ﻓﻀﺤﺖ ﻧﻔﺴﻚ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻛﺎﺫﺑ‪‬ﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﻫﻠﻜﺖ ﻧﻔﺴﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺍﳌﺮﺗﻌﺶ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺍﺟﺪ‬ ‫ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻛﻞ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻛﺎﺫﺑ‪‬ﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺮﻛﺖ ﺏ ﺍﷲ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﺪ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬
  • 323. ‫-٠٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﺇﳕﺎ ﻳﻔﺮﺽ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﲔ ﻻ ﰲ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ.‬ ‫ﻓﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻤﻦ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﱂ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻌﻪ؟.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺇﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﺇﻧﺰﻋﺎﺝ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻓﺈﻥ ﻛﻒ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻴﻼ ﻳﻄﻠﻊ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻳﺌﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻨﻪ، ﻓﺒﻌﺪ ﻋﻨﻪ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎﱐ ﺇﺫﺍ ﲢﺪﺙ ﻓﺮﻕ ﻗﻠﺒﻪ‬ ‫ﻣﺴﺢ ﺃﻧﻔﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺰﻛﺎﻡ.‬ ‫ﻭﺇﻥ ﺃﳘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﱂ ﻳﺒﺎﻝ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﻭﺟﺪﻩ ﺃﻭ ﺃﺣﺐ ﺍﻃﻼﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﻔﺦ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺎﻧﺰﻋﺞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻧﻔﺨﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ،‬ ‫ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﺛﻨﺎ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ‪‬ﺮﺓ،‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﳉﺰﺍﺭ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﺯﻳﻨﺐ، ﻋﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻗﺎﻟﺖ: ﺟﺎﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﻭﻋﻨﺪﻱ ﻋﺠﻮﺯ ﺗﺮﻗﻴﲏ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﺮﺓ، ﻓﺄﺩﺧﻠﺘﻬﺎ ﲢﺖ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﺪﺧﻞ ﻓﺠﻠﺲ ﺇﱃ‬ ‫ﺟﻨﱯ، ﻓﺮﺃﻯ ﰲ ﻋﻨﻘﻲ ﺧﻴﻄﹰﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻴﻂ؟ ﻗﻠﺖ: ﺧﻴﻂ ‪‬ﻗﻲ ﱄ ﻓﻴﻪ ﺭﻗﻴﺔ، ﻓﺄﺧﺬﻩ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻭﻗﻄﻌﻪ ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺁﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ، ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﺇﻥ ﰲ‬ ‫ﺍﻟ ‪‬ﻗﻰ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟ‪‬ﺘﻮﻟﹶﺔ ﺷﺮﻛﹰﺎ«، ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﱂ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ؟ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﲏ ﺗﻘﺬﻑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺧﺘﻠﻒ ﺇﱃ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻳﺮﻗﻴﻬﺎ، ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺭﻗﺎﻫﺎ ﺳﻜﻨﺖ، ﻗﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﺫﺍﻙ ﻣﻦ‬ ‫ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺨﺴﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻗﻴﺘﻬﺎ ﻛﻒ ﻋﻨﻬﺎ، ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﱄ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: »ﺃﺫﻫﺐ ﺍﻟﺒﺄﺱ ﺭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺍﺷﻒ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺸﺎﰲ، ﻻ ﺷﻔﺎﺀ ﺇﻻ‬ ‫ﺷﻔﺎﺅﻙ، ﺷﻔﺎﺀ ﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺳﻘﻤ‪‬ﺎ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻟﺘﻮﻟﺔ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﳛﺒﺐ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺇﱃ ﺯﻭﺟﻬﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٣٨٨٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٠٣٥٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫١/١٨٣، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٢١٤١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٧١٢‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )١٣٣(.‬
  • 324. ‫-١٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻼﻝ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣﻴﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺩﺍﻭﺩ، ﺛﻨﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭ، ﻋﻦ ﺷﻌﻴﺐ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺴﲏ، ﻋﻦ‬ ‫ﺃﰊ ﻋﻴﺴﻰ ﺃﻭ ﻋﻴﺴﻰ، ﻗﺎﻝ: ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺭ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺇﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﺮﻯﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺮﻛﺾ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﺬﺑﺖ. ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻰ ﻭﺭﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ. ﻗﺎﻝ: ﻭﳛﻚ، ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﺪﺧﻞ‬ ‫ﺟﻮﻑ ﺃﺣﺪﻫﻢ، ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﳏﻤﺪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻮﺟﺪ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻓﻨﻔﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﻤﻦ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﰲ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻏﻠﺒﻪ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ؟.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻨﻜﺮ ﺿ‪‬ﻌﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺃﻧﻪ ﻻ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ، ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﳚﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻓﺨﺮ‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ ﺻﻌﻘﺎ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٣٤١[.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﻖ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ، ﺛﲏ ﺣﺎﰎ ﺑﻦ ﺍﻟﻠﻴﺚ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺧﺪﺍﺵ، ﻗﺎﻝ: ﹸﺮﻯﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﻛﺘﺎﺏ »ﺃﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«، ﻓﺨﺮ ﻣﻐﺸﻴ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺣﱴ ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻳﺎﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﲰﺎﻉ ﺍﳌﻮﻋﻈﺔ ﻭﻏﺸﻲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﳌﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦ ﻭﻗﻮﺓ ﺻﻴﺎﺣﻬﻢ ﻭﲣﺒﻄﻬﻢ‬ ‫ﻓﻈﺎﻫﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻌﲔ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻓﻬﻞ ﰲ ﺣﻖ ﺍﳌﺨﻠﺺ ﻧﻘﺺ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻗﻴﻞ: ﻧﻌﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﲔ: ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﻮﻱ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻣﺴﻚ. ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺧﻮﻟﻒ‬
  • 325. ‫-٢٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﻧﻘﺼ‪‬ﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﲏ، ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﺳﺘﻤﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ،‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺭ، ﺛﻨﺎ ﺳﻌﺪﺍﻥ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ، ﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺧﻠﻒ ﺑﻦ ﺣﻮﺷﺐ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺧﻮﺍﺕ ﻳﺮﻋﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ﺇﻥ‬ ‫ﻛﻨﺖ ﲤﻠﻜﻪ ﻓﻤﺎ ﺃﺑﺎﱄ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻋﺘﺪ ﺑﻚ. ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻻ ﲤﻠﻜﻪ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻔﺖ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻚ.‬ ‫ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ: ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻔﺖ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺧﲑ ﻣﻨﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﻤﺴﻜﹰﺎ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ‬ ‫ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ ﻟﻸﺛﺮ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺧ ‪‬ﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﺍﻟﺒﻌﺪﺍﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﻨﻊ، ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺎﺏ‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻟﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﲟﻦ ﻻ ﳜﻔﻲ ﺣﺎﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﻨﻊ.‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻃﺮﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺻ ﹼﻘﻮﺍ‬ ‫ﻔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻃﺮﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺻﻔﻘﻮﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﳌﻐﺮﰊ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ،‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺑﻨﺎﻥ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺮﺍﺯ ﻳﺼﻔﻖ ﻟﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﻣﻨﻜﺮ ﻳﻄﺮﺏ ﻭﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺗﺘﱰﻩ‬ ‫ﻋﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ، ﻭﻳﺘﺸﺒﻪ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺑﺎﳌﺸﺮﻛﲔ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺔ.‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺫﻣﻬﻢ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻬﺑﺎ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻼ‪‬ﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﻻ ﻣﻜﺎﺀ‬ ‫ﻭﺗﺼﺪﻳﺔ﴾ ]ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ: ٥٣[، ﻓﺎﳌﻜﺎﺀ: ﺍﻟﺼﻔﲑ، ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺔ: ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺷﺎﺫﺍﻥ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻛﺎﻣﻞ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﲏ ﻋﻤﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺟﺪﻩ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ‬
  • 326. ‫-٣٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﺒﺎﺱ: ﴿ﺇﻻ ﻣﻜﺎﺀ﴾ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺘﺼﻔﲑ، ﴿ﻭﺗﺼﺪﻳﺔ﴾ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻳﺄﻧﻒ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﺴﻮﺓ.‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻗﻮﻱ ﻃﺮﻬﺑﻢ ﺭﻗﺼﻮﺍ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻮﻱ ﻃﺮﻬﺑﻢ ﺭﻗﺼﻮﺍ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻷﻳﻮﺏ: ﴿ﺃﺭﻛﺾ‬ ‫ﺑﺮﺟﻠﻚ﴾ ]ﺹ: ٢٤[.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺎﺭﺩ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮ ﺑﻀﺮﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻓﺮﺣ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ ﳍﻢ ﻓﻴﻪ ﺷﺒﻬﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻀﺮﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻨﺒﻊ ﺍﳌﺎﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﰲ ﻣﺒﺘﻠﻰ ﹸﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺑﺄﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﺮﺟﻠﻪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﻨﺒﻊ ﺍﳌﺎﺀ ﺇﻋﺠﺎﺯ‪‬ﺍ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺮﻗﺺ؟ ﻭﻟﺌﻦ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﲢﺮﻳﻚ ﺭﺟﻞ ﻗﺪ ﺃﳓﻠﻬﺎ ﲢﻜﻢ‬ ‫ﺍﳍﻮﺍﻡ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﳌﻮﺳﻰ ﴿ﺃﺿﺮﺏ‬ ‫ﺑﻌﺼﺎﻙ ﺍﳊﺠﺮ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٠٦[، ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺏ ﺍﳉﻤﺎﺩ ﺑﺎﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺑﻌﺾ ﻧﺎﺻﺮﻳﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﻟﻌﻠﻲ: »ﺃﻧﺖ ﻣﲏ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﻚ«، ﻓﺤﺠﻞ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﳉﻌﻔﺮ: »ﺃﺷﺒﻬﺖ ﺧﻠﻘﻲ ﻭﺧﻠﻘﻲ«، ﻓﺤﺠﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺰﻳﺪ: ﺃﻧﺖ ﺃﺧﻮﻧﺎ ﻭﻣﻮﻻﻧﺎ«،‬ ‫ﻓﺤﺠﻞ)١(.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ ﺩﻭﻥ ﻗﻮﻟﻪ: ﻓﺤﺠﻞ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )١٥٢٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﱪﺍﺀ ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ،‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٣/٠٢١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﱂ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳜﺮﺟﺎﻩ« ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: »ﻓﺨﺠﻞ«: ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٠١/٦٢٢ ﻭﰱ ﺳﻨﺪﻩ ﻫﺎﱏﺀ ﺑﻦ ﻫﺎﱏﺀ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ: »ﻟﻴﺲ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﺟﺪ‪‬ﺍ«.‬
  • 327. ‫-٤٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﺞ ﺑﺄﻥ ﺍﳊﺒﺸﺔ ﺭﻗﺼﺖ ﻭﺍﻟﻨﱯ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ)١(.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ: ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺠﻞ ﻓﻬﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﻲ ‪‬ﻔﻌﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﺄﻳﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﺺ؟‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺭﻗﺺ ﺍﳊﺒﺸﺔ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﻲ ﺑﺘﺸﺒﻴﺐ ﻳﻔﻌﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﺎﳊﺮﺏ.‬ ‫ﻭﺍﺣﺘﺞ ﳍﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﲟﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﳌﺆﺫﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﱀ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻭﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳌﻌﺪﺍﱐ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺘﺮﻗﻔﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺘﺎﺏ ﺍﳌﺼﺮﻱ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ ﻣﺮ‬ ‫ﰲ ﺑﻌﺾ ﺃﺯﻗﺔ ﻣﻜﺔ ﻓﺴﻤﻊ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﳊﺪﺍﺀ ﻳﺘﻐﲎ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﻭﺍﺋﻞ ﻬﺑﺬﺍ: )ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬ ‫ﺑِﻪ ﺯﻳﻨـ ‪ ‬ﰲ ِﻧﺴ‪‬ـﻮﺓٍ ﻋﻄِـﺮﺍﺕ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺐ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬ﺗﻀﻮﻉ ﻣﺴﻜﹰﺎ ﺑﻄﻦ ‪‬ﻧﻌﻤ‪‬ﺎﻥ ﺃﻥ ﻣﺸﺖ‬ ‫‪  ‬ﹶ ﹾ ‪ ‬‬ ‫‪ ِ  ‬‬ ‫ﻭﻫﻦ ﻣِـﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻴﻨ‪‬ـﻪ ﺣ‪‬ـﺬﺭ‪‬ﺍﺕ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﻨﻤﻴﺮﻱ ﹶﺃﻋﺮﺿﺖ‬ ‫‪  ‬ﹾ ‪     ِ   ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﻀﺮﺏ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ‪‬ﻳﻠ ﱡ ﲰﺎﻋﻪ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ‬ ‫ﹶﺬ‬ ‫ﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻣﻘﻄﻮﻉ ‪‬ﻈﻠﻢ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ، ﻭﻻ ﻫﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻣ‬ ‫ﺷﻌﺮﻩ، ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ ﺃﻭﻗﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﶈﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬ﻤﲑ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﳕﲑﻳ‪‬ﺎ ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺴﺐ ﺇﱃ ﺍﺳﻢ ﺟﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﺛﻘﻔﻲ، ﻭﺯﻳﻨﺐ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻳﺸﺒﺐ ﻬﺑﺎ ﻫﻲ ﺍﺑﻨﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﺧﺖ ﺍﳊﺠﺎﺝ، ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻛﺐ ﻣﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻛﺎﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺣﻤِﺮﺓ ﻋﺠﺎﻓﹰﺎ ﲪﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻄﺮﺍﻧ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ، ﻓﻀﺤﻚ ﻭﺃﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺠﺎﺝ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺆﺫﻳﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﰒ ﻟﻮ ﻗ ‪‬ﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ ﺿﺮﺏ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻠﻴﺲ ﰲ‬ ‫ﹶﺪ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ )٢٩٨/٠٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٦١١.‬
  • 328. ‫-٥٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺮﻗﺺ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﺃﻭ ﻳﺪﱡﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﻟﺸﻲﺀ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺫﻟﻚ ﺭﻗﺼ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻓﻤﺎ ﺃﻗﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ، ﻭﺃﻳﻦ ﺿﺮﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﻘﺪﻡ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺮﺗﲔ ﻣﻦ ﺭﻗﺼﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﳜﺮﺟﻮﻥ ﺑﻪ ﻋﻦ ﲰﺖ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ؟ ﰒ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ، ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻧﺘﻘﺎﺿﻰ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ: ﺃﻱ‬ ‫ﻣﻌﲎ ﰲ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻵﺧﺮﺓ؟ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﷲ ﻣﻜﺎﺑﺮﺓ ﺑﺎﺭﺩﺓ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺣﺪﺛﲏ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺮﻗﺺ ﲪﺎﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻜﺘﻔﲔ ﻻ ﺗﺰﻭﻝ‬ ‫ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻗﺪ ﻧﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻗﺺ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ: ﴿ﻻ ﲤﺶ ﰱ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺮﺣ‪‬ﺎ﴾ ]ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ: ٧٣[. ﻭﺫﻡ ﺍﳌﺨﺘﺎﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺇﻧﻪ ﻻ‬ ‫ﳛﺐ ﻛﻞ ﳐﺘﺎﻝ ﻓﺨﻮﺭ﴾ ]ﻟﻘﻤﺎﻥ: ٨١[. ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﺃﺷﺪ ﺍﳌﺮﺡ ﻭﺍﻟﺒﻄﺮ، ﺃﻭﻟﺴﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺴﻨﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﺒﻴﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻤﺮ ﻻﺗﻔﺎﻗﻬﻤﺎ ﰲ ﺍﻹﻃﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻜﺮ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﻻ ﻧﻘﻴﺲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻭﺗﻠﺤﲔ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ ﻭﺍﳌﺰﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﻄﺒﻞ ﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻢ ﰲ ﺍﻹﻃﺮﺍﺏ، ﻭﻫﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺰﺭﻱ‬ ‫ٌ‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﻭﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﲰﺖ ﺍﳊﻠﻢ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﺫﻱ ﳊﻴﺔ ﻳﺮﻗﺺ؟ ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻴﺒﺔ ﺗﺮﻗﺺ ﻭﺗﺼﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺎﻉ ﺍﻷﳊﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﺧﺼﻮﺻ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺻﻮﺍﺕ‬ ‫ﻧﺴﻮﺍﻥ ﻭ ‪‬ﺮﺩﺍﻥ؟ ﻭﻫﻞ ﳛﺴﻦ ﲟﻦ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﳊﺸﺮ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻁ، ﰒ ﻫﻮ ﺇﱃ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ ﺻﺎﺋﺮ، ﺃﻥ ﻳﺸﻤﺲ ﺑﺎﻟﺮﻗﺺ ﴰﺲ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻭﻳﺼﻔﻖ ﺗﺼﻔﻴﻖ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ، ﻭﺍﷲ ﻟﻘﺪ‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﰲ ﻋﺼﺮﻱ ﻣﺎ ﺑﺎﻥ ﳍﻢ ﺳﻦ ﰲ ﺗﺒﺴﻢ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺿﺤﻚ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻊ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﳐﺎﻟﻄﱵ ﳍﻢ ﻛﺎﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺯﻳﺪﺍﻥ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻭﺃﰊ‬ ‫ﻃﺎﻫﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﻑ، ﻭﺍﳉﻨﻴﺪ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ.‬ ‫ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﲤﻜﻦ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺭﻗﺼﻬﻢ ﺟﺬﺏ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﻟﻴﻘﻮﻡ‬ ‫ﻣﻌﻪ، ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻟﻠﻤﺠﺬﻭﺏ ﺃﻥ ﻳﻘﻌﺪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻗﻮﻥ ﺗﺒﻌ‪‬ﺎ ﻟﻪ، ﻓﺈﺫﺍ‬
  • 329. ‫-٦٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﺸﻒ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺭﺃﺳﻪ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻮﻥ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻞ ﺃﻥ‬ ‫ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻣﺴﺘﻘﺒﺢ ﻭﻓﻴﻪ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻣﺮﻭﺀﺓ ﻭﺗﺮﻙ ﺃﺩﺏ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺳﻚ ﺗﻌﺒﺪ‪‬ﺍ ﷲ‬ ‫ﻭﺫﻻ ﻟﻪ.‬ ‫ﹰ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺷﺘﺪ ﻃﺮﻬﺑﻢ ﺭﻣﻮﺍ ﺛﻴﺎﻬﺑﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻐﲏ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﻣﻲ ﻬﺑﺎ ﺻﺤﺎﺣ‪‬ﺎ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﳜﺮﻗﻬﺎ ﰒ ﻳﺮﻣﻲ ﻬﺑﺎ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺞ ﳍﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺆﻻﺀ ﰲ ﻏﻴﺒﺔ ﻓﻼ ﻳﻼﻣﻮﻥ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﳌﺎ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻐﻢ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﻌﺠﻞ ﺭﻣﻰ ﺍﻷﻟﻮﺍﺡ ﻓﻜﺴﺮﻫﺎ ﻭﱂ ﻳﺪﺭ‬ ‫ﻣﺎ ﺻﻨﻊ.‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻳﺼﺤﺢ ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﻣﺎﻫﺎ ﺭﻣﻲ ﻛﺎﺳﺮ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛِﺮ ﰲ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻟﻘﺎﺅﻫﺎ ﻓﺤﺴﺐ، ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻨﺎ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻜﺴﺮﺕ؟ ﰒ ﻟﻮ ﻗﻴﻞ: ﺗﻜﺴﺮﺕ، ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻗﺼﺪ ﻛﺴﺮﻫﺎ؟ ﰒ ﻟﻮ ﺻﺤﺤﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻪ ﻗﻠﻨﺎ: ﻛﺎﻥ ﰲ ﻏﻴﺒﺔ ﺣﱴ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ‬ ‫ﲝﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﳋﺎﺿﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳﺼﺤﺢ ﳍﺆﻻﺀ ﻏﻴﺒﺘﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﳌﻐﲏ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ ﻭﳛﺬﺭﻭﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻫﻢ.‬ ‫ﰒ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﺱ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ؟‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﺎﺑ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﳝﺸﻲ ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﻭﺍﻟﻐﻠﻤﺎﻥ ﳝﺸﻮﻥ ﺧﻠﻔﻪ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻳﱪﺑﺮ ﻭﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻓﻴﺼﻴﺢ ﺻﻴﺤﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﺍﳉﻤﻌﺔ، ﻓﺴﺌﻠﺖ ﻋﻦ ﺻﻼﺗﻪ،‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺻﻴﺎﺣﻪ ﻏﺎﺋﺒ‪‬ﺎ ﻓﻘﺪ ﺑﻄﻞ ﻭﺿﻮﺀﻩ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮ‪‬ﺍ ﻓﻬﻮ ﻣﺘﺼﻨﻊ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺟﻠﺪ‪‬ﺍ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﺑﻞ ﻳﺪﺍﺭ ﻟﻪ ﺑﺰﻧﺒﻴﻞ ﰲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻓﻴﺠﻤﻊ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺄﻛﻞ‬ ‫ﻫﻮ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﻬﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﺘﺄﻛﻠﲔ ﻻ ﺍﳌﺘﻮﻛﻠﲔ.‬ ‫ﰒ ﻟﻮ ﻗ ‪‬ﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ﻋﻦ ﻏﻴﺒﺔ، ﻓﺈﻥ ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﳌﺎ ﻳﻐﻄﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻣﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﲰﺎﻉ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺏ ﻣﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ، ﻛﺎﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻏﺎﻟﺒﻪ ﺍﻷﺫﻯ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻋﻦ ﺗﻮﺍﺟﺪﻫﻢ ﻭﲣﺮﻳﻖ ﺛﻴﺎﻬﺑﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺧﻄﺄ ﻭﺣﺮﺍﻡ، ﻭﻗﺪ »‪‬ﻰ‬
  • 330. ‫-٧٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ)١(، ﻭﻋﻦ ﺷﻖ ﺍﳉﻴﻮﺏ«)٢(، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﻗﺎﺋﻞ: ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺮﺏ‬ ‫ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﺰﻳﻞ ﻋﻘﻮﳍﻢ ﺃﲦﻮﺍ ﲟﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﻖ ﻭﻏﲑﻩ، ﳑﺎ ﻳﻔﺴﺪ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻨﻬﻢ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻷ‪‬ﻢ ﳐﺎﻃﺒﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﺑﺘﺠﻨﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﱵ‬ ‫ﺗﻔﻀﻲ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ، ﻛﻤﺎ ﻫﻢ ﻣﻨﻬﻴﻮﻥ ﻋﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﳌﺴﻜﺮ، ﻓﺈﺫﺍ ﺳﻜﺮﻭﺍ ﻭﺟﺮﻯ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻓﺴﺎﺩ‬ ‫ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﱂ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻟﺴﻜﺮﻫﻢ، ﻛﺬﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ‬ ‫ﻭﺟﺪ‪‬ﺍ، ﺇﻥ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻓﺴﻜﺮ ﻃﺒﻊ، ﻭﺇﻥ ﻛﺬﺑﻮﺍ ﻓﻔﺴﺎﺩ، ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺼﺤﻮ ﻓﻼ ﺳﻼﻣﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﳊﺎﻟﲔ، ﻭﲡﻨﺐ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺮﻳﺐ ﻭﺍﺟﺐ. ﻭﺍﺣﺘﺞ ﳍﻢ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﲣﺮﻳﻘﻬﻢ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﲝﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ: »ﻧﺼﺒﺖ ﺣﺠﻠﺔ ﱄ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻗﻢ ﻓﻤﺪﻫﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﺸﻘﻬﺎ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻓﻘﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﻴﺲ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ‬ ‫ﳝﺰﻕ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻓﻴﻔﺴﺪﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ)٤( ﻋﻠﻰ ﻣﺪ ﺳﺘﺮ ﻟﻴﺤﻂ ﻓﺎﻧﺸﻖ‬ ‫ﻻ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ، ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﰲ ﺣﻖ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻬﻴﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟ ‪‬ﻧﺎﻥ ﰲ ﺍﳋﻤﻮﺭ، ﻓﺈﻥ ﺍﺩﻋﻰ ﳐﺮﻕ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺃﻧﻪ ﻏﺎﺋﺐ،‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﻠﻨﺎ: ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻏﻴﺒﻚ، ﻷﻧﻚ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﺍﳊﻖ ﳊﻔﻈﻚ، ﻓﺈﻥ ﺍﳊﻖ ﻻ ﻳﻔﺴﺪ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺶ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺼﻘﺮ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺼﻠﺖ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﺍﻥ‬ ‫ﺍﳉﻮﱐ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﻋﻆ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ، ﻓﺸﻖ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻤﻴﺼﻪ،‬ ‫ﻓﺄﻭﺣﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳌﻮﺳﻰ، ﻗﻞ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﻻ ﻳﺸﻖ ﻗﻤﻴﺼﻪ، ﺃﻳﺸﺮﺡ ﱄ ﻋﻦ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٥٧٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﻗﻀﻴﺔ )٣٩٥/٢١ ــ ٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٧٩٢١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٣٠١/٥٦١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٤٥٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ )٧٠١٢/١٩، ٢٩(.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬
  • 331. ‫-٨٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﻠﺒﻪ؟!.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﻘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺧﺮﻗﹰﺎ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻕ ﺍﳌﺮﻣﻴﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ: ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﳋﺮﻗﺔ ﺇﺫﺍ ﻃﺮﺣﺖ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﻠﻜﹰﺎ ﳌﻦ ﻃﺮﺣﺖ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺮﻳﺮ: ﺟﺎﺀ ﻗﻮﻡ ﳎﺘﺎﰊ ﺍﻟﻨﻤﺎﺭ‬ ‫ﻓﺤﺾ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺑﺼ ‪‬ﺓ ﻓﺘﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻛﻮﻣﲔ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺏ ﻭﻃﻌﺎﻡ)١(. ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺍﳋﺮﻗﺔ‬ ‫ﺃﺳﻬﻢ ﳍﻢ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ: ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﻐﻨﻴﻤﺔ ﻭﺳﻠﺐ ﻓﺄﺳﻬﻢ ﻟﻨﺎ)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻟﻘﺪ ﺗﻼﻋﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻭﺍﺳﺘﺨﺮﺝ ﺑﺴﻮﺀ ﻓﻬﻤﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﻈﻨﻪ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻓﺈﻧﺎ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺃﻭﺍﺋﻠﻬﻢ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻓﺴﺎﺩ‬ ‫ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻭﺭﻣﻰ ﺑﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮ‪‬ﺍ ﻓﻤﺎ ﺟﺎﺯ ﻟﻪ ﲣﺮﻳﻘﻪ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻏﺎﺋﺒ‪‬ﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﺗﺼﺮﻑ ﺟﺎﺋﺰ ﺷﺮﻋ‪‬ﺎ ﻻ ﻫﺒﺔ ﻭﻻ ﲤﻠﻴﻜﹰﺎ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺛﻮﺑﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺑﻪ، ﻓﻼ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻠﻜﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﻣﺎﻩ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ، ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﺘﻤﻠﻜﻪ،‬ ‫ﻭﻟﻮ ﺭﻣﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻐﲏ ﱂ ﻳﺘﻤﻠﻜﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻤﻠﻚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻌﻘﺪ ﺷﺮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺮﻣﻲ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﺑﻌﻘﺪ.‬ ‫ﰒ ﻧﻘﺪﺭ ﺃﻧﻪ ﻣﻠﻚ ﻟﻠﻤﻐﲏ ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﺒﺎﻗﲔ ﻓﻴﻪ، ﰒ ﺇﺫﺍ ﺗﺼﺮﻓﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺧﺮﻗﻮﻩ‬ ‫ﺧﺮﻗﹰﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻮﺟﻬﲔ:‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﺗﺼﺮﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﳝﻠﻜﻮﻧﻪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﺎﻝ. ﰒ ﻣﺎ ﻭﺟﻪ ﺇﺳﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﱂ ﳛﻀﺮ؟‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٧١٠١/٩٦(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٣٥٥٢(.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )٣٣٢٤(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٢٠٥٢/٩٦١(.‬
  • 332. ‫-٩٢٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳋﻄﺎﰊ: ﳛﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﺃﺟﺎﺯﻩ ﻋﻦ ﺭﺿﻰ ﳑﻦ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﳋﻤﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺣﻘﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﺗﻌﻄﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﳌﻦ ﺟﺎﺀ.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺇﲨﺎﻉ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ‬ ‫ﺇﻻ ﲟﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺒﺤﲑﺓ ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﺻﻴﻠﺔ ﻭﺍﳊﺎﻡ. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ:‬ ‫ﺃﲨﻊ ﻣﺸﺎﳜﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﺍﳌﺨﺮﻗﺔ ﻭﻣﺎ ﺍﻧﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﻕ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﺍﳌﻮﺍﻓﻘﺔ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻛﻠﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﲝﻜﻢ ﺍﳉﻤﻊ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ.‬ ‫ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﺑﻘﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: »ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﳌﻦ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ«)١(، ﻭﺧﺎﻟﻔﻬﻢ‬ ‫ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻓﺠﻌﻞ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﲔ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﳎﺮﻭﺣ‪‬ﺎ ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﳉﻤﻴﻊ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﺩﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﻝ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﲝﺪﻳﺚ ﺳﻠﻤﺔ: ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺍﻷﻛﻮﻉ: ﻗﺎﻝ: »ﻟﻪ ﺳﻠ‪  ‬ﺃﲨﻊ«)٢(. ﻓﺎﻟﻘﺘﻞ ﺇﳕﺎ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻝ ﻓﺎﻟﺴﻠﺐ‬ ‫‪‬ﹶﺒﻪ‬ ‫ﻟﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻋﺼﻤﻨﺎ ﺍﷲ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﱃ‬ ‫ﺗﻼﻋﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺇﲨﺎﻉ ﻣﺸﺎﳜﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺇﲨﺎﻋﻬﻢ ﺑﻌﺮﺓ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﻫﻮﺏ ﳌﻦ ﻭﻫﺐ ﻟﻪ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﳐﺮﻗﺎ ﺃﻭ ﺳﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﻭﻻ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﻟﻐﲑﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ.‬ ‫ﰒ ﺇﻥ ﺳﻠﺐ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﳍﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﺭﻣﻲ ﺑﻪ، ﰒ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﻷﻥ ﺍ‪‬ﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍ‪‬ﺮﻭﺡ ﻟﻠﻤﻐﲏ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻭﻛﻞ ﺃﻗﻮﺍﳍﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﳏﺎﻝ ﻭﻫﺬﻳﺎﻥ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﱄ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﱵ ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﺍﻹﺳﻔﺮﺍﻳﻴﲏ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٩/٠٥ ﻭﺻﺤﺤﻪ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٤٥٧١/٥٤(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٤٥٦٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٤/٩٤، ٠٥ ﻣﻄﻮﻻ.‬
  • 333. ‫-٠٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺻﻐﲑ ﺍﻟﺴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺣﻀﺮ ﰲ ﲨﻊ ﻛﺜﲑ ﰲ ﺭﺑﺎﻁ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﳌﺨﺎﺩ ﻭﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ‬ ‫ﻭﺩﻑ ﲜﻼﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻡ ﻳﺮﻗﺺ ﺣﱴ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻓﺒﻘﻲ ﻣﻜﺸﻮﻑ ﺍﻟﺮﺃﺱ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﱵ:‬ ‫ﺇﻧﻪ ﺭﻗﺺ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﰲ ﺧﻒ ﻟﻪ، ﰒ ﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﰲ ﺍﳋﻒ ﺧﻄﺄ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﺎﻧﻔﺮﺩ ﻭﺧﻠﻌﻪ،‬ ‫ﰒ ﻧﺰﻉ ﻣﻄﺮﻓﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻮﺿﻌﻪ ﺑﲔ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﳉﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﻗﺘﺴﻤﻮﻩ ﺧﺮﻗﹰﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ: ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﻊ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ: ﻻ ﺗﻌﻮﺩﻥ ﰲ ﺻﺪﻗﺘﻚ)١(.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻧﻈﺮ ﺇﱃ ‪‬ﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﺈﻥ ﺍﳋﺮﻗﺔ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻓﻼ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻳﻬﺎ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻘﻄﻴﻌﻬﻢ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﳌﻄﺮﻭﺣﺔ ﺧﺮﻗﹰﺎ ﻭﺗﻔﺮﻳﻘﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺜﻮﺏ‬ ‫ﺭﻣﺎﻩ ﺇﱃ ﺍﳌﻐﲏ ﱂ ﳝﻠﻜﻪ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺮﻣﻲ ﺣﱴ ﳝﻠﻜﻪ ﺇﻳﺎﻩ، ﻓﺈﺫﺍ ﻣﻠﻜﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﻓﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺗﺼﺮﻑ‬ ‫ﺍﻟﻐﲑ ﻓﻴﻪ؟‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺑﻌﺾ ﻓﻘﻬﺎﺋﻬﻢ ﳜﺮﻕ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻳﻘﺴﻤﻬﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺮﻕ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﺘﻔﺮﻳﻂ ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺇﻻ ﻫﺬﺍ؟ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺧ ‪‬ﻗﺖ‬ ‫‪‬ﺮ ﹾ ‪‬‬ ‫ﺧﺮﻗﹰﺎ ﰲ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺮﻳﻘﺔ ﻓﻌﻤﻠﻬﺎ ﻛﻨﻔﹰﺎ ﻓﺒﺎﻋﻪ ﲞﺴﻤﺔ ﺩﻧﺎﻧﲑ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇﻥ‬ ‫ِ‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﳚﻴﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻋﻮﻧﺎﺕ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﺭ.‬ ‫ﻭﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺮﺟﻠﲔ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻳﺒﺎﺡ ﳍﻢ ﲤﺰﻳﻖ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺧﺮﻗﺖ ﻗﻄﻌ‪‬ﺎ ﻣﺮﺑﻌﺔ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﺘﺮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﺠﺎﺩﺍﺕ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﳝﺰﻕ ﺣﱴ ﳜﺎﻁ ﻣﻨﻪ‬ ‫‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻗﻤﻴﺺ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﻀﻴﻴﻌ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﻋﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻛﻴﻒ ﺳﻠﺒﻪ ﺣﺐ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻋﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ‬ ‫ﻭﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻧﺘﻔﺎﻉ ﺧﺎﺹ، ﰒ ﻣﺎ ﻣﻌﲎ ﻗﻮﻝ: ﻣﺮﺑﻌﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻄﺎﻭﻟﺔ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻬﺑﺎ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳍﺒﺔ )٦٣٦٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳍﺒﺎﺕ )١٢٦١/٣، ٤(.‬
  • 334. ‫-١٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﰒ ﻟﻮ ﻣﺰﻕ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻗﺮﺍﻣﻞ)١( ﻻﻧﺘﻔﻊ ﻬﺑﺎ، ﻭﻟﻮ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻧﺼﻔﲔ ﻻﻧﺘﻔﻊ ﺑﺎﻟﻨﺼﻒ.‬ ‫ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻳﺘﻠﻤﺢ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻳﺴﻤﻲ ﻣﺎ ﻧﻘﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻼﻧﺘﻔﺎﻉ ﺇﺗﻼﻓﹰﺎ، ﻭﳍﺬﺍ‬ ‫ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻷﻧﻪ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻨﻪ ﻗﻴﻤﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺴﻮﺭ، ﻭﻟﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺑﺪﻉ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺃﰊ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻭﺃﲪﺪ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﲨﻌﲔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻏﺮﺑﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺑﺘﺪﻋﻮﺍ، ﻭﺃﻗﺎﻡ ﳍﻢ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ ﻣﻦ ﺇﱃ ﻫﻮﺍﻫﻢ ﻣﺎﻝ، ﻭﻟﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺃﺧﺬ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻐﻔﺮ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﲝﺪﻳﺚ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ ﰲ ﺗﻮﺑﺘﻪ: ﳚﺰﺋﻚ ﺍﻟﺜﻠﺚ)٢(، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﺮﺍﻣﺔ ﻓﻠﻢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻳﺆﺩﻫﺎ ﺃﻟﺰﻣﻮﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﲝﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺟﻌﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ:‬ ‫»ﻣﻦ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﻓﺈﻧﺎ ﺁﺧﺬﻭﻫﺎ ﻭﺷﻄﺮ ﻣﺎﻟﻪ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺗﻼﻋﺐ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺟﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﶈﺘﺞ ﳍﻢ،‬ ‫ﻭﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﲟﺎ ﻻ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﻏﺮﺍﻣﺔ، ﻭﺗﺴﻤﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺟﺒ‪‬ﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻏﺮﺍﻣﺔ، ﻭﻻ‬ ‫ﻭﺟﻮﺏ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻣﱴ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﺟ‪‬ﺒﺎ ﻛﻔﺮ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ، ﻭﻫﺬﻩ ﺑﺪﻋﺔ ﺗﺴﻘﻂ ﺍﳌﺮﻭﺀﺓ ﻭﺗﻨﺎﰲ‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ، ﻭﻟﻮﻻ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﻜﺸﻔﻪ ﰲ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺟﻪ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﱵ ﺃﻥ ﺃﳔﻠﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﱄ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫)١( ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻞ: ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺑﻪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺻﻮﻑ ﻭﳓﻮﻩ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺬﻭﺭ )٩١٣٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٣٥٤، ٢٠٥، ﻭﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ ٥/٦٠٤، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٩١/٩٥، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٠١/٨٦.‬ ‫)٣( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٥٧٥١(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٣٤٤٣( ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ‬ ‫)٧٧٦١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢، ٤، ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٦٦٢٢(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٧٩٣ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﻟﻠﺨﻼﻑ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﰱ ﻬﺑﺰ ﺑﻦ ﺣﻜﻴﻢ.‬
  • 335. ‫-٢٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﳚﺰﺋﻚ ﺍﻟﺜﻠﺚ«)١(، ﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ ﻟﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﺗﱪﻉ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺃﻳﻦ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﳑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺇﻟﺰﺍﻣﻬﻢ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﻏﺮﺍﻣﺔ ﻻ‬ ‫ﲡﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﺿﺎﻋﻔﻮﻫﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ ﺇﳕﺎ ﻳﻨﻔﺮﺩ ﺑﺎﻹﻟﺰﺍﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺣﺪﻩ. ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﻛﻠﻪ ﺟﻬﻞ ﻭﺗﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻘﹰﺎ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻗﺪ ﺳ ‪‬ﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ، ﻟﺒﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﺣﺒﺘﻬﻦ ﻭﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻬﻢ ﻋﻦ ﳐﺎﻟﻄﺘﻬﻦ، ﻭﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﺪ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ، ﻭﺍﺗﻔﻘﺖ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﻗﺼﺪ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩﺓ، ﻓﺄﻣﺎﳍﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ:‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﺧﺒﺚ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﻫﻢ ﻧﺎﺱ ﺗﺸﺒﻬﻮﺍ ﺑﺎﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺎﳊﻠﻮﻝ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﻧﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻠﻮﻟﻴﺔ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳊﻖ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﺻﻄﻔﻰ ﺃﺟﺴﺎﻣ‪‬ﺎ ﺣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﲟﻌﺎﱐ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ. ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﺎﻣﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﱞ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇ‪‬ﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺃﺟﺎﺯﻭﺍ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺻﻔﺔ ﺍﻵﺩﻣﻲ، ﻭﱂ ﻳﺄﺑﻮﺍ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﺎﻻ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﳊﺴﻨﺔ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪﻭﻩ ﰲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻷﺳﻮﺩ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻗﻮﻡ ﻳﺘﺸﺒﻬﻮﻥ ﺑﺎﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻣﻠﺒﺴﻬﻢ، ﻭﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺍﻟﻔﺴﻖ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻗﻮﻡ ﻳﺴﺘﺒﻴﺤﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻦ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺨﺮﺝ ﺍﻷﺳﺒﻖ.‬
  • 336. ‫-٣٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺻﻨﻒ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﲰﺎﻩ »ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ« ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ: ﺑﺎﺏ ﰲ ﺟﻮﺍﻣﻊ ﺭﺧﺼﻬﻢ ﻓﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﳊﺴﻦ،‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺍﻃﻠﺒﻮﺍ ﺍﳋﲑ ﻋﻨﺪ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ«)١( ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺛﻼﺛﺔ ﲡﻠﻮ ﺍﻟﺒﺼﺮ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳋﻀﺮﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﳊﺴﻦ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍﻥ ﺍﳊﺪﻳﺜﺎﻥ ﻻ ﺃﺻﻞ ﳍﻤﺎ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻈﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﲪﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺧﺮﻳ‪‬ﻢ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﲪﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺍ‪‬ﱪ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺍﻃﻠﺒﻮﺍ ﺍﳋﲑ ﻋﻨﺪ ﺣﺴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ«.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﲔ: ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻘﻴﻠﻲ: ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﻋﻦ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﺄﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﻀ‪‬ﺒ ‪ ،‬ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬ﻲ‬ ‫ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺮﳛﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺒﺨﺘﺮﻱ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ، ﻓﻜﻨﺖ ﹸﺩﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃﺭﺍﻙ ﺗﺪﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﲡﻌﻞ ﺍﻧﻘﻄﺎﻋﻪ ﺇﻟﻴﻚ، ﻗﻠﺖ: ﺃﻋﻴﺬﻙ ﺏ ﺍﷲ ﻳﺎ ﺃﻣﲑ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ٨/٩٩١، ﻭﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٣/٦٢٢، ٤/٥٨١، ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ٢/٩٣، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ٢/٣٣١، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: »ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ«،‬ ‫ﻭﺃﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٥٨٥١(.‬ ‫)٢( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٤/٦٨٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ١/٣٦١‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺎﻃﻞ«، ﻭﺍﻟﻸﱃﺀ ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ١/٠٦، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﻫﻨﺎ: »ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ« ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٤٣١(، ﻭﻛﺸﻒ ﺍﳋﻔﺎﺀ )٧٨٣(.‬
  • 337. ‫-٤٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺃﻥ ﺗﺮﻣﻴﲏ ﲟﺎ ﻟﻴﺲ ﱠ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺟﻌﻔﺮ‪‬ﺍ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ‬ ‫ﰲ‬ ‫ﺟﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺟﺪﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺛﻼﺙ ﻳﺰﺩﻥ ﰲ ﻗﻮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻨﻈﺮ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳋﻀﺮﺓ ﻭﺇﱃ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﳉﺎﺭﻱ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﳊﺴﻦ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻉ، ﻭﻻ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺃﰊ ﺍﻟﺒﺨﺘﺮﻱ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻛﺬﺍﺏ ﻭﺿﺎﻉ، ﻭﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺃﺣﺪ ﺍ‪‬ﻬﻮﻟﲔ.‬ ‫ﰒ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺇﺫ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﺪﻩ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻤﻠﻮﻛﺔ، ﻓﺄﻣﺎ ﺇﻃﻼﻗﻪ ﻓﻔﻴﻪ ﺳﻮﺀ ﻇﻦ. ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ: ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ﻗﺪ ﺻﻨﻒ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﰲ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﻦ ﺛﺎﺭﺕ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﺩ ﺣﺮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻣﱴ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﺜﻮﺭ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﺩ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻦ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﺫﺏ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﺑﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻟﺌﻼ ﻳﻘﻊ ﺍﳊﺮﺝ ﰲ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﳌﺨﺎﻟﻄﺔ‬ ‫ﺑﺎﳌﻨﻊ، ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻹﳊﺎﺡ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺛﻮﺭﺍﻥ ﺍﳍﻮﻯ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻠﺢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﺃﻣﺮﺩ ﻓﺎ‪‬ﻤﻮﻩ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﻗﻮﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﳓﻦ ﻻ ﻧﻨﻈﺮ ﻧﻈﺮ ﺷﻬﻮﺓ ﻭﺇﳕﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﻧﻈﺮ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ، ﻓﻼ‬ ‫ﻳﻀﺮﻧﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻭﻫﺬﺍ ﳏﺎﻝ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ، ﻓﻤﻦ ﺍ ‪‬ﻋﻰ ﺗﱰﻩ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺟﻨﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﶈﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﻛﺸﻔﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﻊ.‬ ‫ﺃﺧﱪﺗﻨﺎ ﺷﻬ‪‬ﺪﺓ ﺑﻨﺖ ﺃﲪﺪ ﺍﻹﺑﺮﻱ، ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﺇﱃ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺼﻮﰲ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺼﻮﰲ: ﺣﺪﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺍﳊﻨﻔﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﻣﻊ ﺃﰊ‬ ‫ﺍﻟﻨﻀﺮ ﺍﻟﻐﻨﻮﻱ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﱪﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ،‬ ‫ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﲨﻴﻞ ﻓﻠﻢ ﺗﺰﻝ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻭﺍﻗﻌﺘﲔ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﱴ ﺩﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺏ ﺍﷲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﻭﻋﺰﻩ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﻭﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﺍﳌﻨﻴﻊ ﺇﻻ ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻠﻲ ﺃﺭﻭﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻚ، ﻓﻮﻗﻒ ﻗﻠﻴﻼ ﰒ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.‬
  • 338. ‫-٥٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻫﺐ ﻟﻴﻤﻀﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺑﺎﳊﻜﻴﻢ ﺍ‪‬ﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﳌﺒﺪﻯﺀ ﺍﳌﻌﻴﺪ ﺇﻻ ﻭﻗﻔﺖ، ﻓﻮﻗﻒ‬ ‫ﺳﺎﻋﺔ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ‪‬ﻳﺼ ‪‬ﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺼﻮﺑﻪ، ﰒ ﺫﻫﺐ ﻟﻴﻤﻀﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺑﺎﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻷﺣﺪ‬ ‫‪‬ﻌ ‪‬‬ ‫ﺍﳉﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻠﺪ ﻭﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﺇﻻ ﻭﻗﻔﺖ ﻓﻮﻗﻒ ﺳﺎﻋﺔ، ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻃﻮﻳﻼ ﰒ ﺫﻫﺐ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻟﻴﻤﻀﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺑﺎﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﳋﺒﲑ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺼﲑ ﻭﲟﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻧﻈﲑ ﺇﻻ ﻭﻗﻔﺖ‬ ‫ﻓﻮﻗﻒ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﰒ ﺃﻃﺮﻕ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻣﻀﻰ ﺍﻟﻐﻼﻡ، ﻓﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻳﻞ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺫﻛﺮﱐ ﻫﺬﺍ ﺑﻨﻈﺮﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺟﻬ‪‬ﺎ ﺟﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﻭﺗﻘﺪﺱ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ، ﻭﺗﻌﺎﻇﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ، ﻭﺍﷲ ﻷﺟﻬﺪﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﰲ ﺑﻠﻮﻍ ﺭﺿﺎﻩ ﲟﺠﺎﻫﺪﰐ ﲨﻴﻊ‬ ‫ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﻭﻣﻮﺍﻻﰐ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺣﱴ ﺃﺻﲑ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻱ ﺇﱃ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﻬﺑﺎﺋﻪ‬ ‫ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ. ﻭﻟﻮﺩﺩﺕ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﱐ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺣﺒﺴﲏ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ. ﰒ‬ ‫ﻏﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺯﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺝ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﻣﻊ‬ ‫ﳏﺎﺭﺏ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﰲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﳋﻴﻒ ﻭﳓﻦ ﳏﺮﻣﻮﻥ، ﻓﺠﻠﺲ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻏﻼﻡ ﲨﻴﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻐﺮﺏ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﳏﺎﺭﺑ‪‬ﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻈﺮ‪‬ﺍ ﺃﻧﻜﺮﺗﻪ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺎﻡ: ﺇﻧﻚ ﳏﺮﻡ ﰲ‬ ‫ﺷﻬﺮ ﺣﺮﺍﻡ ﰲ ﺑﻠﺪ ﺣﺮﺍﻡ ﰲ ﻣﺸﻌﺮ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻧﻈﺮ‪‬ﺍ ﻻ ﻳﻨﻈﺮﻩ‬ ‫ﺇﻻ ﺍﳌﻔﺘﻮﻧﻮﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺗﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺷﻬﻮﺍﱐ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻄﺮﻑ، ﺃﱂ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﻨﻌﲏ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﰲ ﺷﺮﻙ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺛﻼﺙ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻣﺎ ﻫﻲ؟ ﻗﺎﻝ: ﺳﺘﺮ ﺍﻹﳝﺎﻥ، ﻭﻋﻔﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ،‬ ‫ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﺍﳊﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺎﰒ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻜﺮ ‪‬ﺎﱐ ﻋﻨﻪ، ﰒ ﺻﻌﻖ ﺣﱴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻨﺎ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺟﻬﻞ ﺍﻷﲪﻖ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺭﻣﺰﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﺗﻠﻔﻆ ﺑﺎﻟﺘﱰﻳﻪ، ﻭﺇﱃ ﲪﺎﻗﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻘﻂ، ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻢ‬ ‫ﺃﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﳛﺮﻡ، ﻭﳏﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺑﺪﻋﻮﺍﻩ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﺬﻬﺑﺎ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺛﲏ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺻﺒﻴ‪‬ﺎ ﺃﻣﺮﺩ ﺣﻜﻰ ﻟﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻭﻫﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺍﻧﻈﺮ: ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٥٥١.‬
  • 339. ‫-٦٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳛﺒﲏ ﻳﺎ ﺑﲏ: ﷲ ﻓﻴﻚ ﺇﻗﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺕ، ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻞ ﺣﺎﺟﱵ ﺇﻟﻴﻚ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻲ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺃﻣﺮﺩ ﻭﻫﻮ ﺧﺎﻝ ﺑﻪ‬ ‫ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺗﺎﺭﺓ، ﻭﺇﱃ ﺍﻷﻣﺮﺩ ﺗﺎﺭﺓ، ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺴﻮﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻟﻌﻠﻨﺎ‬ ‫ﻛﺪﺭﻧﺎ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻱ ﻭﺍﷲ ﻓﺘﺼﺎﻳﺢ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻧﻪ ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﺭﻗﻌﺔ ﺇﻧﻚ ﲢﺐ ﻏﻼﻣﻚ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ،‬ ‫ﻓﻘﺮﺃ ﺍﻟﺮﻗﻌﺔ ﰒ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻓﺼﻌﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻘﺒﻠﻪ ﺑﲔ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﻗﻌﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺇﱐ ﻻ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺇﻟﻘﺎﺋﻪ ﺟﻠﺒﺎﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﻴﺎﺀ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﻛﻴﻒ ﺳﻜﺘﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ؟‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺮﺩﺕ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳊﺮﻳﺮﻱ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻀﻴﻒ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﻣﺮﺩ، ﻭﺭﲟﺎ ﺯﻳﻨﺘﻪ ﺑﺎﳊﻠﻲ ﻭﺍﳌﺼﺒﻐﺎﺕ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺍﳊﻮﺍﺷﻲ ﻭﺗﺰﻋﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺍﻻﺯﺩﻳﺎﺩ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‬ ‫ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺎﻟﺼﻨﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﰲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳍﻮﻯ ﻭﳐﺎﺩﻋﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﳐﺎﻟﻔﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﰱ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﻓﻼ ﺗﺒﺼﺮﻭﻥ﴾ ]ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ: ١٢[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﺃﻓﻼ‬ ‫ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﻹﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﺧﻠﻘﺖ﴾ ]ﺍﻟﻐﺎﺷﻴﺔ: ٧١[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﺃﻭﱂ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﰱ ﻣﻠﻜﻮﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٥٨١[، ﻓﻌﺪﻟﻮﺍ ﻋﻤﺎ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﷲ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺇﱃ ﻣﺎ‬ ‫‪‬ﺎﻫﻢ ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺍﳌﺂﻛﻞ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ، ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﺍﺳﺘﻮﻓﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻃﺎﻟﺒﺘﻬﻢ ﲟﺎ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ‬ ‫ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳌﺮﺩِ، ﻭﻟﻮ ﺃ‪‬ﻢ ﺗﻘﻠﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﱂ ﳛﻨﻮﺍ ﺇﱃ ﲰﺎﻉ ﻭﻧﻈﺮ.‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ: ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﰲ ﺷﻌﺮﻩ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﳌﺴﺘﻤﻌﲔ ﻟﻠﻐﻨﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﳚﺪﻭﻧﻪ‬ ‫ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻓﻘﺎﻝ: )ﺍﻟﻮﺍﻓﺮ(‬
  • 340. ‫-٧٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﺼـﺒﺎﺡ‬ ‫ِ‬ ‫ﺃﺗـﺬﻛﺮ ﻭﻗﺘﻨـﺎ ﻭﻗـﺪ ﺍﺟﺘﻤﻌﻨـﺎ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ‪ ‬ـ ـ‬ ‫ﻓﹸﺳﻜﺮﺕ ﺍﻟﻨﻔـﻮﺱ ﺑﻐـﲑ ﺭﺍﺡ‬ ‫ِ‬ ‫ﺄ‬ ‫ﻭﺩﺍﺭﺕ ـﺎ ـﺄﺱ ـﺎﱐ‬ ‫ﺑﻴﻨﻨـ ﻛـ ﺍﻷﻏـ‬ ‫ﺳﺮﻭﺭ‪‬ﺍ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻫﻨﺎﻙ ﺻـﺎﺣﻲ‬ ‫ﻓﻠ ـﻢ ـﺮ ـﻴﻬﻢ ﺇﻻ ـﺎﺩﻯ‬ ‫ﻧﺸـ‬ ‫ـ ﻧـ ﻓـ‬ ‫ﻣﻨﺎﺩﻱ ﺍﷲ ﻭﺣﻲ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻔـﻼﺡ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻟﺒ ـﻰ ﺃﺧ ـﻮ ﺍﻟﻠ ـﺬﺍﺕ ﻓﻴ ـﻪ‬ ‫ـ‬ ‫‪‬ـ ـ ـ‬ ‫ﺃﺭﻗﻨﺎﻫــﺎ ﻷﳊــﺎﻅ ﻣــﻼﺡ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﱂ ﳕﻠﻚ ﺳﻮﻯ ﺍﳌﻬﺠـﺎﺕ ﺷـﻴﺌﹰﺎ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﺗﺄﺛﲑﻩ ﰲ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻓﻜﻴﻒ ﳚﺪﻱ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ‬ ‫ﻧﻔﻌ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻳﻔﻴﺪ ﻓﺎﺋﺪﺓ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺃﺧﺎﻑ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ.‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻻ ﲤﻴﺰ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ. ﻭﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﻨﻜﺮ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ، ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻗﻞ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻳﻐﻀﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻭﳛﻔﻈﻮﺍ ﻓﺮﻭﺟﻬﻢ﴾‬ ‫]ﺍﻟﻨﻮﺭ: ٠٣[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﺃﻓﻼ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﱃ ﺍﻹﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﺧﻠﻘﺖ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻛﻴﻒ ﺭﻓﻌﺖ‬ ‫ﻭﺇﱃ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻛﻴﻒ ﻧﺼﺒﺖ﴾ ]ﺍﻟﻐﺎﺷﻴﺔ: ٧١-٩١[.‬ ‫ﻓﻠﻢ ﳛﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭ ﻻ ﻣﻴﻞ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺣﻆ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﺑﻞ ﻋﱪﺓ ﻻ ﳝﺎﺯﺟﻬﺎ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺷﻬﻮﺓ، ﻭﻻ ﺗﻌﺘﺮﻳﻬﺎ ﻟﺬﺓ، ﻓﺄﻣﺎ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﱪﺓ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻭﻛﻞ ﺻﻮﺭﺓ‬ ‫ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻌﱪﺓ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻷ‪‬ﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬ ‫ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﻻ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺿﻴ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺇﻣﺎﻣ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻣﺆﺫﻧ‪‬ﺎ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻷ‪‬ﺎ ﳏﻞ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﺷﻬﻮﺓ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﻋﻤﺎ ﻗﺼﺪﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺃﺟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺔ‬ ‫ﻋﱪ‪‬ﺍ ﻛﺬﺑﻨﺎﻩ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻴﺰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﲣﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﻃﺒﺎﻋﻨﺎ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﻯ ﻛﺬﺑﻨﺎﻩ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺧﺪﻉ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻠﻤﺪﻋﲔ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﳋﺎﻣﺲ: ﻗﻮﻡ ﺻﺤﺒﻮﺍ ﺍ ﹸﺮﺩﺍﻥ ﻭﻣﻨﻌﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ، ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﳌ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳎﺎﻫﺪﺓﹰ، ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻧﻔﺲ ﺻﺤﺒﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﳌﺬﻣﻮﻣﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪﻣﺎﺅﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ، ﻭﻗﻴﻞ: ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺑﺪﻟﻴﻞ،‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ: )ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬
  • 341. ‫-٨٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺃﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴـﻲ ﺃﻥ ﺗﻨـﺎﻝ ﳏﺮﻣـﺎ‬ ‫ﺃﻧﺰﻩ ﰲ ﺭﻭﺽ ﺍﶈﺎﺳـﻦ ﻣﻘﻠـﱵ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺒﻞ ﺍﻟﺼﻠﺪ ﺍﻷﺻﻢ ‪‬ـﺪﻣﺎ‬ ‫ﻭﺃﲪﻞ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺍﳍﻮﻯ ﻣﺎ ﻟﻮ ﺃﻧـﻪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺳﻴﺄﰐ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻋﺎﻫﺪﺕ ﺭﰊ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻻ ﺃﺻﺤﺐ ﺣﺪﺛﹰﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ ﻓﻔﺴﺨﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺪﻭﺩ ﻭﺩﻋﺞ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﱪﺗﻨﺎ ‪‬ﻬﺪ ﹸ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻀﱯ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ‬ ‫ﺷ ‪ ‬ﺓ‬ ‫ﻷﰊ ﺍﻟﻜﻤﻴﺖ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻮﺍﻻ ﰲ ﺃﺭﺽ ﺍﷲ، ﺣﺪﺛﲏ ﺑﺄﻋﺠﺐ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺻﺤﺒﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﳎﻮﺳﻴ‪‬ﺎ ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻭﺗﺼﻮﻑ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻣﻌﻪ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﲨﻴﻼ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﺎﻡ ﻓﺼﻠﻰ ﰒ ﻳﻨﺎﻡ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﰒ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﻘﻮﻡ ﻓﺰﻋ‪‬ﺎ ﻓﻴﺼﻠﻲ ﻣﺎ ﻗ ‪‬ﺭ ﻟﻪ، ﰒ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻴﻨﺎﻡ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺣﱴ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺍﺭ‪‬ﺍ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺳﻔﺮ‬ ‫ﹸﺪ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺃﻭ ﻛﺎﺩ ﻳﺴﻔﺮ ﺃﻭﺗﺮ، ﰒ ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﷲ ﻡ ﺇﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺳﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﻓﻠﻢ ﺃﻗﺘﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺣﺸﺔ ﻭﻻ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﻔﻈﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﻤﺮﻩ ﺑﻘﻠﱯ‬ ‫ﻟﻮ ﲪﻠﺘﻪ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻟﺘﺼﺪﻋﺖ، ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﻟﺘﺪﻛﺪﻛﺖ، ﰒ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻟﻴﻞ ﺍﺷﻬﺪ ﲟﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻣﲏ ﻓﻴﻚ، ﻓﻘﺪ ﻣﻨﻌﲏ ﺧﻮﻑ ﺍﷲ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻶﺛﺎﻡ، ﰒ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﻴﺪﻱ ﺃﻧﺖ‬ ‫ﲡﻤﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻰ ﻓﻼ ﺗﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻳﻮﻡ ﲡﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ، ﻓﺄﻗﻤﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺃﺭﺍﻩ‬ ‫ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ، ﻭﺃﲰﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻨﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﳘﻤﺖ ﺑﺎﻹﻧﺼﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﻠﺖ:‬ ‫ﲰﻌﺘﻚ ﺗﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻭﲰﻌﺘﲏ؟ ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻮ ﺍﷲ ﻳﺎ‬ ‫ﺃﺧﻲ ﺇﱐ ُﺩﺍﺭﻱ ﻣﻦ ﻗﻠﱯ ﻣﺎ ﻟﻮ ﺩﺍﺭﺍﻩ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﷲ ﺣﻘﻴﻘﹰﺎ ﺑﺎﳌﻐﻔﺮﺓ ﻟﻪ،‬ ‫ﻷ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮﻙ ﺇﱃ ﺻﺤﺒﺔ ﻣﻦ ﲣﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻟﻌﻨﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ؟.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺼﻮﰲ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺼﻮﰲ: ﺭﺃﻳﺖ ﺑﺒﻴﺖ‬ ‫ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻓﱴ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﺼﺤﺐ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻓﻤﺎﺕ ﺍﻟﻔﱴ ﻭﻃﺎﻝ ﺣﺰﻥ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ،‬ ‫ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﺟﻠﺪ‪‬ﺍ ﻭﻋﻈﻤ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﲎ ﻭﺍﻟﻜﻤﺪ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ: ﻟﻘﺪ ﻃﺎﻝ ﺣﺰﻧﻚ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺻﺪﻳﻘﻚ ﺣﱴ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﺴﻠﻮ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻴﻒ ﺃﺳﻠﻮ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﺃﺟﻞ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ٍ ﹼ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﻣﻌﻲ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﲔ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﻭﺻﺎﻧﲏ ﻋﻦ ﳒﺎﺳﺔ ﺍﻟﻔﺴﻮﻕ ﰲ ﺧﻼﻝ ﺻﺤﺒﱵ ﻟﻪ‬
  • 342. ‫-٩٣٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺧﻠﻮﺍﰐ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻡ ﺭﺁﻫﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻻ ﻳﻨﺠﺬﺑﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ‬ ‫ﻓﺤﺴﻦ ﳍﻢ ﺑﺪﺍﻳﺎ‪‬ﺎ ﻓﺘﻌﺠﻠﻮﺍ ﻟﺬﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﻭﺍﶈﺎﺩﺛﺔ ﻭﻋﺰﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ‬ ‫ﺻﺪﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﺈﻥ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﻭﰎ ﳍﻢ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺘﻐﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺷﻐﻠﻪ ﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﺑﻐﲑﻩ، ﻭﺻﺮﻑ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﳜﻠﻮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﲟﺎ ﻳﻨﻔﻊ ﺑﻪ ﰲ‬ ‫ﺍﻵﺧﺮﺓ ﲟﺠﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﰲ ﻛﻔﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺟﻬﻞ ﻭﺧﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻣﺮ ِﺑﻐﺾ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻷﻧﻪ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻟﻴﺴﻠﻢ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﺷﺎﺋﺐ ﲣﺎﻑ ﻣﻨﻪ، ﻭﻣﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﻻ ﻛﻤﺜﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻗﺒﻞ ﺇﱃ ﺳﺒﺎﻉ ﰲ ﻏﻴﻀﺔ ﻣﺘﺸﺎﻏﻠﺔ ﻋﻨﻪ ﻻ ﺗﺮﺍﻩ ﻓﺄﺛﺎﺭﻫﺎ ﻭﺣﺎﺭﻬﺑﺎ ﻭﻗﺎﻭﻣﻬﺎ ﻓﻴﺎ ‪‬ﻌﺪ‬ ‫ﺑ‪ ‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺳﻼﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺣﺔ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻬﻠﻚ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﳎﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﰲ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻗﻮﻳﺖ ﳎﺎﻫﺪﺗﻪ ﻣﺪﺓ، ﰒ ﺿﻌﻔﺖ ﻓﺪﻋﺘﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ‬ ‫ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﻦ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﳌﺮﺩ.‬ ‫ٍ‬ ‫ﺃﺧﱪﺗﻨﺎ ‪‬ﻬﺪ ﹸ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺒﺎﻗﻼﱐ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ: ﻗﻠﺖ‬ ‫ﺷ ‪ ‬ﺓ‬ ‫ﶈﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﳝﺎﺷﻲ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﻭﺿﻴﺌﹰﺎ ﻣﺪﺓ ﰒ‬ ‫ﻓﺎﺭﻗﻪ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ِﻟﻢ ﻫﺠﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﱴ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻩ ﻣﻌﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﻨﺖ ﻟﻪ ﻣﻮﺍﺻﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎﺋﻼﹰ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﻟﻘﺪ ﻓﺎﺭﻗﺘﻪ ﻋﻦ ﻏﲑ ﻗﻠﻰ ﻭﻻ ﻣﻠﻞ، ﻗﻠﺖ: ﻭِﻟﻢ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ِﹶ ‪‬‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﻗﻠﱯ ﻳﺪﻋﻮﱐ ﺇﱃ ﺃﻣﺮ ﺇﺫﺍ ﺧﻠﻮﺕ ﺑﻪ ﻭﻗﺮﺏ ﻣﲏ، ﻟﻮ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﻋﲔ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﺟﻞ، ﻓﻬﺠﺮﺗﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﱰﻳﻬ‪‬ﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﻔﱳ.‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺇﻃﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬
  • 343. ‫-٠٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﻭﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻦ ﺇﻃﻼﻕ ﻧﻈﺮﻩ.‬ ‫ﹶ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ، ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺧﻲ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺝ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﻣﻊ‬ ‫ﺃﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﺫ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﻓﻘﺮﺃ: ﴿ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻜﻢ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻭﺍﷲ ﲟﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺼﲑ﴾ ]ﺍﳊﺪﻳﺪ: ٤[، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺍﷲ ﻭﻗﺪ ﺣﺼﻨﻪ ﲟﻼﺋﻜﺔ‬ ‫ﻏﻼﻅ ﺷﺪﺍﺩ؟ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﺍﷲ ﻓﻤﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺍﻣﺘﺤﻨﲏ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻱ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻣﺎ ﺷﺒﻬﺖ‬ ‫ﻧﻈﺮﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﺑﻨﺎﺭ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺐ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺭﻳﺢ ﻓﻤﺎ ﺃﺑﻘﺖ ﻭﻻ ﺗﺮﻛﺖ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﷲ ﻣﻦ ﺑﻼﺀ ﺟﻨﺘﻪ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﻋﻠﻲ ﻗﻠﱯ، ﻟﻘﺪ ﺧﻔﺖ ﺃﻻ ﺃﳒﻮ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﺗﻪ ﻭﺃﹼﺎ ﺃﲣﻠﺺ ﻣﻦ ﺇﲦﻪ،‬ ‫ﻟ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻭﺍﻓﻴﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﻌﻤﻞ ﺳﺒﻌﲔ ﺻﺪﻳﻘﹰﺎ، ﰒ ﺑﻜﻰ ﺣﱴ ﻛﺎﺩ ﻳﻘﻀﻲ ﳓﺒﻪ، ﻓﺴﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ‬ ‫ﺑﻜﺎﺋﻪ: ﻳﺎ ﻃﺮﰲ ﻷﺷﻐﻠﻨﻚ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻼﺀ.‬ ‫ﺍﳌﺮﺽ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﶈﺒﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻼﻋﺐ ﺑﻪ ﺍﳌﺮﺽ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﶈﺒﺔ.‬ ‫ﺃﺧﱪﺗﻨﺎ ‪‬ﻬﺪ ﹸ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻦ‬ ‫ﺷ ‪ ‬ﺓ‬ ‫ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﻦ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻓﺒﻠﻲ ﺑﻪ ﻭﻛﺎﺩ ﻳﺬﻫﺐ‬ ‫ﻋﻘﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺒﺎﺑﺔ ﻭﺣﺒ‪‬ﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺣﱴ ﻳﺮﺍﻩ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻧﺼﺮﻑ،‬ ‫ﻓﻄﺎﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﺃﻗﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟ ‪‬ﲎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﳝﺸﻲ ﺧﻄﻮﺓ ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻷﻋﻮﺩﻩ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﻣﺎ ﻗﺼﺘﻚ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ ﺑﻚ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ؟ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻣﺘﺤﻨﲏ ﺍﷲ ﻬﺑﺎ ﻓﻠﻢ ﺃﺻﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﱄ ﻬﺑﺎ ﻃﺎﻗﺔ، ﻭﺭﺏ ﺫﻧﺐ‬ ‫ﻳﺴﺘﺼﻐﺮﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻛﺒﲑ، ﻭﺣﻘﻴﻖ ﲟﻦ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺃﻥ ﺗﻄﻮﻝ‬ ‫ﺑﻪ ﺍﻷﺳﻘﺎﻡ ﰒ ﺑﻜﻰ، ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻴﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻄﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺷﻘﺎﺋﻲ. ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺖ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺍﺣﻢ ﻟﻪ ﳌﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﳊﺎﻝ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ: ﻭﻧﻈﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﻌﺚ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ ﻋﺒﺎﺩ‬
  • 344. ‫-١٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﷲ، ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﲨﻴﻞ ﻓﻐﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺤﻤِﻞ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ ﻭﺍﻋﺘﺎﺩﻩ ﺍﻟﺴﻘﻢ ﺣﱴ ﹸﻗﻌﺪ ﻣﻦ ﺭﺟﻠﻴﻪ،‬ ‫ﺃ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ ﻃﻮﻳﻼﹰ، ﻓﻜﻨﺎ ﻧﺄﺗﻴﻪ ﻧﻌﻮﺩﻩ ﻭﻧﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﻭﺃﻣﺮﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻻ‬ ‫ﳜﱪﻧﺎ ﺑﻘﺼﺘﻪ ﻭﻻ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮﺿﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﲝﺪﻳﺚ ﻧﻈﺮﻩ، ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻼﻡ‬ ‫ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻋﺎﺋﺪ‪‬ﺍ ﻓﻬﺶ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﲢﺮﻙ ﻭﺿﺤﻚ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺍﺳﺘﺒﺸﺮ ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ، ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻌﻮﺩﻩ ﺣﱴ ﻗﺎﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﱃ ﺣﺎﻟﺘﻪ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﲑ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ ﻓﺄﰉ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﻓﺴﺄﻟﲏ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻓﺄﰉ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻠﺸﻴﺦ: ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺗﻜﺮﻩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﺴﺖ ﲟﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﻻ ﺁﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ، ﻭﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳏﻨﺔ ﻓﺘﺠﺮﻱ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻓﺄﻛﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺳﺮﻳﻦ.‬ ‫ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﰲ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﹼﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ.‬ ‫ﳘ‬ ‫ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺑﺒﻼﺩ ﻓﺎﺭﺱ ﺻﻮﰲ ﻛﺒﲑ‬ ‫ﻓﺎﺑﺘﻠﻲ ﲝﺪﺙ ﻓﻠﻢ ﳝﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﺩﻋﺘﻪ ﺇﱃ ﻓﺎﺣﺸﺔ، ﻓﺮﺍﻗﺐ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﰒ ﻧﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﺍﳍﻤﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﱰﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺎﻝ ﻭﻭﺭﺍﺀ ﻣﱰﻟﻪ ﲝﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﺍﻟﻨﺪﺍﻣﺔ ﺻﻌﺪ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻭﺭﻣﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺗﻼ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻓﺘﻮﺑﻮﺍ ﺇﱃ ﺑﺎﺭﺋﻜﻢ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ﴾‬ ‫]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٤٥[، ﻓﻐﺮﻕ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻛﻴﻒ ﺩﺭﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﺩ ﻭﺇﱃ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣ ﹼﻦ ﺍﶈﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺣ ‪‬ﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ،‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﺳﺘﻌﺼﺎﻣﻪ ﺣﺴﻦ ﻟﻪ ﺑﺎﳉﻬﻞ ﻗ‪‬ﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻫﻢ ﺑﺎﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻭﱂ‬ ‫ﹶ‬ ‫‪‬‬ ‫)١(‬ ‫ﻳﻌﺰﻡ، ﻭﺍﳍﻤﺔ ﻣﻌﻔﻮ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻘﻮﻟﻪ: » ‪‬ﻔﻲ ﻷﻣﱵ ﻋﻤﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻪ ﻧﻔﻮﺳﻬﺎ« . ﰒ ﺇﻧﻪ ﻧﺪﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﻼﻕ )٩٦٢٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٧٢١/١٠٢، ٢٠٢( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
  • 345. ‫-٢٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳘﺘﻪ، ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ ﺗﻮﺑﺔ ﻓﺄﺭﺍﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻣﻦ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹸﻣﺮﻭﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ﴾، ﻭﳓﻦ ‪‬ﻬﻴﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٩٢[، ﻓﻠﻘﺪ ﺃﺗﻰ ﺑﻜﺒﲑﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺗﺮﺩﻯ ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﻓﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺮﺩﻯ ﰲ‬ ‫ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪ‪‬ﺍ ﳐﻠﺪ‪‬ﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ«)١(.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻓ ‪‬ﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺣﺒﻴﺒﻪ ﻓﻘﺘﻞ ﺣﺒﻴﺒﻪ.‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺭﺑﺎﻁ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ، ﻭﻣﻌﻪ ﺻﱯ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻫﻮ ﻓﻴﻪ، ﻓﺸ‪‬ﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﺮﻗﻮﺍ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﱯ ﻭﻣﻌﻪ ﺳﻜﲔ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﻭﺟﻠﺲ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻋﻨﺪﻩ ﻳﺒﻜﻲ، ﻓﺠﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟ ‪‬ﺑﺎﻁ ﻓﺮﺃﻭﻩ ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ ﺍﳊﺎﻝ ﻓﺄﻗﺮ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺼﱯ، ﻓﺮﻓﻌﻮﻩ ﺇﱃ‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﺄﻗﺮ، ﻓﺠﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﺼﱯ ﻳﺒﻜﻲ، ﻓﺠﻠﺲ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﺏ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﻗﺪﺗﲏ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻵﻥ ﻗﺪ ﻋﻔﻮﺕ ﻋﻨﻚ، ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﱃ ﻗﱪ ﺍﻟﺼﱯ ﻓﺠﻌﻞ‬ ‫ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﰒ ﱂ ﻳﺰﻝ ﳛﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﱯ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻟﻪ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ.‬ ‫ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﱂ ﺗﻨﻔﻌﻪ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﺼﱪ ﻭﺍ‪‬ﺎﻫﺪﺓ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻗﺎﻝ: ﺣﻀﺮﺕ ﲟﺼﺮ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻭﳍﻢ ﻏﻼﻡ ﺃﻣﺮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻐﻨﻴﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﻗﻞ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ‬ ‫ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﹸﺃﻗ‪‬ﻞ ﺍﻟﻔﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ.‬ ‫ﹶﺒ ﹸ‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﻗﻮﻡ ﱂ ﻳﻘﺼﺪﻭﺍ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺘﻮﺏ ﺍﻟﺼﱯ ﻭﻳﺘﺰﻫﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٨٧٧٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٩٠١/٥٧١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ‬ ‫ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
  • 346. ‫-٣٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻳﺼﺤﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ، ﻓﻴﻠ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﲤﻨﻌﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﳋﲑ، ﰒ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻳﺘﻜﺮﺭ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻻ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ، ﻓﻴﺜﲑ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ‬ ‫ﳝﻜﻨﻪ، ﻭﺭﲟﺎ ﻭﺛﻘﻮﺍ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ﻓﺎﺳﺘﻔﺰﻫﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺮﻣﺎﻫﻢ ﺇﱃ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ‬ ‫ﺑﱪﺻﻴﺼﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻗﺼﺘﻪ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻏﻠﻄﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‬ ‫ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﱳ ﻭﺻﺤﺒﺔ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﰲ ﺻﺤﺒﺘﻪ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﻗﻮﻡ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻏﲑ ﺃ‪‬ﻢ ﱂ‬ ‫ﻳﺼﱪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ: ﻛ ﱡ ﻣﺎ‬ ‫ﹸﻞ‬ ‫ﺭﺃﻳﺘﻤﻮﱐ ﺃﻓﻌﻠﻪ ﻓﺎﻓﻌﻠﻮﻩ ﺇﻻ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺃﻓﱳ ﺍﻟﻔﱳ، ﻭﻟﻘﺪ ﻋﺎﻫﺪﺕ ﺭﰊ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺻﺤﺐ ﺣﺪﺛﹰﺎ ﻓﻔﺴﺨﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻦ ﺍﳋﺪﻭﺩ ﻭﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﻘﺪﻭﺩ ﻭﺩﻋﺞ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ،‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺳﺄﻟﲏ ﺍﷲ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﻌﺼﻴﺔ. ﻭﺃﻧﺸﺪ ﺻﺮﻳﻊ ﺍﻟﻐﻮﺍﱐ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺫﻟﻚ ﺷﻌﺮ‪‬ﺍ: )ﺍﳋﻔﻴﻒ(‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﱡﻐـﻮﺭ ﻣـﻦ ﹸﻗﺤـﻮﺍﻥ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺜ‬ ‫ﺇﻥ ﻭﺭﺩ ﺍﳋﺪﻭﺩ ﻭﺍﳊﺪﻕ ﺍﻟﻨﺠ‪‬ـﻞ‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻣـﺎ ﰲ ﺍﻟﺼـﺪﻭﺭ ﻣـﻦ ﺭﻣـﺎﻥ‬ ‫ـ ِ ِ ‪  ‬ـ ِ‬ ‫ـ‬ ‫ﻭﺍﻋﻮﺟﺎﺝ ﺍﻷﺻﺪﺍﻍ ﰲ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﳋﺪ‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ﻓﻠﻬﺬﺍ ﹸﺩﻋـﻰ ﺻـﺮﻳﻊ ﺍﻟﻐـﻮﺍﱐ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺗﺮﻛﺘﲏ ﺑـﲔ ﺍﻟﻐـﻮﺍﱐ ﺻـﺮﻳﻌ‪‬ﺎ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﻓﻀﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺷﻲﺀ ﺳﺘﺮﻩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﺧﱪ ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻓﺘﻨﺔ ﻧﻘﺾ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻓﺄﻳﻦ ﻋﺰﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﰲ ﲪﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺎﻕ؟‬ ‫ﰒ ﻇﻦ ﲜﻬﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻘﻂ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻢ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺻﺤﺒﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﻞ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﻨﻊ ﺑﺄﺭﺑﺎﺑﻪ؟ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺣﻜﻲ ﱄ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﳋﺸﻮﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﲨﻴﻞ ﻓﺄﻃﺎﻝ، ﰒ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻣﺎ ﺃﻏﺾ ﻃﺮﰲ ﻋﻦ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺃﺩﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺨﻂ ﺳﻴﺪﻩ، ﻭﺃﻏﺮﺍﻩ ﲟﺎ ﻗﺪ‬ ‫‪‬ﻬﻲ ﻋﻨﻪ، ﻭﺃﻬﺑﺠﻪ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ‪‬ﺬﺭ ﻋﻨﻪ. ﻟﻘﺪ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻧﻈﺮ‪‬ﺍ ﻻ ﺃﺣﺴﺐ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣ ﱢ‪‬‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺳﻴﻔﻀ ‪‬ﲏ ﻋﻨﺪ ﲨﻴﻊ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﲏ ﰲ ﻋﺮﺻﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﲏ ﻧﻈﺮﻱ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫ﺤ‬ ‫ﺃﺳﺘﺤﻴﻲ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺇﻥ ﻏﻔﺮ ﱄ، ﰒ ﺻﻌﻖ.‬
  • 347. ‫-٤٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟ‪‬ﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﲨﻴﻼ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﰒ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﹸﺭﺩﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺗﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﻟﻨﻌﺎﻝ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺼ ‪‬ﺍﺭﺓ، ﻭﲤﺸﻮﻥ ﰲ ﺍﻟ ﱡﺮﻗﺎﺕ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺍﳊﺸﺮ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻄ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﲣﺒﻂ، ﻓﺈﻥ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ ﲣﺒﻴﻄﹰﺎ، ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻗﻞ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻳﻐﻀﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﻮﺭ:‬ ‫٠٣[، ﺳﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﲟﺎ ﺻﻌﺐ ﺃﻣﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﺎﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﳎﺎﻟﺴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺬﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﲡﺎﻟﺴﻮﺍ ﺃﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﺍﳌﻠﻮﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺗﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺸﺘﺎﻕ ﺇﱃ ﺍﳉﻮﺍﺭﻱ ﺍﻟﻌﻮﺍﺗﻖ«)١(. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﱀ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: »ﻻ‬ ‫ﲤﻸﻭﺍ ﺃﻋ‪‬ﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﳌﻠﻮﻙ ﻓﺈﻥ ﳍﻢ ﻓﺘﻨﺔ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺭﻯ«)٢(.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪﻡ ﻭﻓﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻏﻼﻡ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﺃﻣﺮﺩ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﻮﺿﺎﺀﺓ ﻓﺄﺟﻠﺴﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﻴﺌﺔ‬ ‫ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ«)٣(.‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٥/٨٩١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﳌﺘﻨﺎﻫﻴﺔ‬ ‫٢/٤٨٢، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ٢/٤١٢، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻭﻫﻮ ﻛﺬﺍﺏ ﻛﻤﺎ‬ ‫ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ٣/٦٤٢.‬ ‫)٢( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٥/١٢٧١، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ: »ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺮﻭﻳﻪ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﺒﻮﺍﻃﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ«، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﳌﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ٢/٤٨٢‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﻻ ﻳﺼﺢ«، ﻭﺍﻟﻌﺠﻠﻮﱏ ﰱ ﻛﺸﻒ ﺍﳋﻔﺎﺀ ٢/٣٠٥ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻗﺎﻝ ﰱ ﺍﻟﻶﱃﺀ«: ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬ ‫)٣( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٣١٣( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬
  • 348. ‫-٥٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ‪‬ﺤﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻷﻣﺮﺩ)١(.‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ: ﻣﺎ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﱂ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﺿﺎﺭ ﺃﺧﻮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻼﻡ‬ ‫ﺃﻣﺮﺩ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺫﻛﻮﺍﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﲡﺎﻟﺴﻮﺍ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻓﺈﻥ ﳍﻢ ‪‬ﻮﺭ‪‬ﺍ‬ ‫ﱠ ﺻ‬ ‫ﻛﺼﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻫﻢ ﺃﺷﺪ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺭﻯ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﲪﲑ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺠﻴﺐ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﻻ ﻳﺒﻴﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﰲ ﺑﻴﺖ ﻣﻊ ﺍ ﹸﺮﺩ.‬ ‫ٍ ﳌ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ: ﻷﻧﺎ ﺃﺧﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺑﺪ ﻣﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻏﻼﻡ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﲔ ﻋﺬﺭﺍﺀ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟﻨﻴﺪ‪‬ﺍ ﻳﻘﻮﻝ: ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ‬ ‫ﻭﻣﻌﻪ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ: ﺍﺑﲏ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻻ ﲡﻲﺀ ﺑﻪ ﻣﻌﻚ ﻣﺮﺓ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﺃ‪‬ﻳﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﺴﺘﻮﺭ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺼﺪﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﳝﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺳﺘﺮﳘﺎ، ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﺷﻴﺎﺧﻨﺎ ﻭﺑﻪ ﺃﺧﱪﻭﻧﺎ ﻋﻦ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑ‪‬ﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﺰﺍﺯ ﺇﱃ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻣﻌﻪ ﻏﻼﻡ‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻓﺘﺤﺪﺙ ﻣﻌﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﻻ ﲤﺶ‬ ‫ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇ‪‬ﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﱵ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ، ﻻ ﻳﻬﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻚ.‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺷﺠﺎﻉ ﺑﻦ ﳐﻠﺪ ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﺣﺬﺭﻭﺍ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ.‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻯ ﰱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ٧/٨٥٥٢، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻭﺍﺯﻉ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ:‬ ‫»ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﺍﻟﻮﺍﺯﻉ ﻏﲑ ﳏﻔﻮﻅ«، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ٤/٠٣٣، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ‬ ‫٤/٧٢٣: »ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ: ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﺯﻉ: ﻣﻨﻜﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ: ﻟﻴﺲ ﺑﺜﻘﺔ..«.‬
  • 349. ‫-٦٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺻﺤﺒﺖ ﺛﻼﺛﲔ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ‪‬ﻌﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﺪﺍﻝ،‬ ‫ﻳ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﻠﻬﻢ ﺃﻭﺻﻮﱐ ﻋﻨﺪ ﻓﺮﺍﻗﻲ ﳍﻢ: ﺍ‪‬ﺗﻖ ﻣﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ.‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﳊﻠﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻧﻈﺮ ﺳﻼﻡ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺣﺪﺙ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺃ‪‬ﺑﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻫﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺫﺍ ﺟﺎﻩ ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﻟﻪ ﻣﻌﻈﻤ‪‬ﺎ.‬ ‫ﹼ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺻﺤﺐ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﻗﻊ ﰲ‬ ‫ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻣﻈﻔﺮ ﺍﻟﻘﺮ‪‬ﻣﻴﺴﻴﲏ: ﻣﻦ ﺻﺤِﺐ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟ‪‬ﺼﻴﺤﺔ ﺃ ‪‬ﺍﻩ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﻓﻜﻴﻒ ﲟﻦ ﻳﺼﺤﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻭﺟﻪ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ.‬ ‫ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺮﺩ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺒﺎﻟﻐﻮﻥ ﰲ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﺩ.ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﺃﺟﻠﺲ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﺭﺍﺀ ﻇﻬﺮﻩ)١(، ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻻ ﻳﺪﻉ ﺃﻣﺮﺩ‪‬ﺍ ﳚﺎﻟﺴﻪ. ﻭﺭﻭﻯ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻫﺎﱏﺀ ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ‬ ‫ﻃﻤﻊ ﺃﻣﺮ ‪ ‬ﺑﺼﺤﺒﱵ، ﻭﻷﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻗﺎﻝ: ﰲ ﻃﺮﻳﻖ. ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ‬ ‫ﹶ ِ ‪  ‬ﺩ‬ ‫ﻣﻊ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻓﻮﻗﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺎﺭﻳﺔ، ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ، ﺃﻳﻦ‬ ‫ﻣﻜﺎﻥ ﺑﺎﺏ ﺣﺮﺏ. ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﺎﺏ ﺣﺮﺏ، ﰒ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻏﻼﻡ‬ ‫ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻪ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ، ﺃﻳﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﺎﺏ ﺣﺮﺏ، ﻓﺄﻃﺮﻕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺃﺳﻪ،‬ ‫ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻠﻐﻼﻡ: ﺗﻌﺎﻝ ﺇﻳﺶ ﺗﺮﻳﺪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﺎﺏ ﺣﺮﺏ،‬ ‫ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﻫﺎ ﻫﻮ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻚ، ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺎﺏ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ﺟﺎﺀﺗﻚ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻓﺄﺟﺒﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﻛﻠﻤﺘﻬﺎ، ﻭﺟﺎﺀﻙ ﻏﻼﻡ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻠﻤﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻳﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻊ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬
  • 350. ‫-٧٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﺷﻴﻄﺎﻥ، ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎﻥ، ﻓﺨﺸﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﻪ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻏﻼﻡ ﺻﺒﻴﺢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﺮﺟﻮﻩ ﺃﺧﺮﺟﻮﻩ، ﻓﺈﱐ ﺃﺭﻯ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ، ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﻏﻼﻡ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ. ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺻﺎﺣﺐ ﳛﲕ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻣﺎ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻏﻼﻡ ﺣﺪﺙ ﰲ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﻢ ﻣﻦ ﺣﺬﺍﺋﻲ، ﻓﺄﺟﻠﺴﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ.‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺷﻴﺦ ﻳﻘﺮﻯﺀ ﻓﺒﻘﻲ ﻋﻨﺪﻩ ﻏﻼﻡ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺄﺭﺩﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﻓﺄﺧﺬ ﺑﺜﻮﰊ ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﺻﱪ ﺣﱴ ﻳﻔﺮﻍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ، ﻭﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﳜﻠﻮ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﺆﺩﺏ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻳﻦ ﺃﺧﺬ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍ ُﻧﺲ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﻧﺖ ﻬﺑﻢ ﺃﻋﺮﻑ،‬ ‫ﻷ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﺼﺤﺒﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺇﱃ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻴﻬﺎﺕ، ﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﻮﻯ ﺇﳝﺎﻧ‪‬ﺎ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﳊﺪﺙ ﻗﺪ ﺃﻗﺒﻞ ﻓﺮ ﻛﻔﺮﺍﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺣﻒ، ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﱵ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﻐﻠﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻓﺘﺄﺧﺬﻫﺎ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ. ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳋﻄﺮ ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻐﻠﻂ.‬ ‫ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭ ‪‬ﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻗﻮﻯ ﺣﺒﺎﺋﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺍﻟﱵ ﻳﺼﻴﺪ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﺻ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ: ﻧﻈﺮﺕ ﰲ ﺁﻓﺎﺕ ﺍﳋﻠﻖ ﻓﻌﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻮﺍ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺁﻓﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﻣﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻷﺿﺪﺍﺩ ﻭﺇﺭﻓﺎﻕ ﺍﻟﻨﺴﻮﺍﻥ)١(.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﻟ ‪‬ﺳﺘﻤﻲ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ:‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻛﻴﻒ ﺭﺃﻳﺘﻨﺎ ﺃﻋﺮﺿﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﺬﺍ‪‬ﺎ ﻭﺃﻣﻮﺍﳍﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻚ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻃﺮﻳﻖ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻴﻒ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٠٤٢.‬
  • 351. ‫-٨٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﺑﻪ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺑﺎﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﻣﻌﺎﺷﺮﺓ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺮﺍﺯ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﳝﺮﻋﲏ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻓﻘﻠﺖ:‬ ‫ﺗﻌﺎﻝ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻳﺶ ﺃﻋﻤﻞ ﺑﻜﻢ؟ ﺃﻧﺘﻢ ﻃﺮﺣﺘﻢ ﻋﻦ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ ﻣﺎ ﺃﺧﺎﺩﻉ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ‬ ‫ﻫﻮ؟ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﱃ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﱄ ﻓﻘﺎﻝ: ﻏﲑ ﺃﻥ ﻓﻴﻜﻢ ﻟﻄﻴﻔﺔ، ﻗﻠﺖ: ﻭﻣﺎ ﻫﻲ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ: ﻭﻗﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﰲ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ.‬ ‫ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳉﻼﺀ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﻧﺼﺮﺍﱐ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻓﻤﺮ ﰊ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻳﺶ ﻭﻗﻮﻓﻚ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﻋﻢ ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻛﻴﻒ‬ ‫ﺗﻌﺬﺏ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻀﺮﺏ ﺑﻴﺪﻩ ﺑﲔ ﻛﺘﻔﻲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﺘﺠﺪﻥ ﻏ‪‬ﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺣﲔ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻮﺟﺪﺕ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻏﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺳﻨﺔ ﺃﻥ ﺃﻧﺴﻴﺖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ ﻓﻤﺮ ﺣﺪﺙ‬ ‫ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺮﺁﱐ ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﻟﺘﺠﺪﻥ ﻏ‪‬ﻪ ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺣﲔ، ﻓﺒﻘﻴﺖ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﺍﻋﻲ ﻓﻤﺎ ﺃﺟﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐ ‪ ،‬ﻓﻨﻤﺖ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ‬ ‫ﺐ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﹸﻧﺴﻴﺖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻪ.‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﷲ ﺑﻚ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﺳﻴﺌﺎﰐ ﻭﻗﺎﻝ: ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻧﻌﻢ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻭﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﺎﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﺃﻥ ﹸﻗﺮﻩ ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﱐ ﺃﺳﺘﺤﻴﻲ ﺃﻥ ﹸﻗﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻚ ﲟﺎ ﺃﻗﺮﺭﺕ،‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ ﲟﺎ ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻧﺐ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺮ ﰊ ﻏﻼﻡ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ‬ ‫ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﳓﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﺭﺋﻲ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻓﻌﻞ‬
  • 352. ‫-٩٤٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﷲ ﺑﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻏﻔﺮ ﱄ ﻛﻞ ﺫﻧﺐ ﺃﻗﺮﺭﺕ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ، ﻓﺎﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﺃﻥ ﹸﻗﺮ ﺑﻪ‬ ‫ﺃ‪‬‬ ‫ﻓﻮﻗﻔﲏ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺣﱴ ﺳﻘﻂ ﳊﻢ ﻭﺟﻬﻲ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻧﺐ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻈﺮﺕ ﺇﱃ ﺷﺨﺺ‬ ‫ﲨﻴﻞ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﻄﱪﻱ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﺷﺎﺏ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﳜﺪﻣﲏ‬ ‫ﻓﺠﺎﺀﱐ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺻﻮﰲ، ﻓﻜﺎﻥ ﻛﺜﲑ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻜﻨﺖ ﺃﺟﺪ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﻨﻤﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺎﱄ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ: ِﻟﻢ ﹶﻟﻢ ﺗﻨﻬﻪ -‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ - ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﻓﻮﻋﺰﰐ ﺇﱐ ﻻ ﺃﺷﻐﻞ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﺇﻻ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻦ ﻗﺮﰊ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮﺏ: ﻓﺎﻧﺘﺒﻬﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺿﻄﺮﺏ ﻓﺤﻜﻴﺖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻟﻠﺒﻐﺪﺍﺩﻱ‬ ‫ﻓﺼﺎﺡ ﺻﻴﺤﺔ ﻭﻣﺎﺕ، ﻓﻐﺴﻠﻨﺎﻩ ﻭﺩﻓﻨﺎﻩ، ﻭﺍﺷﺘﻐﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻠﱯ ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻘﻠﺖ‬ ‫ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﷲ ﺑﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻭﲞﲏ ﺣﱴ ﺧﻔﺖ ﺃﻥ ﻻ ﺃﳒﻮ ﰒ ﻋﻔﺎ ﻋﲏ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺇﳕﺎ ﻣﺪﺩﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻳﺴﲑ‪‬ﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻷﻧﻪ ﳑﺎ ﺗﻌﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﻠﻮﻯ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻛﺜﺮﻳﻦ،‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﲨﻴﻊ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﳍﻮﻯ، ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ‬ ‫ﺍﳌﺴﻤﻰ ﺑﺬﻡ ﺍﳍﻮﻯ، ﻓﻔﻴﻪ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﰲ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺭﺍﻱ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﺍﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﺗﻮﻛﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﺎ ﺑﻨﻴﻨﺎ ﺍﳊﻴﻄﺎﻥ ﻭﻻ ﺟﻌﻠﻨﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻏﻠﻘﹰﺎ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺳﻨﲔ ﻭﻣﺎ ﺻﺢ ﱄ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺇﻻ‬ ‫ﻭﻗﺘ‪‬ﺎ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ، ﺭﻛﺒﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻜﺴﺮ ﺍﳌﺮﻛﺐ، ﻓﺘﻌﻠﻘﺖ ﲞﺸﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ ﺍﳌﺮﻛﺐ، ﻓﻘﺎﻟﺖ‬ ‫ﱄ ﻧﻔﺴﻲ: ﺇﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﻐﺮﻕ ﻓﻤﺎ ﺗﻨﻔﻌﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺸﺒﺔ؟ ﻓﺨﻠﻴﺖ ﺍﳋﺸﺒﺔ ﻓﻄﻔﺖ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ.‬
  • 353. ‫-٠٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺩﺭﳘﹰﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﰒ ﺃﺟﺎﺑﲏ، ﻓﺄﻋﻄﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺣﻘﻪ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﺃﻥ ﹸﺟﻴﺒﻚ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻟﻠﻤﻊ« ﻗﺎﻝ: »ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳉﻼﺀ‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﲨﺎﻋﺘﻪ،‬ ‫ﻓﻠﻢ ﳚﺒﻪ، ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺻﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﻭﺍﻧﻖ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺷﺘﺮﻭﺍ ﻬﺑﺬﻩ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﰒ ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺗﻜﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﻭﺍﻧﻖ)١(.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻣﻦ ﻃﻌﻦ ﰲ ﺍﻻﻛﺘﺴﺎﺏ ﻓﻘﺪ ﻃﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻣﻦ ﻃﻌﻦ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﻘﺪ ﻃﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﻗﻠﺖ: ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ، ﻭﻟﻮ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﻀﺎﺩ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﻭﺣﺪﻩ،‬ ‫ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﻻ ﺍﺩﺧﺎﺭ ﺍﳌﺎﻝ.‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻻ ﺗﺆﺗﻮﺍ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﱴ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﻟﻜﻢ ﻗﻴﺎﻣ‪‬ﺎ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ:‬ ‫٥[، ﺃﻱ: ﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻷﺑﺪﺍﻧﻜﻢ. ﻭﻗﺎﻝ »ِﻧﻌﻢ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ«)٢(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ »ﺇﻧﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﻉ ﻭﺭﺛﺘﻚ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻬﻢ ﻋﺎﻟﺔ ﻳﺘﻜﻔﻔﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ«)٣(.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻮﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﳊﺬﺭ، ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﺧﺬﻭﺍ ﺣﺬﺭﻛﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ:‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫١٧[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻭﺃﻋﺪﻭﺍ ﳍﻢ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ﴾ ]ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ: ٠٦[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﺃﻥ ﺃﺳﺮ‬ ‫)١( ﺍﻟﺪﻭﺍﻧﻖ: ﺳﺪﺳﻰ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٧٩١، ٢٠٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٩/٣٥٣ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺭﺟﺎﻝ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٢ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ )٢٤٧٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ )٨٢٦١/٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻭﻗﺎﺹ.‬
  • 354. ‫-١٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻌﺒﺎﺩﻯ ﻟﻴﻼ﴾ ]ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ: ٣٢[. ﻭﻗﺪ ﻇﺎﻫﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﲔ ﺩﺭﻋﲔ)١( ﻭﺷﺎﻭﺭ ﻃﺒﻴﺒﲔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﺭ)٢(. ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﳛﺮﺳﲏ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ)٣(، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﻐﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺃﻏﻠﻖ ﺑﺎﺑﻚ«)٤(، ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻻ ﻳﻨﺎﰲ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ، ﻭﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺣﻔﺺ ﺍﻟﺼﲑﰲ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺃﰊ ﹸﺮﺓ ﺍﻟ ‪‬ﺪﻭﺳﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﻧﺲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗ ﺴ‬ ‫ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺗﺮﻙ ﻧﺎﻗﺘﻪ ﺑﺒﺎﺏ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﺴﺄﻟﻪ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻃﻠﻘﺘﻬﺎ ﻭﺗﻮﻛﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: »ﺍﻋﻘﻠﻬﺎ ﻭﺗﻮﻛﻞ«)٥(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﱠﺎﻝ.‬ ‫ﹶﻠ‬ ‫ﺃﺧﱪﱐ ﺣﺮﺏ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﺛﲏ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺿﻰ ﲟﺎ ﻳﻔﻌﻞ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٠٩٥٢( ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٦٠٨٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٣/٩٤٤، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ )٤٠١(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٩/٦٤.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻣﻨﺎﻗﺐ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ )٥٠٩٣(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ٢/٣٧٤ ــ‬ ‫٥٧٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )١٠٥٢(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٩/٩٤١، ﻭﺻﺤﺤﻪ‬ ‫ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٣٨ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺍﳊﻨﻈﻠﻴﺔ.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٣٢٦٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﺷﺮﺑﺔ )٢١٠٢/٧٩(.‬ ‫)٥( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )٧١٥٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﻧﺲ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﺍﻟﻀﻤﺮﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱮ ‪ e‬ﳓﻮ ﻫﺬﺍ«،‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ ٣/٥١٤. ﻭﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﻛﻤﺎ ﰱ‬ ‫ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٠١/٣٠٣ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻏﲑ‬ ‫ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺛﻘﺔ«، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٩٤٥٢( ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ.‬
  • 355. ‫-٢٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻳﻈﻦ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﻳﻨﺎﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻫﻮ‬ ‫ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﻭﺍﻃﺮﺍﺡ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﻀﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﲔ، ﻭﱂ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﺘﻮﻛﻞ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﻭﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﻮﺳﻊ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ، ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺷﺎﻭﺭﻫﻢ ﰱ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺰﻣﺖ ﻓﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ:‬ ‫٩٥١[ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﻗﺎﺩﺣ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﳌﺎ ﺧﺺ ﺍﷲ ﺑﻪ ﻧﺒﻴﻪ ﺣﲔ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫﴿ﻭﺷﺎﻭﺭﻫﻢ ﰱ ﺍﻷﻣﺮ﴾. ﻭﻫﻞ ﺍﳌﺸﺎﻭﺭﺓ ﺇﻻ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﻪ ﻳﺆﺧﺬ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ، ﻭﱂ ﻳﻘﻨﻊ ﰲ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻠﻪ ﺇﱃ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻫﻢ ﺣﱴ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻋﻤﻼ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻫﻲ ﺃﺧﺺ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ. ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻓﻠﺘﻘﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻟﻴﺄﺧﺬﻭﺍ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٢٠١[.‬ ‫ﻭﺑ‪‬ﻴﻦ ﻋﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻟﻮ ﺗﻐﻔﻠﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﺳﻠﺤﺘﻜﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻣﺘﻌﺘﻜﻢ ﻓﻴﻤﻴﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٢٠١[. ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ، ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻋﻠﻢ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻭﺳﻊ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ‬ ‫ﻃﺎﻗﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﺍﻋﻘﻠﻬﺎ ﻭﺗﻮﻛﻞ«)١(.‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﳋﺺ ﺑﻪ ﺧﲑ ﺍﳋﻠﻖ ﰲ ﺧﲑ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻭﺟﻮﺏ ﲪﻞ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻟﻘﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﻟﻴﺄﺧﺬﻭﺍ‬ ‫ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٢٠١[، ﻓﺎﻟﺘﻮﻛﻞ ﻻ ﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﻓﺈﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﳌﺎ ﻗﻴﻞ‬ ‫ﻟﻪ: ﴿ﺇﻥ ﺍﳌﻼﺀ ﻳﺄﲤﺮﻭﻥ ﺑﻚ ﻟﻴﻘﺘﻠﻮﻙ﴾ ]ﺍﻟﻘﺼﺺ: ٠٢[ ﺧﺮﺝ.‬ ‫ﻭﻧﺒﻴﻨﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﳋﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺂﻣﺮﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻭﻗﺎﻩ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﺴﺪ‬ ‫)١( ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.‬
  • 356. ‫-٣٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺛﻘﺎﺏ ﺍﻟﻐﺎﺭ)١(، ﻭﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﺣﻘﻪ ﰒ ﺗﻮﻛﻠﻮﺍ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ: ﴿ﻻ ﺗﻘﺼﺺ ﺭﺅﻳﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺗﻚ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ:‬ ‫٥[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻻ ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻭﺍﺣﺪ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٧٦[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻓﺎﻣﺸﻮﺍ ﰱ ﻣﻨﺎﻛﺒﻬﺎ﴾‬ ‫]ﺍﳌﻠﻚ: ٥١[، ﻭﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻠﺬﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻧﻌﻤﻪ ﺍﳌﺒﺪﺍﺓ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻭﺩﺍﺋﻌﻪ، ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺩﻉ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ‪‬ﺍ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺩ ﺑﻪ، ﻟﻜﻦ ﳚﺐ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﰒ ﺍﻃﻠﺐ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻠﻄﲑ ﻭﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻋﺪﺓ ﻭﺃﺳﻠﺤﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻛﺎﳌﺨﻠﺐ‬ ‫ﻭﺍﻟﻈﻔﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﺏ، ﻭﺧﻠﻖ ﻟﻶﺩﻣﻲ ﻋﻘﻼ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺇﱃ ﲪﻞ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭﻳﻬﺪﻳﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺤﺼﲔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﺎﻷﺑﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺭﻭﻉ، ﻭﻣﻦ ﻋﻄﻞ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﻓﻘﺪ ﻋﻄﻞ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻛﻤﻦ ﻳﺘﺮﻙ‬ ‫ﹼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﰒ ﳝﻮﺕ ﺟﻮﻋ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﻣﺮﺿ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻻ ﺃﺑﻠﻪ ﳑﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﺒﻼﺀ، ﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﻛﻞ ﰲ ﺍﻟﻜﺴﺐ، ﻭﻗﻠﺒﻪ ﺳﺎﻛﻦ ﻣﻔﻮﺽ ﺇﱃ ﺍﳊﻖ، ﻣﻨﻊ ﺃﻭ ﺃﻋﻄﻰ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺇﻻ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺇﻻ ﲝﻜﻤﺔ ﻭﻣﺼﻠﺤﺔ. ﻓﻤﻨﻌﻪ ﻋﻄﺎﺀ ﰲ ﺍﳌﻌﲎ. ﻭﻛﻢ ﺯ‪‬ﻦ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻟﻠﻌﺠﺰﺓ ﻋﺠﺰﻫﻢ ﻭﺳﻮﻟﺖ ﳍﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺗﻮﻛﻞ ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﰲ ﻏﺮﻭﺭﻫﻢ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﳋﻮﺭ ﺣﺰﻣ‪‬ﺎ. ﻭﻣﱴ ﻭﺿﻌﺖ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻓﺄﳘﻠﺖ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺟﻬﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﲝﻜﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺿﻊ، ﻣﺜﻞ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺸﺒﻊ، ﻭﺍﳌﺎﺀ ﻟﻠﺮﻱ، ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻟﻠﻤﺮﺽ. ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺮﻙ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺇﻫﻮﺍﻧ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﺴﺒﺐ ﰒ ﺩﻋﺎ ﻭﺳﺄﻝ ﻓﺮﲟﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻌﺎﻓﻴﺘﻚ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﱂ‬ ‫ﺗﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻛﺎﻥ ﺇﻫﻮﺍﻧ‪‬ﺎ ﻟﻌﻄﺎﺋﻨﺎ، ﻓﺮﲟﺎ ﱂ ﻧﻌﺎﻓﻚ ﺑﻐﲑ ﺳﺒﺐ ﻹﻫﻮﺍﻧﻚ ﻟﻠﺴﺒﺐ، ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ‬ ‫ﲟﺜﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻗﺮﺍﺣﻪ ﻭﻣﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﺭﻓﺸﺔ ﲟﺴﺤﺎﺓ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺼﻠﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﻃﻠﺒ‪‬ﺎ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﻟﻠﻤﻄﺮ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﺷﺮﻋ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻋﻘﻼ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻛﻴﻒ ﺍﺣﺘﺮﺯ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪﺭ؟ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻭﻛﻴﻒ ﻻ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻣﻨﺎﻗﺐ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ )٥٠٩٣(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ٢/٣٧٤ ــ‬ ‫٥٧٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
  • 357. ‫-٤٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲢﺘﺮﺯ ﻣﻊ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺪﺭ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻗﺪﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺧﺬﻭﺍ‬ ‫ﺣﺬﺭﻛﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ١٧[.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﲏ ﺳﺮﻳﺞ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻋﻦ ﺧﻄﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻋﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺟﺒﻞ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺖ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﻭﻗﺪﺭ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﻟﻖ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺍﳉﺒﻞ ﻭﻗﻞ ﻗﺪﺭ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋﻠﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻟﻌﲔ ﺍﷲ ﳜﺘﱪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﺃﻥ ﳜﺘﱪﻭﺍ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫‪‬‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﰲ ﻣﻌﲎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻳﻨﺎﰲ ﺍﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﻘﺴﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻨﺬﺭ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﷲ ﺍﻟ‪‬ﺴﺘﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻃﻌﻦ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﻘﺪ ﻃﻌﻦ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ، ﻭﻣﻦ ﻃﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺴﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻃﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺄﻝ ﺭﺟﻞ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﲰﻊ: ﺃﳓﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺘﻌﺒﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ ﺃﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﻛﻞ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻜﺴﺐ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺳ ‪ ‬ﺍﻟﻜﺴﺐ ﳌﻦ ﺿﻌﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﺳﻘﻂ ﻋﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﻪ، ﻓﻤﻦ‬ ‫‪‬ﻦ‬ ‫ﺃﻃﺎﻕ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﺎﻟﻜﺴﺐ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺡ ﻟﻪ ﲝﺎﻝ ﺇﻻ ﻛﺴﺐ ﻣﻌﺎﻭﻧﺔ ﻻ ﻛﺴﺐ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺿﻌﻒ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺣﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﹸﺑﻴﺢ ﻟﻪ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﰲ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻟﺌﻼ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺳﻨﺘﻪ ﺣﲔ ﺳﻘﻂ ﻋﻦ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺎﻟﻪ)١(.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٨٧٣، ٩٧٣.‬
  • 358. ‫-٥٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻧﺎ ﺃﰊ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍ ﹸﺮﻳﺪ ﻳﺸﺘﻐﻞ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﺧﺺ ﻭﺍﻟﻜﺴﺐ ﻓﻠﻴﺲ ﳚﻲﺀ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻗﻮﻡ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﻇﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺗﺮﻙ‬ ‫ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻭﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﳉﻮﺍﺭﺡ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻗﺪ ‪‬ﺑ‪‬ﻴﻨ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻓﻼ ﻳﻨﺎﰲ ﺣﺮﻛﺔ‬ ‫ﺍﳉﻮﺍﺭﺡ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻛﺎﺳﺐ ﻟﻴﺲ ﲟﺘﻮﻛﻞ، ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﻛﻠﲔ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺁﺩﻡ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣ ‪‬ﺍﺛﹰﺎ ﻭﻧﻮﺡ ﻭﺯﻛﺮﻳﺎ ﳒﺎﺭﻳﻦ، ﻭﺇﺩﺭﻳﺲ ﺧﻴﺎﻃﹰﺎ، ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻟﻮﻁ ﺯﺭﺍﻋﲔ،‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﻭﺻﺎﱀ ﺗﺎﺟﺮ‪‬ﺍ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﳋﻮﺹ، ﻭﺩﺍﻭﺩ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﺪﺭﻉ ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﲦﻨﻪ، ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺷﻌﻴﺐ ﻭﳏﻤﺪ ﺭﻋﺎﺓ، ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﲨﻌﲔ. ﻭﻗﺎﻝ ﻧﺒﻴﻨﺎ »ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻋﻰ ﻏﻨﻤ‪‬ﺎ‬ ‫ﻷﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭﻳﻂ«)١(، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻏﻨﺎﻩ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﲟﺎ ﻓﺮﺽ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻲﺀ ﱂ ﳛﺘﺞ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻭﻃﻠﺤﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫‪‬ﺑ ‪‬ﺍﺯﻳﻦ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻭﻣﻴﻤﻮﻥ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪‬ﺑ ‪‬ﺍﺯﻳﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻭﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻛﺮﻳﺰ ﺧﺰ‪‬ﺍﺯِﻳﻦ)٢(، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﺹ ﻳﱪﻱ ﺍﻟﻨﺒﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﺔ ﺧﻴﺎﻃﹰﺎ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ‬ ‫ﻳﻜﺘﺴﺒﻮﻥ ﻭﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻧﺎ ﻫﺸﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺪﺳ‪‬ﻮﺍﺋﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﺍﺳﺘﺨﻠﻒ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫‪ ‬ﺘ‬ ‫ﺃﺻﺒﺢ ﻏﺎﺩﻳ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺃﺛﻮﺍﺏ ﻳﺘﺠﺮ ﻬﺑﺎ ﻓﻠﻘﻴﻪ ﻋﻤﺮ ﻭﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻓﻘﺎﻻ: ﺃﻳﻦ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻹﺟﺎﺭﺓ )٢٦٢٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺍﺕ )٩٤١٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٢( ﺃﻯ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﳋﺰ، ﻭﻫﻰ ﺛﻴﺎﺏ ﺗﻨﺴﺞ ﻣﻦ ﺻﻮﻑ ﻭﺍﺑﺮﻳﺴﻢ.‬
  • 359. ‫-٦٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺗﺮﻳﺪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺴﻮﻕ. ﻗﺎﻻ: ﺗﺼﻨﻊ ﻣﺎﺫﺍ، ﻭﻗﺪ ﻭﻟﻴﺖ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﻃﻌﻢ‬ ‫ﻋﻴﺎﱄ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋ‪‬ﺎﺵ، ﻋﻦ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﺍﺳﺘﺨﻠﻒ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻟﻪ ﺃﻟﻔﲔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺯﻳﺪﻭﱐ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﱄ ﻋﻴﺎﻻ ﻭﻗﺪ ﺷﻐﻠﺘﻤﻮﱐ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﺰﺍﺩﻭﻩ ﲬﺴﻤﺎﺋﺔ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﹸﻃﻌﻢ ﻋﻴﺎﱄ؟ ﻟﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻗﺪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃﺷﺮﻛﺖ ﻭﻟﻮ ﺳﺌﻠﻮﺍ ﻋﻤﻦ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻴﺲ ﲟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻻ ﻣﻮﻗﻦ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﳉﻬﻠﻬﻢ ﲟﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻳﻐﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻳﺘﻮﻛﻞ ﻟﻘﺮﺏ ﺃﻣﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺩﻋﻮﺍﻫﻢ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﲔ ﺃﻣﺮﻳﻦ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺴﺘﺠﺪﻳ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺒﻌﺚ ﻏﻼﻣﻪ ﻓﻴﺪﻭﺭ ﺑﺎﻟﺰﻧﺒﻴﻞ ﻓﻴﺠﻤﻊ ﻟﻪ... ﻭﺇﻣﺎ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﰲ ﻫﻴﺌﺔ‬ ‫ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻻ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﻓﺘﻮﺡ ﻛﻤﺎ ﻻ ﲣﻠﻮ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺼﺪ ﻟﻠﺒﻴﻊ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﺸﺎﺭﻱ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﺨﱢﺺ، ﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴ ﱠﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬ﻜ‬ ‫ﹸ ‪‬ﻠ‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣ ‪‬ﹾﺛﺖ ﻋﻦ ﺍﳍﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﺧﺎﺭﺟﺔ، ﺛﻨﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ، ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ،‬ ‫‪‬ﺪ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻟﺰﻡ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﳊﺮﻓﺔ ﻭﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﳊﻒ‬ ‫‪ِ  ‬‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟﺪﻱ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳒﻴﺪﻱ، ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺗﺮﺍﺏ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﺮﻗﻌﺔ ﻓﻘﺪ ﺳﺄﻝ، ﻭﻣﻦ ﻗﻌﺪ ﰲ ﺧﺎﻧﻘﺎﻩ ﺃﻭ‬ ‫ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻘﺪ ﺳﺄﻝ)١(.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٦٤.‬
  • 360. ‫-٧٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻨﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ‬ ‫ﻭﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﺢ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﺨﻠﺺ، ﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴ ﱠﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬ﻜ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ‪‬ﺒﻴﺪ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳉﻌﺪ، ﻧﺎ ﺍﳌﺴﻌﻮﺩﻱ، ﻋﻦ ﺧ ‪‬ﺍﺕ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫‪‬ﻮ‬ ‫ﻋ‬ ‫ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﺭﻓﻌﻮﺍ ﺭﺅﻭﺳﻜﻢ ﻓﻘﺪ ﻭﺿﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺒﻘﻮﺍ ﺍﳋﲑﺍﺕ ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻴﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ)١(.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﳋﲑ ﺍﻟﻘﺰﻭﻳﲏ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳ‪‬ﻪ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻴﻤﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳌﺪﺍﺋﲏ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﻓﺄﻋﺠﺒﻪ ﺳﺄﻝ ﻋﻨﻪ: ﻫﻞ ﻟﻪ ﺣﺮ‪‬ﻓﺔ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻻ. ﻗﺎﻝ:‬ ‫ِ‬ ‫ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻴﲏ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻘﺎﻝ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮﺍﻥ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺪﱠﺎﻕ، ﻧﺎ ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻧﺎ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ،‬ ‫‪‬ﻗ‬ ‫ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴ‪‬ﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺘﺠﺮﻭﻥ ﰲ ﲡﺮ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ِ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻀ ‪‬ﺍﺏ، ﻧﺎ ﺃﰊ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺍﳋ‪‬ﻠﻲ: ﺳﺄﻟﺖ‬ ‫ﹸﺘ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﰲ ﺭﺟﻞ ﺟﻠﺲ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﰲ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻭﻗﺎﻝ: ﻻ ﺃﻋﻤﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺣﱴ ﻳﺄﺗﻴﲏ ﺭﺯﻗﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻫﺬﺍ ﺭﺟﻞ ﺟﻬﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ‪ ،‬ﺃﻣ‪‬ﺎ ﲰﻌﺖ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ِ ‬ﹶ ِﹾ‬ ‫»ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺭﺯﻗﻲ ﲢﺖ ﻇﻞ ﺭﳏﻲ«)٢( ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻄﲑ: »ﺗﻐﺪﻭ ﲬﺎﺻ‪‬ﺎ«،‬ ‫‪ ‬ﹶ‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٦١٢١، ٧١٢١(.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٠٥، ٢٩، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ‬ ‫=‬
  • 361. ‫-٨٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺬﻛﺮ ﺃ‪‬ﺎ ﺗﻐﺪﻭ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺮﺯﻕ)١(، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﰱ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﷲ﴾ ]ﺍﳌﺰﻣﻞ: ٠٢[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺟﻨﺎﺡ ﺃﻥ ﺗﺒﺘﻐﻮﺍ ﻓﻀﻼ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ﴾‬ ‫ﹰ‬ ‫]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٨٩١[.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳ‪‬ﺠﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﰲ ﳔﻴﻠﻬﻢ ﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻬﺑﻢ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺭﻳﺪ ﺍﳊﺞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺎﺧﺮﺝ ﰲ ﻏﲑ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻌﻠﻰ ﺟﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻮﻛﻠﺖ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯ‪‬ﺟﻲ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺟﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳋ ﱠﻝ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯِﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺘﻮﻛﻠﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ:‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫ﹶﻼ‬ ‫ﻧﻘﻌﺪ ﻭﺃﺭﺯﺍﻗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺭﺩﻱﺀ. ﺃﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺇﺫﺍ‬ ‫ﻧﻮﺩﻯ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻓﺎﺳﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﻭﺫﺭﻭﺍ ﺍﻟﺒﻴﻊ﴾ ]ﺍﳉﻤﻌﺔ: ٩[، ﰒ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺃﻋﻤﻞ ﻭﺟﻲﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻭﺍﻛﺘﺴﺐ ﻷﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ؟.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﰊ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻧﺘﻮﻛﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﻻ ﻧﻜﺘﺴﺐ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺘﻮﻛﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ. ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺴﺐ. ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﲪﻖ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺻﺎﱀ ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﺃﺑﺎﻩ ﻳﻌﲏ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺣﺴﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺣﱴ ﻳﻐﲏ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫=‬ ‫٦/٩٤ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﺛﻘﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺪﻳﲎ ﻭﻏﲑﻩ ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺃﲪﺪ ﻭﻏﲑﻩ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ‬ ‫ﺛﻘﺎﺕ«، ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ )٠٧٣٢(، ﻭﺍﺑﻦ ﺃﰉ ﺷﻴﺒﺔ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ ٥/٣١٣، ٢٢٣.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٠٣، ٢٥، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٤٤٣٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪﻩ ١/١١، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٨٤٥٢‬ ‫ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٨١٣، ﻭﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﺏ، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٠١٣(.‬
  • 362. ‫-٩٥٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﻴﺎﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺳﺌﻞ ﺃﰊ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﳓﻦ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﻛﻠﻮﻥ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺆﻻﺀ ﻣﺒﺘﺪﻋﻮﻥ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﺇﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻣﺒﺘﺪﻋﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻡ ﺳﻮﺀ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﺟﻠﺲ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﺟﻠﺲ ﻭﺃﺻﱪ ﻭﺃﻗﻌﺪ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻻ ﹸﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﺧﺮﺝ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻓﺎﺣﺘﺮﻑ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺐ ﺇ ﱠ، ﻓﺈﺫﺍ ﺟﻠﺲ ﺧﻔ ‪ ‬ﺃﻥ ﳜﺮﺟﻪ ﺟﻠﻮﺳﻪ ﺇﱃ ﻏﲑ ﻫﺬﺍ، ﻗﻠﺖ: ﺇﱃ‬ ‫ِ ﹾﺖ‬ ‫ﱄ‬ ‫ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﳜﺮﺟﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﳜﺮﺟﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﺇﱐ ﰲ ﻛﻔﺎﻳﺔ: ﻗﺎﻝ: ﺇﻟﺰﻡ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺗﺼﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺎﻟﻚ. ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﻟﺮﺟﻞ ﺁﺧﺮ: ﺍﻋﻤﻞ ﻭﺗﺼﺪﻕ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺑﺘﻚ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﻗﺪ ﺃﻣﺮ‪‬ﻢ، ﻳﻌﲏ‬ ‫ﺃﻭﻻﺩﻩ، ﺃﻥ ﳜﺘﻠﻔﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﺣﺪﺛﻬﻢ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﳌﻄ ‪‬ﻋﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺍﳉﻨﺎﺩ‬ ‫ﹸ ﱠﻮ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﳉ ‪‬ﺎﺻﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﺇﱄ ﺩﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﲡﺎﺭﺓ،‬ ‫ﹶﺼ‬ ‫ﻭﺃﻛﺮﻫﻬﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺻﻠﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﳛﺼﺪ، ﻭﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﳋ ‪‬ﺍﺹ‬ ‫ﹶﻮ‬ ‫ﻳﻠﻘﻂ، ﻭﺣﺬﻳﻔﺔ ﺍﳌﺮ‪‬ﻋﺸﻲ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﱠﱭ.‬ ‫ﻠ‪‬‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺍﻟ‪‬ﺴ‪‬ﺐ ﻻ ﻳﻘﺪﺡ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻷﻥ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺭﺗﺒﺔ ﺗﺮﻗﻰ ﻋﻠﻰ ﺭﺗﺒﺔ‬ ‫ﺘ ﺒ‬ ‫ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻧﻘﺺ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻭﳌﺎ ﻗﻴﻞ ﳌﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: ﴿ﺃﻥ ﺍﳌﻸ ﻳﺄﲤﺮﻭﻥ ﺑﻚ ﻟﻴﻘﺘﻠﻮﻙ﴾‬ ‫]ﺍﻟﻘﺼﺺ: ٠٢[، ﺧﺮﺝ ﻭﳌﺎ ﺟﺎﻉ ﻭﺍﺣﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻋﻔﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﺃ ‪‬ﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﲦﺎﻥ ﺳﻨﲔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﺟ‬
  • 363. ‫-٠٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻓﺎﻣﺸﻮﺍ ﰱ ﻣﻨﺎﻛﻠﻬﺎ﴾ ]ﺍﳌﻠﻚ: ٥١[.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻷﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻓﺎﺳﺘﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﰒ ﺍﻃﻠﺐ ﻣﺎ‬ ‫ﻋﻨﺪﻩ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﻭﻳﻨﺴﻰ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺄﺧﺮ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ‬ ‫ﻳﺴﺨﻂ.‬ ‫ﻓﺘﺮﻯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﳝﻠﻚ ﻋﻘﺎﺭ‪‬ﺍ ﻭﺃﺛﺎﺛﹰﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺿﺎﻕ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻳﻦ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻟﻮ‬ ‫ﺑﻌﺖ ﻋﻘﺎﺭﻙ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻴﻒ ﺃﻓﺮﻁ ﰲ ﻋﻘﺎﺭﻱ ﻭﹸﺳﻘﻂ ﺟﺎﻫﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺍﳊﻤﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ. ﻭﺇﳕﺎ ﻗﻌﺪ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﺳﺘﺜﻘﺎﻻ ﻟﻪ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﺑﲔ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﻗﺒﻴﺤﲔ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺇﻣﺎ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ، ﻓﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺰﻳﻦ ﺑﺎﺳﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻮﻛﻞ، ﻓﻴﺤﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳌﻜﺘﺴﺒﻮﻥ،‬ ‫ﻓﻀﻴﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺎﳍﻢ ﻷﺟﻠﻬﻢ ﻭﺃﻋﻄﻮﻫﻢ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ ﱂ ﺗﺪﺧﻞ ﻗﻂ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺩﱐﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ‬ ‫ﺍﻟﺮﺫﻳﻠﺔ، ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻀﻴﻊ ﺟﻮﻫﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺩﻋﻪ ﺍﷲ ﺇﻳﺜﺎﺭ‪‬ﺍ ﻟﻠﻜﺴﻞ ﺃﻭ‬ ‫ﻻﺳﻢ ﻳﺘﺰﻳﻦ ﺑﻪ ﺑﲔ ﺍﳉﻬﺎﻝ، ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﳛﺮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﻳﺮﺯﻗﻪ ﺟﻮﻫﺮ‪‬ﺍ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﺑﻪ‬ ‫ﺇﱃ ﲢﺼﻴﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﺸﺒﺚ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﺴﺐ ﺑﺘﻌﻠﻼﺕ ﻗﺒﻴﺤﺔ. ﻣﻨﻬﺎ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺭﺯﻗﻨﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺒﺢ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﺑﻄﺎﻋﱵ‬ ‫ﺃﻥ ﹸﻏﲑ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻲ، ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻓﺄﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺄﻧﺎ ﺇﱃ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﻫﺬﺍ ﻳﺮﺩ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﺻﺢ ﻷﺣﺪ ﺫﻟﻚ ﱂ ﳜﺮﺝ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺔ،‬ ‫ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻲ)١(. ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻻ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﻳﻦ ﺍﳊﻼﻝ ﺣﱴ ﻧﻄﻠﺐ؟ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺟﺎﻫﻞ، ﻷﻥ ﺍﳊﻼﻝ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )١٥٠٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﻗﺎﺓ )٩٩٥١/٧٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﲑ.‬
  • 364. ‫-١٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ ﻟﻘﻮﻟﻪ »ﺍﳊﻼﻝ ‪‬ﺑ‪‬ﻴﻦ ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ‪‬ﺑ‪‬ﻦ«.‬ ‫ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﳊﻼﻝ ﻣﺎ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﰲ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻗﻮﳍﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﺣﺘﺠﺎﺝ ﻟﻠﻜﺴﻞ.‬ ‫ِﹶ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﺫﺍ ﻛﺴﺒﻨﺎ ﺃﻋ‪‬ﺎ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬ﻨ‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ ‪‬ﲑﻭﺍﱐ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋ ‪‬ﺍﺹ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻃﻠﺒﺖ ﺍﳊﻼﻝ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﱴ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﰲ ﺻﻴﺪ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﻚ، ﻓﺄﺧﺬﺕ ﻗﺼﺒﺔ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻌﺮ‪‬ﺍ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ، ﻓﺄﻟﻘﻴﺖ ﺍﻟﺸﺺ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻓﺨﺮﺟﺖ ﲰﻜﺔ ﻓﻄﺮﺣﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺃﻟﻘﻴﺖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﱄ ﲰﻜﺔ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻃﺮﺣﻬﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻲ ﻟﻄﻤﺔ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﻦ ﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﻲ ﻭﻻ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ، ﻭﲰﻌﺖ ﻗﺎﺋﻼ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﻧﺖ ﱂ ﺗﺼﺐ ﺭﺯﻗﹰﺎ ﰲ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﺪ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﻓﺘﻘﺘﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻄﻌﺖ ﺍﻟﺸﻌﺮ‬ ‫ﻭﻛﺴﺮﺕ ﺍﻟﻘﺼﺒﺔ ﻭﺍﻧﺼﺮﻓﺖ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﻘﺸﲑﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻷﺩ‪‬ﻣﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋ ‪‬ﺍﺹ ﻳﻘﻮﻝ ﻃﻠﺒﺖ ﻓﻘﺼﺪﺕ... ﺇﱁ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ.‬ ‫ﹶﻮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺇﻥ ﺻﺤﺖ ﻓﺈﻥ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺘﲔ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ‬ ‫‪‬ﻳ‪‬ﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻼﻃﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺘﻒ ﺑﻪ، ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺑﺎﺡ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻓﻼ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻣﺎ ﺃﺑﺎﺣﻪ. ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺗﻌﻤﺪ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﻓﺘﻘﺘﻠﻪ؟ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺎﺡ ﻟﻪ ﻗﺘﻠﻪ، ﻭﻛﺴﺐ‬ ‫ﺍﳊﻼﻝ ﳑﺪﻭﺡ، ﻭﻟﻮ ﺗﺮﻛﻨﺎ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭﺫﺑﺢ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻷ‪‬ﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻴﻢ‬ ‫ﻗﻮﻯ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻴﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻓﺎﻟﺘﺤﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻭﺫﺑﺢ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻣﺬﻫﺐ‬ ‫ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ. ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﻭﺇﱃ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻌﻞ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍ ‪ ،‬ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﹶﺰ ﺯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺯﺟ ‪ ،‬ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪ ‬ﻲ‬ ‫ﺍﳌﻠﻚ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻳﻜﲎ ﺃﺑﺎ ﺗﺮﺍﺏ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻴﻞ ﻟﻔﺘﺢ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ: ﺃﻧﺖ ﺻﻴﺎﺩ ﺑﺎﻟﺸﺒﻜﺔ‬ ‫ﻭﱂ ﺗﺼﺪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﻻ ﻭﺗﻄﻌﻤﻪ ﻟﻌﻴﺎﻟﻚ، ﻓﻠﻢ ﻻ ﺗﺼﻴﺪ ﻭﺗﺒﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ‬
  • 365. ‫-٢٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺻﻄﺎﺩ ﻣﻄﻴﻌ‪‬ﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺟﻮﻑ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﺄﻃﻌﻤﻪ ﻋﺎﺻﻴ‪‬ﺎ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻗﻠﺖ: ﺇﻥ ﺻﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻞ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﳌﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺑﺎﺡ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻭﻧﺪﺏ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻗﺎﺋﻞ: ﺭﲟﺎ ﺧﺒﺰﺕ ﺧﺒﺰ‪‬ﺍ ﻓﺄﻛﻠﻪ ﻋﺎﺹ ﻛﺎﻥ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﻓﺎﺭﻏﹰﺎ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻨﺎ ﺇﺫﹰﺍ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻊ ﺍﳋﺒﺰ‬ ‫ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻻ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﻣﺒﺎﺡ، ﻭﺇﳕﺎ ﺭﺃﻯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺰﳝﺔ ﺗﺮﻛﻪ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻭﺑ‪‬ﻨﺎ ﲟﺎ ﺍﺧﺘﺮﻧﺎﻩ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ »ﻟﻘﻂ ﺍﳌﻨﺎﻓﻊ ﰲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻄﺐ«.‬ ‫ﻭﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻫﻬﻨﺎ ﺃ‪‬ﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﻣﺒﺎﺡ ﺑﺎﻹﲨﺎﻉ ﻣﻨﺪﻭﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻼ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻗﻮﻝ ﻗﻮﻡ ﻗﺪ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻷﻥ‬ ‫ﺍﻹﲨﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﺗﺪﺍﻭﻯ ﻭﺃﻣﺮ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺪﺍﻭﻱ)١( ﻭﱂ ﳜﺮﺝ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻻ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺍﻭﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺭﺧﺺ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺍﺷﺘﻜﻰ ﺍﶈﺮﻡ ﻋﻴﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﻤﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟ ‪‬ﱪ)٢(.‬ ‫ﺼ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﱪﻱ: ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺫﻭﻭ ﺍﻟﻐﺒﺎﻭﺓ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ، ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻷﺣﺪ ﻋﺎﰿ ﻋﻠﺔ ﺑﻪ ﰲ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺪﻭﺍﺀ، ﺇﺫ‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺫﺍﻙ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻀ ‪ ‬ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ. ﻭﰲ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﱯ ﻟﻠﻤﺤﺮﻡ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٨٧٦٥(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٩٣٤٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ‬ ‫ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٤٠٢٢/٩٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٥٣٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳊﺞ )٤٠٢١/٩٨، ٠٩(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﺳﻚ )٨٣٨١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ‬ ‫ﰱ ﺍﳊﺞ )٢٥٩(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﺳﻚ )٠١٧٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٨٦، ٩٦.‬
  • 366. ‫-٣٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻼﺝ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﺎﻟﺼﱪ ﻟﺪﻓﻊ ﺍﳌﻜﺮﻭﻩ ﺃﺩﻝ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻏﲑ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮﻧﺎ‬ ‫ﻗﻮﳍﻢ، ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻏﲑ ﳐﺮﺝ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﷲ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﺮﺽ ﻟﻪ ﻛﻠﺐ‬ ‫ﺍﳉﻮﻉ ﻻ ﳜﺮﺟﻪ ﻓﺰﻋﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﱂ ‪‬ﻳ‪‬ﻨﺰِﻝ ﺩﺍﺀ‬ ‫ً‬ ‫ﺇﻻ ﺃﻧﺰﻝ ﻟﻪ ﺩﻭﺍﺀ ﺇﻻ ﺍﳌﻮﺕ)١(.‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﺃﺳﺒﺎﺑ‪‬ﺎ ﻟﺪﻓﻊ ﺍﻷﺩﻭﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻷﻛﻞ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﺪﻓﻊ ﺍﳉﻮﻉ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭ‪‬ﺍ ﺃﻥ‬ ‫ﳛﲕ ﺧﻠﻘﻪ ﺑﻐﲑ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺧﻠﻘﻬﻢ ﺫﻭﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻼ ﻳﻨﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺫﻯ ﺍﳉﻮﻉ ﺇﻻ ﲟﺎ ‪‬ﻌﻞ‬ ‫ﺟِ ﹶ‬ ‫ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﺪﻓﻌﻪ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﻜﺬﺍ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﺭﺽ، ﻭﺍﷲ ﺍﳍﺎﺩﻱ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺷﺘﻐﺎﻻ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﺰﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﱂ ﺗﻘﻄﻌﻬﻢ ﻋﻦ ﲨﻌﺔ ﻭﻻ ﲨﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﻋﻴﺎﺩﺓ ﻣﺮﻳﺾ ﻭﻻ ﺷﻬﻮﺩ‬ ‫ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻭﻻ ﻗﻴﺎﻡ ﲝﻖ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻋﺰﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻭﳐﺎﻟﻄﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﲔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺰﻝ ﰲ ﺟﺒﻞ ﻛﺎﻟﺮﻫﺒﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺒﻴﺖ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻔﺎﺗﺘﻪ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﳐﺎﻟﻄﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻋﻤﻮﻣﻬﻢ‬ ‫ﺍﻋﺘﺰﻝ ﰲ ﺍﻷﺭﺑﻄﺔ ﻓﻔﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﺗﻮﻃﻨﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ‬ ‫ﺍﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ: ﰲ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ«: ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﻘﻠﺐ‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﲞﻠﻮﺓ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻈﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ: ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻈﻠﻢ ﻓﻴﻠﻒ ﺭﺃﺳﻪ ﰲ‬ ‫‪‬ﺒِﺘﻪ ﺃﻭ ﻳﺘﺪﱠﺛﺮ ﺑﻜﺴﺎﺀ، ﺃﻭ ﺇﺯﺍﺭ. ﻓﻔﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻳﺴﻤﻊ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﳊﻖ ﻭﻳﺸﺎﻫﺪ ﺟﻼﻝ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟ ِ‬ ‫ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﻛﻴﻒ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻦ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/١٠٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻯ ﻭﺳﻜﺖ ﻋﻨﻪ، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٠٥٦١(: »ﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ ﰱ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ«.‬
  • 367. ‫-٤٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻘﻴﻪ ﻋﺎﱂ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﳊﻖ؟ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ؟ ﻭﻣﺎ‬ ‫ﻳﺆﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﳚﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﳋﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﳑﻦ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻠﻞ ﰲ ﺍﳌﻄﻌﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺎﻟﻴﺨﻮﻟﻴﺎ. ﻭﻗﺪ ‪‬ﻳﺴﻠ ‪ ‬ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﹸ‬ ‫‪‬ﹶﻢ‬ ‫ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﻐﺸﻰ ﺑﺜﻮﺑﻪ ﻭﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﲣﺎﻳﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻷﻥ ﰲ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺛﻼﺙ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻗﻮﻯ: ﻗﻮﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺘﺨﻴﻞ، ﻭﻗﻮﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ، ﻭﻗﻮﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﻣﻮﺿﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﻴﻞ ﺍﻟﺒﻄﻨﺎﻥ ﺍﳌﻘﺪﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ، ﻭﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ، ﻭﻣﻮﺿﻊ ﺍﳊﻔﻆ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﺍﳌﺆﺧﺮ، ﻓﺈﻥ ﺃﻃﺮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺟﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺨﻴﻞ ﻓﲑﻯ ﺧﻴﺎﻻﺕ ﻓﻴﻈﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﺟﻼﻝ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ، ﻧﻌﻮﺫ ﺏ‬ ‫ﺍﷲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﳋﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺒﺠﻠﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻵﺩﻣﻲ، ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺘﺴﺘﺮﻱ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ: ﻃﻴﲏ‬ ‫ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﻟﻖ ﺇﱄ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺓ ﺭﻏﻴﻔﹰﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻮﺟﺪﺕ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺛﻼﺛﲔ ﺭﻏﻴﻔﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ، ﻭﻻ ﺃﻛﻞ ﻭﻻ ﺷﺮﺏ ﻭﻻ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﹸﻬﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﱃ‬ ‫ﻃ‬ ‫ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺸﻬﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ:‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ ﻻ ‪‬ﻳﺤﺪِﺙ ﺑﻨﻮﻡ ﻭﻻ ﺑﻮﻝ ﻭﻻ ﻏﺎﺋﻂ ﻭﻻ ﺭﻳﺢ.‬ ‫ٍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺗﺮﻙ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﻫﻲ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻻ ﳛ ﱡ ﺗﺮﻛﻬﺎ.‬ ‫ﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺻﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻓﻤﺎ ﺃﺑﻘﻰ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳍﺬﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺑﻘﻴﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻭﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟ‪‬ﻮﺷﻨ‪‬ﺠﻲ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻏﲑ ﻣﺮﺓ ﻳﻌﺎﺗﺐ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻤﻌﺔ‬ ‫ﺒ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﱪﻛﺔ ﰲ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ.‬
  • 368. ‫-٥٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﻟﻠﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﻟﻠﻌﺪﻭ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮ‪‬ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻐﲑﺓ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌ‪‬ﺎﻥ ﺑﻦ ﺭﻓﺎﻋﺔ، ﺛﲏ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﹸﻣﺎﻣﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰲ ﺳﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﺮﺍﻳﺎﻩ ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺮ ﺭﺟﻞ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺑﻐﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﻗﺎﻝ: ﻓﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻓﻴﻘﻮﺗﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ،‬ ‫ﻭﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﻭﻳﺼﻴﺐ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻘﻞ ﻭﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ﺃﱐ ﺃﺗﻴﺖ ﻧﱯ‬ ‫ﺍﷲ ﻓﺬﻛﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ، ﻓﺈﻥ ﺃﺫﻥ ﱄ ﻓﻌﻠﺖ ﻭﺇﻻ ﱂ ﺃﻓﻌﻞ، ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻧﱯ ﺍﷲ ﺇﱐ ﻣﺮﺭﺕ‬ ‫ﺑﻐﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﺗﲏ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻘﻞ ﻓﺤﺪﺛﺘﲏ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻗﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﲣﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻧﱯ ﺍﷲ »ﺇﱐ ﱂ ﺃﺑﻌﺚ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻭﻟﻜﲏ ﺑﻌﺜﺖ ﺑﺎﳊﻨﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺲ ﳏﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ ﻟﻐﺪﻭﺓ ﺃﻭ ﺭﻭﺣﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﳌﻘﺎﻡ‬ ‫ﺃﺣﺪﻛﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻒ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﺳﺘﲔ ﺳﻨﺔ«)١(.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﺸﻊ ﻭﻣﻄﺄﻃﺄﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺇﺫﺍ ﺳﻜﻦ ﺍﳋﻮﻑ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻭﺟﺐ ﺧﺸﻮﻉ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﻻ ﳝﻠﻚ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺩﻓﻌﻪ ﻓﺘﺮﺍﻩ ‪‬ﻄﺮﻗﹰﺎ ﻣﺘﺄﺩﺑ‪‬ﺎ ﻣﺘﺬﻟﻼﹰ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳚﺘﻬﺪﻭﻥ ﰲ ﺳﺘﺮ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺳﲑﻳﻦ ﻳﻀﺤﻚ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻳﺒﻜﻲ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻧﺄﻣﺮ ﺍﻟﻌﺎِﻟﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻻﻧﺒﺴﺎﻁ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺆﺫﻳﻬﻢ.‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﰎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺎﻛﻈﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﲣﻠﻄﻮﻩ‬ ‫ِﹾ ‪‬‬ ‫ﺑﻀﺤﻚ ﻓﺘﻤ ‪‬ﻪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ. ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺭﻳﺎﺀ ﻷﻥ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺗﻀﻴﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ‬ ‫ﺠ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٦٦٢، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٨/٧٥٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/٩٧٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻷﳍﺎﱏ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫‪‬‬
  • 369. ‫-٦٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺇﺫﺍ ﺗﻔﺴﺢ ﰲ ﺍﳌﺒﺎﺡ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻠﻘﺎﻫﻢ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻭﺍﻷﺩﺏ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺬﻣﻮﻡ ﺗﻜﻠﻒ‬ ‫ﺍﻟﺘﺨﺸﻊ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻛﻲ ﻭﻃﺄﻃﺄﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻟﲑﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﲔ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺍﻟﺘﻬﻴﺆ ﻟﻠﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﻭﺗﻘﺒﻴﻞ‬ ‫ﺍﻟﻴﺪ، ﻭﺭﲟﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺍﺩﻉ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﱰﻝ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺍﺩﻉ ﻟﻨﺎ ﻓﻜﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺷﺘﺪ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﳋﺎﺋﻔﲔ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻪ‪ ‬ﺍﳋﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﳊﻴﺎﺀ ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﱃ‬ ‫‪   ‬ﹶ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﻔﻀﻴﻠﺔ ﻷﻧﻪ ﻻ ﺧﺸﻮﻉ ﻓﻮﻕ ﺧﺸﻮﻉ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ.‬ ‫ﻭﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ)١(. ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻷﺟﻞ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‬ ‫ﺑﺂﻳﺎ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﺃﻓﻠﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻮﻗﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﺑﻨﻴﻨﺎﻫﺎ﴾ ]ﻕ: ٦[،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻗﻞ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﺎﺫﺍ ﰱ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ﴾ ]ﻳﻮﻧﺲ: ١٠١[. ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﲔ، ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﺳﻨﲔ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﺿﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﱃ ﺍﺑﺘﺪﺍﻋﻬﻢ‬ ‫ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ، ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺇﻃﺮﺍﻗﻬﻢ ﻛﺮﻓﻌﻬﻢ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﳊﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﱂ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﻏﲑ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺷﻐﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﳉﻬﻠﺔ. ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻬﻮ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻬﻢ ﺷﺪﻳﺪ‬ ‫ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻨﻬﻢ ﻷ‪‬ﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﲨﻴﻊ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﳛﺘﺮﺯﻭﻥ ﻣﻦ ﻓﻨﻮﻥ ﻣﻜﺮﻩ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺎﻗ ﱠﱐ، ﻧﺎ‬ ‫ﻼ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳋﲑ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﺒﺰﺍﺯ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟ ﹸﻀﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﲨﻴﻊ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻤﺔ‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﻗﺎﻝ: ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻨﺤﺮﻓﲔ ﻭﻻ ﻣﺘﻤﺎﻭﺗﲔ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ﻳﺘﻨﺎﺷﺪﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﰲ ﳎﺎﻟﺴﻬﻢ ﻭﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺃﻣﺮ ﺟﺎﻫﻠﻴﺘﻬﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﺩﺍﺭﺕ ﲪﺎﻟﻴﻖ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﳎﻨﻮﻥ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )١٣٥٢/٧٠٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٩٩٣.‬
  • 370. ‫-٧٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻀ ‪‬ﺍﺏ، ﻧﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊﺮﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﺍﳌﺪﺍﺋﲏ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻈﺮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﺇﱃ ﺷﺎﺏ ﻗﺪ ﻧ ﱠﺲ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﳋﺸﻮﻉ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﻤﻦ ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺧﺸﻮﻋ‪‬ﺎ ﻓﻮﻕ ﻣﺎ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﺈﳕﺎ ﺃﻇﻬﺮ ﻧﻔﺎﻗﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺎﻕ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻔﺎﱄ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، ﺛﲏ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳌﻌﺘﻤﺮ، ﻋﻦ ﻛﻬﻤ‪‬ﺲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺗﻨﻔﺲ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﺤﺎﺯﻥ ﻓﻠﻜﺰﻩ‪ ‬ﻋﻤﺮ، ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: ﻟﻜﻤﻪ.‬ ‫ﹶﹶ ﹶ ‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﺳﻮﺩ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ‬ ‫ﻛﻠﻴﺐ ﺍﳉﺮ‪‬ﻣﻲ ﻗﺎﻝ: ﻟﻘﻲ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﻫﻮ ﳝﺸﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﺸﻰ ﳝﺸﻲ‬‫ﹶ‬ ‫ﺟﻨﺐ ﺍﳊﺎﺋﻂ ﻣ‪‬ﺘﺨﺸﻌ‪‬ﺎ ﻫﻜﺬﺍ، ﻭﺃﻣﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ‪‬ﻘ ‪ ‬ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﰊ: ﻣﺎ ﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻣﺸﻴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻨ ﹶﻪ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻣﺸﻴﺖ ﺇﱃ ﺟﻨﺐ ﺍﳊﺎﺋﻂ؟ ﺃﻣﺎ ﻭﺍﷲ ﺇﻥ ﻋﻤﺮ ﺇﺫﺍ ﻣﺸﻰ ﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﻁﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﺟﻬﻮﺭﻱ ﺍﻟﺼﻮﺕ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻳﺮﻓﻌﻪ ﺇﱃ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺧﻴﺜﻤﺔ، ﻋﻦ‬ ‫ﺃﺑﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟ ‪‬ﻔﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻭﺭﺃﺕ ﻓﺘﻴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﻘﺼﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﳌﺸﻲ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺭﻭﻳﺪ‪‬ﺍ،‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ‪‬ﻧ ‪‬ﺎﻙ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ ﻭﺍﷲ ‪‬ﻤ ‪ ‬ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻢ ﺃﲰﻊ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺸﻰ ﺃﺳﺮﻉ،‬ ‫ﻋ ‪‬ﺮ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﺿﺮﺏ ﺃﻭﺟﻊ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﺳﻚ ﺣﻘﹰﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﺴﺘﺮﻭﻥ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ﻭﻳﺘﺼﻨﻌﻮﻥ ﺑﺘﺮﻙ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻨﻊ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨ‪‬ﺘﻴﺎﱐ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺛﻮﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﻟﻴﺴﺘﺮ ﺣﺎﻟﻪ. ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺃﻋ‪‬ﺘﺪ ﲟﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻲ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻟﻪ ﻭﺭﺁﻩ ﻳﺼﻠﻲ: ﻣﺎ‬ ‫‪‬‬
  • 371. ‫-٨٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺟﺮﺃﻙ ﺗﺼﻠﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺮﻭﻧﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﻲ،‬ ‫ﹸ ﹶﻫ‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﺛﻨﺎ ﺑﻘﻴﺔ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻣﺮ ﺃﺑﻮ ﹸﻣﺎﻣﺔ ﺑﺮﺟﻞ ﺳﺎﺟﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺳﺠﺪﺓ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺑﻴﺘﻚ.‬ ‫‪ ‬ﺃ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ،‬ ‫ﹶﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﺛﻨﺎ ﺷﻌﻴﺐ ﺑﻦ‬ ‫ﺣﺮﺏ، ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ: ﺁﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺘﺒﺼﺮﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟‬ ‫ﺣﱴ ﻇﻨﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻋﺮﻓﻪ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊ ‪‬ﺍﺩ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ، ﺛﻨﺎ ﺣﺮﻣﻠﺔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ(‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﺧﻠﹶﻮﺍ ﻓﻬﻢ ﺫﺋـﺎﺏ ﺧﻔـﺎﻑ‬ ‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺩﻉ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﺗ‪‬ـﻮﻙ ﺗﻨ ‪‬ـﻜﻮﺍ‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍ ‪ ،‬ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﹶﺰ ﺯ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﺑﺰﺍﺭﻱ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﻭﺍﻗﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻗﻠﺖ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﺒﻴﻚ. ﻗﺎﻝ: ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱪ ﻻ ﺗﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﺍﷲ، ﻭﺍﷲ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ. ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ‬ ‫ﻫﻲ ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻜﺎﺀ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﱪ، ﻭﺧﺸﻮﻉ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ،‬ ‫ﻭﺗﻘﺸﻒ ﺍﺑﻦ ﲰﺎﻋﺔ، ﻭﺻﻼﺓ ﺧﻴﻌﻮﻳﻪ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻭﺻﻼﺓ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟ ‪‬ﺤﻰ، ﻭﺻﻴﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻨﺪﻱ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﺍﻹﺛﻨﲔ ﻭﺍﳋﻤﻴﺲ، ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﺭﺟﺎﺀ، ﻭﻗﺼﺺ ﺍﳊﺎﺟﱯ، ﻭﺻﺪﻗﺔ ﺣﻔﺼﻮﻳﻪ، ﻭﻛﺘﺎﺏ‬ ‫»ﺍﻟ ‪‬ﺎﰲ« ﻟﻴﻌﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﻗﺮﻳﺶ.‬ ‫ﺸ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻣﻊ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻌﻨ‪‬ﺖ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﻣﻦ ﻏﲑ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻌﻨﺖ ﺳ‪‬ﺔ ﻣﺆﻛﺪﺓ‬ ‫ﻨ‬ ‫‪‬‬
  • 372. ‫-٩٦٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ. ﻭﻣﺬﻫﺐ ﺃﰊ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻭﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ‬ ‫)١(‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﻷﻧﻪ ﺳﺒﺐ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻮﻟﺪ. ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﺗﻨﺎﻛﺤﻮﺍ ﺗﻨﺎﺳﻠﻮﺍ«‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻣﻦ ﺳﻨﱵ ﻓﻤﻦ ﺭﻏﺐ ﻋﻦ ﺳﻨﱵ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﲏ«)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻌﺮﻭﻑ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻲ، ﻧﺎ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻋﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻫﺮﻱ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴ‪‬ﺐ، ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻭﻗﺎﺹ ﻗﺎﻝ: ﻟﻘﺪ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺭﺩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮﻥ ﺍﻟ‪‬ﺘ‪‬ﺒ‪‬ﻞ ﻭﻟﻮ ﺃﺫﻥ ﻟﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺘ‬ ‫ﻻﺧ‪‬ﺘﺼ‪‬ﻴﻨ‪‬ﺎ)٣(.‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻔﺎﻥ، ﻧﺎ ‪‬ﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﲪ‪‬‬ ‫ﻧﻔﺮ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﺮ، ﻓﺄﺧﱪﻭﻫﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻻ ﺁﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻻ‬ ‫ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻻ ﺃﻧﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺃﺻﻮﻡ ﻭﻻ ﺃﻓﻄﺮ،‬ ‫ﻓﺤﻤﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺛﲎ ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﻗﺎﻝ: »ﻣﺎ ﺑﺎﻝ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ‬ ‫ﻟﻜﲏ ﺃﺻﻠﻲ ﻭﺃﻧﺎﻡ ﻭﺃﺻﻮﻡ ﻭﺃﻓﻄﺮ ﻭﺃﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻓﻤﻦ ﺭﻏﺐ ﻋﻦ ﺳﻨﱵ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﲏ«)٤(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻮ‪‬ﺍﻧﺔ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﺎﺋﺐ ﻋﻦ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ‪‬ﺒﲑ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: »ﺇﻥ ﺧﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ‬ ‫ﺟ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ )٣٦٦٢( ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺴﻨﻦ‬ ‫ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ٥/٩١٢، ٠٢٢ ﺑﻼﻏﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻰ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺍﻟﺘﻠﺨﻴﺺ )٩٢٥١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺿﻌﻴﻔﺎﻥ«. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻰ ﰱ ﲣﺮﻳﺞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ٢/٢٢: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٦٤٨١( ﻭﰱ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ: »ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ ﻻﺗﻔﺎﻗﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺿﻌﻒ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺍﳌﺪﻳﲎ، ﻟﻜﻦ ﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ )٤٧١٧(،‬ ‫ﻭﺃﻧﻈﺮ: ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ )٠٣٥١(.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٧٠٥، ٤٧٠٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٢٠٤١/٦، ٧(.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٦٠٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )١٠٤١/٥(.‬
  • 373. ‫-٠٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻧﺴﺎﺀ«)١(.‬ ‫ً‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ، ﺛﻨﺎ ﻣ‪‬ﻨﺪ‪‬ﻝ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺭﺟﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳉﺰﺭﻱ، ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﻣﺴﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺷ ‪‬ﺍﺩ ﺑﻦ ﺃﻭﺱ: ﺯ ‪‬ﺟﻮﱐ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬ﻭ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻭﺻﺎﱐ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﷲ ﻋﺰﺑ‪‬ﺎ)٢(.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬ ‪‬ﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫ﹸ ﹶﻫ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺭﺍﺷﺪ، ﻋﻦ ﻣﻜﺤﻮﻝ، ﻋﻦ ﺭﺟﻞ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺫﺭ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻜﺎﻑ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﺍﳍﻼﱄ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﱯ »ﻳﺎ ﻋﻜﺎﻑ‬ ‫ﻫﻞ ﻟﻚ ﺯﻭﺟﺔ؟« ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: »ﻭﻻ ﺟﺎﺭﻳﺔ؟« ﻗﺎﻝ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: »ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻮﺳﺮ ﲞﲑ؟«‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻮﺳﺮ، ﻗﺎﻝ: »ﺃﻧﺖ ﺇﺫﹰﺍ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻟﻜﻨﺖ ﻣﻦ‬ ‫ﺭﻫﺒﺎ‪‬ﻢ، ﺇﻥ ﺳﻨﺘﻨﺎ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ. ﺷﺮﺍﺭﻛﻢ ﻋﺰﺍﺑﻜﻢ ﻭﺃﺭﺍﺫﻝ ﻣﻮﺗﺎﻛﻢ ﻋﺰﺍﺑﻜﻢ، ﺃﺑﺎﻟﺸﻴﺎﻃﲔ‬ ‫ﲤ ‪‬ﺳﻮﻥ؟ ﻓﻤﺎ ﻟﻠﺸﻴﺎﻃﲔ ﻣﻦ ﺳﻼﺡ ﺃﺑﻠﻎ ﰲ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ«)٣(.‬ ‫ﹶﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬‫‪‬‬ ‫ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﲏ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ، ﻋﻦ ﻃﻴﺐ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺭﺑﺎﺡ، ﻋﻦ‬ ‫ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: »ﻟﻌﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﳐﻨﺜﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺸﺒﻬﻮﻥ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﺍﳌﺘﺮﺟﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳌﺘﺸﺒﻬﺎﺕ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﺍﳌﺘﺒﺘﻠﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ:‬ ‫ﻻ ﻧﺘﺰﻭﺝ، ﻭﺍﳌﺘﺒﺘﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻼﰐ ﻳﻘﻠﻦ ﺫﻟﻚ«)٤(.‬ ‫)١( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٩٦٠٥(.‬ ‫)٢( ﻣﻨﻜﺮ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﰱ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ٣/٣٣ ﰱ ﺗﺮﲨﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ: »ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ‬ ‫ﻫﻮ، ﻭﺍﳋﱪ ﻣﻨﻜﺮ«.‬ ‫ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻣﻨﺪﻝ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨـﺰﻯ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٣٦١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٤/٠٥٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﺭﺍﻭ ﱂ ﻳﺴﻢ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«.‬ ‫)٤( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٩٨٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٤/١٥٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻭﺛﻘﻪ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ‬ ‫=‬
  • 374. ‫-١٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﺱ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳋ‪‬ﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﹸﺘ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺰﻭﺑﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺷﻲﺀ، ﺍﻟﻨﱯ ﺗﺰﻭﺝ ﺃﺭﺑﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺗﺴﻊ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺸﺮ‬ ‫ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺗﺰﻭﺝ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﰎ ﺃﻣﺮﻩ ﻛﻠﻪ. ﻟﻮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﱂ ﻳﻐﺰﻭﺍ ﻭﱂ ﳛﺠﻮﺍ ﻭﱂ‬ ‫ﻳﻜﻦ ﻛﺬﺍ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﺍ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﺼﺒﺢ ﻭﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺷﻲﺀ، ﻭﻛﺎﻥ ﳜﺘﺎﺭ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ‬ ‫ﻭﳛﺚ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺒﺘﻞ، ﻓﻤﻦ ﺭﻏﺐ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺍﳊﻖ. ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺣﺰﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺝ ﻭﻭﻟﺪ ﻟﻪ. ﻭﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: » ‪‬ﺒﺐ ﺇﱄ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ«)١(. ﻗﻠﺖ: ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺣ ‪ ‬ﱠ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ ﳛﻜﻰ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﺮﻭﻋﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﻋﻴﺎﻝ، ﻓﻤﺎ ﻗﺪﺭﺕ ﺃﻥ ﺃﰎ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﺣﱴ ﺻﺎﺡ ﰊ ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﻗﻌﻨﺎ ﰲ ﺑﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ. ﺍﻧﻈﺮ ﻋﺎﻓﺎﻙ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻟﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﺼﱯ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺃﺑﻴﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺧﺒﺰ‪‬ﺍ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﺃ‪‬ﻰ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻳﻠﺤﻖ ﺍﳌﺘﻌ‪‬ﺪ ﺍﳌﺘﻌﺰﺏ ﺍﳌﺘﺰﻭﺝ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻓﻘﺪﻣﺎﺅﻫﻢ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺗﺸﺎﻏﻼ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﺪ ﻭﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺷﺎﻏﻼ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻬﺑﻢ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺃﻭ ﻬﺑﻢ ﻧﻮﻉ ﺗﺸﻮﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻃﺮﻭﺍ ﺑﺄﺑﺪﺍ‪‬ﻢ ﻭﺃﺩﻳﺎ‪‬ﻢ، ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻬﺑﻢ‬ ‫ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺎﺗﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ: ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﺫﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻭﰲ‬ ‫=‬ ‫)٤١١١(.‬ ‫)١( ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٩٤٩٣، ٠٥٩٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٨٢١،‬ ‫٩٩١، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٠٦١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺘﻠﺨﻴﺺ )٠٣٥١(: »ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ«، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﳌﺸﻜﺎﺓ )١٦٢٥(.‬
  • 375. ‫-٢٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻀﻊ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺻﺪﻗﺔ«، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺄﰐ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺟﺮ؟ ﻗﺎﻝ: »ﺃﺭﺃﻳﺘﻢ ﻟﻮ‬ ‫ﻭﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﺣﺮﺍﻡ ﺃﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺯﺭ؟« ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: »ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﺍﳊﻼﻝ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺟﺮ«، ﰒ ﻗﺎﻝ: »ﺃﻓﺘﺤﺘﺴﺒﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻻ ﲢﺘﺴﺒﻮﻥ ﺍﳋﲑ«)١(.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭﺍﻟﻜﺴﺐ ﺻﻌﺐ، ﻭﻫﺬﻩ ﺣﺠﺔ ﻟﻠﺘﺮﻓﻪ ﻋﻦ‬ ‫ﺗﻌﺐ ﺍﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ: ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺩﻳﻨﺎﺭ‬ ‫ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ، ﻭﺩﻳﻨﺎﺭ ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ ﰲ ﺭﻗﺒﺔ، ﻭﺩﻳﻨﺎﺭ ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻭﺩﻳﻨﺎﺭ ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋﻴﺎﻟﻚ، ﺃﻓﻀﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺎﻟﻚ«)٢(.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺮﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﺍﱐ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻭ ﺳﺎﻓﺮ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﺃﻭ ﺗﺰﻭﺝ ﻓﻘﺪ ﺭﻛﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮﻉ، ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ،‬ ‫ﻭﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺗﻀﻊ ﺃﺟﻨﺤﺘﻬﺎ ﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻷﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﻣﻦ ﺳﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻲ ﺃﻃﻠﺐ ﻛﻔﺎﻑ ﻭﺟﻬﻲ ﺃﺣﺐ‬ ‫ﺇﱄ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﻏﺎﺯﻳ‪‬ﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻳﻘﻮﻝ: »ﺗﻨﺎﻛﺤﻮﺍ ﺗﻨﺎﺳﻠﻮﺍ«)٣(، ﻓﻤﺎ ﺃﺭﻯ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺘﺄﺧﺮﻱ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻟﻴﻘﺎﻝ: ﺯﺍﻫﺪ، ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺗﻌﻈﻢ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺔ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻗﻂ، ﻓﻬﺬﻩ ﺭﻫﺒﺎﻧﻴﺔ ﲣﺎﻟﻒ ﺷﺮﻋﻨﺎ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٦٠٠١/٣٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٧٦١، ٨٦١، ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ‬ ‫ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻷﲪﺪ، ﻭﱂ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﰱ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ. ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺫﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٥٩٩/٩٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٣٧٤، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﱪﻯ ٧/٧٦٤، ﻭﱂ ﺃﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﰱ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ )٩٢٥١( ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ.‬
  • 376. ‫-٣٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺸﻐﻞ ﺍﳌﺮﻳﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺘﺰﻭﻳﺞ، ﻓﺈ‪‬ﻪ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻭﻳﺄﻧﺲ ﺑﺎﻟﺰﻭﺟﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻐﲑ ﺍﷲ ﺷﻐﻞ ﻋﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﱐ ﻷﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﺃﺗﺮﺍﻩ ﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻗﺼﺪ ﻋﻔﺎﻑ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﻭﻟﺪ ﺃﻭ ﻋﻔﺎﻑ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﱂ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺟﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ، ﺃﻭ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﻧﺲ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﺎﻟﺰﻭﺟﺔ ﻳﻨﺎﰲ ﺃﻧﺲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻖ ﺑﻘﻮﻟﻪ:‬ ‫‪‬‬ ‫﴿ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺃﺯﻭﺍﺟ‪‬ﺎ ﻟﺘﺴﻜﻨﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻣﻮﺩﺓ ﻭﺭﲪﺔ﴾ ]ﺍﻟﺮﻭﻡ:‬ ‫١٢[.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: »ﻫ ﱠ ﺗﺰﻭﺟﺖ‬ ‫‪‬ﻼ‬ ‫ﺑِﻜﺮ‪‬ﺍ ﺗﻼﻋﺒﻬﺎ ﻭﺗﻼﻋﺒﻚ«)١(.‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﻟﻴﺪﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻄﻊ ﺃﻧﺴﻪ ﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫ﺃﺗﺮﻯ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﺴﻂ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﻭﻳﺴﺎﺑﻖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ)٢(، ﺃﻛﺎﻥ‬ ‫ﺧﺎﺭﺟ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﺲ ﺏ ﺍﷲ، ﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺟﻬﺎﻻﺕ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﳏﺎﺫﻳﺮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺩﺍﻡ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺷ‪‬ﺎﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﺧﺮﺟﻬﻢ ﺇﱃ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ:‬ ‫ﺒ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﳌﺮﺽ ﲝﺒﺲ ﺍﳌﺎﺀ، ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺮﺀ ﺇﺫﺍ ﻃﺎﻝ ﺍﺣﺘﻘﺎﻧﻪ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣِﻨ‪‬ﻴ ‪.‬‬ ‫‪‬ﻪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ: ﺃﻋﺮﻑ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﺜﲑﻱ ﺍﳌﲏ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻨﻌﻮﺍ‬ ‫ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻟﻀﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻠﺴﻒ ﺑﺮﺩﺕ ﺃﺑﺪﺍ‪‬ﻢ ﻭﻋﺴﺮﺕ ﺣﺮﻛﺎ‪‬ﻢ ﻭﻭﻗﻌﺖ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٩٧٠٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺮﺿﺎﻉ )٥١٧/٤٥(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٨٧٥٢(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰱ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٣٤٩٨‬ ‫ــ ٥٤٩٨(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٩٣، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )١٣١(: »ﺻﺤﻴﺢ«.‬
  • 377. ‫-٤٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﺑﻼ ﺳﺒﺐ، ﻭﻋﺮﺿﺖ ﳍﻢ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﳌﺎﻟﻴﺨﻮﻟﻴﺎ ﻭﻗﱠﺖ ﺷﻬﻮﺍ‪‬ﻢ ﻭﻫﻀﻤﻬﻢ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﻓﻔﻘﺪ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻭﺻﺎﺭ ﺇﻥ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﱂ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﺴﺘﻤﺮﺋﻪ ﻭﺗﻘﺎﻳﺄﻩ، ﻓﻠﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﺇﱃ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﺎﻉ ﺳﻜﻨﺖ ﻋﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺳﺮﻳﻌ‪‬ﺎ.‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺇﱃ ﺍﳌﺘﺮﻭﻙ، ﻓﺈﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﺻﺎﺑﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻤﺎﻉ‬ ‫ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺍﳌﺎﺀ ﻓﺄﻗﻠﻘﻮﺍ، ﻭﺭﺟﻌﻮﺍ ﻓﻼﻣﺴﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﻻﺑﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﻓﺮﻭﺍ ﻣﻨﻪ،‬ ‫ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻛﻤﻦ ﺃﻃﺎﻝ ﺍﳉﻮﻉ ﰒ ﺃﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺼﱪ.‬ ‫ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ﺇﱃ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ، ﻓﺈﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻳﺴﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻓﺄﻗﻠﻘﻬﻢ ﻣﺎ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ ﻳﺮﺗﺎﺣﻮﻥ ﺇﱃ ﺻﺤﺒﺔ ﺍ ﹸﺮﺩ.‬ ‫ﳌ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺰﻭﺟﻮﺍ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻨﻜﺢ ﺷﻬﻮﺓ، ﻓﺈﻥ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﻏﻠﺐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺟﺎﺯ، ﻭﺇﻥ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺷﻬﻮﺓ ﳍﻢ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻓﻤﺤﺎﻝ‬ ‫ﻇﺎﻫﺮ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﲪﻞ ﺍﳉﻬﻞ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻓﺠﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃ‪‬ﻢ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ،‬ ‫ً‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳊﻤﺎﻗﺔ، ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺷ ‪‬ﻑ ﺍﻟ ﱠﻛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻵﻟﺔ ﻭﺧﻠﻘﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮﻥ‬ ‫ﺮ ﺬ‬ ‫ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺘﻨﺎﺳﻞ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳚﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺍﳊﺎﻝ: ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ، ﰒ ﻗﻄﻌﻬﻢ ﺍﻵﻟﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻻ ﺗﺰﻳﻞ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻓﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﳍﻢ ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻢ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﻃﻠﺐ ﺍﻷﻭﻻﺩ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﻧ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟ ‪‬ﺍﺭﺍﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﲪﻖ. ﻻ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻟﻶﺧﺮﺓ. ﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩ‬ ‫ﺪ‬
  • 378. ‫-٥٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺃﻭ ﻳﻨﺎﻡ ﺃﻭ ﳚﺎﻣﻊ ‪‬ﻧﻐﺺ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﻌ‪‬ﺪ ﺷﻐﻠﻪ)١(.‬ ‫ﺒ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﻋﻈﻴﻢ، ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬ ‫ﻣﻦ ﺇﳚﺎﺩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﺗﺼﺎﻝ ﺩﻭﺍﻣﻬﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﺃﺟﻠﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻏﲑ ﳑﺘﺪ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻣﺪ ﻳﺴﲑ ﺃﺧﻠﻒ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻨﻪ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺒﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ، ﺗﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻄﺒﻊ‬ ‫ﺑﺈﻳﻘﺎﺩ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺍﻧﻜﺤﻮﺍ ﺍﻷﻳﺎﻣﻰ ﻣﻨﻜﻢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻛﻢ﴾ ]ﺍﻟﻨﻮﺭ: ٢٣[، ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ »ﺗﻨﺎﻛﺤﻮﺍ ﺗﻨﺎﺳﻠﻮﺍ ﻓﺈﱐ ﹸﺑﺎﻫﻲ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺑﻜﻢ ﺍﻷﻣﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﻟﺴﻘﹾﻂ«)٢(.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻷﻭﻻﺩ، ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﴿ﺭﺏ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻫﺐ ﱃ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ﺫﺭﻳﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﺇﻧﻚ ﲰﻴﻊ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٨٣[، ﴿ﺭﺏ ﺍﺟﻌﻠﲎ‬ ‫ﻣﻘﻴﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻣﻦ ﺫﺭﻳﱴ﴾ ]ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ٠٤[، ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ.‬ ‫ﻭﺗﺴﺒﺐ ﺍﻟﺼﺎﳊﻮﻥ ﺇﱃ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ، ﻭﺭﺏ ﲨﺎﻉ ﺣﺪﺙ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﺪ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻓﻜﺎﻥ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ. ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺑﺈﺛﺎﺑﺔ ﺍﳌﺒﺎﺿﻌﺔ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﻝ ﻭﻣﻦ ﳝﻮﺕ ﻟﻪ ﻭﻟﺪ، ﻭﻣﻦ ﳜﻠﻒ ﻭﻟﺪ‪‬ﺍ ﺑﻌﺪﻩ، ﻓﻤﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ‬ ‫ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﺘﺰﻭﺝ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﳌﺴﻨﻮﻥ ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﻭ ‪‬ﺮﻡ ﺃﺟﺮ‪‬ﺍ ﺟﺴﻴﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﳕﺎ‬ ‫ﺣِ‪‬‬ ‫ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴ ‪‬ﺍﺝ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻷﺯ‪‬ﺟﻲ، ﺛﻨﺎ ﺑﺎﻥ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺍﳋﻠﺪﻱ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺍ ﹸﻨﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳊﻼﻝ، ﻓﻤﺎ ﻇﻨﻜﻢ‬ ‫‪ ‬ﹸ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﳊﺮﺍﻡ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﻓﺈﻥ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﳌﺒﺎﺡ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻻ ‪‬ﻳﺤ ‪  ‬ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺒﺎﺡ‬ ‫‪‬ﺴﻦ‬ ‫ﺷﻲﺀ، ﰒ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﲡﺪﺩ ﻣﻨﻪ ﻋﻘﻮﺑﺔ، ﻭﻻ ﻳﻨﺪﺏ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ، ﺇﻻ ﻭﺣﺎﺻﻠﻪ ﻣﺜﻮﺑﺔ.‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٩/٤٦٢.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ٥/٩١٢، ٠٢٢ ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ‬ ‫)٩٢٥١(، ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ.‬
  • 379. ‫-٦٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ‬ ‫ﻗﺪ ﹶﻟ‪‬ﺒﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺄﺧﺮﺟﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻻ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻌﺮﻭﻑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﺇﱃ ﻃﻠﺐ ﻋﻠﻢ، ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺼﺤﺐ ﺯﺍﺩ‪‬ﺍ، ﻭﻳﺪﻋﻲ ﺑﺬﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻓﻜﻢ ﺗﻔﻮﺗﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻭﻓﺮﻳﻀﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﺃﻧﻪ‬ ‫ﻳﻘﺮﺏ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﲔ ﻟﺴﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ‬ ‫ﻭﺍﳋﺮﻭﺝ ﻻ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﻓﻘﺪ ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﰲ ﻏﲑ ﺃﺭ‪‬ﺏ‬ ‫ﺣﺎﺟﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﱪﻣﻜﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻜﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺛﲏ‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ، ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ، ﻋﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﻋﻦ ﻃﺎﻭﺱ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ: »ﻻ ﺯﻣﺎﻡ ﻭﻻ ﺧﺰﺍﻡ ﻭﻻ ﺭﻫﺒﺎﻧﻴﺔ ﻭﻻ‬ ‫ﺗﺒﺘﻞ ﻭﻻ ﺳﻴﺎﺣﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ: ﺍﻟ ‪‬ﻣﺎﻡ: ﰲ ﺍﻷﻧﻒ، ﻭﺍﳋِﺰﺍﻡ: ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﳚﻌﻞ ﰲ ﺃﺣﺪ ﺟﺎﻧﱯ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺍﳌﻨﺨﺮﻳﻦ. ﻭﺃﺭﺍﺩ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﺰﻡ ﺍﻟﺘﺮﺍﻗﻲ ﻭﺯﻡ ﺍﻷﻧﻮﻑ، ﻭﺍﻟﺘﺒﺘﻞ:‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ: ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺍﺋﺬﻥ ﱄ‬ ‫ﹰ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﰱ ﻣﺼﻨﻔﻪ ٨/٨٤٤ ﻋﻦ ﻃﺎﻭﺱ ﻣﺮﺳﻼ. ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ »ﻻ ﺯﻣﺎﻡ«:‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺛﲑ: ﺃﺭﺍﺩ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﲎ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺯﻡ ﺍﻷﻧﻮﻑ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﳜﺮﻕ ﺍﻷﻧﻒ‬ ‫ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺯﻣﺎﻡ ﻛﺰﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻟﻴﻘﺎﺩ ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ »ﺍﳋﺰﺍﻣﺔ«: ﺣﻠﻘﺔ ﲡﻌﻞ ﰱ ﺍﳊﺎﺟﺰ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﲔ ﻣﻨﺨﺮﻯ ﺍﻟﺒﻌﲑ ﻳﺸﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﺎﻡ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﺍﻧﻘﻴﺎﺩﻩ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺻﻌﺒﺎ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ »ﺗﺒﺘﻞ«: ﻫﻮ ﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ.‬
  • 380. ‫-٧٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﺇﻥ ﺳﻴﺎﺣﺔ ﺃﻣﱵ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ «)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﺇﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﲢﺪﺛﲏ ﺑﺄﻥ ﺃﺳﻴﺢ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﻟﻪ: »ﻣﻬﻼ ﻳﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺳﻴﺎﺣﺔ ﺃﻣﱵ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻭﺍﳊﺞ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺓ«)٢(. ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ‬ ‫ﻫﺎﱏﺀ، ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻴﺢ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﻭ ﺍﳌﻘﻴﻢ ﰲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭﻻ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻓﻘﺪ ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺣﺪﻩ)٣(.‬ ‫ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻄﻴﺐ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ﺣﺮﻣﻠﺔ، ﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺷﻌﻴﺐ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺟﺪﻩ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺍﻟﺮﺍﻛﺐ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻹﺛﻨﺎﻥ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎﻥ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺭﻛﺐ«)٤(. ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﺍﻟ‪‬ﺠﺎﺭ،‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻋﻦ ﻃﻴﺐ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺭﺑﺎﺡ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻟﻌﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٦٨٤٢(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٣٧ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٩/١٦١، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٨/٦١٢، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ ﺳﻨﻦ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ: »ﺣﺴﻦ«.‬ ‫)٢( ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٢٨٧١(، ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/١٩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ‬ ‫٨/٤٠١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٤( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٧٠٦٢(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٤٧٦١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٦٨١، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٥/٧٥٢، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ‬ ‫)٢٦(.‬
  • 381. ‫-٨٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺍﻛﺐ ﺍﻟﻔﹶﻼﺓ ﻭﺣﺪﻩ)١(.‬ ‫ﺍﳌﺸﻲ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﳝﺸﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ. ﻭﻗﺪ ‪‬ﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﻋﺎﺻﻢ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ »ﻟﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻣﺎ ﺳﺎﺭ ﺃﺣﺪ ﻭﺣﺪﻩ ﺑﻠﻴﻞ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﺪﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ، ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﺍﷲ »ﺃﻗِﻠﻮﺍ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺇﺫﺍ ﻫﺪﺃﺕ ﺍﻟ ‪‬ﺟﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺒﺚ ﰲ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ«)٣(.‬ ‫ﺮ ‪‬ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺩﺃﺑﻪ ﺍﻟﺴﻔﺮ، ﻭﺍﻟﺴﻔﺮ ﻻ ﻳﺮﺍﺩ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ »ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻀﻰ ﺃﺣﺪﻛﻢ ‪‬ﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻩ ﻓﻠﻴﻌﺠﻞ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻪ«)٤(.‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺟﻌﻞ ﺩﺃﺑﻪ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻓﻘﺪ ﲨﻊ ﺑﲔ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺗﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻛﻼﳘﺎ ﻣﻘﺼﻮﺩ‬ ‫ﻓﺎﺳﺪ.‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٩٨٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٨/٣٠١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﻃﻴﺐ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻭﺛﻘﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﻰ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ‬ ‫)٤١١١(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٨٩٩٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٦٨، ٢١١.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٤٠١٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٦٠٣، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ )٢٤٩(، ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﺔ )٩٥٥٢(، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٥٤٤‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٦٩٩١( ﻣﻮﺍﺭﺩ.‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )١٠٠٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٧٢٩١/٩٧١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
  • 382. ‫-٩٧٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﺛﻨﺎ ﺃﰊ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻌﻜﻲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﲪﺰﺓ ﺍﳋﺮﺍﺳﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺑﻘﻴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺤﺮﻣ‪‬ﺎ ﰲ ﻋﺒﺎﺀ ﺃﺳﺎﻓﺮ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﺃﻟﻒ ﻓﺮﺳﺦ ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻠﻲ ﻭﺗﻐﺮﺏ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺣﻠﻠﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺃﺣﺮﻣﺖ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻔﻼﺓ ﺑﻐﲑ ﺯﺍﺩ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺄﻭﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺗﺮﻙ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺰﺍﺩ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﻓﺴﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺷﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺟﻬﻠﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﺟﺎﺀ ﲪﻘﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ ﳛﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺪﺡ ﳍﻢ ﺑﻪ ﻓﻴﺘﻀﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﲢﺮﻳﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﺑﺄﻓﻌﺎﻝ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻭﻣﺪﺡ ﻫﺆﻻﺀ ﳍﺆﻻﺀ ﻓﺴﺪﺕ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﺧﻔﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ‬ ‫ﻃ ‪‬ﻕ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ. ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺫﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺒﺬﺓ.‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﻧﺎ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟ ‪‬ﻳﻨﻮﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﻃﺎﻫﺮ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﺍﳌﺼﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﻮﺻﻠﻲ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﺖ ﺣﺎ ‪‬ﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﺳﻄﺖ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﻐﻼﻡ ﺻﻐﲑ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﻋﺠﺒ‪‬ﺎ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﺑﻴﺪﺍﺀ‬ ‫ﺟ‬ ‫ﻭﺃﺭﺽ ﻗﻔﺮﺍﺀ، ﻭﻏﻼﻡ ﺻﻐﲑ ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﻓﻠﺤﻘﺘﻪ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﰒ ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺇﻧﻚ ﻏﻼﻡ‬ ‫ﺻﻐﲑ ﱂ ﲡﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻋﻢ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻐﺮ ﺳﻨ‪‬ﺎ ﻣﲏ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﺳﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﻄﺎﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻌﻴﺪ ﺣﱴ ﺗﻠﺤﻖ ﺍﳌﱰﻝ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻋﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺸﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻼﻍ، ﺃﻣﺎ‬ ‫ﺧ‬ ‫ﻗﺮﺃﺕ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﻫﺪﻭﺍ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻨﻬﺪﻳﻨﻬﻢ ﺳﺒﻠﻨﺎ﴾ ]ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ: ٩٦[.‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﱄ ﻻ ﺃﺭﻯ ﻣﻌﻚ ﻻ ﺯﺍﺩ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﺭﺍﺣﻠﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻋﻢ، ﺯﺍﺩﻱ ﻳﻘﻴﲏ‬ ‫ﻭﺭﺍﺣﻠﱵ ﺭﺟﺎﺋﻲ. ﻗﻠﺖ: ﺳﺄﻟﺘﻚ ﻋﻦ ﺍﳋﺒﺰ ﻭﺍﳌﺎﺀ، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻋﻢ، ﺃﺧﱪﱐ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﺧ‪‬ﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺇﺧﻮﺍﻧﻚ ﺃﻭ ﺻﺪﻳﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻚ ﺩﻋﺎﻙ ﺇﱃ ﻣﱰﻟﻪ ﺃﻛﻨﺖ ﺗﺴﺘﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﲢﻤﻞ ﻣﻌﻚ ﻃﻌﺎﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻓﺘﺄﻛﻠﻪ ﰲ ﻣﱰﻟﻪ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﹸﺯﻭ ‪‬ﻙ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻟﻴﻚ ﻋﲏ ﻳﺎ ﺑﻄﺎﻝ ﻫﻮ ﻳﻄﻌﻤﻨﺎ ﻭﻳﺴﻘﻴﻨﺎ، ﻗﺎﻝ ﻓﺘﺢ:‬ ‫ﺃ ‪ ‬ﺩ ‪‬‬ ‫ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺻﻐﲑ‪‬ﺍ ﺃﺷﺪ ﺗﻮﻛﻼ ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﺭﺃﻳﺖ ﻛﺒﲑ‪‬ﺍ ﺃﺷﺪ ﺯﻫﺪ‪‬ﺍ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﹰ‬
  • 383. ‫-٠٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺗﻔﺴﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ،‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺒﲑ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺣﻖ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﻣﻨﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺼﱯ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻘﻴﻪ، ﻛﻴﻒ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﻨﻜﺮ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﻙ‬ ‫ﺃﻣﺮﻙ ﺑﺎﻟﺘﺰﻭﺩ، ﻭﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻳﺘﺰﻭﺩ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘ ‪‬ﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ‪‬ﻌﻴﻢ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ، ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻴﻘﻄﻴﲏ، ﻳﻘﻮﻝ ﺣﻀﺮﺕ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳉ ﹼﺀ، ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻋﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ ﻭﻻ ﻋﺪﺓ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃ‪‬ﻢ ﻣﺘﻮﻛﻠﻮﻥ ﻓﻴﻤﻮﺗﻮﻥ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﱪﺍﺭﻱ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﳊﻖ ﻓﺈﻥ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻓﺎﻟﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻷﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺑﻦ ﺍﳉﻼﺀ، ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ. ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻣﺎﺕ، ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﻩ ﻓﺘﻮﻯ ﺟﺎﻫﻞ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺇﺫ ﻻ ﺧﻼﻑ ﺑﲔ‬ ‫ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺑﻐﲑ ﺯﺍﺩ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﺎﺕ ﺑﺎﳉﻮﻉ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﻋﺎﺹ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺮﺽ ﲟﺎ ﻏﺎﻟﺒﻪ ﺍﻟﻌﻄﺐ، ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺟﻌﻞ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺩﻳﻌﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻭﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ﴾.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻠﻤﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﰲ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺫﻱ، ﻭﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮ ﺑﻐﲑ‬ ‫ﺯﺍﺩ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﻟﻒ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﺗﺰﻭﺩﻭﺍ﴾.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻜﺒﲑ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺷﲑﺍﺯ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻔﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺘﻬﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻭﺣﺪﻱ ﻭﺃﺻﺎﺑﲏ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ ﻣﺎ ﺃﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﺃﺳﻨﺎﱐ‬ ‫ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﺜﺮ ﺷﻌﺮﻱ ﻛﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻃﻠﺐ ﺍﳌﺪﺡ ﻋﻠﻰ‬
  • 384. ‫-١٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻻﺣﻖ ﺑﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﻫﻮﺯﺍﻥ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ‪‬ﺒﻠﹾﺨﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ‬ ‫ﻷﺳﺘﺤﻴﻲ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺒﻌﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻟﺌﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺒﻌﻲ‬ ‫ﺯﺍﺩ‪‬ﺍ ﺗﺰﻭﺩﺗﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ، ﻭﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ‬ ‫ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ.‬ ‫ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﻟﻜﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺣﲔ ﺗﺰﻭﺩ ﳌﺎ ﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻮﺳﻰ ﳌﺎ ﻃﻠﺐ ﺍﳋﻀﺮ ﺗﺰﻭﺩ ﺣﻮﺗ‪‬ﺎ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺣﲔ ﺧﺮﺟﻮﺍ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺼﺤﺒﻮﺍ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻭﺍﺳﺘﺨﻔﻮﺍ ﻣﺎ ﻣﻌﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺧﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﳉﻬﻠﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﳍﻢ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﻔﺎﺯﺓ ﺑﻐﲑ ﺯﺍﺩ ﺇﻻ ﺑﺸﺮﻃﲔ: ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﺭﺍﺽ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺣﻴﺚ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﻟﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺃﺳﺒﻮﻋ‪‬ﺎ ﻭﳓﻮﻩ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﻟﺘﻘﻮﺕ ﺑﺎﳊﺸﻴﺶ ﻭﻻ‬ ‫ﲣﻠﻮ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﺎﻩ ﺁﺩﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺃﻭ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﱃ ﺣﻠﺔ ﺃﻭ ﺣﺸﻴﺶ ﻳﺮﺟﻰ ﺑﻪ ﻭﻗﺘﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺃﻗﺒﺢ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﺻﺪﺭ ﻣﻦ ﻓﻘﻴﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻻ‬ ‫ﻳﻠﻘﻰ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻭﻗﺪ ﻳﻀﻞ ﻭﻗﺪ ﳝﺮﺽ ﻓﻼ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ ﺍﳊﺸﻴﺶ، ﻭﻗﺪ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻄﻌﻤﻪ‬ ‫ﻭﻳﺘﻌﺮﺽ ﲟﻦ ﻻ ﻳﻀﻴﻔﻪ ﻭﺗﻔﻮﺗﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻗﻄﻌ‪‬ﺎ ﻭﻗﺪ ﳝﻮﺕ ﻭﻻ ﻳﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ.‬ ‫ﰒ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ، ﰒ ﻣﺎ ﺍﶈﻮﺝ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﻦ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﻟﻘﺎﺀ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﻻﺟﺘﺰﺍﺀ ﲝﺸﻴﺶ؟‬ ‫ﻭﺃﻱ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻝ ﺣﱴ ﳜﺎﻃﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻮﺕ‬
  • 385. ‫-٢٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲝﺸﻴﺶ ﻭﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ؟ ﻭﻛﺄﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﳚﺰﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺮﺯﻗﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ، ﻭﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﺎ ﱂ ﲡﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ.‬ ‫ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻗﻮﻡ ﻣﻮﺳﻰ ﳌﺎ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺑﻘﻠﻬﺎ ﻭﻗﺜﺎﺋﻬﺎ ﻭﻓﻮﻣﻬﺎ ﻭﻋﺪﺳﻬﺎ ﻭﺑﺼﻠﻬﺎ ﺃﻭﺣﻰ‬ ‫ﺍﷲ ﺇﱃ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻥ ﺍﻫﺒﻄﻮﺍ ﻣﺼﺮ‪‬ﺍ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺒﻮﻩ ﰲ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳋﻄﺄ ﰲ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺴﺎﺟﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻼﻝ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﺛﻨﺎ ﺷﺒﺎﺑﺔ، ﺛﻨﺎ ﻭﺭﻗﺎﺀ، ﻋﻦ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﳛﺠﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﺰﻭﺩﻭﻥ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﳓﻦ ﻣﺘﻮﻛﻠﻮﻥ ﻓﻴﺤﺠﻮﻥ ﻓﻴﺄﺗﻮﻥ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻓﻴﺴﺄﻟﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:‬ ‫﴿ﻭﺗﺰﻭﺩﻭﺍ ﻓﺈﻥ ﺧﲑ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ﴾)١( ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٧٩١[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻌﻤﺮ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻧﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﻣ‪‬ﻨﺪ‪‬ﻩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﱪﺩﳚﻲ،‬ ‫ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻷﺯﻫﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﺳﺒﺎﻁ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ، ﻗﺎﻝ ﺳﺄﻟﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻛﺜﲑ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﱐ، ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﺰﻭﺩﻭﻥ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻌﻠﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﳋﻔﺎﻑ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺳﺄﻟﺘﲏ ﻋﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻭﱂ ﺗﺴﺄﻟﲏ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻓﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﺰﻫﺪ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﺄﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺟﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻼﻝ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﳌﻔﺎﺯﺓ ﺑﻐﲑ ﺯﺍﺩ ﻓﺄﻧﻜﺮﻩ ﺇﻧﻜﺎﺭ‪‬ﺍ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ ﻭﻗﺎﻝ: ﹸﻑ ﹸﻑ ﻻ ﻻ، ﻭﻣﺪ ﻬﺑﺎ ﺻﻮﺗﻪ،‬ ‫ﺃ ‪‬ﺃ ‪‬‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳊﺞ )٣٢٥١(.‬
  • 386. ‫-٣٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﻻ ﺑﺰﺍﺩ ﻭﺭﻓﻘﺎﺀ ﻗﺎﻓﻠﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻭﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺟﻞ ﻳﺮﻳﺪ‬ ‫ﺳﻔﺮ‪‬ﺍ ﺃﳝﺎ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻚ ﳛﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺯﺍﺩ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﻳﺘﻮﻛﻞ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﳛﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺯﺍﺩ‪‬ﺍ‬ ‫ﻭﻳﺘﻮﻛﻞ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺘﺸﺮﻑ ﻟﻠﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﺃﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﺣﺪﺛﻬﻢ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺳﺄﻝ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﳜﺮﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻣﺘﻮﻛﻼ ﻻ ﳛﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻳﻌﺠﺒﲏ، ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﺄﻛﻞ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﺘﻮﻛﻞ ﻓﻴﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﺫﺍ ﱂ ﻳﻌﻄﻮﻩ ﺃﻟﻴﺲ ﻳﺘﺸﺮﻑ ﳍﻢ ﺣﱴ ﻳﻌﻄﻮﻩ؟ ﻻ‬ ‫ﻳﻌﺠﺒﲏ ﻫﺬﺍ. ﱂ ﻳﺒﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻤﺴﺎﺭ، ﺃﻥ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻣﺸﻴﺶ‬ ‫ﺣﺪﺛﻬﻢ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺳﺄﻟﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺞ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ. ﺍﻋﻤﻞ ﻭﺍﺣﺘﺮﻑ.‬ ‫)ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻨﱯ ﺯﻭﺩ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ( ﻓﻘﺎﻝ: ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻭﳛﺠﻮﻥ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ ﻫﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﳋﻄﺄ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺄ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳋﻼﻝ: ﻭﺃﺧﱪﱐ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺷﻬﺪﺕ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﺟﺎﺀﻩ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻣﻌﻲ‬ ‫ﺩﺭﻫﻢ ﺃﺣﺞ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﲪﺪ: ﺍﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺥ ﻓﺎﺷﺘﺮ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ﺣﺒ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﺍﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻚ ﺣﱴ ﻳﺼﲑ ﻋﻨﺪﻙ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ ﻓﺤﺞ. ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻯ‬ ‫ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺭﻏﺐ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﺎﻳﺸﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﺎ ﻣﺘﻮﻛﻞ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻭﺣﺪﻙ ﺃﻭ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺬﺑﺖ ﺇﺫﻥ ﻟﺴﺖ ﲟﺘﻮﻛﻞ، ﻓﺎﺩﺧﻞ ﻭﺣﺪﻙ ﻭﺇﻻ ﻓﺄﻧﺖ‬ ‫ﻣﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﺳﻴﺎﻕ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺃﺳﻔﺎﺭﻫﻢ ﻭﺳﻴﺎﺣﺎ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺸﺮﻉ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬
  • 387. ‫-٤٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻘﺴﻢ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺑﺪﺭ ﺍﳋﻴﺎﻁ ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﲪﺰﺓ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺳﻔﺮﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﺳﲑ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻨﻮﻡ ﰲ ﻋﻴﲏ ﺇﺫ ﻭﻗﻌﺖ ﰲ ﺑﺌﺮ، ﻓﺮﺃﻳﺘﲏ ﻗﺪ ﺣﺼﻠﺖ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻟﺒﻌﺪ ﻣﺮﺗﻘﺎﻫﺎ ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﺇﺫ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺭﺟﻼﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ: ﳒﻮﺯ ﻭﻧﺘﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺑﻠﺔ ﻭﺍﳌﺎﺭﺓ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ: ﻓﻤﺎ ﻧﺼﻨﻊ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﺪﺭﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺃﻧﺎﺩﻳﻬﻤﺎ، ﻓﻨﻮﺩﻳﺖ:‬ ‫ﺗﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﺗﺸﻜﻮ ﺑﻼﺀﻧﺎ ﺇﱃ ﺳﻮﺍﻧﺎ، ﻓﺴﻜﺖ ﻓﻤﻀﻴﺎ، ﰒ ﺭﺟﻌﺎ ﻭﻣﻌﻬﻤﺎ ﺷﻲﺀ ﻓﺠﻌﻼﻩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻏﻄﻮﻫﺎ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﱄ ﻧﻔﺴﻲ: ﺃﻣﻨﺖ ﻃ ‪‬ﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺠﻮﻧ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻓﻤﻜﺜﺖ ﻳﻮﻣﻲ ﻭﻟﻴﻠﱵ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺪ ﻧﺎﺩﺍﱐ ﺷﻲﺀ ﻳﻬﺘﻒ ﰊ ﻭﻻ ﺃﺭﺍﻩ، ﲤﺴﻚ ﰊ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ‬ ‫ﻓﻤﺪﺩﺕ ﻳﺪﻱ ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﺧﺸﻦ ﻓﺘﺴﻤﻜﺖ ﺑﻪ ﻓﻌﻼﻫﺎ ﻭﻃﺮﺣﲏ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺈﺫﺍ‬ ‫ﻫﻮ ﺳﺒﻊ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﳊﻖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ، ﻓﻬﺘﻒ ﰊ ﻫﺎﺗﻒ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﲪﺰﺓ ﺍﺳﺘﻨﻘﺬﻧﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺑﺎﻟﺒﻼﺀ ﻭﻛﻔﻴﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﲣﺎﻑ ﲟﺎ ﲣﺎﻑ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﺍﳊﻤﻴﺪﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺭﺩﺳﺘﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﳌﺨﺮﻣﻲ، ﲰﻌﺖ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﳋﺮﺍﺳﺎﱐ: ﺣﺠﺠﺖ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﻓﺒﻴﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﺸﻲ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻗﻌﺖ ﰲ ﺑﺌﺮ ﻓﻨﺎﺯﻋﺘﲏ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻐﻴﺚ ﻓﻘﻠﺖ: ﻻ ﻭﺍﷲ ﻻ ﺃﺳﺘﻐﻴﺚ ﻓﻤﺎ ﺃﲤﻤﺖ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺎﻃﺮ ﺣﱴ ﻣﺮ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺭﺟﻼﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻟﻶﺧﺮ: ﺗﻌﺎﻝ ﻧﺸﺪ ﺭﺃﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺌﺮ‬ ‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﺄﺗﻮﺍ ﺑﻘﺼﺐ ﻭﺑﺎﺭﻳﺔ ﻓﻬﻤﻬﻤﺖ ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﱃ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻨﻬﻤﺎ،‬ ‫ﻭﺳﻜﺖ ﺣﱴ ﻃﻤﻮﺍ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺸﻲﺀ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭﻭﱠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻪ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﳘﻬﻤﺔ ﻟﻪ: ﺗﻌﻠﻖ ﰊ. ﻓﺘﻌﻠﻘﺖ ﺑﻪ ﻓﺄﺧﺮﺟﲏ، ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺳﺒﻊ ﻓﻬﺘﻒ‬ ‫ﰊ ﻫﺎﺗﻒ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﲪﺰﺓ ﺃﻟﻴﺲ ﺫﺍ ﺣﺴﻦ ﳒﻴﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﻠﻒ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٠٢٣، ١٢٣.‬
  • 388. ‫-٥٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﳛﻜﻲ ﻋﻦ ﺃﰊ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺃﻧﻪ ﳌﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺃﻧﺸﺪ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫)ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬ ‫ﻓﺄﻏﻨﻴﺘﲏ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺸﻒ‬ ‫ﻧ‪‬ﻬﺎﱐ ﺣﻴﺎﺋﻲ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺃﻛﺸﻒ ﺍﳍﻮﻯ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬ﺒﺸﺮﱐ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ﺃﻧـﻚ ﰲ ﺍﻟﻜـﻒ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﺗﺮﺍﺀﻳﺖ ﱄ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ﺣـﱴ ﻛـﺄﻧﲏ‬ ‫ﻭﺗﺆﻧﺴﲏ ﺑﺎﻟﻌﻄﻒ ﻣﻨﻚ ﻭﺑﺎﻟﻠﻄﻒ‬ ‫ﺃﺭﺍﻙ ﻭﰊ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﱵ ﻟﻚ ﻭﺣﺸـﺔ‬ ‫ﻭﺫﺍ ﻋﺠﺐ ﻛﻮﻥ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﻊ ﺍﳊﺘﻒ‬ ‫ﻭﲢﻴﻲ ﳏﺒ‪‬ﺎ ﺃﻧﺖ ﰲ ﺍﳊﺐ ﺣﺘﻔـﻪ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﰲ ﺃﰊ ﲪﺰﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﺒﺌﺮ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ: ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﳋﺮﺍﺳﺎﱐ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺍﻥ ﺍﳉﻨﻴﺪ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺩﻣﺸﻘﻲ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ: ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﻭﺍﲰﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻭﺫﻛﺮﻩ‬ ‫ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰲ »ﺗﺎﺭﳜﻪ« ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ)١(، ﻭﺃﻳﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻓﻬﻮ ﳐﻄﻰﺀ ﰲ ﻓﻌﻠﻪ، ﳐﺎﻟﻒ‬ ‫ﻟﻠﺸﺮﻉ ﺑﺴﻜﻮﺗﻪ، ﻣﻌﲔ ﺑﺼﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺢ ﻭﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﻃﻢ‬ ‫ﺍﻟﺒﺌﺮ، ﻛﻤﺎ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻳﻘﺼﺪ ﻗﺘﻠﻪ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻻ ﺃﺳﺘﻐﻴﺚ ﻛﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻻ ﺁﻛﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻻ ﺃﺷﺮﺏ ﺍﳌﺎﺀ، ﻭﻫﺬﺍ ﺟﻬﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻭﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﰲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﺔ ﻓﻮﺿﻊ‬ ‫ﻟﻶﺩﻣﻲ ﻳﺪ‪‬ﺍ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻬﺑﺎ ﻭﻟﺴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻪ ﻭﻋﻘﻼ ﻳﻬﺪﻳﻪ ﺇﱃ ﺩﻓﻊ ﺍﳌﻀﺎﺭ ﻭﺍﺟﺘﻼﺏ ﺍﳌﺼﺎﱀ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ، ﻓﻤﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﺎ ‪‬ﻠﻖ ﻟﻪ ﻭﺃﺭﺷﺪ‬ ‫ﺧِ ‪‬‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺭﻓﺾ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻋﻄﻞ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ.‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﺟﺎﻫﻞ: ﻓﻜﻴﻒ ﺃﺣﺘﺮﺯ ﻣﻊ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘﺪﺭ؟ ﻗﻠﻨﺎ: ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﳛﺘﺮﺯ ﻣﻊ ﺃﻣﺮ ﺍﳌﻘﺪﺭ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ١٧[، ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺴﺮﺍﻗﺔ: »ﺍﺧﻒ‬ ‫)١( ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ١/١٩٣، ٢٩٣.‬
  • 389. ‫-٦٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻨﺎ«، ﻭﺍﺳﺘﺄﺟﺮ ﺩﻟﻴﻼ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﺃﺧﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﺑﺒﺪﻧﻪ ﻣﻊ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ، ﻭﺑﻘﻠﺒﻪ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﺒﺐ، ﻭﻗﺪ ﺃﺣﻜﻤﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻝ ﺃﰊ ﲪﺰﺓ: ﻓﻨﻮﺩﻳﺖ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﲏ، ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﳉﺎﻫﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮ‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﺎﳉﻬﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ‬ ‫‪‬ﺎﻩ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﻼ ﻧﺎﻓﺮﻩ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﰲ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻭﺗﻌﹼﻘﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﳌﺘﺪﱄ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﲤﺴﻜﻪ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻧﻘﺾ ﳌﺎ ﺍﺩﻋﺎﻩ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻷﻧﻪ ﺃﻱ ﻓﺮﻕ ﺑﲔ ﻗﻮﻟﻪ: ﺃﻧﺎ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭﺑﲔ ﲤﺴﻜﻪ ﲟﺎ ﺗﺪﹼﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﻻ ﺑﻞ ﻫﺬﺍ ﺁﻛﺪ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺁﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻓﻬﻼ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺳﻜﺖ ﺣﱴ ﳛﻤﻞ ﺑﻼ ﺳﺒﺐ. ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺜﻪ ﺍﷲ ﱄ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻌﺜﻪ؟ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﳌﺴﺘﻐﻴﺚ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ؟ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻐﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻌﻤﻼ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﺧﻠﻘﻬﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻴﻨﺘﻔﻊ ﻬﺑﺎ ﻟﻠﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻭﺇﳕﺎ ﺑﺴﻜﻮﺗﻪ ﻋﻄﻞ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﺍﷲ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻪ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻓﺼﺢ ﻟﻮﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﺒﺐ، ﻭﺃﻣﺎ ﲣﻠﻴﺼﻪ ﺑﺎﻷﺳﺪ ﻓﺈﻥ ﺻﺢ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﺜﻠﻪ ﰒ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻠﻄﻒ ﺑﻌﺒﺪﻩ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﻜﺮ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﳌﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮﻉ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ ﺍﳌﻜﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺛﻨﺎ ﺍﳋﻠﺪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻤﲔ: ﻛﻨﺖ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺑﻘﺮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﺑﱪﻳﻘﺎﻥ،‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻨﻘﻄﻊ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﲨﻼ ﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﻭﻣﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻭ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﺗﺘﻨﺎﻫﺶ ﳊﻤﻪ، ﳛﻤﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻛﺄﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﺿﻄﺮﺑﺖ‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﱄ ﻧﻔﺴﻲ: ﲤﻴﻞ ﳝﻴﻨ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﴰﺎﻻ ﻓﺄﺑﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺁﺧﺬ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﺤﻤﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺸﻴﺖ ﺣﱴ ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻛﺄﺣﺪﻫﻢ، ﰒ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻲ ﻷﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﻫﻲ؟ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺮﻭﻉ ﻣﻌﻲ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﺄﺑﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﺑﺮﺡ‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻔﱵ ﻓﻘﻌﺪﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﰒ ﻧﻈﺮﺕ ﺑﻌﺪ ﻗﻌﻮﺩﻱ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺮﻭﻉ ﻣﻌﻲ ﻓﺄﺑﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﺑﺮﺡ‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻔﱵ، ﻓﻮﺿﻌﺖ ﺟﻨﱯ ﻓﻨﻤﺖ ﻣﻀﻄﺠﻌ‪‬ﺎ ﻓﺘ‪‬ﻐ ‪‬ﺎﱐ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳍﻴﺌﺔ‬ ‫ﹶ ﺸ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﰲ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻤﻀﻰ ﰊ ﻭﻗﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻧﺎﺋﻢ، ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ‬ ‫ﻗﺪ ﺗﻔﺮﻗﺖ ﻭﱂ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺟﺪﻩ ﻗﺪ ﺯﺍﻝ ﻓﻘﻤﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳍﻴﺌﺔ‬
  • 390. ‫-٧٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺖ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﰲ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﺴﺒﺎﻉ ﻭﻻ‬ ‫ﳛﻞ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﺴﺒﻊ ﺃﻭ ﳊﻴﺔ ﺑﻞ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﺮ ﳑﺎ ﻳﺆﺫﻳﻪ ﺃﻭ ﻳﻬﻠﻜﻪ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ: ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺑﺄﺭﺽ ﻓﻼ ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ«)١(.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ »ﻓِﺮ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺬﻭﻡ ﻓﺮﺍﺭﻙ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺪ«)٢(.‬ ‫ﻭﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﲝﺎﺋﻂ ﻣﺎﺋﻞ ﻓﺄﺳﺮﻉ)٣(.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﻃﺒﻌﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﱰﻋﺞ، ﻭﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﺳﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﳌﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﳊﻴﺔ ﺧﺎﻑ ﻭﻭﱃ ﻣﺪﺑﺮ‪‬ﺍ، ﻓﺈﻥ ﺻﺢ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻷﻥ‬ ‫ﻃﺒﺎﻉ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ، ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺃﺧﺎﻑ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺑﻄﺒﻌﻲ، ﻛﺬﺑﻨﺎﻩ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻻ‬ ‫ﺃﺷﺘﻬﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻦ.‬ ‫ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻗﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﱴ ﻧﺎﻡ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﺳﺘﺴﻼﻣ‪‬ﺎ ﻟﻠﻬﻼﻙ ﻟﻈﻨﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﺧﻄﺄ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻣﺎ ‪‬ﻲ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻣﺎ ﳜﺎﻑ ﺷﺮﻩ. ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻭﺷﺒﻌﺖ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﻞ، ﻭﺍﻟﺴﺒﻊ ﺇﺫﺍ ﺷﺒﻊ ﻻ ﻳﻔﺘﺮﺱ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺨﺸﱯ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻠﻘﻴﺘﻪ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﻓﻨﻬﺸﺘﻪ ﻓﻤﺎﺕ.‬ ‫ﰒ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻄﻒ ﺑﻪ ﻭﳒﺎﻩ ﲝﺴﻦ ﻇﻨﻪ ﻓﻴﻪ. ﻏﲑ ﺃﻧﺎ ﻧﺒﲔ ﺧﻄﺄ ﻓﻌﻠﻪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٩٢٧٥، ٠٣٧٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٩١٢٢/٨٩،‬ ‫٠٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٧٠٧٥(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٣٤٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٦٥٣، ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﰱ ﻣﺴﻨﺪﻩ ١١/١٩٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ،‬ ‫ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٢/٨١٣ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺭﻭﺍﻩ ﺃﲪﺪ ﻭﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ« ﻗﻠﺖ:‬ ‫ﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ.‬
  • 391. ‫-٨٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻠﻌﺎﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﲰﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻇﻦ ﺃ‪‬ﺎ ﻋﺰﳝﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻳﻘﲔ ﻗﻮﻱ ﻭﺭﲟﺎ ﻓﻀﻞ ﺣﺎﻟﺘﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﺫ ﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺇﺫ ﻣﺮ ﲜﺪﺍﺭ ﻣﺎﺋﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻬﺮﻭﻝ، ﻭﻋﻠﻰ ﻟﺒﺴﻪ ﺍﻟﺪﺭﻉ ﰲ ﻏﺰﻭﺍﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻗﺖ ﺍﳊﺮﺏ، ﺣﱴ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ‬ ‫ﰲ ﻏﺰﻭﺓ ﺍﳋﻨﺪﻕ: »ﻟﻴﺲ ﻟﻨﱯ ﺃﻥ ﻳﻠﺒﺲ ﻻﻣﺔ ﺣﺮﺑﻪ ﰒ ﻳﱰﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻗﺘﺎﻝ«)١(.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺇﺫ ﺳﺪ ﺧﺮﻭﻕ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﺍﺗﻘﺎﺀ ﺃﺫﻯ ﺍﳊﻴﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻫﻴﻬﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻮ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ﲟﺎ ﳜﺎﻳﻞ‬ ‫ﻟﻪ ﻇﻨﻪ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﳉﱪﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﺆﻣﻼ ﺍﳌﻐﺎﺭﰊ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺻﺤﺐ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻤﲔ ﻓﺴﺎﻓﺮﺕ ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺗﻜﺮﻳﺖ ﻭﺍﳌﻮﺻﻞ ﻓﺒ‪‬ﻴﻨ‪‬ﺎ ﳓﻦ ﰲ ﺑﺮﻳﺔ ﻧﺴﲑ ﺇﺫ ﺯﺃﺭ ﺍﻟﺴﺒﻊ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﺎ ﻓﺠﺰﻋﺖ ﻭﺗﻐﲑﺕ ﻭﻇﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ﻭﳘﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﺑﺎﺩﺭ ﻓﺄﻓﺮ ﻓﻀﺒﻄﲏ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﺆﻣﻞ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻫﻬﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﳉﺎﻣﻊ)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻻ ﺃﺷﻚ ﰲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﺛﺮﻩ ﰲ ﺍﳌﺘﻮﻛﻞ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻃﻪ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻠﺴﺒﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳚﻮﺯ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭ، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳋﻮﺍﺹ: ﺣﺪﺛﲏ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ، ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻗﻴﻞ ﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ: ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﺍﻙ ﻣﻊ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ؟ ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﰲ ﺳﻴﺎﺣﺔ، ﻓﻨﻤﻨﺎ‬ ‫ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻓﻴﻪ ﺳﺒﺎﻉ، ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﱄ ﺭﺁﱐ ﱂ ﺃﱎ ﻃﺮﺩﱐ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻻ ﺗﺼﺤﺒﲏ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ.‬ ‫ﹼ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﻣﻌﻠﻘﺎ ٣١/٥١٣، ﻭﻭﺻﻠﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/١٥٣،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ )٩٥١٢(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٦/٧٠١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٢( ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٥/٨٤٣، ٩٤٣.‬
  • 392. ‫-٩٨٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺪﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﺫ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﲑ ﻣﺎ ﻃﺒﻊ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭﻻ ﰲ ﻭﺳﻌﻪ، ﻭﻻ ﻳﻄﺎﻟﺒﻪ ﲟﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻣﺎ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﺣﲔ ﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺔ، ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻣﺒﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﻞ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳋﻠﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺣﺴﻨ‪‬ﺎ ﺃﺧﺎ ﺳﻨﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺳﻠﻚ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﻓﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ﰲ ﺭﺟﻠﻲ ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ ﻓﻴﻤﻨﻌﲏ ﻣﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﺟﻠﻲ ﻓﺄﺩﻟﻚ ﺭﺟﻠﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﻣﺸﻲ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﻧﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺟﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﺣﺠﺔ ﺣﺎﻓﻴ‪‬ﺎ ﻣﻜﺸﻮﻑ ﺍﻟﺮﺃﺱ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺩﺧﻞ ﰲ ﺭﺟﻠﻪ ﺷﻮﻙ ﳝﺴﺢ ﺭﺟﻠﻪ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﳝﺸﻲ ﻭﻻ ﻳﺘﻄﺎﻃﻰ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ‬ ‫ﺗﻮﻛﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﳉﻬﻞ ﺑﺄﻫﻠﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺣﺎﻓﻴ‪‬ﺎ ﻷﻧﻪ ﻳﺆﺫﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﺫﻯ، ﻭﻻ ﻣﻜﺸﻮﻑ ﺍﻟﺮﺃﺱ،‬ ‫ﻭﺃﻱ ﻗﺮﺑﺔ ﲢﺼﻞ ﻬﺑﺬﺍ، ﻭﻟﻮﻻ ﻭﺟﻮﺏ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻜﺸﻔﻪ‬ ‫ﻣﻌﲎ، ﻓﻤﻦ ﺫﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻻ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﺸﻮﻙ ﻣﻦ ﺭﺟﻠﻪ ﻭﺃﻱ ﻃﺎﻋﺔ ﺗﻘﻊ ﻬﺑﺬﺍ؟ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺭﺟﻠﻪ‬ ‫ﺍﻧﺘﻔﺨﺖ ﲟﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﻙ ﻭﻫﻠﻚ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻋﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻫﻞ ﺩﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﺑﺎﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﺩﻓﻊ ﺷﺮ ﺍﻟﺸﻮﻙ، ﻓﻬﻼ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﺎﻹﺧﺮﺍﺝ.‬ ‫ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﻷ‪‬ﻤﺎ ﻳﻘﻀﻴﺎﻥ ﲜﻠﺐ ﺍﳌﻨﺎﻓﻊ‬ ‫ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﳌﻀﺎﺭ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﺟﺎﺯ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﳌﻦ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﺿﺮﺭ ﰲ ﺇﺣﺮﺍﻣﻪ ﺃﻥ ﳜﺮﻕ‬ ‫ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ﻭﻳﻠﺒﺲ ﻭﻳﻐﻄﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻳﻔﺪﻱ، ﻭﻟﻘﺪ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﱐ ﻷﺗﺒﲔ ﻋﻘﻞ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺄﻥ ﻳﺪﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﳝﺸﻲ ﰲ ﺍﻟﻈﻞ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬
  • 393. ‫-٠٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﻣﻴﺴﻴﲏ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﺖ ﰲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﺴﻦ ﰲ‬ ‫ﻭﺳﻄﻲ ﻧﺼﻒ ﺟﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻲ ﻧﺼﻒ ﺟﻞ ﻓﺮﻣﺪﺕ ﻋﻴﲏ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻣﺴﺢ‬ ‫ﺩﻣﻮﻋﻲ ﺑﺎﳉﻞ ﻓﺄﻗﺮﺡ ﺍﳉﻞ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻓﻜﺎﻥ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻓﻤﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﻗﻮﺓ‬ ‫ﺳﺮﻭﺭﻱ ﲝﺎﱄ ﱂ ﺃﻓﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻋﻴﲏ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺠﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺃﺛﺮﺕ ﰲ ﺑﺪﱐ ﻗﺒﻠﺖ ﻳﺪﻱ ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﲏ ﺳﺮﻭﺭ‪‬ﺍ ﻣﲏ ﺑﺎﻟﺒﻼﺀ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﻤﺮﺍﻥ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﺮﻗﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺫﻫﺎﺏ ﺑﺼﺮﻱ ﺃﱐ ﺧﺮﺟﺖ ﰲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻜﺔ،‬ ‫ﻭﰲ ﻭﺳﻄﻲ ﻧﺼﻒ ﺟﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺳﻄﻲ ﻧﺼﻒ ﺟﻞ، ﻓﺮﻣﺪﺕ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﻴﲏ ﻓﻤﺴﺤﺖ‬ ‫ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺑﺎﳉﻞ ﻓﻘﺮﺡ ﺍﳌﻜﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﺗﺴﻴﻼﻥ ﻣﻦ ﻋﻴﲏ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻠﺖ ﻷﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻔﺮﺩ ﻋﲔ: ﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﺫﻫﺎﺏ‬ ‫ﻋﻴﻨﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺁﻛﻞ ﻷﻫﻞ‬ ‫ﺍﳌﻨﺎﺯﻝ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺗﻮﺭﻋ‪‬ﺎ، ﻓﺴﺎﻟﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﻴﲏ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﻉ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺇﺫﺍ ﲰﻊ ﻣﺒﺘﺪﻯﺀ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻇﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﳎﺎﻫﺪﺍﺕ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﲨﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻔﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﻓﺘﺨﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻨﻮﻧ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ:‬ ‫ﺧﺮﻭﺟﻪ ﰲ ﺗﻨﺼﻴﻒ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ، ﻭﻣﺸﻴﻪ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ ﻭﻻ ﺭﺍﺣﻠﺔ، ﻭﻟﺒﺎﺳﻪ ﺍﳉﻞ، ﻭﻣﺴﺢ‬ ‫ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﻪ، ﻭﻇﻨﻪ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﺮﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﲟﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﺷﺮﻋﻪ‬ ‫ﻻ ﲟﺎ ‪‬ﻰ ﻭﻛﻒ ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﻓﻠﻮ ﺃﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺿﺮﺏ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻌﺼﺎ ﻷ‪‬ﺎ ﻋﺼﺖ، ﺃﺗﻘﺮﺏ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﷲ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٤٤٣.‬
  • 394. ‫-١٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺻﻴ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﺳﺮﻭﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻬﺑﺬﺍ ﺧﻄﺄ ﻗﺒﻴﺢ، ﻷﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﺎﻟﺒﻼﺀ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻐﲑ ﺗﺴﺒﺐ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻠﻮ ﺃﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻛﺴﺮ ﺭﺟﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﰒ ﻓﺮﺡ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﳌﺼﻴﺒﺔ ﻛﺎﻥ ‪‬ﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﳊﻤﺎﻗﺔ، ﰒ ﺗﺮﻛﻪ‬ ‫ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻗﺖ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺭ ﻭﲪﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺷﺪﺓ ﺍ‪‬ﺎﻋﺔ ﺣﱴ ﺳﺎﻟﺖ ﻋﻨﻴﻪ، ﰒ ﻳﺴﻤﻲ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺗﻮﺭﻋ‪‬ﺎ، ﲪﺎﻗﺎﺕ ﺯﻫﺎﺩ، ﺃﻛﱪﻫﺎ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺮﻗﻲ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻣﻄﺮﻑ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺯﻥ، ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺟﺎﻉ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺄﻝ ﺣﱴ ﻣﺎﺕ ﺩﺧﻞ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺭ)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻨﻪ. ﻭﻭﺟﻬﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ‬ ‫ﺟﻌﻞ ﻟﻠﺠﺎﺋﻊ ﻣﻜﻨﺔ ﺍﻟﺘﺴﺒﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺪﻡ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻠﻪ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ‬ ‫ﻛﺴﺐ ﻣﺜﻠﻪ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻝ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺮﻛﻪ ﻓﻘﺪ ﻓﺮﻁ ﰲ ﺣﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻭﺩﻳﻌﺔ ﻋﻨﺪﻩ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﰲ ﺫﻫﺎﺏ ﻋﲔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻇﺮﻑ ﳑﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ، ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﻟﻘﻼﹶﻧﺴﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺫﺑﺎﺭﻱ ﳛﻜﻰ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﱠﺎﻕ ﻗﺎﻝ: ﺍﺳﺘﻀﻔﺖ ﺣﻴ‪‬ﺎ‬ ‫‪‬ﻗ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺣﺴﻨﺎﺀ. ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﻘﻠﻌﺖ ﻋﻴﲏ ﺍﻟﱵ ﻧﻈﺮﺕ ﻬﺑﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻗﻠﺖ: ﻣﺜﻠﻚ ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﷲ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺟﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ‬ ‫ﻋﻨﻬﺎ، ﻷﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﻌ ‪‬ﺪ ﻓﻼ ﺇﰒ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﺗﻌﻤﺪ ﻓﻘﺪ ﺃﺗﻰ ﺻﻐﲑﺓ، ﻗﺪ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺪﻡ. ﻓﻀﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﻫﻲ ﻗﻠﻊ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻭﱂ ﻳﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻗﻠﻌﻬﺎ‬ ‫)١( ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٦/٦٦.‬
  • 395. ‫-٢٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺮﺑﺔ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﶈﻈﻮﺭ ﻗﺮﺑﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺧﻄﺆﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﲰﻊ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻘﻠﻊ ﻋﻴﻨﻪ، ﻭﺗﻠﻚ ﻣﻊ ﺑﻌﺪ ﺻﺤﺘﻬﺎ،‬ ‫ﺭﲟﺎ ﺟﺎﺯﺕ ﰲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻬﻢ ﻓﺄﻣﺎ ﺷﺮﻳﻌﺘﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺣﺮﻣﺖ ﻫﺬﺍ، ﻭﻛﺄﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﺑﺘﻜﺮﻭﺍ‬ ‫ﺷﺮﻳﻌﺔ ﲰﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﳏﻤﺪ ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ. ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻋﺎﺑﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﱪﱐ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ، ﻏﻼﻡ ﺷﻌﻮﺍﻧﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﺗﲏ ﺷﻌﻮﺍﻧﺔ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﰲ ﺟﲑﺍ‪‬ﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺻﺎﳊﺔ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﺮﺁﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺎﻓﺘﱳ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻭﺗﺒﻌﻬﺎ ﺇﱃ ﺑﺎﺏ ﺩﺍﺭﻫﺎ. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﳌﺮﺃﺓ: ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﲏ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﺘﻨﺖ ﺑﻚ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﺎ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺤﺴﻨﺖ ﻣﲏ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻴﻨﺎﻙ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﺇﱃ ﺩﺍﺭﻫﺎ ﻓﻘﻠﻌﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺇﱃ‬ ‫ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺭﻣﺖ ﻬﺑﻤﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺧﺬﳘﺎ ﻓﻼ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﷲ ﻓﻴﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺎﳉﻬﻠﺔ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﺗﻰ ﺻﻐﲑﺓ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ، ﻭﺃﺗﺖ ﻫﻲ ﺑﻜﺒﲑﺓ، ﰒ ﻇﻨﺖ ﺃ‪‬ﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻃﺎﻋﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃ‪‬ﺎ‬ ‫ﻻ ﺗﻜﻠﻢ ﺭﺟﻼ ﺃﺟﻨﺒﻴ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﺍﳌﺼﺮﻱ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻏﲑﻩ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻟﻘﻴﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﻓﻘﻠﺖ ﳍﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﱄ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﳛﻞ ﻟﻪ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮﺕ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺘﻴﻘﻈﺔ. ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﺮﻭﺣﻲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ،‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ، ﺛﲏ ﺳﻜﺮ،‬ ‫ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺟﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺫﺍ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﻨﺤﻮ ﺃﺭﺽ‬ ‫ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻓﻨﺎﺩﻳﺘﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻭﻣﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻮﻻ ﻧﻘﺺ ﻋﻘﻠﻚ ﻟﺮﻣﻴﺘﻚ ﺑﺸﻲﺀ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳍﻤﺪﺍﱐ، ﺛﲏ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻄ ﱠﺀ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳍﻴﺜﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ‬ ‫ﱠﻼ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳊﺪﺍﺩ: ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻓﺒﻘﻴﺖ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻻ‬ ‫ﺁﻛﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻭﺿﻌﻔﺖ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﻲ ﻓﺒﻘﻴﺖ ﺃﻳﺎﻣ‪‬ﺎ ﺃﺧﺮ ﱂ ﺃﺫﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻋﻠﻰ‬
  • 396. ‫-٣٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺟﻬﻲ ﻭﻏﺸﻲ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻭﻏﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﻻ ﲰﻌﺖ ﺑﻪ، ﻓﺒ‪‬ﻴﻨ‪‬ﺎ ﺃﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﻣﺮ ﰊ ﺭﻛﺐ ﻓﺮﺃﻭﱐ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻓﱰﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺭﺍﺣﻠﺘﻪ ﻓﺤﻠﻖ ﺭﺃﺳﻲ‬ ‫ﻭﳊﻴﱵ ﻭﺷﻖ ﺛﻮﰊ ﻭﺗﺮﻛﲏ ﰲ ﺍﻟﺮﻣﻀﺎﺀ، ﻭﺳﺎﺭ ﻓﻤﺮ ﰊ ﺭﻛﺐ ﺁﺧﺮ ﻓﺤﻤﻠﻮﱐ ﺇﱃ ﺣﻴﻬﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻐﻠﻮﺏ ﻓﻄﺮﺣﻮﱐ ﻧﺎﺣﻴﺔ، ﻓﺠﺎﺀﺗﲏ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ ﻭﺻﺒﺖ ﺍﻟﻞ ﺑﻦ ﰲ‬ ‫ﺣﻠﻘﻲ ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻋﻴﲏ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻗﻠﺖ ﳍﻢ: ﺃﻗﺮﺏ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻳﻦ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺓ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺤﻤﻠﻮﱐ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺮﺍﺓ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻟﻮ ﳛﻜﻰ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﺎﻧﲔ ﺍﳓﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ ﺳﻜﻴﻨ‪‬ﺎ ﻭﺟﻌﻞ ﻳﺸﺮﺡ ﳊﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻨﻮﻥ، ﹶﻟ ‪ ‬ﻕ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺼﺪ‬ ‫ﻫﺬﺍ، ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺣﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻭﲟﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﰒ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻗﺮﺑﺔ، ﻧﺴﺄﻝ‬ ‫ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ،‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺮﳛﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﳋﻮﺍﺹ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺷﺨﺼ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻋﺮﺝ ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺐ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﱪﻳﺔ، ﻓﻨﻬﺎﻩ ﺷﻴﺦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ، ﻓﺄﰉ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ، ﻓﺴﻘﻂ ﻭﱂ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻋﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ. ﻗﻠﺖ:‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﱪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺼﱪ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪ ﻭﺇﻥ ﺃﻃﻴﻖ‬ ‫ﺑﻔﻀﻴﻠﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻧﺎ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟﺪﻱ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳒﻴﺪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳍﺮﻭﻱ ﻣﻊ ﺷﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﱪﻳﺔ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺷﺒﺔ ﺍﻃﺮﺡ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﺋﻖ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻄﺮﺣﺘﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺃﺑﻘﻴﺖ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ،‬ ‫ﻓﺨﻄﺎ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺍﻃﺮﺡ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ، ﻻ ﺗﺸﻐﻞ ﺳﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ‬ ‫ﻭﺩﻓﻌﺘﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻄﺮﺣﻪ ﰒ ﺧﻄﺎ ﺧﻄﻮﺍﺕ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﻃﺮﺡ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ، ﻗﻠﺖ: ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻲ ﺷﻲﺀ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺪ ﺳﺮﻱ ﻣﺸﺘﻐﻞ، ﰒ ﺫﻛﺮﺕ ﺃﻥ ﻣﻌﻲ ﺩﺳﺘﺠﺔ ﺷﺴﻮﻉ)١( ﻓﻘﻠﺖ: ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻲ ﺇﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﺩﺳﺘﺠﺔ: ﺣﺰﻣﺔ ﻭﳓﻮﻫﺎ، ﲡﻤﻊ ﺍﺛﲎ ﻋﺸﺮ ﻓﺮﺩﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﻮﻉ، ﻣﻌﺮﺏ: ﺩﺳﺘﺔ.‬ ‫=‬
  • 397. ‫-٤٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻫﺬﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﻓﻄﺮﺣﻬﺎ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺍﻣﺶ. ﻓﻤﺸﻴﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﺇﱃ ﺷﺴﻊ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺇﻻ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻣﻄﺮﻭﺣ‪‬ﺎ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ، ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺧﻄﺄ، ﻭﺭﻣﻲ ﺍﳌﺎﻝ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ‬ ‫ﳑﻦ ﻳﺮﻣﻲ ﻣﺎ ﳝﻠﻜﻪ، ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻫﻮ؟ ﻭﻫﻞ ﳛﻞ ﻟﻪ ﺃﺧﺬﻩ ﺃﻡ ﻻ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺼﺮﻱ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺮﺍﺯ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻣﺮﺓ ﺑﻐﲑ ﺯﺍﺩ ﻓﺄﺻﺎﺑﺘﲏ ﻓﺎﻗﺔ‬ ‫ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ‪‬ﻌﺪ ﻓﺴﺮﺭﺕ ﺑﻮﺻﻮﱄ، ﰒ ﻓﻜﺮﺕ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺷﻜﻴﺖ ﻭﺃﱐ ﺗﻮﻛﻠﺖ‬ ‫ﺑ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ ﻓﺂﻟﻴﺖ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺇﻻ ﺇﻥ ﲪﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺤﻔﺮﺕ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﰲ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﺣﻔﺮﺓ‬ ‫ﻭﻭﺍﺭﻳﺖ ﺟﺴﺪﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺻﺪﺭﻱ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗ‪‬ﺎ ﰲ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﺎﻟﻴ‪‬ﺎ: ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ‬ ‫ﺇﻥ ﷲ ﻭﻟﻴ‪‬ﺎ ﺣﺒﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﻓﺎﳊﻘﻮﻩ، ﻓﺠﺎﺀ ﲨﺎﻋﺔ ﻓﺄﺧﺮﺟﻮﱐ ﻭﲪﻠﻮﱐ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻟﻘﺪ ﺗﻨﻄﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻌﻪ، ﻓﺄﺭﺍﺩ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﱂ‬ ‫ﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻴﻪ، ﻷﻥ ﻃﺒﻊ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺃﻥ ﻳﻬﺶ ﺇﱃ ﻣﺎ ﳛﺐ، ﻭﻻ ﻟﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺸﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻫﺶ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳌﺎﺀ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﺋﻊ ﺇﺫﺍ ﻫﺶ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺶ ﺇﱃ ﳏﺒﻮﺏ ﻟﻪ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ ﻓﻼﺣﺖ ﻟﻪ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺃﺳﺮﻉ ﺍﻟﺴﲑ ﺣﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﻮﻃﻦ)١(، ﻭﳌﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ‬ ‫ﺗﻠﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺷﻮﻗﹰﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻼﻝ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻌﻦ ﺍﷲ ‪‬ﺘﺒﺔ ﻭﺷﻴ‪‬ﺒﺔ ﺇﺫ ﺃﺧﺮﺟﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ، ﻭﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻋ ‪‬‬ ‫)ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬ ‫=‬ ‫ﺷﺴﻮﻉ: ﺳﲑ ﳝﺴﻚ ﺍﻟﻨﻌﻞ ﺑﺄﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﻘﺪﻡ. ﻭﺷﺴﻊ ﺍﳌﺎﻝ: ﺑﻘﻴﺘﻪ، ﻳﻘﺎﻝ: ﺷﺴﻊ ﺍﳌﺎﻝ: ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﻪ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻤﺮﺓ )٢٠٨١( ﻭﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ )٦٨٨١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ.‬
  • 398. ‫-٥٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫)١(‬ ‫ﺑﻮﺍﺩٍ ﻭﺣﻮﱄ ﺇﺫﺧ ‪ ‬ﻭﺟﻠﻴـﻞ‬ ‫ﹾ ِﺮ‬ ‫ﺃﻻ ﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﻫﻞ ﺃﺑﻴﱳ ﻟﻴﻠـﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻫﻞ ﺗﺒﺪﻭﻥ ﱄ ﺷﺎﻣﺔ ﻭﻃﻔﻴـﻞ‬ ‫ﻭﻫﻞ ﺃﺭﺩﺕ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻴـﺎﻩ ﳎﻨـﺔ‬ ‫ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻐﲑ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ. ﰒ ﺣ‪‬ﺒ ‪‬ﻪ ﻧﻔﺴ‪‬ﻪ ﻋﻦ‬ ‫‪‬ﺴ‬ ‫ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻗﺒﻴﺢ، ﻭﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ؟ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﳏﺾ ﺟﻬﻞ.‬ ‫‪ٍ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﺍﳋﲑ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ‬ ‫ﻓﺒﺴﻄﲏ ﲟﺤﺎﺩﺛﺘﻪ ﱄ ﺑﺬﻛﺮ ﺑﺎﺩﻳﺘﻪ، ﺇﱃ ﺃﻥ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻗﻄﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺪ ﺟﻨﺖ‬ ‫ﻓﻘﻄﻌﺖ.‬ ‫ﰒ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺑﻪ ﻣﻊ ﲨﺎﻋﺔ ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺣﱴ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ‬ ‫ﻓﺄﻗﻤﺖ ﻬﺑﺎ ﺍﺛﻨﱵ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﻭﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺑﻨﻴﺖ ﻬﺑﺎ ﻛﻮﺧ‪‬ﺎ، ﻓﻜﻨﺖ ﺃﺟﻲﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻟﻴﻞ ﺇﱃ ﻟﻴﻞ‬ ‫ﻭﺃﻓﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻀﻪ ﺍﳌﺮﺍﺑﻄﻮﻥ ﻭﺃﺯﺍﺣﻢ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻔﺮ، ﻭﺁﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟ‪‬ﺒﺮﺩﻱ ﰲ‬ ‫‪ ِ‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ، ﻓﻨﻮﺩﻳﺖ ﰲ ﺳﺮﻱ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳋﲑ ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﺍﳋﻠﻖ ﰲ ﺃﻗﻮﺍ‪‬ﻢ ﻭﺗﺸﲑ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﺃﻧﺖ ﰲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺟﺎﻟﺲ. ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﳍﻲ ﻭﺳﻴﺪﻱ ﻭﻋﺰﺗﻚ ﻻ ﻣﺪﺩﺕ ﻳﺪﻱ ﺇﱃ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﳑﺎ ﺗﻨﺒﺘﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﱴ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﻮﺻﻞ ﺇﱄ ﺭﺯﻗﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﻓﻴﻪ، ﻓﺄﻗﻤﺖ ﺍﺛﲏ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﺻﻠﻲ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻭﺃﺗﻨﻔﻞ ﰒ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﻓﺄﻗﻤﺖ ﺍﺛﲏ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﺻﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﰒ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺄﻗﻤﺖ ﺍﺛﲏ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﺻﻠﻲ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻻ ﻏﲑ، ﰒ‬ ‫ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻓﺄﻗﻤﺖ ﺍﺛﲏ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﺻﻠﻲ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﻻ ﻏﲑ، ﰒ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺍﳉﻠﻮﺱ،‬ ‫ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﻃﺮﺣﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺫﻫﺐ ﻓﺮﺿﻲ ﻓﻠﺠﺄﺕ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺑﺴ ‪‬ﻱ. ﻭﻗﻠﺖ: ﺇﳍﻲ ﻭﺳﻴﺪﻱ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫ﺍﻓﺘﺮﺿﺖ ﻋﻠﻲ ﻓﺮﺿ‪‬ﺎ ﺗﺴﺄﻟﲏ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺴﻤﺖ ﱄ ﺭﺯﻗﹰﺎ ﻭﺿﻤﻨﺘﻪ ﱄ ﻓﺘﻔﻀﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﺮﺯﻗﻲ ﻭﻻ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﺆﺍﺧﺬﱐ ﲟﺎ ﻋﻘﺪﺗﻪ ﻣﻌﻚ، ﻓﻮﻋﺰﺗﻚ ﻷﺟﺘﻬﺪﻥ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺣﻠﻞ ﻋﻘﺪ‪‬ﺍ ﻋﻘﺪﺗﻪ ﻣﻌﻚ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﲔ‬ ‫ﻳﺪﻱ ﹸﺮﺻﺎﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺷﻲﺀ ﻓﻜﻨﺖ ﺃﺟﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﰒ ﻃﻮﻟﺒﺖ ﺑﺎﳌﺴﲑ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺜﻐﺮ ﻓﺴﺮﺕ ﺣﱴ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻔﺮ‪‬ﻣﺎ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻗﺎ ‪‬ﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻗﺼﺔ ﺯﻛﺮﻳﺎ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﹶ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ )٩٨٨١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
  • 399. ‫-٦٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﳌﻨﺸﺎﺭ ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻭﺣﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﲔ ﻧﺸﺮ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺻﻌﺪﺕ ﺇﱄ ﻣﻨﻚ ﺃ‪‬ﻧﺔ ﻷﳏﻮ‪‬ﻚ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻓﺼﱪ ﺣﱴ ﻗﻄﻊ ﺷﻄﺮﻳﻦ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺻ‪‬ﺎﺭ‪‬ﺍ. ﺇﳍﻲ ﻭﺳﻴﺪﻱ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻟﺌﻦ ﺍﺑﺘﻠﻴﺘﲏ ﻷﺻﱪﻥ.‬ ‫ﻭﺳﺮﺕ ﺣﱴ ﺩﺧﻠﺖ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻓﺮﺁﱐ ﺑﻌﺾ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﱐ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺜﻐﺮ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﱄ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺳﻴﻔﹰﺎ ﻭﺗﺮﺳ‪‬ﺎ ﻭﺣﺮﺑﺔ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﺍﻟﺜﻐﺮ، ﻭﻛﻨﺖ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﺣﺘﺸﻢ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﺃﺗﻮﺍﺭﻯ ﻭﺭﺍﺀ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺧﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ، ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻣﻘﺎﻣﻲ ﰲ ﻏﺎﺑﺔ ﺃﻛﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺇﱃ‬ ‫ﺷﺎﻃﻰﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﺄﻏﺮﺯ ﺍﳊﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻭﺃﺳﻨﺪ ﺍﻟﺘﺮﺱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﳏﺮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻭﺃﺗﻘﻠﺪ ﺳﻴﻔﻲ ﻭﺃﺻﻠﻲ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺪﺍﺓ، ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻠﻴﺖ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻏﺪﻭﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ، ﻓﻜﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ‪‬ﺎﺭﻱ ﺃﲨﻊ.‬ ‫ﻓﺒﺪﻭﺕ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻌﺜﺮﺕ ﺑﺸﺠﺮﺓ ﻓﺎﺳﺘﺤﺴﻨﺖ ﲦﺮﻫﺎ ﻭﻧﺴﻴﺖ ﻋﻘﺪﻱ ﻣﻊ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﻗﺴﻤﻲ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻣﺪ ﻳﺪﻱ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ ﳑﺎ ﺗﻨﺒﺖ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻤﺪﺩﺕ ﻳﺪﻱ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﺍﻟﺜﻤﺮﺓ، ﻓﺒ‪‬ﻴﻨ‪‬ﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﻀﻐﻬﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻓﺮﻣﻴﺖ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﰲ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻭﻳﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﺪﺍﺭ ﰊ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﱄ: ﻗﻢ؛ ﻓﺄﺧﺮﺟﻮﱐ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻣﲑ ﻭﺣﻮﻟﻪ ﺧﻴﻞ ﻭﺭﺟﺎﻟﺔ‬ ‫ﻭﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﲨﺎﻋﺔ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻄﻌﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬﻫﻢ، ﻭﺍﻓﺘﺮﻗﺖ ﺍﳋﻴﻞ ﰲ ﻃﻠﺐ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻮﺟﺪﻭﱐ ﺃﺳﻮﺩ ﻣﻌﻲ ﺳﻴﻒ ﻭﺗﺮﺱ ﻭﺣﺮﺑﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﲑ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺇﻳﺶ ﺃﻧﺖ‪‬؟ ﻗﻠﺖ: ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ: ﺗﻌﺮﻓﻮﻧﻪ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻞ ﻫﻮ‬ ‫ﺭﺋﻴﺴﻜﻢ ﻭﺇﳕﺎ ﺗﻔﺪﻭﻧﻪ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ، ﻷﻗﻄﻌﻦ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ ﻭﺃﺭﺟﻠﻜﻢ، ﻓﻘﺪﻣﻮﻫﻢ ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻳﻘﺪﻡ‬ ‫ﺭﺟﻼ ﺭﺟﻼ ﻭﻳﻘﻄﻊ ﻳﺪﻩ ﻭﺭﺟﻠﻪ ﺣﱴ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇ ﱠ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺗﻘﺪﻡ ﻣ ‪ ‬ﻳﺪﻳﻚ ﻓﻤﺪﺩ‪‬ﺎ ﻓﻘﻄﻌﺖ،‬ ‫‪‬ﺪ‬ ‫ﱄ‬ ‫ﹰ ﹰ‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻣﺪ ﺭﺟﻠﻚ ﻓﻤﺪﺩ‪‬ﺎ ﻭﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻗﻠﺖ: ﺇﳍﻲ ﻭﺳﻴﺪﻱ ﻳﺪﻱ ﺟ‪‬ﻨﺖ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺭﺟﻠﻲ ﺇﻳﺶ ﻋﻤﻠﺖ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻔﺎﺭﺱ ﻗﺪ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻠﻘﺔ ﻭﺭﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺻﺎﺡ‬ ‫ﺇﻳﺶ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﱪﺍﺀ، ﻫﺬﺍ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﱀ ‪‬ﻳﻌﺮ‪‬ﻑ ﺑﺄﰊ ﺍﳋﲑ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺮﻣﻰ ﺍﻷﻣﲑ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺪﻱ ﺍﳌﻘﻄﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻗ‪‬ﻠﻬﺎ ﻭﺗﻌﱠﻖ ﰊ ﻳﻘﺒﻞ ﺻﺪﺭﻱ ﻭﻳﺒﻜﻲ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺏ ﺍﷲ ﺃﻥ ﲡﻌﻠﲏ ﰲ ﺣ ﱟ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻗﺪ ﺟﻌﻠﺘﻚ ﰲ ﺣﻞ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ‬ ‫ِﻞ‬ ‫ﻗﻄﻌﺘﻬﺎ، ﻫﺬﻩ ﻳﺪ ﻗﺪ ﺟﻨﺖ ﻓﻘﻄﻌﺖ.‬
  • 400. ‫-٧٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺭﲪﻜﻢ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺻﻨﻊ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﲑ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻠﻢ ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻹﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺩ ﻭﺍﻟ ‪‬ﻫﺎﺩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻞ.‬ ‫‪‬ﺒ ﺰ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟ ‪‬ﻳ‪‬ﻨﻮ‪‬ﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺣﺪﻳﻖ ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻠﻨﺎ ﺍﳌ ‪‬ﻴﺼ‪‬ﺔ ﻣﻊ ﺣﺎﰎ ﺍﻷﺻﻢ ﻓﻌﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﻻ ﺣﱴ ﻳﻔﺘﺢ‬ ‫ِﺼ‬ ‫ﻓﻤﻪ ﻭﻳﻮﺿﻊ ﰲ ﻓﻴﻪ ﻭﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﺄﻛﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ.‬ ‫ﻭﺟﻠﺲ ﻓﺄﻗﺎﻡ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻮﺿﻊ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻳﺆﻛﻞ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻞ ﻓﻠﻢ ﳚﺒﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺛﻼﺛﹰﺎ، ﻓﻠﻢ ﳚﺒﻪ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﹸﹾ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﳎﻨﻮﻥ، ﻓﺄﺻﻠﺢ ﻟﻘﻤﺔ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻬﺑﺎ ﺇﱃ ﻓﻤﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﻓﻤﻪ، ﻭﱂ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻣﻔﺘﺎﺣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻞ، ﻭﻓﺘﺢ ﻓﻤﻪ ﺑﺎﳌﻔﺘﺎﺡ ﻭﺩﺱ ﺍﻟﻠﻘﻤﺔ ﰲ ﻓﻤﻪ ﻓﺄﻛﻞ ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺃﺣﺒﺒﺖ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻌﻚ ﺍﷲ ﺑﻪ ﻓﺄﻃﻌﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈﺴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﻼﻝ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﺛﲏ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻗﺎﻝ: ﺻﺤﺒﺖ‬ ‫ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻧﺎ ﻭﲨﺎﻋﺔ ﰲ ﺳﻔﺮ، ﻓﺠﺮﻯ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﺍﻷﺭﺯﺍﻕ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﻴﻘﲔ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻗﻮﺗﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻋﻠﻲ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻭﺣﻠﻒ ﻋﻠﻲ ﺃﳝﺎﻧ‪‬ﺎ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻻ ﺫﻗﺖ ﻣﺄﻛﻮﻻ ﺃﻭ ﻳﺒﻌﺚ‬ ‫ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﻲ‬ ‫ﱄ ﲜﺎﻡ)١( ﻓﺎﻟﻮﺫﺝ ﺣﺎﺭ ﻻ ﺁﻛﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﳛﻠﻒ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﻨﺎ ﳕﺸﻲ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ،‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻚ ﻏﲑ ﺟﺎﻫﺪ ﻭﻣﺸﻰ ﻭﻣﺸﻴﻨﺎ، ﻓﺎﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﻭﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﻭﻟﻴﻠﺘﺎﻥ ﱂ ﻳﻄﻌﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﻔﺎﺭﻗﺘﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻏﲑﻱ، ﻓﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ‬ ‫ﻣﺴﺘﺴﻠﻤ‪‬ﺎ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﺿﻌﻔﹰﺎ.ﻓﺄﻗﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬ ‫ﻭﻛﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺘﻠﻒ، ﺇﺫﺍ ﺑﺒﺎﺏ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻗﺪ ﻓﺘﺢ ﻭﺇﺫﺍ ﲜﺎﺭﻳﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻣﻌﻬﺎ ﻃﺒﻖ ﻣﻐ ﱠﻰ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺭﺃﺗﻨﺎ ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻧﺘﻢ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻏﺮﺑﺎﺀ، ﻓﻜﺸﻔﺖ ﺍﻟﻄﺒﻖ ﻭﺇﺫﺍ ﲜﺎﻡ‬ ‫)١( ﺍﳉﺎﻡ: ﺇﻧﺎﺀ ﻟﻠﺸﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ ﺃﻭ ﳓﻮﻫﺎ، ﻭﻗﺪ ﻏﻠﺐ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﰱ ﻗﺪﺡ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ.‬
  • 401. ‫-٨٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺎﻟﻮﺫﺝ ﻳﻔﻮﺭ ﳊﺮﺍﺭﺗﻪ، ﻓﻘﺪﻣﺖ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻄﺒﻖ ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﻛﻠﻮﺍ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻛﻞﹾ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺃﻓﻌﻞ،‬ ‫ﻓﺮﻓﻌﺖ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﻳﺪﻫﺎ ﻓﺼﻔﻌﺘﻪ ﺻﻔﻌﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﻭﺍﷲ ﻟﺌﻦ ﱂ ﺗﺄﻛﻞ ﻷﺻﻔﻌﻨﻚ ﻫﻜﺬﺍ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻞ ﻣﻌﻲ، ﻓﺄﻛﻠﻨﺎ ﺣﱴ ﻓﹶﺮﻍ ﺍﳉﺎﻡ، ﻭﳘﺖ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﺑﺎﻹﻧﺼﺮﺍﻑ،‬ ‫ﹾ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻠﺠﺎﺭﻳﺔ: ﻣﺎ ﺧﱪﻙ ﻭﺧﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻡ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺃﻧﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻭﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﺣﺎﺩ، ﻃﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﺎﻟﻮﺫﺝ‬ ‫ﻓﻘﻤﻨﺎ ﻧﺼﻠﺤﻪ ﻟﻪ، ﻓﻄﺎﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﺳﺘﻌﺠﻠﻨﺎ ﻓﻘﻠﻨﺎ: ﻧﻌﻢ ﻓﻌﺎﺩ ﻓﺎﺳﺘﻌﺠﻞ، ﻓﻘﻠﻨﺎ: ﻧﻌﻢ،‬ ‫ﻓﺤﻠﻒ ﺑﺎﻟﻄﻼﻕ ﻻ ﺃﻛﻠﻪ ﻫﻮ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﳑﻦ ﻫﻮ ﰲ ﺩﺍﺭﻩ، ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ، ﻓﺨﺮﺟﻨﺎ ﻧﻄﻠﺐ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﺭﺟﻼ ﻏﺮﻳﺒ‪‬ﺎ ﻓﻠﻢ ﳒﺪ، ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻴﻨﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺇﻟﻴﻜﻢ، ﻭﻟﻮ ﱂ ﻳﺄﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻘﺘﻠﺘﻪ ﺿﺮﺑ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻟﺌﻼ ‪‬ﺗﻄﱠﻖ ﺳﻴﺪﰐ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ،‬ ‫ﹶﻠ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻛﻴﻒ ﺗﺮﺍﻩ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺭﲟﺎ ﲰﻊ ﻫﺬﺍ ﺟﺎﻫﻞ ﻓﺎﻋﺘﻘﺪﻩ ﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻓﺈﻧﻪ ﳚﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﻳﺘﺄﹼﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﳛﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﻉ ﻣﺎ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻪ،‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻄﻒ ﺑﻪ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺿﺪ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺇﻧﻔﺎﺫ ﺫﻟﻚ ﺭﺩﻳﺌﹰﺎ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻛﺮﻡ ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﱰﻟﺔ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺣﺎﰎ ﺍﻟﱵ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺇﻥ ﺻﺤﺖ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻓﻌﻞ ﳌﺎ‬ ‫ﻻ ﳚﻮﺯ ﻷﻧﻪ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺴﺒﺐ، ﻓﻠﻮ ﻋﻤﻞ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻭﺍﻗﻌﺘﻪ ﱂ ﳝﻀﻎ‬ ‫ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﱂ ﻳﺒﻠﻌﻪ ﻓﺈﻥ ﺗﺴﺒﺐ، ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺗﻼﻋﺐ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺎﳉﻬﺎﻝ ﻟﻘﻠﺔ ﻋﻠﻤﻬﻢ‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ، ﰒ ﺃﻱ ﻗﺮﺑﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ، ﻭﻣﺎ ﺃﻇﻦ ﻏﺎﻟﺒﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻟﻴﺨﻮﻟﻴﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈﺴﻦ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳋﻠﺪﻱ: ﻭﻗﻔﺖ‬ ‫ﺑﻌﺮﻓﺔ ﺳﺘ‪‬ﺎ ﻭﲬﺴﲔ ﻭﻗﻔﺔ، ﻣﻨﻬﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺬﻫﺐ. ﻓﻘﻠﺖ ﻷﰊ ﺇﺳﺤﻖ: ﻭﺃﻱ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﻗﻨﻄﺮﺓ ﺍﻟﻴﺎﺳﺮﻳﺔ ﻓﻴﻨﻔﺾ ﻛﻤﻴ‪‬ﻪ ﺣﱴ ‪‬ﻳﻌﻠﹶﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﺯﺍﺩ ﻭﻻ ﻣﺎﺀ ﻭﻳﻠﱯ ﻭﻳﺴﲑ.‬
  • 402. ‫-٩٩٣-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫﴿ﻭﺗﺰﻭﺩﻭﺍ﴾‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٧٩١[، ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺩ، ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﺈﻥ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﻭﱂ ﻳﺘﺰﻭﺩ ﻓﻌﻄﺐ ﺃﰒ، ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﺗﻌﺮﺽ ﳍﻢ ﱂ‬ ‫‪‬ﻳﻒ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻭﺇﻥ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﺮﻡ ﻭﻳﺮﺯﻕ ﺑﻼ ﺳﺒﺐ ﻓﻨﻈﺮﻩ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻖ‬ ‫ِ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ ﳏﻨﺔ، ﻭﻟﻮ ﺗﺒﻊ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﲪﻞ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻠﺢ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ.‬ ‫ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﺃﰊ، ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﺃﻧﻪ‬ ‫ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﻣﻦ ﺻﺤﺒﺘﻢ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺣﺎﺝ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺃﻭﻩ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﺎ ﺟﺌﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻑ‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﺟﺌﺘﻢ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺇﱃ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﳊﺮﻡ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻭﺣﻖ ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺎ‬ ‫ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻧﻔﺮ ﻣﺼﻄﺤﺒﲔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﳔﺮﺝ ﺇﱃ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﱪ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻭﻧﺘﻌﺎﻫﺪ ﺑﻴﻨﻨﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﻻ ﻧﻠﺘﻔﺖ ﺍﱃ ﳐﻠﻮﻕ ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻨﺪ ﺍﱃ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻓﺠﺌﻨﺎ ﺍﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻣﻜﺜﻨﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﱂ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ‬ ‫ﺑﺸﻲﺀ، ﻓﺨﺮﺟﻨﺎ ﺣﱴ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺍﳉﺤﻔﺔ ﻭﻧﺰﻟﻨﺎ ﻭﲝﺬﺍﺋﻨﺎ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ، ﻓﺒﻌﺜﻮﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺑﺴﻮﻳﻖ‬ ‫ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﱂ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺸﻲﺀ ﺣﱴ‬ ‫ﻧﺪﺧﻞ ﺍﳊﺮﻡ ﻓﺸﺮﺑﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻃﻌﺎﻣﻨﺎ ﺣﱴ ﺩﺧﻠﻨﺎ ﻣﻜﺔ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺍﲰﻌﻮﺍ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﺇﱃ ﺗﻮﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻛﻴﻒ ﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﻭﺩ ﺍﳌﺄﻣﻮﺭ ﺑﻪ ﻓﺄﺣﻮﺟﻬﻢ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﺧﺬ ﺻﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﰒ ﻇﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺟﻬﻞ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺮﺍﺗﺐ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻋﺠﺐ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻨﻬﻢ ﰲ ﺃﺳﻔﺎﺭﻫﻢ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ،‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺷﻌﻴﺐ ﺍﳌﻘﻔﻊ ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﻗﺪ ﺣﺞ ﺳﺒﻌﲔ ﺣﺠﺔ ﺭﺍﺟﻼ ﺃﺣﺮﻡ ﰲ ﻛﻞ ﺣﺠﺔ ﺑﻌﻤﺮﺓ ﻭﺣﺠﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺻﺨﺮﺓ ﺑﻴﺖ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﳌﻘﺪﺱ، ﻭﺩﺧﻞ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﺗﺒﻮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺣﺠﺘﻪ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺭﺃﻯ ﻛﻠﺒ‪‬ﺎ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻳﻠﻬﺚ ﻋﻄﺸ‪‬ﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺣﺠﺔ ﺑﺸﺮﺑﺔ ﻣﺎﺀ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺷﺮﺑﺔ‬ ‫ﻣﺎﺀ ﻓﺴﻘﻰ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺧﲑ ﱄ ﻣﻦ ﺣﺠﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﰲ ﻛﻞ ﺫﺍﺕ ﻛﺒﺪ‬ ‫ِ ٍ‬
  • 403. ‫-٠٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺣ ‪‬ﻯ ﺃﺟﺮ«)١(.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺮ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬‫‪‬‬ ‫ﻗﻮﺭﻱ ﺍﳋ‪‬ﻮﺷﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﹸﺒ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻮﺟﻴﻬﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ‪‬ﻭﺫﺑﺎﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﲨﺎﻋﺔ ﻭﻣﻌﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻌﻄﻮﰲ ﻓﺮﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﺤﻘﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻭﻳﻈﻠﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﻳﺼﻌﺪ‬ ‫ﺗﻼ ﻓﻴﺼﻴﺢ ﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺣﱴ ﺗﺴﻤﻊ ﻛﻼﺏ ﺍﳊﻲ ﻓﻴﻨﺒﺤﻮﻥ ﻓﻴﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻮ‪‬ﻢ ﻭﳛﻤﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻌﻮﻧﺔ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻟﻴﺘﱰﻩ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﰲ ﻣﺒﻠﻎ ﻋﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻓﻬﻤﻬﻢ‬ ‫ﻟﻠﺘﻮﻛﻞ ﻭﻏﲑﻩ ﻳﺮﻯ ﳐﺎﻟﻔﺘﻬﻢ ﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﳜﺮﺝ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ؟ ﻭﺇﻥ ﲣﺮﻕ ﺛﻮﺑﻪ ﻭﻻ ﺇﺑﺮﺓ ﻣﻌﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻔﻌﻞ؟ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﳜﻬﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻔﺮ.‬ ‫ﻓﺄﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺑﻦ ﻫﻮﺍﺯﻥ‬ ‫ﺍﻟﻘﺸﲑﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﻨﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋﻮﺍﺹ ﳎﺮﺩ‪‬ﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻳﺪﻗﻖ ﻓﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻪ‬ ‫ﺇﺑﺮﺓ ﻭﺧﻴﻮﻁ ﻭﺭﻛﻮﺓ ﻭﻣﻘﺮﺍﺽ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ِﻟﻢ ﲡﻤﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻧﺖ ﲤﻨﻊ ﻣﻦ ﻛﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺷﻲﺀ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﻘﺾ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻷﻥ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﺮﺍﺋﺾ، ﻭﺍﻟﻔﻘﲑ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺛﻮﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﺮﲟﺎ ﻳﺘﺨﺮﻕ ﺛﻮﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﺇﺑﺮﺓ ﻭﺧﻴﻮﻁ ﺗﺒﺪﻭ ﻋﻮﺭﺗﻪ ﻓﺘﻔﺴﺪ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻠﻮﺍﺗﻪ، ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﺭﻛﻮﺓ ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻬﺎﺭﺗﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﺑﻼ ﺭﻛﻮﺓ‬ ‫ﻭﻻ ﺇﺑﺮﺓ ﻭﻻ ﺧﻴﻮﻁ ﻓﺎ‪‬ﻤﻪ ﰲ ﺻﻼﺗﻪ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻈﺎﱂ )٦٦٤٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٤٤٢٢/٣٥١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
  • 404. ‫-١٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻡ ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﲨﺎﻋﺔ ﱂ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﱴ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﳌﻴﻀﺄﺓ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻮﺿﺄ ﺟﺎﺀ ﻭﺻﻠﻰ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﰒ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﰒ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﺑﺘﺪﻋﻪ ﻣﺘﺄﺧﺮﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻷﻥ‬ ‫ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﺳ ‪ ‬ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬ﻦ‬ ‫ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﱂ ﻳﻜﻦ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ: ﻟﻠﻄﻔﻞ‬ ‫ﱂ ﻻ ﺗﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻏﺴﻠﺖ ﻭﺟﻬﻲ ﺑﻌﺪ، ﺃﻭ ﻟﻌﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﱢﻤﻮﻩ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫ﺍﳌﺒﺘﺪﻋﲔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﻤﺮ، ﻋﻦ ﳘﺎﻡ ﺑﻦ ﻣ‪‬ﻨ‪‬ﺒﻪٍ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻟﻴﺴﻠﻢ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺒﲑ، ﻭﺍﳌﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪ ﻭﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﲑ«)١(، ﺃﺧﺮﺟﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ. ﻭﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺗﻐﻤﻴﺰ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﺴﺎﺀ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺗﻐﻤﻴﺰﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌﺒﻪ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﲝﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻏﻼﻡ ﻟﻪ‬ ‫ﺣﺒﺸﻲ ﻳﻐﻤﺰ ﻇﻬﺮﻩ ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺤﻤﺘﲏ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﺇﱃ ﻓﻘﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﶈﺘﺞ، ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺗﻐﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﺭﻣﺖ ﺑﻪ ﻧﺎﻗﺘﻪ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺗﻐﻤﻴﺰ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻻ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺳﻔﺮ ﻭﺃﻧﻪ ﻏﻤﺰ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﰒ ﳚﻌﻞ ﺗﻐﻤﻴﺰ ﺍﻟﻨﱯ ﻛﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻷﺟﻞ ﺃﱂ ﻇﻬﺮﻩ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﺮﻙ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ. ﻭﻣﻦ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻋﻤﻞ ﺩﻋﻮﺓ‬ ‫ﻟﻠﻘﺎﺩﻡ. ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ: ﺑﺎﺏ ﺍﲣﺎﺫﻫﻢ ﺍﻟﻌﺘﲑﺓ ﻟﻠﻘﺎﺩﻡ، ﻭﺍﺣﺘﺞ ﲝﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻻﺳﺘﺌﺬﺍﻥ )١٣٢٦، ٤٣٢٦( ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٠٦١٢/١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﻐﲑ ١/٣٨، ﻭﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ )٧٧٠٨(، ﻭﺍﻟﺒﺰﺍﺭ )٣٣٠٣(، ﻭﺫﻛﺮﻩ‬ ‫ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/٦٩ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺧﻼ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ،‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻭﺛﻘﻪ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﰎ ﻭﻏﲑﻩ، ﻭﺿﻌﻔﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭﻏﲑﻩ«.‬
  • 405. ‫-٢٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﺳﺎﻓﺮ ﺳﻔﺮ‪‬ﺍ، ﻓﻨﺬﺭﺕ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺭ ‪‬ﻩ ﺃﻥ ﺗﻀﺮﺏ ﰲ ﺑﻴﺖ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺪﻑ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻧﺬﺭﺕ ﻓﺎﺿﺮﰊ«)١(.‬ ‫ِ‬ ‫ﹾ ِ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﺑ‪‬ﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻑ ﻣﺒﺎﺡ، ﻭﳌﺎ ﻧﺬﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﺒﺎﺣ‪‬ﺎ، ﺃﻣﺮﻫﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﻔﻲ، ﻓﻜﻴﻒ ﳛﺘﺞ ﻬﺑﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﳍﻢ ﻣﻴﺖ‬ ‫ﻟﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺗﻠﺒﻴﺴﺎﻥ:‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ: ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻻ ‪‬ﺒﻜﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻟﻚ، ﻭﻣﻦ ﺑﻜﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻟﻚ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﻫﺬﻩ ﺩﻋﻮﻯ ‪‬ﺗﺰ‪‬ﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻓﻬﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺧﺮﺍﻓﺔ ﻭﲣﺮﺝ ﻋﻦ‬ ‫‪‬ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﻉ، ﻓﻬﻲ ﺍﳓﺮﺍﻑ ﻋﻦ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﳌﻌﺘﺪﻝ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﳍﺎ ﺑﺎﻟﻌﻼﺝ ﺑﺎﻷﺩﻭﻳﺔ‬ ‫ﺍﳌﻌﺪﻟﺔ ﻟﻠﻤﺰﺍﺝ، ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺧﱪ ﻋﻦ ﻧﱯ ﻛﺮﱘ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻭﺍﺑﻴﻀﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﳊﺰﻥ ﻓﻬﻮ‬ ‫ﻛﻈﻴﻢ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٤٨[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻳﺎ ﺃﺳﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٤٨[ ﻭﺑﻜﻰ ﺭﺳﻮﻝ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺕ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺇﻥ ﺍﻟﻌﲔ ﻟﺘﺪﻣﻊ«)٢(، ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﺍﻛﺮﺑﺎﻩ«)٣(، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ‬ ‫ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: »ﻭﺍﻛﺮﺏ ﺃﺑﺘﺎﻩ« ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮ)٤(، ﻭﲰﻊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﻰ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﺴﻨﺪ ﺣﺴﻦ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ )٦٥٦٢(. ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳌﻨﺎﻗﺐ )٠٩٦٣( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ« ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٣٥٣، ٦٥٣،‬ ‫ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٥١٠٢ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺮﻳﺪﺓ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻷﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺬﻭﺭ )٢١٣٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺷﻌﻴﺐ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﺟﺪﻩ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٣٠٣١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٥١٣٢/٢٦( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫)٣( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﻛﻤﺎ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٩/٠٣، ١٣ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ‬ ‫ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻭﻫﻮ ﻛﺬﺍﺏ ﻭﺿﺎﻉ«، ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٤/٣٧، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻯ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ١/٥٩٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬ ‫)٤( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳌﻐﺎﺯﻯ )٢٦٤٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/١٤١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ‬ ‫=‬
  • 406. ‫-٣٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺘﻤﻤ‪‬ﺎ ﻳﻨﺪﺏ ﺃﺧﺎﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ(‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺣﱴ ﻗﻴﻞ ﻟﻦ ﻳﺘﺼـﺪﻋﺎ‬ ‫ﻭﻛﻨﺎ ﻛﻨـﺪﻣﺎﱐ ﺟﺬﳝـﺔ ﺣﻘﺒـﺔ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻟﻴﱵ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﺄﻧﺪﺏ ﺃﺧﻲ ﺯﻳﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺘﻤﻢ: ﻟﻮ‬ ‫ﻣﺎﺕ ﺃﺧﻲ ﻛﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺃﺧﻮﻙ ﻣﺎ ﺭﺛﻴﺘﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺯﻳﺪ ﻗﺘﻞ ﺷﻬﻴﺪ‪‬ﺍ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﻣﺎ ﻋﺰﺍﱐ ﺃﺣﺪ ﰲ ﺃﺧﻲ ﻛﻤﺜﻞ ﺗﻌﺰﻳﺘﻚ. ﰒ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻹﺑﻞ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ ﺍﻷﻛﺒﺎﺩ ﲢﻦ‬ ‫ﺇﱃ ﻣﺂﻟﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻄﺎﻥ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ، ﻭﺗﺮﻏﻮ ﻟﻠﻔﺼﻼﻥ، ﻭﲪﺎﻡ ﺍﻟﻄﲑ ‪‬ﺗﺮ ‪‬ﻊ. ﻭﻛﻞ ﻣﺄﺧﻮﺫ‬ ‫‪‬ﺟ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻀﺮﻉ ﻭﻣﻦ ﱂ ﲢ ‪‬ﻛﻪ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﻭﺍﳌﻄﺮﺑﺎﺕ ﻭﺗﺰﻋﺠﻪ ﺍﳌﺨﺰﻳﺎﺕ ﻓﻬﻮ ﺇﱃ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﳉﻤﺎﺩ ﺑﻪ ﺃﻗﺮﺏ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺑﺎﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻴﺐ ﰲ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﲰﺖ ﺍﻟﻄﺒﻊ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﻟﻠﺬﻱ ﻗﺎﻝ: ﱂ ﹸﺃﻗ‪‬ﺒﻞ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﻭ ﺃﻣﻠﻚ ﻟﻚ ﺃﻥ‬ ‫ﹶ ﹾ‬ ‫ﻧﺰﻉ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ«)١( ﻭﺟﻌﻞ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﳌﺎ ﺧﺮﺝ.‬ ‫ﻓﺎﳌﻄﺎﻟﺐ ﳌﺎ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﻳﻨﺒﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺟﺎﻫﻞ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﲜﻬﻞ. ﻭﻗﺪ ﻗﻨﻊ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻧﻠﻄﻢ ﺧﺪ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﻧﺸﻖ ﺟﻴﺒ‪‬ﺎ، ﻓﺄﻣﺎ ﺩﻣﻌﺔ ﺳﺎﺋﻠﺔ ﻭﻗﻠﺐ ﺣﺰﻳﻦ ﻓﻼ ﻋﻴﺐ ﰲ‬ ‫ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺕ ﺍﳌﻴﺖ ﺩﻋﻮﺓ ﻭﻳﺴﻤﻮ‪‬ﺎ ﻋﺮﺳ‪‬ﺎ ﻭﻳﻐﻨﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻭﻳﺮﻗﺼﻮﻥ ﻭﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻧﻔﺮﺡ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﺇﺫ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺭﺑﻪ، ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻷﻫﻞ ﺍﳌﻴﺖ ﻃﻌﺎﻡ ﻻﺷﺘﻐﺎﳍﻢ ﺑﺎﳌﺼﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ‬ ‫ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻴﺖ ﻭﻳﻄﻌﻤﻮﻧﻪ ﺇﱃ ﻏﲑﻫﻢ.‬ ‫=‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٨٩٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ )٧١٣٢/٤٦( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
  • 407. ‫-٤٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻷﺻﻞ ﰲ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻷﺟﻞ ﺍﳌﻴﺖ ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻜﺮﻭﺧﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ‬ ‫ﺍﻷﺯﺩﻱ، ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻐﻮﺭﺟﻲ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﳉﺮﺍﺣﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﶈﺒﻮﰊ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻴﻊ، ﻭﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻗﺎﻻ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ،‬ ‫ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﺟﺎﺀ ﻧﻌﻲ ﺟﻌﻔﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﺍﺻﻨﻌﻮﺍ ﻵﻝ ﺟﻌﻔﺮ ﻃﻌﺎﻣ‪‬ﺎ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺪ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﻐﻠﻬﻢ«)١(، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻔﺮﺣﻮﻥ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺭﺑﻪ، ﻭﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﻠﻔﺮﺡ ﻷ‪‬ﺎ ﻻ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻧﺘﻴﻘﻦ ﺃﻧﻪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﺆﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﺮﺡ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﳌﻌﺬﺑﲔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺫﺭ ﳌﺎ ﻣﺎﺕ ﺍﺑﻨﻪ: ﻟﻘﺪ ﺷﻐﻠﲏ ﺍﳊﺰﻥ ﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﳊﺰﻥ ﻋﻠﻴﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻈﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﻋﲔ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﺑﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟ‪‬ﻴﻤﺎﻥ، ﻧﺎ ﺷﻌﻴﺐ، ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ، ﺛﲏ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ، ﻋﻦ ﺃﻡ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻗﺎﻟﺖ: ﳌﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎﺕ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮﻥ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻘﻠﺖ: ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ‬ ‫ﻓﺸﻬﺎﺩﰐ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻘﺪ ﺃﻛﺮﻣﻚ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﻭﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻚ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺃﻛﺮﻣﻪ«)٢(.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺮﻗﺼﻮﻥ ﻭﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻓﻴﺨﺮﺟﻮﻥ ﻬﺑﺬﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ. ﰒ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻴﺘﻬﻢ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ﺑﺸﻜﺮﻫﻢ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺬﺑ‪‬ﺎ ﻓﺄﻳﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﳊﺰﻥ؟.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ،‬ ‫ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﻮﺭ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻃﻔﺄ ﻣﺼﺎﺑﻴﺤﻬﻢ ﺧﺒﻄﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺷﺎﺀ. ﻭﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٢٣١٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٨٩٩(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ‬ ‫)٠١٦١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٥٠٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٢٧٣ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬ ‫ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ )٧٨٦٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٦/٦٣٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﺀ.‬
  • 408. ‫-٥٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ.‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻊ ﲨﻬﻮﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﺻﻼ ﻭﺃﺭﺍﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﻌﺐ ﻭﻛﻠﻒ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺤﺴﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻓﻠﺒﺴﻮﺍ ﺍﳌﺮﺍﻗﻊ ﻭﺟﻠﺴﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﺎﻋﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺴﻞ. ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: ﺃﻥ‬ ‫ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻣﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺇﻣﺎ ﺍﺳﺘﺠﻼﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ. ﻭﺍﺳﺘﺠﻼﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﻳﻄﻮﻝ،‬ ‫ﻭﻳﺘﻌﺐ ﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﻫﻞ ﳛﺼﻞ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺃﻭ ﻻ ﳛﺼﻞ. ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﺠﻠﻮﺍ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ، ﻓﺈ‪‬ﻢ‬ ‫ﻳﺮﻭﻥ ﺑﻌﲔ ﺍﻟﺰﻫﺪ. ﻭﺍﺳﺘﺠﻼﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺳﺮﻳﻌﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﻟﻄﻨﺎﺟﲑﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺫﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ‪‬ﺑﻄﹶﺎﻟﺔ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻋﻠﻮﻣﻨﺎ ﺑﻼ ﻭﺍﺳﻄﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﺭﺃﻭﺍ ‪‬ﻌﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﰲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻘﺼﺮﻭﺍ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ‬ ‫ﺑ‪ ‬‬ ‫ﻭﺭﻗﻌﻮﺍ ﺍﳉﺒﺎﺏ ﻭﲪﻠﻮﺍ ﺍﻟﺮﻛﺎﺀ ﻭﺃﻇﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟﺰﻫﺪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻗﻨﻊ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻴﺴﲑ ﻣﻨﻪ ﻓﻔﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﰲ ﻛﺜﺮﺗﻪ، ﻓﺎﻗﺘﻨﻌﻮﺍ‬ ‫ﺑﺄﻃﺮﺍﻑ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺃﻭﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﻋﻠﻮ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﺍﳉﻠﻮﺱ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻛﻠﻪ ﺭﻳﺎﺳﺔ ﻭﺩﻧﻴﺎ ﻭﺃﻥ‬ ‫ﻟﻠﻨﻔﺲ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻟﺬﺓ.‬ ‫ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻡ ﻋﺎﻝ ﺇﻻ ﻭﻟﻪ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻭﻓﻴﻪ ﳐﺎﻃﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻛﻠﻪ ﳐﺎﻃﺮﺓ، ﻭﻟﻠﻨﻔﺲ ﻓﻴﻪ ﻟﺬﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻀﻴﻠﺘﻪ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻛﺎﻟﺸﻮﻙ ﰲ ﺟﻮﺍﺭ‬ ‫ﺍﻟﻮﺭﺩ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﻳﺘﻘﻰ ﻣﺎ ﰲ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﺕ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﻭﺿﻊ ﻟﺘﺠﺘﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻛﻤﺎ ﻭﺿﻊ‬ ‫ﺣﺐ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﺍﻟﻮﻟﺪ، ﻭﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻳﺘﻘﻮﻡ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ: ﻃﻠﺒﻨﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻓﺄﰉ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﷲ.‬
  • 409. ‫-٦٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ: ﺃﻧﻪ ﺩﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺧﻼﺹ، ﻭﻣﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻘﻄﻊ ﻣﺎ ﰲ ﻃﺒﻌﻪ ﱂ ﳝﻜﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﺃﻭﻫﻢ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻣﺎ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻭﰱ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﰒ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺇﻥ ﻗﺼﺮ ﺳﲑ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﺩﺓ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﺑﻐﲑ ﻋﻠﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻏﲑ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺃﻧﻪ ﺃﺭﻯ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺎ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﺍﻃﻦ، ﺣﱴ ﺇﻥ‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺘﺨﺎﻳﻞ ﻟﻪ ﻭﺳﻮﺳﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﻗﻠﱯ ﻋﻦ ﺭﰊ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﳌﺘﻘﺎﺭﺏ(‬ ‫ﺑﺮﺯﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﻠـﻢ ﺍﳋِـﺮ‪‬ﻕ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻃ ـﺎﻟﺒﻮﱐ ﺑﻌﻠ ـﻢ ﺍﻟ ـﻮﺭﻕ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﲰﻮﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﲰﻮﺍ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ‬ ‫ﻟﻪ ﲟﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻨﺎﺟﲑﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ‬ ‫ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻨﺒﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ، ﺛﲏ ﺩﺍﺭﻡ ﺑﻦ‬ ‫ﻗﺒﻴﺼﺔ ﺑﻦ ‪‬ﺸﻞ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﳛﲕ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﺴﲔ، ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺟﺪﻩ، ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺳﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺳﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻳﻘﺬﻓﻪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﰲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﳎﺎﻫﻴﻞ‬ ‫ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﻪ ﻋﺎﱂ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ )٢٢٩٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ١/٠٨٢، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٧٢٢١(: »ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬
  • 410. ‫-٧٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ، ﻓﻘﺼﺪ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻗﺪ ‪‬ﻜﻲ ﱄ ﻋﻨﻚ ﻋﺠﺎﺋﺐ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻭﻣﺎ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﱯ ﺃﻛﺜﺮ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻋﻠﻤﻚ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﻦ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻭﻣﻦ ﻣﻦ‪‬؟‬ ‫ِ‪ ‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻋﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ »ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﲟﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﺭﺛﻪ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻌﻠﻢ«)١(، ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ »ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻤﺎﻥ: ﻋﻠﻢ ﻇﺎﻫﺮ ﻭﻫﻮ ﺣﺠﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺧﻠﻘﻪ، ﻭﻋﻠﻢ ﺑﺎﻃﻦ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ«)٢(، ﻭﻋﻠﻤﻚ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻧﻘﻞ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻟﺴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﻋﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺇﳍﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﻋﻠﻤﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺟﱪﻳﻞ ﻋﻦ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻨﱯ ﻋﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﷲ ﱂ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﱪﻳﻞ ﻭﻻ ﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻧﻌﻢ. ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﺢ ﱄ ﻋﻠﻤﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﺃﺑﻴﻨﻪ ﻟﻚ‬ ‫ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﰲ ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ.‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻛﻠﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﺗﻜﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﻭﻛﻠﻢ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﻭﺭﺁﻩ ﻛﻔﺎﺣ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻭﺃﻥ ﺣﻠﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺣﻲ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺑﺈﳍﺎﻡ‬ ‫ﻣﻨﻪ، ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ، ﺣﱴ ﺃﻧﻄﻘﻬﻢ ﺑﺎﳊﻜﻤﺔ ﻭﻧﻔﻊ ﻬﺑﻢ ﺍﻷﻣﺔ.‬ ‫ﻭﳑﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﺃﳍﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻡ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﻓﺄﻟﻘﺘﻪ،‬ ‫ﻭﺃﳍﻢ ﺍﳋﻀﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻐﻼﻡ ﻭﺍﳊﺎﺋﻂ، ﻗﻮﻟﻪ ﳌﻮﺳﻰ: ﴿ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻯ﴾‬ ‫]ﺍﻟﻜﻬﻒ: ٢٨[، ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ: ﺇﻥ ﺍﺑﻨﺔ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﺣﺎﻣﻠﺔ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٠١/٥١، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳌﻸ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﰱ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﺔ‬ ‫)٥٢٣(، ﻭﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍ‪‬ﻤﻮﻋﺔ ١، ٦٨٢، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )٢٢٤(:‬ ‫»ﻣﻮﺿﻮﻉ«.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٤٦٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﱪ ﺍﻟﻨﻤﺮﻯ ﰱ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ١/٣٠١ ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﻣﺮﺳﻼ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٤/٦٤٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﻨﺬﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ١/٣٠١:‬ ‫»ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ«، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﲣﺮﻳﺞ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ١/٨٥. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﳌﺸﻜﺎﺓ ١/٩٨:‬ ‫»ﺿﻌﻴﻒ«، ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٨٧٧٣(.‬
  • 411. ‫-٨٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﺒﻨﺖ، ﻭﺃﳍﻢ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻨﺎﺩﻯ: ﻳﺎ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﳉﺒﻞ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﺒﺘﻴﺔ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﻀﺮﺕ ﳎﻠﺲ ﺃﰊ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻓﻼﻥ ﻟﻘﻲ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻛﺘﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑ، ﻭﻓﻼﻥ ﻟﻘﻲ‬ ‫ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻣﺴﺎﻛﲔ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻣﻴﺖ ﻭﺃﺧﺬﻧﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﳊﻲ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳝﻮﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﰲ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﳌﹰﺎ‬ ‫ﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﻻ ﻳﻨﺎﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﺑﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻠﻬﻢ‬ ‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ »ﺇﻥ ﰲ ﺍﻷﻣﻢ ﻣ‪‬ﺤﺪِﺛﲔ ﻭﺇﻥ ﻳﻜﻦ ﰲ ﺃﻣﱵ ﻓﻌﻤ‪‬ﺮ«)١(.‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﺇﳍﺎﻡ ﺍﳋﲑ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﳌﻠﻬﻢ ﻟﻮ ﺃﳍﻢ ﻣﺎ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﱂ ﳚﺰ ﻟﻪ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳋﻀﺮ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ: ﺇﻧﻪ ﻧﱯ ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﻟﻸﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﺷﻲﺀ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﲦﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻓﻴﻮﻓﻖ ﺻﺎﺣﺒﻬﻤﺎ‬ ‫ﻟﻠﺨﲑ ﻭﻳﻠﻬﻢ ﺍﻟﺮﺷﺪ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻭﺍﳋﻮﺍﻃﺮ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﺸﻲﺀ ﺇﺫ‬ ‫ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﻘﻠﻲ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻣﻦ ﺍﻹﳍﺎﻡ ﻟﻠﺨﲑ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻹﳍﺎﻣﻲ ﺍﳌﻠﻘﻰ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ‬‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻛﺎﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻛﺎﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﻨﻮﺏ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻣﻴﺖ: ﺃﺻﻠﺢ ﻣﺎ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٩٨٦٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٩٣٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٨٩٣٢/٣٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬
  • 412. ‫-٩٠٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﰲ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻭﺇﻻ ﻓﻬﺬﺍ ﻃﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ، ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺭﺃﻯ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺑﻄﺎﻟﺔ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﳓﻦ ﻋﻠﻮﻣﻨﺎ ﺑﻼ ﻭﺍﺳﻄﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺇﻻ ﺭﺅﻭﺳ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺣﺒﻮﺍ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻴﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺇﱃ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ،‬ ‫ﻭﻟﺬﻟﻚ ﱂ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﻭﱂ ﳛﺮﺻﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﲢﺼﻴﻞ ﻣﺎ ﺻﻨﻔﻪ ﺍﳌﺼﻨﻔﻮﻥ، ﺑﻞ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺗﻘﺪﱘ ﺍ‪‬ﺎﻫﺪﺍﺕ ﲟﺤﻮ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﳌﺬﻣﻮﻣﺔ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﻌﻼﺋﻖ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻜﻨﻪ ﺍﳍﻤﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﳘﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﳜﻠﻮ‬ ‫ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻭﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﻭﻻ ﻳﻘﺮﻥ ﳘﻪ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻗﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻞ‬ ‫ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻻ ﻳﻜﺘﺐ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﻭﻻ ﻏﲑﻩ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﷲ ﺍﷲ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﱃ ﺣﺎﻝ‬ ‫ﻳﺘﺮﻙ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﰒ ﳝﺤﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻔﻆ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﻓﻘﻴﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ‬ ‫ﳜﻔﻰ ﻗﺒﺤﻪ. ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻃ ﱞ ﻟﺒﺴﺎﻁ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﺜﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻃﻠﺐ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻣﺎ ﺳﻠﻜﻮﺍ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺇﳕﺎ ﺗﺸﺎﻏﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭﻟﹰﺎ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺭﺗﺐ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﲣﻠﻮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻮﺳﺎﻭﺳﻬﺎ ﻭﺧﻴﺎﻻ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺩ ﺫﻟﻚ، ﻓﻴﻠﻌﺐ ﻬﺑﺎ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻱ ﻣﻠﻌﺐ ﻓﲑﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﳏﺎﺩﺛﺔ ﻭﻣﻨﺎﺟﺎﺓ.‬ ‫ﻭﻻ ﻧﻨﻜﺮ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻃﻬﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻧﺼﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﳍﺪﻯ ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﷲ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻄﻬﲑﻩ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﲟﺎ ﻳﻨﺎﻓﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﳉﻮﻉ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻴﻼﺕ ﺃﻣﻮﺭ ﻳﻨﻬﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺷﻲﺀ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﱃ‬ ‫ﻣﺎ ‪‬ﻰ ﻋﻨﻪ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﺒﺎﺡ ﺍﻟﺮﺧﺺ ﰲ ﺳﻔﺮ ﻗﺪ ‪‬ﻰ ﻋﻨﻪ. ﰒ ﻻ ﺗﻨﺎﰲ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ، ﺑﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ‪‬ﻌﱢﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﻳﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺤﻴﺤﻬﺎ. ﻭﺇﳕﺎ ﺗﻼﻋﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ‬ ‫ﻳﻠ‬ ‫ﺑﺄﻗﻮﺍﻡ ﺃﺑﻌﺪﻭﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﲟﺎ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﺘﺎﺭﺓ‬
  • 413. ‫-٠١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﻏﲑﻩ ﺃﻭﱃ ﻣﻨﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﱵ ﰲ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻗﺪ ﻋﺰﻟﻮﻩ، ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳋﺬﻻﻥ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﺴﻮﻕ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺠﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺣﺠﺎﺏ، ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﻋﺒﺪ ﻭﺭﺏ، ﻓﺎﻓﺘﱳ ﲨﺎﻋﺔ ﺑﻪ ﻓﺄﳘﻠﻮﺍ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﳐﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﺒﺎﺋﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺩ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﻫﺸﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ، ﺛﻨﺎ ﺍﶈﺎﺭﰊ، ﻋﻦ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﻨﺶ، ﻋﻦ ﺿﺮﺍﺭ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﳎﺎﻟﺴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﲣﺬﻭﺍ ﳏﺎﺭﻳﺐ ﻓﺼﻠﻮﺍ ﻭﺻﺎﻣﻮﺍ ﺣﱴ ﻳﺒﺲ ﺟﻠﺪ ﺃﺣﺪﻫﻢ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﻪ ﻭﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻬﻠﻜﻮﺍ، ﻓﻮ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻏﲑﻩ ﻣﺎ ﻋﻤﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﻗﻂ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺟﻬﻞ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﺼﻠﺢ.‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻓﺮﻕ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺟﻬﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻷﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺣﻘﺎﺋﻖ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﺧﺼﺔ ﻭﺍﻟﻌﺰﳝﺔ ﻓﻜﻼﳘﺎ ﺷﺮﻳﻌﺔ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﺎﺋﻬﻢ ﰲ ﺇﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﻋﻦ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﻏﻼﻡ ﺷﻌﻮﺍﻧﺔ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﻳﻘﻮﻝ: ﺟﺎﺀ‬ ‫ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﳏﱪﺓ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺴﻬﻞ: ﺟﺌﺖ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﺷﻴﺌﹰﺎ‬ ‫ﻳﻨﻔﻌﲏ ﺍﷲ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻛﺘﺐ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﷲ ﻭﺑﻴﺪﻙ ﺍﶈﱪﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﺎﻓﻌﻞ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﺃﻓﺪﱐ ﻓﺎﺋﺪﺓ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺟﻬﻞ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻤ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻠﻪ ﺣﺠﺔ ﺇﻻ‬ ‫ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻼﹰ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻠﻪ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ.‬
  • 414. ‫-١١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﺣﻔﻈﻮﺍ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻓﻤﺎ ﺃﺣﺪ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ‬ ‫ﺇﻻ ﺗﺰﻧﺪﻕ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺈﻥ ﻋﺪ‪‬ﻟﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺧﻄﻮﺓ ‪‬ﺖ ﰲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺻﺒﺎﺣ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺮﺍﺯ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛ ﱡ ﺑﺎﻃﻦ ﳜﺎﻟﻒ ﻇﺎﻫﺮ‪‬ﺍ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﻣﺎﺭ‪‬ﺍ ﰲ ﺗﻴﻪ ﺑﲏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﱄ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ‬ ‫ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﺒﺎﻳﻦ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻬﺘﻒ ﰊ ﻫﺎﺗﻒ ﻣﻦ ﲢﺖ ﺷﺠﺮﺓ: ﻛﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‬ ‫ﻓﻬﻲ ﻛﻔﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﻧﺒﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ« ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﲣﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻬﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻹﳝﺎﻥ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﲰ‪‬ﺎ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﳊﻖ ﳌﺼﺎﱀ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺗﻌﺒﺪﺍ‪‬ﻢ، ﻓﻤﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺳﻮﻯ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻭﺍﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﺍﻡ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻤﻐﺮﻭﺭ‬ ‫ﳐﺪﻭﻉ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺩﻓﻨﻬﻢ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺇﻟﻘﺎﺋﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺸﺎﻏﻠﻮﺍ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﰒ ﻟﺒﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺩﻓﻨﻮﺍ ﻛﺘﺒﻬﻢ.‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ ﺭﻣﻰ ﻛﺘﺒﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻛﻨﺖ‬ ‫ﻭﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﳏﺎﻝ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺛﻼﺛﲔ ﺳﻨﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﲪﻞ ﻛﺘﺒﻪ‬
  • 415. ‫-٢١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻐﺮﻗﻬﺎ. ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻋﻠ ‪ ‬ﱂ ﺃﻓﻌﻞ ﺑﻚ ﻫﺬﺍ ‪‬ﺎﻭﻧ‪‬ﺎ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻓﹰﺎ ﲝﻘﻚ ﻭﻟﻜﲏ ﻛﻨﺖ‬ ‫ِﹾﻢ‬ ‫ﺃﻃﻠﺒﻚ ﻷﻫﺘﺪﻱ ﺑﻚ ﺇﱃ ﺭﰊ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻫﺘﺪﻳﺖ ﺑﻚ ﺍﺳﺘﻐﻨﻴﺖ ﻋﻨﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﻏﻼﻡ ﺷﻌﻮﺍﻧﺔ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ: ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺍﳋﻼﻝ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺣﺴ‪‬ﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﻟﻪ ﺻﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻧﻪ ﻳﺘﺼﻮﻑ ﻭﻳﺮﻣﻲ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻣﺪﺓ ﰒ ﻳﺮﺟﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻳﻜﺘﺐ، ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﱪﺕ ﺃﻧﻪ ﺭﻣﻰ ﲜﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﲰﺎﻋﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ، ﻓﺄﻭﻝ ﻣﺎ ﲰﻊ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﰊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻷﺻﻢ ﻭﻃﺒﻘﺘﻪ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﻜﺜﲑ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺯﺍﻫﺮ ﺑﻦ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺟﻌﻔﺮ، ﻳﻘﻮﻝ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻃﺎﻫﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳉﺰﺀ ﺭﻣﻰ ﺑﺄﺻﻠﻪ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﺃﺩﻳﺘﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟ ‪‬ﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺴ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺮﻱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻭﺭﺙ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺍﳌﻘﺮﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﲬﺴﲔ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭ، ﻓﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻭﺃﻧﻔﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺮﻣﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻏﻼﻡ ﺣﺪﺙ‬ ‫ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺣﲔ ﱂ ﻳﺒﻖ ﱄ ﺷﻲﺀ ﺃﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻱ ﺃﻥ‬ ‫ﺃﺯﻫﺪ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻣﺎ ﲨﻌﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﺷﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﻊ‬ ‫ﰲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻭﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﻣﻠﻜﻲ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﳊﲑﻱ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺣﱴ ﺃﻧﻔﻖ ﲨﻴﻊ ﻣﻠﻜﻪ ﻭﻏﺮﻕ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺟﻠﺔ‬ ‫ﺳﺒﻌﲔ ﻗﻤﻄﺮ‪‬ﺍ ﻣﻜﺘﻮﺑ‪‬ﺎ ﲞﻄﻪ، ﻭﺣﻔﻆ ﻭﻗﺮﺃ ﺑﻜﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﺭﻭﺍﻳﺔ، ﻳﻌﲏ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﻮﺭ، ﻭﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳛﺴﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ‬
  • 416. ‫-٣١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﻃﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﻻ ﻇﻠﻤﺔ ﻛﻈﻠﻤﺔ ﺍﳉﻬﻞ.‬ ‫ﻭﳌﺎ ﺧﺎﻑ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻭﺩ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﺮﲟﺎ ﺍﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻳﺪﻩ‬ ‫ﺣ ‪‬ﻦ ﳍﻢ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺇﺗﻼﻓﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﻗﺒﻴﺢ ﳏﻈﻮﺭ ﻭﺟﻬﻞ ﺑﺎﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ، ﻭﺑﻴﺎﻥ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﻥ ﺣﻔﻈﻬﻤﺎ ﻳﺼﻌﺐ ﺃﻣﺮ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ‬ ‫ﺍﳌﺼﺤﻒ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﻳﺔ ﺩﻋﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﺗﺐ ﻓﺄﺛﺒﺘﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ‬ ‫ﻳﻜﺘﺒﻮ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﻌ ‪‬ﺐ ﻭﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﻭﻋﻈﺎﻡ ﺍﻟﻜﺘﻒ، ﰒ ﲨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻌﺪﻩ ﰲ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬ﺴ‬ ‫ﺻﻮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﰒ ﻧﺴﺦ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﳊﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﺌﻼ ﻳﺸﺬ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ: ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻻ ﺗﻜﺘﺒﻮﺍ‬ ‫ﹶ ‪‬‬ ‫ﻋﲏ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ«)١(، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺜﺮﺕ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺭﺃﻯ ﻗﻠﺔ ﺿﺒﻄﻬﻢ ﺃﺫﻥ ﳍﻢ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ.‬ ‫ﻓﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺷﻜﺎ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﻠﺔ ﺍﳊﻔﻆ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺍﺑﺴﻂ‬ ‫ﺭﺩﺍﺀﻙ«، ﻓﺒﺴﻂ ﺭﺩﺍﺀﻩ، ﻭﺣﺪﺛﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺿﻤﻪ ﺇﻟﻴﻚ«، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ: ﻓﻠﻢ ﺃﻧﺲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﲟﺎ ﺣﺪﺛﻨﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ)٢(.‬ ‫ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﺍﺳﺘﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻈﻚ ﺑﻴﻤﻴﻨﻚ«، ﻳﻌﲏ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ)٣(.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻗﻴﺪﻭﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ« ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﻭﻣﺎ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٤٠٠٣/٢٧(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٢١، ١٢، ٩٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻯ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ‪ e‬ﻗﺎﻝ: »ﻻ ﺗﻜﺘﺒﻮﺍ ﻋﲎ، ﻭﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻋﲎ ﻏﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻠﻴﻤﺤﻪ،‬ ‫ﻭﺣﺪﺛﻮﺍ ﻋﲎ ﻭﻻ ﺣﺮﺝ..«.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٩١١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )٢٩٤٢/٩٥١(.‬ ‫)٣( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٦٦٦٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻟﻴﺲ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ،‬ ‫ﻭﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﳋﻠﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ ﻣﻨﻜﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ«.‬
  • 417. ‫-٤١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺗﻘﻴﻴﺪﻩ؟ ﻗﺎﻝ: »ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ«)١(.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺭﺍﻓﻊ ﺑﻦ ﺧﺪﻳﺞ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﺇﻧﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻣﻨﻚ ﺃﺷﻴﺎﺀ‬ ‫ﺃﻓﻨﻜﺘﺒﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ: »ﺍﻛﺘﺒﻮﺍ ﻭﻻ ﺣﺮﺝ«)٢(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺿﺒﻄﺖ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﺣﺮﻛﺎﺗﻪ‬ ‫ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﻭﺭﻭﺍﻳﺔ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻋﲏ«)٣(، ﻭﻗﺎﻝ: »ﻧ ‪‬ﺮ ﺍﷲ ﺍﻣﺮﺃ ﲰﻊ ﻣﻘﺎﻟﱵ ﻓﻮﻋﺎﻫﺎ‬ ‫ﻀ‬ ‫ﻓﺄﺩﺍﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﲰﻌﻬﺎ«)٤(. ﻭﺗﺄﺩﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﳛﺼﻞ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻷﻥ‬ ‫ﺍﳊﻔﻆ ﺧ ‪‬ﺍﻥ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﳛﺪﺙ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻣﻠﻪ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻻ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳌﺪﻳﲏ: ﺃﻣﺮﱐ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺣﺪﺙ ﺇﻻ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻗﺪ ﺭﻭﺕ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻭﺳﺎﻓﺮ ﺍﶈ ‪‬ﺛﻮﻥ ﻭﻗﻄﻌﻮﺍ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺷﺮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻏﺮﻬﺑﺎ ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﻬﻨﺎ ﻭﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﺻﺤﺤﻮﺍ ﻣﺎ ﺻﺢ ﻭﺯﻳﻔﻮﺍ‬ ‫ﻣﺎ ﱂ ﻳﺼﺢ ﻭﺟﺮﺣﻮﺍ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﻭﻋﺪﻟﻮﺍ ﻭﻫﺬﺑﻮﺍ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺻﻨﻔﻮﺍ، ﰒ ﻣﻦ ﻳﻐﺴﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻀﻴﻊ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ )٨٤٨(، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٢٥١ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻭﻓﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺆﻣﻞ ﻭﺛﻘﺔ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﺛﻘﺔ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ: ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻪ ﻣﻨﺎﻛﲑ«، ﻭﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٦٠١ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﱮ: »ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺆﻣﻞ‬ ‫ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٤/٩٢٣، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/١٥١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻣﺪﺭﻙ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺑﻦ ﺭﺍﻓﻊ، ﻭﻋﻨﻪ ﺑﻘﻴﺔ، ﻭﱂ ﺃﺭ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻩ«.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ )١٦٤٣(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٩٥١، ٢٠٢ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ.‬ ‫)٤( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٠٦٦٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٦٥٦٢( ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٥/٣٨١ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٨٥٦٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ )٢٣٢(، ﻭﺃﲪﺪ‬ ‫ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٧٣٤ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬
  • 418. ‫-٥١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻜﻢ ﺍﷲ ﰲ ﺣﺎﺩﺛﺔ، ﻓﻤﺎ ﻋﻮﻧﺪﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻓﻬﻞ ﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺇﱃ ﻧﺒﻴﻬﻢ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﺬﻩ ﺧﺼﻴﺼﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﻃﺎﻑ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﰲ ﻃﻠﺐ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻻﺑﻨﻪ: ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻦ ﻓﻼﻥ؟ ﻓﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ:‬ ‫»ﻛﺎﻥ ﳜﺮﺝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﻯ«)١(، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﺇﻧﺎ‬ ‫ﷲ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﱂ ﺗﺒﻠﻐﲏ، ﻭﻫﺬﺍ ﻗﻮﻟﻪ ﻣﻊ ﺇﻛﺜﺎﺭﻩ ﻭﲨﻌﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﲟﻦ ﱂ‬ ‫ﻳﻜﺘﺐ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺘﺐ ﻏﺴﻞ؟‬ ‫ﺃﻓﺘﺮﻯ ﺇﺫﺍ ﻏﺴﻠﺖ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺩﻓﻨﺖ ﻋﻼﻡ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﻭﺍﳊﻮﺍﺩﺙ؟ ﻋﻠﻰ ﻓﻼﻥ‬ ‫ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺃﻭ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻮﺍﻃﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﳍﺎ ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺑﻌﺪ ﺍﳍﺪﻯ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻻ ﲣﻠﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﱵ ﺩﻓﻨﻮﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻖ ﺃﻭ‬ ‫ﺑﺎﻃﻞ ﺃﻭ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﺍﳊﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﻼ ﻟﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺩﻓﻨﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﺍﳊﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﱂ ﳝﻜﻦ ﲤﻴﻴﺰﻩ ﻛﺎﻥ ﻋﺬﺭ‪‬ﺍ ﰲ ﺇﺗﻼﻓﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻛﺘﺒﻮﺍ ﻋﻦ‬ ‫ﺛﻘﺎﺕ ﻭﻋﻦ ﻛﺬﺍﺑﲔ ﻭﺍﺧﺘﻠﻂ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺪﻓﻨﻮﺍ ﻛﺘﺒﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﳛﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ.‬ ‫ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻼ ﳛﻞ ﺇﺗﻼﻓﻬﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﻟﻜﻮ‪‬ﺎ ﺿﺎﺑﻄﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻻﹰ،‬ ‫ﻭﻟﻴﺴﺄﻝ ﻣﻦ ﻳﻘﺼﺪ ﺇﺗﻼﻓﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ: ﺗﺸﻐﻠﲏ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ. ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺟﻮﺍﺑﻚ‬ ‫ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻚ ﻟﻮ ﻓﻬﻤﺖ ﻟﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭﰱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ )٦٨٩( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ )١٤٥(، ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﻏﺮﻳﺐ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ )١٠٣١(، ﻭﺻﺤﺤﻪ‬ ‫ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٩٦٢ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
  • 419. ‫-٦١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﻗﻌﺖ ﻟﻚ ﻻ ﺗﺪﻭﻡ، ﻓﻜﺄﱐ ﺑﻚ ﻭﻗﺪ ﻧﺪﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﻮﺍﺕ. ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺋﻬﺎ ﺑﻞ ﺗﺼﺪﺃ ﻓﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺟﻼﺀ،‬ ‫ﻭﺟﻼﺅﻫﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ ﺩﻓﻦ ﻛﺘﺒﻪ ﰒ ﱂ ﻳﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻓﺤﺪﺙ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﻔﻈﻪ ﻓﺨﻠﻂ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻘﺪﺭ ﲤﺎﻡ ﻳﻘﻈﺘﻚ ﻭﺩﻭﺍﻣﻬﺎ ﻭﺍﻟﻐﲎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻓﻬﻼ ﻭﻫﺒﺘﻬﺎ‬ ‫ﳌﺒﺘﺪﻯﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﳑﻦ ﱂ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﻣﻘﺎﻣﻚ، ﺃﻭ ﻭﻗﻔﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺘﻔﻌﲔ ﻬﺑﺎ، ﺃﻭ ﺑﻌﺘﻬﺎ‬ ‫ﻭﺗﺼﺪﻗﺖ ﺑﺜﻤﻨﻬﺎ، ﺃﻣﺎ ﺇﺗﻼﻓﻬﺎ ﻓﻼ ﳛﻞ ﲝﺎﻝ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﺃﻭﺻﻰ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻦ ﻛﺘﺒﻪ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﲏ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻭﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ، ﻭﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ‬ ‫ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﱪﺫﻋﻲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﺨﲑ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﺨﺎﺱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺃﻋﺮﻑ‬ ‫ﻟﺪﻓﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻣﻌﲎ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﳌﺎ ﺍﻧﻘﺴﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﲔ ﻣﺘﻜﺎﺳﻞ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺑﲔ ﻇﺎﻥ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻣﻦ ﲦﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻭﲰﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ: ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ، ‪‬ﻮﺍ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻄﱪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟﻌﻔﺮ‪‬ﺍ ﺍﳋﻠﺪﻱ،‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﺗﺮﻛﲏ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﳉﺌﺘﻜﻢ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻟﻘﺪ ﻣﻀﻴﺖ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺪﻭﺭﻱ ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫ﺣﺪﺙ ﻓﻜﺘﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﳎﻠﺴ‪‬ﺎ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ، ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻠﻘﻴﲏ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﺤﺒﻪ ﻣﻦ‬
  • 420. ‫-٧١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻳﺶ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻚ؟ ﻓﺄﺭﻳﺘﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﺗﺪﻉ ﻋﻠﻢ ﺍﳋﺮﻕ ﻭﺗﺄﺧﺬ ﻋﻠﻢ‬ ‫ﺍﻟﻮﺭﻕ. ﰒ ﺧﺮﻕ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ، ﻓﺪﺧﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﰲ ﻗﻠﱯ ﻓﻠﻢ ﺃﻋﺪ ﺇﱃ ﻋﺒﺎﺱ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺰﻝ ﺭﺑﺎﻁ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺃﻃﻠﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺧﻔﻴﺔ ﲝﻴﺚ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ، ﻓﺴﻘﻄﺖ ﺍﻟﺪﻭﺍﺓ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻛﻤﻲ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ: ﺍﺳﺘﺮ ﻋﻮﺭﺗﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﺱ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺑﻴﺪﻱ‬ ‫ﳏﱪﺓ، ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ: ﻏﻴﺐ ﺳﻮﺍﺩﻙ ﻋﲏ ﻳﻜﻔﻴﲏ ﺳﻮﺍﺩ ﻗﻠﱯ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ﺍﳌﺬﻛﺮ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﻗﻔﺖ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻘﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱄ ﻭﻣﻌﻲ ﳏﱪﺓ ﻓﺄﻧﺸﺄ ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﳌﺘﻘﺎﺭﺏ(‬ ‫ﻭﺟﺒﺖ ﺍﻟـﺒﻼﺩ ﻟﻮﺟـﺪ ﺍﻟﻘﻠـﻖ‬ ‫ﺗﺴﺮﺑﻠﺖ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺛـﻮﺏ ﺍﻟﻐـﺮﻕ‬ ‫ﻭﻋﻨﻚ ﻧﻄﻘﺖ ﻟﺪﻯ ﻣـﻦ ﻧﻄـﻖ‬ ‫ﻓﻔﻴﻚ ﻫﺘﻜـﺖ ﻗﻨـﺎﻉ ﺍﻟﻐـﻮﻯ‬ ‫ﺑﺮﺯﺕ ﻋﻠـﻴﻬﻢ ﺑﻌﻠـﻢ ﺍﳋـﺮﻕ‬ ‫ﺇﺫﺍ ـﺎﻃﺒﻮﱐ ـﻢ ـﻮﺭﻕ‬ ‫ﺑﻌﻠـ ﺍﻟـ‬ ‫ﺧـ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﺃﻛﱪ ﺍﳌﻌﺎﻧﺪﺓ ﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺍﻟﺼﺪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ،‬ ‫ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻷﻧﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﷲ ﻭﺷﺮﻋﻪ، ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﳌﺎ ﳛﺒﻪ‬ ‫ﻭﻳﻜﺮﻫﻪ، ﻓﺎﳌﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﷲ ﻭﻟﺸﺮﻋﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﻫﲔ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﻔﻄﻨﻮﺍ ﳌﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ: ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻻ ﻳﻐﺮﻧﻜﻢ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﺈﱐ ﻛﻨﺖ ﺃﺧﱮﺀ‬ ‫ﳏﱪﰐ ﰲ ﺟﻴﺐ ﻣﺮﻗﻌﱵ ﻭﺍﻟﻜﺎﻏﺪ ﰲ ﺣﺰﺓ ﺳﺮﺍﻭﻳﻠﻲ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺫﻫﺐ ﺧﻔﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ،‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﰊ ﺧﺎﺻﻤﻮﱐ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﺗﻔﻠﺢ، ﰒ ﺍﺣﺘﺎﺟﻮﺍ ﺇﱄ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﺮﻯ ﺍﶈﺎﺑﺮ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻫﺬﻩ ﺳﺮﺝ‬
  • 421. ‫-٨١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﳛﻤﻞ ﺍﶈﱪﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﱪ ﺳﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺟﻞ: ﺇﱃ ﻣﱴ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ؟ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺍﶈﱪﺓ ﺇﱃ ﺍﳌﻘﱪﺓ. ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﱵ ﻣﻨﺼﻮﺭﻳﻦ‬ ‫ﻻ ﻳﻀﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺬﳍﻢ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ«)١( ﻓﻘﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ‬ ‫ﻓﻼ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﻦ ﻫﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ: ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻷﺑﺪﺍﻝ ﻓﻤﻦ ﻳﻜﻮﻥ؟.‬ ‫ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻮﻡ ﺳﻮﺀ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻫﻮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺯﻧﺪﻳﻖ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻓﻜﺄﱐ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ: ﺑﻄﻠﺒﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﺮﻭﻕ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺪ‬ ‫ﻗﺎﻣﺖ ﻭﺍﳋﻠﻖ ﳎﺘﻤﻌﻮﻥ، ﺇﺫ ﻧﺎﺩﻯ ﻣﻨﺎﺩ: ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ، ﻓﺎﺻﻄﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﻔﻮﻓﹰﺎ، ﻓﺄﺗﺎﱐ‬ ‫ﻣﻠﻚ ﻓﺘﺄﻣﻠﺘﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﲔ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻜﺘﻮﺏ: ﺟﱪﻳﻞ ﺃﻣﲔ ﺍﷲ، ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺸﻐﻮﻝ‬ ‫ﺑﻨﺼﺐ ﺍﳌﻮﺍﺋﺪ ﻹﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻓﻘﻴﻞ ﻧﻌﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻐﻠﻚ ﻛﺜﺮﺓ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻣﻌﺎﺫ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮ ﺟﱪﻳﻞ ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ. ﻭﰲ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺬﺍﺑ‪‬ﺎ ﻭﻟﻌﻠﻬﺎ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﺮﻭﻕ ﻓﺄﺧﱪﱐ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )٩٥٤٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )١٢٩١/١٧١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٣٢٩١/٣٧١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ.‬
  • 422. ‫-٩١٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﺣﺪﺛﲏ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﲪﺰﺓ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲏ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﺮﻭﻕ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻱ ﻳﺄﰐ ﺑﺎﳌﻌﻀﻼﺕ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﳌﺎ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺎﺕ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﱂ ﻳﺼﱪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﺘﻜﻠﻤﻮﺍ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ ﻓﻮﻗﻌﺖ ﺍﻷﻏﺎﻟﻴﻂ‬ ‫ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻏﲑ‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﻭﻳﺴﻮﻗﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺇﱃ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻔﺮﺩﻭﺍ ﺑﻪ، ﻭﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﳜﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻗ ‪‬ﺍﻣﲔ ﺑﺸﺮﻋﻪ ﻳﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺨﺮﺻﲔ ﻭﻳﺒﻴﻨﻮﻥ ﻏﻠﻂ ﺍﻟﻐﺎﻟﻄﲔ.‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺒﺠﻠﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻠﺪﻱ ﻗﺎﻝ: ﺣﻀﺮﺕ‬ ‫ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻭﻗﺪ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﻛﻴ‪‬ﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺳﻨﻘﺮﺋﻚ ﻓﻼ ﺗﻨﺴﻰ﴾ ]ﺍﻷﻋﻠﻰ:‬ ‫ﹶ‬ ‫٦[، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﻻ ﺗﻨﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﺩﺭﺳﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ﴾‬ ‫]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٩٦١[، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﻳﻔﻀﺾ ﺍﷲ ﻓﺎﻙ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: ﻻ ﺗﻨﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻓﺘﻔﺴﲑ ﻻ ﻭﺟﻪ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻐﻠﻂ ﻓﻴﻪ ﻇﺎﻫﺮ. ﻷﻧﻪ ﻓﺴﺮﻩ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ‪‬ﻲ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ، ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺧﱪ ﻻ ‪‬ﻲ، ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻓﻤﺎ ﺗﻨﺴﻰ ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ‪‬ﻴ‪‬ﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﳎﺰﻭﻣ‪‬ﺎ، ﻓﺘﻔﺴﲑﻩ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺇﲨﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﺩﺭﺳﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٩٦١[ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ، ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﲟﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺪﺭﺳﻮﻥ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٩٧[، ﻻ ﻣﻦ ﺩﺭﻭﺱ‬ ‫ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺇﻫﻼﻛﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻣﻘﺴﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﻀﺮﺕ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ، ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:‬
  • 423. ‫-٠٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫﴿ﺇﻥ ﰱ ﺫﻟﻚ ﻟﺬﻛﺮﻯ ﳌﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻗﻠﺐ﴾ ]ﻕ: ٧٣[، ﻓﻘﺎﻝ: ﳌﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﷲ ﻗﻠﺒﻪ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ،‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻓﻨﺠﻴﻨﺎﻙ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻐﻢ﴾ ]ﻃﻪ: ٠٤[. ﻗﺎﻝ: ﳒﻴﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻢ ﺑﻘﻮﻣﻚ ﻭﻓﺘﻨﺎﻙ ﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻧﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﻩ ﺟﺮﺃﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﻢ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﻥ ﲟﺤﺒﺔ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﺟﻌﻞ ﳏﺒﺘﻪ ﺗﻔﱳ ﻏﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺒﺎﺣﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺯﻡ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺪﻭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻄﺎﺀ، ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺮﺑﲔ ﻓﺮﻭﺡ ﻭﺭﳛﺎﻥ ﻭﺟﻨﺔ ﻧﻌﻴﻢ﴾‬ ‫]ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ: ٨٨-٩٨[ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺮﻭﺡ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻭﺟﻪ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺍﻟﺮﳛﺎﻥ: ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ‬ ‫ﻟﻜﻼﻣﻪ، ﻭﺟﻨﺔ ﻧﻌﻴﻢ: ﻫﻮ ﺃﻥ ﻻ ﳛﺠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ، ﻭﻗﺪ ﲨﻊ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺜﺮﻩ ﻫﺬﻳﺎﻥ ﻻ ﳛﻞ ﳓﻮ ﳎﻠﺪﻳﻦ، ﲰﺎﻫﺎ:‬ ‫»ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ«، ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﻓﺎﲢﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻨﻬﻢ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﳕﺎ ﲰﻴﺖ ﻓﺎﲢﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻷ‪‬ﺎ‬ ‫ﺃﻭﺍﺋﻞ ﻣﺎ ﻓﺎﲢﻨﺎﻙ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﺑﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺗﺄﺩﺑﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺇﻻ ﺣﺮﻣﺖ ﻟﻄﺎﺋﻒ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﻷﻧﻪ ﻻ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﳌﻔﺴﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ. ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ: )ﺁﻣﲔ( ﺃﻱ: ﻗﺎﺻﺪﻭﻥ ﳓﻮﻙ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃ ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﺎﻧﺖ‬ ‫ﻡ‬ ‫ﺍﳌﻴﻢ ﻣﺸﺪﺩﺓ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﺇﻥ ﻳﺄﺗﻮﻛﻢ ﺃﺳﺎﺭﻯ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٥٨[، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ: ﻏﺮﻗﻰ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ: ﻏﺮﻗﻰ ﰲ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﺃﺳﺎﺭﻯ ﰲ ﺃﺳﺒﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻔﺪﻭﻫﻢ ﺇﱃ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻌﻼﺋﻖ.‬
  • 424. ‫-١٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ: ﺇﺫﺍ ﺃﺳﺮﲤﻮﻫﻢ ﻓﺪﻳﺘﻤﻮﻫﻢ، ﻭﺇﺫﺍ‬ ‫ﺣﺎﺭﺑﺘﻤﻮﻫﻢ ﻗﻠﺒﺘﻤﻮﻫﻢ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﻓﺴﺮﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﳌﺪﺡ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ: ﴿ﳛﺐ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﲔ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٢٢٢[ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺘﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ: ﴿ﻳﻘﺒﺾ ﻭﻳﺒﺴﻂ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٥٤٢[. ﺃﻱ: ﻳﻘﺒﻀﻚ ﺑﺈﻳﺎﻩ ﻭﻳﺒﺴﻄﻚ‬ ‫ﻹﻳﺎﻩ. ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺩﺧﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺁﻣﻨﺎ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٧٩[، ﺃﻱ: ﻣﻦ ﻫﻮﺍﺟﺲ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻭﺳﺎﻭﺱ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﻭﻫﺬﺍ ﻏﺎﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺒﺢ، ﻷﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻵﻳﺔ ﻟﻔﻆ ﺍﳋﱪ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ: ﻣﻦ ﺩﺧﻞ‬ ‫ﺍﳊﺮﻡ ﻓﺄﻣﻨﻮﻩ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﻓﺴﺮﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﱪ، ﰒ ﻻ ﻳﺼﺢ ﳍﻢ، ﻷﻧﻪ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳊﺮﻡ ﻣﺎ ﺃﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﳍﻮﺍﺟﺲ ﻭﻻ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﺇﻥ ﲡﺘﻨﺒﻮﺍ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﺗﻨﻬﻮﻥ ﻋﻨﻪ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ١٣[، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺗﺮﺍﺏ:‬ ‫ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ. ﴿ﻭﺍﳉﺎﺭ ﺫﻯ ﺍﻟﻘﺮﰉ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٦٣[، ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ: ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻠﺐ،‬ ‫﴿ﻭﺍﳉﺎﺭ ﺍﳉﻨﺐ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٦٣[: ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﴿ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٦٣[: ﺍﳉﻮﺍﺭﺡ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻭﻫﻢ ﻬﺑﺎ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٤٢[، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ: ﺍﳍ ‪‬ﺎﻥ ﳍﺎ،‬ ‫ﻤ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻬﺑﺎ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﻟﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺑﺸﺮ‪‬ﺍ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ١٣[، ﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ: ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺑﺄﻫﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻰ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﳒﺎﱐ: ﺍﻟﺮﻋﺪ ﺻﻌﻘﺎﺕ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ، ﻭﺍﻟﱪﻕ ﺯﻓﺮﺍﺕ ﺃﻓﺌﺪ‪‬ﻢ، ﻭﺍﳌﻄﺮ ﺑﻜﺎﺅﻫﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻓﻠﻠﻪ ﺍﳌﻜﺮ ﲨﻴﻌ‪‬ﺎ﴾ ]ﺍﻟﺮﻋﺪ: ٢٤[، ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﲔ: ﻻ ﻣﻜﺮ ﺃﺑﲔ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﻜﺮ ﺍﳊﻖ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ ﺣﻴﺚ ﺃﻭﳘﻬﻢ ﺃﻥ ﳍﻢ ﺳﺒﻴﻼ ﺇﻟﻴﻪ ﲝﺎﻝ، ﺃﻭ ﻟﻠﺤﺪﺙ ﺍﻗﺘﺮﺍﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺪﻡ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﻣﻌﲎ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻛﻔﺮ ﳏﺾ ﻷﻧﻪ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ‬
  • 425. ‫-٢٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﺎﳍﺰﻝ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳊﻼﺝ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺬﺍﻙ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﻟﻌﻤﺮﻙ﴾ ]ﺍﳊﺠﺮ: ٢٧[ ﺃﻱ: ﺑﻌﻤﺎﺭﺗﻚ ﺳﺮﻙ ﲟﺸﺎﻫﺪﺗﻨﺎ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﲨﻴﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻨﺲ، ﻭﻟﻘﺪ ﳘﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﺛﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ‬ ‫ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺷﻲﺀ ﺑﲔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﳋﻄﺄ ﻭﺍﳍﺬﻳﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻣﺎ‬ ‫ﺣﻜﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ، ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺟﻨﺲ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻬﺬﺍ ﺃﳕﻮﺫﺟﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ‬ ‫ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﰲ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻤﻊ« ﻗﺎﻝ: ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ:‬ ‫﴿ﺍﺩﻋﻮ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﲑﺓ﴾ ]ﻳﻮﺳﻒ: ٨٠١[، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ: ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻻ ﺃﺭﻯ ﻧﻔﺴﻲ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ: ﻟﻮ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻞ ﳑﺎ ﺳﻮﺍﻧﺎ ﻟﻮﻟﻴﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺮﺍﺭ‪‬ﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﻻ ﳛﻞ ﻷﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺇﳕﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻬﻒ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻳﺴﻤﻲ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﺴﺘﻨﺒﻄﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ: ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺫﻡ ﺍﳌﺎﻝ« ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺍﺟﻨﺒﲎ‬ ‫ﻭﺑﲎ ﺃﻥ ﻧﻌﺒﺪ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ﴾ ]ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ٥٣[، ﻗﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻋﲎ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﺇﺫ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ‬ ‫ﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳜﺸﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻵﳍﺔ ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ، ﻭﺇﳕﺎ ﻋﲎ ﺑﻌﺒﺎﺩﺗﻪ ﺣﺒﻪ ﻭﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺭ ﺑﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﱂ ﻳﻘﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺷﻌﻴﺐ:‬ ‫﴿ﻭﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﺭﺑﻨﺎ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٩٨[، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻣﻴﻞ‬ ‫ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺃﻣﺮ ﳑﺘﻨﻊ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ، ﰒ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻳﺘﺼﻮﺭ ﰲ ﺣﻘﻪ ﺍﻹﺷﺮﺍﻙ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻌﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻭﺍﺟﻨﺒﲎ ﻭﺑﲎ﴾‬ ‫]ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ٥٣[، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﻗﺪ ﻋﺒﺪ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻖ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ، ﻧﺎ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻄﻨﺎﺟﲑﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻧﻔﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﲟﺎ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ: ﴿ﺇﻥ ﰱ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬
  • 426. ‫-٣٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻵﻳﺎﺕ ﻷﻭﱃ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٠٩١[، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻢ ﻵﻳﺎﺕ ﱄ، ﻓﺄﺿﺎﻓﻮﺍ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻷﻭﱄ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﴿ﻭﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺮﻳﺢ﴾ ]ﺳﺒﺄ:‬ ‫٢١[ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﱄ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ.‬ ‫ﻭﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﲪﺰﺓ ﺍﳋﺮﺍﺳﺎﱐ: ﻗﺪ ﻳﻘﻄﻊ ﺑﺄﻗﻮﺍﻡ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﴿ﻛﻠﻮﺍ ﻭﺍﺷﺮﺑﻮﺍ ﻫﻨﻴﺌﹰﺎ ﲟﺎ‬ ‫ﺃﺳﻠﻔﺘﻢ ﰱ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﳋﺎﻟﻴﺔ﴾ ]ﺍﳊﺎﻗﺔ: ٤٢[، ﻓﺸﻐﻠﻬﻢ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﻻ ﻣﻜﺮ ﻓﻮﻕ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺣﺴﺮﺓ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻭﻓﻘﻜﻢ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻤﺎﻗﺔ ﻭﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻪ ﻣﻜﺮ‪‬ﺍ،‬ ‫ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﳌﻜﺮ ﻬﺑﺬﺍ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ. ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻗﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ‬ ‫ﻭﻻ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﺸﻐﻮﻟﲔ ﺏ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻓﻤﺎ ﺃﺟﺮﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻘﺒﺎﺡ. ﻭﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺎﳌﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻌﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﲎ ﺍﳌﻜﺮ،‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻣﻌﲎ ﻣﻜﺮﻩ ﻭﺧﺪﺍﻋﻪ ﺃﻧﻪ ﳎﺎﺯﻱ ﺍﳌﺎﻛﺮﻳﻦ ﻭﺍﳋﺎﺩﻋﲔ.‬ ‫ﻭﺇﱐ ﻷﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﺭﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻘﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻛﻴﻒ ﺍﻧﺒﺴﻄﻮﺍ‬ ‫ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻩ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﻭﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺣﺪﺛﻨﺎ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﳊﺮﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﺛﻨﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﺳﻬﻴﻞ ﺃﺧﻮ ﺣﺰﻡ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﳉﻮﱐ، ﻋﻦ ﺟﻨﺪﺏ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﲪﺪﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ، ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﲑ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٢٥٦٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ )٢٥٩٢( ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬
  • 427. ‫-٤٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺭ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﺖ ﻟﻨﺎ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﻜﺮ، ﺇﱐ‬ ‫ﻷﻗﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ، ﻟﻜﲏ ﺃﻧﺒﻪ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺢ ﻣﺎ ﻳﺘﺨﺎﻳﻠﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳉﻬﻠﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ ﺭﻭﳝ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳌﺸﺎﻳﺦ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﺷﻬﺪﻧﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭﻃﻴﺒﻬﺎ، ﻓﺘﻌﺎﻟﻮﺍ ﻧﺘﺬﺍﻛﺮ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﺌﻼ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻴﻠﺘﻨﺎ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻧﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺍﶈﺒﺔ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﺘﻜﻠﻢ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﳌﻜﻲ، ﻓﻮﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﻮﻝ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ، ﻓﻘﺎﻡ‬ ‫ﻭﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺻﺤﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻘﻤﺮﺓ ﻓﻮﺟﺪ ﻗﻄﻌﺔ ﺭﻕ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻭﲪﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺍﺳﻜﻨﻮﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺟﻮﺍﺑﻜﻢ، ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻜﺘﻮﺏ:‬ ‫ﻣ ﹼﺎﺭ ﻣ ﹼﺎﺭ، ﻭﻛﻠﻜﻢ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﺣﺒﻪ ﻭﺃﺣﺮﻡ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺍﻓﺘﺮﻗﻮﺍ ﻓﻤﺎ ﲨﻌﻬﻢ ﺇﻻ ﺍﳌﻮﺳﻢ.‬ ‫ﻜ ﻜ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﻩ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﺍ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﻻ ﻳﻮﺛﻖ ﺑﻪ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﺻﺤﺖ ﻓﺈﻥ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ ﺃﻟﻘﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻕ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﻇﻨﻮﺍ ﺃ‪‬ﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺑﻈﻨﻮ‪‬ﻢ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﻌﲎ ﺍﳌﻜﺮ ﻣﻨﻪ ﺍ‪‬ﺎﺯﺍﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﺮ. ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻪ: ﻣ ﹼﺎﺭ، ﻓﻔﻮﻕ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺍﳉﻬﻞ ﻭﻓﻮﻕ ﺍﳊﻤﺎﻗﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻇﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻧﺎ ﺍﻷﺯﺟﻲ، ﺛﺎ ﺍﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺍﳋﻠﺪﻱ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺭﻭﳝ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻏ‪‬ﺐ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﰲ ﺃﺷﻴﺎﺀ: ﻣﻜﺮﻩ ﰲ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﻏ‪‬ﺐ ﺧﺪﺍﻋﻪ ﰲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻟﻄﻔﻪ، ﻭﻏ‪‬ﺐ ﻋﻘﻮﺑﺎﺗﻪ ﰲ ﺑﺎﺏ ﻛﺮﺍﻣﺎﺗﻪ.‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﲣﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻨﺲ ﻭﺟﺮﺃﺓ.‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ )١٥٩٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ« ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫١/٩٦٢.‬
  • 428. ‫-٥٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ،‬‫‪‬‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺧﺎﱄ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻮﻳﻪ: ﺧﺮﺝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺃﺥ ﻟﻪ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ‪‬ﺮ ﺟﻴﺤﻮﻥ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﻟﻪ ﺣﺎﻓﺘﺎ ﺍﻟﻨﻬﺮ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﻴﺪﻱ ﺇﻳﺶ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻜﺮ ﺍﳋﻔﻲ، ﻭﻋﺰﺗﻚ ﻣﺎ ﻋﺒﺪﺗﻚ ﳍﺬﺍ، ﰒ ﺭﺟﻊ ﻭﱂ ﻳﻌﱪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ: ﻭﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﺬﻛﺮ، ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻋﺮﻑ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺻﺎﺭ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﻮﺍﺑ‪‬ﺎ، ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺍﳉﻨﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺑﺎﻻ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﻩ ﺟﺮﺃﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﰲ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﳌﻜﺮ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ‬ ‫‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﺎﻟﺐ ﻭﺑﺎﻻﹰ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺑﺎﻻ ﻟﻠﻌﺎﺭﻓﲔ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻐﲑﻫﻢ؟ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺒﻌﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﻟﻮﺭﺛﺎﱐ، ﺛﻨﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﳌﻬﻠﱯ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻃﻴﻔﻮﺭ‪‬ﺍ ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﰲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺘﲔ:‬ ‫ﻃﺒﻘﺔ ﺗﺰﻭﺭﻩ ﻣﱴ ﺷﺎﺀﺕ ﻭﺃﱏ ﺷﺎﺀﺕ، ﻭﻃﺒﻘﺔ ﺗﺰﻭﺭﻩ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰒ ﻻ ﺗﺰﻭﺭﻩ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺟﻌﻞ ﳍﻢ ﺳﻮﻗﹰﺎ، ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﺍﺀ‬ ‫ﻭﻻ ﺑﻴﻊ ﺇﻻ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻓﻤﻦ ﺩﺧﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﱂ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﷲ‬ ‫ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﳜﺪﻋﻚ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ، ﻭﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﳜﺪﻋﻚ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ،‬ ‫ﻓﺄﻧﺖ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻮﻕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﳉﻨﺔ ﺧﺪﻳﻌﺔ ﻭﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻟﻼﻧﻘﻄﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ‬ ‫ﻗﺒﻴﺢ، ﻭﺇﳕﺎ ﳚﻌﻞ ﳍﻢ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺛﻮﺍﺑ‪‬ﺎ ﻻ ﺧﺪﻳﻌﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺫﻥ ﳍﻢ ﰲ ﺃﺧﺬ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﰒ ﻋﻮﻗﺒﻮﺍ‬ ‫ﲟﻨﻊ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻓﻘﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﳌﺜﻮﺑﺔ ﻋﻘﻮﺑﺔ. ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﱂ‬ ‫ﻳﻌﺪ ﺇﱃ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻭﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ؟ ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻐﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﻧﱯ، ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ ﻋﻠﻤﻬﺎ؟.‬
  • 429. ‫-٦٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺍﻭﻱ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻴﺐ: »ﲨﻌﲏ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﺇﻳﺎﻙ ﰲ ﺳﻮﻕ ﺍﳉﻨﺔ«)١(، ﺃﻓﺘﺮﺍﻩ ﻃﻠﺐ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ؟ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻗﺘﻨﺎﻋﻬﻢ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺃﻭﺟﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ.‬ ‫ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳋﻮﺍﻃﺮ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺎﺕ ﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﲦﺮﺍﺕ ﻋﻠﻤﻪ، ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﳌﹰﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻮﺍﻃﺮﻩ‬ ‫ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻷ‪‬ﺎ ﲦﺮﺍﺕ ﻋﻠﻤﻪ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﻓﺜﻤﺮﺍﺕ ﺍﳉﻬﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﺣﻈﻪ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺭﺃﻳﺖ ﲞﻂ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺟﺎﺯ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺣﱴ‬ ‫ﺗﻌﺬﻬﺑﻢ؟ ﻛﻒ ﻋﻈﺎﻡ، ﺟﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ، ﺍﻋﻒ ﻋﻨﻬﻢ.‬ ‫ﹶ ‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻗﻠﺔ ﻋﻠﻢ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ: ﻛﻒ ﻋﻈﺎﻡ، ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﻟﻶﺩﻣﻲ،‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﻛﻒ ﻋﻈﺎﻡ. ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺟﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻓﺮﻋﻮﻥ، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺍﻋﻒ ﻋﻨﻬﻢ، ﺟﻬﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﺧﱪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻐﻔﺮ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ، ﳌﻦ ﻣﺎﺕ ﻛﺎﻓﺮ‪‬ﺍ، ﻓﻠﻮ ﻗﺒﻠﺖ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﰲ ﻛﺎﻓﺮ ﻟﻘﺒﻞ ﺳﺆﺍﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ‬ ‫ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺃﺑﻴﻪ، ﻭﳏﻤﺪ ﰲ ﺃﻣﻪ، ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻜﻮﻓﺎﱐ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻗﻮﺭﻱ ﺍﳋﺒﻮﺷﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﻳﻘﻮﻝ: ﻋ‪‬ﺒﺮ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﱪﺓ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻌﺬﻭﺭﻳﻦ. ﻭﻣﺮ ﲟﻘﱪﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻐﺮﻭﺭﻳﻦ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻓﺴﺮﻩ ﺍﻟﺴﺎﺭﺝ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺄﻧﻪ ﳌﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﳍﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻓﻌﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩ‪‬ﺍ ﰲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺟﻌﻞ ﻧﺼﻴﺒﻬﻢ ﺍﻟﺴﺨﻂ‬ ‫ﻓﺬﻟﻚ ﻋﺬﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ: ﻭﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻗﺒﻴﺢ ﻷﻧﻪ ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻻ ﻏﲑﻩ.‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٢٥٦٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ )٢٥٩٢( ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ‬ ‫ﺳﻬﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬
  • 430. ‫-٧٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻏﲑﻩ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﻧﺎ‬ ‫ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻗﺎﻝ: ﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺨﺸﱯ ﺇﱃ ﺃﰊ، ﻓﺠﻌﻞ ﺃﰊ ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﻼﻥ ﺿﻌﻴﻒ، ﻭﻓﻼﻥ ﺛﻘﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺗﺮﺍﺏ: ﻳﺎ‬ ‫ﺷﻴﺦ ﻻ ﺗﻐﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺃﰊ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻭﳛﻚ، ﻫﺬﻩ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﻏﻴﺒﺔ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺪﺑﺮ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﰎ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻨﺎ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳉﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ« ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻇﻬﺮ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺛﻘﺔ ﺃﻭ ﻏﲑ ﺛﻘﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ: ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﳏﻤﺪ، ﻛﻢ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻗﺪ ﺣﻄﻮﺍ ﺭﻭﺍﺣﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻣﻨﺬ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﺋﱵ ﺳﻨﺔ،‬ ‫ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺬﻛﺮﻫﻢ ﻭﺗﻐﺘﺎﻬﺑﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﱘ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﺒﻜﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻟﻮ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﺼﻨﻴﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﱂ ﺃﺻﻨﻔﻪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻋﻔﺎ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﰎ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻘﻴﻬ‪‬ﺎ ﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺭﺩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﰊ ﺗﺮﺍﺏ، ﻭﻟﻮﻻ ﺍﳉﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ؟‬ ‫ﰒ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻻ ﳝﻨﻊ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮﻫﻢ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﺗﺴﻤﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﻏﻴﺒﺔ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺳﻮﺀ. ﰒ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺍﳉﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻛﻴﻒ ﻫﻮ ﻳﺰﻛﻲ ﻛﻼﻣﻪ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻴﻮﺳﻒ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﱵ ﲢﻜﻲ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻹﺭﺩﺑﻴﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺍﷲ‬ ‫ﺃﻣﺴﻚ ﻋﻦ ﺭﻓﻊ ﺣﻮﺍﺋﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﳌﺎ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺄﺣﻮﺍﻟﻪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺳﺪ ﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﺟﻬﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﺧﲑﻭﻥ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺮﻯﺀ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻷﻫﻮﺍﺯﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﲰﻊ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻳﻒ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻭﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻭﻗﺪ‬
  • 431. ‫-٨٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺳﺄﻟﻪ ﺷﺎﺏ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ِﻟﻢ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﷲ، ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ: ﺃﺳﺘﺤﻲ ﺃﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻭﺟﻪ ﺇﺛﺒﺎﺗ‪‬ﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﻔﻲ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ: ﺃﺭﻳﺪ ﺣﺠﺔ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﺸﻰ ﺃﱐ ﺃﺅﺧﺬ‬ ‫ﰲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﻻ ﺃﺻﻞ ﺇﱃ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ، ﻭﳛﺚ ﻋﻠﻴﻬﺎ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ: ﻋﻨﻪ: »ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﺩﺑﺮ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ‬ ‫ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ«)١(، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ: »ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ«)٢(، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﳌﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ، ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺎ ﱂ‬ ‫ﳜﺘﺮﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ، ﻧﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﺃﺫﺍﻥ ﺍﳌﺆﺫﻥ ﻓﻘﺎﻝ: ﻃﻌﻨﻪ ﺳﻢ ﺍﳌﻮﺕ، ﻭﲰﻊ ﻧﺒﺎﺡ ﻛﻠﺐ ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﺒﻴﻚ ﻭﺳﻌﺪﻳﻚ،‬ ‫ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﳌﺆﺫﻥ ﺃﻏﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﻏﺎﻓﻞ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺟﺮﺓ‬ ‫ﻭﻟﻮﻻﻫﺎ ﻣﺎ ﺃﺫﻥ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻗﻠﺖ: ﻃﻌﻨﻪ ﺳﻢ ﺍﳌﻮﺕ، ﻭﺍﻟﻜﻠﺐ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻼ ﺭﻳﺎﺀ ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﻗﺪ ﻗﺎﻝ: ﴿ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺷﻰﺀ ﺇﻻ ﻳﺴﺒﺢ ﲝﻤﺪﻩ﴾ ]ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ: ٤٤[.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﻋﺼﻤﻨﺎ ﺍﷲ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻟﻞ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﳋﺮﺍﻁ، ﻧﺎ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ، ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﺑﻀ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﳊﻴﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻧﺢ‬ ‫ﹰ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ:ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺫﺍﻥ )٤٤٨(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ )٣٩٥/٧٣١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪ )٠٢١١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٩٦٧/٩٩١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.‬
  • 432. ‫-٩٢٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﺪﻙ ﻋﻦ ﳊﻴﺔ ﺍﷲ، ﻓﺮﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ، ﻓﻄﻠﺒﺖ ﻭﺃﺧﺬﺕ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻧﺒﺢ ﻛﻠﺐ ﻓﻘﻠﺖ: ﻟﺒﻴﻚ، ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺍﳌﺆﺫﻥ ﻓﻘﻠﺖ: ﻃﻌﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:‬ ‫﴿ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺷﻰﺀ ﺇﻻ ﻳﺴﺒﺢ ﲝﻤﺪﻩ﴾ ﻓﻘﻠﺖ:‬ ‫ﻟﺒﻴﻚ، ﻷﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﳌﺆﺫﻥ، ﻓﺈﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻠﻮﺙ ﺑﺎﳌﻌﺎﺻﻲ ﻏﺎﻓﻞ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﻮﻟﻚ ﻟﻠﺮﺟﻞ: ﻧﺢ ﻳﺪﻙ ﻋﻦ ﳊﻴﺔ ﺍﷲ. ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ. ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﷲ ﻭﳊﻴﺘﻪ‬ ‫ﷲ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻟﻪ؟‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭﻗﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﺒﻴﻂ، ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻮﺟﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻮﻫﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﺻﻔﺔ ﺍﳌﻠﻚ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ‬ ‫ﺍﷲ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ، ﻭﺍﷲ ﻟﻮ ﻋﺮﻓﻮﻩ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ: ﻭﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﱪﺩﺍﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﺄﻟﻪ: ﻣﺎ ﺍﲰﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺁﺩﻡ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻳﻠﻚ. ﺃﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺻﻨﻊ ﺁﺩﻡ؟ ﺑﺎﻉ ﺭﺑﻪ‬ ‫ﺑﻠﻘﻤﺔ. ﰒ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺬﺭﱐ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ: ﻭﲰﻌﺖ ﺑﻜﺮﺍﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳉﺒﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﺒﻠﻲ ﺟﻠﻴﺲ ﻓﺄﻋﻠﻤﻪ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻊ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺍﻗﺾ ﺩﻳﻨﻚ، ﻭﻃﻠﻖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻚ، ﻓﻔﻌﻞ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻳﺘﻢ ﺃﻭﻻﺩﻙ‬ ‫ﺑﺄﻥ ﺗﺆﻳﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﻚ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ، ﻓﺠﺎﺀ ﺑﻜﺴﺮ ﻗﺪ ﲨﻌﻬﺎ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻃﺮﺣﻬﺎ ﺑﲔ‬ ‫ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻛﻞ ﻣﻌﻬﻢ.‬ ‫ﹸﹾ‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ، ﻧﺎ ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳊﺮﻓﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﳏﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻘﺮﻁ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻧﺎ‬ ‫‪‬‬
  • 433. ‫-٠٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳋﻠﻘﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﰲ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﺷﺎﺑ‪‬ﺎ ﺑﻼ ﻣﺌﺰﺭ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ‬ ‫ﻏﻼﻡ ﺃﻻ ﺗﻐﻄﻲ ﻋﻮﺭﺗﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﺳﻜﺖ ﻳﺎ ﺑﻄﺎﻝ، ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ﻓﻼ ﺗﺸﻬﺪ ﺇﻻ‬ ‫ﺍﳊﻖ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻓﻼ ﺗﺸﻬﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺍﳊﻖ ﻣﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﳊﻖ، ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ‬ ‫ﻣﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈﺴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﺛﲏ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺴﲑﺍﰲ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺣﻀﺮﺕ ﺑﺸﲑﺍﺯ ﻋﻨﺪ ﻗﺎﺿﻴﻬﺎ ﺃﰊ‬ ‫ﺳﻌﺪ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺪﺍﻭﺩﻱ ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﻮﰲ ﻭﺻﻮﻓﻴﺔ ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ‬ ‫ﻣﻔﺮﻁ ﺟﺪ‪‬ﺍ، ﺣﱴ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﺃﻟﻮﻑ، ﻓﺎﺳﺘﻌﺪﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ،‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ، ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺯﻭﺟﻲ، ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻘﲏ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ،‬ ‫ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﲤﻨﻌﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﻳﺘﻌﺠﺐ ﻭﺣﻨﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰒ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﳍﺎ: ﻭﻛﻴﻒ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻷﻧﻪ ﺗﺰﻭﺝ ﰊ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﻗﺎﺋﻢ ﰊ ﻭﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ‬ ‫ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﻣﲏ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻌﻨﺎﻱ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﱪ ﺣﱴ ﻳﻨﻘﻀﻲ‬ ‫ﻣﻌﻨﺎﻱ ﻣﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﲏ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ: ﻛﻴﻒ ﺗﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ؟ ﰒ ﺃﺻﻠﺢ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺧﺮﺟﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻃﻼﻕ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ« ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﺎﻝ: ﻟﻠﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺳﺮ ﻟﻮ‬ ‫ﺃﻇﻬﺮ ﺑﻄﻠﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻭﻟﻠﻨﺒﻮﺓ ﺳﺮ ﻟﻮ ﻛﺸﻒ ﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺏ ﺍﷲ ﺳﺮ ﻟﻮ ﺃﻇﻬﺮﻭﻩ‬ ‫ﻟﺒﻄﻠﺖ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻂ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺃﻥ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ‬ ‫ﳜﺎﻟﻒ ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ: ﺿﺎﻉ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻟﺪ ﺻﻐﲑ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻟﻮ ﺳﺄﻟﺖ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﺮﺩﻩ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻀﻲ ﺃﺷﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺫﻫﺎﺏ ﻭﻟﺪﻱ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻃﺎﻝ ﺗﻌﺠﱯ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ، ﻛﻴﻒ ﳛﻜﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﰲ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻻﺳﺘﺤﺴﺎﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺿﻰ ﻋﻦ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﺽ.‬
  • 434. ‫-١٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ: ﺩﺧﻞ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳋﲑ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺭﻳﺪ‬ ‫ﺃﻥ ﺃﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺗﺮﺩ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﲤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺗﺮﻳﺪ ﺑﻼ ﺑﺪ. ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺑﺮﺋﺖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻣﺎﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻨﺪﻱ، ﺍﲪﻠﻮﻩ ﺍﻵﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﻻ ﻻ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ. ﻳﻌﲏ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻇﻬﺮ ﻋﻴﺒ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺏ ﻓﺈﻧﻪ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺒﺢ. ﻭﳑﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﰲ ﺩﻓﻊ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻣﺎ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ،‬ ‫ﺃﺧﱪﱐ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﻀﱯ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﺎﺳﺮﺟﺴﻲ ﳛﻜﻲ ﻋﻦ ﺟﺪﻩ، ﻭﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﻭﺍﳊﺴﲔ ﺍﺑﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺎﺳﺮﺟﺲ ﺃﺧﻮﻳﻦ ﻳﺮﻛﺒﺎﻥ ﻓﻴﺘﺤﲑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺯﻳﻬﻤﺎ‬ ‫ﻓﺎﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻤﺎ، ﻓﻘﺼﺪﺍ ﺣﻔﺺ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻟﻴﺴﻠﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻤﺎ‬ ‫ﺣﻔﺺ: ﺃﻧﺘﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺧﺎﺭﺝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳊﺞ، ﻭﺇﺫﺍ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﺃﺳﻠﻤﺘﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﻈﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﺈﻧﻪ ﺷﻴﺦ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﻭﺍﳌﻐﺮﺏ،‬ ‫ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺎ، ﻓﻤﺮﺽ ﺍﳊﺴﲔ ﻭﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺃﺳﻠﻢ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﻩ ﺍﶈﻨﺔ ﺇﳕﺎ ﺟﻠﺒﻬﺎ ﺍﳉﻬﻞ، ﻓﻠﻴﻌﺮﻑ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﻆ ﻣﻦ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻟﻘﺎﻝ: ﺃﺳﻠﻤﺎ ﺍﻵﻥ، ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺗﺄﺧﲑ ﺫﻟﻚ ﳊﻈﺔ، ﻭﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ، ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩﻱ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻟﻠﻤﻊ« ﳌﻊ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻣﺮﺽ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﻜﻲ ﻓﻘﻞ: ﺃﻭﻩ، ﻓﻬﻮ ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺃﲰﺎﺀ‬ ‫ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﺆﻣﻦ، ﻭﻻ ﺗﻘﻞ: ﺃﻓﺮﺝ، ﻓﺈﻧﻪ ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﻓﻬﺬﻩ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻓﻘﻬﻬﻢ ﻧﺒﻬﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻭﺳﻮﺀ ﻓﻬﻤﻬﻢ ﻭﻛﺜﺮﺓ‬ ‫ﺧﻄﺌﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺣﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻘﺮﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ‬
  • 435. ‫-٢٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻄﺎﺀ ﺍﳍﺮﻭﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻈﻔﺮ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺴﻼﻣﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺼﺮﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﰊ ﻳﻘﻮﻝ: ﺻﺤﺒﺖ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﲔ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺪﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻻ‬ ‫ﻫﺬﻳﻦ ﺍﳊﺮﻓﲔ: ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺳﻴﻒ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﺃﻻ ﺗﻘﺪﺭ.‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺸﻄﺢ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻃﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﺼﻤﺖ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﱪﺕ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﳋﻮﻑ ﻏﺎﻟﺒ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻨﻬﻢ.‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ: ﻟﻴﺘﲏ ﻛﻨﺖ ﺷﻌﺮﺓ ﰲ ﺻﺪﺭ ﻣﺆﻣﻦ. ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ: ﺍﻟﻮﻳﻞ‬ ‫ﻟﻌﻤﺮ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ: ﻟﻴﺘﲏ ﺇﺫﺍ ﻣﺖ ﻻ ﺃﺑﻌﺚ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻨﻬﺎ: ﻟﻴﺘﲏ ﻛﻨﺖ ﻧﺴﻴ‪‬ﺎ ﻣﻨﺴﻴ‪‬ﺎ. ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﳊﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻮﺕ: ﺗﺮﺟﻮ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻐﻔﺮ ﳌﺜﻠﻲ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﳕﺎ ﺻﺪﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﻟﻘﻮﺓ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺏ ﺍﷲ،‬ ‫ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺗﻮﺭﺙ ﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﳋﺸﻴﺔ. ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺇﳕﺎ ﳜﺸﻰ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ﴾ ]ﻓﺎﻃﺮ: ٨٢[، ﻭﻗﺎﻝ »ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻓﻜﻢ ﺑﺎﷲ ﻭﺃﺷﺪﻛﻢ ﻟﻪ ﺧﺸﻴﺔ«)١(. ﻭﳌﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻻﺣﻈﻮﺍ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ، ﻭﺍﺗﻔﻖ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫ﻓﺎﻧﺒﺴﻄﻮﺍ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﻭﻯ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﳝﻦ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ‬ ‫ﺍﻟﺮﻫﺎﻭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﺰﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺪﺋﻴﻠﻲ ﻳﻘﻮﱄ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٦٠٥(، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٨٠١١/٤٧( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺃﰉ ﺳﻠﻤﺔ.‬
  • 436. ‫-٣٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﺩﺩﺕ ﺃﻥ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﱴ ﺃﻧﺼﺐ ﺧﻴﻤﱵ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻨﻢ،‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺭﺟﻞ: ﻭﱂ ﺫﺍﻙ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱐ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺟﻬﻨﻢ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﺗﲏ ﲣﻤﺪ، ﻓﺄﻛﻮﻥ ﺭﲪﺔ‬ ‫ﻟﻠﺨﻠﻖ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ. ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﱐ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﱐ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻮﻳﺔ، ﱐ ﻃﻴﻔﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﱐ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺪﺋﻴﻠﻲ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﺍﳉﻨﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬ ‫ﻓﺄﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﲏ ﺍﻟﻨﺎﺭ.‬ ‫ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﱂ؟ ﻗﺎﻝ: ﺣﱴ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﳋﻼﺋﻖ ﺃﻥ ﺑﺮﻩ ﻭﻟﻄﻔﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻊ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ، ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﲢﻘﲑ ﻣﺎ ﻋﻈﻢ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻣﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﺈﻧﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺎﻟﻎ ﰲ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﱴ ﻭﻗﻮﺩﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﳊﺠﺎﺭﺓ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٤٢[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﺇﺫﺍ ﺭﺃ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ ﲰﻌﻮﺍ ﳍﺎ ﺗﻐﻴﻈﹰﺎ‬ ‫ﻭﺯﻓﲑ‪‬ﺍ﴾ ]ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ: ٢١[، ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻈﻔﺮ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﻋﲔ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﺑﺮﻱ، ﺛﻨﺎ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﺛﻨﺎ‬ ‫ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﻣﺎﻟﻚ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ، ﻋﻦ ﺍﻷﻋﺮﺝ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫»ﺇﻥ ﻧﺎﺭﻛﻢ ﻫﺬﻩ ﻣﺎ ﻳﻮﻗﺪ ﺑﻨﻮ ﺁﺩﻡ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﲔ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺣﺮ ﺟﻬﻨﻢ«. ﻗﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ: ﻭﺍﷲ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ: »ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻓﻀﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺘﺴﻌﺔ ﻭﺳﺘﲔ‬ ‫ﺟﺰﺀًﺍ ﻛﻠﻬﻦ ﻣﺜﻞ ﺣﺮﻫﺎ«)١( ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫ﻭﰲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻳﺆﺗﻰ ﲜﻬﻨﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﳍﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﺯﻣﺎﻡ، ﻣﻊ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻡ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻚ ﳚﺮﻭ‪‬ﺎ«)٢(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺑﺪﺀ ﺍﳋﻠﻖ )٥٦٢٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻨﺔ )٤٣٨٢/٠٣(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻨﺔ )٢٤٨٢/٩٢(.‬
  • 437. ‫-٤٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﺎﻟﻚ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻬﺑﺰ ﺑﻦ ﺃﺳﺪ، ﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻋﻦ ﻣﻄﺮﻑ، ﻋﻦ ﻛﻌﺐ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ: ﻳﺎ ﻛﻌﺐ ﺧ ‪‬ﻓﻨﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﻋﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﺭﺟﻞ ﻟﻮ ﻭﺍﻓﻴﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﻌﻤﻞ ﺳﺒﻌﲔ ﻧﺒﻴ‪‬ﺎ ﻻﺯﺩﺭﺃﺕ ﻋﻤﻠﻚ ﳑﺎ‬ ‫ﺗﺮﻯ، ﻓﺄﻃﺮﻕ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻠﻴ‪‬ﺎ ﰒ ﺃﻓﺎﻕ، ﻗﺎﻝ: ﺯﺩﻧﺎ ﻳﺎ ﻛﻌﺐ، ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ‬ ‫ﻟﻮ ﻓﺘﺢ ﻣﻦ ﺟﻬﻨﻢ ﻗﺪﺭ ﻣﻨﺨﺮ ﺛﻮﺭ ﺑﺎﳌﺸﺮﻕ ﻭﺭﺟﻞ ﺑﺎﳌﻐﺮﺏ ﻟﻐﻠﻰ ﺩﻣﺎﻏﻪ ﺣﱴ ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺮﻫﺎ. ﻓﺄﻃﺮﻕ ﻋﻤﺮ ﻣﻠﻴ‪‬ﺎ ﰒ ﺃﻓﺎﻕ ﻓﻘﺎﻝ: ﺯﺩﻧﺎ ﻳﺎ ﻛﻌﺐ، ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺇﻥ ﺟﻬﻨﻢ‬ ‫ﻟﺘﺰﻓﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺯﻓﺮﺓ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻠﻚ ﻣﻘﺮﺏ ﻭﻻ ﻧﱯ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺇﻻ ﺧﺮ ﺟﺎﺛﻴ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺏ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻏﲑ ﻧﻔﺴﻲ)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺛﻨﺎ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳉﻨﻴﺪ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ‬ ‫ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﺛﻨﺎ ﺳﺎﱂ ﺍﳋﻮﺍﺹ، ﻋﻦ ﻓﺮﺍﺕ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ، ﻋﻦ ﺯﺍﺫﺍﻥ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻛﻌﺐ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﲨﻊ ﺍﷲ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺻﻌﻴﺪ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻧﺰﻟﺖ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺻﻔﻮﻓﹰﺎ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺟﱪﺍﺋﻴﻞ ﺍﺋﺘﲏ ﲜﻬﻨﻢ، ﻓﻴﺄﰐ ﻬﺑﺎ ﺟﱪﻳﻞ‬ ‫ﻓﺘﻘﺎﺩ ﺑﺴﺒﻌﲔ ﺃﻟﻒ ﺯﻣﺎﻡ، ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﳋﻼﺋﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﺯﻓﺮﺕ ﺯﻓﺮﺓ‬ ‫ﻃﺎﺭﺕ ﳍﺎ ﺃﻓﺌﺪﺓ ﺍﳋﻼﺋﻖ، ﰒ ﺯﻓﺮﺕ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻠﻚ ﻣﻘﺮﺏ ﻭﻻ ﻧﱯ ﻣﺮﺳﻞ ﺇﻻ ﺟﺜﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ، ﰒ ﺗﺰﻓﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺘﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﳊﻨﺎﺟﺮ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻓﻴﻔﺰﻉ ﻛﻞ ﺍﻣﺮﻯﺀ ﺇﱃ‬ ‫ﻋﻤﻠﻪ ﺣﱴ ﺇﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋﻠﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ِﺑﺨﱠﱵ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺇﻻ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﻮﺳﻰ: ﲟﻨﺎﺟﺎﰐ‬ ‫‪‬ﻠ‬ ‫ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺇﻻ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﺇﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻟﻴﻘﻮﻝ: ﲟﺎ ﺃﻛﺮﻣﺘﲏ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺇﻻ ﻧﻔﺴﻲ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻣﺮﱘ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﻭﻟﺪﺗﲏ. ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﻳﺎ ﺟﱪﺍﺋﻴﻞ ﻣﺎ ﱄ ﻻ ﺃﺭﻯ ﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ ﻻ‬ ‫ﻳﻀﺤﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺿﺤﻚ ﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ ﻣﺬ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻣﺎ ﺟ ﱠﺖ ﱄ ﻋﲔ ﻣﺬ ﺧﻠﻘﺖ‬ ‫ﻔ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٥/٨٦٣، ٩٦٣، ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺟﺪﻋﺎﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ.‬
  • 438. ‫-٥٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺟﻬﻨﻢ ﳐﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﺃﻋﺼﻲ ﺍﷲ ﻓﻴﺠﻌﻠﲏ ﻓﻴﻬﺎ«)١(.‬ ‫ﻭﺑﻜﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺭﻭﺍﺣﺔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ: ﻣﺎ ﻟﻚ ﺗﺒﻜﻲ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺌﺖ ﺃﱐ ﻭﺍﺭﺩ‬ ‫ﻭﱂ ﺃﻧﺒﺄ ﺃﱐ ﺻﺎﺩﺭ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻫﻢ‬ ‫ﺍﳌﻄﻬﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻧﺎﺱ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻧﺰﻋﺎﺟﻬﻢ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻜﻴﻒ ﻫﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺪﻋﻲ، ﰒ‬ ‫ﺇﻧﻪ ﻳﻘﻄﻊ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﲟﺎ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ، ﻭﻫﻞ ﻗﻄﻊ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺓ ﺇﻻ ﻟﻘﻮﻡ‬ ‫ﳐﺼﻮﺻﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻓﻬﻮ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ«)٢(، ﻭﻫﺬﺍ ﳏﻤﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﻭﺍﺳﻊ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ: ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺗﺎﻩ، ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﺃﻳﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﰊ؟ ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﰊ، ﻭﺍﷲ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻭ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﲏ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺻﺢ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺪﻋﻲ ﻓﻬﺬﺍ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟ ﻭﺍﷲ ﻟﺌﻦ‬ ‫ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻷﻃﻔﺄ‪‬ﺎ ﺑﻄﺮﻑ ﻣﺮﻗﻌﱵ، ﺃﻭ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﺋﻦ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻬﻮ‬ ‫ﺯﻧﺪﻳﻖ ﳚﺐ ﻗﺘﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻫﻮﺍﻥ ﻟﻠﺸﻲﺀ ﲦﺮﺓ ﺍﳉﺤﺪ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﳉﻦ ﻳﻘﺸﻌﺮ ﰲ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﻻ ﻳﱰﻋﺞ، ﻭﺭﲟﺎ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺟﻦ ﺧﺬﻭﱐ.‬ ‫ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﻭﺟﻬﻪ ﴰﻌﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻧﺰﻋﺞ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻫﺬﻩ ﺟﺬﻭﺓ‬ ‫ﻣﻦ ﻧﺎﺭ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ،‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٤٢٢، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٠١/٥٨٣ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺭﻭﺍﻩ ﺃﲪﺪ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﻳﻨﲔ ﻭﻫﻰ ﺿﻌﻴﻔﺔ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕ«. ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ٤/٧٥٤.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﻐﲑ ١/٥٦ ﻣﻮﻗﻮﻓﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﳛﲕ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻛﺜﲑ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ١/٦٨١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﻔﻰ ﺿﻌﻔﻪ ﺃﲪﺪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻣﻨﻜﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ،‬ ‫ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﳛﲕ ﻣﻮﻗﻮﻓﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ«.‬
  • 439. ‫-٦٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻮﻳﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﻃﻴﻔﻮﺭ‪‬ﺍ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻤﻲ ﺧﺎﺩﻡ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺒﺤﺎﱐ‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﱐ ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺷﺄﱐ. ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺣﺴﱯ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺣﺴﱯ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺻﺢ ﻋﻨﻪ، ﻓﺮﲟﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﱂ ﻳﻔﻬﻢ ﻷﻧﻪ ﳛﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ‬ ‫ﲤﺠﻴﺪ ﺍﳊﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻴﻪ: »ﺳﺒﺤﺎﱐ« ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻻ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻗﺪ ﺗﺄﻭﻟﻪ ﻟﻪ ﺍﳉﻨﻴﺪ‬ ‫ﺑﺸﻲﺀ، ﺇﻥ ﱂ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ.‬ ‫ﻓﺄﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺍﳌﺬﻛﺮ، ﲰﻌﺖ ﺟﻌﻔﺮ‪‬ﺍ ﺍﳋﻠﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻴﻞ ﻟﻠﺠﻨﻴﺪ: ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺒﺤﺎﱐ ﺳﺒﺤﺎﱐ ﺃﻧﺎ‬ ‫ﺭﰊ ﺍﻷﻋﻠﻰ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺴﺘﻬﻠﻚ ﰲ ﺷﻬﻮﺩ ﺍﳉﻼﻝ ﻓﻨﻄﻖ ﲟﺎ ﺍﺳﺘﻬﻠﻜﻪ، ﺃﺫﻫﻠﻪ‬ ‫ﺍﳊﻖ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺇﻳﺎﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﺇﻻ ﺍﳊﻖ ﻓﻨﻌﺘﻪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻭﻝ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻜﻮﻓﺎﱐ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻗﻮﺭﻱ، ﻧﺎ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ، ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﳎﻠﺴﻪ‬ ‫ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ: ﻓﺮﻋﻮﻥ ﱂ ﻳﻘﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻷﻥ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻗﺎﻝ: ﴿ﺃﻧﺎ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻷﻋﻠﻰ﴾ ]ﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ:‬ ‫٤٢[، ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻪ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻳﻘﺎﻝ: ﺭﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﺳﺒﺤﺎﱐ ﺳﺒﺤﺎﱐ ﻻ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﺇﻻ ﷲ.‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻨﺪﻙ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﻠﺖ: ﳛﺘﻤﻞ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﳛﻜﻰ ﺑﺄﻥ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺒﺤﺎﱐ؛ ﻷﻧﺎ ﻟﻮ ﲰﻌﻨﺎ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﹰ‬ ‫»ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ« ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺮﺃ. ﻭﻗﺪ ﺳﺄﻟﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﺴﻄﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ‬ ‫ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ، ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺪﺋﻴﻠﻲ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﻃﻮﻑ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻃﻠﺒﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺒﻴﺖ‬
  • 440. ‫-٧٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻄﻮﻑ ﺣﻮﱄ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻮﻳﻪ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻃﻴﻔﻮﺭ‪‬ﺍ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺠﺠﺖ ﺃﻭﻝ ﺣﺠﺔ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﺒﻴﺖ،‬ ‫ﻭﺣﺠﺠﺖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﱂ ﺃﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺣﺠﺠﺖ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻠﻢ ﺃﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ‬ ‫ﻭﻻ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ: ﻭﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩﻳﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺪﺋﻴﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ، ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﶈﻔﻮﻅ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ‬ ‫ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﶈﻔﻮﻅ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ: ﻭﲰﻌﺖ ﺍﳌﻈﻔﺮ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﳌﺮ‪‬ﺍﻏﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﲑﻳﻦ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﹶ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺪﺋﻴﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻠﺖ ﻷﰊ ﻳﺰﻳﺪ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺟﱪﻳﻞ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻘﻠﺖ: ﻛﻴﻒ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﱯ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﳘﻲ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺭﻭﺣﻲ ﻭﺍﺣﺪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺇﺳﺮﺍﻓﻴﻞ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻭﻣﺜﻠﻲ ﻣﺜﻞ ﲝﺮ ﻣﺼﻄﻠﻢ ﻻ ﺃﻭﻝ ﻟﻪ ﻭﻻ ﺁﺧﺮ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ: ﻭﻗﺮﺃ ﺭﺟﻞ ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ: ﴿ﺇﻥ ﺑﻄﺶ ﺭﺑﻚ ﻟﺸﺪﻳﺪ﴾ ]ﺍﻟﱪﻭﺝ:‬ ‫٢١[، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ ﺇﻥ ﺑﻄﺸﻲ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺑﻄﺸﻪ.‬ ‫ﻭﻗﻴﻞ ﻷﰊ ﻳﺰﻳﺪ: ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻧﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ. ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ.‬ ‫ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺍﳋﻠﻖ ﻛﻠﻬﺎ ﲢﺖ ﻟﻮﺍﺀ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﺇﻥ ﻟﻮﺍﺋﻲ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺀ‬ ‫ﳏﻤﺪ، ﻟﻮﺍﺋﻲ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﲢﺘﻪ ﺍﳉﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﺳﺒﺤﺎﱐ ﺳﺒﺤﺎﱐ ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺳﻠﻄﺎﱐ، ﻟﻴﺲ ﻣﺜﻠﻲ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﻮﺟﺪ،‬ ‫ﻭﻻ ﻣﺜﻠﻲ ﺻﻔﺔ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﻌﺮﻑ، ﺃﻧﺎ ﻫﻮ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﺎ، ﻭﻫﻮ ﻫﻮ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺼﺎﺭ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻋﻤﺮﺍﻥ، ﺛﻨﺎ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻣﻮﺳﻰ‬
  • 441. ‫-٨٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﰊ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻴﻞ ﻷﰊ ﻳﺰﻳﺪ: ﺇﻧﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﺪﺍﻝ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ‬ ‫ﺃﻭﺗﺎﺩ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ‬ ‫ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺘﺒﻌﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ: »ﺃﱐ ﺃﻧﺎ ﺍﷲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻓﺎﻋﺒﺪﻭﻥ«‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺟ ‪ ‬ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﺘﺮﻛﻮﻩ.‬ ‫‪‬ﻦ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ: ﻭﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ‬ ‫ﺑﻦ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺧﺎﱄ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻤﻲ ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﰊ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﺭﻓﻊ ﰊ ﻣﺮﺓ ﺣﱴ ﻗﻤﺖ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺇﻥ ﺧﻠﻘﻲ‬ ‫ﳛﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﻙ، ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﱐ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺇﱐ ﺃﺭﻳﺪ‬ ‫ﺃﺭﻳﻜﻬﻢ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﳛﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﱐ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﳐﺎﻟﻔﺘﻚ، ﻗﺮﺑﲏ ﺑﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻚ، ﻭﺃﻟﺒﺴﲏ ﺭﺑﺎﻧﻴﺘﻚ، ﻭﺍﺭﻓﻌﲏ ﺇﱃ ﺃﺣﺪﻳﺘﻚ، ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺭﺁﱐ‬ ‫ﺧﻠﻘﻚ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺭﺃﻳﻨﺎﻙ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺃﻧﺖ ﺫﺍﻙ ﻭﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻧﺎ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﻔﻌﻞ ﰊ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻗﺎﻣﲏ‬ ‫ﻭﺯ‪‬ﻨﲏ ﻭﺭﻓﻌﲏ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺍﺧﺮﺝ ﺇﱃ ﺧﻠﻘﻲ، ﻓﺨﻄﻮﺕ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻖ ﺧﺎﺭﺟ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻏﺸﻲ ﻋﻠﻲ ﻓﻨﺎﺩﻯ: ﺭﺩﻭﺍ ﺣﺒﻴﱯ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﱪ ﻋﲏ ﺳﺎﻋﺔ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺼﻮﰲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻣﻮﺳﻰ،‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ،‬ ‫ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻫﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﱐ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﳊﲑﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬
  • 442. ‫-٩٣٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻣﺲ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﺴﻄﺎﻡ ﻓﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﲰﻊ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﷲ ﻡ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﰲ‬ ‫ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻤﻚ ﺃﻧﻚ ﺗﻌﺬﺏ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻚ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻓﻌ ﹼﻢ ﺧ‪‬ﻠﻘﻲ ﺣﱴ ﻻ ﺗﺴﻊ ﻣﻌﻲ ﻏﲑﻱ.‬ ‫ﻈ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﻭﻳﻪ ﻓﻤﺎ ﳜﻔﻰ ﻗﺒﺤﻬﺎ، ﻭﺃﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ‬ ‫ﻓﺨﻄﺄ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻤﻚ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻗﻄﻌ‪‬ﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﺬﻳﺐ‬ ‫ﺧﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻗﺪ ﲰﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻠﻘﹰﺎ، ﻛﻔﺮﻋﻮﻥ ﻭﺃﰊ ﳍﺐ، ﻓﻜﻴﻒ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻘﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ: ﺇﻥ ﻛﺎﻥ؟!‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻗﻮﻟﻪ: ﻓﻌﻈﻢ ﺧﻠﻘﻲ: ﻓﻠﻮ ﻗﺎﻝ ﻷﺩﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺣﱴ ﻻ ﺗﺴﻊ‬ ‫ﻏﲑ ﻓﺄﺷﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻌﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻘﺪﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻭ ﻭﺍﺛﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺼﱪ، ﻭﻛﻼ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻣﻌﺪﻭﻡ ﻋﻨﺪﻩ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﷲ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺃﻣﺲ ﻣﻊ ﺍﳋﻀﺮ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ: ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ‬ ‫ﻳﺴﺘﺤﺴﻨﻮﻥ ﻗﻮﱄ، ﻭﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻣﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺐ ﻋﻠﻲ ﻭﻟﻮ ﻋﺎﺏ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﻷﺧﺮﺳﲏ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﻧﺴﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﻟﻜﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﻳﻦ‬ ‫ﺍﳋﻀﺮ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺗﺴﺘﺤﺴﻦ ﻗﻮﻟﻪ؟ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻣﻌﻴﺐ ﻭﱂ ﻳﻌﺎﺟﻞ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ، ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﻋﺒﺪﻩ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻦ ﲰﻨﻮﻥ ﺍﶈﺐ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻳﺴ ‪‬ﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﺑﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ: )ﳐﹼﻊ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻓﻜﻴﻔﻤـﺎ ﻣـﺎ ﺷـﺌﺖ ﻓـﺎﻣﺘﺤﲏ‬ ‫ـ ـ ـ ـ‬ ‫ـﻴﺲ ﱄ ﰲ ـﻮﺍﻙ ـﻆ‬ ‫ﺣـ‬ ‫ﺳـ‬ ‫ﻭﻟـ‬ ‫ﻓﺎﺑﺘﻠﻲ ﲝﺒﺲ ﺍﻟﺒﻮﻝ، ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺮ ﻟﻪ ﻗﺮﺍﺭ، ﻓﻜﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻄﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﺎﺗﺐ ﻭﺑﻴﺪﻩ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﺭﻭﺭﺓ ﻳﻘﻄﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻮﻟﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺼﺒﻴﺎﻥ: ﺍﺩﻋﻮﺍ ﻟﻌ ‪‬ﻜﻢ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ.‬ ‫ﻤ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺇﻧﻪ ﻟﻴﻘﺸﻌﺮ ﺟﻠﺪﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺃﺗﺮﺍﻩ ﻋﻼﻡ ﻳﺘﻘﺎﻭﻯ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﺬﻩ‬
  • 443. ‫-٠٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲦﺮﺓ ﺍﳉﻬﻞ ﺏ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻟﻮ ﻋﺮﻓﻪ ﱂ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺍﷲ‬ ‫ﻛﻞ ﻟﺴﺎﻧﻪ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﳉﻮﺯﺟﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺭ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺩ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺣﱴ ﺣﺪﺛﲏ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﻛﺬﺍ ﻛﺎﻥ. ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﰲ ‪‬ﻤﲑﻳﺔ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻷﰊ ﺍﳊﺴﲔ: ﺃﺧﺮﺝ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺩﺟﻠﺔ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﲰﻜﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﻭﺛﻼﺙ ﺃﻭﺍﻗﻲ ﻓﺤﺮﻙ ﺷﻔﺘﻴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﲰﻜﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﻭﺛﻼﺙ‬ ‫ﺃﻭﺍﻗﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﺣﱴ ﻭﻗﻌﺖ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﲑﻳﺔ، ﻓﻘﻴﻞ ﻷﰊ ﺍﳊﺴﲔ: ﺳﺄﻟﻨﺎﻙ ﺏ ﺍﷲ ﺇﻻ‬ ‫ﺃﺧﱪﺗﻨﺎ ﲟﺎﺫﺍ ﺩﻋﻮﺕ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻭﻋﺰﺗﻚ ﻟﺌﻦ ﱂ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﺣﻮﺗ‪‬ﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ‬ ‫ﻭﺛﻼﺙ ﺃﻭﺍﻕ ﻷﻏﺮﻗﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﻄﻴﺐ، ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺟﻌﻔﺮ‪‬ﺍ ﺍﳋﻠﺪﻱ، ﲰﻌﺖ ﺍﳉﻨﻴﺪ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﺑﺎﻟﺮﻗﺔ ﻓﺠﺎﺀﱐ ﺍﳌﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻬﺑﺎ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﳔﺮﺝ‬ ‫ﻭﻧﺼﻄﺎﺩ ﺍﻟﺴﻤﻚ. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﱄ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﻫﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺗﻚ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻙ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﲰﻜﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺺ. ﻓﻘﻠﺖ ﳌﻮﻻﻱ: ﺇﻥ ﱂ‬ ‫ﲣﺮﺝ ﺇﱄ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﲰﻜﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻷﺭﻣﲔ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ، ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﲰﻜﺔ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﻮﺯﻧﺘﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﻻ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻭﻻ ﻧﻘﺼﺎﻥ، ﻗﺎﻝ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﻟﻮ ﱂ ﲣﺮﺝ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻣﻲ ﺑﻨﻔﺴﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮﺏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳋﺮﺍﻁ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ: ﻛﺎﻥ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﺷﻲﺀ‬ ‫ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻗﺼﺒﺔ ﻭﻗﻤﺖ ﺑﲔ ﺯﻭﺭﻗﲔ ﻭﻗﻠﺖ: ﻭﻋﺰﺗﻚ ﻟﺌﻦ ﱂ ﲣﺮﺝ ﱄ ﲰﻜﺔ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺺ ﻻ ﺁﻛﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺣﻜﻤﻪ ﺃﻥ ﲣﺮﺝ ﻟﻪ ﺃﻓﻌﻰ ﺗﻠﺪﻏﻪ.‬
  • 444. ‫-١٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺑﻦ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺳﻌﻴﺪ‬ ‫ﺍﳋﺮﺍﺯ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻛﱪ ﺫﻧﱯ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻌﺮﻓﱵ ﺇﻳﺎﻩ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﲎ ﺃﱐ ﳌﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﱂ ﺃﻋﻤﻞ ﲟﻘﺘﻀﻰ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻓﻌﻈﻢ ﺫﻧﱯ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻈﻢ ﺟﺮﻡ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻭﻋﺼﻰ، ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻮ ﻗﺒﻴﺢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﲏ ﺃﲪﺪ ﺍﳋﻠﻘﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺣﺒﻚ ﺍﳋﻠﻖ ﻟﻨﻌﻤﺎﺋﻚ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺒﻚ ﻟﺒﻼﺋﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﻧﺎ ﺳﻬﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ ﻭﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻧﺼﺮ ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻗﻮﺭﻱ،‬ ‫ﻗﺎﻻ: ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻤﺖ ﻷﺧﺮﺝ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﱄ ﻭﳌﻦ ﻣﻌﻲ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﺍﺭ: ﻣ ‪‬ﻭﺍ ﺃﻧﺎ ﻣﻌﻜﻢ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﰲ ﺭﻋﺎﻳﱵ ﻭﻛﻼﺀﰐ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﻤﻴﺪﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻷﺭﺩﺳﺘﺎﱐ،‬ ‫ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﻗﻮﻡ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﰲ ﻣﺮﺽ ﻣﻮﺗﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻛﻴﻒ ﲡﺪﻙ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻓﺄﻧﺸﺄ ﻳﻘﻮﻝ: )ﳎﺰﻭﺀ‬ ‫ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫ﻓﺴﻠﻮﻩ ﻓﺪﻳﺘﻪ ﻣﺎ ﻟﻘﺘﻠـﻲ ﲢﺮﺷـﺎ‬ ‫ﺇﻥ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺣﺒﻪ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟ ‪‬ﺷﺎ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﻝ:‬ ‫﴿ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺭﺑﻚ ﻓﺘﺮﺿﻰ﴾ ]ﺍﻟﻀﺤﻰ: ٥[، ﻭﺍﷲ ﻻ ﺭﺿﻲ ﳏﻤﺪ ﻭﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻪ‬ ‫ﺃﺣﺪ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﳏﻤﺪ‪‬ﺍ ﻳﺸﻔﻊ ﰲ ﺃﻣﺘﻪ، ﻭﺃﺷﻔﻊ ﺑﻌﺪﻩ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻛﺎﺫﺑﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻔﺠﺎﺭ.‬ ‫ﻛﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﻟﻌﻦ ﰲ ﺍﳋﻤﺮ ﻋﺸﺮﺓ، ﻓﺪﻋﻮﻯ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻠﻔﺠﺎﺭ‬
  • 445. ‫-٢٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺩﻋﻮﻯ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻭﺇﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻞ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻭﺩﻋﻮﺍﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﻞ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ ﻛﻔﺮ، ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﱴ‬ ‫ﻗﻄﻊ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻜﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻘﺎﻡ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ؛ ﺑﻞ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻨﲏ ﰲ ﺣﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻟﺴﺎﱐ ﻭﻗﻠﱯ، ﻭﻟﻮ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻗﺪﺭﰐ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻟﺮﻭﻳﺖ ﺍﻟﺜﺮﻯ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺀ ﺧﻠﻖ.‬ ‫ﺃﺧﱪﺗﻨﺎ ﺷﻬﺪﺓ ﺑﻨﺖ ﺃﲪﺪ، ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﱠﺎﻑ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﲰﻌﻮﻥ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻠﻘﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﺃﰊ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﺫﻛﺮ ﻋﺒﺪ‪‬ﺍ ﻓﺄﺛﲎ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﱴ ﺍﺑﺘﻼﻩ، ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻠﻴﲏ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺫﻫﺐ ﻣﺎﻟﻪ،‬ ‫ﻭﺫﻫﺐ ﻋﻘﻠﻪ، ﻭﺫﻫﺐ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﺃﻫﻠﻪ، ﻓﻤﻜﺚ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﲔ ﺃﻭ ﳓﻮﻫﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻗﺎﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺻﺤﻮﻩ ﻣﻦ ﻏﻠﺒﺘﻪ: )ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫ﲪﻠﻲ ﻫﻮﺍﻙ ﻭﺻﱪﻱ ﺇﻥ ﺫﺍ ﻋﺠﺐ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺣﻘﹰﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻘﺪ ﻛﻠﻔـﺘﲏ ﺷـﻄﻄﹰﺎ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻗﻠﺔ ﻋﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﲦﺮ ﺃﻥ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﻭﰲ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻘﺎﻭﻱ،‬ ‫ﻭﺫﺍﻙ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻄﻂ: ﺍﳉﻮﺭ، ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺐ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ.‬ ‫ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﲪﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﰲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺘﻐﲑ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳊﺼﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﺩﻋﻮﱐ ﻭﺑﻼﺋﻲ، ﺃﻟﺴﺘﻢ ﺃﻭﻻﺩ ﺁﺩﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﷲ ﺑﻴﺪﻩ، ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ،‬ ‫ﻭﺃﺳﺠﺪ ﻟﻪ ﻣﻼﺋﻜﺘﻪ، ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻓﺨﺎﻟﻔﻪ، ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺪﻥ ﺩﺭﺩﻱ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﺧﺮﻩ.‬ ‫ﱢ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺼﺮﻱ: ﻛﻨﺖ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﺃﺳﺘﻌﻴﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﻣﻦ‬
  • 446. ‫-٣٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﱴ ﳛﻀﺮ ﻛﻼﻡ ﺍﳊﻖ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺟﺮﺃﺓ ﻗﺒﻴﺤﺔ‬ ‫ﻭﺳﻮﺀ ﺃﺩﺏ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﻤﺨﺎﻟﻒ ﳌﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﴿ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﻌﺬ ﺑﺎﷲ﴾ ]ﺍﻟﻨﺤﻞ: ٨٩[.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻫﺮ، ﻧﺎ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ، ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﰊ ﲞﻄﻪ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﻧﻘﻀﻮﺍ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﻫﺪﻣﻮﺍ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﻭﻏﲑﻭﺍ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺑﺄﺳﺎﻣﻲ ﺃﺣﺪﺛﻮﻫﺎ: ﲰﻮﺍ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻷﺩﺏ ﺇﺧﻼﺻ‪‬ﺎ، ﻭﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﳊﻖ ﺷﻄﺤ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻠﺬﺫ ﺑﺎﳌﺬﻣﻮﻡ ﻃﻴﺒﺔ،‬ ‫ﻭﺳﻮﺀ ﺍﳋﻠﻖ ﺻﻮﻟﺔ، ﻭﺍﻟﺒﺨﻞ ﺟﻼﺩﺓ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﳍﻮﻯ ﺍﺑﺘﻼﺀ، ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺻﻮﻻ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻤﻼﹰ، ﻭﺑﺬﺃ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻣﻼﻣﺔ، ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻡ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻋﱪﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻏﲑﻭﺍ ﳍﺎ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻣﻊ ﺣﺼﻮﻝ‬ ‫ﺍﳌﻌﲎ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﰲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﳋﻨﻜﺮﺓ)١(: ﺃﻭﻗﺎﺕ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﰲ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ:‬ ‫ﺷﺐ، ﻭﰲ ﺍﳌﻌﺸﻮﻗﺔ: ﺃﺧﺖ، ﻭﰲ ﺍ ﹸﺤﺒﺔ: ‪‬ﺮﻳﺪﺓ، ﻭﰲ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻄﺮﺏ: ﻭﺟﺪ، ﻭﰲ ﻣﻨﺎﺥ‬ ‫ﳌ ﻣ‬ ‫ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺭﺑﺎﻁ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻸﲰﺎﺀ ﻻ ﻳﺒﺎﺡ.‬ ‫ﺑﻴﺎﻥ ﲨﻠﺔ ﻣﺮﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻨﻜﺮﺓ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻛﺜﲑﺓ ﳍﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻨﻜﺮﺓ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﻫﻬﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﻋﺠﺎﺋﺒﻬﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟ ﹸﺮﻳﲏ - ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﳉﻨﻴﺪ - ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﺟﻨﺎﺑﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﻗﻌﺔ‬ ‫ﻜ‬ ‫)١( ﺧﻨﻜﺮ: ﺿﺮﺏ ﺑﺂﻻﺕ ﺍﻟﻠﻬﻮ، ﻭﺍﳋﻨﺎﻛﺮ ﲟﻌﲎ ﺍﻟﺰﺍﻣﺮ، ﰒ ﺗﻮﺳﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻨﺎﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺁﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﻠﻬﻮ.‬
  • 447. ‫-٤٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺛﺨﻴﻨﺔ، ﻓﺠﺎﺀ ﺇﱃ ﺷﺎﻃﻰﺀ ﺍﻟﺪﺟﻠﺔ، ﻭﺍﻟﱪﺩ ﺷﺪﻳﺪ، ﻓﺤﺮﻧﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ‬ ‫ﻟﺸﺪﺓ ﺍﻟﱪﺩ، ﻓﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﻳﻐﻮﺹ ﰒ ﺧﺮﺝ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻋﻘﺪﺕ ﺃﻥ‬ ‫ﻻ ﺃﻧﺰﻋﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﺪﱐ ﺣﱴ ﲡﻒ ﻋﻠﻲ، ﻓﻠﻢ ﲡﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻲ، ﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳍﻤﺬﺍﱐ، ﺛﻨﺎ ﺍﳋﻠﺪﻱ، ﺛﲏ ﺟﻨﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﺮﻳﲏ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺻﺒﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﺟﻨﺎﺑﺔ ﻓﺎﺣﺘﺠﺖ ﺃﻥ ﺃﻏﺘﺴﻞ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﰲ‬ ‫ﻧﻔﺴﻲ ﺗﺄﺧﺮ‪‬ﺍ ﻭﺗﻘﺼﲑ‪‬ﺍ ﻭﺣﺪﺛﺘﲏ ﻧﻔﺴﻲ: ﻟﻮ ﺗﺮﻛﺖ ﺣﱴ ﺗﺼﺒﺢ ﻭﻳﺴﺨﻦ ﻟﻚ ﺍﳌﺎﺀ، ﺃﻭ‬ ‫ﺗﺪﺧﻞ ﲪﺎﻣ‪‬ﺎ. ﻭﺇﻻ ﺍﻋﺒﺄ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﺍﻋﺠﺒ‪‬ﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺎﻣﻞ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻃﻮﻝ‬ ‫ﻋﻤﺮﻱ، ﳚﺐ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﺣﻖ ﻻ ﺃﺟﺪ ﺍﳌﺴﺎﺭﻋﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺃﺟﺪ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻃﺆ ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﺮ. ﺁﻟﻴﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻻ ﺃﻏﺘﺴﻞ ﺇﻻ ﰲ ‪‬ﺮ. ﻭﺁﻟﻴﺖ ﻻ ﺍﻏﺘﺴﻠﺖ ﺇﻻ ﰲ ﻣﺮﻗﻌﱵ ﻫﺬﻩ، ﻭﺁﻟﻴﺖ ﻻ ﺃﻋﺼﺮ‪‬ﻬﺎ، ﻭﺁﻟﻴﺖ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻻﺟﻔﻔﺘﻬﺎ ﰲ ﴰﺲ. ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ﻭﺻﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ ﻻ ﺑﻦ ﺍﻟ ﹸﺮﻳﲏ ﻭﺃﻧﻪ ﻭﺯﻥ ﺃﺣﺪ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﻛﻤﻴﻬﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﺭﻃﻼ ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻟﻴﺒﲔ ﺃﱐ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳉﻤﻴﻞ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺣﻜﻮﻩ ﻋﻨﻪ ﻟﻴﺒﲔ ﻓﻀﻠﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺟﻬﻞ ﳏﺾ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﺼﻰ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﲟﺎ‬ ‫ﻓﻌﻞ. ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻌﺠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺍﳊﻤﻘﻰ ﻻ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ.‬ ‫ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻘﺪ ﲨﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻨﻮﻧ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ:‬ ‫ﺇﻟﻘﺎﺅﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ، ﻭﻛﻮﻧﻪ ﰲ ﻣﺮﻗﻌﺔ ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻗﺪ ﺑﻘﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺘﻪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﺎﺀ ﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ، ﻭﺑﻘﺎﺅﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺒﺘﻠﺔ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ ﻭﺫﻟﻚ ﳝﻨﻌﻪ‬ ‫ﻟﺬﺓ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺧﻄﺄ ﻭﺇﰒ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﳌﺮﺿﻪ ﺃﻭ ﻗﺘﻠﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﶈﻤﺪﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﻭﺍ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻗﺎﻻ: ﺃﺧﱪﻧﺎ ﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﻋﻠﻲ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺧﻀﺮﻭﻳﻪ ﻗﺪ ﺃﺣﻠﺖ‬ ‫ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﲪﺪ ﻣﻦ ﺻﺪﺍﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭ ﻬﺑﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﻣﻲ، ﻓﺤﻤﻠﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻭﻗﻌﺪﺕ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺴﻔﺮﺓ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ. ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﳍﺎ ﺃﲪﺪ: ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﻚ ﻋﺠﺒ‪‬ﺎ. ﺃﺳﻔﺮﺕ ﻋﻦ‬
  • 448. ‫-٥٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺟﻬﻚ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻷﱐ ﳌﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺪﺕ ﺣﻈﻮﻅ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﻛﻠﻤﺎ‬ ‫ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻚ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﱄ ﺣﻈﻮﻅ ﻧﻔﺴﻲ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﲪﺪ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻟﻪ: ﺃﻭﺻﲏ. ﻗﺎﻝ: ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔﺘﻮﺓ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻚ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻦ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻔﺎﺯﻱ ﻭﻓﺎﺯ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﻄﻮﺱ ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺴﺒﺎﻙ، ﲰﻌﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺑﲔ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ ﻭﺑﲔ ﺃﰊ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻘﺪ ﺃﻥ ﻻ ﳜﺎﻟﻔﻪ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﻪ‬ ‫ﻓﺠﺎﺀﻩ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ﻗﺪ ﺳﺠﺮﻧﺎﻩ ﻓﻤﺎ ﺗﺄﻣﺮﻧﺎ؟ ﻓﻤﺎ ﺃﺟﺎﺑﻪ.‬ ‫ﻓﺄﻋﺎﺩ ﻣﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺮﺗﲔ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺍﺫﻫﺐ ﻭﺍﻗﻌﺪ ﻓﻴﻪ، ﻓﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ. ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ:‬ ‫ﺍﳊﻘﻮﻩ ﻓﺈﻥ ﺑﻴﲏ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻋﻘﺪ‪‬ﺍ ﺃﻥ ﻻ ﳜﺎﻟﻔﲏ ﰲ ﺷﻲﺀ ﺁﻣﺮﻩ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻡ ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﻣﻌﻪ، ﻓﺠﺎﺅﻭﺍ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ﻓﻮﺟﺪﻭﻩ ﻗﺎﻋﺪ‪‬ﺍ ﰲ ﻭﺳﻄﻪ، ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﺃﻗﺎﻣﻪ، ﻓﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺧﺪﺵ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﻟﻮ ﺻﺤﺖ ﻛﺎﻥ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬ ‫ﻣﻌﺼﻴﺔ.‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺳﺮﻳﺔ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ، ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻭﺟﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺷﻲﺀ، ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﺃﻟﻴﺲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺗﻄﻴﻌﻮﱐ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺑﻠﻰ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﲨﻌﻮﺍ ﺣﻄﺒ‪‬ﺎ، ﻓﺠﻤﻌﻮﺍ، ﰒ ﺩﻋﺎ ﺑﻨﺎﺭ‬ ‫ﻓﺄﺿﺮﻣﻬﺎ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻟﺘﺪﺧﻠﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮﻫﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺷﺎﺏ: ﺇﳕﺎ ﻓﺮﺭﰎ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻼ ﺗﻌﺠﻠﻮﺍ ﺣﱴ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﺈﻥ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﺪﺧﻠﻮﻫﺎ ﻓﺎﺩﺧﻠﻮﺍ، ﻓﺮﺟﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻓﺄﺧﱪﻭﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻟﻮ ﺩﺧﻠﺘﻤﻮﻫﺎ ﻣﺎ‬ ‫ﺧﺮﺟﺘﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﺇﳕﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ«)١(.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﱪﱐ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﺃﺧﱪﱐ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳉﺮﻳﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ )٥٤١٧(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ )٠٤٨١/٠٤(.‬
  • 449. ‫-٦٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳋﲑ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻲ: ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﻋﻨﺪ ﺧﲑ ﺍﻟﻨﺴﺎﺝ، ﻓﺄﺗﺘﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺃﻋﻄِﲏ ﺍﳌﻨﺪﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺩﻓﻌﺘﻪ ﺇﻟﻴﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻓﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﻢ ﺍﻷﺟﺮﺓ؟ ﻗﺎﻝ: ﺩﺭﳘﺎﻥ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﻣﻌﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺷﻲﺀ، ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺪ ﺗﺮﺩﺩﺕ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﺮﺍﺭ‪‬ﺍ ﻓﻠﻢ ﺃﺭﻙ ﻭﺃﻧﺎ ﺁﺗﻴﻚ ﺑﻪ ﻏﺪ‪‬ﺍ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﺧﲑ: ﺇﻥ ﺃﺗﻴﺘﲏ ﻬﺑﻤﺎ ﻭﱂ ﲡﺪﻳﲏ ﻓﺎﺭﻣﻲ ﻬﺑﻤﺎ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ، ﻓﺈﱐ ﺇﺫﺍ ﺟﺌﺖ ﺃﺧﺬ‪‬ﻤﺎ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ: ﻛﻴﻒ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺩﺟﻠﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ ﺧﲑ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻓﻀﻮﻝ ﻣﻨﻚ ﺍﻓﻌﻠﻲ ﻣﺎ‬ ‫ﺃﻣﺮﺗﻚ ﺑﻪ. ﻗﺎﻟﺖ: ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ، ﻓﻤﺮﺕ ﺍﳌﺮﺃﺓ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﳋﲑ: ﻓﺠﺌﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﺧﲑ‬ ‫ﻏﺎﺋﺒ‪‬ﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺧﺮﻗﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺭﳘﺎﻥ ﻓﻠﻢ ﲡﺪﻩ، ﻓﺮﻣﺖ ﺑﺎﳋﺮﻗﺔ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ،‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺴﺮﻃﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﺎﳋﺮﻗﺔ ﻭﻏﺎﺻﺖ، ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﺟﺎﺀ ﺧﲑ ﻭﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺣﺎﻧﻮﺗﻪ‬ ‫ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻂ ﻳﺘﻮﺿﺄ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺴﺮﻃﺎﻥ ﻗﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺀ ﺗﺴﻌﻰ ﳓﻮﻩ ﻭﺍﳋﺮﻗﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻇﻬﺮﻫﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺧﺬﻫﺎ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺭﺃﻳﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻻ‬ ‫ﺗﺒﻮﺡ ﺑﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﰐ، ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺻﺤﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺗﺒﻌﺪ، ﻭﻟﻮ ﺻﺢ ﱂ ﳜﺮﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﲝﻔﻆ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﺇﺿﺎﻋﺔ. ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ »‪‬ﻰ‬ ‫ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ«)١(، ﻭﻻ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻻ‬ ‫ﻳﻜﺮﻡ ﳐﺎﻟﻔﹰﺎ ﻟﺸﺮﻋﻪ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﻟﻮﺭﺛﺎﱐ، ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻣﻨﺘﻔﺨﺘﲔ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻩ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻃﺎﻟﺒﺘﲏ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺄﻛﻞ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻓﺠﻌﻠﺖ‬ ‫ﺃﺩﺍﻓﻌﻬﺎ ﻓﺘﺄﰉ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻓﺎﺷﺘﺮﻳﺖ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻛﻠﺖ، ﻗﻠﺖ ﳍﺎ: ﻗﻮﻣﻲ ﻓﺼﻠﻲ ﻓﺄﺑﺖ‬ ‫ﻲ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﻓﻘﻠﺖ: ﷲ ﻋﻠﻲ ﺇﻥ ﻗﻌﺪﺕ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﻓﻤﺎ ﻗﻌﺪﺕ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻷﺩﺏ )٥٧٩٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﻗﻀﻴﺔ )٣٩٥/٢١ ــ ٤١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻷﻗﻀﻴﺔ )٥١٧١/٠١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
  • 450. ‫-٧٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻣﻦ ﲰﻊ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍ‪‬ﺎﻫﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﳛﻞ، ﻷﻧﻪ ﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺎ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻭﻣﻨﻌﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ« ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ‬ ‫ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻳﻜﺴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ، ﻓﺄﻟﺰﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﺘﺴﻤﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ‬ ‫ﻋﻦ ﻃﻮﻉ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻋﺎﰿ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺣﺐ ﺍﳌﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺑﺎﻉ ﲨﻴﻊ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺭﻣﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺇﺫ ﺧﺎﻑ‬ ‫ﻣﻦ ﺗﻔﺮﻗﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﻋﻮﻧﺔ ﺍﳉﻮﺩ ﻭﺭﻳﺎﺀ ﺍﻟﺒﺬﻝ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺴﺘﺄﺟﺮ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﻤﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻸ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﻌ ‪‬ﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﳊﻠﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻳﺮﻛﺐ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﰲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﳌﻮﺝ ﻟﻴﺼﲑ ﺷﺠﺎﻋ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﻛﻴﻒ ﺣﻜﻰ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﱂ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﻬﺑﺎ ﰲ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﺭﺩ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﺒﺘﺪﻯﺀ ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻯ ﻣﻌﻪ ﻣﺎﻻ ﻓﺎﺿﻼ ﻋﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺪﺭ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺃﺧﺬﻩ ﻭﺻﺮﻓﻪ ﰲ ﺍﳋﲑ ﻭﻓ ‪‬ﻍ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻨﻪ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻜﱪﻳﺎﺀ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺪ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻟﻠﻜﺪ ﻭﻳﻜﻠﻔﻪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﳌﻮﺍﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺗﻨﻈﻴﻔﻪ ﻭﻛﻨﺲ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ‬ ‫ﺍﳌﻄﺒﺦ ﻭﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ، ﻭﺇﻥ ﺭﺃﻯ ﺷﺮﻩ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻏﺎﻟ‪‬ﺒﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻟﺰﻣﻪ ﺍﻟﺼﻮﻡ، ﻭﺇﻥ ﺭﺁﻩ ﻋﺰﺑ‪‬ﺎ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻭﱂ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻔﻄﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﳋﺒﺰ، ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺒﺰ ﺩﻭﻥ‬ ‫ﺍﳌﺎﺀ ﻭﳝﻨﻌﻪ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺭﺃﺳ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺇﱐ ﻷﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﻛﻴﻒ ﻳﺄﻣﺮ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﲣﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﳛﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻴﻨﻌﻜﺲ ﺍﻟﺪﻡ ﺇﱃ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻳﻮﺭﺛﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺿ‪‬ﺎ‬ ‫ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ، ﻭﻛﻴﻒ ﳛﻞ ﺭﻣﻲ ﺍﳌﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻭﻗﺪ ‪‬ﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ)١(، ﻭﻫﻞ‬ ‫ﳛﻞ ﺳﺐ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻼ ﺳﺒﺐ، ﻭﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺄﺟﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻛﻴﻒ ﳚﻮﺯ‬ ‫ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺯﻣﺎﻥ ﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﻓﻴﻪ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﳊﺞ. ﻭﻛﻴﻒ‬ ‫)١( ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.‬
  • 451. ‫-٨٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﳛﻞ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﳌﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻜﺴﺐ. ﻓﻤﺎ ﺃﺭﺧﺺ ﻣﺎ ﺑﺎﻉ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻑ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺟﻬﻀﻢ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺻﺎﱀ ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺎﱐ، ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺎﱐ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﺴﻄﺎﻡ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﳎﻠﺲ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﻟﻪ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ: ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺃﻧﺎ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﲔ ﺳﻨﺔ ﺃﺻﻮﻡ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭﺃﻗﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ‬ ‫ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺟﺪ ﰲ ﻗﻠﱯ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺍﻟﺒﺘﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻟﻮ ﺻﻤﺖ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ‬ ‫ﺳﻨﺔ ﻭﻗﻤﺖ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﻙ ﻻ ﲡﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺫﺭﺓ. ﻗﺎﻝ: ﻭﱂ ﻳﺎ‬ ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ؟ ﻗﺎﻝ: ﻷﻧﻚ ﳏﺠﻮﺏ ﺑﻨﻔﺴﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻓﻠﻬﺬﺍ ﺩﻭﺍﺀ ﺣﱴ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺠﺎﺏ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻟﻦ ﺗﻘﺒﻞ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻞ ﺃﻗﺒﻞ ﻭﺃﻋﻤﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﺍﺫﻫﺐ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺇﱃ ﺍﳊﺠﺎﻡ ﻭﺍﺣﻠﻖ ﺭﺃﺳﻚ ﻭﳊﻴﺘﻚ، ﻭﺍﻧﺰﻉ ﻋﻨﻚ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻭﺍﺑﺮﺯ ﺑﻌﺒﺎﺀﺓ ﻭﻋﻠﻖ ﰲ ﻋﻨﻘﻚ ﳐﻼﺓ ﻭﺍﻣﻸﻫﺎ ﺟﻮﺯ‪‬ﺍ، ﻭﺍﲨﻊ ﺣﻮﻟﻚ ﺻﺒﻴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻭﻗﻞ‬ ‫ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻚ: ﻳﺎ ﺻﺒﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﺼﻔﻌﲏ ﺻﻔﻌﺔ ﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﺟﻮﺯﺓ، ﻭﺍﺩﺧﻞ ﺇﱃ ﺳﻮﻗﻚ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﺗﻌﻈﻢ ﻓﻴﻪ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺗﻘﻮﻝ ﱄ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﳛﺴﻦ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﻗﻮﻟﻚ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺷﺮﻙ ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﻴﻒ؟ ﻗﺎﻝ: ﻷﻧﻚ ﻋﻈﻤﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﺴﺒﺤﺘﻬﺎ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ: ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻻ ﺃﻓﻌﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻟﲏ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ ﺣﱴ ﺃﻓﻌﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ: ﺍﺑﺘﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﱴ ﺗﺴﻘﻂ ﺟﺎﻫﻚ ﻭﺗﺬﻝ ﻧﻔﺴﻚ، ﰒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺃﻋ ‪‬ﻓﻚ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻚ، ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺃﻃﻴﻖ ﻫﺬﺍ. ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﻗﻠﺖ: ﻟﻴﺲ ﰲ ﺷﺮﻋﻨﺎ ﲝﻤﺪ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ، ﺑﻞ ﲢﺮﱘ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻪ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺬﻝ ﻧﻔﺴﻪ«)١(.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﻓﺎﺗﺖ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺍﺟﻌﲔ ﻓﺎﺳﺘﺘﺮ ﻟﺌﻼ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﲔ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﰲ‬ ‫ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻔﱳ )٤٥٢٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﻏﺮﻳﺐ«، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٥٠٤‬ ‫ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺬﻳﻔﺔ، ﻭﺃﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٥١٦(.‬
  • 452. ‫-٩٤٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻫﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﲟﺤﻮ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ »ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺫﻭﺭﺍﺕ ﻓﻠﻴﺴﺘﺘﺮ ﺑﺴﺘﺮ ﺍﷲ «)١(، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻺﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻟﻮ ﺃﻣﺮ ﻬﺑﻠﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﻔﻌﻮﻩ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﺒﻴﺤ‪‬ﺎ، ﻓﻨﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺎﻟﺐ‬ ‫ﺍﳌﺒﺘﺪﻯﺀ ﲟﺎ ﻻ ﻳﺮﺿﺎﻩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻴﻨﻔﺮ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﰲ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ« ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ‬ ‫ﻷﰊ ﻳﺰﻳﺪ: ﻫﻞ ﺳﺄﻟﺖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻋ ‪‬ﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺳﻮﺍﻩ.‬ ‫ﺰ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺑﺎﳉﻬﻞ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﻭﺃﻧﻪ‬ ‫ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﻣﻮﺻﻮﻑ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺴﻊ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺟﻬﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﲣﺎﻳﻞ ﻟﻪ ﺃﻥ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻫﻲ ﺍﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻛﻨﻬﻬﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﺟﻬﻞ ﺑﻪ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ: ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺨﺸﱯ ﻗﺎﻝ ﳌﺮﻳﺪ ﻟﻪ: ﻟﻮ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺃﻧﻔﻊ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﷲ ﺳﺒﻌﲔ ﻣﺮﺓ. ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻮﻕ ﺍﳉﻨﻮﻥ ﺑﺪﺭﺟﺎﺕ.‬ ‫ﻭﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟ ﹸﺮﻳﲏ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻧﺰﻟﺖ ﰲ ﳏﻠﺔ ﻓﻌﺮﻓﺖ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﻼﺡ ﻓﻨﺸﺐ ﰲ ﻗﻠﱯ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻭﻋﻴﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺛﻴﺎﺏ ﻓﺎﺧﺮﺓ ﻓﺴﺮﻗﺘﻬﺎ ﻭﻟﺒﺴﺘﻬﺎ ﰒ‬ ‫ﻟﺒﺴﺖ ﻣﺮﻗﻌﱵ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺃﻣﺸﻲ ﻗﻠﻴﻼ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻠﺤﻘﻮﱐ ﻓﱰﻋﻮﺍ ﻣﺮﻗﻌﱵ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ‬ ‫ﹰ ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺻﻔﻌﻮﱐ ﻓﺼﺮﺕ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﺮﻑ ﺑﻠﺺ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﻓﺴﻜﻨﺖ ﻧﻔﺴﻲ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ: ﻓﻬﻜﺬﺍ ﻳﺮﻭﺿﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺣﱴ ﳜﻠﺼﻬﻢ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻖ، ﰒ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺭﲟﺎ ﻋﺎﳉﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﲟﺎ ﻻ ﻳﻔﱵ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺭﺃﻭﺍ‬ ‫ﺻﻼﺡ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﰒ ﻳﺘﺪﺍﺭﻛﻮﻥ ﻣﺎ ﻓﺮﻁ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﺼﲑ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﳊﻤﺎﻡ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﺝ ﺃﺑﺎ ﺣﺎﻣﺪ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺑﺘﺼﻨﻴﻔﻪ »ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ« ﻓﻠﻴﺘﻪ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٤٤٢، ٣٨٣ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٨/٠٣٣، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰱ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳉﺒﲑ ٤/٥٧: »ﺻﺤﺤﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻜﻦ،‬ ‫ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ ﰱ ﺍﻟﻌﻠﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻣﺴﻨﺪﺍ ﻭﻣﺮﺳﻼ، ﻭﺍﳌﺮﺳﻞ ﺃﺷﺒﻪ«.‬ ‫ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﰱ ﺍﳌﻮﻃﺄ ٢/٥٢٨ ﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﻣﺮﺳﻼ. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٣٦٦(.‬ ‫ﹰ‬
  • 453. ‫-٠٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﱂ ﳛﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳛﻞ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﳛﻜﻴﻪ ﻭﻳﺴﺘﺤﺴﻨﻪ ﻭﻳﺴﻤﻲ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻭﺃﻱ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﻗﺒﺢ‬ ‫ﻭﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻳﺮﻯ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻛﻴﻒ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ‬ ‫ﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ، ﻭﻗﺪ ﻋﺪﻡ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﺑﻪ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﱴ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻻ‬ ‫ﳛ ﱡ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﻣﻦ ﻻ ﳚﺐ ﻗﻄﻌﻪ ﻭﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻻ‬‫ﻞ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﻗﺘﻠﻪ، ﻭﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ، ﻭﻣﻀﻤﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺎ ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ.‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﳛﻞ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻷﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺳﺎﺭﻕ؟ ﻭﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﺼﺪ‬ ‫ﻭﻫﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﳏﻮ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ؟ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻭﻗﻒ ﻣﻊ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳﻜﻠﻤﻬﺎ ﻭﻳﻠﻤﺴﻬﺎ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﺳﻖ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﺎﺻﻴ‪‬ﺎ ﺑﺬﻟﻚ؟ ﰒ ﻛﻴﻒ ﳚﻮﺯ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻐﲑ ﺑﻐﲑ ﺇﺫﻧﻪ؟‬ ‫ﰒ ﰲ ﻧﺺ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﲪﺪ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺳﺮﻕ ﻣﻦ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﺛﻴﺎﺑ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺎﻓﻆ ﻭﺟﺐ‬ ‫ﻗﻄﻊ ﻳﺪﻩ، ﰒ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺣﱴ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺑﻮﺍﻗﻌﺎ‪‬ﻢ؟‬ ‫ﻛﻼ، ﻭﺍﷲ ﺇﻥ ﻟﻨﺎ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻟﻮ ﺭﺍﻡ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﱂ‬ ‫ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻓﻌﺠﱯ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﳌﺴﺘﻠﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻑ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻌ ‪‬ﱯ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻠﺐ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺑﺎﺑﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ‬ ‫ﻗﻄﻌﺔ ﳊﻢ، ﻓﺄﺣﺐ ﺃﻥ ﳛﻤﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻓﺎﺳﺘﺤﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻌﻠﻖ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﰲ ﻋﻨﻘﻪ‬ ‫ﻭﲪﻠﻪ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺍﻋﺠﺒ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﻃﺎﻟﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﲟﺤﻮ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻄﺒﻊ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﻻ ﳝﻜﻦ، ﻭﻻ ﻫﻮ‬ ‫ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ. ﻭﻗﺪ ﺭﻛﺰ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﳛﺐ ﺃﻥ ‪‬ﺮﻯ ﺇﻻ ﻣﺘﺠﻤﻼ ﰲ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭﺃﻧﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳ‬
  • 454. ‫-١٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﺴﺘﺤﻴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻱ ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﺮﺃﺱ، ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺮ ﻗﺒﻴﺢ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻓﻬﻮ‬ ‫ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻣﺮﻭﺀﺓ ﻻ ﺭﻳﺎﺿﺔ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﲪﻞ ﻧﻌﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ: »ﺍﻷﻛﻞ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺩﻧﺎﺀﺓ«)١(، ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻵﺩﻣﻲ‬ ‫ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﳜﺪﻣﻪ، ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﺫﻻﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﺴﻤﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﺎﳌﻼﻣﺘﻴﺔ، ﻓﺎﻗﺘﺤﻤﻮﺍ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻘﺼﻮﺩﻧﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﻧﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﺃﻋﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻨﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺁﻓﺎﺕ ﺍﳉﺎﻩ ﻭﺍﳌﺮﺍﺋﲔ.‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻛﻤﺜﻞ ﺭﺟﻞ ﺯﱏ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﻓﺄﺣﺒﻠﻬﺎ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ِﻟﻢ ﹶﻟﻢ ﺗﻌﺰﻝ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻠﻐﲏ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺰﻝ ﻣﻜﺮﻭﻩ. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻭﻣﺎ ﺑﻠﻐﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺣﺮﺍﻡ؟ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﻗﺪ ﺃﺳﻘﻄﻮﺍ ﺟﺎﻫﻬﻢ‬ ‫ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺼﻐﲑ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﳌﺪﻳﲏ ﻳﻘﻮﻝ: ﺧﺮﺟﺖ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺇﱃ‬ ‫‪‬ﺮ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﻗﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺭﺟﻞ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ، ﻓﺒﻴﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﺸﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﻰﺀ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺮﻗﻌﺔ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ ﻭﻧﻌﻼ ﻭﺧﺮﻳﻘﺔ ﻓﺠﻤﻌﺘﻬﻤﺎ، ﻭﻗﻠﺖ: ﻫﺬﻩ ﻟﻔﻘﲑ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻣﺸﻴﺖ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﳘﻬﻤﺔ ﻭﲣﺒﻴﻄﹰﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ، ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺄﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻗﺪ ﺃﻟﻘﻰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﲔ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺨﺒﻂ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﻞ ﺑﻼﺀ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ‬ ‫ﻟﻪ، ﻓﱰﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﱄ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﰊ؟ ﻗﺪ ﺃﻣﺎﺗﲏ ﻣﻮﺗﺎﺕ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﱄ: ﻣﺎ ﻟﻚ ﻣﻨﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺗﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ‬ ‫ﰊ؟ ﻓﻤﺎﺯﻟﺖ ﺃﺭﻓﻖ ﺑﻪ ﺣﱴ ﻏﺴﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﲔ ﻭﺃﻟﺒﺴﺘﻪ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ ﻭﲪﻠﺘﻪ ﺇﱃ ﺩﺍﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ.‬ ‫ﻓﺄﻗﻤﻨﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﰒ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺠﺪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪ‪‬ﺍ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٨/٨٩٢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٥/٤٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻭﺟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ«.‬ ‫ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﲪﻴﺪ ﻛﻤﺎ ﰱ ﺍﳌﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ )٧٨٣٢( ﺑﺴﻨﺪ ﺿﻌﻴﻒ. ﺍﻧﻈﺮ: ﺿﻌﻴﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٠٩٢٢(.‬
  • 455. ‫-٢٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﻭﻳﻐﻠﻘﻮﻥ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻭﻳﺼﻌﺪﻭﻥ ﺍﻟﺴﻄﻮﺡ ﻓﺴﺄﻟﻨﺎﻫﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻮﺍﱄ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺃﲨﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻗﺪ ﻗﻄﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﺐ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺃﺻﻮﻟﻪ‬ ‫ﻛﺎﻟﺴﻜﺎﻛﲔ، ﻓﻠﻤﺎ ﲰﻊ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎﻡ ﻓﺮﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻷﲨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻝ‬ ‫ﺍﻟﻘﺼﺐ ﺍﳌﻘﻄﻮﻉ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﺒﻊ؟ ﻓﻤﺎ ﺷﻜﻜﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺪ ﻗﺪ ﺍﻓﺘﺮﺳﻪ ﺃﻭ‬ ‫ﻗﺪ ﻫﻠﻚ ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻘﺼﺐ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺟﺎﺀ ﻓﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻗﺪ ﻫﻠﻜﺖ‬ ‫ﺭﺟﻼﻩ، ﻓﺄﺧﺬﻧﺎ ﺑﺎﳌﻨﻘﺎﺵ ﻣﺎ ﻗﺪﺭﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺒﻘﻲ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻻ ﳝﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻪ،‬ ‫ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ: ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺎﻝ؟ ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﺰﻋ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻷﻃﺮﺣﻨﻚ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺗﻔﺰﻋﲔ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻞ ﲣﺒﻴﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﲔ، ﻭﻛﻴﻒ‬ ‫ﳚﻮﺯ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻣﺎﺀ ﻭﻃﲔ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﻓﻌﻞ ﺍ‪‬ﺎﻧﲔ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﺍﳍﻴﺒﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ: ﺗﺮﻯ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﰊ؟ ﻭﻣﺎ ﻭﺟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺒﺴﺎﻁ؟ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﲡﻒ ﺍﻷﻟﺴﻦ‬ ‫ﰲ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﺎ ﻫﻴﺒﺔ.‬ ‫ﰒ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻏﲑ ﺍﻟﺬﻛﺮ؟ ﻭﻟﻘﺪ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﲞﺮﻭﺟﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻣﺸﻴﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﺐ ﺍﳌﻘﻄﻮﻉ.‬ ‫ﻭﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺳﺒﻊ؟ ﺃﺗﺮﻯ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻐﲑ ﻣﺎ‬ ‫ﻃﺒﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ؟ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﰲ ﻃﻮﻗﻬﺎ ﻭﻻ ﻃﻠﺒﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﲰﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﺄﺟﻮﺩ ﺟﻮﺍﺏ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ ﻧﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﳋﺮﺍﻁ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﻐﺎﺯﱄ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺃﺳﻔﻞ‬ ‫ﻭﺭﺟﻠﻴﻪ ﺇﱃ ﻓﻮﻕ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﺃﻭﺣﺸﺘﲏ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻓﻘﺮﺗﲏ.‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﻣﻌﻚ ﺇﻻ ﻋﻠﻢ ﻭﺫﻛﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺭﺿﻴﺖ ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻧﻄﺢ ﺑﺮﺃﺳﻚ ﺍﳊﺎﺋﻂ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﱐ، ﻧﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ‬ ‫‪‬‬
  • 456. ‫-٣٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﳋﺸﺎﺏ، ﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﲪﻞ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﲦﻦ ﻋﻘﺎﺭ ﺑﻴﻊ ﻟﻪ، ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﻄﺮﺓ ﻭﺟﻌﻞ ﻳﺮﻣﻲ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺎﺀ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺟﺌﺖ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﲣﺪﻋﻴﲏ ﻣﻨﻚ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ: ﻟﻮ ﺃﻧﻔﻘﻬﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻛﺎﻥ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻟﻪ. ﻓﻘﻠﺖ: ﺇﻥ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﲑ ﺗﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﲔ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﻣﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﺩﻓﻌﺔ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺳﺮﻉ ﳋﻼﺻﻪ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺘﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻓﻄﻔﻖ ﻣﺴﺤ‪‬ﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﻷﻋﻨﺎﻕ﴾ ]ﺹ: ٣٣[.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻟﻘﺪ ﺃﺑﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻭﻋﺪﻡ ﻋﻘﻞ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴ‪‬ﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺃﻣﺮ ﲝﻔﻆ ﺍﳌﺎﻝ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﻠﻢ ﺇﻻ ﺇﱃ ﺭﺷﻴﺪ، ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻟﻶﺩﻣﻲ، ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﺸﻬﺪ‬ ‫ﺑﺄﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻠﻤﺼﺎﱀ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻣﻰ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺃﻓﺴﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺻﻼﺣﻪ ﻭﺟﻬﻞ‬ ‫ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺿﻊ، ﻭﺍﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻟﻪ ﺃﻗﺒﺢ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ، ﻷﻧﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻑ ﻓﺘﻨﺘﻪ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺮﻣﻴﻪ ﺇﱃ ﻓﻘﲑ ﻭﻳﺘﺨﻠﺺ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﲪﻠﻬﻢ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻷﻧﻪ ﳛﺘﺞ ﲟﺴﺢ ﺍﻟﺴﻮﻕ‬ ‫ﻭﺍﻷﻋﻨﺎﻕ،‬ ‫ﻭﻳﻈﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻻ ﳚﻮﺯ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﻣﺴﺢ ﺑﻴﺪﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺖ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ، ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻥ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻟﻠﻤﻊ«: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺪﺭﺍﺝ: ﺧﺮﺝ ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ‬ ‫ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻳﺘﻄﻬﺮ، ﻓﺄﺧﺬﺕ ﻛﻨﻔﻪ ﻓﻔﺘﺸﺘﻪ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻴﻼ ﻭﺑﺎﺕ ﱂ ﻳﺄﻛﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ. ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﰲ ﻛﻨﻔﻚ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﺩﺭﳘﹰﺎ ﻭﳓﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺟﻴﺎﻉ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﺬﺗﻪ؟ ﺭﺩﻩ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ: ﺧﺬﻩ ﻭﺍﺷﺘﺮ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﲝﻖ‬ ‫ﻣﻌﺒﻮﺩﻙ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﻊ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﱂ ﻳﺮﺯﻗﲏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻏﲑﻫﺎ، ﻓﺄﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻭﺻﻲ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻦ ﻣﻌﻲ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺭﺩﺩ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺍﷲ، ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﻴﺘﲏ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻦ ﺑﻜﺮ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬
  • 457. ‫-٤٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﳉﻮﺍﻝ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﺼﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻜﺚ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳊﺪﺍﺩ‬ ‫ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﻳﻨﺎﺭ ﻭﻳﻨﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻳﺼﻮﻡ، ﻭﳜﺮﺝ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﲔ‬ ‫ﻓﻴﺘﺼﺪﻕ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻣﺎ ﻳﻔﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻱ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻗﻠﺖ: ﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻻ ﲡﻮﺯ ﳌﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻻﻛﺘﺴﺎﺏ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻮ ﻗﺪﺭﻧﺎ ﺟﻮﺍﺯﻫﺎ، ﻓﺄﻳﻦ ﺃﻧﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺫﻝ ﺍﻟﻄﻠﺐ؟‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﺛﲏ ﺃﰊ، ﺛﻨﺎ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ، ﺛﻨﺎ ﻣﻌﻤﺮ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ،‬ ‫ﻋﻦ ﲪﺰﺓ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺑﺄﺣﺪﻛﻢ‬ ‫ﺣﱴ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﺰﻋﺔ ﳊﻢ«)١(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ: ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻏﻴﺎﺙ، ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻋﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻷﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﺒﻼ ﻓﻴﺤﺘﻄﺐ، ﰒ ﳚﻲﺀ ﻓﻴﻀﻌﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﻕ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻴﺒﻴﻌﻪ، ﰒ ﻳﺴﺘﻐﲏ ﺑﻪ ﻓﻴﻨﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﺧﲑﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻋﻄﻮﻩ ﺃﻭ ﻣﻨﻌﻮﻩ«)٢(.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺍﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ، ﻭﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻻ ﲢﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﻐﲏ ﻭﻻ ﻟﺬﻱ ﻣ ‪‬ﺓ ﺳﻮﻱ«)٣(.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻭﺍﳌ ‪‬ﺓ: ﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻭﺃﺻﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻓﺘﻞ ﺍﳊﺒﻞ، ﻳﻘﺎﻝ: ﺃﻣﺮﺭﺕ ﺍﳊﺒﻞ: ﺇﺫﺍ ﺃﺣﻜﻤﺖ ﻓﺘﻠﻪ.‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﻤﻌﲎ ﺍﳌﺮﺓ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ: ﺷﺪﺓ ﺃﻣﺮ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺻﺤﺔ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﻞ‬ ‫ﹶﱢ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻻ ﲢﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﳌﻦ ﳚﺪ ﻗﻮﺓ ﻳﻘﺪﺭ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺴﺐ.‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٧٤١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٠٤٠١/٣٠١، ٤٠١(.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )١٧٤١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ١/٤٦١، ٧٦١.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٣٦١(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٢٥٦(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻯ ﰱ ﺳﻨﻨﻪ‬ ‫)٩٣٦١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٢٩١، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﲎ ٢/٩١١. ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﲣﺮﳚﻪ.‬
  • 458. ‫-٥٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ،ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺍﳌﺎﻟﻴﲏ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﳍﺎﴰﻲ، ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻡ ﺃﰊ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺘﺮﻙ ﻓﺮﺩ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻓﺴﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﺌﻦ‬ ‫ﺃﻃﺮﻓﺖ ﻷﺭﻣﲔ ﺑﻚ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻓﻤﺎﺯﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻝ ﺣﱴ ﺃﺻﺒﺢ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ:‬ ‫ﻳﺎ ﺑﲏ ﻣﺎ ﲰﻌﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺫﺍﻛﺮ‪‬ﺍ ﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻻ ﺩﻳﻜﹰﺎ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺩﺍﻧﻘﲔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﲨﻊ ﺑﲔ ﺷﻴﺌﲔ ﻻ ﳚﻮﺯﺍﻥ. ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﳐﺎﻃﺮﺗﻪ‬ ‫ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻓﻠﻮ ﻏﻠﺒﻪ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻮﻗﻊ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻴﻨ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺭﻣﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ‬ ‫ﺃﺗﻰ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻓﺘﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﻮﻗﻮﻉ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻊ ﻋﻴﻨﻪ ﺣﻈﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ. ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ »ﺇﻥ ﳉﺴﺪﻙ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ، ﻭﺇﻥ ﻟﺰﻭﺟﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ، ﻭﺇﻥ ﻟﻌﻴﻨﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﹰﺎ«)١(،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﺇﺫﺍ ﻧﻌﺲ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﲑﻗﺪ«)٢(. ﻭﻣﺮ ﲝﺒﻞ ﻗﺪ ﻣﺪﺗﻪ ﺯﻳﻨﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺘﺮﺕ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻪ،‬ ‫ﻓﺄﻣﺮ ﲝﻠﻪ. ﻭﻗﺎﻝ: »ِﻟ‪‬ﺼﻞ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺴﻞ ﺃﻭ ﻓﺘﺮ ﻓﻠﻴﻘﻌﺪ«)٣(، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻣﺖ‬ ‫ﻴ ‪‬ﱢ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳊﻤﻴﺪﻱ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻷﺭﺩﺳﺘﺎﱐ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺎ ﻧﺼﺤﺐ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻭﳓﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ، ﻓﺄﺿﺎﻓﻨﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻘﻠﻨﺎ: ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﺑﺎﻙ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ‬ ‫ﻳﺪﺧﻞ، ﻓﺪﺧﻠﻨﺎ ﺩﺍﺭﻩ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻛﻠﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﳓﻦ ﺑﺎﻟﺸﺒﻠﻲ ﻭﺑﲔ ﻛﻞ ﺃﺻﺒﻌﲔ ﻣﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﴰﻌﺔ -‬ ‫ﲦﺎﻥ ﴰﻮﻉ - ﻓﺠﺎﺀ ﻭﻗﻌﺪ ﻭﺳﻄﻨﺎ ﻓﺎﺣﺘﺸﻤﻨﺎ ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺳﺎﺩﺓ ﻋ ‪‬ﻭﱐ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻜﻢ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﻃﺴﺖ ﴰﻮﻉ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺃﻳﻦ ﻏﻼﻣﻲ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ؟ ﻓﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻏﻨﲏ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٩٩١٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ )٩٥١١/١٨١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ )٢١٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٦٨٧/٢٢٢( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪ )٠٥١١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٤٨٧/٩١٢( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬
  • 459. ‫-٦٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﻨﺖ ﺗﻐﲏ: )ﺍﳍﺰﺝ(‬ ‫ـﺎﺭﺍ‬‫ـﻲ ﺣـــ‬‫ﲨﻠـــ‬ ‫ﻭﳌﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﳊـﲑﺓ ﺣـﺎﺩﻱ‬ ‫ﻭﻻ ـﻞ ـﻦ ـﺎﺭﺍ‬ ‫ﳓﻔـ ﲟـ ﺳـ‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﺍﺣﻄﻂ ﻬﺑﺎ ﺭﺣﻠـﻲ‬ ‫ﻓﻐﻨﻴﺘﻪ ﻓﺘﻐﲑ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﺸﻤﻮﻉ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﻭﺧﺮﺝ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺛﻨﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﺱ، ﻧﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺭ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ ﻭﻗﺪ ﺣﻠﻖ ﺃﺷﻔﺎﺭ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻭﺗﻌﺼﺐ ﺑﻌﺼﺎﺑﺔ ﻭﻫﻮ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍ‪‬ﺘﺚ(‬ ‫ﺇﱐ ﻓﺮﻳـــﺪ ﻭﺣﻴـــﺪ‬ ‫ـﺪ‬‫ـﺎﺱ ـﺮ ﻭﻋﻴـ‬ ‫ﻟﻠﻨـ ﻓﻄـ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ، ﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺑﺮ ﺍﻟﺪﻻﻝ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ: ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﰲ ﻗﺒﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﰲ‬ ‫ﺟﺎﻣﻊ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﳎﺘﻤﻌﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﳊﻠﻘﺔ ﻏﻼﻡ ﲨﻴﻞ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﰲ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺟﻬ‪‬ﺎ ﻣﻨﻪ، ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺗﻨﺢ، ﻓﻠﻢ ﻳﱪﺡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺗﻨﺢ ﻳﺎ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻋﻨﺎ، ﻓﻠﻢ ﻳﱪﺡ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺗﻨﺢ ﻭﺇﻻ ﻭﺍﷲ ﺧﺮﻗﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎﺏ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳊﺴﻦ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﲨﻠﺔ ﻛﺜﲑﺓ، ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﻔﱴ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ: )ﳎﺰﻭﺀ ﺍﳋﻔﻴﻒ(‬ ‫ـﻰ ﺫﺭﻭﰐ ـﺪﻥ‬ ‫ﻋــ‬ ‫ﻋﻠــ‬ ‫ﻃﺮﺣ ـﻮﺍ ﺍﻟ ﹼﺤ ـﻢ ﻟﻠﺒ ـﺰﺍﺓ‬ ‫ـ ﻠ ـ ـ‬ ‫ـﻦ‬ ‫ـﻮﺍ ـﻬﻢ ﺍﻟﺮﺳـ‬ ‫ﺧﻠﻌـ ﻣﻨـ‬ ‫ـﺰﺍﺓ ﺇﺫ‬ ‫ـﻮﺍ ﺍﻟﺒــ‬ ‫ﰒ ﻻﻣــ‬ ‫ﺳﺘﺮﻭﺍ ﻭﺟﻬـﻚ ﺍﳊﺴـﻦ‬ ‫ﻟـ ـﻮ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺻـ ـﻼﺣﻨﺎ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻷﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﻋﺰ‬ ‫ﻭﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﻟﻼﻓﺘﺘﺎﻥ ﺑﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﺇﳕﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﻟﻼﻋﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺧﻠﻘﺖ ﻟﺘﻀﻲﺀ ﻻ ﻟﺘﻌﺒﺪ.‬
  • 460. ‫-٧٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻨﻬﺎﻭﻧﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎﺕ ﻟﻠﺸﺒﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﻭﻟﺪ، ﻛﺎﻥ ﺍﲰﻪ‬ ‫ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ، ﻓﺠ ‪‬ﺕ ﺃﻣﻪ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﺒﻠﻲ ﳊﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻓﺄﻣﺮ ﲝﻠﻘﻬﺎ ﲨﻴﻌﻬﺎ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻳﺎ‬ ‫ﺰ‬ ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻣﺎ ﲪﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺟﺰﺕ ﻫﺬﻩ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻘﻮﺩ، ﺃﻻ ﺃﺣﻠﻖ ﺃﻧﺎ ﳊﻴﱵ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺟﻮﺩ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻗﺎﻝ: ﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﻠﺒﺲ ﺛﻴﺎﺑ‪‬ﺎ ﻣﺜﻤﻨﺔ ﰒ‬ ‫ﻳﱰﻋﻬﺎ ﻭﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺫﻛﺮ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﺬ ﻗﻄﻌﺔ ﻋﻨﱪ ﻓﻮﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺒﺨﺮ‬ ‫ﻬﺑﺎ ﺫﻧﺐ ﺍﳊﻤﺎﺭ.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺍﻟﻠﻮﺯ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ ﳛﺮﻗﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ. ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﺇﳕﺎ ﺃﺣﺮﻗﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺍﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﻋﻨﻪ ﺃﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﻭﺣﻜﻲ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻉ ﻋﻘﺎﺭ‪‬ﺍ ﻓﻔﺮﻕ ﲦﻨﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻴﺎﻝ ﻓﻠﻢ ﻳﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻬﻢ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﻭﲰﻊ ﻗﺎﺭﺋﹰﺎ ﻳﻘﺮﺃ: ﴿ﺍﺧﺴﹸﻮﹾﺍ ﻓِﻴﻬ‪‬ﺎ﴾. ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻴﺘﲏ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﻢ، ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫‪ ‬ﺌ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻠﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﺍﷲ ﻻ ﻳﻜﻠﻤﻬﻢ، ﰒ ﻟﻮ ﻛﻠﻤﻬﻢ ﻛﻼﻡ ﺇﻫﺎﻧﺔ‬ ‫ﻓﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻫﺬﺍ ﺣﱴ ﻳﻄﻠﺐ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ: ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﰲ ﳎﻠﺴﻪ: ﺇﻥ ﷲ ﻋﺒﺎﺩ‪‬ﺍ ﻟﻮ ﺑﺰﻗﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻨﻢ‬ ‫ﻷﻃﻔﺆﻭﻫﺎ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻛﻼﳘﺎ ﻣﻦ ﺇﻧﺎﺀ ﻭﺍﺣﺪ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﻗﺎﻕ ﻳﻘﻮﻝ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺍﻛﺘﺤﻞ ﺑﻜﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﺢ‬ ‫ﻟﻴﻌﺘﺎﺩ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭﻻ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﺍﻟﻨﻮﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﻗﺒﻴﺢ ﻻ ﳛﻞ ﳌﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻫﻮ ﺳﺒﺐ‬ ‫ﻟﻠﻌﻤﻰ، ﻭﻻ ﲡﻮﺯ ﺇﺩﺍﻣﺔ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺣﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﺴﻬﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ.‬
  • 461. ‫-٨٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﺴﺎﱐ ﺭﺟﻞ ﺻﻮﻓﹰﺎ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ‬ ‫ﻗﻠﻨﺴﻮﺓ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻓﺘﻤﻨﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﻧﻔﺴﻲ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﻣﻦ ﳎﻠﺴﻪ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﱄ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓﺘﺒﻌﺘﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﺃﺗﺒﻌﻪ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇ ﱠ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﺩﺍﺭﻩ ﻗﺎﻝ: ﺍﻧﺰﻉ ﺍﻟﺼﻮﻑ،‬ ‫ﱄ‬ ‫ﻓﱰﻋﺘﻪ، ﻓﻠﻔﻪ ﻭﻃﺮﺡ ﺍﻟﻘﻠﻨﺴﻮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺩﻋﺎ ﺑﻨﺎﺭ ﻓﺄﺣﺮﻗﻬﻤﺎ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺃﺧﺬ ﲬﺴﲔ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ ﻓﺮﻣﺎﻫﺎ ﰲ ﺩﺟﻠﺔ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻋﺰﻙ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺃﺫﻟﻪ ﺍﷲ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻌﺠﱯ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ، ﻷﻧﻪ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳌﺪﺡ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ، ﻓﺄﻳﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻔﻘﻪ؟‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺣﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺰﻭﻳﲏ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺗﻌﺬﺭ ﻋﻠﻲ ﻗﻮﺕ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻭﳊﻘﲏ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻗﻄﻌﺔ ﺫﻫﺐ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺄﺭﺩﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻓﻘﻠﺖ: ﻟﻘﻄﺔ ﻓﺘﺮﻛﺘﻬﺎ، ﰒ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻭﻱ: »ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻣ‪‬ﺎ‬ ‫ﻋﺒﻴﻄﹰﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﻮﺕ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻼﻻ«)١(، ﻓﺄﺧﺬ‪‬ﺎ ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﰲ ﻓﻤﻲ ﻭﻣﺸﻴﺖ ﻏﲑ ﺑﻌﻴﺪ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﲝﻠﻘﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺒﻴﺎﻥ ﻭﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ: ﻣﱴ ﳚﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﺪﻕ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺭﻣﻰ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺪﻕ، ﻓﺄﺧﺮﺟﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻤﻲ ﻭﺭﻣﻴﺘﻬﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻻ ﲣﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﻥ ﺭﻣﻴﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻻ ﳚﻮﺯ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻧﻪ ﺭﻣﺎﻫﺎ‬ ‫ﺑﻘﻮﻝ ﺻﱯ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﻣﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﺃﻥ ﺷﻘﻴﻘﹰﺎ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﺟﺎﺀ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﻭﰲ‬ ‫ﻃﺮﻑ ﻛﺴﺎﺋﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﺼﺮﻭﺭ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻌﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻟﻮﺯﺍﺕ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺇﱄ ﺃﺥ ﱄ‬ ‫ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺗﻔﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺷﻘﻴﻖ ﻭﺃﻧﺖ ﲢﺪﺙ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻻ‬ ‫ﻛﻠﻤﺘﻚ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﻓﺄﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﰲ ﻭﺟﻬﻲ ﻭﺩﺧﻞ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻛﻴﻒ ﻫﺠﺮ ﻣﺴﻠﻤ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ‬ ‫)١( ﻣﻮﺿﻮﻉ: ﺫﻛﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﰱ ﺗﻨـﺰﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ٢/٩٩١، ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﻭﻯ ﰱ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﺍﳊﺴﻨﺔ )٨٩٨(،‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺠﻠﻮﱏ ﰱ ﻛﺸﻒ ﺍﳋﻔﺎﺀ ٢/٩٥١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﺭﻛﺸﻰ: ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ، ﻭﺗﺒﻌﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺭﺭ،‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﻢ: ﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ«.‬
  • 462. ‫-٩٥٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺟﺎﺋﺰ ﺑﻞ ﻣﻨﺪﻭﺏ ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﲟﺎ ﻳﻔﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﻲﺀ‬ ‫ﻗﺒﻞ ﳎﻲﺀ ﻭﻗﺘﻪ ﺣﺰﻡ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺃﻋﺪﻭﺍ ﳍﻢ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ﴾‬ ‫]ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ: ٠٦[، ﻭﻗﺪ ﺍ ‪‬ﺧﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻷﺯﻭﺍﺟﻪ ﻗﻮﺕ ﺳﻨﺔ)١(، ﻭﺟﺎﺀ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﺩ‬ ‫ﺑﻨﺼﻒ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺍﺩﺧﺮ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻭﱂ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺎﳉﻬﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺃﻓﺴﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎﱐ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺑﺎﳍﻨﺪ ﺷﻴﺨ‪‬ﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ‬ ‫ﺑﺎﻟﺼﺎﺑﺮ، ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ، ﻗﺪ ﻏﻤﺾ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺻﺎﺑﺮ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ‬ ‫ﺻﱪﻙ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ ﻫﻮﻳﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻠﻢ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﺷﺘﻔﻲ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻐﻤﻀﺖ ﻋﻴﲏ‬ ‫ﻣﻨﺬ ﲦﺎﻧﲔ ﺳﻨﺔ ﻓﻠﻢ ﺃﻓﺘﺤﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻲ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺁﺧﺮ، ﺃﻧﻪ ﻓﻘﺄ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻌﻴﻨﲔ‬ ‫ﺇﺳﺮﺍﻑ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻛﺎﻥ ﻗﺼﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻔﺮﺩ ﻋﲔ، ﻭﳓﻦ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﳍﹶﻤﺬﺍﱐ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﳉﻮﱐ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺟﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﶈﺮﺍﺏ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﳋﻼﺀ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﺧﺪﻡ ﰲ‬ ‫ﺍﳋﻼﺀ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺃﻛﻨﺴﻪ ﻭﺃﻧﻈﻔﻪ ﻗﺎﻟﺖ ﱄ ﻧﻔﺴﻲ: ﺃﺫﻫﺒﺖ ﻋﻤﺮﻙ ﰲ ﻫﺬﺍ! ﻓﻘﻠﺖ:‬ ‫ﺃﻧﺖ ﺗﺄﻧﻔﲔ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ، ﻓﻮﺳﻌﺖ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭﺭﻣﻴﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺃﺩﺧﻞ‬ ‫ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﰲ ﻓﻤﻲ، ﻓﺠﺎﺀﻭﺍ ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﱐ ﻭﻏﺴﻠﻮﱐ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﻜﲔ، ﻛﻴﻒ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﲨﻊ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﺧﻠﻔﻪ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﳕﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻭﺇﺩﺧﺎﳍﺎ ﰲ ﻓﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻀﻴﻠﺔ‬ ‫ﹸﺛﻴﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺗﻮﺟﺐ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ، ﻭﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ: ﳌﺎ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﺜﺮ ﲣﺒﻴﻄﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﱐ ﻳﻘﻮﻝ: ﺩﺧﻞ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻣﻜﺔ ﰲ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ‬ ‫)١(‬
  • 463. ‫-٠٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻣﺮﻩ، ﻓﺠﻬﺪﻧﺎ ﺣﱴ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻣﺮﻗﻌﺘﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺳﻲ: ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻤﻠﺔ ﻓﻮﺯﻧﺎﻫﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﻒ‬ ‫ﺩﺍﻧﻖ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺭﻳﺎﺿﺘﻪ ﻭﺷﺪﺓ ﳎﺎﻫﺪﺗﻪ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﺚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺃﺑﺎﺡ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ‬ ‫ﺍﶈﻈﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺤﺮِﻡ ﻷﺟﻞ ﺗﺄﺫﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﻞ، ﻭﺟﱪ ﺍﳊﻈﺮ ﺑﺎﻟﻔﺪﻳﺔ، ﻭﺃﺟﻬﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻫﺬﺍ ﺭﻳﺎﺿﺘﻪ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻘﲑ ﺻﻮﰲ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻓﺠﺎﻉ‬ ‫ﻣﺮﺓ ﺟﻮﻋ‪‬ﺎ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻄﻌﻤﲏ، ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻣﻴﲏ ﺑﺸﺮﻑ ﺍﳌﺴﺠﺪ، ﻓﺠﺎﺀ‬ ‫ﻏﺮﺍﺏ ﻓﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻑ، ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﲢﺖ ﺭﺟﻠﻪ ﺁﺟﺮﺓ ﻓﺠﺮﻯ ﺩﻣﻪ، ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﳝﺴﺢ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻳﺶ ﺗﺒﺎﱄ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻗﺘﻞ ﺍﷲ ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺃﺣﻴﺎﻩ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ، ﻫ ﱠ ﻗﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺃﻭ ﺇﱃ‬ ‫‪‬ﻼ‬ ‫ﺍﻟﻜﺪﻳﺔ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻏﻼﻡ ﺧﻠﻴﻞ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻘﲑ‪‬ﺍ ﻳﻌﺪﻭ ﻭﻳﻠﺘﻔﺖ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﹸﺷﻬﺪﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻫﻮ ﺫﺍ ﻳﻘﺘﻠﲏ، ﻭﺳﻘﻂ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ.‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺑﻌﺾ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻼﻣﺘﻴﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻗﻮﻡ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺍﳌﻼﻣﺘﻴﺔ، ﺍﻗﺘﺤﻤﻮﺍ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﻘﺼﻮﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﻘﻂ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻋﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻨﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻩ.‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﺃﺳﻘﻄﻮﺍ ﺟﺎﻫﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻉ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﰲ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻗﺒﺢ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﻜﺘﻤﻮﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻫﻢ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻭﻓﻌﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬
  • 464. ‫-١٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺫﻭﺭﺍﺕ ﻓﻠﻴﺴﺘﺘﺮ ﺑﺴﺘﺮ ﺍﷲ «)١(، ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺣﻖ ﻣﺎﻋﺰ: »ﻫ ﱠ ﺳﺘﺮﺗﻪ ﺑﺜﻮﺑﻚ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ؟«)٢(،‬ ‫‪‬ﻼ‬ ‫ﻭﺍﺟﺘﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺻﻔﻴﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ: »ﺇ‪‬ﺎ‬ ‫ﺻﻔﻴﺔ«)٣(.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺘﺠﺎﰲ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﷲ ﰲ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺧﺮﺝ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻓﻔﺎﺗﺘﻪ ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻢ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ ﻓﺎﺳﺘﺘﺮ ﻟﺌﻼ ﻳﺴﻮﺀ‬ ‫ﻇﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﱐ ﳌﺴﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ‬ ‫ﻭﻗﺒﻠﺘﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺗﺐ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻭﻻ ﲢﺪﺙ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﺑﺬﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﱐ ﺃﺗﻴﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻣﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺃﱂ ﺗﺼﻞ ﻣﻌﻨﺎ«؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻠﻰ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ. ﻗﺎﻝ: »ﺃﱂ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻼﺗﲔ ‪‬ﺗﻜ ﱢﺮ ﻣﺎ‬ ‫ﹶﻔ ‪‬‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ؟«)٤(.‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ: ﺇﱐ ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻘﺪ ﺳﺘﺮ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻮ ﺳﺘﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ)٥(. ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻗﻄﻊ ﻣﺎ ‪‬ﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺟ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٤٤٢، ٣٨٣ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ‬ ‫ﻗﺮﻳﺒ‪‬ﺎ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﳊﺪﻭﺩ )٧٧٣٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٦١٢، ٧١٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ‬ ‫ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٣٦٣ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٨/٠٣٣، ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﳊﺒﲑ ٤/٨٦.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻻﻋﺘﻜﺎﻑ )٨٣٠٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٥٧١٢/٤٢( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺻﻔﻴﺔ ﺯﻭﺝ ﺍﻟﻨﱮ ‪.e‬‬ ‫)٤( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳊﺪﻭﺩ )٣٢٨٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ )٤٦٧٢/٤٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ.‬ ‫ﻭﰱ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺃﰉ ﺃﻣﺎﻣﺔ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﺍﻧﻈﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ )٥٦٧٢/٥٤(، )٣٦٧٢/٩٣(‬ ‫ﻭﻏﲑﻩ.‬ ‫)٥( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ )٣٦٧٢/٢٤( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻗﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻯ‬ ‫ﺟﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱮ ‪ e‬ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺫﻧﺒﻪ.‬
  • 465. ‫-٢٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ.‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻧﺪﺱ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺪﺱ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ، ﻓﺘﺸﻬﺒﻮﺍ ﻬﺑﻢ ﺣﻔﻈﹰﺎ ﻟﺪﻣﺎﺋﻬﻢ، ﻭﻫﻢ ﻳﻨﻘﺴﻤﻮﻥ‬ ‫ﺇﱃ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ:‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ: ﻛﻔﺎﺭ.‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﻢ: ﻗﻮﻡ ﻻ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺏ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻣﻨﻬﻢ: ﻣﻦ ﻳﻘﺮ ﺑﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﳚﺤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﳏﺎﻝ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﳌﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺇﻣﺮﺍﺡ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﰲ ﺷﻬﻮﺍ‪‬ﺎ ﱂ‬ ‫ﳚﺪﻭﺍ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﳛﻘﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭﻳﺴﺘﺘﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﻭﻳﻨﺎﻟﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻛﻤﺬﻫﺐ‬ ‫ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ، ﻓﺪﺧﻠﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻇﺎﻫﺮ‪‬ﺍ ﻭﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻛﻔﺮﺓ، ﻭﻟﻴﺲ ﳍﺆﻻﺀ ﺇﻻ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻟﻌﻨﻬﻢ ﺍﷲ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻗﻮﻡ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻨﻘﺴﻤﻮﻥ ﻗﺴﻤﲔ: ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ:‬ ‫ﻳﻘﻠﺪﻭﻥ ﰲ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ ﻟﺸﻴﻮﺧﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺩﻟﻴﻞ ﻭﻻ ﺷﺒﻬﺔ ﻓﻬﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺄﻣﺮﻭ‪‬ﻢ ﺑﻪ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﺭﺃﻭﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻗﻮﻡ ﻋﺮﺿﺖ ﳍﻢ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻓﻌﻤﻠﻮﺍ ﲟﻘﺘﻀﺎﻫﺎ، ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄﺕ‬ ‫‪  ‬‬ ‫ﻣﻨﻪ ﺷﺒﻬﺎ‪‬ﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﳌﺎ ﳘﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺄﺭﺍﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺍﳊﺠﺞ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻳﻌﺴﺮ، ﻭﺃﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ؛ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻟﻈﻔﺮ ﺑﻪ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺭﺯﻕ ﻳﺴﺎﻕ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻻ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ، ﻓﺴﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﺼﺎﺭﻭﺍ‬ ‫ﻳﺒﻐﻀﻮﻥ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﻐﺾ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻲ ﺍﺳﻢ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ.‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺣﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﳏﺠﻮﺑﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻓﺈﻥ ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬ ‫ﻋﺎﱂ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻷﺗﺒﺎﻋﻬﻢ: ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺍﻓﻖ ﻟﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺿﺪ ﻣﺎ ﳓﻦ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻌﻮﺍﻡ ﺍﻟﻀﻌﺎﻑ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ، ﻓﺈﻥ ﺟﺪ ﰲ ﺧﻼﻓﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﺃﺑﻠﻪ ﻣﻘﻴﺪ ﺑﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﳏﺠﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ،‬ ‫ﰒ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻭﻗﻌﺖ ﳍﻢ، ﻭﻟﻮ ﻓﻄﻨﻮﺍ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺷﺒﻬﺎ‪‬ﻢ ﻋﻠﻢ،‬
  • 466. ‫-٣٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺑﻄﻞ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺫﻛﺮ ﺷﺒﻬﺎ‪‬ﻢ ﻭﺃﻛﺸﻔﻬﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻫﻲ ﺳﺖ‬ ‫ﺷﺒﻬﺎﺕ:‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻷﻭﱃ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﺃﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﺧﺼﻮﺍ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﺸﻘﺎﻭﺓ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻻ ﻳﺸﻘﻰ، ﻭﺍﻟﺸﻘﻲ ﻻ ﻳﺴﻌﺪ، ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻻ ﺗﺮﺍﺩ‬ ‫ﻟﺬﺍ‪‬ﺎ ﺑﻞ ﻻﺟﺘﻼﺏ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ، ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻘﻨﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻹﺗﻌﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﻋﻤﻞ، ﻭﻻ ﻧﻜﻔﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻠﺬﻭﺫ ﻷﻥ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﺍﻗﻊ ﻻ ﳏﺎﻟﺔ.‬ ‫ﻭﺍﳉﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ: ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﻫﺬﺍ ﺭﺩ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﺇﺑﻄﺎﻝ ﳉﻤﻴﻊ‬ ‫ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺗﺒﻜﻴﺖ ﻟﻸﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﻪ، ﻷﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﴿ﺃﻥ ﺃﻗﻴﻤﻮﺍ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ﴾، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﳌﺎﺫﺍ؟ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺳﻌﻴﺪ‪‬ﺍ ﻓﻤﺼﲑﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺷﻘﻴ‪‬ﺎ‬ ‫ﻓﻤﺼﲑﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ، ﻓﻤﺎ ﺗﻨﻔﻌﲏ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ؟‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ: ﴿ﻭﻻ ‪‬ﺗﻘﺮ‪‬ﻮﹾﺍ ﺍﻟﺰﻧ‪‬ﻰ﴾، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﳌﺎﺫﺍ ﺃﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻠﺬﻭﺫﻫﺎ،‬ ‫‪ ‬ﹶ ﹾ ‪‬ﺑ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ﻣﻘﻀﻴﺘﺎﻥ ﻗﺪ ﻓﺮﻍ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﳌﻮﺳﻰ ﺣﲔ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻟﻪ: ﴿ﻫﻞ ﻟﻚ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﺰﻛﻰ﴾ ]ﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ: ٨١[، ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﰒ ﻳﺘﺮﻗﻰ ﺇﱃ ﺍﳋﺎﻟﻖ‬ ‫ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺇﺭﺳﺎﻟﻚ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺳﻴﺠﺮﻱ ﻣﺎ ﻗﺪﺭﺗﻪ؟ ﻭﻣﺎ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﱃ ﺭﺩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﲡﻬﻴﻞ‬ ‫ﺍﻟﺮﺳﻞ ﳏﺎﻝ ﺑﺎﻃﻞ، ﻭﳍﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﲔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻻ ﻧﺘﻜﻞ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫»ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﻜﻞ ﻣﻴﺴﺮ ﳌﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ«)١(.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻶﺩﻣﻲ ﻛﺴﺒ‪‬ﺎ ﻫﻮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺎﻟﻒ ﺗﺒﲔ ﻟﻨﺎ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﻀﻰ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺄﻥ ﳜﺎﻟﻔﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻌﺎﻗﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﻪ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﺋﻪ،‬ ‫ﻭﳍﺬﺍ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻭﻻ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ، ﻭﺇﳕﺎ ﺭﺩﻫﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﻷﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﺣﺎﻝ ﻇﺎﻫﺮ، ﻭﺍﳌﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻃﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻙ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎﻩ‬ ‫ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﻀﻲ ﻭﻗﻮﻟﻪ: »ﻓﻜﻞ ﻣﻴﺴﺮ ﳌﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ« ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ‬ ‫ﹼ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻘﺪﺭ )٥٠٦٦(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻘﺪﺭ )٧٤٦٢/٧( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺑﻦ ﺃﰉ ﻃﺎﻟﺐ.‬
  • 467. ‫-٤٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻳﺴﺮ ﻟﻪ ﻃﻠﺒﻪ ﻭﺣﺒﻪ ﻭﻓﻬﻤﻪ، ﻭﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻟﻪ ﺑﺎﳉﻬﻞ‬ ‫ﻧﺰﻉ ﺣﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﻟﻪ ﺑﻮﻟﺪ ﻳﺴﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ، ﻭﻣﻦ ﱂ ﻳﻘﺾ ﻟﻪ‬ ‫ﺑﻮﻟﺪ ﱂ ﻳﻴﺴﺮ ﻟﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﺴﺘﻐﻦ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻏﲑ ﻣﺘﺄﺛﺮ ﻬﺑﺎ ﻣﻌﺼﻴﺔ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭ ﻃﺎﻋﺔ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺐ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﰲ ﻏﲑ ﻓﺎﺋﺪﺓ.‬ ‫ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ: ﺃﻥ ﳒﻴﺐ ﺃﻭﻻ ﺑﺎﳉﻮﺍﺏ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﻧﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﻜﺄﻧﻨﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﻭﻟﻠﻤﺮﺳﻞ: ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮﺗﻨﺎ ﺑﻪ، ﰒ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ‬ ‫ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻳﺘﻀﺮﺭ ﲟﻌﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﻳﻨﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻏﺮﺿ‪‬ﺎ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺍﷲ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﻘﺪﺱ ﻋﻦ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﻭﻣﻦ ﺍﻧﺘﻔﺎﻉ ﺃﻭ ﺿﺮﺭ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﻔﻊ‬ ‫ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﻣﻦ ﺟﺎﻫﺪ ﻓﺈﳕﺎ ﳚﺎﻫﺪ ﻟﻨﻔﺴﻪ﴾‬ ‫]ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ: ٦[ ﴿ﻭﻣﻦ ﺗﺰﻛﻰ ﻓﺈﳕﺎ ﻳﺘﺰﻛﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ﴾ ]ﻓﺎﻃﺮ: ٨١[، ﻭﺇﳕﺎ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ‬ ‫ﺍﳌﺮﻳﺾ ﺑﺎﳊﻤﻴﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺮﻳﺾ ﻻ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ، ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻠﺒﺪﻥ ﻣﺼﺎﱀ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ‬ ‫ﻭﻣﻀﺎﺭ ﻓﻠﻠﻨﻔﺲ ﻣﺼﺎﱀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻓﺎﻟﺸﺮﻉ ﻛﺎﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﻬﻮ‬ ‫ﺃﻋﺮﻑ ﲟﺎ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﺎﱀ.‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻋﱠﻞ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻻ ﺗﻌﻠﻞ.‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﺟﻮﺍﺏ ﺁﺧﺮ: ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻏﻨﻴ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻏﻨﻴ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﻟﻪ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺃﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺃﻭﺟﺐ ﻃﺎﻋﺘﻪ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻣﺮﻩ ﻻ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﺽ‬ ‫ﺑﺄﻣﺮﻩ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺳﻌﺔ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻨﺎ، ﻓﻼ‬ ‫ﻭﺟﻪ ﳊﺮﻣﺎﻥ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻣﺮﺍﺩﻫﺎ.‬ ‫ﻓﺎﳉﻮﺍﺏ ﻛﺎﳉﻮﺍﺏ ﺍﻷﻭﻝ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻃﺮﺍﺡ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ، ﻭ‪‬ﻮﻳﻦ ﻣﺎ ﺷﺪﺩﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ، ﻭﺑﺎﻟﻐﺖ ﰲ ﺫﻛﺮ ﻋﻘﺎﺑﻪ.‬
  • 468. ‫-٥٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﳑﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺮﲪﺔ ﻭﺻﻔﻬﺎ‬ ‫ﺑﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻭﳓﻦ ﻧﺮﻯ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻳﺒﺘﻠﻮﻥ ﺑﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﳉﻮﻉ ﻭﻳﺆﺧﺬﻭﻥ ﺑﺎﻟﺰﻟﻞ‬ ‫ﻭﻛﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﺧﺎﻓﻪ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺓ، ﻓﺎﳋﻠﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ: ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﺍﻟﻜﻠﻴﻢ‬ ‫ﻳﻘﻮﻝ: ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻮﻳﻞ ﻟﻌﻤﺮ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺭﺟﺎ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﻷﺳﺒﺎﻬﺑﺎ، ﻓﻤﻦ ﺃﺳﺒﺎﻬﺑﺎ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻟﻞ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ‬ ‫ﹼ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﺭﺟﺎ ﺃﻥ ﳛﺼﺪ ﺯﺭﻉ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺎﺟﺮﻭﺍ‬ ‫ﻭﺟﺎﻫﺪﻭﺍ ﰱ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٨١٢[، ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻬﺑﺆﻻﺀ‬ ‫ﻳﻠﻴﻖ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳌﺼﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻓﺮﺟﺎﺅﻫﻢ ﺑﻌﻴﺪ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: »ﺍﻟﻜ‪‬ﺲ ﻣﻦ ﺩﺍﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﻤﻞ ﳌﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺟﺰ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﻊ ﻧﻔﺴﻪ‬ ‫ﹶﻴ ‪‬‬ ‫ﻫﻮﺍﻫﺎ ﻭﲤ‪‬ﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻷﻣﺎﱐ«)١(.‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻜﺮﺧﻲ: ﺭﺟﺎﺅﻙ ﻟﺮﲪﺔ ﻣﻦ ﻻ ﺗﻄﻴﻌﻪ ﺧﺬﻻﻥ ﻭﲪﻖ.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻦ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻋﻘﺎﺑﻪ ﺇﳕﺎ ﰲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﳊﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﺇﳕﺎ ﰲ‬ ‫ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﳝﻨﻊ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺭﲪﺘﻪ، ﻭﻛﻤﺎ ﻻ ﳛﺴﻦ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﳌﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻟﻄﻔﻪ ﰲ ﺧﻠﻘﻪ ﻻ‬ ‫ﳛﺴﻦ ﺍﻟﻄﻤﻊ ﳌﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺇﺧﺰﺍﻟﻪ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻪ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻀﻮ ﺑﺮﺑﻊ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﻏﺪ‪‬ﺍ ﻫﻜﺬﺍ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ: ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻗﻊ ﳍﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺭﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻟﻴﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺃﻛﺪﺍﺭﻫﺎ‬ ‫ﺍﳌﺮﺩِﻳﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺍﺿﻮﻫﺎ ﻣﺪﺓ ﻭﺭﺃﻭﺍ ﺗﻌﺬﺭ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻧﺘﻌﺐ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﰲ ﺃﻣﺮ ﻻ ﳛﺼﻞ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﻟﺒﺸﺮ، ﻓﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ. ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃ‪‬ﻢ ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻗﻤﻊ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻮﺍﻃﻦ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻻ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )٩٥٤٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﻫﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ«، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٠٦٢٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٤٢١، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٧٥، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﱮ: »ﻻ ﻭﺍﷲ، ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﺍﻩ«، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٣/٩٦٣.‬
  • 469. ‫-٦٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺇﺫ ﻟﻮﻻ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ‬ ‫ﻫﻠﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻟﻮﻻ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﺴﻞ.‬ ‫ﻭﻟﻮﻻ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﱂ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻳﺆﺫﻳﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺐ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﺮﻛﻮﺯ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻷﻧﻪ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻛﻒ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻤﺎ ﻳﺆﺫﻱ ﻣﻦ‬ ‫ﲨﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻭﺭﺩﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻓﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﻣﺪﺡ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ‪‬ﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺍﳍﻮﻯ‬ ‫ﻭﺇ‪‬ﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻤﺎ ﺗﻄﻠﺒﻪ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻃﻠﺒﻪ ﻗﺪ ﺯﺍﻝ ﻋﻦ ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ‪‬ﻴﻬﺎ،‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺍﻟﻜﺎﻇﻤﲔ ﺍﻟﻐﻴﻆ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٤٣١[، ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﻔﺎﻗﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﻟﻐﻴﻆ، ﻭﺍﻟﻜﻈﻢ: ﺭﺩ ﺍﻟﻐﻴﻆ، ﻳﻘﺎﻝ: ﻛﻈﻢ ﺍﻟﺒﻌﲑ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺗﻪ ﺇﺫﺍ ﺭﺩﻫﺎ ﰲ ﺣﻠﻘﻪ، ﻓﻤﺪﺡ ﻣﻦ‬ ‫ﺭﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻫﻴﺠﺎﻥ ﺍﻟﻐﻴﻆ، ﻓﻤﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺗﻐﲑ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺍﺩﻋﻰ‬ ‫ﺍﶈﺎﻝ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻛﺴﺮ ﺷ ‪‬ﻩ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻻ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺃﺻﻠﻬﺎ،‬ ‫ِﺮ‬ ‫ﻭﺍﳌﺮﺗﺎﺽ ﻛﺎﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺤﻪ ﻭﻳﻜﻒ ﻋﻤﺎ ﻳﺆﺫﻳﻪ،‬ ‫ﻭﻋﺎﺩﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻛﺎﻟﺼﱯ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻲ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﲟﺎ ﺟﲎ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ: ﺃﻥ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺩﺍﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻣﺪﺓ ﻓﺮﺃﻭﺍ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺪ ﲡﻮﻫﺮﻭﺍ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﺒﺎﱄ ﺍﻵﻥ ﻋﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ، ﻭﺇﳕﺎ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻫﻲ ﺭﺳﻮﻡ ﻟﻠﻌﻮﺍﻡ، ﻭﻟﻮ ﲡﻮﻫﺮﻭﺍ‬ ‫ﻟﺴﻘﻄﺖ ﻋﻨﻬﻢ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭﺣﺎﺻﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ، ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺿﺒﻂ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ، ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻓﻨﺪﺧﻞ ﰲ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻷﻧﺎ ﻗﺪ ﲡﻮﻫﺮﻧﺎ ﻭﻋﺮﻓﻨﺎ ﺍﳊﻜﻤﺔ.‬ ‫‪ِ ‬‬ ‫ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺟﻮﻫﺮﻫﻢ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﳊﻤﻴﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﺣﱴ ﺇ‪‬ﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺭﺗﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻻ ﲢﺼﻞ ﺇﻻ ﳌﻦ ﺭﺃﻯ ﺃﻫﻠﻪ ﻣﻊ ﺃﺟﻨﱯ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺸﻌﺮ ﺟﻠﺪﻩ، ﻓﺈﻥ ﺍﻗﺸﻌﺮ ﺟﻠﺪﻩ ﻓﻬﻮ‬ ‫ﻣﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﺣﻆ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﱂ ﻳﻜﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﻤﻞ ﳌﺎﺗﺖ ﻧﻔﺴﻪ. ﻓﺴﻤﻮﺍ ﺍﻟﻐﲑﺓ ﻧﻔﺴ‪‬ﺎ،‬ ‫ﻭﲰﻮﺍ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﳊﻤﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻭﺻﻒ ﺍﳌﺨﺎﻧﻴﺚ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻹﳝﺎﻥ.‬ ‫ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﰲ »ﺗﺎﺭﳜﻪ« ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺍﻭﻧﺪﻳﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﺤﻠﻮﻥ ﺍﳊﺮﻣﺎﺕ، ﻓﻴﺪﻋﻮ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻴﻄﻌﻤﻬﻢ ﻭﻳﺴﻘﻴﻬﻢ ﻭﳛﻤﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ.‬ ‫ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻼ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﱃ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ‬
  • 470. ‫-٧٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﻭﺿﻌﺖ ﳌﺼﺎﱀ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻗﺪ ﻳﻐﻠﺐ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﺪﺭ‬ ‫ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺪﺭ ﻳﺮﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﲑ ﻭﻳﺮﻛﺪ، ﻓﺄﻗﻞ ﺷﻲﺀ ﳛﺮﻛﻪ ﻛﺎﳌﺪﺭﺓ ﺗﻘﻊ‬ ‫ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﺘﻪ ﲪﺄﺓ، ﻭﻣﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺇﻻ ﻛﺎﳌﺎﺀ ﳚﺮﻱ ﺑﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ‬ ‫ﻣﺪﺍﺩ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﳌﺪﺍﺩ ﻣﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻓﺮﺳﺨ‪‬ﺎ ﰒ ﺃﳘﻞ، ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺗﻨﺤﺪﺭ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺗﻐﲑ ﻃﺒﻌﻪ ﻛﺬﺏ، ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﱐ ﻻ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﺤﺴﻨﺎﺕ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﱂ‬ ‫ﻳﺼﺪﻕ، ﻛﻴﻒ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻟﻮ ﻓﺎﺗﺘﻬﻢ ﻟﻘﻤﺔ ﺃﻭ ﺷﺘﻤﻬﻢ ﺷﺎﰎ ﺗﻐﲑﻭﺍ؟ ﻓﺄﻳﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﳍﻮﻯ‬ ‫ﻳﻘﻮﺩﻫﻢ، ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺼﺎﻓﺤﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻌﺼﻮﻡ ﻻ‬ ‫ﻳﺼﺎﻓﺢ ﺍﳌﺮﺃﺓ)١(.‬ ‫ﻭﺑﻠﻐﻨﺎ ﻋﻦ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺆﺍﺧﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﳜﻠﻮﻥ ﻬﺑﻦ ﰒ ﻳ ‪‬ﻋﻮﻥ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺭﺃﻭﺍ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻭﻫﻴﻬﺎﺕ، ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺇﰒ ﺍﳋﻠﻮﺓ ﺍﶈﺮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ‬ ‫ﺍﳌﻤﻨﻮﻉ ﻣﻨﻪ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﺍﳋﻼﺹ ﻣﻦ ﺟﻮﻻﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺮﺩﻱﺀ؟ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ‬ ‫ﺍﷲ ﻋﻨﻪ: ﻟﻮ ﺧﻼ ﻋﻈﻤﺎﻥ ﳔﺮﺍﻥ ﳍﻢ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮ، ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﻟﻌﺠﻮﺯ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺷﺎﻫﲔ ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻗﻮﻡ ﺃﺑﺎﺣﻮﺍ ﺍﻟﻔﺮﻭﺝ ﺑﺎﺩﻋﺎﺀ ﺍﻷﺧﻮﺓ،‬ ‫ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ: ﺗﺆﺍﺧﻴﲏ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ، ﻗﻠﺖ: ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻟﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ »ﺭﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ« ﻗﺎﻝ: ﺭﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﺃﺧﻴﻪ ﻭﻫﻲ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺭ: ﺍﺳﺘﺘﺮﻱ ﻣﲏ ﺯﻣﺎﻧ‪‬ﺎ،‬ ‫ﰒ ﻗﺎﻝ ﳍﺎ: ﻛﻮﱐ ﻛﻴﻒ ﺷﺌﺖ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ: ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ ﺣﲔ ﻭﺟﺪ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻗﻠﺖ.‬ ‫ﹶﱠ ‪‬‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻣﻊ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻀﻌﻒ، ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ‬ ‫ﻳﻀﻌﻒ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﺎﻉ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺸﺘﻬﻲ ﺍﻟﻠﻤﺲ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ.‬ ‫ﰒ ‪‬ﻳﻘ ‪‬ﺭ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻋﻨﻪ، ﺃﻟﻴﺲ ‪‬ﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ؟ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺎﻕ، ﻭﻫﻮ‬ ‫ﹶﺪ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺴﲑ )٧٩٥١( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ‬ ‫)٢٩١٤(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﳉﻬﺎﺩ )٤٧٨٢(، ﻭﻣﺎﻟﻚ ﰱ ﺍﳌﻮﻃﺄ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ )٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٦/٤٥٤، ٩٥٤ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻣﻴﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺭﻗﻴﻘﺔ. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٩٢٥، ٠٣٥(.‬
  • 471. ‫-٨٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﺎﻡ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻗﺎﻝ: ﻗﻴﻞ ﻷﰊ ﻧﺼﺮ،‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﺑﺎﺫﻱ، ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳚﺎﻟﺲ ﺍﻟﻨﺴﻮﺍﻥ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﰲ ﺭﺅﻳﺘﻬﻦ، ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﻣﺎﺩﺍﻣﺖ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﺑﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ﳐﺎﻃﺐ ﺑﻪ ﻭﻟﻦ ﳚﺘﺮﻯﺀ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻤﺤﺮﻣﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻭﺯﺑﺎﺭﻱ ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻤﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭﺻﻠﺖ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﱃ ﺳﻘﺮ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﳉﺮﻳﺮﻱ، ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺮﺟﻞ ﺫﻛﺮ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺏ ﺍﷲ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺗﺮﻙ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﷲ‬ ‫ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﻗﻮﻡ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻫﺬﻩ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﻈﻴﻤﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺮﻕ ﻭﻳﺰﱐ ﺃﺣﺴﻦ ﺣﺎﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺏ ﺍﷲ ﺃﺧﺬﻭﺍ‬ ‫‪ ‬ﹰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﺑﻘﻴﺖ ﺃﻟﻒ ﻋﺎﻡ ﱂ ﹸﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱪ ﺫﺭﺓ ﺇﻻ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺃﻥ ﳛﺎﻝ ﰊ ﺩﻭ‪‬ﺎ، ﻷﻧﻪ ﺃﻭﻛﺪ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﱵ ﺑﻪ ﻭﺃﻗﻮﻯ ﰲ ﺣﺎﱄ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺮﺗﻌﺶ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺭﺃﻳﺘﻪ‬ ‫ﻳﺪﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﲣﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﺣﺪ ﻋﻠﻢ ﺷﺮﻋﻲ ﻓﻼ ﺗﻘﺮﺑﻨﻪ، ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺪﻋﻲ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻃﻨﺔ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﳍﺎ ﺣﻔﻆ ﻇﺎﻫﺮ ﻓﺎ‪‬ﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ: ﺃﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﻐﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻓﺮﺃﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻧﻮﻉ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺃﻭ‬ ‫ﻣﻨﺎﻣﺎﺕ ﺻﺎﳊﺔ، ﺃﻭ ﻓﺘﺢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺃﲦﺮﻫﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﳋﻠﻮﺓ، ﻓﺎﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃ‪‬ﻢ ﻗﺪ‬ ‫ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﻳﻀﺮﻧﺎ ﺷﻲﺀ، ﻭﻣﻦ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﺴﲑ، ﻓﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺰﻳﻨﻮﻥ ﻇﻮﺍﻫﺮﻫﻢ ﺑﺎﳌﺮﻗﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﺠﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ‬ ‫ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺟﻮﺍﻬﺑﻢ: ﻫﻮ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ‬ ‫ﻗﺒﻠﻬﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﺮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺑﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺸﺮﻉ‬
  • 472. ‫-٩٦٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ ﺍﳌﺨﺘﺮﻋﺔ.‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺳﻮﺍﻩ ﺗﻌﻈﻴﻤ‪‬ﺎ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻤﻬﻢ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻭ ‪‬ﺪ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺳﻘﻂ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻧﺼﺒﺖ ﻟﻠﻌﻮﺍﻡ ﻟﻌﺪﻡ‬ ‫ﺣ‬ ‫ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ، ﻭﻫﺬﺍ ﻧﻮﻉ ﺷﺮﻙ، ﻷﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﳌﺎ ﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺫﺍﺕ ﻗﻌﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﺟﻮ‬ ‫ﻋﺎﻝ، ﻭﺑﻌﻴﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻲ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻷﻥ ﺍﳋﻠﻖ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻗﺪﺭ ﻟﺬﻋﻬﺎ، ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﻷﻫﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ: ﴿ﻭﳛﺬﺭﻛﻢ ﺍﷲ ﻧﻔﺴﻪ﴾ ]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ: ٨٢[.‬ ‫ﻭ ‪‬ﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺘﻌﺒﺪﺍﺕ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻹﻧﺲ ﺑﺎﻷﻣﺜﺎﻝ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ﻭﺍﻷﺑﻨﻴﺔ‬ ‫ﻋِ ‪‬‬ ‫ﻭﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﻟﻸﻧﺴﺎﻙ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ، ﻓﺄﺑﺎﻥ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﴿ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﱪ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻮﺍ‬ ‫ﻭﺟﻮﻫﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﻭﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﱪ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﷲ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٧٧١[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻟﻦ‬ ‫ﻳﻨﺎﻝ ﺍﷲ ﳊﻮﻣﻬﺎ ﻭﻻ ﺩﻣﺎﺅﻫﺎ﴾ ]ﺍﳊﺞ: ٧٣[ ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ، ﻭﻻ ﻳﻜﻔﻲ‬ ‫ﳎﺮﺩ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻠﺤﺪﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻭﺷﻄﺎﺡ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﶈﺴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﱪﱐ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺑﺸﲑﺍﺯ ﺭﺟﻞ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎ ﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﳚﺘﻤﻌﻮﻥ‬ ‫ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﳛﻀﺮ ﺣﻠﻘﺘﻪ ﺃﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻧﻪ ﻓﺎﺭﻩ ﻓﻬﻢ‬ ‫ﹶِ‪‬‬ ‫ﺣﺎﺫﻕ، ﻓﺎﺳﺘﻐﻮﻯ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺬﻫﺐ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎﺕ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺧﻠﻒ ﺯﻭﺟﺔ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺎﺕ ﻭﻫﻦ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ، ﻭﱂ ﳜﺘﻠﻂ‬ ‫ﲟﺄﲤﻬﺎ ﻏﲑﻫﻦ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻏﻮﺍ ﻣﻦ ﺩﻓﻨﻪ ﺩﺧﻞ ﺍﺑﻦ ﺧﻔﻴﻒ ﻭﺧﻮﺍﺹ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻫﻢ ﻋﺪﺩ ﻛﺜﲑ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻌﺰﻱ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺪ ﺗﻌﺰﻳﺖ. ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ: ﻫﻬﻨﺎ‬ ‫ﻏﲑ. ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻻ ﻏﲑ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻣﻌﲎ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺁﻓﺎﺕ ﺍﻟﻐﻤﻮﻡ، ﻭﺗﻌﺬﻳﺒﻬﺎ ﺑﻌﺬﺍﺏ‬ ‫ﺍﳍﻤﻮﻡ، ﻭﻷﻱ ﻣﻌﲎ ﻧﺘﺮﻙ ﺍﻻﻣﺘﺰﺍﺝ ﻟﺘﻠﺘﻘﻲ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭﺗﺼﻔﻮ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﻳﻘﻊ ﺍﻹﺧﻼﻓﺎﺕ‬ ‫ﻭﺗﱰﻝ ﺍﻟﱪﻛﺎﺕ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ﺇﺫﺍ ﺷﺌﺖ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﺧﺘﻠﻂ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﲜﻤﺎﻋﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻃﻮﻝ ﻟﻴﻠﺘﻬﻢ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺤﺮ ﺧﺮﺟﻮﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﶈﺴﻦ: ﻗﻮﻟﻪ: ﻫﻬﻨﺎ ﻏﲑ، ﺃﻱ: ﻫﻬﻨﺎ ﻏﲑ ﻣﻮﺍﻓﻖ ﺍﳌﺬﻫﺐ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻻ ﻏﲑ، ﺃﻱ:‬
  • 473. ‫-٠٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻏﲑ ﳐﺎﻟﻒ، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻧﺘﺮﻙ ﺍﻻﻣﺘﺰﺍﺝ، ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﻤﺎﺯﺟﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻁﺀ، ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻟﺘﻠﺘﻘﻲ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ،‬ ‫ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﰲ ﻛﻞ ﺟﺴﻢ ﻧﻮﺭ‪‬ﺍ ﺇﳍﻴ‪‬ﺎ. ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﺇﺧﻼﻓﺎﺕ: ﺃﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻜﻦ ﺧﻠﻒ ﳑﻦ ﻣﺎﺕ ﺃﻭ‬ ‫ﻏﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺯﻭﺍﺟﻜﻦ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﶈﺴﻦ: ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﺃﺧﱪﻭﱐ ﻳﺒﻌﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻣﺎ‬ ‫ﺣﻜﻴﺘﻪ ﻟﻌﻈﻤﻪ ﻋﻨﺪﻱ، ﻭﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﻣﺜﻠﻪ ﺃﻥ ﳚﺮﻱ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﻣﺜﻠﻪ‬ ‫ﺷﺎﻉ ﺣﱴ ﺑﻠﻎ ﻋﻀﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻓﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺿﺮﻬﺑﻢ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﻁ ﻭﺷﺮﺩ ﲨﻮﻋﻬﻢ‬ ‫ﻓﻜﻔﻮﺍ.‬ ‫ﺫﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ: ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺄﻭﻳﻼ‪‬ﻢ‬ ‫ﻭﳌﺎ ﻗ ﱠ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻓﺼﺪﺭ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻣﺎ ﻻ ﳛﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ‬ ‫ﹶﻞ‬ ‫ﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ، ﰒ ﺗﺸﺒﻪ ﻬﺑﻢ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺑﺄﲰﺎﺋﻬﻢ ﻭﺻﺪﺭ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺣﻜﻴﻨﺎ،‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺎﺩﺭ‪‬ﺍ، ﺫﻣﻬﻢ ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻋﺎﺑﻮﻫﻢ ﺣﱴ ﻋﺎﻬﺑﻢ ﻣﺸﺎﺋﺨﻬﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺍﻟﻨﺼﻴﱯ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﺬﻛﺮﺕ ﻟﻪ ﺻﻮﻓﻴﲔ‬ ‫ﰲ ﺑﻼﺩﻧﺎ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﻓﻮﺍﺧﺮ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻛﺬﺍ. ﻗﺎﻝ: ﻭﳛﻚ ﻭﻣﺴﻠﻤﲔ‬ ‫ﻫﻢ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﻀﺤﻚ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﻠﻘﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺑﻌﺾ ﺟﻠﺴﺎﺋﻪ: ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻓﺘﻨﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﻚ، ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﺿﺎﺣﻜﹰﺎ ﻗﻂ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺗﺼﻮﻑ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻻ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺣﱴ ﻳﺼﲑ ﺃﲪﻖ. ﻭﻋﻨﻪ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻟﺰﻡ ﺃﺣﺪ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻓﻌﺎﺩ ﻋﻘﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ، ﻭﺃﻧﺸﺪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: )ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ(‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﺧﻠﻮﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺫﺋﺎﺏ ﺣﻘـﺎﻑ‬ ‫ﻭﺩﻉ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﺗـﻮﻙ ﺗﻨﺴـﻜﻮﺍ‬ ‫‪ِ‬‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺣﺎﰎ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ: ﻣﺎ‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﺻﻮﻓﻴ‪‬ﺎ ﻓﻴﻪ ﺧﲑ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺪ‪‬ﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺮﺯﻭﻕ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻕ ﳍﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺻﻮﻓﻴ‪‬ﺎ ﻋﺎﻗﻼ ﺇﻻ ﺇﺩﺭﻳﺲ‬ ‫ﹰ‬
  • 474. ‫-١٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳋﻮﻻﱐ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ: ﻫﻮ ﻣﺼﺮﻱ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﻣﺸﺎﳜﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺫﻱ ﺍﻟﻨﻮﻥ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺻﺤﺒﺖ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺛﻼﺛﲔ ﺳﻨﺔ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ‬ ‫ﻓﻴﻬﻢ ﻋﺎﻗﻼ ﺇﻻ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﳋﻮﺍﺹ.‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ:‬ ‫ﲰﻌﺖ ﻋﺎﺻﻤ‪‬ﺎ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎﺯﻟﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺑﺎﳊﻤﺎﻗﺔ ﺇﻻ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﺴﺘﺘﺮﻭﻥ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﻭﻛﻴﻊ: ِﻟﻢ ﺗﺮﻛﺖ ﺣﺪﻳﺚ ﻫﺸﺎﻡ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺻﺤﺒﺖ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻛﻨﺖ ﻬﺑﻢ ﻣﻌﺠﺒ‪‬ﺎ. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﱂ ﲤﺢ ﺣﺪﻳﺚ ﻫﺸﺎﻡ‬ ‫ﻗﺎﻃﻌﻨﺎﻙ ﻓﺄﻃﻌﺘﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﲪﻘﹰﺎ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﳛﲕ ﻗﺎﻝ: ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺃﺣﺐ ﺇﱄ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﺟﺘﻨﺐ ﺻﺤﺒﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ: ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﲔ، ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﳌﺪﺍﻫﻨﲔ، ﻭﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﺍﳉﺎﻫﻠﲔ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺭﺩﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ: ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﲟﺼﺮ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻱ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻪ، ﻭﺑﺒﺴﻄﺎﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﻩ، ﻭﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﺃﺑﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﺭﺍﱐ. ﻭﻫﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ‬ ‫ﺍﳊﻮﺍﺭﻱ ﻭﺳﻬﻞ ﺍﻟﺘﺴﺘﺮﻱ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺩﱏ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻳﻬﺠﺮﻭﻥ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲤﺴﻜﹰﺎ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ. ﻭﻟﻘﺪ ﺣﺪﺛﲏ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺟﻠﺲ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﺍﻷﺭﺑﻄﺔ ﻟﻠﻌﺰﺍﺀ ﺑﻔﻘﻴﻪ ﻣﺎﺕ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﻠﻮﺫﺍﱐ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﺘﻮﻛﺌﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ‬ ‫ﺣﱴ ﻭﻗﻒ ﺑﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﻌﺰ ﻋﻠﻲ ﻟﻮ ﺭﺁﱐ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻭﻣﺸﺎﳜﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﺩﺧﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ. ﻗﻠﺖ: ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﻴﺎﺧﻨﺎ. ﻓﺄﻣﺎ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺍﺻﻄﻠﺢ ﺍﻟﺬﺋﺐ‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻧﻘﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻄﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺫﻡ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻟﻮﺟﻮﻩ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺫﻡ ﻓﻌﻠﻬﺎ.‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﺃ‪‬ﻢ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺭﺑﻄﺔ ﻓﺎﻧﻘﻄﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻓﻼ‬ ‫ﻫﻲ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻭﻻ ﺑﻴﻮﺕ ﻭﻻ ﺧﺎﻧﺎﺕ ﻭﺻﻤﺪﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺒﻄﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻭﺑﺪﻧﻮﺍ‬ ‫ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺪﻥ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻟﻸﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻭﻋﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﻊ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪ ﺑﻪ‬
  • 475. ‫-٢٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺴﲔ ﺗﻠﻤﻴﻌ‪‬ﺎ ﺍﳌﺸﺎﻭﺫ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﳐﺼﻮﺻﺔ ﺃﻭﻗﻊ ﰲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻭﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻣﻦ ﺗﻠﻤﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﺴﻘﻼﻃﻮﻥ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺍﳊﺮﻳﺮ.‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﻤﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻭﺍﳌﺮﺩﺍﻥ ﺑﺘﺼﻨﻊ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻓﻤﺎ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺑﻴﺘ‪‬ﺎ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﻮﺓ ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ‬ ‫ﺇﻻ ﻋﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦ، ﰒ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﺠﺎﺭ ﻭﻏﺎﺻﱯ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻛﺎﻟﻌﺪﺍﺩ ﻭﺍﻷﺟﻨﺎﺩ ﻭﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﳌﻜﻮﺱ، ﻭﻳﺴﺘﺼﺤﺒﻮﻥ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺎﺕ ﳚﻠﺒﻮ‪‬ﻢ ﰲ ﺍﳉﻤﻮﻉ ﻣﻊ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺸﻤﻮﻉ، ﻭﳜﺎﻟﻄﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻳﻨﺼﺒﻮﻥ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺠﺔ ﺇﻟﺒﺎﺳﻬﻦ ﺍﳋﺮﻗﺔ، ﻭﻳﺴﺘﺤﻠﻮﻥ ﺑﻞ ﻳﻮﺟﺒﻮﻥ ﺍﻗﺘﺴﺎﻡ ﺛﻴﺎﺏ ﻣﻦ ﻃﺮﺏ ﻓﺴﻘﻂ‬ ‫ﺛﻮﺑﻪ، ﻭﻳﺴﻤﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﻭﺟﺪ‪‬ﺍ، ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﻗﺘ‪‬ﺎ، ﻭﺍﻗﺘﺴﺎﻡ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻜﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻻ ﳜﺮﺟﻮﻥ‬ ‫ﻋﻦ ﺑﻴﺖ ﺩﻋﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﻋﻦ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺩﻋﻮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃ‪‬ﺎ ﻭﺟﺒﺖ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﻛﻔﺮ‬ ‫ﻭﻓﻌﻠﻪ ﻓﺴﻮﻕ.‬ ‫ﻭﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﻗﺮﺑﺔ، ﻭﻗﺪ ﲰﻌﻨﺎ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ ‪ ‬ﺍﳊﺎﺩﻱ‬ ‫‪ ‬ﻭ‬ ‫ﻭﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳌﺨﺬﺓ ﳎﺎﺏ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ‪‬ﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺮﺑﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻔﺮ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ ﻷﻥ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﳌﻜﺮﻭﻩ‬ ‫ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ﻗﺮﺑﺔ ﻛﺎﻥ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﺎﻓﺮ‪‬ﺍ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﲔ ﲢﺮﳝﻪ ﻭﻛﺮﺍﻫﻴﺘﻪ، ﻭﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ‬ ‫ﺇﱃ ﺷﻴﻮﺧﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﻋﻮﻟﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺷﻴﺨﻪ ﻗﻴﻞ: ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﺤﺪ ﻣﻦ ﺣﻞ‬ ‫ﺭﺳﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﳓﻄﺎﻃﻪ ﰲ ﺳﻠﻚ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﳌﺘﻀﻤﻨﺔ ﻟﻠﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﺍﳌﺴﻤﻰ ﺷﻄﺤ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻛﻮ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﺴﻘﹰﺎ. ﻓﺈﻥ ﻗ‪‬ﻞ ﺃﻣﺮﺩ‪‬ﺍ، ﻗﻴﻞ: ﺭﲪﺔ، ﻭﺇﻥ ﺧﻼ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺑﺄﺟﻨﺒﻴﺔ، ﻗﻴﻞ: ﺑﻨﺘﻪ، ﻭﻗﺪ ﻟﺒﺴﺖ ﺍﳋﺮﻗﺔ، ﻭﺇﻥ ﻗﺴﻢ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺃﺭﺑﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺭﺿﺎ‬ ‫ﻣﺎﻟﻜﻪ، ﻗﻴﻞ: ﺣﻜﻢ ﺍﳋﺮﻗﺔ.‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺦ ﻧﺴﻠﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺎﻟﻪ، ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺦ ﻏﲑ ﺩﺍﺧﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ، ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺍ‪‬ﺎﻧﲔ ﻭﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ، ﻭﺍﻟﻀﺮﺏ ﺑﺪﻝ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ، ﻭﻟﻮ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺦ ﻳﺴﻠﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺎﻟﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻗﺪ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻋﻮﺟﺠﺖ ﻓﻘﻮﻣﻮﱐ، ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﻓﺴﻠﻤﻮﺍ ﺇﱄ. ﰒ ﺍﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﱠ‬
  • 476. ‫-٣٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻛﻴﻒ ﺍﻋﺘﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻓﻬﺬﺍ ﻋﻤﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﻧﻘﺼﺮ ﻭﻗﺪ ﺃﻣ‪‬ﺎ؟)١(.‬ ‫ِﻨ‬ ‫ﻭﺁﺧﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﺗﻨﻬﺎﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﻭﺗﻮﺍﺻﻞ؟، ﻭﺁﺧﺮ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻣﺮﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﺴﺦ ﻭﱂ ﺗﻔﺴﺦ‬ ‫ﰒ ﺇﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ: ﴿ﺃﲡﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٠٣[، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﻮﺳﻰ: ﴿ﺃ‪‬ﻠﻜﻨﺎ‬ ‫ﲟﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻣﻨﺎ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٥٥١[.‬ ‫ﻭﺇﳕﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺗﺮﻓﻴﻬ‪‬ﺎ ﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ، ﻭﺳﻠﻄﻨﺔ ﺳﻠﻜﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﺗﺒﺎﻉ ﻭﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻓﺎﺳﺘﺨﻒ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﺄﻋﻄﻮﻩ﴾ ]ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ: ٤٥[.‬ ‫ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻑ ﱂ ﻳﻀﺮﻩ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ. ﻭﻫﺬﻩ‬ ‫‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺇﻻ ﻭﻳﻀﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ، ﻛﺄﺣﻮﺍﻝ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻳﻀﺎﻳﻘﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ.‬ ‫ﻓﺎﷲ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻹﺻﻐﺎﺀ ﺇﱃ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔ ‪‬ﻍ ﺍﳋﺎﻟﲔ ﻣﻦ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻢ ﺯﻧﺎﺩﻗﺔ ﲨﻌﻮﺍ‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﺑﲔ ﻣﺪﺍﺭﻉ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻣﺮﻗﻌﺎﺕ ﻭﺻﻮﻓﹰﺎ، ﻭﺑﲔ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳋﻠﻌﺎﺀ ﺍﳌﻠﺤﺪﺓ ﺃﻛﻠﹰﺎ ﻭﺷﺮﺑ‪‬ﺎ ﻭﺭﻗﺼ‪‬ﺎ‬ ‫ﻭﲰﺎﻋ‪‬ﺎ ﻭﺇﳘﺎﻟﹰﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ. ﻭﱂ ﺗﺘﺠﺎﺳﺮ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺣﱴ ﺟﺎﺀﺕ‬ ‫ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻓﺠﺎﺅﻭﺍ ﺑﻮﺿﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﻼﻋﺔ.‬ ‫ﻓﺄﻭﻝ ﻣﺎ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺃﲰﺎﺀ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺷﺮﻳﻌﺔ. ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺒﻴﺢ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺎ ﻭﺿﻌﻪ‬ ‫ﺍﳊﻖ ﳌﺼﺎﱀ ﺍﳋﻠﻖ، ﻓﻤﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﻮﻯ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، ﻭﻛﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﺭﺍﻡ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻤﻐﺮﻭﺭ ﳐﺪﻭﻉ.‬ ‫ﻭﺇﻥ ﲰﻌﻮﺍ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ ﻳﺮﻭﻱ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺴﺎﻛﲔ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻣﻴﺖ، ﻭﺃﺧﺬﻧﺎ‬ ‫ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﳊﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳝﻮﺕ. ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ ﻋﻦ ﺟﺪﻱ ﻗﻠﺖ: ﺣﺪﺛﲏ ﻗﻠﱯ ﻋﻦ‬ ‫ﺭﰊ، ﻓﻬﻠﻜﻮﺍ ﻭﺃﻫﻠﻜﻮﺍ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﳋﺮﺍﻓﺎﺕ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻷﻏﻤﺎﺭ، ﻭﺃﻧﻔﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻹﺟﻠﻬﺎ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ.‬ ‫ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻛﺎﻷﻃﺒﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﰲ ﲦﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺻﻌﺒﺔ، ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﻛﺎﻟﻨﻔﻘﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻐﻨﻴﺎﺕ. ﻭﺑﻐﻀﻬﻢ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﻛﱪ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﳛﻈﺮﻭ‪‬ﻢ ﺑﻔﺘﺎﻭﻳﻬﻢ ﻋﻦ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺻﻼﺓ ﺍﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ )٦٨٦/٤(.‬
  • 477. ‫-٤٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺿﻼﳍﻢ ﻭﻓﺴﻘﻬﻢ. ﻭﺍﳊﻖ ﻳﺜﻘﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﺜﻘﻞ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﻣﺎ ﺃﺧﻒ ﺍﻟﺒﺬﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻐﻨﻴﺎﺕ ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﺍﺋﺢ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﻐﻀﻬﻢ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ، ﻭﻗﺪ ﺃﺑﺪﻟﻮﺍ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺎﳋﻤﺮ ﺑﺸﻲﺀ ﲰﻮﻩ‬ ‫ﺍﳊﺸﻴﺶ ﻭﺍﳌﻌﺠﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﶈﺮﻡ ﲰﻮﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﺑﺎﻟﻮﺟﺪ ﺍﳌﺰﻳﻞ ﻟﻠﻌﻘﻞ‬ ‫ﺣﺮﺍﻡ. ﻛﻔﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺷﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺑﲔ ﺩﳘﺜﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﺒﺲ ﻭﻃﻴﺒﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻴﺶ‬ ‫ﻭﺧﺪﺍﻉ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﻣﻌﺴﻮﻟﺔ، ﻟﻴﺲ ﲢﺘﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺇﳘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﻫﺠﺮﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻟﺬﻟﻚ‬ ‫ﺧﻔﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻻ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﻢ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺑﺎﻃﻞ ﺃﻭﺿﺢ ﻣﻦ ﳏﺒﺔ ﻃﺒﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﳍﻢ،‬ ‫ﻛﻤﺤﺒﺘﻬﻢ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﳌﻐﻨﻴﺎﺕ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻭﳏﺎﺭﻳﺐ ﻭﺣﺴﻦ ﲰﺖ ﻭﺃﺧﻼﻕ.‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻠﺖ ﳍﻢ: ﻟﻮ ﱂ ﻳﻀﻌﻮﺍ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﳚﺘﺬﺑﻮﻥ ﻬﺑﺎ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﻣﺜﺎﻟﻜﻢ ﱂ ﻳﺪﻡ ﳍﻢ ﻋﻴﺶ، ﻭﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﻭﺻﻔﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﺭﻫﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ، ﻭﻟﻮ ﺭﺃﻳﺖ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻄﻔﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﺋﺪ ﻭﳐﺎﻧﻴﺚ ﺑﻐﺪﺍﺩ‬ ‫ﻭﺩﻣﺎﺛﺔ ﺍﳌﻐﻨﻴﺎﺕ ﻟﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻔﻜﺎﻫﺔ ﻭﺍﳋﺪﺍﻉ، ﻭﻫﻞ ﳜﺪﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ‬ ‫ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻭ ﻟﺴﺎﻥ، ﻓﺈﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﻗﺪﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻻ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﺒﻢ )ﺫﺍ( ﳚﺘﺬﺑﻮﻥ )ﺑﻪ(‬ ‫ﻗﻠﻮﺏ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ.‬ ‫ﻭ‪‬ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﲪﻞ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺻﻌﺐ، ﻭﻻ ﺃﺳﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﻼﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ،‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻭﻻ ﺃﺻﻌﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﻭﻣﻨﻊ ﺻﺪﺭ ﻋﻦ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻧﻮﺍﻫﻴﻪ، ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‬ ‫ﺃﺿﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻭﺍﳌﺘﺼﻮﻓﲔ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻳﻔﺴﺪﻭﻥ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﻮﻫﻴﻤﺎﺕ ﺷﺒﻬﺎﺕ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻳﻔﺴﺪﻭﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﻳﻬﺪﻣﻮﻥ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ، ﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﺒﻄﺎﻻﺕ ﻭﲰﺎﻉ‬ ‫ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻛﺬﻟﻚ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻋﺒﻴﺪ ﺗﺴﻠﻴﻢ، ﻭﰲ ﺍﻟﺒﺎﺏ‬ ‫ﺍﻵﺧﺮ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺟﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻧﺼﻴﺤﱵ ﺇﱃ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﺮﻉ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﻛﻼﻡ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻭﻻ ﺗﺼﻐﻲ‬ ‫ﻣﺴﺎﻣﻌﻬﻢ ﺇﱃ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﲔ، ﺑﻞ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﺑﺎﳌﻌﺎﺵ ﺃﻭﱃ ﻣﻦ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺗﻮﻏﻞ ﺍﳌﻨﺘﺤﻠﺔ، ﻭﻗﺪ ﺧﱪﺕ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﻓﻐﺎﻳﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﻚ،‬
  • 478. ‫-٥٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻏﺎﻳﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﻄﺢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﺍﳌﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻷﻥ ﺍﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ﻗﺪ ﻳﺰﻳﻠﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﻚ، ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻮﳘﻮﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ. ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ.‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻣﻴﺘ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﻣﻴﺖ. ﻓﻘﺪ ﻃﻌﻨﻮﺍ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ﻭﻋﻮﹸﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ. ﻭﻣﱴ ﹸﺯﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻘﻂ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻪ.‬ ‫ﺃ ‪ ِ‬‬ ‫‪ ‬ﻟ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﻗﻠﱯ ﻋﻦ ﺭﰊ ﻓﻘﺪ ﺻﺮﺡ ﺃﻧﻪ ﻏﲏ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ، ﻭﻣﻦ ﺻﺮﺡ ﺑﺬﻟﻚ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ، ﻓﻬﺬﻩ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺪﺳﻮﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﲢﺘﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ، ﻭﻣﻦ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ‪‬ﺰﺭﻱ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻋﻄﻞ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻣﺎ ﻳﺆﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﺣﺪﺛﲏ ﻗﻠﱯ ﻋﻦ ﺭﰊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻟﻴﻮﺣﻮﻥ ﺇﱃ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻬﻢ﴾‬ ‫]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ١٢١[. ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻷﻧﻪ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﳌﻌﺼﻮﻡ ﻭﻋﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﺗﺜﺒﺖ ﺣﺮﺍﺳﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﻬﺑﻢ ﺧﺎﻃﺮ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻛﺜﲑ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺆﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﻘﻠﺔ ﺍﳊﻔﺎﻅ‬ ‫ﺍﻟﺬﺍﺑﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺣﻔﻈﹰﺎ ﻷﺻﻠﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﳌﻌﺎﻧﻴﻬﺎ: ﻭﻫﻢ ﺳﻼﻃﲔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ‬ ‫ﻟﻜﺬﺍﺏ ﺭﺃﺳ‪‬ﺎ ﺗﺮﺗﻔﻊ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺐ ﺍﷲ ﺧﺮﺍﺏ ﺑﻴﺖ ﺗﺎﺟﺮ ﻋﺎﺷﺮ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ: ﻭﺧﺮﺍﺏ ﺩﻳﻨﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺟﺎﺯﻭﺍ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻄﺮﺏ ﻓﺮﲟﺎ ﺟﺮﻯ ﰲ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻣﻐﺎﺯﻻﺕ‬ ‫ﻭﺍﺳﺘﺨﻼﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺑﺒﻌﺾ، ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻋﺮﺳ‪‬ﺎ ﻟﻠﺸﺨﺼﲔ، ﻓﻼ ﳜﺮﺝ ﺇﻻ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺗﻌﻠﻖ ﻗﻠﺐ ﺷﺨﺺ ﺑﺸﺨﺺ، ﻭﻣﺎﻝ ﻃﺒﻊ ﺇﱃ ﻃﺒﻊ، ﻭﺗﺘﻐﲑ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻓﺈﻥ‬ ‫ﻃﺎﺑﺖ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﲰﻲ ﺑﺎﻟﺪﻳﻮﺙ، ﻭﺇﻥ ﺣﺒﺴﻬﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺇﱃ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﺲ ﻣﻨﻪ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ،‬ ‫ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﲟﻦ ﻻ ﻳﻀﻴﻖ ﺍﳋﻨﺎﻕ ﻭﻻ ﳛﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ. ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﺗﺎﺑﺖ ﻓﻼﻧﺔ ﻭﺃﻟﺒﺴﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳋﺮﻗﺔ ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺗﻪ. ﻭﱂ ﻳﻘﻨﻌﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﻟﻌﺐ ﻭﺧﻄﺄ، ﺣﱴ ﻗﺎﻟﻮﺍ:‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﺟﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﻭﺑﺮﺩ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ‬
  • 479. ‫-٦٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ.‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﻗﺪ‪‬ﺍ ﳎﻴﺪ‪‬ﺍ ﻣﺘﻠﻤﺤ‪‬ﺎ ﻓﻘﻴﻬ‪‬ﺎ.‬ ‫ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﺍﻏﻮﱐ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺭﺯﻕ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻜﱪﻱ ﻗﺎﻻ: ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﱪﻱ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ: )ﺍﳌﺘﻘﺎﺭﺏ(‬ ‫ـﺪ‬ ‫ـﲔ ـﻮﺍﱄ ـﲔ ﺍﻟﻌﺒﻴـ‬ ‫ﻭﺑـ‬ ‫ﺑـ ﺍﳌـ‬ ‫ﺗﺄﻣﻠــﺖ ﺃﺧﺘــﱪ ﺍﳌــﺪﻋﲔ‬ ‫‪‬‬ ‫ـﻚ ـﺮﻩ ـﻦ ﺑﻌ ـﺪ‬ ‫ﻳﺮﻭﻗـ ﻣﻨﻈـ ﻣـ ﻴـ‬ ‫ﻓﺄﻟﻔﻴ ـﺖ ﺃﻛﺜ ـﺮﻫﻢ ﻛﺎﻟﺴ ـﺮﺍﺏ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻓﻜ ـ ﱞ ﺃﺷ ـﺎﺭ ﺑﻘ ـﺪﺭ ﺍﻟﻮﺟ ـﻮﺩ‬ ‫ـ‬ ‫ﻞ ـ ـ‬ ‫ﻓﻨﺎﺩﻳﺖ ﻳﺎ ﻗـﻮﻡ ﻣـﻦ ﺗﻌﺒـﺪﻭﻥ‬ ‫ﻭﺃﻗﺴﻢ ﻣﺎ ﻓﻮﻗﻬـﺎ ﻣـﻦ ﻣﺰﻳـﺪ‬ ‫ﻓــﺒﻌ ‪ ‬ﺃﺷــﺎﺭ ﺇﱃ ﻧﻔﺴــﻪ‬ ‫ﺾ‬ ‫ﻭﺑﻌ ‪ ‬ﺇﱃ ﺭﻛـﻮﺓ ﻣـﻦ ﺟﻠـﻮﺩ‬ ‫ﺾ‬ ‫ـﺔ ﺭﻗﻌ ـﺖ‬ ‫ـ ‪ ‬ﺇﱃ ﺧﺮﻗـ ‪ ‬ﱢ ‪‬ـ ‪‬‬ ‫ﻭﺑﻌـ ﺾ‬ ‫ﻭﻣـﺎ ﻋﺎﺑـ ‪ ‬ﻟﻠـﻬﻮﻯ ﺑﺎﻟﺮﺷـﻴﺪ‬ ‫ـ‬ ‫ﺪ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـﻮﺍﺀﻩ‬ ‫ـﺪ ﺃﻫــ‬ ‫ـﺮ ﻳﻌﺒــ‬ ‫ﻭﺁﺧــ ‪‬‬ ‫ﻓﺈﻥ ﻓـﺎﺕ ﺑـﺎﺕ ﺑﻠﻴـﻞ ﻋﻨﻴـﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ـﻪ ﺭﻳ ـﻪ‬ ‫ـﺪ ﻭﻗﺘــ ِ‪‬ــ ‪‬‬‫ﻭﳎﺘﻬــ‬ ‫ﺑ ـﲔ ﺍﻟﺒﺴ ـﻴﻂ ﻭﺑ ـﲔ ﺍﻟﻨﺸ ـﻴﺪ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻭﺫﻭ ﻛﻠﻒٍ ﺑﺎﺳـﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴـﻤﺎﻉ‬ ‫ﹶﹶ‬ ‫ـﻮﺩ‬ ‫ـﺰﺭﺃ ـﻬﺎ ـﲑ ﺍﻷﺳـ‬ ‫ﻭﻳـ ﻣﻨـ ﺯﺋـ‬ ‫ﻳ‪‬ــﺌ ‪ ‬ﺇﺫﺍ ﺃﻭﻣﻀــﺖ ﺭ‪‬ــ ﹲ‬ ‫‪‬ﻧ ﺔ‬ ‫ِﻦ‬ ‫ﻟﻴﻌﺘﺎﺽ ﻣﻨـﻬﺎ ﺑﺜـﻮﺏ ﺟﺪﻳـﺪ‬ ‫‪‬ﻳﺨ‪‬ــﺮﻕ ﺧﻠﹾﻘﺎﻧــﻪ ﻋﺎﻣــﺪ‪‬ﺍ‬ ‫ـ‬ ‫‪ ‬‬ ‫ﻟﻘﻠـﻊ ﺍﻟﺜﺮﻳـﺪ ﻭﺑﻠـﻊ ﺍﻟﻌﺼـﻴﺪ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـﻪ ﰲ ـﻌﲑ‬ ‫ﺍﻟﺴـ‬ ‫ـﻲ ﻬﺑﻴﻜﻠـ‬ ‫ﻭﻳﺮﻣـ‬ ‫ـﺎ ﺫﺍ ـﺪ‬ ‫ـﻴﻄﺎﻥ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨـ ﺍﳌﺮﻳـ‬ ‫ﻟﺸـ‬ ‫ـﻮﻥ‬‫ـﺎﻝ ﺃﻻ ﺗﻌﺠﺒـ‬‫ـﺎ ﻟﻠﺮﺟـ‬‫ﻓﻴـ‬ ‫ﻭﻣ ـﺎ ﻟﻠﻤﺠ ـﺎﻧﲔ ﻏ ـﲑ ﺍﻟﻘﻴ ـﻮﺩ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﳜــﺒﻄﻬﻢ ﺑﻔﻨــﻮﻥ ﺍﳉﻨــﻮﻥ‬ ‫ﻭﻣ ـﺎ ﻋﺮﻓ ـﻮﻩ ﺑﻐ ـﲑ ﺍﳉﺤ ـﻮﺫ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻭﹸﻗﺴﻢ ﻣـﺎ ﻋﺮﻓـﻮﺍ ﺫﺍ ﺍﳉـﻼﻝ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺳــﻠﻘﺘﻬﻢ ﺑﻠﺴــﺎﻥ ﺣﺪﻳــﺪ‬ ‫ﻭﻟـﻮﻻ ﺍﻟﻮﻓـﺎﺀ ﻷﻫـﻞ ﺍﻟﻮﻓـﺎﺀ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻳﻌﻠﻢ ﻣـﺎ ﰲ ﺍﻟﺼـﺪﻭﺩ‬ ‫ـﺎﻝ‬ ‫ـﺎ ﱄ ـﺎﻟﺒﲏ ﺑﺎﻟﻮﺻـ ِ‬ ‫ﻳﻄـ‬ ‫ﻓﻤـ‬
  • 480. ‫-٧٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺨﻮ ﺑـﻪ ﻟﻠـﻮ‪‬ﺩﻭﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ـﺨﻮ ـﻪ‬ ‫ـﻦ ﺑ ـﻮ ‪‬ﻱ ﻭﻳﺴـ ﺑـ‬ ‫ﺃﺿـ ‪ِ ‬ـ ‪‬ﺩ‬ ‫ﻳ‪‬ﺴﺮ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻭﻳﺸﺠﻮ ﺍﳊﺴـﻮﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫ـﻦ ﺇﺫﺍ ﱂ ـﺪ ـﺎﺣﺒ‪‬ﺎ‬ ‫ﺃﺟـ ﺻـ‬ ‫ﻭﻟﻜـ‬ ‫ﻓﻐﺎﺏ ‪‬ﺤﻮﺳـﻲ ﻭﺁﺏ ﺍﻟ ‪‬ـﻌﻮﺩ‬ ‫‪ ‬ﺴ‬ ‫ﻧ‬ ‫ـﺖ ـﻮﺩﻱ ـﲏ ـﻪ‬ ‫ﻋﻄﻔـ ‪ ‬ﺑـ ‪  ‬ﻣـ ﺇﻟﻴـ‬ ‫ﺑﻌـﺰ ﺍﻟﻔﺮﻳـﺪ ﻭﹸﻧـﺲ ﺍﻟﻮﺣﻴـﺪ‬ ‫ـ‬ ‫‪ ‬ـ ﺃ ِ‬ ‫ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻝ ﻗـﻮﻣﻲ ﻋﻠـﻰ ﺟﻬﻠـﻬﻢ‬ ‫ﹸ‬ ‫ـﲑﺍﻥ ـﺎﺩﻫﻢ ﰲ ـﻮﺩ‬ ‫ﻭﻗـ‬ ‫ﺃﺣﻘـ‬ ‫ﻭﻧـ‬ ‫ـﺮﻭﱐ ـﻮﺍ ـﺔ‬ ‫ﺑﻜـ ﺭﲪـ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﺃﺑﺼـ‬ ‫ﻭﻟﻮ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﻛﻨﺖ ﻏـﲑ ﺍﻟﺒﻌﻴـﺪ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻷﱐ ‪‬ﺑﻌ ـﺪﺕ ـﻦ ﺍﳌ ـ ‪‬ﻋﲔ‬ ‫‪‬ـ ‪ ‬ﻋـ ﹸـ ﺪ‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﳊﺎﻓﻆ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳉﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﲑﰲ، ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟ‪‬ﺘﺠِﻴِﺒ ‪ ،‬ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻲ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺳ‪‬ﺎﺭ: )ﺍﳌﻨﺴﺮﺡ(‬ ‫ﻴ‬ ‫ﲝﻤـ ـﻞ ﺍﻟﺮﻛـ ـﺎﺀ ﻣﺒﺘﻬﻠـ ـﺔ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﺭﺃﻳﺖ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳِـﻤ‪‬ﺔ ﺍﳋـﲑ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺳ ـﺄﻟﺖ ﻋﻨ ـﻬﻢ ﻓﻘﻴ ـﻞ ﻣﺘﻜﻠ ـﺔ‬ ‫ـ ‪ ِ ‬ﹶـ‬ ‫ـ ‪ ‬ـ‬ ‫ﺍﻋﺘﺰﻟ ـﻮﺍ ﺍﻟﻨ ـﺎﺱ ﰲ ﺟ ـﻮﺍﻣﻌﻬﻢ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ﺳ ـﺎﻛﻨﺔ ﲢ ـﺖ ﺣﻜﻤ ـﻪ ﻧ‪‬ﺰﻟ ـﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﺻــﻮﻓﻴﺔ ﻟﻠﻘﻀــﺎﺀ ﺻــﺎﺑﺮﺓ‬ ‫ﻭﻣــﻦ ﺩﻭﻥ ﻫــﺆﻻﺀ ﺭ‪‬ﺫﻟﹶــﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﻨـﺎﺱ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ـﱴ ـﺖ ـﻢ ﺳ ـﻔﻠﻪ‬ ‫ﺣـ ﺗﺒﻴﻨـ ‪ ‬ﺃ‪‬ـ ِـ ﹶ ﹶ ‪‬‬ ‫ﻓﻠ ـﻢ ﺃﺯﻝ ﺧﺎﺩﻣ ـﺎ ﳍ ـﻢ ﺯﻣﻨ ـﺎ‬ ‫‪‬ـ ـ ‪ ‬ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﺃﻭ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﻛـﺎﻥ ‪‬ـﻬﺮﺓ ﻣﺜﻠﹶـﻪ‬ ‫‪‬ﹸ ‪‬‬ ‫ﺷ‬ ‫ﺇﻥ ﺃﻛﻠﻮﺍ ﻛـﺎﻥ ﺃﻛﻠـﻬﻢ ﺳـﺮﻓﹰﺎ‬ ‫ﻋ ـﻦ ﻓ ـﻪ ﻻ ﲣﺎﻟ ـﻪ ﻋﻘﻠ ـﻪ‬ ‫ـ ‪ ِ ‬ﹶـ ‪‬‬ ‫ـ ﹶﺮﺿـ‬ ‫ﺳﻞ ﺷـﻴﺨﻬﻢ ﻭﺍﻟﻜـﺒﲑ ﳐﺘـﱪ‪‬ﺍ‬ ‫ـﺪﻟﻞ ﻻ ـﺮﺍﻩ ـﺪ ﺟﻬﻠ ـﻪ‬ ‫ﺗـ ﻗـ ‪ ِ ‬ﹶـ ‪‬‬ ‫ﻣـ‬ ‫ﻭﺍﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻭﺻﻒ ﺷﺎﺩﻥ ﻏـﻨﺞ‬ ‫ﻛﻌﻠﻢ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺮﻋـﺎﻉ ﻭﺍﻟﺮﺫﻟﹶـﻪ‬ ‫‪‬ﹶ ‪‬‬ ‫ـﻮﺍ‬ ‫ﻋﻠﻤ ـﻢ ـﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺟﻠﺴـ‬ ‫ِ ﹾ ‪‬ﻬـ ﺑﻴﻨـ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻜــﺲ ﻋﻨــﺪﻫﻢ ﻣﺜﻠــﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﳊﺎﻝ ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﱪﻫﺎﻥ‬ ‫ﻭﻫﻢ ﺷـﺮﺍﺭ ﺍﻟـﺬﺑﺎﺏ ﻭﺍﳊﻔﻠـﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺪ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻛﻲ ‪‬ﻳﺮﻭ‪‬ﺍ ﺻﻠﺤ‪‬ﺎ‬ ‫‪ ‬ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻳﺴﺘﺄﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪‬ـﺮﻫ‪‬ﺎ ﺃﻛﻠﹶـﻪ‬ ‫‪ ‬ﺷ ‪ ‬ﹶ ‪‬‬ ‫ﻭﺟﺎﻧﺒﻮﺍ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻭﺍﳌﻌﺎﺵ ﻟﻜـﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻜـﻦ ﺗﻌﺠﻴـﻞ ﺭﺍﺣـﺔ ﺍﻟﻌﻄﻠـﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـﻴﺲ ـﻦ ﻋﻔ ـﺔٍ ﻭﻻ ﺩﻋ ـﺔ‬ ‫‪ ‬ـ‬ ‫ﻭﻟـ ﻣـ ِ ﱠـ‬
  • 481. ‫-٨٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ـﻴﻬﻢ ـﺐ ـﺈ‪‬ﻢ ‪‬ﺑﻄﻠ ـﻪ‬ ‫ﹶ ﹶـ ‪‬‬ ‫ﺗـ ﻓـ‬ ‫ﺇﻟـ‬ ‫ﻓﻘ ـﻞ ﳌ ـﻦ ﻣ ـﺎﻝ ﺑﺎﺧﺘ ـﺪﺍﻋﻬﻢ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫ـﻪ‬ ‫ـﺮﺓ ﺍﳉﻬﻠـ ‪‬‬ ‫ﻭﻻ ـﺎﻭﺩ ﻟﻌﺸـ‬ ‫ﺗﻌـ‬ ‫ـﻢ‬ ‫ـﺘﻐﻔﺮ ﺍﷲ ـﻦ ﻛﻼﻣﻬـ‬ ‫ﻣـ‬ ‫ﻭﺍﺳـ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟ ‪‬ﻮﺭﻱ ﻭﺃﻧﺸﺪﱐ ﺑﻌﺾ ﺷﻴﻮﺧﻨﺎ: )ﳎﺰﻭﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ(‬ ‫ﺼ‬ ‫ـﻮﻑ ﻣﺨﺮﻗ ـﺔ‬ ‫ـﺎﺭ ﺍﻟﺘﺼـ ‪    ‬ﹶـ‬ ‫ﺻـ ‪‬‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼـﻮﻑ ﻗـﺪ ﻣﻀ‪‬ـﻮﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﻭﺗﻮﺍﺟــ ـﺪ‪‬ﺍ ﻭﻣﻄﺒﻘــ ـﺔ‬ ‫ـ‬ ‫ـﻮﻑ ـﻴﺤﺔ‬ ‫ﺻـ‬ ‫ـﺎﺭ ﺍﻟﺘﺼـ‬ ‫ﺻـ‬ ‫ـﺔ‬‫ـﻖ ﺍﳌﻠﺤﻘـ‬‫ـﻨﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳـ‬‫ﺳـ‬ ‫ﻛ ـﺬﺑﺘﻚ ﻧﻔﺴ ـﻚ ﻟ ـﻴﺲ ﺫﺍ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻣﻨــﻪ ﺍﻟﻌﻴــﻮﻥ ﺍﶈﺪﻗــﺔ‬ ‫ﺣـ ـﱴ ﺗﻜـ ـﻮﻥ ﺑﻌـ ـﲔ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـﺔ‬‫ـﻮﻡ ـﺮﻙ ﻣﻄﺮﻗـ‬ ‫ﻭﳘـ ﺷـ‬ ‫ـﺮﻱ ـﻚ ـﺮﻭﻓﻪ‬ ‫ﻋﻠﻴـ ﺻـ‬ ‫ﲡـ‬ ‫ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻟﺘﱪﻳﺰﻱ، ﻷﰊ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﳌﻌﺮﻱ:‬ ‫)ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ(‬ ‫ﻛﺬﺑﻮﻙ ﻣﺎ ﺻﺎﻓﻮﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﺻـﺎﻓﻮﺍ‬ ‫ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺑـﺄ‪‬ﻢ ﺻـﻔﻮﺍ ﳌﻠـﻴﻜﻬﻢ‬ ‫ﻏﺮﺿﻲ ﺧﻼﻑ ﺍﳊﻖ ﻻ ﺍﻟﺼﻔﺼﺎﻑ‬ ‫ﺷﺠﺮ ﺍﳋﻼﻑ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ ﻭﻳـﺢ ﳍـﺎ‬ ‫ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺸﺪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ‬ ‫ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ: )ﺍﻟﻮﺍﻓﺮ(‬ ‫ﻓﻘ ـﻞ ﳍ ـﻢ ﻭﺃﻫ ـﻮﻥ ﺑ ـﺎﳊﻠﻮﻝ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ﺃﺭﻯ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺷـﺮ ﺟﻴـﻞ‬ ‫ﻛﻠﻮﺍ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻭﺍﺭﻗﺼـﻮﺍ ﱄ‬ ‫ـﻘﺘﻤﻮﻩ‬‫ـﺎﻝ ﺍﷲ ـﲔ ﻋﺸـ‬ ‫ﺣـ‬ ‫ﺃﻗـ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺪﻳﻨﲔ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫ﻗﺪ ﺑ‪‬ﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﳕﺎ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻗ ﱠ‬ ‫ﹶﻞ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺜﺮ ﲤﻜﻦ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻣﻨﻪ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﻞ ﲤﻜﻨﻪ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺿﻮﺀًﺍ ﺃﻭ ﻧﻮﺭ‪‬ﺍ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻏﲑﻩ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﻓﺘﺤﺖ ﱄ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.‬
  • 482. ‫-٩٧٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻔﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻓﻴﻈﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺗﻔﺎﻗﹰﺎ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ‪‬ﺍ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﺪﻉ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻻ ﻳﺴﺎﻛﻦ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺮﺍﻣﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺠﻤﻲ ﺃ‪‬ﻤﺎ ﻗﺎﻻ: ﺇﻥ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺑﺎﳉﻮﺯ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻐﻮﻯ ﺑﻌﺾ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﺃﺭﺍﻩ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺣﱴ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ.‬ ‫ﻓﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﳒﺪﺓ ﺍﳊﻮﻃﻲ ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﺒﺎﺭﻙ ﺛﻨﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻛﺎﻥ‬ ‫ﻣﻮﱃ ﻷﰊ ﺍﳉﻼﺵ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺏ ﺑﺎﻟﻐﻮﻃﺔ، ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﺒﺪ‪‬ﺍ ﺯﺍﻫﺪ‪‬ﺍ ﻟﻮ ﻟﺒﺲ‬ ‫ﺟﺒﺔ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻟﺮﺃﻳﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻫﺎﺩﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﱂ ‪‬ﺼﻎ ﺍﻟﺴﺎﻣﻌﻮﻥ ﺇﱃ‬ ‫ﻳ ‪ِ‬‬ ‫ﻛﻼﻡ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺘﺐ ﺇﱃ ﺃﺑﻴﻪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ ﺃﻋﺠﻞ ﻋﻠﻲ ﻓﺈﱐ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺷﻴﺎﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﲣﻮﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺰﺍﺩﻩ ﺃﺑﻮﻩ ﻏ‪‬ﺎ ﻭﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ: ﻳﺎ ﺑﲏ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺃﻣﺮﺕ ﺑﻪ، ﺇﻥ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: ﴿ﻫﻞ ﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﱰﻝ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﺗﱰﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺃﻓﺎﻙ‬ ‫ﺃﺛﻴﻢ﴾ ]ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ: ١٢٢-٢٢٢[، ﻭﻟﺴﺖ ﺑﺄﻓﺎﻙ ﻭﻻ ﺃﺛﻴﻢ ﻓﺎﻣﺾ ﳌﺎ ﹸﻣﺮﺕ ﺑﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﳚﻲﺀ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﺭﺟﻼ ﺭﺟﻼ ﻓﻴﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﻭﺍﳌﻮﺍﺛﻴﻖ ﺇﻥ ﻫﻮ ﺭﺿﻰ‬ ‫ﻗﺒﻞ ﻭﺇﻻ ﻛﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﻬﻢ ﺍﻷﻋﺎﺟﻴﺐ. ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻰ ﺇﱃ ﺭﺧﺎﻣﺔ ﰱ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻓﻴﻨﻘﺮﻫﺎ‬ ‫ﺑﻴﺪﻩ ﻓﺘﺴﺒﺢ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻄﻌﻤﻬﻢ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﰱ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺍﺧﺮﺟﻮﺍ ﺣﱴ ﺃﺭﻳﻜﻢ‬ ‫ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ. ﻓﻴﺨﺮﺟﻬﻢ ﺇﱃ ﺩﻳﺮ ﺍﳌﺮﺍﻥ ﻓﲑﻳﻬﻢ ﺭﺟﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﻞ، ﻓﺘﺒﻌﻪ ﺑﺸﺮ ﻛﺜﲑ ﻭﻓﺸﻰ ﺍﻷﻣﺮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻛﺜﺮ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﱴ ﻭﺻﻞ ﺧﱪﻩ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﳐﻴﻤﺮﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﱏ ﻧﱮ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ:‬ ‫ﻛﺬﺑﺖ ﻳﺎ ﻋﺪﻭ ﺍﷲ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺇﺩﺭﻳﺲ: ﺑﺌﺲ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺇﺫ ﱂ ﺗﻠﻦ ﻟﻪ ﺣﱴ ﺗﺄﺧﺬﻩ. ﺍﻵﻥ‬ ‫ﻳﻔﺮ، ﻭﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﳎﻠﺴﻪ ﺣﱴ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﺄﻋﻠﻤﻪ ﺑﺄﻣﺮﻩ، ﻓﺒﻌﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﰲ ﻃﻠﺒﻪ‬ ‫ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻭﺧﺮﺝ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺣﱴ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻌﻨﻴﱪﺓ، ﻓﺎ‪‬ﻢ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﺴﻜﺮﻩ ﺑﺎﳊﺎﺭﺙ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ‬ ‫ﺭﺃﻳﻪ.‬
  • 483. ‫-٠٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺧﺮﺝ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺣﱴ ﺃﺗﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﳜﺮﺟﻮﻥ ﻳﻠﺘﻤﺴﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﺪﺧﻠﻮ‪‬ﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻓﺄﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻓﺄﺧﺬ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻭﺃﻧﻪ ﻧﱯ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﻣﺮﺳﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﻼﻣﻚ‬ ‫ﹶﻟﺤﺴ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﱄ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻧﻈﺮ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻧﻈﺮ. ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ، ﰒ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﹶ‪‬‬ ‫‪ ‬ﻦ‬ ‫ﻛﻼﻣﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻛﻼﻣﻚ ﳊﺴﻦ ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﰲ ﻗﻠﱯ، ﻭﻗﺪ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻚ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻓﺄﻣﺮ ﺃﻥ ﻻ ﳛﺠﺐ ﻋﻨﻪ ﻣﱴ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ.‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻣﺪﺍﺧﻠﻪ ﻭﳐﺎﺭﺟﻪ ﻭﺃﻳﻦ ﻳﻬﺮﺏ ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺧﱪ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﺋﺬﻥ ﱄ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﱃ ﺃﻳﻦ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻓﺄﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺩﺍﻉ ﻟﻚ ﻬﺑﺎ،‬ ‫ٍ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻪ، ﻓﺨﺮﺝ ﻣﺴﺮﻋ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﻌﻨﻴﱪﺓ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﺳﺮﺍﺩﻗﻪ ﺻﺎﺡ:‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ: ﻭﻣﺎ ﻧﺼﻴﺤﺘﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻷﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﻓﺄﻣﺮ‬ ‫ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﺄﺫﻧﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺪﺧﻞ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺼﺎﺡ:‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﻧﺼﻴﺤﺘﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﻠﲏ ﻻ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﺃﺣﺪ، ﻓﺄﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺩﻧﲏ، ﻗﺎﻝ: ﹸﺃﺩ ﹸ، ﻓﺪﻧﺎ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ؟ ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬ﻥ‬ ‫ﺍﳊﺎﺭﺙ، ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻃﺮﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﰒ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺃﻳﻦ ﻫﻮ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻫﻮ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ، ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺪﺍﺧﻠﻪ ﻭﳐﺎﺭﺟﻪ ﻭﻗﺺ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻗﺼﺘﻪ ﻭﻛﻴﻒ ﺻﻨﻊ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺖ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻣﲑ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺃﻣﲑﻧﺎ ﻫﻬﻨﺎ ﻓﻤﺮﱐ ﲟﺎ‬ ‫ﺷﺌﺖ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ، ﺍﺑﻌﺚ ﻣﻌﻲ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻓﺄﻣﺮ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺮﻏﺎﻧﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ، ﻓﻤﺎ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﺄﻃﻴﻌﻮﻩ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺘﺐ ﺇﱃ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ، ﺃﻥ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﲑ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﱴ ﳜﺮﺝ، ﻓﺄﻃﻌ ‪ ‬ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮﻙ ﺑﻪ.‬ ‫ِ ‪‬ﻪ‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺮﱐ ﲟﺎ ﺷﺌﺖ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﲨﻊ ﱄ ﻛﻞ‬ ‫‪‬‬ ‫ﴰﻌﺔ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺍﺩﻓﻊ ﻛﻞ ﴰﻌﺔ ﺇﱃ ﺭﺟﻞ، ﻭﺭﺗﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻗﺔ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ‬ ‫ﻭﺯﻭﺍﻳﺎﻩ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻠﺖ: ﺃﺳﺮﺟﻮﺍ، ﺃﺳﺮﺟﻮﺍ ﲨﻴﻌ‪‬ﺎ، ﻓﺮﺗﺒﻬﻢ ﰲ ﺃﺯﻗﺔ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺯﻭﺍﻳﺎﻫﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﻤﻊ، ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﺇﱃ ﻣﱰﻝ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻓﺄﺗﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺤﺎﺟﺐ: ﺍﺳﺘﺄﺫﻥ ﱄ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻧﱯ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﻳﺆﺫﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﱴ ﻳﺼﺒﺢ. ﻗﺎﻝ: ﺃﻋﻠﻤﻪ ﺃﱐ ﻣﺎ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻻ‬
  • 484. ‫-١٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺷﻮﻗﹰﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ، ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻋﻠﻤﻪ ﺑﻜﻼﻣﻪ، ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻗﺎﻝ: ﰒ ﺻﺎﺡ‬ ‫ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ: ﺃﺳﺮﺟﻮﺍ ﺍﻟﺸﻤﻮﻉ، ﻓﺄﺳﺮﺟﺖ ﺣﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺄ‪‬ﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻣﺮ ﺑﻜﻢ‬ ‫ﻓﺎﺿﺒﻄﻮﻩ ﻛﺎﺋﻨ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ، ﻭﺩﺧﻞ ﻫﻮ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻪ، ﻓﻄﻠﺒﻪ ﻓﻠﻢ ﳚﺪﻩ، ﻓﻘﺎﻝ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺎﺭﺙ: ﻫﻴﻬﺎﺕ، ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﻘﺘﻠﻮﻥ ﻧﱯ ﺍﷲ، ﻗﺪ ﺭﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻄﻠﺒﻪ ﰲ‬ ‫ﺷﻖ ﻗﺪ ﻫﻴﺄﻩ ﺳﺮﺑ‪‬ﺎ ﻓﺄﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻳﺪﻩ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺮﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺑﺜﻮﺑﻪ ﻓﺎﺟﺘﺮﻩ ﻓﺄﺧﺮﺟﻪ‬ ‫ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻔﺮﻏﺎﻧﻴﲔ: ﺍﺭﺑﻄﻮﻩ ﻓﺮﺑﻄﻮﻩ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻳﺴﲑﻭﻥ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺃﺗﻘﺘﻠﻮﻥ ﺭﺟﻼ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺭﰊ ﺍﷲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻏﺎﻧﻴﲔ: ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﺠﻢ، ﻫﺬﺍ ﻛﺮﺍﻣﺘﻨﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﻬﺎﺕ ﻛﺮﺍﻣﺘﻚ ﺃﻧﺖ؟ ﻭﺳﺎﺭﻭﺍ ﺑﻪ ﺣﱴ ﺃﺗﻮﺍ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ، ﻓﻠﻤﺎ ﲰﻊ ﺑﻪ ﺃﻣﺮ ﲞﺸﺒﺔ‬ ‫ﻓﻨﺼﺒﺖ، ﻓﺼﻠﺒﻪ ﻭﺃﻣﺮ ﲝﺮﺑﺔ، ﻭﺃﻣﺮ ﺭﺟﻼ ﻓﻄﻌﻨﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺎﺭ ﺇﱃ ﺿﻠﻊ ﻣﻦ ﺃﺿﻼﻋﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺎﻧﻜﻔﺄﺕ ﺍﳊﺮﺑﺔ ﻋﻨﻪ، ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻻ ﳚﻮﺯ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﺡ،‬ ‫ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ، ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﳊﺮﺑﺔ ﰒ ﻣﺸﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻳﺘﺠﺴﺲ ﺣﱴ ﻭﺍﰱ‬ ‫ﺑﲔ ﺿﻠﻌﲔ ﻓﻄﻌﻨﻪ ﻬﺑﺎ ﻓﺄﻧﻔﺬﻫﺎ ﻓﻘﺘﻠﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻙ ﺑﻘﺘﻠﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻭِﻟﻢ‪‬؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻪ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﻓﻠﻮ ﺟ ‪‬ﻋﺘﻪ ﺫﻫﺐ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻋﻨﻪ.‬ ‫ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻋﻦ ﺷﻴﺦ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ‪‬ﻤﻞ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﱪﻳﺪ‬ ‫ﹸ‬ ‫ﺣِﹶ‬ ‫ﻭﺟﻌﻠﺖ ﰲ ﻋﻨﻘﻪ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻭﲨﻌﺖ ﻳﺪﻩ ﺇﱃ ﻋﻨﻘﻪ ﻓﺄﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ‬ ‫ﺗﻼ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ: ﴿ﻗﻞ ﺇﻥ ﺿﻠﻠﺖ ﻓﺈﳕﺎ ﺃﺿﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻰ ﻭﺇﻥ ﺍﻫﺘﺪﻳﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻮﺣﻰ ﺇﱃ‬ ‫ﺭﰉ﴾ ]ﺳﺒﺄ: ٠٥[، ﻓﺘﻘﻠﻘﻠﺖ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﰒ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﻭﺭﻗﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻮﺛﺐ‬ ‫ﺍﳊﺮﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﻓﺄﻋﺎﺩﻭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﰒ ﺳﺎﺭﻭﺍ ﺑﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺷﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺮﺃ‬ ‫ﺁﻳﺔ ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﻭﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺄﻋﺎﺩﻭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ‬ ‫ﺣﺒﺴﻪ ﻭﺃﻣﺮ ﺭﺟﺎﻻ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻈﻮﻩ ﻭﳜﻮﻓﻮﻩ ﺍﷲ ﻭﻳﻌﻠﻤﻮﻩ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻓﺄﰉ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺼﻠﺐ، ﻭﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﲝﺮﺑﺔ ﻓﻄﻌﻨﻪ ﻓﺎﻧﺜﻨﺖ، ﻓﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ، ﰒ ﺃﺗﺎﻩ ﺣﺮﺳﻪ ﺑﺮﻣﺢ ﺩﻗﻴﻖ ﻓﻄﻌﻨﻪ ﺑﲔ ﺿﻠﻌﲔ ﻣﻦ‬
  • 485. ‫-٢٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺿﻼﻋﻪ ﰒ ﻫﺰﻩ ﻭﺃﻧﻔﺬﻩ، ﻭﲰﻌﺖ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻟﻠﺬﻱ ﺿﺮﺑﻪ ﺑﺎﳊﺮﺑﺔ ﳌﺎ ﺍﻧﺜﻨﺖ،‬ ‫ﺃﺫﻛﺮﺕ ﺍﷲ ﺣﲔ ﻃﻌﻨﺘﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﺴﻴﺖ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﰒ ﺍﻃﻌﻨﻪ، ﻓﺬﻛﺮ ﺍﷲ ﰒ ﻃﻌﻨﻪ‬ ‫ﻓﺄﻧﻔﺬﻫﺎ.‬ ‫ﺍﳌﻐﺘ ‪‬ﻳﻦ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫ﺮ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻛﻢ ﺍﻏﺘﺮ ﻗﻮﻡ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ، ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺣﺴﻦ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﻤﺮﺍﻥ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﱄ ﻓﺮﻗﺪ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻐﺘﻢ ﺑﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﻫﻮ ﺳﺘﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﳍﻼﻝ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻋﻨﺪﻱ ﻓﺪﻋﻮﺕ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻂ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﺴﺘﺔ‬ ‫ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻓﺄﺧﺬ‪‬ﺎ ﻓﻮﺯﻧﺘﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺳﺘﺔ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺺ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺗﺼﺪﻕ ﻬﺑﺎ ﻓﺈ‪‬ﺎ ﻟﻴﺴﺖ‬ ‫ﻟﻚ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻫﻮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ، ﻓﻘﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ، ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ‬ ‫ﻭ‪‬ﺑﻌ‪‬ﺪ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺭ ﻋﻨﻬﻢ. ﻭﻛﻴﻒ ﺃﺧﱪﻩ ﺃ‪‬ﺎ ﻟﻘﻄﺔ ﻭﱂ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ، ﻭﺇﳕﺎ ﱂ‬ ‫ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺘﻌﺮﻳﻔﻬﺎ، ﻷﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻜﻮﻓﻴﲔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳚﺐ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﳌﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺇﳕﺎ‬ ‫ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻕ ﻬﺑﺎ ﻟﺌﻼ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﹸﻛﺮﻡ ﺑﺄﺧﺬﻫﺎ ﻭﺇﻧﻔﺎﻗﻬﺎ.‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﳋﺮﺍﺳﺎﱐ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﺣﺘﺠﺖ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﻜﻮﺯ‬ ‫ﻣﻦ ﺟﻮﻫﺮ، ﻭﺳﻮﺍﻙ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ ﺭﺃﺳﻪ ﺃﻟﲔ ﻣﻦ ﺍﳋﺰ، ﻓﺎﺳﺘﻜﺖ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﻙ ﻭﺗﻮﺿﺄﺕ ﺑﺎﳌﺎﺀ‬ ‫ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﻤﺎ ﻭﺍﻧﺼﺮﻓﺖ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻮﺛﻖ ﺑﺮﻭﺍﻳﺘﻪ، ﻓﺈﻥ ﺻﺤﺖ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﻋﻠﻢ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺴﻮﺍﻙ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻻ ﳚﻮﺯ، ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻞ ﻋﻠﻤﻪ‬ ‫ﻓﺎﺳﺘﻌﻤﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻛﺮﺍﻣﺔ، ﻭﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﻜﺮﻡ ﲟﺎ ﳝﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺷﺮﻋ‪‬ﺎ ﺇﻻ ﺇﻥ‬ ‫ﺃﻇﻬﺮ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ.‬ ‫ﻭﺫﻛﺮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﳍﻤﺪﺍﱐ ﺍﳌﺆﺭﺥ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﺃﰊ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺮﻣﻘﺎﱐ‬
  • 486. ‫-٣٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﳌﻘﺮﺉ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﻑ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺑﺪﺭﺏ ﺍﻟﺰﻋﻔﺮﺍﱐ، ﻭﺍﺗﻔﻖ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻑ ﺭﺁﻩ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﰲ ﻭﻗﺖ ﳎﺎﻋﺔ ﻭﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﺇﱃ ﺩﺟﻠﺔ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﳋﺲ ﳑﺎ ﻳﺮﻣﻲ‬ ‫ﺑﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﺟﻌﻞ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﻓﺸﻖ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﺗﻰ ﺇﱃ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﻓﺄﺧﱪﻩ ﲝﺎﻟﻪ ﻓﺘﻘﺪﻡ‬ ‫ﺇﱃ ﻏﻼﻡ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﰐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻣﻘﺎﱐ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﺒﺎﺑﻪ ﻣﻔﺘﺎﺣ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻓﻔﻌﻞ، ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﳛﻤﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﻃﺎﻝ ﺧﺒﺰ‪‬ﺍ ﲰﻴﺬﹰﺍ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺩﺟﺎﺟﺔ‬ ‫ﻭﺣﻠﻮﻯ ﺳﻜﺮ‪‬ﺍ، ﻓﻔﻌﻞ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺫﻟﻚ ﻭﻛﺎﻥ ﳛﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ. ﻓﺄﺗﻰ ﺍﻟﺸﺮﻣﻘﺎﱐ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﻓﺮﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﻣﻄﺮﻭﺣ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻐﻠﻘﹰﺎ ﻓﺘﻌﺠﺐ، ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ: ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺔ‬ ‫ﻭﳚﺐ ﻛﺘﻤﺎﻧﻪ ﻭﺃﻥ ﻻ ﺃﲢﺪﺙ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻛﺘﻤﺎ‪‬ﺎ، ﻭﺃﻧﺸﺪﱐ: )ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ(‬ ‫ﱂ ﻳﺄﻣﻨﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻋﺎﺷـﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺃﻃﻠﻌﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﺮ ﻓﺒـﺎﺡ ﺑـﻪ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻠﻢ ﺍﺳﺘﻮﺕ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻭﺃﺧﺼﺐ ﺟﺴﻤﻪ، ﺳﺄﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﻑ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﺭﻑ‬ ‫ﺑﻪ، ﻭﻗﺼﺪ ﺍﳌﺰﺍﺡ ﻣﻌﻪ، ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻮﺭﻱ ﻭﻻ ﻳﺼﺮﺡ، ﻭﻳﻜ‪‬ﻲ ﻭﻻ ﻳﻔﺼﺢ، ﻭﱂ ﻳﺰﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﻑ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻳﺴﺘﺨﱪﻩ ﺣﱴ ﺃﺧﱪﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺪﻩ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺇﺫ ﻻ ﻃﺮﻳﻖ ﳌﺨﻠﻮﻕ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﻑ: ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ ﻻ ﺑﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ. ﻓﻨﻐﺺ ﻋﻴﺸﻪ‬ ‫ﺑﺈﺧﺒﺎﺭﻩ ﻭﺑﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ.‬ ‫ﲢﺬﻳﺮ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﳌﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺷﺪﺓ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺣﺬﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺧﺎﻓﻮﺍ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ.‬ ‫ﺭﻭﻳﻨﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻳﻘﻮﻝ: ﲰﻌﺖ ﺯﻫﺮﻭﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﹼﻤﲏ ﺍﻟﻄﲑ، ﻭﺫﺍﻙ ﺃﱐ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻛﻨﺖ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻓﺘﻬﺖ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻃﺎﺋﺮ‪‬ﺍ ﺃﺑﻴﺾ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﻳﺎ ﺯﻫﺮﻭﻥ، ﺃﻧﺖ ﺗﺎﺋﻪ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ‬ ‫ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻏ ‪ ‬ﻏﲑﻱ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺃﻧﺖ ﺗﺎﺋﻪ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻏﺮ ﻏﲑﻱ. ﻓﻮﺛﺐ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﻭﺻﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﺸﻴﻄﺎﻥ، ﺃﻧﺖ ﺗﺎﺋﻪ، ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻚ، ﰒ ﻏﺎﺏ ﻋﲏ.‬
  • 487. ‫-٤٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﺣﺪﺛﺘﲏ ﺯﻟﻔﻰ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﻠﺖ ﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﻳﺔ: ﻳﺎ ﻋﻤﺔ ﱂ ﻻ ﺗﺄﺫﻧﲔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻚ؟‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺟﻮ ﻣﻦ ﺃﻧﺎﺱ ﺇﻥ ﺃﺗﻮﱐ ﺣﻜﻮﺍ ﻋﲏ ﻣﺎ ﱂ ﺃﻓﻌﻞ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺯﺍﺩﱐ ﻏﲑ ﺃﰊ ﺣﺎﰎ ﺃ‪‬ﺎ ﻗﺎﻟﺖ: ﻳﺒﻠﻐﲏ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﱐ ﺃﺟﺪ ﺍﻟﺪﺍﺭﻫﻢ‬ ‫ﲢﺖ ﻣﺼﻼﻱ، ﻭﻳﻄﺒﺦ ﱄ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺑﻐﲑ ﻧﺎﺭ، ﻭﻟﻮ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﺰﻋﺖ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻘﻠﺖ ﳍﺎ: ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺜﺮﻭﻥ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺗﺼﻴﺐ ﰲ ﻣﱰﳍﺎ‬ ‫ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ، ﻓﻬﻞ ﲡﺪﻳﻦ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﻴﻪ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺃﺧﻲ ﻟﻮ ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﻣﱰﱄ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﺎ‬ ‫ﻣﺴﺴﺘﻪ ﻭﻻ ﻭﺿﻌﺖ ﻳﺪﻱ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ: ﻭﺣﺪﺛﲏ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ: ﻭﺣﺪﺛﺘﲏ ﺯﻟﻔﻰ‬ ‫ﻋﻦ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺃ‪‬ﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺻﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺑﺎﺭﺩ ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻨﺎﺯﻋﺘﲏ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺨﻦ ﺃﻓﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﺤﻢ ﻓﻘﻠﺖ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﺼﻞ ﺃﻭ ﻛﺮﺍﺙ‬ ‫ﻋﺎﳉﺘﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺜﻘﺐ ﰲ ﻣﻨﻘﺎﺭﻩ ﺑﺼﻠﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺃﺿﺮﺑﺖ‬ ‫ﻋﻤﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﻭﺧﻔﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ ﻟﻮﻫﻴﺐ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺧﱪ‬ ‫ﻬﺑﺎ ﺍﺷﺘﺪ ﺑﻜﺎﺅﻩ ﻭﻗﺎﻝ: ﻗﺪ ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ.‬ ‫ﻭﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻊ ﺃﺳﺘﺎﺫﻧﺎ ﺃﰊ ﺣﻔﺺ‬ ‫ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻴﺴﺎﺑﻮﺭ، ﻓﺠﻠﺴﻨﺎ ﻓﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻄﺎﺑﺖ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﰒ ﺑﺼﺮﻧﺎ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺄﻳﻞ)١( ﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﳉﺒﻞ ﺣﱴ ﺑﺮﻙ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺄﺑﻜﺎﻩ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪ‪‬ﺍ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫ﺳﻜﻦ ﺳﺄﻟﻨﺎﻩ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻄﺎﺑﺖ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﻭﺑﺮﻙ‬ ‫ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻚ ﺃﺯﻋﺠﻚ ﻭﺃﺑﻜﺎﻙ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﺭﺃﻳﺖ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻜﻢ ﺣﻮﱄ ﻭﻗﺪ ﻃﺎﺑﺖ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ‬ ‫ﻓﻮﻗﻊ ﰲ ﻗﻠﱯ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺷﺎﺓ ﺫﲝﺘﻬﺎ ﻭﺩﻋﻮﺗﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻤﺎ ﲢ ﱠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺎﻃﺮ ﺣﱴ ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻜ‬ ‫)١( ﺍﻷﻳﻞ: ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻴﺲ ﺍﳉﺒﻠﻰ.‬
  • 488. ‫-٥٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻮﺣﺶ ﻓﱪﻙ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﻓﺨﻴﻞ ﱄ ﺃ‪‬ﻲ ﻣﺜﻞ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻝ ﺭﺑﻪ ﺃﻥ ﳚﺮﻱ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻴﻞ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻓﺄﺟﺮﺍﻩ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻓﻤﺎ ﻳﺆﻣﻨﲏ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻌﻄﻴﲏ ﻛﻞ ﺣﻆ ﱄ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﺑﻘﻰ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ‬ ‫ﻓﻘﲑ‪‬ﺍ ﻻ ﺷﻲﺀ ﱄ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺯﻋﺠﲏ.‬ ‫ﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻓﻮﺿﻌﻮﺍ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﰲ ﻛﺮﺍﻣﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻟﻴﺸﻴﺪﻭﺍ ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﺍﳊﻖ ﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺗﺸﻴﻴﺪ ﺑﺒﺎﻃﻞ ﻓﻜﺸﻒ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻣﺮﻫﻢ‬ ‫ﺑﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﻞ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺍﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺎﻓﻆ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻵﺩﻣﻲ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﲏ‬ ‫ﺃﰊ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻭﺍﺻﻞ: ﻛﺬﺍ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻋﻤﺮﻭ ﺍﺑﻦ ﻭﺍﺻﻞ: ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ: ﺻﺤﺒﺖ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﻓﻨﺎﻟﺘﻪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺎﻗﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻌﺪﻝ ﺇﱃ ﻣﺴﺠﺪ ﰲ ﺃﺻﻞ ﺟﺒﻞ ﻭﺇﺫﺍ ﻓﻴﻪ ﺑﺌﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻜﺮﺓ ﻭﺣﺒﻞ ﻭﺩﻟﻮ‬ ‫ﻭﻣﻄﻬﺮﺓ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺷﺠﺮﺓ ﺭﻣﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﲪﻞ، ﻓﺄﻗﺎﻡ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺇﱃ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ‬ ‫ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﺇﺫﺍ ﺑﺄﺭﺑﻌﲔ ﺭﺟﻼ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳌﺴﻮﺡ ﻭﰲ ﺃﺭﺟﻠﻬﻢ ﻧﻌﺎﻝ ﺍﳋﻮﺹ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﳌﺴﺠﺪ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺴﻠﻤﻮﺍ ﻭﺃﺫﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻓﺼﻠﻰ ﻬﺑﻢ، ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﺗﻘﺪﻡ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺭﻣﺎﻧﺔ ﻏﻀﺔ ﻃﺮﻳﺔ، ﻓﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻗﱵ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻣﺎﻥ ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﺃﲨﻌﲔ ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺻﻠﻮﺍ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﺮﻣﺎﻥ، ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺃﻧﺎ ﺃﺧﻮﻛﻢ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﰊ ﻓﺎﻗﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻓﻼ‬ ‫ﻛﻠﻤﺘﻤﻮﱐ ﻭﻻ ﻭﺍﺳﻴﺘﻤﻮﱐ؟‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺋﻴﺴﻬﻢ: ﺇﻧﺎ ﻻ ﻧﻜﻠﻢ ﳏﺠﻮﺑ‪‬ﺎ ﲟﺎ ﻣﻌﻪ، ﻓﺎﻣﺾ ﻭﺍﻃﺮﺡ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺒﻞ‬ ‫ِ‬
  • 489. ‫-٦٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﺍﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺣﱴ ﺗﻨﺎﻝ ﻣﺎ ﻧﻨﺎﻝ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺮﻗﻴﺖ ﺍﳉﺒﻞ ﻓﻠﻢ ﺗﺴﻤﺢ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺮﻣﻲ ﻣﺎ‬ ‫ﻣﻌﻲ، ﻓﺪﻓﻨﺘﻪ ﻭﺭﺟﻌﺖ، ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺭﻣﻴﺖ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ. ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ؟ ﻗﻠﺖ:‬ ‫ﻻ. ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺭﻣﻴﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﺫﻥ. ﻓﺎﺭﺟﻊ ﻓﺎﺭﻡ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ، ﻓﺮﺟﻌﺖ ﻓﻔﻌﻠﺖ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺪ‬ ‫ﻏﺸﻴﲏ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﺭﻉ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻓﺮﺟﻌﺖ ﻓﺈﺫﺍ ﰲ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺭﻣﺎﻧﺔ ﻓﺄﻛﻠﺘﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﻠﻠﺖ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳉﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ ﻭﱂ ﺃﻟﺒﺚ ﺩﻭﻥ ﺍﳌﻀﻲ ﺇﱃ ﻣﻜﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻷﺭﺑﻌﲔ ﺑﲔ ﺯﻣﺰﻡ ﻭﺍﳌﻘﺎﻡ،‬ ‫ﻓﺄﻗﺒﻠﻮﺍ ﺇﱄ ﺑﺄﲨﻌﻬﻢ ﻳﺴﺄﻟﻮﱐ ﻋﻦ ﺣﺎﱄ ﻭﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻲ. ﻓﻘﻠﺖ: ﻗﺪ ﻏﻨﻴﺖ ﻋﻨﻜﻢ ﻭﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻛﻼﻣﻜﻢ ﺁﺧﺮ‪‬ﺍ، ﻛﻤﺎ ﺃﻏﻨﺎﻛﻢ ﺍﷲ ﻋﻦ ﻛﻼﻣﻲ ﺃﻭﻻﹰ، ﻓﻤﺎ ﰲ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻣﻮﺿﻊ.‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻭﺍﺻﻞ ﺿﻌﻔﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺣﺎﰎ. ﻭﺍﻵﺩﻣﻲ ﻭﺃﺑﻮﻩ‬ ‫ﳎﻬﻮﻻﻥ. ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃ‪‬ﺎ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻗﻮﳍﻢ: ﺍﻃﺮﺡ ﻣﺎ ﻣﻌﻚ، ﻷﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻻ‬ ‫ﳜﺎﻟﻔﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ ﻗﺪ ‪‬ﻰ ﻋﻦ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﳌﺎﻝ.‬ ‫ﻭﻗﻮﻟـﻪ: ﻏﺸﻴﲏ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻓﻬﺬﻩ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻓﺎﺭﻍ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻻ ﻳﻐﺘﺮ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺷﻢ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﳕﺎ ﻳﻐﺘﺮ ﻬﺑﺎ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺑﺼﲑﺓ ﳍﻢ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺍﻟﺴﻬﻠﻜﻲ، ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ، ﻗﺎﻝ:‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺃﻓﺎﺩﱐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺣﺎﻛﻴ‪‬ﺎ ﻋﻦ ﺍﳉﻨﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺪﺋﻴﻠﻲ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﰊ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺎﺀ ﻭﺍﻗﻒ ﻳﻀﻄﺮﺏ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ: ﺗﻌﺎﻝﹶ، ﰒ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺭﺟﻼ ﺳﺄﻟﲏ ﻋﻦ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﳊﻴﺎﺀ ﻓﺘﻜﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﳊﻴﺎﺀ؟ ﻓﺪﺍﺭ ﺩﻭﺭﺍﻧ‪‬ﺎ ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﻛﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﻭﺫﺍﺏ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳉﻨﻴﺪ: ﻭﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻀﺮﻭﻳﻪ: ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻛﻘﻄﻌﺔ ﺟﻮﻫﺮ ﻓﺎﲣﺬﺕ ﻣﻨﻪ‬ ‫ﻓ ‪‬ﺎ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻭ ﲰﻌﺖ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﺬﻭﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺺ ﺣﱴ ﱂ‬ ‫ﹶﺼ‬ ‫ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﳉﻬﺎﻝ، ﻭﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺍﳉﻬﻠﺔ ﻳﺮﻭﻭ‪‬ﺎ ﻣﺴﻨﺪﺓ‬ ‫ﻓﻴﻈﻨﻮ‪‬ﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺃﻭﱃ.‬ ‫ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺻﺎﺩﻕ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﻛﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﰲ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ‬
  • 490. ‫-٧٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﺼﻌﺪﺕ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻓﺴﻤﻌﺖ ﻗﺎﺋﻼ ﻳﻘﻮﻝ: ﴿ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻮﱃ ﺍﻟﺼﺎﳊﲔ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٦٩١[،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﻓﻠﻢ ﺃﺭ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻓﻄﺮﺣﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻓﻮﻗﻔﺖ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ.‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻫﺬﺍ ﻛﺬﺏ ﳏﺎﻝ ﻻﻳﺸﻚ ﻓﻴﻪ ﻋﺎﻗﻞ ﻓﻠﻮ ﻗﺪﺭﻧﺎ ﺻﺤﺘﻪ ﻓﺈﻥ‬ ‫ﻃﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﻇﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﺘﻮﱃ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﳌﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ:‬ ‫﴿ﻭﻻ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺑﺄﻳﺪﻳﻜﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻬﻠﻜﺔ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: ٥٩١[، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﳊﹰﺎ ﻭﻫﻮ ﳜﺎﻟﻒ‬ ‫ﺭﺑﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﺃﺧﱪﻩ ﺃ‪‬ﻪ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻗﻮﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﳌﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻟﻖ ﺑﻨﻔﺴﻚ. ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﷲ ﳜﺘﱪ ﻋﺒﺎﺩﻩ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﳜﺘﱪ ﺭﺑﻪ.‬ ‫ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﻄﺢ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ: ﳐﺎﺭﻳﻖ ﺍﳊﻼﺝ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺪﺱ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻭﺗﺸﺒﻬﻮﺍ ﻬﺑﻢ ﻭﺷﻄﺤﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ﻭﺍ ‪‬ﻋﺎﺋﻬﺎ ﻭﺃﻇﻬﺮﻭﺍ‬ ‫ﺩ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ﻟﻠﻌﻮﺍﻡ ﳐﺎﺭﻳﻖ ﺻﺎﺩﻭﺍ ﻬﺑﺎ ﻗﻠﻮﻬﺑﻢ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻳﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﳊﻼﺝ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻓﻦ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﺒﺰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﺀ ﻭﺍﳊﻠﻮﻯ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﻭﻳﻄﻠﻊ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﺇﻥ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺃﻥ ﳔﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻓﻴﻘﻮﻡ ﻭﳝﺸﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺇﱃ‬ ‫ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ: ﻧﺸﺘﻬﻲ ﺍﻵﻥ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ، ﻓﻴﺘﺮﻛﻬﻢ‬ ‫ﺍﳊﻼﺝ ﻭﻳﱰﻭﻱ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻓﻴﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﲔ ﻭﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻛﺎﻥ ﳝﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﰲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﳝﺨﺮﻕ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ: ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﻋﻄﻴﺘﲏ ﺩﺭﳘﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﲰﻚ ﻭﺍﺳﻢ ﺃﺑﻴﻚ، ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ‬ ‫‪‬ﻤﺨﺮﻕ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﺻﻠﺒﻪ.‬‫ﻳ‬ ‫ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺰﺍﺯ، ﻗﺎﻝ: ﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ، ﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺼﲑﰲ، ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺣ‪‬ﻮﻳﻪ، ﻗﺎﻝ: ﳌﺎ ﹸﺧﺮﺝ ﺣﺴﲔ ﺍﳊﻼﺝ ﻟﻠﻘﺘﻞ ﻣﻀﻴﺖ ﰲ ﲨﻠﺔ‬ ‫ﺃ‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻠﻢ ﺃﺯﻝ ﺃﺯﺍﺣﻢ ﺣﱴ ﺭﺃﻳﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: ﻻ ﻳﻬﻮﻟﻨﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﱐ ﻋﺎﺋﺪ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺛﻼﺛﲔ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ.‬
  • 491. ‫-٨٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﳊﻼﺝ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ‪‬ﺍ ﻗﺒﻴﺤ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺪ ﺑ‪‬ﻴ‪‬ﺎ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﲣﻠﻴﻄﻪ ﻭﺑ‪‬ﻴ‪‬ﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺘﻞ ﺑﻔﺘﻮﻯ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﻋﺼﺮﻩ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻳﻄﹼﻲ ﺑﺪﻫﻦ ﺍﻟﻄﻠﻖ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻭﻳﻘﻌﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﺮﺍﻣﺔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ ﻭﺃﺑﻮﻩ ﻗﺒﻠﻪ ﳍﻢ ﻃﻴﻮﺭ ﺳﻮﺍﺑﻖ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﰲ ﲨﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻓﻴﱰﻝ ﻬﺑﻢ ﻗﻮﻡ ﻓﲑﻓﻊ ﻃﺎﺋﺮ‪‬ﺍ ﰲ ﺍﳊﺎﻝ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ ﳜﱪ ﲞﱪ ﻣﻦ ﻟﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﱰﻭﳍﻢ‬ ‫ﻭﻳﺴﺘﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ﻭﻣﺎ ﲡﺪﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳚﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﺴﺘﻌﻠﻢ ﺣﺎﳍﻢ،‬ ‫ﻓﻴﻜﺘﺐ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳉﻮﺍﺏ، ﰒ ﳚﺘﻤﻊ ﻬﺑﻢ ﻓﻴﺨﱪﻫﻢ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﻭﳛﺪﺛﻬﻢ ﺑﺄﺣﻮﺍﳍﻢ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﺷﺮﻫﻢ ﰲ ﺑﻼﺩﻫﻢ، ﰒ ﳛﺪﺛﻬﻢ ﲟﺎ ﲡﺪﺩ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻭﰲ ﻳﻮﻣﻪ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﲡﺪﺩ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻴﺪﻫﺸﻮﻥ ﻭﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺭﺳﺘﺎﻗﻬﻢ ﻓﻴﺠﺪﻭﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬ ‫ﻗﺎﻝ، ﻭﻳﺘﻜﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﺼﲑ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺎﻟﻘﻄﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ.‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﻃﲑ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﻭﻳﺸﺪ ﰲ ﺭﺟﻠﻪ ﺗﻠﻔﻜﹰﺎ ﻭﳚﻌﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﻠﻔﻚ‬ ‫ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﻭﻳﺸﺪ ﰲ ﺭﺟﻞ ﲪﺎﻣﺔ ﺗﻠﻔﻜﹰﺎ ﻭﻳﺸﺪ ﰲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺘﻠﻔﻚ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﻭﳚﻌﻠﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﳚﻌﻞ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﺑﻴﺪ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻏﻼﻣ‪‬ﺎ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻭﺍﳊﻤﺎﻣﺔ ﺑﻴﺪ ﺁﺧﺮ، ﻓﻴﻪ‬ ‫ﻣﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ، ﻭﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﻃﺎﺋﺮ ﰲ‬ ‫ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻓﲑﻭﺡ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻴﺄﺧﺬﻩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻨﺎﻙ ﰒ ﳜﱪﻩ ﲜﻤﻴﻊ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ‬ ‫ﻭﺃﺻﺤﺎﻬﺑﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﻳﺘﻜﺎﻣﻞ ﳎﻠﺴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻳﺸﲑ ﻭﻳﻨﺎﺩﻱ ﻳﺎ ﺑﺎﺭﺵ ﻛﺄﻧﻪ ﳜﺎﻃﺐ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ ﺍﲰﻪ‬ ‫ﺑﺎﺭﺵ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻼﻥ ﻓﻘﺪ ﺟﺮﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﰲ‬ ‫ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻳﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻴﺴﺮﺡ ﻏﻼﻣﻪ ﺍﳌﺘﺮﺻﺪ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﻳﺪﻩ‬ ‫ﻓﲑﻓﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﳓﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﲝﻀﺮﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﻋﻴﺎﻧ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﺍ ﺍﻟﺘﻠﻔﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺭﺗﻔﻊ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺟﺬﺑﻪ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﳌﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﺘﻠﻔﻚ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻭﻳﺮﺳﻞ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﺇﱃ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻟﻴﺼﻠﺢ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺎﳊﻤﺎﻣﺔ ﰒ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻐﻼﻣﻪ: ﻫﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﻠﻘﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﻩ ﺧﱪ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻨﻬﺎ، ﰒ ﻳﻜﺘﺐ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ‬ ‫ﺇﱃ ﺩﻫ‪‬ﻘﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻴﺸﺪ ﺑﻪ ﺗﻠﻔﻜﹰﺎ ﻭﳚﻌﻠﻪ ﰲ ﺭﺟﻞ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﻛﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻭﻳﻄﻠﻘﻪ ﺣﱴ‬ ‫ِ‬ ‫ﻳﻌﻠﻮ ﺳﻄﺢ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻓﻴﺄﺧﺬﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻓﻴﺸﺪﻩ ﰲ ﺭﺟﻞ ﻃﲑ ﲪﺎﻡ ﻓﲑﻭﺡ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ‬
  • 492. ‫-٩٨٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﺼﻠﺢ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﺃﺗﺎﻫﻢ ﺧﱪﻫﻢ ﺑﺎﳌﺸﺎﺟﺮﺓ، ﻓﺘﺨﺮﺝ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ‬ ‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻴﺠﺪﻭﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﳍﻢ ﻭﻗﺪ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺩﻫﺎﻗﲔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ‬ ‫ﻭﺃﺻﻠﺤﻮﺍ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻴﺠﻲﺀ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﺨﱪﻫﻢ، ﻓﻼ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﻳﺘﺤﻘﻖ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﰲ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﻭﺇﳕﺎ ﺃﻭﺭﺩﺕ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ،‬ ‫ﻓﺄﻱ ﺑﻘﺎﺀ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﻝ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﺍ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﲎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺱ ﻫﻮ ﺃﺑﻮﻩ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﲎ ﺃﺑﺎ‬ ‫ﺍﳊﺴﻦ، ﻭﺍﺳﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﺗﻮﰲ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻊ‬ ‫ﻭﺃﺭﺑﻌﲔ ﻭﺃﺭﺑﻊ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ ﻭﺃﺑﻮﻩ ﻭﻋﻤﻪ ﻣﺴﺘﻘﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ.‬ ‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﲣﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﺃ‪‬ﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﻼﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﰲ »ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ« ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ‬ ‫ﻟﻪ ﻧﺎﺭ ﲞﻴﺎﻧﺘﻪ ﻭﺯﺧﺎﺭﻓﻪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﲣﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻛﺸﻔﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺸﻔﻬﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺑ‪‬ﻨﻬﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﳑﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺣﻀﺮﻧﺎ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺟﺪﻳ‪‬ﺎ ﻣﺸﻮﻳ‪‬ﺎ ﻓﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺄﻛﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻧﻜﺴﺮ ﻋﻈﻤﻪ ﻭﻻ ‪‬ﺸﻤﻬﺎ، ﻓﻠﻤﺎ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﺮﻏﻨﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﺮﺩﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ، ﻭﺗﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ﻃﺒﻘﹰﺎ، ﰒ ﺭﻓﻌﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﺟﺪﻳ‪‬ﺎ ﺣﻴ‪‬ﺎ‬ ‫ﻳﺮﻋﻰ ﺣﺸﻴﺸ‪‬ﺎ ﻭﱂ ﻧﺮ ﻟﻠﻨﺎﺭ ﺃﺛﺮ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﻟﻠﺮﻣﺎﺩ ﻭﻻ ﻟﻠﻌﻈﺎﻡ ﺧﱪ‪‬ﺍ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺘﻠﻄﻔﺖ ﺣﱴ ﻋﺮﻓﺖ‬ ‫ﺫﻟﻚ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﱃ ﺳﺮﺩﺍﺏ ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻃﺒﻖ ﳓﺎﺱ ﺑﻠﻮﻟﺐ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﺯﺍﻟﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻨﻪ ﻓﺮﻛﻪ ﻓﻴﱰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺴﺪﻩ ﻭﻳﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﺴﺮﺩﺍﺏ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻄﺒﻖ‬ ‫ﺇﱃ ﻓﻢ ﺍﻟﺴﺮﺩﺍﺏ ﻓﺘﺮﻯ ﻟﻠﻨﺎﺱ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﰲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﺿﻴﻒ ﻣﻜﺮﻣﻮﻥ ﻳﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻗﺪ ﺣﻀﺮﺕ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﳍﻢ: ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﺇﱄ. ﻭﺃﺧﺬ ﺭﺟﻞ ﰲ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺇﺑﺮﻳﻘﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪ‪‬ﺍ ﻓﺘﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﻋﺴﻼ ﻓﺘﺸﺮﺏ ﰲ ﺍﳋﺰﻑ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﻌﺴﻞ، ﻭﺍﺳﺘﺼﺤﺐ ﺍﻹﺑﺮﻳﻖ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﰲ ﺳﻔﺮﻩ، ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻏﺮﻑ ﺑﻪ ﺍﳌﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻭﺳﻘﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﻌﺴﻞ، ﻭﻣﺎ ﰲ‬
  • 493. ‫-٠٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﷲ ﻭﻻ ﳜﺎﻑ ﰲ ﺍﷲ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ، ﻧﻌﻮﺫ ﺏ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﳋﺬﻻﻥ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ‬ ‫ﻗﺪ ﺑﻴ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺇﳕﺎ ﻳﻘﻮﻯ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻗﻮﺓ ﺍﳉﻬﻞ، ﻭﻗﺪ ﻓﱳ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﱳ ﺑﻪ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ، ﻭﺣﺼﺮ ﻣﺎ ﻓﺘﻨﻬﻢ ﻭﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺫﻛﺮﻩ ﻟﻜﺜﺮﺗﻪ، ﻭﺇﳕﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺴﻪ ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ. ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻳﺄﰐ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﻓﻴﺤﻤﻠﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻓﻴﺘﺸﻜﻚ. ﻭﻗﺪ ﺃﺧﱪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺗﺴﺄﻟﻮﻥ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ: ﻫﺬﺍ ﺍﷲ ﺧﻠﻘﻨﺎ،‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ؟«)١(، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ: ﻓﻮ ﺍﷲ ﺇﱐ ﳉﺎﻟﺲ ﻳﻮﻣ‪‬ﺎ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﱄ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ: ﻫﺬﺍ ﺍﷲ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻓﻤﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ: ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺃﺻﺒﻌﻲ ﰲ ﺃﺫﱐ ﰒ‬ ‫ﺻﺤﺖ: ﺻﺪﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ـ ﺍﷲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺼﻤﺪ ﱂ ﻳﻠﺪ ﻭﱂ ﻳﻮﻟﺪ ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻛﻔﻮ‪‬ﺍ‬ ‫ﺃﺣﺪ)٢(.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺄﰐ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻠﻘﻚ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﷲ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺍﷲ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻠﻖ ﺍﷲ؟ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﻘﻞ: ﺁﻣﻨﺖ ﺑﺎﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ«)٣(.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﳕﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﻨﺔ ﻟﻐﻠﺒﺔ ﺍﳊﺲ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﻻ‬ ‫ﻣﻔﻌﻮﻻ. ﻭﻟﻴﻘﻞ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ: ﺃﻟﺴﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻻ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ ﻻ ﰲ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﳌﻜﺎﻥ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻻ ﲢﺘﻬﺎ ﺷﻲﺀ، ﻭﺣﺴﻚ ﻳﻨﻔﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﺃﻟﻒ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﻻ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ، ﻓﻼ ﻳﻄﻠﺐ ﺑﺎﳊﺲ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﳊﺲ. ﻭﺷﺎﻭﺭ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺑﺪﺀ ﺍﳋﻠﻖ )٦٧٢٣(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٤٣١/٢١٢(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ‬ ‫ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )١٢٧٤(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٧٨٣.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٥٣١/٥١٢(، ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٢٢٧٤(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ‬ ‫ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ )١٦٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٧٨٣، ٩٣٥.‬ ‫)٣( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ )٣٥٧٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٦٠٢/١٥٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
  • 494. ‫-١٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻋﻘﻠﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﳌﺸﺎﻭﺭﺓ.‬ ‫ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﻠ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻋﻨﺪ ﲰﺎﻉ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻴﺤﻤﻠﻮ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﳊﺲ ﻓﻴﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ. ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺬﺍﻫﺐ، ﻓﺘﺮﻯ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﻳﻼﻋﻦ ﻭﻳﻘﺎﺗﻞ ﰲ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ.‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳜﺺ ﺑﻌﺼﺒﻴﺘﻪ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳜﺺ ﻋﻠﻴ‪‬ﺎ، ﻭﻛﻢ ﻗﺪ‬ ‫ﺟﺮﻯ ﰲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻭﺏ، ﻭﻗﺪ ﺟﺮﻯ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺮﺥ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﳑﺮ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺇﺣﺮﺍﻕ ﺍﶈﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻄﻮﻝ ﺫﻛﺮﻩ، ﻭﺗﺮﻯ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﳑﻦ ﳜﺎﺻﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﻳﻠﺒﺲ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﻳﻘﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻠﻲ ﺑﺮﻳﺌﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ. ﻭﻗﺪ ﳛﺲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﻮﻉ ﻓﻬﻢ ﻓﻴﺴﻮﻝ ﻟﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳐﺎﺻﻤﺔ ﺭﺑﻪ. ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺮﺑﻪ: ﻛﻴﻒ ﻗﻀﻰ‬ ‫ﻭﻋﺎﻗﺐ؟ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﱂ ﺿ‪‬ﻖ ﺭﺯﻕ ﺍﳌﺘﻘﻲ ﻭﺃﻭﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ؟ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺗﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺍﻋﺘﺮﺽ ﻭﻛﻔﺮ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻱ ﺣﻜﻤﺔ ﰲ ﻫﺪﻡ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﻳﻌﺬﻬﺑﺎ ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺍﻟﺒﻌﺚ. ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﳜﺘﻞ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﺃﻭ ﻳﺒﺘﻠﻰ ﺑﺒﻼﺀ ﻓﻴﻜﻔﺮ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﺻﻠﻲ.‬ ‫ﻭﺭﲟﺎ ﻏﻠﺐ ﻓﺎﺟﺮ ﻧﺼﺮﺍﱐ ﻣﺆﻣﻨ‪‬ﺎ ﻓﻘﺘﻠﻪ ﺃﻭ ﺿﺮﺑﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ: ﻗﺪ ﻏﻠﺐ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ،‬ ‫ﻭﳌﺎﺫﺍ ﻧﺼﻠﻲ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﲤﻜﻦ ﻬﺑﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﺒﻌﺪﻫﻢ ﻋﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻠﻮ ﺃ‪‬ﻢ ﺍﺳﺘﻔﻬﻤﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻷﺧﱪﻭﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﻜﻴﻢ ﻭﻣﺎﻟﻚ،‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻦ ﻋﻘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻼ ﻳﺒﺎﱄ ﲟﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻤﱴ ﺧﺎﻟﻔﺖ‬ ‫ﻓﺘﻮﺍﻫﻢ ﻏﺮﺿﻪ ﺃﺧﺬ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﻘﺪﺡ ﻓﻴﻬﻢ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﻋﺸﺖ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﲔ، ﻓﻠﻮ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻳﺪﻱ ﰲ ﺻﻨﻌﺔ ﺻﺎﻧﻊ ﻟﻘﺎﻝ: ﺃﻓﺴﺪ‪‬ﺎ ﻋﻠ ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻗﻠﺖ: ﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻋﺎﱂ،‬ ‫ﻲ‬
  • 495. ‫-٢٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻟﻘﺎﻝ: ﺑﺎﺭﻙ ﺍﷲ ﻟﻚ ﰲ ﻋﻠﻤﻚ، ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺷﻐﻠﻚ. ﻫﺬﺍ، ﻭﺷﻐﻠﻪ ﺃﻣﺮ ﺣﺴﻲ ﻟﻮ ﺗﻌﺎﻃﻴﺘﻪ‬ ‫ﻓﻬﻤﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﻣﺮ ﻋﻘﻠﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻓﺘﻴﺘﻪ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ.‬ ‫ﳐﺎﻟﻔﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺗﻘﺪﳝﻬﻢ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻘﺪﳝﻬﻢ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻠﻮ ﺭﺃﻭﺍ ﺟﺒﺔ ﺻﻮﻑ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﺟﻬﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻈﻤﻮﻩ ﺧﺼﻮﺻ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﻃﺄﻃﺄ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﲣﺸﻊ ﳍﻢ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻓﻼﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﱂ؟ ﺫﺍﻙ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺯﺍﻫﺪ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﻋﻨﺒﺔ ﻭﻻ ﺭﻃﺒﺔ ﻭﻻ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﻗﻂ، ﺟﻬﻼ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﻭﺇﻳﺜﺎﺭ‪‬ﺍ ﻟﻠﻤﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ‬ ‫ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺃ‪‬ﻢ ﱂ ﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﺫ ﻟﻮ ﺭﺃﻭﻩ ﻳﻜﺜﺮ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺞ ﻭﻳﺼﻄﻔﻲ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﺎﻳﺎ ﻭﻳﺄﻛﻞ ﳊﻢ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ﻭﳛﺐ ﺍﳊﻠﻮﻯ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ ﱂ ﻳﻌﻈﻢ ﰲ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻗﺪﺣﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺪﺣﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﳉﻬﻞ،‬ ‫ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻴﻠﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ، ﻓﻬﻢ ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﳑﻦ ﻗﺪ ﺧﱪﻭﺍ ﺃﻣﺮﻩ‬ ‫ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻓﻴﻤﻴﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ. ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺇﱃ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﱪﺕ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ، ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻓﺈﻥ ﺁﻧﺴﺘﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺷ ‪‬ﺍ ﻓﺎﺩﻓﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ﴾‬ ‫ﺪ‬ ‫]ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ٦[، ﻭﻣﻦ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﳏﻤﺪ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻖ ﺑﺄ‪‬ﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺰ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺟﻞ: ﴿ﹶﻟﻘﺪ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﹾﻟ ‪‬ﺆﻣﻨﲔ ِﺇﺫ ‪‬ﺑﻌﺚ ﻓِﻴﻬﻢ ﺭ ‪‬ﻮﻻ ﻣﻦ ﺃﹶﻧ ﹸﺴﻬﻢ﴾، ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫‪ ‬ﻤ ِِ ‪ ‬ﹾ ‪ ‬ﹶ ِ ‪ ‬ﺳ ﹰ ‪  ‬ﻔ ِ ِ ‪‬‬ ‫ﹶ‪ ‬‬ ‫﴿ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ﴾ ]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ٠٢[.‬ ‫ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬
  • 496. ‫-٣٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﳜﺮﺝ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻡ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﺇﱃ ﻗﺒﻮﻝ ﺩﻋﺎﻭﻳﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﺧﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ‬ ‫ﻋﻦ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ. ﻓﺘﺮﻯ ﺍﳌﺘﻨﻤﺲ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﻌﺎﻣﻲ: ﺃﻧﺖ ﻓﻌﻠﺖ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻛﺬﺍ ﻭﺳﻴﺠﺮﻱ ﻋﻠﻴﻚ‬ ‫ﻛﺬﺍ ﻓﻴﺼﺪﻗﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺎﻃﺮ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻛﻔﺮ، ﰒ ﻳﺮﻭﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﺘﻨﻤﺴﲔ ﺃﻣﻮﺭ‪‬ﺍ ﻻ ﲢﻞ ﻛﻤﺆﺍﺧﺎﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﳋﻠﻮﺓ ﻬﺑﻦ، ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺗﺴﻠﻴﻤ‪‬ﺎ ﳍﻢ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ.‬ ‫ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺇﻃﻼﻗﻬﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﻭﲞﻮﺍ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﻛﻼﻡ‬ ‫ﺯﻧﺎﺩﻗﺔ.‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻻ ﺃﺗﺮﻙ ﻧﻘﺪ‪‬ﺍ ﻟﻨﺴﻴﺌﺔ، ﻭﻟﻮ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺑﻨﻘﺪ ﻷﻧﻪ‬ ‫ﳏﺮﻡ، ﻭﺇﳕﺎ ﳜﲑ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺌﺔ ﺍﳌﺒﺎﺣﲔ، ﻓﻤﺜﻠﻬﻢ ﻛﻤﺜﻞ ﳏﻤﻮﻡ ﺟﺎﻫﻞ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻌﺴﻞ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻮﺗﺐ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻧﻘﺪ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻧﺴﻴﺌﺔ. ﰒ ﻟﻮ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﻴﺌﺔ ﻭﻋﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﻻ ﳜﻠﻒ. ﻭﻟﻮ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳜﺎﻃﺮﻭﻥ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﳌﺎ‬ ‫ﻳﺮﺟﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻟﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻮﻩ ﻗﻠﻴﻞ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺟﻮﻧﻪ ﻛﺜﲑ. ﻭﻟﻮ ﺃ‪‬ﻢ ﻣﻴﺰﻭﺍ ﺑﲔ‬ ‫ﻣﺎ ﺁﺛﺮﻭﺍ ﻭﻣﺎ ﺃﻓﺎﺗﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﺮﺃﻭﺍ ﺗﻌﺠﻴﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺠﻠﻮﺍ ﺇﺫ ﻓﺎ‪‬ﻢ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻭﺃﻭﻗﻌﻬﻢ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﳋﺴﺮﺍﻥ ﺍﳌﺒﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻼﰱ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺮﺏ ﻛﺮﱘ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ‬ ‫ﻭﺍﺳﻊ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻴﺴﻤﻮﻥ ﲤﻨﻴﻬﻢ ﻭﺍﻏﺘﺮﺍﺭﻫﻢ ﺭﺟﺎﺀ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﻠﻚ ﻋﺎﻣﺔ‬ ‫ﺍﳌﺬﻧﺒﲔ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﻼﺀ: ﺑﻠﻐﲏ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﺯﺩﻕ ﺟﻠﺲ ﺇﱃ ﻗﻮﻡ، ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﻥ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻭﺳﻌﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺻﺪﺭ‪‬ﺍ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ: ﱂ ﺗﻘﺬﻑ ﺍﶈﺼﻨﺎﺕ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺧﱪﻭﱐ ﻟﻮ ﺃﺫﻧﺒﺖ‬ ‫ﺇﱃ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻣﺎ ﺃﺫﻧﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺭﰊ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﺗﺮﺍﳘﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻄﻴﺒﺎﻥ ﻧﻔﺴ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺬﻓﺎﱐ ﰲ ﺗﻨﻮﺭ ﳑﻠﻮﺀ‬ ‫‪‬‬ ‫ﲨﺮ‪‬ﺍ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﺇﳕﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺮﲪﺎﻧﻚ. ﻗﺎﻝ: ﻓﺈ‪‬ﻲ ﺃﻭﺛﻖ ﺑﺮﲪﺔ ﺭﰊ ﻣﻨﻬﻤﺎ.‬ ‫ﻧ‬
  • 497. ‫-٤٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳉﻬﻞ ﺍﶈﺾ ﻷﻥ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺮﻗﺔ ﻃﺒﻊ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﳌﺎ ﺫﺑﺢ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﻭﻻ ﺃﻣﻴﺖ ﻃﻔﻞ ﻭﻻ ﺃﺩﺧﻞ ﺃﺣﺪ ﺇﱃ ﺟﻬﻨﻢ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩ، ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ: ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﺃﰊ ﻧﻮﺍﺱ ﲟﻜﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﻐﻼﻡ ﺃﻣﺮﺩ‬ ‫ﻳﺴﺘﻠﻢ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ. ﻓﻘﺎﻝ ﱄ ﺃﺑﻮ ﻧﻮﺍﺱ: ﻭﺍﷲ ﻻ ﺃﺑﺮﺡ ﺣﱴ ﺃﻗﺒﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ،‬ ‫ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻳﻠﻚ ﺍﺗﻖ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻓﺈﻧﻚ ﺑﺒﻠﺪ ﺣﺮﺍﻡ ﻭﻋﻨﺪ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﳊﺮﺍﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺪ. ﰒ‬ ‫ﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﺠﺮ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻳﺴﺘﻠﻤﻪ ﻓﺒﺎﺩﺭ ﺃﺑﻮ ﻧﻮﺍﺱ ﻓﻮﺿﻊ ﺧﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺧﺪ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻓﻘﺒﻠﻪ ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫ﺃﻧﻈﺮ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻭﻳﻠﻚ، ﺃﰲ ﺣﺮ‪‬ﻡ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺩﻉ ﺫﺍ ﻋﻨﻚ ﻓﺈﻥ ﺭﰊ ﺭﺣﻴﻢ، ﰒ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻧﺸﺪ ﻳﻘﻮﻝ: )ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ(‬ ‫ﻋﻨﺪ ﺍﺳـﺘﻼﻡ ﺍﳊﺠـﺮ ﺍﻷﺳـﻮﺩ‬ ‫ـﻘﺎﻥ ـﻒ ـ ‪‬ﺍﳘﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘـ ﺧـ ﺪ‬ ‫ﻭﻋﺎﺷـ‬ ‫ـﺪ‬ ‫ـﺎ ـﺎ ـﻰ ﻣﻮﻋـ‬ ‫ﻛﺄﳕـ ﻛﺎﻧـ ﻋﻠـ‬ ‫ـﺘﻔﻴﺎ ـﻦ ـﲑ ﺃﻥ ـﺎ‬ ‫ﻳﺄﲦـ‬ ‫ﻓﺎﺷـ ﻣـ ﻏـ‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﺮﺃﺓ ﺍﻟﱵ ﻧﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﻧﺴﻲ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﻙ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺮﻣﺔ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺯﱏ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﻤﺴﺨﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺣﺠﺮﻳﻦ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻧﻮﺍﺱ ﰲ ﻣﺮﺽ ﻣﻮﺗﻪ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ: ﺗﺐ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ. ﻓﻘﺎﻝ:‬ ‫ﺇﻳﺎﻱ ﲣﻮﻓﻮﻥ، ﺣﺪﺛﲏ ﲪﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺮﻗﺎﺷﻲ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ‬ ‫»ﻟﻜﻞ ﻧﱯ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻭﺇﱐ ﺍﺧﺘﺒﺄﺕ ﺷﻔﺎﻋﱵ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﱵ«)١(، ﺃﻓﺘﺮﻯ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺧﻄﺄ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ:‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ )٩٣٧٤(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )٥٣٤٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ‬ ‫ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ«، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٣١٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٩٦، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ‬ ‫ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٦٩٥٢ ﻣﻮﺍﺭﺩ(. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ: »ﺻﺤﻴﺢ« ﻛﻤﺎ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﳉﺎﻣﻊ )٤١٧٣( ﺑﻠﻔﻆ:‬ ‫»ﺷﻔﺎﻋﱴ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﱴ«. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻄﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻯ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺗﻔﺮﺩ ﻬﺑﺎ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺮﻗﺎﺷﻰ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ، ﻓﻬﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻨﻜﺮﺓ.‬
  • 498. ‫-٥٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﱂ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻧﻪ ﻧﺴﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﺇﳕﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺘﺎﺋﺐ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﴿ﻭﺇﱏ ﻟﻐﻔﺎﺭ ﳌﻦ‬ ‫ﺗﺎﺏ﴾ ]ﻃﻪ: ٢٨[، ﻭﻗﺎﻝ: ﴿ﻭﺭﲪﱴ ﻭﺳﻌﺖ ﻛﻞ ﺷﻰﺀ ﻓﺴﺄﻛﺘﺒﻬﺎ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺘﻘﻮﻥ﴾‬ ‫]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: ٦٥١[، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻠﻚ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ، ﻭﻗﺪ ﻛﺸﻔﻨﺎﻩ ﰲ ﺫﻛﺮ‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﳛﺎﻓﻈﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﻭﺩ، ﻓﻼﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ ﻭﻓﻼﻥ‬ ‫ﻳﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ، ﻓﺄﻣﺮﻱ ﺃﻧﺎ ﻗﺮﻳﺐ.‬ ‫ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃﻥ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﻭﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺳﻮﺍﺀ، ﻓﻐﻠﺒﺔ ﺍﳍﻮﻯ ﻟﻠﻌﺎﱂ‬ ‫ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺬﺭ‪‬ﺍ ﻟﻠﺠﺎﻫﻞ.‬ ‫ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﻗﺪﺭ ﺫﻧﱯ ﺣﱴ ﺃﻋﺎﻗﺐ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺎ ﺣﱴ ﺃﺅﺍﺧﺬ؟ ﻭﺫﻧﱯ ﻻ ﻳﻀﺮﻩ‬ ‫ﻭﻃﺎﻋﱵ ﻻ ﺗﻨﻔﻌﻪ، ﻭﻋﻔﻮﻩ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺟﺮﻣﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻠﻬﻢ: )ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ(‬ ‫ﺃﺫﻧﺒــﺖ ﻻ ﻳﻐﻔــﺮ ﱄ ﺫﻧــﱯ‬ ‫ـﻦ ـﺎ ـﺪ ﺍﷲ ـﱴ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺣـ‬ ‫ﻣـ ﺃﻧـ ﻋﻨـ‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﲪﺎﻗﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻛﺄ‪‬ﻢ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺆﺍﺧﺬ ﺇﻻ ﺿﺪ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﻧﺪ‪‬ﺍ. ﰒ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ‬ ‫ﺑﺎﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗﺪ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﰲ ﻣﻘﺎﻡ ﻣﻌﺎﻧﺪ.‬ ‫ﻭﲰﻊ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﻮﻝ: ﻣﻦ ﺃﻧﺎ ﺣﱴ ﻳﻌﺎﻗﺒﲏ ﺍﷲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻟﻮ ﺃﻣﺎﺕ ﺍﷲ ﲨﻴﻊ ﺍﳋﻼﺋﻖ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺃﻧﺖ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻳ‪‬ـﺎ ﹶﺃ‪‬ﻳﻬ‪‬ﺎ ﺍﻟ‪‬ﺎﺱ﴾ ﺧﻄﺎﺑ‪‬ﺎ ﻟﻚ.‬ ‫ﻨ ‪‬‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﺄﺗﻮﺏ ﻭﺃﺻﻠﺢ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﺑﻠﻪ ﺳﺎﻛﻦ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﺎﺧﺘﻄﻔﻪ ﺍﳌﻮﺕ ﻗﺒﻠﻪ.‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﳊﺰﻡ ﺗﻌﺠﻴﻞ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﺭﲟﺎ ﱂ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺭﲟﺎ ﱂ ﺗﺼﺢ ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﱂ ﺗﻘﺒﻞ ﰒ ﻟﻮ ﻗﺒﻠﺖ ﺑﻘﻲ ﺍﳊﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺎﻳﺔ ﺃﺑﺪ‪‬ﺍ. ﻓﻤﺮﺍﺭﺓ ﺧﺎﻃﺮ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﺣﱴ ﺗﺬﻫﺐ ﺃﺳﻬﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺣﱴ ﺗﻘﺒﻞ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﺏ ﰒ ﻳﻨﻘﺾ ﻓﻴﻠﺞ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺎﳌﻜﺎﺋﺪ ﻟﻌﻠﻤﻪ‬ ‫ﺑﻀﻌﻒ ﻋﺰﻣﻪ.‬
  • 499. ‫-٦٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺭﺁﻙ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬ ‫ﻓﻨﻌﺎﻙ، ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺁﻙ ﻣﺪﺍﻭﻣ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﻣﱠﻚ ﻭﺭﻓﻀﻚ، ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺁﻙ ﻣﺮﺓ ﻫﻜﺬﺍ ﻭﻣﺮﺓ ﻫﻜﺬﺍ‬ ‫‪‬ﻠ ‪‬‬ ‫ﻃﻤﻊ ﻓﻴﻚ.‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻷﺣﺪﻫﻢ ﻧﺴﺐ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﻴﻐﺘﺮ ﺑﻨﺴﺒﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﻦ‬ ‫ﺃﻭﻻﺩ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻠﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﳊﺴﻦ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﳊﺴﲔ، ﺃﻭ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻣﻦ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﻓﻼﻥ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ، ﻭﻫﺆﻻﺀ‬ ‫ﻳﺒﻨﻮﻥ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻳﻦ:‬ ‫ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﺇ‪‬ﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺇﻧﺴﺎﻧ‪‬ﺎ ﺃﺣﺐ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﺃﻫﻠﻪ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﳍﻢ ﺷﻔﺎﻋﺔ، ﻭﺃﺣﻖ ﻣﻦ ﺷﻔﻌﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻠﻬﻢ ﻭﺃﻭﻻﺩﻫﻢ.‬ ‫ﻭﻛﻼ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﻏﻠﻂ:‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﶈﺒﺔ: ﻓﻠﻴﺴﺖ ﳏﺒﺔ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻛﻤﺤﺒﺔ ﺍﻵﺩﻣﻴﲔ، ﻭﺇﳕﺎ ﳚﺐ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻋﻪ، ﻓﺈﻥ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﱂ ﻳﻨﺘﻔﻌﻮﺍ ﺑﺂﺑﺎﺋﻬﻢ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﳏﺒﺔ ﺍﻷﺏ ﺗﺴﺮﻱ ﻟﺴﺮﻯ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻳﻀ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ: ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ﴿ﻭﻻ ﻳﺸﻔﻌﻮﻥ ﺇﻻ ﳌﻦ ﺍﺭﺗﻀﻰ﴾ ]ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ: ٨٢[،‬ ‫ﻭﳌﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻧﻮﺡ ﲪﻞ ﺍﺑﻨﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﴿ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻚ﴾ ]ﻫﻮﺩ: ٦٤[، ﻭﱂ‬ ‫ﻳﺸﻔﻊ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﰲ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﻻ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﰲ ﺃﻣﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ: »ﻻ ﺃﻏﲏ ﻋﻨﻚ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺷﻴﺌﹰﺎ«)١( ﻭﻣﻦ ﻇﻦ ﺃﻧﻪ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ )٣٥٧٢(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ )٦٠٢/١٥٣( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ.‬
  • 500. ‫-٧٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻳﻨﺠﻮ ﺑﻨﺠﺎﺓ ﺃﺑﻴﻪ ﻛﻤﻦ ﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﺒﻊ ﺑﺄﻛﻞ ﺃﺑﻴﻪ.‬ ‫ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﹼﺔ ﺧﲑ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﲟﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ: ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﺔ ﺧﲑ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﲟﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ.‬ ‫ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ. ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﲑ، ﰒ ﻻ ﻳﺘﺤﺎﺷﻰ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ.‬ ‫ﻭﻛﺸﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﺮﺽ ﻭﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻓﺮﺽ‬ ‫ﺁﺧﺮ، ﻓﻼ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ.‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺾ: ﳓﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﺎ ﻣﻮﺍﻻﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻛﺬﺑﻮﺍ، ﻓﺈﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﻳﺪﻓﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﺃﻻﺯﻡ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺃﻓﻌﻞ ﺍﳋﲑ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﲏ، ﻭﺟﻮﺍﺑﻪ‬ ‫ﻛﺠﻮﺍﺏ ﺍﻷﻭﻝ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺭﻳﻦ ﰲ ﺃﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﻴ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺭﻳﻦ ﰲ ﺃﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺈ‪‬ﻢ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻔﺘﻴﺎﻥ،‬ ‫‪‬ﻴ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﻟﻔﱴ ﻻ ﻳﺰﱐ ﻭﻻ ﻳﻜﺬﺏ ﻭﳛﻔﻆ ﺍﳊﺮﻡ ﻭﻻ ﻳﻬﺘﻚ ﺳﺘﺮ ﺍﻣﺮﺃﺓ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻻ‬ ‫ﻳﺘﺤﺎﺷﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻨﺴﻮﻥ ﺗﻘﻠﻲ ﺍﻷﻛﺒﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ، ﻭﻳﺴﻤﻮﻥ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ‬ ‫ﺍﻟﻔﺘﻮﺓ. ﻭﺭﲟﺎ ﺣﻠﻒ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﲝﻖ ﺍﻟﻔﺘﻮﺓ ﻓﻠﻢ ﻳﺄﻛﻞ ﻭﱂ ﻳﺸﺮﺏ، ﻭﳚﻌﻠﻮﻥ ﺇﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﺮﺍﻭﻳﻞ‬ ‫ﻟﻠﺪﺍﺧﻞ ﰲ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻛﺈﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﻳﺪ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﺣﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻦ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺃﻭ‬ ‫ﺃﺧﺘﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺯﺭ ﻻ ﺗﺼﺢ ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﳏ ‪‬ﺽ ﻓﻘﺘﻠﻬﺎ، ﻭﻳ ‪‬ﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻓﺘﻮﺓ. ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻓﺘﺨﺮ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺮﺏ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻨﺖ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ ﺃﲰﻊ ﻭﺍﻟﺪﻱ‬ ‫ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺣﻢ ﺍﷲ ﺃﺑﺎ ﺍﳍﻴﺜﻢ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﳍﻴﺜﻢ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺑﻮ ﺍﳍﻴﺜﻢ ﺍﳊﺪﺍﺩ:‬ ‫ﳌﺎ ﻣﺪﺩﺕ ﻳﺪﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﹸﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﺴﻴﺎﻁ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﺈﻧﺴﺎﻥ ﳚﺬﺏ ﺛﻮﰊ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻲ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ ﱄ: ﺗﻌﺮﻓﲏ؟ ﻗﻠﺖ: ﻻ. ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﳍﻴﺜﻢ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺭ ﺍﻟﻠﺺ ﺍﻟﻄﺮﺍﺭ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﰲ ﺩﻳﻮﺍﻥ‬ ‫‪‬ﻴ‬
  • 501. ‫-٨٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺃﱐ ﺿﺮﺑﺖ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻒ ﺳﻮﻁ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺭﻳﻖ، ﻭﺻﱪﺕ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺎﺻﱪ ﺃﻧﺖ ﰲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ.‬ ‫ﻗﻠﺖ: ﺃﺑﻮ ﺍﳍﻴﺜﻢ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺧﺎﻟﺪ ﺍﳊﺪﺍﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﳌﺜﻞ ﺑﺼﱪﻩ. ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﻛﻞ: ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺟﻠﹶﺪﻙ؟ ﻗﺎﻝ: ﺍﻣﻸ ﱄ ﺟﺮﺍﰊ ﻋﻘﺎﺭﺏ ﰒ ﺃﺩﺧﻞ ﻳﺪﻱ ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻴﺆﳌﲏ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺆﳌﻚ، ﻭﺃﺟﺪ ﻵﺧﺮ ﺳﻮﻁ ﻣﻦ ﺍﻷﱂ ﻣﺎ ﺃﺟﺪ ﻷﻭﻝ ﺳﻮﻁ، ﻭﻟﻮ ﻭﺿﻌﺖ ﰲ ﻓﻤﻲ ﺧﺮﻗﺔ‬ ‫ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺿﺮﺏ ﻻﺣﺘﺮﻗﺖ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻣﺎ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻮﰲ، ﻭﻟﻜﻨﲏ ﻭﻃﻨﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﱪ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺘﺢ: ﻭﳛﻚ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻙ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ.‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳌﺘﻮﻛﻞ: ﳓﻦ ﺧﻠﻴﺪﻳﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺘﺢ: ﺃﻧﺎ ﺧﻠﻴﺪﻱ. ﻭﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ‬ ‫ﳋﺎﻟﺪ: ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﳊﻮﻡ ﻭﺩﻣﺎﺀ ﻓﻴﺆﳌﻜﻢ ﺍﻟﻀﺮﺏ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻠﻰ ﻳﺆﳌﻨﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻌﻨﺎ ﻋﺰﳝﺔ‬ ‫ﺻﱪ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻜﻢ. ﻭﻗﺎﻝ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﳌﺎ ﻗﺪﻡ ﲞﺎﻟﺪ: ﺍﺷﺘﻬﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻩ ﻓﻤﻀﻴﺖ ﺇﻟﻴﻪ‬ ‫ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺟﺎﻟﺴ‪‬ﺎ ﻏﲑ ﻣﺘﻤﻜﻦ ﻟﺬﻫﺎﺏ ﳊﻢ ﺇﻟﻴﺘﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺏ، ﻭﺇﺫﺍ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﺘﻴﺎﻥ ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ‬ ‫ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺿﺮﺏ ﺑﻔﻼﻥ، ﻭﻓﻌﻞ ﻓﻼﻥ ﻛﺬﺍ، ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ: ﻻ ﺗﺘﺤﺪﺛﻮﺍ ﻋﻦ ﻏﲑﻛﻢ، ﺍﻓﻌﻠﻮﺍ ﺃﻧﺘﻢ‬ ‫ﺣﱴ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻜﻢ ﻏﲑﻛﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﻬﺑﺆﻻﺀ ﻓﻴﺼﱪﻭﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺷﺪﺓ ﺍﻷﱂ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﳍﻢ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﻟﻮ ﺻﱪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﲑ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﳊﺼﻞ ﳍﻢ ﺍﻷﺟﺮ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ‬ ‫ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﳊﺎﳍﻢ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻭﻓﻀﻴﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻌﻈﺎﺋﻢ.‬ ‫ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﻭﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﻭﻳﻀﻴﻊ ﻓﺮﺍﺋﺾ، ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﳛﻀﺮ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺫﺍﻥ‬ ‫ﻭﻳﺘﻨﻔﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﻣﺄﻣﻮﻣ‪‬ﺎ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﳛﻀﺮ ﰲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭﻳﺰﺍﺣﻢ‬ ‫ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﻏﺎﺋﺐ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﻭﻳﺒﻜﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ، ﻗﺎﻝ:‬
  • 502. ‫-٩٩٤-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺳﻴﺌﺔ ﻭﺣﺴﻨﺔ، ﻭﺍﷲ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ. ﻭﲨﻬﻮﺭﻫﻢ ﻳﺘﻌﺒﺪ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻓﻴﻔﺴﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﺼﻠﺢ. ﻭﺭﺃﻳﺖ‬ ‫ﺭﺟﻼ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﺰﻫﺪ ﰒ ﺟﺐ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻓﺤﺶ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺣﻀﻮﺭ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺬﻛﺮ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ، ﳛﻀﺮﻭﻥ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻳﺒﻜﻮﻥ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻳﻜﺘﻔﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ، ﻇﻨ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻌﻤﻞ ﲟﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﺎﻥ ﺯﻳﺎﺩﺓ‬ ‫ﰲ ﺍﳊﺠﺔ ﻋﻠﻴﻪ.‬ ‫ﻭﺇﱐ ﻷﻋﺮﻑ ﺧﻠﻘﹰﺎ ﳛﻀﺮﻭﻥ ﺍ‪‬ﻠﺲ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﲔ ﻭﻳﺒﻜﻮﻥ ﻭﳜﺸﻌﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﻐﲑ ﺃﺣﺪﻫﻢ‬ ‫ﻋﻤﺎ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺎﺩﻩ، ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭﺍﻟﻐﺶ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﳉﻬﻞ ﺑﺄﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻕ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻓﺄﺭﺍﻫﻢ ﺃﻥ ﺣﻀﻮﺭ ﺍ‪‬ﻠﺲ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻼﺑﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﺃﺭﻯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﳎﺎﻟﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﳊﲔ‬ ‫ﺗﺪﻓﻊ ﻋﻨﻜﻢ، ﻭﺷﻐﻞ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻄﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻄﺎﳍﻢ، ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻗﻮﻣ‪‬ﺎ ﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻟﻠﺘﻔﺮﺝ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﻭﺃﳘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ.‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻭﺟﻪ:‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻛﺴﺒﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺒﺎﻟﻮﻥ ﻛﻴﻒ ﺣﺼﻠﺖ، ﻭﻗﺪ ﻓﺸﺎ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﰲ ﺃﻛﺜﺮ‬ ‫ﻣﻌﺎﻣﻼ‪‬ﻢ ﻭﺃﻧﺴﻮﻩ، ﺣﱴ ﺃﻥ ﲨﻬﻮﺭ ﻣﻌﺎﻣﻼ‪‬ﻢ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﲨﺎﻉ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻟﻴﺄﺗﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺯﻣﺎﻥ ﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﺍﳌﺮﺀ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﻼﻝ ﺃﻭ‬ ‫ﺣﺮﺍﻡ«)١(.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ )٣٨٠٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٥٣٤، ٢٥٤.‬
  • 503. ‫-٠٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ: ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺒﺨﻞ ﻬﺑﺎ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺃﺻﻼ ﺍﺗﻜﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻔﻮ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳜﺮﺝ ﺑﻌﻀ‪‬ﺎ ﰒ ﻳﻐﻠﺒﻪ ﺍﻟﺒﺨﻞ، ﻓﻴﻨﻈﺮ ﺃﻥ ﺍ ﹸﺨﺮﺝ ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳛﺘﺎﻝ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﻹﺳﻘﺎﻃﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﻳﻬﺐ ﺍﳌﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﺍﳊﻮﻝ ﰒ ﻳﺴﺘﺮﺩﻩ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳛﺘﺎﻝ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ‬ ‫ﻳﻘ ‪‬ﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺸﺮ ﺩﻧﺎﻧﲑ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺩﻳﻨﺎﺭﻳﻦ، ﻭﻳﻈﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﲣﻠﺺ، ﻭﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻣﻦ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﺮﺩﻱﺀ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﳉﻴﺪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﳌﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻬﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﺟﺮﻩ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ: ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻴﻚ،‬ ‫ﻓﻴﻤﻨﻌﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﻔﻞ ﺑﺼﺪﻗﺔ ﺣﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﻤﺎﻝ، ﻓﻴﻔﻮﺗﻪ ﺃﺟﺮ ﺍﳌﺘﺼﺪﻗﲔ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺎﻝ ﺭﺯﻕ ﻏﲑﻩ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ: ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ﺃﺧﺬﻩ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻓﻘﺒﻠﻪ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺳﺮﺗﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﺑﻚ ﹸﻃﻐﻲ ﻭﺑﻚ ﺃﻛﻔﺮ، ﺭﺿﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﲝﺒﻪ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪﱐ.‬ ‫ﻭﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺷﻘﻴﻖ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﺭﻳﺪﺓ،‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻋﻴﺎﻩ ﺍﺿﻄﺠﻊ ﰲ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻴﻤﻨﻌﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻖ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻜﺜﲑ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﻝ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﲏ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﲑ، ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﺟﻬﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﳍﺎ، ﻻ ﲜﻤﻊ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻨﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ: )ﺍﳍﺰﺝ(‬ ‫ﺧــ ‪ ‬ﻣــﻦ ﻏــﲎ ﺍﳌــﺎﻝ‬ ‫ِ‬ ‫ﲑ‬ ‫ﻏﻨ ـﻰ ـﻨﻔﺲ ـﻦ ـﻞ‬ ‫ﳌـ ﻳﻌﻘـ ﹸ‬ ‫ِ‪‬ـ ﺍﻟـ‬ ‫ـﻞ ﰲ ـﺎﻝ‬ ‫ﻭ ـﻴﺲ ﺍﻟﻔﻀـ ﹸ ﺍﳊـ‬ ‫ِﻟـ‬ ‫ـﻞ ـﻨﻔﺲ ﰲ ﺍﻷﻧﻔ ـﺲ‬ ‫ﹸـ‬ ‫ﻭﻓﻀـ ﹸ ﺍﻟـ‬ ‫ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﰲ ﺇﻧﻔﺎﻗﻬﺎ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻔﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﻑ، ﺗﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻭﺗﺰﻭﻳﻖ ﺍﳊﻴﻄﺎﻥ ﻭﺯﺧﺮﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺍﳋﻴﻼﺀ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﳌﻄﺎﻋﻢ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺮﻑ، ﻭﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻻ ﻳﺴﻠﻢ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﳏﺮﻡ ﺃﻭ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻻ ﺗﺰﻭﻝ ﻗﺪﻣﺎﻙ ﻳﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﱴ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﺭﺑﻊ: ﻋﻤﺮﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻓﻨﻴﺘﻪ، ﻭﺟﺴﺪﻙ ﻓﻴﻤﺎ‬
  • 504. ‫-١٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺃﺑﻠﻴﺘﻪ، ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺍﻛﺘﺴﺒﺘﻪ ﻭﺃﻳﻦ ﺃﻧﻔﻘﺘﻪ«)١(.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻔﻖ ﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﻃﺮ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﻭﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺬﻛﺮ‬ ‫ﻓﻴﻜﺘﺐ ﺍﲰﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﲎ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻻﻛﺘﻔﻰ ﺑﻌﻠﻤﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﻭﻟﻮ‬ ‫ﻛﻠﻒ ﺃﻥ ﻳﺒﲏ ﺣﺎﺋﻄﹰﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﲰﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ. ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻨﺲ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﻢ‬ ‫ﺍﻟﺸﻤﻊ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﰲ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻃﻠﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺴﻤﻌﺔ، ﻭﻣﺴﺎﺟﺪﻫﻢ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ، ﻷﻥ‬ ‫ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﻢ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺩﻫﻦ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﳌﺪﺡ ﻣﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﴰﻌﺔ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ،‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺇﻏﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺑﺜﻤﻦ ﺍﻟﺸﻤﻊ ﺃﻭﱃ، ﻭﻟﺮﲟﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ )ﺇﱃ( ﺍﻟﺴﺮﻑ‬ ‫ﺍﳌﻤﻨﻮﻉ ﻣﻨﻪ، ﻏﲑ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤﻠﻪ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﳜﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻭﰲ‬ ‫ﻳﺪﻩ ﺳﺮﺍﺝ ﻓﻴﻀﻌﻪ ﻭﻳﺼﻠﻲ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺗﺼﺪﻕ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺮﻭﻧﻪ، ﻓﻴﺠﻤﻊ ﺑﲔ ﻗﺼﺪﻩ ﻣﺪﺣﻬﻢ ﻭﺑﲔ‬ ‫ﺇﺫﻻﻝ ﺍﻟﻔﻘﲑ.‬ ‫ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﳚﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﲑ ﺍﳋﻔﺎﻑ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻗﲑﺍﻃﺎﻥ ﻭﳓﻮ ﺫﻟﻚ، ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺩﻳﺌﺔ ﻓﻴﺘﺼﺪﻕ ﻬﺑﺎ ﺑﲔ ﺍﳉﻤﻊ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻟﻴﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﻓﻼﻥ ﻓﻼﻧ‪‬ﺎ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻭﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟ ‪‬ﺎﳊﲔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻃﺎﺱ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ‬ ‫ﺼ‬ ‫ﺛﻘﻴﻼ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﺯﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﻧﺼﻒ ﻭﻳﺴﻠﻤﻮﻧﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﰲ ﺳﺮ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﻗﺮﻃﺎﺳ‪‬ﺎ ﺻﻐﲑ‪‬ﺍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻇﻨﻪ ﻗﻄﻌﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﳌﺴﻪ ﻭﺟﺪ ﺗﺪﻭﻳﺮ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻓﻔﺮﺡ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺘﺤﻪ ﻇﻨﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﻮﺯﻥ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺁﻩ ﺛﻘﻴﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻇﻨﻪ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ، ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺯﻧﻪ ﻓﺮﺁﻩ ﺯﺍﺋﺪ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﺍﺷﺘﺪ ﻓﺮﺣﻪ، ﻓﺎﻟﺜﻮﺍﺏ ﻳﺘﻀﺎﻋﻒ‬ ‫ﻟﻠﻤﻌﻄﻲ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﺮﺗﺒﺔ.‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﻟﻐﲑﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٨/٣٧، ﻭﺍﳋﻄﻴﺐ ﰱ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ٨/٤٤ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﺒﻠﻤﻰ، ﻟﻴﺲ ﺑﺜﻘﺔ، ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻉ« ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ‬ ‫ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )٧١٤٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺑﺮﺯﺓ ﺍﻷﺳﻠﻤﻰ ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ«.‬ ‫ﻭﺷﺎﻫﺪ ﺁﺧﺮ: ﺃﺧﺮﺟﺔ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )٦١٤٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬ ‫ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٦٤٩(.‬
  • 505. ‫-٢٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺑﺮ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﻫﻢ ﺃﻭﱃ. ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ‬ ‫ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻗﺎﻝ: ﲰﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ: »ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺍﺛﻨﺘﺎﻥ: ﺻﺪﻗﺔ ﻭﺻﻠﺔ«)١(.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ‬ ‫ﻓﻴﻤﺘﻨﻊ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺳﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻔﻘﺮﻩ، ﻭﻟﻮ ﻭﺍﺳﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺟﺮ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﻭﳎﺎﻫﺪﺓ‬ ‫ﺍﳍﻮﻯ. ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺫﻱ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﺍﻟﻜﺎﺷﺢ«)٢(. ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻭﺇﳕﺎ ﻗﺒﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﻓﻀﻠﹶﺖ‬ ‫ﹸ‪‬‬ ‫ﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﳍﻮﻯ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺗﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺫﻱ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﲝﺒﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﺍﻩ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺼﺪﻕ ﻭﻳﻀ‪‬ﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ. ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻏﲎ ﻭﺍﺑﺪﺃ ﲟﻦ ﺗﻌﻮﻝ«)٣(.‬ ‫ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: »ﺗﺼﺪﻗﻮﺍ«، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ: ﻋﻨﺪﻱ ﺩﻳﻨﺎﺭ،‬ ‫ﻓﻘﺎﻝ: »ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ«، ﻗﺎﻝ: ﻋﻨﺪﻱ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺁﺧﺮ، ﻗﺎﻝ: »ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺯﻭﺟﺘﻚ«، ﻗﺎﻝ: ﻋﻨﺪﻱ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺁﺧﺮ، ﻗﺎﻝ: »ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻙ«، ﻗﺎﻝ: ﻋﻨﺪﻱ ﺩﻳﻨﺎﺭ‬ ‫ﺁﺧﺮ، ﻗﺎﻝ: »ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺩﻣﻚ«، ﻗﺎﻝ: ﻋﻨﺪﻱ ﺁﺧﺮ، ﻗﺎﻝ: »ﺃﻧﺖ ﺃﺑﺼﺮ ﺑﻪ«)٤(.‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )١٨٥٢(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٨٥٦( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ«، ﻭﺍﺑﻦ‬ ‫ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٤٨١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٧١، ٨١، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٧٠٤‬ ‫ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٣٣٨ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٤/٤٧١. ﻭﻗﺎﻝ‬ ‫ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﳌﺸﻜﺎﺓ )٩٣٩١(: »ﺻﺤﻴﺢ«.‬ ‫)٢( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٦١٤، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٤/٥٦١، ٧٠٢، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ‬ ‫ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٣/٦١١ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﺍﳊﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﺃﺭﻃﺄﺓ ﻭﻓﻴﻪ ﻛﻼﻡ«. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ‬ ‫ﺍﻹﺭﻭﺍﺀ )٢٩٨( ﻭﻋﺪﺩ ﻃﺮﻗﻪ.‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٣/٠٣٣، ٦٤٣، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ ٣/٥١١ ﻭﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺭﻭﺍﻩ ﺃﲪﺪ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ«، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٦٢٨ ﻣﻮﺍﺭﺩ(.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٣٠١/٥٩(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٢٤٥٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺣﻜﻴﻢ ﺑﻦ ﺣﺰﺍﻡ.‬ ‫)٤( ﺣﺴﻦ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )١٩٦١(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٤٣٥٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫=‬
  • 506. ‫-٣٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻔﻖ ﰲ ﺍﳊﺞ ﻭﻳﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺄﻥ ﺍﳊﺞ ﻗﺮﺑﺔ ﻭﺇﳕﺎ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺮﺟﺔ،‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻭﻣﺪﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﺒﺸﺮ ﺍﳊﺎﰲ: ﺃﻋﺪﺩﺕ ﺃﻟﻔﻲ ﺩﺭﻫﻢ ﻟﻠﺤﺞ. ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺣﺠﺠﺖ؟‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺍﻗﺾ ﺩﻳﻦ ﻣﺪﻳﻦ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﲤﻴﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﻻ ﺇﱃ ﺍﳊﺞ، ﻗﺎﻝ: ﻣﺮﺍﺩﻙ ﺃﻥ‬ ‫ﺗﺮﻛﺐ ﻭﲡﻲﺀ ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﻓﻼﻥ ﺣﺎﺝ.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﻳﺮﻣﻲ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻐﲏ، ﻭﻳﻠ‪‬ﺲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺑﺄﻧﻚ ﲡﻤﻊ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺗﻄﻌﻤﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺑ‪‬ﻴ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻣﻨﻬﻢ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺟﻬﺰ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺻﺎﻍ ﳍﺎ ﺩﺳﺖ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﺑﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺧﺘﻤﺔ‬ ‫ﻓﺘﻘﺪﻡ ﳎﺎﻣﺮ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﳛﻀﺮ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻼ ﻫﻮ ﻳﺴﺘﻌﻈﻢ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ‬ ‫ﺍﺗﺒﺎﻋ‪‬ﺎ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳚﻮﺭ ﰲ ﻭﺻﻴﺘﻪ ﻭﳛﺮﻡ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻣﺎﻟﻪ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﻛﻴﻒ‬ ‫ﺷﺎﺀ، ﻭﻳﻨﺴﻰ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﳌﺮﺽ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺛﲔ ﺑﻪ. ﻭﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﻣﻦ ﺣﺎﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻗﺬﻑ ﰲ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ)١(، ﻭﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻭﺍﺩ ﰲ ﺟﻬﻨﻢ«. ﻭﻋﻦ‬ ‫ﺍﻷﻋﻤﺶ ﻋﻦ ﺧﻴﺜﻤﺔ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻏﻠﺒﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻓﻠﻦ‬ ‫ﻳﻐﻠﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ: ﺁﻣﺮﻩ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺣﻘﻪ، ﻭﺁﻣﺮﻩ ﺑﺈﻧﻔﺎﻗﻪ ﰲ ﻏﲑ ﺣﻘﻪ، ﻭﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺣﻘﻪ«)٢(.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫=‬ ‫٢/١٧٤، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٠١/٥١٤ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ‬ ‫)٨٢٨ ﻣﻮﺍﺭﺩ(، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﰉ ﺩﺍﻭﺩ.‬ ‫)١( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻠﻤﻰ ﰱ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ )٧١٥٥( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰉ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺑﻠﻔﻆ »ﻣﻦ ﺣﺎﻑ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ‬ ‫ﺃﻟﻘﻰ ﰱ ﻻﻭﻯ ــ ﻭﺍﺩﻯ ﰱ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ«، ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﰱ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ )٤٠٧٢( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬ ‫ﺃﰉ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺑﻠﻔﻆ: »ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﲑ ﺳﺒﻌﲔ ﺳﻨﺔ. ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻭﺻﻰ ﺣﺎﻑ ﰱ ﻭﺻﻴﺘﻪ.‬ ‫ﻓﻴﺨﺘﻢ ﻟﻪ ﺑﺸﺮ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ« ﻭﰱ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺷﻬﺮ ﺑﻦ ﺣﻮﺷﺐ ﻭﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ.‬ ‫)٢( ﺿﻌﻴﻒ: ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺧﻴﺜﻤﺔ، ﻭﻋﻨﻌﻨﻪ ﺍﻷﻋﻤﺶ ﻣﻊ ﺛﻘﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻟﺲ.‬
  • 507. ‫-٤٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻫﻮ ﻏﲏ ﻓﺈﻥ ﺃﺿﺎﻑ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺈﳕﺎ ﻳﺴﺘﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ.‬ ‫ﹶﺃﺧ‪‬ﺒﺮﻧ‪‬ﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﳊﺼﲔ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ، ﻋﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻓﻀﻴﻞ، ﻋﻦ ﻋﻤﺎﺭﺓ، ﻋﻦ ﺃﰊ ﺯﺭﻋﺔ، ﻋﻦ‬ ‫‪‬‬ ‫ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺗﻜﱡﺮ‪‬ﺍ ﻓﺈﳕﺎ ﻳﺴﺄﻝ ﲨﺮ‪‬ﺍ،‬ ‫ﺜ‬ ‫ﻓﻠﻴﺴﺘﻘﻞ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﻟﻴﺴﺘﻜﺜﺮ«)١(، ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ‬ ‫ﺑﺈﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﺭﺟﻞ ﺯﺍﻫﺪ ﻓﻘﺪ ﺭﺍﺀﻯ، ﻭﺇﻥ ﻛﺘﻢ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﻨﺪﻩ ﻟﻴﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﺮ‬ ‫ﻟﺌﻼ ﻳﻨﻔﻖ ﻓﻔﻲ ﺿﻤﻦ ﲞﻠﻪ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﷲ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺭﺃﻯ‬ ‫ﺭﺟﻼ ﺑﺎﺫ ﺍﳍﻴﺌﺔ ﻓﻘﺎﻝ: »ﻫﻞ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻠ‪‬ﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻚ«)٢(، ﻭﺇﻥ‬ ‫ﹶﹾﺘ ‪ ‬ﹸ‬ ‫ﹰ ﱠ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﻓﻘﲑ‪‬ﺍ ﳏﻘﹰﺎ ﻓﺎﳌﺴﺘﺤﺐ ﻟﻪ ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﻤﻞ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ‬ ‫ﳛﻤﻞ ﻣﻔﺘﺎﺣ‪‬ﺎ ﻳﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺩﺍﺭ‪‬ﺍ ﻭﻻ ﻳﺒﻴﺖ ﺇﻻ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ.‬ ‫)ﻓﺼﻞ(‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﲑ‪‬ﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﲏ، ﺇﺫ ﻗﺪ ﺯﻫﺪ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ﺭﻏﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﲏ ﻓﻴﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ، ﻭﺇﻥ ﺍﳋﲑﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﺑﺄﻣﺮ‬ ‫ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻟ‪‬ﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺑﺎﳉﺮﻳﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺳﺒﺎﺏ‬ ‫ﺒ‬ ‫ﻫﻼﻛﻬﻢ. ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺃ‪‬ﻢ ﻳﻘﻠﺪﻭﻥ ﺍﻵﺑﺎﺀ، ﻭﺍﻷﺳﻼﻑ ﰲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺸﺆﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ، ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻌﻴﺶ ﲬﺴﲔ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﻭﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺃﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )١٤٠١/٥٠١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ )٨٣٨١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ‬ ‫ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/١٣٢.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ )٦٠٠٢( ﻭﻗﺎﻝ: »ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ« ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ‬ ‫٤/٧٣١، ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ٩١/٦٧٢، ٧٧٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٥٢ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﰱ ﺻﺤﻴﺤﻪ )٤٣٤١ ﻣﻮﺍﺭﺩ(.‬
  • 508. ‫-٥٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺻﻮﺍﺏ ﺃﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ. ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ. ﻭﻛﺬﻟﻚ‬ ‫ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﳚﺮﻭﻥ ﰲ ﺻﻼ‪‬ﻢ ﻭﻋﺒﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ، ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻴﺶ ﺳﻨﲔ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ، ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ، ﻭﻻ ﻳﺴﻬﻞ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﻫﻮﺍﻧ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﲡﺎﺭﺓ ﻟﺴﺄﻝ ﻗﺒﻞ ﺳﻔﺮﻩ ﻋﻤﺎ ﻳﻨﻔﻖ ﰲ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺍﻟﺒﻠﺪ. ﰒ ﺗﺮﻯ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺮﻛﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻳﺴﺠﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺭﻛﻊ ﻗﺒﻠﻪ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﰲ ﺭﻛﻦ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻓﻊ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﰲ ﺭﻛﻨﲔ، ﻓﺒﻄﻠﺖ ﺻﻼﺗﻪ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ‬ ‫ﺷﻲﺀ ﻭﺫﺍﻙ ﺃﻣﺮ ﻻ ﳛﻤﻠﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺻﻼﺗﻪ ﺑﺎﻃﻠﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻭﺯﺍﺩ ﰲ‬ ‫ﻧﺎﻓﻠﺔ. ﻭﺭﲟﺎ ﺃﳘﻞ ﻏﺴﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻛﺎﻟﻌﻘِﺐ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻳﺪﻩ ﺧﺎﰎ ﻗﺪ ﺣﺼﺮ ﺍﻷﺻﺒﻊ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺪﻳﺮﻩ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭﻻ ﻳﺼﻞ ﺍﳌﺎﺀ ﺇﱃ ﻣﺎ ﲢﺘﻪ ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﻭﺿﻮﺅﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻴﻌﻬﻢ‬ ‫ﻭﺷﺮﺍﺅﻫﻢ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻋﻘﻮﺩﻫﻢ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺮﻓﻮﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻢ‬ ‫ﺃﻥ ﻳﻘﻠﺪ ﻓﻘﻴﻬ‪‬ﺎ ﰲ ﺭﺧﺼﺘﻪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻻ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﲢﺖ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ. ﻭﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻌﻮﺍ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﻻ ﻭﻓﻴﻪ ﻏﺶ ﻭﻳﻐﻄﻴﻪ ﻋﻴﺐ. ﻭﺍﳉﻼﺀ ﻳﻐﻄﻲ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﺩﻱﺀ ﺣﱴ ﺇﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ‬ ‫ﺗﻀﻊ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﰲ ﺍﻷﻧﺪﺍﺀ ﻭﺗﻨﺪﻳﻪ ﻟﻴﺜﻘﻞ ﻭﺯﻧﻪ. ﻭﻣﻦ ﺟﺮﻳﺎ‪‬ﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﺘﻮﺍﱏ ﰲ‬ ‫ﺻﻼﺗﻪ ﺍﳌﻔﺮﻭﺿﺔ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻳﻔﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﺍﻡ، ﻭﻳﻐﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺭﲟﺎ ﻟﻮ ﺿﺮﺏ ﺑﺎﳋﺸﺐ‬ ‫ﱂ ﻳﻔﻄﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻷﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﺳﺘﺒﺸﺎﻉ ﺍﻟﻔﻄﺮ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﺑﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﺠﺎﺭ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﻌﻲ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺩﻳﻨﺎﺭ‪‬ﺍ ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﻏﲑﻫﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﻧﻔﻘﺘﻬﺎ ﺫﻫﺒﺖ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺳﺘﺄﺟﺮ ﻬﺑﺎ ﺩﺍﺭ‪‬ﺍ‬ ‫ﻭﺁﻛﻞ ﺃﺟﺮﺓ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻇﻨ‪‬ﺎ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺮﻳﺐ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﻫﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻭﻳﺆﺩﻱ‬ ‫ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻊ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺩﺍﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﰲ ﺑﻴﺘﻪ ﺁﻻﺕ ﻟﻮ ﺑﺎﻋﻬﺎ ﻻﺳﺘﻐﲎ‬ ‫ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻫﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﺌﺠﺎﺭ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﳜﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻫﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺑﺎﻉ ﺩﺍﺭﻩ ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ‬ ‫ﺍﳋﺰﻑ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺼﻔﺮ. ﻭﳑﺎ ﺟﺮ‪‬ﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻭﺍﳌﻨﺠﻢ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻑ، ﻭﻗﺪ ﺷﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺑﻪ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ، ﻓﻘﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺃﺣﺪ‪‬ﺍ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺃﻭ ﻳﻔﺼﻞ ﺛﻮﺑ‪‬ﺎ ﺃﻭ ﳛﺘﺠﻢ ﺇﻻ ﺳﺄﻝ ﺍﳌﻨﺠﻢ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ، ﻭﻻ ﲣﻠﻮ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺗﻘﻮﱘ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺩﺍﺭ ﳍﻢ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺼﺤﻒ.‬
  • 509. ‫-٦٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻬﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ: »ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺸﻲﺀ«، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ‬ ‫ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﺇ‪‬ﻢ ﳛﺪﺛﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻘﹰﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳊﻖ ﳜﻄﻔﻬﺎ ﺍﳉﲏ ﻓﻴﻘﺮﻫﺎ ﰲ ﺃﺫﻥ ﻭﻟﻴﻪ ﻗﺮ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ، ﻓﻴﺨﻠﻄﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻛﺬﺑﺔ«)١(. ﻭﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﻋ ‪‬ﺍﻓﹰﺎ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﱂ ﺗﻘﺒﻞ‬ ‫‪‬ﺮ‬ ‫ﻟﻪ ﺻﻼﺓ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﻟﻴﻠﺔ«)٢(. ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﻛﺎﻫﻨ‪‬ﺎ ﻓﺼﺪﻗﻪ ﲟﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻘﺪ ﺑﺮﻯﺀ ﳑﺎ ﹸﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ «)٣(. ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺃ‬ ‫ﺟﺮﻳﺎ‪‬ﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻷﳝﺎﻥ ﺍﳊﺎﻧﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﻇﻬﺎﺭ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻗﻮﳍﻢ‬ ‫ﰲ ﺍﻷﳝﺎﻥ: ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻲ ﺇﻥ ﺑﻌﺖ.‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﻟﺒﺲ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﺨﺘﻢ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ، ﻭﺭﲟﺎ ﺗﻮ ‪‬ﻉ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﰒ‬ ‫ﺭ‬ ‫ﻟﺒﺴﻪ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻛﺎﳋﻄﻴﺐ ﻳﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﺔ. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﺇﳘﺎﻝ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﳌﻨﻜﺮ ﺣﱴ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬ ‫ﻳﺮﻯ ﺃﺧﺎﻩ ﺃﻭ ﻗﺮﻳﺒﻪ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﳋﻤﺮ ﻭﻳﻠﺒﺲ ﺍﳊﺮﻳﺮ ﻓﻼ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﻳﺘﻐﲑ، ﺑﻞ ﳜﺎﻟﻄﻪ‬ ‫ﳐﺎﻟﻄﺔ ﺣﺒﻴﺐ. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﲏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺩﺍﺭﻩ ﻣﺼﻄﺒﺔ ﻳﻀﻴﻖ ﻬﺑﺎ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﺍﳌﺎﺭﺓ، ﻭﻗﺪ ﳚﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺩﺍﺭﻩ ﻣﺎﺀ ﻣﻄﺮ ﻭﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺯﺍﻟﺘﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﰒ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺳﺒﺒ‪‬ﺎ ﻷﺫﻯ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﺑﻼ ﻣﺌﺰﺭ، ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﲟﺌﺰﺭ‬ ‫ﺭﻣﻰ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻩ ﻓﺘﺮﻯ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺇﻟﻴﺘﻴﻪ ﻭﻳﺴﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻟﻚ ﻓﲑﻯ ﺑﻌﺾ ﻋﻮﺭﺗﻪ‬ ‫ﻭﳝﺴﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻛﺒﺔ، ﰒ ﻳﻨﻈﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﱃ ﻋﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩ‬ ‫ﻳﻐﺾ ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩ‪‬ﻢ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﲝﻖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺭﲟﺎ ﺍﺿﻄﺮﻭﻫﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻂ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﺐ )٢٦٧٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٨٢٢٢/٢٢١، ٣٢١( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﺴﻼﻡ )٠٣٢٢/٥٢١(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٤/٨٦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﻔﻴﻪ،‬ ‫ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﱮ ‪.e‬‬ ‫)٣( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻜﻬﺎﻧﺔ )٤٠٩٣(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٥٣١(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ‬ ‫ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ )٩٣٦(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٨٠٤، ٩٢٤، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ١/٨ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ‬ ‫ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬
  • 510. ‫-٧٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻣﻬﺮﻫﺎ، ﻭﻳﻈﻦ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﲣﻠﺺ ﲟﺎ ﻗﺪ ﺃﺳﻘﻄﺘﻪ ﻋﻨﻪ. ﻭﻗﺪ ﳝﻴﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﺇﺣﺪﻯ‬ ‫ﺯﻭﺟﺘﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻴﺠﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻣﺘﻬﺎﻭﻧ‪‬ﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﻇﻨ‪‬ﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻴﻪ ﻗﺮﻳﺐ. ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ‬ ‫ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: »ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺍﻣﺮﺃﺗﺎﻥ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺇﺣﺪﺍﳘﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺟﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﳚﺮ ﺇﺣﺪﻯ ﺷﻘﻴﻪ ﺳﺎﻗﻄﹰﺎ ﺃﻭ ﻣﺎﺋﻼ«)١(. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩ‪‬ﻢ ﺇﺛﺒﺎﺕ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺍﻟﻔﻠﺲ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺎﻛﻢ، ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺣﻜﻢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻔﻠﺲ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻨﻪ ﺑﺬﻟﻚ‬ ‫ﺍﳊﻘﻮﻕ، ﻭﻗﺪ ﻳﻮﺳﺮ ﻭﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﺣﻘﹰﺎ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﺩﻛﺎﻧﻪ ﲝﺠﺔ ﺍﻟﻔﻠﺲ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ‬ ‫ﲨﻊ ﻣﺎﻻ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﺄﺿﺮ ﺑﻪ ﻳﻨﻔﻘﻪ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺍﺳﺘﺘﺎﺭﻩ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ‬ ‫‪‬‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻗﺮﻳﺐ. ﻭﳑﺎ ﺟﺮﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﺘﺄﺟﺮ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻴﻀﻴﻊ ﻛﺜﲑ‪‬ﺍ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﺜﺒﻂ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ‪‬ﻳﺤ ‪ ‬ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ‬ ‫ِﺪ‬ ‫ﺍﻟﻔﺄﺱ ﻭﺍﻟﺸ ﹼﺎﻕ ﺍﳌﻨﺸﺎﺭ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﲑ‪‬ﺍ ﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﲟﺜﻠﻪ.‬ ‫ﻘ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﻳﻔﻮﺕ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﰲ ﺇﺟﺎﺭﺓ ﺭﺟﻞ، ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻻ‬ ‫ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﻋﻘﺪ ﺍﻹﺟﺎﺭﺓ، ﻭﻗﻠﺔ ﻧﺼﺤﻬﻢ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﻛﺜﲑﺓ.‬ ‫ﻭﳑﺎ ﺟﺮﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺩﻓﻦ ﺍﳌﻴﺖ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ، ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﻣﻜﺮﻭﻩ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻔﻦ‬ ‫ﻓﻼ ﻳﺘﺒﺎﻫﻰ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﳌﻐﺎﻻﺓ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺳﻄﹰﺎ. ﻭﻳﺪﻓﻨﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﺣﺮﺍﻡ؛ ﻷﻧﻪ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﻭﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﺍﻟﻨﻮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻴﺖ. ﻭﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ:‬ ‫»ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺤﺔ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﺘﺐ ﻗﺒﻞ ﻣﻮ‪‬ﺎ ﺗﻘﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺮﺑﺎﻝ ﻣﻦ ﻗﻄﺮﺍﻥ ﻭﺩﺭﻉ ﻣﻦ‬ ‫ﺟﺮﺏ«)٢(. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﺍﻟﻠﻄﻢ ﻭﲤﺰﻳﻖ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺧﺼﻮﺻ‪‬ﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ. ﻭﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﺃﻥ‬ ‫)١( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٣١٢(، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )١٤١١(، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﰱ‬ ‫ﻋﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ )٢٥٩٣(، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٩٦٩١(، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٦٠٢٢(، ﻭﺃﲪﺪ‬ ‫ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٢/٥٩٢، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٢/٦٨١ ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ.‬ ‫)٢( ﺻﺤﻴﺢ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٤٣٩/٩٢(، ﻭﺃﲪﺪ ﰱ ﺍﳌﺴﻨﺪ ٥/٢٤٣، ٣٤٣.‬ ‫ﻭﻣﻌﲎ ﻗﻮﻟﻪ »ﺩﺭﻉ ﻣﻦ ﺟﺮﺏ«: ﻳﻌﲎ ﻳﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺍﳉﺮﺏ ﻭﺍﳊﻜﺔ ﲝﻴﺚ ﻳﻐﻄﻰ ﺑﺪ‪‬ﺎ ﺗﻐﻄﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﻉ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ.‬
  • 511. ‫-٨٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻨﱯ ﻗﺎﻝ: »ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﺷﻖ ﺍﳉﻴﻮﺏ ﻭﻟﻄﻢ ﺍﳋﺪﻭﺩ ﻭﺩﻋﺎ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ«)١(. ﻭﺭﲟﺎ‬ ‫ﺭﺃﻭﺍ ﺍﳌﺼﺎﺏ ﻗﺪ ﺷﻖ ﺛﻮﺑﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ، ﻻ ﺑﻞ ﺭﲟﺎ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﺗﺮﻙ ﺷﻖ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ‬ ‫ﺃﹼﺮﺕ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﳌﺼﻴﺒﺔ. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻴﺖ ﺍﻟ ‪‬ﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻳﺒﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ‬ ‫ﺪ‬ ‫ﺛ‬ ‫ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ ﺃﻭ ﺳﻨﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﱂ ﻳﻨﺎﻣﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺓ ﰲ ﺳﻄﺢ. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍ‪‬ﻢ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﳌﻘﺎﺑﺮ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻭﺇﻳﻘﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭﺃﺧﺬ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﻘﱪ ﺍﳌﻌﻈﻢ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ: ﳌﺎ ﺷﻘﺖ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﺎﻝ ﺍﻟ ﱠﻐﺎﻡ ﻋﺪﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﻉ‬ ‫ﻄ‬ ‫ﺇﱃ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻭﺿﻌﻮﻫﺎ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﺴﻬﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺫ ﱂ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﻬﺑﺎ ﲢﺖ ﺃﻣﺮ ﻏﲑﻫﻢ،‬ ‫ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﻋﻨﺪﻱ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻣﺜﻞ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺇﻛﺮﺍﻣﻬﺎ ﲟﺎ ‪‬ﻰ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻨﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﺇﻳﻘﺎﺩ ﺍﻟﻨﲑﺍﻥ ﻭﺗﻘﺒﻴﻠﻬﺎ ﻭﲣﻠﻴﻘﻬﺎ ﻭﺧﻄﺎﺏ ﺍﳌﻮﺗﻰ ﺑﺎﻷﻟﻮﺍﺡ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺮﻗﺎﻉ ﻓﻴﻬﺎ: ﻳﺎ‬ ‫ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻓﻌﻞ ﰊ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺗﱪﻛﹰﺎ ﻭﺇﻓﺎﺿﺔ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺷﺪ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﳋﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﺍﻗﺘﺪﺍﺀ ﲟﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻼﺕ ﻭﺍﻟﻌﺰﻯ، ﻭﻻ ﲡﺪ ﰲ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ‬ ‫ً‬ ‫ﳛﻘﻖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﺯﻛﺎﺓ ﻓﻴﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﻳﻠﺰﻣﻪ. ﻭﺍﻟﻮﻳﻞ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﳌﻦ ﱂ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﻜﻬﻒ‬ ‫ﻭﱂ ﻳﺘﻤ ‪‬ﺢ ﺑﺂﺟﺮﺓ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﳌﺄﻣﻮﻧﻴﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﻭﱂ ﻳﻘﻞ ﺍﳊ ‪‬ﺎﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺃﻭ ﳏﻤﺪ ﻭﻋﻠﻲ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﻧﻴﺎﺣﺔ، ﻭﱂ ﻳﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻴﻪ ﺃﺯﺟ‪‬ﺎ ﺑﺎﳉﺺ ﻭﺍﻵﺟﺮ،‬ ‫‪‬‬ ‫ﻭﱂ ﻳﺸﻖ ﺛﻮﺑﻪ ﺇﱃ ﺫﻳﻠﻪ، ﻭﱂ ﻳﺮﻕ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﱪ ﻭﻳﺪﻓﻦ ﻣﻌﻪ ﺛﻴﺎﺑﻪ.‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‬ ‫)ﻓﺼﻞ(:‬ ‫ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﻜﺜﲑ ﺟﺪ‪‬ﺍ ﻭﻗﺪ ﺃﻓﺮﺩﺕ ﻛﺘﺎﺑ‪‬ﺎ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻬﺑﻦ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﻏﲑﻫﺎ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺫﻛﺮ ﻫﻬﻨﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻦ.‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺗﻄﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺾ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ ﻓﺘﻐﺘﺴﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻓﺘﺼﻠﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٤٩٢١، ٧٩٢١، ٨٩٢١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻹﳝﺎﻥ‬ ‫)٣٠١/٥٦١( ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ.‬
  • 512. ‫-٩٠٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ. ﻭﻓﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﻳﺆﺧﺮ ﺍﻟﻐﺴﻞ ﻳﻮﻣﲔ ﻭﲢﺘﺞ‬ ‫ﺑﻐﺴﻞ ﺛﻴﺎﻬﺑﺎ ﻭﻏﺴﻠﻬﺎ ﻭﺩﺧﻮﻝ ﺍﳊﻤﺎﻡ، ﻭﻗﺪ ﺗﺆﺧﺮ ﻏﺴﻞ ﺍﳉﻨﺎﺑﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﻊ‬ ‫ﺍﻟﺸﻤﺲ. ﻓﺈﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﱂ ﺗﺘﺰﺭ ﲟﺌﺰﺭ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺇﱄ ﺇﻻ ﺍﻟﻘ‪‬ﻴﻤﺔ، ﻭﺭﲟﺎ ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻧﺎ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻭﺃﺧﱵ ﻭﺃﻣﻲ ﻭﺟﺎﺭﻳﱵ ﻭﻫﻦ ﻧﺴﺎﺀ ﻣﺜﻠﻲ ﻓﻤﻤﻦ ﺃﺳﺘﺘﺮ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺣﺮﺍﻡ. ﻓﺈﻥ ﺗﺄﺧﲑ ﺍﻟﻐﺴﻞ‬ ‫ﺑﻐﲑ ﻋﺬﺭ ﻻ ﳚﻮﺯ. ﻭﻻ ﳛﻞ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺳﺮ‪‬ﺎ ﻭﺭﻛﺒﺘﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭﺃﻣﻬﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺻﻐﲑﺓ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﲔ ﺍﺳﺘﺘﺮﺕ ﻭﺍﺳﺘﺘﺮ ﻣﻨﻬﺎ.‬ ‫* ﻭﻗﺪ ﺗﺼﻠﻲ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ، ﻓﺎﻟﺼﻼﺓ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﺎﻃﻠﺔ. ﻭﻗﺪ ﲢﺘﺞ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑﻨﺠﺎﺳﺔ ﰲ ﺛﻮﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺑﻮﻝ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻏﺴﻠﻪ، ﻭﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ‬ ‫ﻟﺘﻬﻴﺄﺕ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺕ، ﻭﺇﳕﺎ ﻫﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻗﺪ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ‬ ‫ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻭﻻ ﺗﺴﺄﻝ.‬ ‫* ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﺒﻄﻞ ﺻﻼ‪‬ﺎ ﻭﺗﺴﺘﻬﲔ ﺑﻪ.‬ ‫* ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺘﻬﲔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﺍﳊﺒﻞ ﻭﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﺃ‪‬ﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺳﻘﻄﺖ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻘﺪ ﻗﺘﻠﺖ ﻣﺴﻠﻤ‪‬ﺎ، ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺘﻬﲔ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺏ ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺩﻳﺘﻪ ﺇﱃ ﻭﺭﺛﺘﻪ ﻭﻫﻲ ﻏ ‪‬ﺓ ﻋﺒﺪ ﺃﻭ ﺃﻣﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻧﺼﻒ ﻋﺸﺮ ﺩﻳﺔ‬ ‫ﹸﺮ‬ ‫ﺃﺑﻴﻪ ﺃﻭ ﻋﺸﺮ ﺩﻳﺔ ﺍﻷﻡ، ﻭﻻ ﺗﺮﺙ ﺍﻷﻡ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﹰﺎ، ﰒ ﺗﻌﺘﻖ ﺭﻗﺒﺔ ﻓﺈﻥ ﱂ ﲡﺪ ﺻﺎﻣﺖ‬ ‫ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﲔ.‬ ‫* ﻭﻗﺪ ﺗﺴﻲﺀ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻋﺸﺮ‪‬ﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺭﲟﺎ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺑﺎﳌﻜﺮﻭﻩ ﻭﺗﻘﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺃﺑﻮ‬ ‫ﺃﻭﻻﺩﻱ ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻫﺬﺍ، ﻭﲣﺮﺝ ﺑﻐﲑ ﺇﺫﻧﻪ ﻭﺗﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﰲ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻭﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ‬ ‫ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﺑﻐﲑ ﺇﺫﻧﻪ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﰒ ﻧﻔﺲ ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﻣﻨﻪ ﻓﺘﻨﺔ.‬ ‫* ﻭﻓﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﺗﻼﺯﻡ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭ‪‬ﺗﺤ ‪ ‬ﻻ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺝ، ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ:‬ ‫ِﺪ‬ ‫»ﻻ ﳛﻞ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻥ ‪‬ﺗﺤ ‪ ‬ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺖ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺝ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ‬ ‫ِﺪ‬
  • 513. ‫-٠١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻋﺸﺮ‪‬ﺍ«)١(.‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮﻫﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺇﱃ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻓﺘﺄﰉ ﻭﺗﻈﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻼﻑ ﻟﻴﺲ ﲟﻌﺼﻴﺔ، ﻭﻫﻲ‬ ‫ﻣﻨﻬﻴﺔ ﻋﻨﻪ ﳌﺎ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ »ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ‬ ‫ﺇﱃ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻓﺄﺑﺖ ﻓﺒﺎﺗﺖ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺎﺧﻂ ﻟﻌﻨﺘﻬﺎ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﺣﱴ ﺗﺼﺒﺢ«)٢(، ﺃﺧﺮﺟﺎﻩ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.‬ ‫* ﻭﻗﺪ ﺗﻔﺮﻁ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﻣﺎﻝ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻻ ﳛﻞ ﳍﺎ ﺃﻥ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺄﺫﻥ ﳍﺎ‬ ‫ﺃﻭ ﺗﻌﻠﻢ ﺭﺿﺎﻩ. ﻭﻗﺪ ﺗﻌﻄﻲ ﻣﻦ ﻳﻨ ‪‬ﻢ ﳍﺎ ﺑﺎﳊﺼﻰ ﻭﻳﺴﺤﺮ ﻭﻣﻦ ﺗﻌﻤﻞ ﳍﺎ ﻧﺴﺨﺔ ﳏﺒﺔ‬ ‫ﺠ‬ ‫ﻭﻋﻘﺪ ﻟﺴﺎﻥ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺘﺠﻴﺰ ﺛﻘﺐ ﺁﺫﺍﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﺣﺮﺍﻡ.‬ ‫* ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻠﺤﺖ ﻭﺣﻀﺮﺕ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺍﻋﻆ ﻓﺮﲟﺎ ﻟﺒﺴﺖ ﺧﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﻮﰲ‬ ‫ﻭﺗﺼﺎﻓﺤﻪ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﳌﻨﱪ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺇﱃ ﻋﺠﺎﺋﺐ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻜﻒ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺭ‪‬ﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﺬﺓ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻄﻮﻝ، ﻭﻟﻮ ﺑﺴﻄﻨﺎ ﺍﻟﻨﺒﺬ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬ ‫ﺃﻭ ﺷﻴﺪﻧﺎ ﺭﺩﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺭﺩﺩﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﻻﺟﺘﻤﻌﺖ ﳎﻠﺪﺍﺕ، ﻭﺇﳕﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ‬ ‫ﺍﻟﻴﺴﲑ ﻟﻴﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﲑ، ﻭﻗﺪ ﺍﻗﺘﻨﻌﻨﺎ ﰲ ﺫﻛﺮ ﻓﺎﺣﺶ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻐﺎﻟﻄﲔ ﺑﻨﻔﺲ‬ ‫ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺭﺩﻩ ﻷﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻴﻪ ﻇﺎﻫﺮ، ﻭﺍﷲ ﻳﻌﺼﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻟﻞ ﻭﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﻟﺼﺎﱀ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﻨﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ.‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺼﻨﻒ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ: ﻛﻢ ﻗﺪ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻭﻧﺼﺮﺍﱐ ﺣﺐ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻼ‬ ‫ﻳﺰﺍﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﺜﺒﻄﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻻ ﺗﻌﺠﻞ ﻭﲤﻬﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﺴ ‪‬ﻓﻪ ﺣﱴ ﳝﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻩ،‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺴ ‪‬ﻑ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻴﻌﺠﻞ ﻟﻪ ﻏﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﳝ‪‬ﻴﻪ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ: )ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ(‬ ‫)١( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ )٠٨٢١، ١٨٢١(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻄﻼﻕ )٦٨٤١/٨٥( ﻣﻦ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺯﻭﺝ ﺍﻟﻨﱮ ‪.e‬‬ ‫)٢( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٣٩١٥(، ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰱ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )٦٣٤١/٢٢١(.‬
  • 514. ‫-١١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ـﺔ ـﻦ ـﻞ‬ ‫ـﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑـ ﻣـ ﻗﺎﺑـ‬ ‫ﻭﺗﺄﻣـ‬ ‫ﻻ ﺗﻌﺠﻞ ﺍﻟـﺬﻧﺐ ﳌـﺎ ﺗﺸـﺘﻬﻲ‬ ‫ﻭﻛﻢ ﺳـﺎﻉ ﺇﱃ ﻓﻀـﻴﻠﺔ ﺛﺒﻄـﻪ‬ ‫ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺪ ﺳـ ‪‬ﻓﻪ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻓﻠﺮﲟﺎ ﻋﺰﻡ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺩﺭﺳﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﺳﺘﺮﺡ ﺳﺎﻋﺔ، ﺃﻭ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬ ‫ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻗﺖ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﳛﺒﺐ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﻭﻳﺴ ‪‬ﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻳﺴﻨﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻃﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ.‬ ‫ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺤﺎﺯﻡ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺰﻡ، ﻭﺍﳊﺰﻡ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺴﻮﻑ‬ ‫ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻞ، ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺨﻮﻑ ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺕ ﻻ ﻳﺒﻌﺚ، ﻭﺳﺒﺐ ﻛﻞ ﺗﻘﺼﲑ ﰲ‬ ‫ﺧﲑ، ﺃﻭ ﻣﻴﻞ ﺇﱃ ﺷﺮ ﻃﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ، ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﳛﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﱰﻭﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ‬ ‫ﻭﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﲑ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﳝﺸﻲ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﺳﺎﺭ‬ ‫ﺳﲑ‪‬ﺍ ﻓﺎﺗﺮ‪‬ﺍ، ﻭﻣﻦ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﻋﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻤﻼ ﺿﻌﻴﻔﹰﺎ، ﻭﻣﻦ ﺻ ‪‬ﺭ ﺍﳌﻮﺕ ﻋﺎﺟﻼ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﺟ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ »ﺻﻞ ﺻﻼﺓ ﻣﻮﺩﻉ«)١(.‬‫ﺪ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ: ﺃﻧﺬﺭﻛﻢ ﺳﻮﻑ، ﻓﺈ‪‬ﺎ ﺃﻛﱪ ﺟﻨﻮﺩ ﺇﺑﻠﻴﺲ. ﻭﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﳊﺰﻡ ﻭﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﻟﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ ﻛﻤﺜﻞ ﻗﻮﻡ ﰲ ﺳﻔﺮ ﻓﺪﺧﻠﻮﺍ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻤﻀﻰ ﺍﳊﺎﺯﻡ ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﺳﻔﺮﻩ ﻭﺟﻠﺲ ﻣﺘﺄﻫﺒ‪‬ﺎ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﻔﺮﻁ: ﺳﺄﺗﺄﻫﺐ ﻓﺮﲟﺎ ﺃﻗﻤﻨﺎ ﺷﻬﺮ‪‬ﺍ.‬ ‫ﻓﻀﺮﺏ ﺑﻮﻕ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﰲ ﺍﳊﺎﻝ ﻓﺎﻏﺘﺒﻂ ﺍﶈﺘﺮﺯ ﻭﺍﻋﺘﺒﻂ ﺍﻵﺳﻒ ﺍﳌﻔﺮﻁ.‬ ‫* ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳌﺴﺘﻌﺪ ﺍﳌﺴﺘﻴﻘﻆ، ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻣﻠﻚ ﺍﳌﻮﺕ ﱂ ﻳﻨﺪﻡ،‬ ‫ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﳌﻐﺮﻭﺭ ﺍﳌﺴﻮﻑ ﻳﺘﺠﺮﻉ ﻣﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺣﺐ ﺍﻟﺘﻮﺍﱐ‬ ‫)١( ﺣﺴﻦ ﺑﺸﻮﺍﻫﺪﻩ: ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰱ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ٤/٦٢٣، ٧٢٣ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰉ ﻭﻗﺎﺹ‬ ‫ﻭﻗﺎﻝ: »ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﱂ ﳜﺮﺟﺎﻩ« ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﱮ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺍﻟﺰﻫﺪ )٨٢٥(، ﻭﺍﻧﻈﺮ:‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ١/٠٩٥.‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ﰱ ﺍﻷﻭﺳﻂ )٧٢٤٤(، ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺍﳍﻴﺜﻤﻰ ﰱ ﺍ‪‬ﻤﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺋﺪ‬ ‫٠١/٩٢٢ ﻭﻗﺎﻝ: »ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﱂ ﺃﻋﺮﻓﻬﻢ«. ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻷﻟﺒﺎﱏ ﰱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ )٤١٩١(، ﻭﺫﻛﺮﻩ‬ ‫ﻟﻪ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻭﻃﺮﻕ ﰒ ﻗﺎﻝ: »ﻭﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﻓﺎﳊﺪﻳﺚ ﻗﻮﻯ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ«. ﻭﺍﻧﻈﺮ: ﻛﺸﻒ ﺍﳋﻔﺎﺀ‬ ‫١/٥٢٣، ﻭﺍﲢﺎﻑ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺘﻘﲔ ٣/١٦١.‬
  • 515. ‫-٢١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻭﻃﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ، ﰒ ﺟﺎﺀ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﳛﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺻﻌﺒﺖ ﺍ‪‬ﺎﻫﺪﺓ، ﺇﻻ‬ ‫ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺻﻒ ﺣﺮﺏ ﻭﺃﻥ ﻋﺪﻭﻩ ﻻ ﻳﻔﺘﺮ ﻋﻨﻪ، ﻓﺈﻥ ﻓﺘﺮ ﰲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ‬ ‫ﺃﺑﻄﻦ ﻟﻪ ﻣﻜﻴﺪﺓ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻟﻪ ﻛﻤﻴﻨ‪‬ﺎ.‬ ‫ﻭﳓﻦ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻴﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻓﱳ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺷﺮ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻧﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﳎﻴﺐ. ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ.‬
  • 516. ‫-٣١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫اﻟـﻔـﻬـﺮس‬ ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮع‬ ‫ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ........................................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻠﺰﻭﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﺫﻡ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﻋﲔ .....................................‬ ‫ﺫﻡ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﳌﺒﺘﺪﻋﲔ ...................................................‬ ‫ﻟﺰﻭﻡ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ..................................................‬ ‫)ﻓﺼﻞ( ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ .............................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻓﱳ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﻣﻜﺎﻳﺪﻩ ........................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺄﻥ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺷﻴﻄﺎﻧ‪‬ﺎ( ...............................‬ ‫)ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﳚﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﳎﺮﻯ ﺍﻟﺪﻡ( .........................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ( ......................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﰲ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ...................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ......................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻫﺮﻳﺔ ..............................................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻌﻴﲔ( ..........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ ....................................‬ ‫ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ......................................................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳍﻴﺎﻛﻞ( ....................................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ( .......................................‬ ‫‪‬ﺒ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋ‪‬ﺎﺩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ....................................‬ ‫‪‬ﺒ‬
  • 517. ‫-٤١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺑﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ..........................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ( ............................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺣﺪﻱ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ................................‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺣﺪﻱ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ ..........................................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ( .............................................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ( ...........................................‬ ‫)ﻭﻣﻦ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ( .............................‬ ‫)ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﲔ( ...........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍ‪‬ﻮﺱ .........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺠﻤﲔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻠﻚ .......................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺣﺪﻱ ﺍﻟﺒﻌﺚ .................................‬ ‫ﻣﺒﺪﺃ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ....................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ......................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ........................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ......................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ........................................‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ .........................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ..............................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ.........................................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ‬ ‫)ﻓﺼﻞ( ﺫﻛﺮ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ .........................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ...........‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ................................................‬
  • 518. ‫-٥١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ...............................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ .........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺈﺩﺧﺎﳍﻢ ﰲ ﺍﳉﺪﻝ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ........................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮ ‪‬ﺎﻅ ﻭﺍﻟﻘ ‪‬ﺎﺹ ....................................‬ ‫ﹸﺼ‬ ‫‪‬ﻋ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ .....................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ .............................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ .......................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﰲ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ .....................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ...................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﺑﺔ ﻭﺍﳊﺪﺙ................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ..........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻷﺫﺍﻥ ...........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ..........................................‬ ‫ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻨﻦ ...........................................................‬ ‫ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ ................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ......................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻡ ...........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﺞ ............................................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ...............................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ..........................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻣﺮﻳﻦ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﺎﻫﲔ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻜﺮ ...................‬
  • 519. ‫-٦١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ...................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ....................................................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ .....................................................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ....................................................‬ ‫ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺫ ‪‬ﻬﻢ .................................................‬ ‫ﻣ‬ ‫ﺗﻔ ‪‬ﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺒﺎﺣﺎﺕ .......................................‬‫ﺴ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﻟﺰ ‪‬ﺎﺩ ................‬ ‫ﻫ‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ..................................................‬ ‫ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻳﻘ ‪‬ﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴ‪‬ﺔ....................‬ ‫ﻨ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﻏﲑﻩ ....................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ .............................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﻼﺓ.....................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﻛﻦ .............................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻋﻨﻬﺎ .....‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﲡ ‪‬ﺩﻫﻢ ........................................‬ ‫ﺮ‬ ‫ﺍﻟﺼﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﳌﺮﺽ ..............................................‬ ‫ﺯﻫﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺎﻝ..................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻟﺒﺎﺳﻬﻢ ..............................‬ ‫ﺍﻟﺰﻫﺪ ﰲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ .......................................................‬ ‫ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻔﻮﻁ ﺍﳌﺮﻗﻌﺎﺕ ..................................................‬ ‫ﻛﺜﺮﺓ ﺗﺮﻗﻴﻊ ﺍﳌﺮﻗﻌﺔ.....................................................‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﻛﺮﺍﻫﺘﻪ .......................................‬ ‫ﻟﺒﺲ ﺍﻟﺼﻮﻑ .........................................................‬
  • 520. ‫-٧١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ‪‬ﻈﻬﺮ ﺍﻟﺰﻫﺪ ..............................................‬ ‫ﻳ‬ ‫ﲡﻮﻳﺪ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ .........................................................‬ ‫ﺍﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﺗﻘﺼﲑ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ................................................‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﳚﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺧﺮﻗﺔ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ .....................‬ ‫ﲣﺼﻴﺺ ﺛﻴﺎﺏ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﺛﻴﺎﺏ ﻟﻠﺨﻼﺀ ...................................‬ ‫ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ........................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻣﻄﺎﻋﻤﻬﻢ ﻭﻣﺸﺎﺭﻬﺑﻢ ..................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﹸﺮﻑ ﳑﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻗﺪﻣﺎﺅﻫﻢ...........................................‬ ‫ﻃ ٍ‬ ‫ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ ...............................................‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺍﳋﻄﺄ ﻓﻴﻬﺎ...‬ ‫)ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﳉﻮﻉ( ....................................................‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﺫﻛﺮ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺒﲔ ﺧﻄﺄﻫﻢ ﰲ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ ..........................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟ ‪‬ﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪ .............‬ ‫ﺴ‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰱ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ .................................................‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻮﺡ ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻣﻨﻬﻤﺎ ............‬ ‫)ﻓﺼﻞ(: ﰲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﺒ‪‬ﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﱠﻖ ﻬﺑﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﺯ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ .................‬ ‫ﻠ‬ ‫‪‬‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ........................................‬ ‫ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ..............................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﺪ ...............................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﺪ .........................................‬ ‫ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻮﺟﺪ ...........................................................‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻃﺮﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺻ ﹼﻘﻮﺍ.........................................‬ ‫ﻔ‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻗﻮﻱ ﻃﺮﻬﺑﻢ ﺭﻗﺼﻮﺍ.................................................‬
  • 521. ‫-٨١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ..................................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﻘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺧﺮﻗﹰﺎ .............................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ .............‬ ‫ﳎﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ........................................................‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺇﻃﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ...................................................‬ ‫ﺍﳌﺮﺽ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﶈﺒﺔ ..................................................‬ ‫ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﰲ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ..................................‬ ‫ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ .............................................‬ ‫ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ...........................................................‬ ‫ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺮﺩ ....................................................‬ ‫ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ......................................................‬ ‫ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺩﺍﻥ ................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺗﺮﻙ‬ ‫ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺯ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ...................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ .........................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ..‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ ....................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﺸﻊ ﻭﻣﻄﺄﻃﺄﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ..........................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ .................................‬ ‫ﳏﺎﺫﻳﺮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ....................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﻃﻠﺐ ﺍﻷﻭﻻﺩ ....................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ....................‬
  • 522. ‫-٩١٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ .......................................‬ ‫ﺍﳌﺸﻲ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ........................................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻔﻼﺓ ﺑﻐﲑ ﺯﺍﺩ .............................‬ ‫ﺳﻴﺎﻕ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺃﺳﻔﺎﺭﻫﻢ ﻭﺳﻴﺎﺣﺎ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺸﺮﻉ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ .....................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﳍﻢ ﻣﻴﺖ .......................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ..................‬ ‫ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﻛﻬﻢ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ .........................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺩﻓﻨﻬﻢ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺇﻟﻘﺎﺋﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﻏﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ............‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ .....................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .......................................‬ ‫ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺸﻄﺢ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ................................‬ ‫ﺑﻴﺎﻥ ﲨﻠﺔ ﻣﺮﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻨﻜﺮﺓ ........................‬ ‫ﺭﺃﻱ ﺑﻌﺾ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻼﻣﺘﻴﺔ ...................................‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻧﺪﺱ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ...................................‬ ‫ﺫﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﺃﻓﻌﺎﳍﻢ: ﻧﻘﺪ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﺄﻭﻳﻼ‪‬ﻢ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺪﻳﻨﲔ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﳌﻐﺘ ‪‬ﻳﻦ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ .............................................‬ ‫ﺮ‬ ‫ﲢﺬﻳﺮ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ........................................‬ ‫ﺍﳊﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ ......................................‬ ‫ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﻄﺢ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ: ﳐﺎﺭﻳﻖ ﺍﳊﻼﺝ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺱ .......‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ .......................‬
  • 523. ‫-٠٢٥-‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ..................‬ ‫ﳐﺎﻟﻔﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺗﻘﺪﳝﻬﻢ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ .........................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻗﺪﺣﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ........................................‬ ‫ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﳌﺘﺰﻫﺪﻳﻦ ......................................................‬ ‫ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ..............................................‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ .......................................................‬ ‫ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﹼﺔ ﺧﲑ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﲟﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ .........................‬ ‫ﻠ‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌ‪‬ﺎﺭﻳﻦ ﰲ ﺃﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ................................‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﻭﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ ...................................‬ ‫ﺣﻀﻮﺭ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ..................................................‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ......................................................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ....................................................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ........................................‬ ‫ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ..............................................‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﰲ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﺒﻴﺲ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻄﻮﻝ ﺍﻷﻣﻞ .....‬ ‫ﻓﻬﺮﺱ ﺍﶈﺘﻮﻳﺎﺕ ......................................................‬